كِتاب يورانشيا
الجزء الثاني
برعاية كتيبة من شخصيات الكون العظيم في نِبادون متصرفون بسُلطة من جبرائيل ساﻟﭭينغتون
كِتاب يورانشيا
ورقة 32
32:0.1 (357.1) إن كوناً محلياً هو العمل اليدوي لإبن خالق من مرتبة ميخائيل من الفردوس. يشتمل على مائة بُرج, كل بُرج يضم مائة نظام من العوالم المأهولة. كل نظام سيحتوي في النهاية على قرابة ألف من الأجواء المأهولة.
32:0.2 (357.2) هذه الأكوان من الزمان والفضاء كلها تطورية. الخطة الخلاَّقة لميخائيليي الفردوس تتقدم دائماً على طول ممر التطور التدريجي والنمو التدرجي للطبائع والقدرات الفيزيائية, والفكرية, والروحية للمخلوقات المتنوعة التي تسكن المراتب المتنوعة للأجواء التي يشملها مثل هذا الكون المحلي.
32:0.3 (357.3) تنتمي يورانشيا إلى كون محلي الذي سلطانه هو الله-الإنسان لنِبادون, يسوع الناصري وميخائيل ساﻟﭭينغتون. وجميع خطط ميخائيل لهذا الكون المحلي قد صُدّق عليها كلياً من قِبل ثالوث الفردوس قبل أن شرع أبداً على مغامرة الفضاء السامية.
32:0.4 (357.4) يمكن لأبناء الله إختيار عوالم نشاطاتهم الخلاَّقة, لكن هذه الخلائق المادية كانت في الأساس مشروعة ومخططة من قِبل معماريي الفردوس للكون الرئيسي.
32:1.1 (357.5) إن مناورات ما قبل الكون لقوة-الفضاء والطاقات البدائية هي عمل منظمي القوة الرئيسيين الفردوسيين؛ لكن في مجالات الكون العظيم, عندما تصبح الطاقة المنبثقة متجاوبة إلى جاذبية محلية أو خطية, فهم يتقاعدون لصالح موجهي القدرة للكون العظيم المعني.
32:1.2 (357.6) موجهو القدرة هؤلاء يعملون وحدهم في الأطوار السابقة للمادية وبعد القوة لخلق كون محلي. ليست هناك فرصة لإبن خالق لكي يبدأ تنظيم كون إلى أن يكون موجهو القدرة قد نفذوا تعبئة طاقات الفضاء بما فيه الكفاية لتزويد الأساس المادي--حرفياً شموس وأجواء مادية--للكون المنبثق.
32:1.3 (357.7) كل الأكوان المحلية هي تقريباً من نفس إمكانية الطاقة, ولو أنها تختلف إلى حد كبير في الأبعاد الفيزيائية وقد تتنوع في محتوى المادة المرئية من وقت لآخر. يتم تحديد شحنة القدرة ومعطيات المادة-المحتملة لكون محلي من خلال مناورات موجهي القدرة وأسلافهم وكذلك من خلال نشاطات الإبن الخالق ومن خلال منحة التحكم الفيزيائي الفطري التي يمتلكها معاونه الخلاق.
32:1.4 (358.1) شحنة الطاقة لكون محلي هي واحد من مائة ألف تقريباً من منحة قوة كونه العظيم. في حالة نِبادون, كونكم المحلي, فإن تجسد الكتلة أقل بمقدار ضئيل. من الناحية الفيزيائية, يمتلك نِبادون كل المنحة الفيزيائية من الطاقة والمادة التي يمكن العثور عليها في أي من خلائق أورﭭونتون المحلية. الحد الفيزيائي الوحيد على التوسع التطوري لكون نِبادون يتألف في الشحنة الكمية لطاقة-الفضاء المحتجزة بواسطة تحكم الجاذبية للقدرات والشخصيات المرتبطة لآلية الكون المُدمجة.
32:1.5 (358.2) عندما تكون المادة-الطاقة قد بلغت مرحلة معينة من تجسد الكتلة, يظهر إبن خالق فردوسي على المسرح, مرافق بإبنة خلاَّقة للروح اللانهائي. بالتزامن مع وصول الإبن الخالق, يبدأ العمل على الجو المعماري الذي سيصبح عالم المقر للكون المحلي المتوقع. لعصور طويلة يتطور ذلك الخلق المحلي, شموس تصبح مستقرة, تتشكل كواكب وتتأرجح نحو مداراتها, بينما يستمر عمل خلق العوالم المعمارية التي ستخدم بمثابة مراكز إدارة أبراج وعواصم أنظمة.
32:2.1 (358.3) يُسبَق الأبناء الخالقون في تنظيم كون بموجهي القدرة وكائنات أخرى تنشأ في المصدر والمركز الثالث. من طاقات الفضاء, التي نظمت من قبل, أسس ميخائيل الإبن الخالق لكم, العوالم المأهولة لكون نِبادون وأبداً منذ ذلك الحين كان مكرساً بعناء إلى إدارتها. من الطاقة سابقة الوجود يجسد هؤلاء الأبناء الإلهيين المادة المرئية, ويشرعون المخلوقات الحية, وبالتعاون من حضور الكون للروح اللانهائي, يخلقون حاشية متنوعة من شخصيات الروح.
32:2.2 (358.4) موجهو القدرة هؤلاء والمتحكمون بالطاقة الذين سبقوا الإبن الخالق منذ أمد طويل في العمل الفيزيائي التمهيدي لتنظيم كون يخدمون أخيراً في ارتباط رائع مع إبن الكون هذا, باقون إلى الأبد في سيطرة مرتبطة بتلك الطاقات التي نظموها وأداروها في الأصل. يعمل هناك الآن على ساﻟﭭينغتون نفس المائة مركز قدرة الذين تعاونوا مع الإبن الخالق الخاص بكم في التشكيل الأصلي لهذا الكون المحلي.
32:2.3 (358.5) تألف أول عمل مكتمل للخلق الفيزيائي في نِبادون في تنظيم عالم مركز الإدارة, الجو المعماري لساﻟﭭينغتون, مع سواتله. منذ وقت التحرك الابتدائي لمراكز القدرة والمتحكمين الفيزيائيين إلى وصول الموظفين الأحياء على الأجواء المتمَمة لساﻟﭭينغتون, تداخل هناك أكثر بقليل من بليون سنة من أزمنة كوكبكم الحالية. أُتبع بناء ساﻟﭭينغتون مباشرة بخلق المائة عالم مراكز الإدارات للأبراج المشروعة والأجواء المقرات العشرة آلاف للأنظمة المحلية المشروعة للتحكم الكوكبي والإدارة, سوية مع سواتلها المعمارية. صممت هذه العوالم المعمارية لإيواء كل من الشخصيات الفيزيائية والروحية بالإضافة إلى المورونشيا المتداخلة أو المراحل الإنتقالية للكيان.
32:2.4 (359.1) ساﻟﭭينغتون, مركز إدارة نِبادون, واقعة بالضبط عند مركز كتلة طاقة الكون المحلي. لكن كونكم المحلي ليس نظاماً فلكياً فردياً, على أن نظاماً كبيراً يتواجد عند مركزه الفيزيائي.
32:2.5 (359.2) ساﻟﭭينغتون هي مركز الإدارة الشخصي لميخائيل نِبادون, لكنه لن يكون دائماً متواجداً هناك. في حين أن الأداء السلس لكونكم المحلي لم يعد يتطلب الحضور الثابت للإبن الخالق عند الجو العاصمة, فهذا لم يكن صحيحاً في الحقب الأبكر من التنظيم الفيزيائي. لا يستطيع إبن خالق أن يترك عالم مركز إدارته حتى ذلك الوقت حيث يُدخل إستقرار الجاذبية للعالم حيز التنفيذ من خلال تجسيد طاقة كافية لتمكين الدارات والأنظمة المتنوعة من موازنة أحدها الآخر بواسطة التجاذب المادي المتبادل.
32:2.6 (359.3) في الوقت الحاضر, اكتملت الخطة الفيزيائية للكون, والإبن الخالق, بالتعاون مع الروح الخلاَّقة, يشرع خطته لخلق الحياة؛ حيث يبدأ هذا التمثيل للروح اللانهائي عمله الكوني كشخصية خلاَّقة متميزة. عندما تتم صياغة هذا العمل الخلاَّق الأول وينَّفَذ, ينبثق هناك إلى حيز الوجود نجم الصباح واللامع, التشخيص لهذا المفهوم الخلاَّق الإبتدائي من هوية ومثال الألوهية. هذا هو الرئيس التنفيذي للكون, المعاون الشخصي للإبن الخالق, واحد مثله في كل جوانب الصفة, وإن كان محدوداً بشكل ملحوظ في سجايا الألوهية.
32:2.7 (359.4) والآن حيث أن اليد اليمنى المساعد والرئيس التنفيذي للإبن الخالق قد تم تقديمه, يستتبع هناك الإحضار إلى حيز الوجود لمجموعة واسعة ورائعة من المخلوقات المتنوعة. أبناء وبنات الكون المحلي يُقبِلون, وبعد ذلك بوقت قصير تُزوَد الحكومة لذلك الخلق, ممتدة من المجالس السامية للكون إلى آباء الأبراج وسلاطين الأنظمة المحلية--تجمعات تلك العوالم التي صُممت لاحقاً لتصبح الأوطان للأجناس البشرية المتنوعة من مخلوقات المشيئة؛ وسيرأس كل من هذه العوالم أمير كوكبي.
32:2.8 (359.5) وبعد ذلك, عندما يكون هكذا كون قد نُظِم تماماً وأصبح مأهولاً للملئ, يدخل الإبن الخالق في مقترح الأب لخلق الإنسان البشري في صورتهما الإلهية.
32:2.9 (359.6) لا يزال التنظيم لمقامات كوكبية قيد التقدم في نِبادون, لأن هذا الكون, هو حقاً, عنقود يافع في العوالم النجمية والكوكبية لأورﭭونتون. عند التسجيل الأخير كان هناك 3,840,101 كوكب مأهول في نِبادون, وساتانيا, النظام المحلي لعالمكم, هو نموذجي نسبياً لأنظمة أخرى.
32:2.10 (359.7) ليس ساتانيا نظاماً فيزيائياً موحداً, وحدة فلكية فردية أو تنظيم. تقع عوالمه المأهولة الـ 619 في أكثر من خمسمائة نظام فيزيائي مختلف. خمسة فقط لديهم أكثر من عالمين مأهولين, ومن تلك واحد فقط لديه أربعة كواكب مأهولة بأناس, بينما هناك ستة وأربعون لديهم عالمين مأهولين.
32:2.11 (359.8) نظام ساتانيا من العوالم المأهولة معزول بعيداً من يوﭭرسا وذلك العنقود الشمسي الكبير الذي يعمل كالمركز الفلكي والفيزيائي للكون العظيم السابع. من جيروسِم, المركز الإداري لساتانيا, إنها ما يزيد عن مائتي ألف سنة ضوئية إلى المركز الفيزيائي للكون العظيم أورﭭونتون, بعيداً, بعيداً جداً في القطر الكثيف لدرب التبانة. تقع ساتانيا على الحافة الخارجية للكون المحلي, ونِبادون الآن هو إلى الخارج تجاه حافة أورﭭونتون. من نظام العوالم المأهولة الأقصى بُعداً إلى مركز الكون العظيم هناك أقل بقليل من مائتين وخمسين ألف سنة ضوئية.
32:2.12 (360.1) يتأرجح كون نِبادون الآن بعيداً إلى الجنوب والشرق في دارة الكون العظيم أورﭭونتون. أقرب الأكوان الجيران هي: أﭭالون, هِنسِلون, سانسِلون, بورتالون, وُﻟﭭرينغ, فانوﭭينغ, وأﻟﭭورنغ.
32:2.13 (360.2) لكن تطور الكون المحلي هو رواية طويلة, الأوراق التي تتعامل مع الكون العظيم تقدم هذا الموضوع, تلك من هذا الباب, معاملة الخلائق المحلية, تواصلها, بينما تلك التي ستتبع, التي تمس تاريخ ومصير يورانشيا, تتمم القصة. لكن يمكنك أن تستوعب بشكل كافٍ مصير بشر هكذا خلق محلي فقط بالقراءة المتمعنة لروايات حياة وتعاليم الإبن الخالق الخاص بكم كما عاش مرة حياة الإنسان في شبه جسد بشري, على عالمكم التطوري الخاص.
32:3.1 (360.3) الخلق الوحيد المستقر بكمال هو هاﭭونا, الكون المركزي, الذي صُنع مباشرة بفكر الأب الكوني وكلمة الإبن الأبدي. هاﭭونا هي كون وجودي, مثالي, وممتليء, يحيط بمنزل الآلهة الأبدية, مركز كل الأشياء. خلائق الأكوان العظمى السبعة متناهية, تطورية, وتقدمية باستمرار.
32:3.2 (360.4) الأنظمة الفيزيائية للزمان والفضاء كلها تطورية في الأصل. هي ليست حتى مستقرة فيزيائياً إلى أن تُؤرجح نحو الدارات المستقرة لأكوانها العظمى. ولا يستقر كون محلي في النور والحياة حتى استنفاذ إمكانياته الفيزيائية للتوسع والتطوير, وإلى أن يكون الوضع الروحي لكل عوالمه المأهولة قد استقر وتوازن إلى الأبد.
32:3.3 (360.5) ما عدا في الكون المركزي, فإن الكمال هو إحراز تدريجي. في الخلق المركزي لدينا نموذج للكمال, لكن كل العوالم الأخرى يجب أن تحرز ذلك الكمال من خلال الأساليب المؤسسة من أجل النهوض بتلك العوالم أو الأكوان الخاصة. ومنوعات لانهائية تقريباً تميز خطط الأبناء الخالقين من أجل تنظيم, تطوير, تأديب, وإرساء أكوانهم المحلية المختصة.
32:3.4 (360.6) باستثناء الحضور الإلهي للأب, فكل كون محلي, هو بمعنى ما, نسخة مضاعفة للتنظيم الإداري للخلق المركزي أو النموذج. مع أن الأب الكوني هو حاضر شخصياً في الكون الإقامي, إلا أنه لا يسكن عقول الكائنات التي تنشأ في ذلك الكون كما يسكن حرفياً مع نفوس بشر الزمان والفضاء. يبدو أن هناك تعويض كلي الحكمة في تعديل وتنظيم الشؤون الروحية للخلق النائي. في الكون المركزي الأب حاضر شخصياً على هذا النحو لكن غائب في عقول أولاد ذلك الخلق المثالي؛ في أكوان الفضاء الأب غائب شخصياً, كونه ممثل بأبنائه السلاطين, بينما هو حاضر بود في عقول أولاده البشر, كائن مُمثَل روحياً بالحضور السابق للشخصي لمَراقب الغموض المقيمين في عقول مخلوقات المشيئة هؤلاء.
32:3.5 (360.7) على مركز إدارة كون محلي هناك يقيم كل أولئك الشخصيات الخالقة والخلاَّقة الذين يمثلون سُلطة قائمة-بذاتها وحكم ذاتي إداري باستثناء الحضور الشخصي للأب الكوني. في الكون المحلي هناك ليوجد شيء ما من كل واحد من كل صنف تقريباً من الكائنات الذكية الموجودة في الكون المركزي ما عدا الأب الكوني. مع أن الأب الكوني ليس حاضراً شخصياً في كون محلي, فهو مُمَثـَل شخصياً بإبنه الخالق, الذي كان في وقت ما نائباً لله ولاحقاً حاكم سامي وذو سيادة في حقه الخاص.
32:3.6 (361.1) الأبعد نزولاً نذهب في سُلم الحياة, الأكثر صعوبة يصبح إيجاد, بعين الإيمان, الأب غير المرئي. المخلوقات الأدنى--وأحياناً حتى الشخصيات الأعلى-- دائماً تجد صعوبة في تصور الأب الكوني في أبنائه الخالقين. وهكذا, لغاية وقت تمجدهم الروحي, عندما كمال التقدم سيقدرهم أن يروا الله شخصياً, هم ينمون متعبين في تدرج, تخامرهم شكوك روحية, يتعثرون نحو الإرتباك, وبهذا ينأون بأنفسهم عن الغايات الروحية التقدمية لزمانهم وكونهم. بهذه الطريقة يفقدون المقدرة على رؤية الأب عندما يُشاهدون الإبن الخالق. أسلم الضمانات للمخلوق في كل أثناء الكفاح الطويل لإحراز الأب, في أثناء هذا الوقت عندما تجعل الشروط الكامنة ذلك الإحراز مستحيلاً, هو التشبث بواقع-حقيقة حضور الأب في أبنائه. حرفياً ومجازاً, روحياً وشخصياً, الأب والأبناء هم واحد. إنه واقع: الذي قد رأى إبن خالق قد رأى الأب.
32:3.7 (361.2) شخصيات كون ما هي مستقرة ويمكن الإعتماد عليها, عند البداية, فقط وفقاً لدرجة قرابتهم إلى الإله. عندما يبتعد أصل المخلوق بما فيه الكفاية عن المصادر الإلهية والأساسية, سواء كنا نتعامل مع أبناء الله أو مخلوقات الإسعاف المنتمية إلى الروح اللانهائي, فهناك زيادة في إمكانية عدم الألفة, الإرتباك, وأحياناً التمرد--الخطيئة.
32:3.8 (361.3) باستثناء الكائنات المثالية من أصل إلهي, كل مخلوقات المشيئة في الأكوان العظمى هم ذوي طبيعة تطورية, بادئين في حالة متواضعة ومتسلقين أبداً صعوداً, في واقع الأمر إلى الداخل. حتى شخصيات روحية عالية تستمر في إرتقاء سُلم الحياة بترجمات تدرجية من حياة إلى حياة ومن جو إلى آخر. وفي حالة أولئك الذين يستضيفون مَراقب الغموض, حقاً ليس هناك حدود للأعالي الممكنة لإرتقائهم الروحي وإحرازهم الكوني.
32:3.9 (361.4) كمال مخلوقات الزمان, عندما يُنجز أخيراً, هو كلياً تحصيل, إمتلاك شخصية غير زائف. بينما تمتزج عناصر النعمة بحرية, مع ذلك, تكون إحرازات المخلوق نتيجة مجهود فردي وعيش فعلي, تفاعل شخصية إلى البيئة الموجودة.
32:3.10 (361.5) حقيقة أصل التطور الحيواني لا تلصق وصمة عار إلى أي شخصية في نظر الكون حيث ذلك هو الأسلوب الحصري لإنتاج نوع أو نوعين أساسيين من مخلوقات مشيئة ذات ذكاء متناه. عندما تُحرَز أعالي الكمال والأبدية, كل مزيد الشرف لأولئك الذين بدأوا عند الحضيض وتسلقوا بفرح سُلم الحياة, دورة بدورة, والذين, عندما يصلون أعالي المجد, سيكونون قد اكتسبوا تجربة شخصية التي تجسد معرفة فعلية لكل مرحلة للحياة من الأسفل إلى الأعلى.
32:3.11 (361.6) في كل هذا تُرى حكمة الخالقين. سيكون من السهل تماماً على الأب الكوني أن يجعل كل البشر كائنات مثالية, لإضفاء الكمال بكلمته الإلهية. لكن ذلك سيحرمهم من التجربة الرائعة للمغامرة والتدريب المرتبطين بالتسلق الطويل والتدريجي نحو الداخل. تجربة لتُنال فقط بأولئك المحظوظين جداً بحيث يبدأون عند غاية أسفل الوجود الحي.
32:3.12 (362.1) في الأكوان التي تطوق هاﭭونا هناك يتم توفير عدد كافٍ فقط من الكائنات المثالية لتلبية الحاجة إلى مرشدين معلمين قدوة لأولئك الذين يرتقون السلم التصاعدي للحياة. الطبيعة الإختبارية للنوع التطوري للشخصية هي التكملة الفلكية الطبيعية للطبائع الدائمة-الكمال لمخلوقات هاﭭونا-الفردوس. في الواقع, كِلا المخلوقات المثالية والمُكمَلة هما غير مكتملين بالنسبة إلى مجمل التناهي. لكن في الرابطة المتممة لمخلوقات الكمال الوجودي من نظام هاﭭونا-الفردوس مع النهائيين المُكمَلين بالخبرة, الصاعدون من الأكوان التطورية, يجد كِلا النوعان تحرراً من القيود الفطرية وبهذا يمكنهم معاً محاولة وصول الآفاق السامية لمنتهى وضع المخلوق.
32:3.13 (362.2) تعاملات المخلوق هذه هي تداعيات الكون للأفعال وردود الأفعال ضمن الإله السباعي, حيث الألوهية الأبدية لثالوث الفردوس هي متحدة مع الألوهية المتطورة للخالقين السُماة من أكوان الزمان-الفضاء في, من قِبل, ومن خلال الإله متجسد-القدرة للكائن الأسمى.
32:3.14 (362.3) مخلوق الكمال الإلهي ومخلوق الإكتمال التطوري متساويان في درجة إمكانات الألوهية, لكنهما يختلفان في النوع. كلٌ يجب أن يعتمد على الآخر لتحقيق سمو الخدمة. الأكوان العظمى التطورية تعتمد على هاﭭونا المثالية لتزويد التدريب النهائي لمواطنيها الصاعدين, لكن كذلك يتطلب الكون المركزي المثالي وجود الأكوان العظمى المُكمِلة للتزويد للتنمية الكاملة لسكانه الهابطين.
32:3.15 (362.4) التجليات الإثنتان الرئيسيتان للواقع المتناهي, الكمال الفطري والكمال المتطور, سواء كانوا شخصيات أو أكوان, منسقين, معتمِدين, ومتكاملين, كل يتطلب الآخر لإنجاز إتمام وظيفة, خدمة, ومصير.
32:4.1 (362.5) لا تخالج الفكرة بأن, حيث أن الأب الكوني قد فوض الكثير من ذاته وقدرته للآخرين, فهو عضو صامت وغير نشيط لشراكة الإله. بصرف النظر عن مجالات الشخصية وإغداق الضابط, فإنه على ما يبدو الأقل نشاطاً من آلهة الفردوس من حيث أنه يسمح لمنسقيه الإلهييَن, أبنائه, والعديد من الذكاءات المخلوقة بأداء الكثير جداً في تنفيذ هدفه الأبدي. هو العضو الصامت للثلاثي الخلاَّق فقط في أنه لا يقوم أبداً بأي شيئ يستطيع أي من معاونية المنسقين أو التابعين فعله.
32:4.2 (362.6) لدى الله تفهم كامل لحاجة كل مخلوق ذكي للوظيفة والتجربة, ولذلك, في كل حالة, سواء كانت معنية بمصير كون أو رفاهية الأكثر تواضعاً من مخلوقاته, ينسحب الله من النشاط لصالح مجرة الشخصيات مخلوقة وخالقة الذين يتداخلون فطرياً بينه وأي حالة كون معينة أو حدث خلاَّق. لكن بالرغم من هذا الإنسحاب, هذا العرض للتنسيق اللانهائي, فهناك من جانب الله مشاركة فعلية, حرفية, وشخصية في هذه الأحداث بواسطة ومن خلال هذه الشخصيات والوكالات المعيَنة. الأب يعمل في ومن خلال كل تلك القنوات لأجل رفاهية كل خلقه النائي.
32:4.3 (363.1) وفيما يتعلق بسياسات, تصرف, وإدارة كون محلي, فالأب الكوني يعمل في شخص إبنه الخالق. في العلاقات المتبادلة بين أبناء الله, في الإتحادات الجماعية للشخصيات من أصل في المصدر والمركز الثالث, أو في العلاقة بين أي مخلوقات أخرى, مثل كائنات إنسانية--بما يخص تلك الصِلات, فالأب الكوني لا يتدخل أبداً. قانون الإبن الخالق, حكم آباء الأبراج, سلاطين الأنظمة, والأمراء الكوكبيين--السياسات والإجراءات المعينة لذلك الكون--دائماً تسود. ليس هناك إنقسام للسُلطة؛ ولا هناك عمل متقاطع للهدف والقدرة الإلهية. الآلهة في إجماع مثالي وأبدي.
32:4.4 (363.2) يحكم الإبن الخالق بسمو في كل أمور الصِلات الأدبية, علاقات أي قسم من المخلوقات إلى أي صنف آخر من المخلوقات أو إلى إثنين أو أكثر من الأفراد داخل أي مجموعة ما؛ لكن مثل هذه الخطة لا تعني بأن الأب الكوني لا يمكنه بطريقته الخاصة أن يتدخل وأن يفعل ما يرضي العقل الإلهي مع أي مخلوق فرد في أنحاء كل الخلق, كما يتعلق بالوضع الحاضر لذلك الفرد أو الآفاق المستقبلية وكما يتعلق بخطة الأب الأبدية وهدفه اللانهائي.
32:4.5 (363.3) في مخلوقات المشيئة البشر الأب حاضر فعلياً في الضابط الساكن, جزء من روحه السابق الشخصي؛ والأب هو أيضاً مصدر الشخصية لهكذا مخلوق مشيئة بشري.
32:4.6 (363.4) ضباط الفكر هؤلاء, إغداقات الأب الكوني, معزولون نسبياً؛ إنهم يسكنون العقول الإنسانية لكن ليس لديهم إتصال واضح بالشؤون الأدبية لخلق محلي. ليسوا منسقين مباشرة مع الخدمة السيرافية ولا مع إدارة الأنظمة, أو الأبراج, أو كون محلي, ولا حتى مع حكم إبن خالق, الذي مشيئته هي القانون الأسمى لكونه.
32:4.7 (363.5) الضباط الساكنون هم إحدى وسائط الله المنفصلة إنما الموحدة للإتصال مع مخلوقات كل خلقه عدا اللانهائي. هكذا هو غير المرئي للإنسان البشري يُجلي حضوره, ولو أراد أن يفعل ذلك هو سيُظهر نفسه إلينا بطرق أخرى بعد, لكن هكذا كشف إضافي ليس ممكن إلهياً.
32:4.8 (363.6) يمكننا أن نرى ونفهم الآلية التي بها يتمتع الأبناء بمعرفة ودية وتامة بما يخص الأكوان تحت حكمهم القضائي؛ لكننا لا نستطيع أن نستوعب تماماً الطرق التي بها الله يلم إلماماً كاملاً وشخصياً بتفاصيل كون الأكوان, على الرغم من أننا على الأقل نستطيع أن نتعرف على المنهج الذي يستطيع به الأب الكوني أن يتلقى معلومات بشأن, الكائنات من خلقه الهائل, ويُجلي حضوره إليهم. من خلال دارة الشخصية الأب مطلع--لديه معرفة شخصية--بكل أفكار وأعمال جميع الكائنات في كل الأنظمة لكل الأكوان في كل الخلق. ولو أننا لا يمكننا أن ندرك بشكل كلي هذه التقنية لمخالطة الله مع أولاده, يمكننا أن نكون معززين في التأكد بأن "الرب يعرف أولاده", وبأنه لكل واحد منا "هو يحيط علماً حيث ولدنا".
32:4.9 (363.7) في كونك وفي قلبك الأب الكوني حاضر, من الناحية الروحية, من خلال أحد الأرواح الرئيسية السبعة من المقام المركزي, وعلى وجه التحديد, بالضابط الإلهي الذي يسكن ويعمل وينتظر في أعماق العقل البشري.
32:4.10 (363.8) ليس الله شخصية متمحورة حول الذات؛ يوزع الأب ذاته مجاناً لخلقه وإلى مخلوقاته. هو يسكن ويعمل, ليس فقط في الآلهة, بل كذلك في أبنائه, الذين يستأمنهم بفعل كل شيء ممكن إلهياً لهم للقيام به. قد تجرد الأب الكوني حقاً من كل عمل ممكن لكائن آخر تنفيذه. وهذا هو تماماً صحيح لإنسان بشري مثلما للإبن الخالق الذي يحكم عوضاً عن الله عند مركز إدارة كون محلي. بالتالي نحن نشاهد العمل الظاهري للمحبة المُثلى واللانهائية للأب الكوني.
32:4.11 (364.1) في هذا الإغداق الكوني لذاته لدينا برهان وافر على كل من مقدار ونُبل طبيعة الأب الإلهية. إن كان الله قد حجز البتة من ذاته عن الخلق الكوني, عندئذٍ من تلك الفضلة هو في كرم مسرف بإغداقه ضباط الفكر على بشر العوالم, مَراقب الغموض للزمان, الذين بغاية الصبر يسكنون البشر المُرشحين من أجل حياة أزلية.
32:4.12 (364.2) لقد سكب الأب الكوني ذاته, كما كان, ليجعل كل الخلق أغنياء في امتلاك الشخصية والإحراز الروحي المحتمل. لقد وهبنا الله ذاته بحيث يمكننا أن نكون مثله, واستبقى من أجل ذاته من القدرة والمجد فقط ما هو ضروري للحفاظ على تلك الأشياء من أجل المحبة التي بالتالي قد جرد ذاته من كل الأشياء الأخرى.
32:5.1 (364.3) هناك هدف عظيم ومجيد في مسيرة الأكوان خلال الفضاء. كل كفاحكم البشري ليس هباء. كلنا جزء من خطة هائلة, مشروع عملاق, وإنه إتساع التعهد الذي يجعل من المستحيل رؤية الكثير جداً منه في أي وقت واحد وأثناء أي حياة واحدة. كلنا جزء من مشروع أبدي يُشرف عليه الآلهة ويتمونه. كل الآلية الرائعة والكونية تتقدم بأبهة خلال الفضاء إلى موسيقى مقياس الفكر اللانهائي والهدف الأبدي للمصدر والمركز الأول.
32:5.2 (364.4) الهدف الأبدي لله الأبدي هو مثال روحي عالي. إن أحداث الزمان ونضالات الوجود المادي ما هي سوى السقالة العابرة التي تقيم جسراً إلى الجانب الآخر, إلى الأرض الموعودة للواقع الروحي والوجود العلوي. بالطبع, أنتم البشر تجدون صعوبةً في فهم فكرة هدف أبدي؛ أنتم عاجزون جوهرياً عن استيعاب فكرة الأبدية, شيء بدون بداية ولا نهاية. كل شيء مألوف لديكم له نهاية.
32:5.3 (364.5) فيما يتعلق بحياة الفرد, مدة حيز, أو التسلسل الزمني لأي سلسلة مرتبطة من الأحداث, سيبدو بأننا نتعامل مع امتداد معزول من الزمن؛ كل شيء يبدو أن لديه بداية ونهاية. وسيبدو بأن سلسلة من مثل هذه التجارب, الحيوات, العصور, أو الحقب, عندما تُنظم بشكل متلاحق, تُشكل طريقاً مستقيماً, حدثاً معزولاً للزمن يومض للحظات عبر الوجه اللانهائي للأبدية. لكن عندما ننظر إلى كل هذا من وراء الكواليس, تشير وجهة نظر أكثر شمولية وفهماً أكثر إكتمالاً بأن مثل هذا التفسير غير كافٍ, غير متصل, وكلياً غير متوافق بشكل صحيح لتبرير, وخلاف ذلك للربط بين, تعاملات الزمان مع الأهداف الضمنية والتفاعلات الأساسية للأبدية.
32:5.4 (364.6) بالنسبة لي يبدو أكثر ملاءمة, لأغراض التفسير إلى العقل البشري, تصور الأبدية كدورة والهدف الأبدي كدائرة لا تنتهي, دورة أبدية بطريقة ما متزامنة مع الدورات المادية العابرة للزمان. بما يخص قطاعات الزمان المتصلة مع دورة الأبدية, وتُشكل جزءاً منها, نحن مرغمون على الإعتراف بأن مثل هذه الحقبات المؤقتة تولد, وتعيش, وتموت تماماً كما الكائنات المؤقتة للزمان تولد, تعيش, وتموت. معظم الكائنات الإنسانية يموتون لأنهم, حيث فشلوا في تحقيق مستوى الروح لإنصهار الضابط, فإن تحولات الموت تُشكل الإجراء الممكن الوحيد الذي يمكنهم من خلاله الإفلات من أغلال الزمان وقيود الخلق المادي, بحيث يتم تمكينهم بذلك من ضرب خطوة روحية مع الموكب التدريجي للأبدية. كونكم قد نجوتم حياة الإختبار للزمان والوجود المادي, يصبح من الممكن بالنسبة لكم أن تستمروا في إتصال مع الأبدية, حتى كجزء منها, متأرجحين إلى الأبد مع عوالم الفضاء حول دائرة العصور الأبدية.
32:5.5 (365.1) قطاعات الوقت هي مثل ومضات الشخصية في شكل زمني؛ يظهرون لفصل, ومن ثم يضيعون عن النظر الإنساني, فقط ليعاودوا الظهور كممثلين جدد وعوامل مستمرة في الحياة الأعلى من التأرجح الذي لا نهاية له حول دائرة الأبدية. بالكاد يمكن إدراك الأبدية كطريق مستقيم, نظراً لإيماننا في كون مُحدد يتحرك على دائرة واسعة, وممدودة حول المسكن المركزي للأب الكوني.
32:5.6 (365.2) بصراحة, الأبدية غير ممكن استيعابها إلى عقل الزمان المتناهي. أنتم ببساطة لا يمكنكم إدراكها؛ لا يمكنكم فهمها. أنا لا أتصورها تماماً, وحتى لو فعلت, سيكون من المستحيل بالنسبة لي أن أنقل مفهومي إلى العقل الإنساني. مع ذلك, لقد بذلت قصارى جهدي لتصوير شيء من وجهة نظرنا, لإخباركم بعض الشيء عن فهمنا للأشياء الأبدية. أنا أسعى لمساعدتكم في بلورة أفكاركم حول تلك القيم التي هي ذات طبيعة لانهائية وأهمية أبدية.
32:5.7 (365.3) هناك في عقل الله خطة التي تحتضن كل مخلوق من جميع مجالاته الشاسعة, وهذه الخطة هي هدف أبدي من فرص لا حدود لها, تقدم غير محدود, وحياة لا تنتهي. والكنوز التي لا حصر لها لهكذا مهمة لا تضاهى هي لكم من أجل الكفاح!
32:5.8 (365.4) هدف الخلود إلى الأمام! مغامرة إحراز الألوهية تكمن أمامكم! السباق من أجل الكمال مستمر! كل من شاء يمكنه الدخول, ونصر أكيد سيتوج جهود كل كائن إنساني الذي سيخوض سباق الإيمان والثقة, معتمد في كل خطوة من الطريق على إرشاد الضابط الساكن وعلى توجيه ذلك الروح الصالح لإبن الكون, الذي سُكب مجاناً على كل جسد.
32:5.9 (365.5) [ قُدمت برسول قدير مُلحق مؤقتاً إلى المجلس الأعلى لنِبادون ومعيَن لهذه المهمة من قِبل جبرائيل ساﻟﭭينغتون. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 33
33:0.1 (366.1) في حين أن الأب الكوني يحكم بكل التأكيد فوق خلقه الشاسع, فهو يعمل في إدارة كون محلي من خلال شخص الإبن الخالق. خلافاً لذلك, لا يعمل الأب شخصياً في الشؤون الإدارية لكون محلي. هذه الأمور تُؤتمن إلى الإبن الخالق وإلى الروح الأُم للكون المحلي ولأولادهما المتنوعين. يتم تشكيل الخطط, والسياسات, والإجراءات الإدارية للكون المحلي وتُنفَذ بواسطة هذا الإبن, الذي, بالتعاون مع مساعدته الروح, يفوض سُلطة تنفيذية إلى جبرائيل وصلاحية قضائية إلى آباء الأبراج, وسلاطين الأنظمة, والأمراء الكوكبيين.
33:1.1 (366.2) الإبن الخالق الخاص بنا هو التشخيص رقم 611,121 للمفهوم الأصلي للهوية اللانهائية من أصل مُتزامن في الأب الكوني والإبن الأبدي. ميخائيل نِبادون هو "الابن المولود الوحيد" المُشخِص لهذا المفهوم الكوني رقم 611,121 للألوهية واللانهائية. يقع مقره الرئيسي في قصر للنور ثلاثي الثنايا على ساﻟﭭينغتون. وهذا المسكن رُتب على هذا النحو لأن ميخائيل إختبر عيش كل الأطوار الثلاثة لكيان مخلوق ذكي: الروحي, والمورونشي, والمادي. بسبب الإسم المقترن مع إغداقه السابع والأخير على يورانشيا, أحياناً يتم التحدث عنه باسم المسيح ميخائيل.
33:1.2 (366.3) الإبن خالقنا هو ليس الإبن الأبدي, المعاون الفردوسي الوجودي للأب الكوني والروح اللانهائي. ميخائيل نِبادون ليس عضواً في ثالوث الفردوس. ومع ذلك فإن الإبن السيد الخاص بنا يمتلك في حيزه كل السجايا والقدرات الإلهية التي سيُجليها الإبن الأبدي نفسه لو كان فعلياً حاضراً على ساﻟﭭينغتون ويعمل في نِبادون. يمتلك ميخائيل حتى سُلطة وقدرة إضافية, لأنه ليس فقط يُشخص الإبن الأبدي ولكن أيضاً يمثل تماماً ويُجسد فعلياً حضور الشخصية للأب الكوني إلى هذا الكون المحلي وفيه. هو حتى يمثل الأب-الإبن. هذه العلاقات تُشكل إبن خالق الأكثر قدرة, وتعدد براعات, وتأثيراً من كل الكائنات الإلهية المؤهلة لإدارة مباشرة لأكوان تطورية ولإتصال شخصية مع كائنات مخلوقة غير ناضجة.
33:1.3 (366.4) يبذل الإبن الخالق الخاص بنا نفس قوة السحب الروحية, الجاذبية الروحية, من مركز إدارة الكون المحلي التي كان الإبن الأبدي للفردوس سيبذلها لو كان حاضراً شخصياً على ساﻟﭭينغتون, وأكثر بعد؛ إبن الكون هذا هو كذلك تشخيص للأب الكوني إلى كون نِبادون. الأبناء الخالقون هم مراكز شخصية للقوى الروحية للأب-الإبن الفردوسي. الأبناء الخالقون هم تبؤرات شخصية-القدرة النهائية لسجايا الزمان-الفضاء الجبارة لله السباعي.
33:1.4 (367.1) الإبن الخالق هو التشخيص النيابي للأب الكوني, المنسق الإلهي للإبن الأبدي, والمساعد الخلاَّق للروح اللانهائي. بالنسبة إلى كوننا وكل عوالمه المسكونة الإبن السُلطان هو, إلى كل المقاصد والأهداف العملية, الله. هو يُشخص كل آلهة الفردوس الذين يمكن لبشر يتطورون فهمهم ببصيرة. هذا الإبن ومساعدته الروح هما أبواكما الخالقين. بالنسبة إليكم, ميخائيل, الإبن الخالق, هو الشخصية السامية؛ بالنسبة إليكم, الإبن الأبدي هو فائق السمو--شخصية إله لانهائية.
33:1.5 (367.2) لدينا في شخص الإبن الخالق حاكم وأب إلهي الذي هو تماماً قدير, وفعّال, وكريم كما سيكون الأب الكوني والإبن الأبدي لو كانا كِلاهما حاضرين على ساﻟﭭينغتون ويتعاطيان في إدارة شؤون كون نِبادون.
33:2.1 (367.3) تبين ملاحظة الأبناء الخالقين بأن بعضهم يشبه أكثر الأب, البعض الإبن, بينما آخرون هم مزيج من كِلا الأبوين اللانهائيين. الإبن خالقنا يُظهر بغاية التأكيد ميزات وسجايا التي تشبه أكثر الإبن الأبدي.
33:2.2 (367.4) إختار ميخائيل أن يُنظم هذا الكون المحلي, وهو يحكم فيه الآن بسمو. قدرته الشخصية محدودة بدارات الجاذبية السابقة الوجود المركَّزة عند الفردوس وبالتحفظ من قِبل قدماء الأيام من حكومة الكون العظيم لكل الأحكام التنفيذية النهائية المتعلقة بإبادة الشخصية. الشخصية هي الإغداق الوحيد للأب, لكن الأبناء الخالقين, بموافقة الإبن الأبدي, يستهلون تصميمات مخلوقٍ جديد, ومع التعاون العامل لمعاونيهم الأرواح قد يحاولون تحويلات جديدة للطاقة-المادة.
33:2.3 (367.5) ميخائيل هو تشخيص الأب-الإبن الفردوسي إلى وفي الكون المحلي نِبادون؛ لذلك, عندما الروح الأُم الخلاَّقة, تمثيل الكون المحلي للروح اللانهائي, أخضعت نفسها للمسيح ميخائيل عند العودة من إغداقه النهائي على يورانشيا, نال الإبن السيد بذلك حكماً قضائياً على "كل قدرة في السماء وعلى الأرض".
33:2.4 (367.6) هذه التبعية للمسعفين الروحيين إلى الأبناء الخالقين للأكوان المحلية يُشكل هؤلاء الأبناء الأسياد المستودعات الشخصية للألوهية القابلة للتجلي بشكل متناهي للأب, والإبن, والروح, في حين أن تجارب إغداق-المخلوق للميخائيلين تؤهلهم لتصوير الألوهية الإختبارية للكائن الأسمى. لا كائنات أخرى في الأكوان قد استنفذت شخصياً إمكانات الخبرة المحدودة الحالية, ولا كائنات أخرى في الأكوان تملك مثل هذه المؤهلات للسيادة الإنفرادية.
33:2.5 (367.7) مع أن مركز إدارة ميخائيل يقع رسمياً على ساﻟﭭينغتون, عاصمة نِبادون, فهو يمضي الكثير من وقته زائراً مراكز إدارات الأبراج والأنظمة وحتى الكواكب الفردية. يسافر بشكل دوري إلى الفردوس وغالباً إلى يوﭭرسا, حيث يعقد شورى مع قدماء الأيام. عندما يكون بعيداً عن ساﻟﭭينغتون, يتولى جبرائيل مكانه, الذي يعمل عندئذٍ كنائب لكون نِبادون.
33:3.1 (368.1) بينما يتخلل كل أكوان الزمان والفضاء, يعمل الروح اللانهائي من مركز إدارة كل كون محلي كتبؤر مختص مُكتسباً صِفات شخصية كاملة بواسطة تقنية التعاون الخلاَّق مع الإبن الخالق. وفيما يتعلق بكون محلي, فالسُلطة الإدارية لإبن خالق سامية؛ الروح اللانهائي, بصفته المُسعف الإلهي, متعاون كلياً ولو إنه منسق بكمال.
33:3.2 (368.2) روح أُم الكون لساﻟﭭينغتون, معاونة ميخائيل في السيطرة على نِبادون وإدارته, هي من الفئة السادسة للأرواح السامية, كائنة الرقم 611,121 من تلك المرتبة. تطوعت لمرافقة ميخائيل على مناسبة تحريره من تعهداته الفردوسية وتعمل معه منذ ذلك الحين في خلق وحكم كونه.
33:3.3 (368.3) الإبن الخالق السيد هو السلطان الشخصي لكونه, لكن في كل تفاصيل إدارته فإن روح الكون هي مشاركة في التوجيه مع الإبن. بينما الروح تعترف أبداً بالإبن كسلطان وحاكم, الإبن يمنح الروح دائماً مركزاً منسقاً ومساواة في السُلطة في كل شؤون الحيز. في كل عمله من إغداق حياة ومحبة, يكون الإبن الخالق دائماً وأبداً مدعوماً بكمال ومُساعَد باقتدار بروح الكون الكلية الحكمة والمُخلصة أبداً وكل حاشيتها المتنوعة من الشخصيات الملائكية. هكذا مُسعفة إلهية هي في واقع الأمر أُم الأرواح وشخصيات الروح, الناصحة الدائمة الحضور والكلية الحكمة للإبن الخالق, تجلي صادق ومخلص للروح اللانهائي الفردوسي.
33:3.4 (368.4) يعمل الإبن كأب في كونه المحلي. الروح, كما تفهم المخلوقات البشرية, تشترع دور الأُم, دائماً تساعد الإبن وتكون لا غنى عنها إلى الأبد إلى إدارة الكون. فقط في وجه الثورة يمكن للإبن والأبناء معاونيه أن يعملوا كمُخَلِصين. لا تستطيع الروح أبداً أن تأخذ على عاتقها أن تنازع تمرد أو تدافع عن سُلطة, لكن الروح تعضد أبداً الإبن في كل شيء قد يُتطلب منه أن يختبره في جهوده لتحقيق استقرار الحكومة ودعم السُلطة على عوالم ملطخة بالشر أو مُسيطَر عليها بالخطيئة. فقط إبن يستطيع إسترداد عمل خلقهما المشترك, لكن لا إبن يمكن أن يأمل بنجاح نهائي بدون التعاون المستديم من المُسعفة الإلهية وتجمعاتها الغفيرة من مساعدات الروح, بنات الله, اللواتي يكافحن بغاية الإخلاص والبسالة من أجل رفاهية الإنسان البشري ومجد آبائهن الإلهيين.
33:3.5 (368.5) عند إتمام إغداق المخلوق السابع والأخير للإبن الخالق, تنتهي حيرة العزلة الدورية للمُسعفة الإلهية, وتصبح مساعدة كون الإبن مستقرة إلى الأبد في ثقة وسيطرة. إنه عند تتويج الإبن الخالق كإبن سيد, عند إحتفال الإحتفالات, أن روح الكون, أمام الحشود المتجمعة, أولاً تجعل إعتراف خضوع عام وكوني إلى الإبن, متعهدة بالإخلاص والطاعة. حدثت هذه الحادثة في نِبادون في وقت عودة ميخائيل إلى ساﻟﭭينغتون بعد الإغداق اليورانشي. لم يحدث أبداً قبل هذه المناسبة العظيمة أن اعترفت روح الكون بالخضوع إلى إبن الكون, وليس إلا بعد هذا التنازل الطوعي للقدرة والسُلطة من قِبل الروح يمكن الإعلان بحق عن الابن بأن "كل قدرة في السماء وعلى الأرض قد عُهدت إلى يده".
33:3.6 (369.1) بعد هذا التعهد بالخضوع من قِبل الروح الأُم الخلاَّقة, إعترف ميخائيل نِبادون بنبل باعتماده الأبدي على مرافقته الروح, مُشكلاً الروح المشاركة في الحكم لمجالات كونه ومتطلباً من كل مخلوقاتهما أن يتعهدوا بالولاء إلى الروح كما فعلوا مع الإبن؛ وهناك صَدَرَ وانطلق "إعلان المساواة" النهائي. مع أنه كان سُلطان كونه المحلي, فقد نشر الإبن إلى العوالم واقع مساواة الروح معه في كل معطيات الشخصية وسجايا الطبع الإلهي. وهذا يصبح النموذج المتعالي للتنظيم العائلي والحكومي حتى للمخلوقات الوضيعة من عوالم الفضاء. هذا هو, بالتأكيد, وفي الحقيقة, المثال العالي للعائلة والمؤسسة الإنسانية للزواج التطوعي.
33:3.7 (369.2) يرأس الآن الإبن والروح الكون كثيراً كما يحمي أب وأُم ويُسعفان إلى عائلتهما من الأبناء والبنات. إنه ليس جملةً في غير موضعه الإشارة إلى روح الكون باعتبارها المرافقة الخلاَّقة للابن الخالق ولإعتبار مخلوقات العوالم كأبنائهما وبناتهما--عائلة جليلة ومجيدة إنما واحدة ذات مسؤوليات لا توصف ورعاية لا تنتهي.
33:3.8 (369.3) يستهل الإبن الخَلق لبعض من أولاد الكون, بينما الروح هي وحدها المسؤولة عن الإحضار إلى حيز الوجود المراتب العديدة من شخصيات الروح الذين يُسعفون ويخدمون تحت توجيه وإرشاد هذه الروح الأُم ذاتها. في خلق أنواع أخرى من شخصيات كون, يعمل كل من الابن والروح معاً, ولا في أي عمل خلاَّق يعمل أحدهما بدون مشورة وموافقة الآخر.
33:4.1 (369.4) نجم الصباح واللامع هو تشخيص أول مفهوم للهوية ومثال للشخصية تحقق بالإبن الخالق وتجلي الكون المحلي للروح اللانهائي. بالعودة إلى الأيام الباكرة للكون المحلي, قبل اتحاد الإبن الخالق والروح الأُم في روابط التعاون الخلاَّق, رجوعاً إلى الأوقات قبل بداية خلق عائلتهما المتنوعة من الأبناء والبنات, أنتج العمل المشترك الأول لهذا التعاون الحر والمبكر لهذين الشخصين الإلهيين في خلق أعلى شخصية روح من الإبن والروح, نجم الصباح واللامع.
33:4.2 (369.5) يتم إحضار واحد فقط من هكذا كائن ذا حكمة وجلال في كل كون محلي. الأب الكوني والإبن الأبدي يمكنهما, في الواقع أن يخلقا, عدداً غير محدود من الأبناء في ألوهية مساوية إلى ذاتهما؛ لكن هكذا أبناء, بالإتحاد مع بنات الروح اللانهائي, يمكنهما خلق نجم صباح ولامع واحد فقط في كل كون, كائن مثلهما ومتناول بحرية من طبيعتهما المُشتركة لكن ليس من صلاحياتهما الخلاَّقة. جبرائيل ساﻟﭭينغتون هو مثل إبن الكون في ألوهية الطبيعة وإن كان محدوداً إلى حد كبير في السجايا الإلهية.
33:4.3 (369.6) هذا المولود الأول لأبوا كون جديد هو شخصية فريدة تمتلك العديد من الخصال الرائعة التي لا تظهر بشكل واضح في أي من السلفين, كائن ذا تعدد براعات لا سابق لها وذكاء لا يُتصوَر. هذه الشخصية السماوية تضم المشيئة الإلهية للإبن مجتمعة مع التصور الخلاَّق للروح. أفكار وأعمال نجم الصباح واللامع ستكون أبداً ممثلة بشكل كامل لكل من الإبن الخالق والروح الخلاَّقة. مثل هذا الكائن أيضاً قادر على الفهم الواسع, والإتصال المتعاطف مع, كل من الجماهير السيرافية الروحية ومخلوقات المشيئة التطوريين الماديين.
33:4.4 (370.1) نجم الصباح واللامع ليس خالق, لكنه إداري عجيب, كائن الممثل الإداري الشخصي للابن الخالق. على حدة من الخلق وإعطاء الحياة, الإبن والروح لا يتداولان أبداً في إجراءات كون هامة دون حضور جبرائيل.
33:4.5 (370.2) جبرائيل ساﻟﭭينغتون هو الرئيس التنفيذي لكون نِبادون والحكم لكل الإستئنافات التنفيذية المختصة بإدارته. هذا التنفيذي الكوني خُلق موهوباً كلياً لأجل عمله, لكنه قد اكتسب خبرة مع نمو وتطور خلقنا المحلي.
33:4.6 (370.3) جبرائيل هو ضابط التنفيذ الرئيسي لإنتدابات الكون العظيم المتعلقة بالشؤون غير الشخصية في الكون المحلي. معظم الأمور المتعلقة بالحكم الجماعي وقيامات الإعفاء الإلهية, التي يفصِل فيها قُدماء الأيام, كذلك توكل إلى جبرائيل وموظفيه للتنفيذ. جبرائيل هو بالتالي المنفذ الرئيسي المُشترك لكِلا حكام الكون المحلي والكون العظيم. لديه تحت إمرته سِلك قدير من المساعدين الإداريين, خُلقوا من أجل عملهم الخاص, الذين لم يُكشفوا إلى البشر التطوريين. بالإضافة إلى هؤلاء المساعدين, قد يوظف جبرائيل أي من وكل مراتب الكائنات السماوية العاملة في نِبادون, وهو أيضاً "القائد الأعلى لجيوش السماء"--الجماهير السماوية.
33:4.7 (370.4) جبرائيل وموظفيه ليسوا معلمين؛ هم إداريون. لم يُعرَف أبداً أن انحرفوا عن عملهم النظامي إلا عندما كان ميخائيل متجسداً على إغداق مخلوق. خلال مثل هذه الإغداقات كان جبرائيل دائم الملازمة لمشيئة الإبن المتجسد, وبالتعاون مع إتحاد-الأيام, أصبح الموجه الفعلي لشؤون الكون أثناء الإغداقات الأخيرة. كان جبرائيل مُتعرفاً عليه بشكل وثيق مع تاريخ وتطور يورانشيا منذ الإغداق البشري لميخائيل.
33:4.8 (370.5) على حدة من ملاقاة جبرائيل على عوالم الإغداق وعند أوقات نداءات لائحة القيامة الخاصة والعامة, نادراً ما سيواجهه البشر بينما يصعدون خلال الكون المحلي إلى أن يتم تجنيدهم في العمل الإداري للخلق المحلي. كإداريين, من أي مرتبة أو درجة, سوف تأتون تحت إشراف جبرائيل.
33:5.1 (370.6) تنتهي إدارة شخصيات الأصل-الثالوثي مع حكومة الأكوان العظمى. تتميز الأكوان المحلية بالإشراف الثنائي, بداية مفهوم الأب-الأُم. أب الكون هو الإبن الخالق؛ وأُم الكون هي المُسعفة الإلهية, الروح الخلاَّقة للكون المحلي. كل كون محلي, على كل, مبارك بحضور شخصيات معينة من الكون المركزي والفردوس. على رأس هذه الجماعة الفردوسية في نِبادون سفير ثالوث الفردوس--عمانوئيل ساﻟﭭينغتون--إتحاد الأيام المُعين إلى الكون المحلي نِبادون. بمعنى ما هذا الإبن الثالوثي العالي هو أيضاً الممثل الشخصي للأب الكوني إلى بلاط الإبن الخالق؛ من ثم اسمه, عمانوئيل.
33:5.2 (370.7) عمانوئيل ساﻟﭭينغتون, رقم 611,121 من المرتبة السادسة لشخصيات الثالوث السامية, كائن ذا كرامة سامية وتلطف رائع بأنه يرفض العبادة والهيام من كل المخلوقات الحية. يحمل الميزة لكونه الشخصية الوحيدة في كل نِبادون الذي لم يعترف أبداً بالخضوع إلى أخيه ميخائيل. يعمل كناصح إلى الإبن السُلطان لكنه يقدم المشورة فقط عند الطلب. في غياب الإبن الخالق قد يترأس أي مجلس كون عالٍ لكن سوى ذلك لن يشارك في الشؤون التنفيذية للكون ما لم يطلب ذلك.
33:5.3 (371.1) هذا السفير للفردوس إلى نِبادون ليس خاضعاً إلى الإختصاص القضائي لحكومة الكون المحلي. كما أنه لا يمارس صلاحيات قضائية في الشؤون التنفيذية لكون محلي يتطور ما عدا في الإشراف على إخوانه الإرتباطين, مُخلصي الأيام, الذين يخدمون على مراكز إدارات الأبراج.
33:5.4 (371.2) مُخلصو الأيام, مثل إتحاديو الأيام, لا يعرضون نصيحة أو يقدمون مساعدة إلى حكام البُرج إلا إذا طُلِبت. سفراء الفردوس إلى الأبراج هؤلاء يمثلون الحضور الشخصي النهائي للأبناء الثابتين للثالوث العاملين في أدوار إستشارية في الأكوان المحلية. الأبراج أقرب إرتباطاً إلى إدارة الكون العظيم من الأنظمة المحلية, التي تُدار حصرياً بواسطة شخصيات أهلية إلى الكون المحلي.
33:6.1 (371.3) جبرائيل هو الرئيسي التنفيذي والإداري الفعلي لنِبادون. غياب ميخائيل عن ساﻟﭭينغتون لا يتعارض بأي حال من الأحوال مع التدبير النظامي لشؤون الكون. أثناء غياب ميخائيل, كما جرى مؤخراً على مهمة لم شمل أبناء أورﭭونتون الأسياد على الفردوس, فإن جبرائيل هو نائب الكون. في مثل هذه الأوقات ينشد جبرائيل الشورى دائماً من عمانوئيل ساﻟﭭينغتون فيما يتعلق بجميع المشاكل الكبرى.
33:6.2 (371.4) ملكيصادق الأب هو مساعد جبرائيل الأول. عندما يكون نجم الصباح واللامع غائباً عن ساﻟﭭينغتون, يتقلد مسؤولياته هذا الإبن الملكيصادقي الأصلي.
33:6.3 (371.5) الإدارات الفرعية المتنوعة للكون قد فوضت إليهم مجالات خاصة معينة من المسؤولية. بينما, بشكل عام, تعتني حكومة النظام برفاهية كواكبها, فهي معنية بالأخص بالوضع الفيزيائي للكائنات الحية, بالمشاكل البيولوجية. في المقابل, يولي حكام البُرج إهتماماً خاصاً للظروف الإجتماعية والحكومية السائدة على الكواكب والأنظمة المختلفة. تُمارَس حكومة البُرج بشكل رئيسي على التوحيد والإستقرار. لا يزال في الأعلى, حكام الكون مشغولون أكثر بالوضع الروحي للعوالم.
33:6.4 (371.6) يتم تعيين السفراء بموجب مرسوم قضائي ويمثلون أكوان إلى أكوان أخرى. القناصل يمثلون الأبراج إلى بعضها البعض وإلى مركز إدارة الكون؛ يتم تعيينهم بموجب مرسوم تشريعي ويعملون فقط ضمن حدود الكون المحلي. يتم تكليف المراقبين بموجب مرسوم تنفيذي لسُلطان نظام لتمثيل ذلك النظام إلى أنظمة أخرى وعند عاصمة البُرج, وهم, أيضاً, لا يعملون إلا ضمن حدود الكون المحلي.
33:6.5 (371.7) من ساﻟﭭينغتون, يتم تُوجيه البث في آن واحد إلى مراكز إدارات الأبراج, مراكز إدارات الأنظمة, وإلى الكواكب الفردية. كل المراتب الأعلى من الكائنات السماوية قادرة على الإستفادة من هذه الخدمة للتواصل مع زملائهم المنتشرين في كل أنحاء الكون. يمتد بث الكون ليشمل جميع العوالم المأهولة بغض النظر عن وضعها الروحي.
33:6.6 (372.1) الإتصال ما بين الكواكب محظور فقط على تلك العوالم الخاضعة للحجر الروحي.
33:6.7 (372.2) يتم إرسال بث الأبراج بشكل دوري من مركز إدارة البُرج من قِبل رئيس آباء البُرج.التسلسل الزمني محسوب, يُحتسب, ويُعدل من قِبل مجموعة خاصة من الكائنات على ساﻟﭭينغتون. اليوم القياسي لنِبادون يُساوي ثمانية عشر يوماً وست ساعات من وقت يورانشيا, زائد دقيقتين ونصف الدقيقة. يتكون عام نِبادون من قسم من زمن تأرجح الكون في علاقة إلى دارة يوﭭرسا ويساوي مائة يوم قياسي من زمن الكون, حوالي خمس سنوات من وقت يورانشيا.
33:6.8 (372.3) وقت نِبادون, الذي يُبث من ساﻟﭭينغتون, هو المقياس لكل الأبراج والأنظمة في هذا الكون المحلي. كل بُرج يدير شؤونه بوقت نِبادون, لكن الأنظمة تحافظ على أزمنتها الخاصة, كما تفعل الكواكب الفردية.
33:6.9 (372.4) اليوم في ساتانيا, كما يُحسَب على جيروسِم, هو أقل بقليل (1 ساعة, 4 دقائق, و15 ثانية) من ثلاثة أيام من وقت يورانشيا. تُعرف هذه الأوقات عموماً كوقت ساﻟﭭينغتون أو وقت الكون, ووقت ساتانيا أو وقت النظام. الوقت المقياسي هو وقت الكون.
33:7.1 (372.5) الإبن السيد, ميخائيل, مهتم للغاية بثلاثة أمور فقط: الخلق, والرزق, والإسعاف. هو لا يشارك شخصياً في العمل القضائي للكون. لا يجلس الخالقون في الحكم القضائي على مخلوقاتهم؛ تلك كائنة الوظيفة الحصرية لمخلوقات ذات تدريب عالٍ وخبرة مخلوق فعلية.
33:7.2 (372.6) كامل الآلية القضائية لنِبادون هي تحت إشراف جبرائيل. المحاكم العليا, الواقعة على ساﻟﭭينغتون, مشغولة بمشاكل ذات أهمية كونية عامة وبحالات الإستئناف الواردة من محاكم الأنظمة. هناك سبعون فرعاً من محاكم الكون هذه, وهي تعمل في سبعة أقسام كل منها من عشر قطاعات. في كل أمور الحُكم, هناك يرأس قضاة ثنائيون يتألفون من قاضي واحد ذا سوابق مثالية وقاضي من ذوي خبرة الإرتقاء.
33:7.3 (372.7) فيما يتعلق بالاختصاص القضائي, فإن محاكم الكون المحلي محدودة في الأمور التالية:
33:7.4 (372.8) 1. تهتم إدارة الكون المحلي بالخلق, التطور, الصيانة, والإسعاف. محاكم الكون, بالتالي, محظور عليها الحق بتمرير الحكم على تلك القضايا التي تنطوي على حياة أبدية وموت. ليس لهذا صلة بالموت الطبيعي كما يحصل على يورانشيا, لكن إذا كانت المسألة عن حق إستمرار الوجود, الحياة الأبدية, تُطرح للفصل فيها, فيجب أن تُحال إلى محاكم أورﭭونتون, وإذا تقررت سلباً على الفرد, يتم تنفيذ كل أحكام الإبادة بناء على الأوامر, ومن خلال وكالات, حكام الحكومة الفائقة.
33:7.5 (372.9) 2. التقصير أو الإنشقاق لأي من أبناء الله في الكون المحلي مما يُعرض للخطر وضعهم وسلطتهم كأبناء لا يتم الفصل فيه مطلقاً في محاكم الإبن؛ هكذا سوء تفاهم من شأنه أن يُنقل مباشرة إلى محاكم الكون العظيم.
33:7.6 (372.10) 3. مسألة إعادة قبول أي جزء أساسي من كون محلي--مثل نظام محلي--إلى زمالة وضع روحي كامل في الخلق المحلي لاحقاً إلى إنعزال روحي يجب أن يُوافَق عليه من قِبل المجلس العالي للكون العظيم.
33:7.7 (373.1) في كل الأمور الأخرى محاكم ساﻟﭭينغتون نهائية وسامية. لا يوجد إستئناف ولا مفر من قراراتها وأوامرها.
33:7.8 (373.2) على كل, الإدعاءات الإنسانية غير المنصفة قد يبدو أحياناً أن يُفصل فيها على يورانشيا. في الكون يسود العدل والإنصاف الإلهي. أنتم تعيشون في كون حسن التنظيم, وعاجلاً أم آجلاً قد تعتمدون على أن يتم التعامل معكم بعدل, بل ورحمة.
33:8.1 (373.3) على ساﻟﭭينغتون, مركز إدارة نِبادون, ليس هناك هيئات تشريعية حقيقية. عوالم مراكز إدارة الكون مهتمة إلى حد كبير بالقضاء. المجالس التشريعية للكون المحلي تقع على مراكز إدارات الأبراج المائة. الأنظمة معنية بشكل رئيسي بالعمل التنفيذي والإداري للخلائق المحلية. سلاطين الأنظمة وزملائهم يُلزمون الإنتدابات التشريعية لحكام البُرج وينفذون الأوامر القضائية للمحاكم العليا للكون.
33:8.2 (373.4) في حين لا يتم سن تشريع حقيقي في مركز إدارة الكون, فهناك يعمل على ساﻟﭭينغتون تشكيل من مجالس إستشارية وبحثية, مؤلفة بتنوع وتُدار وفقاً لمجالها وهدفها. البعض دائم؛ آخرون يُحَلون عند تحقيق هدفهم.
33:8.3 (373.5) يتكون مجلس الشورى السامي للكون المحلي من ثلاثة أعضاء من كل نظام وسبعة ممثلين من كل بُرج. الأنظمة التي في العزل ليس لديها ممثلين في هذا المجلس, لكن يُسمح لهم بإرسال مراقبين يحضرون ويدرسون جميع مداولاته.
33:8.4 (373.6) مجالس الشورى المائة للعقوبة العُليا كذلك تقع على ساﻟﭭينغتون. رؤساء تلك المجالس يؤلفون المجلس العامل المباشر لجبرائيل.
33:8.5 (373.7) جميع نتائج مجلس الشورى الإستشاري العالي للكون تُحال إما إلى الهيئات القضائية لساﻟﭭينغتون أو إلى المجالس التشريعية للأبراج. هذه المجالس العالية هي بدون سُلطة أو قدرة لفرض توصياتها. إذا كانت نصيحتها مؤسسة على القوانين الأساسية للكون, عندئذٍ ستصدر محاكم نِبادون أحكام التنفيذ؛ لكن إن كانت توصياتها تتعلق بظروف محلية أو طارئة, يجب أن تُمرر إلى المجالس التشريعية للبُرج من أجل تشريع تداولي وبعدئذٍ إلى سُلطات النظام من أجل التنفيذ. هذه المجالس العليا هي, في الواقع, السلطات التشريعية الفائقة للكون, لكنهم يعملون بدون سُلطة للفرض وبدون قدرة للتنفيذ.
33:8.6 (373.8) بينما نتكلم عن إدارة كون من حيث "المحاكم" و "المجالس", فإنه ينبغي أن يكون مفهوماً بأن هذه التعاملات الروحية تختلف كثيراً عن النشاطات الأكثر بدائية والمادية ليورانشيا التي تحمل أسماء مُقابلة.
33:8.7 (373.9) [ قُدمت برئيس رؤساء الملائكة لنِبادون. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 34
34:0.1 (374.1) عندما يُشخَص إبن خالق بالأب الكوني والإبن الأبدي, عندئذٍ يقوم الروح اللانهائي بتخصيص تمثيل جديد وفريد من ذاته لمرافقة هذا الإبن الخالق إلى عوالم الفضاء, هناك لتكون مرافقته, أولاً, في التنظيم الفيزيائي, وبعد ذلك, في الخلق والإسعاف إلى مخلوقات الكون المشروع حديثاً.
34:0.2 (374.2) تتفاعل الروح الخلاَّقة إلى كِلا الحقائق الفيزيائية والروحية؛ كذلك يفعل الإبن الخالق؛ وبهذا فهما منسقان ومتعاونان في إدارة كون محلي من الزمان والفضاء.
34:0.3 (374.3) هذه الأرواح البنات هن من جوهر الروح اللانهائي, لكن لا يمكنهن الأداء في عمل الخلق الفيزيائي والإسعاف الروحي في آن واحد. في الخلق الفيزيائي يوفر إبن الكون النموذج بينما روح الكون تستهل التجسيد المادي للحقائق الفيزيائية. يعمل الإبن في تصاميم القدرة, لكن الروح تحول إبداعات الطاقة هذه إلى مواد فيزيائية. على الرغم من أنه يصعب إلى حد ما تصوير حضور الكون الباكر هذا للروح اللانهائي كشخص, مع ذلك, فإن المعاونة الروح إلى الإبن الخالق هي شخصية ودائماً عملت كفرد متميز.
34:1.1 (374.4) بعد الانتهاء من التنظيم الفيزيائي لعنقود نجمي وكوكبي وتأسيس دارات الطاقة من قِبل مراكز القدرة للكون العظيم, لاحقاً إلى هذا العمل التمهيدي للخلق من قِبل وكالات الروح اللانهائي, العاملة من خلال, وتحت توجيه, التبؤر الخلاَّق لكونه المحلي, هناك ينطلق الإعلان من الإبن الميخائيلي بأن الحياة ستُشرع تالياً في الكون المنظم حديثاً. عند الإعتراف الفردوسي بإعلان النية هذا, يحدث تفاعل بالموافقة في ثالوث الفردوس, يليه الإختفاء في التألق الروحي لآلهة الروح الرئيسي الذي ينتظم في كونه العظيم هذا الخلق الجديد. بينما في الوقت ذاته يقترب الأرواح الرئيسية الآخرون قرب هذه الوديعة المركزية لآلهة الفردوس, ولاحقاً, عندما ينبثق الروح الرئيسي المحتضَن بالآلهة إلى إعتراف زملائه, هناك يحدث ما يُعرَف "بالثوران الأولي". هذه ومضة روحية هائلة, ظاهرة مميزة بوضوح بعيداً لغاية مركز إدارة الكون العظيم المعني؛ وبالتزامن مع هذا التجلي الثالوثي المفهوم قليلاً يحدث تغيير ملحوظ في طبيعة حضور الروح الخلاَّقة وقدرة الروح اللانهائي المقيم في الكون المحلي المعني. في إستجابة لهذه الظواهر الفردوسية هناك يُشخَص على الفور, في حضور الإبن الخالق, تمثيل شخصي جديد للروح اللانهائي. هذه هي المُسعفة الإلهية. الروح الخلاَّقة الفردية المساعدة للإبن الخالق قد أصبحت معاونته الخلاَّقة الشخصية, الروح الأُم للكون المحلي.
34:1.2 (375.1) مِن وخلال هذا الفصل الشخصي الجديد للخالق الموحد هناك تمضي التيارات المؤسسة والدارات المُقدرَة لقدرة الروح والتأثير الروحي التي قُدر لها أن تعم كل عوالم وكائنات ذلك الكون المحلي. في الواقع, ما هذا الحضور الجديد والشخصي إلا تحول للمعاون السابق-الوجود والأقل شخصيةً للإبن في عمله الأبكر لتنظيم الكون الفيزيائي.
34:1.3 (375.2) هذه هي علاقة الدراما الهائلة في كلمات قليلة, لكنها تمثل تقريباً كل ما يمكن إخباره بشأن هذه التعاملات الهامة. هي لحظية, غامضة, وغير قابلة للإدراك؛ سر التقنية والإجراء يقيم في صدر ثالوث الفردوس. من شيء واحد فقط نحن على يقين: حضور الروح في الكون المحلي خلال وقت الخلق أو التنظيم الفيزيائي البحت كان مختلفاً بشكل غير كامل عن روح الروح اللانهائي الفردوسي؛ في حين أن, بعد الظهور من جديد للروح الرئيسي المشرف من الضم السري للآلهة وتالي ومضة الطاقة الروحية, يتغير تجلي الكون المحلي للروح اللانهائي فجأة وبشكل كامل إلى الشبه الشخصي لذلك الروح الرئيسي الذي كان في إرتباط مُحوِل مع الروح اللانهائي. بهذا تكتسب الروح الأُم للكون المحلي طبيعة شخصية مصبغة بتلك من الروح الرئيسي للكون العظيم من الإختصاص القضائي الفلكي.
34:1.4 (375.3) هذا الحضور المُشخَّص للروح اللانهائي, الروح الأُم الخلاَّقة للكون المحلي, معروف في ساتانيا كالمُسعفة الإلهية. لكل المقاصد العملية والأهداف الروحية هذا التجلي للإله هو فرد إلهي, شخص روح. وهي مُعترَف بها وتُعتبَر هكذا من قِبل الإبن الخالق. إنه من خلال هذا التموضع وإضفاء الطابع الشخصي للمصدر والمركز الثالث في كوننا المحلي بأن الروح يمكنها أن تصبح في وقت لاحق خاضعة كلياً إلى الإبن الخالق بحيث قيل بحق عن هذا الإبن, "كل قدرة في السماء وعلى الأرض قد ائُتمنت إليه".
34:2.1 (375.4) كونها خضعت لتحولات شخصية ملحوظة وقت خلق الحياة, تعمل المُسعفة الإلهية بعد ذلك كشخص وتتعاون بأسلوب شخصي للغاية مع الإبن الخالق في تخطيط وإدارة الشؤون الواسعة لخلقهما المحلي. بالنسبة للعديد من أنواع كائنات الكون, حتى هذا التمثيل للروح اللانهائي قد لا يبدو أنه شخصي بالكامل خلال العصور التي سبقت إغداق ميخائيل الأخير؛ لكن لاحقاً إلى ترقية الإبن الخالق إلى السُلطة السيادية لإبن سيد, تزداد الروح الأُم الخلاَّقة للغاية في الصِفات الشخصية بحيث تكون مُتعرف عليها شخصياً من قِبل جميع الأفراد المتصلين.
34:2.2 (375.5) من أبكر ارتباط بالإبن الخالق تمتلك روح الكون كل سجايا التحكم الفيزيائي للروح اللانهائي, بما في ذلك الموهبة الكاملة لمضاد الجاذبية. عند إحراز الوضع الشخصي تُمارس روح الكون السيطرة التامة والكلية من جاذبية العقل, في الكون المحلي, تماماً كما قد يفعل الروح اللانهائي لو كان حاضراً شخصياً.
34:2.3 (375.6) في كل كون محلي تعمل المُسعفة الإلهية وفقاً للخصائص الفطرية والطبيعية للروح اللانهائي كما هي مُتجسدة في أحد الأرواح الرئيسية السبعة للفردوس. في حين أن هناك توحيد أساسي للصفة في كل أرواح الكون, فهناك كذلك تنوع في الأداء يُحدَد حسب أصلهم من خلال أحد الأرواح الرئيسية السبعة. هذا التفاضل في الأصل يُعلل التقنيات المتنوعة في أداء أرواح أمهات الأكوان المحلية في الأكوان العظمى المختلفة. لكن في كل السجايا الروحية الأساسية تكون هذه الأرواح مُتطابقة, روحياً متساوية, وإلهية بالكامل, بصرف النظر عن تمايز كون عظيم.
34:2.4 (376.1) تتشارك الروح الخلاَّقة المسؤولية مع الإبن الخالق في إنتاج مخلوقات العوالم ولا تُفشل الإبن مطلقاً في كل الجهود الرامية إلى دعم هذه المخلوقات والحفاظ عليها. يتم إسعاف الحياة وصيانتها من خلال وكالة الروح الخلاَّقة. "أنت ترسل روحك, وهم يُخلَقون. أنت تجدد وجه الأرض".
34:2.5 (376.2) في خلق كون من المخلوقات الذكية, تعمل الروح الأُم الخلاَّقة أولاً في جو كمال الكون, متعاونة مع الإبن في إنتاج نجم الصباح واللامع. بعد ذلك يقترب نسل الروح أكثر فأكثر من مرتبة الكائنات المخلوقة على الكواكب, حتى بينما يتدرج الأبناء نزولاً من الملكيصادقين إلى الأبناء الماديين, الذين يتصلون فعلاً ببشر العوالم. في التطور اللاحق للمخلوقات البشرية يزود الأبناء حاملو الحياة الجسد الفيزيائي, المستصنع من المادة المنظمة المتواجدة في الحيز, بينما تساهم روح الكون في "نفَس الحياة".
34:2.6 (376.3) في حين أن القطاع السابع من الكون الإجمالي قد يكون, في كثير من النواحي, متأخراً في النشوء, يتطلع التلاميذ المتفكرون بمشاكلنا إلى الأمام إلى تطور خلق جيد-التوازن بشكل فوق الإعتيادي في العصور القادمة. نتوقع هذه الدرجة العالية من التناسق في أورﭭونتون لأن الروح المترئس لهذا الكون العظيم هو رئيس الأرواح الرئيسية على العُلى, كائن ذكاء روحي يُجسد الإتحاد المتوازن والتنسيق المثالي لميزات وسجايا كل الثلاثة من الآلهة الأبدية. نحن متأخرون ومُتخلفون بالمقارنة مع قطاعات أخرى, لكن بدون شك ينتظرنا هناك تطوير متعالي وإنجاز غير مسبوق في وقت ما في العصور الأبدية للمستقبل.
34:3.1 (376.4) لا الإبن الأبدي ولا الروح اللانهائي مقيدين أو مشروطين بأي من الزمان أو الفضاء, لكن معظم ذريتهم كذلك.
34:3.2 (376.5) الروح اللانهائي يتخلل كل الفضاء ويسكن دائرة الأبدية. مع ذلك, في إتصالهم الشخصي مع أولاد الزمان, يجب غالباً على شخصيات الروح اللانهائي أن يأخذوا بعين الإعتبار العناصر الزمنية, وإن لم يكن كثيراً مع الفضاء. العديد من مُسعفات العقل تتجاهل الفضاء لكن تعاني الفارق الزمني في إحداث تنسيق مستويات شتى من واقع الكون. الرسول الإنفرادي مستقل عملياً عن الفضاء باستثناء أن الزمن مطلوب فعلياً للسفر من موقع إلى آخر؛ وهناك كيانات مماثلة غير معروفة لكم.
34:3.3 (376.6) في الإمتيازات الشخصية الروح الخلاَّقة مستقلة كلياً وتماماً عن الفضاء, لكن ليس عن الزمان. ليس هناك حضور شخصي متخصص لهكذا روح كون على مركز إدارة البُرج ولا على مركز إدارة النظام. هي حاضرة بالتساوي وبشكل انتشاري في جميع أنحاء كونها المحلي بأكمله, وهي, لذلك, حاضرة حرفياً وشخصياً على عالم واحد بالضبط كما على أي عالم آخر.
34:3.4 (376.7) فقط فيما يتعلق بعنصر الوقت, تكون الروح الخلاَّقة أبداً محدودة في إسعافات كونها. الإبن الخالق يتصرف على الفور في كل أنحاء كونه لكن الروح الخلاَّقة يجب أن تحسب حساب الزمن في إسعاف العقل الكوني ما عدا عندما بوعي وتصميم تُفيد نفسها من الإمتيازات الشخصية لإبن الكون. في أداء روح-نقي تعمل الروح الخلاَّقة أيضاً بشكل مستقل عن الزمان وكذلك في تعاونها مع الوظيفة الغامضة لإنعكاسية الكون.
34:3.5 (377.1) على الرغم من أن دارة جاذبية الروح للإبن الأبدي تعمل بشكل مستقل عن كل من الزمان والفضاء, فليست كل أعمال الأبناء الخالقين معفاة من محدودات الفضاء. إذا استُثنيت تعاملات العوالم التطورية, يبدو هؤلاء الأبناء الميخائيليون قادرين على العمل بشكل مستقل نسبياً عن الزمان. ليس الإبن الخالق معاق بالزمان, لكنه مشروط بالفضاء؛ لا يمكنه أن يكون شخصياً في مكانين في ذات الوقت. يعمل ميخائيل نِبادون بدون اعتبار للوقت ضمن كونه الخاص وبواسطة الإنعكاسية عملياً هكذا في الكون العظيم, هو يتواصل بدون اعتبار للزمان مع الإبن الأبدي مباشرة.
34:3.6 (377.2) المُسعفة الإلهية هي المساعدة المتفهمة للإبن الخالق, ممكنة إياه من التغلب على محدوداته المتأصلة بما يخص الفضاء والتعويض عنها, لأنه عندما يعمل هذان الإثنان في إتحاد إداري, فهما عملياً مستقلان عن الزمان والفضاء ضمن حدود خلقهما المحلي, لذلك, كما هو مُلاحظ عملياً في كل أنحاء كون محلي, يعمل الإبن الخالق والروح الخلاَّقة عادة بشكل مستقل عن كِلا الزمان والفضاء حيث دائماً متوفر إلى كل منهما الوقت والتحرر الفضائي للآخر.
34:3.7 (377.3) فقط الكائنات المُطلقة هي مستقلة عن الزمان والفضاء بالمعنى المُطلق. غالبية الأشخاص التابعين لكِلا الإبن الأبدي والروح اللانهائي يخضعون إلى كِلا الزمان والفضاء.
34:3.8 (377.4) عندما تصبح روح خلاَّقة "واعية للفضاء" هي تستعد للتعرف على "مجال فضاء" محدد كالذي لها, عالم تكون فيه حرة فضاء على النقيض من كل فضاء آخر الذي ستكون مشروطة به. المرء حر في أن يختار ويعمل فقط ضمن حيز وعي المرء.
34:4.1 (377.5) هناك ثلاث دارات روح متميزة في الكون المحلي نِبادون:
34:4.2 (377.6) 1. روح الإغداق للإبن الخالق, المؤاسي, روح الحق.
34:4.3 (377.7) 2. دارة الروح للمُسعفة الإلهية, الروح القدس.
34:4.4 (377.8) 3. دارة إسعاف-الذكاء, بما في ذلك النشاطات الموحدة أكثر أو أقل لكن العاملة بتنوع لأرواح العقل المعاونة السبعة.
34:4.5 (377.9) الأبناء الخالقون موهوبون بروح ذات حضور كوني في نواحي كثيرة مماثلة لتلك للأرواح الرئيسية السبعة للفردوس. هذا هو روح الحق الذي يُسكب على العوالم بإبن إغداق بعد أن يستلم اللقب الروحي لذلك الجو. هذا المؤاسي المُغدَق هو القوة الروحية التي تسحب أبداً كل الباحثين عن الحقيقة نحوه الذي هو تشخيص للحقيقة في الكون المحلي. هذا الروح هو هِبة فطرية للإبن الخالق, ناشئة من طبيعته الإلهية تماماً مثلما الدارات الرئيسية للكون الإجمالي مستمدة من حضورات الشخصية لآلهة الفردوس.
34:4.6 (377.10) قد يأتي الإبن الخالق ويذهب؛ قد يكون حضوره الشخصي في الكون المحلي أو أي مكان آخر, مع ذلك يعمل روح الحق دون عائق, لأن هذا الحضور الإلهي, بينما هو مُشتق من شخصية الإبن الخالق, فهو متمركز وظيفياً في شخص المُسعفة الإلهية.
34:4.7 (378.1) الروح الأُم للكون, على كل, لا تترك أبداً عالم مركز إدارة الكون المحلي. روح الإبن الخالق يمكنها وهي تعمل بصورة مستقلة عن الحضور الشخصي للإبن, لكن ليس هكذا مع روحها الشخصي. سيصبح الروح القـُدس للمُسعفة الإلهية غير عامل إذا كان ينبغي إزالة حضورها الشخصي من ساﻟﭭينغتون. حضورها الروحي يبدو أنه مثبت على عالم مركز إدارة الكون, وإنه هذا الواقع بالذات الذي يُمَكن روح الإبن الخالق من العمل بشكل مستقل عن مكان وجود الإبن. الروح الأُم للكون تتصرف كمحور ومركز الكون لروح الحق بالإضافة إلى تأثيرها الشخصي الخاص, الروح القـُدس.
34:4.8 (378.2) الأب-الإبن الخالق والروح الأُم الخلاَّقة كلاهما يساهمان بتنوع إلى هبة العقل لأولاد كونهما المحلي. لكن الروح الخلاَّقة لا تُغدق عقل إلى أن تُمنح بامتيازات شخصية.
34:4.9 (378.3) مراتب الشخصية الفائقة التطور في كون محلي ممنوحة بنوع الكون المحلي من نموذج الكون العظيم للعقل. المراتب الإنسانية ودون الإنسانية للحياة التطورية هي ممنوحة بأنواع الروح المعاونة لإسعاف العقل.
34:4.10 (378.4) أرواح-العقل المعاونة السبعة هم خلق المُسعفة الإلهية لكون محلي. أرواح العقل هؤلاء متشابهون في الصِفة إنما متنوعين في القدرة, وكلهم يتشاركون على حد سواء في طبيعة روح الكون, على الرغم من أنهم بالكاد يُعتبَرون كشخصيات على حدة من أمهم الخالقة. قد أعُطيت المعاونات السبعة الأسماء التالية: روح الحكمة, روح العبادة, روح الشورى, روح المعرفة, روح الشجاعة, روح الفهم, روح الحدس--الإدراك السريع.
34:4.11 (378.5) هؤلاء هم "أرواح الله السبعة", "مثل مصابيح تشتعل أمام العرش", التي رآها النبي في رموز الرؤيا. لكنه لم يرى مقاعد الأربعة والعشرين حارس حول أرواح العقل المعاونة السبعة هؤلاء. يمثل هذا السجل الإرتباك بين عرضين, واحد يتعلق بمركز إدارة الكون والآخر بعاصمة النظام. مقاعد الشيوخ الأربعة والعشرون توجد على جيروسِم, مركز إدارة نظامكم المحلي للعوالم المأهولة.
34:4.12 (378.6) لكنه كان عن ساﻟﭭينغتون حيث كتب يوحنا: "ومن العرش انطلقت بروق ورعود وأصوات"--إذاعات الكون إلى الأنظمة المحلية. هو أيضاً تصور مخلوقات التحكم التوجيهي للكون المحلي, البوصلات الأحياء لعالم مركز الإدارة. يتم الحفاظ على هذا التحكم التوجيهي في نِبادون بواسطة مخلوقات التحكم الأربعة لساﻟﭭينغتون, الذين يعملون فوق تيارات الكون ويُساعَدون باقتدار بروح العقل العامل الأول, معاون الحدس, روح "الفهم السريع". لكن وصف هذه المخلوقات الأربعة--المدعوة وحوش--قد شُوه بشكل مُحزن؛ هم ذوي جمال لا مثيل له وشكل رائع.
34:4.13 (378.7) النقاط الأربعة للبوصلة كونية ومتأصلة في حياة نِبادون. كل المخلوقات الحية تملك وحدات جسدية التي هي حساسة ومتجاوبة لهذه التيارات التوجيهية. هذه الخلائق المخلوقة يتم تكرارها نزولاً خلال الكون إلى الكواكب الفردية, وبالإقتران مع القوى المغناطيسية للعوالم, تقوم على هذا النحو بتفعيل حشود الأجسام الميكروسكوبية في الكائن الحي الحيواني بحيث تشير خلايا الإتجاه تلك دائماً نحو الشمال والجنوب. لهذا حاسة الإتجاه ثابتة إلى الأبد في الكائنات الحية للكون. هذه الحاسة ليست مفقودة كلياً كحيازة واعية لجنس الإنسان. لقد لوحظت تلك الأجسام لأول مرة على يورانشيا حوالي زمن هذه الرواية.
34:5.1 (379.1) تتعاون المُسعفة الإلهية مع الإبن الخالق في صياغة الحياة وخلق مراتب جديدة من الكائنات حتى وقت إغداقه السابع, ولاحقاً, بعد ترقيته إلى السيادة الكاملة للكون, تستمر في التعاون مع الإبن وروح الإبن المُغدقة في العمل الإضافي من الإسعاف العالمي والتقدم الكوكبي.
34:5.2 (379.2) على العوالم المسكونة تبدأ الروح عمل التقدم التطوري, مبتدئة بالمادة التي لا حياة فيها للحيز, أولاً مانحة حياة نباتية, وبعدئذٍ التركيبات العضوية الحيوانية, وبعد ذلك المراتب الأولى من الوجود الإنساني؛ وكل إعطاء لاحق يساهم في الإنفضاض الإضافي للإحتمال التطوري لحياة كوكبية من المراحل الأولية والبدائية إلى ظهور مخلوقات المشيئة. هذا العمل للروح يُنفذ إلى حد كبير من خلال المعاونات السبعة, أرواح الوعد, عقل-الروح المنسق والموحد للكواكب المتطورة, يقود أجناس الناس أبداً وبشكل موحد نحو أفكار أعلى ومُثل روحية.
34:5.3 (379.3) يختبر الإنسان البشري أولاً إسعاف الروح بالتزامن مع العقل عندما يُطور العقل الحيواني البحت للمخلوقات التطورية قدرة إستقبال لمعاوني العبادة والحكمة. يشير هذا الإسعاف للمعاونين السادس والسابع إلى تطور عقل يجتاز عتبة الإسعاف الروحي. وعلى الفور يتم تضمين مثل هذه العقول ذات أداء العبادة-والحكمة في الدارات الروحية للمُسعفة الإلهية.
34:5.4 (379.4) عندما يُمنح عقل على هذا النحو بإسعاف من الروح القدس, فإنه يمتلك القدرة (بوعي أو بدون وعي) لإختيار الحضور الروحي للأب الكوني--ضابط الفكر. لكن ليس إلا بعد أن يكون إبن إغداق قد حرر روح الحق للإسعاف الكوكبي لكل البشر حينما تستعد كل العقول العادية تلقائياً لإستلام ضباط الفكر. يعمل روح الحق كواحد مع حضور روح المُسعفة الإلهية. إرتباط الروح الثنائي هذا يحوم فوق العوالم ساعياً لتعليم الحق ولتنوير عقول الناس روحياً, ليُلهم نفوس المخلوقات من الأجناس الصاعدة, وليقود الشعوب الساكنة على الكواكب التطورية دوماً نحو هدفهم الفردوسي من مصير إلهي.
34:5.5 (379.5) ولو أن روح الحق يُسكب على كل جسد, إلا أن هذا الروح للإبن يكاد يقتصر كلياً تقريباً في العمل والقدرة بإستقبال الإنسان الشخصي إلى ما يُشكل مجموع وجوهر مهمة إبن الإغداق. الروح القدس مستقل جزئياً عن الموقف الإنساني ومشروط جزئياً بقرارات وتعاون مشيئة الإنسان. مع ذلك, يصبح إسعاف الروح القدس فعالاً بشكل متزايد في تطهير وروحانية الحياة الداخلية لهؤلاء البشر الذين يطيعون بشكل أتم الإرشادات الإلهية.
34:5.6 (379.6) كأفراد أنتم لا تملكون شخصياً جزءاً أو كياناً منفصلاً من روح الأب-الإبن الخالق أو روح الأُم الخلاَّقة؛ تلك الإسعافات لا تتصل مع, ولا تسكن, مراكز التفكير لعقل الفرد, مثلما تفعل مَراقب الغموض. ضباط الفكر هم تفريدات واضحة للواقع ما قبل الشخصي للأب الكوني, ساكنون فعلياً العقل البشري كجزء من ذلك العقل, ويعملون أبداً في إنسجام مثالي مع الأرواح المشتركة للإبن الخالق والروح الخلاَّقة.
34:5.7 (380.1) حضور الروح القدس لإبنة الكون للروح اللانهائي, لروح الحق لإبن الكون للإبن الأبدي, وللروح-الضابط من أب الفردوس في أو مع بشري تطوري, يدل على تناسق الموهبة الروحية والإسعاف ويؤهل ذلك البشري لأن يدرك بوعي واقع-الإيمان لبنوة مع الله.
34:6.1 (380.2) مع التطور المتقدم لكوكب مسكون والروحانية الآخذة في الإزدياد لسكانه, قد تُستلـَم تأثيرات روحية إضافية من قِبل هكذا شخصيات ناضجة. بينما يتقدم البشر في السيطرة على العقل والإدراك الروحي, تصبح هذه الإسعافات الروحية المتضاعفة منسقة أكثر فأكثر في العمل؛ تصبح ممتزجة على نحو متزايد مع الإسعاف الفوقي لثالوث الفردوس.
34:6.2 (380.3) على الرغم من أن الألوهية قد تكون جمع في التجلي, في التجربة الإنسانية الإله فردي, دائماً واحد. ولا الإسعاف الروحي جمع في التجربة الإنسانية. بغض النظر عن تعدد الأصل, كل العوامل المؤثرة للروح هي واحدة في الأداء. بالتأكيد هي واحدة, كونها إسعاف الروح لله السباعي في وإلى مخلوقات الكون الإجمالي؛ وبينما تنمو المخلوقات في التقدير, والإستجابة لهذا الإسعاف الموحَد للروح, تصبح في تجربتهم إسعاف الله الأسمى.
34:6.3 (380.4) من أعالي المجد الأبدي يتنزل الروح الإلهي, من خلال سلسلة طويلة من الخطوات, لكي يلقاك كما أنت وحيث أنت وعند ذاك, في شراكة الإيمان, ليحتضن بمحبة النفس من أصل بشري وليباشر على إعادة التتبع الأكيدة والمتيقنة لتلك الخطوات من التنازل, غير متوقف أبداً إلى أن تُرفع النفس التطورية بأمان إلى أعالي الهناء نفسها التي منها الروح الإلهي في الأصل إنطلق مُقبلاً على هذه المهمة من الرحمة والإسعاف.
34:6.4 (380.5) تسعى القوى الروحية دون كلل وتُحرز مستوياتها الأصلية الخاصة. كونها قد انطلقت من الأبدي, فهي متأكدة من العودة إلى هناك, جالبين معهم كل أولاد الزمان والفضاء أولئك الذين اعتنقوا توجيه وتعليم الضابط الساكن, أولئك الذين حقاً قد "ولدوا من الروح", أبناء الله بالإيمان.
34:6.5 (380.6) الروح الإلهي هو مصدر الإسعاف والتشجيع المستمرين لأولاد الناس. قدرتك وإنجازك هي "وفقاً لرحمته, من خلال تجديد الروح". الحياة الروحية, مثل الطاقة الفيزيائية, تُستهلـَك. المجهود الروحي ينتج في إستنفاذ روحي نسبي. كل تجربة الصاعد واقعية وكذلك روحية؛ لذلك, فإنه حقاً مكتوب, "إنه الروح الذي يحث". "الروح يعطي حياة".
34:6.6 (380.7) النظرية الميتة حتى لأعلى المذاهب الدينية هي عاجزة عن تحويل الطبع الإنساني أو التحكم بالسلوك البشري. ما يحتاجه عالم اليوم هو الحقيقة التي أعلنها معلمكم منذ القِدم: "ليس بالكلمة فقط بل كذلك في القدرة وفي الروح القدس". بذرة الحقيقة النظرية ميتة, أعلى المفاهيم الأخلاقية بلا تأثير, ما لم وإلى أن يتنفس الروح الإلهي على أشكال الحقيقة ويحث صيغ البِر.
34:6.7 (381.1) أولئك الذين استلموا وتعرفوا على سُكنى الله قد ولدوا من الروح. "أنت هيكل الله, وروح الله يسكن فيك". إنه لا يكفي أن هذا الروح يُسكب عليك؛ يجب أن يهيمن الروح الإلهي ويسيطر على كل مرحلة من التجربة الإنسانية.
34:6.8 (381.2) إنه حضور الروح الإلهي, ماء الحياة, الذي يمنع العطش المُستهلِك للإستياء البشري وذلك الجوع الذي لا يوصَف للعقل الإنساني غير الروحاني. الكائنات المُحفزة بالروح "لا تعطش أبداً, لأن هذا الماء الروحي سيكون فيهم بئراً من الرضا ينبع نحو حياة أزلية". هكذا نفوس مروية بالألوهية كلها مستقلة عن البيئة المادية فيما يتعلق بأفراح العيش واكتفاءات الوجود الأرضي. هم متنورين روحياً ومنتعشين, معزَزين أخلاقياً وموهوبين.
34:6.9 (381.3) في كل بشري توجد طبيعة ثنائية: وراثة ميول حيوانية والحث العالي لهبة الروح. أثناء الحياة القصيرة التي تعيشها على يورانشيا, هذان الحافزان المتنوعان والمتعارضان نادراً ما يمكن التوفيق بينهما تماماً؛ بالكاد يمكن أن يكونا متناسقين وموَّحَدين؛ لكن طوال زمن حياتك دائماً يُسعف الروح المُشترك لمساعدتك في إخضاع الجسد أكثر وأكثر لقيادة الروح. على الرغم من أنك يجب أن تعيش حياتك المادية إلى آخرها, حتى ولو أنه لا يمكنك الهرب من الجسد وضروراته, مع ذلك, في الهدف والمُثل فأنت مفوض بشكل متزايد لإخضاع الطبيعة الحيوانية إلى سيادة الروح. هناك حقاً يتواجد داخلك مؤامرة قوى روحية, إتحاد قدرات إلهية, التي هدفها الحصري هو تفعيل خلاصك النهائي من العبودية المادية والمعوقات المتناهية.
34:6.10 (381.4) الغرض من كل هذا الإسعاف هو, "بحيث تكون مُعززاً بالقدرة من خلال روحه في الإنسان الداخلي". وهذا كله لا يمثل سوى الخطوات الأولية للإحراز النهائي لكمال الإيمان والخدمة, تلك الخبرة حيث فيها ستكون "مملوءًا بكل ملء الله", "لأن كل أولئك الذين يقودهم روح الله هم أبناء الله".
34:6.11 (381.5) الروح أبداً لا يقود, فقط يُرشد. إذا كنت متعلماً راغباً, إذا أردت إحراز مستويات روح ووصول أعالي إلهية, إذا كنت ترغب بإخلاص في الوصول إلى الهدف الأبدي, عندئذٍ سيرشدك الروح الإلَهي بلطف ومحبة على طول مسار البنوة والتقدم الروحي. كل خطوة تأخذها يجب أن تكون واحدة ذات رغبة, تعاون ذكي وبهيج. هيمنة الروح غير ملوثة أبداً بالإكراه ولا تُساوَم بالإلزام.
34:6.12 (381.6) وعندما هكذا حياة من إرشاد روحي تُقبَل بحرية وذكاء, هناك يتطور تدريجياً داخل العقل الإنساني وعي إيجابي من الإتصال الإلهي والضمان بتواصل الروح؛ عاجلاً أو فيما بعد "يشهد الروح مع روحك (الضابط) بأنك طفل الله". لقد سبق أن أخبرك ضابط فكرك عن قرابتك إلى الله بحيث أن السجل يشهد بأن الروح يشهد "مع روحك", ليس إلى روحك.
34:6.13 (381.7) الوعي لهيمنة الروح على الحياة الإنسانية هو مُعتنى به في الوقت الحاضر بعرض متزايد لخصائص الروح في تفاعلات الحياة لهكذا بشري مُرشد-بالروح, لأن ثِمار الروح هي "محبة, فرح, سلام, إحتمال الأذى, لطف, صلاح, إيمان, وداعة, وضبط النفس". هكذا بشر مُرشدين-بالروح ومتنورين إلهياً, بينما لا يزالون يخطون المسارات المتواضعة من الكد وفي الإخلاص الإنساني يؤدون واجبات تفويضاتهم الأرضية, قد بدأوا بالفعل في تمييز أنوار الحياة الأبدية بينما يرون بصيص على الشواطئ البعيدة لعالم آخر؛ هم قد بدأوا تواً في استيعاب واقع تلك الحقيقة المُلهمة والمؤاسية, "ليس ملكوت الله أكلاً وشراباً إنما بِر, سلام, وفرح في الروح القدس". وطوال كل تجربة وفي حضور كل مشقة, تُعزز النفوس المولودة-بالروح بذلك الأمل الذي يتجاوز كل الخوف لأن محبة الله سُكبت على مساحة واسعة في كل القلوب بواسطة حضور الروح الإلهي.
34:7.1 (382.1) الجسد, الطبيعة الفطرية المُشتقة من أجناس الأصل الحيواني, لا تحمل بشكل طبيعي ثمار الروح الإلهي, عندما يتم رفع الطبيعة البشرية عن طريق إضافة طبيعة أبناء الله الماديين, كما تقدمت شعوب يورانشيا بمقدار بإغداق آدم, عندئذٍ يكون الطريق في وضع أفضل من أجل تعاون روح الحق مع الضابط الساكن لإنتاج الحصاد الجميل لثمار صفة الروح. إن كنت لا ترفض هذا الروح, مع أن الأبدية قد تكون مطلوبة لإنجاز التفويض, "سيرشدك إلى كل الحق".
34:7.2 (382.2) البشر التطوريون الذين يسكنون عوالم طبيعية من التقدم الروحي لا يختبرون الصراعات الحادة بين الروح والجسد التي تميز أجناس يورانشيا الحالية. لكن حتى على الكواكب الأكثر مثالية, الإنسان السابق لآدم يجب أن يضع جهوداً إيجابية للإرتقاء من المستوى الحيواني الصرف للوجود صعوداً خلال مستويات متتالية من المعاني الفكرية المتزايدة والقيم الروحية الأعلى.
34:7.3 (382.3) لا يختبر البشر من عالم طبيعي حرباً مستمرة بين طبائعهم الفيزيائية والروحية. هم مواجَهون بضرورة التسلق عالياً من المستويات الحيوانية للوجود إلى المستويات الأعلى للعيش الروحي. لكن هذا الإرتقاء هو أكثر شبهاً بالخضوع للتدريب التعليمي مقارنة بالصراعات الحادة لبشر يورانشيا في هذا العالم من الطبائع الروحية والمادية المتباينة.
34:7.4 (382.4) شعوب يورانشيا تعاني عواقب الحرمان المزدوج من المساعدة في هذه المهمة لإحراز روحي كوكبي تدريجي. عجل إضطراب كاليغاسشيا إرتباكاً عم العالم وسلب كل الأجيال اللاحقة من المساعدة الأخلاقية التي كان يمكن أن يوفرها مجتمع حسن التنظيم. لكن الأمر الأكثر كارثية بعد كان التقصير الآدمي في أنه حرم الأجناس من ذلك النوع الفائق من الطبيعة الفيزيائية التي كانت ستكون اكثر إنسجاماً مع التطلعات الروحية.
34:7.5 (382.5) بشر يورانشيا مجبرون على الخضوع لمثل هذا الصراع الملحوظ بين الروح والجسد لأن أجدادهم الأقدمين لم يكونوا متأدمين كلياً بالإغداق العدني. لقد كانت الخطة الإلهية أنه كان ينبغي أن يكون لدى أجناس بشر يورانشيا طبائع فيزيائية أكثر إستجابة للروح بشكل طبيعي.
34:7.6 (382.6) على الرغم من هذه الكارثة المزدوجة إلى طبيعة الإنسان وبيئته, قد يختبر بشر اليوم الحاضر أقل من هذه الحرب البادية بين الجسد والروح إن كانوا سيدخلون ملكوت الروح, حيث فيها يتمتع أبناء الله بالإيمان بخلاص مُقارن من رباط-عبودية الجسد في الخدمة المستنيرة والمتحررة للتفاني من كل القلب لفعل مشيئة الأب في السماء. أظهر يسوع إلى جنس الإنسان طريقة جديدة للعيش البشري حيث بها يمكن للكائنات الإنسانية الإفلات إلى حد كبير من العواقب الوخيمة للتمرد الكاليغاسشي والتعويض بفعالية أكبر عن الحرمان الناتج عن التقصير الآدمي. "روح حياة يسوع المسيح قد جعلتنا أحراراً من قانون العيش الحيواني ومُغريات الشر والخطيئة". هذا هو "النصر الذي يتغلب على الجسد, حتى إيمانك".
34:7.7 (383.1) أولئك الرجال والنساء العارفين الله الذين ولدوا من الروح لا يختبرون المزيد من الصراع مع طبائعهم البشرية أكثر مما يفعل الساكنين على أكثر العوالم طبيعية. كواكب التي لم تتلوث أبداً بالخطيئة ولم تُمس بالتمرد. يعمل أبناء الإيمان على مستويات فكرية ويعيشون على مستويات روحية أعلى بكثير من الصراعات التي تنتجها الرغبات الفيزيائية غير المكبوتة أو غير الطبيعية. المستحثات الطبيعية للكائنات الحيوانية والشهوات والدوافع الطبيعية للطبيعة الفيزيائية ليست في صراع حتى مع أعلى إحراز روحي ما عدا في عقول الجهلاء, المتعلمين بطريقة خاطئة, أو لسوء الحظ أشخاص أحياء الضمير أكثر من اللزوم.
34:7.8 (383.2) حيث قد بدأت على طريق الحياة الأزلية, كونك قبلت التفويض واستلمت أوامرك للمضي قدماً, لا تخشى مخاطر النسيان الإنساني وعدم الثبات البشري, لا تكن منزعجاً بشكوك الفشل أو بالإرتباك المُحيّر, لا تتعثر وترتاب بوضعك وموقفك, لأنه في كل ساعة مظلمة, عند كل مفترق طريق في النضال إلى الأمام, سيتكلم روح الحق دائماً, قائلاً, "هذه هي الطريق".
34:7.9 (383.3) [ قُدمت برسول قدير مُعين مؤقتاً للخدمة على يورانشيا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 35
35:0.1 (384.1) إن أبناء الله الذين قُدِم لهم فيما سبق قد كان لديهم أصل فردوسي. هم ذرية الحكام الإلهيين للمجالات الكونية. من مرتبة الفردوس الأولى من البنوة, الأبناء الخالقين, يوجد في نِبادون واحد فقط, ميخائيل, أب الكون والسلطان. من المرتبة الثانية لبنوة الفردوس, ألأﭭونال أو الأبناء القضاة, لدى نِبادون حصته الكاملة--1,062--وهؤلاء "المسيحون الأقل" يتمتعون بنفس القدر من الفعالية وكلية القدرة في إغداقاتهم الكوكبية مثلما كان الخالق والإبن السيد على يورانشيا. المرتبة الثالثة, كونها من أصل ثالوثي, لا تُسجل في كون محلي, لكنني أقَدِر بأن هناك في نِبادون ما بين خمسة عشر وعشرين ألفاً من الأبناء المعلمين الثالوثيين, عدا عن 9,642 مُساعدين مثولثين-بمخلوق على السجل. داينالو الفردوس هؤلاء ليسوا قضاة ولا إداريين؛ هم معلمون فائقون.
35:0.2 (384.2) أنواع الأبناء الذين على وشك أن ينظر في أمرهم هم من أصل كون محلي؛ هم ذرية الإبن الخالق الفردوسي في تعاون متنوع مع روح أُم الكون المتممة. المراتب التالية من بنوة الكون المحلي يجِدون ذِكراً في هذه الروايات:
35:0.3 (384.3) 1. أبناء ملكيصادقون.
35:0.4 (384.4) 2. أبناء ﭭوروندادِك.
35:0.5 (384.5) 3. أبناء لانوناندِك.
35:0.6 (384.6) 4. أبناء حاملو حياة.
35:0.7 (384.7) يعمل إله الفردوس الثلاثي من أجل خلق ثلاثة مراتب من البنوة: الميخائيليون, الأﭭوناليون, والدايناليون. الإله الثنائي في الكون المحلي, الإبن والروح, كذلك يعمل في خلق ثلاثة مراتب عالية من الأبناء: الملكيصادقون, اﻟﭭوروندادِك, واللانوناندِك؛ وحيث أنهم حققوا هذا التعبير الثلاثي الأضعاف, فهم يتعاونون مع المستوى التالي من الله السباعي في إنتاج المرتبة متنوعة البراعات من حاملي الحياة. هؤلاء الكائنات مُصنَفون مع أبناء الله المتنزلين, لكنهم شكل فريد ومبتكر من حياة الكون. النظر في أمرهم سوف يشغل كامل الورقة التالية.
35:1.1 (384.8) بعد جلب الكائنات ذات المساعدة الشخصية إلى حيز الوجود, مثل نجم الصباح واللامع وشخصيات إدارية أخرى, وفقاً للهدف الإلهي والخطط الخلاَّقة لكون ما, يحدث هناك شكل جديد من الإتحاد الخلاَّق بين الإبن الخالق والروح الخلاَّقة, إبنة الكون المحلي للروح اللانهائي. نسل الشخصية الناتجة عن هذه الشراكة الخلاَّقة هو الملكيصادق الأصلي--ملكيصادق الأب--ذلك الكائن الفريد الذي يتعاون لاحقاً مع الإبن الخالق والروح الخلاَّقة لكي يُحضر المجموعة الكاملة من ذلك الإسم إلى حيز الوجود.
35:1.2 (385.1) يتصرف ملكيصادق الأب في كون نِبادون كالمعاون التنفيذي الأول لنجم الصباح واللامع. جبرائيل مشغول أكثر بسياسات الكون, ملكيصادق بالإجراءات العملية. يرأس جبرائيل المجالس والمحاكم المُشكلة نظامياً لنِبادون, ملكيصادق على الهيئات الإستشارية, واللجان الطارئة, الخاصة, والفوق الإعتيادية. جبرائيل وملكيصادق الأب لا يتغيبان أبداً عن ساﻟﭭينغتون في نفس الوقت, لأنه في غياب جبرائيل, يعمل ملكيصادق الأب كالرئيس التنفيذي لنِبادون.
35:1.3 (385.2) ملكيصادقو كوننا تم خلقهم جميعاً خلال فترة ألفية واحدة من الوقت القياسي بواسطة الإبن الخالق والروح الخلاَّقة في إرتباط مع ملكيصادق الأب. كونهم مرتبة من البنوة حيث فيها عمل واحد من عددهم الخاص كخالق مُنـسق, الملكيصادقون هم في البنية من أصل ذاتي جزئياً وبالتالي مرشحين لتحقيق نوع علوي من الحكم-الذاتي. ينتخِبون رئيسهم الإداري الخاص بشكل دوري لمدة سبع سنوات من الوقت القياسي وسوى ذلك يعملون كمرتبة منظمة-بالذات, ولو أن الملكيصادق الأصلي يمارس إمتيازات فطرية معينة مشاركة في الأبوة. من وقت لآخر يعين هذا الملكيصادق الأب أفراداً معينين من مرتبته ليعملوا كحاملي حياة خاصين إلى عوالم الميدسونايت, نوع من كوكب مأهول لم يُكشف حتى الآن على يورانشيا.
35:1.4 (385.3) لا يعمل الملكيصادقون على نطاق واسع خارج الكون المحلي إلا عند إستدعائهم كشهود في المسائل المُعلقة أمام محاكم الكون العظيم, وعندما يُعينون سفراء خاصين, كما هو الحال أحياناً, يمثلون كوناً لآخر في نفس الكون العظيم. الملكيصادق الأصلي أو البِكر من كل كون هو دائماً في حرية للسفر إلى الأكوان المجاورة أو إلى الفردوس على مهمات لها علاقة بمصالح وواجبات مرتبته.
35:2.1 (385.4) الملكيصادقون هم المرتبة الأولى من الأبناء الإلهيين التي تقترب بما فيه الكفاية من حياة المخلوق الأسفل لكي يكونوا قادرين على العمل في إسعاف رفع البشري بشكل مباشر, لكي يخدموا الأجناس التطورية دون الحاجة إلى التجسد. هؤلاء الأبناء هم بطبيعة الحال في نقطة المنتصف لتنزل الشخصية العظيمة, كونهم في الأصل تماماً حوالي منتصف الطريق بين أعلى ألوهية وأدنى حياة مخلوق ذا هِبة مشيئة. بهذا هم يصبحون الوسطاء الطبيعيين بين المستويات الأعلى والإلهية للوجود الحي والأشكال الأدنى, حتى أشكال الحياة المادية على العوالم التطورية. المراتب السيرافية, الملائكة, يبتهجون للعمل مع الملكيصادقين؛ في الواقع, كل أشكال الحياة الذكية تجد في هؤلاء الأبناء أصدقاء متفهمين, ومعلمين متعاطفين, ومستشارين حكماء.
35:2.2 (385.5) الملكيصادقون هم مرتبة محكومة-بالذات. مع هذه المجموعة الفريدة نحن نواجه المحاولة الأولى لحرية الإرادة من جانب كائنات كون محلي ونلاحظ أعلى نوع من الحكم الذاتي الحقيقي. يقوم هؤلاء الأبناء بتنظيم آلياتهم الخاصة لإدارة مجموعتهم وكوكبهم-البيتي, بالإضافة إلى تلك الأجواء الفرعية الستة وعوالمها التابعة. ويجب التسجيل بأنهم لم يسيئوا استخدام صلاحياتهم ولا مرة أبداً؛ في أنحاء كل كون أورﭭونتون العظيم لم يخن الأبناء الملكيصادقون هؤلاء أمانتهم أبداً. هم الأمل لكل فئة كون تطمح إلى حكومة-ذاتية؛ هم النموذج والمعلمين للحكم-الذاتي لجميع أجواء نِبادون. جميع مراتب الكائنات الذكية, رؤساء من فوق ومرؤوسين من تحت, يمدحون من كل قلوبهم حكومة الملكيصادقين.
35:2.3 (386.1) مرتبة الملكيصادقين من البنوة يشغلون منصب, ويتقلدون مسؤولية, الإبن الأكبر في عائلة كبيرة. معظم عملهم نظامي ونوعاً ما روتيني, لكن الكثير منه تطوعي وجملةً مفروض-بالذات. أكثرية الجمعيات الخاصة التي تُعقَد, من وقت لآخر, على ساﻟﭭينغتون تُدعى بناء على إستدعاء الملكيصادقين. بمبادرة منهم يقوم هؤلاء الأبناء بدوريات في كونهم الأهلي. يحافظون على منظمة مستقلة مكرسة لإستخبارات الكون, عاملون تقارير دورية إلى الإبن الخالق مستقلة عن كل المعلومات القادمة إلى مركز إدارة الكون من خلال الوكالات العادية المعنية بالإدارة الروتينية للحيز. هم بالطبيعة مراقبون غير منحازين؛ لديهم الثقة الكاملة من كل أصناف الكائنات الذكية.
35:2.4 (386.2) يعمل الملكيصادقون كمحاكم مراجعة إستشارية ومتنقلة للعوالم؛ يذهب أبناء الكون هؤلاء في جماعات صغيرة إلى العوالم ليخدموا كلجان إستشارية, ليأخذوا إقرارات, ليستلموا إقتراحات, وليعملوا كمستشارين, بهذا يساعدون على تسوية الصعوبات الكبرى وحل الخلافات الخطيرة التي تنشأ من وقت لآخر في شؤون المجالات التطورية.
35:2.5 (386.3) هؤلاء الأبناء البِكر للكون هم المساعدون الرئيسيون لنجم الصباح واللامع في تنفيذ إنتدابات الإبن الخالق. عندما يذهب ملكيصادق إلى عالم بعيد بإسم جبرائيل, لأغراض تلك المهمة الخاصة, قد ينوب بإسم المرسِل وسيظهر في ذلك الحدث على كوكب التفويض مع كامل سُلطة نجم الصباح واللامع. هذا خاصة صحيح على تلك الأجواء حيث لم يظهر إبن أعلى بعد في شبه مخلوقات الحيز.
35:2.6 (386.4) عندما يدخل إبن خالق على مهمة الإغداق على عالم تطوري, فهو يذهب وحده؛ لكن عندما أحد إخوانه الفردوسيين, إبن أﭭونال, يدخل على إغداق, فهو يُرافق بأنصار ملكيصادقين, إثنا عشر في العدد, الذين يساهمون بغاية الفعالية في نجاح مهمة الإغداق. كما أنهم يدعمون أﭭونال الفردوس في مهمات قضائية إلى العوالم المأهولة, وفي تلك التفويضات يكون الملكيصادقون مرئيين إلى أعين البشر إذا كان الإبن الأﭭونال مُتجلياً هكذا أيضاً.
35:2.7 (386.5) ليس هناك مرحلة من حاجة روحية كوكبية لا يُسعفون إليها. هم المعلمون الذين غالباً ما يكسبون عوالم كاملة من الحياة المتقدمة إلى الإعتراف النهائي والكامل بالإبن الخالق وأبيه الفردوسي.
35:2.8 (386.6) الملكيصادقون هم قريب جداً من الكمال في الحكمة, لكنهم ليسوا منزهين عن الخطأ في الحكم. عندما يكونون منفصلين ووحدهم على مهمات كوكبية, فقد أخطأوا أحياناً في أمور بسيطة, بمعنى, أنهم قد اختاروا القيام بأشياء معينة, لم يوافق عليها رؤساؤهم لاحقاً. مثل هذا الخطأ في التقدير يجعل الملكيصادق غير مؤهل بشكل مؤقت إلى أن يذهب إلى ساﻟﭭينغتون, وفي إجتماع مع الإبن الخالق, يتلقى تلك التعليمات التي تطهره بفعالية من التنافر الذي سبب عدم الإتفاق مع زملائه؛ وبعد ذلك, في أعقاب الراحة التصحيحية, يستتبع الإعادة إلى الخدمة في اليوم الثالث. لكن سوء التكييفات الطفيفة هذه في أداء ملكيصادق نادراً ما حدثت في نِبادون.
35:2.9 (387.1) ليس هؤلاء الأبناء مرتبة متزايدة؛ عددهم ثابت, على أنه متفاوت في كل كون محلي. عدد الملكيصادقين المسجَل على كوكب مركز إدارتهم في نِبادون يفوق العشرة ملايين.
35:3.1 (387.2) يَشغل الملكيصادقون عالم خاص بهم قرب ساﻟﭭينغتون, مركز إدارة الكون. هذا الجو المُسمى ملكيصادق, هو العالم المرشد لدارة ساﻟﭭينغتون من الأجواء الأولية السبعين, التي تدور حول كل منها ستة أجواء رافدة مكرسة للأنشطة المتخصصة. هذه الأجواء الرائعة--سبعون أولياً و 420 رافداً--غالباً يُتحدث عنها كجامعة الملكيصادق. يمر البشر الصاعدون من جميع أبراج نِبادون خلال تدريب على كل الـ 490 عالم في تحصيل الوضع الإقامي على ساﻟﭭينغتون. لكن تعليم الصاعدين هو مجرد مرحلة واحدة من النشاطات المتنوعة التي تجري على عنقود ساﻟﭭينغتون من الأجواء المعمارية.
35:3.2 (387.3) تنقسم الأجواء الـ 490 لدارة ساﻟﭭينغتون إلى عشر مجموعات, كل منها يحتوي على سبعة أجواء أولية وإثنين وأربعين جواً تابعاً. كل من هذه المجموعات هو تحت الإشراف العام لواحد ما من المراتب الكبرى لحياة الكون. الفئة الأولى, التي تضم العالم المرشد والأجواء الأولية الستة التالية في الموكب الكوكبي المطوِق, تحت إشراف الملكيصادقين. عوالم الملكيصادقون هذه هي:
35:3.3 (387.4) 1. العالم المرشد--العالم الموطن للأبناء الملكيصادقين.
35:3.4 (387.5) 2. عالم مدارس الحياة-الفيزيائية ومختبرات الطاقات الحية.
35:3.5 (387.6) 3. عالم حياة المورونشيا.
35:3.6 (387.7) 4. جو الحياة الروحية الأولية.
35:3.7 (387.8) 5. عالم حياة الروح-الوسطى.
35:3.8 (387.9) 6. جو حياة الروح-المتقدمة.
35:3.9 (387.10) 7. مجال تحقيق-الذات المنسق والسامي.
35:3.10 (387.11) تُخصص العوالم الرافدة الستة لكل من تلك الأجواء الملكيصادقية لأنشطة وثيقة إلى عمل الأجواء الأولية المرافقة.
35:3.11 (387.12) العالم المرشد, الجو ملكيصادق, هو أرض اللقاء المشتركة لجميع الكائنات المتعاطية في تعليم وروحانية البشر الصاعدين للزمان والفضاء. بالنسبة لصاعد ما, هذا العالَم ربما هو أكثر الأمكنة إثارةً للإهتمام في كل نِبادون. كل البشر التطوريين الذين يتخرجون من تدريب أبراجهم مقدَّرين للهبوط على ملكيصادق, حيث يُستهلون نحو نظام التخصصات وتقدم الروح لنظام ساﻟﭭينغتون التعليمي. وأبداً لن تنسى تفاعلاتك لليوم الأول من الحياة على هذا العالَم الفريد, ولا حتى بعد أن تكون قد وصلت وجهتك الفردوسية.
35:3.12 (387.13) يحافظ البشر الصاعدون على إقامة على عالم الملكيصادق بينما يتابعون تدريبهم على الكواكب الدائرة الستة للتعليم المتخصص. وهذا الأسلوب ذاته يُلتزم به طوال فترة مكوثهم على العوالم التثقيفية السبعين, الأجواء الأولية لدارة ساﻟﭭينغتون.
35:3.13 (387.14) تشغل العديد من الأنشطة المتنوعة وقت الكائنات العديدة التي تقيم على العوالم الرافدة الستة لجو الملكيصادق, لكن بما يتعلق بالبشر الصاعدين, فهذه السواتل مكرسة للمراحل الخاصة التالية من الدراسة:
35:3.14 (388.1) 1. الجو رقم واحد يُشغل بمراجعة الحياة الكوكبية الإبتدائية للبشر الصاعدين. يتم هذا العمل في صفوف مؤلفة من أولئك القادمين من عالم ما من أصل بشري. أولئك من يورانشيا يتابعون مثل هذه المراجعة الإختبارية معاً.
35:3.15 (388.2) 2. يتمثل العمل الخاص للجو رقم إثنين في إستعراض مماثل للتجارب التي مُر خلالها على العوالم المنزلية الدائرة حول الساتل الأولي لمركز إدارة النظام المحلي.
35:3.16 (388.3) 3. تتعلق مراجعات هذا الجو بالمكوث على عاصمة النظام المحلي وتضم نشاطات باقي العوالم المعمارية لعنقود مركز إدارة النظام.
35:3.17 (388.4) 4. يُشغل الجو الرابع بمراجعة لتجارب عوالم البرج الرافدة السبعين وأجوائه المرتبطة.
35:3.18 (388.5) 5. على الجو الخامس تُجرى المراجعة لمكوث الصاعد على عالم مركز إدارة البُرج.
35:3.19 (388.6) 6. الوقت على الجو رقم ستة مكرس لمحاولة ربط هذه الحِقب الخمسة وبهذا يُنجز تنسيق للتجربة التحضيرية لدخول مدارس الملكيصادق الأولية من تدريب الكون.
35:3.20 (388.7) تقع مدارس إدارة الكون والحكمة الروحية على عالم الملكيصادق الموطن, حيث توجد أيضاً تلك المدارس المُكرَسة لخط واحد من البحوث, مثل الطاقة, المادة, التنظيم, التواصل, السجلات, الآداب, ووجود المخلوق المُقارن.
35:3.21 (388.8) في كلية الملكيصادق للهِبة الروحية تتعاون كل المراتب--حتى مراتب الفردوس--من أبناء الله مع المعلمين الملكيصادقين والسيرافيين في تدريب الجماهير الذين ينطلقون كإنجيليي مصير, معلنين حرية روحية وبنوة إلهية حتى إلى عوالم الكون البعيدة. هذه المدرسة المحددة لجامعة الملكيصادق هي مؤسسة كون حصرية؛ لا يتم تلقي الزوار التلاميذ من عوالم أخرى.
35:3.22 (388.9) أعلى فصل للتدريب في إدارة كون يُعطى بالملكيصادقين على عالمهم الموطن. كلية الآداب العليا هذه يرأسها ملكيصادق الأب الأصلي. إنه إلى هذه المدارس حيث ترسل الأكوان المختلفة طلاب التبادل. في حين يقف الكون الصغير نِبادون منخفضاً في سُلم الأكوان فيما يتعلق بالإنجاز الروحي والتنمية الأدبية العالية, على الرغم من ذلك, فقد حولت مشاكلنا الإدارية كل الكون إلى عيادة شاسعة لخلائق قريبة أخرى بحيث أن كليات الملكيصادق محتشدة بزوار تلاميذ ومراقبين من عوالم أخرى. إلى جانب المجموعة الهائلة من المُسجَلين المحليين هناك دائماً فوق المائة ألف تلميذ أجنبي في الحضور على مدارس الملكيصادق, نظراً لأن مرتبة الملكيصادقين في نِبادون مشهورة في كل أنحاء سبلاندون.
35:4.1 (388.10) فرع على درجة خاصة من التخصص من نشاطات الملكيصادق له علاقة بالإشراف على مهنة المورونشيا التقدمية للبشر الصاعدين. الكثير من هذا التدريب يُدار بالمُسعفات السيرافيات الصبورات والحكيمات, بمساعدة من بشر الذين إرتقوا إلى مستويات أعلى نسبياً من إنجاز الكون, لكن كل هذا العمل التعليمي هو تحت الإشراف العام للملكيصادقين بالتعاون مع الأبناء المعلمين الثالوثيين.
35:4.2 (389.1) في حين أن مراتب الملكيصادق مكرسة بشكل رئيسي إلى النظام التعليمي الشاسع والنظام التدريبي الإختباري للكون المحلي, هم يعملون أيضاً في مهام فريدة وفي ظروف غير عادية. في كون يتطور ليضم في نهاية المطاف ما يقرب من عشرة ملايين من العوالم المسكونة, من المقدر أن يحدث الكثير من الأشياء الخارجة عن المألوف, وإنه في مثل هذه الحالات الطارئة حيث يعمل الملكيصادقون. على عدنشيا, مركز إدارة بُرجكم, هم يُعَرفون بأبناء الطوارئ. دائماً مُستعدون للخدمة في جميع المقتضيات--فيزيائية, فكرية, أو روحية--سواء على كوكب, في نظام, في بُرج, أو في الكون. كلما وحيثما تكون هناك حاجة إلى مساعدة خاصة, هناك ستجد واحداً أو أكثر من أبناء الملكيصادق.
35:4.3 (389.2) عندما يُهدَد ملمح ما من خطة الإبن الخالق بالفشل, سينطلق ملكيصادق على الفور لتقديم المساعَدة. لكنهم ليس في كثير من الأحيان يتم استدعاءهم إلى العمل في ظل تمرد خاطئ, على غرار ما حدث في ساتاينا.
35:4.4 (389.3) الملكيصادقون هم أول من يتصرف في كل الطوارئ مهما كانت طبيعتها على كل العوالم حيث تسكن مخلوقات مشيئة, أحياناً يعملون كأوصياء مؤقتين على كواكب ضالة, خادمين كمستلمين لحكومة كوكبية مقصـرة. في إضطراب كوكبي يخدم أبناء ملكيصادق هؤلاء في العديد من القدرات الفريدة. من الممكن بسهولة لهكذا إبن أن يجعل نفسه مرئياً إلى كائنات بشرية, وأحياناً واحد من هذه المرتبة قد تجسد حتى في شبه جسد بشري. سبع مرات في نِبادون خدمَ ملكيصادق على عالم تطوري في شبه جسد بشري, وفي مناسبات عديدة ظهر هؤلاء الأبناء في شبه مراتب أخرى من مخلوقات الكون. هم حقاً المسعفون في الطوارئ والمتطوعون والمتعددي البراعات إلى كل مراتب ذكاءات الكون ولكل عوالم وأنظمة العوالم.
35:4.5 (389.4) الملكيصادق الذي عاش على يورانشيا أثناء زمن إبراهيم كان معروفاً محلياً كأمير شاليم لأنه ترأس مستعمرة صغيرة من الباحثين عن الحقيقة المقيمين في مكان يُدعى شاليم. لقد تطوع ليتجسد في شبه جسد بشري وفعل ذلك بموافقة المستلمين الملكيصادقين للكوكب, الذين كانوا يخشون أن نور الحياة سينطفئ خلال تلك الفترة من الظلمة الروحية المتزايدة. وقد عمل على تعزيز الحق ليومه ونقله بأمان إلى إبراهيم ورفاقه.
35:5.1 (389.5) بعد خلق المساعدين الشخصيين والمجموعة الأولى من الملكيصادقين المتعددي البراعات, خطط الإبن الخالق والروح الخلاَّقة للكون المحلي للمرتبة الثنائية العظيمة والمتنوعة من بنوة الكون, اﻟﭭوروندادِك, وأحضروها إلى حيز الوجود. هم معروفون بشكل عام بآباء البُرج لأن إبن من هذه المرتبة يتواجد بشكل موحد على رأس كل حكومة بُرج في كل كون محلي.
35:5.2 (389.6) يختلف عدد اﻟﭭوروندادِك في كل كون محلي, مليون بالضبط هو العدد المسجَل في نِبادون. هؤلاء الأبناء, مثل المنسقين معهم الملكيصادقون, لا يملكون أي قدرة للتوالد. ليس هناك أسلوب معروف حيث يمكنهم به زيادة أعدادهم.
35:5.3 (389.7) في كثير من النواحي هؤلاء الأبناء هم هيئة حاكمة-ذاتها. كأفراد وكجماعات, حتى ككل, هم إلى حد كبير مقررين بالذات, بقدر ما هم الملكيصادقون, لكن اﻟﭭوروندادِك لا يعملون من خلال هكذا مدى واسع من النشاطات. هم لا يساوون إخوانهم الملكيصادقين في تعدد البراعات المتألق, لكنهم حتى أكثر موثوقية وكفاءة كحكام وإداريين بعيدي النظر. ولا هم بالتمام النظراء الإداريين لمرؤوسيهم, سلاطين الأنظمة اللانوناندِك, لكنهم يمتازون على كل مراتب بنوة الكون في إستقرار الهدف وفي ألوهية القضاء.
35:5.4 (390.1) على الرغم من أن قرارات وأحكام هذه المرتبة من الأبناء هي دائماً في توافق مع روح البنوة الإلهية وفي إنسجام مع سياسات الإبن الخالق, فقد تم الاستشهاد بها للخطأ إلى الإبن الخالق, وفي تفاصيل تقنية فقد عُكست قراراتهم أحياناً في الإستئناف إلى المحاكم الفائقة للكون. لكن هؤلاء الأبناء نادراً ما يقعون في الخطأ. ولم يدخلوا أبداً في تمرد؛ أبداً في كل تاريخ نِبادون لم يُعثر على ﭭوروندادِك في إزدراء لحكومة الكون.
35:5.5 (390.2) خدمة اﻟﭭوروندادِك في الأكوان المحلية واسعة ومتنوعة. هم يخدمون بمثابة سفراء إلى أكوان أخرى وكقناصل يُمثلون الأبراج ضمن كونهم الأهلي. من كل مراتب بنوة الكون المحلي هم في معظم الأحيان الأكثر إئتماناً بالتوكيل الكامل لقدرات سيادية لتُمارَس في مواقف كون حرجة.
35:5.6 (390.3) على تلك العوالم المفصولة في ظلمة روحية, تلك الأجواء التي, من خلال التمرد والتقصير, عانت العزل الكوكبي, مُراقب ﭭوروندادِك يكون حاضراً عادة في إنتظار إستعادة الوضع العادي. في طوارئ معينة هذا المراقب الأعلى يمكنه أن يمارس سُلطة مُطلقة وتعسفية على كل كائن سماوي معين إلى ذلك الكوكب, إنه مُسجَل على ساﻟﭭينغتون بأن اﻟﭭوروندادِك قد مارسوا أحياناً هكذا سُلطة كأعلى نواب حكام لمثل هذه الكواكب. وكان هذا أيضاً صحيح حتى لعوالم مأهولة التي لم تُمس بالتمرد.
35:5.7 (390.4) غالباً ما يجلس فيلق من إثني عشر إبن ﭭوروندادِك أو أكثر بالإجماع كمحكمة مراجعة وإستئناف عليا فيما يتعلق بالقضايا الخاصة التي تنطوي على وضع كوكب أو نظام. لكن عملهم يتعلق إلى حد كبير بالأعمال التشريعية الأهلية لحكومات البُرج. كنتيجة لكل تلك الخدمات, أصبح الأبناء اﻟﭭوروندادِك المؤرخين للأكوان المحلية؛ هم ملمون شخصياً بكل الصراعات السياسية والإضطرابات الإجتماعية للعوالم المأهولة.
35:6.1 (390.5) يتم تعيين ثلاثة أبناء ﭭوروندادِك على الأقل إلى حكم كل من الأبراج المائة لكون محلي. يتم إختيار هؤلاء الأبناء من قِبل الإبن الخالق وهم يُكلفون من قِبل جبرائيل كالأعلون للأبراج من أجل الخدمة خلال عشرة آلاف 10,000عام قياسي, حوالي 50,000 سنة من وقت يورانشيا. الحاكم الأعلى, أب البُرج, لديه مساعدين, أقدم وأحدث. عند كل تغيير للإدارة يصبح المعاون الأقدم رئيس الحكومة, ويتقلد الأحدث واجبات الأقدم, بينما اﻟﭭوروندادِك غير المفوضين المقيمين على عوالم ساﻟﭭينغتون يُرشحون واحداً من عددهم كمُرشح إختيار لتولي مسؤوليات المعاون الأحدث. هكذا كل من الحكام الأعلون, وفقاً للسياسة الحالية, لديه مدة خدمة على مركز إدارة بُرج, لحوالي 150,000عام يورانشي.
35:6.2 (390.6) آباء الأبراج المائة, الرؤساء الرئيسيون الفعليون لحكومات الأبراج, يؤلفون مجلس الشورى السامي للإبن الخالق. هذا المجلس يكون في إنعقاد متكرر عند مركز إدارة كون وغير محدود في نطاق ومدى مداولاته لكنه معني أساساً برفاهية الأبراج وبتوحيد إدارة الكون المحلي بأكمله.
35:6.3 (391.1) عندما يكون أب بُرج حاضراً على الواجبات في مركز إدارة الكون كما هو في كثير من الأحيان, يصبح الزميل الأقدم الإداري العامل لشؤون البُرج. الوظيفة الإعتيادية للمعاون الأقدم هي الإشراف على الشؤون الروحية, بينما المعاون الأحدث مشغول شخصياً بالرفاهية الفيزيائية للبُرج. مع ذلك, لا يتم تنفيذ أي سياسة رئيسية على الإطلاق, في بُرج إلا إذا كان كل الثلاثة من الأعلون مُتفقون على كل تفاصيل تنفيذها.
35:6.4 (391.2) كامل آلية الذكاء الروحي وقنوات الإتصال هي تحت تصرف الأعلون للبرج. هم على إتصال مثالي مع رؤسائهم على ساﻟﭭينغتون ومع مرؤوسيهم المباشرين, سلاطين الأنظمة المحلية. يجتمعون بشكل متكرر في شورى مع سلاطين الأنظمة هؤلاء للتداول بشأن حالة البُرج.
35:6.5 (391.3) يحيط الأعلون أنفسهم بسلك من المستشارين, الذي يتغير من حيث العدد والأشخاص من وقت لآخر وفقاً لحضور مختلف الفئات في مركز إدارة البُرج وكذلك حسبما تتغير المتطلبات المحلية. أثناء أوقات التوتر قد يطلبون, ويستلمون سريعاً أبناء إضافيين من مرتبة اﻟﭭوروندادِك للمساعدة في العمل الإداري. نورلاشيادِك, بُرجكم الخاص, يُدار في الوقت الحاضر من قِبل إثني عشر إبن ﭭوروندادِك.
35:7.1 (391.4) المجموعة الثانية من العوالم السبعة في دارة الأجواء الأولية السبعين المحيطة بساﻟﭭينغتون تُشكل كواكب اﻟﭭوروندادِك. كل من هذه الأجواء, مع سواتلها الستة الدائرة حولها, مكرسة لمرحلة خاصة من نشاطات اﻟﭭوروندادِك. على هذه العوالم التسعة والأربعين يؤَّمِن البشر الصاعدون قمة تعليمهم فيما يتعلق بتشريعات الكون.
35:7.2 (391.5) قد لاحظ البشر الصاعدون المجالس التشريعية بينما عملوا على عوالم مراكز إدارات الأبراج, لكن هنا على عوالم اﻟﭭوروندادِك هذه, يشاركون في سَن التشريع العام الفعلي للكون المحلي تحت وصاية اﻟﭭوروندادِك الأقدم. هكذا تشريعات مُصممَة لتنسق التصريحات المتنوعة لمجالس التشريع المستقلة للأبراج المائة. التعليم الذي يُحصَّل في مدارس اﻟﭭوروندادِك لا يُضاهى حتى على يوﭭرسا. هذا التدريب تقدمي, يمتد من الجو الأول, مع عمل إضافي على سواتله الستة, صعوداً خلال الأجواء الأولية الستة المتبقية ومجموعات السواتل المرتبطة بها.
35:7.3 (391.6) سوف يتم تقديم الحجاج الصاعدين إلى العديد من الأنشطة الجديدة على عوالم الدراسة والعمل العملي تلك. نحن لسنا ممنوعين من أن نأخذ على عاتقنا الكشف عن تلك المساعي الجديدة والتي لا يُحلم بها, لكننا يائسون من قدرتنا على تصوير تلك التعهدات إلى العقل المادي للكائنات البشرية. نحن عاجزون عن التعبير لنقل معاني تلك النشاطات العلوية, وليست هناك التزامات إنسانية مشابهة التي يمكن الإستفادة منها كتصويرات لتلك المِهن الجديدة للبشر الصاعدين بينما يتابعون دراساتهم على تلك العوالم التسعة والأربعين. ونشاطات أخرى كثيرة, ليست جزءاً من نظام الإرتقاء, هي مركَّزة على عوالم اﻟﭭوروندادِك هذه من دارة ساﻟﭭينغتون.
35:8.1 (392.1) بعد خلق اﻟﭭوروندادِك, يتحد الإبن الخالق والروح الأُم للكون بهدف إحضار المرتبة الثالثة من بنوة الكون إلى حيز الوجود, اللانوناندِك. على الرغم من أنهم منشغلون بمهمات متنوعة متعلقة بإدارات الأنظمة, هم أفضل ما يُعرَفون كسلاطين الأنظمة, حكام الأنظمة المحلية, وكالأمراء الكوكبيين, الرؤساء الإداريون للعوالم المأهولة.
35:8.2 (392.2) كونهم متأخرون وأقل--حسبما يتعلق بالمستويات الإلهية--مرتبة خلق البنوة, كان مطلوباً من هؤلاء الكائنات العبور خلال فصول معينة من التدريب على عوالم الملكيصادق, إستعداداً للخدمة اللاحقة. كانوا أول طلاب في جامعة الملكيصادق, وقد تم تصنيفهم واعتمادهم من قِبل معلميهم وممتحنيهم الملكيصادقين وفقاً للمقدرة, الشخصية, والتحصيل.
35:8.3 (392.3) بدأ كون نِبادون وجوده بالضبط مع إثني عشر مليون لانوناندِك, وعندما عبروا خلال جو الملكيصادق, تم تقسيمهم في الإختبارات النهائية إلى ثلاث طبقات:
35:8.4 (392.4) 1. لانوناندِك أوليون. من أعلى رتبة كان هناك709,841. هؤلاء هم الأبناء المُعينون سلاطين أنظمة ومساعدين إلى مجالس الشورى السامية للأبراج وكمستشارين في العمل الإداري الأعلى للكون.
35:8.5 (392.5) 2. لانوناندِك ثانويون. من هذه المرتبة الناشئة من ملكيصادق كان هناك 10,234,601. هم مُعينون كأمراء كوكبيين وإلى الإحتياطيات من تلك المرتبة.
35:8.6 (392.6) 3. لانوناندِك ثالثيون. إحتوت هذه الفئة على 1,055,558. يعمل هؤلاء الأبناء كمساعدين تابعين, رُسل, أوصياء, مفوضين, مراقبين, وينفذون الواجبات المتنوعة لنظام وعوالمه المُكوِنة.
35:8.7 (392.7) إنه ليس من الممكن, كما هو الحال مع الكائنات التطورية, لهؤلاء الأبناء أن يتقدموا من مجموعة إلى أخرى. عندما يُخضعون إلى تدريب الملكيصادق, متى تم إختبارهم وتصنيفهم, فإنهم يخدمون بشكل مستمر في الرتبة المعينة, ولا يتعاطى هؤلاء الأبناء في التوالد؛ عددهم في الكون ثابت.
35:8.8 (392.8) في أعداد كاملة, مرتبة الأبناء اللانوناندِك مصنَّفة على ساﻟﭭينغتون كالتالي:
35:8.9 (392.9) 100,000منسقو كون ومستشارو بُرج.
35:8.10 (392.10) 600,000سلاطين أنظمة ومساعدون.
35:8.11 (392.11) 10,000,000أمراء وإحتياطيون كوكبيون.
35:8.12 (392.12) 400,000سِلك رُسل.
35:8.13 (392.13) 100,000أوصياء ومدونون.
35:8.14 (392.14) 800,000سِلك إحتياط.
35:8.15 (392.15) حيث أن اللانوناندِك هم نوعاً ما مرتبة أقل من البنوة من الملكيصادقين واﻟﭭوروندادِك, فهم حتى ذوي خدمة أعظم في الوحدات التابعة للكون, لأنهم قادرون على الإقتراب أكثر إلى المخلوقات الأدنى للأجناس الذكية. هم كذلك يقفون في خطر أكبر للضلالة, من الإبتعاد عن الأسلوب المقبول لحكومة كون. لكن هؤلاء اللانوناندِك, خاصة المرتبة الأولية, هم الأكثر قدرة وتنوعاً في المهارات من كافة إداريي كون محلي. في المقدرة التنفيذية هم يُضاهون فقط بجبرائيل وزملائه غير المكشوفين.
35:9.1 (393.1) اللانوناندِك هم الحكام المستمرون للكواكب والسلاطين الدورية للأنظمة. مثل هذا الابن يحكم الآن على جيروسِم, مركز إدارة نظامكم المحلي للعوالم المأهولة.
35:9.2 (393.2) سلاطين الأنظمة يحكمون في لجان من إثنين أو ثلاثة على مركز إدارة كل نظام من العوالم المأهولة. أب البُرج يُسَمي أحد هؤلاء اللانوناندِك كرئيس كل عشرة آلاف عام. أحياناً لا يتم إجراء أي تغيير في رئيس الثلاثة, حيث أن الأمر إختياري كلياً مع حكام البُرج. لا تتغير حكومات النظام فجأة في الموظفين ما لم يحدث مأساة من نوع ما.
35:9.3 (393.3) عندما يُستدعى سلاطين الأنظمة أو المساعدون, تُملأ أماكنهم بإختيارات قام بها المجلس الأعلى الواقع على مركز إدارة البُرج من إحتياطيات ذلك النظام, مجموعة على عدنشيا التي هي أكبر من المتوسط المشار إليه.
35:9.4 (393.4) تتمركز مجالس اللانوناندِك العليا على مختلف مراكز إدارات الأبراج. يرأس مثل هذه الهيئة مساعد الأعلون الأقدم لأب البُرج, بينما المعاون الأحدث يشرف على إحتياطيات المرتبة الثانوية.
35:9.5 (393.5) سلاطين الأنظمة صادقون إلى أسمائهم؛ هم تقريباً سلاطين في الشؤون المحلية للعوالم المأهولة. هم تقريباً أبويين في توجيههم للأمراء الكوكبيين, الأبناء الماديين, والأرواح المُسعفة. القبضة الشخصية للسلطان تامة تقريباً. هؤلاء الحكام لا يشرف عليهم مراقبو الثالوث من الكون المركزي. هم القسم التنفيذي للكون المحلي, وكأوصياء لإلزام إنتدابات تشريعية وكتنفيذيين لتطبيق أحكام قضائية, هم يُقدمون المكان الواحد في كل إدارة الكون حيث عدم الولاء الشخصي إلى مشيئة الإبن الميخائيل يُمكن بغاية السهولة وبسرعة أن تتحصن وتسعى إلى فرض نفسها.
35:9.6 (393.6) كان كوننا المحلي سيء الحظ في أن أكثر من سبعمائة إبن من مرتبة اللانوناندِك قد تمردوا ضد حكومة الكون, بهذا مُعجلين إرتباكاً في العديد من الأنظمة وعلى العديد من الكواكب. من هذا العدد الكلي من الفاشلين ثلاثة فقط كانوا سلاطين أنظمة؛ عملياً كل هؤلاء الأبناء إنتموا إلى المرتبتين الثانية والثالثة, أمراء كواكب ولانوناندِك ثالثيين.
35:9.7 (393.7) العدد الكبير من هؤلاء الأبناء الذي زلوا من الإستقامة لا يشير إلى أي خطأ في الخلق. كان بالإمكان جعلهم مثاليين إلهياً, لكنهم خُلقوا هكذا بحيث يمكنهم أن يفهموا بشكل أفضل, المخلوقات التطورية الساكنة على عوالم الزمان والفضاء, ويقتربوا منها.
35:9.8 (393.8) من بين كل الأكوان المحلية في أورﭭونتون, كوننا, باستثناء هِنسِلون, خسر أكبر عدد من هذه المرتبة من الأبناء. على يوﭭرسا هناك إجماع بأنه قد كان لدينا الكثير جداً من المتاعب الإدارية في نِبادون لأن أبناءنا من مرتبة اللانوناندِك قد خُلقوا في مثل هذه الدرجة الكبيرة من الحرية الشخصية في الإختيار والتخطيط. أنا لا أدلي بهذه الملاحظة عن طريق الإنتقاد. خالق كوننا لديه سُلطة وقدرة كاملتين للقيام بهذا. إنه جدال حكامنا العالين أنه, بينما هكذا أبناء أحرار-الإختيار يثيرون مشاكل مفرطة في العصور الأبكر للكون, عندما يتم فرز الأشياء بالكامل وتسويتها أخيراً, فإن مكاسب الإخلاص الأعلى والخدمة الطوعية الأكمل من جهة هؤلاء الأبناء الذين تم اختبارهم بدقة ستقوم بأكثر بكثير من تعويض الإرتباك ومحن الأزمنة الأبكر.
35:9.9 (394.1) في حالة التمرد على مركز إدارة نظام, عادة ما يُنصب سلطان جديد في غضون فترة زمنية قصيرة نسبياً, لكن ليس هكذا على الكواكب الفردية. إنهم الوحدات المكونة للخلق المادي, والمشيئة الحرة للمخلوق هي عامل في الحكم القضائي النهائي لكل هكذا مشاكل. يتم تعيين أمراء كوكبيين خلفاء إلى العوالم المنعزلة. كواكب التي أمراء سلطتها ربما ضلوا, لكنهم لا يتقلدون حكماً نشيطاً لتلك العوالم إلى أن يتم التغلب على نتائج الثورة بشكل جزئي وتُزال بتدابير علاجية تم تبنيها بالملكيصادقين وشخصيات مُسعفْة أخرى. التمرد من قِبل أمير كوكبي يعزل كوكبه فوراً؛ تُقطع الدارات الروحية المحلية في الحال. فقط إبن إغداق يمكنه إعادة تأسيس خطوط الإتصال ما بين الكواكب على هكذا عالم معزول روحياً.
35:9.10 (394.2) هناك يتواجد خطة لإنقاذ هؤلاء الأبناء الضالين وغير الحكماء, وقد استفاد الكثير منهم من هذا الحكم الرحيم؛ لكن لا يمكنهم أبداً العمل مرة أخرى في تلك المراكز التي قـَّصروا فيها. بعد إعادة التأهيل يتم تكليفهم إلى واجبات الوصاية وإلى أقسام الإدارة الفيزيائية.
35:10.1 (394.3) المجموعة الثالثة من العوالم السبعة في دارة ساﻟﭭينغتون للكواكب السبعين, مع سواتلها الإثنتين والأربعين المختصة, تشكل عنقود اللانوناندِك من الأجواء الإدارية. على هذه العوالم فإن اللانوناندِك الخبراء المنتمين إلى سِلك سلاطين الأنظمة السابقين يتولون مهام كمعلمين إداريين للحجاج الصاعدين والجماهير السيرافية. يُراقب البشر التطوريون مدراء النظام في العمل على عواصم النظام, لكن هنا هم يشاركون في التنسيق الفعلي للبيانات الإدارية لعشرة آلاف نظام محلي.
35:10.2 (394.4) يشرف على هذه المدارس الإدارية للكون المحلي سِلك من أبناء اللانوناندِك الذين لديهم خبرة طويلة كسلاطين نظام وكمستشاري بُرج. كليات التنفيذ تلك تضاهى فقط بالمدارس الإدارية لإنسا.
35:10.3 (394.5) بينما تخدم كأجواء تدريب للبشر الصاعدين, عوالم اللانوناندِك هي المراكز لمشاريع واسعة النطاق التي لها علاقة بالعمليات الإدارية العادية والروتينية للكون. على طول الطريق داخلياً نحو الفردوس, يتابع الحجاج الصاعدون دراساتهم في المدارس العملية للمعرفة التطبيقية--التدريب الفعلي على القيام حقاً بالأشياء التي يتعلمونها. نظام الكون التعليمي تحت رعاية الملكيصادقين هو عملي, تقدمي, ذو معنى, وإختباري. إنه يشمل التدريب في الأمورالمادية, والفكرية, والمورونشية, والروحية.
35:10.4 (394.6) إنه في علاقة مع تلك الأجواء الإدارية للانوناندِك أن معظم الأبناء الذين تم إنقاذهم من تلك المرتبة يخدمون كأوصياء وموجهين لشؤون الكواكب. وهؤلاء الأمراء الكوكبيون المُقصرون ومعاونيهم في التمرد الذين يختارون أن يقبلوا إعادة التأهيل المعروضة سوف يستمرون في الخدمة في هذه القدرات الروتينية, على الأقل إلى أن يستقر كون نِبادون في النور والحياة.
35:10.5 (395.1) العديد من أبناء اللانوناندِك في الأنظمة الأقدم, على أية حال, قد أسسوا سجلات رائعة من الخدمة, والإدارة, والإنجاز الروحي. إنهم مجموعة نبيلة, مُخلِصة, وموالية, على الرغم من ميلهم إلى الوقوع في الخطأ من خلال مغالطات الحرية الشخصية وخرافات تقرير المصير-بالذات.
35:10.6 (395.2) [ رُعيت برئيس رؤساء الملائكة عامل بسُلطة من جبرائيل ساﻟﭭينغتون. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 36
36:0.1 (396.1) الحياة لا تنشأ بشكل تلقائي. تُبنى الحياة وفقاً لخطط صيغت من قِبل مهندسي الكيان المعماريين (غير المكشوفين) وتظهر على الكواكب المأهولة إما بالإستيراد المباشر أو كنتيجة لعمليات حاملي الحياة للأكوان المحلية. حاملو الحياة هؤلاء هم من بين الأكثر إثارة للإهتمام وتعدداً للبراعات للعائلة المتنوعة من أبناء الكون. هم مؤتمنون بتصميم وتنفيذ حياة المخلوق إلى الأجواء الكوكبية. وبعد زرع هذه الحياة على تلك العوالم الجديدة, يبقون هناك لفترات طويلة لتعزيز تطورها.
36:1.1 (396.2) مع أن حاملي الحياة ينتمون إلى عائلة البنوة الإلهية, إلا أنهم نوع خاص ومتميز من أبناء الكون, كائنين الفئة الوحيدة ذات حياة ذكية في كون محلي الذين يشترك في خلقهم حكام الكون العظيم. حاملو الحياة هم نسل ثلاث شخصيات سابقة-الوجود. الإبن الخالق, الروح الأُم للكون, وبواسطة التعيين, واحد من قدماء الأيام الثلاثة الذين يرأسون مصائر الكون العظيم المعني. قدماء الأيام هؤلاء, الذين وحدهم بإمكانهم إصدار مرسوم إفناء حياة ذكية, يشاركون في خلق حاملي الحياة, المؤتمنين بتأسيس الحياة الفيزيائية على العوالم المتطورة.
36:1.2 (396.3) في كون نِبادون لدينا على السجل خلق مائة مليون حامل حياة. هذا السِلك الكفؤ لنشر الحياة ليس مجموعة تتمتع بالحكم الذاتي بحق. هم موجَهين من قِبل ثلاثي مقرر-للحياة, مؤلف من جبرائيل, الأب ملكيصادق, ونامبيا, حامل الحياة المولود الأصلي والبِكر لنِبادون. لكن في جميع مراحل إدارتهم التقسيمية فإنهم يتمتعون بالحكم الذاتي.
36:1.3 (396.4) يُصنف حاملو الحياة إلى ثلاثة أقسام كبرى: القسم الأول هم حاملو الحياة الأقدم, الثاني, المساعدون, والثالث, القيمون. القسم الأولي مقـسم بدوره إلى إثني عشر مجموعة من الإختصاصيين في مختلف أشكال تجلي الحياة. يُنفذ الفصل بين تلك الأقسام الثلاثة بالملكيصادقين, الذين أجروا إختبارات لمثل هذه الأهداف على جو مركز إدارة حاملي الحياة. منذ ذلك الحين, إرتبط الملكيصادقون بشكل وثيق مع حاملي الحياة ويرافقونهم دائماً عندما ينطلقون لتأسيس حياة على كوكب جديد.
36:1.4 (396.5) عندما يستقر كوكب تطوري أخيراً في النور والحياة, يتم تنظيم حاملي الحياة في هيئات تداولية أعلى ذات إستطاعة إستشارية لكي يساعدوا في الإدارة والتنمية الإضافية للعالم وكائناته الممجدة. في العصور اللاحقة والمستقرة لكون يتطور, يُؤتمن حاملو الحياة هؤلاء بالعديد من الواجبات الجديدة.
36:2.1 (397.1) يمتلك الملكيصادقون الإشراف العام على المجموعة الرابعة من الأجواء الأولية السبعة في دارة ساﻟﭭينغتون. عوالم حاملي الحياة هذه معينة كالتالي:
36:2.2 (397.2) 1. مركز إدارة حامل الحياة.
36:2.3 (397.3) 2. جو تخطيط الحياة.
36:2.4 (397.4) 3. جو حفظ الحياة.
36:2.5 (397.5) 4. جو تطور الحياة.
36:2.6 (397.6) 5. جو الحياة المرتبطة بالعقل.
36:2.7 (397.7) 6. جو العقل والروح في الكائنات الحية.
36:2.8 (397.8) 7. جو الحياة غير المكشوفة.
36:2.9 (397.9) كل من هذه الأجواء الأولية محاط بستة سواتل, التي تتركز عليها المراحل الخاصة لكل نشاطات حاملي الحياة في الكون.
36:2.10 (397.10) العالم رقم واحد, مركز إدارة الجو, سوية مع سواتله الروافد الستة, مكرس لدراسة الحياة الكونية, الحياة بكل أطوارها المعروفة من التجلي. هنا تقع كلية تخطيط الحياة, حيث يعمل معلمون ومستشارون من يوﭭرسا وهاﭭونا, حتى من الفردوس. وأنا مسموح لي أن أكشف بأن المواقع المركزية السبعة لأرواح العقل المعاونة تقع على عالم حاملي الحياة هذا.
36:2.11 (397.11) الرقم عشرة--النظام العشري-- متأصل في الكون الفيزيائي إنما ليس في الروحاني. يتميز مجال الحياة بثلاثة, سبعة, وإثني عشر أو مضاعفات وتركيبات من هذه الأعداد الأساسية. هناك ثلاث خطط حياة أولية ومختلفة أساساً, بعد ترتيب مصادر ومراكز الفردوس الثلاثة, وفي كون نِبادون هذه الأشكال الأساسية الثلاثة للحياة يتم عزلها على ثلاثة أنواع مختلفة من الكواكب. كان هناك, في الأصل, إثنا عشر مفهوماً متميزاً وإلهياً للحياة القابلة للنقل. هذا العدد إثني عشر, مع تقسيماته ومضاعفاته, يجري خلال كل أنماط الحياة الأساسية لكل الأكوان العظمى السبعة. هناك أيضاً سبعة أنواع معمارية لتصميم الحياة, ترتيبات أساسية لتشكيلات توالدية للمادة الحية. أنماط حياة أورﭭونتون مُشكَلة كإثني عشر حاملات وراثة. المراتب المختلفة لمخلوقات المشيئة مُشكَّلة مثل 12, 24, 48, 192, 348, و768. على يورانشيا يوجد ثمانية وأربعون وحدة للتحكم بالنمط--محددات سمة--في الخلايا الجنسية للتناسل الإنساني.
36:2.12 (397.12) العالم الثاني هو جو تصميم-الحياة؛ هنا تُستنبط كل الأنماط الجديدة لتنظيم الحياة. بينما يتم تزويد تصميمات الحياة الأساسية من قِبل الإبن الخالق, فإن الإستنباط الفعلي لتلك الخطط يؤتَمن إلى حاملي الحياة ومعاونيهم. عندما تُصاغ خطط الحياة العامة لعالم جديد, تُنقل إلى جو مركز الإدارة, حيث يتم فحصها بدقة من قِبل المجلس الأعلى لحاملي الحياة الأقدم بالتعاون مع سِلك الملكيصادقين المستشارين. إذا كانت الخطط خارجة عن صيغ مقبولة سابقاً, يجب أن تمر على الإبن الخالق, ويوافق عليها. غالباً ما يمثل رئيس الملكيصادقين الإبن الخالق في هذه المداولات.
36:2.13 (397.13) لذلك, بينما الحياة الكوكبية هي متشابهة في بعض النواحي, فإنها تختلف بطرق كثيرة على كل عالم تطوري. حتى في سلسلة حياة موحدة في عائلة واحدة من العوالم, ليست الحياة نفس الشيء بالدقة على أي كوكبين؛ هناك دائماً نوع كوكبي, لأن حاملي الحياة يعملون بجهد على الدوام لتحسين الصيغ الحيوية المعهودة إلى حفظهم.
36:2.14 (398.1) هناك فوق المليون صيغة كيميائية أو فلكية أساسية التي تشكل الأنماط الأبوية والتنوعات الوظيفية الأساسية العديدة لتجليات الحياة. الساتل رقم واحد لجو تخطيط الحياة هو حيز فيزيائيي وكهروكيميائيي الكون الذين يخدمون كمساعدين فنيين لحاملي الحياة في عمل أسر, وتنظيم, ومناورة وحدات الطاقة الأساسية التي تُوظَف في بناء المركبات المادية لنقل الحياة, المدعوة البلازما الجرثومية.
36:2.15 (398.2) تقع مختبرات تخطيط الحياة الكوكبية على الساتل الثاني لهذا العالم رقم إثنين. في هذه المختبرات يتعاون حاملو الحياة وجميع معاونيهم مع الملكيصادقين في الجهود الرامية لتعديل وربما تحسين الحياة المصممة للغرس على الكواكب العشرية لنِبادون. الحياة التي تتطور الآن على يورانشيا خُططت وصيغت جزئياً على هذا العالم بالذات, لأن يورانشيا هي كوكب عشري, عالم إختبار-حياة. على عالم واحد في كل عشرة يُسمح بتباين أكبر في تصاميم الحياة القياسية أكثر مما على العوالم الأخرى (غير التجريبية).
36:2.16 (398.3) العالم رقم ثلاثة مكرس لحفظ الحياة. هنا تُدرس وتُطور أنماط متنوعة لحماية وحفظ الحياة بمساعدي وأمناء سِلك حاملي الحياة. خطط الحياة لكل عالم جديد دائماً تُزوِد للتأسيس المبكر للجنة صيانة الحياة, التي تتألف من قـيمين إختصاصيين في المناورة الخبيرة لأنماط الحياة الأساسية. هناك على يورانشيا أربعة وعشرون هكذا مفوضين قـيمين, إثنان لكل نمط أبوي أو أساسي للتنظيم المعماري لمادة الحياة. على كواكب مثل كوكبكم يُنتج أعلى شكل للحياة بواسطة حزمة حاملة للحياة تمتلك أربعة وعشرين وحدة نمط. (وبما أن الحياة الفكرية تنمو من, وعلى الأساس الفيزيائي, هناك تأتي إلى حيز الوجود المراتب الأساسية الأربعة والعشرين للتنظيم النفسي).
36:2.17 (398.4) الجو رقم أربعة وسواتله التابعة مكرسين لدراسة تطور حياة المخلوق بشكل عام وإلى السوابق التطورية لأي مستوى حياة واحدة على وجه الخصوص. يجب أن تحتوي بلازما الحياة الأساسية لعالم تطوري الإمكانات الكاملة لجميع التغييرات التنموية المستقبلية ولكل التغييرات والتعديلات التطورية اللاحقة. التزويد لمثل هذه المشاريع البعيدة المدى من تحولات الحياة قد يتطلب ظهور العديد من أشكال الحياة النباتية والحيوانية غير المجدية على ما يبدو. هكذا محاصيل ثانوية للتطور الكوكبي, المتوقعة أو غير المتوقعة مُسبقاً, تظهر على مسرح العمل فقط لتختفي, لكن في ومن خلال كل هذه العملية الطويلة هناك يمتد خيط الصياغات الحكيمة والذكية للمصممين الأصليين لخطة الحياة الكوكبية ومخطَط الأجناس. تُعد المحاصيل الثانوية المتنوعة للتطور البيولوجي كلها ضرورية للأداء النهائي والكامل لأشكال الذكاء الأعلى للحياة, بالرغم من أن تنافر ظاهري كبير قد يسود من وقت لآخر في الصراع التصاعدي الطويل للمخلوقات الأعلى لإدخال السيطرة على أشكال الحياة الأدنى حيز التنفيذ, التي يكون الكثير منها في بعض الأحيان معادياً للغاية لسلام وراحة مخلوقات المشيئة المتطورين.
36:2.18 (398.5) العالم رقم خمسة معني كلياً بالحياة المرتبطة بالعقل. كل من سواتله مكرس لدراسة مرحلة واحدة من عقل المخلوق المرتبطة بحياة المخلوق. العقل كما يستوعبه الإنسان هو هبة من أرواح العقل المعاونة السبعة المفروضين على مستويات العقل غير القابلة للتعلم أو الميكانيكية من قٍبل وكالات الروح اللانهائي. تستجيب أنماط الحياة بتنوع إلى هؤلاء المعاونين وإلى إسعافات الروح المختلفة العاملة في جميع أنحاء أكوان الزمان والفضاء. قدرة المخلوقات المادية لإحداث إستجابة روح تعتمد كلياً على منحة العقل المرتبطة, التي, بدورها, قد وجَّهت مسار التطور البيولوجي لهؤلاء المخلوقات البشرية أنفسهم.
36:2.19 (399.1) العالم رقم ستة مكرس إلى ترابط العقل مع الروح كما يرتبطون مع الأشكال والكائنات العضوية الحية. هذا العالم وروافده الستة يضمون مدارس تنسيق-المخلوق, حيث معلمين من كِلا الكون المركزي والأكوان العظمى يتعاونون مع مُرشدي نِبادون في تقديم أعلى مستويات تحصيل المخلوق في الزمان والفضاء.
36:2.20 (399.2) الجو السابع لحاملي الحياة مكرس إلى المجالات غير المكشوفة لحياة المخلوق التطوري كما تتعلق بالفلسفة الفلكية للصيرورة الواقعية المتوسعة للكائن الأسمى.
36:3.1 (399.3) لا تظهر الحياة تلقائياً في الأكوان؛ يجب أن يفتتحها حاملو الحياة على الكواكب القاحلة. هم الناقلون, والناشرون, والأوصياء للحياة كما تظهر على عوالم الفضاء التطورية. كل الحياة من المرتبة والأشكال المعروفة على يورانشيا تنشأ بواسطة هؤلاء الأبناء, على أن ليس كل أشكال الحياة الكوكبية موجودة على يورانشيا.
36:3.2 (399.4) سِلك حاملي الحياة المفوضين لزرع حياة على عالم جديد يتكون عادة من مائة حامل أقدم, ومائة مساعد, وألف قـيم. يحمل حاملو الحياة غالباً بلازما حياة فعلية إلى عالم جديد, لكن ليس دائماً. أحياناً يُنظِمون أنماط الحياة بعد وصولهم على كوكب تفويضهم وفقاً لصيغ سبق إعتمادها لمغامرة جديدة في تأسيس الحياة. كان هذا هو أصل الحياة الكوكبية على يورانشيا.
36:3.3 (399.5) عندما, وفقاً للصيغ المعتمدة, يكون قد تم توفير النماذج الفيزيائية, عندئذٍ يقوم حاملو الحياة بتحفيز هذه المادة العديمة الحياة, مُضفين من خلال أشخاصهم شرارة الروح الحيوية؛ وفوراً تصبح النماذج الخاملة مادة حية.
36:3.4 (399.6) الشرارة الحيوية--سر الحياة--يُغدق من خلال حاملي الحياة, وليس بواسطتهم. هم بالفعل يشرفون على مثل هذه التعاملات, يصيغون بلازما الحياة ذاتها, لكنها الروح الأُم للكون التي تزود العامل الأساسي للبلازما الحية. من الإبنة الخلاَّقة للروح اللانهائي تأتي شرارة الطاقة تلك التي تُحيي الجسم وتُنبيء العقل.
36:3.5 (399.7) في إغداق الحياة لا ينقل حاملو الحياة أي شيئ من طبيعتهم الشخصية, ولا حتى على تلك الأجواء حيث تُشرَع مراتب جديدة للحياة. في مثل هذه الأوقات هم ببساطة يستهلون وينقلون شرارة الحياة, يبدأون الدوران المطلوب للمادة وفقاً للمواصفات الفيزيائية, والكيميائية, والكهربائية للخطط والنماذج المرسومة. حاملو الحياة هم حضورات المحفزات الحية التي تستنهض, وتنظم, وتحيي العناصر التي لولا ذلك خامدة للنظام المادي للوجود.
36:3.6 (400.1) يُعطَى حاملو الحياة من كتيبة كوكبية فترة معينة لتأسيس حياة على عالم جديد, ما يقرب من نصف مليون عام من زمن ذلك الكوكب. عند إنتهاء هذه الفترة, معلنة ببعض المنجزات التنموية للحياة الكوكبية, يتوقفون عن مجهود الغرس, ولا يمكنهم في وقت لاحق إضافة أي شيء جديد أو تكميلي إلى حياة ذلك الكوكب.
36:3.7 (400.2) أثناء العصور المتداخلة بين تأسيس حياة وانبثاق مخلوقات إنسانية ذات وضع أخلاقي, يُسمح لحاملي الحياة بمناورة بيئة الحياة وبالأحرى توجيه مسار التطور البيولوجي بشكل إيجابي. وهذا يفعلونه لفترات طويلة من الزمن.
36:3.8 (400.3) عندما حاملو الحياة العاملون على عالم جديد ينجحون مرة في إنتاج كائن مع مشيئة, مع قدرة القرار الأخلاقي والإختيار الروحي, عندئذٍ وهناك ينتهي عملهم--لقد انتهوا؛ لا يمكنهم مناورة الحياة المتطورة أبعد من ذلك. من هذه النقطة إلى الأمام يجب أن يتقدم تطور الأشياء الحية وفقاً لهبة الطبيعة والميول الفطرية المعطاة سابقاً إلى, والمتأسسة في, صيغ وأنماط الحياة الكوكبية. لا يُسمح لحاملي الحياة إختبار أو التدخل بالمشيئة؛ لا يُسمح لهم بالسيطرة أو التأثير على المخلوقات الأخلاقية بشكل تعسفي.
36:3.9 (400.4) عند وصول أمير كوكبي يتهيأون للرحيل, ولو إن اثنين من الحاملين الأقدم وإثني عشر قيماً قد يتطوعون, بأخذهم نذور تنازلية مؤقتة, لكي يبقوا دون تحديد على الكوكب كمستشارين في أمر مواصلة تطوير والحفاظ على بلازما الحياة. إثنان من هكذا أبناء ومعاونيهم الإثني عشر يخدمون الآن على يورانشيا.
36:4.1 (400.5) في كل نظام محلي من عوالم مأهولة في كل أنحاء نِبادون هناك جو واحد الذي عمل عليه الملكيصادقون كحاملي حياة. تُعرف هذه المساكن كعوالم الميدسونايت للنظام, وعلى كل منها إبن ملكيصادقي مُعدل مادياً قد عاشر إبنة مختارة من المرتبة المادية للبنوة. الحواءات الأمهات لتلك العوالم الميدسونايتية تُوفد من مركز الإدارة القضائي للنظام, كونهن قد تم اختيارهن من قِبل ناقل الحياة الملكيصادق المعين من بين المتطوعات العديدات اللواتي استجبن لدعوة سُلطان النظام الموجهة إلى البنات الماديات في جوه.
36:4.2 (400.6) ذرية حامل حياة ملكيصادق وإبنة مادية يُعرفون بالميدسونايت. الأب الملكيصادق لهكذا جنس من المخلوقات العلوية يترك في نهاية المطاف كوكب عمل حياته الفريد, وحواء الأُم لهذه المرتبة الخاصة من كائنات الكون كذلك ترحل عند ظهور الجيل السابع من الذرية الكوكبية. عندئذ يؤول توجيه مثل هذا العالم إلى إبنها الأكبر.
36:4.3 (400.7) يعيش مخلوقات الميدسونايت ويعملون ككائنات متوالدة على عوالمهم الرائعة إلى أن يصبح عمرهم ألف سنة قياسية؛ عندئذ يُترجَمون بواسطة ناقلات سيرافية. بعدها يصبح الميدسونايت كائنات لا تتوالد لأن تقنية التجريد من المادية التي يمرون خلالها تمهيداً للضم السيرافي تحرمهم إلى الأبد من إمتيازات التوالد.
36:4.4 (400.8) الوضع الحالي لهذه الكائنات يصعب حسابه كإما بشري أو خالد, ولا يمكن تصنيفهم بالتحديد كإنسانيين أو إلهيين. هؤلاء المخلوقات ليسوا مسكونين بضابط, وبالتالي بالكاد خالدين. لكن ولا هم يبدون بشريين؛ لا ميدسونايت قد اختبر الموت. كل الميدسونايت الذين ولدوا في نِبادون هم اليوم أحياء, عاملون على عوالمهم الأهلية, أو على جو متداخل ما, أو على جو ميدسونايت ساﻟﭭينغتون في مجموعة عوالم النهائيين.
36:4.5 (401.1) عوالم ساﻟﭭينغتون للنهائيين. حاملو الحياة الملكيصادقون, وكذلك الحواءات الأمهات المرتبطات, يذهبون من أجواء الميدسونايت للنظام إلى عوالم النهائيين لدارة ساﻟﭭينغتون, حيث ذريتهم مقدرة أيضاً أن تتجمع.
36:4.6 (401.2) ينبغي التوضيح في هذا الصدد بأن المجموعة الخامسة من العوالم الأولية السبعة في دارة ساﻟﭭينغتون هي عوالم نِبادون للنهائيين. أولاد حاملو الحياة الملكيصادقون والبنات الماديات يُوطَنون على العالَم السابع للنهائيين, جو ميدسونايت ساﻟﭭينغتون.
36:4.7 (401.3) سواتل العوالم الأولية السبعة للنهائيين هي ملتقى شخصيات الكون المركزي والأكوان العظمى الذين قد يكونون في تنفيذ مهمات في نِبادون. بينما يجول البشر الصاعدون بحرية على كل العوالم التثقيفية والأجواء التدريبية للـ 490 عالم التي تُشكل جامعة الملكيصادق, هناك بعض المدارس الخاصة والعديد من النطاقات المحظورة التي لا يسمح لهم بدخولها. هذا خاصة صحيح عن الأجواء التسعة والأربعين تحت الولاية القضائية للنهائيين.
36:4.8 (401.4) الهدف من مخلوقات الميدسونايت ليس معروفاً في الوقت الحاضر, لكن قد يبدو بأن هؤلاء الشخصيات يتجمعون على عالم النهائيين السابع تمهيداً لإحتمال مستقبلي ما في تطور الكون. إستفساراتنا بشأن أجناس الميدسونايت تُحال دائماً إلى النهائيين, ودائماً يرفض النهائيون مناقشة مصير مَن تحت وصايتهم. بغض النظر عن شكوكنا بالنسبة لمستقبل الميدسونايت, فنحن نعلم بأن كل كون محلي في أورﭭونتون يؤوي مثل هذا السِلك المتجمع لهؤلاء الكائنات الغامضة. إنه إعتقاد حاملي الحياة الملكيصادقين بأن أولادهم الميدسونايت سيُمنحون يوماً ما بالروح المتعالي والأبدي للأبسونايتية من قِبل الله المنتهى.
36:5.1 (401.5) إنه حضور أرواح العقل المعاونة السبعة على العوالم البدائية ما يُكيف مسار التطور العضوي؛ ذلك يُفسر لماذا التطور هادف وليس من قبيل الصدفة. يمثل هؤلاء المعاونون ذلك الأداء من إسعاف العقل للروح اللانهائي الذي يمتد إلى المراتب الأدنى للحياة الذكية من خلال عمليات روح أُم كون محلي. المعاونون هم أولاد روح أُم الكون ويُشكلون إسعافها الشخصي إلى العقول المادية للعوالم, حيثما ومتى يظهر ذلك العقل, فهؤلاء الأرواح يعملون بأشكال مختلفة.
36:5.2 (401.6) يطلق على أرواح العقل المعاونة السبعة أسماء معادلة إلى التسميات التالية: الحدس, الفهم, الشجاعة, المعرفة, الشورى, العبادة, والحكمة. أرواح العقل هؤلاء يبعثون تأثيرهم نحو كل العوالم المسكونة بمثابة حافز تفاضلي, كل يسعى لمقدرة إستلامية للتجلي بصرف النظر عن الدرجة التي بها قد يجد زملاؤه استلاماً وفرصة للأداء.
36:5.3 (401.7) الإقامات المركزية للأرواح المعاونة على عالم مركز إدارة حاملي الحياة يشير إلى المشرفين على حاملي الحياة مدى ونوعية عمل العقل للمعاونين على أي عالم وفي أي كائن عضوي حي ما ذا وضع عقل. مواضع العقل-الحياة هذه هي مؤشرات مثالية لأداء العقل-الحي للمعاونين الخمسة الأول. لكن فيما يتعلق بالروحين المعاونين السادس والسابع--العبادة والحكمة--فتلك الودائع المركزية تسجل فقط عمل نوعي. النشاط الكمي لمعاون العبادة ومعاون الحكمة يُسجل في الحضور المباشر للمُسعف الإلهي على ساﻟﭭينغتون, كونه تجربة شخصية لروح أُم الكون.
36:5.4 (402.1) أرواح العقل المعاونون السبعة دائماً يرافقون حاملي الحياة إلى كوكب جديد, لكن لا ينبغي اعتبارهم ككيانات؛ إنهم أشبه بالدارات. أرواح المعاونون السبعة للكون لا يعملون كشخصيات على حدة من الحضور الكوني للمُسعف الإلهي؛ هم في الحقيقة مستوى وعي للمُسعف الإلهي وهم دائماً خاضعين لعمل وحضور أمهم الخلاَّقة.
36:5.5 (402.2) نحن معاقون من أجل كلمات كافية لتعيين أرواح العقل المعاونون السبعة هؤلاء. هم مُسعفون إلى المستويات الأدنى للعقل الإختباري, ويمكن وصفهم, في مرتبة الإحراز التطوري على النحو التالي:
36:5.6 (402.3) 1. روح الحدس--الإدراك السريع, الغرائز اللا-إرادية الفطرية والفيزيائية البدائية, الهِبات التوجيهية وغيرها الحافظة-للذات لجميع خلائق العقل؛ الوحيد من المعاونين ليعمل إلى حد كبير في المراتب الأدنى مِن الحياة الحيوانية والوحيد ليجري إتصالاً وظيفياً واسع النطاق مع المستويات غير القابلة للتعلم ذات العقل الآلي.
36:5.7 (402.4) 2. روح الفهم--دافع التنسيق, إرتباط الأفكار العفوي والآني على ما يبدو. هذه هي هدية التنسيق للمعرفة المُكتسبة, ظاهرة التعليل السريع, الحكم العاجل, والقرار الفوري.
36:5.8 (402.5) 3. روح الشجاعة--هبة الإخلاص--في الكائنات الشخصية, أساس إحراز الطبع والجذر الفكري للمقدرة الأخلاقية على التحمل والشجاعة الروحية. عندما تستنير بالوقائع وتُلهَم بالحقيقة, يصبح هذا سر الدافع للإرتقاء التطوري بواسطة قنوات التوجيه الذاتي الذكي والضميري.
36:5.9 (402.6) 4. روح المعرفة--أُم الفضول للمغامرة والإكتشاف, الروح العلمي؛ المعاونة المخلصة والمرشدة لأرواح الشجاعة والشورى؛ الرغبة في توجيه هِبات الشجاعة نحو مسارات مفيدة وتقدمية للنمو.
36:5.10 (402.7) 5. روح الشورى--الدافع الإجتماعي, هِبة تعاون الأصناف؛ مقدرة مخلوقات المشيئة أن يتآلفوا مع زملائهم؛ أصل الغريزة السِربية بين المخلوقات الأكثر تواضعاً.
36:5.11 (402.8) 6. روح العبادة--الدافع الديني, الحث التفاضلي الأول الذي يفصل مخلوقات العقل إلى صنفين أساسيين للوجود البشري. روح العبادة يميز الحيوان من إرتباطه إلى الأبد من المخلوقات بدون نفس ذوي هِبة العقل. العبادة هي شارة الترشيح للإرتقاء الروحي.
36:5.12 (402.9) 7. روح الحكمة ــ المَيل الفطري لكل المخلوقات الأخلاقية نحو التقدم التطوري المُنظم والتقدمي. هذا هو أعلى المعاونين, الروح المنسق والمُفصل لعمل جميع الآخرين. هذا الروح هو سر ذلك الدافع المولود داخلياً لمخلوقات العقل الذي يبدأ ويحافظ على البرنامج العملي والفعّال لسُلم الوجود التصاعدي؛ تلك الهدية من الأشياء الحية تُعلل مقدرتهم غير القابلة للتفسير للبقاء على قيد الحياة, وفي النجاة, للإستفادة من التنسيق بين كل تجاربهم السابقة وفرصهم الحاضرة من أجل امتلاك الكل من كل شيء الذي يمكن لكل مُسعفات العقل الستة الأخرى تفعيله في عقل الكائن العضوي المختص. الحكمة هي ذروة الأداء الفكري. الحكمة هي الهدف لوجود عقلي وأخلاقي محض.
36:5.13 (403.1) أرواح العقل المعاونة ينمون بشكل إختباري, لكنهم لا يصبحون شخصيين أبداً. هم يتطورون في الوظيفة, وأداء الخمسة الأولين في المراتب الحيوانية هو إلى حد ما ضروري إلى أداء كل السبعة كذكاء إنساني. هذه العلاقة الحيوانية تجعل المعاونين أكثر فعالية من الناحية العملية كعقل إنساني؛ بالتالي فإن الحيوانات هي إلى حد ما لا غنى عنها إلى تطور الإنسان الفكري فضلاً عن الفيزيائي.
36:5.14 (403.2) معاونو العقل هؤلاء من روح أُم كون محلي هم مرتبطون بحياة المخلوق ذا وضع الذكاء كثيراً بقدر ما مراكز القدرة والمتحكمين الفيزيائيين مرتبطين إلى القوات غير الحية للكون. هم يؤدون خدمة لا تقدر بثمن في دارات العقل على العوالم المأهولة وهم متعاونون فعّالون مع المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين, الذين يخدمون أيضاً كمتحكمين ومُوجّهين لما قبل مستويات العقل المعاونة, مستويات العقل غير القابل للتعليم أو الميكانيكي.
36:5.15 (403.3) العقل الحي, سابق لظهور القدرة على التعلم من التجربة, هو مجال إسعاف المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين. عقل المخلوق, قبل إكتساب القدرة للتعرف على الألوهية وعبادة الإله, هو المجال الحصري للأرواح المعاونة. مع ظهور الإستجابة الروحية لعقل المخلوق, تصبح هذه العقول المخلوقة حالاً فائقة العقلية, كائنة مُدارة على الفور في دورات الروح للروح الأُم للكون المحلي.
36:5.16 (403.4) أرواح العقل المعاونة ليسوا بأي أسلوب مرتبطين بشكل مباشر بالأداء المتنوع والروحي للغاية لروح الحضور الشخصي للمُسعف الإلهي, الروح القدس للعوالم المأهولة؛ لكنهم من الناحية الوظيفية سابقين عملياً, وتحضيرياً, لظهور هذا الروح ذاته في الإنسان التطوري. المعاونون يمنحون الروح أُم الكون إتصالاً متنوعاً مع, وتحكم فوقي على, المخلوقات الحية المادية لكون محلي, لكنهم لا ينعكسون في الكائن الأسمى عندما يعملون على مستويات سابقة للشخصية.
36:5.17 (403.5) العقل اللا-روحي هو إما تجلي طاقة-روح أو ظاهرة طاقة فيزيائية. حتى العقل الإنساني, العقل الشخصي, ليس لديه ميزات نجاة على حدة من هوية الروح. العقل هو إغداق إلهي, لكنه ليس خالداً عندما يعمل بدون بصيرة الروح, وعندما يكون مجرداً من المقدرة على العبادة والتشوق للنجاة.
36:6.1 (403.6) الحياة على حد سواء ميكانيكية وحيوية--مادية وروحية. دائماً سيتقدم فيزيائيو وكيميائيو يورانشيا في فهمهم للأشكال البروتوبلازمية للحياة النباتية والحيوانية, لكن أبداً لن يكونوا قادرين على إنتاج كائنات عضوية حية. الحياة هي شيء مختلف عن كل تجليات الطاقة؛ حتى الحياة المادية للمخلوقات الفيزيائية ليست متأصلة في المادة.
36:6.2 (403.7) قد تتمتع الأشياء المادية بوجود مستقل, لكن الحياة تنبع فقط من الحياة. العقل يمكن أن يُستمد فقط من عقل سابق الوجود. الروح تأخذ أصلاً فقط من أسلاف الروح. قد يُنتج المخلوق أشكال الحياة, إنما فقط شخصية خالق أو قوة خلاَّقة تستطيع تزويد الشرارة المُفعِلة الحية.
36:6.3 (404.1) حاملو الحياة يمكنهم تنظيم الأشكال المادية, أو النماذج الفيزيائية, للكائنات الحية, لكن الروح تزود شرارة الحياة الإبتدائية وتُغدق هبة العقل. حتى الأشكال الحية للحياة الإختبارية التي ينظمها حاملو الحياة على عوالم ساﻟﭭينغتون الخاصة بهم هي دائماً مجردة من قدرات التوالد. عندما يتم تجميع صِيغ الحياة والنماذج الحيوية بشكل صحيح وتُنظَم بشكل سليم, يكون حضور حاملي الحياة كافياً لبدء الحياة, لكن كل مثل هذه الكائنات العضوية الحية تفتقر إلى سِمتين أساسيتين--هبة العقل وقدرات التوالد. العقل الحيواني والعقل الإنساني هما هدايا الروح أُم الكون المحلي, عاملة من خلال أرواح العقل المعاونة السبعة, بينما مقدرة المخلوق على التوالد هي الإضفاء المُحدد والشخصي لروح الكون إلى بلازما حياة الأجداد الذي افتتحه حاملي الحياة.
36:6.4 (404.2) عندما يكون حاملو الحياة قد صمموا نماذج الحياة, بعد أن يكونوا قد نظموا أنظمة الطاقة, يجب أن تحدث هناك ظاهرة إضافية؛ "نَفَس الحياة" يجب أن يُنقل إلى تلك الأشكال العديمة الحياة. أبناء الله يمكنهم تركيب أشكال الحياة, لكن هو روح الله في الحقيقة الذي يساهم بالشرارة الحيوية. وعندما الحياة التي نُقلت بالتالي تكون قد أُنفقت, عندئذٍ مرة أخرى يصبح الجسم المادي المتبقي مادة ميتة. عندما تكون الحياة المُغدقة قد استُنفِذت, يعود الجسد إلى صدر الكون المادي الذي منه اُستعير من قِبل حاملي الحياة لكي يخدم كعربة مؤقتة لهِبة الحياة تلك التي نقلوها لهكذا إرتباط مرئي من الطاقة-المادة.
36:6.5 (404.3) الحياة المُغدَقة على النباتات والحيوانات بواسطة حاملي الحياة لا تعود إلى حاملي الحياة عند موت النبات أو الحيوان. الحياة الراحلة لهكذا شيء حي لا تملك هوية ولا شخصية؛ إنها لا تنجو الموت بشكل فردي. أثناء وجودها ووقت مكوثها في جسم المادة, لقد خضعت لتغيير؛ لقد خضعت لتطور طاقة وتنجو فقط كجزء من القوى الفلكية للكون؛ إنها لا تنجو كحياة فردية. نجاة المخلوقات البشرية يتوقف كلياً على تطور النفس الخالدة داخل العقل البشري.
36:6.6 (404.4) نحن نتكلم عن الحياة "كطاقة" و "كقوة", لكنها في الحقيقة ليست أي منهما. قوة-الطاقة هي متجاوبة للجاذبية بتنوع؛ الحياة ليست كذلك. النموذج أيضاً هو غير متجاوب للجاذبية, كائن تناسق لطاقات قد أوفت بالفعل بكل إلتزامات إستجابة الجاذبية. الحياة, على هذا النحو, تُشكل الإحياء لنظام طاقة ما مُهيأ-النمط أو بالأحرى نظام مفصول--مادي, عقلي, أو روحي.
36:6.7 (404.5) هناك بعض الأشياء المتعلقة بإعداد الحياة على الكواكب التطورية التي ليست جملةً واضحة لنا. نحن نستوعب تماماً التنظيم الفيزيائي للصِيغ الكهروكيميائية لحاملي الحياة, لكننا لا نفهم كلياً طبيعة ومصدر الشرارة المنشطة-للحياة. نحن نعرف بأن الحياة تتدفق من الأب خلال الإبن وبواسطة الروح. إنه أكثر من الممكن بأن الأرواح الرئيسية هم القناة السباعية لنهر الحياة الذي يُسكب على كل الخلق. لكننا لا نفهم التقنية التي بها يُشارك الروح الرئيسي المُشرف في الحلقة الإبتدائية من إغداق الحياة على كوكب جديد. نحن واثقون, بأن قدماء الأيام كذلك, لديهم دور ما في هذا الإفتتاح للحياة على عالم جديد, لكننا جاهلون تماماً عن طبيعة ذلك. نحن نعلم بأن الروح أُم الكون تُنعش في الواقع النماذج العديمة الحياة وتعطي لهكذا بلازما منَشَطة الصلاحيات لتوالد كائن عضوي. نلاحظ بأن هؤلاء الثلاثة هم مستويات الله السباعي, أحياناً مدلول عليهم كالخالقين السُماة للزمان والفضاء؛ لكن سوى ذلك نعلم أكثر بقليل من بشر يورانشيا--ببساطة أن المفهوم متأصل في الأب, التعبير في الإبن, وإدراك الحياة في الروح.
36:6.8 (405.1) [ حُررت بإبن ﭭوروندادِك مُتمركز على يورانشيا كمراقب ومتصرف بهذه الإستطاعة بطلب من الملكيصادق رئيس كتيبة الوحي المُشرفة. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 37
37:0.1 (406.1) عند رأس كل شخصية في نِبادون يقف الإبن السيد والخالق, ميخائيل, أب وسُلطان الكون. منسقة في الألوهية ومتممة في السجايا الخلاَّقة هي الروح الأم للكون المحلي, المُسعفة الإلهية لساﻟﭭينغتون. وهذان الخالقان هما بالمعنى الحَرفي للغاية الأب-الإبن والروح-الأُم لكل مخلوقات نِبادون الأهلية.
37:0.2 (406.2) تعاملت الأوراق السابقة مع المراتب المخلوقة للبنوة, روايات لاحقة ستصور الأرواح المُسعفة والمراتب الصاعدة للبنوة. هذه الورقة معنية بشكل رئيسي بمجموعة متداخلة, مساعدي الكون, لكنها ستعطي أيضاً نظرة موجزة لبعض الأرواح الأعلى المُتمركزة في نِبادون وبعض مراتب المواطنة الدائمة في الكون المحلي.
37:1.1 (406.3) العديد من المراتب الفريدة المصنفة عموماً في هذه الفئة غير مكشوفة, لكن كما قُدمت في هذه الأوراق, فإن مساعدو الكون يشملون المراتب السبعة التالية:
37:1.2 (406.4) 1. نجوم الصباح واللامعة.
37:1.3 (406.5) 2. نجوم المساء المتألقة.
37:1.4 (406.6) 3. رؤساء الملائكة.
37:1.5 (406.7) 4. مساعدون أعلون.
37:1.6 (406.8) 5. مفوضون عالون.
37:1.7 (406.9) 6. مُشرفون سماويون.
37:1.8 (406.10) 7. مُعلمو عالم منزلي.
37:1.9 (406.11) من المرتبة الأولى لمساعدي الكون, نجوم الصباح واللامعة, هناك واحد فقط في كل كون محلي, وهو المولود الأول من كل المخلوقات الأهلية لكون محلي. نجم الصباح واللامع لكوننا معروف بجبرائيل ساﻟﭭينغتون. هو الرئيس التنفيذي لكل نِبادون, عامل كالممثل الشخصي للإبن السُلطان ومتحدث باسم وليفته الخلاَّقة.
37:1.10 (406.12) خلال الأزمنة المبكرة لنِبادون, عمل جبرائيل وحده تماماً مع ميخائيل والروح الخلاَّقة. بينما نمى الكون وتضاعفت المشاكل الإدارية, تم تزويده بموظفين شخصيين من المساعدين غير المكشوفين, وبالنتيجة تم تعزيز هذه المجموعة من خلال خلق سِلك نِبادون من نجوم المساء.
37:2.1 (407.1) تم التخطيط لهذه المخلوقات المتألقة بالملكيصادقين وبعدئذٍ أُحضروا إلى حيز الوجود من قِبل الإبن الخالق والروح الخلاَّقة. إنهم يخدمون في العديد من القدرات لكن بصفة رئيسية كضباط ارتباط لجبرائيل, الرئيس التنفيذي للكون المحلي. يعمل واحد أو أكثر من هؤلاء الكائنات كممثلين له عند عاصمة كل بُرج ونظام في نِبادون.
37:2.2 (407.2) بصفته رئيس تنفيذي لنِبادون, جبرائيل هو بحكم المركز رئيس المجلس, أو المراقب, إلى معظم تجمعات ساﻟﭭينغتون, وما يصل لألف من هذه قد تكون غالباً منعقدة في وقت واحد. نجوم المساء المتألقة تمثل جبرائيل في هذه المناسبات؛ هو لا يستطيع أن يكون في مكانين في نفس الوقت, وهؤلاء الملائكة الفائقون يعوضون عن هذا القيد. هم يؤدون خدمة مماثلة لسِلك الأبناء المعلمين الثالوثيين.
37:2.3 (407.3) على الرغم من أنه مشغول شخصياً بواجبات إدارية, يحافظ جبرائيل على إتصال مع جميع المراحل الأخرى من حياة وشؤون الكون من خلال نجوم المساء المتألقة. هم دائماً يرافقونه على رحلاته الكوكبية ويذهبون بشكل متكرر في مهمات خاصة إلى الكواكب الفردية كممثليه الشخصيين. على مثل هذه المهمات قد عُرفوا أحياناً "بملاك الرب". كثيراً ما يذهبون إلى يوﭭرسا لتمثيل نجم الصباح واللامع أمام محاكم ومجالس قدماء الأيام, لكنهم نادراً ما يسافرون ما بعد حدود أورﭭونتون.
37:2.4 (407.4) نجوم المساء المتألقة هم مرتبة ثنائية فريدة, تضم بعض ذوي الكرامة المخلوقين وآخرين ذوي خدمة مُحرزة. كتيبة نِبادون من هؤلاء الملائكة الفائقين يعدون الآن 13,641 هناك 4,832 ذوي كرامة مخلوقة, بينما 8,809 هم أرواح صاعدة الذين أحرزوا هذا الهدف من الخدمة المتعالية. العديد من نجوم المساء المتألقة الصاعدين هؤلاء بدأوا مهمات كونهم كسيرافيم؛ آخرون ارتقوا من مستويات غير مكشوفة من حياة المخلوق. كهدف إحراز لا يتم إغلاق هذه الكتيبة العليا أبداً إلى مُرشحي الإرتقاء ما دام الكون غير مستقر في النور والحياة.
37:2.5 (407.5) كِلا النوعين من نجوم المساء المتألقة هم مرئيين بسهولة إلى شخصيات المورونشيا وأنواع معينة من الكائنات المادية الفائقة عن البشر. الكائنات المخلوقة لهذه المرتبة المثيرة للإهتمام والمتعددة البراعات تمتلك قوة روح التي يمكن أن تتجلى بشكل مستقل عن حضورهم الشخصي.
37:2.6 (407.6) رئيس هؤلاء الملائكة الفائقين هو غاﭭاليا, المولود الأول من هذه المرتبة في نِبادون. منذ عودة المسيح ميخائيل من إغداقه الظافر على يورانشيا, تم تعيين غاﭭاليا لإسعاف البشر الصاعدين, وللألف وتسعمائة من سنوات يورانشيا الأخيرة حافظَ زميله غالانشيا, على مركز إدارة على جيروسِم, حيث يُمضي حوالي نصف وقته. غالانشيا هو الأول من الملائكة الفائقين الصاعدين ليحرز هذه المنزلة العالية.
37:2.7 (407.7) لا تصنيف أو تنظيم جماعي لنجوم المساء المتألقة يتواجد سوى زمالتهم الإعتيادية في أزواج على العديد من المهمات. لا يتم تعيينهم على نطاق واسع في مهمات تتعلق بمهنة الإرتقاء البشري, لكن عندما يُفوَضون هكذا, فإنهم لا يعملون وحدهم أبداً. دائماً يعملون في أزواج--واحد كائن مخلوق, والآخر نجم مساء صاعد.
37:2.8 (407.8) إحدى الواجبات العالية لنجوم المساء هي مرافقة أبناء الإغداق الأﭭونال على مهماتهم الكوكبية, حتى كما رافق جبرائيل ميخائيل على إغداقه اليورانشي. الملاكان الفائقان الملازمان هما الشخصيتان البارزتان لمثل هذه المهمات, خادمان كقائدين لرؤساء الملائكة وجميع الآخرين المعينين لتلك المشاريع. إنه الأقدم من قادة الملائكة الفائقين هؤلاء الذي, عند الزمن والعصر الجليل, يأمر إبن الإغداق الأﭭونالي, "كن حول عمل أخيك".
37:2.9 (408.1) يتم تعيين أزواج متشابهة من هؤلاء الملائكة الفائقين إلى السِلك الكوكبي للأبناء المعلمين الثالوثيين الذين يعملون لتأسيس عصر بعد الإغداق أو فجر العصر الروحي لعالم مأهول. على مثل هذه المهمات يخدم نجوم المساء كارتباطات بين بشر الحيز والسِلك غير المرئي من الأبناء المعلمين.
37:2.10 (408.2) عوالم نجوم المساء. الفئة السادسة من عوالم ساﻟﭭينغتون السبعة وسواتلها التابعة الإثنتين والأربعين مُعينة إلى إدارة نجوم المساء المتألقة. العوالم الأولية السبعة يترأسها المراتب المخلوقة من هؤلاء الملائكة الفائقين. في حين تُدار السواتل التابعة بواسطة نجوم مساء صاعدة.
37:2.11 (408.3) السواتل التابعة للعوالم الثلاثة الأولى مكرسة إلى مدارس الأبناء المعلمين ونجوم المساء المخصصين إلى شخصيات الروح للكون المحلي. تُحتل المجموعات الثلاثة التالية بمدارس متحدة مشابهة مكرسة لتدريب البشر الصاعدين. سواتل العالم-السابع محجوزة للمداولات الثالوثية للأبناء المعلمين, نجوم المساء, والنهائيين. خلال الأزمنة الحديثة تم تعريف هؤلاء الملائكة الفائقين بشكل وثيق مع عمل الكون المحلي لسِلك النهائية, وطالما ارتبطوا طويلاً بالأبناء المعلمين. هناك ارتباط ذا قوة وأهمية هائلة بين نجوم المساء ورُسل الجاذبية الملحقين بمجموعات النهائيين العاملة. العالم الأولي السابع ذاته مستبقى لتلك الأمور غير المكشوفة التي تخص العلاقة المستقبلية التي سوف تحصل بين الأبناء المعلمين, والنهائيين, ونجوم المساء بناء على الإنبثاق المتمم لتجلي الكون العظيم لشخصية الله الأسمى.
37:3.1 (408.4) رؤساء الملائكة هم ذرية الإبن الخالق والروح الأُم للكون. هم أعلى نوع لكائن روح عالي يتم إنتاجه بأعداد كبيرة في كون محلي, وعند وقت التسجيل الأخير كان هناك حوالي ثمانمائة ألف في نِبادون.
37:3.2 (408.5) رؤساء الملائكة هم إحدى المجموعات القليلة من شخصيات الكون المحلي الذين لا يخضعون عادة للسلطة القضائية لجبرائيل. إنهم ليسوا معنيين بأي شكل من الأشكال بالإدارة الروتينية للكون, كونهم مُخصصين إلى عمل نجاة المخلوق وإلى تعزيز مهنة إرتقاء بشر الزمان والفضاء. بينما ليسوا خاضعين عادة لإشراف نجم الصباح واللامع, أحياناً يعمل رؤساء الملائكة بسُلطته. هم يتعاونون أيضاً مع آخرين من مساعدي الكون, مثل نجوم المساء, كما يتضح من بعض التعاملات الموضحة في رواية غرس الحياة على عالمكم.
37:3.3 (408.6) يتم توجيه سِلك رؤساء ملائكة نِبادون بالمولود الأول من هذه المرتبة, وفي أزمنة أحدث تم الحفاظ على مركز إدارة قسمي لرؤساء الملائكة على يورانشيا. إنه هذه الحقيقة غير العادية التي سرعان ما تستوقف انتباه الزوار التلاميذ من خارج نِبادون. من بين ملاحظاتهم المبكرة لتعاملات الكون المتداخلة, هو الإكتشاف بأن توجيه العديد من النشاطات الإرتقائية لنجوم المساء المتألقة يتم توجيهها من عاصمة نظام محلي, ساتانيا. بمزيد من الفحص يكتشفون بأن نشاطات معينة لرئيس الملائكة موجَهة من عالم مأهول صغير وعلى ما يبدو تافه يُدعى يورانشيا. وبعدئذٍ يتبع الكشف لإغداق ميخائيل على يورانشيا واهتمامهم المُسَرَّع المباشر بكم وبجوكم المتواضع.
37:3.4 (409.1) هل تدركون أهمية حقيقة أن كوكبكم المتواضع والمرتبك قد أضحى مقر قسمي لإدارة الكون والتوجيه لبعض نشاطات رؤساء الملائكة التي لها علاقة بمخطط الإرتقاء الفردوسي؟ هذا بدون شك ينذر بالتكثيف المستقبلي لنشاطات إرتقائية أخرى على عالم إغداق ميخائيل ويُضفي أهمية بالغة وحازمة على وعد السيد الشخصي, "سآتي مرة أخرى".
37:3.5 (409.2) بشكل عام, يتم تعيين رؤساء الملائكة إلى خدمة وإسعاف مرتبة الأﭭونال من البنوة, لكن ليس إلى أن يمروا خلال تدريب تمهيدي مكثف في جميع مراحل عمل الأرواح المُسعفة المتنوعة. ترافق كتيبة من مائة كل ابن إغداق فردوسي إلى عالم مسكون, كونهم معينين إليه مؤقتاً لمدة ذلك الإغداق. إن كان ينبغي أن يصبح الإبن القضائي حاكماً مؤقتاً للكوكب, سيعمل رؤساء الملائكة هؤلاء كرؤوس موجِهة لكل الحياة السماوية على ذلك الجو.
37:3.6 (409.3) يتم دائماً تعيين متقدما ملائكة أقدمان إثنان كالمساعدين الشخصيين لأﭭونال فردوسي على جميع المهمات الكوكبية, سواء متعلقة بأعمال تشريعية, أو مهام قضائية, أو تجسدات إغداقية. عندما يكون هذا الإبن الفردوسي قد انتهى من القضاء على عالم وتم استدعاء الأموات للتسجيل (ما يُسمى قيامة), فهو حرفياً صحيح بأن الوصيات السيرافيات للشخصيات النائمة يتجاوبن إلى "صوت رئيس الملائكة". نداء اللائحة لإنهاء إعفاء إلهي يُعلَن برئيس ملائكة حاضر. هذا هو رئيس ملائكة القيامة, المُشار إليه أحياناً "رئيس ملائكة ميخائيل."
37:3.7 (409.4) عوالم رؤساء الملائكة. المجموعة السابعة من العوالم المحيطة بساﻟﭭينغتون, مع السواتل المرتبطة, مُعيَّنة إلى رؤساء الملائكة. الجو رقم واحد وكل سواتله الرافدة الستة مشغولة بحافظي سجل الشخصية. هذ السلك الضخم من المسجلين يشغلون أنفسهم بالحفظ المباشر لكل بشري زمان من لحظة الولادة صعوداً خلال مهنة الكون إلى أن ذلك الفرد إما يترك ساﻟﭭينغتون إلى نظام الكون العظيم أو "يُمحى من الوجود المسجل" بانتداب قدماء الأيام.
37:3.8 (409.5) إنه على هذه العوالم حيث سجلات الشخصية وضمانات الهوية تُصنَف, تُوضع في ملف, وتُحفظ خلال فترة ذلك الوقت المتداخل بين الموت البشري وساعة إعادة التشخيص, القيامة من الموت.
37:4.1 (409.6) المساعدون الأعلون هم مجموعة من الكائنات المتطوعين, من أصل خارج الكون المحلي, الذين يتم تعيينهم بشكل مؤقت كممثلين, أو مراقبين, لأكوان مركزية وعظمى إلى الخلائق المحلية. عددهم يتغير على الدوام لكنه دائماً عالي في الملايين.
37:4.2 (409.7) بالتالي نحن ننتفع من وقت لآخر من إسعاف ومساعدة هكذا كائنات أصل فردوسي كمكاملي الحكمة, المستشارين الإلهيين, الرقباء الكونيين, الأرواح الثالوثية المُلهمة, الأبناء المثولثين, الرُسل الإنفراديين, النافيم الفائق, النافيم الثانوي, النافيم الثالثي, ومُسعفين كرماء آخرين, الذين يمكثون معنا لهدف مساعدة شخصياتنا الأهلية في الجهود الرامية لجلب كل نِبادون نحو انسجام أتم مع أفكار أورﭭونتون ومُثل الفردوس.
37:4.3 (410.1) أي من هؤلاء الكائنات قد يكون يخدم طوعاً في نِبادون ومن ثم يكون تقنياً خارج نطاق اختصاصنا, لكن عندما يعملون بتفويض, فإن مثل هذه الشخصيات من الكون المركزي والأكوان العظمى ليسوا معفيين كلياً من قوانين الكون المحلي لمكوثهم, على الرغم من أنهم يستمرون في العمل كممثلين للأكوان الأعلى وإلى العمل وفقاً للإرشادات التي تُشكل مهمتهم في عالمنا. يقع مركز إدارتهم العام في قطاع ساﻟﭭينغتون لإتحاد-الأيام, وهم يعملون في نِبادون خاضعين للإشراف الفوقي لهذا السفير لثالوث الفردوس. عندما يخدمون في جماعات غير مُلحقة, عادة ما تكون هذه الشخصيات من العوالم العليا موجهة ذاتياً, لكن عندما يخدمون عند الطلب, فهم غالباً ما يضعون أنفسهم طوعاً بالكامل تحت السلطة القضائية للموجهين المشرفين على عوالم عملهم المعين.
37:4.4 (410.2) يخدم المُساعدون الأعلون في كون محلي وفي استطاعات بُرج لكنهم ليسوا ملحقين مباشرة إلى حكومات النظام أو الحكومات الكوكبية. بيد أنهم يجوز لهم, على كل حال, أن يعملوا في أي مكان في الكون المحلي وقد يتم تعيينهم إلى أي مرحلة من نشاط نِبادون--الإداري, التنفيذي, التعليمي, وغيرها.
37:4.5 (410.3) معظم هذا السِلك مُدرج في مساعدة شخصيات الفردوس في نِبادون--إتحاد-الأيام, الإبن الخالق, مخلصي-الأيام, الأبناء القضاة, والأبناء المعلمين الثالوثيين. بين الحين والآخر في معاملة شؤون خلق محلي يصبح من الحكمة حجب بعض التفاصيل, مؤقتاً, من المعرفة عملياً لكل الشخصيات الأهلية لذلك الكون المحلي. بعض الخطط المتقدمة والأحكام المعقدة كذلك تُدرك بشكل أفضل وتُفهم كلياً أكثر بالكتيبة الأكثر نضجاً وأبعد نظراً للمساعدين الأعلون, وإنه في مثل هذه الحالات, وأخرى كثيرة, بأنهم في غاية الخدمة لحكام وإداريي الكون.
37:5.1 (410.4) المفوضون العالون هم بشر صاعدون منصهرين-بروح؛ هم ليسوا منصهرين بضابط. أنت تفهم جيداً تماماً مهنة إرتقاء-الكون لبشري مُرشح للإنصهار بضابط, ذلك كائن المصير العالي في إمكانية كل بشر يورانشيا منذ إغداق المسيح ميخائيل. لكن هذا ليس المصير الحصري لكل البشر في عصور ما قبل الإغداق لعوالم مثل عالمكم, وهناك نوع آخر لعالَم سكانه لا يُسكَنون بشكل دائم أبداً بضباط الفكر. هكذا بشر ليسوا موصولين على الدوام في وحدة مع مرقاب غموض من إغداق فردوسي؛ مع ذلك, يسكنهم الضباط بشكل عابر, خادمون كمرشدين ونماذج لمدة الحياة في الجسد. خلال هذا المكوث المؤقت هم يرعون تطور نفس خالدة كما هو الحال في أولئك الكائنات الذين يأملون أن يَصهَروا, لكن عندما ينفذ الجنس البشري, فهم يأخذون إجازة أبدية من مخلوقات الإرتباط المؤقت.
37:5.2 (410.5) تنال النفوس الناجية من هذه المرتبة خلوداً بالإنصهار الأبدي مع جزء متفرد من روح الروح الأُم للكون المحلي. ليسوا مجموعة عديدة, على الأقل ليس في نِبادون. على العوالم المنزلية ستلتقي وتتآخى مع هؤلاء البشر المنصهرين-بروح بينما يصعدون طريق الفردوس معك لغاية ساﻟﭭينغتون, حيث يتوقفون. البعض منهم قد يرتقي بعد ذلك إلى مستويات كون أعلى, لكن الغالبية سيبقون إلى الأبد في خدمة الكون المحلي؛ كصنف هم ليسوا مقـدَّرين لإحراز الفردوس.
37:5.3 (411.1) كونهم ليسوا منصهرين بضابط, هم لا يصبحون نهائيين أبداً, لكنهم يصبحون بالنتيجة مدونين في كتيبة الكمال للكون المحلي. هم بالروح أطاعوا أمر الأب, "كونوا مثاليين".
37:5.4 (411.2) بعد إحراز كتيبة نِبادون للكمال, يمكن للصاعدين المنصهرين-بروح قبول التفويض كمساعدي كون, هذا كائن واحد من سُبل إستمرار النمو الإختباري المفتوح لهم. هم بهذا يصبحون مُرشَحين لتفويضات إلى الخدمة العالية من تفسير وجهات نظر المخلوقات المتطورة من العوالم المادية إلى السُلطات السماوية للكون المحلي.
37:5.5 (411.3) يبدأ المفوضون العالون خدمتهم على الكواكب كمفوضي عِرق. في هذه الإستطاعة يفـسرون وجهات النظر ويصورون احتياجات الأجناس الإنسانية المتنوعة. هم مكرسين بسمو إلى رفاهية الأجناس البشرية الذين هم متحدثون باسمهم, دائماً ساعين للتحصيل من أجلهم الرحمة, والعدالة, والمعاملة المنصفة في كل العلاقات مع الشعوب الأخرى. يعمل مفوضو الجنس في سلسلة لا نهاية لها من الأزمات الكوكبية ويخدمون بمثابة التعبير الواضح لمجموعات كاملة من البشر المكافحين.
37:5.6 (411.4) بعد خبرة طويلة في حل المشاكل على العوالم المأهولة, يتقدم مفوضي العِرق هؤلاء إلى مستويات أعلى من العمل, حاصلين بالنتيجة على وضع المفوضين العالين للكون المحلي وفيه. سَجَل التسجيل الأخير ما يزيد قليلاً عن بليون ونصف البليون من هؤلاء المفوضين العالين في نِبادون. هؤلاء الكائنات ليسوا نهائيين, لكنهم كائنات صاعدة ذوي خبرة طويلة وخدمة عظيمة إلى عالمهم الأهلي.
37:5.7 (411.5) بدون مغايرة نحن نجد هؤلاء المفوضين في كل محاكم العدل, من الأسفل إلى الأعلى. ليس لأنهم يشتركون في إجراءات العدل, لكنهم يتصرفون كأصدقاء للمحكمة, حيث يقومون بإسداء النصح للقاضي المترئس بما يخص السوابق, والبيئة, والطبيعة المتأصلة لأولئك المعنيين بالحكم.
37:5.8 (411.6) يُلحق المفوضين العالين إلى جماهير الرُسل المتنوعة للفضاء ودائماً إلى الأرواح المُسعفة للزمان. هم يُواجَهون على برامج مجالس الكون المختلفة, وهؤلاء المفوضين البشر-الحكماء أنفسهم دائماً مُلحقين إلى مهمات أبناء الله إلى عوالم الفضاء.
37:5.9 (411.7) كلما تطلب الإنصاف والعدل تفهماً لكيفية تأثير سياسة أو إجراء مُعتَزم على الأجناس التطورية للزمان, هؤلاء المفوضين هم في متناول اليد لتقديم توصياتهم؛ هم دائماً حاضرون للتكلم من أجل أولئك الذين لا يمكنهم الحضور للتكلم عن أنفسهم.
37:5.10 (411.8) عوالم البشر المنصهرين بالروح. المجموعة الثامنة ذات العوالم الأولية السبعة وسواتلها التابعة الرافدة في دارة ساﻟﭭينغتون هي المُلك الحصري للبشر المنصهرين-بالروح في نِبادون. البشر الصاعدون المنصهرين-بضابط ليسوا معنيين بتلك العوالم سوى التمتع بالعديد من الإقامات المُسرة والمُربحة كالضيوف المدعوين للمقيمين المنصهرين-بالروح.
37:5.11 (411.9) باستثناء أولئك القلائل الذين يحرزون يوﭭرسا والفردوس, تلك العوالم هي المقام الدائم للناجين المنصهرين-بالروح. هكذا قيد مصمم من الإرتقاء البشري يتفاعل إلى خير الأكوان المحلية من خلال الإبقاء على سكان تطوروا بشكل دائم ممن خبرتهم المتزايدة سوف تستمر في تعزيز الإستقرار والتنوع المستقبلي لإدارة الكون المحلي. قد لا يُحرز هؤلاء الكائنات الفردوس, لكنهم ينجزون حكمة إختبارية في التمكن من مشاكل نِبادون التي تفوق كلياً أي شيء تم تحقيقه بالصاعدين العابرين. وأولئك النفوس الناجية يستمرون كتركيبات فريدة للإنساني والإلهي, كونهم قادرين على نحو متزايد من توحيد وجهات النظر لهذين المستويين المنفصلين على نطاق واسع ولتقديم هكذا وجهة نظر ثنائية بحكمة أكثر من أي وقت مضى.
37:6.1 (412.1) يُدار نظام نِبادون التعليمي بشكل مشترك من قِبل الأبناء المعلمين الثالوثيين وسِلك تدريس الملكيصادقين, لكن جزء كبير من العمل المصمم لتفعيل صيانته وزيادة بنيانه يقوم به المُشرفون السماويون. هؤلاء الكائنات هم سِلك مجند يضم كل أنواع الأفراد الذين لهم صلة بمشروع تعليم وتدريب البشر الصاعدين. هناك ما يزيد عن ثلاثة ملايين منهم في نِبادون, وهم جميعاً متطوعون الذين تأهلوا من خلال الخبرة ليخدموا كمستشارين تربويين للحيز بأكمله. من مركز إدارتهم على عوالم ساﻟﭭينغتون للملكيصادقين, يجول هؤلاء المشرفون الكون المحلي كمفتشين لتقنية مدرسة نِبادون المصممة لإدخال تدريب العقل وتعليم الروح للمخلوقات الصاعدة حيز التنفيذ.
37:6.2 (412.2) تدريب العقل وتعليم الروح هذا يُجري من عوالم الأصل الإنساني صعوداً خلال العوالم المنزلية للنظام والأجواء الأخرى للتقدم المرتبطة مع جيروسِم, على عوالم التنشئة الإجتماعية السبعين الملحقة إلى عدنشيا, وعلى الأجواء الأربعمائة وتسعين لتقدم الروح المطوقة لساﻟﭭينغتون. على مركز إدارة الكون ذاته هناك مدارس ملكيصادق عديدة, كليات أبناء الكون, الجامعات السيرافية, ومدارس الأبناء المعلمين وإتحاد-الأيام, يتم إجراء كل تزويد ممكن لتأهيل الشخصيات المتنوعة للكون لتطوير الخدمة وتحسين الوظيفة. الكون بأكمله مدرسة واحدة واسعة.
37:6.3 (412.3) الأساليب المستخدمة في العديد من المدارس الأعلى تتجاوز المفهوم الإنساني في فن تعليم الحقيقة, لكن هذه هي النوتة الرئيسية للنظام التعليمي بأكمله: طبع مُكتسب بالتجربة المستنيرة. المعلمون يزودون التنوير؛ محطة الكون ووضع المرتقي يقدمون الفرصة للتجربة؛ الإستخدام الحكيم لهذين الإثنين يقوي الطبع.
37:6.4 (412.4) في الأساس, يزود نظام نِبادون التعليمي من أجل تفويضك إلى مهمة ومن ثم يتيح لك الفرصة لتلقي الإرشاد فيما يتعلق بالطريقة المثالية والإلهية لأداء هذه المهمة بشكل أفضل. يتم تكليفك بمهمة محددة للقيام بها, وفي الوقت نفسه يتم تزويدك بمعلمين مؤهلين لإرشادك في أفضل أسلوب لتنفيذ مهمتك. تزود الخطة الإلهية للتعليم من أجل الصِلة الحميمة للعمل والإرشاد. نحن نعلمك أفضل السبل لتنفيذ الأشياء التي نطلب منك القيام بها.
37:6.5 (412.5) الغرض من كل هذا التدريب والخبرة هو إعدادك للدخول إلى أجواء التدريب الأعلى والأكثر روحانية للكون العظيم. التقدم ضمن عالم ما هو فردي, لكن الإنتقال من مرحلة إلى أخرى يكون عادة بصفوف.
37:6.6 (412.6) تقدم الأبدية لا يتكون فقط في التطور الروحي. التحصيل الفكري هو أيضاً جزء من التعليم الكوني. يتم توسيع خبرة العقل على قدم المساواة مع التوسع في الأفق الروحي. العقل والروح يُمنحان فرص متشابهة للتدريب والتقدم. لكن في كل هذا التدريب الرائع للعقل والروح أنت حر إلى الأبد من معوقات الجسد البشري. لا يتوجب عليك بعد الآن أن تحكم باستمرار بين المنازعات المتضاربة لطبيعتيك المتباعدتين, المادية والروحية. أخيراً أنت مؤهل للتمتع بالحافز الموحَد لعقل ممجد المجرد منذ أمد طويل من الميول الحيوانية البدائية تجاه الأشياء المادية.
37:6.7 (413.1) قبل مغادرة كون نِبادون, سيُمنح معظم بشر يورانشيا فرصة للخدمة لوقت أطول أو أقصر كأعضاء في سِلك نِبادون من المشرفين السماويين.
37:7.1 (413.2) معلمو العوالم المنزلية هم شيروبيم مُجند وممجَد. مثل معظم المدربين الآخرين في نِبادون هم مفوضون من قِبل الملكيصادقين. يعملون في معظم المشاريع التعليمية لحياة المورونشيا, وعددهم إلى حد كبير يتجاوزإستيعاب العقل البشري.
37:7.2 (413.3) كمستوى إحراز للشيروبيم والسانوبيم, سوف يحصل معلمو العوالم المنزلية على المزيد من الإعتبار في الورقة التالية, بينما كمعلمين يلعبون دوراً هاماً في حياة المورونشيا, سوف يُناقشون على نطاق واسع في ورقة بذلك الاسم.
37:8.1 (413.4) إلى جانب مراكز القدرة والمتحكمين الفيزيائيين, فإن بعض كائنات الروح ذات الأصل-الأعلى لعائلة الروح اللانهائي هم ذوي تفويض دائم إلى الكون المحلي. من بين مراتب الروح الأعلى لعائلة الروح اللانهائي فإن التالين معينون هكذا:
37:8.2 (413.5) الرُسل الإنفراديون, عندما يُلحقون وظيفياً إلى إدارة الكون المحلي, يقدمون لنا خدمة لا تُقدر بثمن في جهودنا للتغلب على معوقات الزمان والفضاء. عندما لا يتم تعيينهم على هذا النحو, نحن من الأكوان المحلية ليس لدينا أي سُلطة عليهم إطلاقاً, لكن حتى عند ذاك يكون هؤلاء الكائنات الفريدة دائماً على استعداد لمساعدتنا في حل مشاكلنا وفي تنفيذ إنتداباتنا.
37:8.3 (413.6) أندوﭭونشيا هو إسم المُشرف على دارة الكون الثالثية المُتمركز في كوننا المحلي. هو معني فقط بدارات الروح والمورونشيا, ليس بتلك التي تخضع لإختصاص موجهي القدرة. لقد كان هو الذي عزل يورانشيا عند وقت خيانة كاليغاسشيا للكوكب خلال فصول الإختبار لتمرد لوسيفر. في إرسال تحيات إلى بشر يورانشيا, هو يُعرب عن سعادته تحسباً لإستعادتكم يوماً ما إلى دارات الكون من إشرافه.
37:8.4 (413.7) مدير إحصاء نِبادون, سالساشيا, يحافظ على مركز إدارة ضمن قطاع جبرائيل في ساﻟﭭينغتون. إنه مدرك تلقائياً لمولد وموت المشيئة ويسجل حالياً العدد الدقيق لمخلوقات المشيئة العاملين في الكون المحلي. هو يعمل بتعاون وثيق مع مدوني الشخصية المقيمين على عوالم السجل لرؤساء الملائكة.
37:8.5 (413.8) مفتش مساعد مقيم على ساﻟﭭينغتون. هو الممثل الشخصي للتنفيذي السامي لأورﭭونتون. معاونوه, الحراس المنتدبين في النظام المحلي, هم أيضاً ممثلين للمنفذ السامي لأورﭭونتون.
37:8.6 (414.1) المصالحون الكونيون هم المحاكم المسافرة لأكوان الزمان والفضاء, عاملون من العوالم التطورية صعوداً خلال كل قسم للكون المحلي وما بعد. هؤلاء الحكام مسجَلون على يوﭭرسا؛ العدد الدقيق العامل في نِبادون ليس في السجل, لكنني أقَدر بأن هناك في الجيرة مائة مليون مفوضية مصالحة في كوننا المحلي.
37:8.7 (414.2) من المستشارين الفنيين, العقول القانونية للحيز, لدينا حصتنا, حوالي نصف بليون. هؤلاء الكائنات هم مكتبات القانون الإختبارية الحية والدوارة لكل الفضاء.
37:8.8 (414.3) من المدونات السماويات, السيرافيم الصاعدة, لدينا في نِبادون خمس وسبعين. هؤلاء هن المدونات المُشرِفات أو الأقدم. الطالبات المتقدمات لهذه المرتبة في التدريب عددهن يقرب من أربعة بلايين.
37:8.9 (414.4) إسعاف السبعين بليون مرافق مورونشيا في نِبادون موصوف في تلك الروايات التي تتعامل مع كواكب الإنتقال لحجاج الزمان.
37:8.10 (414.5) كل كون لديه سِلكه الملائكي الأهلي الخاص؛ مع ذلك, هناك مناسبات يكون من المفيد للغاية الحصول على مساعدة أولئك الأرواح الأعلى من أصل خارج الخلق المحلي. يُنجز النافيم الفائق بعض الخدمات النادرة والفريدة؛ الرئيسة الحالية لسيرافيم يورانشيا هي نافيم فائق أولية من الفردوس. يُواجَه النافيم الثانوي الإنعكاسي أينما يعمل أشخاص الكون العظيم, وعدد كبير من النافيم الثالثي هم ذوي خدمة مؤقتة كمساعدين أعلون.
37:9.1 (414.6) كما هو الحال مع الأكوان العظمى- والمركزية, الكون المحلي لديه مراتبه من المواطنية الدائمة. هؤلاء يشملون الأنواع المخلوقة التالية:
37:9.2 (414.7) 1. سوساشيا.
37:9.3 (414.8) 2. يوﻨﻴﭭيتاشيا.
37:9.4 (414.9) 3. أبناء ماديون.
37:9.5 (414.10) 4. مخلوقات منتصف طريق.
37:9.6 (414.11) هؤلاء المواطنون للخلق المحلي, سوية مع الصاعدين المنصهرين-بالروح والسبيرونغا (المصنفين خلاف ذلك), يشكلون مواطنية دائمة نسبياً. هؤلاء المراتب من الكائنات هم إلى حد كبير لا صاعدين ولا هابطين. كلهم مخلوقات إختبارية, لكن خبرتهم الموسعة تستمر في كونها متاحة إلى الكون على مستوى أصلهم. في حين أن هذا ليس كلياً صحيح بالنسبة للأبناء الآدميين ومخلوقات منتصف الطريق, فهو صحيح نسبياً عن تلك المراتب.
37:9.7 (414.12) السوساشيا. هؤلاء الكائنات العجيبة يقيمون ويعملون كمواطنين دائمين على ساﻟﭭينغتون, مركز إدارة هذا الكون المحلي. هم الذرية الرائعة للإبن الخالق والروح الخلاَّقة وهم ذوي صِلة وثيقة مع المواطنين الصاعدين للكون المحلي, البشر المنصهرين-بالروح لكتيبة نِبادون للكمال.
37:9.8 (414.13) اليوﻨﻴﭭيتاشيا. كل من عناقيد مراكز الأبراج المائة للأجواء المعمارية تتمتع بالإسعاف المستمر من مرتبة كائنات مقيمة تُعرف باليوﻨﻴﭭيتاشيا. أولاد الإبن الخالق والروح الخلاَّقة هؤلاء يُشكلون السكان الدائمين لعوالم مراكز إدارة الأبراج. هم كائنات لا تتوالد متواجدين على مستوى حياة حوالي نصف الطريق بين الوضع شبه المادي للأبناء الماديين الموطنين على مركز إدارة النظام والمستوى الأكثر روحانية بالتأكيد للبشر المنصهرين-بروح وسوساشيا ساﻟﭭينغتون؛ لكن اليوﻨﻴﭭيتاشيا ليسوا كائنات مورونشية. هم ينجزون للبشر الصاعدين خلال الإجتياز لأجواء البُرج ما يُسهم أهل هاﭭونا إلى الأرواح الحجاج العابرين خلال الخلق المركزي.
37:9.9 (415.1) أبناء الله الماديون. عندما تتم دورة إرتباط خلاَّق بين الإبن الخالق وممثلة الكون للروح اللانهائي, الروح الأُم للكون, عندما لا مزيد من الذرية ذات الطبيعة المُركَّبة هي وشيكة, عند ذاك يتشخص الإبن الخالق في شكل ثنائي مفهومه الأخير للكيان, مُثبتاً بذلك أخيراً أصله الثنائي الخاص والأصلي. في ومن ذاته يخلق عندئذٍ الأبناء والبنات الرائعات والجميلات من المرتبة المادية لبنوة الكون. هذا هو أصل آدم وحواء الأصليان من كل نظام محلي لنِبادون. هم مرتبة متوالدة من البنوة, كونهما خُلقا ذكراً وأنثى. تعمل ذريتهما كالمواطنين الدائمين نسبياً لعاصمة نظام, ولو أن بعضهم يفوَضون كآدميين كوكبيين.
37:9.10 (415.2) على مهمة كوكبية يُفوَّض الإبن والإبنة الماديان لتأسيس الجنس الآدمي لذلك العالم, جنس مصمم ليندمج في النهاية مع السكان البشر لذلك الجو. الآدميون الكوكبيون هم معاً أبناء هابطون وصاعدون, لكننا نصنفهم عادة كصاعدين.
37:9.11 (415.3) مخلوقات منتصف الطريق. في الأيام المبكرة لمعظم العوالم المأهولة, كائنات معينة فائقة عن الإنساني إنما مادية هم ذوي تفويض, لكنهم عادة يتقاعدون عند وصول الآدميين الكوكبيين. غالباً ما تؤدي تعاملات هكذا كائنات وجهود الأبناء الآدميين لتحسين الأجناس التطورية إلى ظهور عدد محدود من المخلوقات التي يصعب تصنيفها. هؤلاء الكائنات الفريدة هم في كثير من الأحيان في منتصف الطريق بين الأبناء الماديين والمخلوقات التطورية؛ من هنا تسميتهم, مخلوقات منتصف طريق. بالمعنى المُقارن منتصفو الطريق هؤلاء هم المواطنين الدائمين للعوالم التطورية. من الأيام المبكرة لوصول أمير كوكبي إلى الزمن البعيد لاستقرار الكوكب في النور والحياة, هم المجموعة الوحيدة من الكائنات الذكية ليبقوا باستمرار على الجو. على يورانشيا منتصفو الطريق المُسعفون هم في الحقيقة القَيمين الفعليين للكوكب؛ هم, من الناحية العملية, مواطنو يورانشيا. البشر هم حقاً السكان الفيزيائيون والماديون لعالم تطوري, لكنكم كلكم ذوي حياة قصيرة للغاية؛ أنتم تتمهلون على كوكبكم الأهلي لوقت قصير جداً. أنتم تولدون, تعيشون, تموتون, وتعبرون إلى عوالم أخرى من التقدم التطوري. حتى الكائنات الفائقة عن الإنساني الذين يخدمون على الكواكب كمُسعفين سماويين هم ذوي تفويض عابر؛ قليل منهم يُلحقون طويلاً إلى جو معين. مخلوقات منتصف الطريق, على كل, يوفرون إستمرارية للإدارة الكوكبية في وجه الإسعافات السماوية دائمة التغيير وسكان بشر متبدلين على الدوام. في أثناء كل هذا التغيير والتبديل الذي لا يتوقف, يبقى مخلوقات منتصف الطريق على الكوكب يقومون بعملهم دون إنقطاع.
37:9.12 (415.4) بأسلوب مماثل, كل أقسام التنظيم الإداري للأكوان المحلية والأكوان العظمى لديها سكانها الدائمون إلى حد ما, سكان ذوي وضع مواطنية. كما لدى يورانشيا منتصفي طريق خاصتها, وجيروسِم, عاصمة نظامكم, لديها الأبناء والبنات الماديين؛ عدنشيا, مركز إدارة بُرجكم, لديها اليوﻨﻴﭭيتاشيا, في حين أن مواطني ساﻟﭭينغتون هم ذوي شقين, السوساشيا المخلوق والبشر المنصهرين-بالروح المتطورين. العوالم الإدارية للقطاعات الصغرى والكبرى للأكوان العظمى ليس لديها مواطنين دائمين. لكن أجواء مركز إدارة يوﭭرسا تُعزز باستمرار بمجموعة مذهلة من كائنات تُعرف بالأباندونترز, الخلق لوكلاء غير مكشوفين لقدماء الأيام والأرواح الإنعكاسية السبعة المقيمين على عاصمة أورﭭونتون. هؤلاء المواطنون المقيمون على يوﭭرسا يديرون في الوقت الحاضر الشؤون الروتينية لعالمهم تحت الإشراف المباشر لسِلك يوﭭرسا من البشر المنصهرين-بالإبن. حتى هاﭭونا لديها كائناتها الأهلية, والجزيرة المركزية للنور والحياة هي منزل الفئات المتنوعة من مواطني الفردوس.
37:10.1 (416.1) إلى جانب المراتب السيرافية والبشرية, الذين سيتم النظر فيهم في أوراق لاحقة, هناك العديد من الكائنات الإضافية المعنية بالمحافظة على هكذا تنظيم هائل ككون نِبادون وإتقانه, الذي لديه حتى الآن أكثر من ثلاثة ملايين عالم مسكون, مع عشرة ملايين في المُرتقَب. أنواع نِبادون المتنوعة من الحياة عديدة جداً لتصنيفها في هذه الورقة. لكن هناك مرتبتين غير عاديتين تعملان على نطاق واسع على الـ 647,591 جو معماري في الكون المحلي, التي يمكن ذكرها.
37:10.2 (416.2) السبيرونغا هم النسل الروحي لنجم الصباح واللامع وملكيصادق الأب. هم معفون من إنهاء الشخصية لكنهم ليسوا كائنات تطورية أو إرتقائية. ولا هم مهتمون وظيفياً بنظام الإرتقاء التطوري. هم مساعدو الروح للكون المحلي, ينفذون مهمات الروح الروتينية لنِبادون.
37:10.3 (416.3) السبورناغيا. عوالم مراكز الإدارة المعمارية للكون المحلي هي عوالم واقعية--خلائق فيزيائية. هناك الكثير من العمل المرتبط بصيانتها الفيزيائية, وهنا لدينا مساعدة فئة من المخلوقات الفيزيائية تُدعى السبورناغيا. مكرسة لرعاية وثقافة الأطوار المادية لعوالم مراكز الإدارات تلك, من جيروسِم إلى ساﻟﭭينغتون. ليست السبورناغيا أرواح ولا أشخاص؛ إنها مرتبة حيوانية من الوجود, لكن إن أمكنك رؤيتها, ستوافق بأنها تبدو حيوانات مثالية.
37:10.4 (416.4) مستعمرات المجاملة المتنوعة قائمة على ساﻟﭭينغتون وأماكن أخرى. نحن نستفيد بشكل خاص من إسعاف الحرفيين السماويين على الأبراج وننتفع من نشاطات موجهي الإرتداد, الذين يعملون بشكل رئيسي على عواصم الأنظمة المحلية.
37:10.5 (416.5) دائماً هناك مُلحق إلى خدمة الكون سِلك من البشر الصاعدين, بما في ذلك مخلوقات منتصف الطريق الممجدة. هؤلاء الصاعدون, بعد إحرازهم ساﻟﭭينغتون, يُستخدمون في تنوع لا حصر له تقريباً من النشاطات في تدبير شؤون الكون. من كل مستوى للإنجاز يسعى هؤلاء البشر المتقدمون رجوعاً ونزولاً ليمدوا يد العون إلى زملائهم الذين يتبعونهم في التسلق التصاعدي. هكذا بشر ذوي مكوث مؤقت على ساﻟﭭينغتون, يتم تعيينهم عند الطلب إلى عملياً كل سِلك من شخصيات سماوية كمساعدين, تلاميذ, مراقبين, ومعلمين.
37:10.6 (416.6) لا يزال هناك أنواع أخرى من الحياة الذكية المعنية بإدارة كون محلي, لكن خطة هذه الرواية لا تُزود للكشف الإضافي لتلك المراتب من الخلق. ما فيه الكفاية من حياة وإدارة هذا الكون يُصور هنا لتزويد العقل البشري بفهم لواقعية وعظمة الوجود البقائي. المزيد من الخبرة في مهنك المتقدمة ستكشف بشكل متزايد هذه الكائنات المثيرة للإهتمام والفاتنة. هذه الرواية لا يمكنها أن تكون أكثر من لمحة موجزة عن طبيعة وعمل الشخصيات المتنوعة الذين يزحمون أكوان الفضاء يديرون تلك الخلائق كمدارس تدريب ضخمة, مدارس حيث يتقدم حجاج الزمان من حياة إلى حياة ومن عالم إلى عالم إلى أن يتم إرسالهم بمحبة من حدود الكون الذي نشأوا فيه إلى النظام التعليمي الأعلى للكون العظيم ومن هناك إلى عوالم تدريب الروح في هاﭭونا وفي نهاية المطاف إلى الفردوس والمصير العالي للنهائيين--التفويض الأبدي على مهمات لم تُكشف بعد إلى أكوان الزمان والفضاء.
37:10.7 (417.1) [ أُمليت بنجم مساء متألق لنِبادون, رقم 1,146 من السِلك المخلوق. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 38
38:0.1 (418.1) هناك ثلاثة مراتب متميزة لشخصيات الروح اللانهائي. لقد فهِمَ الرسول المندفع هذا عندما كتب عن يسوع, "الذي ذهب إلى السماء وهو على يد الله اليمنى, ملائكة وسُلطات وقدرات جُعلت خاضعة له". الملائكة هم الأرواح المُسعفة للزمان؛ السلطات, جماهير الرُسل للفضاء؛ القدرات, الشخصيات الأعلى للروح اللانهائي.
38:0.2 (418.2) كما النافيم الفائق في الكون المركزي والنافيم الثانوي في الكون العظيم, هكذا السيرافيم, مع الشيروبيم والسانوبيم المعاونين, يشكلون السِلك الملائكي لكون محلي.
38:0.3 (418.3) كل السيرافيم موحدة إلى حد ما في التصميم. من كون إلى كون, في كل أنحاء الأكوان العظمى السبعة, يظهرن أقل ما يمكن من التباين؛ هن تقريباً الأكثر مقياسية من كل أنواع الروح للكائنات الشخصية. تؤلف مراتبهن المتنوعة سِلك المُسعفات الماهرة والمشتركة للخلائق المحلية.
38:1.1 (418.4) خُلِقت السيرافيم بالروح أُم الكون وقد شُرعن في تشكيل الوحدة--41,472 عند وقت واحد--منذ خلق "الملائكة النماذج" ونماذج أصلية ملائكية معينة في الأزمنة المبكرة لنِبادون. الإبن الخالق وممثلة الكون للروح اللانهائي يتعاونان في خلق عدد كبير من الأبناء وشخصيات الكون الأخرى. بعد إتمام هذا الجهد الموحد, ينشغل الإبن في خلق الأبناء الماديين, الأولين من المخلوقات الجنسية, بينما الروح الأُم للكون تنشغل في الوقت نفسه في مجهودها الإنفرادي الابتدائي في توالد الروح. هكذا يبدأ خلق الجماهير السيرافية لكون محلي.
38:1.2 (418.5) تُشرع تلك المراتب الملائكية عند وقت التخطيط لتطور مخلوقات المشيئة البشر. يؤرَخ خلق السيرافيم من إحراز شخصية نسبية بواسطة الروح الأُم للكون, ليس كالتنسيق اللاحق للإبن السيد, لكن كالمساعدة الخلاَّقة المبكرة للإبن الخالق. سابقاً لهذا الحدث تم إعارة السيرافيم على الواجب في نِبادون مؤقتاً من قبل كونٍ مجاور.
38:1.3 (418.6) لا تزال السيرافيم تُخلق دورياً؛ كون نِبادون لا يزال في طور التكوين. الروح أُم الكون لا تتوقف أبداً عن النشاط الخلاَّق في كون ينمو ويتكامل.
38:2.1 (419.1) ليس لدى الملائكة أجسام مادية, لكنهم كائنات محددة ومتفردة؛ هم من طبيعة ومصدر روح . ولو أنهم غير مرئيين للبشر, هم يرونك كما أنت في الجسد بدون مساعدة محولات أو مترجمات؛ إنهم يفهمون بذكاء نمط الحياة البشرية, وهم يشاركون كل مشاعر وعواطف الإنسان اللا-حسية. هم يقدرون ويتمتعون إلى حد كبير بجهودكم في الموسيقى, الفن, والفكاهة الحقيقية. هم مدركون تماماً لصراعاتكم الأخلاقية ومصاعبكم الروحية. يحبون الكائنات الإنسانية, ولا شيء غير الخير يمكن أن ينتج عن جهودكم لفهمهم ومحبتهم.
38:2.2 (419.2) مع أن السيرافيم كائنات ودودة ومتعاطفة جداً, هن لسن مخلوقات عاطفة-جنسية. هن كثيراً كما ستكونون على العوالم المنزلية, حيث "لن تتزوجوا ولن تعطوا في الزواج بل ستكونون مثل ملائكة السماء". لأن كل الذين "سيُحسبون مستحقين لإحراز العوالم المنزلية لا يتزوجون ولا يعطون في الزواج؛ ولا هم يموتون بعد الآن, لأنهم متساوون مع الملائكة". مع ذلك, عند التعامل مع مخلوقات جنس إنها عادتنا التكلم عن أولئك الكائنات ذوي النسب الأكثر مباشرة من الأب والإبن كأبناء الله, بينما نشير إلى أولاد الروح كبنات الله. الملائكة, بالتالي, عادة يُشار إليهن بالضمائر الأنثوية على كواكب الجنس.
38:2.3 (419.3) خُلقت السيرافيم على هذا النحو لكي يعملن على كِلا المستويين الروحي والواقعي. هناك مراحل قليلة من المورونشيا أو نشاط الروح التي هي ليست مفتوحة لإسعافاتهن. بينما في الأحوال الشخصية ليست الملائكة بعيدات جداً من الكائنات الإنسانية, في بعض الأداءات الوظيفية السيرافيم تتجاوزهم ببُعد. يمتلكن قدرات كثيرة تفوق إلى حد بعيد الإستيعاب الإنساني. على سبيل المثال: لقد أخبرتم بأن "حتى الشَعر على رؤوسكم مُحصى", وصحيح هم كذلك, لكن سيرافيم لا تمضي وقتها تعدها وتحفظ العدد مصححاً إلى التاريخ. تملك الملائكة قدرات فطرية وتلقائية (أي, تلقائية لغاية ما يمكن أن تُدرك) لمعرفة مثل هذه الأمور؛ أنت حقاً ستعتبر السيرافيم بمثابة معجزة رياضية. لذلك, فإن واجبات عديدة التي ستكون مهمات جسيمة للبشر تُنجز بغاية السهولة بالسيرافيم.
38:2.4 (419.4) تفوقكم الملائكة في الوضع الروحي, لكنهم ليسوا قضاتكم ولا متهميكم. بغض النظر عن أخطائكم, "فالملائكة, على الرغم من أنهم أعظم في القدرة والإمكانية, لا يُحضرون أي إتهام ضدكم". لا تجلس الملائكة في الحكم على جنس الإنسان, ولا ينبغي أن يحكم البشر الأفراد مسبقاً على زملائهم المخلوقات.
38:2.5 (419.5) أنتم تفعلون حسناً أن تحبوهم, لكن لا يجب أن تهيموا بهم؛ ليست الملائكة أغراضاً للعبادة. السيرافيم العظيمة, لويالاشيا, عندما رائيكم "سقط ليسجد أمام أقدام الملاك", قالت: "انظر أن لا تفعل؛ أنا زميلة خادمة معك ومع أجناسك, الذين كلهم مُلزمين إلى عبادة الله".
38:2.6 (419.6) في الطبيعة والموهبة الشخصية, السيرافيم تتقدم أجناس البشر بشكل طفيف في سُلم وجود المخلوق. حقاً, عندما تَخلصون من الجسد, تصبحون كثيراً مثلهن. على العوالم المنزلية ستبدأون بتقدير السيرافيم, وعلى أجواء البُرج لتستمتعوا بهن, بينما على ساﻟﭭينغتون سوف يشاركن أمكنتهن للراحة والعبادة معكم. أثناء كل الإرتقاء المورونشي ولاحقاً الروحي, سيكون تآخيك مع السيرافيم مثالياً؛ ستكون رفقتك رائعة.
38:3.1 (420.1) تعمل مراتب عديدة من كائنات الروح في كل أنحاء مجالات الكون المحلي غير المكشوفة إلى البشر لأنهم ليسوا مرتبطين بأي حال بالخطة التطورية لإرتقاء الفردوس. في هذه الورقة الكلمة "ملاك" تقتصر عن قصد إلى تسمية أولئك السيرافيين والذرية المرتبطة من روح أم الكون اللواتي هن معنيات إلى حد كبير بتشغيل خطط النجاة البشرية. هناك تخدم في الكون المحلي ست مراتب أخرى من الكائنات ذات الصلة, الملائكة غير المكشوفين, الذين هم ليسوا بأي أسلوب محدد متعلقين بنشاطات الكون تلك المختصة بإرتقاء الفردوس للبشر التطوريين. هذه الفئات الستة من المعاونين الملائكيين لا يُدعون سيرافيم أبداً, ولا يُشار إليهم كأرواح مُسعفة. هؤلاء الشخصيات مشغولون كلياً بالشؤون الإدارية وغيرها لنِبادون, تعهدات ليست متعلقة بأي طريقة بمهنة الإنسان التقدمية للإرتقاء الروحي وإحراز الكمال.
38:4.1 (420.2) المجموعة التاسعة من الأجواء الأولية السبعة في دارة ساﻟﭭينغتون هي عوالم السيرافيم. كل من تلك العوالم لديه ستة سواتل تابعة, التي عليها المدارس الخاصة المكرسة لجميع مراحل التدريب السيرافي. بينما السيرافيم لديهن منفذ إلى كل العوالم التسعة والأربعين التي تضم هذه المجموعة من أجواء ساﻟﭭينغتون, هن يشغلن حصرياً العنقود الأول فقط من السبعة. العناقيد الستة الباقية مشغولة بالمراتب الستة من المعاونين الملائكيين غير المكشوفين على يورانشيا؛ كل مجموعة منها تحافظ على مركز إدارة على واحدة من تلك العوالم الأولية الستة وتقوم بنشاطات متخصصة على السواتل التابعة الستة. كل مرتبة ملائكية لديها حرية الوصول إلى كل العوالم في هذه المجموعات السبع المتنوعة.
38:4.2 (420.3) عوالم مراكز الإدارة هذه هي من بين العوالم الرائعة لنِبادون؛ تتميز الأمكنة السيرافية بكِلا الجمال والإتساع. هنا كل سيرافيم لديها بيت واقعي, و"بيت" يعني المقام لإثنتين من السيرافيم؛ هن يعشن في أزواج.
38:4.3 (420.4) رغم أنهن لسن ذكر وأنثى كالأبناء الماديين والأجناس البشرية, فالسيرافيم هما سالبة وموجبة. في غالبية المهام يُتطلب إثنين من الملائكة لإنجاز المهمة. عندما لا يكن متصلات بالدارات, يمكنهن العمل وحدهن؛ ولا هن تتطلبن تكملة للكيان عندما تكن ثابتات, عادة تحتفظن بتكملتهن الأصلية للكيان, لكن ليس بالضرورة. هكذا إرتباطات هي مقتضاة في المقام الأول بالوظيفة؛ ليست متميزة بالعاطفة الجنسية, على الرغم من أنهن شخصيات جداً وحقاً ودودات.
38:4.4 (420.5) إلى جانب البيوت المعينة, لدى السيرافيم أيضاً مجموعة, جماعة, كتيبة, ومقر وحدة. هن يتجمعن لأجل لم الشمل كل ألف سنة وكلهن حاضرات وفقاً لوقت خلقهن. إذا تحملت سيرافيم مسؤوليات تمنع غيابها من الواجب, فهي تتناوب الحضور مع مكملتها, كائنة مُعفاة بسيرافيم من تاريخ ولادة آخر. كل شريكة سيرافية هي بهذا حاضرة على الأقل كل إعادة جمع شمل آخر.
38:5.1 (420.6) تمضي السيرافيم أول ألفية لهن بصفة مراقبات غير مفوضات على ساﻟﭭينغتون ومدارس عوالمها المرتبطة. الألف الثاني يُمضى على العوالم السيرافية لدارة ساﻟﭭينغتون. مدرسة تدريبهن المركزي يرأسها الآن أول مائة ألف من سيرافيم نِبادون, وعلى رأسهن الملاك الأصلية أو المولودة أولاً لهذا الكون المحلي. المجموعة المخلوقة الأولى لسيرافيم نِبادون تم تدريبهن بكتيبة من ألف سيرافيم من أﭭالون؛ بعد ذلك تم تعليم ملائكتنا بأقدمهن. الملكيصادقون أيضاً لهم دور كبير في تعليم وتدريب كل ملائكة الكون المحلي--سيرافيم, وشيروبيم, وسانوبيم.
38:5.2 (421.1) عند انتهاء هذه الفترة من التدريب على العوالم السيرافية لساﻟﭭينغتون, تتم تعبئة السيرافيم في المجموعات والوحدات التقليدية للتنظيم الملائكي ويتم تعيينهن إلى واحد من الأبراج. لم يتم تكليفهن بعد كأرواح مُسعفة, على الرغم من أنهن قد دخلن جيداً على مراحل ما قبل التكليف من التدريب الملائكي.
38:5.3 (421.2) تُبدأ السيرافيم كأرواح مُسعفة بالخدمة كمراقبات على أدنى العوالم التطورية. بعد هذه الخبرة يعدن إلى العوالم المرتبطة لمراكز إدارة الأبراج المعينة ليبدأن دراستهن المتقدمة وأكثر تحديداً لكي يتهيأن للخدمة في نظام محلي خاص ما. بعد هذا التعليم العام يُقدمن إلى الخدمة في أحد الأنظمة المحلية. على العوالم المعمارية المرتبطة بعاصمة نظام ما في نِبادون, تتمم سيرافيمنا تدريبهن ويفوضن كأرواح مُسعفة للزمان.
38:5.4 (421.3) عندما تُكلف السيرافيم مرة, يمكنهن طواف كل نِبادون, حتى أورﭭونتون, في مهمة. عملهن في الكون هو بدون حدود وقيود؛ هن مرتبطات بشكل وثيق مع المخلوقات المادية للعوالم وأبداً في خدمة المراتب الدنيا من الشخصيات الروحية, جاعلات إتصال بين هؤلاء الكائنات لعالم الروح والبشر من العوالم المادية.
38:6.1 (421.4) بعد الألف الثاني من المكوث عند مركز الإدارة السيرافي, يتم تنظيم السيرافيم تحت رئيسات في مجموعات من إثنتي عشر (12 زوج, 24 سيرافيم), واثنتي عشرة من هكذا جماعات تُشكل جماعة (144 زوج, 288 سيرافيم), التي تقودها قائدة. إثنتي عشرة جماعة تحت قائدة تُشكل فصيلة (1,728 زوج, أو 3,456 سيرافيم), وإثنتي عشر فصيلة تحت موجِهة تساوي وحدة سيرافية (20,736 زوج, أو (41,472 فرد), بينما إثني عشرة وحدة خاضعة إلى قيادة مُشرفة, تُشكل فيلقاً يعد 248,832 زوج أو 497,664 فرد. ألمح يسوع إلى مثل هذه المجموعة من الملائكة تلك الليلة في حديقة الجثسِماني عندما قال: "أقدر الآن حتى أن أسأل أبي, وفي الوقت الحاضر سيعطيني أكثر من إثني عشر فيلقاً من الملائكة.
38:6.2 (421.5) إثنا عشر فيلقاً من الملائكة تُشكل جمهوراً عدده 2,985,984 زوجاً أو 5,971,968 فرداً, وإثني عشر هكذا جماهير (35,831,808 زوج أو 71,663,616 فرد) يشكلون أكبر تنظيم عامل من السيرافيم, جيش ملائكي. يُقاد جمهور سيرافي من قِبل رئيس ملائكة أو من قِبل شخصية أخرى ذات وضع منسق. في حين تُوجه الجيوش الملائكية بنجوم المساء المتألقة أو ملازمين مباشرين آخرين لجبرائيل. وجبرائيل هو "القائد الأعلى لجيوش السماء", الرئيس التنفيذي لسلطان نِبادون, "الرب إله الجماهير".
38:6.3 (421.6) على الرغم من أنهن يخدمن تحت الإشراف المباشر للروح اللانهائي كما هو مُشخَّص على ساﻟﭭينغتون, منذ إغداق ميخائيل على يورانشيا, أصبحت السيرافيم وكل مراتب الكون المحلي الأخرى خاضعة لسيادة الإبن السيد. حتى عندما وُلد ميخائيل في الجسد على يورانشيا, أصدر بث الكون العظيم إلى كل نِبادون الذي أعلن, "ولتعبده كل الملائكة". كل مراتب الملائكة خاضعة إلى سُلطته؛ هم جزء من تلك الفئة التي لُقبت "ملائكته القديرة".
38:7.1 (422.1) في كل الهِبات الأساسية الشيروبيم والسانوبيم تشبه السيرافيم. لديهن نفس الأصل لكن ليس دائماً نفس المصير. هي ذكية بشكل رائع, فعالة بشكل عجائبي, حنونة بشكل مؤثر, وتقريباً إنسانية. هن أدنى مراتب الملائكة, من ثم الأقرب بالقرابة إلى الأشكال الأكثر تقدماً من الكائنات الإنسانية على العوالم التطورية.
38:7.2 (422.2) الشيروبيم والسانوبيم مرتبطات فطرياً, متحدات في الأداء. إحداهن شخصية إيجابية الطاقة؛ والأخرى, سلبية الطاقة. الملاك حارفة اليد اليمنى, أو ذات الشحنة الإيجابية, هي الشيروبيم--الشخصية المتحكمة أو الأقدم. الملاك حارفة اليد اليسرى, أو ذات الشحنة السالبة, هي السانوبيم--المتممة للكيان. كل نوع ملاك محدود جداً في الأداء الإنفرادي؛ لهذا تخدمان عادة في أزواج. عندما تخدمان بشكل مستقل عن موجهاتهما السيرافية, فهما أكثر إعتماداً من أي وقت مضى على إتصالهما المتبادل ودائماً تعملان معاً.
38:7.3 (422.3) الشيروبيم والسانوبيم هن المساعدات المخلصات والفعّالات للمسعفات السيرافيات, وكل المراتب السبعة من السيرافيم مزودات بهذه المساعِدات التابعات. تخدم الشيروبيم والسانوبيم لعصور في هذه القدرات, لكنهن لا يرافقن السيرافيم في مهام أبعد من حدود الكون المحلي.
38:7.4 (422.4) الشيروبيم والسانوبيم هن عاملات الروح الروتينيات على العوالم الفردية للأنظمة. على مهمة غير شخصية وفي حالة طارئة قد يخدمن مكان زوج سيرافي, لكنهن أبداً لا يعملن, ولو مؤقتاً كملائكة ملازمات إلى كائنات إنسانية؛ ذلك إمتياز سيرافي حصري.
38:7.5 (422.5) عندما تُعيَن إلى كوكب, تدخل الشيروبيم الفصول المحلية للتدريب, بما فيها دراسة لإستعمالات ولغات الكواكب. الأرواح المُسعفة للزمان كلها ثنائية اللغة, متكلمات لغة الكون المحلي لأصلهن وتلك لكونهن العظيم الأهلي. من خلال الدراسة في مدارس العوالم تحوز ألسنة إضافية. الشيروبيم والسانوبيم, مثل السيرافيم وكل المراتب الأخرى من الكائنات الروحية, منشغلات باستمرار في جهود لتحسين الذات. فقط الكائنات الثانوية ذات التحكم بالقدرة وتوجيه الطاقة هم غير قادرين على التقدم؛ كل المخلوقات التي لديها إرادة شخصية فعلية أو إحتمالية تسعى لإنجازات جديدة.
38:7.6 (422.6) الشيروبيم والسانوبيم هن بالطبيعة قريبات جداً إلى المستوى المورونشي من الوجود, ويبرهن أنهن الأكثر فعالية في عمل المناطق الحدودية للمجالات الفيزيائية, والمورونشية, والروحية. أطفال الروح أُم الكون المحلي هؤلاء متميزات "بمخلوقات رابعة" كثيراً كما هم مقدمي خدمات هاﭭونا ولجان المصالحة. كل شيروبيم رابعة وكل سانوبيم رابعة هما شبه-ماديات, يشبهن بغاية التأكيد المستوى المورونشي من الوجود.
38:7.7 (422.7) هذه المخلوقات الرابعة الملائكية هي ذات مساعدة عظيمة إلى السيرافيم في المراحل الأكثر واقعية لنشاطاتهن الكونية والكوكبية. شيروبيم المورنشيا هذه تُنجز أيضاً العديد من المهمات الحدودية التي لا غنى عنها على عوالم التدريب المورونشي ويتم تعيينهن لخدمة مرافقات المورونشيا بأعداد كبيرة. هن إلى الأجواء المورونشية تقريباً ما هي مخلوقات منتصف الطريق إلى الكواكب التطورية. على العوالم المسكونة شيروبيم المورونشيا هؤلاء كثيراً ما يعملن في إرتباط مع مخلوقات منتصف الطريق. الشيروبيم ومخلوقات منتصف الطريق هم بلا ريب مراتب منفصلة من الكائنات؛ لديهم أصول مختلفة, لكنهم يكشفون عن تشابه كبير في الطبيعة والوظيفة.
38:8.1 (423.1) العديد من سُبل الخدمة المتقدمة مفتوحة إلى الشيروبيم والسانوبيم مما يؤدي إلى تحسين الوضع, الذي يمكن تحسينه إضافياً بضم من المُسعفة الإلهية. هناك ثلاثة أصناف كبرى من الشيروبيم والسانوبيم فيما يتعلق بإلإحتمال التطوري:
38:8.2 (423.2) 1. مرشحو الإرتقاء. هذه الكائنات هي بطبيعتها مرشحة لوضع سيرافي. الشيروبيم والسانوبيم من هذه المرتبة متألقات, وإن لم يكن بهِبة فطرية مساويات للسيرافيم؛ لكن من خلال التطبيق والخبرة من الممكن بالنسبة لهن إحراز مقام سيرافي كامل.
38:8.3 (423.3) 2. شيروبيم منتصف-مرحلة. ليست كل الشيروبيم والسانوبيم متساويات في إحتمال الإرتقاء, وهذه هي الكائنات المحدودة فطرياً من الخلائق الملائكية. معظمهن ستبقى شيروبيم وسانوبيم, مع أن الأفراد الأكثر موهبة قد ينجزن خدمة سيرافية محدودة.
38:8.4 (423.4) 3. شيروبيم المورونشيا. هذه "المخلوقات الرابعة" من المراتب الملائكية دائماً يحتفظن بخصائصهن شبه المادية. وستستمر كشيروبيم وسانوبيم, سوية مع معظم أخواتهن من المرحلة-المنتصفة, بانتظار التحقق المتمم للكائن الأسمى.
38:8.5 (423.5) في حين أن المجموعات الثانية والثالثة هي محدودة نوعاً ما في إمكانية النمو, فإن مرشحات الإرتقاء قد يحرزن أعالي الخدمة السيرافية الكونية. العديد من الأكثر خبرة من هؤلاء الشيروبيم يُلحقن إلى أوصياء المصير السيرافية وبالتالي يُوضعن في خط مباشر للتقدم إلى وضع معلمات عالم منزلي عندما يُهجرن من قِبل سيرافياتهن الأقدم. أوصياء المصير ليس لديهم شيروبيم وسانوبيم كمساعدات عندما يحرز البشر تحت وصايتهن حياة المورونشيا. وعندما تُمنح أنواع أخرى من السيرافيم التطورية تصريحاَ للسفر إلى سيرافنغتون والفردوس, يجب عليهن التخلي عن مرؤوساتهن السابقات عندما تعبرن خارج حدود نِبادون. مثل هذه الشيروبيم والسانوبيم المهجورة تُضم عادة بروح أُم الكون, بالتالي محققات مستوى معادل لمعلمة عالم منزلي في إحراز الوضع السيرافي.
38:8.6 (423.6) عندما, كمعلمات عالم منزلي, تكون الشيروبيم والسانوبيم المضمومات-مرة قد خدمن طويلاً على الأجواء المورونشية, من الأدنى إلى الأعلى, وعندما تكون كتيبتهن على ساﻟﭭينغتون مجندة فوق اللزوم, يجمع نجم الصباح واللامع هؤلاء الخادمات المخلصات من مخلوقات الزمان لكي يظهرن في حضوره. يُعطى قسَم تحول الشخصية؛ وعندئذٍ, في جماعات من سبعة آلاف, أولئك الشيروبيم والسانوبيم المتقدمات والأقدم يعاد ضمهن ثانية بروح أُم الكون. من هذا الضم الثاني ينبثقن كسيرافيم كاملات النمو. من الآن فصاعداً, المهنة الكاملة والتامة للسيرافيم, مع كل إمكانياتها الفردوسية, مفتوحة إلى هكذا شيروبيم وسانوبيم مولودة من جديد. قد يتم تعيين مثل هذه الملائكة كأوصياء مصير لكائن بشري ما, وإذا البشري تحت الوصاية أحرز النجاة, عندئذٍ يصبحن مؤهلات للتقدم إلى سيرافنغتون ودوائر الإحراز السيرافي السبعة, حتى إلى الفردوس وسِلك النهائية.
38:9.1 (424.1) مخلوقات منتصف الطريق لديهم تصنيف ثلاثي: هم مصنفين بشكل صحيح مع أبناء الله الصاعدين؛ وهم في الواقع مجموعين مع مراتب المواطنة الدائمة, بينما يُحتسبون وظيفياً مع الأرواح المُسعفة للزمان بسبب صِلتهم الودية والفعّالة مع الجماهير الملائكية في عمل خدمة الإنسان البشري على العوالم الفردية للفضاء.
38:9.2 (424.2) تظهر هذه المخلوقات الفريدة على أكثرية العوالم المسكونة ودائماً يوجدون على الكواكب العشرية أو إختبار الحياة, مثل يورانشيا. منتصفو الطريق نوعان--أولي وثانوي--وهم يظهرون بواسطة التقنيات التالية:
38:9.3 (424.3) 1. منتصفو طريق أوليون, الفئة الأكثر روحانية, نوعا ما مرتبة موحدة من الكائنات الذين يتم اشتقاقهم بشكل موحد من الموظفين البشر الصاعدين المعدلين للأمراء الكوكبيين. عدد مخلوقات منتصف الطريق الأولين هو دائماً خمسون ألف, وليس هناك كوكب يتمتع بإسعافهم لديه مجموعة أكبر.
38:9.4 (424.4) 2. منتصفو طريق ثانويون. الفئة الأكثر مادية من هؤلاء المخلوقات, تختلف إختلافاً كبيراً في الأعداد على عوالم مختلفة, ولو أن المتوسط هو حوالي خمسون ألفاً. هم مُشتقون بتنوع من الرافعين البيولوجيين الكوكبيين, الآدمون والحواءات, أو من نسلهم المباشر. هناك ما لا يقل عن أربع وعشرين تقنية متنوعة معنية بإنتاج مخلوقات منتصف الطريق الثانويين هؤلاء على العوالم التطورية للفضاء. كيفية الأصل لهذه الفئة على يورانشيا كان غير عادي وإستثنائي.
38:9.5 (424.5) ولا واحدة من هاتين الفئتين هي حادث تطوري؛ كِلاهما ملامح أساسية في الخطط المقررة مسبقاً لمعماريي الكون, وظهورهم على العوالم المتطورة في المنعطف المناسب هو وفقاً للتصاميم الأصلية والخطط التنموية لحاملي الحياة المشرفين.
38:9.6 (424.6) يتم شحن منتصفي الطريق الأوليين فكرياً وروحياً بتقنية ملائكية وهم موحدون في الوضع الفكري. أرواح العقل المعاونة السبعة لا تجعل أي إتصال معهم؛ وفقط السادس والسابع, روح العبادة وروح الحكمة, يستطيعان الإسعاف إلى الفئة الثانوية.
38:9.7 (424.7) منتصفو الطريق الثانويون مشحونين فيزيائياً بالتقنية الآدمية, ومدارين روحياً بالسيرافي, وموهوبين فكرياً بالنوع المورونشي الإنتقالي للعقل, هم مقسَمين إلى أربعة أنواع فيزيائية, سبع مراتب روحية, وإثني عشر مستوى من التجاوب الفكري إلى الإسعاف المشترَك للروحين المعاونين الإثنين الأخيرين والعقل المورونشي. هذه التشكيلات تحدد تفاضلهم في النشاط وفي التفويض الكوكبي.
38:9.8 (424.8) منتصفو الطريق الأوليون يشبهون الملائكة أكثر مما يشبهون البشر؛ المراتب الثانوية تشبه إلى حد كبير الكائنات الإنسانية. كلٌ يقدم مساعدة لا تُقدر بثمن إلى الآخر في تنفيذ مهماتهم الكوكبية المتنوعة. المسعفون الأوليون يمكنهم إنجاز تعاون إرتباطي مع كِلا المتحكمين بالمورونشيا وطاقة-الروح ومداوري العقل. الفئة الثانوية يمكنها تأسيس إتصالات عاملة فقط مع المتحكمين الفيزيائيين ومناورو الدارة-المادية. لكن بما أن كل مرتبة من منتصفي الطريق يمكنها تأسيس تزامن مثالي للإتصال مع الأخرى, فكل فئة بهذا قادرة على تحقيق الإستخدام العملي لكامل سُلم الطاقة الممتد من القدرة الفيزيائية الإجمالية للعوالم المادية صعوداً خلال أطوار الإنتقال لطاقات الكون إلى قوات واقع-الروح الأعلى للعوالم السماوية.
38:9.9 (425.1) الفجوة بين العالمين المادي والروحي موصولة بكمال بالصِلة المتسلسلة للإنسان البشري, منتصف الطريق الثانوي, منتصف الطريق الأولي, شيروبيم مورونشيا, شيروبيم منتصف-مرحلة, فالسيرافيم. في التجربة الشخصية لبشري فرد فإن هذه المستويات المتنوعة هي بدون شك موحدة أكثر أو أقل ومجعولة ذات معنى شخصياً بالعمليات غير الملحوظة والغامضة لضابط الفكر الإلهي.
38:9.10 (425.2) على عوالم عادية, يحافظ منتصفو الطريق الأوليون على خدمتهم كسِلك إستخبارات وكمُرفهين سماويين نيابة عن الأمير الكوكبي, بينما يواصل المسعفون الثانويون تعاونهم مع النظام الآدمي لتعزيز قضية الحضارة الكوكبية التقدمية. في حالة انشقاق الأمير الكوكبي وفشل الإبن المادي, كما جرى على يورانشيا, تصبح مخلوقات منتصف الطريق خفر لسلطان النظام ويخدمون تحت الإرشاد الموجه للوصي المتصرف للكوكب. لكن على ثلاثة عوالم أخرى فقط في ساتانيا يعمل هؤلاء الكائنات كمجموعة واحدة تحت قيادة موحَدة كما يفعل مسعفو منتصف الطريق المتحدين على يورانشيا.
38:9.11 (425.3) العمل الكوكبي لكِلا منتصفي الطريق الأوليين والثانويين هو متغير ومتنوع على العوالم الفردية العديدة لكون, لكن على الكواكب العادية والمتوسطة تختلف نشاطاتهم جداً عن الواجبات التي تشغل وقتهم على أجواء معزولة مثل يورانشيا.
38:9.12 (425.4) منتصفو الطريق الأوليون هم المؤرخون الكوكبيون الذين, منذ وقت وصول الأمير الكوكبي وحتى عصر الإستقرار في النور والحياة, يصيغون تمثيل الواقعيات التاريخية ويصممون تصويرات التاريخ الكوكبي لأجل معارض الكواكب على عوالم مركز إدارة النظام.
38:9.13 (425.5) يبقى منتصفو الطريق لفترات طويلة على عالم مسكون, لكن إن هم كانوا مخلصين لأمانتهم, في نهاية المطاف وبكل التأكيد سيعترف بخدمتهم الطويلة العصر في الحفاظ على سيادة الإبن الخالق؛ سيتم مكافأتهم على النحو الواجب لإسعافهم الصبور للبشر الماديين على عالمهم من الزمان والفضاء. عاجلاً أو آجلاً كل مخلوقات منتصف الطريق المُعتمدين سوف يجندون في صفوف أبناء الله الصاعدين وسيُدخلون في حينه نحو المغامرة الطويلة لإرتقاء الفردوس في رفقة هؤلاء البشر أنفسهم ذوي الأصل الحيواني, إخوانهم الأرضيين, الذين هم حرسوا بغاية الغيرة وخدموا بغاية الفعالية أثناء مكوثهم الكوكبي الطويل.
38:9.14 (425.6) [ قُدمت بملكيصادق عامل بطلب من رئيس الجماهير السيرافية لنِبادون. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 39
39:0.1 (426.1) إلى حد علمنا, يهدف الروح اللانهائي, كما هو مُشخَّص على مركز إدارة الكون المحلي, إلى إنتاج سيرافيم مثالية بشكل موحد, لكن لسبب غير معروف فهذه الذرية السيرافية متنوعة جداً. قد يكون هذا التنوع نتيجة التداخل غير المعروف للإله الإختباري المتطور؛ إن كان الأمر كذلك, لا يمكننا إثباته. لكننا نلاحظ بأنه, عندما تُخضع السيرافيم إلى إختبارات تعليمية وإنضباط تدريبي, يصنفن بشكل ثابت وبوضوح في الفئات السبعة التالية:
39:0.2 (426.2) 1. سيرافيم سامية.
39:0.3 (426.3) 2. سيرافيم فائقة.
39:0.4 (426.4) 3. سيرافيم مشرفة.
39:0.5 (426.5) 4. سيرافيم إدارية.
39:0.6 (426.6) 5. مُساعدات كوكبية.
39:0.7 (426.7) 6. مُسعفات إنتقال.
39:0.8 (426.8) 7. سيرافيم المستقبل.
39:0.9 (426.9) القول بأن أية سيرافيم ما, هي أدنى من ملاك من أي فئة أخرى بالكاد يكون صحيحاً. مع ذلك فإن كل ملاك هو أولاً محدود الخدمة إلى فئة التصنيف الأصلية والفطرية. زميلتي السيرافية في تحضير هذا البيان, مانوشيا, هي سيرافيم سامية وفي أحد الأوقات عملت فقط كسيرافيم سامية. من خلال التطبيق والخدمة المتفانية, أنجزت كل السبعة من الخدمات السيرافية, واحدة بعد أخرى, حيث عملت تقريباً في كل وسيلة من النشاط المفتوح لسيرافيم, وتحوز الآن مفوضية رئيسة معاونة للسيرافيم على يورانشيا.
39:0.10 (426.10) أحياناً تجد الكائنات الإنسانية أنه من الصعب الفهم بأن إستطاعة مخلوقة لإسعاف مستوى أعلى لا يعني بالضرورة مقدرة العمل على مستويات خدمة أدنى نسبياً. يبدأ الإنسان الحياة كطفل عاجز؛ وبالتالي يجب أن يشمل كل إنجاز بشري كل المتطلبات الإختبارية؛ ليس لدى السيرافيم حياة سابقة لسن الرشد--لا طفولة. مع ذلك, فهن, مخلوقات إختبارية, وبإمكانهن من خلال الخبرة ومن خلال التعليم الإضافي تعزيز موهبة المقدرة الإلهية والفطرية بالتحصيل الإختباري لمهارة الأداء في واحدة أو أكثر من الخدمات السيرافية.
39:0.11 (426.11) بعد أن يُكلَّفن, يتم تعيين السيرافيم إلى إحتياطيات مجموعتهن الأصلية. هؤلاء من وضع كوكبي وإداري يخدمن غالباً لفترات طويلة وفقاً لتصنيفهن الأصلي, لكن كلما ارتفع مستوى الوظيفة المتأصلة, كلما سعت المسعفات الملائكيات بمثابرة أكبر إلى التعيين في المراتب الأقل من خدمة الكون. هن يرغبن بشكل خاص التعيين إلى إحتياطيات المساعدات الكوكبية, وإذا نجحن ينخرطن في مدارس سماوية مُلحقة إلى مركز إدارة الأمير الكوكبي لعالم تطوري ما. هنا يبدأن دراسة اللغة, والتاريخ, والعادات المحلية لأجناس الإنسان. يجب على السيرافيم تحصيل المعرفة وإكتساب الخبرة كثيراً كما تفعل الكائنات الإنسانية. هن لسن بعيدات عنكم في بعض السجايا الشخصية. وكلهن يشتقن للبدء عند الأسفل, أدنى مستوى ممكن من الإسعاف؛ بالتالي قد يأملن في إنجاز أعلى مستوى ممكن من المصير الإختباري.
39:1.1 (427.1) هؤلاء السيرافيم هن الأعلى من المراتب المكشوفة السبعة من ملائكة الكون المحلي. يعملن في سبع مجموعات, التي يرتبط كل منها بصِلة وثيقة مع المُسعفات الملائكيات من سِلك الإتمام السيرافي.
39:1.2 (427.2) 1 . مُسعفات إبن-الروح. يتم تعيين المجموعة الأولى من السيرافيم السامية إلى خدمة الأبناء العالين وكائنات أصل-الروح المقيمين والعاملين في الكون المحلي. هذه المجموعة من المُسعفات الملائكيات كذلك تخدمن إبن الكون وروح الكون وتربطهن صلات وثيقة بسِلك الإستخبارات لنجم الصباح واللامع, رئيس الكون التنفيذي للمشيئات المتحدة للإبن الخالق والروح الخلاَّقة.
39:1.3 (427.3) كونهن ذوات تفويض إلى الأبناء والأرواح العالين, ترتبط هذه السيرافيم بشكل طبيعي بالخدمات البعيدة المدى لأﭭونال الفردوس, الذرية الإلهية للإبن الأبدي والروح اللانهائي. يُلازَم أﭭونال الفردوس دائماً على كل المهمات القضائية والإغداقية بهذه المرتبة العالية والخبيرة من السيرافيم, المكرسات في مثل هذه الأوقات إلى تنظيم وإدارة العمل الخاص المتعلق بانتهاء إحدى الإعفاءات الإلهية الكوكبية وتدشين عهد جديد. لكنهن لسن معنيات في عمل الحكم القضائي الذي قد يكون مصادفاً لمثل هذا التغيير في الإعفاءات الإلهية.
39:1.4 (427.4) مرافقات إغداق. عندما يكون أﭭونال الفردوس, لكن ليس الأبناء الخالقين, على مهمة إغداق دائماً يُرافَقون بكتيبة من 144 مرافقة إغداق. هؤلاء الـ 144 ملاك هن الرئيسات لكل مُسعفات إبن-الروح الأخريات اللواتي قد تكن مرتبطات بمهمة إغداق. ربما يكون هناك فيالق من الملائكة خاضعين لقيادة إبن لله متجسد على إغداق كوكبي, لكن كل هؤلاء السيرافيم سيتم تنظيمهن وتوجيههن من قِبل الـ 144 مرافقة إغداق. مراتب أعلى من الملائكة, النافيم الفائق والنافيم الثانوي كذلك قد يشكلون جزءًا من الحشود المرافقة, رغم أن مهماتهن مختلفة عن تلك للسيرافيم, كل تلك النشاطات ستكون منسقة بمرافقات الإغداق.
39:1.5 (427.5) مرافقات الإغداق هؤلاء هن سيرافيم إتمام؛ كلهن إجتزن دوائر سيرافنغتون وأحرزن سِلك الإتمام السيرافي. وقد تم تدريبهن إضافياً بشكل خاص على مواجهة الصعوبات والتأقلم مع الطوارئ المرتبطة بإغداقات أبناء الله لأجل تقدم أولاد الزمان. هكذا سيرافيم قد حققن جميعاً الفردوس والإحتضان الشخصي للمصدر والمركز الثاني, الإبن الأبدي.
39:1.6 (427.6) بالتساوي تتلهف السيرافيم التعيين إلى مهمات الأبناء المتجسدين والإلتحاق كأوصياء مصير إلى بشر العوالم؛ الأخيرة هي جواز السفر السيرافي الأضمن إلى الفردوس, بينما مرافقات الإغداق قد أنجزن أعلى خدمة كون محلي لسيرافيم الإتمام من إحراز الفردوس.
39:1.7 (428.1) 2. مستشارات محكمة. هؤلاء هن المستشارات والمساعدات السيرافية الملحقة إلى كل مراتب الحُكم القضائي, من المصالحين صعوداً إلى أعلى محاكم الحيز. إنه ليس الغرض من تلك المحاكم تحديد أحكام القصاص بل بالأحرى للفصل في خلافات نزيهة في وجهة النظر ولإصدار مرسوم النجاة الأزلي للبشر الصاعدين. هنا يكمن واجب ناصحات المحكمة: لينظرن بأن جميع التهم ضد المخلوقات البشرية تُعلن في عدالة ويتم الفصل فيها برحمة. في هذا العمل هن مرتبطات بشكل وثيق مع المفوضين العالين, بشر صاعدون منصهرين-بالروح يخدمون في الكون المحلي.
39:1.8 (428.2) تخدم مستشارات المحاكم السيرافية على نطاق واسع كمدافعات عن البشر. ليس بأن هناك أبداً أي مَيل لعدم الإنصاف إلى المخلوقات المتواضعة للعوالم, لكن بينما تتطلب العدالة محاكمة كل تقصير في التسلق نحو الكمال الإلهي, تتطلب الرحمة بأن يتم الخكم على كل هكذا خطوة عاثرة بإنصاف وفقاً لطبيعة المخلوق والهدف الإلهي. هؤلاء الملائكة هن الدليل والتمثيل لعنصر الرحمة المتأصل في العدالة الإلهية--إنصاف قائم على معرفة الحقائق الكامنة وراء الدوافع الشخصية والنزعات العرقية.
39:1.9 (428.3) هذه المرتبة من الملائكة تخدم من مجالس الأمراء الكوكبيين إلى أعلى محاكم الكون المحلي, بينما تعمل معاوناتهن من سِلك الإتمام السيرافي في العوالم الأعلى لأورﭭونتون, حتى إلى محاكم قدماء الأيام على يوﭭرسا.
39:1.10 (428.4) 3. مُوجهات كون. هؤلاء هن الصديقات الحقيقيات ومستشارات بعد-التخرج لكل أولئك المخلوقات الصاعدة الذين يتوقفون للمرة الأخيرة على ساﻟﭭينغتون, في الكون المنشأ الخاص بهم, بينما يقفون على حافة مغامرة الروح الممتدة أمامهم في كون أورﭭونتون العظيم الشاسع. وفي مثل هذا الوقت كثيراً ما خالج صاعد الشعور الذي يمكن للبشري أن يفهمه فقط بالمقارنة مع العاطفة الإنسانية من الحنين للماضي. إلى الخلف تقع عوالم الإنجاز, عوالم نمَت مألوفة بالخدمة الطويلة والإحراز المورونشي؛ إلى الأمام يقع الغموض المتحدي لكون أكبر وأوسع.
39:1.11 (428.5) إنها مهمة موجهات الكون لتسهيل عبور الحجاج الصاعدين من مستوى مُحقق إلى مستوى لم يتحقق من خدمة الكون, لمساعدة هؤلاء الحجاج في القيام بتلك التعديلات المِشكالية في إستيعاب المعاني والقيم المتأصلة في الإدراك بأن كائن روح مرحلة-أولى يقف, ليس عند نهاية وذروة إرتقاء المورونشيا للكون المحلي, إنما بالأحرى عند أسفل السُلم الطويل من الإرتقاء الروحي إلى الأب الكوني على الفردوس.
39:1.12 (428.6) كثيرات من متخرجات سيرافنغتون, أعضاء السِلك السيرافي للإتمام اللواتي هن مرتبطات بهؤلاء السيرافيم, ينخرطن في التعليم المكثف في بعض مدارس ساﻟﭭينغتون المعنية بإعداد مخلوقات نِبادون لعلاقات عصر الكون التالي.
39:1.13 (428.7) 4. مستشارات التعليم. هؤلاء الملائكة هن المساعدات اللواتي لا تقدرن بثمن لسِلك التعليم الروحي للكون المحلي. مستشارات التعليم هن سكرتيرات لكل مراتب المعلمين, من الملكيصادقين والأبناء المعلمين الثالوثيين نزولاً إلى بشر المورونشيا المعينين كمساعدين إلى أولئك من نوعهم الذين هم خلفهم تماماً في سُلم الحياة الإرتقائية. سوف ترى أولاً سيرافيم التعليم المعاونات هؤلاء على واحدة ما من العوالم المنزلية السبعة المحيطة بجيروسِم.
39:1.14 (428.8) هؤلاء السيرافيم يصبحن معاونات لرؤساء الأقسام في العديد من المؤسسات التعليمية والتدريبية في الأكوان المحلية, وهن مُلحقات بأعداد كبيرة إلى كليات عوالم التدريب السبعة للأنظمة المحلية وللأجواء التعليمية السبعين للأبراج. هذه الإسعافات تمتد نزولاً إلى العوالم الفردية. حتى معلمي الزمان الحقيقيين والمكرسين يُساعَدون, وغالباً ما يُكونون تحت رعاية, مستشارات السيرافيم السامية هؤلاء.
39:1.15 (429.1) إغداق المخلوق الرابع للإبن الخالق كان في شبه مستشارة تعليم من السيرافيم الأعلى لنِبادون.
39:1.16 (429.2) 5. موجهات التفويض. يتم انتخاب هيئة من 144 سيرافيم سامية من وقت لآخر من قبل الملائكة الذين يخدمون على الأجواء التطورية وعلى الأجواء المعمارية لسكن المخلوق. هذا هو أعلى مجلس شورى ملائكي على أي جو, وهو ينسق المراحل الذاتية-التوجيه للخدمة والتفويض السيرافي. ترأس هذه الملائكة كل المجالس السيرافية المعنية بخط الواجب أو الدعوة إلى العبادة.
39:1.17 (429.3) 6. المدونات. هؤلاء هن المدونات الرسميات للسيرافيم العليا. ولد العديد من هؤلاء الملائكة العالية مع مواهبهن متطورة بشكل كلي؛ أُخريات قد تأهلن لمراكزهن من الأمانة والمسؤولية بالتطبيق المجتهد للدراسة والأداء المُخلِص لواجبات مماثلة بينما هن مُلحقات إلى مراتب أدنى أو أقل مسؤولية.
39:1.18 (429.4) 7. مُسعفات غير مُلحقات. أعداد كبيرة من السيرافيم غير المُلحقات من المرتبة العليا هن خادمات ذاتية-التوجيه على الأجواء المعمارية وعلى الكواكب المأهولة. مثل هؤلاء المُسعفات يلاقين تفاضل الطلب لخدمة السيرافيم العليا طواعية, وبالتالي يشكلون الإحتياطي العام لهذه المرتبة.
39:2.1 (429.5) السيرافيم الفائقة يستلمن إسمهن, ليس لأنهن بأي حال من الأحوال متفوقات نوعياً على مراتب أخرى من الملائكة, بل لأنهن مسؤولات عن النشاطات الأعلى لكون محلي. الكثير جداً من الفئتين الأولى لهذا السِلك السيرافي هن سيرافيم إحراز, ملائكة خدمن في كل مراحل التدريب وعُدن إلى تفويض ممجد كموجهات لنوعهن في الأجواء لنشاطاتهن السابقة. نِبادون, حيث أنه كون حديث السن, ليس لديه الكثير من هذه المرتبة.
39:2.2 (429.6) تعمل السيرافيم الفائقة في الفئات السبعة التالية:
39:2.3 (429.7) 1. سِلك الإستخبارات. هؤلاء السيرافيم ينتمين إلى الموظفين الشخصيين لجبرائيل, نجم الصباح واللامع, هن يجلن الكون المحلي جامعات المعلومات من عوالم إرشاده في مجالس نِبادون. هن سِلك الإستخبارات للجيوش القديرة التي يرأسها جبرائيل كنائب للإبن السيد. لا تتبع هؤلاء السيرافيم مباشرة لأي من الأنظمة أو الأبراج, ومعلوماتهن تصب مباشرة إلى ساﻟﭭينغتون على الدارة المستمرة, والمباشرة, والمستقلة.
39:2.4 (429.8) سِلك الإستخبارات للأكوان المحلية المتنوعة يمكنها وهي تتواصل بينها لكن فقط ضمن كون عظيم معين. هناك تفاضل للطاقة الذي يفصل بفعالية أشغال وتعاملات الحكومات الفائقة المتنوعة. كون عظيم واحد يمكنه التواصل عادة مع كون عظيم آخر فقط من خلال إمدادات ومرافق مركز تبادل المعلومات الفردوسي.
39:2.5 (430.1) 2. صوت الرحمة. الرحمة هي أساس الخدمة السيرافية والإسعاف الملائكي. بالتالي من المناسب أنه يجب أن يكون هناك سِلك من الملائكة اللواتي, بأسلوب خاص, يصورن الرحمة. هؤلاء السيرافيم هن مُسعفات الرحمة الحقيقيات للأكوان المحلية. هن القائدات المُلهمات اللواتي يقمن برعاية أعلى الدوافع وأقدس العواطف للناس والملائكة. موجهات هذه الفيالق هن الآن دائماً سيرافيم إتمام اللواتي هن أيضاً أوصياء متخرجين للمصير البشري؛ وهذا يعني أن, كل زوج ملائكي قد أُرشدتا على الأقل نفس واحدة من أصل حيواني أثناء الحياة في الجسد واجتازتا بعد ذلك دوائر سيرافنغتون وتجندتا في سِلك الإتمام السيرافي.
39:2.6 (430.2) 3. منسقات الروح. الفئة الثالثة من السيرافيم الفائقات هن ذات قاعدة على ساﻟﭭينغتون لكنها تعمل في الكون المحلي في أي مكان يمكنها فيه أن تكون ذات خدمة مثمرة. بينما مهماتهن هي بالأساس روحية وبالتالي ما فوق الفهم الحقيقي للعقول الإنسانية, ربما سوف تدرك شيئاً عن إسعافهن إلى البشر إذا فُـسر بأن هؤلاء الملائكة مؤتمنات بمهمة إعداد الماكثين الصاعدين على ساﻟﭭينغتون من أجل إنتقالهم الأخير في الكون المحلي--من أعلى مستوى مورونشي إلى وضع كائنات الروح المولودة حديثاً. كمخططات العقل على العوالم المنزلية يساعدن المخلوقات الناجية للتكيف مع, وجعل إستخدام فعّال لإحتمالات العقل المورونشي, هكذا يُرشد هؤلاء السيرافيم متخرجي المورونشيا على ساﻟﭭينغتون بشأن القدرات المُحققة حديثاً لعقل الروح. وهن يخدمن البشر الصاعدين بعدة طرق أخرى.
39:2.7 (430.3) 4. معلمات مساعدات. المعلمات المساعدات هن مساعدات ومشاركات زميلاتهن السيرافيم, مستشارات التعليم. كما أنهن مرتبطات بشكل فردي مع المشاريع التثقيفية الواسعة للكون المحلي, خاصة مع المخطط السباعي الثنايا للتدريب الفعال على العوالم المنزلية للأنظمة المحلية. يعمل سِلك رائع من هذه المرتبة للسيرافيم على يورانشيا بهدف رعاية وتعزيز قضية الحق والبر.
39:2.8 (430.4) 5. الناقلات. جميع فئات الأرواح المُسعفة لديها سِلك نقل خاص بها, مراتب ملائكية مكرسة إلى إسعاف نقل أولئك الشخصيات غير القادرين من تلقاء أنفسهم, على الإرتحال من جو إلى آخر. الفئة الخامسة من السيرافيم الفائقة متمركزة على ساﻟﭭينغتون ويخدمن كمجتازات فضاء إلى ومن مركز إدارة الكون المحلي. مثل أقسام ثانوية أخرى للسيرافيم الفائقة, بعضهن قد خُلقن على هذا النحو بينما أُخريات قد صعدن من الفئات الأدنى أو الأقل موهبة.
39:2.9 (430.5) "مدى الطاقة" للسيرافيم كافي تماماً لكون محلي وحتى لمتطلبات كون عظيم, لكنها لا يمكن أبداً أن تتحمل متطلبات الطاقة التي تستلزمها هكذا رحلة طويلة كتلك من يوﭭرسا إلى هاﭭونا. تتطلب مثل هذه الرحلة المنهكة القدرات الخاصة للنافيم الثانوي الأولي من مواهب النقل. تأخذ الناقلات طاقة من أجل الطيران أثناء العبور ويستعدن القدرة الشخصية عند نهاية الرحلة.
39:2.10 (430.6) حتى على ساﻟﭭينغتون, لا يملك البشر الصاعدون أشكال نقل شخصية. يجب أن يعتمد الصاعدين على ناقلات سيرافية في التقدم من عالم إلى عالم إلى بعد راحة النوم الأخيرة على الدائرة الداخلية لهاﭭونا والإستيقاظ الأبدي على الفردوس. لاحقاً لن تكون معتمداً على الملائكة للنقل من كون إلى كون.
39:2.11 (430.7) عملية الإحتواء بالسيرافيم لا تختلف عن تجربة الموت أو النوم سوى أن هناك عنصر زمن تلقائي في سبات العبور. أنت غير واعي بوعي خلال الراحة السيرافية. لكن ضابط الفكر واعي تماماً وكلياً, في الواقع, فعّال بشكل إستثنائي نظراً لأنك غير قادر على معارضة, أو مقاومة, أو بطريقة أخرى إعاقة عمل خلاق ومُحوِل.
39:2.12 (431.1) عندما في إحتواء السيرافيم, أنت تذهب لتنام لفترة زمنية محددة, وسوف تستيقظ في اللحظة المعينة. مدة الرحلة أثناء النوم الإنتقالي هي غير مادية. أنت لا تدرك مرور الوقت بشكل مباشر. يبدو الأمر كما لو كنت تنام على عربة نقل في مدينة ما, وبعد راحة في سبات هاديء طوال الليل, استيقظت في عاصمة أخرى وبعيدة. لقد سافرت خلال سباتك. وهكذا ترتحل خلال الفضاء, محتوى بالسيرافيم, بينما ترتاح--تنام. يُستحث نوم النقل من خلال الاتصال بين الضباط والناقلات السيرافية.
39:2.13 (431.2) الملائكة لا يمكنهم نقل أجسام قابلة للإحتراق--لحم ودم--كالذي لديكم الآن, لكن يمكنهم نقل جميع الآخرين, من أدنى أشكال المورونشيا إلى أشكال الروح الأعلى. هم لا يعملون في حالة الموت الطبيعي. عندما تُنهي مهنتك الأرضية, يبقى جسدك على هذا الكوكب. يتوجه ضابط فكرك إلى صدر الأب, وهؤلاء الملائكة ليسوا معنيين مباشرة في إعادة تجميع شخصيتك اللاحق على العالم المنزلي لتحديد الهوية. هناك يكون جسدك الجديد شكل مورونشيا, واحد قابل للإحتواء بالسيرافيم. أنت "تزرع جسداً بشرياً" في القبر؛ أنت "تحصد شكلاً مورونشياً" على العوالم المنزلية.
39:2.14 (431.3) 6. المدونات. هؤلاء الشخصيات معنيات بشكل خاص بالإستلام, حفظ الملفات, وإعادة إرسال سجلات ساﻟﭭينغتون وعوالمه المرتبطة. كما أنهن يخدمن أيضاً كمدونات خاصة لفئات مقيمة من الكون العظيم وشخصيات أعلى وككتبة لمحاكم ساﻟﭭينغتون وسكرتيرات إلى حكامها.
39:2.15 (431.4) المذيعات--المستلمات والمرسلات--هن قسم ثانوي مختص للمدونات السيرافية, كونهن معنيات بإرسال السجلات وبنشر المعلومات الأساسية. عملهن من مستوى رفيع, كونهن متعددات الدارات للغاية بحيث 144,000 رسالة يمكنها في وقت واحد إجتياز نفس خطوط الطاقة. هن يقمن بتعديل تقنيات الكتابات الرمزية الأعلى للمدونات السيرافية الرئيسية وبتلك الرموز المشتركة يحافظن على إتصال متبادل مع كِلا منسقات الإستخبارات للنافيم الفائق الثالثي ومنسقات الإستخبارات الممجدات من سِلك الإتمام السيرافي.
39:2.16 (431.5) مدونات سيرافية من المرتبة الفائقة بذلك يؤثرن إرتباطاً وثيقاً مع سِلك إستخبارات مرتبتهن الخاصة ومع كل المدونات التابعة, في حين تمكنهم الإذاعات من المحافظة على تواصل دائم مع المدونات الأعلى للكون العظيم, ومن خلال هذه القناة, مع مدونات هاﭭونا وأولياء المعرفة على الفردوس. كثيرات من المرتبة الفائقة من المدونات هن سيرافيم إرتقين من واجبات مماثلة في قطاعات أدنى للكون.
39:2.17 (431.6) 7. الإحتياطيات. هناك إحتياطيات كثيرات من جميع أنواع السيرافيم الفائقة محتفظ بهن على ساﻟﭭينغتون, وهن متوفرات على الفور للإرسال إلى أقصى عوالم نِبادون كما يُتطلب منهن من قِبل موجهي التفويض أو بناء على طلب إداريي الكون. كما توفر إحتياطيات السيرافيم الفائقة مساعدات رُسل بناء على طلب رئيس نجوم المساء المتألقة, المؤتمن بوصاية وإرسال جميع الإتصالات الشخصية. يتم تزويد كون محلي بشكل كامل بوسائل كافية من التواصل الداخلي, لكن هناك دائماً بقايا من الرسائل التي تتطلب الإرسال بواسطة رُسل شخصيين.
39:2.18 (432.1) يُحتفظ بالإحتياطيات الأساسية لكامل الكون المحلي على العوالم السيرافية لساﻟﭭينغتون. يشمل هذا السِلك كل الأنواع من جميع فئات الملائكة.
39:3.1 (432.2) يتم تعيين هذه المرتبة المتعددة البراعات من ملائكة الكون إلى الخدمة الحصرية للأبراج. هؤلاء المُسعفات القديرات يجعلن مراكز إدارتهن على عواصم الأبراج لكنهن يعملن في كل أنحاء نِبادون في مصالح العوالم المسندة إليهن.
39:3.2 (432.3) 1. مساعدات إشراف. يتم تعيين المرتبة الأولى من السيرافيم الإشرافي إلى العمل الجماعي لآباء البُرج, وهن المُساعدات الأكثر كفاءة-إطلاقاً للأعلون. هؤلاء السيرافيم معنيات في المقام الأول بتوحيد واستقرار بُرج بأكمله.
39:3.3 (432.4) 2. متنبئات القانون. الأساس الفكري للعدل هو القانون, وفي كون محلي ينشأ القانون في المجالس التشريعية للأبراج. تقوم هذه الهيئات التداولية بجمع وتنسيق قوانين نبادون الأساسية وتعميمها رسمياً, قوانين تهدف إلى توفير أكبر قدر ممكن من التنسيق لبُرج بأكمله بما يتوافق مع السياسة الثابتة المتمثلة في عدم انتهاك المشيئة الحرة الأخلاقية للمخلوقات الشخصية. إنه واجب المرتبة الثانية من السيرافيم المشرفة أن تضع أمام المشرعين للبُرج تنبؤاً لكيفية تأثير أي تشريع مُقترَح على حياة مخلوقات المشيئة الحرة. هن مؤهلات جيداً لأداء هذه الخدمة بحكم الخبرة الطويلة في الأنظمة المحلية وعلى العوالم المأهولة. لا تسعى هؤلاء السيرافيم إلى إمتيازات خاصة لمجموعة ما أو أخرى, لكنهن يمثلن أمام مشرعي القانون السماويين للتكلم عن أولئك الذين لا يمكنهم أن يكونوا حاضرين ليتكلموا عن أنفسهم. حتى الإنسان البشري قد يسهم في تطور قانون الكون, لأن هؤلاء السيرافيم أنفسهن يصورن بإخلاص وبشكل كامل, ليس بالضرورة رغبات الإنسان العابرة والواعية, بل الأشواق الحقيقية للإنسان الداخلي, نفس المورونشيا المتطورة للبشري المادي على عوالم الفضاء.
39:3.4 (432.5) 3. معماريات إجتماعيات. من الكواكب الفردية صعوداً خلال عوالم التدريب المورونشي, تعمل هذه السيرافيم لتحسين كل الإتصالات الإجتماعية المُخلِصة ولتعزيز التطور الإجتماعي لمخلوقات الكون. هؤلاء هن الملائكة اللواتي يسعين لتجريد إرتباطات الكائنات الذكية من كل تصنع بينما يسعين لتسهيل التعاون المتداخل لمخلوقات المشيئة على أساس فهم الذات الحقيقي والتقدير المتبادل الأصلي.
39:3.5 (432.6) تبذل المعماريات الإجتماعيات كل ما بوسعهن ضمن ولايتهن وقدرتهن لجلب أفراد ملائمين معاً بحيث يمكنهم أن يشكلوا مجموعات عاملة فعّالة ومتوافقة على الأرض؛ وأحياناً وجدت مثل هذه الجماعات نفسها معاودة الإرتباط على العوالم المنزلية من أجل خدمة مثمرة متواصلة. لكن ليس دائماً ينال هؤلاء السيرافيم غاياتهن؛ ليس دائماً هن قادرات على جمع أولئك الذين سيشكلون المجموعة الأكثر مثالية لتحقيق هدف ما أو إتمام مهمة معينة؛ في ظل هذه الظروف يجب عليهن الإستفادة من أفضل المواد المتاحة.
39:3.6 (432.7) تواصل هذه الملائكة إسعافهن على العوالم المنزلية والمورونشية الأعلى. هن معنيات بأي مشروع له علاقة بالتقدم على عوالم المورونشيا والذي يتعلق بثلاثة أشخاص أو أكثر. كائنان يُعتبَران كعاملين على أساس تزاوج, إتمام, أو شراكة, لكن عندما ثلاثة أو أكثر يُجمعون معاً للخدمة, فهم يشكلون مشكلة إجتماعية وبالتالي يقعون ضمن إختصاص معماريات الإجتماعيات. هؤلاء السيرافيم الفعالات منظمات في سبعين قسم على عدنشيا, وتسعف هذه الأقسام على عوالم المورونشيا السبعين المطوقة لجو مركز الإدارة.
39:3.7 (433.1) 4. محسسات الآداب. إنها مهمة هؤلاء السيرافيم لرعاية وتعزيز نمو تقدير المخلوق لأخلاق العلاقات الشخصية المتداخلة, لأن هذه هي بذرة وسر النمو المستمر والهادف للمجتمع والحكومة, الإنسانية أو الفائقة عن الإنساني. هؤلاء المحسنات للتقدير الأدبي يعملن في أي مكان وكل مكان قد يكن فيه ذوات خدمة, كمستشارات متطوعات إلى الحكام الكوكبيين وكمعلمات مبادلة على عوالم التدريب للنظام. أنت, على كل, لن تأتي تحت إرشادهن الكامل حتى تصل إلى مدارس الأخوة على عدنشيا, حيث سيسرعن تقديرك لحقائق الأخوة تلك التي حتى عندئذٍ سوف تستكشفها بغاية الإجتهاد من خلال الخبرة الفعلية من العيش مع اليوﻨﻴﭭيتاشيا في المختبرات الإجتماعية لعدنشيا, السواتل السبعون لعاصمة نورلاشيادِك.
39:3.8 (433.2) 5. الناقلات. تعمل الفئة الخامسة من السيرافيم الإشرافية كناقلات للشخصية, تحملن كائنات من وإلى مراكز إدارة الأبراج. سيرافيم ناقلة هذه, بينما في الطيران من جو إلى آخر, واعيات تماماً لسرعتهن, وإتجاههن, وأماكن وجودهن الفلكي. هن لا يجتزن الفضاء كما ستفعل قذيفة عديمة الحياة. قد يعبرن قرب بعضهن أثناء طيران الفضاء دون أدنى خطر للتصادم. هن قادرات تماماً على تغيير سرعة تقدمهن وتغيير إتجاه طيرانهن, حتى تغيير وجهاتهن إذا أرشدهن موجهيهن بذلك عند أي تقاطع فضائي لدارات إستخبارات الكون.
39:3.9 (433.3) شخصيات النقل هذه منظمة بحيث يمكنهن في آن واحد الإستفادة من كل خطوط الطاقة الثلاثة الموزعة كونياً, كل لديه سرعة فضائية واضحة من 186,280 ميلاً في الثانية. بالتالي فإن هذه الناقلات قادرة على مراكبة سرعة الطاقة على سرعة القدرة إلى أن يحرزن سرعة متوسطة على رحلاتهن الطويلة التي تتراوح في أي مكان من 555,000 إلى حوالي 559,000 من أميالكم في الثانية من وقتكم. تتأثر السرعة بالكتلة وبقرب المواد المجاورة وبشدة وإتجاه الدارات الرئيسية القريبة لقدرة الكون. هناك أنواع عديدة من الكائنات, على غرار السيرافيم, القادرين على إجتياز الفضاء, والذين هم أيضاً قادرين على نقل كائنات أخرى التي تم إعدادها بشكل صحيح.
39:3.10 (433.4) 6. المدونات. المرتبة السادسة من السيرافيم المشرفة يتصرفن بمثابة المدونات الخاصة لشؤون البُرج. سِلك كبير وفعّال يعمل على عدنشيا, مركز إدارة بُرج نورلاشيادِك, الذي ينتمي إليه نظامكم وكوكبكم.
39:3.11 (433.5) 7. الإحتياطيات. يُحتفظ بإحتياطات عامة من السيرافيم المشرفة على مراكز إدارة الأبراج. هكذا إحتياطيات ملائكية ليست بأي حال من الأحوال غير نشيطة؛ كثيرات يخدمن كمساعدات رُسل إلى حكام البُرج؛ أخريات مُلحقات إلى إحتياطيات ساﻟﭭينغتون من ﭭوروندادِك غير مُفوضين؛ لا يزال أخريات يمكن إلحاقهن إلى أبناء ﭭوروندادِك على مهمات خاصة, مثل اﻟﭭوروندادِك الملاحظ, وأحياناً الوصي الأعلى, ليورانشيا.
39:4.1 (434.1) يتم تعيين المرتبة الرابعة من السيرافيم إلى الواجبات الإدارية للأنظمة المحلية. هن أهليات إلى عواصم الأنظمة لكنهن متمركزات بأعداد كبيرة على الأجواء المنزلية والمورونشية وعلى العوالم المأهولة. سيرافيم المرتبة الرابعة موهوبات بالطبيعة بمقدرة إدارية غير عادية. هن المساعدات القديرات لموجهي الأقسام الأدنى لحكومة الكون لإبن خالق وهن مشغولات بشكل أساسي بشؤون الأنظمة المحلية وعوالمها المكونة لها. يتم تنظيمهن للخدمة على النحو التالي:
39:4.2 (434.2) 1. مساعدات إداريات. هؤلاء السيرافيم القادرات هن المساعدات المباشرات لسلطان نظام, إبن لانونادِك أولي. هن المساعدات اللواتي لا يقدرن بثمن في تنفيذ التفاصيل المعقدة للعمل التنفيذي لمركز إدارة النظام. هن أيضاً يخدمن بمثابة الوكلاء الشخصيين لحكام النظام, مسافرات ذهاباً وإياباً بأعداد كبيرة إلى عوالم الإنتقال المتنوعة وإلى الكواكب المأهولة, منفذات تفويضات كثيرة من أجل رفاهية النظام في المصالح الفيزيائية والبيولوجية لعوالمه المأهولة.
39:4.3 (434.3) هؤلاء الإداريات السيرافيات أنفسهن أيضاً مُلحقات إلى حكومات حكام العالم, الأمراء الكوكبيين. غالبية الكواكب في كون ما تخضع للولاية القضائية لإبن لانونادِك ثانوي, لكن على عوالم معينة, مثل يورانشيا, كان هناك إجهاض للخطة الإلهية. في حالة التقصير لأمير كوكبي, تصبح هؤلاء السيرافيم ملحقات إلى المستلمين الملكيصادقين وخلفائهم في السُلطة الكوكبية. الحاكم المتصرف الحالي ليورانشيا يُساعَد بكتيبة من ألف من هذه المرتبة المتعددة البراعات للسيرافيم.
39:4.4 (434.4) 2. مرشدات عدل. هؤلاء هن الملائكة اللواتي يقدمن ملخص الأدلة بشأن الرفاهية الأبدية للناس وللملائكة عندما تأتي مثل هذه الأمور للبت فيها في محاكم نظام أو كوكب. هن يُعددن البيانات لكل جلسات المرافعة التمهيدية التي تتعلق بنجاة بشري, بيانات التي تُحمل في وقت لاحق مع سجلات مثل هذه القضايا إلى المحاكم الأعلى للكون والكون العظيم. الدفاع عن كل قضايا النجاة المشكوك فيها يتم إعدادها بواسطة هؤلاء السيرافيم, اللواتي لديهن فهم مثالي لجميع تفاصيل كل هيئة لكل حساب في الإتهامات المستخلصة من قِبل الإداريين لعدالة الكون.
39:4.5 (434.5) إنها ليست مهمة هؤلاء الملائكة هزيمة أو تأخير العدالة بل لضمان أن عدالة لا تخطيء قد تم التعامل بها مع رحمة سخية في إنصاف لجميع المخلوقات. هؤلاء السيرافيم غالباً ما يعملن على العوالم المحلية, ظاهرات عادة أمام الحَكم الثلاثي للجان المصالحة--محاكم سوء التفاهمات البسيطة. كثيرات من اللواتي عند وقت ما خدمن كمرشدات عدل في العوالم الأدنى يظهرن فيما بعد كأصوات رحمة في الأجواء الأعلى وعلى ساﻟﭭينغتون.
39:4.6 (434.6) في تمرد لوسيفر في ساتانيا فُقد قليل جداً من مرشدات العدل, لكن أكثر من ربع السيرافيم الإداريات الأخريات ومن المراتب الأسفل من المُسعفات السيرافية تم تضليلهن وخداعهن بمغالطات الحرية الشخصية الجامحة.
39:4.7 (434.7) 3. مفسرات مواطنية فلكية. عندما يُكمل البشر الصاعدون التدريب على العوالم المنزلية, أول تدريب التلميذ في مهنة الكون, يُسمح لهم بالتمتع بالرضاءات العابرة من النضج النسبي--مواطنية على عاصمة النظام, في حين أن إحراز كل هدف إرتقاء هو إنجاز واقعي, بمعنى أكبر مثل هذه الأهداف هي مجرد معالم على الطريق الإرتقائي الطويل إلى الفردوس. لكن مهما قد تكون هكذا نجاحات نسبية, لا مخلوق تطوري أبداً يُنكر عليه الرضا الكامل وإن كان عابراً لتحقيق الهدف. من وقت لآخر هناك توقف في إرتقاء الفردوس, موجة تنفس قصيرة, التي تركد خلالها آفاق الكون, يكون وضع المخلوق ثابتاً, وتتذوق الشخصية حلاوة تحقيق الهدف.
39:4.8 (435.1) الأولى من تلك الفترات في مهنة صاعد بشري تحدث على عاصمة نظام محلي. خلال هذا التوقف, كمواطن لجيروسِم, ستحاول التعبير في حياة المخلوق عن تلك الأشياء التي اكتسبتها خلال تجارب الحيوات الثمانية السابقة--متضمنة يورانشيا والعوالم المنزلية السبعة.
39:4.9 (435.2) المفسرات السيرافيات للمواطنية الفلكية يرشدن المواطنين الجدد لعواصم الأنظمة ويسرعن تقديرهم لمسؤوليات حكومة الكون. كما ترتبط هؤلاء السيرافم بشكل وثيق مع الأبناء الماديين في إدارة النظام, بينما يصورن مسؤولية وأخلاق المواطنية الفلكية للبشر الماديين على العوالم المأهولة.
39:4.10 (435.3) 4. مُسرعات الأخلاق. على العوالم المنزلية أنت تبدأ بتعلم الحكم-الذاتي لصالح جميع الأطراف المعنية. يتعلم عقلك التعاون, يتعلم كيف يخطط مع كائنات أخرى وأكثر حكمة. المعلمات السيرافيات على مركز إدارة النظام سوف تزيد من تسريع تقديرك للأخلاق الفلكية--لتفاعلات الحرية والولاء.
39:4.11 (435.4) ما هو الولاء؟ إنه ثمرة التقدير الذكي لأخوة الكون؛ لا يستطيع المرء أن يأخذ الكثير ولا يعطي شيئاً. بينما ترتقي سُلم الشخصية, أولاً تتعلم أن تكون موالياً, ثم أن تحب, بعدها أن تكون بنوياً, وبعد ذلك قد تكون حراً؛ لكن ليس إلى أن تكون نهائياً, ليس إلى أن تحرز مثالية الولاء, يمكنك أن تدرك-ذاتياً نهائية الحرية.
39:4.12 (435.5) هؤلاء السيرافيم يُعلمن إثمار الصبر: أن الركود هو موت أكيد, لكن أن النمو السريع فوق اللزوم هو إنتحاري على حد سواء؛ أنه كما تقع قطرة ماء من مستوى أعلى إلى مستوى أدنى, متدفقة إلى الأمام, تمر أبداً نزولاً خلال تتالي من سقطات قصيرة, هكذا أبداً التقدم صعوداً في عوالم المورونشيا والروح--وتماماً ببطء وفي مثل تلك المراحل التدريجية.
39:4.13 (435.6) إلى العوالم المأهولة تُصور مُسرِعات الأخلاق الحياة البشرية كسلسلة غير منقطعة من حلقات كثيرة. مكوثك القصير على يورانشيا, على هذا الجو من الطفولة البشرية, هو فقط حلقة واحدة, الأولى جداً في السلسلة الطويلة التي هي لتمتد عبر أكوان وخلال عصور أبدية. إنه ليس كثيراً ما تتعلم في هذه الحياة الأولى؛ إنه تجربة عيش هذه الحياة ما هو مهم. حتى عمل هذا العالم, مع أنه عظيم, ليس تقريباً مهماً للغاية كالطريقة التي بها تقوم بهذا العمل. ليس هناك ثواب مادي للعيش الصالح, لكن هناك إرتياح عميق--وعي بالإنجاز--وهذا يتجاوز أي ثواب مادي يمكن تصوره.
39:4.14 (435.7) مفاتيح ملكوت السماء هي: الإخلاص, إخلاص أكثر, والمزيد من الإخلاص. كل الناس لديهم هذه المفاتيح. الناس يستخدمونها--يتقدمون في الوضع الروحي—من خلال القرارات, قرارات أكثر, وبمزيد من القرارات. أعلى إختيار أخلاقي هو إختيار أعلى قيمة ممكنة, ودائماً--في أي جو, فيهم كلهم--هذا هو إختيار فعل مشيئة الله. إذا إختار الإنسان هكذا, يكون عظيماً, رغم أنه قد يكون أكثر مواطن في جيروسِم تواضعاً أو حتى أقل البشر على يورانشيا.
39:4.15 (436.1) 5. الناقلات. هؤلاء هن سيرافيم النقل اللواتي يعملن في الأنظمة المحلية. في ساتانيا, نظامكم, يحملن المسافرين ذهاباً وإياباً من جيروسِم وسوى ذلك يخدمن كناقلات ما بين الكواكب. نادراً ما يمر يوم حيث سيرافيم ناقلة لساتانيا لا تودع فيه تلميذاً زائراً ما أو مسافراً آخر ما ذا طبيعة روحية أو شبه روحية على شواطئ يورانشيا. قاطعات الفضاء هؤلاء أنفسهن يوماً ما سيحملونكم إلى ومن العوالم المتنوعة من مجموعة مركز إدارة النظام, وعندما تكون قد أنهيت تفويض جيروسِم, سيحملونك قُدُماً إلى عدنشيا. لكن ولا تحت أي ظرف سيحملونك رجوعاً إلى عالم الأصل الإنساني. لا يعود البشري أبداً إلى كوكبه الأم أثناء الإعفاء لوجوده المؤقت, وإذا كان يجب أن يعود خلال إعفاء لاحق, سوف يُرافق بسيرافيم ناقلة من مجموعة مركز إدارة الكون.
39:4.16 (436.2) 6. المدونات. هؤلاء السيرافيم هن حافظات السجلات الثلاثية الأضعاف للأنظمة المحلية. هيكل السجلات على عاصمة نظام هو بناءً فريد, ثلث مادي, مبنى من معادن مضيئة وبلورات؛ ثلث مورونشي, مُصنع من إرتباط طاقة روحية ومادية لكن ما بعد مدى الرؤية البشرية؛ وثلث روحي. تتولى المدونات من هذه المرتبة رئاسة هذا النظام الثلاثي الثنايا للسجلات والمحافظة عليه. سوف يستشير البشر الصاعدون في البداية الأرشيفات المادية, الأبناء الماديون وكائنات إنتقال أعلى يستشيرون تلك للقاعات المورونشية, بينما السيرافيم وشخصيات الروح الأعلى للحيز يطلعن على سجلات قسم الروح.
39:4.17 (436.3) 7. الإحتياطيات. تُمضي سِلك الإحتياطيات للسيرافيم الإدارية على جيروسِم الكثير من وقت إنتظارهن في الزيارة, كمرافقات روح, مع البشر الصاعدين الواصلين حديثاً من العوالم المتنوعة للنظام--الخريجين المعتمدين للعوالم المنزلية. إحدى مسرات مكوثك على جيروسِم ستكون الحديث والزيارة, أثناء فترات العطلة, مع هؤلاء السيرافيم الكثيرات-السفر والمتعددات-الخبرة من سِلك الإحتياط المنتظِر.
39:4.18 (436.4) إنها مجرد العلاقات الودودة كتلك التي تجعل عاصمة النظام عزيزة للغاية إلى البشر الصاعدين. على جيروسِم ستجد التخالط الأول من الأبناء الماديين, الملائكة, والحجاج الصاعدين. هنا تتآخى مع كائنات التي هي روحية كلياً وشبه روحية, وأفراد خارجين لتوهم من الوجود المادي. أشكال البشر هناك معدلة للغاية والنطاقات الإنسانية لتفاعل النور ممتدة للغاية بحيث أن الجميع قادرون على التمتع بالإعتراف المتبادل والتفهم المتعاطف للشخصية.
39:5.1 (436.5) هؤلاء السيرافيم يحافظن على مراكز إدارة على عواصم الأنظمة, وعلى الرغم من ارتباطهن الوثيق بالمواطنين الآدميين المقيمين, فهن معينات في المقام الأول لخدمة الآدميين الكوكبيين, الرافعين البيولوجيين أو الفيزيائيين للأجناس المادية على العوالم التطورية. يصبح عمل الإسعاف للملائكة ذا إهتمام متزايد بينما يقترب من العوالم المأهولة, بينما يقترب من المشاكل الفعلية التي تواجَه من قِبل الرجال والنساء من الزمان الذين يُعدون أنفسهم لمحاولة إحراز هدف الأبدية.
39:5.2 (437.1) على يورانشيا تم إبعاد غالبية المساعدات الكوكبية عند إنهيار النظام الآدمي, وانتقل الإشراف السيرافي لعالمكم إلى حد أكبر إلى الإداريين, ومسعفي الإنتقال, وأوصياء المصير. لكن هؤلاء المساعدات السيرافية لأبنائكم الماديين المقصرين لا زلن يخدمن يورانشيا في الفئات التالية:
39:5.3 (437.2) 1. أصوات الحديقة. عندما يُحرز المسار الكوكبي للتطور الإنساني أعلى مستوى بيولوجي له, هناك يظهر دائماً الأبناء والبنات الماديين, الآدمون والحواءات, لتحسين التطور الإضافي للأجناس بمساهمة فعلية من بلازما حياتهما الفائقة. مركز الإدارة الكوكبي لهكذا آدم وحواء يُدعى عادة جنينة عدن, و غالباً ما تُعرف سيرافيمهما الشخصية "بأصوات الحديقة". هؤلاء السيرافيم هن ذات خدمة لا تقدر بثمن إلى الآدميين الكوكبيين في كل مشاريعهم للرفع الفيزيائي والفكري للأجناس التطورية. بعد التقصير الآدمي على يورانشيا, تُركت بعض هؤلاء السيرافيم على الكوكب وتم تعيينها إلى خلفاء آدم في السُلطة.
39:5.4 (437.3) 2. أرواح الأخوة. يجب أن يكون واضحاً أنه, عندما يصل آدم وحواء على عالم تطوري, فإن مهمة تحقيق تناغم عِرقي وتعاون إجتماعي بين أجناسه المتنوعة هي واحدة ذات أبعاد جديرة بالإعتبار. نادراً ما هؤلاء الأجناس من ألوان مختلفة وطبائع متنوعة يأخذون بلطف إلى خطة الأخوة الإنسانية. هؤلاء الناس البدائيون يأتون لإدراك حكمة التداخل المتبادل السلمي فقط كنتيجة للتجربة الإنسانية الناضجة ومن خلال الإسعاف المُخلص لأرواح الأخوة السيرافية. بدون عمل هؤلاء السيرافيم ستتأخر إلى حد كبير جهود الأبناء الماديين لتنسيق وتعزيز أجناس عالم آخذ في التطور. ولو كان آدمكم قد إلتزم بالخطة الأساسية لأجل تقدم يورانشيا, لكانت بهذا الوقت أرواح الأخوة هؤلاء قد عملن تحولات لا تُصدق في الجنس الإنساني. في ضوء التقصير الآدمي, إنه من اللافت حقاً بأن تلك المراتب السيرافية كانت قادرة على رعاية وتحقيق حتى هذا القدر من الأخوة مثلما لديكم الآن على يورانشيا.
39:5.5 (437.4) 3. نفوس السلام. تميزت الألفيات المبكرة للجهود المتصاعدة للناس التطوريين بكثير من النضال. ليس السلام الحالة الطبيعية للعوالم المادية. تدرك العوالم أولاً "السلام على الأرض والنوايا الصالحة بين الناس" من خلال إسعاف نفوس السلام السيرافية. مع أن هؤلاء الملائكة كن مُحبطات إلى حد كبير في جهودهن المبكرة على يورانشيا, فإن ﭭﻴﭭونا رئيسة نفوس السلام في أيام آدم, تُركت على يورانشيا وهي الآن مُلحقة إلى موظفي الحاكم العام المقيم. ولقد كانت ﭭﻴﭭونا هذه نفسها التي, عندما وُلد ميخائيل, بشّرت إلى العوالم, كقائدة للجيش الملائكي, "المجد لله في هاﭭونا وعلى الأرض السلام والنوايا الصالحة بين الناس".
39:5.6 (437.5) في الحقب الأكثر تقدماً للتطور الكوكبي هؤلاء السيرافيم لهن أثر فعال في خلع فكرة الكفارة وإحلال مفهوم الدوزنة الإلهي مكانها كفلسفة للنجاة البشرية.
39:5.7 (437.6) 4. أرواح الثقة. الشك هو رد الفعل الفطري للناس البدائيين؛ صراعات النجاة للعصور المبكرة لا تولد الثقة بشكل طبيعي. الثقة هي إكتساب إنساني جديد نتج عن إسعاف سيرافيم الكواكب هؤلاء للنظام الآدمي. إنها مهمتهن لغرس الثقة في عقول الناس المتطورين. الآلهة موضع ثقة للغاية؛ الأب الكوني راغب بحرية لاستئمان نفسه--الضابط--إلى زمالة الإنسان.
39:5.8 (438.1) تم نقل هذه المجموعة بأكملها من السيرافيم إلى النظام الجديد بعد الإجهاض الآدمي, ولقد واصلت منذ ذلك الحين أعمالها على يورانشيا. ولم يكن غير ناجحات كلياً حيث أن حضارة تتطور الآن التي تجسد الكثير من مُثلهن للثقة والأمانة.
39:5.9 (438.2) في العصور الكوكبية الأكثر تقدماً تُعزز هذه السيرافيم تقدير الإنسان للحقيقة بحيث أن عدم اليقين هو سر الإستمرارية القانعة. إنهم يساعدون الفلاسفة البشر لإدراك أنه, عندما يكون الجهل ضرورياً للنجاح, سيكون خطأً فادحاً للمخلوق أن يعلم المستقبل. هن يزدن من ذوق الإنسان لحلاوة عدم اليقين, لرومانسية وسحر المستقبل غير المُحدد وغير المعروف.
39:5.10 (438.3) 5. الناقلات. ناقلات الكواكب يخدمن العوالم الفردية. غالبية الكائنات المُحتواة بالسيرافيم الذين يُجلبون إلى هذا الكوكب هم في مرور عابر؛ هم مجرد يتوقفون لوقت؛ هم في وصاية ناقلاتهم السيرافية الخاصة؛ لكن هناك عدد كبير من هذه السيرافيم المتمركزة على يورانشيا. هذه هي شخصيات النقل العاملة من الكواكب المحلية, مثل من يورانشيا إلى جيروسِم.
39:5.11 (438.4) لقد تم استنباط فكرتكم التقليدية عن الملائكة بالطريقة التالية: خلال لحظات فقط قبل الموت الفيزيائي تحدث أحياناً ظاهرة إنعكاسية في العقل الإنساني, وهذا الوعي المتضائل يبدو ليتصور شيئاً من شكل الملاك الحاضر, وهذا يُترجَم في الحال إلى عبارات المفهوم المألوف للملائكة المعقود في عقل ذلك الفرد.
39:5.12 (438.5) الفكرة الخاطئة بأن الملائكة يملكون أجنحة لا ترجع بالكامل إلى مفاهيم قديمة بأنه يجب أن يكون لديهم أجنحة لكي يطيروا في الهواء. لقد سُمح لكائنات إنسانية في بعض الأحيان بمراقبة سيرافيم كان يجري إعدادها لخدمة نقل, وتقاليد تلك التجارب قد حددت إلى حد كبير المفهوم اليورانشي عن الملائكة. عند مراقبة سيرافيم ناقلة يتم تجهيزها لاستلام راكب لنقل ما بين الكواكب, هناك يمكن أن يُرى ما يبدو طاقمان مزدوجان من الأجنحة يمتدان من رأس إلى قدَم الملاك. في الواقع هذه الأجنحة هي عوازل طاقة--دروع إحتكاك.
39:5.13 (438.6) عندما تكون كائنات سماوية لتُحتوى بالسيرافيم لأجل النقل من عالم إلى آخر, يتم إحضارهم إلى مركز إدارة الجو, وبعد تسجيل مناسب, يتم إدخالهم في نوم النقل. في غضون ذلك الوقت, تتحرك السيرافيم الناقلة نحو وضع أفقي مباشرة فوق قطب طاقة الكون للكوكب. بينما تكون دروع الطاقة مفتوحة على مداها, تودع الشخصية النائمة بمهارة, بواسطة المساعدات السيرافيات القائمات بالخدمة, مباشرة فوق الملاك الناقلة. عندئذٍ كِلا الأزواج العلوية والسفلية للدروع تُغلق وتُعدل بعناية.
39:5.14 (438.7) والآن تحت تأثير المحولات والمرسلات, يبدأ تحول غريب بينما تُهيأ السيرافيم للتأرجح نحو تيارات طاقة دارات الكون. إلى المظهر الخارجي تنمو السيرافيم مسننة عند كِلا الأطراف وتصبح مُسجاة في ضوء غريب ذا صبغة كهرمانية بحيث في وقت قريب جداً يصبح من المستحيل تمييز الشخصية المُحتواة بالسيرافيم. عندما يكون كل شيء في حالة إستعداد للرحيل, تقوم رئيسة النقل بإجراء الفحص اللازم لعربة الحياة, تُجري الإختبارات الروتينية لتؤكد ما إذا كان الملاك مُدار بشكل صحيح, ومن ثم تُعلن أن المسافر محتوى بالسيرافيم بشكل لائق, أن الطاقات مُعدلة, أن الملاك معزول, وبأن كل شيء في حالة إستعداد لومضة الرحيل. المتحكمات الآلية, إثنتان منهن, تأخذان تالياً مواقعهما. بحلول هذا الوقت تكون السيرافيم الناقلة قد أصبحت شفافة تقريباً, تتذبذب, مُحَدَد شكل-طوربيدي ذا لمعان متألق. الآن مرسل النقل للحيز يستدعي إمدادات البطاريات لمرسلات الطاقة الحية, عادة ألف في العدد؛ بينما يُعلن وجهة النقل, يقترب ويُلامس النقطة القريبة للعربة السيرافية, التي تندفع إلى الأمام بسرعة شبيهة بالبرق, تاركة أثراً من اللمعان السماوي لغاية ما يمتد الغلاف الجوي الكوكبي. في أقل من عشر دقائق سيضيع المنظر العجيب حتى إلى البصر السيرافي المُعزز.
39:5.15 (439.1) بينما ترِد تقارير الفضاء الكوكبية ظُهراً في الزوال لمركز الإدارة الروحي المُعين, تُرسل الناقلات من هذا المكان نفسه عند منتصف الليل. ذلك هو الوقت الأكثر ملاءمة للرحيل وهو الساعة القياسية عندما لا يتم تحديد خلاف ذلك.
39:5.16 (439.2) 6. المدونات. هؤلاء هن الوصيات على الشؤون الرئيسية للكوكب كما تعمل كجزء من النظام, وكما هي مرتبطة ومعنية بحكومة الكون. هن يعملن في تدوين الشؤون الكوكبية لكنهن لسن معنيات بأمور الحياة والوجود الفردية.
39:5.17 (439.3) 7. الإحتياطيات. يتم الحفاظ على سِلك ساتانيا الإحتياطي من السيرافيم الكوكبي على جيروسِم في إرتباط وثيق مع إحتياطي الأبناء الماديين. هؤلاء الإحتياطيات الوفيرات يزودن بشكل وافٍ لكل مرحلة من النشاطات المتنوعة لهذه المرتبة السيرافية. هؤلاء الملائكة هن أيضاً حاملات الرسائل الشخصية للأنظمة المحلية. إنهن يخدمن بشر الإنتقال, والملائكة, والأبناء الماديين بالإضافة إلى آخرين مُوطنين على مركز إدارة النظام. بينما يورانشيا, في الوقت الحاضر, هي خارج الدارات الروحية لساتانيا ونورلاشيادِك, أنتم خلافاً لذلك في إتصال ودي مع شؤون ما بين الكواكب, لأن هؤلاء الرُسل من جيروسِم يأتين بشكل متكرر إلى هذا العالم كما إلى كل الأجواء الأخرى للنظام.
39:6.1 (439.4) كما قد يوحي إسمهن, سيرافيم الإسعاف الإنتقالي يخدمن أينما يمكنهن المساهمة إلى إنتقال المخلوق من الحالة المادية إلى الوضع الروحي. هؤلاء الملائكة يخدمن من العوالم المأهولة إلى عواصم الأنظمة, لكن أولئك في ساتانيا في الوقت الحاضر يوجهن أعظم جهودهن نحو تعليم البشر الناجين على العوالم المنزلية السبعة. هذا الإسعاف متنوع وفقاً للمراتب السبعة التالية من التفويض:
39:6.2 (439.5) 1. إنجيليات سيرافية.
39:6.3 (439.6) 2. مفسرات عرقية.
39:6.4 (439.7) 3. مخططات عقل.
39:6.5 (439.8) 4. مستشارات مورونشيا.
39:6.6 (439.9) 5. فنيات.
39:6.7 (439.10) 6. معلمات-مدونات.
39:6.8 (439.11) 7. إحتياطيات مُسعفة.
39:6.9 (439.12) ستتعلم المزيد عن هؤلاء المُسعفات السيرافية إلى الصاعدين الإنتقاليين في علاقة مع الروايات التي تتناول العوالم المنزلية وحياة المورونشيا.
39:7.1 (440.1) هؤلاء الملائكة لا يُسعفن على نطاق واسع إلا في العوالم الأقدم وعلى الكواكب الأكثر تقدماً لنِبادون. أعداد كثيرة منهن محتفظ بهن في الإحتياط على العوالم السيرافية قرب ساﻟﭭينغتون, حيث يشاركن في المساعي ذات الصلة بالبزوغ في يوم ما لعصر النور والحياة في نِبادون. هؤلاء السيرافيم يعملن في إتصال مع مهنة البشر-الإرتقائية لكنهن يُسعفن بشكل حصري تقريباً لأولئك البشر الذين ينجون بواسطة واحد ما من مراتب الإرتقاء المُعدلة.
39:7.2 (440.2) حيث أن هؤلاء الملائكة لسن معنيات الآن مباشرة بإما يورانشيا أو اليورانشيين, يُعتبر من الأفضل الإمتناع عن وصف نشاطاتهن الرائعة.
39:8.1 (440.3) السيرافيم من أصل في الأكوان المحلية, وفي تلك العوالم ذاتها لأهليتهن تُنجز بعضهن مصير الخدمة. بمساعدة ومشورة متقدمي الملائكة الأقدم, قد تُرفع بعض السيرافيم إلى الواجبات الممجدة لنجوم المساء المتألقة, بينما أخريات يحرزن وضع وخدمة المُنسقات غير المكشوفة لنجوم المساء. لا يزال من الممكن محاولة مغامرات أخرى في مصير كون محلي, لكن سيرافِنغتون تبقى أبداً الهدف الأبدي لكل الملائكة. سيرافِنغتون هي العتبة الملائكية إلى الفردوس ولإحراز الإله, الجو الإنتقالي من إسعاف الزمان إلى الخدمة الممجدة للأبدية.
39:8.2 (440.4) قد تحرز السيرافيم الفردوس في العشرات--المئات--من الطرق, لكن الأكثر أهمية على النحو المبين في هذه الروايات هي التالي:
39:8.3 (440.5) 1. لكسب القبول إلى مقام الفردوس السيرافي في إستطاعة شخصية من خلال تحقيق كمال الخدمة المتخصصة كحرفية سماوية, أو مستشارة فنية, أو مدونة سماوية. لتصبح مرافقة فردوس, وبإحرازها بهذا مركز كل الأشياء, ربما لتصبح بعدئذ مُسعفة أبدية وناصحة إلى المراتب السيرافية وغيرها.
39:8.4 (440.6) 2. أن تُستدعى إلى سيرافِنغتون. في ظل ظروف معينة تؤمر السيرافيم على العُلى؛ في ظروف أخرى أحياناً تُحرز الملائكة الفردوس في وقت أقصر بكثير من البشر. لكن بغض النظر عن مدى ملاءمة أي زوج سيرافي, لا يمكنهن بدء الرحيل إلى سيرافِنغتون أو أي مكان آخر. لا أحد سوى أوصياء مصير ناجحات يمكن أن يكن متأكدات من التقدم إلى الفردوس من خلال مسار تدريجي للإرتقاء التطوري. كل الأخريات يجب أن ينتظرن بصبر وصول رُسل الفردوس من النافيم الفائق الثالثي الذين يأتون مع الإستدعاء الآمر لهن بالظهور على العُلى.
39:8.5 (440.7) 3. لإحراز الفردوس بواسطة تقنية البشر التطوري. الإختيار الأعلى لسيرافيم في مهنة الزمان يكون منصب ملاك حارسة من أجل أنهن قد تحرزن مهنة النهائية وتكن مؤهلات للتفويض إلى الأجواء الأبدية للخدمة السيرافية. مثل هذه المرشدات الشخصية لأولاد الزمان تُدعى أوصياء المصير, ما يدل على أنهن يحرسن مخلوقات بشرية في مسار المصير الإلهي, وأنه في فعلهن ذلك يقمن بتحديد مصيرهن العالي الخاص.
39:8.6 (440.8) يتم سحب حارسات المصير من رتب الشخصيات الملائكية الأكثر خبرة من كل مراتب السيرافيم اللواتي تأهلن لهذه الخدمة . جميع البشر الناجين ذوي مصير الإنصهار-بضابط لديهم حارسات مؤقتة معينة, وقد تصبح هؤلاء المعاونات ملحقات بشكل دائم عندما يحرز البشر الناجون التطور الفكري والروحي المطلوب. قبل أن يترك البشر الصاعدون العوالم المنزلية, كلهم لديهم معاونات سيرافية دائمة. تُناقش هذه الفئة من الأرواح المُسعفة في علاقة مع روايات يورانشيا.
39:8.7 (441.1) ليس من الممكن للملائكة أن تُحرز الله من مستوى المنشأ الإنساني, لأنهن قد خُلقن "أعلى بقليل منكم" لكنه قد رُتِب بحكمة بحيث, في حين أنهن لا يمكنهن البدء من القاع جداً, الأراضي المنخفضة روحياً للوجود البشري, فهن يستطعن النزول إلى أولئك الذين يبدأون من الأسفل ويرشدن هكذا مخلوقات, خطوة بخطوة, عالم بعالم, إلى بوابات هاﭭونا. عندما يترك الصاعدون البشر يوﭭرسا ليبدأوا دوائر هاﭭونا, فإن حارسات الإلتحاق هؤلاء لاحقاً إلى الحياة في الجسد سيودعن زملائهن الحجاج مؤقتاً بينما يسافرن إلى سيرافِنغتون, الوجهة الملائكية للكون الإجمالي. هنا ستحاول هذه الحارسات, وبدون شك يُحققن, الدوائر السبعة للنور السيرافي.
39:8.8 (441.2) كثيرات, إنما ليس كل, أولئك السيرافيم المعينات كأوصياء مصير أثناء الحياة المادية يرافقن زملائهن البشر خلال دوائر هاﭭونا, وبعض السيرافيم الأخريات يعبرن خلال دارات الكون المركزي بطريقة مختلفة كلياً عن الإرتقاء البشري. لكن بغض النظر عن مسار الإرتقاء, فإن كل السيرافيم التطورية يجتزن سيرافِنغتون, والغالبية تمر خلال هذه التجربة بدلاً من دارات هاﭭونا.
39:8.9 (441.3) سيرافِنغتون هو جو المصير للملائكة, وإحرازهم لهذا العالم يختلف تماماً عن تجارب الحجاج البشر على أسندنغتون. الملائكة لسن متأكدات بشكل قطعي من مستقبلهن الأبدي إلى أن يحرزن سيرافِنغتون. ولم يسبق أن عُرف عن ملاك تحرز سيرافِنغتون أن ضلت؛ سوف لا تجد الخطيئة إستجابة أبداً في قلب سيرافيم الإتمام.
39:8.10 (441.4) خريجات سيرافِنغتون يعيَّن بتنوع: أوصياء مصير ذوات خبرة دائرة-هاﭭونا عادة يدخلن سِلك النهائيين البشري. حارسات أُخريات, بعد أن إجتزن إختبارات إنفصالهن الهاﭭوني, يعاودن الإنضمام تكراراً لزملائهن البشر على الفردوس, وبعضهن يصبحن الزميلات الأزلية للنهائيين البشر. بينما تدخل أُخريات مختلف كتائب النهائية غير البشرية, وكثيرات يُجندن في سِلك الإتمام السيرافي.
39:9.1 (441.5) بعد إحراز أب الأرواح والقبول في خدمة الإتمام السيرافي, أحياناً يتم تعيين الملائكة للإسعاف إلى عوالم مستقرة في النور والحياة. يكسبن إرتباطاً بالكائنات المثولثة العليا للأكوان وإلى الخدمات الممجدة للفردوس وهاﭭونا. هؤلاء السيرافيم من الأكوان المحلية قد عوَّضن بالإختبار التفاضل في إحتمال الألوهية الذي ميزهن سابقاً عن الأرواح المُسعفة للكون المركزي والأكوان العظمى. ملائكة سِلك الإتمام السيرافي يخدمن كزميلات للنافيم الثانوي للكون العظيم وكمساعدات لمراتب هاﭭونا-الفردوس العالية من النافيم الفائق. لمثل هذه الملائكة إنتهت مهنة الزمان ؛ من الآن وصاعداً وإلى الأبد هن خادمات الله, الأليفات لشخصيات إلهية, والأتراب لنهائيي الفردوس.
39:9.2 (441.6) أعداد كبيرة من سيرافيم الإتمام تعود إلى أكوانها الأهلية, هناك لتتمم إسعاف الموهبة الإلهية بإسعاف الكمال الإختباري. نِبادون هو, نسبياً, أحد الأكوان الأحدث سناً وبالتالي ليس لديه الكثير جداً من متخرجات سيرافِنغتون العائدات هؤلاء كما قد يوجد على عالم أقدم؛ على الرغم من ذلك كوننا المحلي مزود بقدرٍ كافٍ بسيرافيم الإتمام, لأنه من المهم أن تظهر العوالم التطورية حاجة متزايدة لخدمتهن بينما تقارب وضع النور والحياة. سيرافيم الإتمام يخدمن الآن على نطاق أوسع مع مراتب السيرافيم السامية, لكن بعضهن يخدمن مع كل من المراتب الملائكية الأخرى. حتى عالمكم يتمتع بالإسعاف على نطاق واسع بإثنتي عشرة مجموعة مختصة من سِلك الإتمام السيرافي؛ هؤلاء السيرافيم الرئيسية للإشراف الكوكبي يرافقن كل أمير كوكبي مفوض حديثاً إلى العوالم المأهولة.
39:9.3 (442.1) العديد من السبل الفاتنة للإسعاف مفتوحة إلى سيرافيم الإتمام, لكن تماماً كما كلهن إشتهين التفويض كأوصياء مصير في الأيام السابقة للفردوس, كذلك في تجربة ما بعد الفردوس هن أكثر رغبة للخدمة كملازمات إغداق لأبناء الفردوس المتجسدين. إنهن ما زلن مكرسات بسمو لتلك الخطة الكونية لبدء المخلوقات البشرية من العوالم التطورية خارجاً على الرحلة الطويلة والمغرية نحو الهدف الفردوسي من الألوهية والخلود. طوال كامل المغامرة البشرية لإيجاد الله وتحقيق الكمال الإلهي, فإن مُسعفات الروح هؤلاء من الإتمام السيرافي, سوية مع الأرواح المُسعفة المخْلصة للزمان, هن دائماً وإلى الأبد صديقاتكم الحقيقيات ومساعداتكم اللواتي لا تكل.
39:9.4 (442.2) [ قُدمت بملكيصادق متصرف بطلب من رئيس الجيوش السيرافية لنِبادون. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 40
40:0.1 (443.1) كما هو الحال في العديد من المجموعات الرئيسية من كائنات الكون, تم الكشف عن سبع فئات عامة من أبناء الله الصاعدين:
40:0.2 (443.2) 1. بشر منصهرين-بالأب.
40:0.3 (443.3) 2. بشر منصهرين-بالإبن.
40:0.4 (443.4) 3. بشر منصهرين-بالروح.
40:0.5 (443.5) 4. سيرافيم تطورية.
40:0.6 (443.6) 5. أبناء ماديون صاعدون.
40:0.7 (443.7) 6. منتصفو طريق متَرجَمون.
40:0.8 (443.8) 7. ضباط مُشخَصون.
40:0.9 (443.9) قصة هؤلاء الكائنات, من بشر الأصل-الحيواني المتواضع للعوالم التطورية إلى الضباط المُشخَصين للأب الكوني, تقدم تلاوة مجيدة للإغداق اللا محدود للمحبة الإلهية والتلطف الكريم أثناء كل الزمان وفي كل الأكوان من الخلق النائي لآلهة الفردوس.
40:0.10 (443.10) بدأت هذه العروض بوصف للآلهة, وفئة بعد فئة, إنحدرت الرواية السُلم الكوني للكائنات الحية إلى أن وصلت أسفل مرتبة حياة وُهِبت إمكانية الخلود؛ والآن أنا مُرسَل من ساﻟﭭينغتون--كنت لأحد الأوقات بشرياً من أصل على عالم تطوري للفضاء--لكي أُفصل وأتابع تلاوة الهدف الأبدي للآلهَة بما يخص المراتب الصاعدة من البنوة, وبالأخص أكثر فيما يتعلق بالمخلوقات البشرية للزمان والفضاء.
40:0.11 (443.11) حيث أن الجزء الأكبر من هذه الرواية سيكون مكرساً لمناقشة المراتب الأساسية الثلاثة للبشر الصاعدين, فسيتم إيلاء الاعتبار أولاً إلى مراتب البنوة الصاعدة من غير البشر--السيرافي, والآدمي, ومنتصِف الطريق, والضابط.
40:1.1 (443.12) المخلوقات البشرية من أصل حيواني ليست الكائنات الوحيدة المُفضلة لتتمتع بالبنوة؛ الجماهير الملائكية أيضاً تشارك الفرصة العلوية لإحراز الفردوس. السيرافيم الحارسة, من خلال الخبرة والخدمة مع بشر الزمان الصاعدين, أيضاً تُحقق وضْع البنوة الصاعدة. هؤلاء الملائكة يحرزن الفردوس من خلال سيرافنغتون, والكثيرات حتى يُجنّدن في سِلك النهائية البشري.
40:1.2 (443.13) التسلق إلى الأعالي العلوية لبنوة نهائي مع الله هو إنجاز بارع لملاك, إنجاز يتجاوز ببُعد إحرازكم النجاة الأبدية من خلال خطة الإبن الأبدي والمساعدة الدائمة-الحضور للضابط الساكن؛ لكن السيرافيم الحارسة, وأحياناً آخرون, فعلياً يُدخلون هذه الإرتقاءات حيز التنفيذ.
40:2.1 (444.1) أبناء الله الماديون يُخلقون في الكون المحلي سوية مع الملكيصادقين وزملائهم, الذين يتم تصنيفهم جميعاً كأبناء هابطين. وبالفعل, فإن الآدميين الكوكبيين--الأبناء والبنات الماديون للعوالم التطورية--هم أبناء هابطون, نازلون إلى العوالم المأهولة من أجواء أصلهم, عواصم الأنظمة المحلية.
40:2.2 (444.2) عندما يكون هكذا آدم وحواء ناجحين كلياً في مهمتهما الكوكبية المشتركة كرافعين بيولوجيين, هما يشاركان مصير سكان عالمهما. عندما يستقر مثل هذا العالم في المراحل المتقدمة من النور والحياة, هذان الإبن والإبنة الماديان المخلِصان يُسمح لهما بالإستقالة من جميع واجباتهما الإدارية الكوكبية, وبعد تحررهما بالتالي من مغامرة الهبوط, يُسمح لهما بتسجيل أنفسهما كأبناء ماديين مُكملين على سجلات الكون المحلي. بالمثل, عندما يتأخر تفويض كوكبي لفترة طويلة, يمكن للأبناء الماديين ذوي الوضع الثابت--مواطني الأنظمة المحلية--الإنسحاب من نشاطات أجوائهم الوضعية وبالمثل يُسَجَلون كأبناء ماديين مُكملين. بعد هذه الشكليات يتم اعتماد مثل هؤلاء الآدميين والحواءات المتحررين كأبناء لله صاعدين ويمكنهم في الحال بدء الرحلة الطويلة إلى هاﭭونا والفردوس, بادئون عند النقطة الدقيقة لوضعهم الحالي عند ذاك وإحرازهم الروحي. وهم يقومون بهذه الرحلة في رفقة البشر وأبناء صاعدين آخرين, مستمرون إلى أن يجدوا الله ويكونوا قد حققوا سِلك النهائية البشري في الخدمة الأبدية لآلهَة الفردوس.
40:3.1 (444.3) مع أنهم محرومين من الفوائد المباشرة للإغداقات الكوكبية لأبناء الله الهابطين, على الرغم من تأجيل إرتقاء الفردوس لفترة طويلة, مع ذلك, بعد وقت قصير من بلوغ كوكب تطوري الحِقب المتوسطة للنور والحياة (إن لم يكن قبل ذلك), يتم إفراج كِلا الفئتان من مخلوقات منتصف الطريق من الواجب الكوكبي. أحياناً يتم ترجمة الغالبية العظمى منهم, سوية مع أبناء عمومتهم الإنسانيين, في يوم هبوط هيكل النور وترقية الأمير الكوكبي إلى شرف سلطان كوكبي. عند إعفائهم من الخدمة الكوكبية, يتم تسجيل كِلا المرتبتين في الكون المحلي كأبناء لله صاعدين ويبدأون في الحال صعودهم الفردوسي الطويل من خلال الطرق ذاتها المعينة لتقدم الأجناس البشرية من العوالم المادية. الفئة الأولية مقدرة إلى كتائب نهائية متنوعة, لكن الفئة الثانوية أو منتصفو الطريق الآدميون كلهم يوجهون للإلتحاق بسِلك النهائية البشري.
40:4.1 (444.4) عندما يفشل بشر الزمان في تحقيق النجاة الأبدية لنفوسهم في إرتباط كوكبي مع هدايا الروح للأب الكوني, لا يكون هكذا فشل بأي حال من الأحوال نتيجة لإهمال واجب, إسعاف, خدمة, أو تكريس من جانب الضابط. عند الموت البشري, تعود هكذا مَراقب مهجورة إلى دِفننغتون, ولاحقاً,بعد محاكمة الذي لم ينجو, قد يُعاد تعيينهم إلى عوالم الزمان والفضاء. أحياناً, بعد خدمات متكررة من هذا النوع أو تالي تجربة غير إعتيادية ما, مثل عملهم كالضابط الساكن لابن إغداق متجسد, هؤلاء الضباط الفعّالون يتم تشخيصهم من قِبل الأب الكوني.
40:4.2 (445.1) الضباط المُشخَصون هم كائنات من مرتبة فريدة ولا يُدرك غورها. في الأصل من وضعٍ وجودي سابق للشخصي, إكتسبوا الخبرة بالمساهمة في حياة ومهمات البشر المتواضعين من العوالم المادية. وحيث أن الشخصية المُغدقة على ضباط الفكر الخبراء هؤلاء تأخذ أصلاً, ولديها منبعها, في إسعاف الأب الكوني الشخصي والمستمر من إغداقات الشخصية الإختبارية على خلقه المخلوق, يُصنف هؤلاء الضباط المُشخَصين كأبناء صاعدين لله, الأعلى من كل هكذا مراتب بنوة.
40:5.1 (445.2) يمثل البشر الحلقة الأخيرة في سلسلة تلك الكائنات المدعوة أبناء الله. اللمسة الشخصية للإبن الأصلي والأبدي تمر نزولاً خلال سلسلة من تشخيصات إلهية متناقصة وإنسانية متزايدة إلى أن يصل هناك كائن يشبه إلى حد كبير أنفسكم, واحد يمكنكم رؤيته, سماعه, ولمسه. ومن ثم تُجعلون دارين روحياً بالحقيقة العظيمة التي قد يستوعبها إيمانكم--بنوة مع الله الأبدي!
40:5.2 (445.3) بالمثل يفعل الروح الأصلي واللانهائي, من خلال سلسلة طويلة من مراتب ألوهية متناقصة وإنسانية متزايدة, يقترب أقرب وأقرب إلى المخلوقات المكافحة للعوالم, واصلاً إلى حد التعبير في الملائكة--الذين قد خُلقتم أقل منهم بقليل--الذين يحرسونكم ويرشدونكم شخصياً في رحلة الحياة من المهنة البشرية للزمان.
40:5.3 (445.4) الله الأب لا يقوم, لا يمكن, بالتالي أن يتنازل بنفسه للقيام بهكذا إتصال شخصي قريب مع العدد غير المحدود تقريباً من المخلوقات الصاعدة في جميع أنحاء كون الأكوان. لكن الأب ليس محروماً من الإتصال الشخصي مع مخلوقاته المتواضعة؛ أنت لست بدون الحضور الإلهي. مع أن الله الأب لا يمكن أن يكون معك من خلال تجلي الشخصية المباشر, إلا أنه فيك ومنك في هوية ضباط الفكرالساكنين, المَراقب الإلهية. هكذا يفعل الأب, الذي هو الأبعد عنك في الشخصية وفي الروح, يقترب الأقرب إليك في دارة الشخصية وفي لمسة الروح من التواصل الداخلي مع النفوس ذاتها لأبنائه وبناته البشر.
40:5.4 (445.5) تُشكل هوية الروح سر النجاة الشخصية وتُحدد مصير الإرتقاء الروحي. وبما أن ضباط الفكر هم الأرواح الوحيدة ذات إمكانية الإنصهار التي سيُتعرف عليها مع الإنسان أثناء الحياة في الجسد, يتم تصنيف بشر الزمان والفضاء في المقام الأول وفقاً لعلاقتهم إلى هذه الهدايا الإلهية, المَراقب الغامضة الساكنة. يكون هذا التصنيف كالتالي:
40:5.5 (445.6) 1. بشر ذوي مكوث الضابط العابر أو الإختباري.
40:5.6 (445.7) 2. بشر ذوي أنواع الإنصهار بغير ضابط.
40:5.7 (445.8) 3. بشر ذوي إحتمال الإنصهار بضابط.
40:5.8 (445.9) السلسلة رقم واحد--البشر ذوي مكوث الضابط العابر أو الإختباري. تسمية هذه السلسلة هي مؤقتة لأي كوكب يتطور, كونها تُستخدم أثناء المراحل المبكرة لكل العوالم المأهولة ما عدا تلك من السلسلة الثانية.
40:5.9 (445.10) بشر السلسلة الأولى يسكنون عوالم الفضاء خلال الحِقب الأبكر لتطور جنس الإنسان ويضمون الأنواع الأكثر بدائية من العقول الإنسانية. على عوالم كثيرة مثل يورانشيا ما قبل-آدم أعداد كبيرة من الأنواع الأعلى والأكثر تقدماً من الناس البدائيين يكتسبون مقدرة نجاة لكنهم يفشلون في تحقيق الإنصهار بضابط. لعصور على عصور, قبل إرتقاء الإنسان إلى مستوى إرادة روحية أعلى, يشغل الضباط عقول هؤلاء المخلوقات المكافحة أثناء حياتهم القصيرة في الجسد, وفي اللحظة التي يُسكن فيها مثل مخلوقات المشيئة هؤلاء بالضباط, تبدأ فئة الملائكة الحارسات في العمل. في حين أن هؤلاء البشر من السلسلة الأولى ليس لديهم حرس شخصي, إلا أن لديهم أوصياء جماعة.
40:5.10 (446.1) يبقى الضابط الإختباري مع كائن إنساني بدائي طوال حياته في الجسد بأكملها. يسهم الضباط الكثير إلى تقدم الناس البدائيين لكنهم غير قادرين على تشكيل إتحادات أبدية مع هكذا بشر. هذا الإسعاف العابر للضباط ينجز أمرين: أولاً, يكتسبون خبرة قيَّمة وفعلية في طبيعة وعمل الذكاء التطوري, خبرة التي ستكون غير مقدرة بثمن فيما يتعلق بإتصالات لاحقة على عوالم أخري مع كائنات ذات تطور أعلى. ثانياً, يُسهم المكوث العابر للضابط كثيراً في إعداد رعاياهم البشر من أجل إنصهار روح لاحق محتمل. جميع النفوس التي تنشد-الله من هذا النوع تنجز حياة أبدية من خلال الضم الروحي للروح الأُم للكون المحلي, مصبحين بالتالي بشر صاعدين من نظام الكون المحلي. أشخاص كثيرون من يورانشيا ما قبل-آدم قد تقدموا بهذا إلى عوالم ساتانيا المنزلية.
40:5.11 (446.2) الآلهة الذين فرضوا بأن الإنسان البشري يجب أن يتسلق إلى مستويات أعلى من الذكاء الروحي خلال عصور طويلة من التجارب والمِحن التطورية, يحيطون علماً بوضعه وحاجاته عند كل مرحلة من الإرتقاء؛ وهم دائماً عادلون ومُنصفون إلهياً, حتى رحماء بشكل ساحر, في الأحكام النهائية لهؤلاء البشر المكافحين من الأيام المبكرة للأجناس المتطورة.
40:5.12 (446.3) السلسلة رقم إثنين--بشر ذوي أنواع الإنصهار-بغير-ضابط. هؤلاء أنواع متخصصة من الكائنات الإنسانية غير القادرين على إحداث إتحاد أبدي مع ضباطهم الساكنين. التصنيف النوعي بين الأجناس ذوي الدماغ الواحد, الدماغين, والثلاثة أدمغة ليس عاملاً في إنصهار الضابط؛ جميع هؤلاء البشر متشابهون, لكن هؤلاء الأنواع المنصهرة بغير-ضابط هم مختلفون كلياً ومرتبة معدلة بشكل ملحوظ من مخلوقات المشيئة. الكثير من غير المتنفسين ينتمون إلى هذه السلسلة, وهناك العديد من الفئات الأخرى من الذين لا ينصهرون عادة مع ضباط.
40:5.13 (446.4) مثل السلسلة رقم واحد, كل عضو من هذه الفئة يتمتع بإسعاف ضابط فردي خلال فترة الحياة في الجسد. خلال الحياة الزمنية يفعل هؤلاء الضباط كل شيء من أجل رعاياهم ذوي السكن المؤقت الذي يتم على عوالم أخرى حيث البشر هم ذوي إحتمال إنصهار. البشر من هذه السلسلة الثانية هم غالباً مسكونين بضباط عذارى, لكن الأنواع الإنسانية الأعلى هم غالباً في إرتباط مع مَراقب بارعة وذات خبرة.
40:5.14 (446.5) في خطة الإرتقاء لرفع مخلوقات الأصل-الحيواني, تتمتع هذه الكائنات بنفس الخدمة المكرسة من أبناء الله كما تُمد إلى أنواع بشر يورانشيا. يتم تزويد التعاون السيرافي مع الضباط على كواكب عدم الإنصهار بالضبط تماماً كما على عوالم ذات إمكانية إنصهار؛ يُسعف حرس المصير على تلك الأجواء تماماً كما على يورانشيا وبالمثل يعملون في وقت نجاة البشري, في الوقت الذي تصبح النفس الناجية منصهرة بالروح.
40:5.15 (446.6) عندما تواجه هذه الأنواع البشرية المعدلة على العوالم المنزلية, لن تجد صعوبة في التواصل معهم. هناك هم يتكلمون نفس لغة النظام لكن بتقنية معدلة. هذه الكائنات متطابفة مع مرتبتك من حياة المخلوق في الروح وتجليات الشخصية, يختلفون فقط في بعض الخصائص الفيزيائية وفي واقع أنهم غير قابلين للإنصهار مع ضباط الفكر.
40:5.16 (447.1) أما لماذا بالتحديد لا يستطيع هذا النوع من المخلوق أن ينصهر مع الضباط من الأب الكوني, لا أستطيع القول. البعض منا يميل للإعتقاد بأن حاملي الحياة, في جهودهم لصياغة كائنات قادرة على المحافظة على الوجود في بيئة كوكبية غير عادية, يواجَهون بضرورة القيام بمثل هذه التعديلات الجذرية في خطة الكون لمخلوقات المشيئة الذكية بحيث يصبح من المستحيل فطرياً أن يُحدثوا إتحاداً دائماً مع الضباط. في كثير من الأحيان سألنا: هل هذا جزء مقصود أو غير مقصود من خطة الإرتقاء؟ لكننا لم نعثر على الإجابة.
40:5.17 (447.2) السلسلة رقم ثلاثة--البشر ذوي إمكانية الإنصهار بضابط. كل البشر المنصهرين-بالأب هم من أصل حيواني, تماماً مثل أجناس يورانشيا. هم يضمون أنواع بشر ذوي دماغ واحد, دماغين, وثلاثة أدمغة من إمكانية الإنصهار بضابط. اليورانشيون هم من النوع الوسط أو ذا الدماغين, كونهم في نواحي كثيرة فائقين إنسانياً على فئات الدماغ الواحد لكن محدودين بالتأكيد مقارنة بمراتب الأدمغة-الثلاثة. هذه الأنواع الثلاثة من منحة الدماغ الفيزيائي ليست عوامل في إغداق الضابط, أو في الخدمة السيرافية, أو في أي مرحلة أخرى من إسعاف الروح. التفاضل الفكري والروحي بين أنواع الأدمغة الثلاثة يُميز أفراد الذين هم سوى ذلك على حد سواء في موهبة العقل والإمكانية الروحية, كائنين الأعظم في الحياة الزمنية ويميلون للتناقص بينما تُجتاز العوالم المنزلية واحدة تلو الأخرى. من مركز إدارة النظام وصعوداً, فإن تقدم تلك الأنواع الثلاثة هو ذاته, ومصيرهم الفردوسي في نهاية المطاف متماثل.
40:5.18 (447.3) السلسلة غير المرقمة. هذه الروايات لا يمكن أن تضم كل الإختلافات الفاتنة في العوالم التطورية. أنت تعلم بأن كل عالم عاشر هو كوكب عشري أو إختباري, لكنك لا تعلم شيئاً عن المتغيرات الأخرى التي تُشكل طواف الأجواء التطورية. هناك إختلافات عديدة جداً لروايتها حتى بين المراتب المكشوفة من المخلوقات الحية كما بين الكواكب من ذات الفئة, لكن هذا العرض يوضح الفروق الأساسية فيما يتعلق بمهنة الإرتقاء. ومهنة الإرتقاء هي العامل الأكثر أهمية في أي إعتبار لبشر الزمان والفضاء.
40:5.19 (447.4) أما بالنسبة لفرص النجاة البشرية, ليكن واضحاً إلى الأبد: كل النفوس من كل مرحلة ممكنة للوجود البشري سوف ينجون شريطة أنهم يُظهرون إستعداداً للتعاون مع ضباطهم الساكنين ويُبدون رغبة في إيجاد الله ولإحراز الكمال الإلهي, ولو أن هذه الرغبات ما هي سوى الومضات الخافتة الأولى من الإستيعاب البدائي لذلك "النور الحقيقي الذين ينير كل إنسان يأتي إلى العالم".
40:6.1 (447.5) تقف الأجناس البشرية كالممثلين لأدنى مرتبة من الخلق الذكي والشخصي. أنتم البشر محبوبين إلهياً, وكل واحد منكم قد يختار أن يقبل المصير الأكيد لتجربة مجيدة, لكنكم لستم بعد بالطبيعة من المرتبة الإلهية؛ أنتم بشر بالكامل. سوف تُعتبرون كأبناء صاعدين في لحظة حدوث الإنصهار, لكن وضع بشر الزمان والفضاء هو ذلك لأبناء الإيمان قبل حدث الإندماج النهائي للنفس البشرية الناجية مع نوع ما لروح أبدية وخالدة.
40:6.2 (448.1) إنها حقيقة جليلة وفائقة بأن هكذا مخلوقات مادية ومتواضعة ككائنات يورانشيا الإنسانية هم أبناء الله, أولاد إيمان للأعلى. "أنظر, أي أسلوب من المحبة قد أسبغ الله علينا بأننا نُدعى أبناء الله". "بقدر من إستلموه, إليهم أُعطى القدرة ليتعرفوا بأنهم أبناء الله". بينما "لا يبدو بعد ماذا ستكونون", الآن حتى "أنتم أبناء الله بالإيمان"؛ "لأنكم لم تستلموا روح العبودية للخوف مرة أخرى, لكنكم إستلمتم روح البنوة, الذي به تبكون, ’أبانا‘" تكلم نبي القِدم بإسم الله الأبدي: "حتى إليهم سأعطي في منزلي مكان وإسم أفضل من أبناء؛ سأعطيهم اسماً أبدياً, واحد لن يُقطع". ولأنكم أبناء الله قد أرسل روح إبنه إلى داخل قلوبكم.
40:6.3 (448.2) كل العوالم التطورية ذات السكن البشري تؤوي أبناء الله بالإيمان هؤلاء, أبناء نعمة ورحمة, كائنات بشرية تنتمي إلى العائلة الإلهية وبناء على ذلك يُدعون أبناء الله. بشر يورانشيا مخولون لإعتبار أنفسهم كأبناء الله لأنه:
40:6.4 (448.3) 1. أنتم أبناء وعد روحي, أبناء إيمان؛ لقد قبلتم وضع البنوة. تؤمنون بحقيقة بنوتكم, ولهذا تصبح بنوتكم مع الله حقيقية أبدياً.
40:6.5 (448.4) 2. إبن خالق من الله أصبح واحداً منكم؛ هو أخوكم الأكبر في الواقع؛ وإذا في الروح أصبحتم بحق إخوة أقرباء للمسيح, ميخائيل الظافر, عندئذٍ في الروح يجب أيضاً أن تكونوا أبناء ذلك الأب المُشترَك لديكم--حتى الأب الكوني للجميع.
40:6.6 (448.5) 3. أنتم أبناء لأن روح إبن قد سُكب عليكم, لقد أُغدِق مجاناً وبالتأكيد على كل أجناس يورانشيا. هذا الروح أبداً يسحبكم نحو الإبن الإلهي, الذي هو مصدره, ونحو أب الفردوس, الذي هو مصدر ذلك الإبن الإلهي.
40:6.7 (448.6) 4. من مشيئته-الحرة الإلهية, أعطاكم الأب الكوني شخصيات مخلوق. لقد وُهبتم بقدر من تلك العفوية الإلهية لتصرف المشيئة الحرة التي يشاركها الله مع كل الذين قد يصبحون أبناءه.
40:6.8 (448.7) 5. هناك يسكن داخلكم جزء من الأب الكوني, وأنتم بذلك مرتبطون مباشرة بالأب الإلهي لكل أبناء الله.
40:7.1 (448.8) إن إرسال الضباط, سكناهم, هو بالتأكيد أحد الأسرار التي لا تدرك لله الأب. هؤلاء الأجزاء ذوي الطبيعة الإلهية للأب الكوني يحملون معهم الإحتمال لخلود المخلوق. الضباط هم أرواح خالدة, والإتحاد معهم يُضفي الحياة الأبدية على نفس البشري المنصهر.
40:7.2 (448.9) أجناسكم الخاصة من البشر الناجين تنتمي إلى هذه الفئة من أبناء الله الصاعدين. أنتم الآن أبناء كوكبيون, مخلوقات تطورية مُشتقة من إزدراعات حاملي الحياة ومعدلة بتسريب الحياة الآدمية, بالكاد بعد أبناء صاعدين؛ لكنكم فعلاً أبناء ذوي إحتمال إرتقاء--حتى إلى أعلى أعالي المجد وإحراز الألوهية--وهذا الوضع الروحي للبنوة الصاعدة قد تنالونه بالإيمان وبتعاون المشيئة الحرة مع النشاطات المضفية للروحانية للضابط الساكن. عندما أنت وضابطك تنصهران في النهاية وإلى الأبد, عندما أنتما الإثنان تُجعلان واحداً, حتى كما هو الحال في أن المسيح ميخائيل إبن الله وابن الإنسان هما واحد, عندئذٍ في الواقع تكونون قد أصبحتم أبناء الله الصاعدين.
40:7.3 (449.1) تفاصيل مهنة الضابط من الإسعاف الساكن على كوكب تحت الإختبار وتطوري هي ليست جزءاً من مهمتي؛ تفصيل هذه الحقيقة العظيمة يضم مهنتك بأكملها. أنا أشمل ذكر أعمال معينة للضابط من أجل الإدلاء ببيان وافر فيما يتعلق بالبشر المنصهرين بضابط. هذه الأجزاء الساكنة من الله هم مع مرتبتكم من الكيان منذ الأيام المبكرة للوجود الفيزيائي خلال كل مهنة الإرتقاء في نِبادون وأورﭭونتون وصعوداً خلال هاﭭونا إلى الفردوس ذاته. بعد ذلك, في المغامرة الأبدية, هذا الضابط نفسه هو واحد معكم ومنكم.
40:7.4 (449.2) هؤلاء هم البشر الذين أُمروا بالأب الكوني, "كونوا مثاليين, حتى كما أنا مثالي". لقد أغدق الأب نفسه عليكم, وضع روحه الخاصة داخلكم؛ لذلك هو يتطلب كمال نهائي منكم. رواية الإرتقاء الإنساني من الأجواء البشرية للزمان إلى العوالم الإلهية للأبدية تُشكل تلاوة مثيرة للإهتمام ليست مشمولة في مهمتي, لكن هذه المغامرة العلوية يجب أن تكون دراسة سامية للإنسان البشري.
40:7.5 (449.3) الانصهار مع جزء من الأب الكوني تُعادل مُصادقة إلهية لإحراز الفردوس في نهاية المطاف, وهكذا بشر منصهرين-بضابط هم الطبقة الوحيدة من الكائنات الإنسانية الذين يجتازون جميعاً دارات هاﭭونا ويجدون الله على الفردوس. إلى البشري المنصهر بضابط فإن مهنة الخدمة الكونية مفتوحة على مصراعيها. أي كرامة مصير ومجد إحراز ينتظر كل واحد منكم! هل تُقَدرون كلياً ماذا عُمل لأجلكم؟ هل تستوعبون عظمة أعالي الإنجاز الأبدي التي تنتشر أمامكم؟--حتى أنتم الذين تدبون في ممرات الحياة المتواضعة خلال ما تدعونه "وادي الدموع"؟
40:8.1 (449.4) بينما عملياً كل البشر الناجين هم منصهرين مع ضباطهم على أحد العوالم المنزلية أو فور وصولهم على الأجواء المورونشية الأعلى, هناك حالات معينة من الإنصهار المتأخر, البعض لا يختبرون هذا اليقين الأخير للنجاة إلى أن يصلوا العوالم التعليمية الأخيرة لمركز إدارة الكون؛ وقليل من هؤلاء المُرشَحين البشر لحياة-لا تنتهي يفشلون فشلاً ذريعاً في تحقيق إنصهار الهوية مع ضباطهم المُخلِصين.
40:8.2 (449.5) مثل هؤلاء البشر قد اعتُبروا مستحقين النجاة من قِبل السلطات القضائية, وحتى ضباطهم, بعودتهم من دِفننغتون, قد توافقوا على إرتقائهم إلى العوالم المنزلية. هكذا كائنات قد إرتقوا من خلال نظام, بُرج, ومن خلال العوالم التعليمية لدارة ساﻟﭭينغتون؛ لقد تمتعوا بفرص الإنصهار "سبعون في سبع" وما زالوا غير قادرين على إنجاز توحد مع ضباطهم.
40:8.3 (449.6) عندما يصبح بادياً بأن صعوبة تزامنية ما تُثبط إنصهار الأب, يجتمع حَكَم النجاة للإبن الخالق. وعندما محكمة الإستقصاء هذه, مجازة بممثل شخصي لقدماء الأيام, تقرر أخيراً بأن البشري الصاعد ليس مذنباً لأي سبب قابل للإكتشاف للفشل في إحراز إنصهار, يشهدون بذلك على سجلات الكون المحلي وفي حينه يرسلون هذه النتيجة إلى قدماء الأيام. عندئذ يعود الضابط الساكن في الحال إلى دِفننغتون لأجل التأكيد بالمَراقب المُشخَّصة, وعند أخذ-الإذن هذا ينصهر البشري المورونشي في الحال مع هدية مفردة لروح الإبن الخالق.
40:8.4 (450.1) تماماً كما الأجواء المورونشية لنِبادون تُشارَك مع البشر المنصهرين بالروح, كذلك هؤلاء المخلوقات المنصهرين بالإبن يشاركون خدمات أورﭭونتون مع إخوانهم المنصهرين-بضابط المسافرين داخلياً نحو جزيرة الفردوس البعيدة المسافة. هم حقاً إخوانكم وسوف تستمتعون كثيراً بزمالتهم بينما تمرون خلال عوالم التدريب للكون العظيم.
40:8.5 (450.2) البشر المنصهرين-بالإبن ليسوا مجموعة عديدة, كون هناك أقل من مليون منهم في الكون العظيم أورﭭونتون. على حدة من مصير الإقامة على الفردوس هم بكل طريقة المساوون لزملائهم المنصهرين بضابط. كثيراً ما يسافرون إلى الفردوس على تفويض كون عظيم لكن قلما يقيمون هناك بشكل دائم, كونهم, كطبقة, مقتصرين إلى الكون العظيم لأهليتهم.
40:9.1 (450.3) البشر الصاعدون المنصهرين بالروح ليسوا شخصيات مصدر ثالث؛ هم مشمولين في دارة شخصية الأب, لكنهم انصهروا مع تفردات الروح السابق للعقل للمصدر والمركز الثالث. مثل هذا الإنصهار بالروح لا يحدث أبداً أثناء فترة الحياة الطبيعية؛ إنه يحصل فقط في وقت إعادة يقظة البشري في الوجود المورونشي على العوالم المنزلية. في تجربة الإنصهار ليس هناك تراكب؛ مخلوق المشيئة يكون إما منصهر بالروح, منصهر بالإبن, أو منصهر بالأب. أولئك المنصهرين بالأب أو الضابط لا ينصهرون أبداً بالروح أو بالإبن.
40:9.2 (450.4) حقيقة أن هؤلاء الأنواع من المخلوقات البشرية ليسوا مرشحين للإنصهار بضابط لا يمنع الضباط من سكناهم خلال الحياة في الجسد. يعمل الضباط في عقول مثل هذه الكائنات خلال فترة الحياة المادية لكن لا يصبحون أبداً أزلياً واحد مع نفوس تلاميذهم. أثناء هذا المكوث المؤقت يبني الضباط بفعالية نفس النظير الروحي ذا الطبيعة البشرية--النفس--التي يقومون بها في المرشحين للإنصهار بضابط. حتى وقت الموت البشري يكون عمل الضباط مشابه كلياً إلى عملهم في أجناسكم, لكن عند الإنحلال البشري يترك الضباط أبدياً هؤلاء المرشَحين للإنصهار بالروح, ومتوجهين مباشرة إلى دِفننغتون, مركز إدارة كل المَراقب الإلهية, هناك ينتظرون التعيينات الجديدة لمرتبتهم.
40:9.3 (450.5) عندما يُعاد تشخيص مثل هؤلاء الناجين النائمين على العوالم المنزلية, يُملأ مكان الضابط الراحل بتفريد من روح المُسعف الإلهي, ممثل الروح اللانهائي في الكون المحلي المعني. تسريب الروح هذا يؤلف هؤلاء المخلوقات الناجية بشر منصهرين-بالروح. هكذا كائنات هم بكل طريقة مساوين لكم في العقل والروح؛ وهم حقاً معاصريكم, مشاركين الأجواء المنزلية والمورونشية في العموم مع مرتبتكم من مرشحي الإنصهار ومع أولئك الذين سيكونون منصهرين بالإبن.
40:9.4 (450.6) هناك, على كل, خاصية واحدة يختلف فيها البشر المنصهرين-بالروح عن إخوانهم الصاعدين: ذاكرة البشري من التجربة الإنسانية على العوالم المادية للأصل تبقى بعد الموت في الجسد لأن الضابط الساكن قد حصل على نظير روحي, أو نسخة طبق الأصل, من تلك الأحداث من الحياة الإنسانية التي كانت ذات أهمية روحية. لكن مع البشر المنصهرين بالروح لا توجد هناك آلية من هذا القبيل حيث قد تستمر الذاكرة الإنسانية. نسخ الذاكرة طبق الأصل للضابط ممتلئة وسليمة, لكن تلك التحصيلات هي ممتلكات إختبارية للضباط الراحلين وهي ليست متوفرة إلى مخلوقات سكنهم السابق, الذين بالتالي يستيقظون في قاعات البعث للأجواء المورونشية لنِبادون كما لو كانوا كائنات خُلقت حديثاً, مخلوقات بدون وعي لوجود سابق.
40:9.5 (451.1) هكذا أولاد للكون المحلي يتم تمكينهم من إعادة تمليك أنفسهم لكثير من تجربة ذاكرتهم الإنسانية السابقة من خلال إعادة إخبارها لهم بالسيرافيم والشيروبيم المرتبطين وباستشارة سجلات مهنة البشري التي حُفظت بالملائكة المدونة. هذا يمكنهم القيام به بضمان لا شك فيه لأن النفس الناجية, ذات الأصل الإختباري في الحياة المادية والبشرية, بينما ليس لديها ذاكرة للأحداث البشرية, لديها إستجابة-تعرُف-إختباري متبقي لهذه الأحداث غير المتذكرة من تجارب سابقة.
40:9.6 (451.2) عندما يتم إخبار بشري منصهر-بالروح عن أحداث تجربة سابقة غير متذكرة, هناك إستجابة فورية لتعرفٍ إختباري داخل النفس (الهوية) لمثل هذا الناجي التي تكتنف لحظياً الحدث المروي مع الصبغة العاطفية للحقيقة ومع النوعية القكرية للواقع؛ وهذا التجاوب المزدوج يُشكل إعادة البناء, التعرف, والمُصادقة للجانب غير المتذكر من التجربة البشرية.
40:9.7 (451.3) حتى مع مرشحي الإنصهار-بضابط, فقط تلك التجارب الإنسانية التي كانت ذات قيمة روحية هي ممتلكات مشترَكة للبشري الناجي والضابط العائد وبالتالي يتم تذكرها على الفور لاحقاً إلى نجاة البشري. فيما يتعلق بتلك الأحداث التي ليست ذات أهمية روحية, حتى هؤلاء المنصهرين بضابط يجب أن يعتمدوا على سِمة الإستجابة-التعرفية في النفس الناجية. وحيث أن أي حدث واحد قد يكون له دلالة روحية إلى بشري ما وليس لآخر, يصبح من الممكن لمجموعة من الصاعدين المعاصرين من نفس الكوكب أن يجمعوا مخزنهم للأحداث المتذكرة بضابط وبالتالي لإعادة بناء أي تجربة كانت مشتركة لديهم, والتي كانت ذات قيمة روحية في حياة أي واحد منهم.
40:9.8 (451.4) بينما نفهم مثل هذه التقنيات لإعادة بناء ذاكرة بشكل جيد إلى حد ما, فإننا لا نستوعب تقنية التعرف على الشخصية. شخصيات من ارتباط وقت ما تستجيب بشكل متبادل باستقلال تام عن عملية الذاكرة, ولو أن, الذاكرة نفسها وتقنيات إعادة بنائها هي ضرورية لتوظيف هكذا تجاوب شخصية متبادل مع ملء التعَّرف.
40:9.9 (451.5) الناجي المنصهر-بالروح هو أيضاً قادر على تعلم الكثير عن الحياة التي عاشها في الجسد من خلال إعادة زيارة عالم أهليته لاحقاً إلى الإعفاء الكوكبي حيث عاش. هكذا أولاد ذوي إنصهار بالروح يتم تمكينهم من التمتع بتلك الفُرص لتقصي مهنهم الإنسانية حيث أنهم مقتصرين عامة على الخدمة في الكون المحلي. إنهم لا يشاركون مصيرك العالي والممجد في سِلك الفردوس للنهائية؛ فقط البشر المنصهرين-بضابط أو كائنات صاعدة أخرى مُحتضنة بشكل خاص يُجندون في صفوف أولئك الذين ينتظرون مغامرة الإله الأبدية. البشر المنصهرين-بالروح هم المواطنون الدائمون للأكوان المحلية؛ قد يطمحون إلى المصير الفردوسي, لكنهم لا يمكنهم أن يكونوا على يقين من ذلك. في نِبادون, منزل كونهم في المجموعة الثامنة من العوالم الدائرة حول ساﻟﭭينغتون, سماء-مصير ذات طبيعة وموقع تشبه إلى حد كبير تلك التي تصورها التقاليد الكوكبية ليورانشيا.
40:10.1 (452.1) البشر المنصهرين-بالروح, هم بشكل عام, محصورون في كون محلي؛ الناجون المنصهرين-بالإبن هم مقيَّدين إلى كون عظيم؛ البشر المنصهرين-بضابط هم مقدَّرين لولوج كون الأكوان. أرواح الإنصهار البشري ترتقي دائماً إلى مستوى المنشأ؛ مثل هذه الكيانات الروحية تعود بلا كلل إلى جو المصدر الأولي.
40:10.2 (452.2) البشر المنصهرين-بالروح هم من الكون المحلي؛ هم عادة, لا يصعدون ما بعد حدود عالمهم الأهلي, ما وراء حدود مدى الفضاء للروح الذي يتخللهم. الصاعدون المنصهرين-بالإبن بالمثل يرتفعون إلى مصدر هِبة الروح, لأنه بقدر ما روح الحق لإبن خالق يتمركز في المُسعف الإلهي المرتبط, كذلك فإن "إنصهاره الروحي مُطبق في الأرواح الإنعكاسية للأكوان الأعلى. هكذا علاقة روح بين مستويات الكون المحلي والكون العظيم لله السباعي قد تكون صعبة للتفسير إنما ليس للبصيرة, كونها مكشوفة بشكل لا لبس فيه في أولئك الأولاد للأرواح الإنعكاسية--الأصوات السيرافية الثانوية للأبناء الخالقين. ضابط الفكر, المنحدر من الأب على الفردوس, لا يتوقف أبداً إلى أن يقف الإبن البشري وجهاً لوجه مع الله الأبدي.
40:10.3 (452.3) المتغير الغامض في التقنية الترابطية التي بموجبها لا يتمكن أو لا يصبح كائن بشري منصهراً إلى الأبد مع ضابط الفكر الساكن قد يبدو ليكشف عن خلل في مُخطط الإرتقاء؛ الإنصهار بالإبن وبالروح, سطحياً, يشابه تعويضات لإخفاقات غير مُبررة في بعض تفاصيل خطة إحراز الفردوس؛ لكن كل مثل هذه الإستنتاجات تقف خاطئة؛ نحن عُّلمنا بأن كل هذه الأحداث تَنفض في إمتثال للقوانين المؤسسة لحكام الكون السُماة.
40:10.4 (452.4) لقد قمنا بتحليل هذه المسألة وتوصلنا إلى الإستنتاج الذي لا شك فيه بأن إرسال كل البشر إلى مصير فردوسي ختامي من شأنه أن يكون غير مُنصف إلى أكوان الزمان-الفضاء بقدر ما محاكم الأبناء الخالقين وقدماء الأيام ستكون عندئذٍ مُعتمدة كلياً على خدمات أولئك الذين كانوا في عبور إلى عوالم أعلى. وإنه يبدو ليكون ليس أكثر من لائق بأن حكومات الكون المحلي والكون العظيم يجب أن يُزود كل منها بمجموعة دائمة من المواطنة الإرتقائية؛ بأن أعمال هؤلاء الإداريين يجب أن تُثرى بجهود فئات معينة من البشر الممجَدين ذوي الوضع الدائم, تتميمات تطورية للأباندونترز والسوساشيا. الآن إنه من الواضح تماماً بأن مشروع الإرتقاء الحالي يزود على نحو فعال إدارات الزمان-الفضاء فقط بمثل هذه الفئات من المخلوقات الصاعدة؛ ولقد تساءلنا مرات عديدة: هل يمثل كل هذا جزءاً مقصوداً من الخطط الكلية الحكمة لمعماريي الكون الرئيسي المصممة لتزود الأبناء الخالقين وقدماء الأيام بتعداد سكان دائم من الصاعدين؟ مع مراتب متطورة من المواطنة التي ستصبح مؤهلة بصورة متزايدة للمضي قُدُماً بشؤون هذه العوالم في عصور الكون القادمة؟
40:10.5 (452.5) بأن مصائر البشر تتنوع هكذا لا يبرهن بحكمة بأن واحد هو بالضرورة أكبر أو أقل من الآخر, فقط بأنها تختلف. الصاعدون المنصهرين-بضابط حقاً لديهم مهنة جليلة ومجيدة كنهائيين منتشرة أمامهم في المستقبل الأبدي, لكن هذا لا يعني بأنهم مُفضَّلين على إخوانهم الصاعدين. ليس هناك تحيُز, لا شيء إعتباطي, في العملية الإنتقائية من الخطة الإلهية للنجاة البشرية.
40:10.6 (453.1) في حين أن النهائيين المنصهرين-بضابط يتمتعون بشكل واضح بأوسع فرصة خدمة من الجميع, فإن إحراز هذا الهدف تلقائياً يغلقهم عن فرصة المشاركة في الكفاح الطويل العصر لكون واحد ما أو كون عظيم, من الحقب الأبكر والأقل إستقراراً إلى العصور اللاحقة والراسخة من إحراز الكمال النسبي. يكتسب النهائيون تجربة رائعة وبعيدة المدى من الخدمة العابرة في كل الأجزاء السبعة للكون الإجمالي, لكنهم لا يكتسبون عادة تلك المعرفة الوثيقة لأي كون واحد الذي الآن حتى يميز المحاربين المنصهرين-بالروح لسِلك الإتمام لنِبادون. هؤلاء الأفراد يتمتعون بفرصة لكي يشهدوا الموكب الصاعد للعصور الكوكبية بينما ينفضون واحداً تلو الاخر على عشرة ملايين من العوالم المأهولة. وفي الخدمة المخلصة لهكذا مواطني كون محلي, خبرة تتراكب فوق خبرة إلى أن يُنضِج ملئ الزمان تلك النوعية العالية من الحكمة التي تولدت بالتجربة المحورية--الحكمة الجازمة--وهذا في ذاته يشكل عاملاً حيوياً في إرساء أي كون محلي.
40:10.7 (453.2) كما هو الحال مع صاهري الروح, كذلك هو مع أولئك البشر المنصهرين-بالإبن الذين حققوا وضعاً إقامياً على يوﭭرسا. بعض من هؤلاء الكائنات يأتون من أبكر حِقب أورﭭونتون, وهم يمثلون هيئة متجمعة ببطء لحكمة مُعمقة-للبصيرة التي تقدم مساهمات خدمة دائمة الزيادة إلى الرفاهية والإرساء اللاحق للكون العظيم السابع.
40:10.8 (453.3) ماذا سيكون المصير النهائي لهذه المراتب الثابتة من مواطنة الكون المحلي والكون العظيم, لا نعلم, لكنه من الممكن جداً أنه, عندما يستكشف نهائيي الفردوس التخوم الآخذة في التوسع من الألوهية في الأنظمة الكوكبية لمستوى الفضاء الخارجي الأول, فإن إخوانهم المنصهرين-بالإبن-وبالروح من الكفاح التطوري الإرتقائي سوف يكونون مساهمين بشكل مقبول إلى صيانة التوازن الإختباري للأكوان العظمى المُكملة بينما يقفون على أهبة الإستعداد للترحيب بالدفق الآتي من حجاج الفردوس الذين, في ذلك اليوم البعيد, قد يتدفقون من خلال أورﭭونتون وأخواتها الخلائق كسيل مُنشد-للروح شاسع من هذه المجرات غير المدونة على الخريطة وغير المأهولة الآن للفضاء الخارجي.
40:10.9 (453.4) في حين أن غالبية صاهري الروح يخدمون بشكل دائم كمواطنين للأكوان المحلية, فليس كلهم يفعلون. إن كانت مرحلة ما من إسعافهم الكوني يجب أن تتطلب حضورهم الشخصي في الكون العظيم, عندئذٍ سوف تُطوَع هكذا تحولات في الكيان في هؤلاء المواطنين بحيث تمكنهم من الصعود إلى الكون الأعلى؛ وعند وصول الأوصياء السماويين مع أوامر لتقديم هكذا بشر منصهرين-بالروح في محاكم قدماء الأيام, فسيصعدون هكذا, إلى غير رجعة. يصبحون تحت وصاية الكون العظيم, خادمون كمساعدين للأوصياء السماويين وبشكل دائم, باستثناء أولئك القلة الذين بدورهم يُستدعَون إلى خدمة الفردوس وهاﭭونا.
40:10.10 (453.5) مثل إخوانهم المنصهرين-بالروح, لا يجتاز صاهري الإبن هاﭭونا ولا يُحرزون الفردوس إلا إن خضعوا لبعض التحولات المعدلة. لأسباب وجيهة وكافية, هكذا تغييرات قد جرى تطويعها في بعض الناجين المنصهرين بالإبن, وهؤلاء الكائنات سوف يُصادفون من وقت إلى آخر على الدارات السبعة للكون المركزي. لهذا فإن أعداداً معينة من كِلا البشر المنصهرين بالإبن وبالروح يصعدون في الواقع إلى الفردوس, يُحققون هدفاً في نواحٍ كثيرة مساوياً لتلك التي تنتظر البشر المنصهرين-بالأب.
40:10.11 (453.6) البشر المنصهرين بالأب هم نهائيون محتملون؛ وجهتهم هي الأب الكوني, وهو يحرزونه, لكن ضمن إطار عصر الكون الحالي, النهائيون, على هذا النحو, ليسوا نائلي مصير. يبقون مخلوقات غير مُتمَمة--أرواح مرحلة سادسة--وبالتالي غير فعالين في المجالات التطورية لوضع سابق للنور والحياة.
40:10.12 (454.1) عندما يُحتضن نهائي بشري بالثالوث--يصبح إبناً مثولثاً, مثل رسول قدير--عندئذٍ يكون ذلك النهائي قد أحرز المصير, على الأقل لعصر الكون الحالي. الرسل القديرون وزملائهم قد لا يكونون بالمعنى الدقيق أرواح مرحلة-سابعة, لكن بالإضافة إلى أمور أخرى يمنحهم إحتضان الثالوث بكل شيء مما سيحرزه نهائي يوماً ما كروح مرحلة سابعة. بعد أن يكون البشر المنصهرين-بالروح أو المنصهرين-بالإبن قد تثولثوا, يمرون خلال تجربة الفردوس مع الصاعدين المنصهرين-بضابط, الذين هم معهم عندئذ متماثلين في جميع الأمور المتعلقة بإدارة كون عظيم. أبناء الإختيار المثولثين أو أبناء الإحراز هؤلاء هم على الأقل حتى الآن مخلوقات مُتمَمة, في تباين إلى النهائيين, الذين هم في الوقت الحالي مخلوقات غير مُتمَمة.
40:10.13 (454.2) لهذا, في التحليل النهائي, بالكاد سيكون لائقاً إستخدام الكلمات "أعظم" أو "أقل" في مقارنة مصائر مراتب البنوة الصاعدة. كل إبن لله من هذا القبيل يشارك أبوة الله, والله يحب كل من أبنائه المخلوقات على حد سواء؛ هو ليس مراعياً لمصائر الصاعدين أكثر مما هو مراعي للمخلوقات الذين قد يحرزون هذه المصائر. الأب يحب كل من أبنائه, وتلك المودة ليست أقل من صادقة, مقدسة, إلهية, غير محدودة, أبدية, وفريدة--محبة أُغدقت على هذا الإبن وعلى ذاك الإبن, فردياً, وشخصياً, وحصرياً, ومثل هذه المحبة تكسف تماماً كل الحقائق الأخرى. البنوة هي علاقة المخلوق السامية إلى الخالق.
40:10.14 (454.3) كبشر أنتم تستطيعون الآن التعرف على مكانكم في عائلة البنوة الإلهية وتبدأون بالشعور بالإلتزام لنفع أنفسكم من المزايا التي زُودت بغاية الحرية في وبواسطة خطة الفردوس لنجاة البشر, الخطة التي عُززت وأنيرت للغاية بتجربة حياة إبن الإغداق. كل التسهيلات وكل قدرة قد زُودت لتأمين إحرازكم النهائي لهدف الفردوس من الكمال الإلهي.
40:10.15 (454.4) [قُدمت برسول قدير مُلحق مؤقتاً إلى موظفي جبرائيل ساﻟﭭينغتون. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 41
41:0.1 (455.1) ظاهرة الفضاء المميزة التي تفرز كل خلق محلي من كل الآخرين هي حضور الروح الخلاَّقة. من المؤكد أن نِبادون بأكمله مُتخَلل بالحضور الفضائي للمُسعفة الإلهية لساﻟﭭينغتون. وهكذا حضور ينتهي أيضاً بالتأكيد عند الحدود الخارجية لكوننا المحلي. ما تتخلله روح أُم كوننا المحلي هو نِبادون؛ ما يمتد ما بعد حضورها الفضائي هو خارج نِبادون, كائن مناطق الفضاء الزائدة عن-نِبادون للكون العظيم أورﭭونتون--أكوان محلية أخرى.
41:0.2 (455.2) بينما يُظهر التنظيم الإداري للكون الإجمالي تقسيماً واضح المعالم بين حكومات الكون المركزي, والأكوان العظمى, والمحلية, وبينما تلك الأقسام هي موازاة فلكياً في الإنفصال الفضائي لهاﭭونا والأكوان العظمى السبعة, فلا خطوط ترسيم واضحة تفرز الحدود الفيزيائية للخلائق المحلية. حتى القطاعات الكبرى والصغرى لأورﭭونتون هي (لنا) قابلة للتمييز بوضوح, لكنه ليس من السهل تحديد الحدود الفيزيائية للأكوان المحلية. هذا لأن هذه الخلائق المحلية منظمة إدارياً وفقاً لبعض المبادئ الخلاقة التي تحكم تجزئة الشحنة الكلية لطاقة كون عظيم, في حين أن مكوناتها الفيزيائية, أجواء الفضاء--شموس, جزر مظلمة, وكواكب, الخ… --تأخذ أصلاً في المقام الأول من السُدم. وهذه تجعل ظهورها الفلكي وفقاً لخطط سابقة للخلق (فوق الوجود المادي) لمعماريي الكون الرئيسي.
41:0.3 (455.3) واحدة أو أكثر--حتى الكثير--من هذه السُدم قد تكون مُطوقة ضمن مجال كون محلي فردي حتى كما نِبادون تم تجميعه فيزيائياً من الذرية النجمية والكوكبية لأندرونوﭭر وسُدم أخرى. أجواء نِبادون هي من أصل سديمي متنوع, لكن كلها لديها أدنى حد مشترك لحركة فضائية التي كانت قد قد ضُبِطت للغاية بالجهود الذكية لموجهي القدرة بحيث تنتج تجمعاتنا الحالية من أجسام الفضاء, التي تسافر معاً كوحدة متماسة فوق مدارات الكون العظيم.
41:0.4 (455.4) هكذا هو تأليف غيم النجم المحلي لنِبادون, الذي يتأرجح اليوم في مدار مستقر بشكل متزايد حول مركز القوس لذلك القطاع الأصغر من أورﭭونتون الذي ينتمي إليه خلقنا المحلي.
41:1.1 (455.5) السديم اللولبي وسُدم أخرى, الدواليب الأُم لأجواء الفضاء, تُستهل بمنظمي قوة فردوسيين؛ وتالي تطور سديمي ذا إستجابة جاذبية, يحل محلهم في وظيفة كون عظيم مراكز القدرة والمتحكمين الفيزيائيين, الذين يتقلدون عندئذٍ المسؤولية الكاملة لتوجيه التطور الفيزيائي للأجيال الناجمة من ذرية نجمية وكوكبية. إن هذا الإشراف الفيزيائي لسابق كون نِبادون, كان عند وصول الإبن الخالق الخاص بنا, مُنَّسق مباشرة مع خطته لتنظيم الكون. ضمن مجال إبن الله الفردوسي هذا, تعاون مراكز القدرة السُماة والمتحكمين الفيزيائيين الرئسيين مع مشرفي قدرة المورونشيا الظاهرين فيما بعد وآخرين لإنتاج ذلك التعقيد الشاسع من خطوط الإتصال, دارات الطاقة, وممرات القدرة التي تربط بثبات الأجسام الفضائية المتنوعة لنِبادون في وحدة إدارية متكاملة واحدة.
41:1.2 (456.1) مائة مركز قدرة سامي من المرتبة الرابعة معينين بشكل دائم إلى كوننا المحلي. هؤلاء الكائنات يستلمون الخطوط القادمة للقدرة من مراكز المرتبة-الثالثة ليوﭭرسا ويعاودون نقل الدارات المُعدلة والمدرجة نزولاً إلى مراكز قدرة أبراجنا وأنظمتنا. مراكز القدرة هؤلاء, في ترابط, يعملون لإنتاج النظام الحي للتحكم والتسوية التي تعمل للحفاظ على توازن وتوزيع الطاقات التي لولا ذلك هي متقلبة ومتغيرة. مراكز القدرة ليسوا, على كل, معنيين, باضطرابات الطاقة العابرة والمحلية, مثل البقع الشمسية وإضطرابات النظام الكهربائية, النور والكهرباء ليست الطاقات الأساسية للفضاء؛ إنها تجليات ثانوية وفرعية.
41:1.3 (456.2) تتمركز مراكز الكون المحلي المائة على ساﻟﭭينغتون, حيث يعملون عند مركز القدرة الدقيق لذلك الجو. الأجواء المعمارية, مثل ساﻟﭭينغتون, وعدنشيا, وجيروسِم, مضاءة, ومدفأة, ومُنشَطة بأساليب التي تجعلها مستقلة تماماً عن شموس الفضاء. تلك الأجواء تم تشييدها--صُنعت حسب الطلب--بمراكز القدرة والمتحكمين الفيزيائيين وقد صُممت لبذل تأثير قدير على توزيع الطاقة. مؤسسون نشاطاتهم على هكذا نقاط بؤرة من التحكم بالطاقة, مراكز القدرة, من خلال حضورهم الحي, يوجهون إتجاهات وقنوات الطاقات الفيزيائية للفضاء. ودارات الطاقة هذه هي أساسية إلى كل الظواهر الفيزيائية -المادية والمورونشية-الروحية.
41:1.4 (456.3) عشرة مراكز قدرة عليا من المرتبة الخامسة يتم تعيينهم إلى كل من تقسيمات نِبادون الأساسية, الأبراج المائة. في نورلاشيادِك, بُرجكم, هم ليسوا متمركزين على جو مركز الإدارة لكنهم واقعون عند مركز النظام النجمي الهائل الذي يُشكل النواة الفيزيائية للبُرج. على عدنشيا هناك عَشرَ متحكمين آليين مرتبطين وعَشر فراندلانكس الذين هم في إرتباط مثالي وثابت مع مراكز القدرة القريبة.
41:1.5 (456.4) مركز قدرة عليا واحد من المرتبة السادسة مُمركز عند بؤرة الجاذبية الدقيقة لكل نظام محلي. في نظام ساتانيا, يحتل مركز القدرة المُعيَّن جزيرة مظلمة من الفضاء واقعة عند المركز الفلكي للنظام. العديد من هذه الجزر المظلمة هي عبارة عن مولدات شاسعة التي تُعبيء وتوجه طاقات فضاء معينة, ويتم استخدام هذه الظروف الطبيعية بشكل فعال من قِبل مركز قدرة ساتانيا, الذي تعمل كتلته الحية بمثابة حلقة وصل مع المراكز الأعلى, مُوجهة تيارات القدرة الأكثر تجسداً إلى المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين على كواكب الفضاء التطورية.
41:2.1 (456.5) في حين أن المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين يخدمون مع مراكز القدرة في كل أنحاء الكون الإجمالي, فإن عملهم في نظام محلي, مثل ساتانيا, هو أكثر سهولة للإستيعاب, ساتانيا هي واحدة من مائة نظام محلي التي تُشكل التنظيم الإداري لبُرج نورلاشيادِك, الذي لديه كجيران مباشرين الأنظمة ساندماشيا, أسونشيا, بوروجيا, سورتوريا, رانتوليا, وغلانتونيا. تختلف أنظمة نورلاشيادِك في العديد من النواحي, لكن كلها تطورية وتقدمية, جداً مثل ساتانيا.
41:2.2 (457.1) ساتانيا ذاتها مكونة من ما يزيد عن سبعة آلاف مجموعة فلكية, أو أنظمة فيزيائية, قليل منها لديه أصل مشابه إلى ذلك لنظامكم الشمسي. المركز الفلكي لساتانيا هو جزيرة مظلمة ضخمة للفضاء التي, مع أجوائها المصاحبة, واقعة غير بعيد من مركز إدارة حكومة النظام.
41:2.3 (457.2) باستثناء حضور مركز القدرة المُخصص, فإن الإشراف على كامل نظام الطاقة الفيزيائية لساتانيا مُركَّز على جيروسِم. متحكم فيزيائي رئيسي, مُمركز على جو مركز الإدارة هذا, يعمل بالتنسيق مع مركز قدرة النظام, خادماً كرئيس إرتباط لمفتشي القدرة الذين مقرهم على جيروسِم وعاملين في كل أنحاء النظام المحلي.
41:2.4 (457.3) تسيير دارات الطاقة وتحويل قنواتها يُشرَف عليه من قِبل الخمسمائة ألف معالج طاقة الأحياء والأذكياء المنتشرين في كل أنحاء ساتانيا. من خلال عمل مثل هؤلاء المتحكمين الفيزيائيين, فإن مراكز القدرة المشرفين هم في تحكم تام ومثالي لمعظم الطاقات الأساسية للفضاء, بما في ذلك إنبعاثات الأجرام المسخنة للغاية والأجواء المشحونة بالطاقة المظلمة. هذه المجموعة من الكيانات الحية يمكنها تعبئة, تحويل, تبديل, مناورة, وإرسال تقريباً كل الطاقات الفيزيائية للفضاء المُنظَم.
41:2.5 (457.4) الحياة لديها إستطاعة كامنة لتعبئة وتحويل الطاقة الكونية. لديكم إلمام بعمل الحياة النباتية في تحويل الطاقة المادية للنور إلى تجليات متنوعة لمملكة النبات. أنتم تعرفون أيضاً شيئاً ما عن الطريقة التي بها هذه الطاقة النباتية يمكن تحويلها إلى ظواهر نشاطات حيوانية, لكنكم عملياً لا تعرفون شيئاً عن تقنية موَّجهي القدرة والمتحكمين الفيزيائيين, الذين وُهِبوا القدرة على تعبئة, وتحويل, وتوجيه, وتركيز طاقات الفضاء المتنوعة.
41:2.6 (457.5) هؤلاء الكائنات من عوالم الطاقة لا يشغلون أنفسهم مباشرة بالطاقة كعامل مُكون للمخلوقات الحية, ولا حتى بمجال الكيمياء الفيزيولوجية. هم أحياناً مهتمون بتمهيدات الحياة الفيزيائية, بتوسيع أنظمة الطاقة تلك التي قد تخدم بمثابة مركبات فيزيائية لأجل الطاقات الحية من العضويات المادية الإبتدائية. بطريقة ما, يرتبط المتحكمين الفيزيائيين بتجليات ما قبل الحياة للطاقة المادية كما أرواح العقل المعاونة مهتمة بوظائف ما قبل الروحي للعقل المادي.
41:2.7 (457.6) هؤلاء المخلوقات الذكية ذات التحكُم بالقدرة وتوجيه الطاقة يجب أن يضبطوا تقنيتهم على كل جو وفقاً للبنية الفيزيائية والمعمارية لذلك الكوكب. هم بلا كلل يستفيدون من حسابات وإستنتاجات موظفيهم المعنيين من فيزيائيين ومستشارين فنيين آخرين بشأن التأثير المحلي لشموس عالية السخونة وأنواع أخرى من النجوم الفائقة الشحن. حتى عمالقة الفضاء الضخمة الباردة والمظلمة والغيوم المحتشدة من غبار النجوم يجب أن يُحسَب حسابها؛ كل هذه الأمور المادية هي معنية في المسائل العملية لمناورة الطاقة.
41:2.8 (457.7) تقع مسؤولية الإشراف على القدرة-الطاقة للعوالم المسكونة التطورية على عاتق المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين, لكن هؤلاء الكائنات ليسوا مسؤولين عن كل سوء تصرف طاقة على يورانشيا. هناك عدد من الأسباب لمثل هذه الإضطرابات, بعض منها خارج عن نطاق مجال وسيطرة الأوصياء الفيزيائيين. يورانشيا هي في خطوط طاقات هائلة, كوكب صغير في دارة كتل ضخمة, والمتحكمين المحليين يوظفون أحياناً أعداداً ضخمة من مرتبتهم في جهد لمعادلة خطوط الطاقة تلك. إنهم يحسنون صنعاً إلى حد ما فيما يتعلق بالدارات الفيزيائية لساتانيا إنما لديهم مشكلة في العزل ضد تيارات نورلاشيادِك القديرة.
41:3.1 (458.1) هناك ما فوق الألفي شمس متألقة تسكب النور والطاقة في ساتانيا, وشمسكم الخاصة هي جرم ملتهب متوسط. من الشموس الثلاثين الأقرب إليكم, ثلاثة فقط هي أكثر لمعاناً. موجهو قدرة الكون يفتتحون تيارات الطاقة المتخصصة التي تلعب بين النجوم الفردية وأنظمتها المختصة. هذه الأفران الشمسية, سوية مع العمالقة المظلمة للفضاء, تخدم مراكز القدرة والمتحكمين الفيزيائيين بمثابة محطات طُرُق من أجل التركيز والتوجيه الفعّال لدارات الطاقة للخلائق المادية.
41:3.2 (458.2) ليست شموس نِبادون غير مشابهة لتلك من أكوان أخرى. التركيب المادي لكل الشموس, الجزر المظلمة, الكواكب, والسواتل, حتى النيازك, هو متماثل تماماً. يبلغ متوسط قطر هذه الشموس حوالي مليون ميل, ذلك الذي لجرمكم الشمسي كائن أقل بقليل. أكبر نجمٍ في الكون, الغيم النجمي أنتاريس, قطره أربعمائة وخمسون مرة قطر شمسكم وستون مليون مرة حجمها. لكن هناك فضاء وافر لإيواء كل هذه الشموس الهائلة. لديها نفس القدر من مجال مرفق نسبي في الفضاء كما سيكون لدى دزينة من البرتقال إذا كانت تدور في كل أنحاء داخل يورانشيا, لو كان الكوكب عبارة عن كرة جوفاء.
41:3.3 (458.3) عندما تُقذف شموس كبيرة جداً بعيداً عن دولاب السديم الأُم, فإنها سرعان ما تتفكك أو تُشكل نجوماً مزدوجة. كل الشموس هي في الأصل غازية حقاً, ولو أنها قد تتواجد بشكل عابر لاحقاً في حالة شبه سائلة. عندما حققت شمسكم هذه الحالة شبه السائلة لضغط غاز فائق, لم تكن كبيرة بما فيه الكفاية لكي تنفلق بشكل استوائي, هذا كائن أحد الأشكال لتشكيل نجم مزدوج.
41:3.4 (458.4) عندما تكون أقل من عُشر حجم شمسكم, تتقلص هذه الأجواء النارية بسرعة, تتكثف, وتبرد. عندما تكون فوق الثلاثين مرة حجمها--بالأحرى ثلاثون مرة المحتوى المادي الفعلي--تنفلق الشموس بيسر إلى جسمين منفصلين, إما مصبحة مراكز أنظمة جديدة وإلا متبقية في قبضة جاذبية بعضها البعض ودائرة حول مركز مُشترَك كأحد أنواع النجم المزدوج.
41:3.5 (458.5) أكثر الثورانات الفلكية الكبرى حداثة في أورﭭونتون كان الإنفجار الإستثنائي لنجم مزدوج, الذي وصل نوره يورانشيا في عام 1572 م. كان هذا الحريق شديداً لدرجة أن الإنفجار كان مرئياً بوضوح في وضح النهار.
41:3.6 (458.6) ليست كل النجوم صلبة, لكن كثير من النجوم الأقدم هي كذلك. بعض من النجوم الضاربة للحمرة, التي تبرق على نحو ضعيف اكتسبت كثافة عند مركز كتلها الهائلة التي يمكن التعبير عنها بالقول بأن بوصة مكعبة من هكذا نجم, إذا كانت على يورانشيا, ستزن ستة آلاف رطل. الضغط الهائل, مصحوب بفقدان حرارة وطاقة دوارة, قد أدى إلى إحضار مدارات الوحدات المادية الأساسية أقرب وأقرب معاً حتى هي الآن تقارب عن كثب وضع التكثيف الإلكتروني. عملية التبريد والإنكماش هذه قد تستمر إلى نقطة الإنفجار الحدي والحرج للتكثيف الألتيماطوني.
41:3.7 (459.1) معظم النجوم العملاقة هي شابة نسبياً؛ معظم النجوم القزمية قديمة, لكن ليس كلها. قد تكون الأقزام الإصطدامية في مقتبل العمر وقد تتوهج بنور أبيض شديد, لم تعرف مطلقاً مرحلة حمراء أولية من الإشراق الفتي. كِلا الشموس القديمة جداً والحديثة جداً عادة تتوهج بتلألؤ إحمراري. تشير الصبغة الصفراء إلى حداثة معتدلة أو إقتراب من الشيخوخة, لكن النور الأبيض المتألق اللامع يدل على حياة بالغة قوية وممتدة.
41:3.8 (459.2) بينما كل الشموس اليافعة لا تمر خلال مرحلة نابضة, على الأقل ليس بشكل واضح, عند التطلع إلى الخارج نحو الفضاء قد تلاحظ الكثير من تلك النجوم الأصغر التي تتطلب تمَوراتها التنفسية الهائلة من يومين إلى سبعة أيام لاستكمال دورة. لا تزال شمسكم تحمل إرثاً متناقصاً للتورمات العظيمة من أيام حداثتها, لكن الفترة قد طالت من نبضات الثلاثة أيام ونصف اليوم السابقة إلى دورات الإحدى عشر سنة ونصف السنة الحالية للبقع الشمسية.
41:3.9 (459.3) المتغيرات النجمية لديها أصول عديدة. في بعض النجوم المزدوجة المد الناجم عن المسافات المتغيرة بسرعة عندما تأرجح الجسمان حول مداراتهما كذلك يُسبب تقلبات دورية للنور. إختلافات الجاذبية هذه تنتج توهجات منتظمة ومتكررة, تماماً كما القبض على نيازك بتعاظم مواد-الطاقة عند السطح سيؤدي إلى وميض فجائي نسبي للنور الذي من شأنه أن ينحسر بسرعة إلى سطوع طبيعي لتلك الشمس. أحياناً سوف تقبض شمس على مجرى من النيازك في خط مقاومة جاذبية مُخفضة, ومن حين لآخر تُسبب التصادمات تفجرات نجمية, لكن معظم هذه الظواهر ناتجة كلياً عن التقلبات الداخلية.
41:3.10 (459.4) في مجموعة واحدة من النجوم المتغيرة, تعتمد فترة تقلبات النور بشكل مباشر على السطوع, ومعرفة هذه الحقيقة تُمكن الفلكيين من الإستفادة من مثل هذه الشموس كمنارات كونية أو نقاط قياس دقيقة لاستكشاف مزيد من مجموعات النجوم البعيدة. من خلال هذه التقنية من الممكن قياس مسافات نجمية بدقة بالغة تصل إلى أكثر من مليون سنة ضوئية. أساليب أفضل لقياس الفضاء وتقنية تلِسكوبية مُحسَّنة ستكشف يوماً ما بشكل أتم الأقسام الكبرى العشرة للكون العظيم أورﭭونتون؛ على الأقل سوف تتعرفون على ثمانية من هذه القطاعات الهائلة كعناقيد نجمية ضخمة ومتناسقة إلى حد ما.
41:4.1 (459.5) كتلة شمسكم هي أكثر بقليل من تقدير فيزيائييكم, الذين احتسبوها حوالي إثنين أوكتاليون (2 x 1027) طن. إنها تتواجد الآن في منتصف المسافة تقريباً بين النجوم الأكثر كثافة والأكثر إنتشاراً, لديها حوالي مرة ونصف كثافة الماء. لكن شمسكم ليست سائلة ولا صلبة--إنها غازية--وهذا صحيح بالرغم من صعوبة الشرح كيف أن مادة غازية يمكنها إحراز هذه الكثافة وحتى كثافات أكبر بكثير.
41:4.2 (459.6) الحالات الغازية, السائلة, والصلبة هي مسائل علاقات جزيئية-ذرية, لكن الكثافة هي علاقة فضاء وكتلة. تتغير الكثافة مباشرة مع كمية الكتلة في الفضاء وعكسياً مع كمية الفضاء في الكتلة, الفضاء بين النوى المركزية للمادة والجزيئات التي تدور حول هذه المراكز وأيضاً الفضاء ضمن تلك الجزيئات المادية.
41:4.3 (459.7) النجوم الآخذة في البرودة يمكن أن تكون فيزيائياً غازية وكثيفة بشكل هائل في نفس الوقت. أنتم ليس لديكم إلمام بالغازات الفائقة الشمسية, لكن تلك الأشكال وأشكال أخرى غير عادية للمادة تفسر كيف حتى الشموس التي ليست صلبة يمكنها إحراز كثافة مساوية للحديد--تقريباً مثل يورانشيا--ومع ذلك تكون في حالة غازية عالية السخونة وتستمر في العمل كشموس. الذرات في هذه الغازات الفائقة الكثيفة هي صغيرة بشكل إستثنائي؛ إنها تحتوي على إلكترونات قليلة. هكذا شموس أيضاً قد خسرت إلى حد كبير مخازنها الألتيماطونية الحرة من الطاقة.
41:4.4 (460.1) إحدى شموسكم القريبة إليكم, التي بدأت الحياة مع تقريباً نفس الكتلة لشمسكم, قد تقلصت الآن تقريباً إلى حجم يورانشيا, حيث قد أصبحت أربعين ألف مرة أكثف من شمسكم. وزن هذا الجماد-الغازي الساخن-البارد حوالي طن في البوصة المكعبة. ولا تزال هذه الشمس تلمع بتوهج احمراري خافت, البصيص الخرف لعاهل نورٍ يموت.
41:4.5 (460.2) معظم الشموس, مع ذلك, ليست بهذه الكثافة. إحدى جيرانكم الأقرب لديها كثافة مساوية بالضبط إلى غلافكم الجوي عند مستوى سطح البحر. لو كنت في داخل هذه الشمس, فلن تكون قادراً على تمييز أي شيء. وإذا سمحت الحرارة, ستتمكن من إختراق أكثرية الشموس التي تتلألأ في سماء الليل ولن تلاحظ مادة أكثر من التي تشعر بها في هواء غرفة جلوسك الأرضية.
41:4.6 (460.3) الشمس الهائلة ﭭِلونشيا, إحدى الأكبر في أورﭭونتون, لديها كثافة فقط واحد في الألف من تلك التي لغلاف يورانشيا الجوي. لو كانت في تركيب مشابه لغلافكم الجوي وليست عالية السخونة, ستكون هكذا فراغ بحيث ستختنق الكائنات الإنسانية بسرعة لو كانوا داخلها أو عليها.
41:4.7 (460.4) واحدة أخرى من عمالقة أورﭭونتون لديها الآن حرارة سطح قليلاً تحت الثلاثة آلاف درجة. قطرها فوق الثلاثمائة مليون ميل--مجال واسع لاحتواء شمسكم والمدار الحالي للأرض. ومع ذلك, لكل هذا الحجم الضخم, فوق الأربعون مليون مرة لشمسكم, فإن كتلتها أكير بحوالي ثلاثين مرة فقط. هذه الشموس الهائلة لديها هامش ممتد يصل تقريباً من الواحدة إلى الأخرى.
41:5.1 (460.5) كون شموس الفضاء ليست كثيفة جداً مُثبت بالتيارات المتواصلة من طاقات النور المتفلتة. كثير من الكثافة سوف يحتجز نور بالعتامة إلى أن يصل ضغط طاقة-النور نقطة الإنفجار. هناك نور أو ضغط غازي هائل ضمن شمس ليسبب لها أن تقذف هكذا تيار من الطاقة بحيث تخترق الفضاء لملايين فوق ملايين من الأميال لكي تُفعِل, وتنير, وتسخن الكواكب البعيدة. خمسة عشر قدماً من السطح من كثافة يورانشيا ستمنع بشكل فعال هروب كل أشعات أكس وطاقات-النور من شمس ما إلى أن الضغط الداخلي المتزايد من الطاقات المتراكمة الناتج عن التجزؤ الذري يتغلب على الجاذبية مع إنفجار هائل نحو الخارج.
41:5.2 (460.6) النور, في ظل وجود غازات دافعة, يكون قابلاً للإنفجار بشدة عندما يُحصر عند حرارات عالية بجدران محتجزة معتمة. النور حقيقي. كما تُقدِرون الطاقة والقدرة على عالمكم, فإن نور الشمس سيكون إقتصادياً عند مليون دولار للرطل.
41:5.3 (460.7) إن داخل شمسكم مولِد أشعة أكس فسيح. يتم دعم الشموس من الداخل بالقصف المتتالي لهذه الإنبعاثات القوية.
41:5.4 (460.8) يتطلب أكثر من نصف مليون سنة لإلكترون محفز بأشعة أكس ليجعل طريقه من صميم المركز لشمس متوسطة صعوداً إلى السطح الشمسي, من حيث يبدأ على مغامرته الفضائية, ربما ليُسخن كوكب مسكون, ليُقبض عليه بنيزك, ليشترك في مَولد ذرة, ليُستقطب بجزيرة معتمة للفضاء عالية الشحنة, أو ليجد هروبه الفضائي يُنهي بغطس أخير نحو سطح شمس مشابهة لتلك الواحدة من أصله.
41:5.5 (461.1) تقوم الأشعة السينية التي داخل شمس بشحن الإلكترونات العالية السخونة والتهيج بطاقة كافية لحملها خارجاً خلال الفضاء, عبر حشود تأثيرات معيقة من المادة المتخللة. وبالرغم من قوى جذب جاذبية متشعبة, إستمراراً إلى الأجواء البعيدة للأنظمة البعيدة. الطاقة العظيمة للسرعة المطلوبة للإفلات من قبضة جاذبية شمس هو كافٍ لضمان بأن شعاع الشمس سيتابع السفر بسرعة غير مخففة إلى أن يواجه كتل معتبرة من المادة؛ حيث يتحول بسرعة إلى حرارة مع تحرير الطاقات الأخرى.
41:5.6 (461.2) الطاقة, سواء كنور أو في أشكال أخرى, تتحرك في طيرانها خلال الفضاء في خط مستقيم إلى الأمام. الجزيئات الفعلية لوجود مادي تجتاز الفضاء مثل وابل رصاص. إنها تسير في خطوط مستقيمة وغير منقطعة أو موكب ما عدا عندما يُتصرف عليها بقوى فائقة, وباستثناء عندما أبداً تطيع سحب الجاذبية الخطية المتأصل في الكتلة المادية وحضور الجاذبية الدائري لجزيرة الفردوس.
41:5.7 (461.3) قد تبدو الطاقة الشمسية لتكون مدفوعة في موجات, لكن ذلك يرجع إلى عمل تأثيرات متعايشة ومشاركة في الوجود. شكل ما من الطاقة المنظمة لا يسير في موجات إنما في خطوط مباشرة. تواجد شكل ثاني أو ثالث من قوة-الطاقة قد يتسبب للتيار تحت المراقبة ليبدو أنه مسافر في تشكيل تموجي, بالضبط كما, في عاصفة أمطار مسببة للعمى مرافقة بريح شديدة, يبدو الماء أحياناً ليسقط في صفائح أو ليتنزل في موجات. تنهمر قطرات المطر في خط مباشر لموكب غير منقطع, لكن عمل الريح يكون بحيث يعطي المظهر المرئي لصفائح من الماء وموجات من قطرات المطر.
41:5.8 (461.4) إن عمل بعض الطاقات الثانوية وأخرى غير مكتشفة متواجدة في مناطق فضاء كونكم المحلي هو بحيث أن إنبعاثات النور-الشمسي تبدو لتنفذ ظواهر تموجية معينة وكذلك بحيث تكون مُقطعة إلى أقسام متناهية الصغر لطول ووزن محددين. ومعتبرة عملياً, ذلك هو بالضبط ما يحدث. بالكاد يمكنكم أن تأملوا في التوصل إلى فهم أفضل لتصرف النور حتى هكذا وقت حين تكتسبون مفهوماً أوضح للتفاعل والترابط لمختلف قوات-الفضاء والطاقات الشمسية العاملة في مناطق الفضاء لنِبادون. إرتباككم الحالي يرجع أيضاً إلى فهمكم غير المكتمل لهذه المسألة كما تشمل النشاطات المتداخلة الترابط للسيطرة الشخصية واللا-شخصية للكون الرئيسي--حضورات, أداءات, وتنسيق العامل الموحَد والمُطلق البات.
41:6.1 (461.5) في فك رموز ظواهر الطيف, ينبغي تذكُر أن الفضاء ليس فارغاً؛ وبأن النور, في إجتياز الفضاء, يكون أحياناً مُعدلاً بشكل طفيف بالأشكال المتنوعة من الطاقة والمادة التي تدور في كل الفضاء المنظَم. بعض الخطوط التي تشير إلى مادة غير معروفة التي تظهر في طيف شمسكم هي نتيجة تعديلات لعناصر معروفة-جيداً التي تطفو في كل أنحاء الفضاء في شكل محطم, الخسائر الذرية للمواجهات العنيفة لمعارك العناصر الشمسية. الفضاء مُتخَلل بتلك المهجورات المتجولة, خاصة الصوديوم والكالسيوم.
41:6.2 (461.6) الكالسيوم, في الواقع, هو العنصر الرئيسي لتخلل-المادة للفضاء في كل أنحاء أورﭭونتون. كوننا العظيم بأكمله منثور بحجر مسحوق بدقة. الحجر هو حرفياً مادة البناء الأساسية للكواكب وأجواء الفضاء. السحابة الفلكية, بطانية الفضاء العظيمة, تتكون في معظمها من ذرات الكالسيوم المعدلة. ذرة الحجر هي إحدى الأكثر إنتشاراً وثباتاً من العناصر. ليس فقط تحتمل التأيُن الشمسي--الإنفلاق--لكن تستمر في هوية إرتباطية حتى بعد أن تكون قد تعرضت للُقصف بأشعة أكس المدمِرة وحُطمت بفعل درجات حرارة شمسية عالية. يملك الكالسيوم فردية وإمتدادية أجل تفوق كل الأشكال الأكثر شيوعاً للمادة.
41:6.3 (462.1) كما إشتبه الفيزيائيون عندكم, هذه البقايا المشوهة من الكالسيوم الشمسي تَركب حرفياً أشعة النور لمسافات مختلفة, ولهذا فإن إنتشارها على نطاق واسع في كل أنحاء الفضاء مُسهَّل بشكل كبير. ذرة الصوديوم, تحت بعض التعديلات, هي أيضاً قادرة على نقل النور والطاقة. مأثرة الكالسيوم هي الأكثر جدارة بالإعتبار حيث أن هذا العنصر لديه كتلة تقريباً ضعف كتلة الصوديوم. التخلل الفضائي المحلي بالكالسيوم يعود إلى واقع أنه يفلت من الكرة الضوئية (الفوتوسفير) الشمسية, في صيغة معدلة, حرفياً من خلال ركوب أشعات الشمس الخارجة. من بين كل العناصر الشمسية, الكالسيوم بغض النظر عن حجمه بالمقارنة--محتوياً كما هو عشرين إلكتروناً دائراً--هو الأكثر نجاحاً في الإفلات من الداخل الشمسي إلى نواحي الفضاء. هذا يُفسر سبب وجود طبقة كالسيوم, سطح حجر غازي, على الشمس بسُمك ستة آلاف ميل؛ وهذا رغم الواقع بأن تسعة عشر عنصر أخف, وعناصر أثقل عديدة, هي تحت.
41:6.4 (462.2) الكالسيوم عنصر نشيط ومتقلب عند درجات الحرارة الشمسية. ذرة الحجر لديها إلكترونان رشيقان وموصولان على نحو حر في الدارتين الإلكترونيتين الخارجتين, القريبتين جداً من بعضهما. باكراً في الصراع الذري يفقد إلكترونه الخارجي؛ وعند ذاك يتعاطى في تصرف بارع بالتلاعب بالإلكترون التاسع عشر ذهاباً وإياباً بين الدارتين التاسعة عشر والعشرين من الدوران الإلكتروني. عن طريق القذف التقلبي لهذا الإلكترون التاسع عشر ذهاباً وإياباً بين مداره الخاص ومدار رفيقه الضائع أكثر من خمسة وعشرين ألف مرة في الثانية, تتمكن ذرة حجر مشوه من تحدي الجاذبية جزئياً وبالتالي أن تركب بنجاح التيارات المنبثقة من النور والطاقة, الإشعاعات الشمسية, إلى الحرية والمغامرة. ذرة الكالسيوم هذه تتحرك إلى الخارج بإرتجاجات متناوبة من الدفع إلى الأمام, ممسكة ومفلتة شعاع الشمس حوالي خمسة وعشرين ألف مرة كل ثانية. وهذا هو السبب لماذا الحجر هو المكون الرئيسي لعوالم الفضاء. الكالسيوم هو الهارب من السجن-الشمسي الأعظم خبرة.
41:6.5 (462.3) إن رشاقة إلكترون الكالسيوم البهلواني هذا مبينة في واقع أنه, عندما يُقذف بالتقلب بحرارات أشعة أكس القوى الشمسية إلى دائرة المدار الأعلى, فإنه يبقى في ذلك المدار فقط لحوالي واحد على مليون من الثانية؛ لكن قبل ما قدرة الجاذبية الكهربائية للنواة الذرية تسحبه رجوعاً نحو مداره القديم, فهو قادر على إتمام مليون دورة حول المركز الذري.
41:6.6 (462.4) شمسكم قد تخلت عن كمية هائلة من الكالسيوم الخاص بها, بعد أن فقدت كميات ضخمة خلال أوقات فوراناتها المتشنجة في علاقة مع تشكيل النظام الشمسي. الكثير من الكالسيوم الشمسي موجود الآن في القشرة الخارجية للشمس.
41:6.7 (462.5) ينبغي التذكر بأن التحليل الطيفي يُظهر فقط تركيبات سطح- الشمس. على سبيل المثال: الطيف الشمسي يعرض العديد من خطوط الحديد, لكن الحديد ليس العنصر الرئيسي في الشمس. هذه الظاهرة هي تقريباً كلياً نتيجة إلى الحرارة الحالية لسطح الشمس, أقل بقليل من 6,000 درجة, هذه الحرارة كونها مؤاتية جداً لتسجيل الطيف الحديدي.
41:7.1 (463.1) درجة الحرارة الداخلية لكثير من الشموس, حتى شمسكم, هي أعلى بكثير مما يُعتقد عموماً. في داخل شمس ما عملياً لا توجد ذرات كاملة؛ هي جميعاً أكثر أو أقل محطمة بطلقات أشعة أكس الشديدة التي هي طبيعية إلى مثل هذه الحرارات العالية. بغض النظر عما قد تبدو العناصر المادية في الطبقات الخارجية لشمس ما, فإن تلك الموجودة في الداخل تُصَير متشابهة جداً من خلال العمل العازل لأشعات أكس المدمرة. أشعة أكس هي الممهدة الكبيرة للوجود الذري.
41:7.2 (463.2) تبلغ حرارة السطح لشمسكم حوالي 6000 درجة, لكنها تتزايد بسرعة بينما يولَج الداخل إلى أن تُحقق الإرتفاع الذي لا يُصدق لحوالي 35,000,000 درجة في المناطق المركزية. (كل تلك الحرارات تُشير إلى مقياس فهرنهايت لديكم).
41:7.3 (463.3) كل هذه الظواهر تدل على إنفاق طاقة هائلة, ومصادر الطاقة الشمسية, المسماة حسب ترتيب أهميتها, هي:
41:7.4 (463.4) 1. إبادة ذرات, وبالنتيجة, إلكترونات.
41:7.5 (463.5) 2. تحويل عناصر, بما فيها الفئة الإشعاعية, لطاقات تحررت بهذا.
41:7.6 (463.6) 3. تكديس ونقل بعض الطاقات-الفضائية الكونية.
41:7.7 (463.7) 4. مادة فضائية ونيازك التي تغوص باستمرار في الشموس الملتهبة.
41:7.8 (463.8) 5. تقلص شمسي؛ التبريد والتقلص الناجم لشمس ما يُنتج طاقة وحرارة أحياناً أكثر من تلك المزودة بمادة الفضاء.
41:7.9 (463.9) 6. عمل الجاذبية عند درجات حراراة عالية يحول قدرة مدارة معينة إلى طاقات مشعة.
41:7.10 (463.10) 7. نور مسترد ومواد أخرى التي يتم سحبها رجوعاً نحو الشمس بعد أن تركت, سوية مع طاقات أخرى لديها أصل خارج عن الشمسي.
41:7.11 (463.11) يتواجد هناك دثار مُعدِل من الغازات الساخنة (أحياناً ملايين الدرجات في الحرارة) الذي يُغلف الشموس, والذي يعمل على موازنة خسارة السخونة ويمنع بالتالي تقلبات خطيرة لتبدد السخونة. خلال الحياة النشيطة لشمس ما, تبقى الحرارة الداخلية البالغة 35,000,000 درجة تقريباً ذاتها بغض النظر عن الإنخفاض التدريجي للحرارة الخارجية.
41:7.12 (463.12) قد تحاول تصور 35,000,000 درجة من السخونة, بالترافق مع ضغوط جاذبية معينة, مثل نقطة الغليان الإلكتروني. تحت مثل هذا الضغط وعند مثل هذه الحرارة تتحلل كل الذرات وتنقسم إلى مكوناتها الإلكترونية ومركبات سلفية أخرى؛ حتى الإلكترونات وارتباطات أخرى للألتيماطونات قد تتفكك, لكن الشموس ليست قادرة على تحليل الألتيماطونات.
41:7.13 (463.13) درجات الحرارة الشمسية هذه تعمل على تسريع الألتيماطونات والإلكترونات على نحو هائل, على الأقل مثل هذه الأخيرة بينما تستمر في المحافظة على وجودها تحت هذه الظروف. سوف تدركون ماذا تعني حرارة عالية بطريق تسريع النشاطات الألتيماطونية والإلكترونية عندما تتوقفون لإعتبار أن نقطة واحدة من الماء العادي تحتوي على أكثر من بليون ترليون من الذرات. هذه هي الطاقة لأكثر من قدرة مائة حصان تبذل بشكل مستمر لمدة سنتين. مجموع السخونة التي تُعطى الآن بشمس النظام الشمسي كل ثانية هي كافية لغليان كل الماء في جميع المحيطات على يورانشيا في ثانية واحدة فقط من الوقت.
41:7.14 (464.1) فقط تلك الشموس التي تعمل في القنوات المباشرة للتيارات الرئيسية للطاقة الكونية يمكنها أن تُشع إلى الأبد. مثل هذه الأفران الشمسية تشتعل إلى أجل غير مسمى, كونها قادرة على تعويض خسارتها المادية بالأخذ من قوة-الفضاء وطاقة دوارة مماثلة. لكن نجوم بعيدة جداً عن هذه القنوات الرئيسية لإعادة الشحن هي مقدَّرة لتخضع إلى إستنفاذ طاقة--تبرد تدريجياً وبالنتيجة تنطفيء.
41:7.15 (464.2) هكذا شموس ميتة أو تموت يمكن إعادة تجديدها بصدمة إرتطامية أو يمكن إعادة شحنها ببعض جزر الطاقة غير المضيئة للفضاء أو من خلال سرقة-جاذبية لشموس أو أنظمة أصغر قريبة. غالبية الشموس الميتة ستختبر إعادة إنعاش بتلك أو بأساليب تطورية أخرى. تلك التي لا يُعاد شحنها على هذا النحو مُقدَّرة أن تخضع للإختلال بانفجار شامل عندما يصل تكثف الجاذبية إلى المستوى الحرج من التكثيف الألتيماطوني لضغط الطاقة. مثل هذه الشموس المختفية تصبح بالتالي طاقة من أندر الأشكال, مكيفة بشكل مثير للإعجاب لتنشيط شموس أخرى ذات موقع أكثر إيجابية.
41:8.1 (464.3) في تلك الشموس المُدارة بقنوات الطاقة-الفضائية, تتحرر الطاقة الشمسية بواسطة سلاسل تفاعلات نووية معقدة متنوعة, أكثرها شيوعاً هو تفاعل الهيدروجين-الكربون-الهيليوم. في هذا التحول, يتصرف الكربون كمحفز للطاقة حيث أنه لا يتغير في الواقع بأي حال من الأحوال من خلال هذه العملية لتحويل الهيدروجين إلى هيليوم. في ظل ظروف معينة من الحرارة العالية, يخترق الهيدروجين نواة الكربون. بما أن الكربون لا يمكن أن يحمل أكثر من أربعة بروتونات من هذا القبيل, عندما تتحقق حالة التشبع هذه, يبدأ بقذف بروتونات بالسرعة التي تصل بها بروتونات جديدة. في هذا التفاعل تخرج جزيئات الهيدروجين القادمة كذرة هيليوم.
41:8.2 (464.4) إنخفاض محتوى الهيدروجين يزيد تلألؤ الشمس. في الشموس المُقدَّرة للإنطفاء, يتحقق علو التلألؤ عند نقطة استنفاذ الهيدروجين. لاحقاً إلى هذه النقطة, يتم الحفاظ على التألق بالعملية الناتجة من تقلص الجاذبية. في نهاية المطاف, سيصبح مثل هذا النجم ما يُدعى قزم أبيض, جو عالي الكثافة.
41:8.3 (464.5) في الشموس الكبيرة--سُدم دائرية صغيرة--عندما يُستنفذ الهيدروجين ويترتب على ذلك تقلص الجاذبية, إذا لم يكن هكذا جسم كامد بما فيه الكفاية ليستعيد ضغط الدعم الداخلي لمناطق الغاز الخارجية, عندئذٍ يحدث انهيار مفاجئ. التغييرات الجاذبية-الكهربائية تعطي أصلاً لكميات كبيرة من الجزيئات الصغيرة التي تخلو من الجهد الكهربائي, وتلك الجزيئات تفلت بسهولة من الداخل الشمسي, بهذا جالبة الإنهيار لشمس عملاقة خلال أيام قليلة. لقد كان مثل هذا النزوح لتلك "الجزيئات الهاربة" ما تسبب بانهيار النوﭭا العملاقة لسديم أندروميدا منذ حوالي خمسين عاماً. هذا الجسم النجمي الشاسع إنهار في أربعين دقيقة من وقت يورانشيا.
41:8.4 (464.6) كقاعدة عامة, يستمر القذف الوافر للمادة بالتواجد حول الشمس المبردة المتبقية كغيوم ممتدة من الغازات السديمية. وكل هذا يفسر أصل أنواع عديدة من السُدم غير المنتظمة, مثل سديم السرطان, الذي كان أصله منذ حوالي تسعمائة سنة, والذي لا يزال يعرض الجو الأُم كنجم وحيد قرب مركز هذه الكتلة السديمية غير النظامية.
41:9.1 (465.1) تحافظ الشموس الأكبر على مثل هذا التحكم في الجاذبية على إلكتروناتها بحيث يفلت النور فقط بمساعدة أشعات أكس القوية. هذه الأشعات المساعدة تخترق كل الفضاء وهي معنية في المحافظة على الترابطات الألتمياطونية الأساسية للطاقة. إن خسائر الطاقة الكبيرة في الأيام المبكرة لشمس, لاحقاً لإحرازها حرارة قصوى--فوق 35,000,000 درجة—لا ترجع كثيراً إلى هروب النور كما هي للتسرب الألتيماطوني. طاقات الألتيماطون هذه تهرب خارجاً نحو الفضاء, لتتعاطى في مغامرة ذات صِلة إلكترونية وتجسيد الطاقة, كإنفجار طاقة حقيقي خلال أوقات سن المراهقة الشمسي.
41:9.2 (465.2) تخضع الذرات والإلكترونات للجاذبية. الألتيماطونات لا تخضع للجاذبية المحلية, تفاعل الإنجذاب المادي, لكنها ممتثلة للجاذبية المطلقة أو الفردوسية, إلى الإتجاه, التأرجح, للدائرة الكونية والأبدية لكون الأكوان. الطاقة الألتيماطونية لا تطيع الجاذبية الخطية أو المباشرة للكتل المادية القريبة أو البعيدة, لكنها تتأرجح دائماً بإخلاص إلى دارة الأهليلج العظيم للخلق النائي.
41:9.3 (465.3) مركزكم الشمسي الخاص يشع ما يقرب من بليون طن من المادة الفعلية سنوياً, بينما تفقد الشموس الضخمة المادة بمعدل مذهل خلال نموها الأبكر, البليون سنة الأولى. تصبح حياة الشمس مستقرة بعد أن يكون قد تم الوصول إلى الحد الأقصى لدرجة الحرارة الداخلية, ويبدأ إخلاء سبيل الطاقات دون الذرية. وإنه تماماً عند هذه النقطة الحرجة حيث الشموس الأكبر تُعطى إلى نبضات تشنجية.
41:9.4 (465.4) يعتمد إستقرار الشمس كلياً على التوازن بين نزاع الجاذبية-الحرارة--ضغوط هائلة موازَنة بدرجات حراراة لا تُتصوَر. مرونة الغاز الداخلي للشموس تدعم الطبقات المغطية من مواد متنوعة, وعندما تكون الجاذبية والسخونة في توازن, فإن وزن المواد الخارجية يساوي بالضبط الضغط الحراري للغازات الموجودة تحت والداخلية. في كثير من النجوم الأصغر ينتج عن تكثيف الجاذبية المستمر درجات حرارة داخلية متزايدة الارتفاع, ومع زيادة السخونة الداخلية, يصبح ضغط أشعة أكس الداخلي لرياح الغاز الفائق عظيم للغاية بحيث أنه, في إرتباط مع حركة الطرد المركزي, تبدأ شمس بقذف طبقاتها الخارجية نحو الفضاء, بهذا معالجة عدم التوازن بين الجاذبية والسخونة.
41:9.5 (465.5) شمسكم الخاصة قد أحرزت منذ وقت طويل توازن نسبي بين دورات تمددها وتقلصها, تلك الإضطرابات التي تنتج النبضات الهائلة لكثير من النجوم الأصغر. تعبر شمسكم الآن من عامها الستة بلايين. وهي تعمل في الوقت الحالي من خلال فترة التوفير الأكبر. ستستمر بالسطوع على أساس كفاءتها الحالية لأكثر من خمس وعشرين بليون سنة. من المحتمل أن تشهد فترة فعّالة جزئياً من الإنخفاض ما دامت الفترات المجتمعة لشبابها واستقرارها تعمل.
41:10.1 (465.6) بعض من النجوم المتغيرة, في أو بالقرب من حالة النبضات القصوى, هي في طريقها لإعطاء منشأ لأنظمة فرعية, الكثير منها سيكون في نهاية المطاف إلى حد كبير مثل شمسكم وكواكبها الدوارة. كانت شمسكم في مثل هذه الحالة بالضبط من النبض العظيم عندما تأرجح نظام أنغونا الضخم نحو دنو قريب, وبدأ السطح الخارجي للشمس بتفجير تيارات حقيقية--صفائح مستمرة--من المادة. وقد إستمر هذا بعنف دائم التزايد حتى المعارضة الأقرب, عندما تم الوصول إلى حدود التماسك الشمسي وبُرج فسيح من المادة, سلف النظام الشمسي, قِيء. في ظروف مشابهة أقرب وصول للجسم الجاذب أحياناً يسحب كواكب بأكملها, حتى ربع أو ثلث شمس. تلك القذفات الكبرى تشكل بعض أنواع العوالم الغريبة المقيدة-بغيوم, أجواء كثيراً مثل المشتري وزُحل.
41:10.2 (466.1) أكثرية الأنظمة الشمسية, على كل, كان لها أصل مختلف كلياً عن الذي لكم, وهذا صحيح حتى إلى تلك التي تم إنتاجها بتقنية مد وجزر-الجاذبية. لكن بغض النظر عن تقنية بناء عالَم تحصل,فإن الجاذبية تُنتج دائماً نوع النظام الشمسي للخلق؛ أي, شمس مركزية أو جزيرة معتمة مع كواكب, سواتل, سواتل تابعة, ونيازك.
41:10.3 (466.2) تتحدد الجوانب الفيزيائية للعوالم الفردية إلى حد كبير بكيفية المنشأ, والحالة الفلكية, والبيئة الفيزيائية. العمر, والحجم, ومعدل الدوران, والسرعة خلال الفضاء كذلك هي أيضاً عوامل مقررة. كِلا عوالم التقلص الغازي وعوالم التجمع الجمادي متميزان بالجبال, وخلال حياتها الأبكر, عندما ليست صغيرة جداً, بالماء والهواء. عوالم الإنفلاق-المنصهر والإصطدامية هي أحياناً بدون سلاسل جبال واسعة.
41:10.4 (466.3) خلال العصور الأبكر لكل تلك العوالم الجديدة, تكون الزلازل متكررة, وتتميز جميعها بإضطرابات فيزيائية كبيرة؛ هذا صحيح بشكل خاص لأجواء التقلص الغازي, العوالم المولودة من حلقات السُدم الضخمة التي تُركت في أعقاب التكثيف والتقلص المبكران لبعض الشموس الفردية. الكواكب التي لديها أصل ثنائي مثل يورانشيا تمر خلال مهنة شباب أقل عنفاً وعصفاً. ومع ذلك, فقد شهد عالمكم مرحلة مبكرة من الإضطرابات العظيمة, متميزة بالبراكين, والزلازل, والطوفانات, والعواصف الرهيبة.
41:10.5 (466.4) يورانشيا معزولة بالمقارنة على أطراف ساتانيا, نظامكم الشمسي, مع إستثناء واحد, كونه الأبعد من جيروسِم, بينما ساتانيا نفسها هي بجانب النظام الأبعد خارجاً لنورلاشيادِك, وهذا البُرج يجتاز الآن الهدب الخارجي لنِبادون. لقد كنتم حقاً بين الأقل من كل الخلق إلى أن رفع إغداق ميخائيل كوكبكم إلى مركز شرف وإهتمام كون كبير. أحياناً الأخير هو الأول, في حين أن الأقل يصبح حقاً الأعظم.
41:10.6 (466.5) [ قُدمت برئيس ملائكة بالتعاون مع رئيس مراكز قدرة نِبادون. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 42
42:0.1 (467.1) أساس الكون مادي بمعنى أن الطاقة هي أساس كل الوجود, والطاقة النقية يتحكم بها الأب الكوني. القوة, الطاقة, هي الشيء الواحد الذي يقف بمثابة نُصب تذكاري أبدي مُبيناً ومثبتاً وجود وحضور المُطلق الكوني. هذا التيار الشاسع للطاقة المُنطلقة من حضورات الفردوس لم يتوقف أبداً, لم يفشل أبداً؛ لم يكن هناك قط إستراحة في الدعم اللانهائي.
42:0.2 (467.2) مناورة الطاقة الكونية هي أبداً في توافق مع المشيئة الشخصية والإنتدابات الكلية الحكمة للأب الكوني. يتم تعديل هذا التحكم الشخصي للقدرة المتجلية والطاقة الدوارة بالأعمال والقرارات المنسقة للإبن الأبدي, كذلك بالأهداف المتحدة للإبن والأب المنفَذة بالعامل الموحَد. هؤلاء الكائنات الإلهية يعملون شخصياً وكأفراد؛ كما يعملون في أشخاص وقدرات عدد غير محدود تقريباً من التابعين, كل مُعبِر بتنوع عن الهدف الأبدي والإلهي في كون الأكوان. لكن هذه التعديلات الوظيفية والمؤقتة أو التحولات للقدرة الإلهية لا تقلل بأي حال من الأحوال صحة القول بأن كل طاقة-قوة هي تحت التحكم المُطلق لإله شخصي مقيم عند مركز كل الأشياء.
42:1.1 (467.3) أساس الكون مادي, لكن جوهر الحياة هو روح. أب الأرواح هو أيضاً سلف الأكوان؛ الأب الأبدي للإبن الأصلي هو أيضاً مصدر-الأبدية للنموذج الأصلي, جزيرة الفردوس.
42:1.2 (467.4) المادة--الطاقة--إن هما إلا تجليات متنوعة لنفس الحقيقة الفلكية, حيث أن ظاهرة الكون متأصلة في الأب الكوني. "فيه تتكون كل الأشياء". قد تبدو المادة بأنها تُجَلي طاقة كامنة وأن تعرض قدرات محتواة بالذات, لكن خطوط الجاذبية المشمولة في الطاقات المعنية في كل هذه الظواهر الفيزيائية هي مُستمدة من الفردوس, ومُعتمدة عليه. الألتيماطون, أول شكل من الطاقة قابل للقياس, لديه الفردوس كنواته.
42:1.3 (467.5) هناك فطري في المادة وحاضر في الفضاء الكوني شكل من الطاقة ليس معروفاً على يورانشيا. عندما يتم هذا الإكتشاف أخيراً, عندئذٍ سيشعر الفيزيائيون بأنهم قد حلوا, تقريباً على الأقل, لغز المادة. وهكذا سيكونون قد إقتربوا خطوة واحدة أقرب إلى الخالق؛ هكذا سيكونون قد أتقنوا مرحلة واحدة أكثر للتقنية الإلهية؛ لكن ليس بأي حال من الأحوال سيكونون قد وجدوا الله, ولن يكونوا قد أثبتوا وجود المادة أو تشغيل القوانين الطبيعية على حدة من التقنية الفلكية للفردوس والهدف المُحفِز للأب الكوني.
42:1.4 (468.1) حتى بعد تقدم أكبر ومزيد من الإكتشافات, بعد أن تكون يورانشيا قد تقدمت بشكل لا يقاس مقارنة بالمعرفة الحالية, ولو أنكم ستحصلون على تحكم فوق دورانات طاقة الوحدات الكهربائية للمادة إلى حد تعديل تجلياتها الفيزيائية--حتى بعد كل هكذا تقدم ممكن, سيكون العلماء إلى الأبد عاجزين عن خلق ذرة واحدة من المادة أو توليد ومضة واحدة من الطاقة أو أبداً للإضافة إلى المادة ما نسميه حياة.
42:1.5 (468.2) خلق الطاقة وإغداق الحياة هما صلاحيات الأب الكوني وشخصياته الخالقين المساعدين. نهر الطاقة والحياة هو تدفق متواصل من لدى الآلهة, التيار الكوني والمتحد لقوة الفردوس المنطلقة إلى كل الفضاء. هذه الطاقة الإلهية تتخلل كل الخلق. يُبادر منظمو القوة تلك التغييرات ويؤسسون تلك التعديلات على قوة-الفضاء التي تتأتى في الطاقة؛ موجهو القدرة يحولون الطاقة إلى مادة؛ بهذا تولد العوالم المادية. يفتتح حاملو الحياة ذلك التدرج في مادة ميتة, التي نسميها حياة, حياة مادية. بالمثل يؤدي المُشرِفين على قدرة المورونشيا في جميع أنحاء النواحي الإنتقالية بين العوالم المادية والروحية. يُدشِن خالقو الروح الأعلى عمليات مشابهة في أشكال إلهية من الطاقة, وهناك تترتب على ذلك أشكال الروح الأعلى من الحياة الذكية.
42:1.6 (468.3) تتقدم الطاقة من الفردوس, مُبدَعة على غرار الترتيب الإلهي. الطاقة--الطاقة النقية--تتشارك من طبيعة التنظيم الإلهي؛ إنها مُصممة وفقاً لتشابه الآلهة الثلاثة مضمومين في واحد, كما يعملون عند مركز إدارة كون الأكوان. وكل القوة مدارة من الفردوس, تأتي من حضورات الفردوس وتعود إليها, وهي في الجوهر تجلي للسبب غير المُسبَب--الأب الكوني؛ وبدون الأب لما تواجد شيء من الموجود.
42:1.7 (468.4) القوة المُستمدة من إله كائن-بالذات هي بذاتها دائمة الوجود. القوة-الطاقة هي غير فانية, غير قابلة للتدمير؛ هذه التجليات للانهائي قد تكون عرضة لتبدلات غير محدودة, تحولات لا نهاية لها, وتغيرات أبدية؛ لكن ولا بأي حال من الأحوال أو بأي درجة, ولا حتى إلى أدنى مدى ممكن تصوره, سوف يمكنهم أو يعانوا الإبادة أبداً. لكن الطاقة, رغم أنها نابعة من اللانهائي, فهي ليست متجلية إلى ما لانهاية؛ هناك حدود خارجية للكون الرئيسي المتصَور في الوقت الحالي.
42:1.8 (468.5) الطاقة أبدية لكن ليست لانهائية؛ إنها تتجاوب أبداً إلى القبضة الكلية-الضم لللانهاية. القوة والطاقة تستمران إلى الأبد؛ حيث إنهما قد خرجتا من الفردوس, يجب أن تعودا إلى هناك, حتى لو تطلب عصر فوق عصر لإتمام الدارة المعينة. ذلك الذي هو من أصل إله الفردوس يمكن فقط أن تكون وجهته الفردوس أو مصير إلَه.
42:1.9 (468.6) وكل هذا يُؤكد معتقدنا في كون أكوان دائري, نوعاً ما محدود, إنما مُنظم ونائي. إذا لم يكن هذا صحيحاً, عندئذٍ فإن الدليل على إستنفاذ الطاقة عند نقطة ما سيظهر عاجلاً أو آجلاً. كل القوانين, التنظيمات, الإدارة, والشهادة لمستكشفي الكون--كل شيء يشير إلى وجود إله لانهائي لكن, حتى الآن, كون متناه, دوراني لوجود لا نهاية له, تقريباً لا حدود له لكن, مع ذلك, متناه في تباين مع اللانهائية.
42:2.1 (469.1) إنه حقاً من الصعب إيجاد كلمات ملائمة في اللغة الإنكليزية حيث نُسمي بها وحيثما نَصِف بها المستويات المتنوعة للقوة والطاقة--الفيزيائية, أو العقلية, أو الروحية. هذه الروايات لا يمكنها إجمالاً أن تتبع تعاريفكم المقبولة عن القوة, والطاقة, والقدرة. هناك نقص في اللغة بحيث يجب أن نستخدم هذه المصطلحات في معاني متعددة. في هذه الورقة, على سبيل المثال, تُستخدم كلمة طاقة للدلالة على جميع مراحل وأشكال الحركة الظواهرية, العمل, والإحتمالية, بينما تُطبَق القوة إلى ما قبل الجاذبية, والقدرة إلى ما بعد الجاذبية, مراحل الطاقة.
42:2.2 (469.2) سوف أسعى, مع ذلك, للتقليل من الإرتباك المفاهيمي باقتراح إستحسان إعتماد التصنيف التالي للقوة الفلكية, الطاقة المنبثقة, والقدرة الكونية--الطاقة الفيزيائية:
42:2.3 (469.3) 1. إقتدار الفضاء. هذا هو حضور الفضاء الحر الذي لا ريب فيه للمُطلق البات. يفيد توسيع هذا المفهوم إلى إمكانية قوة-فضاء الكون الكامنة في المجموع الوظيفي للمُطلق البات, في حين أن تعميق هذا المفهوم ينطوي على مجمل الواقع الفلكي--أكوان--التي انبعثت أبدياً من جزيرة الفردوس التي بدون بداية, بدون نهاية, لا تتحرك أبداً, ولا تتغير أبداً.
42:2.4 (469.4) الظواهر الأهلية إلى الجانب الأسفل للفردوس تضم على الأرجح ثلاث نطاقات من حضور وأداء القوة المُطلقة. النطاق الإرتكازي للمُطلق البات, نطاق جزيرة الفردوس ذاتها, والنطاق المتداخل لبعض الوكالات أو الوظائف المُعادِلة والتعويضية التي لم يتم التعرف عليها. تلك النطاقات الثلاثية التراكز هي مركز دورة الفردوس للواقع الفلكي.
42:2.5 (469.5) إقتدار الفضاء سابق للواقع؛ إنه مجال المُطلق البات وهو متجاوب فقط إلى القبضة الشخصية للأب الكوني, بالرغم من أنه على ما يبدو قابل للتعديل بواسطة حضور منظمي القوة الرئيسيين الأوليين.
42:2.6 (469.6) على يوﭭرسا, يُدعى إقتدار الفضاء أبسولوتا.
42:2.7 (469.7) 2. قوة إبتدائية. هذه تمثل التغيير الأساسي الأول في إقتدار الفضاء وقد تكون إحدى وظائف الفردوس الأسفل للمُطلق البات. نحن نعلم بأن وجود الفضاء الخارج من الفردوس الأسفل يتم تعديله بطريقة ما من ذلك الذي هو وارد. لكن بغض النظر عن أي علاقات ممكنة من هذا القبيل, فإن الإستحالة المُتعرَف عليها علانية لإقتدار الفضاء إلى قوة إبتدائية هي الوظيفة التفاضلية الأولية للتواجد-المتوتر لمنظمي قوة الفردوس الأحياء.
42:2.8 (469.8) تصبح القوة السلبية والمحتملة نشطة وإبتدائية في إستجابة إلى المقاومة التي يوفرها حضور الفضاء لمنظمي القوة الرئيسيين المتأتين الأوليين. تنبثق القوة الآن من المجال الحصري للمُطلق البات نحو النواحي ذات الإستجابة المتعددة--إستجابة إلى حركة إبتدائية معينة مُبتدأة بإله العمل ومن هناك إلى بعض الحركات التعويضية المنبعثة من المُطلق الكوني. القوة الإبتدائية متفاعلة على ما يبدو إلى السببية التي فوق الوجود المادي في تناسب إلى الحقيقة المُطلقة.
42:2.9 (469.9) يُتكلم عن القوة الإبتدائية أحياناً كطاقة نقية؛ على يوﭭرسا نشير إليها بأنها سيغريغاتا.
42:2.10 (470.1) 3. طاقات ناشئة. التواجد غير الفعال لمنظمي القوة الأولية كافي لتحويل إقتدار الفضاء إلى قوة إبتدائية, وإنه على هكذا حقل فضائي مُفعل حيث يبدأ منظمو القوة هؤلاء نفسهم عملياتهم الأولية والنشطة. القوة الإبتدائية مقدرة للمرور خلال مرحلتين متميزين من الإستحالة في نواحي تجلي الطاقة قبل الظهور كقدرة كون. هذان المستويان من الطاقة الناشئة هما:
42:2.11 (470.2) ا. طاقة جبارة. هذه هي الطاقة التوجيهية-القديرة, المحرَّكة-بالكتلة, شديدة-التوتر, والمتفاعلة-بالقسر--أنظمة طاقة عملاقة مُستهَلة في الحركة بنشاطات منظمي القوة الأوليين. هذه الطاقة الأولية أو الجبارة لا تكون في البداية متجاوبة بالتأكيد إلى سحب جاذبية-الفردوس على الرغم من أنها تنتج على الأرجح كتلة-متجمعة أو تجاوب توجيهي-فضائي إلى المجموعة الجماعية من التأثيرات المُطلقة العاملة من الجانب الأسفل للفردوس. عندما تبرز الطاقة إلى مستوى التجاوب الإبتدائي لقبضة الجاذبية المُطلقة والدائرية للفردوس, يُفسح منظمو القوة الأولون الطريق لعمل معاونيهم الثانويين.
42:2.12 (470.3) II. طاقة جاذبية. الطاقة المتجاوبة-للجاذبية التي تظهر الآن تحمل الإمكانية لقدرة كون وتصبح السلف النشيط لكل مادة كون. هذه الطاقة الثانوية أو الجاذبية هي نتاج إسهاب الطاقة الناتجة عن وجود-الضغط وإتجاهات-التوتر الموضوعة بمنظمي القوة الرئيسيين المتعالين المعاونين. في تجاوب إلى عمل مناوري القوة هؤلاء, تنتقل طاقة-الفضاء بسرعة من مرحلة الإقتدار إلى مرحلة الجاذبية, بالتالي مُصبحة متجاوبة بشكل مباشر إلى القبضة الدائرية لجاذبية جزيرة الفردوس (المُطلقة) بينما تكشف إحتمالاً معيناً لحساسية إلى سحب الجاذبية الخطية الكامن في الكتلة المادية الظاهرة قريباً من المراحل الإلكترونية وما بعد الإلكترونية للطاقة والمادة. عند ظهور إستجابة الجاذبية, يمكن لمنظمي القوة الرئيسيين المعاونين أن يتقاعدوا من أعاصير الطاقة للفضاء شريطة أن يكون بالإمكان تعيين موجهي قدرة الكون إلى مجال ذلك العمل.
42:2.13 (470.4) لسنا متأكدين تماماً بشأن الأسباب الدقيقة للمراحل المبكرة لتطور القوة, لكننا نًدرك العمل الذكي للمنتهى في كِلا المستويين من تجلي الطاقة الناشئة. عندما طاقات الإقتدار والجاذبية, يُنظر إليها جماعياً, يُتكلم عنها على يوﭭرسا باسم ألتيماتا.
42:2.14 (470.5) 4. قدرة كون. قدرة-الفضاء قد تغيرت إلى طاقة-فضاء ومن ثم إلى طاقة التحكم بالجاذبية. بهذا نضجت الطاقة الفيزيائية إلى تلك النقطة حيث يمكن توجيهها نحو قنوات من القدرة وجعلها تخدم الأهداف المتعددة لخالقي الكون. يقوم بهذا العمل الموجهين المتعددي البراعات, المراكز, والمتحكمين بالطاقة الفيزيائية في الكون الإجمالي--الخلائق المنظمة والمسكونة. يأخذ موجهو قدرة الكون هؤلاء على عاتقهم التحكم التام أكثر أو أقل لإحدى وعشرين من الثلاثين مرحلة للطاقة التي تُشكل نظام الطاقة الحالي للأكوان العظمى السبعة. هذا المجال القدرة-الطاقة-المادة هو مجال النشاطات الذكية للسباعي, عامل تحت التحكم-الفوقي للزمان-الفضاء للأسمى.
42:2.15 (470.6) على يوﭭرسا نشير إلى حيز قدرة كون باسم غرافيتا.
42:2.16 (470.7) 5. طاقة هاﭭونا. من حيث المفهوم, كانت هذه الرواية تتحرك تجاه الفردوس حيث تم إتباع قوة-الفضاء المُحيلة, مستوى بعد مستوى, إلى المستوى العامل لقدرة-طاقة أكوان الزمان والفضاء. مستمرة نحو الفردوس, هناك تواجه تالياً مرحلة طاقة سابقة للوجود التي هي سمة للكون المركزي. هنا تبدو الدورة التطورية لترتد رجوعاً على نفسها؛ قدرة-الطاقة تبدو الآن لتبدأ التأرجح رجوعاً نحو القوة, لكن قوة ذات طبيعة لا تشبه كثيراً تلك لإقتدار الفضاء والقوة البدائية. أنظمة طاقة هاﭭونا ليست ثنائية؛ هي ثلاثية. هذا هو مجال الطاقة الوجودية للعامل الموحَد, عامل نيابة عن ثالوث الفردوس.
42:2.17 (471.1) على يوﭭرسا تُعرَف هذه الطاقات لهاﭭونا باسم تراياتا (ثلاثي).
42:2.18 (471.2) 6. طاقة متعالية. يعمل نظام الطاقة هذا على ومن المستوى الأعلى للفردوس وفقط في علاقة مع شعوب الأبسونايت. على يوﭭرسا تُلقب ترانوستا.
42:2.19 (471.3) 7. مونوطا. طاقة ذات صِلة قريبة للألوهية عندما تكون طاقة فردوس. نحن نميل إلى الإعتقاد بأن مونوطا هي الطاقة الحية, اللا-روحية للفردوس--نظير أبدي لطاقة الروح الحية, للإبن الأصلي--بالتالي نظام الطاقة اللا-روحية للأب الكوني.
42:2.20 (471.4) لا يمكننا التفريق بين طبيعة روح الفردوس ومونوطا الفردوس؛ هما على ما يبدو متشابهان. لديهما أسماء مختلفة, لكن بالكاد يمكن إخباركم الكثير عن واقع الذي تجلياته الروحية واللا-روحية لا يمكن تمييزهما إلا بالإسم.
42:2.21 (471.5) نحن نعلم بأن المخلوقات المتناهية يمكنها إحراز تجربة عبادة الأب الكوني من خلال إسعاف الله السُباعي وضباط الفِكر, لكننا نشك بأن أي شخصية دون المُطلق, حتى موجهي القدرة, يمكنهم إستيعاب لانهائية طاقة المصدر والمركز الأول. شيء واحد مؤكد: إذا كان موجهو القدرة ملمين بتقنية تحولات قوة-الفضاء, فهم لا يكشفون السر إلى بقيتنا. من رأيي أنهم لا يفهمون تماماً عمل منظمي القوة.
42:2.22 (471.6) موجهو القدرة هؤلاء أنفسهم هم محفزو طاقة؛ أي, أنهم يُسببون الطاقة أن تُجزأ, تُنظم, أو تتجمع في تشكيل وحدة من خلال حضورهم. وكل هذا يفيد بأنه يجب أن يكون هناك شيء ما متأصل في الطاقة الذي يُسبب لها أن تعمل هكذا في حضور كيانات القدرة هؤلاء. ملكيصادقو نِبادون منذ فترة طويلة سموا ظاهرة إستحالة القوة الفلكية إلى قدرة كون كواحدة من "لانهائيات الألوهية" السبعة. وذلك هو غاية ما ستتقدمون على هذه النقطة خلال إرتقائكم الكون المحلي الخاص بكم.
42:2.23 (471.7) بالرغم من عدم مقدرتنا على فهم منشأ, وطبيعة, وإستحالات القوة الفلكية بالكامل, فنحن على دراية تامة بجميع أطوار سلوك الطاقة الناشئة من أوقات إستجابتها المباشرة والتي لا لبس فيها إلى عمل جاذبية الفردوس--حوالي وقت بدء عمل موجهي قدرة الكون العظيم.
42:3.1 (471.8) المادة في كل الأكوان, باستثناء الكون المركزي, متماثلة. تعتمد المادة في خصائصها الفيزيائية على المعدلات الدورانية لأعضائها المكونين, عدد وحجم الأعضاء الدوارة, ومسافتهم من الجسم النووي أو المحتوى الفضائي للمادة, كذلك على وجود قوات معينة لم تُكتشَف بعد على يورانشيا.
42:3.2 (471.9) في الشموس المتنوعة, الكواكب, والأجسام الفضائية, هناك عشرة أقسام كبرى للمادة:
42:3.3 (472.1) 1. مادة ألتيماطونية--الوحدات الفيزيائية الأولية للوجود المادي, جزيئات الطاقة التي تنطلق لتشكيل الإلكترونات.
42:3.4 (472.2) 2. مادة دون الإلكترونية--المرحلة الإنفجارية والطاردة للغازات الفائقة الشمسية.
42:3.5 (472.3) 3. مادة إلكترونية--المرحلة الكهربائية للتفاضل المادي--إلكترونات, بروتونات, ووحدات أخرى متنوعة داخلة في التكوين المتنوع للمجموعات الإلكترونية.
42:3.6 (472.4) 4. مادة دون الذرة--مادة متواجدة على نطاق واسع في داخل الشموس الساخنة.
42:3.7 (472.5) 5. ذرات مُبعثرة--توجد في الشموس المبردة وفي جميع أنحاء الفضاء.
42:3.8 (472.6) 6. مادة مؤينة--ذرات فردية مجردة من إلكتروناتها الخارجية (النشطة كيميائياً) عن طريق الأنشطة الكهربائية, أو الحرارية, أو بالأشعة السينية والمذيبات.
42:3.9 (472.7) 7. مادة ذرية--المرحلة الكيميائية للتنظيم العناصري, الوحدات المكونة للمادة الجزيئية أو المرئية.
42:3.10 (472.8) 8. المرحلة الجزيئية للمادة--المادة كما تتواجد على يورانشيا في حالة صيرورة مادية مستقرة نسبياً في ظل ظروف إعتيادية.
42:3.11 (472.9) 9. مادة إشعاعية--الميل والنشاط غير المنظِم للعناصر الأثقل في ظل ظروف سخونة معتدلة وضغط جاذبية متناقص.
42:3.12 (472.10) 10. مادة منهارة--المادة الثابتة نسبياً الموجودة في داخل الشموس الباردة أو الميتة, هذا الشكل من المادة ليس ثابتاً حقاً؛ لا يزال هناك بعض النشاط الألتيماطوني وحتى الإلكتروني, لكن هذه الوحدات تكون في جوار قريب جداً, ومعدلات دورانها متضائلة إلى حد كبير.
42:3.13 (472.11) إن التصنيف المتقدم للمادة يتعلق بتنظيمها وليس بأشكال مظهرها إلى الكائنات المخلوقة. كما أنها لا تأخذ بعين الإعتبار المراحل السابقة للنشوء للطاقة ولا الصيرورة المادية الأبدية على الفردوس وفي الكون المركزي.
42:4.1 (472.12) النور, السخونة, الكهرباء, المغناطيسية, الكيميائية, الطاقة, والمادة هي--في الأصل, الطبيعة, والمصير--واحدة ونفس الشيء, سوية مع حقائق مادية أخرى لم تُكتشَف بعد على يورانشيا.
42:4.2 (472.13) نحن لا نفهم تماماً التغييرات التي لا نهاية لها تقريباً التي يمكن أن تخضع إليها الطاقة الفيزيائية. في أحد الأكوان تبدو كنور, في آخر كنور مع سخونة, في آخر كأشكال طاقة غير معروفة على يورانشيا؛ في ملايين لا حصر لها من السنين قد تعاود الظهور كشكل ما لطاقة كهربائية مضطربة, جياشة أو قدرة مغناطيسية؛ ولا يزال فما بعد قد تظهر مرة أخرى في كون لاحق كشكل ما لمادة متغيرة تمر خلال سلسلة من التحولات, لكي تُتبع باختفائها الفيزيائي الخارجي في كارثة عظيمة ما للعوالم. وبعدئذٍ, بعد عصور لا تُحصى وتجول لا نهاية له تقريباً خلال أكوان لا تُعد, مرة أخرى هذه الطاقة نفسها قد تعاود الظهور ومرات كثيرة تغير شكلها وإمكانيتها؛ وهكذا تستمر تلك التحولات خلال عصور متعاقبة وعبر عدد لا يُحصى من العوالم. بهذا تستمر المادة بالإجتياح, خاضعة لتحولات الزمان إنما متأرجحة بإخلاص دائم إلى دائرة الأبدية؛ حتى لو مُنعت طويلاً من العودة إلى مصدرها, فإنها مُستجيبة أبداً إليه, وتتقدم دائماً في الممر المعين لها بالشخصية اللانهائية الذي أرسلها.
42:4.3 (473.1) مراكز القدرة ومعاونيهم هم معنيون كثيراً في عمل تحويل الألتيماطون إلى دارات ودورانات الإلكترون. هؤلاء الكائنات الفريدة يُسيطرون ويُركِبون القدرة بمناورتهم الماهرة للوحدات الأساسية للطاقة المتحققة مادة, الألتيماطونات. هم أسياد الطاقة بينما تدور في هذه الحالة البدائية. في إرتباط مع المتحكمين الفيزيائيين هم قادرون على السيطرة وتوجيه الطاقة على نحو فعال حتى بعد أن استحالت إلى المستوى الكهربائي, ما يُسمى المرحلة الإلكترونية. لكن مداهم للعمل مقتضب بشكل كبير عندما تتأرجح الطاقة المنظمة إلكترونياً في دوامات الأنظمة الذرية. عند مثل هذه الصيرورة المادية, تقع تلك الطاقات تحت القبضة التامة للقدرة الساحبة للجاذبية الخطية.
42:4.4 (473.2) تعمل الجاذبية بشكل إيجابي على ممرات القدرة وقنوات الطاقة لمراكز القدرة والمتحكمين الفيزيائيين, لكن هؤلاء الكائنات لديهم فقط علاقة سلبية إلى الجاذبية--ممارسة هباتهم المضادة للجاذبية.
42:4.5 (473.3) في كل أنحاء الفضاء, البرودة وتأثيرات أخرى هي قيد العمل منظِمة بشكل خلاق الألتيماطونات إلى إلكترونات. السخونة هي مقياس النشاط الإلكتروني, في حين أن البرودة تعني فقط غياب السخونة--راحة طاقة نسبية--وضع شحنة القوة الكونية للفضاء شرط أن لا طاقة ناشئة ولا مادة منظَمة كانت حاضرة ومستجيبة إلى الجاذبية.
42:4.6 (473.4) إن وجود وعمل الجاذبية هو ما يمنع ظهور الصفر المُطلق النظري, لأن الفضاء ما بين النجوم ليس لديه حرارة الصفر المُطلق. في جميع أنحاء الفضاء المنظم هناك تيارات طاقة مستجيبة-للجاذبية, دارات قدرة, ونشاطات ألتيماطونية, بالإضافة إلى طاقات إلكترونية تنتظم. متكلمون من الناحية العملية, الفضاء ليس فارغاً. حتى الغلاف الجوي ليورانشيا يخف بشكل متزايد إلى أن يبدأ عند حوالي ثلاثة آلاف ميل في التناقص ببُعد إلى مادة الفضاء المتوسطة في هذا القسم من الكون. الفضاء الأكثر فراغاً تقريباً المعروف في نِبادون يُنتج حوالي مائة ألتيماطون--ما يُعادل إلكترون واحد--في كل بوصة مكعبة. هكذا نُدرة للمادة تُعتبَر عملياً كفضاء فارغ.
42:4.7 (473.5) الحرارة--سخونة وبرودة--هي ثانوية فقط إلى الجاذبية في عوالم تطور الطاقة والمادة. الالتيماطونات تخضع بتواضع إلى درجات الحرارة القصوى. الحرارات المنخفضة تفضل أشكالاً معينة من البناء الإلكتروني والتجمع الذري, بينما الحرارات العالية تُسهل كل أنواع التفكك الذري والتلاشي المادي.
42:4.8 (473.6) عندما تُخضع إلى سخونة وضغط لحالات شمسية داخلية معينة, الكل ما عدا أكثر الإرتباطات بدائية للمادة قد تتفكك. بهذا يمكن للسخونة أن تتغلب على إستقرار الجاذبية إلى حد كبير. إنما لا سخونة أو ضغط شمسي معروفان يمكنهما إعادة تحويل الألتيماطون إلى طاقة مقتدرة.
42:4.9 (473.7) يمكن للشموس الملتهبة أن تحول المادة إلى أشكال متنوعة من الطاقة, لكن العوالم المظلمة وكل الفضاء الخارجي يمكنها أن تُبطئ النشاطات الألتيماطونية والإلكترونية إلى نقطة تحويل هذه الطاقات إلى مادة العوالم. إرتباطات إلكترونية معينة ذات طبيعة وثيقة, بالإضافة إلى الكثير من الإرتباطات الأساسية للمادة النووية, تتشكل في حرارات منخفضة للغاية من الفضاء المفتوح, تجري زيادتها فيما بعد بالإرتباط مع تجمعات أكبر من الطاقة المُتجسدة.
42:4.10 (473.8) أثناء كل هذه التحويلات التي لا تنتهي أبداً للطاقة والمادة يجب أن نحتسب تأثير ضغط الجاذبية ومع السلوك المضاد للجاذبية للطاقات الألتيماطونية تحت ظروف معينة من الحرارة, والسرعة, والدوران. الحرارة, وتيارات الطاقة, والمسافة, وتواجد منظمي القوة الأحياء وموجهي القدرة كذلك لها تأثير على جميع ظواهر الإستحالة للطاقة والمادة.
42:4.11 (474.1) زيادة الكتلة في المادة يساوي زيادة الطاقة مقسوماً على مربع سرعة الضوء. بالمعنى ديناميكي فإن العمل الذي يمكن أن تؤديه المادة الساكنة يساوي الطاقة المبذولة في جلب أجزائها سوية من الفردوس ناقص مقاومة القوى المتغلب عليها في النقل والجذب المبذول بأجزاء المادة على بعضها البعض.
42:4.12 (474.2) تواجد أشكال سابقة للإلكترونية من المادة مبين بالوزنين الذريين للرصاص. رصاص التكوين الأصلي يزن أكثر بقليل من ذلك الناتج عبر تلاشي اليورانيوم عن طريق إنبعاثات الراديوم؛ وهذا الفرق في الوزن الذري يمثل الخسارة الفعلية للطاقة في التفكك الذري.
42:4.13 (474.3) سلامة الإكتمال النسبية للمادة مضمونة بواقع أن الطاقة ممكن إمتصاصها أو إخلاؤها فقط في تلك الكميات الدقيقة التي قد أسماها علماء يورانشيا كوانتا. هذا التزويد الحكيم في العوالم المادية يخدم للمحافظة على الأكوان كإهتمامات مستمرة.
42:4.14 (474.4) كمية الطاقة التي يتم أخذها أو إعطاؤها عندما تتغير المواقع الإلكترونية أو غيرها تكون دائماً "كمومية" أو مضاعف بعض منها, لكن السلوك التذبذبي أو شبه التموجي لهكذا وحدات من الطاقة يتم تحديده كلياً بأبعاد الهياكل المادية المعنية. تموجات طاقة شبيهة بالموجة كهذه هي 860 مرة أقطار الألتيماطونات, الإلكترونات, الذرات, أو وحدات أخرى تعمل على هذا النحو. إن الارتباك الذي لا نهاية له الملازم لمراقبة آليات التموج للسلوك الكمومي هو نتيجة التراكب الفائق لموجات الطاقة: الذروات يمكن أن تمتزج لتُشكل ذروة مزدوجة الإرتفاع, في حين أن ذروة ومُنخفض قد يمتزجان, مما ينتج عنه بالتالي إلغاءً متبادلاً.
42:5.1 (474.5) في الكون العظيم أورﭭونتون هناك مائة أوكتاﭪ من الطاقة الموجية. من هذه الفئات المائة لتجليات الطاقة, أربعة وستون مُتعرَف عليها كلياً أو جزئياً على يورانشيا. تُشكل إشعاعات الشمس أربعة أوكتاﭭات في مقياس الكون العظيم, الأشعات المرئية التي تشمل أوكتاﭪ واحد, عددها ستة وأربعون في هذه السلسلة. تأتي الفئة فوق البنفسجية بعد ذلك, بينما الأوكتاﭭات العشرة صعوداً هي أشعات أكس, تليها أشعات غاما للراديوم. الأوكتاﭭات الإثنتان والثلاثون فوق الضوء المرئي للشمس هي إشعاعات طاقة الفضاء-الخارجي التي تختلط في كثير من الأحيان مع ما يرتبط بها من جزيئات دقيقة مُنشطة للغاية من المادة. تالياً نزولاً من ضوء الشمس المرئي تظهر الإشعاعات تحت الحمراء, وثلاثون أوكتاﭪ أدناها هناك مجموعة الإرسال الراديوي.
42:5.2 (474.6) تجليات الطاقة الشبيهة بالموجة--من وجهة نظر التنوير العلمي اليورانشي في القرن العشرين--يمكن تصنيفها في الفئات العشرة التالية:
42:5.3 (474.7) 1. إشعاعات ما تحت الألتيماطونية--دورات الأرض الحدودية للألتيماطونات عندما تبدأ باتخاذ شكل محدد. هذه هي المرحلة الأولى لطاقة ناشئة التي يمكن من خلالها الكشف عن الظواهر الموجية وقياسها.
42:5.4 (474.8) 2. إشعاعات ألتيماطونية. إن تجمع الطاقة في الأجواء الدقيقة للألتيماطونات تسبب ذبذبات في محتوى الفضاء التي يمكن تمييزها وقياسها. وطويلا قبل إكتشاف الفيزيائيين للألتيماطون, هم سيكتشفون بلا شك ظواهر تلك الإشعاعات بينما تنهمر على يورانشيا. هذه الإشعاعات القصيرة والقديرة تمثل النشاط الأولي للألتيماطونات بينما تتباطأ إلى تلك النقطة حيث تنحرف نحو التنظيم الإلكتروني للمادة. حينما تتجمع الألتيماطونات في إلكترونات, يحدث التكثف مع ما يترتب على ذلك من تخزين للطاقة.
42:5.5 (475.1) 3. إشعاعات الفضاء القصيرة. هذه هي الأقصر من كل الذبذبات الإلكترونية البحتة وتمثل مرحلة ما قبل الذرة لهذا الشكل من المادة. تتطلب هذه الإشعاعات حرارات منخفضة أو عالية إستثنائية لإنتاجها. هناك نوعان من إشعاعات الفضاء هذه: واحد مُصاحب لولادة الذرات والآخر دال على تفكك ذري. إنها تنبعث بأكثر الكميات من أكثف مستوى للكون العظيم, درب التبانة, الذي هو أيضاً أكثف مستوى للأكوان الخارجية.
42:5.6 (475.2) 4. المرحلة الإلكترونية. مرحلة الطاقة هذه هي أساس كل صيرورة مادية في الأكوان العظمى السبعة. عندما تعبر الإلكترونات من مستويات طاقة أعلى إلى مستويات طاقة أدنى من الدوران المداري, تُعطى كوانتا دائماً. يؤدي الإنحراف المداري للإلكترونات إلى قذف أو إمتصاص جزيئات محددة جداً وقابلة للقياس موحدة من الطاقة الضوئية, بينما الإلكترون الفرد دائماً يتخلى عن جزيئ من الطاقة الضوئية عندما يتعرض للإصطدام. تجليات طاقة موجية أيضاً ترافق أداءات الأجسام الإيجابية والأعضاء الأخرى للمرحلة الإلكترونية.
42:5.7 (475.3) 5. إشعاعات غاما. تلك الإنبعاثات التي تميز التفكك التلقائي للمادة الذرية. أفضل تصوير لهذا الشكل من النشاط الإلكتروني يكون في الظواهر المرتبطة بتلاشي الراديوم.
42:5.8 (475.4) 6. فئة أشعة أكس. الخطوة التالية في تباطؤ الإلكترون تنتج الأشكال المتنوعة لأشعة أكس الشمسية سوية مع إشعاعات أكس المولدَة إصطناعياً. الشحنة الإلكترونية تخلق حقلاً كهربائياً؛ الحركة تؤدي إلى قيام تيار كهربائي؛ التيار ينتج حقلاً مغناطيسياً. عندما يتوقف إلكترون فجأة, ينتج الإضطراب الكهرومغناطيسي الحاصل الأشعة السينية ؛ الأشعة السينية هي تلك الاضطرابات. إشعاعات أكس الشمسية متطابقة مع تلك الموَّلَدة آلياً لأجل إستكشاف داخل الجسم الإنساني باستثناء أنها أطول بقليل.
42:5.9 (475.5) 7. الفوق البنفسجية. أو الإشعاعات الكيميائية لضوء الشمس والمنتجات الميكانيكية المتنوعة.
42:5.10 (475.6) 8. الضوء الأبيض--كل الضوء المرئي للشموس.
42:5.11 (475.7) 9. إشعاعات تحت الحمراء--تباطؤ النشاط الإلكتروني الذي لا يزال أقرب إلى مرحلة سخونة ممكن تقديرها.
42:5.12 (475.8) 10. موجات هيرتزية--تلك الطاقات المستخدمة على يورانشيا للبث.
42:5.13 (475.9) من كل هذه المراحل العشرة لنشاط الطاقة الموجية, العين الإنسانية يمكنها التفاعل مع أوكتاﭪ واحد فقط, النور الكلي لضوء الشمس الإعتيادي.
42:5.14 (475.10) إن ما يسمى أثير هو مجرد إسم جماعي للدلالة على فئة من نشاطات القوة والطاقة التي تحدث في الفضاء. الألتيماطونات, الإلكترونات, وتجمعات كتل أخرى من الطاقة هي جزيئات موحدة من المادة, وفي عبورها خلال الفضاء هي تسير فعلياً في خطوط مباشرة. الضوء وكل الأشكال الأخرى من تجليات الطاقة المتعرف عليها تتألف من تتابع لجزيئات طاقة محددة التي تمضي في خطوط مباشرة باستثناء عندما يتم تعديلها بالجاذبية وغيرها من القوى المتداخلة. أن هذه المواكب من جزيئات الطاقة تبدو كظواهر موجية عندما تُخضع إلى مراقبات معينة هي نتيجة إلى مقاومة ستار القوة غير المتفاضلة لكل الفضاء, الأثير الافتراضي, وإلى التوتر الجاذبي المتداخل للتجمعات المرتبطة من المادة. تباعد فترات-الجزيء للمادة, سوية مع السرعة الأولية لحُزم الطاقة, تؤسس الظهور التموجي لأشكال كثيرة من الطاقة-المادة.
42:5.15 (476.1) إثارة محتويات الفضاء ينتج تفاعلاً موجياً لمرور جزيئات من المادة تتحرك بسرعة, تماماً كما مرور سفينة خلال الماء يبدأ موجات ذات مدى وفواصل زمنية متفاوتة.
42:5.16 (476.2) سلوك القوة-البدائية يؤدي إلى ظواهر التي هي في طرق كثيرة مماثلة إلى أثيركم الإفتراضي. الفضاء ليس فارغاً؛ أجواء كل الفضاء تدور بسرعة وتغطس خلال محيط شاسع من القوة-الطاقة المنتشرة؛ ولا محتوى الفضاء للذرة فارغ. مع ذلك لا يوجد أثير, والغياب نفسه لهذا الأثير الإفتراضي يُمكن الكواكب المأهولة للهروب من الوقوع في الشمس والإلكترون الدائر لمقاومة الوقوع في النواة.
42:6.1 (476.3) في حين أن شحنة الفضاء للقوة الكونية متجانسة وغير متفاضلة, فإن تنظيم الطاقة المتطورة إلى مادة يستلزم تكثيف الطاقة في كتل متميزة ذات أبعاد محددة ووزن مؤسس--تفاعل جاذبية دقيق.
42:6.2 (476.4) تصبح الجاذبية المحلية أو الخطية فعالة بالكامل مع ظهور التنظيم الذري للمادة. تصبح المادة السابقة للذرة متجاوبة قليلاً للجاذبية عندما تُنـَّشَط بأشعة أكس وطاقات أخرى مماثلة, لكن لا سحب جاذبية-خطية قابل للقياس يُبذَل على جزيئات طاقة إلكترونية حرة, غير موصولة, وغير مشحونة أو على ألتيماطونات غير مرتبطة.
42:6.3 (476.5) تعمل الألتيماطونات بالجذب المتبادل, متجاوبة فقط إلى سحب جاذبية-الفردوس الدائري. بدون تجاوب جاذبية خطية هي بالتالي ممسكة في إنجراف الفضاء الكوني. الألتيماطونات قادرة على زيادة السرعة الدورانية إلى حد السلوك المضاد للجاذبية الجزئي, لكنها لا تستطيع, مستقلة عن منظمي القوة أو موجهي القدرة, تحقيق سرعة الإفلات الحرجة لعدم التفرد, العودة إلى مرحلة طاقة-الإقتدار. في الطبيعة, تهرب الألتيماطونات من حالة الوجود الفيزيائي فقط عندما تُشارك في الإضطراب الختامي لشمس تبرد وتموت.
42:6.4 (476.6) الألتيماطونات, غير المعروفة على يورانشيا, تبطئ خلال مراحل كثيرة من النشاط الفيزيائي قبل أن تُحقق متطلبات الطاقة-الدورانية للتنظيم الإلكتروني. الألتيماطونات لديها ثلاثة أنواع للحركة؛ مقاومة متبادلة للقوة الفلكية, ودورانات فردية لإمكانية مضاد جاذبية, والمواقع الإلكترونية المتداخلة للمائة ألتيماطون المترابطة فيما بينها.
42:6.5 (476.7) الجذب المتبادل يمسك مائة ألتيماطون معاً في تأليف الإلكترون؛ ولا يوجد أبداً أكثر أو أقل من مائة ألتيماطون في إلكترون نموذجي. خسارة ألتيماطون أو أكثر يُدمر هوية الإلكترون النموذجي, بهذا جالب نحو الوجود أحد الأشكال المُعدلة العشرة للإلكترون.
42:6.6 (476.8) الألتيماطونات لا ترسم مدارات أو تدور كالدوامة في دارات ضمن الإلكترونات, لكنها تنتشر أو تتعنقد وفقاَ لسرعات دورانها المحورية, بالتالي محدِدة الأبعاد الإلكترونية التفاضلية. هذه السرعة الألتيماطونية ذاتها للدوران المحوري تُحدد أيضاً التفاعلات السلبية أو الإيجابية للأنواع المتعدة من الوحدات الإلكترونية. كامل الفصل والتجميع للمادة الإلكترونية, سوية مع التفاضل الكهربائي للأجسام السلبية والإيجابية للطاقة-المادة, تنتج عن تلك الوظائف المتنوعة للترابط الألتيماطوني للمكون.
42:6.7 (477.1) كل ذرة هي قليلاً فوق الواحد على 1,000,000,000 من البوصة في القطر. بينما يزن الإلكترون ما يزيد قليلاً عن واحد على 2,000 من أصغر الذرات, الهيدروجين. البروتون الإيجابي, المميز للنواة الذرية, في حين أنه قد لا يكون أكبر من الإلكترون السلبي, يزن ما يقارب ألفي مرة أكثر.
42:6.8 (477.2) إذا تم تكبير كتلة المادة إلى أن عادلت تلك للإلكترون عُشر الأونصة, سيكون الحجم مُكبراً بذات النسبة, فإن حجم مثل هذا الإلكترون سيصبح بحجم ذاك للكرة الأرضية. إذا كان حجم بروتون--1800 مرة أثقل من الإلكترون--سيُكَّبر إلى حجم رأس دبوس, عندئذٍ بالمقارنة, فإن رأس دبوس سيصل إلى قطر يساوي ذلك لمدار الأرض حول الشمس.
42:7.1 (477.3) إن تشكيل المادة بأكملها هو على مرتبة النظام الشمسي. يوجد عند مركز كل كون دقيق من الطاقة جزء نووي مستقر نسبياً, وثابت بالمقارنة للوجود المادي. هذه الوحدة المركزية ممنوحة بإمكانية ثلاثية الأضعاف من التجلي. محيط بمركز الطاقة هذا يدور هناك كدوامة, في فيض لا ينتهي إنما في دارات متقلبة, وحدات الطاقة التي يمكن مقارنتها على نحو ضعيف بالكواكب الدائرة حول الشمس لمجموعة نجمية ما مثل نظامكم الشمسي.
42:7.2 (477.4) ضمن الذرة, تدور الإلكترونات حول البروتون المركزي مع نفس المجال النسبي تقريباً الذي لدى الكواكب بينما تدور حول الشمس في فضاء النظام الشمسي. هناك نفس المسافة النسبية, مقارنة بالحجم الفعلي, بين النواة الذرية والدارة الإلكترونية الداخلية كما هو متواجد بين الكوكب الداخلي, عطارد, وشمسكم.
42:7.3 (477.5) إن الدورانات المحورية الإلكترونية وسرعاتها المدارية حول النواة الذرية, كلاهما يتجاوز المخيلة الإنسانية, ناهيك عن سرعات الالتيماطونات المكونة لها. تطير جزيئات الراديوم الإيجابية في الفضاء بمعدل عشرة آلاف ميل في الثانية, في حين أن الجزيئات السلبية تُـحرز سرعة تقارب سرعة الضوء.
42:7.4 (477.6) الأكوان المحلية ذات بناء عشري. هناك بالضبط مائة تجلي ذري مادي قابل للتمييز من الطاقة-الفضائية في كون ثنائي؛ ذلك هو أقصى تنظيم ممكن للمادة في نِبادون. تتكون هذه الأشكال المائة للمادة من سلسلة منتظمة حيث فيها يدور من واحد إلى مائة إلكترون حول نواة مركزية ومُتراصة نسبياً. إنها هذه الصِلة المُنظمة والتي يمكن الإعتماد عليها من مختلف الطاقات التي تُشكل المادة.
42:7.5 (477.7) ليس كل عالَم سيُظهر مائة عنصر قابل للتعرف عليه عند السطح, لكنها موجودة في مكان ما, كانت متواجدة, أو قيد التطور. الظروف التي تحيط بالمنشأ والتطور اللاحق لكوكب ما تقرر كم من الأنواع الذرية المائة سوف يمكن ملاحظته. الذرات الأثقل لا توجد على سطح عوالم كثيرة. حتى على يورانشيا تُظهر العناصر الأثقل المعروفة ميلاً للتناثر إلى قطع, كما هو موضح بسلوك الراديوم.
42:7.6 (477.8) يعتمد إستقرار الذرة على عدد النيوترونات غير النشطة كهربائياً في الجسم المركزي. السلوك الكيميائي يعتمد كلياً على نشاط الإلكترونات الدائرة بحرية.
42:7.7 (478.1) في أورﭭونتون لم يكن من الممكن أبداً بشكل طبيعي تجميع أكثر من مائة إلكترون مداري في نظام ذري واحد. عندما كان يتم إدخال مائة وواحد إلكترون بشكل إصطناعي في الحقل المداري, كانت النتيجة دائماً الإضطراب الفوري تقريباً للبروتون المركزي مع التشتت الجامح للإلكترونات وغيرها من الطاقات المحررة.
42:7.8 (478.2) في حين أن الذرات قد تحتوي من واحد إلى مائة إلكترون مداري, إلا أن الإلكترونات العشرة الخارجية للذرات الأكبر فقط تدور حول النواة المركزية كأجسام متميزة ومنفصلة, تتأرجح بشكل غير منقوص ومضغوط حول مدارات دقيقة ومحددة. الإلكترونات الثلاثون الأقرب إلى المركز يصعب مراقبتها و الكشف عنها كأجسام منفصلة ومنظمة. هذه النسبة المُقارنة نفسها للسلوك الإلكتروني في علاقة إلى القرب النووي تحصل في جميع الذرات بغض النظر عن عدد الإلكترونات المحتضَنة. كلما كانت النواة أقرب, كلما كانت هناك فردية إلكترونية أقل. قد ينتشر إمتداد الطاقة الموجية لإلكترون ما بحيث يحتل كل المدارات الذرية الأقل؛ هذا ينطبق بشكل خاص على الإلكترونات الأقرب إلى النواة الذرية.
42:7.9 (478.3) الإلكترونات المدارية الأعمق داخلياً الثلاثون لديها طابع فردي, لكن أنظمة الطاقة الخاصة بها تميل إلى الإختلاط المتداخل, ممتدة من إلكترون إلى إلكترون وتقريباً من مدار إلى مدار. الإلكترونات الثلاثون التالية تُشكل العائلة الثانية, أو نطاق الطاقة, وهي ذات فردية متقدمة, أجسام المادة التي تبذل تحكماً أكثر إكتمالاً على أنظمة الطاقة الملازمة لها. الإلكترونات الثلاثون التالية, نطاق الطاقة الثالث, لا تزال أكثر فردية وتدور في مدارات متميزة ومحددة. الإلكترونات العشرة الأخيرة, الموجودة فقط في العناصر العشرة الأثقل, تمتلك كرامة الإستقلال وهي, بالتالي, قادرة على الإفلات بحرية أكثر أو أقل من سيطرة النواة الأُم. مع الحد الأدنى من الإختلاف في درجة الحرارة والضغط, فإن أعضاء هذه المجموعة الرابعة والأقصى خارجياً للإلكترونات سوف تفلت من قبضة النواة المركزية, كما يتضح من التفكك التلقائي لليورانيوم وعناصر مشابهة.
42:7.10 (478.4) الذرات السبعة والعشرون الأولى, تلك التي تحتوي من واحد إلى سبعة وعشرين إلكترون مداري, هي الأكثر سهولة للاستيعاب من الباقين. من الثمانية والعشرين صعوداً نواجه المزيد والمزيد من عدم المقدرة على التنبؤ بالحضور المفترض للمُطلق البات. لكن بعض من عدم المقدرة على التكهن الإلكترونية هذه يرجع إلى السرعات الدورانية المحورية الألتيماطونية المتفاضلة وإلى الميل "الإحتشادي" غير المفسر للألتيماطونات. تأثيرات أخرى--فيزيائية, كهربائية, مغناطيسية, وجاذبية--أيضاً تعمل لإنتاج سلوك إلكتروني متقلب. لذلك فإن الذرات مشابهة للأشخاص فيما يتعلق بإمكانية التنبؤ. قد يُعلن الإحصائيون عن قوانين التي تحكم عدد كبير من إما الذرات أو الأشخاص إنما ليس لذرة فردية واحدة أو شخص.
42:8.1 (478.5) في حين أن الجاذبية هي واحدة من العوامل العديدة المعنية في الإمساك معاً بنظام طاقة ذري بالغ الصغر, أيضاً هناك حاضر في وبين تلك الوحدات الفيزيائية الأساسية طاقة قديرة وغير معروفة, سر تكوينها الأساسي وسلوكها النهائي, قوة لا تزال ستُكتشَف على يورانشيا. هذا التأثير الكوني يتخلل كل الفضاء المضموم ضمن تنظيم الطاقة الصغير هذا.
42:8.2 (478.6) الفضاء المتداخل بين الإلكترونات للذرة ليس فارغاً. في كل أنحاء الذرة, يتم تنشيط هذا الفضاء المتداخل بين الإلكترونات بتجليات موجية التي تتزامن بشكل مثالي مع السرعة الإلكترونية والدورات الألتيماطونية. هذه القوة ليس مُسيطر عليها بشكل كلي بقوانينكم المتعرف عليها من جذب سلبي وإيجابي؛ بالتالي فإن سلوكها أحياناً لا يمكن التنبؤ به. يبدو أن هذا التأثير غير المُسمى هو تفاعل قوة-فضاء للمُطلق البات.
42:8.3 (479.1) البروتونات المشحونة والنيوترونات غير المشحونة لنواة الذرة مُمسكة معاً بالأداء التبادلي للميسوترون, جزيء من المادة 180 مرة أثقل من الإلكترون. بدون هذا الترتيب فإن الشحنة الكهربائية المحمولة بالبروتونات ستؤدي إلى تعطيل النواة الذرية.
42:8.4 (479.2) الذرات كما هي مكونة, لا القوى الكهربائية ولا القوى الجاذبية يمكنها إمساك النواة معاً. سلامة إكتمال النواة مُحافَظ عليه بوظيفة التماسك التبادلية للميزوترون, الذي هو قادر على إمساك جزيئات مشحونة وغير مشحونة معاً بسبب قدرة كتلة-قوة فائقة والوظائف الإضافية من التسبب للبروتونات والنيوترونات لتغيير أمكنتها على الدوام. الميزوترون يسبب لشحنة الجزيئات النووية الكهربائية أن تُقذف باستمرار ذهاباً وإياباً بين البروتونات والنيوترونات. في جزء متناهي الصغر من الثانية يكون جزء نووي معين بروتوناً مشحوناً وفي التالي نيوتروناً غير مشحون. وهذه التناوبات في وضع الطاقة هي سريعة للغاية بشكل لا يُصدق بحيث أن الشحنة الكهربائية محرومة من كل فرصة للعمل كتأثير مفكك. هكذا يعمل الميزوترون كجزيء "ناقل للطاقة" الذي يساهم بشكل كبير في الإستقرار النووي للذرة.
42:8.5 (479.3) تواجد وأداء الميزوترون يفسر أيضاً أحجية ذرية أخرى. عندما تعمل الذرات بشكل إشعاعي, فهي تقذف طاقة أكبر بكثير مما هو متوقع. زيادة الإشعاع هذه تُستمد من تكسر الميزوترون "حامل الطاقة", الذي يصبح بالتالي مجرد إلكترون. التفكك الميزوتروني يُرافَق أيضاً بانبعاث بعض الجزيئات الصغيرة غير المشحونة.
42:8.6 (479.4) يوضح الميزوترون بعض خواص التماسك للنواة الذرية, لكنه لا يفسر تماسك بروتون إلى بروتون ولا إلتصاق نيوترون إلى نيوترون. إن القوة المتناقضة والقديرة لسلامة التماسك الذري هي شكل من الطاقة لم يُكتشَف بعد على يورانشيا.
42:8.7 (479.5) هذه الميزوترونات موجودة بوفرة في إشعاعات الفضاء التي ترتطم باستمرار على كوكبكم.
42:9.1 (479.6) الدين ليس جازماً وحده؛ الفلسفة الطبيعية تميل بالتساوي إلى الجزم. عندما استنتج معلم ديني شهير بأن العدد سبعة كان أساسياً إلى الطبيعة لأن هناك سبعة فتحات في رأس الإنسان, لو كان عرف أكثر عن الكيمياء, لكان قد أيد هكذا إعتقاد مؤسس على ظاهرة حقيقية للعالم الفيزيائي. هناك في كل الأكوان الفيزيائية للزمان والفضاء, بالرغم من التجلي الكوني للبنية العشرية للطاقة, التذكير الدائم-الحضور لواقع التنظيم الإلكتروني السُباعي لما قبل المادة.
42:9.2 (479.7) الرقم سبعة أساسي للكون المركزي والنظام الروحي لانتقالات الطبع المتأصلة, لكن الرقم عشرة, النظام العشري, متأصل في الطاقة, المادة, والخلق المادي. مع ذلك فإن العالم الذري يعرض توصيفاً دورياً معيناً الذي يتكرر في مجموعات من سبعة--علامة ولادة محمولة بهذا العالم المادي دالة على أصله الروحي البعيد-المسافة.
42:9.3 (480.1) هذا الثبات السباعي الأضعاف للبنية الإبداعية معروض في المجالات الكيميائية كتكرار لخصائص كيميائية وفيزيائية مماثلة في فترات منفصلة من سبعة عندما تُنظَم العناصر الأساسية في ترتيب أوزانها الذرية. عندما تُنظَم عناصر يورانشيا الكيميائية هكذا في صف, أي صفة أو خاصية ما تميل إلى أن تتكرر بسبعات. هذا التغيير الدوري بسبعات يتكرر بشكل متناقص وباختلافات في أنحاء الجدول الكيميائي بأكمله, كونه قابل للملاحظة بشكل ملحوظ في التجمعات الذرية الأبكر أو الأخف. مبتدئون من أي عنصر واحد, بعد ملاحظة خاصية ما, فإن هكذا صفة ستتغير لستة عناصر متتالية, لكن عند الوصول إلى الثامن, تميل إلى معاودة الظهور, أي أن, العنصر الثامن النشط كيميائياً يشبه الأول, التاسع يشبه الثاني, وهكذا. هكذا حقيقة للعالَم الفيزيائي تشير بشكل لا لبس فيه إلى البنية السُباعية للطاقة السلف وتدل على الواقع الجوهري للتنوع السُباعي الأضعاف لخلائق الزمان والفضاء. كذلك يجب على الإنسان أن يُلاحظ بأن هناك سبعة ألوان في الطيف الطبيعي.
42:9.4 (480.2) لكن ليس كل إفتراضات الفلسفة الطبيعية قاطعة؛ فعلى سبيل المثال, الأثير الإفتراضي, الذي يمثل محاولة بارعة للإنسان لتوحيد جهله لظواهر الفضاء. فلسفة الكون لا يمكن أن تستند إلى ملاحظات المدعو عِلم. إن كان لا يُمكن رؤية مثل هذا التحول, فسوف يميل العالِم لإنكار إمكانية تطوير فراشة من يرقة.
42:9.5 (480.3) الإستقرار الفيزيائي المرتبط بالمرونة البيولوجية موجود في الطبيعة فقط بسبب الحكمة اللانهائية تقريباً التي يمتلكها المهندسون المعماريون الرئيسيون للخلق. لا شيء أقل من حكمة غيبية يمكنه أبداً تصميم وحدات من المادة التي هي في نفس الوقت مستقرة للغاية ومرنة بغاية الكفاءة.
42:10.1 (480.4) الإكتساح الذي لا نهاية له للواقع الفلكي النسبي من مطلقية مونوطا الفردوس إلى مطلقية إقتدار الفضاء, يوحي بتطورات معينة للعلاقة في الحقائق اللا-روحية للمصدر والمركز الأول--تلك الحقائق التي هي مستورة في إقتدار الفضاء, المُبينة في المونوطا, والمكشوفة مرحلياً على مستويات فلكية متداخلة. دورة الطاقة الأبدية هذه, كائنة مُدارة في أب الأكوان, هي مُطلقة, وكونها مُطلقة, فهي غير قابلة للتوسع لا في الواقع ولا القيمة؛ مع ذلك فإن الأب الأولي الآن حتى--كما هو الحال دائماً--مُحقق الذات لساحة دائمة التوسع من الزمان-الفضاء, وذات معاني متجاوزة للزمان-الفضاء, ساحة من العلاقات المتغيرة حيث الطاقة-المادة تُخضع تدريجياً للسيطرة الفوقية للروح الحية والإلهية من خلال السعي الإختباري والعقل الشخصي.
42:10.2 (480.5) يعاد ربط الطاقات اللا-روحية الكونية في النُظم الحية لعقول ليست خالقة على مستويات متنوعة, بعض منها قد يُصَّور على النحو التالي:
42:10.3 (480.6) 1. عقول سابقة لروح-معاون. هذا المستوى من العقل هو غير إختباري ويُسعَف على العوالم المسكونة بالمتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين. هذا عقل آلي, الذكاء غير القابل للتعلم لأكثر الأشكال بدائية من الحياة المادية, لكن العقل غير القابل للتعلم يعمل على العديد من المستويات إلى جانب تلك لحياة كوكبية بدائية.
42:10.4 (481.1) 2. عقول روح معاون. هذا إسعاف روح أُم كون محلي عاملة من خلال أرواح-العقل المعاونة السبعة الخاصة بها على المستوى القابل للتعلم (غير الآلي) للعقل المادي. على هذا المستوى, يختبر العقل المادي: كذكاء دون الإنسان (حيوان) في المعاونين الخمسة الأول؛ كذكاء إنساني (أخلاقي) في المعاونين السبعة؛ كذكاء فائق عن الإنسان (منتصف طريق) في المعاونين الإثنين الأخيرين.
42:10.5 (481.2) 3. عقول مورونشية تتطور--الوعي المتوسع لشخصيات تتطور في مهن الإرتقاء للكون المحلي. هذا هو إغداق روح أُم الكون المحلي في إتصال مع الإبن الخالق. مستوى العقل هذا يشير إلى تنظيم النوع المورونشي لمركبة الحياة, توليفة من المادي والروحي المُدخل حيز التنفيذ من قِبل مشرفي قدرة المورونشيا لكون محلي. عقل المورونشيا يعمل بتفاضل في إستجابة إلى 570 مستوى من حياة المورونشيا, مُظهراً مقدرة ترابطية متزايدة مع العقل الفلكي على مستويات الإحراز الأعلى. هذا هو المسار التطوري للمخلوقات البشرية, لكن عقل من مرتبة غير مورونشية يُغدق أيضاً من قِبل إبن كون وروح كون على الأولاد غير المورونشيين للخلائق المحلية.
42:10.6 (481.3) 4. عقل فلكي. هذا هو العقل السُباعي المتنوع للزمان والفضاء, طور واحد الذي يُسعَف بكل واحد من الأرواح الرئيسية السبعة إلى واحد من الأكوان العظمى السبعة. العقل الفلكي يكتنف كل مستويات العقل المتناهي, وينسق إختبارياً مع مستويات الإله-التطوري للعقل السامي وتجاوزياً مع المستويات الوجودية للعقل المُطلق--الدارات المباشرة للعامل الموحَد.
42:10.7 (481.4) على الفردوس, العقل مُطلق؛ في هاﭭونا, أبسونايتي؛ في أورﭭونتون, متناه. العقل دائماً يدل على نشاط-الحضور للإسعاف الحي بالإضافة إلى أنظمة الطاقة المتنوعة, وهذا صحيح لكل المستويات وكل أنواع العقل. لكن ما بعد العقل الفلكي يصبح من الصعب على نحو متزايد تصوير علاقات العقل إلى طاقة لا-روحية. عقل هاﭭونا هو دون المُطلق إنما فائق التطور؛ كائن وجودي-إختباري, إنه أقرب إلى الأبسونايت من أي مفهوم آخر كُشف لكم. عقل الفردوس أبعد من فهم الإنسان؛ إنه وجودي, لا-مكاني, ولا-زماني. مع ذلك, كل تلك المستويات للعقل يطغى عليها الحضور الكوني للعامل الموحَد--بقبضة جاذبية-العقل لإله العقل على الفردوس.
42:11.1 (481.5) في تقييم العقل والإعتراف به ينبغي التذكر بأن الكون ليس ميكانيكياً ولا سحرياً؛ إنه خلق عقل وآلية قانون. لكن بينما في التطبيق العملي تعمل قوانين الطبيعة في ما يبدو أنه عوالم مزدوجة للفيزيائي والروحي, في الواقع هما واحد. المصدر والمركز الأول هو السبب الأولي لكل صيرورة مادية وفي الوقت نفسه الأب الأول والأخير لكل الأرواح. أب الفردوس يظهر شخصياً في الأكوان الزائدة عن هاﭭونا فقط كطاقة نقية وروح نقية--مثل ضباط الفكر وأجزاء مشابهة أخرى.
42:11.2 (481.6) الآليات لا تسيطر على مجموع الخلق بشكل مطلق؛ كون الأكوان ككل مخطط بعقل, مصنوع بعقل, ومدبر بعقل. لكن الآلية الإلهية لكون الأكوان هي جملةً مثالية جداً للأساليب العلمية لعقل الإنسان المتناهي لكي يميز حتى أثر لهيمنة العقل اللانهائي. لأن هذا العقل الذي يخلق, ويُسيطر, ويدعم ليس عقلاً مادياً ولا عقل مخلوق؛ إنه عقل-روح عامل على ومن مستويات خالق ذات واقع إلهي.
42:11.3 (482.1) المقدرة على تمييز وإكتشاف العقل في آليات الكون تعتمد كلياً على مقدرة, مجال, واستطاعة العقل الباحث المتعاطي في مثل هذه المهمة من الملاحظة. عقول الزمان-الفضاء, المُنظمة من طاقات الزمان والفضاء, تخضع لآليات الزمان والفضاء.
42:11.4 (482.2) إن حركة وجاذبية الكون هما وجهان توأم لآلية الزمان-الفضاء اللا-شخصية لكون الأكوان. مستويات إستجابة الجاذبية للروح, العقل, والمادة هي مستقلة تماماً عن الزمن, لكن فقط مستويات الروح الحقيقية للواقع هي مستقلة عن الفضاء (غير مكانية). مستويات العقل الأعلى للكون--مستويات العقل-الروح--قد تكون أيضاً غير-مكانية, لكن مستويات العقل المادي, مثل العقل الإنساني, تستجيب لتفاعلات جاذبية الكون, تفقد هذا التجاوب فقط بما يتناسب مع التعرف على هوية الروح. يتم التعرف على مستويات واقع-الروح بالمحتوى الروحي الخاص بها, والروحانية في الزمان والفضاء تُقاس عكسياً إلى تجاوب الجاذبية-الخطية.
42:11.5 (482.3) الإستجابة الخطية للجاذبية هي مقياس كمي للطاقة اللا-روحية. كل كتلة--طاقة مُنظمة--تخضع لهذا الفهم باستثناء عندما يعمل عليها الحركة والعقل. الجاذبية الخطية هي قوة التماسك قصيرة المدى للفلك الكبير نوعاً ما مثلما قوى التماسك الذري المتداخل هي القوى قصيرة-المدى للفلك الصغير. الطاقة المتحققة الفيزيائية, المُنظمة كالمدعوة مادة, لا يمكنها إجتياز الفضاء دون التأثير على الإستجابة الخطية للجاذبية. مع أن هكذا إستجابة للجاذبية تتناسب طردياً مع الكتلة, إلا أنه يتم تعديلها بالفضاء المتداخل بحيث أن النتيجة النهائية ليست أكثر من تقريبية على وجه التقريب عندما يتم التعبير عنها عكسياُ وفقاً لمربع المسافة. في نهاية المطاف يتغلب الفضاء على الانجذاب الخطي بسبب التواجد هناك للتأثيرات المضادة للجاذبية للعديد من القوى الفائقة عن المادة التي تعمل على تحييد عمل الجاذبية وكل التجاوبات إليها.
42:11.6 (482.4) إن الآليات الفلكية التي تبدو فائقة التعقيد وفي غاية التلقائية تميل دائماً إلى إخفاء حضور العقل الساكن البادئ أو الخلاق عن أي من وكل الذكاءات البعيدة جداً تحت مستويات الكون لطبيعة واستطاعة الآلية ذاتها. لذلك فإنه من المحتم بأن آليات الكون الأعلى يجب أن تبدو على أنها بدون عقل إلى المراتب الأدنى من المخلوقات. الإستثناء الممكن الوحيد لمثل هذا الإستنتاج سيكون تضمين العقل في الظاهرة المدهشة لكون مُحافَظ عليه بالذات على ما يبدو--لكن تلك مسألة فلسفة أكثر مما هي تجربة فعلية.
42:11.7 (482.5) بما أن العقل ينسق الكون, فإن ثبات الآليات لا وجود له. ظاهرة التطور التدريجي المرتبطة بالصيانة-الذاتية الفلكية هي كونية. الإستطاعة التطورية للكون لا تنضب في لانهائية العفوية. التقدم نحو وحدة متناغمة, تركيب إختباري نامي متراكب على تعقيد دائم التزايد للعلاقات, لا يمكن أن يُدخل حيز التنفيذ إلا من خلال عقل هادف ومهيمن.
42:11.8 (482.6) كلما عقل الكون المرتبط بأي ظاهرة كون كان أعلى, كلما ازدادت الصعوبة على الأنواع الأدنى للعقل لاكتشافه. وبما أن عقل آلية الكون هو عقل-روح خلاَّق (حتى عقلية اللانهائي), فإنه لا يمكن أبداً إكتشافه أو تمييزه من قِبل عقول المستوى-الأدنى للكون, كم بالأحرى بالأدنى من كل العقول, الإنساني. عقل الحيوان المتطور, بينما طبيعياً ساعي-لله, ليس وحده ومن ذاته فطرياً عارف-لله.
42:12.1 (483.1) تطور الآليات يعني ويشير إلى الحضور المستتر وهيمنة العقل الخلاَّق. إن مقدرة الذكاء البشري على تصور, تصميم, وخلق آليات تلقائية توضح الصِفات الفائقة, الخلاَّقة, والهادفة لعقل الإنسان كالتأثير السائد على الكوكب. العقل دائماً يسعى للوصول نحو:
42:12.2 (483.2) 1. خلق آليات مادية.
42:12.3 (483.3) 2. إكتشاف أسرار خفية.
42:12.4 (483.4) 3. إستكشاف حالات نائية.
42:12.5 (483.5) 4. صياغة نُظم عقلية.
42:12.6 (483.6) 5. إحراز أهداف حكيمة.
42:12.7 (483.7) 6. إنجاز مستويات روح.
42:12.8 (483.8) 7. إتمام المصائر الإلهية--السامية, النهائية, والمُطلقة.
42:12.9 (483.9) العقل دائماً خلاَّق. هِبة العقل لحيوان فرد, بشري, مورونشي, صاعد روح, أو مُحرز نهائية هو دائماً مؤهل لإنتاج جسم ملائم وقابل للخدمة لهوية المخلوق الحي. لكن ظاهرة الحضور لشخصية ما أو نموذج الهوية, على هذا النحو, ليس تجلياً للطاقة, سواء الفيزيائية, أو العقلية, أو الروحية. شكل الشخصية هو هيئة النموذج لكائن حي؛ إنه يدل على ترتيب الطاقات, وهذا, بالإضافة إلى الحياة والحركة, هو آلية وجود المخلوق.
42:12.10 (483.10) حتى كائنات الروح لديها هيئة, وهيئات الروح هذه (النماذج) هي حقيقية. حتى أعلى نوع من شخصيات الروح لديها هيئات--حضورات شخصية بكل معنى مماثلة لأجسام يورانشيا البشرية. تقريباً جميع الكائنات التي تواجَه في الأكوان العظمى السبعة تمتلك هيئات. لكن هناك إستثناءات قليلة لهذه القاعدة العامة: ضباط الفكر يبدون ليكونوا بدون هيئة إلى ما بعد إنصهارهم مع النفوس الناجية لزملائهم البشر. الرسل الإنفراديون, الأرواح الثالوثية المُلهمة, المساعدين الشخصيين للروح اللانهائي, رسل الجاذبية, المدونون المتعالين, وآخرين معينين هم أيضاً بدون هيئة قابلة للإكتشاف. لكن هؤلاء نموذجيون لقلة إشتثنائية؛ الغالبية العظمى لديهم هيئات شخصية لا غبن فيها, هيئات التي هي مميزة فردياً, وقابلة للتعرف عليها ويمكن تمييزها شخصياً.
42:12.11 (483.11) إرتباط العقل الفلكي وإسعاف أرواح العقل المعاونة يطور هيكلاً فيزيائياً ملائماً للكائن الإنساني المتطور. بالمثل يقوم العقل المورونشي بإضفاء الطابع الفردي على الهيئة المورونشية لجميع البشر الناجين. كما أن الجسم البشري شخصي ومميز لكل كائن إنساني, هكذا ستكون الهيئة المورونشية فرديةً للغاية ومميزة بشكل ملائم للعقل الخلاَّق الذي يُهيمن عليها. لا هيئتان مورونشيتان تتشابهان أكثر من أي جسمين إنسانيين. المشرفون على قدرة المورونشيا يرعون, والسيرافيم الملازمة تزود, المادة المورونشية غير المتفاضلة التي بها الحياة المورونشية يمكن أن تبدأ في العمل. وبعد حياة المورونشيا سيتم العثور على أن هيئات الروح هي على حد سواء متنوعة, شخصية, ومميزة لساكني العقل-الروح المختصين بهم.
42:12.12 (483.12) على عالم مادي أنت تفكر بجسم ما على أن لديه روح, لكننا نعتبر الروح على أن لديه جسم. العيون المادية هي حقاً نوافذ النفس المولودة-بالروح. الروح هو المهندس المعماري, العقل هو الباني, الجسم هو البناء المادي.
42:12.13 (484.1) الطاقات الفيزيائية, الروحية, والعقلية, على هذا النحو وفي حالاتها النقية, لا تتفاعل بشكل كلي كقيم فعلية للأكوان الهائلة. على الفردوس الطاقات الثلاثة تُنسق, في هاﭭونا منسقة, بينما في مستويات الكون للنشاطات المتناهية هناك لا بد أن يُواجه كل مدى للهيمنة المادية, والعقلية, والروحية. في الحالات غير-الشخصية للزمان والفضاء, تبدو الطاقة الفيزيائية لتكون سابقة السيطرة, لكن كذلك يبدو بأنه كلما اقترب أداء العقل-الروح أكثر لألوهية الهدف وسمو العمل, كلما أصبحت مرحلة الروح مهيمنة؛ بحيث على المستوى الختامي العقل-الروح قد يصبح كله إلا مهيمناً كلياً. على المستوى المُطلق الروح هو بالتأكيد مهيمن. ومن هناك خروجاً خلال عوالم الزمان والفضاء, أينما كانت حقيقة روح إلهي حاضرة, كلما عمل عقل-روح حقيقي, دائماً يميل لأن يُنتج نظير مادي أو فيزيائي لتلك الحقيقة الروحية.
42:12.14 (484.2) الروح هو الحقيقة الخلاَّقة؛ النظير الفيزيائي هو إنعكاس الزمان-الفضاء لواقع الروح, التداعي الفيزيائي لعمل العقل-الروح الخلاَّق.
42:12.15 (484.3) العقل يسيطر على المادة كونياً, حتى عندما يكون هو بدوره متجاوباً للتحكم الفوقي النهائي للروح. ومع الإنسان البشري, فقط ذلك العقل الذي يُخضع نفسه بحرية إلى توجيه الروح يمكنه أن يأمل أن ينجو وجود الزمان-الفضاء البشري كطفل خالد لعالم الروح الأبدي للأسمى, المنتهى, والمُطلق: اللانهائي.
42:12.16 (484.4) [ قُدمت برسول قدير على الواجب في نِبادون وبطلب من جبرائيل. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 43
43:0.1 (485.1) يُشار إلى يورانشيا عامةً باسم 606 لساتانيا في نورلاشيادِك لنِبادون, ما معناه العالم المأهول ستمائة وستة في النظام المحلي ساتانيا, الواقع في برج نورلاشيادِك, أحد الأبراج المائة في الكون المحلي نِبادون. الأبراج كائنة التقسيمات الأولية لكون محلي, يربط حكامها الأنظمة المحلية للعوالم المأهولة بالإدارة المركزية للكون المحلي على ساﻟﭭينغتون وبواسطة الإنعكاسية إلى الإدارة الفائقة لقدماء الأيام على يوﭭرسا.
43:0.2 (485.2) تقع حكومة بُرجكم في عنقود من 771 جو معماري, التي مركزها الأكبر والأكثر داخلية هو عدنشيا, مقر إدارة آباء البُرج, الأعلون لنورلاشيادِك. عدنشيا نفسها تقريباً مائة مرة أكبر من عالمكم. الأجواء الرئيسية السبعون المحيطة بعدنشيا هي حوالي عشر مرات حجم يورانشيا, بينما السواتل العشرة التي تدور حول كل من هذه العوالم السبعين هي حوالي حجم يورانشيا. هذه الأجواء المعمارية الـ 771 قابلة تماماً للمقارنة في الحجم إلى تلك لأبراج أخرى.
43:0.3 (485.3) حساب وقت عدنشيا وقياس المسافة فيها هما تلك لساﻟﭭينغتون, ومثل أجواء عاصمة الكون, فإن عوالم مركز إدارة البُرج مزودة تماماً بجميع مراتب الذكاءات السماوية. على العموم, لا يختلف هؤلاء الشخصيات اختلافا كبيراً عن أولئك الذين وُصوفوا في صلة مع إدارة الكون.
43:0.4 (485.4) السيرافيم المشرفة, المرتبة الثالثة من ملائكة الكون المحلي, يتم تعيينهن إلى خدمة الأبراج. هن يتخذن مركز إدارتهن على الأجواء العاصمة ويسعفن على نطاق واسع إلى عوالم تدريب المورونشيا المحيطة. في نورلاشيادِك الأجواء الرئيسية السبعون, سوية مع السواتل السبعمائة الصغرى, مسكونة باليوﻨﻴﭭيتاشيا, المواطنين الدائمين للبُرج. كل هذه العوالم المعمارية تُدار بشكل كامل من قِبل المجموعات المتنوعة من الحياة المحلية, للجزء الأكبر هي غير مكشوفة إنما تشمل السبيرونغا الفعّالة والسبورناغيا الجميلة. كونهن نقطة الوسط في نظام التدريب-المورونشي, وكما قد تتصور, فإن حياة المورونشيا للأبراج هي كلاً نموذجية ومثالية.
43:1.1 (485.5) تزخر عدنشيا بالهضاب الفاتنة, مرتفعات شاسعة من المادة الفيزيائية متوجة بحياة مورونشية ومغمورة بالمجد الروحي, لكن ليس هناك سلاسل جبال وعرة كالتي تظهر على يورانشيا. هناك عشرات الألوف من البحيرات المتلألئة وألوف فوق ألوف من الجداول الواصلة بينها, لكن لا يوجد محيطات كبيرة ولا أنهار متدفقة. فقط المرتفعات تخلو من هذه الجداول السطحية.
43:1.2 (486.1) لا تختلف مياه عدنشيا والأجواء المعمارية المشابهة عن مياه الكواكب التطورية. أنظمة المياه لتلك الأجواء هي على حد سواء سطحية وجوفية, والرطوبة في دوران دائم. يمكن الطواف حول عدنشيا عبر هذه الطرق المائية المختلفة, على أن قناة النقل الرئيسية هي الغلاف الجوي. تسافر كائنات الروح بشكل طبيعي فوق سطح الجو, بينما تستفيد الكائنات المورونشية والمادية من وسائل مادية وشبه مادية لعبور الممر الجوي.
43:1.3 (486.2) تتمتع عدنشيا وعوالمها المرتبطة بغلاف جوي حقيقي, مزيج الغازات الثلاثة المعتاد الذي هو مميز لمثل هذه الخلائق المعمارية, والمتضمن العنصرين لغلاف يورانشيا الجوي بالإضافة إلى ذلك الغاز المورونشي الملائم لتنفس المخلوقات المورونشية. لكن في حين أن هذا الغلاف الجوي هو معاً مادي ومورونشي, فلا توجد عواصف ولا أعاصير؛ ولا هناك صيف ولا شتاء. هذا الغياب للإضطرابات الجوية والتغييرات الموسمية يجعل من الممكن زخرفة كل العراء على هذه العوالم المخلوقة بشكل خاص.
43:1.4 (486.3) تُعد هضاب عدنشيا ميزات فيزيائية رائعة, وجمالها مُعزز بفيض لا ينتهي من الحياة التي تزخر في كل أنحاء طولها وعرضها. باستثناء عدد قليل من الهياكل المنعزلة نوعاً ما, لا تحتوي تلك الهضاب على عمل من أيادي مخلوق. تقتصر الزخرفة المادية والمورونشية على المناطق السكنية. المرتفعات الأقل هي مواقع المساكن الخاصة وهي مزخرفة بشكل جميل بكل من الفن البيولوجي والمورونشي.
43:1.5 (486.4) على قمة سلسلة الهضبة السابعة تقع قاعات القيامة لعدنشيا, حيث يستيقظ البشر الصاعدين من المرتبة المعدلة الثانوية للإرتقاء. هذه الغرف لإعادة تجميع المخلوق هي تحت إشراف الملكيصادقين. الأول من الأجواء المُستقبِلة لعدنشيا (مثل الكوكب مليكصادق قرب ساﻟﭭينغتون) أيضاً لديه قاعات قيامة خاصة, حيث يُعاد تجميع البشر من المراتب المُعدلة للإرتقاء.
43:1.6 (486.5) يحافظ الملكيصادقون أيضاً على كُليَتين خصوصيتين على عدنشيا. واحدة, مدرسة الطوارئ, مكرسة لدراسة المشاكل النامية من تمرد ساتانيا. الأخرى, مدرسة الإغداق, مُكرسة للتمكن من المشاكل الجديدة الناشئة عن حقيقة أن ميخائيل جعل إغداقه النهائي على أحد عوالم نورلاشيادِك. وقد أُنشئت هذه الكلية الأخيرة قبل ما يقرب من أربعين ألف سنة, مباشرة بعد إعلان ميخائيل بأن يورانشيا قد تم إختيارها لتكون العالم لإغداقه الأخير.
43:1.7 (486.6) يقع بحر الزجاج, منطقة الإستلام لعدنشيا, قرب المركز الإداري وهو مُحاط بمدرج مركز الإدارة. يحيط بهذه المنطقة المراكز الحاكمة للأقسام السبعين لشؤون البُرج. نصف عدنشيا مقـَّسم إلى سبعين قطاعاً مثلثاً, التي تتلاقى حدودها عند مباني مركز إدارة قطاعاتها المختصة. ما تبقى من هذا الجو هو منتزه طبيعي شاسع واحد, حدائق الله.
43:1.8 (486.7) أثناء زياراتك الدورية لعدنشيا, على الرغم من أن الكوكب بأكمله مفتوح لتفحصك, فإن معظم وقتك سوف يُمضى في ذلك المثلث الإداري الذي يتوافق عدده مع ذلك لعالم إقامتك الحالي. سوف تكون دائماً مُرحباً بك كمراقب في المجالس التشريعية.
43:1.9 (486.8) تقع منطقة المورونشيا المعينة للبشر الصاعدين المقيمين على عدنشيا في النطاق-الوسط من المثلث الخامس والثلاثين المجاور لمركز إدارة النهائيين, الواقع في المثلث السادس والثلاثين. يشغل مركز الإدارة العام لليوﻨﻴﭭيتاشيا مساحة هائلة في الإقليم-الوسط للمثلث الرابع والثلاثين المجاور مباشرة للمحمية السكنية لمواطني المورونشيا. من هذه الترتيبات يمكن ملاحظة بأن تزويداً يُجعل لإيواء ما لا يقل عن سبعين قسماً رئيسياً من الحياة السماوية, وكذلك بأن كل من تلك المناطق المثلثة السبعين مترابطة مع واحد ما من الأجواء الرئيسية السبعين للتدريب المورونشي.
43:1.10 (487.1) بحر عدنشيا الزجاجي هو بلورة دائرية هائلة قطرها حوالي مائة ميل وعمقها حوالي ثلاثين ميلاً. هذه البلورة البديعة تخدم بمثابة حقل الإستلام لكل السيرافيم الناقلة وكائنات أخرى قادمة من نقاط خارج الجو؛ هكذا بحر من الزجاج يسهل بشكل كبير هبوط السيرافيم الناقلة.
43:1.11 (487.2) يوجد حقل بلوري من هذا النظام على كل العوالم المعمارية تقريباً؛ وهو يخدم أهدافاً كثيرة إلى جانب قيمته الزخرفية, كونه يُستخدم لتصوير إنعكاسية الكون العظيم إلى جماعات متجمعة وكعامل في تقنية تحويل الطاقة لتعديل تيارات الفضاء ولتكييف تيارات الطاقة الفيزيائية الأخرى الواردة.
43:2.1 (487.3) الأبراج هي وحدات مستقلة بذاتها من كون محلي, كل بُرج كائن مُدبَّر وفقاً لقوانينه التشريعية الخاصة به. عندما تجلس محاكم نِبادون في البت على شؤون الكون, يتم الفصل في جميع الأمور الداخلية وفقاً للقوانين السائدة في البُرج المعني. هذه الأحكام القضائية لساﻟﭭينغتون, سوية مع القوانين التشريعية للأبراج, تُنفذ من قِبل إداريي الأنظمة المحلية.
43:2.2 (487.4) تعمل الأبراج بالتالي كالوحدات التشريعية أو لسن القوانين, بينما تخدم الأنظمة المحلية كالوحدات التنفيذية أو التطبيقية. حكومة ساﻟﭭينغتون هي السُلطة القضائية العليا والمنسقة.
43:2.3 (487.5) في حين أن الوظيفة القضائية العليا تقع على عاتق الإدارة المركزية لكون محلي, هناك محكمتان فرعيتان إنما رئيسيتان في مركز إدارة كل بُرج. مجلس الشورى الملكيصادقي ومحاكم الأعلى.
43:2.4 (487.6) تتم مراجعة جميع المسائل القضائية أولاً من قِبل مجلس شورى الملكيصادقين. إثنا عشر من هذه المرتبة ممن لديهم خبرة مطلوبة معينة على الكواكب التطورية وعلى عوالم مركز إدارة النظام هم مُخولون لإستعراض الأدلة, هضم المناشدات, وصياغة الأحكام المؤقتة, التي يتم تمريرها إلى محكمة الأعلى, أب البُرج الحاكم. يتألف التقسيم البشري لهذه المحكمة الأخيرة من سبعة قضاة, جميعهم من البشر الصاعدين. كلما إرتقيت أعلى في الكون, الأكثر يقيناً أنك ستُحاكَم من قِبل أولئك من جنسك الخاص.
43:2.5 (487.7) تُقـَّسم الهيئة التشريعية للبُرج إلى ثلاث مجموعات. ينشأ البرنامج التشريعي للبُرج في المجلس الأدنى للصاعدين, مجموعة يرأسها نهائي وتتألف من ألف بشري ممثل. كل نظام يُرشح عشرة أعضاء للجلوس في هذا المجلس التداولي. على عدنشيا هذه الهيئة ليست مجندة بالكامل في الوقت الحاضر.
43:2.6 (487.8) تتألف الغرفة-الوسطى للمشَّرعين من الجماهير السيرافية ومعاونيهن, أولاد آخرين من روح أُم الكون المحلي. هذه الجماعة تَعد مائة وهي مُرشحة بالشخصيات المشرفة التي تترأس فوق النشاطات المتنوعة لهكذا كائنات بينما يعملون ضمن البُرج.
43:2.7 (488.1) تتكون الهيئة الإستشارية أو أعلى هيئة من مشرعي البُرج من منزل الأقران--منزل الأبناء الإلهيين. يتم إختيار هذا الفيلق من قِبل الآباء الأعلون وتعداده عشرة. فقط أبناء من ذوي الخبرة الخاصة يمكنهم الخدمة في هذا المجلس الأعلى. هذه هي مجموعة تقصي الحقائق والموفرة للوقت التي تخدم بغاية الفعالية كِلا الشعبتين الأدنى للمجلس التشريعي.
43:2.8 (488.2) يتألف المجلس المُشترك للمشرعين من ثلاثة أعضاء من كل من تلك الفروع المنفصلة لمجلس البُرج التداولي ويرأسه الأعلى الأحدث الحاكم. تصادق هذه الفئة على الشكل النهائي لجميع التشريعات وتسمح بنشرها من قبل هيئات البث. موافقة هذه اللجنة العليا تجعل القوانين التشريعية قانون الحيز؛ أفعالهم نهائية. تُشكل القرارات التشريعية لعدنشيا القانون الأساسي لكل نورلاشيادِك.
43:3.1 (488.3) حكام الأبراج هم من مرتبة اﻟﭭوروندادِك من بنوة كون محلي. عندما يُفَوضون للخدمة الفعالة في الكون كحكام بُرج أو سوى ذلك, يُعرف هؤلاء الأبناء بالأعلون بما أنهم يُجسدون أعلى حكمة إدارية, مقرونة بالإخلاص الأبعد نظراً والأذكى, من كل مراتب الكون المحلي لأبناء الله. إستقامتهم الشخصية وإخلاص فئتهم لم يتم التشكيك بها مطلقًاً, لم يحدث أي استياء من أبناء اﻟﭭوروندادِك أبداً في نِبادون.
43:3.2 (488.4) يتم تفويض ما لا يقل عن ثلاثة من أبناء ﭭوروندادِك من قبل جبرائيل كالأعلون لكل من أبراج نِبادون. يُعرَف العضو المترئس لهذا الثلاثي بأب البُرج وزميلاه كالأعلى الأقدم والأعلى الأحدث. يتولى أب البُرج الحكم لمدة عشرة آلاف سنة قياسية (حوالي 50 ألف سنة يورانشية), بعد أن خدم سابقاً كمعاون أحدث وكمعاون أقدم لفترات متساوية.
43:3.3 (488.5) علِم كاتب المزمور بأن عدنشيا كانت محكومة بثلاثة آباء بُرج وبناء على ذلك تكلم عن سكنهم في صيغة الجمع: "هناك نهر, الذي ستُسر جداوله مدينة الله, المكان الأكثر قداسة لهياكل الأعلون".
43:3.4 (488.6) نزولاً خلال العصور, كان هناك إرتباك عظيم على يورانشيا بشأن حكام الكون المتنوعين. العديد من المعلمين في وقت لاحق أربكوا آلهتهم القبائلية الغامضة وغير المحددة مع الآباء الأعلون, وفيما بعد أيضاً, دمج العبرانيون كل هؤلاء الحكام السماويين في إله مُركب. فهم أحد المعلمين بأن الأعلون ليسوا الحكام السُماة, لأنه قال, "الذي يسكن في المكان السري للأعلى سوف يمكث في ظل القدير". في سجلات يورانشيا من الصعب جداً في بعض الأحيان معرفة بالضبط من الذي يشار إليه بعبارة "الأعلى". لكن دانيال فهم تماماً هذه الأمور. قال, "الأعلى يحكم في مملكة الناس ويعطيها لمن يشاء".
43:3.5 (488.7) آباء البُرج مشغولون قليلاً مع الأفراد لكوكب مسكون, لكنهم يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بتلك الأعمال التشريعية وصنع القوانين للأبراج التي تهم إلى حد كبير كل جنس بشري ومجموعة قومية من العوالم المأهولة.
43:3.6 (489.1) مع أن نظام البُرج يقف بينكم وبين إدارة الكون, كأفراد ستكونون عادة ذوي إهتمام قليل بحكومة البُرج. سيتركز إهتمامكم الكبير عادة في النظام المحلي, ساتانيا؛ لكن مؤقتاً, فإن يورانشيا مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بحكام البُرج بسبب ظروف كوكبية ونظام معينة نابعة من تمرد لوسيفر.
43:3.7 (489.2) إستولى الأعلون في عدنشيا على بعض مراحل السلطة الكوكبية على العوالم المتمردة في وقت إنشقاق لوسيفر. لقد واصلوا ممارسة هذه السُلطة, وقد أكد قدماء الأيام منذ وقت طويل هذا التقلد للسيطرة على هذه العوالم الضالة. لا شك أنهم سيواصلون ممارسة هذا الحكم الشرعي المُفترض ما دام لوسيفر حياً. كثير من هذه السُلطة عادة, في نظام موالي, يتم إستثمارها في سلطان النظام.
43:3.8 (489.3) لكن لا تزال هناك طريقة أخرى التي بها أصبحت يورانشيا مرتبطة بشكل خاص إلى الأعلون. عندما كان ميخائيل, الإبن الخالق, على مهمة إغداقه الأخير, حيث أن خليفة لوسيفر لم يكن في سُلطة كاملة في النظام المحلي, فإن كل شؤون يورانشيا التي تتعلق بإغداق ميخائيل قد أشرف عليها مباشرة الأعلون لنورلاشيادِك.
43:4.1 (489.4) الجبل الأكثر قداسة للتجمع هو مسكن مخلص الأيام, ممثل ثالوث الفردوس الذي يعمل على عدنشيا.
43:4.2 (489.5) مخلص الأيام هذا هو إبن ثالوثي من الفردوس وقد كان حاضراً على عدنشيا كالممثل الشخصي لعمانوئيل منذ إنشاء عالم مركز الإدارة. يقف مخلص الأيام أبداً عند اليد اليُمنى لآباء البُرج لكي يقدم لهم المشورة, لكنه لا يقدم النصيحة أبداً ما لم تُطلب. أبناء الفردوس العالين لا يشاركون أبداً في تسيير شؤون كون محلي ما عدا عند إلتماس الحكام بالنيابة لمثل هذه المجالات. لكن كل ما إتحاد أيام هو إلى إبن خالق, فإن مخلص أيام هو إلى الأعلون في بُرج.
43:4.3 (489.6) يقع مكان إقامة مخلص الأيام لعدنشيا في مركز البُرج لنظام الفردوس للإتصالات والمعلومات من خارج الكون. أبناء الثالوث هؤلاء, مع موظفيهم من شخصيات هاﭭونا والفردوس, في إرتباط مع إتحاد الأيام المشرف, هم على إتصال مباشر ودائم مع مرتبتهم في أنحاء كل الأكوان, حتى لهاﭭونا والفردوس.
43:4.4 (489.7) الجبل الأكثر قداسة جميل بشكل رائع ومُعين بشكل مذهل, لكن مكان الإقامة الفعلي لإبن الفردوس متواضع بالمقارنة مع المسكن المركزي للأعلون والمنشآت السبعين المحيطة التي تضم الوحدة السكنية للأبناء اﻟﭭوروندادِك. هذه التعيينات هي سكنية حصراً؛ إنها منفصلة تماماً عن مباني مركز الإدارة الإداري الواسعة حيث يتم التعامل مع شؤون البُرج.
43:4.5 (489.8) يقع مكان إقامة مخلص الأيام على عدنشيا إلى الشمال من هذه المساكن للأعلون ويُعرف باسم "جبل مجلس الفردوس". على هذه الأرض المرتفعة المكرسة, يجتمع البشر الصاعدون بشكل دوري لسماع إبن الفردوس هذا يخبر عن الرحلة الطويلة والمثيرة للإهتمام للبشر المتقدمين خلال عوالم هاﭭونا المثالية البليون وإستمراراً إلى المسرات التي لا توصف للفردوس. وإنه عند هذه التجمعات الخاصة على مجلس الجبل حيث يصبح بشر المورونشيا أكثر إلماماً بالمجموعات المتنوعة من الشخصيات ذات الأصل في الكون المركزي.
43:4.6 (490.1) لوسيفر الخائن, سلطان ساتانيا في أحد الأوقات, في إعلان مزاعمه بزيادة الولاية القضائية, سعى لإزاحة كل المراتب الفائقة من البنوة في الخطة الحكومية للكون المحلي. مُضمراً في قلبه, قائلاً: "سوف أمجد عرشي فوق أبناء الله؛ سأجلس على جبل التجمع في الشمال؛ سوف أكون مثل الأعلى".
43:4.7 (490.2) يأتي سلاطين الأنظمة المائة بشكل دوري إلى مجامع عدنشيا التي تتداول في رفاهية البُرج. بعد تمرد ساتانيا كان رؤساء الثوار في جيروسِم معتادون أن يأتوا إلى مجالس شورى عدنشيا هذه تماماً كما كانوا يفعلون في مناسبات سابقة. ولم يتم العثور على أي وسيلة لإيقاف هذه الوقاحة المتعجرفة إلى ما بعد إغداق ميخائيل على يورانشيا وتقلده اللاحق للسيادة غير المحدودة في جميع أنحاء نِبادون. أبداً, منذ ذلك اليوم, لم يُسمح لهؤلاء المحرضين على الخطيئة بالجلوس في مجالس شورى عدنشيا لسلاطين الأنظمة المخلصين.
43:4.8 (490.3) بأن المعلمين من الأزمنة القديمة علموا بهذه الأمور مبين في السجل: "وكان هناك يوم عندما جاء أبناء الله لتقديم أنفسهم أمام الأعلون, وأتى الشيطان كذلك وقدم نفسه بينهم". وهذا بيان لحقيقة بغض النظر عن العلاقة التي يصادف فيها ظهورها.
43:4.9 (490.4) منذ إنتصار المسيح, يتم تطهير كل نورلاشيادِك من الخطيئة والمتمردين. في وقت ما قبل وفاة ميخائيل في الجسد سعى معاون لوسيفر الساقط, الشيطان, لحضور مثل هذا المجمع العدنشي, لكن تماسك العواطف ضد رؤساء المتمردين كانت قد وصلت النقطة حيث كانت أبواب التعاطف تقريباً مُغلقة كونياً بحيث لم يمكن إيجاد أرضية وقوف لخصوم ساتانيا. عندما لا يوجد باب مفتوح لإستقبال الشر, لا توجد هناك فرصة لإستضافة الخطيئة. أُغلقت أبواب قلوب عدنشيا بأكملها ضد الشيطان؛ تم رفضه بالإجماع من قِبل سلاطين الأنظمة المجتمعين, ولقد كان في هذا الوقت أن إبن الإنسان "شاهد الشيطان يسقط مثل البرق من السماء".
43:4.10 (490.5) منذ تمرد لوسيفر تم تزويد بناء جديد بالقرب من مكان إقامة مخلص الأيام. هذا الصرح المؤقت هو مركز الإدارة لرابطة الأعلى, الذي يعمل في إتصال وثيق مع إبن الفردوس كمستشار لحكومة البُرج في جميع الأمور المختصة بسياسة وموقف مرتبة الأيام تجاه الخطيئة والتمرد.
43:5.1 (490.6) تم تعليق التناوب للأعلون على عدنشيا في وقت تمرد لوسيفر. لدينا الآن نفس الحكام الذين كانوا في الخدمة في ذلك الوقت. نستنتج أنه لن يتم إجراء أي تغيير في هؤلاء الحكام إلى أن يتم التخلص من لوسيفر وزملائه في النهاية.
43:5.2 (490.7) الحكومة الحالية للبُرج, على كل, قد تم توسيعها لتشمل إثني عشر إبناً من مرتبة اﻟﭭوروندادِك. هؤلاء الإثنا عشر هم كالتالي:
43:5.3 (490.8) 1. أب البُرج. الحاكم الأعلى الحالي لنورلاشيادِك هو رقم 617,318 من سلسلة ﭭوروندادِك نِبادون. رأى خدمة في أبراج كثيرة في كل أنحاء كوننا المحلي قبل أن يتحمل مسؤولياته العدنشية.
43:5.4 (490.9) 2. المعاون الأعلى الأقدم.
43:5.5 (491.1) 3. المعاون الأعلى الأحدث.
43:5.6 (491.2) 4. المستشار الأعلى, الممثل الشخصي لميخائيل منذ إحرازه منزلة إبن سيد.
43:5.7 (491.3) 5. التنفيذي الأعلى, الممثل الشخصي لجبرائيل المتمركز على عدنشيا منذ تمرد لوسيفر.
43:5.8 (491.4) 6. رئيس المراقبين الكوكبيين الأعلى, مدير المراقبين اﻟﭭوروندادِك المتمركزين على عوالم ساتانيا المعزولة.
43:5.9 (491.5) 7. الحكم الأعلى, إبن اﻟﭭوروندادِك المكلف بواجب تعديل جميع الصعوبات المترتبة على التمرد ضمن البُرج.
43:5.10 (491.6) 8. إداري الطوارئ الأعلى, إبن اﻟﭭوروندادِك الموكل بمهمة تكييف التشريعات الطارئة لمجلس تشريع نورلاشيادِك إلى عوالم ساتانيا المعزولة بالتمرد.
43:5.11 (491.7) 9. الوسيط الأعلى, إبن اﻟﭭوروندادِك المعين لمواءمة تعديلات الإغداق الخاصة على يورانشيا مع الإدارة الروتينية للبُرج. إن تواجد بعض نشاطات رئيس ملائكة, والعديد من الإسعافات غير النظامية الأخرى على يورانشيا, سوية مع النشاطات الخاصة لنجوم المساء المتألقة على جيروسِم, تستلزم عمل هذا الإبن.
43:5.12 (491.8) 10. القاضي-المحامي الأعلى, رئيس محكمة الطوارئ المكرسة لضبط المشاكل الخاصة في نورلاشيادِك الناشئة عن الإرتباك الناتج عن تمرد ساتانيا.
43:5.13 (491.9) 11. الأعلى الإرتباطي, إبن اﻟﭭوروندادِك المُلحق إلى حكام عدنشيا إنما مفوض كمستشار خاص مع مخلص الأيام بما يخص أفضل مسار للإتباع في إدارة المشاكل المتعلقة بتمرد وعدم ولاء المخلوق.
43:5.14 (491.10) 12. الإداري الأعلى, رئيس مجلس الطوارئ لعدنشيا. جميع الشخصيات المعينة إلى نورلاشيادِك بسبب إضطراب ساتانيا تُشكل مجلس الطوارئ, وضابطهم المترئس هو إبن ﭭوروندادِك ذو خبرة إستثنائية.
43:5.15 (491.11) وهذا لا يأخذ في الإعتبار اﻟﭭوروندادِك العديدون, المبعوثين من أبراج نِبادون, وغيرهم ممن يقيمون أيضاً على عدنشيا.
43:5.16 (491.12) أبداً منذ تمرد لوسيفر مارس آباء عدنشيا رعاية خاصة على يورانشيا والعوالم المعزولة الأخرى لساتانيا. منذ أمد طويل تعرف النبي على اليد المسيطرة لآباء البُرج في شؤون الأُمم. "عندما قسَّم الأعلى إلى الأمم ميراثهم, عندما فصل أبناء آدم, وضع حدود الشعب".
43:5.17 (491.13) كل عالم تحت الحجر أو معزول لديه إبن ﭭوروندادِك عامل كمراقب. لا يشارك في الإدارة الكوكبية إلا عندما يؤمر بأب البُرج للتدخل في شؤون الأُمم. في الواقع إنه المراقب الأعلى الذي "يحكم في ممالك الناس". يورانشيا هي إحدى العوالم المعزولة لنورلاشيادِك, وقد وُضع مراقب ﭭوروندادِك على الكوكب منذ خيانة كاليغاسشيا. عندما أسعف ماﻜﻴﭭِنتا ملكيصادق في شكل شبه مادي على يورانشيا, أدى ولاء محترم إلى المراقب الأعلى عندئذٍ على الواجب, كما هو مكتوب, "وملكيصادق, ملك شاليم, كان كاهن الأعلى". كشف ملكيصادق علاقات هذا المراقب الأعلى إلى إبراهيم عندما قال, "ومبارك الأعلى, الذي سلم أعداءك إلى يدك".
43:6.1 (492.1) عواصم النظام مُجمَّلة بشكل خاص بالإنشاءات المادية والمعدنية, في حين أن مركز إدارة الكون عاكس أكثر للمجد الروحي, لكن عواصم الأبراج هي قمة النشاطات المورونشية والزخارف الحية. على عوالم مركز إدارة البُرج تُستخدم الزخارف الحية بشكل أعم, وأنه هذا التفوق للحياة--الفن النباتي--ما تسبب في تسمية هذه العوالم "جنات الله".
43:6.2 (492.2) حوالي نصف عدنشيا مكرس إلى الجنات الرائعة للأعلون, وهذه الجنات هي بين الأكثر سَلباً للعقول من خلائق المورونشيا في الكون المحلي. هذا يفسر لماذا الأماكن الجميلة بشكل إستثنائي على العوالم المأهولة في نورلاشيادِك تُدعى غالباً "جنة عدن".
43:6.3 (492.3) في موقع مركزي في هذه الحديقة الرائعة يوجد مزار العبادة للأعلون. لا بد أن كاتب المزمور قد علم شيئاً ما عن هذه الأمور, لأنه كتب: "من سيصعد تل الأعلون؟ من سيقف في هذا المكان المقدس؟ الذي لديه أيدي نظيفة وقلب نقي, الذي لم يحمل نفسه إلى الغرور ولا حلف خادعاً". عند هذا المزار, عند كل عاشر يوم للراحة يقود الأعلون كل عدنشيا في التأمل التعبدي لله الأسمى.
43:6.4 (492.4) تتمتع العوالم المعمارية بعشرة أشكال من الحياة للنظام المادي. على يورانشيا هناك حياة نبات وحيوان, لكن على عالم مثل عدنشيا هناك عشرة أقسام من المراتب المادية للحياة. لو أنكم نظرتم تلك الأقسام العشرة لحياة عدنشيا, لكنتم سرعان ما تصنفون الثلاثة الأولى كنبات والثلاثة الأخيرة كحيوان, لكنكم ستكونون غير قادرين مطلقاً على فهم طبيعة الفئات الأربعة المتداخلة من الأشكال الغزيرة والفاتنة للحياة.
43:6.5 (492.5) حتى الحياة الحيوانية المتميزة تختلف اختلافاً كبيراً جداً عن تلك للعوالم التطورية, مختلفة للغاية بحيث يستحيل تماماً التصوير إلى عقول البشر الطابع الفريد والطبيعة الودودة لتلك المخلوقات غير المتكلمة. هناك ألوف فوق ألوف من المخلوقات الحية التي لا يمكن لمخيلتكم تصورها. الخلق الحيواني بأكمله هو من مرتبة مختلفة تماماً عن الأنواع الحيوانية الإجمالية للكواكب التطورية. لكن كل هذه الحياة الحيوانية هي الأكثر ذكاء وقابلة للخدمة بشكل رائع, وكل الأنواع المختلفة هي لطيفة بشكل مدهش وقابلة للمرافقة بشكل مؤثر. لا توجد مخلوقات آكلة للحوم على مثل هذه العوالم المعمارية؛ في كل عدنشيا ليس هناك أي شيء لجعل أي كائن حي خائف.
43:6.6 (492.6) الحياة النباتية كذلك مختلفة جداً عن تلك ليورانشيا, تتكون من تنوع مادي ومورونشي معاً. النمو المادي لديه لون أخضر مميز, لكن المعادلات المورونشية للحياة النباتية لديها صبغة بنفسجية أو أركيدية ذات تلون وإنعكاس متغير. نباتات مورونشية كهذه هي نمو طاقة صرف؛ عندما تؤكل ليس هناك جزء متبقي.
43:6.7 (492.7) كونها قد وهبت بعشرة أقسام من الحياة الفيزيائية, عدا عن ذكر الإختلافات المورونشية, تزود هذه العوالم المعمارية إمكانيات هائلة من أجل التجميل البيولوجي للمناظر الطبيعية والهياكل المادية والمورونشية. يوجه الحِرفيون السماويون السبورناغيا المحلية في هذا العمل الواسع من الزخارف النباتية والزينة البيولوجية. في حين أن فنانيكم يجب أن يلجأوا إلى طلاء خامل ورخام لا حياة له لتصوير مفاهيمهم, يستخدم الحِرفيون السماويون واليوﻨﻴﭭيتاشيا في كثير من الأحيان مواد حية لتمثيل أفكارهم وإلتقاط مُثلهم.
43:6.8 (493.1) إذا كنت تستمتع بزهور, شجيرات وأشجار يورانشيا, إذن سوف تولم عينيك على الجمال النباتي وعظمة الأزهار لجنات عدنشيا السماوية. لكن الأمر يفوق قدراتي على الوصف أن أتعهد بأن أنقل للعقل البشري مفهوماً كافياً عن تلك الجمالات للعوالم السماوية. حقاً, لم ترى العين مثل هذه الأمجاد كالذي ينتظر وصولك على تلك العوالم من مغامرة الإرتقاء-البشري.
43:7.1 (493.2) اليوﻨﻴﭭيتاشيا هم المواطنون الدائمون لعدنشيا وعوالمها المرتبطة, كل العوالم السبعمائة والسبعون المحيطة بمركز إدارة البُرج كائنة تحت إشرافهم. أولاد الإبن الخالق والروح الخلاَّقة هؤلاء يُشرعون على مستوى وجود فيما بين المادي والروحي, لكنهم ليسوا مخلوقات مورونشية. يمتلك الأهليون لكل من الأجواء الرئيسية السبعين لعدنشيا أشكالاً مرئية مختلفة, وبشر المورونشيا تكون أشكالهم المورونشية مدوزنة لتتوافق مع المقياس التصاعدي لليوﻨﻴﭭيتاشيا في كل مرة يغيرون الإقامة من أحد أجواء عدنشيا إلى آخر بينما يعبرون تباعاً من العالم رقم واحد إلى العالم رقم سبعين.
43:7.2 (493.3) روحياً, اليوﻨﻴﭭيتاشيا متشابهون؛ فكرياً, هم يختلفون كما البشر؛ في الشكل, هم يشبهون كثيراً حالة المورونشيا من الوجود, وقد خُلقوا للعمل في سبعين مرتبة متنوعة من الشخصية. كل من هذه المراتب لليوﻨﻴﭭيتاشيا تعرض عشرة إختلافات رئيسية من النشاط الفكري, وكل من تلك الأنواع الفكرية المختلفة يترأس المدارس التثقيفية والتدريب الخاص للمهن التقدمية أو التنشئة الإجتماعية العملية على واحد ما من السواتل العشرة التي تتأرجح حول كل من عوالم عدنشيا الرئيسية.
43:7.3 (493.4) هذه العوالم السبعمائة الصغرى هي أجواء تقنية للتعليم العملي في عمل الكون المحلي بأكمله وهي مفتوحة إلى جميع طبقات الكائنات الذكية. مدارس التدريب هذه للمهارة الخاصة والمعرفة التقنية ليست مدبرة بشكل حصري من أجل البشر الصاعدين, على أن تلاميذ المورونشيا يُشكلون إلى حد بعيد الفئة الأكبر من جميع أولئك الذين يحضرون هذه الدورات التدريبية. عندما يتم إستلامك على أي من العوالم الكبرى السبعين من الثقافة الإجتماعية, يتم إعطاؤك فوراً تصريحاً لكل من السواتل العشرة المحيطة.
43:7.4 (493.5) في مختلف مستعمرات المجاملة, يسود بشر المورونشيا الصاعدون بين موجهي الإرتداد, لكن اليوﻨﻴﭭيتاشيا يمثلون أكبر مجموعة مرتبطة مع سِلك نِبادون من الحرفيين السماويين. في كل أورﭭونتون لا كائنات من خارج هاﭭونا باستثناء أباندونتر يوﭭرسا يستطيعون مساواة اليوﻨﻴﭭيتاشيا في المهارة الفنية, والقدرة على التكيف الإجتماعي, والبراعة التنسيقية.
43:7.5 (493.6) مواطنو البُرج هؤلاء ليسوا في الواقع أعضاء في سِلك الحرفيين, لكنهم يعملون بحرية مع جميع الفئات ويساهمون الكثير في جعل عوالم البُرج الأجواء الرئيسية من أجل تحقيق الإمكانيات الفنية البديعة للحضارة الإنتقالية. هم لا يعملون خارج حدود عوالم مركز إدارة البُرج.
43:8.1 (493.7) المنحة الفيزيائية لعدنشيا وأجوائها المحيطة هي قريب من الكمال؛ بالكاد يمكنها مساواة العظمة الروحية لأجواء ساﻟﭭينغتون, لكنها تتجاوز بكثير أمجاد عوالم جيروسِم التدريبية. كل أجواء عدنشيا هذه يتم تنشيطها مباشرة بتيارات الفضاء الكونية, وأنظمة القدرة الضخمة الخاصة بها, سواء المادية والمورونشية, يتم الإشراف عليها وتوزيعها بخبرة من قِبل مراكز البُرج, بمُساعَدة سلك كفؤ من المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين والمُشرِفين على قدرة المورونشيا.
43:8.2 (494.1) إن الوقت الذي يُمضى على عوالم التدريب السبعين للحضارة المورونشية الإنتقالية المرتبطة بالعصر العدنشي لإرتقاء البشر, هي الفترة الأكثر إستقراراً في مهنة بشري صاعد صعوداً إلى الوضع النهائي؛ هذه حقاً هي الحياة المورونشية النموذجية. بينما تُعاد دوزنتك كل مرة تمر فيها من عالم حضاري رئيسي إلى آخر, أنت تحتفظ بنفس الجسم المورونشي, وليس هناك فترات من فقدان وعي الشخصية.
43:8.3 (494.2) حلولك على عدنشيا وأجوائها المرتبطة سيكون مشغولاً بشكل رئيسي بإتقان الآداب الجماعية, السر لعلاقة متبادلة ممتعة ومربحة بين المراتب المتنوعة من الشخصيات الذكية للكون والكون العظيم.
43:8.4 (494.3) على العوالم المنزلية أنت أتممت التوحيد لشخصية البشري المتطور؛ على عاصمة النظام أحرزت مواطنية جيروسِم وحققت الرغبة لإخضاع الذات إلى قواعد سلوك النشاطات الجماعية والتعهدات المنسقة؛ لكن الآن على عوالم البُرج التدريبية أنت لتنجز التنشئة الإجتماعية الحقيقية لشخصيتك المورونشية المتطورة. هذا التحصيل التثقيفي الفائق يتكون في تعلم كيفية:
43:8.5 (494.4) 1. العيش بسعادة والعمل بشكل فعال مع عشرة زملاء مورونشيين متنوعين, في حين ترتبط عشرة من مثل هذه الجماعات في مجموعات من مائة وبعدئذٍ متحالفين في سِلك من ألف.
43:8.6 (494.5) 2. المكوث بفرح وتعاون قلبي مع عشرة يوﻨﻴﭭيتاشيا, الذين, رغم أنهم متشابهون فكرياً مع كائنات المورونشيا, هم مختلفون جداً في كل طريقة أخرى. ثم يجب أن تعمل مع هذه الجماعة من عشرة بينما هي تنسق مع عشر عائلات أخرى, الذين بدورهم يتم دمجهم في سلك من ألف يوﻨﻴﭭيتاشيا.
43:8.7 (494.6) 3. تحقيق تأقلم آني إلى كل من الزملاء المورونشيين وهؤلاء اليوﻨﻴﭭيتاشيا المضيافين. إكتساب المقدرة طوعاً وبفعالية للتعاون مع مرتبتك الخاصة من الكائنات في إرتباط عمل وثيق مع مجموعة غير مشابهة نوعاً ما من المخلوقات الذكية.
43:8.8 (494.7) 4. بينما تعمل هكذا إجتماعياً مع كائنات مثلك وليست مثلك, تحقق إنسجاماً فكرياً مع, وتجعل تكيفاً مهنياً إلى, كِلا الفئتين من الزملاء.
43:8.9 (494.8) 5. بينما تُحقق تكيفاً إجتماعياً مُرضياً للشخصية على مستويات فكرية ومهنية, تُكامل إضافياً القدرة على العيش في إتصال ودي مع كائنات مماثلة وغير مماثلة نوعاً ماً بانفعالية دائمة الإنخفاض واستياء دائم التناقص. موجهو الارتداد يساهمون الكثير إلى هذا الإحراز الأخير من خلال أنشطتهم للعب-الجماعي.
43:8.10 (494.9) 6. تَضبط كل تلك التقنيات المتنوعة للتكيف الإجتماعي إلى تعزيز التنسيق التدرجي لمهنة إرتقاء الفردوس؛ تزيد البصيرة الكونية من خلال تعزيز المقدرة على فهم معاني الهدف-الأبدي المستور ضمن نشاطات الزمان-الفضاء هذه التي تبدو ضئيلة الأهمية.
43:8.11 (494.10) 7. وبعدئذٍ, بلوغ ذروة كل هذه الإجراءات للتعددية الاجتماعية مع التعزيز المتزامن للبصيرة الروحية كما تتعلق بتقوية كل مراحل منحة الشخصية من خلال الإرتباط الروحي الجماعي والتنسيق المورونشي. فكرياً, وإجتماعياً, وروحياً, مخلوقان أخلاقيان إثنان لا يضاعفان فقط إمكانياتهما الشخصية لإنجاز كون بتقنية الشراكة؛ هم بالأكثر يضاعفون ما يقرب من أربعة أضعاف إمكانياتهما التحصيلية والإنجازية.
43:8.12 (495.1) لقد صورنا إجتماعيات عدنشيا كإرتباط بشري مورونشي مع مجموعة عائلة يوﻨﻴﭭيتاشيا تتألف من عشرة أفراد غير متشابهين فكرياً مرافقة بجماعة مماثلة لعشرة زملاء مورونشيين. لكن على العوالم الكبرى السبعة الأولى, فقط بشري صاعد واحد يعيش مع عشرة يوﻨﻴﭭيتاشيا. على المجموعة الثانية من العوالم السبعة الكبرى يقيم بشريان مع كل مجموعة محلية من عشرة, وهكذا صعوداً حتى, على المجموعة الأخيرة من الأجواء السبعة الكبرى, يتم إسكان عشر كائنات مورونشية مع عشرة يوﻨﻴﭭيتاشيا. بينما تتعلم كيف تختلط إجتماعياً بشكل أفضل مع اليوﻨﻴﭭيتاشيا, سوف تمارس هذه الآداب المُحسَّنة في علاقاتك مع زملائك المرتقين المورونشيين.
43:8.13 (495.2) كبشر صاعدين سوف تستمتعون بمكوثكم على عوالم التقدم لعدنشيا, لكنكم لن تختبروا ذلك التشويق الشخصي من الرضا الذي يميز إتصالكم الأولي مع شؤون الكون على مركز إدارة النظام أو لمسة الوداع مع تلك الحقائق على العوالم الأخيرة لعاصمة الكون.
43:9.1 (495.3) بعد التخرج من العالم رقم سبعين, يأخذ البشر الصاعدون إقامة على عدنشيا. الصاعدون الآن, لأول مرة, يحضرون "مجالس الفردوس" ويسمعون قصة مهنتهم النائية كما تُصوَر بمخلص الأيام, الأول من شخصيات الأصل الثالوثي السُماة الذين إلتقوا به.
43:9.2 (495.4) هذا المكوث بأكمله على عوالم تدريب البُرج, الذي يبلغ ذروته في مواطنية عدنشيا, هو فترة من النعيم السماوي الحقيقي لمتقدمي المورونشيا. لقد كنت طوال حلولك على عوالم النظام تتطور من قريب-حيوان إلى مخلوق مورونشي؛ كنت مادياً أكثر مما روحياً. على أجواء ساﻟﭭينغتون سوف تتطور من كائن مورونشي إلى وضع روح حقيقي؛ ستكون أكثر روحياً مما مادياً. لكن على عدنشيا فإن الصاعدون هم نصف الطريق بين حالاتهم السابقة والمستقبلية, منتصف الطريق في مرورهم من حيوان تطوري إلى روح صاعد. خلال إقامتكم بأكملها على عدنشيا وعوالمها أنتم "كالملائكة"؛ تتقدمون على الدوام لكن كل ذلك بينما تحافظون على وضع مورونشي عام ونموذجي.
43:9.3 (495.5) مكوث البُرج هذا لبشري صاعد هو الحقبة الأكثر تناسقاً واستقراراً في كامل مهنة التقدم المورونشي. هذه التجربة تُشكل تدريب الحياة الإجتماعية السابقة-الروح للصاعدين. إنها مماثلة للتجربة الروحية السابقة-للنهائي لهاﭭونا وللتدريب السابق-الأبسونايتي على الفردوس.
43:9.4 (495.6) ينشغل البشر الصاعدون على عدنشيا في المقام الأول بالتفويضات على عوالم اليوﻨﻴﭭيتاشيا التقدمية السبعين. كما يخدمون في استطاعات متنوعة على عدنشيا نفسها, بشكل رئيسي بالتزامن مع برنامج البُرج المعني بالرفاهية الجماعية, والعرقية, والوطنية, والكوكبية. إن الأعلون لا يتعاطون كثيراً في رعاية التقدم الفردي على العوالم المأهولة؛ هم يحكمون في ممالك الناس بدلاً من في قلوب الأفراد.
43:9.5 (495.7) وفي ذلك اليوم عندما تتهيأ لمغادرة عدنشيا من أجل مهمة ساﻟﭭينغتون, سوف تتوقف وتنظر إلى الوراء على إحدى الأكثر جمالاً والأكثر إنعاشاً من كل حقب تدريبك على هذا الجانب من الفردوس. لكن مجدها يزداد بينما ترتقي نحو الداخل وتُحقق إستطاعة متزايدة من أجل تقدير موسَّع للمعاني الإلهية والقيم الروحية.
43:9.6 (496.1) [ رُعيت بمالاﭭاشيا ملكيصادق. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 44
44:0.1 (497.1) من بين مستعمرات المجاملة للعوالم التقسيمية المختلفة وعوالم مركز إدارة الكون يمكن العثور على المرتبة الفريدة من الشخصيات المُركَّبة المدعوة الحِرفيين السماويين. هؤلاء الكائنات هم الفنانون الرئيسيون و الحِرفيون للعوالم المورونشية والروحية الأدنى. هم الأرواح وأشباه الأرواح الذين يتعاطون في التزيين المورونشي وفي التجميل الروحي. مثل هؤلاء الحِرفيون موزعون في جميع أنحاء الكون الإجمالي--على عوالم مراكز إدارة الأكوان العظمى, الأكوان المحلية, الأبراج, والأنظمة, وكذلك على كل الأجواء المستقرة في النور والحياة؛ لكن مجال نشاطهم الرئيسي هو في الأبراج وخاصة على العوالم السبعمائة والسبعين المحيطة بكل جو مركز إدارة.
44:0.2 (497.2) مع أن عملهم قد يكون غير مُستوعَب تقريباً إلى العقل المادي, فإنه ينبغي أن يُفهم بأن عوالم الروح والمورونشيا لا تخلو من الفنون العالية والحضارات الفائقة الخاصة بها.
44:0.3 (497.3) لم يُخلق الحِرفيون السماويون على هذا النحو؛ هم سِلك مُختار ومجند من كائنات مُكونة من شخصيات معلمة معينة تنتمي إلى الكون المركزي وتلاميذهم المتطوعين المنحدرين من البشر الصاعدين والعديد من المجموعات السماوية الأخرى. تم تعيين سِلك التعليم الأصلي لهؤلاء الحِرفيين في وقت ما من قِبل الروح اللانهائي بالتعاون مع الأرواح الرئيسية السبعة وتكون من سبعة آلاف مرشد هاﭭوني, ألف لكل من الأقسام السبعة للحِرفيين. مع هكذا نواة للبدء بها, تطور هناك خلال العصور هذه الهيئة المتألقة من العمال المهرة في شؤون الروح والمورونشيا.
44:0.4 (497.4) أي شخصية مورونشية أو كينونة روحية هي مؤهلة للدخول في سِلك الحرفيين السماويين؛ أي بمعنى, أي كائن تحت رتبة البنوة الإلهية المتأصلة. يُمكن لأبناء الله الصاعدين من الأجواء التطورية, بعد وصولهم إلى عوالم المورونشيا, أن يتقدموا بطلب الإلتحاق بسِلك الحِرفيين, وإن كانوا موهوبين بما فيه الكفاية, يمكنهم إختيار مثل هذه المهنة لفترة أطول أو أقصر. لكن لا يجوز لأحد الإلتحاق بالحرفيين السماويين لمدة تقل عن ألف سنة, ألف سنة من زمن الكون العظيم.
44:0.5 (497.5) يتم تسجيل جميع الحِرفيين السماويين على مركز إدارة الكون العظيم لكن يتم توجيههم من قِبل مشرفي المورونشيا على عواصم الكون المحلي. يتم تكليفهم في الأقسام الرئيسية السبعة التالية من النشاط من قِبل السِلك المركزي لمُشرِفي المورونشيا العاملين على عالم مركز إدارة كل كون محلي:
44:0.6 (497.6) 1. موسيقيون عُلويون.
44:0.7 (497.7) 2. معاودو إنتاج سماويون.
44:0.8 (497.8) 3. بناؤون إلهيون.
44:0.9 (497.9) 4. مدونو فكر.
44:0.10 (498.1) 5. مناورو طاقة.
44:0.11 (498.2) 6. مصممون ومزخرفون.
44:0.12 (498.3) 7. عمال إنسجام.
44:0.13 (498.4) المعلمون الأصليون لهذه الفئات السبعة كلهم قدِموا من عوالم هاﭭونا المثالية, وهاﭭونا تحتوي النماذج, دراسات النماذج, لكل مراحل وأشكال فن الروح. في حين أن مهمة نقل هذه الفنون في هاﭭونا إلى عوالم الفضاء هي مهمة هائلة, فقد تحسَّن الحِرفيون السماويون في التقنية والتنفيذ من عصر لآخر. كما هو الحال في جميع المراحل الأخرى لمهنة الإرتقاء فإن أولئك الذين هم الأكثر تقدماً في أي خط لمسعى مطلوب منهم على الدوام نقل معرفتهم الفائقة ومهارتهم إلى زملائهم الأقل حظوة.
44:0.14 (498.5) سوف تبدأ أولاً بلمح هذه الفنون المزروعة الهاﭭونية على العوالم المنزلية, وجمالها وتقديرك لجمالها سوف يزيد ويلمع إلى أن تقف في قاعات الروح لساﻟﭭينغتون وتشاهد التحف الملهمة للفنانين العلويين لعوالم الروح.
44:0.15 (498.6) كل هذه النشاطات لعوالم المورونشيا والروح حقيقية. إلى كائنات الروح عالم الروح هو حقيقي. بالنسبة لنا العالم المادي هو الأكثر غير واقعية. الأشكال الأعلى للأرواح تمر بحرية خلال المادة الإعتيادية. الأرواح العالية ليست متفاعلة لأي شيء مادي باستثناء بعض الطاقات الأساسية. بالنسبة للكائنات المادية فإن عالم الروح هو غير واقعي إلى حد ما؛ بالنسبة للكائنات الروحية فإن العالم المادي هو تقريباً غير واقعي كلياً, كائن مجرد ظل لجوهر حقائق الروح.
44:0.16 (498.7) لا أستطيع, برؤية روح حصرية, أن أتصور البناء الذي تتم فيه ترجمة هذه الرواية وتسجيلها. مستشار إلهي من يوﭭرسا الذي يُصادف أن يقف بجانبي يتصور أقل بعد هذه الخلائق المادية البحتة. نحن ندرك كيف تبدو لكم هذه الهياكل المادية من خلال النظر إلى نظير روحي قُدِم إلى عقولنا من قِبل واحد من مُحولي الطاقة الحاضرين معنا. هذا البناء المادي ليس حقيقياً تماماً بالنسبة لي, كائن روح, لكنه, بالطبع, حقيقي للغاية وقابل للخدمة جداً إلى البشر الماديين.
44:0.17 (498.8) هناك أنواع معينة من الكائنات القادرة على تمييز واقع المخلوقات من كِلا عوالم الروح والمادة. ينتمي إلى هذه الطبقة ما يسمون المخلوقات الرابعة من مقدمي خدمات هاﭭونا والمخلوقات الرابعة للمُصالحين. ملائكة الزمان والفضاء موهوبين بالمقدرة على تمييز كل من الكائنات المادية والروحية كما هم كذلك البشر الصاعدون بعد خلاصهم من الحياة في الجسد. بعد إحراز مستويات الروح الأعلى يتمكن الصاعدون من التعرف على الحقائق المادية, والمورونشية, والروحية.
44:0.18 (498.9) هنا أيضاً معي رسول قدير من يوﭭرسا, مرتقي منصهر-بضابط, في أحد الأوقات كائن بشري, وهو يتصورك كما أنت, وفي ذات الوقت يتخيل الرسول الإنفرادي, النافيم الفائق, وكائنات سماوية أخرى حاضرة, أبداً في إرتقائك الطويل لن تفقد القدرة على التعرف على زملائك من وجودات سابقة. دائماً, بينما ترتقي نحو الداخل في سُلم الحياة, سوف تحتفظ بقدرة التعرف على والتآخي مع الكائنات الزملاء من مستوياتك السابقة والأقل من الخبرة. كل ترجمة جديدة أو قيامة سوف تُضيف مجموعة أخرى من كائنات الروح إلى مدى رؤيتك دون أقل حرمان لك من القدرة على التعرف على أصدقائك وزملائك من حالات سابقة.
44:0.19 (498.10) كل هذا جُعل ممكناً في تجربة البشر الصاعدين من خلال عمل ضباط الفكر الساكنين. من خلال إحتفاظهم بالنسخ طبق الأصل من تجارب حياتك بأكملها, أنت مُطمأن بعدم فقدان أي سجية حقيقية كانت لديك مرة؛ وهؤلاء الضباط ذاهبون خلالها معك, كجزء منك, في الواقع, كما أنت.
44:0.20 (499.1) لكنني أيأس تقريباً من قدرتي على أن أنقل للعقل المادي طبيعة عمل الحِرفيين السماويين. أنا في حاجة إلى تحريف الفكر وتشويه اللغة باستمرار في جهد لكي أكشف للعقل البشري حقيقة هذه التعاملات المورونشية والظواهر القريبة من-الروحية. فهمكم غير قابل على إستيعاب, ولغتكم غير كافية لنقل, معنى, وقيمة, وعلاقة هذه الأنشطة شبه-الروحية. وأنا أشرع في بذل هذا الجهد لتنوير العقل الإنساني فيما يتعلق بهذه الحقائق مع الفهم التام للإستحالة المُطلقة لكوني ناجح جداً في مثل هذا التعهد.
44:0.21 (499.2) لا أستطيع أن أقوم بأكثر من محاولة وصف توازي فج بين نشاطات البشر المادية والأعمال المتنوعة للحِرفيين السماويين. لو كانت أجناس يورانشيا أكثر تقدماً في الفن والإنجازات الحضارية الأخرى, عندئذٍ لكان أمكنني أن أذهب أبعد بكثير في جهد لأن أشرع العقل الإنساني من أشياء المادة إلى تلك للمورونشيا. تقريباً كل ما أستطيع أن آمل تحقيقه هو التأكيد على واقع حقيقة هذه التعاملات لعوالم المورونشيا والروح.
44:1.1 (499.3) مع المدى المحدود لسمع البشر, بالكاد يمكنك تصور ألحان المورونشيا. هناك حتى مدى مادي من الصوت الجميل غير مُتعرف عليه بواسطة حاسة السمع الإنسانية, دون ذكر النطاق الذي لا يمكن تصوره لإنسجام المورونشيا والروح. ألحان الروح ليست موجات صوت مادية بل نبضات روح تُستلَم من قِبل أرواح الشخصيات السماوية. هناك إتساع في المدى ونفس من التعبير, فضلاً عن عظمة التنفيذ, مرتبطة مع لحن الأجواء, التي هي كلياً أبعد من الإدراك الإنساني. لقد رأيت ملايين مِن الكائنات مسلوبة اللب ممسكة في نشوة سامية بينما إلتف لحن الحيز فوق طاقة الروح للدارات السماوية. هذه الألحان المدهشة يمكن بثها إلى أقصى أجزاء الكون.
44:1.2 (499.4) ينشغل الموسيقيون السماويون بإنتاج إنسجام سماوي من خلال مناورة قوات الروح التالية:
44:1.3 (499.5) 1. الصوت الروحي--إنقطاعات تيار الروح.
44:1.4 (499.6) 2. النور الروحي--السيطرة وتكثيف النور للعوالم المورونشية والروحية.
44:1.5 (499.7) 3. تصادم قوي الطاقة--لحن يُنتَج بالإدارة الماهرة لطاقات المورونشيا والروح.
44:1.6 (499.8) 4. سيمفونيات لون--لحن ذا نغمات لون مورونشي؛ هذه تُعد من بين أعلى إنجازات الموسيقيين السماويين.
44:1.7 (499.9) 5. إنسجام الأرواح المرتبطة--نفس الترتيبات والإرتباطات لمراتب مختلفة من كائنات المورونشيا والروح تنتج ألحان مهيبة.
44:1.8 (499.10) 6. لحن الفكر--تفكير الأفكار الروحية يمكن أن يُجعل في غاية الكمال بحيث ينفجر في ألحان هاﭭونا.
44:1.9 (499.11) 7. موسيقى الفضاء--بالدوزنة الملائمة يمكن التقاط ألحان أجواء أخرى على دارات البث الكونية.
44:1.10 (500.1) هناك أكثر من مائة ألف صيغة مختلفة من الصوت, واللون, ومناورة الطاقة, تقنيات مماثلة للتوظيف الإنساني للآلات الموسيقية. فِرق الرقص الخاصة بكم بدون شك تمثل محاولة فجة ومتنافرة للمخلوقات المادية للاقتراب إلى الإنسجام السماوي لتعيين مستوى الكائن وترتيب الشخصية. الأشكال الخمسة الأخرى من لحن المورونشيا غير مُتعرف عليها بواسطة الآلية الحسية للأجسام المادية.
44:1.11 (500.2) الإنسجام, موسيقى المستويات السبعة للإرتباط اللحني, هي الرمز الكوني الواحد لتواصل الروح. الموسيقى, كما يفهمها بشر يورانشيا, تبلغ أعلى تعبير لها في مدارس جيروسِم, مركز إدارة النظام, حيث يتم تدريس الكائنات شبه المادية إنسجامات الصوت. البشر لا يتفاعلون إلى الأشكال الأخرى من اللحن المورونشي والإنسجام السماوي.
44:1.12 (500.3) تقدير الموسيقى على يورانشيا هو فيزيائي وروحي على حد سواء؛ وموسيقيوكم الإنسانيين قد فعلوا الكثير لرفع الذوق الموسيقي من الرتابة البربرية لأسلافكم الأقدمين إلى المستويات الأعلى من تقدير الصوت. غالبية بشر يورانشيا يتفاعلون مع الموسيقى إلى حد كبير بالعضلات المادية وبشكل طفيف للغاية بالعقل والروح؛ لكن كان هناك تحسن مطرد في التقدير الموسيقي لأكثر من خمسة وثلاثين ألف سنة.
44:1.13 (500.4) تمثل مُزامنة تآلف النغمات إنتقالاً من الرتابة الموسيقية للإنسان البدائي إلى الانسجام الممتليء بالتعبير والألحان ذات المعنى لموسيقييكم في الأزمنة الأخيرة. هذه الأنواع الأبكر من الإيقاع تُحفز تفاعل الحاسة المحبة-للموسيقى دون أن يستتبع ذلك بذل القدرات الذهنية الأعلى لتقدير الإنسجام وبالتالي بشكل أعم تروق إلى الأفراد غير الناضجين أو المتبلدين روحياً.
44:1.14 (500.5) أفضل موسيقى ليورانشيا هي مجرد صدى عابر للنغمات العظيمة المسموعة بالمعاونين السماويين لموسيقييكم, الذين تركوا مجرد خطفات من تلك الإيقاعات لقوى المورونشيا على السجل كألحان موسيقية للتوافقيات الصوتية. موسيقى المورونشيا-الروح ليست نادراً ما توظف كل الوسائط السبعة للتعبير وإعادة الإنتاج, حيث إن العقل الإنساني معوق بشكل كبير في أي محاولة لإختزال هذه الألحان للأجواء الأعلى إلى مجرد نوتات من الصوت الموسيقي. مثل هذا الجهد سيكون شيئاً ما بمثابة محاولة لإعادة إنتاج أصوات أوركسترا كبيرة عن طريق آلة موسيقية واحدة.
44:1.15 (500.6) في حين أنكم قد جمعتم بعض الألحان الجميلة على يورانشيا, فأنتم لم تتقدموا موسيقياً تقريباً بقدر العديد من الكواكب المجاورة في ساتانيا. فقط لو نجا آدم وحواء, لكان سيكون لديكم عندئذ موسيقى في الواقع؛ لكن موهبة الإنسجام, الكبيرة جداً في طبيعتهم, قد جرى تخفيفها للغاية من خلال سلالات من الميول اللا-موسيقية بحيث فقط مرة في ألف حياة بشرية هناك أي تقدير كبير للإنسجامات. لكن لا تكن مُثبطاً؛ يوماً ما قد يظهر موسيقار حقيقي على يورانشيا, وستكون كل الشعوب مفتونة بالنغمات المهيبة لألحانه. كائن إنساني واحد كهذا يمكنه أن يغير إلى الأبد مسار أمة بأكملها, حتى العالم المتحضر بأسره. إنه حرفياً صحيح, "اللحن لديه قدرة لتحويل عالم بأكمله". إلى الأبد, ستبقى الموسيقى اللغة الكونية للناس, الملائكة, والأرواح. الإنسجام هو خطاب هاﭭونا.
44:2.1 (500.7) بالكاد يمكن للإنسان البشري أن يأمل في أكثر من مجرد مفهوم ضئيل ومشوه عن أعمال معاودي الإنتاج السماويين, التي يجب أن أحاول شرحها من خلال الرمزية الفظة والمحدودة للغتكم المادية. عالم المورونشيا-الروح لديه ألف شيء وشيء ذا قيمة سامية, أشياء جديرة بالتكاثر ولكنها غير معروفة على يورانشيا, خبرات تنتمي في فئة النشاطات التي بالكاد قد "دخلت في ذهن الإنسان", تلك الحقائق التي لدى الله في إنتظار أولئك الذين ينجون الحياة في الجسد.
44:2.2 (501.1) هناك سبع فئات من معاودي الإنتاج السماويين, وسأحاول توضيح عملهم من خلال التصنيف التالي:
44:2.3 (501.2) 1. المغنون-الإنسجاميون الذين يرددون الإنسجامات المحددة من الماضي ويفسرون ألحان الحاضر. لكن كل هذا يُدخل حيز التنفيذ على مستوى المورونشيا.
44:2.4 (501.3) 2. عمال اللون--أولئك الفنانون للنور والظل قد تدعوهم رسامين ودهانين, الفنانون الذين يحفظون المناظر العابرة والأحداث الزائلة للتمتع المورونشي المستقبلي.
44:2.5 (501.4) 3. مصورو النور--صُناع الظواهر شبه-الروحية الحقيقية محفوظات التي ستكون الصور المتحركة تشبيهاً فجاً للغاية لها.
44:2.6 (501.5) 4. ممثلو الوقائع التاريخية--أولئك الذين يعاودون دراماتيكياً إنتاج الأحداث الحاسمة لسجلات وتاريخ الكون.
44:2.7 (501.6) 5. الفنانون التنبؤيون--أولئك الذين يشرعون معاني التاريخ نحو المستقبل.
44:2.8 (501.7) 6. رواة قصة الحياة--أولئك الذين يُخلِدون معنى وأهمية تجربة الحياة. إسقاط الخبرات الشخصية الحالية إلى قِيم تحصيل مستقبلية.
44:2.9 (501.8) 7. المشترعون الإداريون--أولئك الذين يصورون أهمية الفلسفة الحكومية والتقنية الإدارية, المسرحيون السماويون للسيادة.
44:2.10 (501.9) في كثير من الأحيان وبشكل فعال يتعاون معاودو الإنتاج السماويون مع موجهي الإرتداد في دمج خلاصة الذاكرة مع أشكال معينة من راحة العقل وتحويل الشخصية. أمام مجامع المورونشيا ومجالس الروح معاودو الإنتاج هؤلاء يربطون أنفسهم أحياناً في مشاهد مسرحية هائلة تمثل الغرض من هكذا تجمعات. لقد شاهدت مؤخراً مثل هذا العرض الهائل حيث أكثر من مليون ممثل أنتجوا سلسلة متعاقبة من ألف مشاهد.
44:2.11 (501.10) معلمو الفكر الأعلى ومسعفو الإنتقال يُفيدون بحرية وفعالية من تلك المجموعات المتنوعة من معاودي الإنتاج في نشاطاتهم التعليمية المورونشية. لكن ليس كل جهودهم مكرسة للتوضيح العابر؛ الكثير, الكثير جداً, من عملهم هو ذا طبيعة دائمة وسيبقى إلى الأبد بمثابة تراث لكل زمن المستقبل. هؤلاء الحِرفيون متعددو البراعات للغاية بحيث, عندما يعملون بشكل جماعي, يكونون قادرين على إعادة تشريع عصر, وبالتعاون مع المسعفات السيرافيات يمكنهم فعلياً تصوير القيم الأبدية لعالم الروح إلى الرائين البشر من الزمن.
44:3.1 (501.11) هناك مدن "بانيها وصانعها هو الله". في نظير الروح لدينا كل ما أنتم البشر على دراية به وأكثر من ذلك بشكل غير قابل للتعبير. لدينا منازل, وسائل راحة الروح, وضروريات المورونشيا. لكل رضا مادي الذي بإمكان الإنسان التمتع به, لدينا ألوف من الحقائق الروحية التي تخدم لإثراء وتوسيع وجودنا. البناؤون الإلهيون يعملون في سبع مجموعات:
44:3.2 (502.1) 1. مصممو وبناؤو المنازل--أولئك الذين يشيدون ويعيدون بناء أماكن الإقامة المخصصة للأفراد والفئات العاملة. مساكن المورونشيا والروح حقيقية. ستكون غير مرئية لمدى بصركم القصير, لكنها حقيقية وجميلة للغاية بالنسبة لنا. إلى حد معين, كل كائنات الروح قد يشاركون مع البنائين تفاصيل معينة من التخطيط وخلق أماكن إقامتهم المورونشية والروحية. يتم تجهيز هذه البيوت وزخرفتها وفقاً لإحتياجات مخلوقات المورونشيا أو الروح الذين سيسكنونها. هناك تنوع غزير وفرص وافرة من أجل التعبير الفردي في كل هذه الإنشاءات.
44:3.3 (502.2) 2. بناؤو المهنة--أولئك الذين يعملون في تصميم وتجميع أماكن إقامة العمال النظاميين والروتينيين من عوالم المورونشيا والروح. هؤلاء البناؤون يمكن مقارنتهم إلى أولئك الذين يشيدون ورش العمل اليورانشية وغيرها من المنشآت الصناعية. لدى عوالم الإنتقال تدبير ضروري للإسعاف المتبادل والتقسيم المتخصص للعمل. نحن لسنا جميعاً نفعل كل شيء, هناك تنوع في الأداء بين كائنات المورونشيا والأرواح المتطورة, وبناؤو المهنة هؤلاء لا يبنون فقط مصانع أفضل بل يساهمون كذلك في التعزيز المهني للعامل.
44:3.4 (502.3) 3. بناؤو اللعب. يتم الإنتفاع من صروح هائلة خلال مواسم الراحة, ما يطلق عليه البشر الترفيه, وبمعنى ما, اللعب. يتم وضع الترتيبات من أجل إعداد مناسب لموجهي الإرتداد, فكاهيو عوالم المورونشيا, تلك الأجواء الإنتقالية حيث يجري تدريب الكائنات الصاعدة الذين تم نقلهم مؤخراً من الكواكب التطورية. حتى الأرواح الأعلى يتعاطون في شكل معين من الفكاهة المعيدة للذكرى أثناء فترات إعادة شحنهم الروحي.
44:3.5 (502.4) 4. بناؤو العبادة--المهندسون المعماريون ذوي الخبرة لمعابد الروح والمورونشيا. جميع عوالم الإرتقاء البشري لديها معابد للعبادة, وهي الخلائق الأكثر روعة في عوالم المورونشيا وأجواء الروح.
44:3.6 (502.5) 5. بناؤو التعليم--أولئك الذين يبنون مقرات تدريب المورونشيا وتعليم الروح المتقدم. دائماً هو الطريق مفتوح لاكتساب المزيد من المعرفة, ولكسب معلومات إضافية فيما يتعلق بعمل المرء الحاضر والمستقبلي فضلاً عن المعرفة الثقافية الكونية, معلومات صُممت لجعل البشر الصاعدين مواطنين أكثر ذكاء و فعالية لعوالم المورونشيا والروح.
44:3.7 (502.6) 6. مخططو المورونشيا--أولئك الذين يبنون من أجل الارتباط المنسق لجميع الشخصيات من كل العوالم كما هم في أي وقت حاضرين على أي جو. يتعاون هؤلاء المخططون مع المُشرِفين على قدرة المورونشيا لإثراء تنسيق حياة المورونشيا التقدمية.
44:3.8 (502.7) 7. بناؤو العموم--الحِرفيون الذين يخططون ويشيدون الأماكن المخصصة للتجمع عدا عن تلك للعبادة. عظيمة ومهيبة هي أماكن التجمع العمومي.
44:3.9 (502.8) بينما لا تلك الهياكل ولا زخرفتها ستكون حقيقية تماماً إلى الإدراك الحسي للبشر الماديين, فهي واقعية جداً بالنسبة لنا. لن تكون قادراً على رؤية تلك المعابد لو كنت هناك في الجسد؛ مع ذلك, كل تلك الخلائق الفائقة عن المادي هي فعلياً هناك, ونحن نميزها بوضوح وكذلك نستمتع بها كلياً.
44:4.1 (503.1) هؤلاء الحِرفيون مكرسون للحفاظ على الفكر المتفوق للعوالم وإعادة إنتاجه, وهم يعملون في سبع مجموعات:
44:4.2 (503.2) 1. حفظة الفكر. هؤلاء هم الحِرفيون المكرسون للحفاظ على الفكر الأعلى للعوالم. على عوالم المورونشيا هم يكتنزون بحق جواهر التفكير. قبل المجيء لأول مرة إلى يورانشيا, رأيت سجلات وسمعت إذاعات من تفكير بعض العقول العظيمة لهذا الكوكب. يُحافظ مسجلو الفكر على مثل هذه الأفكار النبيلة في لسان يوﭭرسا.
44:4.3 (503.3) كل كون عظيم لديه لغته الخاصة, لسان تتكلم به شخصياته ويسود في جميع أنحاء قطاعاته. هذا معروف كلسان يوﭭرسا في كوننا العظيم. كذلك كل كون محلي لديه لغته الخاصة. كل المراتب الأعلى لنِبادون ثنائية اللغة, متكلمون كل من لغة نِبادون ولسان يوﭭرسا. عندما يلتقي فردان من أكوان محلية مختلفة, يتواصلان في لسان يوﭭرسا؛ إذا, على كل, كان أحدهم ينحدر من كون عظيم آخر, يجب عليهما اللجوء إلى مترجم. في الكون المركزي هناك حاجة قليلة للغة؛ هناك تفهم مثالي وتقريباً تام؛ هناك, فقط الآلهة ليسوا مفهومين تماماً. لقد عُلِمنا بأن إلتقاء صدفة على الفردوس يكشف أكثر من التفاهم المتبادل مما يمكن إيصاله بلغة بشري في ألف سنة. حتى على ساﻟﭭينغتون نحن "نعرِف كما نحن نُعرَف".
44:4.4 (503.4) القدرة على ترجمة الفكر إلى لغة في أجواء المورونشيا والروح تتجاوز الإستيعاب البشري. سرعتنا في اختزال الفكر إلى سجل دائم يمكن تسريعها للغاية بواسطة المسجلين الخبراء بحيث أن ما يعادل أكثر من نصف مليون كلمة, أو رمز فكري, يمكن تسجيلها في دقيقة واحدة من وقت يورانشيا. لغات الكون هذه هي أكثر إمتلاءً بكثير من خطاب العوالم المتطورة. رموز المفهوم ليوﭭرسا تضم أكثر من بليون حرف, مع أن الأبجدية الأساسية تحتوي على سبعين رمز فقط. لغة نِبادون ليست مفصلة جداً, الرموز الأساسية, أو الأبجدية, كائنة ثمانية وأربعين في العدد.
44:4.5 (503.5) 2. مُسجلو المفهوم. هذه الفئة الثانية من المسجلين معنية بالحفاظ على الصور المفاهيمية, نماذج الفكرة, هذا شكل من التسجيل الدائم غير معروف على العوالم المادية, وبهذا الأسلوب يمكنني اكتساب المزيد من المعرفة في ساعة واحدة من وقتكم أكثر مما يمكنكم كسبه في مائة سنة من الإلمام بلغة مكتوبة إعتيادية.
44:4.6 (503.6) 3. مُسجلو كتابة الرموز. لدينا المعادل لكِلا كلمتكم المكتوبة والمنطوقة, لكن في الحفاظ على الفكر, نحن نوظف عادة تصوير المفهوم وتقنيات الكتابة بالرموز. أولئك الذين يحفظون كتابات بالرموز قادرون على التحسين ألف مرة على عمل مسجلي المفاهيم.
44:4.7 (503.7) 4. مروجو فن الخطابة. هذه الفئة من المسجلين مشغولة بمهمة الحفاظ على الفكر لأجل إعادة الإنتاج عن طريق فن الخطابة. لكن في لغة نِبادون نحن بإمكاننا, في خطاب نصف ساعة, تغطية مادة الموضوع لكامل حياة بشري يورانشي. أملكم الوحيد لاستيعاب تلك التعاملات هو التوقف واعتبار تقنية حياتكم الحلم الفوضوية والمبتورة--كيف يمكنكم في بضع ثواني إجتياز سنوات من الخبرة في هذه الأوهام من فصل الليل.
44:4.8 (503.8) فن خطابة عالم الروح هي إحدى الهدايا النادرة التي تنتظركم أنتم الذين قد سمعتم فقط فنون الخطابة الخام والمتعثرة ليورانشيا. هناك انسجام موسيقى وإنسياب تعبير في فنون خطابة ساﻟﭭينغتون وعدنشيا الذي هو ملهم فوق الوصف. تلك المفاهيم المشتعلة هي مثل جواهر جمال في أكاليل المجد. لكنني لا أستطيع فعلها! لا يمكنني أن أنقل إلى العقل الإنساني إتساع وعمق هذه الحقائق من عالم آخر.
44:4.9 (504.1) 5. موجهو البث. إذاعات الفردوس, الأكوان العظمى, والأكوان المحلية هي تحت الإشراف العام لهذه الفئة من حفظة الفكر. إنهم يخدمون بمثابة رقباء ومحررين وبالإضافة كمنسقين للمواد الإذاعية, جاعلون تكييف كون عظيم لكل إذاعات الفردوس ومكيفون ومترجمون إذاعات قدماء الأيام إلى الألسنة الفردية في الأكوان المحلية.
44:4.10 (504.2) يجب أيضاُ تعديل إذاعات الكون المحلي لأجل الإستلام بواسطة الأنظمة والكواكب الفردية. يتم الإشراف على إرسال تقارير الفضاء هذه بعناية, وهناك دائماً تسجيل خلفي لضمان الإستلام السليم لكل تقرير على كل عالم في دارة معينة. موجهو البث هؤلاء هم خبراء تقنياً في إستخدام التيارات الفضائية لجميع أغراض الإتصالات المعلوماتية.
44:4.11 (504.3) 6. مُسجلو الإيقاع. لا شك أن اليورانشيون سوف يُسمون هؤلاء الحِرفيين شعراء, مع أن عملهم يختلف كثيراً عن إنتاجكم الشعري, ويتجاوزه إلى ما لا نهاية. الإيقاع هو أقل إنهاكاً إلى كِلا كائنات المورونشيا والروح, ولذا يتم بذل جهد في كثير من الأحيان لزيادة الفعّالية, فضلاً عن زيادة المتعة, من خلال تنفيذ العديد من الأعمال في شكل إيقاعي. أنا فقط أتمنى أن يكون لديكم الإمتياز لسماع بعض من البث الشعري لمجالس عدنشيا والإستمتاع بغنى اللون والنغم لنوابغ البُرج الذين هم أسياد لهذا الشكل النفيس من التعبير-الذاتي والإنسجام الإجتماعي.
44:4.12 (504.4) 7. مُسجلو المورونشيا. أنا في حيرة لمعرفة كيف أصف للعقل المادي عمل هذه الفئة الهامة من مسجلي الفكر المخصصين لعمل حفظ الصور الطاقم للتجمعات المتنوعة من شؤون المورونشيا وتعاملات الروح؛ موضحة بشكل فج, هم مجموعة مصوري عوالم الإنتقال. هم يوفرون للمستقبل المشاهد الحيوية والإرتباطات من تلك الحقب التقدمية, حافظينها في أرشيفات قاعات سجلات المورونشيا.
44:5.1 (504.5) هؤلاء الحِرفيون المثيرون للإهتمام والفعالون معنيون بكل نوع من الطاقة: الفيزيائية, والعقلية, والروحية.
44:5.2 (504.6) 1. مُناورو الطاقة الفيزيائية. مُناورو الطاقة الفيزيائية يخدمون لفترات طويلة مع موجهي القدرة وهم خبراء في المناورة والسيطرة على العديد من مراحل الطاقة الفيزيائية. هم على دراية بالتيارات الأساسية الثلاثة وإنفصالات الطاقة الفرعية الثلاثين في الأكوان العظمى. هؤلاء الكائنات هم ذوي مساعدة لا تُقدَّر إلى المشرِفين على قدرة المورونشيا للعوالم الإنتقالية. هم التلاميذ المثابرون لإستقراءات الفردوس الفلكية.
44:5.3 (504.7) 2. مُناورو الطاقة-العقل. هؤلاء هم خبراء التواصل المتبادل بين كائنات المورونشيا وأنواع أخرى من الكائنات الذكية. هذا الشكل من التواصل بين البشر غير موجود عملياً على يورانشيا. هؤلاء هم الأخصائيون الذين يعززون مقدرة كائنات المورونشيا الصاعدين على التواصل مع بعضهم البعض, ويشتمل عملهم على العديد من المغامرات الفريدة في الإرتباط الفكري التي تتجاوز بكثير قدرتي للتصوير إلى العقل المادي. هؤلاء الحِرفيون هم التلاميذ الأذكياء لدارات العقل للروح اللانهائي.
44:5.4 (505.1) 3. مُناورو الطاقة الروحية. المناورون للطاقة الروحية هم فئة مثيرة للإهتمام. تعمل الطاقة الروحية وفقاً للقوانين المؤسسة, تماماً كما تفعل الطاقة الفيزيائية. ذلك أن, قوة الروح, عندما تُدرس, تعطي إستنتاجات يمكن الإعتماد عليها ويمكن التعامل معها بدقة, حتى كما تستطيع الطاقات الفيزيائية. هناك قوانين مؤكدة ويعول عليها تماماً في عالم الروح كما يحصل في العوالم المادية. خلال ملايين السنوات القليلة الأخيرة تقنيات مُحسَّنة كثيرة لأخذ الطاقة الروحية أُدخلت حيز التنفيذ من قِبل هؤلاء التلاميذ للقوانين الأساسية للإبن الأبدي التي تحكم طاقة الروح كما تُطبَق على المورونشيا ومراتب أخرى من الكائنات السماوية في جميع أنحاء الأكوان.
44:5.5 (505.2) 4. مُناورو المُركَّب. هذه هي الفئة المغامرة من كائنات متدربة جيداً المُكرسون إلى الرابطة العاملة للأطوار الأساسية الثلاثة من الطاقة الإلهية المتجلية في في جميع أنحاء الأكوان كطاقات فيزيائية, عقلية, وروحية. هؤلاء هم الشخصيات الذكية الذين يسعون في الواقع لاكتشاف حضور الكون لله الأسمى, لأنه في هذه الشخصية الإلهية يجب أن يحدث التوحيد الإختباري لكل ألوهية الكون الإجمالي. وإلى حد ما, لاقى هؤلاء الحِرفيون بعض النجاح في الآونة الأخيرة.
44:5.6 (505.3) 5. مستشارو النقل. هذا السِلك من الإستشاريين التقنيين لسيرافيم النقل هم الأكثر كفاءة في التعاون مع تلامذة النجوم في إستنباط التسيير وبطرق أخرى مساعدة رئيسات النقل على عوالم الفضاء. هم المشرفون على حركة المرور للأجواء وهم متواجدون على كل الكواكب المأهولة. تُخدَم يورانشيا من قِبل فيلق من سبعين إستشاري نقل.
44:5.7 (505.4) 6. خبراء الإتصالات. يورانشيا, بالمثل, تُخدم بإثني عشر فنياً في مجال الإتصالات ما بين الكواكب وما بين الأكوان. هؤلاء الكائنات ذوي الخبرة الطويلة هم خبراء في معرفة قوانين الإرسال والتداخل كما تُطبق على إتصالات العوالم. هذا السِلك معني بكل أشكال الرسائل الفضائية باستثناء تلك لرسل الجاذبية والرسل الإنفراديين. على يورانشيا يجب أن يُنجز الكثير من عملهم على دارة رؤساء الملائكة.
44:5.8 (505.5) 7. مُعلمو الراحة. ترتبط الراحة الإلهية بتقنية مآخذ الطاقة-الروحية. يجب أن يتم تجديد طاقة المورونشيا والروح تماماً بنفس القدر كالطاقة الفيزيائية, لكن ليس لنفس الأسباب. أنا, بحكم الضرورة, مُضطر إلى توظيف رسوم توضيحية خام في محاولاتي لتنويركم؛ على كل, نحن من عالم الروح يجب أن نوقف نشاطاتنا العادية دورياً ونأخذ أنفسنا إلى أماكن مناسبة للإلتقاء حيث ندخل الراحة الإلهية وبهذا نستعيد طاقاتنا المستنفذة.
44:5.9 (505.6) سوف تتلقون دروسكم الأولى في هذه الأمور عندما تصلون العوالم المنزلية بعد أن تكونوا قد أصبحتم كائنات مورونشية وبدأتم في تجربة تقنية شؤون الروح. أنتم تعلمون عن الدارة الأعمق داخلياً لهاﭭونا وأنه, بعد أن يكون حجاج الفضاء قد إجتازوا الدارات السابقة, يجب إدخالهم في الراحة الطويلة والمنعشة للفردوس. هذا ليس فقط مطلب تقني للنقل من مهنة الزمان إلى خدمة الأبدية, إنما هو أيضاً ضرورة, شكل من أشكال الراحة المطلوبة لتجديد خسائر الطاقة الناتجة عن الخطوات الأخيرة لتجربة الإرتقاء ولتخزين إحتياطات من قدرة الروح لأجل المرحلة التالية من المهنة التي لا نهاية لها.
44:5.10 (506.1) كذلك يعمل مُناورو الطاقة هؤلاء في مئات من الطرق الأخرى العديدة جداً للفهرسة, مثل الشورى مع السيرافيم, الشيروبيم, والسانوبيم فيما يتعلق بأنجع طرق إستهلاك الطاقة وكذلك لأجل المحافظة على الإتزانات الأكثر فائدة للقوى المتباعدة بين الشيروبيم النشيطة والسانوبيم السلبية. في العديد من الطرق يمد هؤلاء الخبراء المساعدة إلى مخلوقات المورونشيا والروح في جهودهم لفهم الراحة الإلهية, التي هي ضرورية للغاية للإفادة الفعالة من الطاقات الأساسية للفضاء.
44:6.1 (506.2) كم أتمنى لو كنت أعرف كيف أصور العمل الرائع لهؤلاء الحِرفيين الفريدين! كل محاولة من جهتي لشرح عمل زخرفة الروح فقط سوف تعيد للأذهان المادية جهودكم الخاصة التي يرثى لها إنما الجديرة بالإهتمام للقيام بهذه الأشياء على عالمكم من العقل والمادة.
44:6.2 (506.3) هذا السِلك, بينما يضم فوق الألف من أقسام النشاط, فهو مجموع تحت الرؤوساء الرئيسيين السبعة التالين:
44:6.3 (506.4) 1. حرفيو اللون. هؤلاء الذين يصنعون العشرة آلاف نغمة لون لإنعكاس الروح تُجلجل قُدُماً رسائلها النفيسة من الجمال المتناغم. عدا عن إدراك اللون ليس هناك شيئ في التجربة الإنسانية التي بها يمكن مقارنة هذه النشاطات.
44:6.4 (506.5) 2. مُصممو الصوت. تُصوَّر موجات الروح ذات الهوية المتنوعة والتقدير المورونشي بواسطة هؤلاء المصممين فيما قد تدعونه صوت. هذه النبضات هي في الواقع الإنعكاسات الرائعة لنفوس-الروح المجردة والممجدة للجماهير السماوية.
44:6.5 (506.6) 3. مُصممو العاطفة. هؤلاء المعززون والحافظون للشعور هم أولئك الذين يحافظون على مشاعر المورونشيا والعواطف الألوهية من أجل دراسة وتهذيب أولاد الزمان ومن أجل إلهام وتجميل مُرتقي المورونشيا والأرواح المتقدمة.
44:6.6 (506.7) 4. فنانو الرائحة. هذه المقارنة لنشاطات الروح العلوية إلى التعرف الفيزيائي للروائح الكيميائية هي, في الواقع, مؤسفة, لكن بشر يورانشيا بالكاد يمكنهم التعرف على هذا الإسعاف بأي اسم آخر. هؤلاء الحِرفيون يخلقون سيمفونياتهم المتنوعة لأجل تهذيب وإدخال البهجة على أولاد النور المتقدمين. ليس لديكم شيء على الأرض الذي يمكن مقارنته حتى عن بعد إلى هذا النوع من العظمة الروحية.
44:6.7 (506.8) 5. مزخرفو الحضور. هؤلاء الحِرفيون ليسوا مشغولين بفنون الزينة-الذاتية أو تقنية تجميل المخلوق. إنهم مكرسين لإنتاج تفاعلات غزيرة وفرحة في المخلوقات الفردية المورونشية والروحية من خلال التعبير بطريقة مسرحية عن أهمية العلاقة من خلال القيم المتعلقة بالمناصب المخصصة إلى مراتب المورونشيا والروح المختلفة في المجموعات المركبة لهؤلاء الكائنات المتنوعة. هؤلاء الفنانون يُرتبون كائنات فائقة عن المادي كما قد تفعلون مع نوتات موسيقية حية, روائح, ومشاهد, ومن ثم يمزجونها في أناشيد المجد.
44:6.8 (506.9) 6. مُصممو الذوق. وكيف يمكن إخباركم عن هؤلاء الفنانين! على نحو ضعيف قد أقترح أنهم مُحسِنين لحاسة ذوق المورونشيا, كما أنهم يسعون إلى زيادة تقدير الجمال من خلال شحذ حواس الروح المتطورة.
44:6.9 (507.1) 7. مُركِبو المورونشيا. هؤلاء هم الحِرفيون الأساسيون الذين, عندما يكون كل الآخرين قد قاموا بإسهاماتهم المختصة, عندئذٍ يضيفون اللمسات المتوجة والنهائية إلى طاقم المورونشيا, بالتالي محققين تصويراً ملهماً للجميل إلهياً, إلهام راسخ إلى كائنات الروح وزملائهم المورونشيين. لكن يجب أن تنتظروا خلاصكم من الجسم الحيواني قبل أن تتمكنوا من البدء في تصور الأمجاد الفنية والمفاتن الجمالية لعوالم المورونشيا والروح.
44:7.1 (507.2) هؤلاء الفنانين ليسوا معنيين بالموسيقى, الرسم, أو أي شيء مشابه, كما قد تُقاد للتخمين. هم مشغولون بمناورة وتنظيم القوات والطاقات المتخصصة الموجودة في عالم الروح, لكن التي ليست مُتعرَف عليها بالبشر. إذا كان لدي أقل أساس ممكن للمقارنة, سأحاول تصوير هذا الميدان الفريد من الإنجاز الروحي, لكنني يائس--ليس هناك أمل في النقل إلى عقول البشر هذا الميدان من الحِرفة السماوية. مع ذلك, فإن ما لا يمكن وصفه قد لا يزال يمكن ذكره ضمناً:
44:7.2 (507.3) الجمال, والإيقاع, والانسجام هم مرتبطين فكرياً ومتماثلين روحياً. الصدق, والحقيقة, والعلاقة لا ينفصلان فكرياً ومرتبطان مع المفاهيم الفلسفية للجمال. الخير, والصلاح, والعدل متداخلي العلاقة فلسفياً ومترابطين معاً روحياً مع الحقيقة الحية والجمال الإلهي.
44:7.3 (507.4) المفاهيم الفلكية للفلسفة الحقة, التصوير للفنٍ السماوي, أو محاولة البشري لوصف التعرف الإنساني على الجمال الإلهي لا يمكن أبداً أن تكون مُرضية حقاً إن كانت مثل هذه المحاولة التقدمية للمخلوق غير موحَدة. هذه التعبيرات للحث الإلهي داخل المخلوقات المتطورة قد تكون صحيحة فكرياً, جميلة عاطفياً, وصالحة روحياً؛ لكن النفس الحقيقية للتعبير تكون غائبة ما لم تكن حقائق الصدق, معاني الجمال, وقيم الصلاح هذه موحَدة في تجربة حياة الحِرفي, العالِم, أو الفيلسوف.
44:7.4 (507.5) هذه الصِفات الإلهية موحدة بكمال وإطلاق في الله. وكل إنسان عارف-الله أو ملاك يمتلك إمكانية التعبير الذاتي غير المحدود على مستويات دائمة التقدم التدرجي من الإدراك-الذاتي الموحد من خلال تقنية الإنجاز الذي لا نهاية له من شَبَه الله--الإمتزاج الإختباري في التجربة التطورية للحقيقة الأبدية, الجمال الكوني, والصلاح الإلهي.
44:8.1 (507.6) مع أن الحِرفيين السماويين لا يعملون شخصياً على كواكب مادية, مثل يورانشيا, فهم يأتون من وقت لآخر, من مركز إدارة النظام لتقديم المساعدة إلى الأفراد الموهوبين بشكل طبيعي من الأجناس البشرية. وعندما يتم تعيينهم, يعمل هؤلاء الحِرفيون مؤقتاً تحت إشراف ملائكة الكواكب للتقدم. تتعاون الجيوش السيرافية مع هؤلاء الحِرفيين في محاولتهم لمساعدة هؤلاء الفنانين البشر الذين يمتلكون مواهب فطرية, والذين يمتلكون أيضاً ضباط ذوي خبرة خاصة وسابقة.
44:8.2 (507.7) هناك ثلاثة مصادر محتملة للقدرة الإنسانية الخاصة: في الأسفل هناك تتواجد دائماً القابلية الطبيعية أو الفطرية. المقدرة الخاصة ليست أبداً هدية إعتباطية من الآلهة؛ هناك دائماً أساس سلفي لكل موهبة بارزة. بالإضافة إلى هذه المقدرة الطبيعية, أو بالأحرى المتممة لها, هناك قيادات ضباط الفكر التي قد تكون قد ساهمت في أولئك الأفراد الذين كان لضباطهم الساكنين تجارب فعلية وحسنة النية على مثل هذه الخطوط على عوالم أخرى وفي مخلوقات بشرية أخرى. في تلك الحالات التي يكون فيها كل من العقل الإنساني والضابط الساكن ماهرين على نحو غير إعتيادي, قد يتم إيفاد حِرفيو الروح للعمل كمنسقين لتلك المواهب وإلا لمساعدة وإلهام هؤلاء البشر للسعي إلى مُثل دائمة التكامل ولمحاولة تصويرها المُعزز لأجل تهذيب الحيز.
44:8.3 (508.1) ليس هناك طبقية في صفوف حِرفيي الروح. بغض النظر عن مدى انخفاض أصلك, إذا كانت لديك المقدرة وموهبة التعبير, سوف تكسب الإعتراف الكافي وتستلم التقدير المستحق بينما ترتقي صعوداً في سُلم التجربة المورونشية والإحراز الروحي. لا يمكن أن يكون هناك عائق من الوراثة الإنسانية أو حرمان من البيئة البشرية التي لن تعوضها مهنة المورونشيا تماماً وتُزيلها كلياً. وكل مثل هذا الرضا للإنجاز الفني والإدراك الذاتي الكامل التعبير سوف يُدخل حيز التنفيذ من خلال جهودك الشخصية الخاصة في التقدم التدريجي. أخيراً التطلعات الوسطية التطورية يمكن أن تتحقق. في حين أن الآلهة لا يغدقون المواهب والمقدرة على أولاد الزمان بشكل إعتباطي, فهم يزودون من أجل إحراز الرضا لكل رغباتهم النبيلة ومن أجل إرضاء كل جوع إنساني من أجل تعبير ذاتي علوي.
44:8.4 (508.2) لكن يجب على كل كائن إنساني أن يتذكر: كثير من الطموحات للإمتياز مما تعذب البشر في الجسد لن تستمر مع هؤلاء البشر ذاتهم في مهمات المورونشيا والروح. المورونشيون الصاعدون يتعلمون مشاركة أشواقهم وطموحاتهم السابقة الأنانية الصرفة. مع ذلك, تلك الأشياء التي تُقت بغاية الجدية أن تقوم بها على الأرض والتي منعتك عنها الظروف بشكل متواصل, إذا, بعد تحصيل بصيرة موطا صحيحة في مهنة المورونشيا, لا تزال ترغب بالقيام بها, عندئذٍ بكل تأكيد سوف تُمنح كل فرصة لتلبية رغباتك الغالية منذ أمد طويل بشكل تام.
44:8.5 (508.3) قبل أن يترك البشر الصاعدون الكون المحلي ليباشروا مهنهم الروحية, سيكونون مُشبعين بما يخص كل إشتياق فكري, وفني, وإجتماعي أو طموح حقيقي الذي ميز أبداً مستوى وجودهم البشري أو المورونشي. هذا هو إنجاز المساواة في رضا التعبير-عن الذات وتحقيق-الذات لكن ليس تحقيق وضع إختباري مماثل ولا الطمس التام للفردية المميزة في المهارة, والتقنية, والتعبير. لكن التفاضل الروحي الجديد للإحراز الإختباري الشخصي لن يصبح بالتالي مستقيماً ومتكافئاً إلى ما بعد أن تكونوا قد أنهيتم الدائرة الأخيرة في مهنة هاﭭونا. وعندئذٍ سيواجَه المقيمون على الفردوس بضرورة التكيف مع ذلك التفاضل الأبسونايتي للخبرة الشخصية الذي يمكن تسويته فقط من خلال الإحراز الجماعي للمنتهى من وضع المخلوق--مصير مرحلة الروح السابعة للنهائيين البشر.
44:8.6 (508.4) وهذه هي قصة الحِرفيين السماويين, تلك الهيئة الكونية من العمال الرائعين الذين يفعلون الكثير جداً لتمجيد الأجواء المعمارية بالتصويرات الفنية للجمال الإلهي لمبدعي الفردوس.
44:8.7 (508.5) [ حُررت برئيس ملائكة لنِبادون. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 45
45:0.1 (509.1) يتكون المركز الإداري لساتانيا من عنقود من الأجواء المعمارية, سبعة وخمسون في العدد--جيروسِم ذاتها, والسواتل الرئيسية السبعة, والسواتل التسعة-والأربعون. يبلغ حجم جيروسِم, عاصمة النظام, تقريباً مائة ضعف حجم يورانشيا, مع أن جاذبيتها أقل بشكل طفيف. سواتل جيروسِم الرئيسية هي العوالم الإنتقالية السبعة, كل منها حوالي عشرة أضعاف حجم يورانشيا, بينما السواتل الفرعية السبعة لكل من هذه الأجواء الإنتقالية هي بالضبط حوالي حجم يورانشيا.
45:0.2 (509.2) العوالم المنزلية السبعة هي السواتل الفرعية السبعة لعالم الإنتقال رقم واحد.
45:0.3 (509.3) هذا النظام بأكمله من العوالم المعمارية السبعة والخمسون مُنوَّر, مُدفَّأ, مَروي, ومشحون بشكل مستقل بواسطة تنسيق مركز قدرة ساتانيا والمتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين وفقاً للتقنية المؤسسة للتنظيم والترتيب الفيزيائي لهذه الأجواء التي تم إنشاؤها خصيصاً. كما يتم العناية بها فيزيائياً وخلاف ذلك صيانتها من قِبل السبورناغيا الأهلي.
45:1.1 (509.4) تُعرف العوالم الكبرى السبعة المتأرجحة حول جيروسِم عامة كأجواء الحضارة الإنتقالية. يتم تعيين حكامها من وقت لآخر من قِبل المجلس التنفيذي الأعلى لجيروسِم. تُرقم هذه الأجواء وتُسمى على النحو التالي:
45:1.2 (509.5) رقم 1. عالم النهائي. هذا هو مركز إدارة سِلك النهائية للنظام المحلي وهو مُحاط بعوالم الإستلام, العوالم المنزلية السبعة, المكرسة بشكل كلي لمُخطط الإرتقاء البشري. العالم النهائي هو في متناول سكان كل العوالم المنزلية السبعة. سيرافيم النقل تحمل الشخصيات الصاعدة ذهاباً وإياباً على زيارات الحج هذه, المصممة لصقل إيمانهم في المصير الختامي للبشر الإنتقاليين. مع أن النهائيين وهياكلهم ليست عادةً قابلة للإدراك بالرؤية المورونشية, ستكون أكثر من مفتون, من وقت لآخر, عندما يتيح لك محولو الطاقة والمُشرِفين على قدرة المورونشيا للحظات لمح شخصيات الروح العالية هؤلاء الذين أتموا بالفعل إرتقاء الفردوس, والذين عادوا إلى العوالم نفسها حيث أنت تبدأ هذه الرحلة الطويلة, كتعهد الضمان بأنه يمكنك وتستطيع إتمام الإنجاز الهائل. يذهب كل الماكثون على عالم منزلي إلى الجو النهائي على الأقل مرة في السنة لهذه المجالس من التصور النهائي.
45:1.3 (510.1) رقم 2. عالم المورونشيا. هذا الكوكب هو مركز إدارة المُشرِفين على حياة المورونشيا وهو مُحاط بالأجواء السبعة التي يدرِب عليها رؤساء المورونشيا زملائهم ومساعديهم, سواء كائنات المورونشيا والبشر الصاعدين.
45:1.4 (510.2) في العبور خلال العوالم المنزلية السبعة, ستتقدم أيضاً من خلال تلك الأجواء الثقافية والإجتماعية ذات الإتصال المورونشي المتزايد. عندما تتقدم من العالم المنزلي الأول إلى العالم المنزلي الثاني, سوف تصبح مؤهلاً للحصول على تصريح زائر إلى مركز الإدارة الإنتقالي رقم إثنين, عالم المورونشيا, وهكذا. وعندما تكون متواجداً على أي من هذه الأجواء الثقافية الستة, يمكنك, بناء على دعوة, أن تصبح زائراً ومراقباً على أي من العوالم السبعة المحيطة ذات النشاطات الجماعية المرتبطة.
45:1.5 (510.3) رقم 3. العالم الملائكي. هذا هو مركز إدارة كل الجيوش السيرافية المنشغلة في نشاطات النظام وهو مُحاط بالعوالم السبعة للتدريب والإرشاد الملائكي. هذه هي الأجواء الإجتماعية السيرافية.
45:1.6 (510.4) رقم 4. عالم الملاك الفائق. هذا الجو هو موطن ساتانيا لنجوم المساء المتألقة ولحشد شاسع من كائنات منسقة وقريبة من التنسيق. السواتل السبعة لهذا العالم معينة إلى الفئات الرئيسية السبعة من هؤلاء الكائنات السماوية غير المسماة.
45:1.7 (510.5) رقم 5. عالم الأبناء. هذا الكوكب هو مركز إدارة الأبناء الإلهيين من كل المراتب, بما فيهم الأبناء المثولثين بمخلوق. العوالم السبعة المحيطة مكرسة إلى تجمعات فردية معينة لهؤلاء الأبناء ذوي الصلة الإلهية.
45:1.8 (510.6) رقم 6. عالم الروح. يخدم هذا الجو بمثابة ملتقى النظام للشخصيات العليا للروح اللانهائي. سواتله المحيطة السبعة معينة إلى مجموعات فردية من هذه المراتب المتنوعة. لكن على عالم الإنتقال رقم ستة لا يوجد تمثيل للروح, ولا هكذا حضور يُلاحَظ على عواصم النظام؛ المُسعف الإلهي لساﻟﭭينغتون متواجد في كل مكان في نِبادون.
45:1.9 (510.7) رقم 7. عالم الأب. هذا هو الجو الصامت للنظام. لا فئة من الكائنات مُوطنة عليه. يحتل المعبد العظيم للنور مكاناً مركزياً, لكن لا أحد يمكن تمييزه فيه. كل الكائنات من كل عوالم النظام مرحب بهم كعابدين.
45:1.10 (510.8) تُستخدم السواتل السبعة المحيطة بعالم الأب بتنوع في الأنظمة المختلفة. في ساتانيا تُستخدم الآن كأجواء إحتجاز للجماعات المُعتقلة من تمرد لوسيفر. ليس لدى عاصمة البُرج, عدنشيا, عوالم سجن مماثلة؛ السيرافيم والشيروبيم القليلون الذين ذهبوا إلى المتمردين في تمرد ساتانيا قد حُصروا منذ ذلك الوقت على عوالم العزل هذه لجيروسِم.
45:1.11 (510.9) بصفتك ماكث على العالم المنزلي السابع, لديك حرية الوصول إلى عالم الإنتقال السابع, جو الأب الكوني, وكذلك يُسمح لك بزيارة عوالم سجن ساتانيا المحيطة بهذا الكوكب, حيث موقوف عليها الآن لوسيفر وغالبية تلك الشخصيات التي تبعته في التمرد ضد ميخائيل. وهذا المشهد الحزين كان مُلاحظاً خلال هذه العصور الحديثة وسيستمر ليخدم بمثابة تحذير حازم لكل نِبادون إلى أن يُقاضي قدماء الأيام خطيئة لوسيفر وزملائه الساقطين الذين رفضوا الخلاص المقدم بميخائيل, أباهم الكوني.
45:2.1 (511.1) الرئيس التنفيذي لنظام محلي من عوالم مسكونة هو إبن لانوناندِك أولي, سطان النظام. في كوننا المحلي يتم تكليف هؤلاء السلاطين بمسؤوليات تنفيذية كبيرة, إمتيازات شخصية غير عادية. ليست كل الأكوان, حتى في أورﭭونتون, منظمة بحيث تسمح لسلاطين الأنظمة بممارسة هكذا قدرات واسعة على نحو غير عادي من حرية التصرف الشخصية في توجيه شؤون النظام. لكن في كل تاريخ نِبادون أظهر هؤلاء المنفذين غير المقيدين عدم ولاء ثلاث مرات فقط. كان تمرد لوسيفر في نظام ساتانيا الأخير والأكثر إنتشاراً على الإطلاق.
45:2.2 (511.2) في ساتانيا, حتى بعد هذا الإضطراب الكارثي, لم يتم إجراء أي تغييرات إطلاقاً في تقنية إدارة النظام. يملك سلطان النظام الحالي كل القدرة ويمارس كل السُلطة التي خُوِلت لسابقه غير الجدير باستثناء أمور معينة هي الآن تحت إشراف آباء البُرج والتي لم يستعيدها قدماء الأيام حتى الآن تماماً إلى لانافورج, خليفة لوسيفر.
45:2.3 (511.3) الرئيس الحالي لساتانيا هو حاكم كريم ولامع, وهو سيد مُختبر-بالتمرد. عندما خدَمَ كسلطان نظام مساعد, كان لانافورج مُخلصاً لميخائيل في إضطراب أبكر في كون نِبادون. هذا الرب القدير والمتألق لساتانيا هو إداري مُجرَّب ومُختبر. في وقت تمرد النظام الثاني في نِبادون, عندما تعثر سلطان النظام وسقط في الظلمة, قبض لانافورج المساعد الأول للرئيس المخطئ, على مقاليد الحكم وهكذا دبر شؤون النظام بحيث خُسرت شخصيات قليلة بالمقارنة سواء على عوالم مركز الإدارة أو على الكواكب المأهولة لذلك النظام سيء الحظ. يحمل لانافورج ميزة كونه الإبن اللانوناندِك الأولي الوحيد في كل نِبادون الذي عمل هكذا بولاء في خدمة ميخائيل وفي الحضور عينه لتقصير أخيه ذا السُلطة الفائقة والرتبة السالفة. على الأرجح لن يُزاح لانافورج من جيروسِم إلى أن يتم التغلب على نتائج الحماقة السابقة ويُزال نتاج التمرد من ساتانيا.
45:2.4 (511.4) في حين أن جميع شؤون عوالم ساتانيا المنعزلة لم يتم إعادتها إلى ولايته القضائية, يُظهر لانافورج إهتماماً كبيراً في رفاهيتها, وهو زائر متكرر على يورانشيا. كما في أنظمة أخرى وطبيعية, يرأس السلطان مجلس شورى النظام لحكام العالم, الأمراء الكوكبيين والحكام العامين المقيمين للعوالم المعزولة. تجتمع مجالس الشورى الكوكبية هذه من وقت لآخر على مركز إدارة النظام--"عندما يأتي أبناء الله معاً".
45:2.5 (511.5) مرة في الأسبوع, كل عشرة أيام على جيروسِم, يعقد السلطان مجمعاً مع فئة واحدة ما من مراتب الشخصيات المتنوعة المقيمة على عالم مركز الإدارة. هذه هي الساعات غير الرسمية الساحرة لجيروسِم, وهي مناسبات لا تُنسى أبداً. هناك توجد على جيروسِم الأُخُوة القصوى بين جميع المراتب المتنوعة من الكائنات وبين كل من هذه المجموعات وسلطان النظام.
45:2.6 (511.6) تحدث هذه الجَلسات الفريدة على بحر الزجاج, حقل التجمع العظيم لعاصمة النظام. إنها مناسبات إجتماعية وروحية بحتة؛ لا شيء يُناقَش بتاتاً مما يتعلق بالإدارة الكوكبية أو حتى بخطة الإرتقاء. يأتي البشر الصاعدون معاً عند تلك الأوقات لمجرد إمتاع أنفسهم ولقاء زملائهم الجيروسِمين. تلك الفئات التي ليست مُستضافة بالسلطان عند هذه الإستراحات الأسبوعية تلتقي عند مركز إدارتها الخاص.
45:3.1 (512.1) الرئيس التنفيذي لنظام محلي, سلطان النظام, مدعوم دائماً من قِبل إثنين أو ثلاثة أبناء لانوناندِك, الذين يعملون كالمساعدين الأول والثاني. لكن في الوقت الحاضر يُدار نظام ساتانيا بواسطة موظفين من سبعة لانونادِك:
45:3.2 (512.2) 1. سلطان النظام--لانافورج, رقم 2,709 من النظام الأساسي وخليفة لوسيفر المرتد.
45:3.3 (512.3) 2. السلطان المساعد الأول--مانصوروشيا, رقم 17,841 من اللانوناندكِين الثالثيين. كان قد أُرسل إلى ساتانيا مع لانافورج.
45:3.4 (512.4) 3. السلطان المساعد الثاني--صاديب رقم271,402 من المرتبة الثالثة. صاديب أيضاً أتى إلى ساتانيا مع لانافورج.
45:3.5 (512.5) 4. القَيم على النظام--هولدانت, رقم 19 من الكتيبة الثالثة. المُمسك والمتحكم بكل الأرواح المعتقلة فوق مرتبة الوجود البشري. هولدانت بالمثل جاء إلى ساتانيا مع لانافورج.
45:3.6 (512.6) 5. مدون النظام--ﭭيلتون, سكرتير الإسعاف اللانونادِك لساتانيا, رقم 374 من المرتبة الثالثة. كان ﭭيلتون عضواً في جماعة لانافورج الأصلية.
45:3.7 (512.7) 6. موجه الإغداق--فورتانت, رقم 319,847 من إحتياطيي اللانوناندِك الثانويين والمدير المؤقت لكل نشاطات الكون المزدرعة إلى جيروسِم منذ إغداق ميخائيل على يورانشيا. كان فورتانت مُلحقاً بموظفي لانافورج لألف وتسعمائة سنة من زمن يورانشيا.
45:3.8 (512.8) 7. المستشار العالي--هاناﭭارد, رقم 67 من الأبناء اللانوناندِك الأوليين وعضو في السِلك العالي من مستشاري ومنسقي الكون. يعمل كرئيس بالنيابة للمجلس التنفيذي لساتانيا. هاناﭭارد هو الثاني عشر من هذه المرتبة ليخدم هكذا على جيروسِم منذ تمرد لوسيفر.
45:3.9 (512.9) هذه المجموعة التنفيذية من سبعة لانوناندِك تُشكل إدارة الطواريء الموسعة التي جُعلت ضرورية بمقتضى تمرد لوسيفر. لا يوجد سوى محاكم صغرى على جيروسِم حيث أن النظام هو وحدة الإدارة, وليس القضاء, لكن إدارة اللانوناندِك مدعومة من مجلس جيروسِم التنفيذي, الهيئة الإستشارية العليا لساتانيا. يتكون هذا المجلس من إثني عشر عضواً:
45:3.10 (512.10) 1. هاناﭭارد, رئيس المجلس اللانوناندِك.
45:3.11 (512.11) 2. لانافورج, سلطان النظام.
45:3.12 (512.12) 3. مانصوروشيا, السلطان المساعد الأول.
45:3.13 (512.13) 4. رئيس الملكيصادقين في ساتانيا.
45:3.14 (512.14) 5. المدير بالنيابة لحاملي الحياة في ساتانيا.
45:3.15 (512.15) 6. رئيس النهائيين في ساتانيا.
45:3.16 (512.16) 7. الآدم الأصلي لساتانيا, الرئيس الإشرافي للأبناء الماديين.
45:3.17 (512.17) 8. مدير جيوش ساتانيا السيرافية.
45:3.18 (512.18) 9. رئيس المتحكمين الفيزيائيين في ساتانيا.
45:3.19 (512.19) 10. مدير المُشرِفين على قدرة المورونشيا في النظام.
45:3.20 (513.1) 11. المدير بالنيابة لمخلوقات منتصف الطريق في النظام.
45:3.21 (513.2) 12. الرئيس بالنيابة لسِلك البشر الصاعدين.
45:3.22 (513.3) يختار هذا المجلس الاستشاري بشكل دوري ثلاثة أعضاء لتمثيل النظام المحلي على المجلس الأعلى في مركز إدارة الكون, لكن هذا التمثيل مُعلق بسبب التمرد. لدى ساتانيا الآن مراقب عند مركز إدارة الكون المحلي, لكن منذ إغداق ميخائيل, إستأنف النظام إنتخاب عشرة أعضاء إلى مجلس عدنشيا التشريعي.
45:4.1 (513.4) عند مركز دوائر الإقامة الملائكية السبعة على جيروسِم يقع مركز إدارة المجلس الإستشاري ليورانشيا, المستشارون الأربعة والعشرون. دعاهم يوحنا الكاشف الأربعة وعشرين شيخاً: "ودائرياً حول العرش كان أربعة وعشرين مقعداً, وعلى المقاعد رأيت أربعة وعشرين شيخاً جالسين, متسربلين في ثياب بيضاء". العرش في وسط هذه المجموعة هو مقعد الحكم لرئيس الملائكة المترئس, عرش نداء لائحة القيامة للرحمة والعدل لكل ساتانيا. كان مقعد الحكم هذا دائماً على جيروسِم, لكن المقاعد الأربعة والعشرون المحيطة وضعت في مراكزها لا أكثر من ألف وتسعمائة عام مضت, بعد وقت قصير من رفع المسيح ميخائيل إلى السيادة الكاملة على نِبادون. هؤلاء المستشارون الأربعة والعشرون هم وكلاؤه الشخصيون على جيروسِم, ولديهم سُلطة لتمثيل الإبن السيد في كل الأمور التي تهم نداءات اللائحة في ساتانيا وفي العديد من المراحل الأخرى لمُخطط الإرتقاء البشري على عوالم النظام المعزولة. هم الوكلاء المعينون لتنفيذ الطلبات الخاصة لجبرائيل والإنتدابات غير العادية لميخائيل.
45:4.2 (513.5) تم تجنيد هؤلاء المستشارين الأربعة والعشرين من أجناس يورانشيا الثمانية, وتم تجميع الأخيرين من هذه المجموعة في وقت نداء لائحة القيامة لميخائيل, قبل ألف وتسعمائة سنة مضت. يتألف المجلس الإستشاري اليورانشي هذا من الأعضاء التالين:
45:4.3 (513.6) 1. أوناجار, العقل الرئيسي للعصر السابق للأمير الكوكبي, الذي وجه زملاءه في عبادة "مُعطي النَفَس".
45:4.4 (513.7) 2. مانصانت, المعلم العظيم لعصر ما بعد الأمير الكوكبي على يورانشيا الذي وجه زملاءه إلى تبجيل "النور العظيم".
45:4.5 (513.8) 3. أونامونالونطن, قائد بعيد الزمن للإنسان الأحمر والذي وجَه جنسه من عبادة آلهة كثيرة إلى تبجيل "الروح العظيم".
45:4.6 (513.9) 4. أورلاندوف, أمير للناس الزُرق وقائدهم في التعرف على ألوهية "الرئيس السامي".
45:4.7 (513.10) 5. بورشونطا, وسيط الوحي للجنس البرتقالي المنقرض وقائد هذا الشعب في عبادة "المعلم العظيم".
45:4.8 (513.11) 6. سنغلانغتون, الأول من الناس الصُفر ليُعلِم ويقود شعبه في عبادة "الحقيقة الواحدة" بدلاً من العديد. قبل آلاف السنين كان الإنسان الأصفر يعرف عن الله الواحد.
45:4.9 (513.12) 7. فانتاد, مخلص الناس الخُضر من الظلمة وقائدهم في عبادة "مصدر الحياة الواحد".
45:4.10 (513.13) 8. أورﭭونون, منور الأجناس النيلية وقائدهم في الخدمة في أحد الأوقات إلى "إله الآلهة".
45:4.11 (514.1) 9. آدم, الأب الكوكبي الموصوم ليورانشيا إنما المُعاد إليه إعتباره, إبن مادي لله, أُنزل إلى مرتبة أدنى إلى شَبه جسد بشري, لكنه نجا ورُفع لاحقاً إلى هذا المركز بأمر من ميخائيل.
45:4.12 (514.2) 10. حواء, أُم الجنس البنفسجي ليورانشيا, التي عانت عقوبة التقصير مع قرينها وكذلك رُد إليها إعتبارها معه وعُّينت لتخدم مع هذه المجموعة من البشر الناجين.
45:4.13 (514.3) 11. إنوش, الأول من بشر يورانشيا لينصهر مع ضابط الفكر أثناء الحياة البشرية في الجسد.
45:4.14 (514.4) 12. موسى, محرر بقايا الجنس البنفسجي المغمور والمحرض على إحياء عبادة الأب الكوني تحت إسم "إله إسرائيل".
45:4.15 (514.5) 13. إيليا, نفس مترجمة ذات إنجاز روحي لامع خلال عصر ما بعد-الإبن المادي.
45:4.16 (514.6) 14. ماﻜﻴﭭِنتا ملكيصادق, الإبن الوحيد من هذه المرتبة ليغدق نفسه على أجناس يورانشيا. بينما لا يزال معدوداً كملكيصادق, هو أصبح "مُسعفاً إلى الأبد للأعلون", متقلداً أبدياً تفويض الخدمة كبشري صاعد, كونه قد أقام على يورانشيا في شبه جسد بشري عند شاليم في أيام إبراهيم. أُعلن هذا الملكيصادق مؤخراً أميراً كوكبياً بالنيابة ليورانشيا مع مركز إدارة على جيروسِم وسُلطة للتصرف لأجل ميخائيل الذي هو فعلياً الأمير الكوكبي للعالم حيث إختبر إغداقه الأخير في شكل إنساني. بالرغم من هذا, لا تزال يورانشيا تحت إشراف الحكام العامين المقيمين المتعاقبين, أعضاء من المستشارين الأربعة والعشرين.
45:4.17 (514.7) 15. يوحنا المعمدان, رائد مهمة ميخائيل على يورانشيا, وفي الجسد, الإبن عم البعيد, لإبن الإنسان.
45:4.18 (514.8) 16. 1ـ2ـ3ـ الأول, قائد مخلوقات منتصف الطريق المخلِصين في خدمة جبرائيل في وقت خيانة كاليغاسشيا, رُفع إلى هذا المركز بواسطة ميخائيل بعد فترة وجيزة من دخوله على السيادة غير المشروطة.
45:4.19 (514.9) هذه الشخصيات المختارة معفاة من نظام الإرتقاء في الوقت الحاضر, بناء على طلب جبرائيل, وليس لدينا أي فكرة عن المدة التي سيخدمون فيها في هذه الإستطاعة.
45:4.20 (514.10) المقاعد 17, و18, و19, و20 ليست مشغولة بشكل دائم. يتم شغلها مؤقتاً بالموافقة الإجماعية للأعضاء الدائمين الستة عشر, كونها تُبقى مفتوحة لتفويضات لاحقة إلى البشر الصاعدين من عصر إبن ما بعد الإغداق الحالي على يورانشيا.
45:4.21 (514.11) الأرقام 21, و22, و23, و24 هي بالمثل مملوءة مؤقتاً بينما تُستبقى في الإحتياط لأجل المعلمين العظماء من عصور أخرى ولاحقة التي ستتبع بلا شك العصر الحالي. دهور الأبناء الوقورين والأبناء المعلمين وعصور النور والحياة هي المتوقعة على يورانشيا, بصرف النظر عن الزيارات غير المتوقعة للأبناء الإلهيين التي قد أو قد لا تحدث.
45:5.1 (514.12) الأقسام الكبيرة للحياة السماوية لها مركز إدارتها ومحمياتها الضخمة على جيروسِم, بما في ذلك المراتب المتنوعة للأبناء الإلهيين, الأرواح العليا, الملائكة الفائقين, الملائكة, ومخلوقات منتصف الطريق. المسكن المركزي لهذا القطاع المدهش هو المعبد الرئيسي للأبناء الماديين.
45:5.2 (515.1) مجال الآدميين هو المركز الجاذب لكل الوافدين الجدد على جيروسِم. إنه مساحة ضخمة تتكون من ألف مركز, مع أن كل عائلة من الأبناء والبنات الماديين يعيشون على عقار خاص بهم حتى وقت رحيل أعضائه للخدمة على العوالم التطورية للفضاء أو حتى مباشرتهم على مهنة إرتقاء الفردوس.
45:5.3 (515.2) هؤلاء الأبناء الماديون هم أعلى نوع من الكائنات المتناسلة-جنسياً التي يمكن العثور عليها على الأجواء التدريبية للأكوان المتطورة, وهم حقاً ماديون؛ حتى الآدمين والحواءات الكوكبيون مرئيين بوضوح للأجناس البشرية للعوالم المأهولة. هؤلاء الأبناء الماديون هم الحلقة الأخيرة والفيزيائية في سلسلة الشخصيات الممتدة من الألوهية والكمال من فوق نزولاً إلى الوجود المادي والإنساني في الأدنى. هؤلاء الأبناء يزودون العوالم المسكونة بوسيط يمكن الإتصال به بشكل متبادل بين الأمير الكوكبي غير المرئي والمخلوقات المادية للعوالم.
45:5.4 (515.3) عند التسجيل الألفي الأخير على ساﻟﭭينغتون كان في السجل في نِبادون 161,432,840 أبناء وبنات ماديين ذوي وضع المواطنية على عواصم الأنظمة المحلية. عدد الأبناء الماديين يتغير في الأنظمة المختلفة, وعددهم يتزايد باستمرار عن طريق التوالد الطبيعي. في ممارسة أعمالهم التوالدية هم ليسوا مرشدين كلياً بالرغبات الشخصية للشخصيات المتصلة بل أيضاً بالهيئات الحاكمة الأعلى والمجالس الإستشارية.
45:5.5 (515.4) هؤلاء الأبناء والبنات الماديون هم السكان الدائمون لجيروسِم وعوالمها المرتبطة. هم يحتلون عقارات واسعة على جيروسِم ويشاركون بشكل حر في الإدارة المحلية لجو العاصمة, مديرون عملياً كل الشؤون الروتينية بمساعدة منتصفي الطريق والصاعدين.
45:5.6 (515.5) على جيروسِم يُسمح لهؤلاء الأبناء المتوالدين باختبار مُثل الحكم-الذاتي على نحو طريقة الملكيصادقين, وهم يُحققون نوعاً عالياً جداً من المجتمع. المراتب الأعلى للبنوة تحتفظ بوظائف حق النقض للحيز, لكن تقريباً في كل صدد يحكم آدميو جيروسِم أنفسهم بالإقتراع الكوني والحكومة التمثيلية. في وقت ما هم يأملون في الحصول على الحكم الذاتي التام فعلياً.
45:5.7 (515.6) يتم تحديد طابع خدمة الأبناء الماديين إلى حد كبير بأعمارهم. في حين أنهم ليسوا مؤهلين للدخول إلى جامعة الملكيصادق لساﻟﭭينغتون--كونهم ماديون وعادة محدودون إلى كواكب معينة--مع ذلك, يحافظ الملكيصادقون على كليات قوية من المعلمين على مركز إدارة كل نظام من أجل تعليم الأجيال الأصغر سناً من الأبناء الماديين. أنظمة التدريب التعليمية والروحية المزودة لتطوير الأبناء والبنات الماديين الأصغر سناً هي قمة الكمال في النطاق, والتقنية, والممارسة العملية.
45:6.1 (515.7) يقدم الأبناء والبنات الماديون, سوية مع أولادهم, مشهداً جذاباً الذي لا يفشل في إيقاظ حب الإطلاع وإثارة إنتباه كل البشر الصاعدين. هم مُشابهون إلى حد كبير لأجناسكم الجنسية المادية بحيث كِلاكم يجد الكثير من الإهتمام المشترك للإنهماك بأفكاركم وشغل فصولكم من الإتصال الأخوي.
45:6.2 (515.8) يمضي الناجون البشر الكثير من وقت فراغهم على عاصمة النظام يراقبون ويدرسون عادات وتصرفات حياة مخلوقات الجنس الفائقين هؤلاء شِبه-الفيزيائيين, لأن مواطني جيروسِم هؤلاء هم الكُفلاء والموجهون المباشرون للناجين البشر من وقت حصولهم على المواطنية على عالم مركز الإدارة إلى أن يأخذوا إذناً إلى عدنشيا.
45:6.3 (516.1) على العوالم المنزلية السبعة يُمنح البشر الصاعدون فرصاً وافرة لتعويض أي وكل حرمان إختباري عانوه على عوالمهم الأصلية, سواء كان نتيجة لوراثة, بيئة, أو نهاية بائسة سابقة لأوانها لمهمتهم في الجسد. هذا في كل معنى صحيح ما عدا في الحياة الجنسية البشرية وتعديلاتها المصاحبة. الآلاف من البشر يصلون العوالم المنزلية دون أن يكونوا قد استفادوا بشكل خاص من التأديبات المُستمدة من علاقات جنسية متوسطة إلى حد ما على أجوائهم الأهلية. تجربة العوالم المنزلية يمكن أن توفر فرصة ضئيلة لتعويض هذه الحرمانات الشخصية للغاية. التجربة الجنسية بالمعنى الفيزيائي هي ماضي بالنسبة لهؤلاء الصاعدين, لكن في إرتباط وثيق مع الأبناء والبنات الماديين, سواء على المستوى الفردي وكأعضاء من عائلاتهم, يتم تمكين هؤلاء البشر الذين إفتقروا إلى العلاقة الجنسية من تعويض الجوانب الإجتماعية, والفكرية, والعاطفية, والروحية لنقصهم. بهذا كل هؤلاء الإنسانيين الذين حرمتهم الظروف أو سوء الحكم من فوائد الإرتباطات الجنسية على العوالم التطورية, هنا على عواصم النظام يُمنحون فرصة كاملة لإكتساب هذه الخبرات البشرية الأساسية في إرتباط وثيق ومُحب مع مخلوقات الجنس الآدمية العلوية ذوي الإقامة الدائمة على عواصم النظام.
45:6.4 (516.2) لا بشري ناجي, أو منتصف طريق, أو سيرافيم يمكنه الصعود إلى الفردوس, وإحراز الأب, وأن يُحشد في سِلك النهائية دون أن يمر خلال تلك التجربة السامية لإنجاز علاقة أبوية لطفل يتطور من العوالم أو خبرة ما أخرى نظيرة ومعادلة لها. علاقة الطفل والوالد أساسية للمفهوم الأساسي للأب الكوني وأولاد كونه. لذلك تصبح مثل هذه الخبرة لا غنى عنها للتدريب الإختباري لكل الصاعدين.
45:6.5 (516.3) يجب على مخلوقات منتصف الطريق الصاعدة والسيرافيم التطورية أن يمروا خلال هذه التجربة الأبوية في إرتباط مع الأبناء والبنات الماديين لمركز إدارة النظام. هكذا هؤلاء الصاعدون غير المتوالدين يحصلون على خبرة الأبوة من خلال مساعدة آدميي وحواءات جيروسِم في تربية وتدريب نسلهم.
45:6.6 (516.4) جميع البشر الناجين الذين لم يختبروا الأبوة على العوالم التطورية يجب كذلك أن يحصلوا على هذا التدريب الضروري بينما يمكثون في بيوت الأبناء الماديين على جيروسِم وكزملاء أبويين لهؤلاء الأباء والأمهات الرائعين. هذا صحيح إلا لغاية ما قد كان هكذا بشر قادرين على تعويض أوجه القصور الخاصة بهم على حضانة النظام الواقعة على عالم الحضارة الإنتقالية الأول لجيروسِم.
45:6.7 (516.5) فترة الحضانة التجريبية هذه لساتانيا يتم الحفاظ عليها من قِبل شخصيات مورونشية معينة على عالم النهائيين, نصف الكوكب كائن مكرساً إلى هذا العمل لتربية الأولاد. هنا يتم إُستلام وإعادة تجميع أولاد معينين لبشر ناجين, مثل أولئك النسل الذين هلكوا على العوالم التطورية قبل تحصيلهم وضع روحي كأفراد. يضمن صعود أي من أبويه الطبيعيين بأن هكذا طفل بشري من العوالم سيُقدم له إعادة تشخيص على الكوكب النهائي للنظام وهناك يُسمح له أن يُبرهن عن طريق الإختيار الحر في وقت لاحق ما إذا كان يختار أو لا يختار إتباع المسار الأبوي للإرتقاء البشري. يبدو الأطفال هنا كما على العالم الأهلي باستثناء غياب التمايز الجنسي. لا يوجد توالد لنوع بشري بعد تجربة الحياة على العوالم المأهولة.
45:6.8 (517.1) تلاميذ العالم المنزلي الذين لديهم طفل أو أكثر في الحضانة الإختبارية على عالم النهائي, والذين يعانون من نقص في تجربة الأبوة الأساسية, يمكنهم طلب تصريح الملكيصادق الذي سوف يُفعِل تحويلهم المؤقت من واجبات الإرتقاء على العوالم المنزلية إلى عالم النهائي, حيث يتم منحهم فرصة للعمل كوالدين مرافقين لأطفالهم وأطفال آخرين. هذه الخدمة من الإسعاف الأبوي يمكن فيما بعد إعتمادها على جيروسِم كالوفاء بنصف التدريب الذي يُطلب من هكذا صاعدين الخضوع له في عائلات الأبناء والبنات الماديين.
45:6.9 (517.2) بيت الحضانة التجريبي نفسه يتم الإشراف عليه من قِبل ألف زوج من الأبناء والبنات الماديين, متطوعون من مستعمرة جيروسِم لمرتبتهم. يتم مُساعدتهم بشكل مباشر بعدد مساوي تقريباً من مجموعات أبوية متطوعة من الميدسونايت الذين يتوقفون هنا لتقديم هذه الخدمة على طريقهم من عالم ميدسونايت ساتانيا إلى المصير غير المكشوف على عوالمهم الخاصة من الإحتياط بين أجواء النهائيين لساﻟﭭينغتون.
45:7.1 (517.3) الملكيصادقون هم الموجهون لذلك السِلك الكبير من المدربين--مخلوقات مشيئة روحانية جزئياً وآخرين--الذين عملوا بشكل مقبول للغاية على جيروسِم والعوالم المرتبطة بها لكن بشكل خاص على العوالم المنزلية السبعة. تلك هي كواكب الإحتجاز, حيث أولئك البشر الذين يفشلون في إنجاز إنصهار مع ضباطهم الساكنين أثناء الحياة في الجسد يتم تأهيلهم بشكل مؤقت للحصول على مزيد من المساعدة وليتمتعوا بفرصة إضافية لمواصلة سعيهم للإحراز الروحي, تلك الجهود ذاتها التي قوطعت قبل الأوان بسبب الموت. أو إذا, لأي سبب آخر من الإعاقة الوراثية, بيئة غير مؤاتية, أو مؤامرة ظروف, لم يكتمل إحراز النفس هذا, مهما كان السبب, كل صادقي النية والجديرين في الروح يجدون أنفسهم, كأنفسهم, حاضرين على الكواكب المستمرة, حيث يجب أن يتعلموا إتقان أساسيات المهنة الأبدية, لكي يتملكوا ميزات التي لم يتمكنوا, أو لم, ينالوا, خلال فترة الحياة في الجسد.
45:7.2 (517.4) نجوم المساء المتألقة (ومنسقيهم غير المُسمَّين) كثيراً ما يخدمون كمعلمين في المشاريع التعليمية المتنوعة للكون, بما فيها تلك المكفولة بالملكيصادقين. كذلك الأبناء المعلمون الثالوثيون يتشاركون في العمل, وينقلون لمسات كمال الفردوس إلى مدارس التدريب التقدمي هذه. لكن كل هذه النشاطات ليست مكرسة حصرياً إلى تقدم البشر الصاعدين؛ الكثير منها مشغول بالتساوي بالتدريب التقدمي لشخصيات الروح المحلية من نِبادون.
45:7.3 (517.5) يدير الأبناء الملكيصادقون ما فوق الثلاثين مركزاً تعليمياً مختلفاً على جيروسِم. تبدأ هذه المدارس التدريبية بكلية التقييم-الذاتي وتنتهي بمدارس مواطنية جيروسِم, حيث يلتحق فيها الأبناء والبنات الماديين مع الملكيصادقين وآخرين في جهدهم السامي لتأهيل الناجين البشر لتولي المسؤوليات العالية للحكومة التمثيلية. الكون بأكمله يتم تنظيمه وإدارته على الخطة التمثيلية. الحكومة التمثيلية هي المثال الإلهي للحكم-الذاتي بين الكائنات غير المثالية.
45:7.4 (517.6) كل مائة سنة من وقت الكون يختار كل نظام ممثليه العشرة لكي يجلسوا في المجلس التشريعي للبُرج. يتم إختيارهم من قِبل مجلس جيروسِم من ألف, وهي هيئة إنتخابية مُكلفة بواجب تمثيل فئات النظام في كل مثل هذه الأمور الموكولة أو التعيينية. كل الممثلين أو المندوبين الآخرين المختارين من قِبل مجلس الألف ناخب, ويجب أن يكونوا متخرجين من أعلى مدرسة من كلية الملكيصادق للإدارة, كما كذلك كل أولئك الذين يُشكلون هذه المجموعة المكونة من ألف ناخب. هذه المدرسة هي برعاية الملكيصادقين, مُساعَدين منذ عهد قريب من قبل النهائيين.
45:7.5 (518.1) هناك العديد من الهيئات الإنتخابية على جيروسِم, ويتم التصويت عليهم في السُلطة من وقت لآخر بثلاثة مراتب من المواطنية--الأبناء والبنات الماديين, السيرافيم وزملائهن, بما فيهم مخلوقات منتصف الطريق, والبشر الصاعدين. لإستلام الترشيح لأجل شرف التمثيل يجب أن يكون المرشح قد اكتسب الإعتراف المطلوب من مدارس الملكيصادق للإدارة.
45:7.6 (518.2) إن حق الإنتخاب كوني على جيروسِم بين تلك الفئات الثلاثة من المواطنية, لكن التصويت يُلقى تفاضلياً وفقاً للحيازة الشخصية المعترف بها والمسجلة حسب الأصول لحكمة الموطا--المورونشيا. التصويت المُلقى في إنتخابات جيروسِم من قِبل أي شخصية ما لديه قيمة متراوحة من صوت واحد إلى ألف. هكذا يُصنَّف مواطني جيروسِم وفقاً لإنجازهم الموطا.
45:7.7 (518.3) من وقت لآخر يُقدم مواطنو جيروسِم أنفسهم إلى فاحصي الملكيصادقين, الذين يشهدون على إحرازهم الحكمة المورونشية. بعدئذٍ يذهبون أمام السِلك الفاحص من نجوم المساء المتألقة أو المعينين منهم, الذين يتحققون من درجة البصيرة الروحية. بعد ذلك يظهرون في حضور المستشارين الأربعة والعشرين ومعاونيهم, الذين يمرون على وضعهم من التحصيل الإختباري للتنشئة الإجتماعية. هذه العوامل الثلاثة يتم نقلها بعدئذٍ إلى مسجلي المواطنية للحكومة التمثيلية, الذين يحسبون بسرعة وضع الموطا ويُعينون مؤهلات الإقتراع وفقاً لذلك.
45:7.8 (518.4) تحت إشراف الملكيصادقين, يؤخذ البشر الصاعدون باليد, خاصة أولئك الذين يتأخرون في توحيد شخصيتهم على المستويات المورونشية الجديدة, بواسطة الأبناء الماديين ويُعطون تدريباً مُكثفاً مصمماً لتقويم أوجه القصور هذه. ولا بشري صاعد يترك مركز إدارة النظام لمهنة التنشئة الإجتماعية الأكثر إتساعاً وتنوعاً للبُرج إلى أن يشهد أولئك الأبناء الماديين على تحقيق شخصية موطا-فردية تجمع الوجود البشري المكتمل في إرتباط إختباري مع مهنة المورونشيا الناشئة, كِلاهما كائنان ممزوجين في حينه بالتحكم الفوقي الروحي لضباط الفكر.
45:7.9 (518.5) [ قُدِمت بملكيصادق ذا تفويض مؤقت على يورانشيا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 46
46:0.1 (519.1) جيروسِم, مركز إدارة ساتانيا, هي عاصمة متوسطة لنظام محلي, وبصرف النظر عن العديد من التجاوزات الناجمة عن تمرد لوسيفر وإغداق ميخائيل على يورانشيا, فهي نموذجية لأجواء مشابهة. لقد مر نظامكم المحلي خلال بعض التجارب العاصفة, لكنه في الوقت الراهن مُدار بأقصى الفعالية, وبمرور العصور, تُستأصل نتائج عدم الانسجام ببطء ولكن بثبات. يتم إستعادة النظام وحسن النية, والأحوال على جيروسِم تقارب أكثر وأكثر الوضع السماوي لتقاليدكم, لأن مركز إدارة النظام هو بحق, السماء المُتصوَرة بواسطة أكثرية المؤمنين المتدينين في القرن العشرين.
46:1.1 (519.2) تُقسم جيروسِم إلى ألف قطاع عرضي وعشرة آلاف نطاق طولي. لدى الجو سبعة عواصم رئيسية وسبعين مركزاً إدارياً صغيراً. تُعنى عواصم القطاعات السبعة بنشاطات متنوعة, وسلطان النظام يتواجد في كل منها على الأقل مرة في السنة.
46:1.2 (519.3) الميل القياسي لجيروسِم يعادل حوالي سبعة أميال ليورانشياً. الوزن القياسي, "الغرادانت" (المتدرج) يُبني صعوداً من خلال النظام العشري من الألتيماطون الناضج ويمثل تقريباً عشر أوقيات من وزنكم بالضبط. يوم ساتانيا يساوي ثلاثة أيام من زمن يورانشيا, ناقص ساعة واحدة, أربع دقائق, وخمس عشرة ثانية, ذلك كائن وقت الدوران المحوري لجيروسِم. يتألف عام النظام من مائة يوم من أيام جيروسِم. يُذاع وقت النظام بواسطة الكرونولدِكس الرئيسيين.
46:1.3 (519.4) يتم التحكم بطاقة جيروسِم بشكل رائع وتدور حول الجو في قنوات النطاق, التي يتم تغذيتها مباشرة من شحنات طاقة الفضاء وتُدار بخبرة من قِبل المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين. المقاومة الطبيعية لمرور هذه الطاقات من خلال قنوات التوصيل الفيزيائية تنتج السخونة المطلوبة لإنتاج الحرارة المتساوية لجيروسِم. يتم الحفاظ على حرارة النور-الكامل عند حوالي 70 درجة فهرنهايت, بينما تسقط خلال فترة اإنحسار النور إلى أقل قليلاً من 50 درجة.
46:1.4 (519.5) يجب ألا يكون نظام الإنارة لجيروسِم صعباً عليكم لإستيعابه. لا يوجد نُهـُر وليالي, لا فصول من السخونة والبرودة. تحافظ محولات القدرة على مائة ألف مركز من حيث تُشرع طاقات مخففة صعوداً خلال الغلاف الجوي الكوكبي, خاضعة لتغييرات معينة, إلى أن تصل السقف-الهوائي الكهربائي للجو؛ وثم تنعكس هذه الطاقات رجوعاً ونزولاً كضوء لطيف, مغربل, ومتعادل لحوالي شدة نور شمس يورانشيا عندما تشع الشمس فوق الرأس عند الساعة العاشرة صباحاً.
46:1.5 (520.1) في ظل مثل هذه الظروف من الإنارة, لا يبدو أن أشعة الضوء تأتي من مكان واحد؛ إنها مجرد تتغربل من السماء, منبعثة بالتساوي من كل إتجاهات الفضاء. هذا النور هو مشابه جداً لنور الشمس الطبيعي باستثناء أنه يحتوي على سخونة أقل بكثير. لهذا سيكون مُتعرف بأن عوالم مراكز الإدارة هذه ليست لامعة في الفضاء؛ لو أن جيروسِم كانت قريبة جداً من يورانشيا, فلن تكون مرئية.
46:1.6 (520.2) الغازات التي تعكس هذا النور-الطاقة من الجو الأيوني الأعلى لجيروسِم رجوعاً إلى الأرض هي مشابهة إلى حد كبير لتلك في أحزمة الهواء العليا ليورانشيا المعنية بالظواهر الشفقية لما يسمى عندكم أنوار شمالية, على أن هذه تُـنتَج بأسباب مختلفة. على يورانشيا إنه الدرع الغازي هذا نفسه الذي يمنع هروب الموجات الإذاعية الأرضية, عاكساً إياهم بإتجاه الأرض عندما يضربون هذا الحزام الغازي في طيرانهم المباشر تجاه الخارج. بهذه الطريقة تُمسَك الإذاعات قرب السطح بينما تسير عبر الهواء حول عالمكم.
46:1.7 (520.3) هذه الإنارة للجو مُحافَظ عليها على نحو موحد لخمسة وسبعين بالمائة من نهار جيروسِم, وبعدها هناك إنسحاب تدريجي إلى أن, عند وقت أدنى إنارة, يكون النور تقريباً مثل ذلك لقمركم الكامل في ليلة صافية. هذه هي ساعة الهدوء لكل جيروسِم. فقط محطات إستقبال-البث تكون عاملة خلال هذه الفترة من الراحة وإعادة التأهيل.
46:1.8 (520.4) تستلم جيروسِم نوراً خافتاً من عدة شموس قريبة--نوع من ضوء نجمي متألق--لكنها ليست معتمدة عليها, عوالم مثل جيروسِم لا تخضع إلى تقلبات الإضطرابات الشمسية, ولا هي تواجَه بمشكلة شمس تبرد أو تموت.
46:1.9 (520.5) عوالم الدراسة الإنتقالية السبعة وسواتلها التسعة والأربعون مسخنة, مضاءة, مشحونة بالطاقة, وتُسقى بتقنية جيروسِم.
46:2.1 (520.6) على جيروسِم سوف تفتقد سلاسل الجبال الوعرة ليورانشيا وعوالم متطورة أخرى بما أنه لا يوجد لا زلازل أرضية ولا سقوط أمطار, لكنك سوف تستمتع بالمرتفعات الخلابة وغيرها من الإختلافات الفريدة من التضاريس والمناظر الطبيعية. مساحات هائلة من جيروسِم يتم الحفاظ عليها في "حالة طبيعية," وعظمة مثل هذه المناطق هي أبعد بكثير من قوى الخيال الإنساني.
46:2.2 (520.7) هناك الآلاف على الآلاف من البحيرات الصغيرة إنما لا أنهار هائجة ولا محيطات شاسعة. ليس هناك هطول أمطار, ولا عواصف, ولا عواصف ثلجية, على أي من العوالم المعمارية, لكن هناك الترسب اليومي لتكثف الرطوبة خلال وقت أدنى حرارة ملازمة لإنسحاب النور. (نقطة الندى هي أعلى على عالم الغازات الثلاثة مما على كوكب ذا-غازين مثل يورانشيا). الحياة النباتية الفيزيائية وعالم المورونشيا للأشياء الحية, كِلاها تتطلب الرطوبة, لكن هذه يتم توفيرها على الأغلَب بنظام باطن التربة من الدوران الذي يمتد حول كل الجو, حتى صعوداً إلى قمم المرتفعات العالية. هذا النظام المائي ليس تماماً دون السطح, لأن هناك العديد من القنوات التي تربط البحيرات المتلألئة لجيروسِم مع بعضها.
46:2.3 (520.8) الغلاف الجوي لجيروسِم هو مزيج ثلاثة غازات. هذا الهواء مشابه جداً إلى ذلك ليورانشيا مع إضافة غاز مُكيف لتنفس مرتبة الحياة المورونشية. هذا الغاز الثالث ولا بأي حال لا يلائم الهواء لأجل تنفس الحيوانات أو النباتات من المراتب المادية.
46:2.4 (521.1) إن نظام النقل متحالف مع الجداول الدورانية لحركة الطاقة, تيارات الطاقة الرئيسية هذه الواقعة عند كل مسافة عشرة أميال. من خلال تعديل الآليات الفيزيائية, يمكن للكائنات المادية للكوكب المضي قُدُماً في وتيرة تتراوح بين إثنين إلى خمسمائة ميل في الساعة. تطير طيور النقل عند حوالي مائة ميل في الساعة. تسافر الآليات الهوائية للأبناء الماديين في حدود خمسمائة ميل في الساعة. يجب على الكائنات المادية والمورونشية المبكرة إستخدام هذه الوسائل الآلية للنقل, لكن شخصيات الروح تتقدم في إرتباط مع القوى الفائقة ومصادر الروح للطاقة.
46:2.5 (521.2) جيروسِم وعوالمها المرتبطة بها ممنوحة بالعشرة أقسام القياسية للحياة الفيزيائية المميزة للأجواء المعمارية لنِبادون. وبما أنه ليس هناك تطور عضوي على جيروسِم, لا توجد أشكال متناقضة من الحياة, لا صراع من أجل الوجود, لا بقاء للأصلح. بدلاُ من ذلك هناك تكيف خلاَّق الذي يُنبئ بجمال, وإنسجام, وكمال العوالم الأبدية للكون المركزي والإلهي. وفي كل هذا الكمال الخلاَّق هناك المخالطة الأكثر دهشة للحياة الفيزيائية والمورونشية, مُقارنة فنياً بالحِرفيين السماويين وزملائهم.
46:2.6 (521.3) جيروسِم هي حقاً لمحة مُسبقة للمجد والعظمة الفردوسية. لكنك لا يمكنك أبداً أن تأمل في كسب فكرة كافية عن هذه العوالم المعمارية المجيدة بأي محاولة وصف. هناك القليل جداً مما يمكن مقارنته مع أي شيء على عالمكم, وحتى عندئذٍ الأشياء التي لجيروسِم تتجاوز للغاية الأشياء التي ليورانشيا بحيث أن المقارنة تقريباً بشعة. إلى أن تصلوا فعلياً على جيروسِم, بالكاد يمكنكم إضمار أي شيء يشبه المفهوم الحقيقي للعوالم السماوية, لكن هذا ليس وقتاً طويلاً جداً في المستقبل عندما تتم مقارنة تجربة مجيئكم على عاصمة النظام مع وصولكم في وقت ما على أجواء التدريب الأكثر بُعداً للكون, الكون العظيم, ولهاﭭونا.
46:2.7 (521.4) قطاع التصنيع أو المختبر لجيروسِم هو مجال واسع, واحد الذي بالكاد سيتعرف عليه اليورانشيون بما أنه ليس لديه مداخن مدخنة؛ مع ذلك, هناك نظام إقتصادي مادي معقد مرتبط بهذه العوالم الخاصة, وهناك كمال في التقنية الميكانيكية والإنجاز الفيزيائي الذي من شأنه أن يدهش وحتى يرهب كيميائييكم ومخترعيكم الأكثر خبرة. توقف لتعتبر بأن هذا العالم الأول للإحتجاز في رحلة الفردوس هو مادي أكثر بكثير مما هو روحي. طوال إقامتكم على جيروسِم وعوالمها الإنتقالية أنتم أقرب بكثير إلى حياتكم الأرضية من الأشياء المادية من حياتكم اللاحقة من وجود الروح المتقدم.
46:2.8 (521.5) جبل سيراف أعلى إرتفاع على جيروسِم, يُقارب خمسة عشر ألف قدم, وهو نقطة الإقلاع لكل السيرافيم الناقلة. تطورات آلية عديدة تُستخدم في توفير الطاقة الأولية للإفلات من الجاذبية الكوكبية والتغلب على مقاومة الهواء. تُغادر ناقلة سيرافية كل ثلاث ثواني من وقت يورانشيا طوال فترة النور وأحياناً, إلى حد بعيد في فترة إنسحاب النور. تُقلع الناقلات في حوالي خمسة وعشرين ميلاً قياسياً في الثانية من وقت يورانشيا ولا تُحرز سرعة قياسية إلى أن تكون فوق الألفي ميل بعيدة عن جيروسِم.
46:2.9 (521.6) تصل الناقلات على حقل الكريستال, ما يسمى بحر الزجاج. حول هذه المنطقة هناك محطات الإستلام لمختلف المراتب من الكائنات الذين يجتازون الفضاء بواسطة النقل السيرافي. قرب محطة إستلام الكريستالة القطبية للتلاميذ الزوار يمكنك إرتقاء المرصد اللؤلؤي والإطلاع على الخريطة المُجسمة الهائلة لكوكب مركز الإدارة بأكمله.
46:3.1 (522.1) يتم إستقبال إذاعات الكون العظيم وهاﭭونا-الفردوس على جيروسِم في إرتباط مع ساﻟﭭينغتون وبواسطة تقنية تنطوي على الكريستال القطبي, بحر الزجاج. بالإضافة إلى تدابير لأجل استلام هذه الإتصالات من خارج نِبادون, هناك ثلاث مجموعات متميزة من محطات الإستقبال. هذه المجموعات المنفصلة لكن الثلاثية الدائرية من المحطات تُعدَّل لإستقبال البث من العوالم المحلية, من مركز إدارة البُرج, ومن عاصمة الكون المحلي. يتم عرض كل هذه الإذاعات تلقائياً بحيث تكون مفهومة من قِبل جميع أنواع الكائنات الحاضرة في مدرج البث المركزي؛ من بين كل الإنشغالات لبشري صاعد على جيروسِم, لا شيء أكثر تسبيباً للإنخراط والإستغراق من الإستماع إلى التيار الذي لا ينتهي من تقارير فضاء الكون.
46:3.2 (522.2) محطة إستقبال البث هذه لجيروسِم محاطة بمدرج هائل, مُشيد من مواد وامضة غير معروفة إلى حد كبير على يورانشيا وتُجلِس حوالي خمسة بلايين كائن--مادي ومورونشي--إلى جانب إستيعاب عدد لا يُحصى من شخصيات الروح. إنها التسلية المفضلة لكل جيروسِم لقضاء وقت فراغهم في محطة الإذاعة, هناك ليتعلموا عن رفاهية وحالة الكون. وهذا هو النشاط الكوكبي الوحيد الذي لا يُبطئ خلال إنسحاب النور.
46:3.3 (522.3) عند مدرج الإستقبال الإذاعي هذا, تأتي رسائل ساﻟﭭينغتون بشكل مستمر. في الجوار, يتم إستلام كلمة عدنشيا لآباء البُرج العالين على الأقل مرة في اليوم. بشكل دوري, تُبث الإذاعات الخاصة والنظامية ليوﭭرسا على مراحل من خلال ساﻟﭭينغتون, وعندما تكون رسائل الفردوس قيد الإستلام, يتم تجميع السكان بأكملهم حول بحر الزجاج, ويُضيف أصدقاء يوﭭرسا الظواهر الإنعكاسية إلى تقنية البث الفردوسي بحيث أن كل ما يُسمع يصبح مرئياً. وإنه بهذه الطريقة حيث تنبؤ الجمال والعظمة المستمر يُمنح إلى الناجين البشر بينما يسافرون نحو الداخل على المغامرة الأبدية.
46:3.4 (522.4) تقع محطة إرسال جيروسِم عند القطب المقابل للجو. يتم نقل جميع عمليات البث إلى العوالم الفردية من عواصم النظام باستثناء رسائل ميخائيل, التي تذهب في بعض الأحيان مباشرة إلى وجهاتها عبر دارة رؤساء الملائكة.
46:4.1 (522.5) يتم تعيين أجزاء كبيرة من جيروسِم كمناطق سكنية, بينما تُعطى أجزاء أخرى لعاصمة النظام إلى الأعمال الإدارية الضرورية التي تشمل الإشراف على شؤون 619 جو مأهول, 56 عوالم حضارة-إنتقالية, وعاصمة النظام نفسها. على جيروسِم وفي نِبادون هذه الترتيبات مصممة على النحو التالي:
46:4.2 (522.6) 1. الدوائر--المناطق السكنية لغير الأهليين.
46:4.3 (522.7) 2. المربعات--المناطق الإدارية التنفيذية للنظام.
46:4.4 (522.8) 3. المستطيلات--الملتقى للحياة الأهلية الأدنى.
46:4.5 (522.9) 4. المثلثات--المناطق الإدارية لجيروسِم أو المحلية.
46:4.6 (522.10) هذا الترتيب لنشاطات النظام في دوائر, مربعات, مستطيلات, ومثلثات شائع لجميع عواصم الأنظمة في نِبادون. في كون آخر قد يسود ترتيب آخر مختلف كلياً. هذه أمور تُحددها الخطط المتنوعة للأبناء الخالقين.
46:4.7 (523.1) روايتنا عن هذه المناطق السكنية والإدارية لا تأخذ في الحسبان العقارات الفسيحة والجميلة لأبناء الله الماديين, المواطنون الدائمون لجيروسِم, ولا نحن نذكر المراتب المدهشة الأخرى العديدة من مخلوقات الروح وشبه الروح. على سبيل المثال: تتمتع جيروسِم بالخدمات الفعالة لسبيرونغا التصميم لوظيفة النظام. هذه الكائنات مكرسة للإسعاف الروحي لمصلحة المقيمين الفائقين عن المادي والزوار. إنهم مجموعة رائعة من الكائنات الذكية والجميلة الذين هم خدم الإنتقال للمخلوقات المورونشية الأعلى ولمساعدي المورونشيا الذين يعملون من أجل صيانة وتزيين كل الخلائق المورونشية. هم على جيروسِم ما مخلوقات منتصفي الطريق هم على يورانشيا, مساعدو منتصفي الطريق يعملون بين المادي والروحي.
46:4.8 (523.2) عواصم الأنظمة فريدة من حيث أنها العوالم الوحيدة التي تُظهر بشكل مثالي تقريباً الأطوار الثلاثة من وجود الكون: المادي, والمورونشي, والروحي. سواء أنت شخصية مادية, أو مورونشية, أو روحية, سوف تشعر أنك في المنزل على جيروسِم؛ هكذا أيضاً الكائنات المُركَّبة, مثل مخلوقات منتصف الطريق والأبناء الماديين.
46:4.9 (523.3) لدى جيروسِم أبنية كبيرة من كِلا الأنواع المادية والمورونشية, في حين أن زخرفة المناطق الروحية البحتة ليست أقل روعة وامتلاء. فقط لو كان لدي كلمات لأخبركم عن النُسخ المطابقة المورونشية للأجهزة الفيزيائية الرائعة لجيروسِم! لو أمكنني فقط أن أستمر في تصوير العظمة السامية والكمال النفيس للمناصب الروحية لعالم مركز الإدارة هذا! أكبر مفهوم خيالي لديكم عن كمال الجمال وامتلاء المنصب بالكاد سيقارب تلك الأمجاد. وجيروسِم ما هي سوى الخطوة الأولى على الطريق إلى الكمال الفائق لجمال الفردوس.
46:5.1 (523.4) الحجوزات السكنية المخصصة للفئات الرئيسية لحياة الكون تُسمى دوائر جيروسِم. فئات الدائرة تلك التي تجد ذكر في هذه الروايات هي التالية:
46:5.2 (523.5) 1. دوائر أبناء الله.
46:5.3 (523.6) 2. دوائر الملائكة والأرواح الأعلى.
46:5.4 (523.7) 3. دوائر مساعدي الكون, بما فيهم الأبناء المثولثين-بمخلوق غير المعيَّنين إلى الأبناء المعلمين الثالوثيين.
46:5.5 (523.8) 4. دوائر المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين.
46:5.6 (523.9) 5. دوائر البشر الصاعدين المعينين, بما فيهم مخلوقات منتصف الطريق.
46:5.7 (523.10) 6. دوائر مستعمرات المجاملة.
46:5.8 (523.11) 7. دوائر سِلك النهائية.
46:5.9 (523.12) تتألف كل من هذه التجميعات السكنية من سبع دوائر متراكزة ومرفوعة بتتالي. كلها مشيدة على طول نفس الخطوط ولكن من أحجام مختلفة ومُشكلة من مواد مختلفة. كلها محاطة بسياجات بعيدة المدى, التي ترتفع لتشكل منتزهات واسعة محيطة كلياً بكل مجموعة من سبعة دوائر متراكزة.
46:5.10 (524.1) 1. دوائر أبناء الله. مع أن أبناء الله يمتلكون كوكباً إجتماعياً خاصاً بهم, واحد من عوالم الحضارة-الإنتقالية, فإنهم يشغلون أيضاً هذه المجالات الواسعة على جيروسِم. على عالم الحضارة-الإنتقالية الخاص بهم يختلط البشر الصاعدون بحرية مع كل مراتب البنوة الإلهية. هناك سوف تعرف شخصياً وتحب هؤلاء الأبناء, لكن حياتهم الإجتماعية مقتصرة إلى حد كبير على هذا العالم الخاص وسواتله. في دوائر جيروسِم, على كل, يمكن ملاحظة هذه الفئات المتنوعة من البنوة في العمل. وحيث إن رؤية المورونشيا ذات مجال هائل, يمكنك المشي حول منتزهات الأبناء وأن تُطل على النشاطات التي تأسر الألباب لمراتبهم المتعددة.
46:5.11 (524.2) هذه الدوائر السبعة للأبناء متراكزة ومرتفعة بتتالي بحيث أن كل من الدوائر الخارجية والأكبر تُطل على الدوائر الداخلية والأصغر, كل منها مُحاط بجدار منتزه عام. تلك الجدران مشيدة من جواهر كريستالية ذات ضياء لامع ومرتفعة بحيث تُشرف على كل الدوائر السكنية الخاصة بها. البوابات الكثيرة--من خمسين إلى مائة وخمسين ألف--التي تخترق كل من تلك الجدران تتكون من بلورات لؤلؤية فردية.
46:5.12 (524.3) الدائرة الأولى لمجال الأبناء مشغولة بالأبناء القضاة وموظفيهم الشخصيين. هنا تتمركز جميع الخطط والنشاطات المباشرة للخدمات الإغداقية والقضائية لهؤلاء الأبناء القضاة. إنه كذلك من خلال هذا المركز حيث يحافظ أﭭوناليو النظام على إتصال مع الكون.
46:5.13 (524.4) الدائرة الثانية مشغولة بالأبناء المعلمين الثالوثيين. في هذا المجال المقدس يمضي الداينال ومعاونيهم قُدُماً في تدريب الأبناء المعلمين الأوليين الواصلين حديثاً. وفي كل هذا العمل هم يُساعَدون باقتدار من قِبل قسم من بعض التنسيقات لنجوم المساء المتألقة. يشغل الأبناء المثولثين-بمخلوق قطاعاً من دائرة الداينال. يأتي الأبناء المعلمون الثالوثيون الأقرب لكونهم الممثلين الشخصيين للأب الكوني في نظام محلي؛ هم على الأقل كائنات أصل ثالوثي. هذه الدائرة الثانية هي نطاق ذا إهتمام فائق لجميع شعوب جيروسِم.
46:5.14 (524.5) الدائرة الثالثة مكرسة إلى الملكيصادقين. هنا رؤساء النظام يقيمون ويشرفون على النشاطات التي لا نهاية لها تقريباً لهؤلاء الأبناء المتعددي البراعات. من الأول من العوالم المنزلية إستمراراً إلى كل مهنة جيروسِم للبشر الصاعدين, الملكيصادقون هم الآباء المربون والمستشارون الدائمي الحضور. لن يكون في غير موضعه القول بأنهم التأثير المسيطر على جيروسِم على حدة من النشاطات الدائمة الحضور للأبناء والبنات الماديين.
46:5.15 (524.6) الدائرة الرابعة هي موطن اﻟﭭوروندادِك وكل المراتب الأخرى من الأبناء الزوار والمراقبين الذين هم ليسوا خلافاً لذلك مُهيأ لهم. يأخذ آباء البُرج الأعلون إقامتهم في هذه الدائرة عندما يكونون في زيارات تفتيش للنظام المحلي, مكاملو الحكمة, المستشارون الإلهيون, والرقباء الكونيون كلهم يقيمون في هذه الدائرة عندما يكونون على تأدية واجب في النظام.
46:5.16 (524.7) الدائرة الخامسة هي مسكن اللانوناندِك, مرتبة البنوة لسلاطين النظام والأمراء الكوكبيين. تختلط الفئات الثلاثة كواحدة عندما في المنزل في هذا المجال. يُحتفظ بإحتياطيي النظام في هذه الدائرة. بينما سلطان النظام لديه معبد واقع عند مركز الفئة الحاكمة من الهياكل على تل الإدارة.
46:5.17 (524.8) الدائرة السادسة هي مكان التمهل لحاملي حياة النظام. جميع مراتب هؤلاء الأبناء تتجمع هنا, ومن هنا ينطلقون على مهامهم للعالم.
46:5.18 (524.9) الدائرة السابعة هي ملتقى الأبناء الصاعدين, أولئك البشر المفوضين الذين قد يكونون يعملون مؤقتاً على مركز إدارة النظام, سوية مع وليفاتهم السيرافية. كل البشر-السابقين فوق وضع مواطنية جيروسِم وأقل من تلك للنهائيين يُعتبرون كمنتمين إلى الفئة التي يقع مركز إدارتها في هذه الدائرة.
46:5.19 (525.1) تشغل هذه المحميات الدائرية للأبناء منطقة هائلة, وحتى ألف وتسعمائة سنة مضت كانت هناك مساحة مفتوحة كبيرة عند مركزها. يحتل هذا الإقليم المركزي الآن نصب ميخائيل التذكاري, الذي أُنجز قبل نحو خمسمائة سنة. منذ أربعمائة وخمسة وتسعون سنةً, عندما تم تكريس هذا المعبد, كان ميخائيل حاضراً شخصياً, وسمعت كل جيروسِم القصة المؤثرة لإغداق الإبن السيد على يورانشيا, الأقل لساتانيا. النصب التذكاري لميخائيل هو الآن مركز كل النشاطات المضمومة في الإدارة المُعدلة للنظام التي أتاحها إغداق ميخائيل, بما في ذلك معظم نشاطات ساﻟﭭينغتون المزدرعة في الآونة الأخيرة. يتألف موظفو النصب التذكاري من أكثر من مليون شخصية.
46:5.20 (525.2) 2. دوائر الملائكة. مثل المنطقة السكنية للأبناء, تتألف دوائر الملائكة هذه من سبع دوائر متراكزة ومرتفعة بتتالي, كل منها يُطل على المناطق الداخلية.
46:5.21 (525.3) دائرة الملائكة الأولى تحتلها الشخصيات الأعلى للروح اللانهائي التي قد تكون متمركزة على عالم مركز الإدارة--الرسل الإنفراديين وزملائهم. الدائرة الثانية مخصصة لجماهير الرسل, المستشارين التقنيين, المرافقين, المفتشين, والمدونين كما قد يصادف أن يعملوا على جيروسِم من وقت لآخر. الدائرة الثالثة محجوزة من قِبل الأرواح المُسعفة من المراتب والتجمعات الأعلى.
46:5.22 (525.4) الدائرة الرابعة محجوزة بالسيرافيم الإدارية, والسيرافيم الخادمة في نظام محلي مثل ساتانيا هي "جيوش لا تُحصى من الملائكة." الدائرة الخامسة تحتلها السيرافيم الكوكبية, بينما الدائرة السادسة هي موطن المسعفين الإنتقاليين. الدائرة السابعة هي جو التمهل لبعض المراتب غير المكشوفة من السيرافيم. المدونون لكل تلك الفئات من الملائكة لا يمكثون مع زملائهم, كونهم موطَنين في هيكل جيروسِم للسجلات. يتم الإحتفاظ بكل السجلات في ثلاث نسخ في قاعة الأرشيفات الثلاثية الأضعاف هذه. على مركز إدارة نظام, يُحافظ على السجلات دائماً بشكل مادي, ومورونشي, وروحي.
46:5.23 (525.5) هذه الدوائر السبعة محاطة ببانوراما العرض لجيروسِم, خمسة آلاف ميل قياسي في المحيط, المكرس لعرض الوضع المتقدم للعوالم المأهولة لساتانيا, وتتم مراجعته على الدوام بحيث يمثل حقاً الظروف الحديثة على الكواكب الفردية. أنا لا أشك بأن هذا المنتزه الشاسع المُطل على دوائر الملائكة سيكون المنظر الأول لجيروسِم ليلفت إنتباهك عندما يُسمح لك بفترة ترفيه مُطولة في زياراتك الأبكر.
46:5.24 (525.6) هذه المعارض مسؤولة عن الحياة الأهلية لجيروسِم, لكنهم يُساعَدون من قِبل الصاعدين من عوالم ساتانيا المتنوعة الذين يتمهلون على جيروسِم في طريقهم إلى عدنشيا. التصوير للظروف الكوكبية وتقدم عالم ما يُدخل حيز التنفيذ بالعديد من الطرق, البعض معروف لكم, لكن في الغالب بواسطة تقنيات غير معروفة على يورانشيا. هذه المعارض تحتل الحافة الخارجية لهذا الجدار الشاسع. ما تبقى من المنتزه مفتوح كلياً تقريباً, كائن مزخرف للغاية وبروعة.
46:5.25 (525.7) 3. دوائر مساعدي الكون لديها مركز إدارة نجوم المساء واقعة في الفضاء المركزي الهائل. هنا يقع مركز إدارة غالانشيا, الرئيس المساعد لهذه المجموعة القديرة من الملائكة الفائقين, كونه المفوض الأول من جميع نجوم المساء الصاعدين. هذه إحدى الأكثر عظمة من كل القطاعات الإدارية في جيروسِم, مع أنها من بين التشييدات الأكثر حداثة. هذا المركز هو خمسون ميلاً في القطر. مركز إدارة غالانشيا هو عبارة عن كريستالة مسبوكة من حجر واحد, شفافة تماماً. هذه البلورات المادية-المورونشية هي موضع تقدير كبير من كِلا الكائنات المادية والمورونشية. يُمارس نجوم المساء المخلوقين نفوذهم في جميع أنحاء جيروسِم, كونهم مالكون لسجايا شخصية اضافية. العالم بأكمله قد جُعل ذا عبق روحي منذ أن تم نقل الكثير من نشاطاتهم إلى هنا من ساﻟﭭينغتون.
46:5.26 (526.1) 4. دوائر المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين. المراتب المتنوعة للمتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين مُرتَّبة بتراكُز حول معبد القدرة الشاسع, حيث يرأس رئيس القدرة للنظام بالتعاون مع رئيس المُشرِفين على قدرة المورونشيا. معبد القدرة هذا هو واحد من قطاعين على جيروسِم حيث لا يُسمح للبشر الصاعدين ومخلوقات منتصف الطريق. الآخر هو القطاع الذي يُلغي المادية في منطقة الأبناء الماديين, سلسلة من المختبرات التي تحول فيها السيرافيم الناقلة الكائنات المادية إلى حالة مثل تلك لمرتبة المورونشيا من الوجود.
46:5.27 (526.2) 5. دوائر البشر الصاعدين. المنطقة المركزية لدوائر البشر الصاعدين مشغولة بمجموعة من 619 ممثل تذكاري كوكبي من العوالم المأهولة للنظام, وهذه الهياكل تخضع بشكل دوري لتغييرات واسعة النطاق. إنه الإمتياز لكل البشر من كل عالم أن يتفقوا, من وقت لآخر, على بعض من التعديلات أو الإضافات إلى النصب التذكاري الكوكبي الخاص بهم. يتم الآن إجراء العديد من التغييرات في هياكل يورانشيا. مركز تلك المعابد الـ 619 يشغله نموذج عامل لعدنشيا وعوالمها الكثيرة ذات الحضارة الصاعدة. هذا النموذج هو أربعين ميل في القطر وهو نسخة طبق الأصل لنظام عدنشيا, صحيحة إلى الأصل في كل تفصيل.
46:5.28 (526.3) يتمتع الصاعدون بخدماتهم على جيروسِم ويسعدون بملاحظة تقنيات الفئات الأخرى. كل شيء يُفعل في هذه الدوائر المتنوعة مفتوح أمام الملاحظة الكاملة لكل جيروسِم.
46:5.29 (526.4) أنشطة مثل هذا العالم هي من ثلاثة أصناف متميزة: عمل, تقدم, ولعب. معلَنة بطريقة أخرى, هي: خدمة, دراسة, وراحة. تتألف النشاطات المُركَّبة من مخالطة إجتماعية, ترفيه جماعي, وعبادة إلهية. هناك قيمة تعليمية كبيرة في الإختلاط مع مجموعات متنوعة من الشخصيات, مراتب مختلفة جداً عن زملاء المرء.
46:5.30 (526.5) 6. دوائر مستعمرات المجاملة. الدوائر السبعة لمستعمرات المجاملة مزينة بثلاثة هياكل هائلة: المرصد الفلكي الفسيح لجيروسِم, معرض الفنون العملاق لساتانيا, وقاعة التجمع الهائلة لموجهي الإرتداد, مسرح النشاطات المورونشية مكرس للراحة والاستجمام.
46:5.31 (526.6) يوجه الحِرفيون السماويون السبورناغيا ويوفرون حشد التزيينات الإبداعية والنصب التذكارية التي تكثر في كل مكان تجمع عام. إستوديوهات هؤلاء الحِرفيين هي من بين الأكبر والأجمل من كل الهياكل التي لا تضاهى لهذا العالم المُدهش. مستعمرات المجاملة الأخرى تحافظ على مركز إدارة واسع وجميل. العديد من هذه المباني مُشيد بالكامل من الجواهر الكريستالية. جميع العوالم المعمارية تكثر فيها الكريستالات وما يسمى المعادن الثمينة.
46:5.32 (527.1) 7. دوائر النهائيين لديها بناء فريد عند المركز. وهذا المعبد الشاغر نفسه يوجد على كل عالم مركز إدارة نظام في جميع أنحاء نِبادون. هذا الصرح الفخم على جيروسِم مختوم بختم ميخائيل, ويحمل هذا النقش: "غير مخصص للمرحلة السابعة للروح--للمهمة الأبدية." وضع جبرائيل الختم على معبد الغموض هذا, ولا أحد سوى ميخائيل يستطيع أو يجوز له كسر ختم السيادة المُلصق من قِبل نجم الصباح واللامع. يوماً ما سوف تنظر إلى هذا المعبد الصامت, رغم أنك قد لا تخترق سره.
46:5.33 (527.2) دوائر جيروسِم الأخرى: بالإضافة إلى هذه الدوائر السكنية هناك على جيروسِم العديد من المساكن المعينة الإضافية.
46:6.1 (527.3) تقع الأقسام الإدارية التنفيذية للنظام في المربعات الإدارية الهائلة, ألف في العدد. كل وحدة إدارية مقسمة إلى مائة قسم فرعي كل منها من عشر مجموعات فرعية. هذه المربعات الألف معنقدة في عشرة أقسام كبرى, مُشكِلة بالتالي الأقسام الإدارية العشرة التالية:
46:6.2 (527.4) 1. الصيانة الفيزيائية وتحسين المواد, مجالات القدرة الفيزيائية والطاقة.
46:6.3 (527.5) 2. التحكيم, الأخلاقيات, والحكم الإداري.
46:6.4 (527.6) 3. الشؤون الكوكبية والمحلية.
46:6.5 (527.7) 4. شؤون البُرج والكون.
46:6.6 (527.8) 5. التعليم وأنشطة الملكيصادقين الأخرى.
46:6.7 (527.9) 6. التقدم الكوكبي والنظام الفيزيائي, المجالات العلمية لنشاطات ساتانيا.
46:6.8 (527.10) 7. شؤون المورونشيا.
46:6.9 (527.11) 8. أنشطة الروح الخالصة والأخلاق.
46:6.10 (527.12) 9. إسعاف المرتقي.
46:6.11 (527.13) 10. فلسفة الكون الإجمالي.
46:6.12 (527.14) هذه الكيانات شفافة؛ بالتالي جميع أنشطة النظام يمكن مشاهدتها حتى من قِبل الزوار التلاميذ.
46:7.1 (527.15) مستطيلات جيروسِم الألف مشغولة بالحياة الأهلية الأدنى لكوكب مركز الإدارة, وعند مركزها يقع مركز الإدارة الدائري الشاسع للسبورناغيا.
46:7.2 (527.16) على جيروسِم سوف تندهش بالإنجازات الزراعية للسبورناغيا الرائعة. هناك تُزرع الأرض إلى حد كبير من أجل التأثيرات الجمالية والتزيينية. السبورناغيا هم عمال حدائق المناظر الطبيعية لعوالم مركز الإدارة, وهم معاً أصليون وفنانون في تعاملهم مع مساحات جيروسِم المفتوحة. هم يستخدمون كِلا الحيوانات والعديد من التجهيزات الميكانيكية في إستنبات التربة. هم خبراء بذكاء في توظيف وكالات القدرة لعوالمهم كما في الاستفادة من مراتب عديدة من إخوانهم الذين هم دونهم من الخلائق الحيوانية الأدنى, العديد ممن يتم تزويدهم بهم على هذه العوالم الخاصة. هذه المرتبة من الحياة الحيوانية تُوَجه الآن إلى حد كبير من قِبل مخلوقات منتصف الطريق الصاعدين من الأجواء التطورية.
46:7.3 (528.1) السبورناغيا ليسوا مسكونين بضابط. لا يمتلكون نفوس نجاة, لكنهم يتمتعون بحيوات طويلة, أحياناً إلى مدى الأربعين إلى الخمسين ألف سنة قياسية. عددهم جم غفير, وهم يوفرون إسعافاً فيزيائياً إلى كل مراتب شخصيات الكون التي تتطلب خدمة مادية.
46:7.4 (528.2) مع أن السبورناغيا لا يملكون ولا يطورون نفوس ناجية, رغم أنهم ليس لديهم شخصية, مع ذلك, فهم يطوِرون فردية التي بإمكانها إختبار التناسخ. عندما, مع مرور الزمن, تتدهور الأجسام الفيزيائية لتلك المخلوقات الفريدة من الإستخدام والعُمر, يقوم خالقوهم, بالتعاون مع حاملي الحياة, بتصنيع أجسام جديدة فيها تعاود السبورناغيا القديمة تأسيس إقامتها.
46:7.5 (528.3) السبورناغيا هي المخلوقات الوحيدة في كل كون نِبادون التي تختبر هذا النوع أو أي نوع آخر من التناسخ. هي تتفاعل فقط إلى الخمسة الأولى من أرواح العقل المعاونة؛ هي لا تستجيب إلى أرواح العبادة والحكمة. لكن معاونات العقل-الخمسة تُعادل مجموعية أو مستوى واقع سادس, وإنه هذا العامل الذي يستمر كهوية إختبارية.
46:7.6 (528.4) أنا تماماً بلا مقارنات في تعهدي بوصف هذه المخلوقات المفيدة وغير العادية حيث لا توجد حيوانات على العوالم التطورية يمكن مقارنتها بهم. فهم ليسوا كائنات تطورية, كونهم قد شُرعوا من قِبل حاملي الحياة في شكلهم ووضعهم الحالي. هم ثنائيو الجنس (مذكر ومؤنث معاً) ويُنجبون لأنهم مُطالبون بالوفاء باحتياجات النمو السكاني.
46:7.7 (528.5) ربما بإمكاني الأفضل أن أقترح إلى عقول يورانشيا شيء ما عن طبيعة هذه المخلوقات الجميلة والقابلة للخدمة بالقول بأنها تضم الميزات المزدوجة لحصان مُخلْص وكلب ودود وتُظهر ذكاء يتجاوز ذلك لأعلى نوع من الشمبانزي. وهي جميلة جداً, وفقاً للمعايير الفيزيائية ليورانشيا. هم في غاية الإمتنان للإهتمامات المظهرة إليهم من قِبل الماكثين الماديين وشبه الماديين على هذه العوالم المعمارية. لديهم رؤية تسمح لهم بالتعرف --بالإضافة إلى الكائنات المادية--على مخلوقات المورونشيا, المراتب الملائكية الأدنى, مخلوقات منتصف الطريق, وبعض من المراتب المنخفضة لشخصيات الروح. هم لا يستوعبون عبادة اللانهائي, ولا يفهمون فحوى الأبدي, لكنهم, من خلال المودة لأسيادهم, ينضمون إلى التعبدات الروحية الظاهرية لعوالمهم.
46:7.8 (528.6) هناك أولئك الذين يعتقدون أنه, في عصر كون مستقبلي, ستفلت هذه السبورناغيا المخلصة من مستواها الحيواني من الوجود وتُحقق مصير تطوري جدير من النمو الفكري التقدمي وحتى الإنجاز الروحي.
46:8.1 (528.7) إن الشؤون المحلية والروتينية الصرفة لجيروسِم يتم توجيهها من المثلثات المائة. هذه الوحدات معنقدة حول البناءات العجيبة العشرة التي تسكن الإدارة المحلية لجيروسِم. المثلثات محاطة بالصورة البانورامية لتاريخ مركز إدارة النظام. في الوقت الحاضر هناك محو لأكثر من مِيلين قياسيين في هذه القصة الدائرية. سيتم استعادة هذا القطاع عند إعادة قبول ساتانيا في عائلة البُرج. قد جُعل كل تزويد لهذا الحدث بموجب مراسيم ميخائيل, لكن محاكم قدماء الأيام لم تنتهي حتى الآن من الفصل في شؤون تمرد لوسيفر. لا يمكن لساتانيا العودة إلى الزمالة الكاملة لنورلاشيادِك ما دامت تؤوي رؤساء-متمردين, كائنات مخلوقة عالية الذين سقطوا من النور إلى الظلام.
46:8.2 (529.1) عندما يمكن لساتانيا العودة إلى حظيرة البُرج, عندئذٍ سيأتي للنظر إعادة قبول العوالم المعزولة إلى عائلة نظام الكواكب المأهولة, مصحوبة باستعادتها إلى المخالطة الروحية للعوالم. لكن حتى لو تم إستعادة يورانشيا إلى دارات النظام, سوف لا تزالوان مُحرجين بواقع أن نظامكم بأكمله مستقر تحت الحجر الصحي لنورلاشيادِك فاصلاً إياه جزئياً عن جميع الأنظمة الأخرى.
46:8.3 (529.2) لكن عما قريب, فإن الحكم على لوسيفر وزملائه سيُعيد نظام ساتانيا إلى بُرج نورلاشيادِك, وبعد ذلك, سيتم إستعادة يورانشيا وأجواء معزولة أخرى إلى دارات ساتانيا, ومرة أخرى سوف تتمتع هذه العوالم بامتيازات الإتصالات بين الكواكب والتواصل بين الأنظمة.
46:8.4 (529.3) هناك ستأتي نهاية المتمردين والتمرد. الحكام السُماة رحماء وصبورون, إلا أن قانون الشر المُغذى عن عمد يتم إعدامه كونياً ودون كلل. "أجور الخطيئة هي الموت" ــ محوٌ أبدي.
46:8.5 (529.4) [ قُدمت برئيس ملائكة لنِبادون. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 47
47:0.1 (530.1) عندما كان على يورانشيا, تكلم الإبن الخالق عن "القصور الكثيرة في كون الآب". بمعنى ما, فإن كل الستة والخمسون من العوالم الدائرة حول جيروسِم مكرسة للحضارة الإنتقالية للبشر الصاعدين, لكن السواتل السبعة للعالم رقم واحد معروفة بشكل أكثر تحديداً باسم العوالم المنزلية.
47:0.2 (530.2) العالم الإنتقالي رقم واحد في حد ذاته مُخصص على وجه الحصر لنشاطات الإرتقائيين فقط, كونه المقر الرئيسي المخصص لسِلك النهائيين المعيَّنين إلى ساتانيا. هذا العالم يخدم الآن بمثابة مركز إدارة لأكثر من مائة ألف جماعة من النهائيين, وهناك ألف من الكائنات الممجدة في كل من هذه المجموعات.
47:0.3 (530.3) عندما يستقر نظام في النور والحياة, وبينما تتوقف العوالم المنزلية واحدة تلو الأخرى عن الخدمة كمحطات تدريب للبشر, يتم الإستيلاء عليها من قِبل السكان النهائيين المتزايدين الذين يتجمعون في هذه الأنظمة الأقدم والمثالية للغاية.
47:0.4 (530.4) العوالم المنزلية السبعة هي في عهدة مُشرِفي المورونشيا والملكيصادقين. هناك حاكم بالإنابة على كل عالم الذي هو مسؤول مباشرة أمام حكام جيروسِم. يحتفظ مصالحو يوﭭرسا بمقر في كل من العوالم المنزلية, بينما يجاورون الملتقى المحلي للمستشارين الفنيين. يحافظ موجهو الإرتداد والحِرفيون السماويون على مركز إدارة جماعي على كل من هذه العوالم. يؤدي السبيرونغا عملهم من العالم المنزلي رقم إثنين وما بعد, في حين أن كل السبعة, المشتركين مع كواكب الحضارة-الإنتقالية الأخرى وعالم مركز الإدارة, مزودين بوفرة بالسبورناغيا من الخلق القياسي.
47:1.1 (530.5) مع أن النهائيين فقط ومجموعات معينة من الأطفال الذين تم إنقاذهم والقائمين على رعايتهم هم مقيمون على العالم الانتقالي رقم واحد, يُرصد توفير من أجل ترفيه كل طبقات كائنات الروح, البشر الإنتقاليين, والتلاميذ الزوار. السبورناغيا, الذين يعملون على كل تلك العوالم, هم مضيافون كرماء لجميع الكائنات التي يمكنهم التعرف عليها. لديهم شعور مبهم بشأن النهائيين لكن لا يمكنهم تخيلهم. هم يجب أن يعتبروهم كثيراً كما أنتم تعتبرون الملائكة في حالتكم الفيزيائية الحالية.
47:1.2 (530.6) على الرغم من أن عالم النهائيين هو جو ذو جمال فيزيائي رائع وزُخرف مورونشي استثنائي, فإن مسكن الروح العظيم الواقع عند مركز النشاطات, هيكل النهائيين, غير مرئي إلى الرؤية المادية أو المورونشية المبكرة غير المدعومة. لكن محولو الطاقة قادرون على تصوير الكثير من تلك الحقائق للبشر الصاعدين, ومن وقت لآخر هم يعملون هكذا, كما في مناسبات التجمعات الطبقية لتلاميذ العالم المنزلي على هذا الجو الحضاري.
47:1.3 (531.1) طوال كل تجربة العالم المنزلي أنتم بطريقة دارين روحياً إلى حضور إخوانكم الممجَدين ذوي إحراز الفردوس, لكنه من المنعش جداً, بين الحين والآخر, ملاحظتهم فعلياً بينما يعملون في مقرات مركز إدارتهم. لن تتصوروا النهائيين تلقائياً إلى أن تكتسبوا رؤية روحية حقيقية.
47:1.4 (531.2) على العالم المنزلي الأول يجب على جميع الناجين أن يعبروا متطلبات اللجنة الأبوية من كواكبهم الأهلية. تتألف لجنة يورانشيا الحالية من إثني عشر زوج من الوالدين, الوصلين حديثاً, ممن كانت لديهم خبرة بشرية في تربية ثلاثة أولاد أو أكثر إلى سن مُقتبل البلوغ. الخدمة في هذه اللجنة دورية ولعشر سنوات فقط كقاعدة عامة. يجب على جميع الذين يفشلون في إرضاء هؤلاء المفوضين فيما يتعلق بخبرتهم الأبوية أن يتأهلوا إضافياً بالخدمة في بيوت الأبناء الماديين على جيروسِم أو جزئياً في الحضانة تحت الإختبار على عالم النهائيين.
47:1.5 (531.3) لكن بغض النظر عن الخبرة الأبوية, فإن آباء العالم المنزلي الذين لديهم أولاد نامين في الحضانة التجريبية يُمنحون كل فرصة للتعاون مع أوصياء المورونشيا لمثل هؤلاء الأولاد بما يخص تعليمهم وتدريبهم. يُسمح لهؤلاء الآباء بالسفر هناك لزيارات تصل إلى أربع مرات في السنة. وإنها واحدة من أجمل المشاهد المؤثرة جداً من كل مهنة الإرتقاء لمراقبة آباء العالم المنزلي يحتضنون نسلهم المادي على مناسبات حجهم الدوري إلى عالم النهائيين. في حين أن أحد الوالدين أو كليهما قد يغادر العالم المنزلي قبل الطفل, فإنهما غالباً ما يكونان معاصرين لفصل.
47:1.6 (531.4) ولا بشري صاعد يمكنه الهرب من تجربة تربية الأولاد--خاصتهم أو آخرين--سواء على العوالم المادية أو في وقت لاحق على عالم النهائيين أو على جيروسِم. يجب على الآباء أن يمروا بهذه التجربة الأساسية بنفس القدر من التأكيد كالأمهات. إنها فكرة مؤسفة وخاطئة للشعوب الحديثة على يورانشيا بأن ثقافة الطفل هي إلى حد كبير مهمة الأمهات. يحتاج الأطفال إلى أباء كما يحتاجون إلى أمهات, والآباء يحتاجون هذه التجربة الأبوية بقدر الأمهات.
47:2.1 (531.5) تقع مدارس إستلام الأطفال لساتانيا على العالم النهائي, الأول من أجواء الحضارة الإنتقالية لجيروسِم. مدارس إستلام-الأطفال هذه هي مشاريع مكرسة إلى تربية وتدريب أولاد الزمان, بما فيهم أولئك الذين ماتوا على عوالم الفضاء التطورية قبل الحصول على وضع فردي على سجلات الكون. في حالة نجاة أحد أو كِلا أبوي طفل كهذا, تنتدب وصية المصير زميلتها الشروبيم كوصية على هوية الطفل المُحتملة, متعهدة الشيروبيم بمسؤولية تسليم هذه النفس غير المتطورة إلى أيدي معلمات العالم المنزلي في الحاضنات التجريبية لعوالم المورونشيا.
47:2.2 (531.6) إنه هؤلاء الشيروبيم المهجورات أنفسهن اللواتي, كمعلمات عالم منزلي, تحت إشراف الملكيصادقين, يحافظن على مثل هذه المرافق التعليمية واسعة النطاق لتدريب النهائيين الذين هم تحت الإخنبار. هؤلاء النهائيين, أطفال البشر الصاعدين هؤلاء, دائماً يتم تشخيصهم بناء على وضعهم الفيزيائي الدقيق عند وقت الوفاة باستثناء إمكانات الإنجاب. يحدث هذا الاستيقاظ عند نفس وقت وصول الوالدين على العالم المنزلي الأول. ومن ثم يُعطى هؤلاء الأطفال كل فرصة, كما هم لكي يختاروا الطريقة السماوية تماماً كما كانوا سيقومون بمثل هذا الإختيار على العوالم حيث أنهى الموت في غير أوانه حياتهم المهنية.
47:2.3 (532.1) على عالم الحضانة, يتم تجميع المخلوقات تحت الإختبار في جماعات وفقاً لما إذا كان لديهم ضباط أو لا, لأن الضباط يأتون لكي يسكنوا هؤلاء الأطفال الماديين تماماً كما على عوالم الزمان. تتم رعاية الأطفال من أعمار ما قبل-الضابط في عائلات من خمسة, متراوحين في السن من سنة واحدة وما دون إلى حوالي الخمس سنوات, أو ذلك السن عندما يصل الضابط.
47:2.4 (532.2) كل الأطفال على العوالم المتطورة الذين لديهم ضباط فكر, لكن الذين قبل الموت لم يقوموا باختيار فيما يتعلق بمهنة الفردوس, كذلك يُعاد تشخيصهم على العالم النهائي للنظام, حيث ينمون بالمثل في عائلات الأبناء الماديين وزملائهم كما يفعل أولئك الصغار الذين وصلوا دون ضابط, لكن الذين سيستلمون في وقت لاحق مَراقب الغموض بعد بلوغهم السن المطلوب للإختيار الأخلاقي.
47:2.5 (532.3) الأطفال المسكونين بضابط والشباب على عالم النهائي كذلك تتم رعايتهم في عائلات من خمسة, متراوحين في العمر من ستة إلى أربعة عشر؛ تقريباً, تتألف هذه العائلات من أولاد أعمارهم ستة, ثمانية, عشرة, إثني عشر, وأربعة عشر. أي وقت بعد السادسة عشر, إذا تم أخذ إختيار نهائي, فإنهم يُترجَمون إلى العالم المنزلي الأول ويبدأون صعودهم الفردوسي. بعضهم يقوم باختيار قبل هذا العمر ويتقدمون إلى أجواء الإرتقاء, لكن عدد قليل جداًمن الأطفال دون السادسة عشر من العمر, كما يُحسبون بمقاييس يورانشيا, سوف يوجدون على العوام المنزلية.
47:2.6 (532.4) السيرافيم الحارسة تلازم حديثي السن هؤلاء في حضانة تحت الإختبار على العالم النهائي تماماً كما تُسعف روحياً إلى البشر على الكواكب التطورية, بينما تُسعف السبروناغيا المُخلِصة إلى ضروراتهم الفيزيائية. وهكذا ينمو هؤلاء الأطفال على العالم الإنتقالي إلى أن يحين الوقت عندما يتخذون خيارهم النهائي.
47:2.7 (532.5) عندما تكون الحياة المادية قد أخذت مجراها, إذا لم يُتخذ إختيار للحياة الصاعدة, أو إذا كان أولاد الزمان هؤلاء قد قرروا بالتأكيد ضد مغامرة هاﭭونا, يُنهي الموت تلقائياً مهنهم الإختبارية. ليس هناك فصل لمثل هذه الحالات؛ ليس هناك قيامة من هكذا موت ثاني. هم ببساطة يصبحون كما لو أنهم لم يكونوا.
47:2.8 (532.6) لكن إذا اختاروا مسار الفردوس للكمال, يتم تهيئتهم في الحال للترجمة إلى العالم المنزلي الأول, حيث يصل كثير منهم في الوقت المناسب للإنصمام إلى أبويهم في إرتقاء هاﭭونا. بعد المرور خلال هاﭭونا وإحراز الآلهة, هؤلاء النفوس المُخلَّصَة من أصل بشري يُشكلون مواطنية الإرتقاء الدائم للفردوس. هؤلاء الأولاد الذين حُرموا من التجربة التطورية القيّمة والأساسية على عوالم أهليتهم البشرية لا يتم حشدهم في سِلك النهائية.
47:3.1 (532.7) على العوالم المنزلية يتابع الناجون البشر المبعوثون حياتهم بالضبط حيث تركوا عندما أدركهم الموت. عندما تذهب من يورانشيا إلى العالم المنزلي الأول, ستلاحظ تغيير كبير, لكن لو أنك أتيت من جو زمان أكثر إعتيادية وتقدمية, بالكاد ستلاحظ الفرق باستثناء واقع أنك كنت تمتلك جسداً مختلفاً؛ هيكل البدن والدم قد تُرِك على عالم الأهلية.
47:3.2 (532.8) المركز لكل النشاطات على العالم المنزلي الأول هو قاعة القيامة, الهيكل الضخم لتجميع الشخصية. يتكون هذا البناء الضخم من الملتقى المركزي لوصيات المصير السيرافية, ضباط الفكر, ورؤساء ملائكة القيامة. يعمل حاملو الحياة أيضاً مع هذه الكائنات السماوية في قيامة الموتى.
47:3.3 (533.1) إن نُسخ العقل البشري الطبق الأصل ونماذج ذاكرة المخلوق النشطة كما تُحوَّل من المستويات المادية إلى الروحية هي الملك الفردي لضباط الفكر المنفصلين؛ هذه العوامل المُروحنَة للعقل,والذاكرة, وشخصية المخلوق هي إلى الأبد جزء من هكذا ضباط. مصفوفة-عقل المخلوق والإحتمالات السلبية للهوية هم متواجدين في نفس المورونشيا المُوكلة إلى حفظ حارسات المصير السيرافية. وإنها إعادة وحدة أمانة نفس-المورونشيا للسيرافيم وأمانة عقل-الروح للضابط التي تعيد تجميع شخصية المخلوق وتُشكل القيامة لناجي نائم.
47:3.4 (533.2) إذا كان لا ينبغي إعادة تجميع شخصية مؤقتة من أصل بشري, فإن عناصر الروح للمخلوق البشري غير الناجي ستستمر إلى الأبد كجز لا يتجزأ من الموهبة الإختبارية الفريدة للضابط الساكن في أحد الأوقات.
47:3.5 (533.3) من هيكل الحياة الجديدة تمتد هناك سبعة أجنحة شعاعية, قاعات القيامة لأجناس البشر. كل من تلك الإنشاءات مكرس لتجميع واحد من الأجناس السبعة للزمان. هناك مائة ألف غرفة قيامة شخصية في كل من تلك الأجنحة السبعة المنتهية في قاعات تجميع الطبقة الدائرية, التي تخدم بمثابة غرف الإستيقاظ لما يصل إلى مليون فرد. هذه القاعات مُحاطة بغرف تجميع الشخصية للأجناس المخلوطة لعوالم ما بعد آدم العادية. بصرف النظر عن التقنية التي قد تُوظَّف على العوالم الفردية للزمان في علاقة مع قيامات خاصة أو قيامات إعفاء إلهي, فإن إعادة التجميع الواقعي والواعي لشخصية فعلية وتامة يجري في قاعات قيامة مانسونيا رقم واحد. طوال الأبدية بأكملها سوف تتذكر إنطباعات الذاكرة العميقة لمشاهدتك الأولى لصباحات هذه القيامة.
47:3.6 (533.4) من قاعات القيامة سوف تتقدم إلى قطاع الملكيصادق, حيث يتم تعيين مكان إقامة دائم لك. ثم تدخل على عشرة أيام من الحرية الشخصية. أنت حر لإستكشاف الجوار المباشر لبيتك الجديد ولتعويد نفسك على البرنامج الذي يقع مباشرة إلى الأمام. كذلك لديك وقت لإرضاء رغبتك في إستشارة السجل ودعوة أحبائك وأصدقاء أرضيين آخرين الذين قد سبقوك إلى هذه العوالم. عند نهاية فترة العشرة أيام من الترفيه الخاص بك تبدأ الخطوة الثانية في رحلة الفردوس, لأن العوالم المنزلية هي أجواء تدريب فعلي, ليس مجرد كواكب إحتجاز.
47:3.7 (533.5) على العالم المنزلي رقم واحد (أو آخر في حالة الوضع المتقدم) سوف تستأنف تدريبك الفكري ونموك الروحي عند المستوى الدقيق الذي كانوا عليه عندما قوطعوا بالموت. بين وقت الموت الكوكبي أو الترجمة والقيامة على العالم المنزلي, لا يكسب الإنسان البشري شيئاً على الإطلاق على حدة من إختبار واقع النجاة. أنت تبدأ فوق هناك حيث تترك تحت هنا.
47:3.8 (533.6) تقريباً تجربة العالم المنزلي رقم واحد بأكملها تتعلق بإسعاف النقص. الناجون الواصلون على هذا الأول من أجواء الإحتجاز يعرضون الكثير جداً من هكذا عيوب متنوعة من صِفات ونواقص المخلوق من التجربة البشرية بحيث النشاطات الرئيسية للحيز مشغولة بتصحيح وشفاء هذه الموروثات متعددة الجوانب للحياة في الجسد على عوالم التطور المادية للزمان والفضاء.
47:3.9 (534.1) المكوث على العالم المنزلي رقم واحد مصمم لتطوير الناجين البشر على الأقل حتى وضع الإعفاء الإلهي ما بعد آدم على عوالم التطور الطبيعي. روحياً, بطبيعة الحال, تلاميذ العالم المنزلي هم متقدمون ببُعد عن مثل هذه الحالة من مجرد التطور الإنساني.
47:3.10 (534.2) إذا لم تكن ستُحتجز على العالم المنزلي رقم واحد, في نهاية العشرة أيام ستدخل نوم الترجمة وتمضي قُدُماً إلى العالم رقم إثنين, وكل عشرة أيام بعدها سوف تتقدم هكذا إلى أن تصل على عالم تفويضك.
47:3.11 (534.3) مركز الدوائر الرئيسية السبع لإدارة العالم المنزلي الأول مشغول بمعبد مرافقي المورونشيا, المرشدين الشخصيين المعينين للبشر الصاعدين. هؤلاء المرافقين هم ذرية الروح الأم للكون المحلي, وهناك عدة ملايين منهم على عوالم المورونشيا لساتانيا. على حدة من أولئك المعينين كمرافقي مجموعة, سيكون لديك الكثير للقيام به مع المفسرين والمترجمين, وأوصياء البناء, ومُشرِفي الرحلة. وجميع هؤلاء المرافقين هم الأكثر تعاوناً مع أولئك الذين لديهم علاقة بتطوير عوامل الشخصية الخاصة بك من عقل وروح داخل الجسم المورونشي.
47:3.12 (534.4) بينما تبدأ على العالم المنزلي الأول, يتم تعيين مرافق مورونشي واحد لكل جماعة من ألف بشري صاعد, لكنك ستواجه أعداداً أكبر بينما تتقدم خلال الأجواء المنزلية السبعة. هؤلاء الكائنات الجميلة والمتعددة البراعات هم زملاء أنيسون ومرشدون فاتنون. هم أحرار لمرافقة أفراد أو مجموعات مختارة إلى أي من أجواء الحضارة-الإنتقالية, بما فيها عوالمها السواتل. هم مرشدو الرحلات وزملاء الترفيه لكل البشر الصاعدين. كثيراً ما يرافقون مجموعات ناجية على زيارات دورية إلى جيروسِم, وفي أي يوم تكون هناك, يمكنك الذهاب إلى قطاع التسجيل لعاصمة النظام ولقاء بشر صاعدين من كل العوالم المنزلية السبعة بما أنهم يسافرون بحرية ذهاباً وإياباً بين بيوتهم السكنية ومقرات النظام.
47:4.1 (534.5) إنه على هذا الجو حيث يتم تقديمك بشكل أكثر إكتمالاً إلى حياة المانسونيا. تبدأ تجمعات الحياة المورونشية في إتخاذ شكل؛ تبدأ مجموعات عاملة وتنظيمات إجتماعية في العمل, تأخذ المجتمعات نِسباً رسمية, والبشر المتقدمون يدشنون نُظُماً إجتماعية وترتيبات حكومية جديدة.
47:4.2 (534.6) الناجون المنصهرون-بالروح يشغلون العوالم المنزلية بشكل مشترك مع البشر الصاعدين المنصهرين-بضابط. في حين أن المراتب المتنوعة من الحياة السماوية تختلف, فهي جميعاً ودية وأخوية. في كل عوالم الإرتقاء لن تجد شيئاً يُمكن مقارنته بعدم التسامح الإنساني وتمييزات الأنظمة الطبقية غير المراعية.
47:4.3 (534.7) بينما ترتقي العوالم المنزلية واحداً تلو الآخر, تصبح أكثر إزدحاماً بنشاطات المورونشيا للناجين المتقدمين. بينما تمضي قُدُماً, ستتعرف أكثر وأكثر على ملامح جيروسِم بالإضافة إلى العوالم المنزلية. يجعل بحر الزجاج ظهوره على مانسونيا الثانية.
47:4.4 (534.8) يتم الحصول على جسد مورونشي مُعدل بشكل مناسب في وقت كل تقدم من عالم منزلي إلى آخر. أنت تذهب إلى النوم مع النقل السيرافي وتستيقظ بجسدٍ جديد إنما غير متطور في قاعات القيامة, يشبه كثيراً كما عند وصولك الأول على العالم المنزلي رقم واحد باستثناء أن ضابط الفكر لا يتركك خلال عبورات النوم هذه بين العوالم المنزلية. تبقى شخصيتك سليمة بعد أن تمر مرة من العوالم التطورية إلى العالم المنزلي الأولي.
47:4.5 (535.1) تبقى ذاكرة الضابط الخاصة بك سليمة تماماً بينما ترتقي الحياة المورونشية. تلك الروابط العقلية التي كانت حيوانية بحتة وكلياً مادية هلكت بشكل طبيعي مع الدماغ الفيزيائي, لكن كل شيء في حياتك العقلية الذي كان ذا إستحقاق, والذي كان له قيمة نجاة, نُسخ بشكل مُطابق من قِبل الضابط وتم الإحتفاظ به كجز من الذاكرة الشخصية طوال الطريق خلال مهنة الإرتقاء. سوف تكون واعياً لكل تجاربك ذات الشأن بينما تتقدم من عالم منزلي إلى آخر ومن قسم من الكون إلى آخر--حتى إلى الفردوس.
47:4.6 (535.2) على الرغم من أن لديكم أجساماً مورونشية, فأنتم تستمرون, خلال كل السبعة من هذه العوالم, بتناول الطعام, والشرب, والراحة. تتناولون طعاماً من مرتبة المورونشيا, مملكة من الطاقة الحية غير معروفة على العوالم المادية. كِلا الطعام والماء يُستخدمان بشكل كلي في الجسد المورونشي؛ لا توجد فضلات متبقية. توقف لتعتبر: مانسونيا رقم واحد هو جو مادي جداً, يقدم البدايات الباكرة لنظام المورونشيا. أنت لا تزال قريباً للإنساني وليس منقولاً ببُعد من وجهات النظر المحدودة للحياة البشرية, لكن كل عالم يكشف عن تقدم محدد. من جو إلى آخر سوف تنمو أقل مادياً, أكثر فكرياً, وبعض الشيء أكثر روحياً. التقدم الروحي هو الأعظم على الثلاثة الأخيرة من هذه العوالم التقدمية السبعة.
47:4.7 (535.3) أوجه القصور البيولوجية تم تعويضها إلى حد كبير على العالم المنزلي الأول. هناك عيوب في التجارب الكوكبية المتعلقة بالحياة الجنسية, الإرتباط العائلي, والوظيفة الأبوية إما تم تصحيحها أو شُرعت من أجل تصحيح مستقبلي بين عائلات الإبن المادي على جيروسِم.
47:4.8 (535.4) مانسونيا رقم إثنين تزود بشكل أكثر تحديداً لإزالة جميع مراحل النزاع الفكري ولشفاء كل أنواع عدم الإنسجام العقلي. الجهد لإتقان مغزى موطا المورونشيا, بدأ على العالم المنزلي الأول, وهنا يستمر بجدية أكثر. التطور على مانسونيا رقم إثنين يُقارَن مع الوضع الفكري لحضارة ما بعد إبن قضائي للعوالم التطورية المُثلى.
47:5.1 (535.5) مانسونيا الثالثة هي مركز إدارة معلمي العالم المنزلي. مع أنهم يعملون على كل السبعة من الأجواء المنزلية, فإنهم يحافظون على مركز إدارة مجموعتهم عند مركز الدوائر المدرسية للعالم رقم ثلاثة. هناك ملايين من هؤلاء المدرسين على العوالم المنزلية والمورونشية الأعلى. هؤلاء الشيروبيم المتقدمين والممجدين يخدمون كمعلمي مورونشيا كل الطريق صعوداً من العوالم المنزلية إلى الجو الأخير لتدريب صاعدي الكون المحلي. سيكونون من بين الأخيرين ليعرضوا عليك وداعاً عطوفاً عندما يقترب وقت الوداع, وقتما تقدم الوداع--على الأقل لبضعة عصور--إلى كون أصلك, عندما تُحاط بالسيرافيم من أجل العبور إلى عوالم الإستلام في القطاع الأصغر من الكون العظيم.
47:5.2 (535.6) عند المكوث على العالم المنزلي الأول, لديكم إذن لزيارة الأول من عوالم الإنتقال, مركز إدارة النهائيين والحضانة الإختبارية للنظام لرعاية الأطفال التطوريين غير المتطورين. عند وصولكم إلى مانسونيا رقم إثنين, تستلمون إذناً بشكل دوري لزيارة عالم الإنتقال رقم إثنين, حيث يقع مركز إدارة المُشرِفين على المورونشيا لكل ساتانيا ومدارس التدريب لمختلف مراتب المورونشيا. عندما تصلون العالم المنزلي رقم ثلاثة, تُمنحون على الفور تصريحاً لزيارة الجو الإنتقالي الثالث, مركز إدارة المراتب الملائكية وموطن مختلف مدارس تدريبهم في النظام. الزيارات إلى جيروسِم من هذا العالم تكون مُربحة على نحو متزايد وهي ذات أهمية دائمة التزايد للبشر المتقدمين.
47:5.3 (536.1) مانسونيا الثالثة هي عالَمٌ ذا إنجازات شخصية وإجتماعية عظيمة لجميع الذين لم يجعلوا معادل تلك الدوائر من الثقافة سابقاً لإخلائهم من الجسد على العوالم الأهلية البشرية. على هذا الجو يبدأ عمل تعليمي أكثر إيجابية. تدريب أول عالمين منزليين هو في الغالب ذو طبيعة نقص--سلبي--في أن له علاقة في إستكمال خبرة الحياة في الجسد. على هذا العالم المنزلي الثالث يبدأ الناجون حقاً ثقافتهم المورونشية التقدمية. الهدف الرئيسي من هذا التدريب هو تعزيز فهم الإرتباط بين علاقات موطا المورونشيا والمنطق البشري. تنسيق موطا المورونشيا والفلسفة الإنسانية. الآن يبدأ البشر الناجين باكتساب بصيرة عملية في الميتافيزياء الحقيقية. هذه هي المقدمة الحقيقية للإستيعاب الذكي للمعاني الفلكية والعلاقات الكونية المتداخلة. حضارة العالم المنزلي الثالث تتناول من طبيعة عصر إبن ما بعد الإغداق لكوكب مأهول طبيعي.
47:6.1 (536.2) عند وصولك على العالم المنزلي الرابع, تكون قد دخلت بشكل جيد على مهمة المورونشيا؛ لقد تقدمت شوطاً طويلاً منذ الوجود المادي الأولي. الآن أنت تُمنح إذناً للقيام بزيارات إلى العالم الإنتقالي رقم أربعة, هناك لتصبح ملماً بمركز الإدارة ومدارس التدريب للملائكة الفائقين, بما فيهم نجوم المساء المتألقة. من خلال المساعي الحميدة لهؤلاء الملائكة الفائقين في العالَم الانتقالي الرابع يتم تمكين زوار المورونشيا من الإقتراب جداً إلى المراتب المتنوعة من أبناء الله أثناء الزيارات الدورية إلى جيروسِم, لأن قطاعات جديدة من عاصمة النظام تُفتح بالتدريج إلى البشر المتقدمين بينما يقومون بهذه الزيارات المتكررة إلى عالم مركز الإدارة. فخامات جديدة تتجلى تدريجياً للعقول الآخذة في التوسع لهؤلاء الصاعدين.
47:6.2 (536.3) على مانسونيا الرابعة يجد الصاعد الفرد بشكل أكثر ملاءمة مكانه في عمل المجموعة ووظائف الطبقة لحياة المورونشيا. ينمي الصاعدون هنا تقديراً متزايداً للإذاعات والمراحل الأخرى لحضارة وتقدم كون محلي.
47:6.3 (536.4) إنه خلال فترة التدريب على العالم رقم أربعة حيث يتم تقديم البشر الصاعدين حقاً لأول مرة إلى متطلبات ومسرات الحياة الإجتماعية الحقيقية لمخلوقات المورونشيا. وإنها في الواقع تجربة جديدة للمخلوقات التطورية للمشاركة في نشاطات إجتماعية التي لا تستند على التعظيم الشخصي ولا على الفتح الساعي-للذات. نظام إجتماعي جديد يجري تقديمه, واحد مؤسس على التعاطف المتفهم للتقدير المتبادل, الحب اللا-أناني للخدمة المتبادلة, والدافع الفائق الإتقان لتحقيق مصير مشترك وسامي--هدف الفردوس لكمال تعبدي وإلهي. كل الصاعدون يصبحون واعين-ذاتياً لمعرفة-الله, كشف-الله, السعي-لله, وإيجاد-الله.
47:6.4 (536.5) الحضارة الفكرية والإجتماعية لهذا العالم المنزلي الرابع قابلة للمقارنة إلى الحياة العقلية والإجتماعية لعصر ما بعد الإبن-المُعلِم على الكواكب ذات التطور الطبيعي. الوضع الروحي متقدم بكثير على مثل هذا الإبراء البشري.
47:7.1 (537.1) النقل إلى العالم المنزلي الخامس يمثل خطوة هائلة إلى الأمام في حياة المتقدم المورونشي. التجربة على هذا العالم هي تذوق مسبق واقعي لحياة جيروسِم. هنا تبدأ بإدراك المصير العالي للعوالم التطورية الموالية حيث إنها قد تتقدم عادة إلى هذه المرحلة أثناء تطورها الكوكبي الطبيعي. حضارة هذا العالم المنزلي تتوافق بشكل عام مع تلك من الحقبة المبكرة من النور والحياة على الكواكب ذات التقدم التطوري الطبيعي. ومن هذا يمكنك أن تفهم لماذا رُّتب هكذا بحيث أن الأنواع المثقفة والتقدمية للغاية من الكائنات الذين يوماً ما يسكنون هذه العوالم التطورية المتقدمة هي معفاة من المرور خلال واحد أو أكثر, أو حتى كل, الأجواء المنزلية.
47:7.2 (537.2) كونك قد أتقنت لغة الكون المحلي قبل مغادرتك العالم المنزلي الرابع, أنت الآن تكرس وقتاً أكثر لإتقان لسان يوﭭرسا إلى الغاية بحيث تكون بارعاً في اللغتين قبل وصولك على جيروسِم بوضع إقامة. جميع البشر الصاعدين هم ذوي لغتين من مركز إدارة النظام صعوداً إلى هاﭭونا. ومن ثم إنه من الضروري فقط توسعة مفردات الكون العظيم, لا يزال من المطلوب توسعة إضافية من أجل الإقامة على الفردوس.
47:7.3 (537.3) عند الوصول على مانسونيا رقم خمسة يُعطى الحاج إذناً لزيارة العالم الإنتقالي من العدد المقابل, مركز إدارة الأبناء. هنا يصبح البشري الصاعد ملماً شخصياً بمختلف فئات البنوة الإلهية. لقد سمع عن هؤلاء الكائنات الرائعة ولقد إلتقى بهم سابقاً على جيروسِم, لكنه الآن يأتي حقاً لمعرفتهم.
47:7.4 (537.4) على مانسونيا الخامسة أنت تبدأ في التعلم عن عوالم البُرج الدراسية. هنا تلتقي الأول من المدرسين الذين يبدأون في إعدادك لحلول البُرج اللاحق. المزيد من هذا التحضير يستمر على العالمين السادس والسابع, بينما يتم تزويد اللمسات الأخيرة في قطاع البشر الصاعدين على جيروسِم.
47:7.5 (537.5) ولادة حقيقية لوعي فلكي تحدث على مانسونيا رقم خمسة. أنت تصبح كوني العقلية. هذا في الواقع وقت آفاق متوسعة. إنه يبدأ ليبزغ على العقول المتوسعة للبشر الصاعدين بأن مصير ما هائل وعظيم, مصير ما علوي وإلهي, ينتظر كل الذين يتمون إرتقاء الفردوس التقدمي, الذي قد اُشتُغل له بجد للغاية إنما ابتُدئ بشكل مُبشر ومرح للغاية. عند حوالي هذه النقطة يبدأ الصاعد البشري المتوسط في إظهار حماس تجريبي حقيقي لأجل إرتقاء هاﭭونا. الدراسة باتت طوعية, والخدمة اللا-أنانية طبيعية, والعبادة تلقائية. طبع مورونشي حقيقي يتبرعم؛ مخلوق مورونشي واقعي يتطور.
47:8.1 (537.6) يُسمح للماكثين على هذا الجو بزيارة العالم الإنتقالي رقم ستة, حيث يتعلمون المزيد عن الأرواح العليا للكون العظيم, على الرغم من أنهم ليسوا قادرين على تصور العديد من هؤلاء الكائنات السماوية. هنا أيضاً يحصلون على دروسهم الأولى في مهنة الروح المرتقبة التي تتبع على الفور التخرج من التدريب المورونشي للكون المحلي.
47:8.2 (537.7) يقوم سلطان النظام المساعد بزيارات متكررة لهذا العالم, ويُبتدأ هنا التدريس الأولي في تقنية إدارة الكون. الآن تُنقل معرفة الدروس الأولى التي تنطوي على شؤون الكون كله.
47:8.3 (538.1) هذا عصر متألق للبشر الصاعدين وعادة ما يشهد الإنصهار المثالي للعقل الإنساني والضابط الإلهي. في الإحتمال, قد يكون هذا الإنصهار قد حدث سابقاً, لكن الهوية العاملة الفعلية لا تُنجَز مرات عديدة حتى إلى وقت الحلول على العالم المنزلي الخامس أو حتى السادس.
47:8.4 (538.2) يُؤشر إلى إتحاد النفس الخالدة المتطورة مع الضابط الأبدي والإلهي بالدعوة السيرافية من الملاك الفائق المشرف للناجين المُقامين وبرئيس الملائكة للسجل لأولئك الذاهبين إلى القضاء على اليوم الثالث؛ وبعدئذ, في حضور هكذا زملاء مورونشيين للناجي, يتكلم رُسل التأكيد هؤلاء: "هذا إبن محبوب الذي أنا به مسرور جيداً". هذا الإحتفال البسيط يدمغ دخول بشري صاعد على المهنة الأبدية لخدمة الفردوس.
47:8.5 (538.3) مباشرة عند تأكيد إنصهار الضابط, يُقدَّم الكائن المورونشي الجديد إلى زملائه للمرة الأولى بإسمه الجديد ويُمنح الأربعين يوماً من التقاعد الروحي من جميع الأنشطة الروتينية بحيث يتواصل مع نفسه وليختار واحداً ما من الطرق الإختيارية إلى هاﭭونا وليختار من التقنيات التفاضلية لإحراز الفردوس.
47:8.6 (538.4) لكن لا تزال هذه الكائنات المتألقة أكثر أو أقل مادية؛ هم أبعد ما يكون عن كونهم أرواح حقيقية؛ هم أشبه ببشر فائقين, متكلمون روحياً, لا يزال أقل قليلاً من الملائكة. لكنهم يصبحون بحق مخلوقات رائعة.
47:8.7 (538.5) أثناء الحلول على العالم رقم ستة ينجز تلاميذ العالَم المنزلي وضعاً الذي يمكن مقارنته بالتطور العالي الذي يميز تلك العوالم التطورية التي قد تقدمت طبيعياً ما بعد المرحلة الأولية للنور والحياة. إن تنظيم المجتمع على هذه المانسونيا هو ذا مرتبة عالية. إن ظل الطبيعة البشرية ينمو أقل وأقل بينما يتم ارتقاء هذه العوالم الواحد تلو الآخر. أنت تصبح محبوباً أكثر وأكثر بينما تترك خلفك الأثار الخشنة ذات الأصل الحيواني الكوكبي. "الخروج من خلال محنة كبيرة" يخدم لجعل البشر الممجدين لطفاء ومتفهمين جداً, متعاطفين ومتسامحين للغاية.
47:9.1 (538.6) الخبرة على هذا الجو هي الإنجاز المتوج لمهنة ما بعد البشري المباشرة. خلال مكوثك هنا سوف تتلقى الإرشاد من العديد من المعلمين, الذين جميعاً سيتعاونون في مهمة إعدادك للإقامة على جيروسِم. أي فروق ملحوظة بين هؤلاء البشر القادمين من العوالم المعزولة والمتخلفة وأولئك الناجين من الأجواء الأكثر تقدماً وإستنارةً يتم طمسها جوهرياً خلال الحلول على العالم المنزلي السابع. هنا سوف يتم تطهيرك من كل بقايا الوراثة المؤسفة, البيئة المؤذية, والميول الكوكبية غير الروحية. البقايا الأخيرة من "علامة الوحش" هنا يتم إستئصالها.
47:9.2 (538.7) بينما تمكث على مانسونيا رقم سبعة, يُمنح الإذن لزيارة العالم الإنتقالي رقم سبعة, عالم الأب الكوني. هنا أنت تبدأ عبادة جديدة وأكثر روحانية للأب غير المرئي, عادة سوف تُنشدها بشكل متزايد على طول الطريق صعوداً خلال مهنة إرتقائك الطويلة. أنت تعثر على معبد الأب على هذا العالم ذا الحضارة الإنتقالية, لكنك لا ترى الأب.
47:9.3 (538.8) الآن يبدأ تشكيل صفوف التخرج إلى جيروسِم. لقد ذهبتم من عالم إلى عالم كأفراد, لكنكم الآن تتهيأون للرحيل إلى جيروسِم في جماعات, على أنه, ضمن حدود معينة, قد يختار صاعد أن يتمهل على العالم المنزلي السابع لغرض تمكين عضو متأخر من جماعته الأرضية أو المانسونية العاملة من اللحاق به.
47:9.4 (539.1) يتجمع مجموع العاملين من مانسونيا السابعة على بحر الزجاج ليشهدوا رحيلك إلى جيروسِم بوضع إقامي. مئات أو ألوف من المرات ربما تكون قد زرت جيروسِم, لكن دائماً كضيف؛ لم يحدث أبداً من قبل أن تقدمت نحو عاصمة النظام في رفقة جماعة من زملائك الذين كانوا يؤدون وداعاً أبدياً إلى مهمة مانسونيا بأكملها كبشر صاعدين. عما قريب سيُرحَب بكم على حقل الإستلام لعالم مركز الإدارة كمواطنين لجيروسِم.
47:9.5 (539.2) سوف تستمتع كثيراً بتقدمك خلال العوالم السبعة المزيلة للمادة؛ هي بالحقيقة أجواء مزيلة للفناء. أنت في الغالب إنساني على العالم المنزلي الأول, مجرد كائن بشري ناقص جسم مادي, عقل إنساني مُسكن في شكل مورونشي--جسم مادي من عالم المورونشيا لكن ليس بيتاً بشرياً من لحم ودم. أنتم حقاً تمرون من الحالة البشرية إلى الوضع الخالد عند وقت الإنصهار بالضابط, وبحلول الوقت الذي تكونون فيه قد أنهيتم مهنة جيروسِم, ستكونون مورونشيون مكتملو العضوية.
47:10.1 (539.3) إن إستقبال صف جديد من متخرجي عالم منزلي هو الإشارة لكل جيروسِم لكي يتجمعوا كلجنة ترحيب. حتى السبورناغيا تستمتع بوصول هؤلاء الصاعدين الظافرين من أصل تطوري, أولئك الذين ركضوا السباق الكوكبي وأنهوا تقدم العالم المنزلي. فقط المتحكمين الفيزيائيين والمُشرِفين على قدرة المورونشيا غائبون عن مناسبات البهجة هذه.
47:10.2 (539.4) رأى يوحنا الكاشف رؤية وصول صف بشر متقدمين من العالم المنزلي السابع إلى سمائهم الأولى, أمجاد جيروسِم. هو دوَّن: ورأيت كما لو كان بحر من الزجاج مختلط بالنار؛ وأولئك الذين كسبوا النصر على الوحش الذي كان في الأصل فيهم وفوق الصورة التي تشبثت خلال العوالم المنزلية وأخيراً فوق العلامة والأثر الأخيران, واقفين على بحر الزجاج, لديهم قيثارات الله, ويغـَّنون أغنية الخلاص من الخوف البشري والموت". (إتصالات فضائية مُكملة سوف تكون على كل هذه العوالم؛ وإستقبالك في أي مكان لهذه الإتصالات يُجعل ممكناً بحمل "قيثارة الله", إبتكار مورونشي يعوض عن عدم المقدرة للتعديل المباشر للآلية الحسية المورونشية غير الناضجة لإستلام الإتصالات الفضائية).
47:10.3 (539.5) كذلك كانت لدى بولس رؤية لسِلك المواطنين الصاعدين من البشر المُكمَلين على جيروسِم, لأنه كتب: "لكنكم قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحي, أورشليم السماوية, وإلى مرافقة لا تُحصى من الملائكة, وإلى الحشد العظيم لميخائيل, وإلى أرواح الناس العادلين الذين جُعلوا مثاليين.
47:10.4 (539.6) بعد أن يكون البشر قد أحرزوا إقامة على مركز إدارة النظام, لا مزيد من القيامات الحرفية ستُختبَر. الشكل المورونشي الممنوح لك عند الرحيل من مهنة العالم المنزلي هو مثل ما سوف تُرى إلى نهاية تجربة الكون المحلي. سوف تُجرى تغييرات من وقت لآخر, لكنكم سوف تحتفظون بنفس هذا الشكل إلى أن تُودعوه عندما تبرزون كأرواح مرحلة-أولى تحضيراً للنقل إلى عوالم الكون العظيم من الحضارة الإرتقائية وتدريب الروح.
47:10.5 (540.1) سبع مرات أولئك البشر الذين عبروا خلال مهنة المانسونيا بأكملها يختبرون نوم التكيف وإستفاقة القيامة. لكن قاعة القيامة الأخيرة, غرفة الإستفاقة النهائية, قد تُركت إلى الوراء على العالم المنزلي السابع. لن يستلزم تغيير-شكل بعد الآن فوات الوعي أو إنقطاع في إستمرارية الذاكرة الشخصية.
47:10.6 (540.2) الشخصية البشرية التي بُدئت على العوالم التطورية وتهيكلت في الجسد--المسكونة بمراقب الغموض واستُثمرت بروح الحق--ليست مُعبأة, مُحققة, وموحدة بشكل كامل حتى ذلك اليوم عندما هكذا مواطن جيروسِمي يُعطى تصريحاً لعدنشيا ويُعلن عضواً حقيقياً لسِلك المورونشيا لنِبادون--ناجي خالد ذا إرتباط ضابط, صاعد فردوس, شخصية ذات وضع مورونشي, وطفل حقيقي للأعلون.
47:10.7 (540.3) الموت البشري هو تقنية للإفلات من الحياة المادية في الجسد؛ وتجربة المانسونيا للحياة التقدمية خلال العوالم السبعة من التدريب التصحيحي والتعليم التثقيفي تمثل تقديم الناجين البشر إلى مهنة المورونشيا, الحياة الإنتقالية التي تتداخل بين الوجود المادي التطوري وإلإحراز الروحي الأعلى لصاعدي الزمان الذين هم مُقدَّرين لتحقيق بوابات الأبدية.
47:10.8 (540.4) [ رُعيت بنجم مساء متألق. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 48
48:0.1 (541.1) الآلهة لا يمكنهم--على الأقل هم لا--يحولون مخلوق ذو طبيعة حيوانية إجمالية إلى روح مُكَمل بعمل غامض ما من سحر خلاَّق. عندما يرغب الخالقون في إنتاج كائنات مثالية, فإنهم يفعلون ذلك عن طريق الخلق المباشر والأصلي, لكنهم لا يأخذون أبداً على عاتقهم تحويل أصل-حيواني ومخلوقات مادية إلى كائنات مثالية في خطوة واحدة.
48:0.2 (541.2) إن حياة المورونشيا, ممتدة كما هي فوق مختلف مراحل مهنة الكون المحلي, هي النهج الممكن الوحيد الذي به يتمكن البشر الماديون من بلوغ عتبة عالم الروح. أي سحر يمكن أن يحوزه الموت, التلاشي الطبيعي للجسد المادي, بحيث أن مثل هذه الخطوة البسيطة يجب أن تحول على الفور العقل البشري والمادي إلى روح خالدة ومُكمَلة؟ مثل هذه المعتقدات ما هي سوى خزعبلات جاهلة وخرافات مُرضية.
48:0.3 (541.3) دائماً ما يتداخل هذا الإنتقال المورونشي بين الحالة البشرية ووضع الروح اللاحق لكائنات إنسانية ناجية. هذه الحالة الوسط من تقدم الكون تختلف بشكل ملحوظ في الخلائق المحلية المختلفة, لكن في المقصد والهدف فهم جميعاً متشابهون تماماً. إن ترتيب العوالم المنزلية والعوالم المورونشية الأعلى في نِبادون هو نموذجي إلى حد ما لأنظمة الإنتقال المورونشي في هذا الجزء من أورﭭونتون.
48:1.1 (541.4) عوالم المورونشيا هي أجواء إرتباط الكون المحلي بين المستويات المادية والروحية من وجود المخلوق. كانت هذه الحياة المورونشية معروفة على يورانشيا منذ الأيام المبكرة للأمير الكوكبي. من وقت لآخر تم تدريس هذه الحالة الإنتقالية إلى البشر, وقد وجد المفهوم, في شكل مشوه, مكاناً في أديان اليوم-الحاضر.
48:1.2 (541.5) أجواء المورونشيا هي الأطوار الإنتقالية للإرتقاء البشري خلال عوالم التقدم في الكون المحلي. فقط العوالم السبعة المحيطة بجو النهائيين في النظام المحلي تُدعى عوالم منزلية, لكن كل الستة والخمسين من مساكن النظام الإنتقالية, المشتركة مع الأجواء الأعلى حول الأبراج ومركز إدارة الكون, تُدعى عوالم مورونشيا. هذه الخلائق تُشارك في الجمال الفيزيائي والعظمة المورونشية لأجواء مركز إدارة الكون المحلي.
48:1.3 (541.6) كل هذه العوالم هي أجواء معمارية, ولديها بالضبط ضعف عدد عناصر الكواكب المتطورة. هكذا عوالم مصممة حسب-الطلب ليست تزخر فقط بالمعادن الثقيلة والكريستالات, لديها مائة من العناصر الفيزيائية, لكن بالمثل لديها بالضبط مائة شكل من تنظيم طاقة فريدة تُدعى مادة المورونشيا. المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين والمُشرِفين على قدرة المورونشيا قادرون على تعديل دورانات الوحدات الأولية للمادة وفي نفس الوقت بحيث يحولون صِلات الطاقة هذه لخلق هذا العنصر الجديد.
48:1.4 (542.1) حياة المورونشيا المبكرة في الأنظمة المحلية تشبه إلى حد كبير تلك لعالمكم المادي الحالي, مصبحون أقل فيزيائيةً وأكثر مورونشية حقاً على عوالم البُرج الدراسية. وبينما تتقدمون إلى أجواء ساﻟﭭينغتون, تحرزون على نحو متزايد مستويات روحية.
48:1.5 (542.2) المُشرِفون على قدرة المورونشيا قادرون على إحداث إتحاد من الطاقات المادية والروحية, بالتالي منظمين شكلاً مورونشياً من الصيرورة المادية التي هي متقبلة لتراكب روح متحكم. عندما تجتاز حياة المورونشيا لنِبادون, نفس المُشرِفين على قدرة المورونشيا الصبورون والماهرون سوف يزودونك تباعاً بـ 570 جسماً مورونشياً, كل واحد طور لتحولاتك التدريجية. من وقت مغادرة العوالم المادية إلى أن يتم تشكيلك روح مرحلة-أولى على ساﻟﭭينغتون, سوف تخضع إلى بالضبط 570 تغييراً مورونشياً منفصلاً ومتصاعداً. ثمانية من هذه تحدث في النظام, واحد وسبعون في البُرج, و491 خلال الحلول على أجواء ساﻟﭭينغتون.
48:1.6 (542.3) في أيام الجسد البشري يسكنك الروح الإلهي, تقريباً كشيء منفصل--في الواقع غزو للإنسان بالروح المُغدَق للأب الكوني. لكن في الحياة المورونشية سيصبح الروح جزءاً حقيقياً من شخصيتك, وبينما تعبر تباعاً خلال التحولات التقدمية الـ 570, أنت ترتقي من الحالة المادية إلى الحالة الروحية لحياة المخلوق.
48:1.7 (542.4) علِم بولس عن وجود عوالم المورونشيا وحقيقة المواد المورونشية, لأنه كتب, "لديهم في السماء مادة أفضل وأكثر ديمومة." وهذه المواد المورونشية حقيقية, حرفية, حتى كما في "المدينة التي لديها أُساسات, التي بانيها وصانعها هو الله." وكل من هذه الأجواء الرائعة هي "بلد أفضل, ذلك أنه, واحد سماوي."
48:2.1 (542.5) هؤلاء الكائنات الفريدة مهتمون حصراً بالإشراف على تلك النشاطات التي تمثل توليفة عاملة من الطاقات الروحية والفيزيائية أو شبه المادية. فهم مكرسون حصراَ إلى إسعاف التقدم المورونشي. ليس بأنهم يسعفون الكثير جداً إلى البشر أثناء تجربة الإنتقال, لكنهم بالأحرى يجعلون بيئة الإنتقال ممكنة من أجل مخلوقات المورونشيا التقدمية. هم قنوات قدرة المورونشيا التي تدعم وتشحن طاقة الأطوار المورونشية للعوالم الإنتقالية.
48:2.2 (542.6) المُشرِفون على قدرة المورونشيا هم سلالة الروح الأُم لكون محلي. هم قياسيون إلى حد ما في التصميم ولو مختلفون بشكل طفيف في الطبيعة في مختلف الخلائق المحلية. هم خُلقوا لأجل عملهم المحدد ولا يتطلبون تدريباً قبل الدخول على مسؤولياتهم.
48:2.3 (542.7) خلق المُشرِفين الأوائل على قدرة المورونشيا تلقائي مع وصول الناجي البشري الأول على شواطئ واحد ما من العوالم المنزلية الأولى في كون محلي, هم يُخلقون في جماعات من ألف, مصنفين كالتالي:
48:2.4 (542.8) 1. معدلو دارة400
48:2.5 (542.9) 2. منسقو نظام200
48:2.6 (542.10) 3. قيمون كوكبيون100
48:2.7 (543.1) 4. متحكمون مُشتركون100
48:2.8 (543.2) 5. موازنو إرتباط100
48:2.9 (543.3) 6. مصنفون إنتقائيون50
48:2.10 (543.4) 7. مدونون مساعدون50
48:2.11 (543.5) دائماً يخدم المُشرفون على القدرة في كونهم الأهلي. هم موجَّهون حصراً بنشاط الروح المشترك لإبن الكون وروح الكون لكن سوى ذلك هم فئة محكومة-بالذات كلياً. هم يحافظون على مركز إدارة على كل من العوالم المنزلية الأولى للأنظمة المحلية, حيث يعملون في إرتباط وثيق مع كل من المتحكمين الفيزيائيين والسيرافيم لكنهم يعملون في عالم خاص بهم بما يخص تجلي الطاقة وتطبيق الروح.
48:2.12 (543.6) كما أنهم يعملون أحياناً في إتصال مع الظواهر الفائقة عن المادي على العوالم التطورية كمُسعفين ذوي تفويض مؤقت. لكنهم نادراً ما يخدمون على الكواكب المأهولة؛ كما أنهم لا يعملون على عوالم التدريب الأعلى للكون العظيم. كونهم مكرسين بشكل أساسي إلى نظام الإنتقال للتقدم المورونشي في كون محلي.
48:2.13 (543.7) 1. معدلو دارة. هؤلاء هم الكائنات الفريدة التي تنسق الطاقة الفيزيائية والروحية وتُعدل تدفقها نحو القنوات المنفصلة للأجواء المورونشية, وهذه الدارات هي كوكبية حصرياً, محدودة إلى عالم واحد. إن دارات المورونشيا متميزة عن, ومُكملة إلى, كِلا الدارات الفيزيائية والروحية على عوالم الإنتقال, ويقتضي الملايين من هؤلاء المُعدِلين للإمداد بالطاقة حتى لنظام من العوالم المنزلية مثل ذلك لساتانيا.
48:2.14 (543.8) يستهل مُعدلو الدارة تلك التغييرات في الطاقات المادية التي تجعلها خاضعة لسيطرة وتعديل زملائهم. هؤلاء الكائنات هم مُولدو قدرة مورونشيا بالإضافة إلى مُعدلي دارة. كثيراً كما مُولِد على ما يبدو يُولد كهرباء من الغلاف الجوي, كذلك يبدو هؤلاء المولدون المورونشيون الأحياء أن يحولوا طاقات الفضاء في كل مكان إلى تلك المواد التي ينسجها مُشرِفو المورونشيا إلى أجسام والأنشطة الحياتية للبشر الصاعدين.
48:2.15 (543.9) 2. مُنسقو نظام. بما أن كل عالم مورونشي لديه نظام منفصل من طاقة المورونشيا, فإنه في غاية الصعوبة بالنسبة للبشر تصور هذه الأجواء. لكن على كل جو إنتقالي تالي, سوف يجد البشر الحياة النباتية وكل شيء آخر يتعلق بالوجود المورونشي مُعدل تدريجياً ليتوافق مع الروحانية المتقدمة للناجي الصاعد. وحيث أن نظام الطاقة لكل عالم مُفرد هكذا, فإن هؤلاء المنسقين يعملون على التنسيق والمزج مثل أنظمة القدرة المختلفة هذه إلى وحدة عاملة للأجواء المرتبطة لأي مجموعة خاصة.
48:2.16 (543.10) يتقدم البشر الصاعدون تدريجياً من الفيزيائي إلى الروحي بينما يتقدمون من عالم مورونشي إلى آخر؛ بالتالي ضرورة تزويد سُلم تصاعدي من أجواء مورونشية وسُلم تصاعدي من أشكال مورونشية.
48:2.17 (543.11) عندما يعبر صاعدو عالم منزلي من جو إلى آخر, يتم تسليمهم بواسطة السيرافيم الناقلة إلى المستلمين من منسقي النظام على العالم المتقدم. هنا في تلك الهياكل الفريدة عند مركز الأجنحة المشعة السبعين حيث غرف الإنتقال مشابهة لقاعات القيامة على العالم الأولي لاستلام البشر من أصل-أرضي, يتم إجراء التغييرات الضرورية في شكل المخلوق بمهارة من قِبل منسقي النظام. هذه التغييرات المبكرة لأشكال المورونشيا تتطلب حوالي سبعة أيام من الوقت القياسي لإنجازها.
48:2.18 (544.1) 3. قيمون كوكبيون. كل عالم مورونشي, من الأجواء المنزلية صعوداً إلى مركز إدارة الكون, هو في وصاية--فيما يتعلق بشؤون المورونشيا- سبعين من الأوصياء. إنهم يُشكلون مجلس الشورى الكوكبي المحلي للسُلطة المورونشية العليا. يمنح هذا المجلس مواد لأشكال مورونشية إلى جميع المخلوقات الصاعدة الذين يحطون على الأجواء ويأذنون بهذه التغييرات في شكل المخلوق التي تجعل من الممكن لصاعد أن يمضي قًدماً إلى الجو التالي. بعد أن تكون العوالم المنزلية قد اجتيزت, سوف تُترجَم من أحد أطوار حياة المورونشيا إلى آخر دون الحاجة إلى إستسلام الوعي. عدم الوعي يلازم فقط التحولات الأبكر والإنتقالات اللاحقة من كون إلى آخر ومن هاﭭونا إلى الفردوس.
48:2.19 (544.2) 4. متحكمون مشتركون. دائماً ما يكون واحد من هؤلاء الكائنات الآلية للغاية مُتمركزاً عند مركز كل وحدة إدارية لعالم مورونشيا. المتحكم المُشترك حساس إلى, ويعمل مع, الطاقات الفيزيائية, الروحية, والمورونشية؛ ومع هذا الكائن هناك دائماً مُرتبط منسقي نظام إثنان, أربعة معدلي دارة, ووصي كوكبي واحد, موازن إرتباط واحد, وإما مدون مساعد أو مصنف إنتقائي.
48:2.20 (544.3) 5. موازنو إرتباط. هؤلاء هم المعدلون لطاقة المورونشيا بالتعاون مع القوى الفيزيائية والروحية للحيز. إنهم يجعلون من الممكن تحويل طاقة المورونشيا إلى مورونشيا مادة. كل تنظيم المورونشيا في الوجود معتمد على الموازنين. هم يُبطئون دورانات الطاقة إلى تلك النقطة حيث يمكن أن يحدث التجسد. لكن ليس لدي مصطلحات التي يمكنني بها مقارنة أو تصوير إسعاف هذه الكائنات. إنها تماماً أبعد من المخيلة الإنسانية.
48:2.21 (544.4) 6. مصنفون إنتقائيون. بينما تتقدم من طبقة أو طور عالم مورونشي إلى آخر, يجب أن تتم إعادة-دوزنتك أو تُضبط-مُسبقاً, وإنها مهمة المصنفين الإنتقائيين لإبقائك في تزامن تدريجي مع حياة المورونشيا.
48:2.22 (544.5) في حين أن أشكال المورونشيا الأساسية للحياة والمادة متطابقة من العالم المنزلي الأول إلى جو الإنتقال الكوني الأخير, هناك تقدم وظيفي الذي يمتد تدريجياً من المادي إلى الروحي. تكيفك إلى هذا الخلق الموحد أساساً إنما المتقدم والمضفي للروحانية تباعاً يُدخل حيز التنفيذ من خلال إعادة الدوزنة الإنتقائية هذه. مثل هذا التعديل في آلية الشخصية هو بمثابة خلق جديد, بالرغم من أنك تحتفظ بنفس شكل المورونشيا.
48:2.23 (544.6) قد تُخضع نفسك بشكل متكرر لإختبار هؤلاء الفاحصين, وبمجرد أن تُسجل إنجازاً روحياً كافياً, سوف يُصرحون لك بسرور من اجل مكانة متقدمة. هذه التغييرات التدريجية تؤدي إلى تفاعلات متغيرة للبيئة المورونشية, مثل التعديلات في متطلبات الطعام والعديد من الممارسات الشخصية الأخرى.
48:2.24 (544.7) المصنفون الإنتقائيون هم أيضاً ذوي خدمة جمة في تصنيف شخصيات المورونشيا من أجل أهداف الدراسة, التعليم, وغيرها من المشاريع. إنهم يشيرون بشكل طبيعي إلى أولئك الذين يعملون بأفضل شكل في إرتباط مؤقت.
48:2.25 (544.8) 2. مدونون مساعدون. عالم المورونشيا لديه مدونيه الخاصين, الذين يخدمون بالتعاون مع مدوني الروح في الإشراف والوصاية على السجلات وغيرها من البيانات الأهلية إلى خلائق المورونشيا. سجلات المورونشيا مُتاحة لجميع مراتب الشخصيات.
48:2.26 (545.1) جميع عوالم الإنتقال المورونشي يمكن الوصول إليها على حد سواء لكائنات المادة والروح. كتقدميي مورونشيا سوف تبقون على إتصال تام مع العالم المادي ومع شخصيات مادية, بينما تُميز على نحو متزايد كائنات الروح وتتآخى معهم؛ وبحلول وقت المغادرة من نظام المورونشيا, ستكون قد رأيت كل مراتب الأرواح باستثناء القليلين من الأنواع الأعلى, مثل الرسل الإنفراديين.
48:3.1 (545.2) هؤلاء المضيفون من العوالم المنزلية والمورونشية هم نسل روح أُم الكون المحلي. هم يُخلقون من عصر إلى عصر في مجموعات من مائة ألف, وفي نِبادون هناك في الوقت الحاضر أكثر من سبعون بليوناً من هذه الكائنات الفريدة.
48:3.2 (545.3) يتم تدريب مرافقي المورونشيا للخدمة من قِبل الملكيصادقين على كوكب خاص قرب ساﻟﭭينغتون؛ هم لا يمرون عبر مدارس الملكيصادق المركزية. في الخدمة هم يتراوحون من أسفل العوالم المنزلية للنظام إلى أعلى أجواء الدراسة لساﻟﭭينغتون, لكنهم نادراً ما يُصادَفون على الكواكب المأهولة. إنهم يخدمون تحت الإشراف العام لأبناء الله وتحت التوجيه المباشر للملكيصادقين.
48:3.3 (545.4) يُحافظ مرافقو المورونشيا على عشرة آلاف مركز إداري في كون محلي--على كل من العوالم المنزلية الأولى في الأنظمة المحلية. هم تقريباً بشكل كلي مرتبة محكومة بالذات, وهم عموماً, فئة ذكية ومُخلصة من الكائنات؛ لكن كل حين وآخر, في علاقة مع بعض الإضطرابات السماوية المؤسفة, قد عُرفوا أن يُضَلوا. ألوف من هؤلاء المخلوقات المفيدة خُسرت خلال أوقات تمرد لوسيفر في ساتانيا. نظامكم المحلي لديه الآن حصته الكاملة من هذه الكائنات, الخسارة من تمرد لوسيفر تم تعويضها حديثاً فقط.
48:3.4 (545.5) هناك نوعان متميزان من مرافقي المورونشيا؛ نوع عدائي والآخر خجول, لكن سوى ذلك فهما متساويان في المركز, هم ليسوا مخلوقات جنسية, لكنهم يُظهرون مودة جميلة مؤثرة لبعضهم البعض. وبينما لا يكادون يكونون مرافقين بالمعنى المادي (الإنساني), فهم قريبون جداً إلى الأجناس الإنسانية في مرتبة وجود المخلوق. مخلوقات منتصف الطريق من العوالم هم الأقرب إليكم بالقرابة؛ ثم يأتي شيروبيم المورونشيا, وبعدهم مرافقي المورونشيا.
48:3.5 (545.6) هؤلاء المرافقون عاطفيون بشكل مؤثر وكائنات إجتماعية ساحرة. يملكون شخصيات متميزة, وعندما تلقاهم على العوالم المنزلية, بعد أن تتعلم أن تتعرف عليهم كطبقة, ستميز حالاً فرديتهم. كل البشر يشبهون بعضهم البعض, وفي نفس الوقت كل منكم يملك شخصية متميزة وقابلة للتعرف عليها.
48:3.6 (545.7) فكرة ما عن طبيعة عمل مرافقي المورونشيا هؤلاء يمكن إستخلاصها من التصنيف التالي لنشاطاتهم في نظام محلي:
48:3.7 (545.8) 1. لا يتم تعيين حراس الحجاج إلى واجبات محددة في صِلتهم مع تقدميي المورونشيا. هؤلاء المرافقون مسؤولون عن مهنة المورونشيا بأكملها وبالتالي فهم المُنسقين لعمل كل مُسعفي المورونشيا والإنتقال الآخرين.
48:3.8 (546.1) 2. مُستلمي الحجاج ومترابطون أحرار. هؤلاء هم المرافقون الإجتماعيون للواصلين الجدد على العوالم المنزلية. واحد منهم بالتأكيد سيكون بالمتناول للترحيب بك عندما تستيقظ على العالم المنزلي الإبتدائي من نوم الزمان المؤقت الأول, عندما تختبر القيامة من الموت في الجسد نحو حياة المورونشيا. ومن الوقت الذي يتم فيه الترحيب بك رسمياً عند الإستيقاظ إلى ذلك اليوم عندما تترك الكون المحلي كروح مرحلة-أولى, مرافقو المورونشيا هؤلاء هم دائماً معك.
48:3.9 (546.2) لا يتم تعيين المرافقين إلى أفراد بشكل دائم. بشري صاعد على أحد العوالم المنزلية أو عوالم أعلى قد يكون لديه مرافق مختلف على كل من المناسبات المتتالية العديدة ومرة أخرى قد يذهب لفترات طويلة بدون واحد. كل ذلك سيعتمد على المتطلبات وكذلك على تزويد المرافقين المتاحين.
48:3.10 (546.3) 3. مضيفين للزائرين السماويين. هذه المخلوقات الكريمة مُكرسة إلى ترفيه الفئات الفائقة عن الإنساني من زوار تلاميذ وسماويين آخرين الذين قد يصادف أن يمكثوا على عوالم الإنتقال. سيكون لديك فرصة وافرة للزيارة داخل أي عالم قد أحرزته بالخبرة. يُسمح للزوار التلاميذ على جميع الكواكب المأهولة, حتى تلك التي في عزلة.
48:3.11 (546.4) 4. مُنسقون وموجهو إرتباط. يُكرس هؤلاء المرافقين إلى تسهيل مخالطة المورونشيا ومنع الإرتباك. هم مدربو السلوك الإجتماعي والتقدم المورونشي, يرعون الصفوف والنشاطات الجماعية الأخرى بين البشر الصاعدين. هم يحافظون على مساحات واسعة حيث يقومون بتجميع تلاميذهم ومن وقت لآخر يقومون بطلبات للحِرفيين السماويين وموجهي الإرتداد لأجل زخرفة برامجهم. بينما تتقدم, سوف تأتي في إتصال ودي مع هؤلاء المرافقين وستنمو مولعاً على نحو متزايد بكِلا الفئتين. إنها مسألة صدفة ما إذا كنت سوف تكون مرتبطاً مع نوع رفيق عدائي أو خجول.
48:3.12 (546.5) 5. مفسرون ومترجمون. أثناء مهنة مانسونيا المبكرة سيكون لديك إلتجاء متكرر إلى المفسرين والمترجمين. هم يعرفون ويتكلمون كل ألسنة الكون المحلي؛ هم اللغويون للعوالم.
48:3.13 (546.6) لن تكتسب لغات جديدة تلقائياً؛ سوف تتعلم لغة هناك فوق, كثيراً كما تفعل تحت هنا, وهؤلاء الكائنات المتألقة سيكونون معلمي اللغة لك. أول دراسة على العوالم المنزلية ستكون لسان ساتانيا وبعدها لغة نِبادون. وبينما أنت تُتقن هذين اللسانين الجديدين, سيكون مرافقو المورونشيا المفسرين الفعالين والمترجمين الصبورين لك. لن تواجه أي زائر أبداً على أي من هذه العوالم إلا وسيكون واحداً من مرافقي المورونشيا قادراً على تولي المهمة كمفسر.
48:3.14 (546.7) 6. مُشرِفو الرحلة والارتداد. سيرافقك هؤلاء المرافقين على الرحلات الأطول إلى جو مركز الإدارة وإلى العوالم المحيطة ذات حضارة الإنتقال. إنهم يخططون, يدبرون, ويشرفون على كل مثل هذه الرحلات الفردية والجماعية حول عوالم النظام للتدريب والثقافة.
48:3.15 (546.8) 7. أوصياء مساحة وبناء. حتى البناءات المادية والمورونشية تزيد في الكمال والعظمة بينما تتقدمون في مهنة المانسونيا. كأفراد وكمجموعات يُسمح لكم بإجراء تغييرات معينة في المساكن المخصصة كمقرات لمكوثكم على العوالم المنزلية المختلفة. العديد من نشاطات هذه الأجواء تجري في المُرفقات المفتوحة المُعينة بتنوع للدوائر, والمربعات, والمثلثات. معظم بناءات العالم المنزلي بلا سقوف, كونها مرفقات ذات إنشاءات بديعة وزخارف نفيسة. الظروف المناخية وظروف فيزيائية أخرى التي تسود على العوالم المعمارية تجعل السقوف غير ضرورية على الإطلاق.
48:3.16 (547.1) هؤلاء الأوصياء للمراحل الإنتقالية للحياة الصاعدة هم سًماة في إدارة شؤون المورونشيا. هم خُلقوا لهذا العمل, وبانتظار التحقق الواقعي للكائن الأسمى, دائماً سوف يظلون مرافقي مورونشيا؛ هم لا يؤدون واجبات أخرى أبداً.
48:3.17 (547.2) بينما تستقر أنظمة وأكوان في النور والحياة, فإن العوالم المنزلية تتوقف بشكل متزايد عن العمل كأجواء إنتقال للتدريب المورونشي. أكثر وأكثر يؤسس النهائيون نظام تدريبهم الجديد, الذي يبدو أنه مُصَمم لترجمة الوعي الفلكي من المستوى الحالي للكون الإجمالي إلى ذلك لأكوان خارجية مستقبلية. مرافقو المورونشيا مقدَّرون للعمل بشكل متزايد بالتعاون مع النهائيين وفي العديد من العوالم الأخرى التي لم تُكشف في الوقت الحاضر على يورانشيا.
48:3.18 (547.3) بإمكانك التنبؤ بأن هؤلاء الكائنات على الأرجح سيسهمون الكثير إلى تمتعك بالعوالم المنزلية, سواء سيكون مكوثك طويلاً أو قصيراً. وسوف تستمر في الاستمتاع بهم على طول الطريق صعوداً إلى ساﻟﭭينغتون. هم ليسوا, من الناحية التقنية, ضروريون إلى أي جزء من تجربة نجاتك. يمكنك وصول ساﻟﭭينغتون بدونهم. لكنك ستفتقدهم كثيراً. هم رفاهية الشخصية لمهنة ارتقائك في الكون المحلي.
48:4.1 (547.4) بهجة فرِحة ومعادل-الإبتسامة هم كونيون مثل الموسيقى. هناك معادل مورونشي وروحي للبهجة والضحك. حياة الإرتقاء مقسمة تقريباً بالتساوي بين العمل واللعب--حرية من التكليف.
48:4.2 (547.5) الإسترخاء السماوي والفكاهة الفائقة عن الإنساني يختلفان تماماً عن نظائرهما الإنسانية, لكن كلنا ننغمس فعلياً في شكل من كِليهما؛ وهم في الحقيقة ينجزون لنا, في حالتنا, بالضبط تقريباً ما الفكاهة المُثلى قادرة على القيام به من أجلكم على يورانشيا. مرافقو المورونشيا هم كُفلاء لعب مهرة, وهم مدعومون باقتدار كبير من قِبل موجهي الإرتداد.
48:4.3 (547.6) أنتم على الأرجح أفضل ما تفهمون عمل موجهي الإرتداد إذا تم تشبيههم إلى الأنواع الأعلى من الفكاهيين على يورانشيا, على أن تلك ستكون طريقة فجة جداً ونوعاً ما مؤسفة لمحاولة نقل فكرة عن عمل موجهي التغيير والإستراحة هؤلاء, هؤلاء المسعفين للفكاهة الرفيعة لعوالم المورونشيا والروح.
48:4.4 (547.7) في مناقشة فكاهة الروح, أولاً دعني أخبرك ما ليست هي. هزل الروح ليس ملوث بإبراز مصائب الضعيف والخاطئ. ولا هو على الإطلاق تجديف على بِر ومجد الألوهية. تضم فكاهتنا ثلاثة مستويات عامة من التقدير:
48:4.5 (547.8) 1. هزل معيد للذكرى. مُزاح نامي من ذكريات أحداث ماضية في تجربة المرء من قتال, ونضال, وخوف في بعض الأحيان, وفي كثير من الأحيان قلق أحمق وصبياني. بالنسبة لنا, هذه المرحلة من الفكاهة تُستمد من المقدرة الراسخة والمستمرة للإستناد إلى الماضي من أجل مادة ذكرى التي من شأنها أن تُضفي نكهة بسرور أو سوى ذلك تخفف الأحمال الثقيلة للوقت الحاضر.
48:4.6 (548.1) 2. فكاهة حالية. إنعدام معنى الكثير الذي غالباً ما يسبب لنا قلقاً بالغاً, الفرح عند إكتشاف عدم أهمية الكثير من قلقنا الشخصي الجدي. نحن أكثر تقديراً لهذه المرحلة من الفكاهة عندما نكون أفضل قادرين على إهمال مقلقات الحاضر لصالح تأكيدات المستقبل.
48:4.7 (548.2) 3. فرح تنبؤي. قد يكون من الصعب على البشر أن يتصوروا هذه المرحلة من الفكاهة, لكننا نحصل على رضا خاص من اليقين "بأن كل الأشياء تعمل معاً لأجل الخير"--لأجل الأرواح والمورونشيون فضلاً عن البشر. هذا الجانب من الفكاهة السماوية ينبع من إيماننا في الرعاية الزائدة المُحِبة للفائقين عنا وفي الإستقرار الإلهي لموجهينا السُماة.
48:4.8 (548.3) لكن موجهي الإرتداد من العوالم ليسوا مهتمين حصراً بوصف الفكاهة العالية للمراتب المتنوعة من الكائنات الذكية؛ هم مشغولون أيضاً بقيادة اللهو, والترفيه الروحي, والتسلية المورونشية. وفي هذا الصدد لديهم التعاون القلبي من الحِرفيين السماويين.
48:4.9 (548.4) موجهو الإرتداد أنفسهم ليسوا فئة مخلوقة؛ هم فيلق مجند يضم كائنات تتراوح من مواطني هاﭭونا نزولاً خلال جماهير الرسل للفضاء والأرواح المُسعفة للزمان إلى تقدميي المورونشيا من العوالم التطورية. الكل متطوعون, يعطون أنفسهم إلى عمل مساعدة زملائهم في إنجاز تغيير الفكر وراحة العقل, لأن مثل هذه المواقف هي الأكثر فائدة في إسترداد الطاقات المستنفذة.
48:4.10 (548.5) عندما يُستنفذون جزئياً بجهود الإحراز, وبينما ينتظرون إستلام شحنات طاقة جديدة, هناك متعة مقبولة في العيش مرة أخرى تشريعات أيام وعصور أخرى. التجارب المبكرة للسلالة أو المرتبة هي مريحة للتذكر. وذلك هو بالضبط لماذا هؤلاء الفنانون يُدعون موجهي الإرتداد--هم يساعِدون في إعادة الذاكرة إلى حالة سابقة من التطور أو إلى وضع أقل خبرة من الوجود.
48:4.11 (548.6) كل الكائنات تتمتع بهذا النوع من الإرتداد باستثناء أولئك الذين هم خالقون متأصلون, بالتالي تلقائيو التجدد-الذاتي, وأنواع معينة عالية التخصص من المخلوقات, مثل مراكز القدرة والمتحكمين الفيزيائيين, الذين هم دائماً وأبدياً جديون في العمل تماماً في جميع تفاعلاتهم. هذه الإخلاءات الدورية من توتر الواجب الوظيفي هي جزء نظامي من الحياة على كل العوالم في كل أنحاء كون الأكوان إنما ليس على جزيرة الفردوس. الكائنات الأهلية إلى المسكن المركزي غير قادرة على النضوب وهي بالتالي, لا تخضع لإعادة شحن طاقة. ومع مثل هذه الكائنات ذات الكمال الفردوسي الأبدي لا يمكن أن يكون مثل هذا الإنتكاس إلى التجارب التطورية.
48:4.12 (548.7) لقد صعد معظمنا من خلال مراحل أسفل من الوجود أو من خلال مستويات تقدمية لمرتبتنا, وإنه منعش وفي قياس مُسلي التطلع إلى الوراء على أحداث معينة من تجربتنا المبكرة. هناك راحة في التأمل فيما هو قديم إلى مرتبة المرء, والذي يتوانى كمُلك لذاكرة العقل. المستقبل يعني كفاح وتقدم؛ إنه ينم عن عمل, وجهد, وإنجاز؛ لكن الماضي يتذوق أشياء هي الآن مُتقنة ومُنجَزة؛ التأمل في الماضي يسمح بالإسترخاء ومثل هذا الإستعراض الخالي من الهم بحيث يثير مرح الروح وحالة ذهنية مورونشية تقارب المرح.
48:4.13 (548.8) حتى الفكاهة البشرية تصبح أكثر قلبية عندما تصف أحداث تؤثر على أولئك الذين هم قليلاً دون حالة المرء التنموية الحالية, أو عندما تصور المفترضين أفضل منزلة من المرء يقعون ضحية التجارب التي هي عادة مرتبطة بالمفترضين أدنى منزلة. أنتم من يورانشيا قد سمحتم لكثير مما كان مرة سوقياً وفظاً ليصبح ملتبساً مع روح الدعابة الخاصة بكم, لكن على العموم, ينبغي تهنئتكم على روح الفكاهة الثاقبة بالمقارنة. بعض من سلالاتكم لديهم عرق غني منها وهم يُساعَدون إلى حد كبير في مهمتهم الأرضية بذلك. يبدو أنكم تلقيتم الكثير في طريق الفكاهة من ميراثكم الآدمي, أكثر بكثير مما أمّنتم من إما الموسيقى أو الفن.
48:4.14 (549.1) كل ساتانيا, خلال أوقات اللعب, تلك الأوقات عندما يعيد سكانها بانتعاش بعث ذكريات مراحل أدنى من الوجود, يتم تهذيبها بالفكاهة الدمثة لسِلك من موجهي الإرتداد من يورانشيا. حاسة الفكاهة السماوية لدينا معنا دائماً, حتى عند الانخراط في أكثر المهام صعوبة. إنها تساعد على تجنب الإفراط في تطوير مفهوم أهمية-الذات للمرء. لكننا لا نعطيها عنان حر, كما قد تقولون "استمتع," إلا عندما نكون في فرصة من المهام الجدية لمرتبتنا المختصة.
48:4.15 (549.2) عندما نقع تحت إغراء تكبير أهميتنا-الذاتية, إذا توقفنا لنتأمل لانهائية عظمة ومجد صانعينا, يصبح تمجيدنا-الذاتي مدعاة للسخرية بشكل رفيع, حتى يقارب على المُضحك. أحد وظائف الفكاهة هو مساعدتنا جميعاً لأخذ أنفسنا بجدية أقل. الفكاهة هي الترياق الإلهي لتعظيم الأنا.
48:4.16 (549.3) الحاجة إلى الإسترخاء وتسلية الفكاهة هي الأعظم في أولئك المراتب من الكائنات الصاعدة الذين يتعرضون لإجهاد مستمر في صراعاتهم الإرتقائية. الحالتان المتطرفتان للحياة لديهما حاجة قليلة للتسليات الفكاهية. الناس البدائيون ليس لديهم مقدرة لذلك, والكائنات ذات الكمال الفردوسي ليس لديهم حاجة لذلك, إن مُضيفي هاﭭونا هم بطبيعة الحال تجمعات مرحة ومبتهجة من الشخصيات السعيدة لأعلى درجة. على الفردوس تُلغي نوعية العبادة الضرورة لنشاطات الإرتداد. لكن من بين أولئك الذين بدأوا حياتهم المهنية أقل بكثير من هدف كمال الفردوس, هناك مكان كبير لإسعاف موجهي الإرتداد.
48:4.17 (549.4) كلما علَت الأصناف البشرية, كلما ازداد التوتر وازدادت المقدرة على الفكاهة فضلاً عن الضرورة لها. في عالم الروح العكس هو الصحيح: كلما ارتقينا للأعلى, كلما قلت الحاجة لتحويلات تجارب الإرتداد. لكن ماضين نزولاً في سُلم حياة الروح من الفردوس إلى الجيوش السيرافية, هناك حاجة متزايدة لمهمة المرح وإسعاف الفرح. أولئك الكائنات الذين هم في أمس الحاجة لإنتعاش الإرتداد الدوري إلى الوضع الفكري للتجارب السابقة هم الأنواع الأعلى الأصناف الإنسانية, المورونشيون, الملائكة, والأبناء الماديين, سوية مع جميع الأنواع المماثلة من الشخصية.
48:4.18 (549.5) ينبغي أن تعمل الفكاهة كصمام أمان تلقائي لمنع تراكم الضغوط المفرطة الناتجة عن رتابة التأمل-الذاتي المستمر والجدي بالإقتران مع الكفاح الشديد من أجل التقدم التنموي والإنجاز النبيل. تعمل الفكاهة أيضاً على الحد من صدمة التأثير غير المتوقع لواقع أو حقيقة, واقع متعنت قاسٍ وحقيقة مرنة مُفعمة بالحياة. شخصية البشري, أبداً غير متأكدة بشأن ما سوف يُواجه تالياً, من خلال قبضات الفكاهة السريعة--ترى بيت القصيد وتُحقق بصيرة--الطبيعة غير المتوقعة للموقف سواء كان واقعاً أو حقيقة.
48:4.19 (549.6) في حين أن فكاهة يورانشيا هي خام بشكل مفرط وغير فنية للغاية, إلا أنها تخدم هدفاً قيماً على حد سواء كضمان صحي وكمحرر للضغط العاطفي, مانعة بالتالي التوتر العصبي المؤذي والتأمل-الذاتي الزائد الجدية. الفكاهة واللعب--الإسترخاء--ليسوا أبداً ردود أفعال لجهود تقدمية؛ هم دائماً أصداء للمحة إلى الوراء, ذكرى للماضي. حتى على يورانشيا وكما أنتم الآن, دائماً تجدون أنه مجدد للشباب عندما يمكنكم لفترة قصيرة تعليق إجهادات الجهود الفكرية الأحدث والأعلى والعودة إلى الإلتزامات الأكثر بساطة لأسلافكم.
48:4.20 (550.1) مبادئ حياة اللعب اليورانشي سليمة فلسفياً وتستمر لتُطبَق صعوداً خلال حياتكم الإرتقائية, خلال دارات هاﭭونا إلى الشواطئ الأبدية للفردوس. ككائنات صاعدة أنتم في حيازة ذكريات شخصية من كل وجوداتكم السابقة والأدنى, وبدون هكذا ذكريات هوية من الماضي لن يكون هناك أساس لروح دعابة الحاضر, سواء ضحك بشري أو مرح مورونشي. إنه هذا التذكر للتجارب الماضية ما يوفر الأساس للمتعة والتسلية الحالية. وهكذا ستتمتعون بالمعادِلات السماوية لفكاهتكم الأرضية على طول الطريق صعوداً خلال مهمنكم المورونشية الطويلة, ومن ثم الروحية على نحو متزايد. وذلك الجزء من الله (الضابط) الذي يصبح جزءاً أبدياً من شخصية بشري صاعد يساهم بإيحاءات الألوهية إلى التعبيرات المرحة, حتى الضحك الروحي, للمخلوقات الصاعدة للزمان والفضاء.
48:5.1 (550.2) معلمو العالم المنزلي هم فيلق من الشيروبيم والسانوبيم المهجور إنما المُمجد. عندما يتقدم حاج الزمان من عالَم تجربة للفضاء إلى العوالم المنزلية والمرتبطة للتدريب المورونشي, يُرافَق بسيرافيمه الشخصي أو الجماعي, وصية المصير. في عوالم الوجود البشري تُساعَد السيرافيم باقتدار من قِبل الشيروبيم والسانوبيم؛ لكن عندما يُخلَّص البشري تحت وصايتها من قيود الجسد ويبدأ على مهمة الإرتقاء, عندما تبدأ حياة ما بعد المادي أو المورونشيا, ليس لدى السيرافيم الملازمة حاجة إضافية لإسعافات مساعديها السابقين الشيروبيم والسانوبيم.
48:5.2 (550.3) هؤلاء المسعفون المهجورون للسيرافيم المساعدين غالبا ما يتم استدعاؤهم إلى مركز إدارة الكون, حيث يعبرون نحو الإحتضان الحميم لروح أُم الكون ثم ينطلقون إلى أجواء تدريب النظام كمعلمي عالم منزلي. كثيراً ما يزور هؤلاء المعلمين العوالم المادية ويعملون من أدنى العوالم المنزلية صعوداً إلى أعلى الأجواء التثقيفية المتصلة بمركز إدارة الكون. بناء على تنقلهم قد يعودون إلى عملهم التعاوني السابق مع السيرافيم المُسعفة.
48:5.3 (550.4) هناك بلايين على بلايين من هؤلاء المعلمين في ساتانيا, وأعدادهم تتزايد على الدوام لأنه, في معظم الحالات, عندما تتقدم سيرافيم نحو الداخل مع بشري منصهر-بضابط, يُترك كِلا الشيروبيم والسانوبيم في الوراء.
48:5.4 (550.5) معلمو العالم المنزلي, مثل معظم المدربين الآخرين, مفوضين بالملكيصادقين. يُشرَف عليهم بشكل عام بمرافقي المورونشيا, لكن كأفراد وكمعلمين يُشرَف عليهم من قِبل الرؤساء بالنيابة للمدارس أو الأجواء التي فيها قد يعملون كمدربين.
48:5.5 (550.6) يعمل هؤلاء الشيروبيم المتقدمين عادة في أزواج كما فعلوا عندما كانوا ملحقين إلى السيرافيم. هم بالطبيعة قريبون جداً من الشكل المورونشي من الوجود, وهم فطرياً معلمون متعاطفون للبشر الصاعدين ويديرون بأقصى الكفاءة برنامج العالم المنزلي ونظام التعليم المورونشي.
48:5.6 (551.1) في مدارس حياة المورونشيا يتعاطى هؤلاء المعلمون في تعليم فرد, جماعة, طبقة, ومجموعة. على العوالم المنزلية يتم تنظيم مثل هذه المدارس في ثلاث مجموعات عامة كل منها من مائة قسم: مدارس التفكير, ومدارس الشعور, ومدارس الممارسة. عندما تصل البُرج, هناك تُضاف مدارس الآداب, ومدارس الإدارة, ومدارس التكيف الإجتماعي. على عوالم مركز إدارة الكون سوف تدخل مدارس الفلسفة, والألوهية, والروحانية النقية.
48:5.7 (551.2) تلك الأشياء التي ربما تكون قد تعلمتها على الأرض, لكن التي فشلت في تعلمها, يجب نيلها تحت وصاية هؤلاء المعلمين المخلصين والصبورين. ليس هناك طرق مَلَكية, طرق مختصرة, أو مسارات سهلة إلى الفردوس. بغض النظر عن الإختلافات الفردية للطريق, أنت تُتقن دروس جو واحد قبل أن تمضي قُدماً إلى آخر؛ على الأقل هذا صحيح متى تركت مرة عالم أهليتك.
48:5.8 (551.3) أحد أهداف مهنة المورونشيا هو إحداث الإستئصال الدائم من الناجين البشر لتلك الميزات الأثرية الحيوانية مثل التسويف, المراوغة, عدم الإخلاص, تجنب المشاكل, عدم الإنصاف, والسعي للسهولة. حياة المانسونيا في وقت مبكر تعلم تلاميذ المورونشيا الشبان بأن التأجيل ليس بأي حال من الأحوال تجنب. بعد الحياة في الجسد, لا يعود الوقت متوفراً كتقنية للتهرب من المواقف أو التحايل على إلتزامات بغيضة.
48:5.9 (551.4) بادئون الخدمة على الأدنى من أجواء الإنتظار, يتقدم معلمو العالم المنزلي, مع الخبرة, من خلال الأجواء التثقيفية للنظام والبُرج إلى عوالم التدريب لساﻟﭭينغتون. لا يخضعون لإنضباط خاص سواء قبل أو بعد إحتضانهم من قِبل روح أُم الكون. قد تم تدريبهم بالفعل لأجل عملهم أثناء خدمتهم كزميلات سيرافية على العوالم الأهلية لتلاميذهن الماكثين على عالم منزلي. لقد أخذن خبرة فعلية مع هؤلاء البشر المتقدمين على العوالم المأهولة. هم معلمات عمليات ومتعاطفات, مدربات حكيمات ومتفهمات, مرشدات قادرات وفعالات. هن على دراية تامة بخطط الإرتقاء ولديهن خبرة كاملة في الأطوار الإبتدائية لمهنة التقدم.
48:5.10 (551.5) الكثير من الأقدم من هؤلاء المعلمين, الذين خدموا طويلاً على عوالم دارة ساﻟﭭينغتون, يُعاد إحتضانهم بروح أُم الكون, ومن هذا الإحتضان الثاني ينبثق هؤلاء الشيروبيم والسانوبيم بوضع سيرافيم.
48:6.1 (551.6) في حين أن كل مراتب الملائكة, من المساعدين الكوكبيين إلى السيرافيم السامية, يُسعفون على عوالم المورونشيا, فإن مُسعفو الإنتقال مُعينون بشكل حصري إلى هذه النشاطات. هؤلاء الملائكة هم من المرتبة السادسة للخادمات السيرافية, وإسعافهم مكرس لتسهيل إنتقال المخلوقات المادية والبشرية من الحياة المؤقتة في الجسد إلى المراحل المبكرة للوجود المورونشي على العوالم المنزلية السبعة.
48:6.2 (551.7) ينبغي أن تفهم بأن حياة المورونشيا لبشري صاعد تُبدأ بالفعل على العوالم المأهولة عند حمل النفس, عند تلك اللحظة عندما عقل المخلوق ذو الوضع الأخلاقي يُسكن من قِبل ضابط الروح. ومن تلك اللحظة وصاعداً, يكون لدى النفس البشرية إستطاعة محتملة لأداء فائق عن البشري, حتى لأجل التعرف على المستويات الأعلى من أجواء المورونشيا للكون المحلي.
48:6.3 (552.1) أنتم, على كل, لن تكونوا واعين لإسعاف سيرافيم الإنتقال إلى أن تُحرزوا العوالم المنزلية, حيث يعملن دون كلل من أجل تقدم تلاميذهن البشريين, كونهن معينات للخدمة في الأقسام السبعة التالية:
48:6.4 (552.2) 1. إنجيليات سيرافية. في اللحظة التي تصبحون واعين فيها على العوالم المنزلية, يتم تصنيفكم كأرواح متطورة في سجلات النظام. صحيح, أنتم لستم بعد أرواح في الواقع, لكنكم لم تعودوا كائنات بشرية أو مادية؛ لقد باشرتم على المهنة السابقة للروح وتم قبولكم حسب الأصول في حياة المورونشيا.
48:6.5 (552.3) على العوالم المنزلية, سوف تساعدكم الإنجيليات السيرافيات على الإختيار بحكمة ما بين الطرق الإختيارية إلى عدنشيا, ساﻟﭭينغتون, يوﭭرسا, وهاﭭونا. إذا كان هناك عدد من الطُرق المستحسنة على قدم المساواة, فسيتم عرض هذه أمامك, وسيُسمح لك باختيار واحدة التي تروق الأكثر لك. ثم تقدم هذه السيرافيم توصيات إلى المستشارين الأربعة والعشرين على جيروسِم بشأن ذلك المسار الذي سيكون الأكثر فائدة لكل نفس صاعدة.
48:6.6 (552.4) أنتم لا تُعطَون إختياراً غير مقيد بالنسبة لمساركم المستقبلي؛ لكن يمكنكم الإختيار ضمن الحدود التي تقرر مُسعفات الإنتقال ورؤسائهن بحكمة أنها الأكثر ملاءمة من أجل تحصيلكم الروحي المستقبلي. عالم الروح محكوم على مبدأ إحترام إختيار مشيئتكم الحرة شرط أن المسلك الذي قد تختارونه ليس مضراً لكم أو مؤذياً لزملائكم.
48:6.7 (552.5) هؤلاء الإنجيليات السيرافيات مكرسات لإعلان إنجيل التقدم الأبدي, إنتصار إحراز الكمال. على العوالم المنزلية هن تُعلِن القانون العظيم لحفظ وهيمنة الصلاح: لا عمل من الصلاح يضيع كلياً؛ قد يُحبط طويلاً لكنه أبداً لن يُلغى بالكامل, وهو فعال أبدياً بما يتناسب مع ألوهية دافعه.
48:6.8 (552.6) حتى على يورانشيا هن ينصحن معلمي الحقيقة والصلاح الإنسانيين بالإلتزام بوعظ "خير الله, الذي يؤدي إلى التوبة," لإعلان "محبة الله, التي تطرد كل خوف." حتى هكذا قد أُعلنت هذه الحقائق على عالمكم:
48:6.9 (552.7) الآلهة هم القيمون علي؛ فلن أضل؛
48:6.10 (552.8) جنباً إلى جنب هم يرشدونني في المسارات الجميلة, والإنعاش المجيد لحياة أزلية.
48:6.11 (552.9) أنا لن, في هذا الحضور الإلهي, أحتاج الطعام ولا أعطش للماء.
48:6.12 (552.10) رغم أنني أنزل إلى وادي عدم اليقين أو أصعد إلى عوالم الشك؛
48:6.13 (552.11) رغم أنني أتحرك في وحدة أو مع زملاء من جنسي,
48:6.14 (552.12) ولو أنا أنتصر في جوقات النور أو أتعثر في الأماكن الإنفرادية للأجواء.
48:6.15 (552.13) روحك الطيبة سوف يُسعف لي, وملاكك المجيد سيؤاسيني.
48:6.16 (552.14) ولو أنني أنزل إلى أعماق الظلمة والموت نفسه,
48:6.17 (552.15) لن أشك فيك ولن أخافك,
48:6.18 (552.16) لأنني أعلم أن في ملء الزمن ومجد إسمك,
48:6.19 (552.17) سوف ترفعني عالياً لكي أجلس معك على شرفات العُلى.
48:6.20 (553.1) تلك هي القصة التي هُمست في فصل الليل إلى الصبي الراعي. هو لم يتمكن من إستعادتها كلمة بكلمة, لكن للأفضل من ذاكرته أعطاها الكثير كما هي مُسجلة اليوم.
48:6.21 (553.2) هؤلاء السيرافيم هن كذلك الإنجيليات لإنجيل إحراز الكمال للنظام بأكمله وكذلك للفرد الصاعد. الآن حتى في نظام ساتانيا الحديث السن تشمل تعاليمهن وخططهن تجهيزات للعصور المستقبلية عندما لا تعود العوالم المنزلية تخدم البشر الصاعدين كعتبات عبور إلى الأجواء على العُلى.
48:6.22 (553.3) 2. مفسرات عنصرية. ليست كل أجناس الكائنات البشرية متشابهة. صحيح, هناك نمط كوكبي يجري خلال الطبائع والميول الفيزيائية, والعقلية, والروحية لمختلف الأعراق من عالم معين؛ لكن هناك كذلك أنواع عنصرية متميزة, وميول شعبية محددة تُميز ذرية هذه الأنواع الأساسية المختلفة من الكائنات الإنسانية. على عوالم الزمان توطد المفسرات العنصريات السيرافيات جهود مفوضي الأجناس للتوفيق بين وجهات النظر المختلفة للأجناس, ويواصلن العمل على العوالم المنزلية, حيث تميل هذه الفروق نفسها للإستمرار إلى حد ما. على كوكب مشوش, مثل يورانشيا, بالكاد كانت لدى هؤلاء الكائنات اللامعة فرصة منصفة للعمل, لكنهن عالمات الإجتماع الماهرات والمستشارات العرقيات الحكيمات للسماء الأولى.
48:6.23 (553.4) يجب أن تأخذوا بعين الإعتبار البيان عن "السماء" و "سماء السماوات." السماء التي تصورها معظم أنبيائكم كانت الأولى من العوالم المنزلية في النظام المحلي. عندما تكلم الرسول عن كونه "خُطف إلى السماء الثالثة," هو أشار إلى تلك التجربة التي فيها انفصل ضابطه أثناء النوم وفي هذه الحالة غير العادية جعل إسقاطاً إلى الثالث من العوالم المنزلية السبعة. بعض من حكمائكم رأوا رؤية السماء الأعظم, "سماء السماوات," التي تجربة العالم المنزلي السباعي الأضعاف لم تكن سوى الأولى؛ الثانية كائنة جيروسِم؛ الثالثة, عدنشيا وسواتلها؛ الرابعة, ساﻟﭭينغتون وأجواؤها التثقيفية المحيطة؛ الخامسة, يوﭭرسا؛ السادسة, هاﭭونا؛ والسابعة, الفردوس.
48:6.24 (553.5) 3. مخططات العقل. هؤلاء السيرافيم مكرسات إلى التجميع الفعال لكائنات المورونشيا وإلى تنظيم عملهن الجماعي على العوالم المنزلية. هن علماء النفس للسماء الأولى. الأكثرية من هذا القسم الخاص من المُسعفات السيرافية قد كانت لديهن خبرة سابقة كملائكة حارسة لأولاد الزمان, لكن الذين تحت وصايتهن, لسبب ما, فشلوا في أن يتشخصوا على العوالم المنزلية أو سوى ذلك نجوا من خلال تقنية إنصهار الروح.
48:6.25 (553.6) إنها مهمة مخططي العقل لدراسة طبيعة, وخبرة, ووضع نفوس الضابط في النقل خلال العوالم المنزلية ولتسهيل تجميعهم من أجل التعيين والتقدم. لكن مخططي العقل هؤلاء لا يُخططون, يتلاعبون, أو سوى ذلك يستغلون الجهل أو محدودات أخرى لتلامذة عالم منزلي. هم كلياً منصفون وعادلون برفعة. يحترمون مشيئتكم الحرة المورونشية المولودة حديثاً؛ يعتبرونكم ككائنات إرادة مستقلة, ويسعون لتشجيع تطوركم وتقدمكم السريع. هنا أنتم وجهاً لوجه مع أصدقاء حقيقيين, ومستشارين متفهمين, ملائكة الذين هم حقاً قادرين على مساعدتكم "لأن تروا أنفسكم كما يراكم الآخرون" و "لمعرفة أنفسكم كما الملائكة يعرفونكم."
48:6.26 (553.7) حتى على يورانشيا, هؤلاء السيرافيم تُعلِمن الحقيقة الأبدية: إذا كان عقلك الخاص لا يخدمك بشكل جيد, يمكنك إستبداله بعقل يسوع الناصري, الذي يخدمك دائماً بشكل جيد.
48:6.27 (554.1) 4. مستشارو مورونشيا. يتلقى هؤلاء المسعفون أسماءهم لأنهم مكلفون بتعليم, وتوجيه, وتقديم المشورة للبشر الناجين من عوالم الأصل الإنساني, نفوس في العبور إلى المدارس الأعلى لمركز إدارة النظام. هم معلمو أولئك الذين ينشدون البصيرة في الوحدة الإختبارية لمستويات حياة متباينة, أولئك الذين يحاولون تتميم المعاني وتوحيد القيم. هذه هي وظيفة الفلسفة في الحياة البشرية, الموطا على الأجواء المورونشية.
48:6.28 (554.2) الموطا هي اكثر من فلسفة فائقة؛ إنها إلى الفلسفة مثل عينين إلى عين واحدة؛ لديها تأثير تجسيمي على المعاني والقيم. الإنسان المادي يرى الكون, كما لو كان, بعين واحدة فقط--مسطحة. تلاميذ عالم منزلي يُحققون منظور فلكي--عمق--من خلال فرض مدارك حياة المورونشيا على مدارك الحياة الفيزيائية. وهم مُمكنون من إحضار وجهات النظر المادية والمورونشية هذه نحو تركيز حقيقي إلى حد كبير من خلال الإسعاف الذي لا يكل لمستشاراتهم السيرافيات, اللواتي تُعلمن بغاية الصبر تلاميذ العالم المنزلي وتقدميي المورونشيا. العديد من مستشاري التعليم من مرتبة السيرافيم السامية بدأوا مهنهم كناصحين للنفوس المتحررة حديثاً لبشر الزمان.
48:6.29 (554.3) 5. الفنيات. هؤلاء هن السيرافيم اللواتي يساعدن الصاعدين الجدد لتكييف أنفسهم إلى البيئة الجديدة والغريبة نسبياً لأجواء المورونشيا. الحياة على العوالم الإنتقالية تستلزم إتصالاً حقيقياً مع طاقات ومواد كِلا المستويات الفيزيائية والمورونشية وإلى حد معين مع حقائق روحية. يجب أن يتأقلم الصاعدون مع كل مستوى مورونشي جديد, وفي كل هذا هم يُساعَدون بشكل كبير بالفنّيات السيرافية. تعمل هؤلاء السيرافيم كإرتباطيات مع المُشرِفين على قدرة المورونشيا ومع المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين ويعملن على نطاق واسع كمدربات للحجاج الصاعدين فيما يتعلق بطبيعة تلك الطاقات التي تُستخدم على أجواء الإنتقال. يخدمن كمجتازات فضاء للطوارئ ويقمن بالعديد من الواجبات العادية والخاصة الأخرى.
48:6.30 (554.4) 6. معلمات مدونات. هؤلاء السيرافيم هن المدونات للتعاملات الحدودية للروحي والفيزيائي, من علاقات الناس والملائكة, لتعاملات المورونشيا لعوالم الكون الأدنى. هن كذلك يخدمن كمدربات بما يتعلق بالتقنيات الفعالة والمؤثرة لتدوين الواقع. هناك فن في التجميع الفكري والتنسيق للبيانات ذات الصلة, وهذا الفن يتزايد في التعاون مع الحِرفيين السماويين, وحتى البشر الصاعدين يصبحون بهذا مندمجين مع السيرافيم المدونة.
48:6.31 (554.5) تكرس المدونات لكل المراتب السيرافية قدراً معيناً من الوقت لتعليم وتدريب تقدميي المورونشيا. هؤلاء الوصيات الملائكيات لحقائق الزمان هن المدربات المثاليات لكل الباحثين عن الحقيقة. قبل أن تُغادر جيروسِم, سوف تُصبح مُلماً تماماً بتاريخ ساتانيا وعوالمها الـ 619 المأهولة, وسيتم نقل الكثير من هذه القصة من قبل المدونات السيرافية.
48:6.32 (554.6) هؤلاء الملائكة كلهن في سلسلة المدونين الممتدة من أدنى إلى أعلى الأوصياء لوقائع الزمان وحقائق الأبدية. يوماً ما سيعلمونك أن تُنشد الحق بالإضافة إلى الواقع, لتوسعة نفسك بالإضافة إلى عقلك. حتى الآن يجب أن تتعلم ري حديقة قلبك وأيضاً أن تسعى للرمال الجافة من المعرفة. الأشكال لا قيمة لها عندما يتم تعلم الدروس. ولا كتكوت يمكن أن يكون بدون القشرة, ولا قشرة تكون ذات أي قيمة بعد ما يفقس الكتكوت. لكن في بعض الأحيان يكون الخطأ كبيراً للغاية بحيث أن تصحيحه بواسطة الوحي سيكون قاتلاً لتلك الحقائق المنبعثة ببطء التي هي ضرورية لإسقاطه الإختباري. عندما يكون لدى الأطفال مُثلهم, لا تُنحوهم؛ دعوهم ينمون. وبينما أنتم تتعلمون أن تُفكروا كبالغين, يجب عليكم كذلك أن تتعلموا أن تُصلوا كأطفال.
48:6.33 (555.1) القانون هو الحياة نفسها وليس قواعد سلوكها. الشر هو إنتهاك القانون, ليس مخالفة لأحكام التصرف المتعلقة بالحياة, التي هي القانون. ليس الباطل مسألة تقنية سرد إنما شيء متعمد كتحريف للحقيقة. خلق صور جديدة من وقائع قديمة, إعادة صياغة الحياة الأبوية في حيوات الذرية--هذه هي الإنتصارات الفنية للحقيقة. ظل تحول شعرة, عن عمد لهدف غير صحيح, أدنى خداع أو إنحراف لما هو مبدأ--هذا يُشكل زوراً. لكن صنم الحقيقة التي صارت واقعية, حقيقة متحجرة, الخاتم الحديدي لما يُدعى الحقيقة غير المتغيرة, تمسك المرء بشكل أعمى في دائرة مقفلة لواقع بارد. يمكن للمرء أن يكون فنياً على حق بالنسبة للواقع وأزلياً خاطئ في الحقيقة.
48:6.34 (555.2) 7. إحتياطيات مُسعفة. فيلق كبير من كل مراتب سيرافيم الإنتقال موقوفات على العالم المنزلي الأول. تالياً إلى أوصياء المصير, تدنو مُسعفات الإنتقال هؤلاء الأقرب إلى الإنسانيين من كل مراتب السيرافيم, وكثير من لحظات فراغكم ستُمضى معهن. الملائكة تأخذ بهجة في الخدمة, وعندما غير مفوضات, كثيراً ما يُسعفن كمتطوعات. إن نفس كثيرين من البشر الصاعدين قد أوقدت لأول مرة بالنار الإلهية للإرادة-لأجل-الخدمة من خلال الصداقة الشخصية مع الخادمات المتطوعات من الإحتياطيات السيرافية.
48:6.35 (555.3) منهن سوف تتعلم السماح للضغط بتطوير الإستقرار واليقين؛ أن تكون مخلصاً وجاداً, وزد على ذلك, مبتهجاً؛ أن تقبل التحديات بدون شكوى وأن تواجه الصعوبات وعدم التأكد بدون خوف. سيسألون: إذا فشلت, ستنهض بشكل لا يُقهر لتجرب من جديد؟ إذا نجحت, هل ستحافظ على رباطة جأش متوازنة جيداً--موقف مستقر وروحاني--طوال كل جهد في الكفاح الطويل لكسر أغلال الجمود الذاتي المادي, لتحقيق حرية وجود الروح؟
48:6.36 (555.4) حتى كما البشر, هكذا هؤلاء الملائكة كانوا أباً لكثير من خيبات الأمل, وسوف يشيرون بأن في بعض الأحيان خيبات أملك الأكثر خيبة قد أصبحت أعظم بركاتك. في بعض الأحيان زرع بذرة يستلزم موتها, موت أعز آمالك, قبل أن يمكنها أن تولد من جديد لتؤتي ثمار حياة جديدة وفرصة جديدة. وستتعلم منهن أن تعاني أقل من الحزن وخيبة الأمل, أولاً, من خلال جعل عدد أقل من الخطط الشخصية فيما يتعلق بالشخصيات الأخرى, وبعد ذلك, بقبول نصيبك عندما تكون قد أديت واجبك بأمانة.
48:6.37 (555.5) سوف تتعلم بأنك تزيد أعباءك وتُنقص إمكانية النجاح باتخاذ نفسك على محمل الجد للغاية. لا شيء يمكن أن يكون له الأسبقية على عمل الجو الخاص بك--هذا العالم أو التالي. هام جداَ هو عمل التحضير للجو الأعلى التالي, لكن لا شيء يساوي أهمية العمل على العالم الذي تعيش فيه فعلاً. لكن على الرغم من أهمية العمل, فإن النفس ليست كذلك. عندما تشعر بالأهمية, تفقد طاقة البلى لكرامة الأنا بحيث لا يكون هناك سوى القليل من الطاقة المتبقية للقيام بالعمل. أهمية الذات, ليس أهمية-العمل, تُتعب المخلوقات غير الناضجة؛ إنه عنصر الذات الذي يُتعب, وليس الجهد المبذول لتحقيقه. يمكنك القيام بعمل مهم إذا كنت لا تصبح هام-النفس؛ يمكنك فعل عدة أشياء بذات السهولة كواحد إذا تركت نفسك خارجاً. التغيير مريح؛ الرتابة هي ما يُنهك ويستنفذ. يوم بعد يوم مثل بعضه--مجرد حياة أو بديل الموت.
48:7.1 (556.1) الطبقات السُفلى لموطا المورونشيا موصولة مباشرة مع المستويات الأعلى للفلسفة الإنسانية. على العالم المنزلي الأول إنها ممارسة تعليم التلاميذ الأقل تقدماً من خلال التقنية المتوازية؛ ذلك أنه, في خانة واحدة يتم تقديم المفاهيم الأكثر بساطة لمعاني الموطا, وفي الخانة المقابلة يُجعل إقتباس لبيانات مشابهة للفلسفة البشرية.
48:7.2 (556.2) ليس منذ أمد طويل, أثناء تنفيذي لمهمة على العالم المنزلي الأول لساتانيا, كانت لدي فرصة لمراقبة هذا الأسلوب من التعليم؛ ولو أنني لا يمكنني أن آخذ على عاتقي تقديم محتويات الموطا للدرس, مسموح لي تسجيل البيانات الثمانية والعشرين من الفلسفة الإنسانية التي كان مدرس المورونشيا هذا يستخدمها كمواد توضيحية مصممة لمساعدة هؤلاء الماكثين الجدد على العالم المنزلي في جهودهم المبكرة لفهم أهمية ومعنى الموطا. هذه الرسوم التوضيحية للفلسفة الإنسانية كانت:
48:7.3 (556.3) 1. عرض مهارة متخصصة لا يعني إمتلاك إستطاعة روحية. ليست الشطارة بديلاً عن الطبع الحقيقي.
48:7.4 (556.4) 2. أشخاص قليلون يرقون إلى الإيمان الذي لديهم حقاً. الخوف غير المنطقي هو عملية احتيال فكري رئيسي يُمارَس على النفس البشرية المتطورة.
48:7.5 (556.5) 3. القدرات الفطرية لا يمكن تجاوزها؛ وعاء اللتر لا يمكن أن يسع لترين. مفهوم الروح لا يمكن فرضه آلياً في قالب الذاكرة المادية.
48:7.6 (556.6) 4. بشر قليلون يجرؤون أبداً لرسم أي شيء مثل مجموع الأرصدة الشخصية التي أُنشِئت بالإسعافات المركبة للطبيعة والنعمة. غالبية النفوس المعوزة هي غنية حقاً, لكنهم يرفضون تصديق ذلك.
48:7.7 (556.7) 5. الصعوبات قد تتحدى الوسطية وتهزم الخائف, لكنها فقط تحفز الأطفال الحقيقين للأعلون.
48:7.8 (556.8) 6. للتمتع بالإمتياز دون انتهاك, لأخذ حرية دون ترخيص, لإمتلاك السلطة ورفض إستخدامها رفضاً قاطعاً من أجل تعظيم الذات--هذه هي علامات الحضارة العالية.
48:7.9 (556.9) 7. الحوادث العمياء وغير المتوقعة لا تحدث في الفلك. ولا الكائنات السماوية تساعد الكائن الأدنى الذي يرفض أن يعمل على نوره من الحق.
48:7.10 (556.10) 8. الجهد لا يُنتج دائماً فرح, لكن ليس هناك سعادة بدون جهد ذكي.
48:7.11 (556.11) 9. العمل يُحقق القوة؛ الإعتدال يتأتى في الفتنة.
48:7.12 (556.12) 10. الصلاح يضرب أوتار إنسجام الحقيقة, واللحن يتذبذب في كل أنحاء الفلك, حتى إلى إدراك اللانهائي.
48:7.13 (556.13) 11. الضعيف ينهمك في الحلول, لكن القوي يعمل. ما الحياة سوى يوم عمل--إفعله حسناً. العمل لنا؛ العواقب لله.
48:7.14 (556.14) 12. أعظم إبتلاء من الفلك هو أن لا تكون قد إبتُليت أبداً. يتعلم البشر الحكمة فقط من خلال اختبار المحن.
48:7.15 (556.15) 13. أفضل ما تُميَز النجوم من الإنعزال المستوحد للأعماق الاختبارية, وليس من قمم الجبال المضيئة والمُبهجة.
48:7.16 (556.16) 14. إشحذ شهية زملائك من أجل الحقيقة؛ أعطي نصيحة فقط عندما تُطلب.
48:7.17 (557.1) 15. التصنع هو جهد سخيف للجاهل لكي يبدو حكيماً, محاولة النفس القاحلة كي تبدو غنية.
48:7.18 (557.2) 16. لا يمكنك أن تدرك الحقيقة الروحية حتى تختبرها شعورياً, وكثير من الحقائق لا تُشعر حقاً إلا في الشدائد.
48:7.19 (557.3) 17. الطموح خطر إلى أن يُجعل إجتماعياً بالكامل. أنت لم تكتسب أي فضيلة حقاً إلى أن تجعلك تصرفاتك مستحقاً لها.
48:7.20 (557.4) 18. عدم الصبر هو سم روحي؛ الغضب مثل حجر يُرمى في عش دبور.
48:7.21 (557.5) 19. ينبغي التخلي عن القلق. خيبات الأمل الأصعب للتحمل هي تلك التي لا تأتي أبداً.
48:7.22 (557.6) 20. الشاعر فقط يمكنه إدراك الشعر في النثر المألوف للوجود الروتيني.
48:7.23 (557.7) 21. المهمة العالية لأي فن هي, من خلال أوهامه, أن يُنبئ بحقيقة كون أعلى, لبلورة مشاعر الزمان نحو فكر الأبدية.
48:7.24 (557.8) 22. النفـس المتطورة لا تُجعل إلهية من خلال ما تفعل, بل من خلال ما تسعى جاهدة لتفعل.
48:7.25 (557.9) 23. الموت ما أضاف شيئاً إلى الإمتلاك الفكري أو إلى الموهبة الروحية, لكنه أضاف إلى الوضع الاختباري وعي النجاة.
48:7.26 (557.10) 24. مصير الأبدية يُحدد لحظة بلحظة بإنجازات عيش اليوم بيوم. أعمال اليوم هي مصير الغد.
48:7.27 (557.11) 25. العظمة لا تكمن كثيراً في إمتلاك القوة كما في جعل الإستخدام الحكيم والإلهي لهذه القوة.
48:7.28 (557.12) 26. المعرفة تُملك بالمشاركة فقط؛ إنها تُصان بالحكمة وتُشارك إجتماعياً بالمحبة.
48:7.29 (557.13) 27. التقدم يتطلب تنمية الفردية؛ الوسطية تنشد إدامة في القياسية.
48:7.30 (557.14) 28. الدفاع الجدالي لأي إقتراح يتناسب عكسياً مع الحقيقة المحتواة.
48:7.31 (557.15) هكذا هو عمل المبتدئين على العالم المنزلي الأول بينما التلاميذ الأكثر تقدماً على العوالم التالية يُتقنون المستويات الأعلى من البصيرة الفلكية وموطا المورونشيا.
48:8.1 (557.16) من وقت التخرج من العوالم المنزلية إلى إحراز الوضع الروحي في مهنة الكون العظيم, يُدعى البشر الصاعدون تقدميي المورونشيا. سوف يكون مرورك خلال هذه الحياة الحدودية المدهشة تجربة لا تُنسى, ذكرى فاتنة. إنها البوابة التطورية إلى حياة الروح والإحراز النهائي لكمال المخلوق الذي به يُحقق الصاعدون هدف الزمان--العثور على الله على الفردوس.
48:8.2 (557.17) هناك هدف محدد وإلهي في كل مُخطط المورونشيا والروح اللاحق هذا للتقدم البشري, مدرسة تدريب الكون المتقنة هذه للمخلوقات الصاعدة. إنه تصميم الخالقين لمنح مخلوقات الزمان فرصة متدرجة لإتقان تفاصيل عمل وإدارة الكون الإجمالي, وهذا الفصل الطويل من التدريب أفضل ما يُحمل إلى الأمام بجعل البشر الناجين يتسلقون تدريجياً وبالمشاركة الفعلية في كل خطوة من الإرتقاء.
48:8.3 (558.1) خطة الإرتقاء-البشري لديها هدف عملي وقابل للخدمة؛ أنتم لستم مستلمي كل هذا العمل الإلهي والتدريب المضني فقط بحيث قد تتمكنون من البقاء على قيد الحياة لمجرد الاستمتاع بنعيم لا ينتهي وراحة أبدية. هناك هدف من الخدمة المتعالية مخفي ما بعد أفق عصر الكون الحالي. لو أن الآلهة صمموا لمجرد أخذكم على رحلة فرح واحدة طويلة وأبدية, هم بالتأكيد لن يحولوا إلى حد كبير الكون بأكمله إلى مدرسة تدريب عملية واسعة ومعقدة واحدة, متطلبة جزءاً أساسياً من الخلق السماوي كمدرسين ومدربين, وبعدها يمضون عصور فوق عصور يرشدونكم, واحداً تلو الآخر, خلال مدرسة الكون العملاقة هذه للتدريب الإختباري. إن تعزيز مُخطط التقدم البشري يبدو أنه واحد من الأعمال الرئيسية للكون المنظم الحالي, وغالبية المراتب غير المعدودة من الذكاءات المخلوقة تتعاطى إما بشكل مباشر أو غير مباشر في تقدم طور ما من خطة الكمال التقدمي هذه.
48:8.4 (558.2) في إجتياز السُلم الإرتقائي للوجود الحي من إنسان بشري إلى إحتضان الإله, أنت تعيش في الواقع الحياة ذاتها لكل طور ومرحلة ممكنة لوجود مخلوق مُكمَل ضمن حدود عصر الكون الحالي. من إنسان بشري إلى نهائي على الفردوس يضم كل ما يمكن الآن أن يكون--يكتنف كل شيء ممكن في الوقت الحاضر إلى المراتب الحية من كائنات مخلوقة ذكية, مُكملَة ومتناهية. إذا كان المصير المستقبلي لنهائيي الفردوس هو الخدمة في أكوان جديدة الآن طور التكوين, فمن المؤكد بأنه في هذا الخلق الجديد والمستقبلي لن تكون هناك مراتب مخلوقة من كائنات إختبارية الذين ستكون حياتهم مختلفة كلياً عن هذه التي عاشها البشر النهائيين على عالم ما كجزء من تدريبهم الإرتقائي, باعتبارها واحدة من مراحل تقدمهم الطويل العصر من حيوان إلى ملاك ومن ملاك إلى روح ومن روح إلى الله.
48:8.5 (558.3) [ قُدمت بملاك رئيسي لنِبادون. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 49
49:0.1 (559.1) جميع العوالم المأهولة-ببشر هي تطورية في الأصل والطبيعة. هذه الأجواء هي ارض التفريخ, المهد التطوري, لأجناس البشر من الزمان والفضاء. كل وحدة من حياة الصعود هي مدرسة تدريب حقيقية لمرحلة الوجود التي أمامها مباشرة, وهذا ينطبق على كل مرحلة من إرتقاء الفردوس التقدمي للإنسان؛ تماماً كما هو الحال مع التجربة البشرية الأولية على كوكب تطوري كما عن مدرسة مركز إدارة الكون النهائية للملكيصادقين, وهي مدرسة لا يلتحق بها البشر الصاعدين حتى بالضبط قبل ترجمتهم إلى نظام الكون العظيم وإحراز المرحلة الأولى للوجود الروحاني.
49:0.2 (559.2) كل العوالم المأهولة مجمعة بشكل أساسي من أجل الإدارة السماوية في الأنظمة المحلية, وكل من هذه الأنظمة المحلية يقتصر على حوالي ألف عالم تطوري. هذا القيد هو بموجب مرسوم من قدماء الأيام, ويختص بالكواكب التطورية الفعلية حيث يعيش البشر ذوي وضع النجاة. لا العوالم التي استقرت أخيراً في النور والحياة ولا الكواكب في مرحلة ما قبل الإنسان من تطور الحياة تُحتسَب في هذه المجموعة.
49:0.3 (559.3) ساتانيا نفسها هي نظام غير مكتمل يحتوي فقط على 619 عالماً مأهولاً. مثل هذه الكواكب تُرقم تسلسلياً وفقاً لتسجيلها كعوالم مأهولة, كعوالم مأهولة بمخلوقات مشيئة. لهذا أُعطيت يورانشيا الرقم 606 من ساتانيا, بمعنى العالم 606 في هذا النظام المحلي الذي عليه بلغت عملية الحياة التطورية الطويلة ذروتها بظهور الكائنات الإنسانية. هناك ستة وثلاثون كوكباً غير مأهول يقتربون من مرحلة منحة-الحياة, وعدة منها يتم تجهيزها الآن من أجل حاملي الحياة. هناك ما يقرب من مائتي جو التي تتطور بحيث تكون مهيأة من أجل غرس حياة في غضون ملايين السنين القليلة التالية.
49:0.4 (559.4) ليست كل الكواكب مناسبة لإيواء الحياة البشرية. الصغيرة منها التي لديها سرعة عالية من الدوران المحوري هي غير ملائمة بتاتاً لإستيطان الحياة. في العديد من النظم الفيزيائية لساتانيا فإن الكواكب الدائرة حول الشمس المركزية هي كبيرة جداً للإستيطان, كتلتها الكبيرة تُسبب جاذبية طاغية. العديد من هذه الأجواء الضخمة لديها سواتل, أحياناً نصف دزينة أو أكثر, وهذه الأقمار هي غالباً في حجم قريب جداً من يورانشيا, بحيث أنها تقريباً مثالية للسكن.
49:0.5 (559.5) أقدم عالم مسكون في ساتانيا, العالم رقم واحد, هو أنوﭭا, أحد السواتل الأربعة والأربعون الدائرة حول كوكب مظلم ضخم لكنه مُعرض للنور التفاضلي لثلاثة شموس مجاورة. أنوﭭا في مرحلة متقدمة من الحضارة التقدمية.
49:1.1 (559.6) أكوان الزمان والفضاء متدرجة في التطور؛ فتقدم الحياة--الأرضية أو السماوية--ليس إعتباطياً ولا سحرياً. قد لا يكون التطور الفلكي دائماً مفهوماً (يمكن التنبؤ به), لكنه على نحو صارم غير عرَضي.
49:1.2 (560.1) الوحدة البيولوجية للحياة المادية هي الخلية البروتوبلازمية (مادة الخلايا الأساسية), الصِلة المشتركة للطاقات الكيميائية, الكهربائية, وغيرها من الطاقات الأساسية. تختلف الصيغ الكيميائية في كل نظام, وتقنية توالد الخلية الحية مختلف قليلاً في كل كون محلي, لكن حاملي الحياة هم دائما المحفزون الأحياء الذين يستهلون التفاعلات الأولية للحياة المادية؛ هم المحرضون لدارات الطاقة للمادة الحية.
49:1.3 (560.2) كل العوالم لنظام محلي تكشف عن قرابة فيزيائية لا لبس فيها؛ مع ذلك, فكل كوكب لديه مقياس حياة خاص به, لا عالمين يتشابهان تماماً في المنحة النباتية والحيوانية. هذه الإختلافات الكوكبية في أنواع حياة النظام تنتُج عن قرارات حاملي الحياة. لكن هؤلاء الكائنات لا هم متقلبين ولا غريبي الأطوار؛ تُدار الأكوان وفقاً للقانون والنظام. قوانين نِبادون هي الإنتدابات الإلهية لساﻟﭭينغتون, ومرتبة الحياة التطورية في ساتانيا هي بما يتماشى مع النموذج التطوري لنِبادون.
49:1.4 (560.3) التطور هو قانون النشوء الإنساني, لكن العملية نفسها تختلف بشكل كبير على عوالم مختلفة. تُبدأ الحياة أحياناً في مركز واحد, أحياناً في ثلاثة, كما كان على يورانشيا. على عوالم الغلاف الجوي عادة ما يكون لديها أصل بحري, لكن ليس دائماً؛ الكثير يعتمد على الوضع الفيزيائي لكوكب ما. حاملو الحياة لديهم مدى كبير في عملهم لبدء الحياة.
49:1.5 (560.4) في نشوء الحياة الكوكبية فإن الشكل النباتي دائماً يسبق الحيواني ويكون متطوراً تماماً قبل أن تتفاضل النماذج الحيوانية. كل الأنواع الحيوانية تنشأ من الأنماط الأساسية لمملكة النبات السابقة من الأشياء الحية؛ فهي ليست منظمة بشكل منفصل.
49:1.6 (560.5) المراحل المبكرة لتطور الحياة ليست جملةً متوافقة مع وجهات نظركم الحالية. الإنسان البشري ليس حادثاً تطورياً. هناك نظام دقيق, قانون كوني, الذي يحدد إنفضاض خطة حياة كوكبية على أجواء الفضاء. الوقت وإنتاج أعداد كبيرة من الأنواع ليست هي العوامل المؤثرة المسيطرة. الفئران تتكاثر بسرعة أكبر بكثير من الفيلة, مع ذلك تتطور الفيلة بسرعة أكبر من الفئران.
49:1.7 (560.6) عملية التطور الكوكبي منظمة ومضبوطة. إن تطور الكائنات العضوية الأعلى من المجموعات الأدنى للحياة ليس من قبيل الصدفة. أحياناً يتأخر التقدم التطوري مؤقتاً بهلاك خطوط مؤاتية معينة من بلازما الحياة المحمولة في صنف مختار. غالباً ما يتطلب عصور فوق عصور لتعويض الضرر الناجم عن خسارة سلالة فائقة واحدة من الوراثة الإنسانية. تلك السلالات المختارة والفائقة للبروتوبلازما الحية يجب حراستها بغيرة وذكاء متى ما جعلت ظهورها. وعلى معظم العوالم المأهولة تلك الإحتمالات الفائقة للحياة هي مُقدرة القيمة أكثر بكثير مما على يورانشيا.
49:2.1 (560.7) هناك نمط قياسي وأساسي للحياة النباتية والحيوانية في كل نظام. لكن حاملي الحياة يواجَهون في كثير من الأحيان بضرورة تعديل هذه الأنماط الأساسية لكي تتوافق مع الظروف الفيزيائية المتغيرة التي تواجههم على عوالم الفضاء العديدة. إنهم يُعززون نوع نظام مُعمم من المخلوقات البشرية, لكن هناك سبعة أنواع فيزيائية مستقلة فضلاً عن ألوف فوق ألوف من الإختلافات الطفيفة لهذه التفاضلات البارزة السبعة.
49:2.2 (561.1) 1. أنواع الغلاف الجوي.
49:2.3 (561.2) 2. أنواع العناصر.
49:2.4 (561.3) 3. أنواع الجاذبية.
49:2.5 (561.4) 4. أنواع حرارية.
49:2.6 (561.5) 5. أنواع كهربائية.
49:2.7 (561.6) 6. أنواع مُنشطة.
49:2.8 (561.7) 7. أنواع غير مسماة.
49:2.9 (561.8) يحوي نظام ساتانيا كل هذه الأنواع والعديد من المجموعات الوسطية, على الرغم من أن بعضها مُمثل بشكل مقتصد جداً.
49:2.10 (561.9) 1. أنواع الغلاف الجوي. الفروق الفيزيائية لعوالم السكن البشري يتم تحديدها بشكل رئيسي بطبيعة الغلاف الجوي؛ التأثيرات الأخرى التي تُسهم في التمايز الكوكبي للحياة هي طفيفة نسبياً.
49:2.11 (561.10) وضع الغلاف الجوي الحالي ليورانشيا هو تقريباً مثالي لدعم نوع الإنسان المتنفس, لكن النوع الإنساني يُمكن تعديله للغاية بحيث يمكنه العيش على كِلا الكواكب ذات الغلاف الجوي الفائق ودون الغلاف الجوي. مثل هذه التعديلات تمتد أيضاً إلى الحياة الحيوانية, التي تختلف إلى حد كبير على مختلف الأجواء المأهولة. هناك تعديل كبير للغاية لمراتب الحيوان على كِلا عوالم الأجواء الفائقة والفرعية.
49:2.12 (561.11) من بين أنواع الغلاف الجوي في ساتانيا, حوالي إثنين ونصف في المائة هي دون المتنفسين, وحوالي خمسة في المائة فائقة التنفس, وفوق الواحد وتسعون في المائة متوسطة التنفس. سوية تمثل ثمانية وتسعين ونصف في المائة من عوالم ساتانيا.
49:2.13 (561.12) كائنات مثل أجناس يورانشيا يتم تصنيفهم كمتوسطي التنفس؛ أنتم تمثلون المرتبة المتوسطة أو مرتبة المتنفسين النموذجيين للوجود البشري. إذا كانت مخلوقات ذكية ستوجد على كوكب ذا غلاف جوي شبيه إلى ذلك لجارتكم القريبة, كوكب الزهرة, فإنهم سينتمون إلى فئة فائقي التنفس, بينما أولئك الذبن يسكنون كوكباً ذا غلاف جوي رقيق مثل ما لجاركم الخارجي, المريخ, سوف يُسمون متنفسين فرعيين.
49:2.14 (561.13) إذا كان البشر سيسكنون كوكباً مجرداً من الهواء, مثل القمر الخاص بكم, فإنهم سينتمون إلى مرتبة منفصلة من غير المتنفسين. هذا النوع يمثل تعديلاً جذرياً أو متطرفاً للبيئة الكوكبية ويُنظر فيه بشكل منفصل. يُحتسب غير المتنفسين للواحد والنصف في المائة الباقين من عوالم ساتانيا.
49:2.15 (561.14) 2. أنواع العناصر. تتعلق هذه التفاضلات بعلاقة البشر إلى الماء, الهواء, واليابسة, وهناك أربعة أصناف متميزة من الحياة الذكية كما ترتبط بتلك البيئات. أجناس يورانشيا هم من مرتبة اليابسة.
49:2.16 (561.15) إنه من المستحيل تماماً بالنسبة لكم أن تتصوروا البيئة التي تسود خلال العصور المبكرة لبعض العوالم. هذه الظروف غير العادية تجعل من الضروري للحياة الحيوانية المتطورة أن تبقى في مسكن الحضانة البحرية الخاص بها لفترات أطول مما على تلك الكواكب التي توفر في وقت مبكر جداً بيئة أرض وغلاف جوي مضيافة. على العكس من ذلك, على بعض عوالم فائقي التنفس, عندما لا يكون الكوكب كبير جداً, يكون من الملائم في بعض الأحيان التزويد لنوع بشري الذي يمكنه سريعاً التغلب على ممر الغلاف الجوي. ملاحو الهواء هؤلاء يتداخلون أحياناً بين فئات الماء واليابسة, ودائماً يعيشون في قياس فوق الأرض, متطورون في نهاية المطاف إلى ساكني يابسة. لكن على بعض العوالم, لعصور يستمرون في الطيران حتى بعد أن يصبحوا كائنات نوع-يابسة.
49:2.17 (562.1) إنه معاً مدهش وظريف مراقبة الحضارة المبكرة لجنس بدائي من الكائنات الإنسانية يأخذ شكلاً, في حالة ما, في الهواء وعلى أعالي الأشجار, في أخرى, وسط المياه الضحلة لأحواض إستوائية محمية, وكذلك على قاع, وجوانب, وشواطئ تلك الحدائق البحرية للأجناس الفجرية لمثل هذه الأجواء غير العادية. حتى على يورانشيا كان هناك عصر طويل حافظ الإنسان البدائي خلاله على نفسه وطور مدنيته البدائية بالعيش للجزء الأكبر في أعالي الأشجار كما فعل أسلافه الشجريين المبكرين. وعلى يورانشيا لا يزال لديكم مجموعة من الثدييات المتضائلة (عائلة الخفافيش) التي هي ملاحة هواء, وعجولكم البحرية وحيتانكم, من البيئة البحرية, هي كذلك من مرتبة الثدييات.
49:2.18 (562.2) في ساتانيا, من الأنواع العناصرية, سبعة في المائة ماء, عشرة في المائة هواء, سبعون في المائة يابسة, وثلاثة عشر في المائة مشتركين أنواع يابسة وهواء. لكن هذه التكيفات للمخلوقات الذكية المبكرة لا هي أسماك إنسانية ولا طيور إنسانية. هم من الأنواع الإنسانية والسابقة للإنسانية, ليسوا أسماك فائقة ولا طيور ممجدة لكنهم بشكل واضح بشر.
49:2.19 (562.3) 3. أنواع الجاذبية. من خلال تعديل التصميم الإبداعي, يتم إنشاء الكائنات الذكية بحيث يمكنهم الأداء بحرية على أجواء معاً أصغر وأكبر من يورانشيا, بهذا كائنين, إلى حد ما, في القياس, متناسبين لجاذبية تلك الكواكب التي ليست ذات حجم أو كثافة مُثلى.
49:2.20 (562.4) تختلف أنواع الكواكب المتنوعة من البشر في الإرتفاع, المتوسط في نِبادون كائن شيء قليلاً تحت سبعة أقدام. بعض من العوالم الأكبر مأهولة بكائنات الذين هم فقط حوالي قدمين ونصف في الإرتفاع. القامة البشرية تتراوح من هنا صعوداً خلال الإرتفاعات المتوسطة على الكواكب ذات الحجم المتوسط إلى حوالي عشرة أقدام على الأجواء المأهولة الأصغر. في ساتانيا هناك جنس واحد فقط تحت الأربعة أقدام في الإرتفاع. عشرون في المائة من عوالم ساتانيا المأهولة مسكونة ببشر من أنواع الجاذبية المُعدلة يشغلون الكواكب الأكبر والأصغر.
49:2.21 (562.5) 4. الأنواع الحرارية. إنه من الممكن خلق كائنات حية التي يمكنها أن تتحمل حرارات معاً أعلى بكثير وأقل بكثير من مدى الحياة لأجناس يورانشيا. هناك خمسة مراتب متميزة من الكائنات كما هم مُصنفين بالنسبة إلى آليات تنظيم-السخونة. في هذا المقياس أجناس يورانشيا هم رقم ثلاثة. ثلاثون في المائة من عوالم ساتانيا مأهولة بأجناس من الأنواع الحرارية المُعدلة. إثنا عشر في المائة ينتمون إلى نطاقات الحرارة الأعلى, ثمانية عشر في المائة إلى الأقل, مقارنة مع أهل يورانشيا, الذين يعملون في فئة الحرارة المتوسطة.
49:2.22 (562.6) 5. الأنواع الكهربائية. يتنوع السلوك الكهربائي, والمغناطيسي, والإلكتروني للعوالم إلى حد كبير. هناك عشرة تصاميم من الحياة البشرية مُبدعة بتنوع لكي تتحمل الطاقة التفاضلية للأجواء. هذه التنويعات العشرة تتفاعل أيضاً بطرق مختلفة قليلاً إلى الإشعاعات الكيميائية لضوء الشمس العادي. لكن هذه الإختلافات الفيزيائية الطفيفة لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على الحياة الفكرية أو الروحية.
49:2.23 (562.7) من التجمعات الكهربائية للحياة البشرية, ما يقرب من ثلاثة وعشرون في المائة ينتمون إلى الطبقة رقم أربعة, نوع يورانشيا من الوجود. تتوزع هذه الأنواع على النحو التالي: رقم 1, واحد في المائة؛ رقم 2, إثنان في المائة؛ رقم 3, خمسة في المائة؛ رقم 4, ثلاثة وعشرون في المائة, رقم 5 سبعة وعشرون في المائة؛ رقم 6, أربعة وعشرون في المائة؛ رقم 7, ثمانية في المائة؛ رقم 8, خمسة في المائة؛ رقم 9, ثلاثة في المائة, رقم 10, إثنان في المائة--بنسب مئوية كاملة.
49:2.24 (563.1) 6. الأنواع المنشِطة. ليست كل العوالم متشابهة في طريقة استهلاك الطاقة. ليست كل العوالم المأهولة لديها محيط جوي يناسب التبادل-التنفسي للغازات, كما هو موجود على يورانشيا. خلال المراحل المبكرة والمتأخرة للعديد من الكواكب, كائنات من مرتبتكم الحالية لم يتمكنوا من التواجد؛ وعندما تكون العوامل التنفسية لكوكب ما عالية جداً أو منخفضة جداً, لكن عندما تكون جميع المُتطلبات الأخرى للحياة الذكية كافية, في كثير من الأحيان يؤسس حاملو الحياة على مثل هذه العوالم شكلاً معدلاً من الوجود البشري, كائنات التي هي كفؤة لإحداث تبادلات عملية-حياتها مباشرة عن طريق طاقة-النور وتحويلات القدرة المباشرة للمتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين.
49:2.25 (563.2) هناك ستة أنواع مختلفة من التغذية الحيوانية والبشرية: يُوظف دون المتنفسين النوع الأول من التغذية, السكان البحريون الثاني, متوسطو التنفس الثالث, كما على يورانشيا. يُوظف فائقو التنفس النوع الرابع من استهلاك الطاقة, بينما يستخدم غير المتنفسين المرتبة الخامسة من التغذية والطاقة. تقتصر التقنية السادسة لتنشيط الِطاقة على مخلوقات منتصف الطريق.
49:2.26 (563.3) 7. الأنواع غير المُسماة. هناك العديد من الإختلافات الفيزيائية الإضافية في الحياة الكوكبية. لكن كل هذه الفروقات هي كلياً مسائل تعديل تشريحي, مفاضلات فيزيولوجية, وتكييفات كهروكيميائية. مثل هذه التمييزات لا تتعلق بالحياة الفكرية أو الروحية.
49:3.1 (563.4) غالبية الكواكب المأهولة مسكونة بالنوع المتنفس من الكائنات الذكية. لكن هناك أيضاً مراتب من البشر الذين هم قادرون على العيش على عوالم قليلة الهواء أو معدومة الهواء. من بين عوالم أورﭭونتون المأهولة هذا النوع يرقى إلى أقل من سبعة في المائة. في نِبادون هذه النسبة أقل من ثلاثة. في ساتانيا كلها لا يوجد سوى تسعة عوالم من هذا القبيل.
49:3.2 (563.5) هناك عدد قليل للغاية من النوع غير المتنفس من العوالم المأهولة في ساتانيا لأن هذا القسم الذي نُظم مؤخراً من نورلاشيادِك لا يزال يزخر بالأجسام الفضائية النيزكية؛ والعوالم التي لا تتمتع بغلاف جوي يحمي من الإحتكاك تكون عرضة للقصف المتواصل من قبل هؤلاء المتجولين. حتى بعض من المذنبات تتكون من أسراب نيازك, لكن كقاعددة فهي أجسام صغيرة مُعطلة من المادة.
49:3.3 (563.6) تدخل الغلاف الجوي ليورانشيا ملايين وملايين النيازك يومياً, آتية بمعدل مائتي ميل في الثانية تقريباً. على عوالم غير المتنفسين يجب على الأجناس المتقدمة أن يفعلوا الكثير لحماية أنفسهم من أضرار النيازك بعمل إنشاءات كهربائية التي تعمل على إستهلاك أو تجزيء النيازك. يواجههم خطر كبير عندما يغامرون ما بعد تلك النطاقات المحمية. هذه العوالم هي أيضاً عُرضة لعواصف كهربائية كارثية من طبيعة غير معروفة على يورانشيا. خلال هذه الأوقات من تقلبات الطاقة الهائلة, يجب أن يلتجئ السكان إلى منشآتهم الخاصة من العزل الواقي.
49:3.4 (563.7) الحياة على عوالم غير المتنفسين تختلف جذرياً عما هي على يورانشيا. غير المتنفسين لا يأكلون طعاماً أو يشربون ماء كما تفعل أجناس يورانشيا. تفاعلات الجهاز العصبي, آلية تعديل-السخونة, والتمثيل الغذائي لهذه الشعوب المتخصصة تختلف جذرياً عن تلك الوظائف لبشر يورانشيا. تقريباً كل عمل للعيش, على حدة من التوالد, يختلف, وحتى أساليب الإنجاب هي نوعاً ما مختلفة.
49:3.5 (564.1) على عوالم غير المتنفسين, أصناف الحيوان لا تشبه تلك الموجودة على الكواكب الجوية بشكل جذري. تختلف خطة حياة غير المتنفسين عن تقنية الوجود على عالم ذا غلاف جوي؛ حتى في البقاء على قيد الحياة تختلف شعوبهم, كونهم مرشحين لإنصهار الروح. مع ذلك, فإن هذه الكائنات تستمتع بالحياة وتمضي قّدماً بنشاطات الحيز مع نفس الفِتن والمسرات النسبية التي تُختبَر بالبشر الذين يعيشون على عوالم ذات غلاف جوي. في العقل والطبع, لا يختلف غير المتنفسين عن الأنواع البشرية الأخرى.
49:3.6 (564.2) ستكون أكثر من مهتم بالسلوك الكوكبي لهذا النوع من البشر لأن مثل هذا الجنس من الكائنات يسكن جواً في جوار قريب إلى يورانشيا.
49:4.1 (564.3) هناك إختلافات كبيرة بين بشر العوالم المختلفة, حتى بين أولئك المنتمين إلى نفس الأنواع الفكرية والفيزيائية, لكن كل البشر ذوي كرامة المشيئة هم حيوانات منتصبة القامة, ذوات القدمين.
49:4.2 (564.4) هناك ستة أجناس تطورية أساسية: ثلاثة أوليين--أحمر, أصفر, وأزرق؛ وثلاثة ثانويين--برتقالي, وأخضر, ونيلي. معظم العوالم المأهولة لديها كل تلك الأجناس, لكن العديد من كواكب الأدمغة-الثلاثة تؤوي فقط الأنواع الأولية الثلاثة. بعض الأنظمة المحلية لديها أيضاً هذه الأجناس الثلاثة فقط.
49:4.3 (564.5) متوسط هبة الحاسة-الفيزيائية الخاصة المتوسطة للكائنات الإنسانية هو إثنا عشر, مع أن الحواس الخاصة للبشر ذوي الأدمغة الثلاثة تمتد قليلاً ما بعد تلك لأنواع الدماغ الواحد والدماغين؛ يمكنهم الرؤية والسماع إلى حد كبير أكثر من أجناس يورانشيا.
49:4.4 (564.6) يولد الصغار عادة بشكل فردي, الولادات المتعددة هي الإستثناء, والحياة العائلية موحدة إلى حد ما على جميع أنواع الكواكب. تسود المساواة بين الجنسين على جميع العوالم المتقدمة؛ الذَكر والأنثى متساويان في موهبة العقل والوضع الروحي. نحن لا نعتبر كوكباً على أنه قد برز من البربرية ما دام جنس واحد يسعى إلى البغي على الآخر. هذه الخاصية لتجربة المخلوق دائماً تتحسن إلى حد كبير بعد وصول إبن وإبنة ماديان.
49:4.5 (564.7) تحدث إختلافات فصلية وحرارية على جميع الكواكب المضاءة والمسخنة-بشمس. الزراعة كونية على كل العوالم ذات الغلاف الجوي؛ حراثة التربة هي السعي الواحد الذي هو مشترك إلى الأجناس المتقدمة لكل هذه الكواكب.
49:4.6 (564.8) البشر جميعاً لديهم نفس النضالات العامة مع أعداء مجهريين في أيامهم المبكرة, كما أنتم تختبرون الآن على يورانشيا, وإن لم يكن واسع النطاق. طول الحياة يختلف على الكواكب المختلفة من خمس وعشرين سنة على العوالم البدائية إلى ما يقرب من خمسمائة سنة على الأجواء الأكثر تقدماً والأقدم.
49:4.7 (564.9) الكائنات الإنسانية كلها إجتماعية, سواء القبائلية والعرقية. هذه الإنفصالات الجماعية فطرية في أصلهم ودستورهم. يمكن تعديل مثل هذه الميول فقط عن طريق النهوض بالحضارة وبالروحانية التدريجية. تختلف المشاكل الإجتماعية, الإقتصادية, والحكومية للعوالم المأهولة وفقاً لعمر الكواكب ودرجة تأثرهم بالحلول المتعاقب للأبناء الإلهيين.
49:4.8 (564.10) العقل هو إغداق الروح اللانهائي ويعمل بشكل مشابه تماماً في البيئات المتنوعة. عقل البشر متشابه, بغض النظر عن بعض الإختلافات الهيكلية والكيميائية التي تميز الطبائع الفيزيائية لمخلوقات المشيئة في الأنظمة المحلية. بغض النظر عن الفروقات الكوكبية الفيزيائية أو الشخصية, فإن الحياة العقلية لكل تلك المراتب المتنوعة من البشر هي متشابهة جداً, ومهنهم المباشرة بعد الموت متشابهة إلى حد كبير.
49:4.9 (565.1) لكن العقل البشري بدون روح خالدة لا يمكنه البقاء. عقل الإنسان بشري؛ فقط الروح المُغدق خالد. تتوقف النجاة على الروحانية من قِبل إسعاف الضابط--عند ولادة وتطور النفس الخالدة؛ على الأقل, ينبغي أن لا يكون قد نشأ هناك عداء تجاه مهمة الضابط لإحداث التحول الروحي للعقل المادي.
49:5.1 (565.2) سيكون من الصعب إلى حد ما تقديم تصوير لائق للسلسلات الكوكبية للبشر لأنكم تعرفون القليل جداً عنها, ولأن هناك إختلافات كثيرة جداً. غير أن, المخلوقات البشرية, يمكن دراستها من وجهات نظر عديدة, من بينها ما يلي:
49:5.2 (565.3) 1. التكيف مع البيئة الكوكبية.
49:5.3 (565.4) 2. سلسلة نوع-الدماغ.
49:5.4 (565.5) 3. سلسلة إستلام-الروح.
49:5.5 (565.6) 4. العصور البشرية-الكوكبية.
49:5.6 (565.7) 5. سلسلة القرابة بين المخلوقات.
49:5.7 (565.8) 6. سلسلة الإنصهار-بضابط.
49:5.8 (565.9) 7. تقنيات الإفلات الأرضي.
49:5.9 (565.10) الأجواء المأهولة للأكوان العظمى السبعة مسكونة ببشر الذين يُصنفون في آن واحد في فئة ما أو أكثر من كل من هذه الطبقات المعممة السبعة لحياة المخلوق التطوري. لكن حتى هذه التصنيفات العامة لا تأخذ في الحسبان هكذا كائنات مثل المدسونايت ولا لأشكال أخرى معينة من الحياة الذكية. العوالم المأهولة, كما تم تقديمها في هذه الروايات, مأهولة بمخلوقات بشر تطوريين, لكن هناك أشكال حياة أخرى.
49:5.10 (565.11) 1. التكيف مع البيئة الكوكبية. هناك ثلاث مجموعات عامة من العوالم المأهولة من وجهة نظر التكيف لحياة المخلوق إلى البيئة الكوكبية: فئة التكيف العادي, فئة التكيف الجذري, والفئة التجريبية.
49:5.11 (565.12) التعديلات الإعتيادية إلى الظروف الكوكبية تتبع النماذج الفيزيائية العامة التي سبق النظر فيها. عوالم غير المتنفسين تمثل التكيف الجذري أو المتطرف, لكن أنواع أخرى كذلك مشمولة في هذه الفئة. العوالم التجريبية عادة مكيفة بشكل مثالي إلى أشكال الحياة النموذجية, وعلى هذه الكواكب العشرية يحاول حاملو الحياة إنتاج إختلافات نافعة في تصاميم الحياة القياسية. بما أن عالمكم هو كوكب تجريبي, فإنه يختلف بشكل ملحوظ عن الأجواء الشقيقة في ساتانيا؛ لقد ظهرت أشكال كثيرة من الحياة على يورانشيا التي لا توجد في أي مكان آخر؛ بالمثل هناك العديد من الأصناف الشائعة غائبة من كوكبكم.
49:5.12 (565.13) في كون نِبادون, كل عوالم تعديل الحياة موصولة معاً بتسلسل وتشكل مجالاً خاصاً من شؤون الكون التي يوليها المشرفون المعينون الإهتمام؛ وكل هذه العوالم التجريبية يتم فحصها بشكل دوري من قِبل فيلق من موجهي الكون التي رئيسها هو نهائي متمرس معروف في ساتانيا بـ تابامانشيا.
49:5.13 (566.1) 2. سلسلة نوع-الدماغ. التماثل الفيزيائي الوحيد للبشر هو الدماغ والجهاز العصبي؛ مع ذلك, هناك ثلاث تنظيمات أساسية لآلية الدماغ: أنواع الدماغ الواحد, والدماغين, والثلاثة. اليورانشيون هم من نوع الدماغين, نوعاً ما أكثر تخيلاً, ومغامرة, وفلسفة من بشر الدماغ-الواحد لكن إلى حد ما أقل روحياً, وأدبياً, وتعبداً من مراتب الأدمغة الثلاثة. هذه الإختلافات في الدماغ تميز حتى الوجودات الحيوانية السابقة للإنسان.
49:5.14 (566.2) من نوع نصف الكرة-الثنائي للقشرة الدماغية اليورانشية يمكنكم بالقياس, فهم شيء ما عن نوع الدماغ-الواحد. الدماغ الثالث لمراتب ذوي الأدمغة-الثلاثة يُفهم بشكل أفضلعلى أنه تطور لشكلكم الأقل أو البدائي من الدماغ, الذي تطور إلى النقطة حيث يعمل بشكل رئيسي في التحكم بالنشاطات الفيزيائية, تاركاً الدماغين الفائقين حرين لإنشغالات أعلى: واحد للأعمال الفكرية والآخر للنشاطات الموازية -الروحية لضابط الفكر.
49:5.15 (566.3) في حين أن الإنجازات الأرضية لأجناس الدماغ-الواحد هي محدودة قليلاً بالمقارنة مع مراتب ذوي-الدماغين, فإن الكواكب الأقدم من فئة الأدمغة-الثلاثة تُظهر حضارات التي من شأنها أن تذهل اليورانشيين, والتي نوعاً ما ستعيب التي لكم بالمقارنة. في التطور الآلي والحضارة المادية, حتى في التقدم الفكري, فإن عوالم البشر ذوي-الدماغين قادرة على التساوي مع أجواء الأدمغة-الثلاثة. لكن في التحكم الأعلى للعقل وتطور التبادل الفكري والروحي, فأنتم أدنى منزلةً إلى حد ما.
49:5.16 (566.4) كل هذه التقديرات المقارِنة المتعلقة بالتقدم الفكري أو الإحراز الروحي لأي عالم أو مجموعة من العوالم يجب بالإنصاف أن يأخذ بالإعتبار العمر الكوكبي؛ الكثير, الكثير جداً, يعتمد على العمر, مساعدة الرافعين البيولوجيين, والمهمات اللاحقة للمراتب المتنوعة من الأبناء الإلهيين.
49:5.17 (566.5) في حين أن شعوب الأدمغة-الثلاثة قادرين على تطور كوكبي أعلى بقليل من أي من المراتب ذات الدماغ الواحد أو الدماغين, كلهم لديهم نفس النوع من بلازما الحياة ويقومون بنشاطات كوكبية بطرق متشابهة جداً, كثيراً كما تفعل الكائنات الإنسانية على يورانشيا. يتم توزيع هذه الأنواع الثلاثة من البشر في كل أنحاء عوالم الأنظمة المحلية. في معظم الحالات كان لدي الظروف الكوكبية القليل جداً من العلاقة مع قرارات حاملي الحياة لشرع هذه المراتب المتنوعة من البشر على العوالم المختلفة؛ إنه من صلاحيات حاملي الحياة بالتالي أن يخططوا وينفذوا.
49:5.18 (566.6) تقف هذه المراتب الثلاثة على قدم المساواة في مهنة الإرتقاء. كل يجب أن يجتاز نفس المقياس الفكري للتطور, وكل يجب أن يُتقن نفس الإختبارات الروحية للتقدم. إدارة النظام والتحكم الفوقي للبُرج لهذه العوالم المختلفة هم أحرار بصورة موحدة من التمييز في المعاملة؛ حتى أنظمة أمراء الكواكب متماثلة.
49:5.19 (566.7) 3. سلسلة إستلام-الروح. هناك ثلاث فئات من تصميم العقل كما تتعلق بالإتصال مع شؤون الروح. هذا التصنيف لا يشير إلى مراتب الدماغ الواحد, والإثنين, والثلاثة للبشر؛ إنه يشير في المقام الأول إلى كيميائية الغدة, وعلى الأخص إلى تنظيم غدد معينة يمكن مقارنتها إلى الأجسام النخامية. الأجناس على بعض العوالم لديهم غدة واحدة, على آخرين إثنتين, مثل اليورانشيين, بينما على أجواء أخرى لدى الأجناس ثلاثة من هذه الأجسام الفريدة. المخيلة الفطرية والإستلامية الروحية تتأثر بالتأكيد بهذه الموهبة الكيميائية التفاضلية.
49:5.20 (566.8) من أنواع إستلام-الروح, خمسة وستون بالمائة هم من الفئة الثانية, مثل أجناس يورانشيا. إثنا عشر بالمائة من النوع الأول, بطبيعة الحال أقل إستلاماً, في حين أن ثلاثة وعشرين بالمائة ميالين روحياً أكثر أثناء الحياة الأرضية. هذه الفروق لا تنجو بعد الموت الطبيعي؛ كل هذه الإختلافات العرقية تتعلق فقط بالحياة في الجسد.
49:5.21 (567.1) 4. حقب بشرية-كوكبية. يتعرف هذا التصنيف على تلاحق الإعفاءات الإلهية الزمنية لأنها تؤثر على وضع الإنسان الأرضي واستلامه للإسعاف السماوي.
49:5.22 (567.2) تُبدأ الحياة على الكواكب بواسطة حاملي الحياة, الذين يحرسون تطورها حتى بعض الوقت بعد الظهور التطوري للإنسان البشري. قبل أن يُغادر حاملي الحياة كوكب ما, يقومون بتثبيت أمير كوكبي على النحو الواجب كحاكم للحيز. مع هذا الحاكم هناك تصل حصة كاملة من المساعِدين التابعين والمُسعفِين المعاونين, ويكون الحكم القضائي الأول للأحياء والأموات مُتزامناً مع وصوله.
49:5.23 (567.3) مع ظهور التجمعات الإنسانية, يصل هذا الأمير الكوكبي لكي يفتتح الحضارة الإنسانية ويُمركز المجتمع الإنساني. عالم الإرتباك الخاص بكم ليس معياراً للأيام المبكرة من حُكم الأمراء الكوكبيين, لأنه كان قرب بداية هكذا إدارة على يورانشيا أن أميركم الكوكبي, كاليغاسشيا, ألقى قرعته مع تمرد سلطان النظام, لوسيفر. لقد إتبع كوكبكم مساراً عاصفاً منذ ذلك الحين.
49:5.24 (567.4) على عالم تطوري طبيعي, يحرز التقدم العرقي ذروته البيولوجية الطبيعية أثناء نظام الأمير الكوكبي, وبعد ذلك بوقت قصير يرسل سلطان النظام إبناً وإبنة ماديين إلى ذلك الكوكب. هذان الكائنان المستوردان هما ذوا خدمة كرافعين بيولوجيين؛ تقصيرهم على يورانشيا زاد من تعقيد تاريخكم الكوكبي.
49:5.25 (567.5) عندما وصل التقدم الفكري والأدبي لجنس إنساني حدود النشوء التطوري, هناك يأتي إبن أﭭونال للفردوس على مهمة قضائية؛ وفيما بعد عندما يقارب الوضع الروحي لهكذا عالم حدود إحرازه الطبيعي, يُزار الكوكب من قِبل ابن إغداق فردوسي. المهمة الرئيسية لابن الإغداق هي تأسيس الوضع الكوكبي, الإفراج عن روح الحق لأجل العمل الكوكبي, وبالتالي يُدخل المجيء الكوني لضباط الفكر حيز التنفيذ.
49:5.26 (567.6) هنا, مُجدداً, تنحرف يورانشيا: لم يكن هناك أبداً مهمة قضائية على عالمكم, ولا كان الإبن المُغدق لكم من مرتبة الأﭭونال؛ تمتع كوكبكم بشرف الإشارة لأن يصبح كوكب المنزل البشري للإبن السلطان, ميخائيل نِبادون.
49:5.27 (567.7) كنتيجة لإسعاف كل المراتب المتعاقبة من البنوة الإلهية, تبدأ العوالم المأهولة وأجناسها المتقدمة في الإقتراب من قمة التطور الكوكبي. تصبح هكذا عوالم ناضجة الآن للمهمة المتوجّة, وصول الأبناء المعلمين الثالوثيين. هذه الحقبة من الأبناء المعلمين هي الدهليز إلى العصر الكوكبي النهائي--اليوتوبيا التطورية--عصر النور والحياة.
49:5.28 (567.8) سيحظى هذا التصنيف للكائنات الإنسانية باهتمام خاص في ورقة لاحقة.
49:5.29 (567.9) 5. مسلسلات القرابة بين المخلوقات. ليست الكواكب منظمة فقط عمودياً في أنظمة, وأبراج, وإلى ما هنالك, لكن إدارة الكون تزود أيضاً لتجمعات أفقية وفقاً للنوع, والسلسلة, وغيرها من العلاقات. هذه الإدارة الجانبية للكون تتعلق على وجه الخصوص بتنسيق النشاطات التي هي ذات طبيعة قرابة تم تعزيزها بشكل مستقل على أجواء مختلفة. هذه الطبقات ذات الصلة لمخلوقات الكون يتم فحصها بشكل دوري من قِبل سلك مركب معين من الشخصيات العُليا التي يرأسها نهائيون ذوو خبرة طويلة.
49:5.30 (568.1) تتجلى عوامل القرابة هذه على كل المستويات, لأن مسلسلات القرابة موجودة بين شخصيات غير إنسانية وكذلك بين مخلوقات بشرية--حتى بين مراتب إنسانية وفائقة عن الإنسان. الكائنات الذكية ترتبط عمودياً في إثنتي عشرة مجموعة كبيرة من سبعة أقسام كبرى لكل منها. التنسيق لهذه المجموعات ذات الصلة الفريدة من الكائنات الحية ربما يُدخل حيز التنفيذ بتقنية ما غير مفهومة بالكامل للكائن الأسمى.
49:5.31 (568.2) 6. سلسلة الإنصهار بضابط. إن التصنيف الروحي أو التجميع الفئوي لكل البشر أثناء تجربتهم السابقة للإنصهار يتم تحديدها بالكامل من خلال علاقة وضع الشخصية إلى مرقاب الغموض الساكن. ما يقرب من تسعين في المئة من عوالم نِبادون المأهولة مسكونة ببشر الإنصهار-بضابط على النقيض من كون قريب حيث بالكاد أكثر من نصف العوالم تؤوي كائنات التي هي مُرشحَة مسكونة-بضابط من أجل الإنصهار الأبدي.
49:5.32 (568.3) 7. تقنيات الإفلات الأرضي. هناك في الأساس طريقة واحدة فقط التي بها يمكن الشروع بحياة إنسانية فردية على العوالم المأهولة, وذلك من خلال تناسل المخلوق والولادة الطبيعية؛ لكن هناك العديد من التقنيات حيث يُفلت بها الإنسان من وضعه الأرضي ويكتسب الوصول إلى التيار المتحرك نحو الداخل لصاعدي الفردوس.
49:6.1 (568.4) إن جميع الأنواع الفيزيائية والسلسلات الكوكبية المختلفة من البشر يتمتعون على حد سواء بإسعاف ضباط الفكر, الملائكة الحارسة, والمراتب المتنوعة من جماهير الرسل للروح اللانهائي. كلهم على حد سواء يتحررون من قيود الجسد من خلال تحرير الموت الطبيعي, وكلهم على حد سواء يذهبون من ثم إلى العوالم المورونشية للتطور الروحي والتقدم العقلي.
49:6.2 (568.5) من وقت لآخر, بناء على طلب من السُلطات الكوكبية أو حكام النظام, تُجرى قيامات خاصة للناجين النائمين. تحدث مثل هذه القيامات على الأقل كل ألفية من الزمان الكوكبي, عندما ليس جميع بل "الكثيرين من أولئك الذين ينامون في الغبار يستيقظون". هذه القيامات الخاصة هي المناسَبة لتعبئة فئات خاصة من الصاعدين لخدمة محددة في خطة الكون المحلي للإرتقاء البشري. هناك معاً أسباب عملية وروابط عاطفية متعلقة بهذه القيامات الخاصة.
49:6.3 (568.6) أثناء كل العصور المبكرة لعالم مأهول, يُدعى الكثيرون إلى الأجواء المنزلية عند القيامات الخاصة والألفية, لكن معظم الناجين يعاد تشخيصهم عند تدشين إعفاء جديد مرتبط بمجيء إبن إلهي ذا خدمة كوكبية.
49:6.4 (568.7) 1. بشر نظام نجاة الإعفاء أو الجماعي. مع وصول الضابط الأول على عالم مأهول, تجعل السيرافيم الحارسة ظهورها أيضاً؛ لا غنى عنهن إلى الإفلات الأرضي. طوال فترة فوات-الحياة للناجين النائمين يُحتفظ بالقيم الروحية والحقائق الأبدية لنفوسهم المتطورة حديثاً والخالدة كأمانة مقدسة بالسيرافيم الشخصية أو الحارسة الجماعية.
49:6.5 (568.8) مجموعة الأوصياء ذوي التفويض للناجين النائمين دائماً يعملون مع أبناء القضاء على مجيئهم العالمي. "هو سيرسل ملائكته, وهم سيجمعون معاً مختاريه من الرياح الأربعة". مع كل سيرافيم تفويض إلى إعادة تشخيص بشري نائم هناك يعمل الضابط العائد, جزء الأب الخالد ذاته الذي عاش فيه أثناء الأيام في الجسد وبهذا تُستعاد الهوية وتُقام الشخصية. أثناء نوم رعاياهم يخدم هؤلاء الضباط المنتظِرون على دِفننغتون؛ هم لا يسكنون أبداً عقل بشري آخر في هذه المرحلة الإنتقالية.
49:6.6 (569.1) بينما العوالم الأقدم للوجود البشري تؤوي تلك الأنواع المتطورة جداً والروحية بشكل رائع من الكائنات الإنسانية المعفية فعلياً من حياة المورونشيا, فإن العصور الأبكر لأجناس الأصل-الحيواني تتميز ببشر بدائيين الذين هم غير ناضجين للغاية بحيث أن الإنصهار مع ضباطهم هو أمر مستحيل. تتم إعادة إفاقة هؤلاء البشر بالسيرافيم الحارسة بالإقتران مع جزء مفرد من الروح الخالدة للمصدر والمركز الثالث.
49:6.7 (569.2) بهذا يُعاد تشخيص الناجين النائمين من عصر كوكبي في نداءات اللائحة الإعفائية. لكن فيما يتعلق بالشخصيات غير القابلة للإنقاذ لحيز ما, لا تتواجد روح خالدة للعمل مع مجموعة حارسات المصير, وهذا يُشكل وقف لوجود المخلوق. بينما بعض من سجلاتكم قد صورت هذه الأحداث كحاصلة على كواكب الموت البشري, إلا أنها كلها تحدث بالفعل على العوالم المنزلية.
49:6.8 (569.3) 2. بشر المراتب الفردية للإرتقاء. يُقاس التقدم الفردي للكائنات الإنسانية بإحرازهم المتتالي و(إتقان) الإجتياز للدوائر الفلكية السبعة. هذه الدوائر للتقدم البشري هي مستويات من البصيرة الفلكية الفكرية, الإجتماعية, والروحية المرتبطة. مبتدئون في الدائرة السابعة, يجاهد البشر من أجل الأولى, وجميع الذين أحرزوا الثالثة على الفور لديهم حرس مصير شخصي معين لهم. قد يُعاد تشخيص هؤلاء البشر في حياة المورونشيا بشكل مستقل عن إعفاء أو غيره من الأحكام القضائية.
49:6.9 (569.4) طوال العصور المبكرة لعالم تطوري, قليل من البشر يذهبون إلى القضاء على اليوم الثالث. لكن بمرور العصور, يتم تعيين المزيد والمزيد من حرس المصير الشخصي إلى البشر المتقدمين, وبهذا يُعاد تشخيص أعداد متزايدة من هؤلاء المخلوقات المتطورين على العالم المنزلي الأول على اليوم الثالث بعد الموت الطبيعي. في مثل هذه المناسبات تشير عودة الضابط إلى إستفاقة النفس الإنسانية, وهذه هي إعادة التشخيص للميت حرفياً كما هو الحال عندما يتم إستدعاء التلاوة الجماعية عند نهاية إعفاء على العوالم التطورية.
49:6.10 (569.5) هناك ثلاث فئات من الصاعدين الأفراد: يهبط الأقل تقدماً على العالم المنزلي الأول أو الإبتدائي. المجموعة الأكثر تقدماً قد تأخذ مهنة المورونشيا على أي من العوالم المنزلية الوسطى وفقاً للتقدم الكوكبي السابق. الأكثر تقدماً من تلك المراتب يبدأون تجربتهم المورونشية بالفعل على العالم المنزلي السابع.
49:6.11 (569.6) 3. بشر مراتب الإرتقاء المعتمدة-على الإختبار. إن وصول ضابط يُشكل هوية في عيون الكون, وكل الكائنات المسكونة هي على نداءات لائحة العدل. لكن الحياة الزمنية على العوالم التطورية غير مؤكدة, والكثير يموتون في الحداثة قبل إختيار مهنة الفردوس. هكذا أطفال وشبان مسكونين بضابط يتبعون الوالد ذا الوضع الروحي الأكثر تقدماً, ذاهبون بهذا إلى عالم النهائية في النظام (الحضانة الإختبارية) على اليوم الثالث, عند قيامة خاصة, أو عند الألفية النظامية وتلاوة نداءات لائحة الإعفاء.
49:6.12 (570.1) الأطفال الذين يموتون عندما يكونون صغار جداً ليكون لديهم ضباط فكر يُعاد تشخيصهم على العالم النهائي للأنظمة المحلية يصاحب ذلك وصول أي من الوالدين على العوالم المنزلية. يكتسب الطفل كياناً فيزيائياً عند الولادة البشرية, لكن في أمور النجاة فإن جميع الأطفال الذين بدون ضابط يُحتسبون كما لو أنهم ما زالوا مُلحقين إلى والديهم.
49:6.13 (570.2) في الوقت المناسب يأتي ضباط الفكر ليسكنوا هؤلاء الصغار, بينما الإسعاف السيرافي لكِلا الفئتين من مراتب الإعتماد-الإختباري للنجاة هو بشكل عام مشابه إلى ذلك للوالد الأكثر تقدماً أو معادل إلى ذلك للوالد في حالة نجاة واحد منهما فقط. أولئك المحققون للدائرة الثالثة, بغض النظر عن وضع أبويهم, يتم منحهم أوصياء شخصيون.
49:6.14 (570.3) يتم الحفاظ على حضانات إختبارية مماثلة على الأجواء النهائية للبُرج ومركز إدارة الكون للأطفال الذين بدون ضابط من المراتب المعدلة الأولية والثانوية من الصاعدين.
49:6.15 (570.4) 4. بشر المراتب المكيفة الثانوية للإرتقاء. هؤلاء هم الكائنات الإنسانية التقدمية للعوالم التطورية المتوسطة. كقاعدة هم ليسوا محصنين ضد الموت الطبيعي, لكنهم معفون من المرور خلال العوالم المنزلية السبعة.
49:6.16 (570.5) تُفيق مجدداً الفئة الأقل كمالاً على مركز إدارة نظامهم المحلي, مارين فقط بالعوالم المنزلية. تذهب الفئة المتوسطة إلى عوالم التدريب للبُرج؛ يمرون بكامل نظام المورونشيا للنظام المحلي. لا زال أبعد في العصور الكوكبية من الجهاد الروحي, يستيقظ العديد من الناجين على مركز إدارة البُرج وهناك يبدأون إرتقاء الفردوس.
49:6.17 (570.6) لكن قبلما أي من هذه الفئات يمكنها التقدم إلى الأمام, يجب أن يسافروا عائدين كمدربين إلى العوالم التي فاتتهم, مكتسبين العديد من الخبرات كمعلمين في تلك النواحي التي مروا بها كتلاميذ. يتقدمون كلهم لاحقاً إلى الفردوس بالطرق المرسومة للتقدم البشري.
49:6.18 (570.7) 5. بشر المرتبة المعدلة الأولية للإرتقاء. هؤلاء البشر ينتمون إلى النوع المنصهر-بضابط من الحياة التطورية, لكنهم غالباً ما يمثلون المراحل النهائية من التطور الإنساني على عالم متطور. هؤلاء الكائنات الممجدة مُعفون من العبور خلال بوابات الموت؛ هم يُخضَعون إلى نوبة تشنج إبن؛ فهم يُترجَمون من بين الأحياء ويظهرون مباشرة في حضور الإبن السلطان على مركز إدارة الكون المحلي.
49:6.19 (570.8) هؤلاء هم البشر الذين ينصهرون مع ضباطهم أثناء الحياة البشرية, ومثل هذه الشخصيات المنصهرة بضابط تجتاز الفضاء بحرية قبل إلباسهم بأشكال مورونشية. هؤلاء النفوس المنصهرة يذهبون بعبور الضابط المباشر إلى قاعات القيامة لأجواء المورونشيا الأعلى, حيث يستلمون تنصيبهم المورونشي الإبتدائي بالضبط كما يفعل كل البشر الآخرين الذين يصلون من العوالم التطورية.
49:6.20 (570.9) هذه المرتبة المعدلة الأولية للإرتقاء البشري قد تنطبق على أفراد في أي من التسلسلات الكوكبية من أسفل المراحل إلى أعلاها لعوالم الإنصهار بضابط, لكنها في كثير من الأحيان تعمل على الأقدم من هذه الأجواء بعد أن يكونوا قد تلقوا فوائد العديد من حلول الأبناء الإلهيين.
49:6.21 (570.10) مع تأسيس العصر الكوكبي للنور والحياة, يذهب الكثيرون إلى عوالم مورونشيا الكون بالمرتبة المعدلة الأولية من الترجمة. إلى الأمام على المراحل المتقدمة من الوجود المستقر, عندما الأغلبية من البشر الذين يُغادرون حيز يُضَمون في هذه الطبقة, يُعتبَر الكوكب كمنتمي إلى هذه السلسلة. يصبح الموت الطبيعي متكرراً بشكل متناقص على هذه الأجواء المستقرة منذ أمد طويل في النور والحياة.
49:6.22 (571.1) [ قُدمت بملكيصادق من مدرسة جيروسِم للإدارة الكوكبية. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 50
50:0.1 (572.1) في حين أنهم ينتمون إلى مرتبة أبناء اللانوناندِك, فإن الأمراء الكوكبيون متخصصون للغاية في الخدمة بحيث أنهم يُعتبَرون عادة كفئة متميزة. بعد تصديق الملكيصادقين لهم كلانوناندِك ثانويين, يتم تعيين أبناء الكون المحلي هؤلاء إلى إحتياطيات مرتبتهم على مركز إدارة البُرج. من هنا يتم تعيينهم إلى واجبات متنوعة من قِبل سلطان النظام وفي نهاية المطاف يتم تكليفهم كأمراء كوكبيين ويُرسلون ليحكموا العوالم المأهولة المتطورة.
50:0.2 (572.2) الإشارة لسطان نظام لكي يتصرف في مسألة تعيين حاكم إلى كوكب معين هي إستلام طلب من حاملي الحياة لأجل إرسال رئيس إداري للعمل على هذا الكوكب الذي عليه قد أسسوا حياة وأنشأوا كائنات تطورية ذكية. كل الكواكب المأهولة بمخلوقات بشرية تطورية معُّين إليهم حاكم كوكبي من هذه المرتبة من البنوة.
50:1.1 (572.3) يمثل الأمير الكوكبي وإخوانه المساعدين أقرب نهج مُشخَّص (على حدة من التجسد) الذي يمكن أن يقوم به الإبن الأبدي للفردوس إلى المخلوقات السُفلى للزمان والفضاء. صحيح, أن الإبن الخالق يمس مخلوقات النواحي من خلال روحه, لكن الأمير الكوكبي هو الأخير من مراتب الأبناء الشخصيين الممتدة خروجاً من الفردوس إلى أولاد الناس. الروح اللانهائي يقترب جداً في أشخاص حرس المصير والكائنات الملائكية الأخرى؛ الأب الكوني يسكن في الإنسان عن طريق الحضور السابق للشخصي لمَراقب الغموض؛ لكن الأمير الكوكبي يمثل الجهد الأخير للإبن الأبدي وأبنائه للإقتراب منكم. على عالم مأهول حديثاً يُعد الأمير الكوكبي الممثل الوحيد للألوهية التامة, نابع من الإبن الخالق (نسل الأب الكوني والإبن الأبدي) والمُسعفة الإلهية (إبنة الكون للروح اللانهائي).
50:1.2 (572.4) يُحاط الأمير لعالم مأهول حديثاً بكتيبة مخلصة من المساعدين والمعاونين وبأعداد كبيرة من الأرواح المُسعفة. لكن السلك الموجه لهكذا عالم جديد يجب أن يكون من المراتب الأدنى من إداريي النظام من أجل أن يكون متعاطفاً فطرياً مع المشاكل والصعوبات الكوكبية ومتفهماً لها. وكل هذا الجهد لتزويد حكم متعاطف للعوالم التطورية ينطوي على مسؤولية متزايدة بحيث أن هؤلاء الشخصيات شبه-الإنسانية ربما يُقادون للضلال من خلال تمجيد عقولهم الخاصة على وفَوق مشيئة الحكام السُماة.
50:1.3 (572.5) كائنون وحدهم تماماً كممثلين للألوهية على الكواكب الفردية, يُختبر هؤلاء الأبناء بشدة, وقد عانت نِبادون سوء حظ عدة تمردات. في خلق سلاطين الأنظمة والأمراء الكوكبيين يحدث هناك تشخيص لمفهوم قد بات أبعد وأبعد عن الأب الكوني والإبن الأبدي, وهناك خطر متزايد من فقدان حاسة التناسب بالنسبة لأهمية-المرء الذاتية وإحتمال أكبر للفشل في الحفاظ على الفهم السليم لقيم وعلاقات المراتب العديدة من الكائنات الإلهية وتدرجاتهم في السُلطة. أن الأب ليس حاضراً شخصياً في الكون المحلي يفرض أيضاً إختباراً معيناً للإيمان والولاء على كل هؤلاء الأبناء.
50:1.4 (573.1) لكن ليس أحياناً كثيرة يفشل أمراء العالم هؤلاء في مهماتهم لتنظيم وإدارة الأجواء المأهولة, ونجاحهم يُسهل إلى حد كبير المهمات اللاحقة للأبناء الماديين, الذين يأتون لتطعيم الأشكال الأعلى لحياة المخلوق على الناس البدائيين للعوالم. كما أن حكمهم يفعل الكثير لتهيئة الكواكب من أجل أبناء الله الفردوسيين, الذين يأتون لاحقاً لمحاكمة العوالم وإفتتاح إفتقادات إلهية متعاقبة.
50:2.1 (573.2) كل الأمراء الكوكبيون هم تحت الإختصاص القضائي الإداري لجبرائيل, الرئيس التنفيذي لميخائيل, بينما هم في سُلطة مباشرة فهم خاضعين للإنتدابات التنفيذية لسلاطين الأنظمة.
50:2.2 (573.3) يمكن للأمراء الكوكبيين في أي وقت أن يلتمسوا مشورة الملكيصادقين, مدربيهم وأوليائهم السابقين, لكنهم ليسوا مطالبين بشكل تعسفي أن يطلبوا مثل هذه المساعدة, وإذا لم تُطلب مثل هذه المساعدة طوعاً, فإن الملكيصادقون لا يتدخلون بالإدارة الكوكبية. حكام العالم هؤلاء يمكنهم كذلك إفادة أنفسهم من نصيحة الأربعة والعشرين مستشاراً, المجموعين من عوالم الإغداق للنظام. في ساتانيا هؤلاء المستشارين في الوقت الحاضر كلهم أهليون ليورانشيا. وهناك مجلس مماثل من سبعين عند مركز إدارة البُرج تم إختياره أيضاً من الكائنات التطورية للعوالم.
50:2.3 (573.4) إن حكم الكواكب التطورية في مهنها المبكرة وغير المستقرة يكون إستبدادي إلى حد كبير. يُنظم الأمراء الكوكبيون مجموعاتهم المتخصصة من المساعدين من بين سلك المساعدين الكوكبيين الخاص بهم. عادة ما يحيطون أنفسهم بمجلس أعلى من إثني عشر, لكن هذا يتم إختياره على وجوه مختلفة ويؤلَف بشكل متنوع على العوالم المختلفة. قد يكون لدى الأمير الكوكبي أيضاً كمساعدين واحد أو أكثر من المرتبة الثالثة من فئته الخاصة من البنوة وأحياناً, على عوالم معينة, واحد من مرتبته الخاصة, مساعد لانوناندِك ثانوي.
50:2.4 (573.5) يتكون طاقم موظفي حاكم عالم بأكمله من شخصيات من الروح اللانهائي وأنواع معينة من كائنات أعلى تطوراً وبشر صاعدين من عوالم أخرى. يبلغ متوسط عدد هكذا طاقم حوالي الألف, ومع تقدم الكوكب, قد يتزايد هذا السلك من المساعدين إلى مائة ألف أو أكثر. عند أي وقت يُشعر بالحاجة لمزيد من المساعدين, ما على الأمراء الكوكبيين إلا أن يجعلوا التماساً إلى إخوانهم, سلاطين الأنظمة, ويتم منح الإلتماس على الفور.
50:2.5 (573.6) تختلف الكواكب بشكل كبير في الطبيعة والتنظيم وفي الإدارة, لكن كلها تُزود لمحاكم عدل. كانت بداية النظام القضائي للكون المحلي في محاكم الأمير الكوكبي, التي يرأسها عضو من موظفيه الشخصيين؛ تعكس قرارات تلك المحاكم موقفاً أبوياً وتقديرياً للغاية. جميع المشاكل التي تنطوي على أكثر من تنظيم السكان الكوكبيين تخضع للإستئناف أمام المحاكم الأعلى, لكن شؤون مجال عالمه يتم تعديلها إلى حد كبير وفقاً لتقدير الأمير الشخصي.
50:2.6 (574.1) تقوم لجان المصالحين المتجولة بخدمة وتكميل المحاكم الكوكبية, ويخضع كل من متحكمي الروح والمتحكمين الفيزيائيين للنتائج التي توصل إليها هؤلاء المصالحين. لكن لا يتم تنفيذ أي إجراء تعسفي على الإطلاق من دون موافقة أب البرج, لأن "الأعلون يحكمون في ممالك الناس".
50:2.7 (574.2) المتحكمون والمحولون لتفويض كوكبي هم أيضاً قادرون على التعاون مع الملائكة ومراتب أخرى من الكائنات السماوية في جعل هؤلاء الشخصيات الأخيرة مرئيين إلى المخلوقات البشرية. في مناسبات خاصة يمكن للمُساعدات السيرافية وحتى الملكيصادقين وهم يجعلون أنفسهم مرئيين إلى سكان العوالم التطورية. السبب المبدئي لجلب بشر صاعدين من عاصمة النظام كجزء من موظفي الأمير الكوكبي هو لتسهيل التواصل مع سكان الحيز.
50:3.1 (574.3) عند الذهاب إلى عالم حديث السن, عادة ما يأخذ الأمير الكوكبي معه مجموعة من الكائنات الصاعدة المتطوعة من مركز إدارة النظام المحلي. هؤلاء الصاعدون يرافقون الأمير كمستشارين ومساعدين في عمل تحسين السلالة المبكر. هذا السلك من المساعدين الماديين يُشكل حلقة الوصل بين الأمير وسلالات العالم. أمير يورانشيا, كاليغاسشيا, كان لديه سلك من مائة من هؤلاء المساعدين.
50:3.2 (574.4) هكذا مساعدون متطوعون هم مواطنون لعاصمة النظام, ولم ينصهر أحد منهم مع ضابطه الساكن, وضع الضباط لهكذا خادمين متطوعين يبقى حسب وضع الإقامة على مركز إدارة النظام بينما يعود تقدميو المورونشيا هؤلاء مؤقتاً إلى حالة مادية سابقة.
50:3.3 (574.5) حاملو الحياة, معماريو الشكل, يزودون هكذا متطوعين بأجسام فيزيائية جديدة, التي يشغلونها لفترات مكوثهم الكوكبي. أشكال الشخصية هذه, بينما معفاة من الأمراض الإعتيادية للعوالم, هي, مثل أجسام المورونشيا المبكرة, خاضعة لبعض الحوادث ذات الطبيعة الآلية.
50:3.4 (574.6) عادة ما يتم نقل موظفي الأمير الجسديين من الكوكب في علاقة مع الحكم القضائي التالي عند وقت الوصول الثاني للإبن على الجو. قبل مغادرتهم, يُعينون عادة واجباتهم المتنوعة إلى ذريتهم المتبادلة وإلى بعض المتطوعين الأهليين الفائقين. على تلك العوالم حيث قد سُمح لمساعدي الأمير هؤلاء بالتزاوج مع الفئات الفائقة من الأجناس الأهلية, مثل هذا النسل عادة ما يَخلفهم.
50:3.5 (574.7) هؤلاء المساعدين للأمير الكوكبي نادراً ما يتزاوجون مع سلالات العالم, لكنهم دائماً يتزاوجون فيما بينهم. نوعان من الكائنات ينتجان عن هذه الإتحادات: النوع الأولي من مخلوقات منتصف الطريق وبعض الأنواع العالية من الكائنات المادية الذين يبقون مُلحقين إلى موظفي الأمير بعد ن يُنقل آباءهم من الكوكب عند وقت وصول آدم وحواء. هؤلاء الأولاد لا يتزاوجون مع أجناس البشر إلا في طوارئ معينة وعند ذاك فقط بتوجيه من الأمير الكوكبي. في مثل هذه الحالة, فإن أولادهم--أحفاد الموظفين الجسديين--هم في وضع مثل السلالات الفائقة ليومهم وجيلهم. كل ذرية هؤلاء المساعدين شبه الماديين للأمير الكوكبي مسكونين بضابط.
50:3.6 (575.1) عند نهاية إفتقاد الأمير عندما يحين الوقت لإعادة "موظفي الإرتداد" هؤلاء إلى مركز إدارة النظام من أجل إستئناف مهنة الفردوس, يقدم هؤلاء الصاعدون أنفسهم لحاملي الحياة لأجل هدف تسليم أجسامهم المادية. يدخلون السُبات الإنتقالي, ويفيقون مُخلَصين من توظيفهم البشري ومتسربلين بأشكال مورونشية, جاهزين للنقل السيرافي رجوعاً إلى عاصمة النظام, حيث ينتظرهم ضباطهم المنفصلين. هم إفتقاد إلهي كامل وراء صفهم في جيروسِم, لكنهم قد إكتسبوا خبرة فريدة وفوق الإعتيادية, فصل نادر في مهنة بشري صاعد.
50:4.1 (575.2) يُنظم موظفو الأمير المتجسدين باكراً المدارس الكوكبية للتدريب والثقافة, حيث يتم توجيه قشدة الأجناس التطورية وبعدها يُرسَلون لتعليم هذه الطرق الأفضل إلى شعوبهم. تقع مدارس الأمير هذه عند مركز الإدارة المادي للكوكب.
50:4.2 (575.3) الكثير من العمل الفيزيائي المتعلق بتأسيس مدينة مركز الإدارة هذه يُنجز بالموظفين المتجسدين. هكذا مدن مراكز إدارة, أو مستوطنات, من الأزمنة المبكرة للأمير الكوكبي تختلف كثيراً عما قد يتصوره بشر يورانشيا. إنها, بالمقارنة مع عصور لاحقة, بسيطة, كائنة متميزة بزخرف معدني وببناء مادي متقدم نسبياً. وكل هذا يقف في تباين مع النظام الآدمي المتمركز حول مقر الجنينة, التي منها يُنفذ عملهم لمصلحة الأجناس أثناء الإفتقاد الإلهي الثاني لأبناء الكون.
50:4.3 (575.4) في مستوطنة مركز الإدارة على عالمكم كان كل مستوطَن إنساني مزود بوفرة من الأراضي. رغم أن القبائل البعيدة إستمرت في الصيد والبحث عن المؤن, كان التلاميذ والمعلمون في مدارس الأمير كلهم مزارعين وبستانيين. كان الوقت يُقسـَّم تقريباً بالتساوي بين المساعي التالية:
50:4.4 (575.5) 1. عمل جسدي. زراعة التربة, المرتبط ببناء وتزيين المنزل.
50:4.5 (575.6) 2. نشاطات إجتماعية. عروض لعب وتجميعات إجتماعية ثقافية.
50:4.6 (575.7) 3. تطبيق تعليمي. التدريس الفردي فيما يتعلق بالتعليم الجماعي-العائلي, متمم بتدريب الطبقة المتخصص.
50:4.7 (575.8) 4. تدريب مهني. مدارس الزواج وبناء العائلة, مدارس للفن والتدريب الحِرفي, وصفوف تدريب المعلمين--العلمانية, الثقافية, والدينية.
50:4.8 (575.9) 5. ثقافة روحية. أخوية المعلم, تنوير جماعات الطفولة والشباب, وتدريب أطفال أهليين متبنين كمبشرين إلى شعوبهم.
50:4.9 (575.10) ليس الأمير الكوكبي مرئياً للكائنات البشرية؛ إنه إختبار إيمان للإعتقاد بالتمثيلات للكائنات الشبه مادية من موظفيه. لكن هذه المدارس من الثقافة والتدريب مكيفة بشكل جيد إلى حاجات كل كوكب, وهناك تتطور حالاً منافسة متحمسة وإطرائية بين أجناس الناس في جهودهم لكسب الدخول إلى هذه المؤسسات التعليمية المختلفة.
50:4.10 (575.11) من مثل هذا المركز العالمي للحضارة والإنجاز, يشع هناك تدريجياً إلى جميع الشعوب تأثير رافع ومُمدن الذي ببطء وتأكيد يُحول الأجناس التطورية. في نفس الوقت يعود الأطفال المثقفين والذين أخذوا في الروحانية من الشعوب المحيطة الذين تم تبنيهم وتدريبهم في مدارس الأمير إلى جماعاتهم الأهلية, وبأفضل ما لديهم من قدرات, هناك يؤسسون مراكز جديدة وفعالة للتعلم والثقافة التي يقومون بها وفقاً لخطة مدارس الأمير.
50:4.11 (576.1) على يورانشيا كانت هذه الخطط للتقدم الكوكبي والترقي الحضاري قيد السير, ماضية قُدُماً بشكل مُرضٍ للغاية, عندما أُحضر المشروع بأكمله إلى نهاية مفاجئة نوعاً ما وغير مُشرِفة للغاية بمشايعة كاليغاسشيا لتمرد لوسيفر.
50:4.12 (576.2) لقد كانت واحدة من أكثر الحلقات الصادمة في هذا التمرد بالنسبة لي أن أعلم بالغدر القاسي من واحد من مرتبتي الخاصة من البنوة, كاليغاسشيا, الذي, عن عمد وبخُبث مُبيَت, حرف الإرشاد بشكل منهجي وسمم التعليم المزود في كل مدارس يورانشيا الكوكبية العاملة في ذلك الوقت. كان حطام هذه المدارس سريعاً وتاماً.
50:4.13 (576.3) العديد من ذرية الصاعدين من موظفي الأمير المتجسدين بقوا مخلصين, هاجرين صفوف كاليغاسشيا. وقد تم تشجيع هؤلاء الموالين من قِبل المستلمين الملكيصادقين ليورانشيا. وفي أوقات لاحقة قام أحفادهم بالكثير لدعم المفاهيم الكوكبية للحق والصلاح. ساعد عمل هؤلاء الإنجيليين الموالين لمنع الطمس الكامل للحقيقة الروحية على يورانشيا. هذه النفوس الشجاعة وذريتهم أبقوا على قيد الحياة بعض المعرفة عن حكم الأب وحفظوا لسلالات العالم مفهوم الإفتقادات الإلهية الكوكبية المتعاقبة للمراتب المتنوعة من الأبناء الإلهيين.
50:5.1 (576.4) يُلحق الأمراء المخلصون للعوالم المأهولة بشكل دائم إلى كواكب تفويضهم الأصلية. أبناء الفردوس وإفتقاداتهم الإلهية قد يأتون ويذهبون, لكن الأمير الكوكبي الناجح يستمر كحاكم لعالمه. عمله مستقل تماماً عن مهمات الأبناء الأعلى, كائن مُصَمم لتعزيز تنمية الحضارة الكوكبية.
50:5.2 (576.5) إن التقدم الحضاري بالكاد يتشابه على أي كوكبين. تختلف تفاصيل تفتح التطور البشري إختلافاً كبيراً على العديد من العوالم غير المتشابهة. بالرغم من تلك التنوعات الكثيرة للتنمية الكوكبية إلى جانب الخطوط الفيزيائية, والفكرية, والإجتماعية, فإن كل الأجواء التطورية تتقدم في إتجاهات معينة محددة جيداً.
50:5.3 (576.6) تحت الحكم الحميد لأمير كوكبي, مُعزز من قِبل الإبن المادي والمُتخلل بالمهمات الدورية لأبناء الفردوس, فإن السلالات البشرية على عالم متوسط من الزمان والفضاء سوف تمر تباعاً خلال الحقب التنموية السبعة التالية:
50:5.4 (576.7) 1. حقبة التغذية. المخلوقات السابقة للإنسان والأجناس الفجرية للإنسان البدائي هي مهتمة بشكل رئيسي بمشاكل الطعام. تُمضي هذه الكائنات المتطورة ساعات يقظتها إما في البحث عن الطعام أو في القتال, عدواناً أو دفاعاً. السعي للطعام هو أمر بالغ الأهمية في أذهان هؤلاء الأسلاف الباكرين للحضارة اللاحقة.
50:5.5 (576.8) 2. عصر الطمأنينة. حالاً بمجرد أن يتمكن الصياد البدائي من توفير أي وقت من البحث عن الطعام, فإنه يُحول وقت فراغه هذا لزيادة أمنه. يُكرس المزيد والمزيد من الإهتمام لتقنية الحرب. تُحصَّن البيوت, وتتلاصق العشائر بالخوف المتبادل وبغرس الكراهية للجماعات الغريبة. الحفظ-الذاتي هو المسعى الذي يتبع دائماً الحفاظ على الذات.
50:5.6 (577.1) 3. عهد الراحة المادية. بعد أن تم حل مشاكل الطعام بشكل جزئي وتم تحقيق درجة معينة من الأمان, يُستخدم وقت الفراغ الإضافي لتعزيز الراحة الشخصية. تتنافس الرفاهية مع الضرورة في شَغل مركز مرحلة النشاطات الإنسانية. كثيراً ما يتسم هكذا عصر بالطغيان, عدم التسامح, الشراهة, والسكر. تميل العناصر الأضعف من الأجناس نحو التجاوزات والوحشية. تدريجياً يتم إخضاع هؤلاء المستضعفين الباحثين عن المتعة من قِبل العناصر الأقوى والمُحِبة-للحق من الحضارة المتقدمة.
50:5.7 (577.2) 4. السعي للمعرفة والحكمة. الطعام, الأمن, المتعة, والترفيه توفر الأساس لتطوير الحضارة وإنتشار المعرفة. الجهد لتنفيذ المعرفة يَنتج في الحكمة, وعندما تكون حضارة ما قد تعلمت كيف تربح وتتحسن من خلال الخبرة, تكون المدنية قد وصلت بالفعل. ما زال الطعام, والأمن, والراحة المادية يسيطرون على المجتمع, لكن العديد من الأفراد المتطلعين إلى الأمام يجوعون للمعرفة ويعطشون للحكمة. كل طفل يتم تزويده بفرصة للتعلم من خلال العمل؛ التعليم هو شعار هذه العصور.
50:5.8 (577.3) 5. حقبة الفلسفة والأُخوة. عندما يتعلم البشر أن يفكروا ويبدأون بالكسب من خلال التجربة, يصبحون فلسفيين--يبدأون بالتفكير المنطقي داخل أنفسهم وبممارسة الحكم التمييزي. يصبح مجتمع هذا العصر أدبياً, وبشر ذلك العصر يُصبحون كائنات أخلاقية حقاً. إن الكائنات الأخلاقية الحكيمة قادرة على تأسيس أخُوة إنسانية على مثل هذا العالم المتقدم. يمكن للكائنات الأدبية والأخلاقية أن تتعلم كيفية العيش وفقاً للقاعدة الذهبية.
50:5.9 (577.4) 6. عصر الكفاح الروحي. عندما يكون البشر المتطورون قد عبروا خلال مراحل التطور الفيزيائية, والفكرية, والإجتماعية, فإنهم عاجلاً أم آجلاً يبلغون تلك المستويات من البصيرة الشخصية التي تدفعهم للبحث عن الرضا الروحي والتفهمات الفلكية. الدِين يقوم بتتميم الإرتقاء من المجالات العاطفية من الخوف والخرافة إلى المستويات الأعلى من الحكمة الفلكية والخبرة الروحية الشخصية. يطمح التعليم إلى تحصيل المعاني, وتدرك الحضارة العلاقات الفَلكية والقيم الحقيقية. هكذا بشر يتطورون هم متحضرون على نحو أصيل, مثقفون حقاً, وعارفين الله بشكل رائع.
50:5.10 (577.5) 7. عهد النور والحياة. هذا هو الإزهار لعصور متعاقبة من الأمن الفيزيائي, التوسع الفكري, الثقافة الإجتماعية, والإنجاز الروحي. هذه الإنجازات الإنسانية هي الآن ممزوجة, مرتبطة, ومتناسقة في الوحدة الفلكية والخدمة اللا-أنانية. ضمن محدودات الطبيعة المتناهية والهبات المادية ليس هناك حدود موضوعة على إمكانيات التحصيل التطوري من قِبل الأجيال المتقدمة التي تعيش بشكل متعاقب على هذه العوالم العلوية والمستقرة للزمان والفضاء.
50:5.11 (577.6) بعد خدمتهم لأجوائهم من خلال الإفتقادات الإلهية المتعاقبة من تاريخ العالم والحقب التقدمية للتقدم الكوكبي, يُرفع الأمراء الكوكبيين إلى مركز سلاطين كوكبيين عند إفتتاح عهد النور والحياة.
50:6.1 (578.1) إن عزلة يورانشيا تجعل من المستحيل إجراء عرض لتفاصيل عديدة عن حياة وبيئة جيرانكم في ساتانيا. في هذه العروض نحن مقيدون بالحجر الكوكبي وبعزل النظام. يجب أن نسترشد بهذه القيود في كل جهودنا لتنوير بشر يورانشيا, لكن بقدر ما هو مسموح حتى الآن, لقد أُرشدتم في تقدم عالم تطوري متوسط, وأنتم قادرون على مقارنة هكذا مهنة عالم مع وضع يورانشيا الحالي.
50:6.2 (578.2) إن تطور الحضارة على يورانشيا لم يختلف بشكل كبير عن تلك لعوالم أخرى التي تحملت سوء حظ العزلة الروحية. لكن عندما تُقارَن مع العوالم الموالية في الكون, يبدو كوكبكم الأكثر إرتباكاً والأكثر تأخراً في كل أطوار التقدم الفكري والتحصيل الروحي.
50:6.3 (578.3) بسبب سوء حظكم الكوكبي, يُمنع اليورانشيين من فهم الكثير جداً عن حضارة العوالم الطبيعية. لكن ينبغي أن لا تتخيل العوالم التطورية, حتى الأكثر مثاليةً, كأجواء حيث الحياة فراش زهور من الراحة. الحياة الإبتدائية للأجناس البشرية دائماً ملازَمة بالكفاح. الجهد والقرار هما جزء أساسي من إكتساب قيم البقاء.
50:6.4 (578.4) تقتضي الحضارة ضمناً نوعية العقل؛ لا يمكن تعزيز الحضارة ما لم يكن العقل مرتفعاً. سينشد االفكر المتفوق حضارة نبيلة ويجد طريقة ما لإحراز مثل هذا الهدف. العقول الوضيعة سوف ترفض بازدراء أعلى الحضارات حتى عندما تُقدم إليها جاهزة. يعتمد الكثير, أيضاً, على المهمات المتعاقبة للأبناء الإلهيين وعلى مدى تلقي التنوير من قِبل العصور لإفتقاداتهم الإلهية المختصة.
50:6.5 (578.5) يجب ألا تنسى بأنه لمائتي ألف سنة رقدت كل عوالم ساتانيا تحت الحرمان الروحي لنورلاشيادِك نتيجة لتمرد لوسيفر. وسوف يتطلَب عصر فوق عصر لتعويض المعوقات الناتجة عن الخطيئة والإنشقاق. ما زال عالمكم يواصل متابعة مهنة غير منتظمة ومتقاطعة كنتيجة للمأساة المزدوجة لأمير كوكبي متمرد وإبن مادي مُقصِر. حتى إغداق المسيح ميخائيل على يورانشيا لم يضع جانباً على الفور العواقب الزمنية لهذه الأخطاء الخطيرة في الإدارة السابقة للعالم.
50:7.1 (578.6) قد يبدو عند أول فكر بأن يورانشيا والعوالم المعزولة المرتبطة هم الأكثر سوء حظ في كونهم محرومين من الحضور والتأثير النافع لهكذا شخصيات فائقة عن الإنسان مثل أمير كوكبي وإبن وإبنة ماديين. لكن عزل هذه الأجواء يمنح أجناسها فرصة فريدة لممارسة الإيمان ولتطوير خاصية غريبة من الثقة في الموثوقية الفلكية التي ليست معتمدة على البصر أو أي اعتبار مادي آخر. قد يتبين, في نهاية المطاف, بأن المخلوقات البشرية القادمة من العوالم المحجورة نتيجة لتمرد هم محظوظين للغاية. لقد إكتشفنا بأن مثل هؤلاء الصاعدين يُستأمنون في مرحلة مبكرة جداً بالعديد من المهام الخاصة للتعهدات الفلكية حيث الإيمان الذي لا ريب فيه والثقة السامية هما أساسيان للإنجاز.
50:7.2 (579.1) على جيروسِم, يشغل الصاعدون من هذه العوالم المعزولة قطاعاً سكنياً بذاتهم ويُعرفون بالأجوندونترز, هذا يعني مخلوقات المشيئة التطورية الذين يستطيعون الإيمان بدون الرؤية, يثابرون عند العزلة, وينتصرون على صعوبات لا تُقهر حتى عندما يكونون وحدهم. هذا التجميع العامل من الأجوندونترز يُثابر طوال إرتقاء الكون المحلي وإجتياز الكون العظيم؛ إنه يختفي أثناء الحلول على هاﭭونا لكن فوراً يعاود الظهور عند إحراز الفردوس ويُثابر قطعاً في سِلك نهائية البشر. تابامانشيا هو أجوندونتر ذا وضع نهائي, بعد أن نجا من أحد الأجواء المحجورة المتورطة في أول تمرد حصل أبداً في أكوان الزمان والفضاء.
50:7.3 (579.2) طوال مهنة الفردوس بأكملها, الثواب يتبع الجهد كنتيجة للأسباب. هذه المكافآت تفرز الفرد من المتوسط, وتوفر تفاضلاً لخبرة المخلوق, وتساهم إلى تعددية قدرات الآداءات القصوى في الجسم الجماعي للنهائيين.
50:7.4 (579.3) [ قُدمت بإبن لانوناندِك ثانوي من سِلك الاحتياط. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 51
51:0.1 (580.1) أثناء الإفتقاد الإلهي لأمير كوكبي, يصل الإنسان البدائي الحد الأقصى للتقدم التطوري الطبيعي, ويشير هذا التحصيل البيولوجي إلى سلطان النظام لكي يُرسل إلى مثل هذا العالم المرتبة الثانية من البنوة, الرافعين البيولوجيين. هذان الإبنان, لأن هناك إثنان منهم--الإبن والإبنة الماديان—عادة ما يُعرفان على الكوكب كآدم وحواء. الإبن المادي الأصلي لساتانيا هو آدم, وأولئك الذين يذهبون إلى عوالم النظام كرافعين بيولوجيين يحملون دائماً إسم هذا الإبن الأول والأصلي لمرتبتهم الفريدة.
51:0.2 (580.2) هؤلاء الأبناء هم الهدية المادية من الإبن الخالق إلى العوالم المأهولة. سوية مع الأمير الكوكبي, يبقون على كوكب تفويضهم طوال المسار التطوري لمثل هذا الجو. مثل هذه المغامرة على عالم لديه أمير كوكبي ليست الكثير من المخاطرة, لكن على كوكب مرتد, حيز بدون حاكم روحي ومحروم من الإتصالات ما بين الكواكب, فإن هكذا مهمة تكون محفوفة بخطر جسيم.
51:0.3 (580.3) على الرغم من أنكم لا يمكنكم أن تأملوا بمعرفة كل شيء عن عمل هؤلاء الأبناء على كل عوالم ساتانيا وغيرها من الأنظمة, إلا أن أوراق أخرى تصور بشكل أتم حياة وتجارب الزوجين المثيرين للإهتمام, آدم وحواء, اللذان أتيا من سِلك الرافعين البيولوجيين لجيروسِم لرفع أجناس يورانشيا. في حين كان هناك إجهاض للخطط المثالية من أجل تحسين الأجناس الأهلية, مع ذلك, فإن مهمة آدم لم تكن عبثاً؛ لقد إستفادت يورانشيا بشكل لا يُقاس من هدية آدم وحواء, وبين زملائهما وفي المجالس عند العُلى فإن عملهما لا يُعتبر خسارة كاملة.
51:1.1 (580.4) الأبناء والبنات الماديون أو الجنسيون هم ذرية الإبن الخالق؛ روح أُم الكون لا تُشارك في إنتاج هؤلاء الكائنات المُقدر لهم أن يعملوا كرافعين فيزيائيين على العوالم التطورية.
51:1.2 (580.5) ليست المرتبة المادية من البنوة موحدة في كل أنحاء الكون المحلي. يُنتج الإبن الخالق زوجاً واحداً فقط من هؤلاء الكائنات في كل نظام محلي؛ هذه الأزواج الأصلية مُتنوعة في الطبيعة, كائنة متناغمة مع نموذج الحياة لأنظمتها المختصة. هذا تدبير ضروري لأنه بخلاف ذلك فإن إحتمال التوالد للآدميين سيكون غير فعال مع ذاك للكائنات البشرية المتطورة من عوالم أي نظام معين. الآدم والحواء اللذان جاءا إلى يورانشيا إنحدرا من زوج ساتانيا الأصلي للأبناء الماديين.
51:1.3 (580.6) يتفاوت الأبناء الماديون في الإرتفاع من ثمانية إلى عشرة أقدام, وأجسامهم تتوهج بتألق نور مشع ذا صبغة بنفسجية. بينما يدور الدم المادي خلال أجسامهم المادية, هم أيضاً مشحونين بطاقة إلهية ومُشبَعين بنور سماوي. هؤلاء الأبناء الماديون (الآدميون) والبنات الماديات (الحواءات) متساوون مع بعضهم, مختلفون فقط في الطبيعة التناسلية وفي بعض الهِبات الكيميائية. هم متساوون إنما متمايزون, ذَكر وأنثى—بالتالي متمِمين--وهم مُصمَمون ليخدموا على جميع المهام تقريباً في أزواج.
51:1.4 (581.1) يتمتع الأبناء الماديون بتغذية ثنائية؛ هم حقاً ثنائيون في الطبيعة والبُنية, متناولون من طاقة جُعلت مادية كثيراً كما تفعل الكائنات الفيزيائية في الحَيز, بينما وجودهم الخالد مُحافظ عليه كلياً من خلال الأخذ المباشر والتلقائي لبعض الطاقات الفلكية الداعمة. إن فشلوا في مهمة تفويض معينة أو حتى تمردوا بوعي وقصد, تصبح مرتبهم من البنوة منعزلة, مقطوعة من الإتصال مع مصدر الكون من النور والحياة. عند هذا يصبحون عملياً كائنات مادية, مقـدَّرين ليأخذوا مسار الحياة المادية على عالم تفويضهم ومجبرين للتطلع إلى قضاة الكون لأجل التحكيم. في نهاية المطاف سوف يُنهي الموت المادي المهنة الكوكبية لهكذا إبن أو إبنة ماديان سيئا الحظ وغير حكماء.
51:1.5 (581.2) إن آدم وحواء أصليان أو مخلوقان مباشرة هما خالدان من خلال منحة فطرية تماماً كما هي جميع المراتب الأخرى من بنوة الكون المحلي, لكن تناقص لإحتمال الخلود يميز أبناءهم وبناتهم. هذا الزوج الأصلي لا يمكنه نقل الخلود غير المشروط إلى خلفهما من الأبناء والبنات. نسلهما مُعتمد من أجل استمرار الحياة على تزامن فكري غير منقطع مع دارة جاذبية-العقل للروح. منذ بدء نظام ساتانيا قد خُسر ثلاثة عشر آدم كوكبي في تمرد وتقصير و 681,204 في المراكز التابعة للأمانة. حدثت معظم هذه الإنشقاقات عند وقت تمرد لوسيفر.
51:1.6 (581.3) بينما يعيشون كمواطنين دائمين على عاصمة النظام, حتى عندما يعملون على مهمات هابطة إلى الكواكب التطورية, فإن الأبناء الماديون لا يملكون ضباط فكر, لكن من خلال تلك الخدمات ذاتها أنهم يكتسبون مقدرة إختبارية لأجل سكن الضابط ومهنة إرتقاء الفردوس. هؤلاء الكائنات الفريدة والمفيدة بشكل رائع هم حلقات الواصل بين العوالم الروحية والفيزيائية. هم متجمعون بكثافة على مركز إدارة النظام, حيث يتوالدون ويستمرون كمواطنين ماديين للحيز, ومن حيث يتم إرسالهم إلى العوالم التطورية.
51:1.7 (581.4) خلافاً للأبناء المخلوقين الآخرين للخدمة الكوكبية, فإن المرتبة المادية من البنوة, بحكم الطبيعة, ليست غير مرئية إلى المخلوقات المادية مثل سكان يورانشيا. أبناء الله هؤلاء يمكن رؤيتهم, فهمهم, ويمكنهم, في المقابل, الإختلاط فعلياً مع مخلوقات الزمان, حتى أنهم بإمكانهم التناسل معهم, مع أن هذا الدور من الرفع البيولوجي يقع عادة على عاتق نسل الآدميين الكوكبيين.
51:1.8 (581.5) على جيروسِم, فإن الأولاد المخلصين لأي آدم وحواء هم خالدين, لكن الذرية لإبن وإبنة ماديان مولودان لاحقاً إلى وصولهما على كوكب تطوري بالتالي ليسوا مُحصنين ضد الموت الطبيعي. يحدث هناك تغيير في آلية نقل الحياة عندما يُعاد تجسيد هؤلاء الأبناء الماديين من أجل وظيفة توالدية على عالم تطوري. حاملو الحياة يحرمون عن عمد الآدميين والحواءات الكوكبيين من قدرة ولادة أبناء وبنات لا يموتون. إذا لم يُقصروا, فإن آدم وحواء على مهمة كوكبية يمكنهما العيش إلى أجل غير محدود, لكن في حدود معينة يعاني أولادهم إنخفاضاً في طول العمر مع كل جيل تالي.
51:2.1 (582.1) عند إستلام الأخبار بأن عالم مأهول آخر قد أحرز أعالي التطور الفيزيائي, يدعو سلطان النظام سِلك الأبناء والبنات الماديين للمثول على عاصمة النظام؛ وتالي مناقشة إحتياجات هكذا عالم تطوري, يتم إختيار إثنين من المجموعة المتطوعة--آدم وحواء من السِلك الأقدم للأبناء الماديين--لتولي المغامرة, للخضوع إلى النوم العميق التحضيري لاحتوائهما بالسيرافيم ونقلهما من وطنهما من الخدمة المرتبطة إلى الحيز الجديد من الفرص الجديدة والمخاطر الجديدة.
51:2.2 (582.2) الآدميون والحواءات هم مخلوقات شبه مادية, وعلى هذا النحو, فإنه من غير الممكن نقلهما بواسطة السيرافيم. يجب أن يخضعوا للتجريد المادي على عاصمة النظام قبل أن يكون من الممكن احتوائهم بالسيرافيم لأجل النقل إلى عالم التفويض. السيرافيم الناقلة قادرة على إحداث مثل هذه التغييرات في الأبناء الماديين وفي كائنات شبه مادية أخرى بحيث تمكنهم من الإحتواء بالسيرافيم وبالتالي ليُنقلوا خلال الفضاء من عالم أو نظام إلى آخر. يُستهلـَك حوالي ثلاثة أيام من الوقت القياسي في هذا التحضير للنقل, ويتطلب تعاون حاملي الحياة لإستعادة مثل هذه المخلوقات التي جُردت من المادية إلى الوجود العادي لدى الوصول عند نهاية رحلة النقل-السيرافي.
51:2.3 (582.3) في حين أن هناك هذه التقنية من التجريد المادي لإعداد الآدميين للنقل من جيروسِم إلى العوالم التطورية, فليس هناك أسلوب معادل لأخذهم من تلك العوالم إلا إذا كان الكوكب بأكمله سيُفرغ, في هذه الحالة تُصنع تجهيزات طارئة من تقنية التجريد من المادة لأجل كل السكان الذين يمكن إنقاذهم. إذا كانت كارثة فيزيائية ما ينبغي أن تهلك المسكن الكوكبي لعرق يتطور, فإن الملكيصادقون وحاملو الحياة سوف يقومون بتركيب تقنية التجريد من المادة لكل الناجين, وعن طريق النقل السيرافي سيتم نقل هؤلاء الكائنات بعيداً إلى العالم الجديد المُعد من أجل وجودهم المستمر. إن تطور الجنس الإنساني, متى ما بدأ مرة على عالم للفضاء, يجب أن يمضي بشكل مستقل تماماً عن النجاة الفيزيائية لذلك الكوكب, لكن خلال العصور التطورية فإنه من غير المقصود خلافاً لذلك بأن يترك آدم أو حواء كوكبيان عالمهما المختار.
51:2.4 (582.4) عند الوصول إلى وجهتهما الكوكبية تُعاد مادية الإبن والإبنة الماديان تحت إشراف حاملي الحياة. تستغرق هذه العملية بأكملها من عشرة إلى ثمانية وعشرين يوماً من زمن يورانشيا. يستمر عدم الوعي للسُبات السيرافي طوال هذه الفترة من إعادة البناء بأكملها. عندما تكتمل إعادة التجميع للكائن الحي الفيزيائي, يقف هذان الإبن والإبنة الماديان في منازلهم الجديدة وعلى عوالمهم الجديدة إلى جميع المقاصد والأهداف تماماً كما كانا قبل خضوعهما إلى عملية إزالة الطابع المادي على جيروسِم.
51:3.1 (582.5) على العوالم المأهولة يقوم الأبناء والبنات الماديون ببناء منازل الحديقة الخاصة بهما, قريباً مُساعدَين بأولادهما. عادة ما يكون موقع الجنينة قد اختير من قِبل الأمير الكوكبي, وموظفيه الجسمانيين يقومون بالكثير من العمل التمهيدي للتحضير بمساعدة الكثيرين من الأنواع الأعلى من الأجناس الأهلية.
51:3.2 (583.1) حدائق عدن هذه سُميَّت هكذا تشريفاً لعدنشيا, عاصمة البُرج, ولأنها على نموذج العظمة النباتية لعالم مركز الإدارة للأباء الأعلون. عادة ما تقع منازل الحدائق كهذه في قطاع منعزل وفي منطقة شبه-إستوائية. إنها إبداعات رائعة على عالم متوسط. لا يمكنكم الحكم على أي من مراكز الحضارة الجميلة هذه من خلال البيانات المجزأة لتطور مُجهض لمثل هذا التعهد على يورانشيا.
51:3.3 (583.2) إن آدم وحواء كوكبيان هما, في الإحتمال, الهدية الكاملة من النعمة الفيزيائية إلى أجناس البشر. العمل الرئيسي لهكذا زوج مستورد هو لمضاعفة ورفع أولاد الزمان. لكن ليس هناك تناسل مشترك مباشر بين شعب الجنينة وأولئك من العالم؛ لعدة أجيال يبقى آدم وحواء منفصلان بيولوجياً عن البشر التطوريين بينما يبنيان جنساً قوياً من مرتبتهما. هذا هو أصل الجنس البنفسجي على العوالم المأهولة.
51:3.4 (583.3) يتم إعداد خطط الرفع العرقي من قِبل الأمير الكوكبي وموظفيه ويتم تنفيذها من قِبل آدم وحواء. وهذا كان حيث وُضع الإبن المادي الخاص بكم ورفيقته في وضع غير مؤاتي للغاية عندما وصلا على يورانشيا. قدَّم كاليغاسشيا معارضة محتالة وفعّالة للمهمة الآدمية؛ وبالرغم من أن الملكيصادقين المستلمين ليورانشيا أنذروا على النحو الواجب كِلا آدم وحواء بما يخص المخاطر الكوكبية الكامنة في تواجد الأمير الكوكبي المتمرد, إلا أن الثائر الرئيسي هذا, من خلال حيلة ماكرة, هزم الزوج العدني وأوقعهما في شرك إنتهاك عهد أمانتهما كالحكام المرئيين إلى عالمكم. نجح الأمير الكوكبي الخائن في مُساومة آدمكم وحواءكم, لكنه فشل في جهده لإشراكهما في تمرد لوسيفر.
51:3.5 (583.4) المرتبة الخامسة من الملائكة, المساعدين الكوكبيين, يُلحقون بالمهمة الآدمية, يرافقون دائماً الآدميين الكوكبيين على مغامرات عالمهم. عادة ما يكون سِلك التفويض الإبتدائي حوالي مائة ألف. عندما تم إطلاق عمل آدم وحواء يورانشيا قبل الأوان, عندما تركا الخطة المرسومة, كانت واحدة من الأصوات السيرافية للجنينة التي إحتجت بشأن تصرفهما المستحق اللوم. وروايتكم لهذا الحدث تصور جيداً الأسلوب الذي فيه تقاليدكم الكوكبية قد مالت إلى أن تنسب كل شيء خارق إلى الرب الإله. بسبب هذا,غالباً ما أصبح اليورانشيون مرتبكون فيما يتعلق بطبيعة الأب الكوني حيث أن كلمات وأفعال كل مساعديه ومرؤوسيه قد نُسبت إليه عامة. في قضية آدم وحواء, لم تكن ملاك الجنينة سوى رئيسة المساعدات الكوكبية في الواجب آنذاك. هذه السيرافيم, صولونيا, أعلنت إجهاض الخطة الإلهية وطلبت عودة المستلمين الملكيصادقين إلى يورانشيا.
51:3.6 (583.5) مخلوقات منتصف الطريق الثانوية هم أهليين إلى المهمات الآدمية. كما هو الحال مع الموظفين الجسمانيين للأمير الكوكبي, فإن سلالة الأبناء والبنات الماديين هي من مرتبتين: أولادهم الفيزيائيين والمرتبة الثانوية من مخلوقات منتصف الطريق. هؤلاء المسعفون الكوكبيون الماديون لكن الذين هم عادة غير مرئيين يساهمون الكثير إلى تقدم الحضارة وحتى إلى إخضاع أقليات متمردة التي قد تسعى إلى تخريب التنمية الإجتماعية والتقدم الروحي.
51:3.7 (583.6) ينبغي عدم الخلط بين منتصفي الطريق الثانويين مع المرتبة الأولية, التي يعود تاريخها إلى الأوقات القريبة لوصول الأمير الكوكبي. على يورانشيا إلتحق أكثرية من مخلوقات منتصف الطريق المبكرة هؤلاء بالتمرد مع كاليغاسشيا, وقد تم اعتقالهم منذ العَنصرة. العديد من المجموعة الآدمية الذين لم يبقوا موالين إلى الإدارة الكوكبية قد اعتقلوا بالمثل.
51:3.8 (584.1) في يوم العنصرة طبق منتصفو الطريق الموالون الأوليون والثانويون إتحاداً تطوعياً ولقد عملوا كوحدة واحدة في شؤون العالم منذ ذلك الحين. إنهم يخدمون تحت قيادة منتصفي طريق موالين الذين تم اختيارهم بالتناوب من الفئتين.
51:3.9 (584.2) لقد زار عالمكم أربع مراتب من البنوة: كاليغاسشيا, الأمير الكوكبي؛ آدم وحواء من أبناء الله الماديين؛ ماﻜﻴﭭنتا ملكيصادق, "حكيم شاليم" في أيام إبراهيم؛ والمسيح ميخائيل, الذي جاء كإبن الإغداق الفردوسي. كم كان سيكون أكثر فعاليةً وجميلاً لو أن ميخائيل, الحاكم الأعلى لكون نِبادون, قد رُحب به إلى عالمكم من قِبل أمير كوكبي مُخلص وفعَّال وإبن مادي مُخلص وناجح, كِلاهما كان بإمكانهما عمل الكثير لتعزيز عمل حياة ومهمة الإبن المُغدَق! لكن ليس كل العوالم قد كانت بائسة الحظ للغاية مثل يورانشيا, ولا مهمة الآدميين الكوكبيين كانت دائماً صعبة للغاية أو خطرة للغاية. عندما يكونون ناجحين, فإنهم يُسهمون إلى تنمية شعب عظيم, مستمرين كالرؤساء المرئيين للشؤون الكوكبية حتى بعيداً نحو العصر عندما يستقر ذلك العالم في النور والحياة.
51:4.1 (584.3) إن الجنس المهيمن أثناء العصور المبكرة في العوالم المأهولة هو الإنسان الأحمر, الذي عادة ما يكون أول من يُحرز مستويات إنسانية من التطور. لكن في حين أن الإنسان الأحمر هو الجنس الأقدم في الكواكب, فإن الشعوب الملونة اللاحقة تبدأ في جعل ظهوراتها في وقت مبكر جداً مع عصر البزوغ البشري.
51:4.2 (584.4) الأجناس الأبكر هي متفوقة نوعا ما عن اللاحقة؛ يقف الإنسان الأحمر ببُعد فوق الجنس--النيلي--الأسود. يعطي حاملو الحياة الإغداق الكامل من الطاقات الحية إلى الجنس الأولي أو الأحمر, وكل تجلي تطوري لاحق لفئة متميزة من البشر يمثل تغييراً على حساب المنحة الأصلية. حتى القوام البشري يميل للتناقص من الإنسان الأحمر نزولاً إلى الجنس النيلي, على الرغم من أنه ظهرت على يورانشيا سلالات غير متوقعة من العملقة بين الشعوب الخضراء والبرتقالية.
51:4.3 (584.5) على تلك العوالم التي لديها كل الأجناس التطورية الستة فإن الشعوب الفائقة هم الأجناس الأولى, والثالثة, والخامسة--الأحمر, والأصفر, والأزرق. بالتالي فإن الأجناس التطورية تتناوب في المقدرة على النمو الفكري والتنمية الروحية, الثاني, والرابع, والسادس كائنين أقل موهِبة إلى حد ما. هذه الأجناس الثانوية هي الشعوب المفقودة على عوالم معينة؛ وهي التي تمت إبادتها على العديد من الآخرين. إنه من سوء الحظ على يورانشيا أنكم خسرتم إلى حد كبير شعوبكم الزرقاء الفائقة, باستثناء أنهم يستمرون في "جنسكم الأبيض" المندمج. خسارة سلالاتكما البرتقالية والخضراء ليست مصدر قلق بالغ.
51:4.4 (584.6) إن تطور الأجناس الملونة الستة--أو الثلاثة, بينما يبدو أن يحط من الهبة الأصلية للإنسان الأحمر, يوفر بعض الإختلافات المرغوبة جداً في أنواع البشر ويُتيح تعبيراً غير قابل للتحقيق بطريقة أخرى للإمكانات الإنسانية المتنوعة. هذه التعديلات هي مفيدة إلى تقدم جنس الإنسان ككل شرط أنهم يُرفعون لاحقاً بالجنس الآدمي أو البنفسجي المستورد. على يورانشيا هذه الخطة المعتادة للإندماج لم تُنفذ على نطاق واسع, وهذا الفشل في تنفيذ خطة التطور العرقي تجعل من المستحيل بالنسبة لكم أن تفهموا الكثير عن وضع هذه الشعوب على كوكب مأهول متوسط من خلال مراقبة بقايا هذه الأجناس المبكرة على عالمكم.
51:4.5 (585.1) في الأيام المبكرة من التنمية العرقية, هناك ميل طفيف للناس الحُمر, الصُفر, والزُرق لكي يتناسلوا فيما بينهم؛ هناك ميل شبيه للأجناس البرتقالية, الخضراء, والنيلية لتختلط مع بعضها.
51:4.6 (585.2) عادة ما يتم توظيف الناس الأكثر تخلفاً كعمال من قِبل الأجناس الأكثر تقدماً. هذا يفسر أصل العبودية على الكواكب خلال العصور المبكرة. عادة ما يتم إخضاع الناس البرتقاليين من قِبل الحُمر ويُقلَلون إلى وضع الخدام--في بعض الأحيان يُبادون. في كثير من الأحيان يتآخى الناس الصُفر والحُمر, لكن ليس دائماً. عادة ما يستعبد الجنس الأصفر الأخضر, بينما الإنسان الأزرق يُخضع النيلي. هذه الأجناس من الناس البدائيين لا يفكرون بشأن الإفادة من خدمات زملائهم المتأخرين في العمل الإجباري أكثر مما قد يفعل اليورانشيون في شراء أو بيع الخيول والماشية.
51:4.7 (585.3) على معظم العوالم الطبيعية لا تنجو الخدمة اللا تطوعية بعد الإفتقاد الإلهي للأمير الكوكبي, على الرغم من أن ناقصي العقل والجانحين إجتماعياً غالباً لا يزالون مُلزَمين بالقيام بالعمل الإجباري. لكن على كل الأجواء الطبيعية يبطل هذا النوع من العبودية البدائية حالاً بعد وصول الجنس البنفسجي أو الآدمي المستورَد.
51:4.8 (585.4) هذه الأجناس التطورية الستة مقدر لها أن تُمزج وتُعزز بالإندماج مع ذرية الرافعين الآدميين. لكن قبل أن تُمزَج هذه الشعوب, يتم إقصاء الوضيع وغير الصالح إلى حد كبير. الأمير الكوكبي والإبن المادي, مع سُلطات كوكبية ملائمة أخرى, يمرون على لياقة السلالات المتوالدة. صعوبة تنفيذ هكذا برنامج جذري على يورانشيا تتكون في غياب قضاة مؤهلين لتمرير الصلاحية أو غير الصلاحية البيولوجية للأفراد من أجناس عالمكم. على الرغم من هذا العائق, يبدو أنكم يجب أن تكونوا قادرين على الإتفاق على نزع الزمالة البيولوجية من سلالاتكم التي هي بشكل أكبر غير مناسبة, ومعيبة, ومنحطَّة, والسلالات المعادية للمجتمع بشكل ملحوظ.
51:5.1 (585.5) عندما يصل آدم وحواء كوكبيان على عالم مسكون, فقد تم توجيههما بشكل كامل من قِبل رؤسائهما بشأن أفضل طريقة لإدخال تحسين الأجناس الموجودة من الكائنات الذكية حيز التنفيذ. ليست خطة الإجراء موحدة النمط؛ يُترك الكثير إلى حكم الزوجين المُسعفَين, والأخطاء ليست نادرة, خاصة على عوالم غير منتظمة, مضطربة, مثل يورانشيا.
51:5.2 (585.6) عادة لا تبدأ الشعوب البنفسجية في الإندماج مع الأهليين الكوكبيين حتى تَعُد جماعتهم الخاصة فوق المليون. لكن في هذه الأثناء يعلن موظفو الأمير الكوكبي بأن أولاد الله قد نزلوا, كما كان, ليكونوا واحداً مع أجناس الناس؛ ويتطلع الشعب بتلهف إلى اليوم عندما سيُعلن فيه أن أولئك الذين تأهلوا كمنتمين إلى السلالات العرقية الفائقة يمكنهم التقدم إلى جنينة عدن وهناك يُختارون من قِبل أبناء وبنات آدم كالآباء والأمهات التطوريين لمرتبة جديدة وممزوجة من جنس الإنسان.
51:5.3 (585.7) على عوالم طبيعية لا يتزاوج الآدم والحواء الكوكبيان مع الأجناس التطورية. هذا العمل من التحسين البيولوجي هو وظيفة السلالة الآدمية. لكن هؤلاء الآدميون لا يخرجون بين الأجناس؛ يجلب موظفو الأمير إلى جنينة عدن الرجال والنساء الفائقين للتزاوج التطوعي مع النسل الآدمي. وعلى معظم العوالم يُعتبَر أعلى شرف الإختيار كمُرشَّح من أجل التزاوج مع أبناء وبنات الجنينة.
51:5.4 (586.1) لأول مرة تتضاءل الحروب العرقية والصراعات القبلية الأخرى, بينما تسعى أجناس العالم جاهدة لكي تتأهل للإعتراف والقبول في الجنينة. يمكنكم في أفضل الأحوال أن يكون لديكم مجرد فكرة يسيرة عن كيف يأتي هذا الصراع التنافسي ليشغل مركز كل النشاطات على كوكب طبيعي. مخطط التحسين العرقي هذا بأكمله قد حُطم باكراً على يورانشيا.
51:5.5 (586.2) الجنس البنفسجي شعب أُحادي الزواج, وكل رجل أو امرأة تطوريين يتحدان مع الأبناء أو البنات الماديين يتعهدان بعدم إتخاذ أزواج آخرين وأن يُرشدوا أولاده أو أولادها في الزواج الواحد. يتلقى أولاد كل من هذه الإتحادات تعليماً وتدريباً في مدارس الأمير الكوكبي وبعدئذٍ يُسمح لهم بالإنطلاق إلى سلالة والدهم التطوري, هناك ليتزاوجوا بين الجماعات المختارة من البشر الفائقين.
51:5.6 (586.3) عندما تُضاف هذه السلالة من الأبناء الماديين إلى الأجناس المتطورة للعوالم, يُبدأ عهد جديد وأعظم من التقدم التطوري. تالياً لهذا التدفق الإنجابي للمقدرة المستوردة والميزات التطورية الفائقة يترتب هناك على ذلك سلسلة من الخطوات السريعة في الحضارة والتنمية العرقية؛ في مائة ألف سنة يتم إحراز المزيد من التقدم أكثر مما في مليون سنة من النضال السابق. في عالمكم, حتى في وجه إجهاض الخطط المرسومة, قد أتم إحراز تقدم عظيم منذ الهدية إلى شعوبكم من بلازما الحياة لآدم.
51:5.7 (586.4) لكن في حين أن أولاد الخط-النقي من جنينة عدن كوكبية يمكنهم أن يُغدقوا أنفسهم على الأعضاء الفائقين من الأجناس التطورية وبالتالي أن يرفعوا المستوى البيولوجي لجنس الإنسان, فلن يُبرهن ذا فائدة للسلالات الأعلى من بشر يورانشيا أن يتزاوجوا مع السلالات الأدنى؛ فإن مثل هذا الإجراء غير الحكيم من شأنه أن يُعرض للخطر كل الحضارة على عالمكم. حيث أنكم فشلتم في تحقيق الإنسجام العرقي بالتقنية الآدمية, يجب عليكم الآن حل مشكلتكم الكوكبية للتحسين العرقي بوسائل أخرى وإلى حد كبير إنسانية من التكيف والتحكم.
51:6.1 (586.5) على معظم العوالم المأهولة تبقى حدائق عدن كمراكز حضارية رائعة وتستمر في الأداء كالنماذج الإجتماعية للسلوك والإستخدام الكوكبي لعصر بعد عصر. حتى في الأزمنة المبكرة عندما تكون الشعوب البنفسجية منفصلة نسبياً, تتلقى مدارسهم مرشحين لائقين من بين أجناس العالم, بينما تفتح التطورات الصناعية للجنينة قنوات جديدة للمخالطة التجارية. هكذا يساهم الآدميون والحواءات وذريتهم في التوسع الفجائي للحضارة وإلى التحسين السريع للأجناس التطورية في عوالمهم. وكل تلك العلاقات يتم تعزيزها وتُختم باندماج الأجناس التطورية وأبناء آدم, مؤدية إلى الرفع المباشر للوضع البيولوجي, وتسريع الإمكانات الفكرية, وتعزيز الإستلام الروحي.
51:6.2 (586.6) على عوالم إعتيادية يصبح مقر الجنينة للجنس البنفسجي المركز الثاني للحضارة العالمية, بالإشتراك مع مدينة مركز إدارة الأمير الكوكبي, يُحددان وتيرة التنمية المدنية. لقرون تكون مدارس مركز إدارة مدينة الأمير الكوكبي ومدارس جنينة آدم وحواء معاصرين. فهما عادة ليسا بعيدين جداً عن بعضهما, ويعملان سويةً في تعاون متناغم.
51:6.3 (587.1) فكر ماذا كان سيعني على عالمكم إذا في مكان ما في الشرق الأدنى كان هناك مركز عالمي للحضارة, جامعة كوكبية عظيمة للثقافة, التي عملت دون إنقطاع لمدة 37,000 سنة. ومرة أخرى, توقف لتعتبر كيف أن السُلطة الأخلاقية حتى لهكذا مركز قديم ستكون مُعززة لو كان واقعاً ليس بعيداً منها لا يزال مركز إدارة آخر وأقدم للإسعاف السماوي الذي قد مارست تقاليده قوة تراكمية منذ 500,000 سنة من التأثير التطوري المتكامل. إنه العُرف الذي ينشر في نهاية المطاف مُثل عدن العليا إلى العالم بأسره.
51:6.4 (587.2) مدارس الأمير الكوكبي معنية أساساً بالفلسفة, والدِين, والأخلاق, والإنجازات الفكرية والفنية الأعلى. عادة ما تُكرس مدارس جنينة آدم وحواء للفنون العملية, التدريب الفكري الأساسي, الثقافة الإجتماعية, التنمية الإقتصادية, العلاقات التجارية, الكفاءة الفيزيائية, والحكومة المدنية. في نهاية المطاف يندمج هذان المركزان العالميان, لكن هذا الإنتماء الفعلي لا يحدث أحياناً حتى أوقات الإبن القضائي الأول.
51:6.5 (587.3) إن الوجود المستمر لآدم وحواء الكوكبيين, سوية مع نواة الخط-النقي للجنس البنفسجي, يفشي إستقرار النمو إلى حضارة عدنية بحكم أنها تأتي للعمل على حضارة عالم مع القوة الفارضة للتقاليد. في هؤلاء الأبناء والبنات الماديين الخالدين نواجِه الحلقة الأخيرة والتي لا غنى عنها التي تصل الله بالإنسان, صانعة جسراً بين الفجوة اللانهائية تقريباً بين الخالق الأبدي وأدنى الشخصيات المتناهية من الزمان. هنا كائن ذا أصل عالٍ الذي هو فيزيائي, مادي, حتى مخلوق جنسي مثل بشر يورانشيا. واحد الذي يمكنه رؤية وفهم الأمير الكوكبي غير المرئي وتفسيره إلى المخلوقات البشرية للحيز, لأن الأبناء والبنات الماديين قادرون على رؤية كل المراتب الأدنى من كائنات الروح؛ فهم يتصورون الأمير الكوكبي وكافة موظفيه, المرئيين وغير المرئيين.
51:6.6 (587.4) بمرور القرون, من خلال إندماج نسلهما مع أجناس الناس, نفس هذا الإبن والإبنة الماديان يصبحان مقبولين كالسلف المشترك لجنس الإنسان, الوالدان المشتركان للذرية الممزوجة الآن من الأجناس التطورية. إنه من المقصود أن البشر الذين يبدأون من عالم مأهول لديهم خبرة التعرف على سبعة آباء:
51:6.7 (587.5) 1. الأب البيولوجي--الأب في الجسد.
51:6.8 (587.6) 2. أب الحيز--الآدم الكوكبي.
51:6.9 (587.7) 3. أب الأجواء--سلطان النظام.
51:6.10 (587.8) 4. الأب الأعلى--أب البُرج.
51:6.11 (587.9) 5. أب الكون--الإبن الخالق والحاكم الأعلى للخلائق المحلية.
51:6.12 (587.10) 6. الآباء الفائقون--قدماء الأيام الذين يحكمون الكون العظيم.
51:6.13 (587.11) 7. أب الروح أو أب هاﭭونا--الأب الكوني, الذي يسكن على الفردوس ويُغدق روحه لتعيش وتعمل في عقول مخلوقاته الوضيعة التي تسكن كون الأكوان.
51:7.1 (587.12) من وقت لآخر يأتي أبناء الأﭭونال للفردوس إلى العوالم المأهولة من أجل إجراءات قضائية, لكن الأﭭونال الأول ليصل على مهمة قضائية يفتتح الافتقاد الإلهي الرابع لعالم تطوري من الزمان والفضاء. على بعض الكواكب حيث هذا الإبن القضائي مقبول كونياً, فهو يبقى لعصر واحد؛ وبالتالي فإن الكوكب يزدهر تحت الحكم المشترك لثلاثة أبناء: الأمير الكوكبي, والإبن المادي, والإبن القضائي, الإثنان الأخيران كائنان مرئيان إلى كل سكان الحيز.
51:7.2 (588.1) قبل أن يختتم الإبن القضائي الأول مهمته على عالم تطوري طبيعي, يكون هناك قد أحدث إتحاد عمل تعليمي وإداري للأمير الكوكبي والإبن المادي, هذا الدمج للإشراف الثنائي لكوكب يجلب نحو الوجود مرتبة جديدة وفعَّالة للإدارة العالمية. عند تقاعد الإبن القضائي يتقلد الآدم الكوكبي التوجيه الخارجي للجو, بهذا يعمل الإبن والإبنة الماديان معاً كإداريين كوكبيين حتى إستقرار العالم في عهد النور والحياة؛ من ثم يُرقى الأمير الكوكبي إلى مركز سلطان كوكبي. أثناء هذا العصر من التطور المتقدم, يصبح آدم وحواء ما يمكن أن يُسمى رؤساء وزارة مشتركة للحيز المُمَجَد.
51:7.3 (588.2) بمجرد أن تصبح العاصمة الجديدة والمعززة لعالم متطور مؤسسة جيداً, وبالسرعة التي يمكن فيها تدريب إداريين ثانويين تدريباً لائقاً, يتم تأسيس عواصم ثانوية على هيئات برية بعيدة وبين الشعوب المختلفة. قبل وصول إبن إفتقاد إلهي آخر, ستكون من خمسين إلى مائة من هذه المراكز الثانوية قد نٌظِمت.
51:7.4 (588.3) لا يزال الأمير الكوكبي وموظفيه يرعون مجالات النشاط الروحي والفلسفي. يولي آدم وحواء إهتماماً خاصاً بأوضاع الحيز الفيزيائية, والعلمية, والإقتصادية. كِلا الفريقين يكرسان طاقاتهما بالتساوي لترويج الفنون, والعلاقات الإجتماعية, والإنجازات الفكرية.
51:7.5 (588.4) بحلول وقت إفتتاح الإفتقاد الإلهي الخامس لشؤون العالم, تكون إدارة عظيمة للنشاطات الكوكبية قد أُنجِزت. يكون الوجود البشري على مثل هذا الجو المُدار بشكل جيد مُحفزاً ومُربحاً بالفعل. وإذا أمكن لليورانشيين فقط مراقبة الحياة على هكذا كوكب, فإنهم سوف يُقدرون على الفور قيمة تلك الأمور التي خسرها عالمكم من خلال إحتضان الشر والمشاركة في التمرد.
51:7.6 (588.5) [ قُدمت بإبن لانوناندِك من سِلك الإحتياط. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 52
52:0.1 (589.1) منذ إبتداء الحياة على كوكب تطوري إلى وقت إزدهاره النهائي في عهد النور والحياة, يظهر هناك على مسرح العمل العالمي على الأقل سبع حِقب من الحياة الإنسانية. هذه العصور المتتالية تُحدَد بالمهمات الكوكبية للأبناء الإلهيين, وعلى عالم مسكون متوسط تظهر هذه الحقب بالترتيب التالي:
52:0.2 (589.2) 1. إنسان سابق للأمير-الكوكبي.
52:0.3 (589.3) 2. إنسان ما بعد الأمير-الكوكبي.
52:0.4 (589.4) 3. إنسان ما بعد-آدم.
52:0.5 (589.5) 4. إنسان ما بعد-إبن قضائي.
52:0.6 (589.6) 5. إنسان ما بعد إبن-إغداق.
52:0.7 (589.7) 6. إنسان ما بعد إبن-مُعلم.
52:0.8 (589.8) 7. عهد النور والحياة.
52:0.9 (589.9) إن عوالم الفضاء, بمجرد أن تصبح لائقة فيزيائياً للحياة, توضع على سجل حاملي الحياة, وفي الوقت المناسب يتم إرسال هؤلاء الأبناء إلى هذه الكواكب بهدف بدء الحياة. الفترة بأكملها من بدء الحياة إلى ظهور الإنسان تُسمى بالعهد السابق للإنسان وتسبق الحِقب البشرية المتتالية التي أُخذت بعين الإعتبار في هذا الرواية.
52:1.1 (589.10) من وقت بروز الإنسان من المستوى الحيواني--عندما يمكنه إختيار عبادة الخالق--إلى وصول الأمير الكوكبي, تُدعى مخلوقات المشيئة البشريين ناس بدائيين. هناك ستة أنواع أو أجناس أساسية من الناس البدائيين, وتظهر هذه الشعوب المبكرة على التوالي في ترتيب ألوان الطيف, بدءاً من الأحمر. يختلف طول الوقت المُستهلَك في تطور هذه الحياة المبكرة إلى حد كبير على عوالم مختلفة, متراوح بين مائة وخمسين ألف سنة إلى أكثر من مليون سنة من زمن يورانشيا.
52:1.2 (589.11) سلالات اللون التطورية--الأحمر, البرتقالي, الأصفر, الأخضر, الأزرق, والنيلي--تبدأ بالظهور حوالي الزمن الذي يقوم فيه الإنسان البدائي بتطوير لغة بسيطة ويبدأ بممارسة المخيلة الخلاَّقة. بحلول هذا الوقت يكون الإنسان قد إعتاد جيداً الوقوف بانتصاب.
52:1.3 (589.12) الناس البدائيون هم صيادون قديرون ومحاربون أقوياء. قانون هذا العصر هو البقاء الفيزيائي للأصلح؛ حكومة هذه الأزمنة هي قبائلية بالكامل. خلال الصراعات العرقية المبكرة على عوالم كثيرة يتم إبادة بعض من السلالات التطورية, كما حدث على يورانشيا. عادة ما يمتزج أولئك الذين ينجون مع الجنس البنفسجي المستورَد في وقت لاحق, الشعوب الآدمية.
52:1.4 (589.13) في ضوء الحضارة اللاحقة, هذا العهد للإنسان البدائي هو فصل طويل, ومُظلم, ودموي. آداب الغابة وأخلاق الغابات البدائية لا تتماشى مع مقاييس الإفتقادات الإلهية فيما بعد من الدين الموحى والتنمية الروحية الأعلى. على عوالم عادية وغير إختبارية تختلف هذه الحقبة كثيراً عن الصراعات المطولة والوحشية للغاية التي ميزت هذا العصر على يورانشيا. عندما تبرزون من تجربة عالمكم الأولى, ستبدأون برؤية لماذا يحدث هذا النضال الطويل والمؤلم على العوالم التطورية, وبينما تذهبون إلى الأمام في مسار الفردوس, سوف تفهمون على نحو متزايد الحكمة من هذه الأعمال الغريبة على ما يبدو. لكن على الرغم من كل تقلبات العصور المبكرة للبروز الإنساني, فإن أداءات الإنسان البدائي تمثل فصلاً رائعاً, حتى بطولياً, في سجلات تاريخ عالم تطوري للزمان والفضاء.
52:1.5 (590.1) ليس الإنسان التطوري الباكر مخلوقاً نابضاً بالحيوية. بشكل عام, هؤلاء البشر البدائيون هم سكان كهوف أو مقيمي صخور. هم كذلك يبنون أكواخاً بسيطة في الأشجار الكبيرة. قبل أن يكتسبوا درجة عالية من الذكاء, أحياناً يتم اجتياح الكواكب بالأنواع الأكبر من الحيوانات. لكن في وقت مبكر من هذا العهد يتعلم البشر كيفية إشعال النار والحفاظ عليها, ومع تزايد المخيلة الإبتكارية والتحسن في الأدوات, سرعان ما يهزم الإنسان المتطور الحيوانات الأكبر والأكثر صعوبة للإنقياد. كذلك تجعل الأجناس المبكرة إستخداماً واسع النطاق للحيوانات الطائرة الأكبر. هذه الطيور الضخمة قادرة على حمل إنسان أو إنسانين متوسطي الحجم لطيران بدون توقف لأكثر من خمسمائة ميل. في بعض الكواكب هذه الطيور ذات خدمة كبيرة حيث أنها تمتلك درجة عالية من الذكاء, غالباً ما تكون قادرة على التكلم بالعديد من كلمات لغات الحيز. هذه الطيور هي في غاية الذكاء, مطيعة جداً وودودة بشكل لا يُصدق. مثل طيور السفر تلك قد إنقرضت منذ أمد طويل على يورانشيا, لكن أسلافكم المبكرين استمتعوا بخدماتها.
52:1.6 (590.2) إكتساب الإنسان للحكم الأدبي, المشيئة الأخلاقية, عادة ما يتزامن مع ظهور اللغة المبكرة. عند إحراز المستوى الإنساني, بعد هذا البروز للإرادة البشرية, يصبح هؤلاء الكائنات متقبلين للسكن المؤقت للضباط الإلهيين, وعند الموت يُختار الكثيرون في حينه كناجين ويُختَمون من قِبل رؤساء الملائكة لقيامة لاحقة وإنصهار روح. رؤساء الملائكة دائماً يرافقون الأمراء الكوكبيين, والحُكم القضائي للإفتقاد الإلهي للحيز يكون مُتزامناً مع وصول الأمير.
52:1.7 (590.3) جميع البشر الذين هم مسكونين بضباط الفكر هم عابدون مُحتملين؛ لقد تم "تنويرهم بالنور الحقيقي", ويمتلكون القدرة على إلتماس تواصل متبادل مع الألوهية. مع ذلك, فإن الدِين الباكر أو البيولوجي للإنسان البدائي هو إلى حد كبير إستمرارية الخوف الحيواني مزدوج مع الرعب الجاهل والخرافات القبلية. إن بقاء الخرافات في أجناس يورانشيا هو بالكاد متمم لنشوئكم التطوري ولا هو منسجم مع سوى ذلك إنجازاتكم الباهرة في التقدم المادي. لكن دِين الخوف الباكر هذا يخدم هدفاً قيماً جداً في إخضاع الطباع الحادة لهذه المخلوقات البدائية. إنه رائد الحضارة والتربة للزرع اللاحق لبذور الدين الموحى من قِبل الأمير الكوكبي ومُسعفيه.
52:1.8 (590.4) في غضون مائة ألف سنة من الوقت الذي فيه يكتسب الإنسان قامة منتصبة, يصل الأمير الكوكبي عادة, كونه قد أُرسل من قِبل سُلطان النظام بناء على تقرير حاملي الحياة بأن الإرادة تعمل, على الرغم من أن عدد قليل نسبياً من الأفراد قد تطوروا على هذا النحو. عادة ما يرحب البشر البدائيون بالأمير الكوكبي وموظفيه المرئيين؛ في الواقع, فإنهم غالباً ما ينظرون إليهم برهبة وتوقير, تقريباً بتعبد, ما لم يُكبحوا.
52:2.1 (591.1) مع وصول الأمير الكوكبي يبدأ إفتقاد إلهي جديد. تظهر الحكومة على الأرض, وتُحرَز الحقبة القبائلية المتقدمة. خطوات إجتماعية كبيرة تتم في غضون بضعة آلاف من السنين من هذا النظام. في ظل الظروف العادية يُحرز البشر حالة عالية من الحضارة أثناء هذا العصر. إنهم لا يكافحون طويلاً جداً في الهمجية كما فعلت أجناس يورانشيا. لكن الحياة على عالم مأهول تتغير إلى حد كبير بالتمرد بحيث يمكن أن يكون لديكم فكرة يسيرة أو معدومة عن مثل هكذا نظام على كوكب طبيعي.
52:2.2 (591.2) يبلغ متوسط طول هذا الإفتقاد الإلهي حوالي خمسمائة ألف سنة, بعضها أطول, وبعضها أقصر. خلال هذا العهد يتأسس الكوكب في دارات النظام, ويتم تعيين حصة كاملة من المساعدات السيرافية وغيرها من المساعدات السماوية الأخرى إلى إدارته. يأتي ضباط الفكر بأعداد متزايدة, والحرس السيرافي يقمن بتكبير نظامهن من الإشراف البشري.
52:2.3 (591.3) عندما يصل الأمير الكوكبي على عالم بدائي, يسود الدِين المتطور من الخوف والجهل. يقوم الأمير وموظفيه بالكشوف الأولى للحقيقة الأعلى وتنظيم الكون. هذه العروض الأولية لدِين الوحي هي بسيطة جداً, وعادةً ما تتعلق بشؤون النظام المحلي. الدِين هو عملية تطورية على نحو تام سابقاً إلى وصول الأمير الكوكبي. لاحقاً, يتقدم الدِين عن طريق الوحيٍ المتدرج بالإضافة إلى النمو التطوري. كل افتقاد إلَهي, كل حقبة بشرية, تتلقى عرضاً موسعاً للحقيقة الروحية والآداب الدينية. إن تطور الإستطاعة الاستلامية الدينية في سكان العالم تُحدد إلى حد كبير سرعة تقدمهم الروحي ومدى الوحي الديني.
52:2.4 (591.4) يشهد هذا الإفتقاد الإلهي فجراً روحياً, وتميل الأجناس المختلفة وقبائلها المتنوعة لإنشاء أنظمة متخصصة من الفكر الديني والفلسفي. يجري هناك بشكل منتظم خلال كل تلك الأديان العرقية نزعتين: المخاوف المبكرة للناس البدائيين والكشوف اللاحقة للأمير الكوكبي. في بعض النواحي لا يبدو أن اليورانشيون قد خرجوا كلياً من هذه المرحلة من التطور الكوكبي, بينما تتابعون هذه الدراسة, ستفهمون بوضوح أكثر كم ينحرف بعيداً عالمكم عن المسار المتوسط للتنمية والتقدم التطوري.
52:2.5 (591.5) لكن الأمير الكوكبي ليس "أمير السلام". تستمر الصراعات العرقية والحروب القبلية نحو هذا الإفتقاد الإلهي لكن مع تواتر وشدة متناقصة. هذا هو العصر العظيم للتشتت العرقي, ويبلغ ذروته في فترة من القومية المكثفة. اللون هو أساس التجمعات القبلية والقومية, وغالباً ما تُطور الأجناس المختلفة لغات منفصلة. كل فئة متوسعة من البشر تميل للسعي إلى العزلة. يكون هذا الإنفصال مؤاتياً بوجود العديد من اللغات. قبل توحيد الأجناس المتعددة تؤدي حروبهم التي لا هوادة فيها أحياناً إلى طمس شعوب كاملة؛ يتعرض الناس البرتقاليون والخُضر بشكل خاص لهكذا إبادة.
52:2.6 (591.6) على عوالم متوسطة, أثناء الجزء الأخير من حُكم الأمير, تبدأ الحياة القومية لتحل محل التنظيم القبلي أو بالأحرى أن تُفرض على المجموعات القبلية القائمة. لكن الإنجاز الإجتماعي العظيم لحقبة الأمير هي بروز الحياة العائلية. من الآن, قد كانت العلاقات الإنسانية قبلية بشكل رئيسي؛ الآن, يبدأ المنزل بالتحقق.
52:2.7 (591.7) هذا هو الإفتقاد الإلهي لتحقيق المساواة الجنسية. على بعض الكواكب قد يحكم الذَكر الأنثى؛ على أخرى يسود العكس. خلال هذا العصر تؤسس العوالم الطبيعية مساواة جنسية كاملة, هذا تمهيدي للإدراك الأكمل لمُثل الحياة المنزلية. هذا هو فجر العصر الذهبي للمنزل. إن فكرة الحُكم القبائلي تدريجياً تفسح المجال إلى المفهوم المزدوج للحياة القومية والحياة الأسرية.
52:2.8 (592.1) خلال هذا العصر تجعل الزراعة ظهورها. نمو فكرة العائلة غير متوافق مع الحياة الهائمة وغير المستقرة للصياد. تدريجياً تصبح ممارسات المساكن المستقرة وحرث التربة راسخة. يتقدم تدجين الحيوانات وتطوير الفنون المنزلية بسرعة. مع الوصول إلى قمة التطور البيولوجي, يكون قد تم تحقيق مستوى أعلى من الحضارة, لكن هناك القليل من التطور للنظام الميكانيكي؛ الإختراع هو سمة العصر التالي.
52:2.9 (592.2) تُطهَر السلالات وتُرفع إلى حالة عالية من الكمال الفيزيائي والقوة الفكرية قبل نهاية هذا العهد. إن التطور الباكر لعالم طبيعي يُساعَد إلى حد كبير بخطة تعزيز تزايد الأنواع الأعلى من البشر مع التقليص التناسبي للأقل. وإنه فشل شعوبكم المبكرة للتمييز هكذا بين هذه الأنواع ما يُعلل وجود الكثير جداً من الأفراد المشوبين والفاسدين بين سلالات يورانشيا الحالية
52:2.10 (592.3) إن إحدى الإنجازات العظيمة لعصر الأمير هي الحد من تكاثر الأفراد المعاقين عقلياً وغير الكفؤين إجتماعياً. قبل وقت طويل من وصول الإبنان الثانيان, الآدمان, معظم العوالم يعالجون أنفسهم بجدية في مهام التطهير العرقي, الذي لم تأخذه شعوب يورانشيا على عاتقها جدياً حتى الآن.
52:2.11 (592.4) هذه المشكلة من التحسين العرقي ليست مهمة واسعة النطاق عندما يتم مهاجمتها في هذا التاريخ الباكر في التطور الإنساني. الفترة السابقة من الصراعات القبلية والمنافسة العنيفة في نجاة الجنس تكون قد استأصلت معظم السلالات غير الطبيعية والمعيبة. ليس لدى الأحمق فرصة كبيرة للبقاء على قيد الحياة في تنظيم إجتماعي قبائلي بدائي ومتحارب. إنها العاطفة الزائفة لحضارتكم المُكَمَلة جزئياً التي ترعى, وتحمي, وتُديم السلالات المعيبة الميؤوس منها من مخزون الإنسان التطوري.
52:2.12 (592.5) إنه ليس من الحنو ولا الإيثار إغداق العطف غير المجدي على كائنات إنسانية فاسدة, غير ممكن إنقاذهم, غير طبيعيين ووضيعين. يتواجد هناك على حتى العوالم التطورية الأكثر طبيعية إختلافات كافية بين الأفراد وبين مختلف الجماعات الإجتماعية لتزود لأجل الممارسة الكاملة لكل تلك الشمائل النبيلة من مشاعر الإيثار والإسعاف البشري اللا-أناني دون إدامة السلالات غير اللائقة إجتماعياً والفاسدة أخلاقياً من الإنسانية المتطورة. هناك فرصة وافرة لممارسة التسامح وعمل الإيثار لصالح أولئك الأفراد التُعساء والمعوزين الذين لم يخسروا على نحو لا رجعة فيه تراثهم الأخلاقي ودمروا إلى الأبد حقهم الروحي المُكتسب بالولادة.
52:3.1 (592.6) عندما يكون الزخم الأصلي للحياة التطورية قد أخذ مجراه البيولوجي, عندما يكون الإنسان قد وصل قمة التطور الحيواني, هناك تصل المرتبة الثانية من البنوة, ويتم إفتتاح الإفتقاد الإلهي الثاني من النعمة والإسعاف. هذا صحيح على كل العوالم التطورية. عندما يكون قد تم إحراز أعلى مستوى ممكن من الحياة التطورية, عندما يكون الإنسان البدائي قد إرتقى إلى أقصى حد ممكن في السُلم البيولوجي, دائماً يظهر إبن وإبنة ماديان على الكوكب, بعد أن يتم إرسالهما من قِبل سلطان النظام.
52:3.2 (593.1) يُغدَق ضباط الفكر على نحو متزايد على أُناس ما بعد آدم, وفي أعداد متزايدة باستمرار يحرز هؤلاء البشر الإستطاعة من أجل الإنصهار بالضابط اللاحق. بينما يعملون كأبناء مُتنزلين, لا يملك الآدميون ضباط, لكن نسلهم الكوكبي--المباشر والمختلط--يصبحون مُرشَحين شرعيين للإستلام, في الوقت المناسب, لمَراقب الغموض. بحلول نهاية عصر ما بعد آدم, يحوز الكوكب حصته الكاملة من المُسعفين السماويين؛ فقط ضباط الإنصهار ليسوا بعد مُغدقين كونياً.
52:3.3 (593.2) إن الهدف الرئيسي للنظام الآدمي هو التأثير على الإنسان المتطور ليُتم الإنتقال من مرحلة مدنية الصياد والراعي إلى تلك للمُزارع والبستاني, ليتم استكمالها لاحقاً بظهور الإضافات المدنية والصناعية للحضارة. عشرة آلاف سنة من هذا الإفتقاد الإلهي للرافعين البيولوجيين هي كافية لإحداث تحول رائع. خمسة وعشرون ألف سنة من هكذا إدارة من الحكمة المشتركة للأمير الكوكبي والأبناء الماديين عادة ما تُنضج الجو من أجل مجيء إبن قضائي.
52:3.4 (593.3) عادة ما يشهد هذا العصر إتمام إزالة غير الملائم والتطهير الإضافي للسلالات العنصرية؛ على عوالم طبيعية تكون الميول الهمجية المعيبة قد أُزيلت تقريباً تماماً من السلالات التناسلية للحيز.
52:3.5 (593.4) النسل الآدمي لا يندمج أبداً مع السلالات الوضيعة من الأجناس التطورية. ولا هي الخطة الإلهية لآدم وحواء الكوكبيين للتزاوج, شخصياً, مع الشعوب التطورية. مشروع التحسين العنصري هذا هو مهمة ذريتهما. لكن نسل الإبن والإبنة الماديين يتم تعبئتهم لأجيال قبل أن يتم إفتتاح إسعاف الإندماج-العرقي.
52:3.6 (593.5) النتيجة لهدية بلازما الحياة الآدمية إلى سلالات البشر هي ترقية فورية للإستطاعة الفكرية وتسريع للتقدم الروحي. عادة ما يكون هناك بعض التحسين الفيزيائي أيضاً. على عالم متوسط يكون الإفتقاد الإلهي ما بعد آدم هو عصر إختراعات عظيمة, وتحكم في الطاقة, وتنمية ميكانيكية. هذا هو عهد ظهور الصناعة متعددة الأشكال والسيطرة على القوى الطبيعية؛ إنه العصر الذهبي للإستكشاف والإخضاع الأخير للكوكب. الكثير من التقدم المادي للعالم يحدث أثناء هذا الوقت من تدشين تطور العلوم الفيزيائية, بالضبط مثل الحقبة التي تختبرها يورانشيا الآن. عالمكم هو إفتقاد إلهي كامل وأكثر وراء متوسط الجدول الزمني لكوكب.
52:3.7 (593.6) بحلول نهاية الإفتقاد الإلهي الآدمي على كوكب طبيعي تكون الأجناس قد امتزجت عملياً, بحيث يمكن أن يُعلن حقاً بأن "الله قد جعل من دم واحد كل الأمم", وبأن إبنه "قد جعل من لون واحد كل الشعوب". اللون لمثل هذا الجنس المندمج يكون نوعاً ما ذا ظل زيتوني من الصبغة البنفسجية, "الأبيض" العرقي للأجواء.
52:3.8 (593.7) الإنسان البدائي هو للجزء الأكبر آكل لحوم؛ الأبناء والبنات الماديين لا يأكلون لحوم, لكن نسلهم في غضون بضعة أجيال عادة ما ينجذب نحو مستوى آكل-كل-شيء, على أن جماعات كاملة من أحفادهم أحياناً تبقى غير-آكلة-للحوم. هذا الأصل المزدوج لأجناس ما بعد آدم يفسر كيف أن سلالات إنسانية ممزوجة تعرض آثار تشريحية منتمية إلى كِلا الفئتين الحيوانيتين آكلة النباتات وآكلة اللحوم.
52:3.9 (593.8) في غضون عشرة آلاف سنة من الإندماج العنصري تُظهر الأصول الناتجة درجات متفاوتة من المزج التشريحي, بعض السلالات حاملة أكثر من علامات السلف غير-الآكل-للحوم, البعض الآخر يعرض أكثر من الصفات المميزة والخصائص الفيزيائية لأسلافهم التطوريين آكلي اللحوم. سرعان ما تصبح الغالبية من أجناس العالم هذه آكلة-كل-شيء, معتمدين على مدى واسع من الأقوات من كِلا الممالك الحيوانية والنباتية.
52:3.10 (594.1) حقبة ما بعد آدم هي الإفتقاد الإلهي للدولية. مع مقاربة الإتمام لمهمة المزج العرقي, تتضاءل القومية, وتبدأ أُخوة الإنسان بالتحقق فعلاً. تبدأ الحكومة الممثلة بأخذ مكان الملكية أو الشكل الأبوي للحُكم. يصبح النظام التعليمي عالمياً, وتدريجياً تُفسح لغات الأجناس طريقاً إلى لسان الشعب البنفسجي. نادراً ما يتم تحقيق السلام والتعاون الكوني حتى تكون الشعوب ممزوجة جيداً إلى حد ما, وإلى أن يتكلموا لغة مشتركة.
52:3.11 (594.2) خلال القرون الختامية لعصر ما بعد آدم يتطور هناك إهتمام جديد في الفن, الموسيقى, والأدب, وهذه الصحوة في جميع أنحاء العالم تكون الإشارة لظهور إبن قضائي. التطور المتوج لهذا العهد هو الإهتمام الكوني بالحقائق الفكرية, الفلسفة الحقيقية. يصبح الدِين أقل قومية, يصبح أكثر وأكثر شأناً كوكبياً. كشوف جديدة للحق تميز هذه العصور, ويبدأ الأعلون للأبراج في الحكم في شؤون الناس. تُكشَف الحقيقة صعوداً إلى إدارة الأبراج.
52:3.12 (594.3) التقدم الأدبي العظيم يميز هذا العصر؛ أخوة الإنسان هي هدف مجتمعه. السلام الذي يعم-العالم--توقُف الصراع العرقي والعداء القومي--هو مؤشر النضوج الكوكبي لمجيء المرتبة الثالثة من البنوة, الإبن القضائي.
52:4.1 (594.4) على الكواكب العادية والموالية يفتح هذا العصر بأجناس بشرية ممزوجة ولائقة بيولوجياً. ليس هناك مشاكل العرق أو اللون؛ حرفياً جميع الأمم والأجناس من دم واحد. تزدهر أخوة الإنسان, وتتعلم الأمم العيش على الأرض في سلام وراحة بال. يقف مثل هذا العالم على عشية تطور فكري عظيم وبالغ الذروة.
52:4.2 (594.5) عندما يصبح عالم تطوري بالتالي ناضجاً للعصر القضائي, واحد من مرتبة الأبناء الأﭭونال العالية يجعل ظهوره على مهمة قضائية. الأمير الكوكبي والأبناء الماديون هم مِن أصل من الكون المحلي؛ الإبن القضائي ينحدر من الفردوس.
52:4.3 (594.6) عندما يأتي أﭭونال الفردوس إلى الأجواء البشرية على إجراءات قضائية, فقط كمحكمي إفتقاد إلهي, فهم لا يتجسدون أبداً. لكن عندما يأتون على مهمات قضائية, على الأقل الأولى, فهم دائماً يتجسدون, على أنهم لا يختبرون ولادة, ولا هم يموتون موت الحيز. قد يعيشون لأجيال في تلك الحالات حيث يبقون كحكام على كواكب معينة. عندما تُنجَز مهماتهم, يُسلمون حياتهم الكوكبية ويعودون إلى وضعهم السابق من البنوة الإلهية.
52:4.4 (594.7) كل إفتقاد إلهي جديد يُوسع أفق دِين الوحي, والأبناء القضاة يوسِعون وحي الحقيقة لتصوير شؤون الكون المحلي وجميع روافده.
52:4.5 (594.8) بعد الزيارة الأولى لإبن قضائي سرعان ما تُدخِل الأجناس تحريرها الإقتصادي حيز التنفيذ. العمل اليومي المطلوب للحفاظ على استقلالية الفرد سوف يُمثَل بساعتين ونصف من وقتكم. إنه من الآمن تماماً تحرير مثل هؤلاء البشر الأخلاقيين والأذكياء. مثل هذه الشعوب المصقولة تعرف جيداً كيف تستفيد من أوقات الفراغ لتحسين الذات والتقدم الكوكبي. يشهد هذا العصر التنقية الإضافية للسلالات العرقية بتقييد التوالد بين الأفراد الأقل لياقة والموهوبين على نحو فقير.
52:4.6 (595.1) الحكومة السياسية والإدارة الإجتماعية للأجناس تستمر في التحسن, الحكومة-الذاتية تكون راسخة إلى حد ما بحلول نهاية هذا العصر. بالحكومة-الذاتية نحن نشير إلى أعلى نوع من الحكومة التمثيلية. مثل هذه العوالم تُرقي وتُكرم فقط أولئك القادة والحكام الذين هم أكثر ملاءمة لتحمل المسؤوليات الإجتماعية والسياسة.
52:4.7 (595.2) أثناء هذه الحقبة غالبية بشر العالم هم مسكونين بضابط. لكن إلى الآن فإن إغداق المَراقب الإلهية ليس دائماً كونياً. لم يتم بعد إغداق ضباط الإنصهار على جميع البشر الكوكبيين؛ فإنه لا يزال من الضروري لمخلوقات المشيئة أن يختاروا مَراقب الغموض.
52:4.8 (595.3) في أثناء العصور الختامية لهذا الإفتقاد الإلهي, يبدأ المجتمع بالعودة إلى أشكال أكثر بساطة من المعيشة. الطبيعة المعقدة للحضارة المتقدمة تجري مجراها, والبشر يتعلمون العيش بشكل طبيعي وأكثر فعالية. ويتزايد هذا التوجه مع كل حقبة تالية. هذا هو عصر إزدهار الفن, والموسيقى, والتعليم الأعلى. تكون العلوم الفيزيائية قد وصلت بالفعل إلى ذروة تطورها. يشهد إنتهاء هذا العصر, على عالم مثالي, ملء صحوة دينية عظيمة, تنوير روحي يعم العالم. وهذا النهوض الواسع النطاق للطبائع الروحية للأجناس هو الإشارة لوصول إبن الإغداق ولتدشين الحقبة البشرية الخامسة.
52:4.9 (595.4) ينشأ على عوالم كثيرة بأن الكوكب غير جاهز من أجل إبن إغداق بمهمة قضائية واحدة؛ في تلك الحالة سيكون هناك ثاني, حتى تتالي من الأبناء القضاة, كل منهم سوف يُرقي الأجناس من إفتقاد إلهي إلى آخر إلى أن يُجعل الكوكب جاهزاً لهدية إبن الإغداق. على المهمة الثانية والمهمات اللاحقة قد وقد لا يتجسد الأبناء القضاة. لكن بغض النظر كم من الأبناء الوقورين قد يظهر --وهم قد يأتون على هذا النحو أيضاً بعد إبن الإغداق-- فإن مجيء كل واحد يمثل نهاية إفتقاد إلهي وبداية آخر.
52:4.10 (595.5) هذه الإفتقادات الإلهية للأبناء القضاة تُغطي ما بين خمسة وعشرين ألف سنة إلى خمسين ألف سنة من زمن يورانشيا. أحياناً تكون مثل هذه الحقبة أقصر بكثير وفي حالات نادرة حتى أطول. لكن في ملء الزمن فإن واحد من هؤلاء الأبناء القضاة أنفسهم سوف يُولد كإبن إغداق فردوسي.
52:5.1 (595.6) عندما يتحقق مستوى معين من التطور الفكري والروحي على عالم مأهول, دائماً يصل إبن إغداق فردوسي. على عوالم طبيعية هو لا يظهر في الجسد إلى أن تكون الأجناس قد إرتقت إلى أعلى المستويات من التطور الفكري والتحصيل الأدبي. لكن على يورانشيا ظهر إبن الإغداق, حتى الإبن الخالق الخاص بكم, عند نهاية الإفتقاد الإلهي الآدمي, لكن هذا ليس هو الترتيب المعتاد للأحداث على عوالم الفضاء.
52:5.2 (595.7) عندما تكون العوالم قد نضجت من أجل الروحانية, يصل إبن الإغداق. هؤلاء الأبناء ينتمون دائماً إلى المرتبة القضائية أو الأﭭونال باستثناء في تلك الحالة, مرة في كل كون محلي, عندما يستعد الإبن الخالق لإغداقه الأخير على عالم تطوري ما, كما حدث عندما ظهر ميخائيل نِبادون على يورانشيا ليغدق ذاته على أجناسكم البشرية. عالم واحد فقط ما بين تقريباً عشرة ملايين يمكنه التمتع بمثل هذه الهدية؛ كل العوالم الأخرى هي متقدمة روحياً من خلال إغداق إبن فردوسي من مرتبة الأﭭونال.
52:5.3 (596.1) يصل إبن الإغداق على عالم ذا حضارة تعليمية عالية ويواجه شعباً مدرباً روحياً وعلى إستعداد لإستيعاب التعاليم المتقدمة ولتقدير مهمة الإغداق. هذا عصر يتميز بالسعى العالمي للحضارة الأخلاقية والحقيقة الروحية. إن الشغف البشري لهذا الإفتقاد الإلهي هو الولوج للواقع الفلكي واالتواصل مع الواقع الروحي. تتوسع كشوف الحق لتشمل الكون العظيم. تنمو أنظمة جديدة تماماً من التعليم والحكومة لتحل محل الأنظمة الفجة من العصور السابقة. يأخذ فرح العيش لوناً جديداً, وتُرفع تفاعلات الحياة إلى أعالي سماوية من النغمة والطابع الصوتي.
52:5.4 (596.2) يعيش إبن الإغداق ويموت من أجل الرفع الروحي لأجناس البشر لعالم ما. إنه يؤسس "الطريقة الجديدة والحية"؛ حياته هي تجسد لحقيقة الفردوس في جسد بشري, تلك الحقيقة ذاتها--حتى روح الحق--في المعرفة التي سيكون فيها الناس أحراراً.
52:5.5 (596.3) على يورانشيا, كان تأسيس هذه "الطريقة الجديدة والحية" أمر واقع فضلاً عن حقيقة. عزلة يورانشيا في تمرد لوسيفر قد علقت الإجراءات التي بها يمكن للبشر العبور, عند الموت, مباشرة إلى شواطئ العوالم المنزلية. قبل أيام المسيح ميخائيل على يورانشيا نامت كل النفوس حتى قيامات الإفتقاد الإلهي أو الألفية الخاصة. حتى موسى لم يُسمح له بالعبور إلى الجانب الآخر حتى مناسبة قيامة خاصة, الأمير الكوكبي الساقط, كاليغاسشيا, متنازعاً على مثل هذا الخلاص. لكن منذ يوم صعود المسيح (العنصرة), يمكن لبشر يوارنشيا مُجدداً التقدم مباشرة إلى الأجواء المورونشية.
52:5.6 (596.4) عند قيامة إبن إغداق, في اليوم الثالث بعد تسليم حياته المتجسدة, يصعد إلى اليد اليُمنى للأب الكوني, يتلقى تأكيد قبول مهمة الإغداق, ويعود إلى الإبن الخالق عند مركز إدارة الكون المحلي. عند ذلك يُرسِل الأﭭونال المُغدَق وميخائيل الخالق روحهما الموحدة, روح الحق, نحو عالم الإغداق. هذه هي المناسبة عندما "تُسكب روح الإبن الظافر على كل جسد." تُشارك روح أُم الكون أيضاً في هذا الإغداق لروح الحق, ومصاحباً لذلك يصدر هناك مرسوم الإغداق لضباط الفكر. بعد ذلك جميع مخلوقات المشيئة ذوي العقلية-الطبيعية لذلك العالم سوف يستلمون ضباط بمجرد بلوغهم سن المسؤولية الأخلاقية, من الخيار الروحي.
52:5.7 (596.5) إذا كان مثل أﭭونال الإغداق هذا ينبغي أن يعود إلى عالم بعد مهمة الإغداق, فإنه لن يتجسد لكنه سيأتي "في مجد مع الجيوش السيرافية".
52:5.8 (596.6) قد يمتد عصر ما بعد إبن الإغداق من عشرة آلاف إلى مائة ألف سنة. ليس هناك وقت تعسفي مخصص لأي من عهود الإفتقادات الإلهية تلك. هذا وقت تقدم أدبي وروحي عظيم. تحت التأثير الروحي لهذه العصور, يخضع الطابع الإنساني إلى تحولات هائلة ويختبر تطوراً إستثنائياً. يصبح من الممكن وضع القانون الذهبي قيد التشغيل العملي. تعاليم يسوع هي حقاً قابلة للتطبيق على عالم بشري الذي كان لديه التدريب التمهيدي للأبناء السابقين للإغداق مع إفتقاداتهم الإلهية من تشريف الطبع وزيادة الثقافة.
52:5.9 (596.7) خلال هذا العهد تكون مشاكل المرض والجنوح قد حُلت جوهرياً. قد تم بالفعل القضاء على الإنحراف عن طريق التناسل الإنتقائي. قد تم التغلب عملياً على المرض من خلال صِفات المقاومة العالية للسلالات الآدمية والتطبيق الذكي والعالمي لإكتشافات العلوم الفيزيائية من العصور السابقة. متوسط طول الحياة, أثناء هذه الفترة, يتسلق جيداً فوق ما يعادل ثلاثمائة سنة من زمن يورانشيا.
52:5.10 (597.1) طوال هذه الحقبة هناك تقليل تدريجي للإشراف الحكومي. حكومة-الذات الحقيقية تبدأ بالعمل؛ هناك حاجة إلى القوانين المقيدة أقل وأقل. الفروع العسكرية للمقاومة الوطنية تعبر بعيداً؛ عهد الإنسجام الدولي يصل حقاً. هناك أُمم كثيرة, يتم تحديدها في الغالب من خلال توزيع الأراضي, لكن فقط جنس واحد, لغة واحدة, ودِين واحد. الشؤون البشرية تقريباً, لكن ليس تماماً, تكون يوتوبيا (أسطورية). هذا حقاً هو عصر عظيم ومجيد!
52:6.1 (597.2) إبن الإغداق هو أمير السلام. إنه يصل مع الرسالة, "السلام على الأرض وحُسن النية بين الناس". على العوالم الطبيعية هذا إفتقاد إلهي لسلام يعم العالم؛ الأمم لا تتعلم الحرب بعد الآن. لكن تلك التأثيرات النافعة لم تلازم مجيء إبن الإغداق الخاص بكم, المسيح ميخائيل. يورانشيا لا تتقدم في الترتيب الطبيعي. عالمكم هو خارج الخطوة في الموكب الكوكبي. سيدكم, عندما كان على الأرض, حذر تلاميذه بأن مجيئه لن يجلب الحكم المعتاد للسلام على يورانشيا. أخبرهم بوضوح أنه سيكون هناك "حروب وإشاعات حروب", وبأن أمة ستقوم ضد أُمة. في وقت آخر قال, "لا تفكروا بأني قد أتيت لأجلب السلام على الأرض".
52:6.2 (597.3) حتى على عوالم تطورية إعتيادية فإن تحقيق الأخوة العالمية للإنسان ليس إنجازاً سهلاً. على كوكب مرتبك وغير نظامي مثل يورانشيا يتطلب مثل هذا الإنجاز وقتاً أطول بكثير ويستلزم جهداً أعظم بكثير. إن التطور الإجتماعي غير المدعوم لا يمكن أن يحقق مثل هذه النتائج السعيدة على جو معزول روحياً. الوحي الديني ضروري لتحقيق الأخُوة على يورانشيا. بينما بيَّن يسوع الطريق إلى الإحراز الفوري للإخاء الروحي, فإن تحقيق الأخُوة الإجتماعية على عالمكم يعتمد كثيراً على إنجاز التحولات الشخصية والتعديلات الكوكبية التالية:
52:6.3 (597.4) 1. الأخُوة الإجتماعية. تكاثر الإتصالات الدولية والإجتماعية ما بين الأعراق والإرتباطات الأخوية من خلال السفر, والتجارة, واللعب التنافسي. تطوير لغة مشتركة وتكاثر المتكلمين بعدة لغات. التبادل العرقي والوطني للتلاميذ, والمعلمين, والصناعيين, والفلاسفة الدينيين.
52:6.4 (597.5) 2. التلاقح الفكري. إن الأخُوة مستحيلة على عالم سكانه بدائيين للغاية بحيث يفشلون في التعرف على حماقة الأنانية غير الملطَفة. يجب أن يكون هناك تبادل للأدب القومي والعرقي. يجب أن يصبح كل شعب ملماً بأفكار كل الشعوب؛ كل أمة يجب أن تعرف مشاعر كل الأمم. الجهل يولد الريبة, والريبة لا تتفق مع الموقف الأساسي من التعاطف والمحبة.
52:6.5 (597.6) 3. الصحوة الأدبية. فقط الوعي الأدبي يمكنه فضح لا-أخلاقية عدم التسامح الإنساني وإثم الصراع بين الأشقاء. إن الضمير الأخلاقي هو وحده القادر على إدانة شرور الحسد القومي والغيرة العرقية. فقط كائنات أخلاقية سوف تسعى دوماً لتلك البصيرة الروحية التي لا غنى عنها لعيش القاعدة الذهبية.
52:6.6 (598.1) 4. الحكمة السياسية. النضج العاطفي ضروري للسيطرة على النفس. النضج العاطفي وحده سيضمن إستبدال التقنيات الدولية للحكم القضائي المتحضر من أجل قرار التحكيم للحرب. إن رجال الدولة الحكماء سيعملون يوماً ما من أجل رفاه الإنسانية حتى بينما يسعون جاهدين لتعزيز مصلحة جماعاتهم القومية أو العرقية. الحصافة السياسية الأنانية هي انتحارية في نهاية المطاف--مدمرة لجميع تلك الصِفات الدائمة التي تضمن النجاة الجماعية للكواكب.
52:6.7 (598.2) 5. البصيرة الروحية. أخُوة الإنسان, بعد كل شيء, تقوم على الإعتراف بأبوة الله. أسرع طريقة لتحقيق أخوة الإنسان على يورانشيا هي إدخال التحول الروحي للإنسانية الحالية حيز التنفيذ. الأسلوب الوحيد لتسريع الإتجاه الطبيعي للتطور الإجتماعي هو تطبيق الضغط الروحي من فوق, بالتالي زيادة البصيرة الأخلاقية مع تعزيز قدرة النفس لكل بشري لكي يفهم ويحب كل بشري آخر. إن التفاهم المتبادل والمحبة الأخوية هما الممدنان المتعاليان والعاملان القديران في الإدراك العالمي لأخُوة الإنسان.
52:6.8 (598.3) إذا أمكن أن تُزرع من عالمك المتخلف والمرتبك إلى كوكب عادي ما الآن في عصر ما بعد إبن الإغداق, سوف تعتقد أنك قد تُرجمت إلى جنة تقاليدكم. بالكاد ستصدق بأنك تراقب الأعمال التطورية الإعتيادية لجو بشري للسكن الإنساني. هذه العوالم هي في الدارات الروحية لحيزها, وتتمتع بجميع مزايا البث الكوني والخدمات الإنعكاسية للكون العظيم.
52:7.1 (598.4) الأبناء من المرتبة التالية ليصلوا على عالم تطوري متوسط هم الأبناء المعلمون الثالوثيون؛ الأبناء الإلهيين لثالوث الفردوس. مُجدداً نجد يورانشيا خارج خطوة الأجواء أخواتها في أن يسوعكم قد وعد بالعودة. ذلك الوعد سوف يفي به بالتأكيد, لكن لا أحد يعلم ما إذا كان مجيئه الثاني سوف يسبق أو يتبع ظهورات الأبناء القضاة أو المعلمين على يورانشيا.
52:7.2 (598.5) يأتي الأبناء المعلمون في جماعات إلى العوالم الآخذة في الروحانية. يُساعَد إبن مُعَلِم كوكبي ويُدعَم بسبعين إبن أولي, إثني عشر إبن ثانوي, وثلاثة من الأعلى والأكثر خبرة من مرتبة الداينالز السامية. سوف يبقى هذا السلك لبعض الوقت على العالم, طويلاً بما فيه الكفاية لإحداث الإنتقال من العصور التطورية إلى عهد النور والحياة--لا أقل من ألف سنة من الزمن الكوكبي وغالباً أطول بكثير. هذه المهمة هي مساهمة الثالوث في الجهود السابقة لكل الشخصيات الإلهية التي قد أُسعفت إلى عالم مأهول.
52:7.3 (598.6) إن وحي الحق ممتد الآن إلى الكون المركزي وإلى الفردوس. الأجناس تغدو روحية بعلو. لقد تطور شعب عظيم ويقترب عصر عظيم. الأنظمة التعليمية, الإقتصادية, والإدارية للكوكب تخضع إلى تحولات جذرية. يجري تأسيس قيم وعلاقات جديدة. ملكوت السماء يظهر على الأرض, ومجد الله يتم سكبه إلى الخارج في العالم.
52:7.4 (598.7) هذا هو الإفتقاد الإلهي عندما يُترجَم العديد من البشر من بين الأحياء. بينما يتقدم عهد الأبناء المعلمين الثالوثيين, يصبح الولاء الروحي لبشر الزمان كونياً أكثر وأكثر. الموت الطبيعي يصبح أقل تواتراً بينما ينصهر الضباط بشكل متزايد مع رعيتهم أثناء العمر في الجسد. يُصنف الكوكب في النهاية وفقًا للترتيب الأساسي المعدل للإرتقاء البشري.
52:7.5 (599.1) الحياة خلال هذا العهد ممتعة ومُربحة. قد تم بالفعل القضاء على الفساد والحصيلة الأخيرة المعادية للمجتمع للصراع التطوري الطويل. يقارب طول الحياة خمسمائة سنة من سنين يورانشيا, ويتم التحكم بذكاء في معدل الإنجاب من الزيادة العرقية. لقد وصل نظام جديد كلياً للمجتمع. لا تزال هناك إختلافات كبيرة بين البشر, لكن حالة المجتمع تقارب أكثر مُثل الأخوة الإجتماعية والمساواة الروحية. الحكومة التمثيلية تتلاشى, ويمر العالم تحت حكم السيطرة الذاتية-للفرد. يتم توجيه عمل الحكومة بشكل رئيسي إلى المهمات الجماعية للإدارة الإجتماعية والتنسيق الإقتصادي. العصر الذهبي قادم على عجل؛ الهدف الدنيوي للنضال التطوري الكوكبي الطويل والمكثف هو في الأفق. ثواب العصور سوف يتحقق قريباً؛ حكمة الآلهة على وشك أن تتجلى.
52:7.6 (599.2) تتطلب الإدارة الفيزيائية للعالم خلال هذا العصر حوالي ساعة واحدة كل يوم من ناحية كل فرد بالغ؛ أي, ما يعادل ساعة واحدة من وقت يورانشيا. الكوكب على إتصال وثيق مع شؤون الكون, وشعبه يمسح بدقة أحدث الإذاعات بنفس الإهتمام الشديد الذي تُظهرونه الآن في أحدث نشرات صحفكم اليومية. هذه الأجناس مشغولة بألف شيء ذا إهتمام غير معروف على عالمكم.
52:7.7 (599.3) على نحو مزايد, ينمو ولاء كوكبي حقيقي للكائن الأسمى. جيل بعد جيل, أكثر وأكثر من الشعب يتماشون مع أولئك الذين يمارسون العدل ويعيشون الرحمة. ببطء لكن بثبات يتم كسب العالم إلى الخدمة الفرحة لأبناء الله. قد تم حل الصعوبات الفيزيائية والمشاكل المادية إلى حد كبير؛ الكوكب ينضج لحياة متقدمة ووجود أكثر إستقراراً.
52:7.8 (599.4) من وقت لآخر طوال فترة إفتقادهم الإلهي, يستمر الأبناء المعلمون في المجيء إلى هذه العوالم المسالمة. لا يتركون عالم حتى يلاحظوا بأن الخطة التطورية, كما تتعلق بذلك الكوكب, تعمل بسلاسة. عادة ما يرافق الأبناء المعلمين إبن قضائي للحكم على مهماتهم المتعاقبة, بينما يعمل إبن آخر مثل هذا عند وقت مغادرتهم, وتستمر هذه الإجراءات القضائية من عصر إلى عصر طوال مدة النظام البشري من الزمان والفضاء.
52:7.9 (599.5) كل مهمة متكررة للأبناء المعلمين الثالوثيين ترفع تباعاً مثل هذا العالم العلوي إلى الأعالي الدائمة الإرتقاء من الحكمة, الروحانية, والتنوير الفلكي. لكن المواطنين النبلاء لمثل هذا الجو لا يزالون متناهين وبشر. لا شيء مثالي؛ مع ذلك, هناك تتطور صفة تُقارب الكمال في إدارة عالم غير مثالي وفي حياة سكانه الإنسانيين.
52:7.10 (599.6) قد يعود الأبناء المعلمون الثالوثيون مرات عديدة إلى نفس العالم. لكن عاجلاً أو آجلاً, في إرتباط مع إنهاء إحدى مهماتهم, يُرفع الأمير الكوكبي إلى مركز سُلطان كوكبي, ويظهر سُلطان النظام ليعلن دخول مثل هذا العالم في عهد النور والحياة.
52:7.11 (599.7) لقد كان إختتام المهمة النهائية للأبناء المعلمين (على الأقل ذلك سيكون التسلسل الزمني على عالم طبيعي) أن كتب يوحنا: "رأيت سماءً جديدة وأرضاً جديدة وأورشليم الجديدة نازلة من الله من السماء, مهيأة كأميرة مزينة من أجل الأمير".
52:7.12 (600.1) هذه هي الأرض المجدَدة ذاتها, المرحلة الكوكبية المتقدمة, التي تخيلها الرائي القديم عندما كتب: "لأنه, كما السماوات الجديدة والأرض الجديدة, التي سأصنعها, ستبقى أمامي, هكذا انتم وأولادكم ستنجون؛ وسيأتي يوم حينما من قمر جديد إلى آخر ومن سبت إلى آخر سيأتي كل جسد للعبادة أمامي, يقول الرب".
52:7.13 (600.2) إنهم بشر عصر كهذا الذين وُصفوا "كجيل مختار, كهنوت ملكي, أمة مقدسة, شعب مرفوع؛ وستُبدون الشكر له الذي دعاكم من الظلمة إلى هذا النور الرائع".
52:7.14 (600.3) بغض النظر عن ما يكون التاريخ الطبيعي الخاص لكوكب فردي, لا فرق ما إذا كان الحيز موالياً كلياً, ملوثاً بالشر, أو ملعوناً بالخطيئة--بغض النظر عما قد تكون عليه السوابق--عاجلاً أو آجلاً سوف تهِل نعمة الله وإسعاف الملائكة في يوم مجيء الأبناء المعلمين الثالوثيين؛ ورحيلهم, بعد مهمتهم النهائية, سيفتتح هذا العهد الرائع من النور والحياة.
52:7.15 (600.4) كل عوالم ساتانيا يمكنها أن تنضم في أمل الذي كتب: "مع ذلك نحن, وفقاً لوعده, نتطلع إلى سماء جديدة وأرض جديدة, حيث يسكن البِر. لأجل ذلك, يا أحبائي, رؤية أنكم تتطلعون إلى مثل هذه الأمور, كونوا مجتهدين بحيث قد توجدوا من قِبله في سلام, بدون لطخة ولا لوم".
52:7.16 (600.5) رحيل سلك الأبناء المعلمين, عند نهاية حكمهم الأول أو حكم لاحق ما, يُعلن فجر عهد النور والحياة--عتبة الإنتقال من الزمان إلى دهليز الأبدية. إن الإدراك الكوكبي لهذا العهد من النور والحياة يساوي أكثر بكثير من أعز توقعات بشر يورانشيا الذين ما خالجوا مفاهيم بعيدة النظر للحياة المستقبلية أكثر من تلك المتبناة في معتقدات دينية التي تصور الجنة على أنها المصير الفوري ومكان السكن النهائي للبشر الناجين.
52:7.17 (600.6) [ رُعيت برسول قدير مُلحق مؤقتاً إلى موظفي جبرائيل. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 53
53:0.1 (601.1) كان لوسيفر إبناً لانوناندِكياً أولياً لامعاً من نِبادون. كان قد اختبر الخدمة في العديد من الأنظمة, كان مستشاراً عالياً لمجموعته, وتميز بالحكمة, والفطنة, والفعالية. كان لوسيفر الرقم 37 من مرتبته, وعندما تم تكليفه من قِبل الملكيصادقين, كان يُعد واحداً من الشخصيات المائة الأكثر قدرة وذكاء في أكثر من سبعمائة ألف من جنسه. من هكذا بداية عظيمة, من خلال الشر والخطأ, اعتنق الخطيئة والآن يُعد كواحد من ثلاثة سلاطين أنظمة في نِبادون الذين خضعوا إلى حث الذات واستسلموا إلى سفسطة الحرية الشخصية الزائفة--رفض الولاء للكون, والتجاهل للإلتزامات الأخوية, والعمى عن العلاقات الفلكية.
53:0.2 (601.2) في كون نِبادون, مجال المسيح ميخائيل, هناك عشرة آلاف نظام من العوالم المأهولة. في كل تاريخ أبناء اللانوناندِك, في كل أعمالهم في كافة أنحاء هذه الآلاف من الأنظمة وعند مركز إدارة الكون, فقط ثلاثة سلاطين أنظمة وُجدوا في ازدراء لحكومة الإبن الخالق.
53:1.1 (601.3) لم يكن لوسيفر كائناً ارتقائياً؛ كان إبناً مخلوقاً من الكون المحلي, وعنه قيل: "لقد كنت كاملاً في كل طرقك من يوم خُلقت إلى أن وُجد فيك الإثم". في كثير من الأحيان كان في شورى مع الأعلون لعدنشيا. وحكم لوسيفر "فوق جبل الله المقدس", الجبل الإداري لجيروسِم, لأنه كان الرئيس التنفيذي لنظام عظيم من 607 عوالم مأهولة.
53:1.2 (601.4) كان لوسيفر كائناً رائعاً, شخصية لامعة؛ وقف إلى جانب الآباء الأعلون للأبراج في الخط المباشر لسُلطة الكون. بالرغم من طغيان لوسيفر, امتنعت الذكاءات التابعة عن إظهار عدم الإحترام والإزدراء له سابقاً إلى إغداق ميخائيل على يورانشيا. حتى رئيس الملائكة لميخائيل, عند وقت قيامة موسى, لم يُحضِر ضده حكم إتهام لكنه ببساطة قال, ’يوبخك القاضي‘. الحكم في مثل هذه الأمور يعود إلى قدماء الأيام, حكام الكون العظيم.
53:1.3 (601.5) لوسيفر هو الآن سُلطان ساتانيا الساقط والمخلوع. التأمل بالذات هو الأكثر كارثية, حتى إلى الشخصيات المُمجدة من العالم السماوي. عن لوسيفر قيل: "لقد رُفع قلبك بسبب جمالك؛ أفسدت حكمتك بسبب سطوعك". رأى نبيكم القديم حالته المحزنة عندما كتب: "كيف أنت ساقط من السماء يا لوسيفر, يا إبن الصباح؛ كيف إنكسر خاطرك, أنت مَن تجرأت على إرباك العوالم"!
53:1.4 (602.1) سُمع القليل جداً عن لوسيفر على يورانشيا نظراً إلى الواقع بأنه فوض نائبه الأول, الشيطان, ليدافع عن قضيته على كوكبكم. كان الشيطان عضواً في نفس المجموعة الأولية من اللانوناندِك لكنه لم يسبق له أن عمل قط كسلطان نظام؛ دخل بالكامل في انتفاضة لوسيفر. ليس "إبليس" سوى كاليغاسشيا, الأمير الكوكبي المخلوع ليورانشيا وهو إبن لانوناندِك من المرتبة الثانوية. في الوقت الذي كان فيه ميخائيل في الجسد على يورانشيا, تحالف معاً لوسيفر, والشيطان, وكاليغاسشيا لتأثير الإجهاض لمهمة إغداقه. لكنهم فشلوا بشكل ملحوظ.
53:1.5 (602.2) كان عَبادون رئيس موظفي كاليغاسشيا. تبع سيده إلى التمرد ومنذ ذاك الحين عمل كرئيس تنفيذي لمتمردي يورانشيا. كان بعلزبوب قائد مخلوقات منتصف الطريق غير الموالين الذين تحالفوا مع قوات كاليغاسشيا الخائن.
53:1.6 (602.3) أصبح التنين في نهاية المطاف التمثيل الرمزي لكل هذه الشخصيات الشريرة. عند انتصار ميخائيل, "نزل جبرائيل من ساﻟﭭينغتون وقيَد التنين (كل قادة المتمردين) لعصر". عن متمردي جيروسِم السيرافيين قد كُتب: "والملائكة الذين لم يحفظوا حالتهم الأولى بل تركوا مثواهم الخاص, قد احتفظ بالتأكيد بسلاسل من الظلمة إلى قضاء اليوم العظيم".
53:2.1 (602.4) كان لوسيفر ومساعده الأول, الشيطان, قد حكم على جيروسِم لأكثر من خمسمائة ألف سنة عندما في قلوبهم بدأوا أن يصطفوا أنفسهم ضد الأب الكوني وإبنه النائب آنذاك ميخائيل.
53:2.2 (602.5) لم تكن هناك ظروف غريبة أو خاصة في نظام ساتانيا التي اقترحت أو فضلت التمرد. إنه معتقدنا بأن الفكرة أخذت أصلاً وشكلاً في عقل لوسيفر, وبأنه ربما قد حرض على هذا التمرد بغض النظر أينما كان محل تمركزه. أعلن لوسيفر خطته أولاً إلى الشيطان, لكنه تطلب عدة أشهر لإفساد عقل مساعده القدير والذكي. مع ذلك, متى ما تحول إلى نظريات المتمرد, أصبح مؤيداً جريئاً وجاداً عن "تأكيد-الذات والحرية".
53:2.3 (602.6) لا أحد أبداً اقترح التمرد إلى لوسيفر. فكرة تأكيد الذات في معارضة لمشيئة ميخائيل وإلى خطط الأب الكوني, كما هي ممثلة في ميخائيل, كان أصلها في عقله. كانت علاقاته مع الإبن الخالق حميمة ودائماً ودية. ولا في أي وقت سابقاَ إلى تمجيد عقله, عَبَّر لوسيفر بصراحة عن الإستياء من إدارة الكون. على الرغم من صمته, لأكثر من مائة سنة من الوقت القياسي كان إتحاد الأيام على ساﻟﭭينغتون يعكس إلى يوﭭرسا بأن كل شيء لم يكن في سلام في عقل لوسيفر. تم إبلاغ هذه المعلومات أيضاً إلى الإبن الخالق وإلى آباء البُرج في نورلاشيادِك.
53:2.4 (602.7) طوال هذه الفترة أصبح لوسيفر ناقداً بشكل متزايد لخطة إدارة الكون بأكملها لكنه دائماً أقـَّر بالإخلاص القلبي إلى الحكام السُماة. ظهر أول عدم إخلاص صريح له بمناسبة زيارة جبرائيل إلى جيروسِم قبل أيام قليلة فقط من البلاغ المفتوح للوسيفر لإعلان الحرية. كان جبرائيل متأثراً بعمق للغاية باليقين من إندلاع وشيك بحيث أنه ذهب مباشرة إلى عدنشيا للتشاور مع آباء البُرج بشأن التدابير التي يتعين توظيفها في حالة التمرد المفتوح.
53:2.5 (603.1) إنه لفي غاية الصعوبة الإشارة إلى السبب الدقيق أو الأسباب التي بلغت ذروتها في نهاية المطاف في تمرد لوسيفر. نحن على يقين من شيء واحد فقط, وذلك هو: أياً كانت هذه البدايات الأولى, فقد كان أصلها في عقل لوسيفر. لا بد أنه كان غرور الذات الذي غذى نفسه إلى حد خداع-الذات, بحيث أن لوسيفر لفترة من الوقت قد أقنع نفسه حقاً بأن تفكيره بالتمرد كان في الواقع من أجل خير النظام, إن لم يكن للكون. بحلول الوقت الذي تطورت خطته إلى نقطة الخيبة, لا شك أنه قد ذهب بعيداً جداً لكي يسمح له تكبره الأصلي والمؤذي بالتوقف. في مرحلة ما في هذه التجربة أصبح غير صادق, وتطور الشر إلى خطيئة متعمدة وإرادية. بأن هذا حدث قد ثبت من خلال السلوك اللاحق لهذا التنفيذي اللامع. لقد أتيحت له فرصة طويلة للتوبة, لكن فقط بعض من مرؤوسيه قبلوا الرحمة المقدمة. مخلص الأيام لعدنشيا, بناء على طلب آباء البُرج, قدم شخصياً خطة ميخائيل لإنقاذ هؤلاء المتمردين السافرين, لكن دائماً كانت رحمة الإبن الخالق تُرفَض وتُرفَض بأنفة وإزدراء متزايدين.
53:3.1 (603.2) أياً كانت أصول المشكلة المبكرة في قلبَي لوسيفر والشيطان, فإن الإندلاع الأخير أخذ شكلاً على أنه إعلان لوسيفر للحرية. أُعلنت قضية المتمردين تحت ثلاثة رؤوس:
53:3.2 (603.3) 1. واقعية الأب الكوني. ادّعى لوسيفر بأن الأب الكوني لم يكن موجوداً في الواقع, وبأن الجاذبية الفيزيائية وطاقة-الفضاء كانت متأصلة في الكون, وبأن الأب خرافة اخترعها الأبناء الفردوسيين لتمكينهم من الحفاظ على حكم الأكوان بإسم الأب. أنكر بأن الشخصية هدية من الأب الكوني. هو حتى أوعز بأن النهائيين متواطئون مع الأبناء الفردوسيين لدس الإحتيال على كل الخليقة بما أنهم لم يجلبوا معهم فكرة واضحة المعالم عن شخصية الأب الفعلية كما هي مفهومة على الفردوس. كان يتداول على التقديس على أنه جهل. كان الإدعاء جارفاً, ورهيباً, وتجديفياً. لقد كان هذا الهجوم المُقنَّع على النهائيين الذي أثر بدون شك على المواطنين الصاعدين عند ذاك على جيروسِم ليقفوا بحزم ويبقوا ثابتين في المقاومة لكل اقتراحات المتمردين.
53:3.3 (603.4) 2. حكومة الكون للإبن الخالق--ميخائيل. ادعى لوسيفر بأن الأنظمة المحلية يجب أن تكون مستقلة. احتج ضد حق ميخائيل, الإبن الخالق, بتقلد سيادة نِبادون بإسم أب فردوسي إفتراضي والفرض على كل الشخصيات الإعتراف بالولاء إلى هذا الأب غير المرئي. أكد بأن خطة العبادة بأكملها كانت مخططاً ذكياً لتعظيم الأبناء الفردوسيين. كان مستعداً للإعتراف بميخائيل كأبيه-الخالق لكن ليس كإلهه والحاكم الشرعي له.
53:3.4 (603.5) بأكثر المرارة هاجم حق قدماء الأيام--"المسيطرون الأغراب"--بالتدخل في شؤون الأنظمة والأكوان المحلية. ندد بهؤلاء الحكام كطغاة ومغتصبون. حض أتباعه على الإعتقاد بأن أياً من هؤلاء الحكام لا يمكنه فعل أي شيء للتدخل في عملية الحكم المنزلي التام إذا كان لدى الناس والملائكة فقط الشجاعة لإثبات أنفسهم والمطالبة بحقوقهم بجسارة.
53:3.5 (603.6) جادل بأن جلادي الأحكام لقدماء الأيام يمكن منعهم من العمل في الأنظمة المحلية لو أن الكائنات الأهلية فقط يؤكدون إستقلاليتهم. أصَّر بأن الخلود كان فطرياً في شخصيات النظام, أن القيامة كانت طبيعية وتلقائية, وبأن كل الكائنات ستعيش إلى الأبد لولا الأعمال التعسفية وغير العادلة لجلاّدي قدماء الأيام.
53:3.6 (604.1) 3. الهجوم على الخطة الكونية لتدريب البشر الصاعدين. أصرَّ لوسيفر بأن الكثيرجداً من الوقت كان يُصرَف على مخطط التدريب الشامل للغاية للبشر الصاعدين في مبادئ إدارة الكون, مبادئ زعم أنها غير أخلاقية وغير سليمة. احتج ضد البرنامج الطويل العصر لإعداد بشر الفضاء لمصير ما غير معروف وأشار إلى حضور سِلك النهائيين على جيروسِم كدليل على أن هؤلاء البشر قد أمضوا عصوراً من التحضير لأجل مصير ما من الخيال الخالص. أشار بسخرية بأن النهائيين قد واجهوا مصيراً ليس أكثر مجداً من أن يعادوا إلى أجواء متواضعة مماثلة لتلك من أصلهم. أوعز بأنهم قد أُفسدوا بالإنضباط الزائد عن اللزوم والتدريب المطول, وبأنهم كانوا في الواقع خائنين إلى زملائهم البشر بما أنهم يتعاونون الآن مع مخطط استعباد كل الخلق إلى خرافات مصير أبدي أسطوري للبشر الصاعدين. حامى بأن الصاعدين يجب أن يتمتعوا بحرية تقرير-ذاتي فردي. لقد تحدى وأدان خطة الإرتقاء البشري بأكملها كما رُعيت بأبناء الله الفردوسيين ودُعمت بالروح اللانهائي.
53:3.7 (604.2) وإنه كان بهكذا إعلان للحرية حيث أطلق لوسيفر طقوس عربدته من الظُلمة والموت.
53:4.1 (604.3) تم إصدار منشور لوسيفر في المجمع السنوي لساتانيا على بحر الزجاج, في حضور الحشود المتجمعة لجيروسِم, في اليوم الأخير من السنة, منذ حوالي مائتي ألف سنة من زمن يورانشيا. أعلن الشيطان بأن العبادة يمكن أن تُمنح إلى القوى الكونية, والفيزيائية, والفكرية, والروحية--لكن أن الولاء يمكن الإقرار به فقط إلى الحاكم الحاضر والفعلي, لوسيفر, "صديق الناس والملائكة" و "إله الحرية".
53:4.2 (604.4) كان إثبات الذات صرخة المعركة لتمرد لوسيفر. إحدى حججه الرئيسية كانت بأنه, إذا كان الحكم-الذاتي صالحاً وصحيحاً للملكيصادقين والفئات الأخرى, فهو بالتساوي صالح لكل مراتب الذكاءات. كان جسوراً ومتشبثاً في دعوى "مساواة العقل" و "أخوة الذكاء". أصرَّ بأن كل الحكومة يجب أن تقتصر على الكواكب المحلية وإتحادها الطوعي في الأنظمة المحلية. كل إشراف آخر هو منعه. وعد الأمراء الكوكبيين بأنهم يجب أن يحكموا العوالم كتنفيذيين سُماة. ندد بموقع النشاطات التشريعية على مركز إدارة البُرج وتسيير الشؤون القضائية على عاصمة الكون. جادل بأن كل تلك الوظائف للحكومة يجب أن تُكثف على عواصم الأنظمة, وباشر بإنشاء مجلسه التشريعي الخاص ونظم محاكمه الخاصة تحت السلطة القضائية للشيطان. ووجَّه بأن يفعل الأمراء على العوالم المرتدة الشيء نفسه.
53:4.3 (604.5) كامل المجلس الإداري للوسيفر ذهبوا في هيئة وأقسموا يميناً علنياً بصفتهم ضباط لإدارة الرئيس الجديد "للعوالم والأنظمة المُحررة".
53:4.4 (605.1) بينما كان هناك تمردان سابقان في نِبادون, كانا في أبراج بعيدة. إعتبر لوسيفر بأن تلك الإنتفاضات لم تنجح لأن غالبية الذكاءات فشلت في اتباع قادتها. جادل بأن "الأكثرية تحكم", وبأن "العقل منزه عن الخطأ". الحرية التي سُمحت له من قِبل حكام الكون على ما يبدو عضدت الكثير من ادعاءاته الشائنة. تحدى كل رؤسائه؛ مع ذلك هم على ما يبدو لم يأخذوا أية ملاحظة عن أفعاله. لقد أُعطيت له يداً حرة ليتابع خطته المُغوية بدون عائق أو مؤخر.
53:4.5 (605.2) كل التأخيرات الرحيمة للعدالة, أشار لوسيفر إليها كدليل على عجز حكومة الأبناء الفردوسيين عن إيقاف التمرد. ناوئَ علناً وتحدى بعجرفة ميخائيل, وعمانوئيل, وقدماء الأيام وبعدها أشار إلى الواقع بأن لا إجراء تلا بمثابة دليل إيجابي على عجز حكومات الكون والكون العظيم.
53:4.6 (605.3) كان جبرائيل حاضراً شخصياً في أثناء كل تلك الإجراءات غير المخلصة وأعلن فقط بأنه سوف, في الوقت المناسب, يتكلم من أجل ميخائيل وأن كل الكائنات ستُترك حرة وغير مُعاكسة في إختيارها؛ بأن "حكومة الأبناء من أجل الأب ترغب فقط بذلك الإخلاص والتفاني الطوعي, من كل القلب, والمقاوم للسفسطة."
53:4.7 (605.4) سُمح للوسيفر تماماً بتأسيس وتنظيم حكومته المتمردة قبل أن يبذل جبرائيل أي جهد للإعتراض على حق الإنشقاق أو التصدي لدعاية المتمردين. لكن آباء البُرج حصروا على الفور عمل هؤلاء الشخصيات غير الوفية لنظام ساتانيا. مع ذلك, هذه الفترة من التأخير كانت وقت تجربة واختبار عظيم للكائنات الموالية في كل ساتانيا. كان الكل فوضوياً لسنوات قليلة, وكان هناك ارتباك عظيم على العوالم المنزلية.
53:5.1 (605.5) عند اندلاع تمرد ساتانيا, استشار ميخائيل أخاه الفردوسي, عمانوئيل. في أعقاب هذا المؤتمر الهام, أعلن ميخائيل بأنه سيتابع السياسة ذاتها التي ميزت تعاملاته مع الإضطرابات المماثلة في الماضي, موقف عدم التدخل.
53:5.2 (605.6) عند وقت هذا التمرد والإثنان السابقان لم تكن هناك سُلطة سيادية مُطلقة وشخصية في كون نِبادون. حكمَ ميخائيل بحق إلهي, كنائب للأب الكوني, لكن حتى في حينه ليس في حقه الشخصي الخاص. هو لم يكن قد أتم مهمة إغداقه؛ لم يكن قد خُوِل حتى ذلك الوقت كل قدرة في السماء وعلى الأرض.
53:5.3 (605.7) منذ اندلاع التمرد إلى يوم تتويجه كحاكم سُلطان لنِبادون, لم يتدخل ميخائيل أبداً مع قوات لوسيفر المتمردة؛ لقد سُمح لهم بأن يسيروا مجرى حر لما يقرب من مائتي ألف سنة من زمن يورانشيا. لدى المسيح ميخائيل الآن قدرة وسُلطة وافرة للتعامل الفوري, حتى بشكل موجز, مع مثل هذه الإندلاعات من عدم الولاء, لكننا نشك بأن هذه السُلطة السيادية ستقوده إلى التصرف بطريقة مختلفة في حالة حدوث إضطراب آخر كهذا.
53:5.4 (605.8) حيث إن ميخائيل اختار أن يبقى بمعزل عن الحرب الفعلية لتمرد لوسيفر, دعا جبرائيل موظفيه الشخصيين معاً على عدنشيا, وفي شورى مع الأعلون, اختار تولي قيادة الجماهير الموالية في ساتانيا. بقي ميخائيل على ساﻟﭭينغتون بينما تقدم جبرائيل إلى جيروسِم, وأسس نفسه على الجو المكرس للأب--الأب الكوني نفسه الذي شكك بشخصيته لوسيفر والشيطان--في حضور الجماهير المتجمعة من الشخصيات الموالية, عرض راية ميخائيل, الشعار المادي لحكومة الثالوث لكل الخلق, الدوائر الثلاثة المتحدة المركز ذات اللون الأزرق السماوي على خلفية بيضاء.
53:5.5 (606.1) كان شعار لوسيفر راية بيضاء مع دائرة حمراء واحدة, ظهرت في مركزها دائرة صلبة سوداء.
53:5.6 (606.2) "كانت هناك حرب في السماء؛ قائد ميخائيل وملائكته حاربوا ضد التنين (لوسيفر, والشيطان, والأمراء المرتدين)؛ والتنين وملائكته المتمردين حاربوا لكنهم لم يسودوا". هذه "الحرب في السماء" لم تكن معركة فيزيائية كما قد يُفهم ذلك النزاع على يورانشيا. في الأيام المبكرة للصراع صمد لوسيفر باستمرار في المدرج الكوكبي. أجرى جبرائيل كشفاً غير منقطع لمغالطات المتمرد من مركز إدارته الذي اتخذه بجوار قريب في متناول اليد. الشخصيات المختلفة المتواجدة على الجو الذين كانوا في شك بالنسبة إلى موقفهم كانوا يسافرون ذهاباً وإياباً بين هذه المناقشات إلى أن وصلوا إلى قرار نهائي.
53:5.7 (606.3) لكن هذه الحرب في السماء كانت رهيبة جداً وواقعية جداً. في حين أن هذا الصراع لم يبدي شيئاً من البربريات التي تميز جداً الحرب الفيزيائية على العوالم غير الناضجة, فقد كان هذا النزاع أكثر فتكاً ببُعد؛ الحياة المادية في خطر في معركة مادية, لكن الحرب في السماء كانت تُقاتل من حيث الحياة الأبدية.
53:6.1 (606.4) كان هناك العديد من الأعمال النبيلة والمُلهمة من التفاني والولاء التي تم أداؤها من قبل شخصيات عديدة خلال الفترة الانتقالية بين اندلاع الأعمال العدائية ووصول حاكم النظام الجديد وموظفيه. لكن الأكثر روعة من كل تلك المآثر الجريئة من التفاني كان التصرف الشجاع من مانوشيا, الثانية في قيادة سيرافيم مركز إدارة ساتانيا.
53:6.2 (606.5) عند اندلاع التمرد على جيروسِم إنضمت رئيسة الجماهير السيرافية إلى قضية لوسيفر. هذا يفسر بدون شك لماذا هذا العدد الكبير من المرتبة الرابعة, السيرافيم الإداريات للنظام, قد ضللن. كانت القائدة السيرافية معماة روحياً بشخصية لوسيفر اللامعة؛ سحرت طرقه الفاتنة المراتب الأقل من الكائنات السماوية. هم ببساطة لم يتمكنوا من فهم أنه كان من الممكن لمثل هذه الشخصية المبهرة أن تُخطئ.
53:6.3 (606.6) ليس منذ أمد, في وصف التجارب المرتبطة ببداية تمرد لوسيفر, قالت مانوشيا: "لكن اللحظة الأكثر إبهاجاً كانت المغامرة المثيرة المتعلقة بتمرد لوسيفر عندما, كقائدة سيرافيم ثانية, رفضتُ الإشترك في الإهانة الموجهة إلى ميخائيل؛ والمتمردون القديرون سعوا إلى هلاكي بواسطة قوات الإرتباط التي رتبوها". كان هناك اضطراب هائل على جيروسِم, لكن لم تُصب ولا سيرافيم موالية واحدة بالأذى.
53:6.4 (606.7) "عند تقصير رئيستي المباشرة آل إلي تولي قيادة الجيوش الملائكية لجيروسِم كمديرة فخرية للشؤون السيرافية المرتبكة للنظام. كنت مدعومة أخلاقياً بالملكيصادقين, مُساعدة باقتدار بغالبية الأبناء الماديين, مهجورة من قِبل جماعة هائلة من مرتبتي الخاصة, لكن مدعومة بشكل رائع من قِبل البشر الصاعدين على جيروسِم.
53:6.5 (606.8) حيث أننا قد أُلقينا خارجاً تلقائياً من دارات البُرج بانفصال لوسيفر, كنا معتمدين على إخلاص كتيبتنا الذكية, اللواتي وجهن نداءات للمساعدة إلى عدنشيا من النظام القريب رانتوليا؛ ووجدنا بأن مملكة النظام, فكر الولاء, وروح الحق كانت منتصرة بطبيعتها على التمرد, وتأكيد-الذات, وما يسمى بالحرية الشخصية؛ كنا قادرين على الإستمرار حتى وصول سُلطان النظام الجديد, الخليفة الجدير للوسيفر. ومباشرة بعد ذلك تم تعييني إلى سلك الملكيصادقين للتفتيش القضائي ليورانشيا, متقلدة الحكم القضائي على المراتب السيرافية الموالية على عالم كاليغاسشيا الخائن, الذي أعلن جوه عضواً في النظام المشروع حديثاً من ’العوالم المتحررة والشخصيات المُعتَقة’ المقترحة في إعلان الحرية الشائن الصادر عن لوسيفر في دعوته إلى "الذكاءات المحبة-للحرية, والمفكرين الأحرار, والمتطلعين إلى الأمام من عوالم ساتانيا المُساء حكمها وذات الإدارة السيئة".
53:6.6 (607.1) لا تزال هذه الملاك في الخدمة على يورانشيا, عاملة كرئيسة مساعدة للسيرافيم.
53:7.1 (607.2) كان تمرد لوسيفر واسع النظام. سبعة وثلاثون أميراً كوكبياً منشقَّاً أرجحوا إدارة عالمهم إلى حد كبير إلى جانب المتمرد الرئيسي. فقط على بانوبشيا فشل الأمير الكوكبي في حمل شعبه معه. على هذا العالم, تحت إرشاد الملكيصادقين, حشد الشعب قواه لدعم ميخائيل. إلَنورا, إمرأة شابة من ذلك الحيز البشري, إستحوذت على قيادة الأجناس الإنسانية, ولا نفـس واحدة من ذلك العالم الممزق- بالصراع إنخرطت تحت لواء لوسيفر. ومنذ ذلك الحين خدم هؤلاء البانوبشيون المخلصون على عالم جيروسِم الإنتقالي السابع كالأمناء والبنائين على جو الأب وعوالم الإحتجاز السبعة المحيطة به. البانوبشيون, ليس فقط يعملون كالأوصياء الحرفيين لهذه العوالم, لكنهم أيضاً ينفذون الأوامر الشخصية لميخائيل لتزيين هذه الأجواء لأجل بعض الاستخدامات المستقبلية وغير المعروفة. يقومون بهذا العمل بينما يتمهلون في طريقهم إلى عدنشيا.
53:7.2 (607.3) طوال هذه الفترة كان كاليغاسشيا يدافع عن قضية لوسيفر على يورانشيا. عارض الملكيصادقون باقتدار الأمير الكوكبي المرتد, لكن المغالطات لحرية غير مُلجَمة وأوهام تأكيد-الذات حصلت على كل فرصة من أجل تضليل الشعوب البدائية لعالم شاب وغير متطور.
53:7.3 (607.4) كل دعاية الإنشقاق كان يجب أن تقوم عن طريق الجهد الشخصي لأن خدمة البث وجميع السبل الأخرى للإتصال بين الكواكب تم تعليقها بعمل المُشرفين على دارة النظام. عند الإندلاع الفعلي للتمرد تم عزل نظام ساتانيا بأكمله في كِلا دارات البُرج والكون. خلال هذا الوقت كان يتم إرسال كل الرسائل القادمة والخارجة بواسطة عملاء سيرافيين ورسل إنفراديين. كما تم قطع دارات العوالم الساقطة, حتى لا يتمكن لوسيفر من الإفادة من هذه الوسيلة لتعزيز مخططه الشائن. ولن تُستعاد هذه الدارات ما دام المتمرد الرئيسي يعيش ضمن حدود ساتاينيا.
53:7.4 (607.5) هذا كان تمرد لانوناندِكي. لم تنضم المراتب الأعلى من بنوة الكون المحلي إلى انشقاق لوسيفر, على الرغم من أن عدداً قليلاً من حاملي الحياة المُركزين على الكواكب المتمردة كانوا قد تأثروا إلى حد ما بتمرد الأمراء العديمي الولاء. لم يضل أحد من الأبناء المثولثين. كان الملكيصادقون, رؤساء الملائكة, ونجوم المساء المتألقة كلهم مخلصين لميخائيل, مع جبرائيل, تنافسوا ببسالة من أجل مشيئة الأب وحُكم الإبن.
53:7.5 (608.1) لم تكن هناك كائنات من أصل فردوسي مشاركة في عدم الولاء. سوية مع الرسل الإنفراديين اتخذوا مقراً على عالم الروح وبقوا تحت قيادة مخلص الأيام لعدنشيا. لم يرتد أحد من المصالحين, ولا فرد واحد من المدونين السماويين ضل. لكن الخسارة الفادحة كانت من مرافقي المورونشيا ومعلمي العالم المنزلي.
53:7.6 (608.2) من فئة السيرافيم السامية, ولا ملاك قد خُسرت, لكن مجموعة معتبرة من المرتبة التالية, الفائقة, خُدعت وأُوقعت في الشرك. بالمثل تم تضليل عدد قليل من الفئة الثالثة أو المشرفة من الملائكة. لكن الإنهيار المريع جاء في الفئة الرابعة, الملائكة الإداريات, أولئك السيرافيم اللواتي يتم تعيينهن عادة لواجبات عواصم النظام. خلصت مانوشيا ما يقرب من الثلثين منهن, لكن أكثر من الثلث بقليل تبعن رئيستهن نحو صفوف المتمردين. ثلث كل شيروبيم جيروسِم الملحقين إلى الملائكة الإداريات قد خُسروا مع سيرافيمهن العديمات الولاء.
53:7.7 (608.3) من بين المساعدات الملائكيات الكوكبية, أولئك المعينات إلى الأبناء الماديين, حوالي الثلث تم خداعهن, وحوالي عشرة في المائة من مُسعفات الإنتقال أُوقعوا في الشرك. رمزياً رأى يوحنا هذا عندما كتب عن التنين الأحمر العظيم, قائلاً: "وذيله جر جزء ثالث من نجوم السماء وطرحها في الظلمة".
53:7.8 (608.4) أعظم خسارة حدثت في الصفوف الملائكية, لكن معظم المراتب الأدنى من الذكاء كانت متورطة في عدم الولاء. من بين الـ 681,217 من الأبناء الماديين الذين خُسروا في ساتانيا, خمسة وتسعون في المائة كانوا ضحايا تمرد لوسيفر. فُقدت أعداد كبيرة من مخلوقات منتصف الطريق على تلك الكواكب الفردية التي انضم أمرائها الكوكبيين إلى قضية لوسيفر.
53:7.9 (608.5) في أوجه كثيرة كان هذا التمرد الأكثر انتشاراً وكارثيةً من كل مثل هذه الحوادث في نِبادون. كانت الشخصيات المشاركة في هذه الثورة أكثر من كِلا الثورتين الأخريين. وإنه لخزيهم الأزلي بأن مبعوثي لوسيفر والشيطان لم يوفروا مدارس تدريب-الطفولة على الكوكب الثقافي للنهائي بل بالأحرى سعوا لإفساد هذه العقول الناشئة التي تم إنقاذها في رحمة من العوالم التطورية.
53:7.10 (608.6) كان البشر الصاعدون غير محصنين, لكنهم صمدوا أمام مغالطات التمرد أفضل من الأرواح الأدنى. في حين أن كثيرين على العوالم المنزلية الأدنى, أولئك الذين لم يحرزوا انصهار نهائي مع ضباطهم, وقعوا, إنه مُسجَل إلى مجد حكمة مشروع الإرتقاء بأن ولا عضو واحد من مواطني ساتانيا الصاعدين المقيمين على جيروسِم اشترك في تمرد لوسيفر.
53:7.11 (608.7) ساعة بساعة ويوماً بيوم كانت محطات الإذاعة من كل نِبادون مُحتشدة بالمراقبين القلقين من كل صنف يمكن تخيله من الذكاء السماوي, الذين استقصوا باهتمام نشرات تمرد ساتانيا وابتهجوا بينما روت التقارير باستمرار الإخلاص الذي لا يحيد للبشر الصاعدين الذين, تحت قيادة ملكيصادقهم, صمدوا بنجاح أمام الجهود المُشترَكة والطويلة الأمد لجميع قوى الشر الحاذقة التي تجمعت بغاية السرعة حول ألوية الإنشقاق والخطيئة.
53:7.12 (608.8) لقد كان أكثر من سنتين من وقت النظام منذ بداية "الحرب في السماء" حتى تنصيب خليفة لوسيفر. لكن في النهاية جاء السُلطان الجديد, هابطاً على بحر الزجاج مع موظفيه. أنا كنت من بين الإحتياطيين المعبئين على عدنشيا من قِبل جبرائيل, وأتذكر جيداً الرسالة الأولى من لانافورج إلى أب البُرج لنورلاشيادِك. نصها: "ولا مواطن واحد من جيروسِم قد خُسر. كل بشري صاعد نجا الفتنة النارية وبرز من الإختبار الحاسم ظافراً وجُملةً منتصر". وإلى ساﻟﭭينغتون, ويوﭭرسا, والفردوس ذهبت هذه الرسالة من التأكيد بأن خبرة النجاة للبشر الصاعدين هي أعظم تأمين ضد التمرد وأضمن حماية ضد الخطيئة. زمرة جيروسِم النبيلة هذه من البشر المخلصين عدوا بالتمام 187,432,811.
53:7.13 (609.1) مع وصول لانافورج, تم خلع الثوار الرئيسيين وتم تجريدهم من كل سلطاتهم الحاكمة, لكن سُمح لهم بالتجول بحرية حول جيروسِم, والأجواء المورونشية, وحتى إلى العوالم المأهولة الفردية. واصلوا جهودهم المضللة والمغوية لإرباك وخداع عقول الناس والملائكة. لكن بالنسبة إلى عملهم على جبل جيروسِم الإداري, "فلم يعد مكانهم موجوداً".
53:7.14 (609.2) بينما حُرم لوسيفر من كل سُلطة إدارية في ساتانيا, آنذاك لم يكن هناك سلطة كون محلية ولا محكمة التي يمكنها احتجاز أو تدمير هذا المتمرد الأثيم؛ عند ذلك الوقت لم يكن ميخائيل حاكم سُلطان. قدماء الأيام عضدوا آباء البُرج في استيلائهم على حكومة النظام, لكنهم لم يصدروا أي قرارات لاحقة في العديد من الطعون التي لم يُبت فيها بعد بالنسبة إلى الوضع الحالي والتدبير المستقبلي للوسيفر, الشيطان, وشركائهم.
53:7.15 (609.3) هكذا سُمح للثوار الرئيسيين هؤلاء بالتجول في النظام بأكمله سعياً وراء مزيد من الإختراق لمذاهبهم من عدم القناعة والتأكيد-الذاتي. لكن في ما يقرب من مائتي ألف سنة يورانشية لم يتمكنوا من تضليل عالم آخر. لم يُفقد أي عوالم من ساتانيا منذ سقوط السبعة والثلاثين, ولا حتى تلك العوالم الأحدث المأهولة منذ يوم التمرد ذاك.
53:8.1 (609.4) جاب لوسيفر والشيطان بحرية في نظام ساتانيا إلى حين اكتمال مهمة إغداق ميخائيل على يورانشيا. كانوا آخِراً على عالمكم معاً خلال فترة هجومهم المُشترَك على إبن الإنسان.
53:8.2 (609.5) سابقاً, عندما كان الأمراء الكوكبيون, "أبناء الله" يتجمعون بشكل دوري, "جاء الشيطان أيضاً", مدَّعياً أنه يمثل كل العوالم المعزولة للأمراء الكوكبيين الساقطين. لكنه لم يُمنح مثل هذه الحرية على جيروسِم منذ الإغداق الختامي لميخائيل. لاحقاً إلى جهودهم لإفساد ميخائيل عندما كان في جسد الإغداق, فني كل تعاطف مع لوسيفر والشيطان في كل أنحاء ساتانيا, أي, خارج عوالم الخطيئة المعزولة.
53:8.3 (609.6) أنهى إغداق ميخائيل تمرد لوسيفر في كل ساتانيا على حدة من كواكب الأمراء الكوكبيين المنشقين. وهذا كان المغزى من تجربة يسوع الشخصية, تماماً قبل وفاته في الجسد, عندما هتف في أحد الأيام إلى تلاميذه, "وشاهدت الشيطان يسقط كالبرق من السماء". كان قد جاء مع لوسيفر إلى يورانشيا من أجل الصراع الحاسم الأخير.
53:8.4 (609.7) كان إبن الإنسان واثقاً من النجاح, وكان يعلم أن انتصاره على عالمكم سوف يحسم إلى الأبد وضع أعدائه السرمديين, ليس فقط في ساتانيا لكن أيضاً في نظامين آخرين حيث دخلت الخطيئة. كان هناك نجاة من أجل البشر وأمن من أجل الملائكة عندما سيدكم, رداً على مقترحات لوسيفر, أجاب بهدوء وبتأكيد إلهي: "إرجع ورائي, يا شيطان". كان ذلك, من حيث المبدأ, النهاية الحقيقية لتمرد لوسيفر. صحيح, أن محاكم يوﭭرسا حتى الآن لم تُصدر القرار التنفيذي بشأن مناشدة جبرائيل مُصلياً من أجل إهلاك المتمردين, لكن مثل هذا المرسوم سيكون, بلا شك, وشيكاً في ملء الزمان حيث أن الخطوة الأولى في الإستماع لهذه القضية قد اتُخذت بالفعل.
53:8.5 (610.1) كان كاليغاسشيا قد اعتُرف به من قِبل إبن الإنسان كالأمير الإصطلاحي ليورانشيا حتى قرب وقت موته. قال يسوع: "الآن هي دينونة هذا العالم؛ الآن سيُطرح أمير هذا العالم ". وبعدها لا يزال أقرب إلى إتمام عمل حياته أعلن, "أمير هذا العالم قد أُدين". وإنه هذا الأمير المخلوع والفاقد للمصداقية نفسه الذي لُقب مرة "إله يورانشيا".
53:8.6 (610.2) آخر عمل لميخائيل قبل تركه يورانشيا كان عرض الرحمة على كاليغاسشيا وداليغاسشيا, لكنهما ازدريا تقديمه المُترفق. كاليغاسشيا, أميركم الكوكبي المُرتد, لا يزال حراً على يورانشيا لكي يتابع تصاميمه الشائنة, لكن ليست لديه إية قدرة إطلاقاً لدخول عقول الناس, ولا يمكنه الإقتراب من نفوسهم لإغرائهم أو إفسادهم إلا إذا كانوا يرغبون حقاً في أن يكونوا ملعونين بحضوره الأثيم.
53:8.7 (610.3) قبل إغداق ميخائيل سعى حكام الظلام هؤلاء للحفاظ على سُلطتهم على يورانشيا, وقاوموا باستمرار الشخصيات السماوية الثانوية والتابعة. لكن منذ يوم العنصرة هذا الخائن كاليغاسشيا ومعاونه الجدير بالإزدراء بالتساوي داليغاسشيا هم أذلاء أمام العظمة الإلهية لضباط الفكر الفردوسيين والروح الحامي للحق, روح ميخائيل, الذي سُكب على كل جسد.
53:8.8 (610.4) لكن حتى مع ذلك, ولا روح ساقط أبداً كانت لديه القدرة لغزو عقول أو لإزعاج نفوس أولاد الله. لا الشيطان ولا كاليغاسشيا يمكنهما أبداً لمس أو الإقتراب من أبناء الله المؤمنين؛ الإيمان درع فعَّال ضد الخطيئة والإثم. إنه صحيح: "الذي وُلد من الله يحفظ نفسه, ولا يمسه الشرير".
53:8.9 (610.5) على العموم, عندما يُفترض أن يكون البشر الضعفاء والفاسقين تحت تأثير الأبالسة والعفاريت, هم صرفاً مُسيطَر عليهم بميولهم المتأصلة والوضيعة الخاصة, كائنين منقادين بعيداً بنزعاتهم الطبيعية الخاصة. لقد أُعطي إبليس قدراً كبيراً من رصيد الشر الذي لا ينتمي إليه. كاليغاسشيا قد كان عاجزاً نسبياً منذ صلب المسيح.
53:9.1 (610.6) في وقت مبكر من أيام تمرد لوسيفر, قُدم الخلاص لجميع المتمردين من قِبل ميخائيل. إلى كل الذين يُبدون دليلاً على التوبة الصادقة, هو عرض, عند إحرازه سُلطة كون تامة, غفران وإعادة في شكل ما إلى خدمة الكون. أي من القادة لم يقبل هذا العرض الرحيم. لكن ألوف من الملائكة والمراتب الأدنى من الكائنات السماوية, بما فيهم مئات من الأبناء والبنات الماديين, قبلوا الرحمة المُعلنة بالبانوبشيين وأُعطوا إعادة تأهيل في وقت قيامة يسوع منذ ألف وتسعمائة عام. وقد نُقل هؤلاء الكائنات منذ ذلك الحين إلى عالم الأب لجيروسِم, حيث يجب أن يوقفوا, إصطلاحياً, إلى أن تُسلم محاكم يوﭭرسا قراراً في قضية جبرائيل ضد لوسيفر. لكن لا أحد يشك أنه, عندما يُصدر حُكم الإبادة, سيتم إعفاء هؤلاء الشخصيات التائبة والمُخلصة من مرسوم الإبادة. هؤلاء النفوس تحت الإختبار يكدحون الآن مع البانوبشيين في عمل الرعاية لعالم الأب.
53:9.2 (611.1) المُخادع الرئيسي لم يكن على يورانشيا منذ الأيام التي سعى فيها لإرجاع ميخائيل عن هدف إتمام الإغداق وتأسيس نفسه أخيراً وبإحكام كالحاكم البات لنِبادون. عندما أصبح ميخائيل الرئيس الراسخ لكون نِبادون, اقتيد لوسيفر إلى الحجز من قِبل وكلاء قدماء الأيام من يوﭭرسا ومنذ ذلك الحين هو سجين على الساتل رقم واحد من مجموعة الأب من الأجواء الإنتقالية لجيروسِم. وهنا يشاهد حكام العوالم والأنظمة الأخرى نهاية سُلطان ساتانيا غير المُخلِص. كان بولس يعلم عن وضع هؤلاء القادة المتمردين في أعقاب إغداق ميخائيل, لأنه كتب عن رؤساء كاليغاسشيا على أنهم "جيوش الشر الروحيين في الأمكنة السماوية".
53:9.3 (611.2) ميخائيل, عند توليه السُلطة العليا لنِبادون, قدم التماساً إلى قدماء الأيام من أجل سُلطة لإعتقال كل الشخصيات المعنية بتمرد لوسيفر بانتظار أحكام محاكم الكون العظيم في قضية جبرائيل ضد لوسيفر, الموضوعة على سجلات محاكم يوﭭرسا العليا منذ ما يقرب من مائتي ألف سنة مضت, كما تحسبون وقتكم. فيما يتعلق بجماعة عاصمة النظام, منح قدماء الأيام التماس ميخائيل فيما عدا استثناء واحد: سُمح للشيطان بالقيام بزيارات دورية للأمراء المُرتدين على العوالم الساقطة إلى أن يُقبل إبن آخر لله بمثل هذه العوالم المنشقة, أو حتى ذلك الوقت عندما تبدأ محاكم يوﭭرسا البت في قضية جبرائيل ضد لوسيفر.
53:9.4 (611.3) الشيطان تمكن من المجيء إلى يورانشيا لأنه لم يكن لديكم إبناً ذا وضع مقيم--لا أمير كوكبي ولا إبن مادي. كان ماﻜﻴﭭِنتا ملكيصادق قد أُعلن منذ ذلك الحين أميراً كوكبياً بالنيابة ليورانشيا, وفتح قضية جبرائيل ضد لوسيفر قد أشرت إلى تدشين أنظمة كوكبية مؤقتة على كل العوالم المعزولة. إنه صحيح بأن الشيطان قد قام دورياً بزيارة كاليغاسشيا وآخرين من الأمراء الساقطين حتى وقت تقديم هذه الكشوف, عندما وقعت جلسة الإستماع الأولى لحجة جبرائيل من أجل إبادة المتمردين الرئيسيين. الشيطان مسجون الآن دون تحفظ على عوالم سجن جيروسِم.
53:9.5 (611.4) منذ إغداق ميخائيل الأخير لا أحد من كل ساتانيا رغب في الذهاب إلى عوالم السجن ليُسعف إلى المتمردين المُعتقلين. ولم يتم كسب أي كائنات أخرى إلى قضية المضلل. لألف وتسعمائة سنة لم يتغير الوضع.
53:9.6 (611.5) نحن لا نتطلع إلى إزالة قيود ساتانيا الحالية إلى أن يجعل قدماء الأيام حسماً أخيراً للمتمردين الرئيسيين. لن تُعاد دارات النظام ما دام لوسيفر يعيش. في الوقت الراهن, هو كلياً بدون فعَّالية.
53:9.7 (611.6) لقد انتهى التمرد على جيروسِم. وينتهي على العوالم الساقطة بالسرعة التي فيها يصل الأبناء الإلهيين. نعتقد بأن جميع المتمردين الذين سيقبلون الرحمة أبداً قد فعلوا ذلك. ننتظر البث الوامض الذي سيحرم هؤلاء الخونة من وجود الشخصية. نتوقع أن الحكم الصادر من يوﭭرسا سيُعلـَن من قِبل البث الإعدامي الذي سيُدخل إبادة هؤلاء المتمردين المعتقلين حيز التنفيذ. عندئذٍ سوف تبحث عن أماكنهم, لكنهم لن يُعثر عليهم. "والذين يعرفونكم بين العوالم سيندهشون عليكم؛ لقد كنتم رُعباً, لكنكم لن تكونوا أبداً بعد الآن". وهكذا كل هؤلاء الخونة غير المستحقين "سيصبحون كما لو أنهم لم يكونوا". الكل ينتظر مرسوم يوﭭرسا.
53:9.8 (611.7) لكن لعصور قد شكلت عوالم السجن السبعة للظلمة الروحية في ساتانيا تحذيراً حازماً إلى كل نِبادون, معلنة بفصاحة وفعالية الحقيقة العظيمة "بأن طريق المُعتدي صعبة"؛ "بأن ضمن كل خطيئة مخبأ بذرة إهلاكها"؛ بأن: "أجور الخطيئة هي الموت".
53:9.9 (612.1) [ قُدمت بمانوﭭانديت ملكيصادق, في أحد الأوقات مُلحق إلى الحراسة القضائية ليورانشيا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 54
54:0.1 (613.1) يجد الإنسان التطوري صعوبة في فهم دلالة الشر, والخطأ, والخطيئة, والإثم وإستيعاب معناها بشكل كلي. الإنسان بطيء في إدراك أن الكمال واللا-كمال المتباينان ينتجان شراً مُحتمَلاً؛ بأن الحق والباطل المتضاربان يخلقان خطأً مُربكاً؛ بأن الموهبة الإلهية من خيار المشيئة الحرة تتأتى في المجالات المتشعبة من الخطيئة والبِر؛ بأن السعي المثابر للألوهية يؤدي إلى ملكوت الله بالتباين مع رفضه المستمر, الذي يؤدي إلى مجالات الإثم.
54:0.2 (613.2) الآلهة لا يخلقون الشر ولا يسمحون بالخطيئة والتمرد. الشر المُحتمَل موجود-زمنياً في كون يشمل مستويات تفاضلية من المعاني والقيم المثالية. الخطيئة مُحتمَلة في كل النواحي حيث الكائنات غير المثالية موهوبة بمقدرة الإختيار بين الخير والشر. إن الوجود المتضارب للغاية للحق وغير الحق, الواقع والباطل, يُشكل إحتمال الخطأ. الإختيار المتعمد للشر يُشكل خطيئة؛ الرفض المتعمد للحق هو خطأ؛ والسعي المستمر للخطيئة والخطأ هو إثم.
54:1.1 (613.3) من بين جميع المشاكل المحيرة التي تنبثق من تمرد لوسيفر, ولا واحدة تسببت بصعوبة أكثر من فشل البشر التطوريين غير الناضجين في التمييز بين الحرية الحقيقية والزائفة.
54:1.2 (613.4) الحرية الحقيقية هي مطلب العصور ومكافأة التقدم التطوري. الحرية الزائفة هي الخداع الخفي لخطأ الزمان وشر الفضاء. الحرية المستديمة تستند على واقع العدالة--الذكاء, النضج, الأخوة, والإنصاف.
54:1.3 (613.5) الحرية هي تقنية تدمير-ذاتي للوجود الكوني عندما تكون دوافعها غير ذكية, وغير مشروطة, وغير مُتحكم بها. ترتبط الحرية الحقيقية ارتباطاً تقدمياً بالواقع ودوماً تأخذ في الإعتبار العدالة الإجتماعية, والإنصاف الفلكي, والأخوة الكونية, والإلتزامات الإلهية.
54:1.4 (613.6) الحرية إنتحارية عندما تكون منفصلة تماماً عن العدالة المادية, والإنصاف الفكري, والرفق الإجتماعي, والواجب الأخلاقي, والقيم الروحية. الحرية غير موجودة على حدة من الواقع الفلكي, وكل واقع الشخصية متناسب إلى علاقاته الإلهية.
54:1.5 (613.7) الإرادة-الذاتية غير المُلجمة والتعبير-الذاتي غير المعدَّل يساويان أنانية غير مُلطفة, ذروة عدم الألوهية. الحرية بدون الإنتصار على الذات الملازم ودائم-التزايد هي تلفيق للمخيلة الأنانية للبشري. الحرية ذات الدوافع-الذاتية هي وهمٌ مفاهيمي, وخداع قاس. الرخصة المتخفية في أثواب الحرية هي رائدة العبودية الذليلة.
54:1.6 (614.1) الحرية الحقيقية هي الملازمة لإحترام-الذات الأصلي؛ الحرية الزائفة هي قرينة الإعجاب-بالذات. الحرية الحقيقية هي ثمرة ضبط-النفس؛ الحرية الزائفة هي إدعاء تأكيد-الذات. ضبط النفس يؤدي إلى خدمة الإيثار؛ الإعجاب بالذات يميل نحو استغلال الآخرين من أجل التعظيم الأناني لهكذا فرد مخطئ الذي هو على استعداد للتضحية بالإنجاز الصالح من أجل امتلاك سلطة ظالمة على الكائنات زملائه.
54:1.7 (614.2) حتى الحكمة هي إلهية وآمنة فقط عندما تكون فلكية في المدى وروحانية في الدافع.
54:1.8 (614.3) ليس هناك خطأ أعظم من ذلك الصنف من خداع-الذات الذي يقود كائنات ذكية لأن تتوق لممارسة السلطة على الكائنات الأخرى بهدف حرمان هؤلاء الأشخاص من حرياتهم الطبيعية. إن القاعدة الذهبية للنزاهة الإنسانية تصرخ ضد كل هكذا غش, وظلم, وأنانية, وعدم إخلاص. فقط الحرية الحقيقية والأصلية تتوافق مع سيادة المحبة وإسعاف الرحمة.
54:1.9 (614.4) كيف يجرؤ مخلوق الإرادة-الذاتية على إنتهاك حقوق زملائه بإسم الحرية الشخصية بينما يقف الحكام السُماة للكون رجوعاً في إحترام رحيم لتلك الإمتيازات من المشيئة وإمكانات الشخصية! لا كائن, في ممارسة حريته الشخصية المفترضة, لديه الحق في حرمان أي كائن آخر من إمتيازات الوجود تلك الممنوحة من الخالقين والمحترمة على النحو الواجب من قِبل جميع معاونيهم, ومرؤوسيهم, ورعاياهم المخلصين.
54:1.10 (614.5) قد يتوجب على الإنسان التطوري أن يناضل من أجل حرياته المادية مع طغاة ومضطهدين على عالم من الخطيئة والإثم أو في أثناء الأزمنة المبكرة لجو متطور بدائي, إنما ليس كذلك على عوالم المورونشيا أو على أجواء الروح. الحرب هي تراث الإنسان التطوري الباكر, لكن على عوالم ذات تقدم حضاري طبيعي فإن الصراع الفيزيائي كأسلوب لتعديل سوء التفاهمات العرقية قد سقط في السمعة المذمومة منذ أمد طويل.
54:2.1 (614.6) مع الإبن وفي الروح شرع الله هاﭭونا الأبدية, ومنذ ذلك الحين حصل هناك النموذج الأبدي للمقاسمة المنسقة في الخلق--المشاركة. هذا النمط من المشاركة هو التصميم الرئيسي لكل واحد من أبناء وبنات الله الذين يخرجون نحو الفضاء للإنخراط في محاولة المضاعفة في الوقت للكون المركزي ذا الكمال الأبدي.
54:2.2 (614.7) كل مخلوق من كل كون يتطور الذي يطمح لفعل مشيئة الأب مقدَّر أن يصبح الشريك لخالقي الزمان-الفضاء في هذه المغامرة العظيمة لإحراز الكمال الإختباري. لو لم يكن هذا صحيحاً, بالكاد كان الأب سيمنح مثل هذه المخلوقات بمشيئة حرة خلاَّقة, ولا هو سيسكنهم, فعلياً يدخل في شراكة معهم عن طريق روحه الخاص.
54:2.3 (614.8) كانت حماقة لوسيفر محاولة القيام بما لا يُفعل, لقصر-دائرة الزمان في كون إختباري. كانت جريمة لوسيفر محاولة منع التحرير الخلاَّق لكل شخصية في ساتانيا, والاختزال غير المُتعرَف عليه للمشاركة الشخصية للمخلوق--مشاركة المشيئة الحرة--في الكفاح التطوري الطويل لإحراز وضع النور والحياة على حد سواء بشكل فردي وجماعي. في قيامه بهذا وضع هذا السُلطان في أحد الأوقات لنظامكم الهدف الزماني لمشيئته الخاصة مباشرة في معارضة الهدف الأبدي لمشيئة الله كما كُشفت في إغداق المشيئة الحرة على كل المخلوقات الشخصية. هكذا هدد تمرد لوسيفر بأقصى قدر ممكن من التعدي على خيار المشيئة الحرة للصاعدين والخادمين لنظام ساتانيا--تهديداً ليحرم إلى الأبد كل واحد من هؤلاء الكائنات من التجربة المثيرة للمساهمة بشيء ما شخصي وفريد إلى النصب الذي ينتصب ببطئ للحكمة الإختبارية التي سوف تتواجد يوماً ما كنظام ساتانيا المُكمَل. هكذا فإن بيان لوسيفر, متنكراً في أثواب الحرية, يبرز في الضوء الواضح للتفكير المنطقي كتهديد هائل لإستكمال سرقة الحرية الشخصية والقيام بذلك على مقياس تمت مقاربته مرتين فقط في كل تاريخ نِبادون.
54:2.4 (615.1) باختصار, ما أعطاه الله للناس والملائكة كان لوسيفر سيأخذه منهم, ذلك هو, الإمتياز الإلهي للمشاركة في خلق مصائرهم الخاصة ومصير هذا النظام المحلي من العوالم المأهولة.
54:2.5 (615.2) لا كائن في كل الكون لديه الحرية الشرعية لحرمان أي كائن آخر من الحرية الحقيقية, الحق في الحب وأن يكون محبوباً, إمتياز عبادة الله وخدمة زملائه.
54:3.1 (615.3) مخلوقات المشيئة الأخلاقية من العوالم التطورية دائماً منزعجون بالسؤال غير المفهوم حول لماذا يسمح الخالقون الكليِو-الحكمة بالشر والخطيئة. هم يفشلون في استيعاب أن كِلاهما لا بد منه إذا كان المخلوق ليكون حراً حقاً. إن المشيئة الحرة لإنسان يتطور أو ملاك رائع ليست مجرد مفهوم فلسفي, مثال رمزي. إن مقدرة الإنسان لإختيار الخير أو الشر هي واقع كوني. حرية الإختيار هذه من أجل ذات المرء هي هِبة من الحكام السُماة, ولن يسمحوا لأي كائن أو فئة من الكائنات بحرمان شخصية واحدة في الكون الواسع من هذه الحرية المُغدقة إلهياً--ولا حتى لإرضاء مثل هذه الكائنات المُضَلَلة والجاهلة في التمتع بهذه المدعوة خطأً حرية شخصية.
54:3.2 (615.4) على الرغم من أن دمج الهوية الواعي ومن كل القلب مع الشر (الخطيئة) هو المعادل لعدم الوجود (الإبادة), هناك يحب دائماً أن يتداخل بين وقت مثل هذا الإندماج للهوية الشخصية مع الخطيئة وتنفيذ القصاص--النتيجة التلقائية لمثل هذا الإعتناق المتعمد للشر--فترة من الزمن ذات طول كاف للسماح لمثل هذا الحكم لهكذا وضع كوني للفرد كما سيُثبت مُرضياً تماماً لجميع شخصيات الكون ذات الصلة. والذي سيكون عادلاً ومنصفاً للغاية بحيث يفوز بموافقة الخاطئ نفسه.
54:3.3 (615.5) لكن إذا كان هذا المتمرد الكوني ضد حقيقة الحق والصلاح يرفض الموافقة على الحُكم, وإذا كان المذنب يعلم في قلبه عدالة إدانته لكنه يرفض القيام بمثل هذا الإعتراف, عندئذٍ يجب على تنفيذ الحُكم أن يتأخر وفقاً لتقدير قدماء الأيام. وقدماء الأيام يرفضون إبادة أي كائن إلى أن تكون كل القيم الأخلاقية وكل الوقائع الروحية قد إندثرت, معاً في فاعل الشر وفي جميع الأنصار ذوي الصلة والمتعاطفين المحتملين.
54:4.1 (615.6) مشكلة أخرى صعبة نوعاً ما للتفسير في بُرج نورلاشيادِك تتعلق بأسباب السماح للوسيفر, والشيطان, والأمراء الساقطين لأن يعملوا أذى لفترة طويلة جداً قبل أن يتم القبض عليهم, وسجنهم, ومحاكمتهم.
54:4.2 (616.1) الآباء, الذين ولَدوا وربّوا أولاد, هم أكثر مقدرة على فهم لماذا ميخائيل, أب-خالق, قد يكون بطيئاً في إدانة وإهلاك أبنائه الخاصين. قصة يسوع عن الإبن المُسرف توضح جيداً كيف يمكن لأب مُحب أن ينتظر طويلاً من أجل توبة ولد خاطئ.
54:4.3 (616.2) الواقع عينه بأن مخلوق فاعل-للشر يمكن أن يختار فعلاً أن يرتكب خطأ--يقترف خطيئة--يثبت حقيقة الإرادة الحرة ويبرر تماماً أي تأخير طويل في تنفيذ العدالة شريطة أن الرحمة الممتدة قد تؤدي إلى التوبة وإعادة التأهيل.
54:4.4 (616.3) معظم الحريات التي سعى إليها لوسيفر كانت لديه بالفعل؛ والبعض الآخر كان سيتلقاها في المستقبل, كل هذه الهِبات الثمينة خُسرت بإفساح المجال لنفاذ الصبر والخضوع إلى الرغبة في إمتلاك ما يشتهيه المرء الآن ولإمتلاكه في تحدي لكل إلتزام بإحترام حقوق وحريات جميع الكائنات الأخرى التي تُشكل كون الأكوان. الإلتزامات الأخلاقية هي فطرية, إلهية, وكونية.
54:4.5 (616.4) هناك العديد من الأسباب المعروفة لنا لماذا الحكام السُماة لم يُهلكوا أو يسجنوا على الفور قادة تمرد لوسيفر. ما من شك بأن هناك أسباب أخرى وربما أفضل غير معروفة لنا. إن معالم الرحمة لهذا التأخير في تنفيذ العدل قد مُددت شخصياً بميخائيل نِبادون. لولا عطف هذا الأب الخالق لأبنائه الخاطئين, لكانت العدالة العليا للكون العظيم قد تصرفت. لو أن حادث هام مثل تمرد لوسيفر وقع في نِبادون بينما كان ميخائيل متجسداً على يورانشيا, لكان المحرضون على مثل هذا الشر قد أُبيدوا على الفور وبشكل مطلق.
54:4.6 (616.5) يمكن للعدالة العليا أن تتصرف على الفور عندما لا تكون مقيدة بالرحمة الإلهية. لكن إسعاف الرحمة إلى أولاد الزمان والفضاء دائماً يزود من أجل هذا الإمهال الزمني, هذا الفاصل المُخَلِص بين زمن البَذر والحصاد. إذا كان زرع البذر خير, فإن هذا الفاصل يزود لأجل الإختبار وبناء الطابع؛ إذا كان زرع البذر شر, فإن هذا الإمهال الرحيم يزود وقتاً من أجل التوبة والتقويم. هذا الإمهال الزمني في المحاكمة والتنفيذ لعاملي الشر أمر متأصل في الإسعاف الرحيم للأكوان العظمى السبعة. هذا التقييد للعدالة بالرحمة يُثبت بأن الله هو محبة, وبأن هكذا إله محبة يسيطر على الأكوان وفي رحمة يتحكم بمصير وحكم جميع مخلوقاته.
54:4.7 (616.6) إن تأخيرات الرحمة للزمن هي بتفويض الإرادة الحرة للخالقين. هناك خير ليُستمد في الكون من هذا الأسلوب من الصبر في التعاطي مع المتمردين الخاطئين. في حين أنه صحيح تماماً بأن الخير لا يمكن أن يأتي من الشر لمن يتأمل في الشر وينفذه, فإنه بنفس القدر صحيح بأن كل الأشياء (بما فيها الشر, محتمل أو ظاهر) تعمل معاً من أجل خير كل الكائنات الذين يعرفون الله, ويحبون أن يفعلوا مشيئته, وهم يصعدون نحو الفردوس وفقاً لخطته الأبدية وهدفه الإلهي.
54:4.8 (616.7) لكن تأخيرات الرحمة هذه ليست بلا نهاية. بالرغم من التأخير الطويل (كما يُحسب الوقت على يورانشيا) في محاكمة تمرد لوسيفر, يمكننا التسجيل بأنه, خلال وقت تنفيذ هذا الوحي,عُقدت على يوﭭرسا المرافعة الأولى في القضية المُعلقة لجبرائيل ضد لوسيفر, وبعد ذلك بوقت قصير صدر تفويض قدماء الأيام موجهاً بأن الشيطان يُحصر من الآن وصاعداً إلى عالم السجن مع لوسيفر. هذا ينهي مقدرة الشيطان على القيام بزيارات إضافية إلى أي من العوالم الساقطة لساتانيا. قد يكون العدل في كون مُسيطر عليه بالرحمة بطيئاً, لكنه أكيد.
54:5.1 (617.1) من بين الأسباب الكثيرة المعروفة لي بشأن لماذا لم يُعتقل أو يُحاكم لوسيفر وحُلفائه أسرع من ذلك, فأنا مسموح لي بتلاوة التالي:
54:5.2 (617.2) 1. تتطلب الرحمة بأن يكون لدى كل مُرتكب خطأ الوقت الكافي لصياغة موقف مقصود ومختار تماماً فيما يتعلق بأفكاره الشريرة وأعماله الخاطئة.
54:5.3 (617.3) 2. العدالة العليا مُسيطَر عليها بمحبة الأب؛ لذلك لن يُهلك العدل ما يمكن للرحمة إنقاذه. الوقت لقبول الخلاص مضمون لكل فاعل شر.
54:5.4 (617.4) 3. لا أب ودود يعجل في زيارة العقوبة على عضو خاطئ من عائلته. الصبر لا يمكنه العمل بشكل مستقل عن الزمن.
54:5.5 (617.5) 4. في حين أن فعل الخطأ دائماً ضار إلى عائلة ما, فإن الحكمة والمحبة يعِظان الأولاد المستقيمين للإحتمال مع أخ مخطئ أثناء الوقت الممنوح بالأب العطوف الذي قد يرى فيه الخاطئ خطأ أسلوبه ويُعانق الخلاص.
54:5.6 (617.6) 5. بصرف النظر عن موقف ميخائيل تجاه لوسيفر, على الرغم من كونه الأب-الخالق للوسيفر, لم يكن في مديرية الإبن الخالق لممارسة السلطان القضائي المُجمل على سُلطان النظام المُرتد لأنه لم يكن قد استكمل مهمة إغداقه عند ذاك الوقت, بالتالي نائلاً سُلطة باتة لنِبادون.
54:5.7 (617.7) 6. كان بإمكان قدماء الأيام أن يبيدوا هؤلاء المتمردين على الفور, لكنهم نادراً ما يُعدمون مرتكبي الخطأ دون جلسة استماع كاملة. في هذه الحالة رفضوا نقض قرارات ميخائيل.
54:5.8 (617.8) 7. من الواضح بأن عمانوئيل أعطي شورى لميخائيل ليبقى مترفعاً عن المتمردين والسماح للتمرد بمتابعة مساره الطبيعي من المحو-الذاتي. وحكمة إتحاد الأيام هي الإنعكاس الزمني للحكمة الموحدة لثالوث الفردوس.
54:5.9 (617.9) 8. نصح مخلص الأيام على عدنشيا آباء البُرج بالسماح للمتمردين بالمسار الحر حتى النهاية بحيث أن كل تعاطف مع فاعلي الشر هؤلاء يجب أن يُقتلع عاجلاً في قلوب كل مواطن حالي ومستقبلي لنورلاشيادِك--كل مخلوق بشري, أو مورونشي, أو روحي.
54:5.10 (617.10) 9. على جيروسِم قام الممثل الشخصي للتنفيذي السامي لأورﭭونتون بإسداء المشورة إلى جبرائيل لرعاية الفرصة الكاملة لكل مخلوق حي لكي يُنضج خياراً متعمداً في تلك الأمور التي ينطوي عليها إعلان لوسيفر للحرية. كون قضايا التمرد قد أُثيرت, فقد صوَّر مستشار الطوارئ الفردوسي لجبرائيل أنه, إذا لم تُمنح مثل هذه الفرصة التامة والحُرة لجميع مخلوقات نورلاشيادِك, فحينئذٍ سيتم تمديد الحجْر الفردوسي ضد كل هذه المخلوقات التي يمكن أن تكون مصابة بفتور الهمة أو الشك في الحماية-الذاتية ضد البُرج بأكمله. لكي تُبقى أبواب الإرتقاء الفردوسي مفتوحة إلى كائنات نورلاشيادِك, كان من الضروري التزويد لأجل التطور الكامل للتمرد وضمان تقرير الموقف التام من جانب جميع الكائنات بأي طريقة معنية بذلك.
54:5.11 (617.11) 10. أصدرت المُسعفة الإلهية لساﻟﭭينغتون كإعلانها المستقل الثالث أمراً رسمياً موجهاً بعدم القيام بأي شيء لنصف علاج, أو القمع بجُبن, أو سوى ذلك إخفاء السيماء الشنيعة للمتمردين والتمرد. تم توجيه الجماهير الملائكية للعمل من أجل الإفشاء الكامل والفرصة غير المحدودة للتعبير-عن الخطيئة كالأسلوب الأسرع لتحقيق العلاج المثالي والنهائي لوباء الشر والخطيئة.
54:5.12 (618.1) 11. وقد تم تنظيم مجلس طوارئ من البشر السابقين تكون من رسل قديرين, بشر ممجدين الذين كانت لديهم خبرة شخصية مع حالات مماثلة, سوية مع زملائهم, على جيروسِم. نصحوا جبرائيل أن ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف عدد الكائنات ستُقاد إلى الضلال إذا تم محاولة أساليب تعسفية أو مُعجلة من القمع. أجمع كامل سلك يوﭭرسا من المستشارين على نصح جبرائيل بالسماح للتمرد بأن يأخذ مجراه التام والطبيعي, حتى إذا كان ينبغي أن يتطلَب مليون سنة لتصفية العواقب.
54:5.13 (618.2) 12. الوقت, حتى في كون من الزمن, هو نسبي: إذا كان بشري من يورانشيا ذا طول حياة متوسطة قد ارتكب جريمة أدت إلى اندلاع بؤرة هرج تعم العالم, وإذا تم القبض عليه, حوكم, وأُعدم في غضون يومين أو ثلاثة أيام من ارتكاب الجريمة, هل يبدو ذلك وقتاً طويلاً بالنسبة لكم؟ ومع هذا فإن ذلك سيكون أقرب مقارنة مع طول حياة لوسيفر حتى إذا محاكمته, التي بدأت الآن, يجب ألا تكتمل لمائة ألف من سنوات يورانشيا. فوات الوقت النسبي من وجهة نظر يوﭭرسا, حيث الدعوى مُعلقة, يمكن الإشارة إليه بالقول بأن جريمة لوسيفر قد أُحضرت إلى المحاكمة في غضون ثانيتين ونصف من إرتكابها. من وجهة نظر الفردوس فإن الحكم متزامن مع التشريع.
54:5.14 (618.3) هناك عدد متساوٍ من الأسباب لعدم الإيقاف التعسفي لتمرد لوسيفر مما يمكن أن يكون مفهوماً جزئياً لكم, لكن ما ليس مسموحاً لي بروايته. لعلي أُعلمكم بأننا على يوﭭرسا نُدرِس ثمانية وأربعين سبباً للسماح للشر ليجري مساره الكامل من إفلاسه الأخلاقي الخاص وإبادته الروحية. لا أشك بأن هناك العديد من الأسباب الإضافية الأخرى غير المعروفة لي.
54:6.1 (618.4) أياً كانت الصعوبات التي قد يواجهها البشر التطوريين في جهودهم لفهم تمرد لوسيفر. يجب أن يكون واضحاً إلى كل المفكرين التأمليين بأن أسلوب التعاطي مع المتمردين هو تبرير للمحبة الإلهية. الرحمة المُحبة التي مُدّت للمتمردين تبدو لتكون قد شملت العديد من الكائنات البريئة في التجارب والمحن, لكن كل هؤلاء الشخصيات المضطربة يمكنهم الإعتماد بأمان على القضاة كليي الحكمة للفصل في مصائرهم في رحمة وأيضاً في عدل.
54:6.2 (618.5) في كل تعاملاتهم مع الكائنات الذكية, كِلا الابن الخالق وأباه الفردوسي تُهيمن عليهما المحبة. من المستحيل استيعاب مراحل كثيرة من موقف حكام الكون نحو المتمردين والتمرد--الخطيئة والخاطئين--ما لم يُتذكر بأن الله كأب يأخذ الأسبقية على جميع المراحل الأخرى من التجلي الإلهي في كل تعاملات الألوهية مع الإنسانية. تجدر الإشارة كذلك بأن الأبناء الخالقين الفردوسيين كلهم مدفوعين بالرحمة.
54:6.3 (618.6) إذا كان أب ودود لعائلة كبيرة يختار أن يُظهر رحمة إلى واحد من أولاده المذنبين بمخالفة فادحة, قد يكون فعلاً أن تمديد الرحمة إلى هذا الولد الذي يُسيء التصرف سيؤدي إلى مشقة مؤقتة على كل الأولاد الآخرين ذوي السلوك الحسن. مثل هذه الإحتمالات هي حتمية؛ مثل هذه المخاطرة لا يمكن فصلها عن الحالة الواقعية لأن يكون لديك أب مُحب ولكونك عضواً لمجموعة عائلية. كل عضو من عائلة يكسب من السلوك الصالح لكل عضو آخر؛ بالمثل يجب أن يعاني كل عضو من عواقب الزمان-الفورية لسوء سلوك كل عضو آخر. العائلات, الجماعات, الأمم, الأجناس, العوالم, الأنظمة, الأبراج, والأكوان, هي علاقات ارتباط التي تمتلك فردية؛ ولذلك فإن كل عضو من أي فئة كهذه, كبيرة أو صغيرة, يجني فوائد ويعاني عواقب عمل الصلاح وعمل الخطأ من كل الأعضاء الآخرين للجماعة المعنية.
54:6.4 (619.1) لكن شيء واحد يجب أن يُجعل واضحاً: إذا جُعلت لتعاني العواقب الشريرة لخطيئة عضو ما من عائلتك, زميل مواطن ما أو زميل بشري, حتى التمرد في النظام أو أي مكان آخر--بغض النظر عما قد تضطر لتحمله بسبب العمل الخاطئ لشركائك, زملائك, أو رؤسائك--يمكنك الإستراحة في الضمان الأبدي بأن مثل هذه المحن هي أحزان عابرة. لا يمكن لأي من هذه العواقب الأخوية لسوء السلوك في الجماعة أبداً أن تعرض طموحاتك الأبدية للخطر أو في أقل درجة تحرمك من حقك الإلهي في ارتقاء الفردوس وإحراز الله.
54:6.5 (619.2) وهناك تعويض لتلك المِحن, والتأخيرات, وخيبات الأمل التي ترافق بدون تغيير خطيئة التمرد. من بين التداعيات القيمة الكثيرة لتمرد لوسيفر التي يمكن تسميتها, سأستدعي الإنتباه فقط إلى المهن المُعززة لأولئك البشر الصاعدين, مواطني جيروسِم, الذين, من خلال تحملهم سفسطات الخطيئة, وضعوا أنفسهم في الخط ليصبحوا رسل قديرين مستقبليين, زملاء من مرتبتي الخاصة. كل كائن الذي تحمل اختبار حلقة الشر تلك بذلك تقدمَ مباشرة في وضعه الإداري وعزز قيمته الروحية.
54:6.6 (619.3) في البداية بدت ثورة لوسيفر لتكون كارثة غير مُلطفة للنظام وللكون. تدريجياً بدأت المنافع بالتراكم. مع مرور خمسة وعشرين ألف سنة من زمن النظام (عشرين ألف سنة من زمن يورانشيا), بدأ الملكيصادقون بالتعليم أن الخير الناجم عن حماقة لوسيفر قد بلغ ليساوي الشر المُتكبد. قد أصبح مجموع الشر بذلك الوقت ثابتاً تقريباً, مستمر في الزيادة فقط على بعض العوالم المعزولة, بينما واصلت التداعيات النافعة التكاثر وتمتد خلال الكون والكون العظيم, حتى إلى هاﭭونا. الآن يُعلم الملكيصادقون بأن الخير الحاصل من تمرد ساتانيا هو ألف مرة أكثر من مجموع كل الشر.
54:6.7 (619.4) لكن مثل هذا الحصاد الاستثنائي والمفيد لفعل الخطأ أمكن تحقيقه فقط من خلال الموقف الحكيم, والإلهي, والرحيم لكل رؤساء لوسيفر, الممتد من آباء البُرج على عدنشيا إلى الأب الكوني على الفردوس. قد عزز مرور الزمن الخير الناتج المُستمد من حماقة لوسيفر؛ ولما كان الشر الذي سيُعاقب قد تطور تماماً في غضون فترة زمنية قصيرة نسبياً, فمن الواضح بأن حكام الكون كليِو-الحكمة والبعيدي النظر يقيناً سوف يمددون الوقت بحيث يحصدون نتائج نافعة بشكل متزايد. بغض النظر عن الأسباب الإضافية الكثيرة لتأخير القبض على متمردي ساتانيا ومحاكمتهم, فإن هذا المكسب الواحد كان كافياً للتفسير لماذا لم يتم اعتقال هؤلاء الخاطئين عاجلاً, ولماذا لم يتم الحكم عليهم وتدميرهم.
54:6.8 (619.5) إن عقول البشر القصيرة النظر والمحدودة-بالزمن ينبغي أن تكون بطيئة في انتقاد الإمهالات الزمنية للإداريين بعيدي النظر والكليِي-الحكمة لشؤون الكون.
54:6.9 (620.1) أحد الأخطاء في التفكير الإنساني بما يخص هذه المشاكل يتكون في الفكرة بأن جميع البشر التطوريين على كوكب يتطور سوف يختارون الدخول على مهنة الفردوس لو أن الخطيئة لم تلعن عالمهم. المقدرة على رفض البقاء لا تعود إلى تاريخ أوقات تمرد لوسيفر. الإنسان البشري دائماً امتلك هبة حرية الإرادة فيما يتعلق بمهنة الفردوس.
54:6.10 (620.2) بينما ترتقي في تجربة النجاة, سوف تُوسع مفاهيمك الكونية وتُوسع أفقك من المعاني والقيم؛ وبالتالي ستكون قادراً على فهم أفضل لماذا مثل هذه الكائنات كلوسيفر والشيطان يُسمح لهم بمواصلة التمرد. كذلك سوف تستوعب بشكل أفضل كيف أن الخير النهائي (إن لم يكن الفوري) يمكن أن يُستمد من شر محدود-بالزمن. بعد أن تُحرز الفردوس, سوف تكون حقاً مستنيراً ومرتاحاً عندما تستمع إلى الفلاسفة السيرافية يناقشن ويشرحن هذه المشاكل العميقة من تعديل الكون. لكن حتى عند ذاك, أنا أشك بأنك ستكون راضياً تماماً في عقلك الخاص. على الأقل أنا لم أكن حتى عندما كنت قد أحرزت بذلك ذروة فلسفة الكون. لم أحقق فهماً كاملاً لهذه التعقيدات إلا بعد تكليفي بواجبات إدارية في الكون العظيم, حيث من خلال الخبرة الفعلية اكتسبت مقدرة استيعابية كافية لفهم هذه المشاكل المتعددة الجوانب في الإنصاف الفلكي والفلسفة الروحية. بينما ترتقي نحو الفردوس, سوف تتعلم على نحو متزايد بأن العديد من السِمات الإشكالية لإدارة الكون يمكن استيعابها فقط بعد اكتساب المقدرة الإختبارية المتزايدة وإنجاز البصيرة الروحية المُعززة. الحكمة الفلكية ضرورية إلى تفهم المواقف الفلكية.
54:6.11 (620.3) [ قُدمت برسول قدير ذو نجاة إختبارية في تمرد النظام الأول في أكوان الزمان ملحق الآن إلى حكومة الكون العظيم أورﭭونتون ومتصرف في هذا الأمر بطلب من جبرائيل ساﻟﭭينغتون. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 55
55:0.1 (621.1) عصر النور والحياة هو الإنجاز التطوري النهائي لعالم الزمان والفضاء. منذ العصور المبكرة للإنسان البدائي, مر مثل هذا العالم المأهول خلال العصور الكوكبية المتتالية--عصور ما قبل وما بعد الأمير الكوكبي, عصر ما بعد آدم, عصر ما بعد الإبن-القضائي, وعصر ما بعد إبن الإغداق. وبعدئذٍ هُيئ مثل هذا العالم من أجل ذروة الإنجاز التطوري, الوضع المستقر للنور والحياة, من خلال إسعاف المهمات الكوكبية المتتالية للأبناء المعلمين الثالوثيين مع كشوفهم الدائمة التقدم من الحقيقة الإلهية والحكمة الفلكية. في هذه المساعي يتمتع الأبناء المعلمون بمساعدة نجوم المساء المتألقة دائماً, والملكيصادقين في بعض الأحيان, في تأسيس العصر الكوكبي الأخير.
55:0.2 (621.2) عهد النور والحياة هذا, المُفتتح بالأبناء المعلمين عند ختام مهمتهم الكوكبية الأخيرة, يستمر إلى ما لا نهاية على العوالم المأهولة. يمكن فصل كل مرحلة متقدمة من الوضع المستقر عن طريق الإجراءات القضائية للأبناء القضاة إلى سلسلة من الإفتقادات الإلهية؛ لكن هكذا إجراءات قضائية هي تقنية صرفاً, ولا تُعدِل بأي شكل من الأشكال مسار الأحداث الكوكبية.
55:0.3 (621.3) فقط تلك الكواكب التي تُحرز وجوداً في الدارات الرئيسية للكون العظيم مضمونة لبقاء مستمر, لكن بقدر ما نعلم, فإن هذه العوالم المستقرة في النور والحياة مُقدَّر لها أن تمضي قُدُماً أثناء كل العصور الأبدية لكل الزمن المستقبلي.
55:0.4 (621.4) هناك سبع مراحل في تكشف عهد النور والحياة على عالم تطوري, وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن عوالم البشر المنصهرين-بالروح تتطور على طول خطوط مماثلة لتلك من سلسلة المنصهرين-بضابط. هذه المراحل السبعة من النور والحياة هي:
55:0.5 (621.5) 1. المرحلة الأولى أو الكوكبية.
55:0.6 (621.6) 2. المرحلة الثانية أو النظام.
55:0.7 (621.7) 3. المرحلة الثالثة أو البُرج.
55:0.8 (621.8) 4. المرحلة الرابعة أو الكون المحلي.
55:0.9 (621.9) 5. المرحلة الخامسة أو القطاع الأصغر.
55:0.10 (621.10) 6. المرحلة السادسة أو القطاع الأكبر.
55:0.11 (621.11) 7. المرحلة السابعة أو الكون العظيم.
55:0.12 (621.12) في ختام هذا السرد هذه المراحل من التنمية المتقدمة موصوفة كما تتعلق بتنظيم الكون, لكن القيم الكوكبية لأي مرحلة يمكن أن تُحرَز من قِبل أي عالم بشكل مستقل تماماً عن تطور عوالم أخرى أو مستويات كوكبية فائقة لإدارة الكون.
55:1.1 (622.1) إن وجود هيكل المورونشيا في عاصمة عالم مأهول هو شهادة السماح بدخول مثل هذا الجو إلى العصور المستقرة من النور والحياة. قبل أن يغادر الأبناء المعلمون عالماً في اختتام مهمتهم الأخيرة, يقومون بافتتاح هذه الحقبة الأخيرة من الإحراز التطوري؛ هم يرأسون في ذلك اليوم عندما "ينزل الهيكل المقدس على الأرض". هذا الحدث, الذي يشير إلى فجر عهد النور والحياة, دائماً مُشرَّف بالحضور الشخصي لإبن الإغداق الفردوسي لذلك الكوكب, الذي يأتي ليشهد هذا اليوم العظيم. هناك في هذا الهيكل من الجمال الذي لا يُضاهى, يُعلن إبن الإغداق الفردوسي هذا الأمير الكوكبي منذ زمن طويل كالسُلطان الكوكبي الجديد ويقلد مثل هذا الإبن اللانوناندِك المُخلْص بقدرات جديدة وسُلطة موسعة على الشؤون الكوكبية. يكون سُلطان النظام موجوداً أيضاً ويتكلم في تأكيد هذه التصريحات.
55:1.2 (622.2) يتكون الهيكل المورونشي من ثلاثة أجزاء: القلب المركزي هو محراب إبن الإغداق الفردوسي. على اليمين مقعد الأمير الكوكبي السابق, الآن سُلطان كوكبي؛ وعندما يكون متواجداً في الهيكل, يكون هذا الإبن اللانوناندِك مرئياً إلى الأفراد الأكثر روحانية للحيز. على الشمال مقعد الرئيس بالنيابة للنهائيين الملحقين إلى الكوكب.
55:1.3 (622.3) على الرغم من أن الهياكل الكوكبية قد تُكلم عنها على أنها "نازلة من السماء", في الحقيقة لا يتم نقل أي مادة فعلية من مركز إدارة النظام. تُصنع الهندسة المعمارية لكل منها في نموذج مُصغَّر على عاصمة النظام, ويجلب مُشرفو قدرة المورونشيا لاحقاً هذه الخطط المعتمدة إلى الكوكب. هنا, بالإشتراك مع المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين, فإنهم يبادرون لبناء هيكل المورونشيا وفقاً للمواصفات.
55:1.4 (622.4) يتسع الهيكل المورونشي المتوسط لجلوس حوالي ثلاثمائة ألف متفرج. لا تُستخدم هذه الصروح من أجل العبادة, اللعب, أو لتلقي الإذاعات؛ هي مكرسة للإحتفالات الخاصة للكوكب, مثل: الإتصالات مع سُلطان النظام, أو مع الأعلون, مراسم التصور الخاصة المصممة لكشف حضور الشخصية لكائنات الروح, والتأمل الفلكي الصامت. مدارس الفلسفة الفلكية تدير هنا تمارينها للتخرج, وهنا أيضاً يستلم بشر الحيز الإعتراف الكوكبي لإنجازات الخدمة الإجتماعية العالية وغيرها من الإنجازات البارزة.
55:1.5 (622.5) مثل هذا الهيكل المورونشي يخدم أيضاً بمثابة مكان التجمع لأجل شهادة ترجمة البشر الأحياء إلى الوجود المورونشي. ذلك لأن هيكل الترجمة يتكون من مادة مورونشية لا تُدمَّر بالمجد المتأجج للنار الملتهمة التي تزيل تماماً أثر الأجسام الفيزيائية لأولئك البشر الذين فيها يختبرون الإنصهار النهائي مع ضباطهم الإلهيين. على عالم كبير تكاد توهجات الرحيل هذه تكون مستمرة, ومع ازدياد عدد المُترجَمين, تُزوَد مزارات حياة مورونشية فرعية في مناطق مختلفة من الكوكب. لم ينقضي وقت طويل منذ حللت على عالم في الشمال البعيد حيث خمسة وعشرون مزاراً مورونشياً كانوا عاملين.
55:1.6 (622.6) على عوالم ما قبل الإستقرار, كواكب بدون هياكل مورونشية, ومضات الإنصهار هذه تحدث مرات كثيرة في الغلاف الجوي الكوكبي, حيث يُرفع الجسم المادي لمُرشح ترجمة من قِبل مخلوقات منتصف الطريق والمتحكمين الفيزيائيين.
55:2.1 (623.1) الموت الطبيعي, الفيزيائي ليس حتمياً للبشري. إن غالبية الكائنات التطورية المتقدمة, مواطنون على عوالم متواجدة في العهد الأخير من النور والحياة, لا يموتون؛ فهم يُترجَمون مباشرة من الحياة في الجسد إلى الوجود المورونشي.
55:2.2 (623.2) تجربة الترجمة هذه من الحياة المادية إلى الحالة المورونشية--إنصهار النفس الخالدة مع الضابط الساكن--تتزايد في الوتيرة بشكل متناسب مع التقدم التطوري للكوكب. في البداية فقط عدد قليل من البشر في كل عصر يحرزون مستويات الترجمة من التقدم الروحي, لكن مع مطلع العصور المتعاقبة للأبناء المعلمين, تحدث المزيد والمزيد من إنصهارات الضابط قبل الانتهاء من الحيوات الآخذة في الإطالة لهؤلاء البشر التقدميين؛ وبحلول وقت المهمة الختامية للأبناء المعلمين, ما يقرب من رُبع هؤلاء البشر الرائعين يكونون معفيين من الموت الطبيعي.
55:2.3 (623.3) أبعد على طول عهد النور والحياة تستشعر مخلوقات منتصف الطريق أو شركائهم بالوضع المقترب لوحدة نفس-ضابط مُحتملة ويشيرون بهذا إلى حرس المصير, اللواتي بدورهن يُخبرن هذه الأمور إلى جماعة النهائية التي تحت ولايتها القضائية قد يعمل هذا البشري؛ بعدئذٍ تصدر هناك دعوة السُلطان الكوكبي لمثل هذا البشري للإستقالة من جميع الواجبات الكوكبية, أن يُودِع عالم أصله, ويأوي إلى الهيكل الداخلي للسُلطان الكوكبي, هناك لينتظر العبور المورونشي, ومضة الترجمة, من المجال المادي للتطور إلى المستوى المورونشي من التقدم السابق-للروح.
55:2.4 (623.4) عندما العائلة, والأصدقاء, ومجموعة العمل لمثل مُرشح الإنصهار هذا يكونون قد اجتمعوا في هيكل المورونشيا, يتم توزيعهم حول المنصة المركزية حيث يستريح مُرشحي الإنصهار, في هذه الأثناء يتحادثون بحرية مع أصدقائهم المتجمعين. يتم ترتيب دائرة من الشخصيات السماوية المتدخلة لحماية البشر الماديين من عمل الطاقات التي تتجلى عند لحظة "ومضة الحياة" التي تخلص المُرشحين الصاعدين من قيود الجسد المادي, بهذا فاعلة لذلك البشري التطوري كل ما يفعله الموت الطبيعي لأولئك الذين تم تخليصهم بذلك من الجسد.
55:2.5 (623.5) قد يتجمع العديد من مُرشحي الإنصهار في الهيكل الرحب في نفس الوقت. وأي مناسبة جميلة عندما يتجمع البشر لهذا كي يشهدوا ارتقاء محبيهم في النيران الروحية, وأي تباين إلى تلك العصور المبكرة عندما يتوجب على البشر أن يستودعوا موتاهم لإحتضان العناصر الأرضية! إن مشاهد البكاء والعويل المميزة للحقب المبكرة من التطور الإنساني قد حل محلها الآن فرح النشوة والحماس الأسمى بينما هؤلاء البشر العارفين-الله يودعون مُحبيهم وداعاً مؤقتاً بينما يُنقلون من ارتباطاتهم المادية بواسطة النيران الروحية ذات العظمة المُستنفذة والمجد الصاعد. على عوالم مستقرة في النور والحياة, "الجنازات" هي مناسبات فرح سامي, ورضا عميق, وأمل لا يمكن التعبير عنه.
55:2.6 (623.6) نفوس هؤلاء البشر المتقدمين تُملأ على نحو متزايد بالإيمان, والأمل, واليقين. الروح التي تتخلل أولئك المتجمعين حول مزار الترجمة تشبه تلك للأصدقاء والأقرباء الفرحين الذين قد يتجمعون عند تمرين التخرج لواحد من جماعتهم, أو الذين قد يأتون مجتمعين لكي يشهدوا تقليد شرف عظيم ما على واحد من عددهم. وسيكون من المفيد بالتأكيد إذا كان البشر الأقل تقدماً يمكنهم فقط تعلم اعتبار الموت الطبيعي بشيء من هذه البهجة والخلو من الهموم نفسها.
55:2.7 (624.1) لا يستطيع المراقبون البشر رؤية أي شيء من شركائهم المترجَمين لاحقاً إلى ومضة الانصهار. مثل هذه النفوس المترجَمة تمضي قُدماً بعبور الضابط مباشرة إلى قاعة القيامة لعالم التدريب-المورونشي المناسب. يُشرف على هذه التعاملات المعنية بترجمة كائنات إنسانية أحياء إلى عالم المورونشيا برئيس ملائكة الذي كان مُعيناً لمثل هذا العالم على اليوم عندما استقر لأول مرة في النور والحياة.
55:2.8 (624.2) بحلول الوقت الذي يحرز فيه عالم المرحلة الرابعة من النور والحياة, أكثر من نصف البشر يتركون الكوكب عن طريق الترجمة من بين الأحياء. هكذا تناقص للموت يستمر ويستمر, لكنني لا أعرف عن أي نظام الذي عوالمه المأهولة, على الرغم من أنها مستقرة منذ أمد طويل في النور والحياة؛ خالية كلياً من الموت الطبيعي كالتقنية للإفلات من قيود الجسد. وإلى أن تتحقق مثل هذه الحالة العالية من التطور الكوكبي بشكل موحد, يجب أن تستمر عوالم التدريب-المورونشي للكون المحلي في الخدمة كأجواء تعليمية وتثقيفية لتقدميي المورونشيا المتطورين. إزالة الموت مُمكنة نظرياً, لكنه لم يحدث حتى الآن وفقاً لملاحظتي. ربما يتحقق هكذا وضع خلال الإمتدادات البعيدة للحقب التالية من المرحلة السابعة من الحياة الكوكبية المستقرة.
55:2.9 (624.3) النفوس المترجَمة من العصور المزدهرة للأجواء المستقرة لا يمرون خلال العوالم المنزلية. ولا هم يمكثون, كتلاميذ, على عوالم المورونشيا للنظام أو البُرج. هم لا يمرون خلال أي من الأطوار الأبكر لحياة المورونشيا. هم البشر الصاعدون الوحيدون الذين تقريباً للغاية يُفلتون من الإنتقال المورونشي من الوجود المادي إلى وضع شبه روحي. التجربة الأولية لمثل هؤلاء البشر المُمسكين-بالإبن في مهنة الإرتقاء هي في خدمات عوالم التقدم لمركز إدارة الكون. ومن عوالم الدراسة هذه لساﻟﭭينغتون يرجعون كمعلمين إلى العوالم ذاتها التي مروا بها, ذاهبون لاحقاً نحو الداخل إلى الفردوس من خلال الطريق المؤسس للإرتقاء البشري.
55:2.10 (624.4) لو أمكنك فقط أن تزور كوكباً في مرحلة متقدمة من التطور, سرعان ما ستدرك أسباب التجهيز من أجل الإستقبال التفاضلي للبشر الصاعدين على العوالم المنزلية والمورونشية الأعلى. ستدرك في الحال بأن الكائنات العابرة من هكذا أجواء متطورة للغاية على استعداد لاستئناف ارتقائها الفردوسي قبل وقت طويل من البشري المتوسط الواصل من عالم مضطرب ومتخلف مثل يورانشيا.
55:2.11 (624.5) بصرف النظر عن أي مستوى من التحصيل الكوكبي قد ترتقي به الكائنات الإنسانية إلى عوالم المورونشيا, فإن الأجواء المنزلية السبعة تمنحهم فرصة وافرة لاكتساب الخبرة كمعلمين-تلاميذ جميعاً من كل ما فشلوا في العبور خلاله بسبب الوضع المتقدم لكواكبهم الأهلية.
55:2.12 (624.6) لا يفشل الكون في تطبيق تقنيات الموازنة هذه المصممة لضمان عدم حرمان أي صاعد من شيء ضروري لتجربة ارتقائه.
55:3.1 (624.7) أثناء هذا العصر من النور والحياة, يزدهر العالم على نحو متزايد تحت الحكم الأبوي للسُلطان الكوكبي. بحلول هذا الوقت تكون العوالم تتقدم تحت القوة الدافعة للغة واحدة, ودِين واحد, وعلى الأجواء الطبيعية, جنس واحد. لكن هذا العصر ليس مثالي. هذه العوالم لا يزال لديها مستشفيات حسنة التجهيز, ودور لرعاية المرضى. لا زالت هناك مشاكل رعاية الإصابات العرضية والعجز الذي لا مفر منه المصاحب لإنحطاط الشيخوخة واضطرابات الخرف. لم يتم القضاء على المرض بالكامل, ولا حيوانات الأرض قد أُخضعت في كمال؛ لكن مثل هذه العوالم هي مثل الفردوس بالمقارنة مع الأزمنة المبكرة للإنسان البدائي أثناء عصر ما قبل الأمير الكوكبي. أنت قد تصف بشكل غريزي هكذا حيز--لو أمكنك فجأة أن تُنقل إلى كوكب في هذه المرحلة من التطور--كالجنة على الأرض.
55:3.2 (625.1) تواصل الحكومة البشرية في إدارة الشؤون المادية عملها طوال هذا العصر من التقدم والكمال النسبي. النشاطات العامة لعالم في المرحلة الأولى من النور والحياة الذي قمت بزيارته مؤخراً كان تمويلها بأسلوب دفع العشور. كل عامل بالغ--وجميع المواطنين ذوي القدرة الجسمانية عملوا في شيء ما--دفع عشرة بالمائة من دخله أو الزيادة إلى الخزينة العامة, وكان يتم صرفها على النحو التالي:
55:3.3 (625.2) 1. ثلاثة في المائة أُنفقت في ترويج الحقيقة--عِلم, وتعليم, وفلسفة.
55:3.4 (625.3) 2. ثلاثة في المائة كُرست للجمال--لعب, وترفيه إجتماعي, وفن.
55:3.5 (625.4) 3. ثلاثة في المائة خُصصت للخير--خدمة إجتماعية, وإيثار, ودِين.
55:3.6 (625.5) 4. واحد في المائة خُصصت لإحتياطات التأمين ضد خطر العجز عن العمل الناجم عن حادث, مرض, شيخوخة, أو كوارث لا يمكن تجنبها.
55:3.7 (625.6) المصادر الطبيعية لهذا الكوكب كانت تُدار كأملاك إجتماعية, مُلكية مجتمع.
55:3.8 (625.7) على هذا العالم أعلى شرف يُمنح لمواطن هو مرتبة "الخدمة العليا", كونها الدرجة الوحيدة من الإعتراف أبداً لتُمنح في هيكل المورونشيا. كان هذا الإعتراف يُغدق على مَن ميزوا أنفسهم منذ أمد طويل في مرحلة ما من الاكتشاف الفائق عن المادي أو الخدمة الاجتماعية الكوكبية.
55:3.9 (625.8) مًعظم المراكز الإجتماعية والإدارية عُقدت بالإشتراك من قِبل الرجال والنساء. مُعظم التعليم كذلك كان يتم بالمشاركة؛ بالمثل كل الأمانات القضائية كانت تؤدى من قبل أزواج مرتبطين متشابهين.
55:3.10 (625.9) على هذه العوالم الرائعة لا تطول فترة الإنجاب إلى حد كبير. ليس من الأفضل أن تتداخل سنوات عديدة بين أعمار عائلة من أولاد. عندما يكونون متقاربين في السن, فإن الأولاد قادرون على المساهمة أكثر بكثير إلى تدريبهم المتبادل. وعلى هذه العوالم هم مُدرَبون بشكل رائع من قِبل الأنظمة التنافسية التي تسعى جاهدة في المجالات والأقسام المتقدمة من الإنجازات المتنوعة في إتقان الحقيقة, والجمال, والخير. لا تخف أبداً لكن حتى تلك الأجواء الممجدة تعرض كثرة من الشر, الواقعي والمحتمل, الذي هو مُحفز للإختيار بين الحق والباطل, الخير والشر, الخطيئة والبِر.
55:3.11 (625.10) مع ذلك, هناك بالتأكيد, قصاص لا بد منه مُلحق بالوجود البشري على مثل هذه الكواكب التطورية المتقدمة. عندما يتقدم عالم مستقر ما بعد المرحلة الثالثة من النور والحياة, فإن جميع الصاعدين مقدَّرين, قبل إحرازهم القطاع الأصغر, لتلقي نوع ما من التفويض العابر على كوكب يمر عبر المراحل الأبكر من التطور.
55:3.12 (626.1) كل من هذه العصور المتتالية تمثل إنجازات تقدمية في كل أطوار الإحراز الكوكبي. في العصر الإبتدائي للنور تم توسيع وحي الحق ليضم أعمال كون الأكوان, في حين أن دراسة الإله للعصر الثاني هي محاولة لإتقان المفهوم المتبدل لطبيعة, مهمة, إسعاف, إرتباطات, أصل, ومصير الأبناء الخالقين, المستوى الأول من الله السباعي.
55:3.13 (626.2) إن كوكب في حجم يورانشيا, عندما يستقر بشكل جيد إلى حد ما, سيكون لديه حوالي مائة مركز إداري ثانوي. سيرأس هذه المراكز الثانوية واحد من الفئات التالية من الإداريين المؤهلين:
55:3.14 (626.3) 1. أبناء وبنات ماديون شباب أُحضروا من مركز إدارة النظام للعمل كمساعِدين لآدم وحواء الحاكمين.
55:3.15 (626.4) 2. نسل الموظفين شبه البشريين للأمير الكوكبي الذين أُنجبوا على عوالم معينة لأجل هذه وغيرها من المسؤوليات المشابهة.
55:3.16 (626.5) 3. الذرية الكوكبية المباشرة لآدم وحواء.
55:3.17 (626.6) 4. مخلوقات منتصف طريق ذوي طابع مادي وإنساني.
55:3.18 (626.7) 5. بشر من منزلة الإنصهار بضابط الذين, بناء على التماسهم الخاص, اُعفوا مؤقتاً من الترجمة بمرتبة الضابط المُشخَّص من زعامة كون لكي يمكنهم الإستمرار على الكوكب في بعض الوظائف الإدارية الهامة.
55:3.19 (626.8) 6. بشر مُدربين تدريباً خاصاً من المدارس الكوكبية للإدارة الذين تلقوا أيضاً مرتبة الخدمة العليا لهيكل المورونشيا.
55:3.20 (626.9) 7. لجان إختيارية معينة من ثلاثة مواطنين مؤهلين بشكل صحيح الذين يتم اختيارهم أحياناً من قبل المواطنين بناء على توجيه السُلطان الكوكبي وفقاً لمقدرتهم الخاصة على إنجاز بعض المهام المحددة التي هناك حاجة لها في ذلك القطاع الكوكبي الخاص.
55:3.21 (626.10) العائق العظيم الذي يواجه يورانشيا في مسألة إحراز المصير الكوكبي العالي من النور والحياة مضموم في مشاكل المرض, الإنحلال, الحرب, الأجناس متعددة الألوان, وتعدد اللغات.
55:3.22 (626.11) لا يمكن لأي عالم تطوري أن يأمل في أن يتقدم إلى ما بعد المرحلة الأولى من الإستقرار في النور إلى أن يكون قد أنجز لغة واحدة, ودِين واحد, وفلسفة واحدة. الكيان من جنس واحد يُسهل إلى حد كبير هكذا إنجاز, لكن الشعوب الكثيرة ليورانشيا لا تحول دون تحقيق مراحل أعلى.
55:4.1 (626.12) في المراحل المتعاقبة من الوجود المستقر, تقوم العوالم المأهولة بتقدم رائع في ظل الإدارة الحكيمة والمتعاطفة لسِلك النهائيين المتطوعين, صاعدون ذوي إحراز فردوسي الذين رجعوا لإسعاف إخوانهم في الجسد. هؤلاء النهائيين نشطون في التعاون مع الأبناء المعلمين الثالوثيين, لكنهم لا يبدأون مشاركتهم الحقيقية في شؤون العالم إلى أن يظهر هيكل المورونشيا على الأرض.
55:4.2 (626.13) عند الإفتتاح الرسمي للإسعاف الكوكبي لسِلك النهائية, تقوم غالبية الجماهير السماوية بالإنسحاب. لكن حرس المصير السيرافيات يواصلن إسعافهن الشخصي إلى البشر المتقدمين في النور؛ في الواقع تأتي هذه الملائكة في أعداد دائمة التزايد في كل أثناء العصور المستقرة حيث أن جماعات أكبر وأكبر من الكائنات الإنسانية يصلون الدائرة الفلكية الثالثة من الإحراز البشري المنسق خلال فترة الحياة الكوكبية.
55:4.3 (627.1) هذا ليس سوى الأول من التعديلات الإدارية المتعاقبة التي تلازم انكشاف العصور المتتالية من الإحراز المتألق على نحو متزايد على العوالم المأهولة بينما يمرون من المرحلة الأولى إلى السابعة من الوجود المستقر.
55:4.4 (627.2) 1. المرحلة الأولى من النور والحياة. يُدار عالم ما في هذه المرحلة المستقرة الإبتدائية من قبل ثلاثة حكام:
55:4.5 (627.3) I. السُلطان الكوكبي, ليُنصح في الوقت الحاضر بإبن معلم ثالوثي مستشار, بكل الأرجحية رئيس السلك الختامي لمثل هؤلاء الأبناء للعمل على الكوكب.
55:4.6 (627.4) II. رئيس كتيبة النهائيين الكوكبية.
55:4.7 (627.5) III. آدم وحواء, اللذان يعملان معاً كالموحدين للقيادة الثنائية للأمير-السُلطان ورئيس النهائيين.
55:4.8 (627.6) عاملون كمفسرين للحرس السيرافي والنهائيين هم مخلوقات منتصف الطريق المُمجدين والمحَرَرين. إحدى الأعمال الأخيرة للأبناء المعلمين الثالوثيين على مهمتهم الختامية هي تحرير مخلوقات منتصف الطريق للحيز ولترقيتهم (أو استعادتهم) إلى وضع كوكبي متقدم, مُعينينهم إلى أماكن مسؤولية في الإدارة الجديدة للجو المستقر. مثل هذه التغييرات قد تم بالفعل إجراؤها في مدى الرؤية الإنسانية بحيث تُمكِن البشر من التعرف على أبناء العموم هؤلاء غير المرئيين حتى الآن من النظام الآدمي الباكر. جُعل هذا ممكناً بالإكتشافات الأخيرة للعلوم الفيزيائية في ارتباط مع الأعمال الكوكبية الموسَّعة للمتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين.
55:4.9 (627.7) يتمتع سُلطان النظام بسُلطة لإخلاء مخلوقات منتصف الطريق في أي وقت بعد المرحلة المستقرة الأولى بحيث قد يصبحوا إنسانيين في المورونشيا بمساعدة حاملي الحياة والمتحكمين الفيزيائيين, بعد استلامهم ضباط الفكر, يبدأون على ارتقائهم الفردوسي.
55:4.10 (627.8) في المرحلة الثالثة والمراحل اللاحقة, لا يزال بعض من منتصفي الطريق عاملين, بشكل رئيسي كشخصيات اتصال للنهائيين, لكن مع دخول كل مرحلة من النور والحياة, فإن مراتب جديدة من مُسعفي الإرتباط يحلون محل منتصفي الطريق إلى حد كبير؛ عدد قليل جداً منهم يبقى أبداً ما بعد مرحلة النور الرابعة. ستشهد المرحلة السابعة مجيء أول المُسعفين الأبسونايتيين من الفردوس لكي يخدموا في أماكن مخلوقات كون معينة.
55:4.11 (627.9) 2. المرحلة الثانية للنور والحياة. يُشار إلى هذه الحقبة على العوالم بوصول حاملي الحياة الذين يصبحون المستشارين المتطوعين للحكام الكوكبيين فيما يتعلق بالجهود الإضافية لتنقية واستقرار الجنس البشري. هكذا يُشارك حاملو الحياة بنشاط في التطور الإضافي للجنس الإنساني--فيزيائياً, واجتماعياً, واقتصادياً. وبعدئذٍ يوسعون إشرافهم إلى مزيد من التنقية لسلالة النسب البشري من خلال الإزالة الجذرية للبقايا المتخلفة والمتشبثة ذات الإمكانات الدنيا من الطبيعة الفكرية, الفلسفية, الفلكية, والروحية. أولئك الذين يصممون ويزرعون الحياة على عالم مأهول هم مؤهلين تماماً لنصح الأبناء والبنات الماديين, الذين لديهم سُلطة تامة لا جدال فيها لتطهير الجنس المتطور من كل التأثيرات المؤذية.
55:4.12 (627.10) من المرحلة الثانية على امتداد مسيرة كوكب مستقر يخدم الأبناء المعلمون كمستشارين إلى النهائيين. أثناء مثل هذه المهمات يخدمون كمتطوعين وليس عن طريق التكليف؛ ويخدمون بشكل حصري مع سِلك النهائيين باستثناء أنه, عند موافقة سُلطان النظام, يمكن أن يُحصل عليهم كمستشارين لآدم وحواء الكوكبيين.
55:4.13 (628.1) 3. المرحلة الثالثة من النور والحياة. خلال هذه الحقبة تصل العوالم المأهولة إلى تقدير جديد لقدماء الأيام, الطور الثاني من الله السباعي, وممثلو حكام الكون العظيم هؤلاء يدخلون في علاقات جديدة مع الإدارة الكوكبية.
55:4.14 (628.2) في كل عصر تالي من الوجود المستقر, يعمل النهائيون بقدرات متزايدة باستمرار. هناك صِلة عمل وثيقة بين النهائيين, ونجوم المساء (الملائكة الفائقون), والأبناء المعلمون الثالوثيون.
55:4.15 (628.3) خلال هذا العصر أو التالي, يصبح إبن مُعَلِم بمساعدة روح- مُسعف رباعي, ملحقاً إلى الرئيس التنفيذي البشري الإنتخابي, الذي يصبح الآن مرتبطاً مع السُلطان الكوكبي كإداري مُشترك لشؤون العالم. يعمل هؤلاء الرؤساء التنفيذيون البشريون لمدة خمسة وعشرين سنة من الزمن الكوكبي, وإنه هذا التطور الجديد الذي يجعل من السهل على آدم وحواء الكوكبيان تأمين إطلاق سراح من عالمهما من التفويض الطويل الأمد خلال العصور التالية.
55:4.16 (628.4) يتألف رباعي الروح-المُسعف من: الرئيسة السيرافية للجو, مستشار الكون العظيم السيرافي الثانوي, الملاك الرئيسي للترجمات, والنافيم الكلية التي تعمل كالممثلة الشخصية للحارس المفوض المُمركَز على مركز إدارة النظام. لكن هؤلاء المستشارين لا يُقدمون المشورة أبداً إلا إذا طُلب منهم ذلك.
55:4.17 (628.5) 4. المرحلة الرابعة من النور والحياة. على العوالم يظهر الأبناء المعلمون الثالوثيون في أدوار جديدة. مُساعَدون بالأبناء المثولثين-بمخلوق المرتبطين منذ أمد طويل مع مرتبتهم, هم يأتون الآن إلى العوالم كناصحين ومستشارين متطوعين إلى السُلطان الكوكبي وزملائه. مثل هؤلاء الأزواج--أبناء مثولثين-هاﭭونا-الفردوس وأبناء مثولثين-بصاعدين--يمثلون وجهات نظر الكون المختلفة والخبرات الشخصية المتنوعة التي هي قابلة للخدمة للغاية إلى الحكام الكوكبيين.
55:4.18 (628.6) عند أي وقت بعد هذا العصر يمكن لآدم وحواء الكوكبيان إلتماس الإبن الخالق السُلطان لإعفائهما من الواجبات الكوكبية لكي يبدءا ارتقاءهما الفردوسي؛ أو يمكنهما البقاء على الكوكب كموجهين للنظام الظاهر حديثاً لمجتمع روحي على نحو متزايد يتألف من بشر متقدمين يسعون لإستيعاب التعاليم الفلسفية للنهائيين المُصوَّرة بنجوم المساء المتألقة, المُعينين الآن إلى هذه العوالم للتعاون في أزواج مع النافيم الثانوي من مركز إدارة الكون العظيم.
55:4.19 (628.7) ينخرط النهائيون بشكل رئيسي في الشروع بالنشاطات الجديدة والفائقة عن المادي للمجتمع--إجتماعية, ثقافية, فلسفية, فلكية, وروحية. لغاية ما يمكننا أن ندرك, فإنهم سيستمرون في هذا الإسعاف بعيداً نحو الحقبة السابعة من الإستقرار التطوري, عندما, بالإمكان, قد ينطلقون للإسعاف في الفضاء الخارجي؛ عند ذلك نخمن بأن أماكنهم قد تؤخذ من قبل كائنات أبسونايتية من الفردوس.
55:4.20 (628.8) 5. المرحلة الخامسة من النور والحياة. إعادة التعديلات لهذه المرحلة من والجود المستقر تتعلق بالكامل تقريباً بالمجالات الفيزيائية وهي ذات أهمية أولية إلى المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين.
55:4.21 (628.9) 6. المرحلة السادسة من النور والحياة تشهد تطوير وظائف جديدة لدارات العقل في الحيز. يبدو أن الحكمة الفلكية تصبح تأسيسية في الإسعاف الكوني للعقل.
55:4.22 (628.10) 7. المرحلة السابعة من النور والحياة. باكراً في الحقبة السابعة يلتحق المعلم الثالوثي المستشار للسُلطان الكوكبي ناصح متطوع مُرسَل من قِبل قدماء الأيام, وفيما بعد سوف يُزادون بمستشار ثالث قادم من التنفيذي السامي للكون العظيم.
55:4.23 (629.1) أثناء هذه الحقبة, إن لم يكن من قبل, دائماً يُعفى آدم وحواء من الواجبات الكوكبية. إذا كان هناك ابن مادي في كتيبة النهائيين, قد يصبح مرتبطاً مع الرئيس التنفيذي البشري, وأحياناً إنه ملكيصادق الذي يتطوع للعمل في هذه الإستطاعة. إذا كان هناك منتصف طريق بين النهائيين, كل تلك المرتبة المتبقية على الكوكب تُعفى في الحال.
55:4.24 (629.2) عند الحصول على الإعفاء من تفويضهما الطويل الزمان, قد يختار آدم وحواء الكوكبيان مِهن على النحو التالي:
55:4.25 (629.3) 1. يمكنهما تأمين الإعفاء الكوكبي ومن مركز إدارة الكون يبدآن في الحال على مهمة الفردوس, مستلمان ضباط الفكر عند ختام تجربة المورونشيا.
55:4.26 (629.4) 2. غالباً جداً سيستلم آدم وحواء كوكبيان ضباط بينما لا يزالان يخدمان على عالم مستقر في النور بالإقتران مع استلام ضباط من قِبل بعض من أولادهما المستوردين بخط-نقي الذين تطوعوا لمدة من الخدمة الكوكبية. في وقت لاحق قد يذهبون جميعاً إلى مركز إدارة الكون وهناك يبدأون مهنة الفردوس.
55:4.27 (629.5) 3. قد يختار آدم وحواء كوكبيان--كما يفعل الأبناء والبنات الماديين من عاصمة النظام--أن يذهبوا مباشرة إلى عالم الميدسونايت لأجل إقامة قصيرة, هناك لتلقي ضباط.
55:4.28 (629.6) 4. قد يقرران العودة إلى مركز إدارة النظام, هناك لفترة من الزمن لشغل مقاعد على المحكمة العليا, حيث بعد الخدمة سيستلمان ضباط ويبدءا صعودهما الفردوسي.
55:4.29 (629.7) 5. قد يختارا الذهاب من واجباتهما الإدارية رجوعاً إلى عالمهما الأهلي ليخدما كمعلمين لموسم وليصبحا مسكونين بضباط في وقت نقلهما إلى مركز إدارة الكون.
55:4.30 (629.8) أثناء كل هذه الحقب يبذل الأبناء والبنات الماديين المستورَدين المساعدين تأثيراً هائلاً على الأنظمة الإقتصادية والإجتماعية الآخذة في التقدم. هم إحتمالياً خالدون, على الأقل حتى هكذا وقت عندما يختارون فيه إضفاء الطابع الإنساني, يستلمون ضباط, ويبدأون من أجل الفردوس.
55:4.31 (629.9) على العوالم التطورية, يجب على الكائن أن يتآنس لكي يستلم ضابط فكر. جميع الأعضاء الصاعدين من سِلك النهائيين البشري كانوا مسكونين بضباط وانصهروا باستثناء السيرافيم, وهن مسكونات بالأب بنوع آخر من الروح عند وقت تجنيدهن في هذا السِلك.
55:5.1 (629.10) المخلوقات البشرية التي تعيش على عالَم معزول مُبتلى بالخطيئة, مُسيطَر عليه بالشر, وباحث عن الذات, مثل يورانشيا, بالكاد يمكنهم تصور الكمال الفيزيائي, والإحراز الفكري, والتنمية الروحية التي تميز هذه الحقب المتقدمة من التطور على جو خال من الخطيئة.
55:5.2 (629.11) المراحل المتقدمة لعالم مستقر في النور والحياة تمثل ذروة الرُقي المادي التطوري. على هذه العوالم المتحضرة, قد مضى الكسل والإحتكاك من العصور البدائية الأبكر. الفقر وعدم المساواة الإجتماعية كلها قد تلاشت, إختفى الإنحلال, والانحراف نادراً ما يُلاحظ. توقفَ الجنون عملياً عن الوجود, والضعف في التفكير ندرة.
55:5.3 (629.12) الوضع الإقتصادي, والإجتماعي, والإداري لهذه العوالم هو من مرتبة عالية ومُكمَلة. يزدهر العِلم, والفن, والصناعة, ويكون المجتمع آلية عاملة بسلاسة من الإنجاز المادي, والفكري, والحضاري. قد تم تحويل الصناعة إلى حد كبير لخدمة الأهداف العليا لمثل هذه الحضارة الرائعة. قد أصبحت الحياة الإقتصادية لمثل هذا العالم أخلاقية.
55:5.4 (630.1) الحرب أصبحت أمراً من التاريخ, ولم يعد هناك جيوش أو قوات شرطة. الحكومة تختفي تدريجياً. ضبط النفس ببطء يحيل قوانين التشريعات الإنسانية بائدة. إن مدى الحكومة المدنية والتعديلات الدستورية, في منزلة متوسطة من الحضارة المتقدمة, يتناسب عكسياً مع أخلاقية وروحانية المواطنية.
55:5.5 (630.2) المدارس مُحَّسَنة بشكل كبير ومكرسة لتدريب العقل وتوسعة النفس. مراكز الفنون نفيسة والمنظمات الموسيقية رائعة. هياكل العبادة مع مدارسها المرتبطة من الفلسفة والدِين الإختباري هي إبداعات من الجمال والعظمة. الساحات في الهواء الطلق لتجمع العبادة هي سامية بنفس القدر في بساطة منصبها الفني.
55:5.6 (630.3) تجهيزات اللعب التنافسي, والفكاهة, ومراحل أخرى من الإنجاز الشخصي والجماعي هي وافرة وملائمة. سمة خاصة للنشاطات التنافسية على مثل هذا العالم المتحضر للغاية تتعلق بجهود الأفراد والجماعات للتفوق في علوم وفلسفات عِلم الكونيات. الأدب وفن الخطابة يزدهران, واللغة مُحسَّنة للغاية بحيث تكون رمزاً للمفاهيم وأيضاً معبرة عن الأفكار. الحياة بسيطة بشكل منعش؛ أخيراً قد نسق الإنسان منزلة عليا من التنمية الميكانيكية مع تحصيل فكري مُلهم وقد طغى على كِلاهما بإنجاز روحي رائع. السعي للسعادة هو تجربة من الفرح والرضا.
55:6.1 (630.4) مع تقدم العوالم في الوضع المستقر للنور والحياة, يصبح المجتمع سلمياً بشكل متزايد. الفرد, بينما ليس بأقل إستقلالاً وتكريساً لعائلته, قد أصبح أكثر إيثاراً وأخوية.
55:6.2 (630.5) على يورانشيا, وكما أنت, يمكن أن يكون لديك القليل من التقدير للوضع المتقدم والطبيعة التقدمية للأجناس المستنيرة لهذه العوالم المُكمَلة. هؤلاء الناس هم إزهار الأجناس التطورية. لكن مثل هذه الكائنات لا تزال بشر؛ هم يستمرون بالتنفس, تناول الطعام, النوم, والشرب. هذا التطور العظيم ليس الجنة, لكنه تنبؤ سامي للعوالم الإلهية لإرتقاء الفردوس.
55:6.3 (630.6) على عالم إعتيادي تكون اللياقة البيولوجية للجنس البشري قد ارتقت منذ أمد طويل إلى مستوى عالٍ خلال حقب ما بعد آدم؛ والآن, من عصر إلى عصر طوال العهود المستقرة يستمر التطور الفيزيائي للإنسان. كِلا النظر والسمع يتم توسيعهما. مع الوقت الحالي أصبح السكان ثابتين في الأعداد. التوالد مُنظم وفقاً للمتطلبات الكوكبية والهِبات الوراثية الفطرية: ينقسم البشر على كوكب خلال هذا العصر من خمس إلى عشر فئات, والفئات الأدنى يُسمح لها بإنتاج نصف عدد الأولاد فقط الذي يُسمح به للفئات الأعلى. إن التحسن المستمر لهكذا جنس رائع طوال عهد النور والحياة هو إلى حد كبير مسألة تناسل إنتقائي لتلك السلالات العرقية التي تعرض صِفات فائقة ذات طبيعة إجتماعية, فلسفية, فلكية, وروحية.
55:6.4 (630.7) يستمر الضباط بالمجيء كما في عهود تطورية سابقة, وبمرور الحقب, فإن هؤلاء البشر قادرون بشكل متزايد على التواصل مع شظية الأب الساكنة. أثناء المراحل الجنينية والسابقة للروح من النشوء لا تزال أرواح العقل المعاونة تعمل. الروح القدس وإسعاف الملائكة هم حتى أكثر فعالية بينما تُختبَر الحقب المتتالية للحياة المستقرة. في المرحلة الرابعة للنور والحياة يبدو أن البشر المتقدمين يختبرون إتصالاً واعياً معتبراً مع الحضور الروحي للروح الرئيسي من الحكم القضائي للكون العظيم, في حين أن الفلسفة لهكذا عالم مركزة على محاولة استيعاب الكشوف الجديدة عن الله الأسمى. أكثر من نصف السكان الإنسانيين على كواكب من هذا الوضع المتقدم يختبرون الترجمة إلى الحالة المورونشية من بين الأحياء. مع هذا, "الأشياء القديمة تزول؛ أنظر, كل الأشياء تصبح جديدة".
55:6.5 (631.1) نحن نتصور بأن التطور الفيزيائي سوف يُحقق نشوءه الكامل بنهاية الحقبة الخامسة من عهد النور-والحياة. نلاحظ بأن الحدود العليا للتنمية الروحية المرتبطة بالعقل الإنساني المتطور يتم تحديدها بمستوى إنصهار-الضابط للقيم المورونشية المشتركة والمعاني الفلكية. لكن فيما يتعلق بالحكمة: في حين أننا لا نعرف حقاً, فإننا نخمن أنه لا يمكن أبداً أن يكون هناك حدود للتطور الفكري وإحراز الحكمة. على عالم مرحلة-سابعة, يمكن للحكمة أن تستنفذ الإحتمالات المادية, تدخل على بصيرة الموطا, وفي نهاية المطاف حتى تتذوق عظمة الأبسونايت.
55:6.6 (631.2) نلاحظ بأن الكائنات البشرية على هذه العوالم المتطورة جداً والمرحلة السابعة الطويلة تتعلم تماماً لغة الكون المحلي قبل أن يتم ترجمتها؛ ولقد قمت بزيارة عدد قليل من الكواكب القديمة جداً حيث الأباندونترز كانوا يعلمون البشر الأقدم لسان الكون العظيم. وعلى هذه العوالم لاحظت التقنية التي بها الشخصيات الأبسونايتية تكشف حضور النهائيين في هيكل المورونشيا.
55:6.7 (631.3) هذه هي قصة الهدف الرائع للكد البشري على العوالم التطورية؛ وكلها تحصل حتى قبل أن تدخل الكائنات الإنسانية على مِهنها المورونشية؛ كل هذا التطور الباهر يمكن إحرازه من قِبل البشر الماديين على العوالم المأهولة, المرحلة الأولى جداً من تلك المهمة التي لا نهاية لها وغير المُستوعَبة لإرتقاء الفردوس وإحراز الألوهية.
55:6.8 (631.4) لكن هل بالإمكان تستطيع أن تتصور أي نوع من البشر التطوريين قادمون الآن صعوداً من عوالم موجودة منذ أمد طويل في الحقبة السابعة من النور والحياة المستقرين؟ إنه مثل هؤلاء الذين يذهبون إلى العوالم المورونشية في عاصمة الكون المحلي لبدء مِهن ارتقائهم.
55:6.9 (631.5) لو أن البشر من يورانشيا الذاهلة يمكنهم فقط مشاهدة واحدة من هذه العوالم الأكثر تقدماً والمستقرة طويلاً في النور والحياة, فإنهم لن يرتابوا بعد ذلك أبداً في حكمة المشروع التطوري للخلق. لو لم يكن هناك مستقبل لتقدم المخلوق الأبدي, لا تزال الإحرازات التطورية الرائعة لأجناس البشر على مثل هذه العوالم المستقرة من الإنجاز المُكمَل ستبرر بشكل كبير خلق الإنسان على عوالم الزمان والفضاء.
55:6.10 (631.6) كثيراً ما نتأمل: إذا كان الكون الإجمالي ينبغي أن يستقر في النور والحياة, هل سيكون البشر الصاعدون الرائعون مقدَّرين إلى سِلك النهائية؟ لكننا لا نعرف.
55:7.1 (631.7) هذه الحقبة تمتد من ظهور هيكل المورونشيا عند مركز الإدارة الكوكبي الجديد إلى وقت استقرار النظام بأكمله في النور والحياة. هذا العصر يُفتتح من قِبل الأبناء المعلمين الثالوثيين عند إقفال مهماتهم العالمية المتتالية عندما يُرقى الأمير الكوكبي إلى وضع سُلطان كوكبي بالإنتداب والحضور الشخصي لإبن الإغداق الفردوسي لذلك الجو. مصاحباً لذلك يفتتح النهائيون مشاركتهم النشطة في الشؤون الكوكبية.
55:7.2 (632.1) إلى المظاهر الخارجية والمرئية, الحكام الفعليين, أو الموجهين, لهكذا عالم مستقر في النور والحياة هما الإبن والإبنة الماديان, آدم وحواء الكوكبيان. النهائيون غير مرئيين, كذلك أيضاً السُلطان-الأمير إلا عندما يكونون في هيكل المورونشيا. الرئيسان الفعليان والحرفيان للنظام الكوكبي هما لذلك الإبن والإبنة الماديان. إنها معرفة تلك الترتيبات التي قد أعطت هيبة إلى فكرة الملوك والملكات في جميع أنحاء نواحي الكون. والملوك والملكات هم نجاح كبير في ظل هذه الظروف المُثلى, عندما يستطيع عالم ما أن يأمر مثل هذه الشخصيات الرفيعة بالتصرف نيابة عن الحكام الذين لا يزالون أعلى ولكن غير مرئيين.
55:7.3 (632.2) عندما يُحرَز هكذا عصر على عالمكم, لا شك أن ماﻜﻴﭭنتا ملكيصادق, الآن الأمير الكوكبي بالنيابة ليورانشيا, سيشغل مقعد السُلطان الكوكبي؛ ولقد خُمِن منذ زمن طويل على جيروسِم بأنه سوف يُرافَق بإبن وإبنة من آدم وحواء يورانشيا الموقوفين الآن على عدنشيا تحت وصاية الأعلون لنورلاشيادِك. قد يخدم أولاد آدم هؤلاء هكذا على يورانشيا بالتعاون مع ملكيصادق-السُلطان حيث أنهما حُرما من قدرات التناسل منذ حوالي 37000 سنة في الوقت الذي تخلوا فيه عن أجسادهم المادية على يورانشيا استعداداً للعبور إلى عدنشيا.
55:7.4 (632.3) هذا العصر المستقر يستمر ويستمر إلى أن يُحقق كل كوكب مسكون في النظام حقبة الإستقرار؛ وبعدها, عندما أصغر عالم--الأخير يُنجز النور والحياة--يكون قد اختبر مثل هذا الإستقرار لألفية واحدة من وقت النظام, يدخل النظام بأكمله الوضع المستقر, وتُدخل العوالم الفردية في حقبة النظام من عصر النور والحياة.
55:8.1 (632.4) عندما يصبح نظاماً بأكمله مستقراً في النور والحياة, يتم افتتاح نظام جديد للحكومة. يصبح السلاطين الكوكبيين أعضاء لمجمع النظام, وهذه الهيئة الإدارية الجديدة, التي تخضع لحق النقض من آباء البُرج, هي عُليا في السُلطة. مثل هذا النظام من العوالم المأهولة يصبح فعلاً حاكم-بالذات. يتشكل مجلس تشريع النظام على عالم مركز الإدارة, ويرسل كل كوكب ممثليه العشرة إليه. يتم إنشاء المحاكم الآن على عواصم النظام, وفقط دعاوى الإستئناف تؤخذ إلى مركز إدارة الكون.
55:8.2 (632.5) مع استقرار النظام فإن الحارس المفوض, ممثل التنفيذي السامي للكون العظيم, يصبح الناصح المتطوع إلى محكمة النظام العُليا والضابط المترئس الفعلي للمجلس التشريعي الجديد.
55:8.3 (632.6) بعد استقرار نظام كامل في النور والحياة لا يذهب سلاطين النظام ويجيئون بعدها. مثل هذا السُلطان يبقى على الدوام قائماً على رأس نظامه. يستمر السلاطين المساعدون في التغيُر كما في العصور السابقة.
55:8.4 (632.7) أثناء هذه الحقبة من الإستقرار, للمرة الأولى يأتي الميدسونايتيون من عوالم مركز إدارة الكون لمكوثهم ليتصرفوا كمستشارين إلى المجالس التشريعية ونصحاء إلى المحاكم القضائية. كما يبذل هؤلاء الميدسونايتيون جهوداً معينة لغرس معاني موطا جديدة ذات قيمة سامية في مشاريع التعليم التي يقومون برعايتها بالإشتراك مع النهائيين. ما فعله الأبناء الماديون للأجناس البشرية بيولوجياً, مخلوقات الميدسونايت يفعلونه الآن لهؤلاء الإنسانيين الموحدين والممجَدين في النواحي الدائمة التقدم من الفلسفة والتفكير الروحاني.
55:8.5 (633.1) على العوالم المأهولة يصبح الأبناء المعلمون متعاونين طوعيين مع النهائيين, وهؤلاء الأبناء المعلمون أنفسهم أيضاً يرافقون النهائيين إلى العوالم المنزلية عندما لا تعود تلك الأجواء تُستخدم كعوالم استلام تفاضلية بعد أن يستقر نظام كامل في النور والحياة؛ على الأقل هذا صحيح في الوقت الذي يكون البُرج بأكمله قد تطور على هذا النحو. لكن ليس هناك مجموعات متقدمة بذلك البُعد في نِبادون.
55:8.6 (633.2) ليس مسموح لنا الكشف عن طبيعة عمل النهائيين الذين سيُشرِفون على مثل هذه العوالم المنزلية المُعاد تخصيصها. أنتم, على كل, قد أُخبرتم بأنه يوجد في جميع أنحاء الأكوان أنواع متنوعة من المخلوقات الذكية التي لم يتم تصويرها في هذه الروايات.
55:8.7 (633.3) والآن, بينما تصبح الأنظمة الواحد تلو الآخر مستقرة في النور بفضل تقدم عوالمها المكونة, يأتي الوقت عندما يحرز النظام الأخير في بُرج ما الإستقرار, وإداريو الكون--الإبن السيد, إتحاد الأيام, ونجم الصباح واللامع--يصلون على عاصمة البُرج لإعلان الأعلون الحكام المطلقين للعائلة المُكمَلة حديثاً من مائة نظام مستقر من العوالم المأهولة.
55:9.1 (633.4) توحيد بُرج كامل من النُظم المستقرة يُلازَم بتوزيعات جديدة للسُلطة التنفيذية وإعادة تعديلات إضافية لإدارة الكون. تشهد هذه الحقبة إحرازاً متقدماً على كل عالم مأهول لكنها تتميز بشكل خاص بإعادة التعديلات على مركز إدارة البُرج, مع تعديل ملحوظ للعلاقات مع كِلا الإشراف على النظام وحكومة الكون المحلية. أثناء هذا العصر يتم نقل العديد من نشاطات بُرج وكون إلى عواصم الأنظمة, وممثلو الكون العظيم يتقلدون علاقات جديدة وودية أكثر مع الحكام الكوكبيين, وحكام النظام, وحكام الكون. بالتزامن مع هذه الإرتباطات الجديدة, يؤسس بعض إداريي كون عظيم أنفسهم على عواصم البُرج كنصحاء متطوعين إلى الآباء الأعلون.
55:9.2 (633.5) عندما يستقر بُرج هكذا في النور, يتوقف العمل التشريعي, ومنزل سلاطين الأنظمة, الذي يرأسه الأعلون, يعمل بدلاً من ذلك. الآن, للمرة الأولى, تتعاطى مثل هذه المجموعات الإدارية بشكل مباشرمع حكومة الكون العظيم في أمور تختص بعلاقات هاﭭونا والفردوس. وإلا فإن البُرج يبقى منتسباً إلى الكون المحلي كما في السابق. من مرحلة إلى مرحلة في الحياة المستقرة تستمر اليوﻨﻴﭭيتاشيا في إدارة عوالم البُرج المورونشية.
55:9.3 (633.6) بمرور العصور, يتولى آباء البُرج أكثر وأكثر من الأعمال الإدارية أو الإشرافية المفصلة التي كانت مركَّزة سابقاً على مركز إدارة الكون. بتحقيق المرحلة السادسة من الإستقرار ستكون هذه الأبراج الموحَّدة قد وصلت إستقلالاً تاماً تقريباً. الدخول على المرحلة السابعة من الإستقرار سوف يشهد بدون شك تمجيد هؤلاء الحكام إلى الكرامة الحقيقية الدالة عليها أسماؤهم, الأعلون. لجميع المقاصد والأهداف, ستتعاطى الأبراج بعد ذلك مع حكام الكون العظيم مباشرة, في حين أن حكومة الكون المحلي سوف تتوسع لتحوز مسؤوليات التزامات الكون الإجمالي الجديدة.
55:10.1 (634.1) عندما يصبح كون ما مستقراً في النور والحياة, فإنه يتأرجح قريباً نحو دارات الكون العظيم المؤسسة, ويعلن قدماء الأيام تأسيس مجلس الشورى السامي ذا السُلطة غير المحدودة. تتكون هذه الهيئة الحاكمة الجديدة من مئة مخلصي أيام, يرأسها إتحاد الأيام, والعمل الأول لمجلس الشورى السامي هذا هو الإقرار بالسيادة المستمرة للإبن الخالق السيد.
55:10.2 (634.2) إدارة الكون, بقدر ما تخص جبرائيل وملكيصادق الأب, فهي تماماً غير متغيرة. هذا المجلس ذا السُلطة غير المحدودة معني بشكل رئيسي بالمشاكل الجديدة والظروف الجديدة الناشئة عن الوضع المتقدم للنور والحياة.
55:10.3 (634.3) يقوم المفتش المساعد حالياً بتعبئة جميع الحراس المنتدبين ليؤلفوا سلك الإستقرار للكون المحلي ويسأل ملكيصادق الأب أن يشارك في الإشراف عليها معه. والآن, للمرة الأولى, يتم تعيين سلك من الأرواح الثالوثية الملهمة إلى خدمة إتحاد الأيام.
55:10.4 (634.4) إن إستقرار كون محلي كامل في النور والحياة يفتتح إعادة تعديلات عميقة في مخطط الإدارة بأكمله, من العوالم المأهولة الفردية إلى مركز إدارة الكون. علاقات جديدة تمتد نزولاً إلى الأبراج والأنظمة. تختبر روح أُم الكون المحلي علاقات اتصال جديدة مع الروح الرئيسي للكون العظيم, ويؤسس جبرائيل إتصالاً مباشراً مع قدماء الأيام ليكون فعَّالاً عندما ومتى يكون الإبن السيد غائباً عن عالم مركز الإدارة.
55:10.5 (634.5) في أثناء هذا العصر والعصور اللاحقة يستمر الأبناء القضاة في العمل كمحكمي إفتقاد إلهي, بينما مائة من أبناء الأﭭونال هؤلاء من الفردوس يؤلفون مجلس الشورى العالي الجديد لنجم الصباح واللامع على عاصمة الكون. في وقت لاحق, وبناء على طلب من سلاطين الأنظمة, سيصبح أحد هؤلاء الأبناء القضاة المستشار السامي المُمركز على عالم مركز الإدارة لكل نظام محلي إلى أن يتم بلوغ المرحلة السابعة من الوحدة.
55:10.6 (634.6) خلال هذه الحقبة يكون الأبناء المعلمون الثالوثيون ناصحين متطوعين, ليس فقط إلى السلاطين الكوكبيين, لكن في مجموعات من ثلاثة يخدمون بالمثل آباء البُرج. وأخيراً يجد هؤلاء الأبناء مكانهم في الكون المحلي. لأنه في هذا الوقت يُنقلون من الحكم القضائي للخلق المحلي ويتم تعيينهم لخدمة مجلس الشورى الأعلى ذا السُلطة غير المحدودة.
55:10.7 (634.7) يقر سِلك النهائيين الآن, للمرة الأولى, بالحكم القضائي لسُلطة فردوسية إضافية, المجلس الأعلى. حتى هذا الوقت لم يتعرف النهائيين على إشراف لهذه الجهة من الفردوس.
55:10.8 (634.8) يمضي الأبناء الخالقون لمثل هذه الأكوان المستقرة الكثير من وقتهم على الفردوس وعوالمه المرتبطة وفي إسداء المشورة للمجموعات النهائية العديدة التي تخدم في كل أنحاء الخلق المحلي. بهذه الطريقة سيجد إنسان ميخائيل أخوة ارتباط أكمل مع البشر النهائيين الممجَدين.
55:10.9 (634.9) التكهن بشأن أداء الأبناء الخالقين هؤلاء في اتصال مع الأكوان الخارجية الآن قيد التجمع التمهيدي هو غير مجدي على الإطلاق. لكننا جميعاً ننخرط في مثل هذه التخمينات من وقت لآخر. عند إحراز هذه المرحلة الرابعة من التطور, يصبح الإبن الخالق حراً إدارياً؛ تمزج المُسعفة الإلهية إسعافها تدريجياً مع ذلك للروح الرئيسي للكون العظيم والروح اللانهائي. يبدو أنه تتطور هناك علاقة جديدة وسامية بين الإبن الخالق, الروح الخلاَّقة, نجوم المساء, الأبناء المعلمين, وسِلك النهائيين الدائم التزايد.
55:10.10 (635.1) إذا كان ميخائيل أبداً سيترك نِبادون, سيصبح جبرائيل بدون شك رئيساً إدارياً مع ملكيصادق الأب كمساعد له. في الوقت نفسه سيتم منح أوضاع جديدة لجميع مراتب المواطنية الدائمة, مثل أبناء ماديين, يوﻨﻴﭭيتاشيا, ميدسونايتيين, سوساشيا, وبشر منصهرين-بروح. لكن ما دام التطور يستمر, فإن السيرافيم والملائكة الرئيسيين سيكونون مطلوبين في إدارة الكون.
55:10.11 (635.2) نحن, على كل, راضون بما يخص سمتين من تكهناتنا: إذا كان الأبناء الخالقون مقدَّرين للأكوان الخارجية, فإن المُسعفين الإلهيين سيرافقونهم بدون شك. نحن بالتساوي متأكدون بأن الملكيصادقين هم ليبقوا مع أكوان أصلهم. نحن نرى أن الملكيصاقدين مقدَّرين لأن يلعبوا أدوار مسؤولية دائمة الإزدياد في حكومة وإدارة كون محلي.
55:11.1 (635.3) القطاعان الأصغر والأكبر في الكون العظيم لا يُؤخذان بعين الإعتبار مباشرة في خطة الإستقرار في النور والحياة. مثل هذا التقدم التطوري يختص في المقام الأول إلى الكون المحلي كوحدة وهو معني فقط بمكونات كون محلي. يستقر كون عظيم في النور والحياة عندما تكون كل الأكوان المحلية المكونة له مُكمَلة بالتالي. لكن ولا واحد من الأكوان العظمى السبعة قد حقق مستوى من التقدم حتى مقارباً لهذا.
55:11.2 (635.4) عصر القطاع الأصغر. بقدر ما يمكن للملاحظات الولوج, فإن مرحلة القطاع الخامسة أو الأصغر من الإستقرار متعلقة حصراً بالوضع الفيزيائي وبالإستقرار المنسق للمائة كون المحليين المرتبطين في الدارات المؤسسة للكون العظيم. على ما يبدو لا أحد سوى مراكز القدرة وزملائهم معنيين في إعادات الرصف هذه للخلق المادي.
55:11.3 (635.5) عصر القطاع الأكبر. فيما يتعلق بالمرحلة السادسة, أو استقرار القطاع الأكبر, لا يسعنا إلا التخمين بما أن ولا أحد منا قد شهد هكذا حدث. مع ذلك, يمكننا افتراض الكثير بما يخص إعادة االتعديلات الإدارية وغيرها التي من المحتمل أن ترافق مثل هذا الوضع المتقدم لعوالم مأهولة وتجمعاتها الكونية.
55:11.4 (635.6) بما أن وضع القطاع الأصغر يرتبط بالتوازن الفيزيائي المُنسق, نستنتج بأن توحيد قطاع أكبر سوف يُعنى بمستويات فكرية جديدة معينة من التحصيل, ربما بعض الإنجازات المتقدمة في الإدراك السامي للحكمة الفلكية.
55:11.5 (635.7) نتوصل إلى استنتاجات بشأن إعادة التعديلات التي من المحتمل أن تلازم تحقيق مستويات غير مُنالة حتى الآن من التقدم التطوري من خلال مراقبة نتائج مثل هذه الإنجازات على العوالم الفردية وفي تجارب أفراد بشريين الذين يعيشون على هذه الأجواء الأقدم والمتطورة للغاية.
55:11.6 (635.8) ليكن واضحاً بأن الآليات الإدارية والتقنيات الحكومية لكون أو كون عظيم لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تحد أو تعرقل النشوء التطوري أو التقدم الروحي لكوكب مأهول فردي أو أي بشري فرد على مثل هذا الجو.
55:11.7 (635.9) في بعض من الأكوان الأقدم نجد عوالم مستقرة في المراحل الخامسة والسادسة من النور والحياة--حتى ممتدة بعيداً نحو الحقبة السابعة--التي أنظمتها المحلية لم تستقر حتى الآن في النور. الكواكب الأحدث قد تؤخر توحيد النظام, لكن هذا ولا في الأقل يعيق تقدم عالم أقدم ومتقدم. كما لا يمكن للقيود البيئية, حتى على عالم منعزل, أن تُحبط الإحراز الشخصي للبشري الفرد؛ يسوع الناصري كإنسان بين الناس, قد حقق شخصياً وضع النور والحياة منذ أكثر من ألف وتسعمائة سنة على يورانشيا.
55:11.8 (636.1) إنه من خلال ملاحظة ما يحدث على عوالم مستقرة منذ امد طويل أننا نصل إلى استنتاجات يمكن الإعتماد عليها إلى حد ما فيما يتعلق بما سيحدث عندما يستقر كون عظيم بأكمله في النور, حتى لو لم يكن بإمكاننا أن نفترض بأمان حدث الإستقرار للأكوان العظمى السبعة.
55:12.1 (636.2) لا يمكننا التنبؤ بشكل إيجابي بما سيحدث عندما يصبح كون عظيم مستقراً في النور لأن مثل هذا الحدث لم يتحقق أبداً. من تعاليم الملكيصادقين, التي لم تُناقض أبداً, نستنتج أنه سيتم إجراء تغييرات جارفة في كامل تنظيم وإدارة كل وحدة من خلائق الزمان والفضاء الممتدة من العوالم المأهولة إلى مركز إدارة الكون العظيم.
55:12.2 (636.3) من المعتقد بشكل عام أن أعداداً كبيرة من الأبناء المثولثين-بمخلوق الذين هم سوى ذلك غير مُلحقين سوف يتم تجميعهم على مراكز الإدارة والعواصم التقسيمية للأكوان العظمى المستقرة. قد يكون هذا تحسباً للوصول في زمن ما للفضائيين-الخارجيين على طريقهم إلى هاﭭونا والفردوس؛ لكننا حقاً لا نعلم.
55:12.3 (636.4) إذا ومتى ما كان كون عظيم سيستقر في النور والحياة, فإننا نؤمن بأن المشرفين الباتين الناصحين الآن للأسمى سوف يصبحون الهيئة الإدارية العليا على عالم مركز إدارة الكون العظيم. هؤلاء هم الشخصيات القادرة على الإتصال مباشرة مع الإداريين الأبسونايتيين, الذين سيصبحون على الفور نشيطين في الكون العظيم المستقر. مع أن هؤلاء المشرفين الباتين قد عملوا طويلاً كناصحين ومستشارين في وحدات تطورية متقدمة من الخلق, فإنهم لا يتقلدون مسؤوليات إدارية إلى أن تصبح سُلطة الكائن الأسمى سائدة.
55:12.4 (636.5) المشرفون الباتون للأسمى, الذين يعملون على نطاق أوسع أثناء هذه الحقبة, ليسوا متناهين, أبسونايتيين, ختاميين, ولا لا-نهائيين؛ هم سمو, وفقط يمثلون الله الأسمى. هم التشخيص لسمو الزمان-الفضاء وبالتالي لا يعملون في هاﭭونا. إنهم يعملون فقط كموحدين سماة. قد يكونون مشاركين في تقنية إنعكاسية الكون, لكننا لسنا متأكدين.
55:12.5 (636.6) ولا واحد منا يخالج مفهوماً مُرضياً لما سيحدث عندما يصبح الكون الإجمالي (الأكوان العظمى السبعة كما معتمدة على هاﭭونا) مستقرة كلياً في النور والحياة. لا شك أن ذلك الحدث سيكون أكثر الأحداث عمقاً في سجلات الأبدية منذ ظهور الكون المركزي. هناك أولئك الذين يتمسكون بأن الكائن الأسمى ذاته سوف يبرز من غموض هاﭭونا الحاجب لشخصه الروحي وسيصبح مقيماً على مركز إدارة الكون العظيم السابع كالسُلطان القدير والإختباري للخلائق المكمَلة للزمان والفضاء. لكننا حقاً لا نعلم.
55:12.6 (636.7) [ قُدمت برسول قدير مُعيَّن مؤقتاً إلى مجلس الملاك الرئيسي على يورانشيا.]
كِتاب يورانشيا
ورقة 56
56:0.1 (637.1) الله وحدة, الإله منسَق كونياً. إن كون الأكوان هو آلية متكاملة شاسعة واحدة التي هي مُتحكم بها بشكل مُطلق بعقل واحد لانهائي. المجالات الفيزيائية, والفكرية, والروحية للخلق الكوني مرتبطة إرتباطاً إلهياً. المثالي وغير المثالي مترابطان حقاً, ولذلك قد يرتقي المخلوق التطوري المتناهي إلى الفردوس في امتثال إلى أمر الأب الكوني: "كونوا مثاليين, حتى كما أنا مثالي".
56:0.2 (637.2) المستويات المتنوعة للخلق كلها موحدة في خطط وإدارة معماريي الكون الرئيسي. إلى عقول بشر الزمان-الفضاء المقيدة, قد يقدم الكون العديد من المشاكل والحالات التي تصور ما يبدو عدم انسجام وتشير إلى غياب التناسق الفعَّال؛ لكن أولئك منا الذين هم قادرون على مراقبة امتدادات أوسع للظواهر الكونية, والذين هم أكثر خبرة في هذا الفن من الكشف عن الوحدة الأساسية التي تكمن وراء التنوع الخلاَّق ولإكتشاف الوحدة الإلهية التي تغمر كل هذا الأداء للتعددية, يُدركون بشكل أفضل الهدف الإلهي والوحيد المعروض في كل هذه التجليات المتنوعة للطاقة الخلاَّقة الكونية.
56:1.1 (637.3) الخلق الفيزيائي أو المادي ليس لانهائي, لكنه مُنـَّسق بشكل مثالي. هناك قوة, وطاقة, وقدرة, لكن كلها واحدة في الأصل. الأكوان العظمى السبعة هي في الظاهر ثنائية؛ الكون المركزي, ثلاثي؛ لكن الفردوس هو بنية واحدة. والفردوس هو المصدر الفعلي لكل الأكوان المادية--الماضية, والحاضرة, والمستقبلية. لكن هذا الإشتقاق الفلكي هو حدث أبدي؛ ولا في أي وقت--ماضي, أو حاضر, أو مستقبلي--سواء الفضاء, أو الفلك المادي يأتون من جزيرة النور النواة. كالمصدر الفلكي, يعمل الفردوس سابقاً للفضاء وقبل الزمان؛ بالتالي ستبدو مشتقاته لتكون ميتمة في الزمان والفضاء لو أنها لم تبرز من خلال المُطلق البات, مستودعها الجوهري في الفضاء وكاشفها ومُنظمها في الزمان.
56:1.2 (637.4) المُطلق البات يدعم الكون الفيزيائي, بينما مُطلق الإله يُحرك التحكم الفوقي المُتقن لكل الواقع المادي؛ وكِلا المُطلقان موحدان وظيفياً بالمُطلق الكوني. هذا الإرتباط الملتحم للكون المادي هو أفضل ما يُفهم من قِبل جميع الشخصيات--المادية, المورونشية, الأبسونايتية, أو الروحية--من خلال ملاحظة استجابة الجاذبية لكل واقع مادي لا غبن فيه إلى الجاذبية المتمركزة على الفردوس الأسفل.
56:1.3 (638.1) توحيد الجاذبية كوني ولا مُتغير؛ تجاوب الطاقة النقية هو بالمثل كوني ولا مفر منه. الطاقة النقية (القوة الأولية) والروح النقي هما سابقا التجاوب تماماً للجاذبية. هذه القوات الأولية, الملازمة في المُطلقات, مُتحكم بها شخصياً من قِبل الأب الكوني؛ من ثم كل الجاذبية تتمركز في الحضور الشخصي لأب الفردوس من الطاقة النقية والروح النقية في مسكنه الفائق عن المادي.
56:1.4 (638.2) الطاقة النقية هي السلف لجميع الحقائق, النسبية والعاملة غير الروحية, في حين أن الروح النقية هي احتمال التحكم الفوقي الإلهي والتوجيهي لكل أنظمة الطاقة الأساسية. وهذه الحقائق, المتنوعة للغاية كما تجلت في كل أنحاء الفضاء وكما لوحظت في حركات الوقت, كِلاها تتمركز في شخص أب الفردوس. فيه هما واحد--يجب أن يكونا موحَّدين--لأن الله واحد. شخصية الأب موحدة بإطلاق.
56:1.5 (638.3) في الطبيعة اللانهائية لله الأب لا يمكن أن يوجـِد إزدواجية للواقع, مثل الفيزيائي والروحي؛ لكن في اللحظة التي فيها نتطلع بصرف النظر عن المستويات اللانهائية والواقع المُطلق للقيم الشخصية للأب الفردوسي, فإننا نلاحظ وجود هذين الواقعين ونتعرف بأنهما متجاوبان كلياً إلى حضوره الشخصي؛ فيه تتألف كل الأشياء.
56:1.6 (638.4) في اللحظة التي تبتعد فيها عن المفهوم البات للشخصية اللانهائية لأب الفردوس, يجب أن تفترض العقل كالتقنية التي لا مفر منها لتوحيد التشعب الدائم التوسع لتجليات الكون الثنائية هذه لشخصية الخالق الموحدة الأصلية, المصدر والمركز الأول--الأنا.
56:2.1 (638.5) يُحقق أب-الفكر تعبير الروح في الإبن-الكلمة ويحقق توسع الواقع من خلال الفردوس في الأكوان المادية النائية. ترتبط التعبيرات الروحية للإبن الأبدي مع مستويات الخلق المادية من خلال وظائف الروح اللانهائي, الذي من خلال إسعاف العقل المتجاوب-للروح, والذي في أفعال العقل الموجِهة فيزيائياً, ترتبط الحقائق الروحية للإله والتداعيات المادية للإله ببعضها البعض.
56:2.2 (638.6) العقل هو الموهبة العاملة للروح اللانهائي, وبالتالي لانهائي في الإمكانية وكوني في الإغداق. الفكر الأولي للأب الكوني يتأبد في تعبير ثنائي: جزيرة الفردوس ومساويه الإله, الإبن الروحي والأبدي. مثل هذه الإزدواجية للواقع الأبدي تجعل الله العقل, الروح اللانهائي, محتوماً. العقل هو القناة التي لا غنى عنها للتواصل بين والحقائق الروحية والمادية. مخلوق التطور المادي يمكنه تصور وفهم الروح الساكن فقط من خلال إسعاف العقل.
56:2.3 (638.7) هذا العقل اللانهائي والكوني يُسعَف في أكوان الزمان والفضاء بمثابة العقل الفلكي؛ ورغم أنه يمتد من الإسعاف البدائي للأرواح المعاونة صعوداً إلى العقل العظيم للرئيس التنفيذي لكون ما, حتى هذا العقل الفلكي موحَد بشكل كافٍ في إشراف الأرواح الرئيسية السبعة, الذين هم بدورهم منسَقين مع العقل السامي للزمان والفضاء ومرتبطين بكمال مع العقل الحاضن الكل للروح اللانهائي.
56:3.1 (639.1) كما أن جاذبية العقل الكوني مُركَّزة في الحضور الشخصي الفردوسي للروح اللانهائي, كذلك جاذبية الروح الكوني مُركَّزة في الحضور الشخصي الفردوسي للإبن الأبدي. الأب الكوني هو واحد, لكن إلى الزمان-الفضاء فهو يُكشف في ظواهر ثنائية من الطاقة النقية والروح النقية.
56:3.2 (639.2) حقائق روح الفردوس هي بالمثل واحدة, لكن في كل حالات وعلاقات الزمان-الفضاء يُكشَف هذا الروح الوحيد في الظواهر الثنائية لشخصيات الروح وانبعاثات الإبن الأبدي وشخصيات الروح وتأثيرات الروح اللانهائي والخلائق المرتبطة؛ ولا يزال هناك ثالث—تجزؤ الروح النقية--إغداق الأب لضباط الفكر وكيانات الروح الأخرى التي هي سابقة للشخصي.
56:3.3 (639.3) بغض النظر على أي مستوى من نشاطات الكون قد تواجِه الظواهر الروحية أو تتصل بالكائنات الروحية, يمكنك أن تعرف بأنهم كلهم مشتقين من الله الذي هو روح من خلال إسعاف إبن الروح وروح العقل اللانهائي. وهذا الروح النائي يعمل كظاهرة على العوالم التطورية للزمان كما هو مُوجه من مراكز إدارة الأكوان المحلية. من هذه العواصم للأبناء الخالقين يأتي الروح القدس وروح الحق, سوية مع إسعاف أرواح العقل المعاونة, إلى المستويات الأدنى والمتطورة للعقول المادية.
56:3.4 (639.4) في حين أن العقل موحد أكثر على مستوى الأرواح الرئيسية في صِلة مع الكائن الأسمى وكالعقل الفلكي في الخضوع للعقل المُطلق, فإن إسعاف الروح للعوالم المتطورة موحد بشكل أكثر مباشرة في الشخصيات المقيمة على مراكز إدارة الأكوان المحلية وفي أشخاص المُسعفين الإلهيين المترئسين, الذين هم بدورهم مرتبطين بكمال تقريباً مع دارة جاذبية الفردوس للإبن الأبدي, حيث يحدث توحيد نهائي لكل تجليات الروح للزمان-الفضاء.
56:3.5 (639.5) وجود المخلوق المُكمَل يمكن إحرازه, عضده, وتأبيده عن طريق انصهار العقل الواعي-للذات مع جزء من هِبة الروح السابق-للثالوث لواحد ما من أشخاص ثالوث الفردوس. العقل البشري هو خلق أبناء وبنات الإبن الأبدي والروح اللانهائي, وعندما ينصهر مع ضابط الفكر من الأب, فإنه يتناول من هِبة الروح المثلث الثنايا للعوالم التطورية. لكن تعبيرات الروح الثلاثة هذه تصبح موحدة بكمال في النهائيين, حتى كما كانت موحدة هكذا في الأبدية في الأنا الكوني قبل أن يصبح أبداً الأب الكوني للإبن الأبدي والروح اللانهائي.
56:3.6 (639.6) الروح دائماً وفي نهاية المطاف يجب أن يصبح ثلاثي الثنايا في التعبير وموحد-بالثالوث في الإنجاز النهائي. يتأصل الروح من مصدر واحد من خلال تعبير ثلاثي الثنايا؛ وفي النهائية يجب أن, وهو يحرز تحقيقه الكامل في ذلك التوحيد الإلهي الذي يُختبَر في إيجاد الله-- وحدانية مع الألوهية--في الأبدية, وعن طريق إسعاف العقل الفلكي للتعبير اللانهائي للكلمة الأبدية للفكر الكوني للأب.
56:4.1 (639.7) الأب الكوني هو شخصية موحدة إلهياً؛ من ثم فإن كل أولاده الصاعدين الذين يتم نقلهم إلى الفردوس بقوة دفع ارتداد ضباط الفكر, الذين انطلقوا من الفردوس ليسكنوا البشر الماديين في امتثال لتفويض الأب, بالمثل يكونون شخصيات موحدة بالكامل قبل أن يصلوا هاﭭونا.
56:4.2 (640.1) الشخصية بطبيعتها تمتد لكي توحد كل الحقائق المكونة. الشخصية اللانهائية للمصدر والمركز الأول, الأب الكوني, توحد كل المُطلقات المكونة السبعة للانهائية؛ وشخصية الإنسان البشري, كائنة إغداق حصري ومباشر من الأب الكوني, تمتلك بالمثل إمكانية توحيد العوامل المكونة للمخلوق البشري. مثل هذا الإبداع الموحد لكل شخصية المخلوق هو علامة مميزة لمصدره العالي والحصري ودليل إضافي على اتصاله غير المنقطع مع هذا المصدر نفسه من خلال دارة الشخصية, التي من خلالها تحافظ شخصية المخلوق على اتصال مباشر وداعم مع أب كل شخصية على الفردوس.
56:4.3 (640.2) على الرغم من أن الله يتجلى من مجالات السباعي صعوداً خلال السمو والمنتهى إلى الله المُطلق, فإن دارة الشخصية المُركزة على الفردوس وفي شخص الله الأب, تزود من أجل التوحيد التام والمثالي لكل تلك التعبيرات المتنوعة للشخصية الإلهية بقدر ما يتعلق بكل الشخصيات المخلوقة على جميع مستويات الوجود الذكي وفي كل عوالم الأكوان المثالية, والمكمَلة, والتي تكتمل.
56:4.4 (640.3) في حين أن الله هو إلى الأكوان وفي الأكوان كل ما قد صورناه, مع ذلك, إليكم وإلى جميع المخلوقات الأخرى العارفة لله هو واحد, أباكم وأباهم. إلى الشخصية الله لا يمكن أن يكون جمع. الله أب لكل واحد من مخلوقاته, وإنه مستحيل حرفياً لأي ولد أن يكون لديه أكثر من أب واحد.
56:4.5 (640.4) فلسفياً, وفلكياً, وبالإشارة إلى المستويات المتفاضلة ومواقع التجلي, قد تتصور وبحكم الظروف يجب أن تتصور عمل آلهة متعددة وتفترض وجود ثوالث متعددة؛ لكن في تجربة العبادة من الإتصال الشخصي لكل شخصية عابدة في كل أنحاء الكون الرئيسي, فإن الله واحد؛ وذلك الإلَه الموحد والشخصي هو أبانا الفردوسي, الله الأب, المُغدِق, والحافظ, وأب كل الشخصيات من الإنسان البشري على العوالم المأهولة إلى الإبن الأبدي على جزيرة النور المركزية.
56:5.1 (640.5) الوحدانية, عدم القابلية للتجزؤ, لإله الفردوس هي وجودية ومُطلقة. هناك ثلاث تشخيصات أبدية للإله--الأب الكوني, والإبن الأبدي, والروح اللانهائي--لكن في ثالوث الفردوس هم في الواقع إله واحد, غير مُقسم وغير قابل للتجزئة.
56:5.2 (640.6) من مستوى هاﭭونا-الفردوس الأصلي للواقع الوجودي, مستويان دون المُطلق قد تفاضلا, وعلى هذا عكف الأب, والإبن, والروح على خلق العديد من الشركاء والمرؤوسين الشخصيين. وفي حين أنه من غير الملائم في هذا الصدد تعهد اعتبار توحيد الإله الأبسونايتي على مستويات متعالية من الختامية, فمن الممكن النظر إلى بعض ملامح الأداء الموحد لتشخصات الإله المختلفة التي فيها تتجلى الألوهية وظيفياً إلى القطاعات المتنوعة من الخلق وإلى المراتب المختلفة من الكائنات الذكية.
56:5.3 (640.7) العمل الحالي للألوهية في الأكوان العظمى متجلي بنشاط في عمليات الخالقين السُماة--الأبناء الخالقون والأرواح للكون المحلي, وقدماء أيام الكون العظيم, والأرواح الرئيسية السبعة للفردوس. هؤلاء الكائنات يؤلفون المستويات الثلاثة الأولى لله السباعي المؤدية نحو الداخل إلى الأب الكوني, وهذا المجال بأكمله لله السباعي ينسق على المستوى الأول لإله اختباري في الكائن الأسمى المتطور.
56:5.4 (641.1) على الفردوس وفي الكون المركزي, وحدة الإله هي واقع وجود. في جميع أنحاء الأكوان المتطورة في الزمان والفضاء, وحدة الإله هي إنجاز.
56:6.1 (641.2) عندما يعمل الأشخاص الأبديون الثلاثة للإله كإله غير منقسم في ثالوث الفردوس, هم ينجزون وحدة مثالية؛ بالمثل, عندما يخلِقون, إما بشكل مشترك أو منفصل, تعرض ذريتهم الفردوسية الوحدة المميزة للألوهية. وألوهية الهدف هذه التي تجلت من قِبل الخالقين والحكام السُماة لمجالات الزمان-الفضاء تتأتى في احتمال القدرة الموحدة لسيادة السمو الإختباري التي, في حضور وحدة الطاقة غير الشخصية للكون, تُشكل توتر واقع الذي يمكن حله فقط من خلال التوحيد الكافي مع الحقائق الشخصية الإختبارية للإله الإختباري.
56:6.2 (641.3) حقائق الشخصية للكائن الأسمى تأتي من آلهة الفردوس وعلى العالم الرائد لدارة هاﭭونا الخارجية تتوحد مع امتيازات القدرة للأسمى القدير الآتية من الألوهيات الخالقة للكون الإجمالي. الله الأسمى كشخص قد تواجد في هاﭭونا قبل إنشاء الأكوان العظمى السبعة, لكنه عَمِل فقط على مستويات روحية. إن تطور قدرة سمو القدير من خلال توليفات ألوهية متنوعة في الأكوان المتطورة تأتت في حضور قدرة جديدة للإله التي نسقت مع الشخص الروحي للأسمى في هاﭭونا بواسطة العقل السامي, التي تُرجمت في وقت واحد من الإحتمال المقيم في العقل اللانهائي للروح اللانهائي إلى العقل الوظيفي النشط للكائن الأسمى.
56:6.3 (641.4) المخلوقات ذات التفكير-المادي للعوالم التطورية في الأكوان العظمى السبعة يمكنهم استيعاب وحدة الإله فقط بينما تتطور في توليفة قدرة-الشخصية هذه للكائن الأسمى. على أي مستوى من الوجود لا يمكن لله تجاوز الإستطاعة المفاهيمية للكائنات التي تعيش على مثل هذا المستوى. يجب على الإنسان البشري, من خلال التعرف على الحق, وتقدير الجمال, وعبادة الخير, أن يُطور التعرف على إله محبة وبعدئذٍ يتقدم من خلال مستويات إله تصاعدية إلى استيعاب الأسمى. الإله, كائن بهذا قد تم فهمه على أنه موحد في القدرة, يمكن بعد ذلك أن يُشخص في الروح لفهم وإحراز المخلوق.
56:6.4 (641.5) بينما يُحقق البشر الصاعدين استيعاب قدرة للقدير على عواصم الأكوان العظمى واستيعاب الشخصية للأسمى على دارات هاﭭونا الخارجية, هم لا يجدون في الواقع الكائن الأسمى حيث أنهم مقدرون للعثور على آلهة الفردوس. حتى النهائيين, أرواح المرحلة السادسة, لم يجدوا الكائن الأسمى, ولا هم على الأرجح سيجدونه إلى أن يكونوا قد أنجزوا وضع روح-منزلة-سابعة, وإلى أن يكون الأسمى قد أصبح عاملاً فعلياً في نشاطات الأكوان الخارجية المستقبلية.
56:6.5 (641.6) لكن عندما يجد الصاعدون الأب الكوني كالمستوى السابع لله السباعي, يكونون قد أحرزوا شخصية الشخص الأول لكل مستويات الإله من العلاقات الشخصية مع مخلوقات الكون.
56:7.1 (642.1) التقدم المطرد للتطور في أكوان الزمان-الفضاء يُرافق بكشوف دائمة التوسع عن الإله إلى كل المخلوقات الذكية. بلوغ ذروة التقدم التطوري على عالم, في نظام, بُرج, كون, كون عظيم, أو في الكون الإجمالي يشير إلى التوسعات المقابلة لأداء الإله إلى وفي هذه الوحدات التقدمية للخلق. وكل هكذا تعزيز محلي من إدراك الألوهية يرافقه بعض التداعيات المحددة-جيداً من تجلي الإله الموسَّع لجميع القطاعات الأخرى من الخلق. ممتدة من خارج الفردوس, كل مجال جديد من التطور المُدرَك والمُنال يُشكل كشفاً جديداً وموسعاً للإله الإختباري إلى كون الأكوان.
56:7.2 (642.2) بينما تستقر مُكونات كون محلي تدريجياً في النور والحياة, يُجعل الله السباعي متجلياً بشكل متزايد. يبدأ تطور الزمان-الفضاء على كوكب مع أول تعبير لله السباعي--رابطة الإبن الخالق-الروح الخلاَّقة--في السيطرة. مع استقرار النظام في النور, يحرز ارتباط الإبن-الروح هذا ملء الأداء؛ وعندما يستقر بُرج بأكمله هكذا, يصبح الطور الثاني من الله السباعي أكثر نشاطاً في كل أنحاء هذا الحيز. التطور الإداري المتمَم لكون محلي يُلازَم بإسعافات جديدة وأكثر مباشرة للأرواح الرئيسية للكون العظيم؛ وعند هذه النقطة هناك يبدأ كذلك ذلك الوحي والإدراك الدائم-الإتساع لله الأسمى الذي يبلغ ذروته في استيعاب المُرتقي للكائن الأسمى بينما يمر خلال عوالم دارة هاﭭونا السادسة.
56:7.3 (642.3) الأب الكوني, والإبن الأبدي, والروح اللانهائي هم تجليات الإله الوجودية إلى المخلوقات الذكية وليسوا, بالتالي, موسعين بالمثل في علاقات الشخصية مع مخلوقات العقل والروح لكل الخلق.
56:7.4 (642.4) تجدر الإشارة بأن البشر الصاعدين قد يختبرون الحضور اللا-شخصي لمستويات الإله المتعاقبة طويلاً قبل أن يصبحوا روحانيين بما فيه الكفاية ومثقفين بشكل ملائم لكي يُحرزوا التعرف الشخصي الإختباري على هؤلاء الآلهة ككائنات شخصية, والإتصال معها.
56:7.5 (642.5) كل إحراز تطوري جديد ضمن قطاع من الخلق, وأيضاً كل غزو جديد للفضاء من خلال تجليات إلهية, يكون ملازَماً بتوسعات معاصرة للكشف-الوظيفي للإله ضمن الوحدات الموجودة آنذاك والمنظَمة مسبقاً لكل الخلق. هذا الغزو الجديد للعمل الإداري للأكوان والوحدات المكونة لها قد لا يبدو دائماً ليكون منفذاً تنفيذاً دقيقاً وفقاً للتقنية الموضحة طيه لأنها ممارسة إرسال مجموعات متقدمة من الإداريين لتمهيد الطريق للعهود اللاحقة والمتتالية من الرقابة الإدارية الجديدة. حتى الله المُنتهى يُنذر بسيطرته المفرطة الغيبية للأكوان أثناء المراحل الأخيرة لكون محلي مستقر في النور والحياة.
56:7.6 (642.6) إنها حقيقة أنه, مع الإستقرار التقدمي لخلائق الزمان والفضاء في الوضع التطوري, يُلاحظ هناك عمل جديد وأكمل لله الأسمى مرافَق بإنسحاب مقابل للتجليات الثلاثة الأولى لله السباعي. إذا وعندما يصبح الكون الإجمالي مستقراً في النور والحياة, ماذا سيكون عندئذٍ الأداء المستقبلي لتجليات الخالق-الخلاَّقة لله السباعي إذا تقلد الله الأسمى السيطرة المباشرة على خلائق الزمان والفضاء هذه؟ هل هؤلاء المنظمون والرواد لأكوان الزمان-الفضاء سوف يتحررون من أجل نشاطات مماثلة في الفضاء الخارجي؟ لا نعرف, لكننا نفترض الكثير بشأن هذه الأمور والمسائل ذات الصلة.
56:7.7 (643.1) مع توسيع تخوم الله الإختباري خروجاً نحو مجالات المُطلق البات, نحن نتصور نشاط الله السباعي أثناء الحقب التطورية الأبكر لخلائق المستقبل هذه. لسنا جميعاً في إتفاق بما يخص الوضع المستقبلي لقدماء الأيام والأرواح الرئيسية للأكوان العظمى. ولا نعرف ما إذا أو لا, كان الكائن الأسمى سيعمل فيها كما في الأكوان العظمى السبعة. لكن جميعنا نُخمن بأن الميخائيليين, الأبناء الخالقين, مقدَّرين للعمل في هذه الأكوان الخارجية. يرى البعض بأن العصور المستقبلية ستشهد شكلاً أوثق من الوحدة بين الأبناء الخالقين والمُسعفين الإلهيين المُشاركين؛ إنه من الممكن حتى بأن مثل هذا الإتحاد للخالق قد يتأتى في تعبير جديد ما من هوية خالق-مُشارك ذا طبيعة ختامية. لكننا حقاً لا نعرف شيئاً عن هذه الإحتمالات للمستقبل غير المكشوف.
56:7.8 (643.2) نحن نعرف, على كل, بأن في أكوان الزمان والفضاء, يزود الله السباعي نهجاً تقدمياً إلى الأب الكوني, وبأن هذا النهج التطوري موحد اختبارياً في الله الأسمى. قد نخمن بأن مثل هذه الخطة يجب أن تسود في الأكوان الخارجية؛ من ناحية أخرى قد تكون المراتب الجديدة من الكائنات التي قد تسكن في وقت ما هذه الأكوان قادرة على الإقتراب من الإله على مستويات ختامية وبتقنيات أبسونايتية. باختصار, ليس لدينا أدنى مفهوم عن أية تقنية من النهج الإلهي قد تصبح عاملةً في الأكوان المستقبلية للفضاء الخارجي.
56:7.9 (643.3) مع ذلك, نحن نرتئي بأن الأكوان العظمى المُكمَلة سوف تصبح بطريقة ما جزءاً من مِهن ارتقاء الفردوس لأولئك الكائنات الذين قد يسكنون هذه الخلائق الخارجية. إنه من المُمكن تماماً بأنه في ذلك العصر المستقبلي قد نشهد فضائيين خارجيين يقتربون إلى هاﭭونا من خلال الأكوان العظمى السبعة, المدارة من قِبل الله الأسمى مع أو بدون تعاون الأرواح الرئيسية السبعة.
56:8.1 (643.4) الكائن الأسمى لديه وظيفة ثلاثية الثنايا في تجربة الإنسان البشري: أولاً, هو الموحدِ لألوهية الزمان-الفضاء, الله السباعي؛ ثانياً, هو أقصى الإله الذي يمكن أن تستوعبه المخلوقات المتناهية فعلياً؛ ثالثاً, هو النهج الوحيد للإنسان البشري في التجربة المتعالية المتمثلة في التآلف مع العقل الأبسونايتي, والروح الأبدي, وشخصية الفردوس.
56:8.2 (643.5) النهائيون الصاعدون, كونهم قد وُلدوا في الأكوان المحلية, وتربوا في الأكوان العظمى, ودُربوا في الكون المركزي, يضمون في تجاربهم الشخصية الإحتمال الكامل لإستيعاب ألوهية الزمان-الفضاء لله السباعي الموحَّدة في الأسمى. يخدم النهائيون على التوالي في أكوان عظمى عدا عن تلك لأهليتهم, بالتالي يراكبون خبرة على خبرة إلى أن يكون ملء التنوع السباعي لخبرة مخلوق ممكنة قد اُكتنف. من خلال إسعاف الضباط الساكنين يتم تمكين النهائيين من إيجاد الأب الكوني, لكنه من خلال هذه التقنيات من الخبرة أن هكذا نهائيين يأتون حقاً لمعرفة الكائن الأسمى, وهم مقدَّرين إلى خدمة وكشف هذا الإله الأسمى في وإلى الأكوان المستقبلية للفضاء الخارجي.
56:8.3 (644.1) ضع في الإعتبار, كل ما يفعله الله الأب وأبناؤه الفردوسيين لأجلنا, نحن بدورنا وفي الروح لدينا الفرصة لأن نفعله لأجل وفي الكائن الأسمى المنبثق. تجربة المحبة, الفرح, والخدمة في الكون متبادلة. إن الله الأب لا يحتاج أن يُعيد إليه أبناؤه كل ما يغدقه عليهم, لكنهم يفعلون أو بدورهم (قد) يغدقون كل هذا على زملائهم وعلى الكائن الأسمى المتطور.
56:8.4 (644.2) جميع ظواهر الخلق هي عاكسة لنشاطات روح-خالق سابقة. قال يسوع, وإنه حرفياً صحيح, "يفعل الإبن فقط تلك الأشياء التي يرى الأب يفعلها". في الوقت أنتم البشر قد تبدأون كشف الأسمى إلى زملائكم, وعلى نحو متزايد قد تزيدون على هذا الوحي بينما ترتقون تجاه الفردوس. في الأبدية قد يُسمح لكم بجعل كشوف متزايدة عن إله المخلوقات التطورية هذا على المستويات السامية--حتى المنتهى--كنهائيي مرحلة-سابعة.
56:9.1 (644.3) المُطلق البات ومُطلق الإله موحدان في المُطلق الكوني. المُطلقات منسقة في المنتهى, مكيفة في الأسمى ومكيفة زمانياً-فضائياً في الله السباعي. على مستويات دون اللانهائي هناك ثلاث مُطلقات, لكن في اللانهائية يبدون ليكونوا واحد. على الفردوس هناك ثلاث تشخيصات للإله, لكن في الثالوث هم واحد.
56:9.2 (644.4) الإقتراح الفلسفي الأكبر للكون الرئيسي هو هذا: هل المُطلق (المُطلقات الثلاثة كواحد في اللانهائية) تواجد قبل الثالوث؟ وهل المُطلق سلف إلى الثالوث؟ أو هل الثالوث سابق للمُطلق؟
56:9.3 (644.5) هل المُطلق البات حضور قوة مستقل عن الثالوث؟ هل حضور مُطلق الإله يدل على أداء غير محدود للثالوث؟ وهل المُطلق الكوني العمل النهائي للثالوث, حتى ثالوث الثوالث؟
56:9.4 (644.6) عند أول وهلة, يبدو مفهوم المُطلق كسلف لكل الأشياء--حتى الثالوث--ليمنح رضاً عابراً لإشباع التناسق والتوحيد الفلسفي, لكن أي استنتاج من هذا القبيل يُبطله واقع أبدية ثالوث الفردوس. لقد عُّلِمنا, ونحن نؤمن, بأن الأب الكوني ومعاونيه الثالوثيين هم أبديون في الطبيعة والوجود. هناك إذاً, إستنتاج فلسفي ثابت واحد فقط, وذلك هو: أن المُطلق هو, لجميع ذكاءات الكون, التفاعل اللا-شخصي والمنسق للثالوث (من الثوالث) لجميح حالات الفضاء الأساسية والأولية, كونية داخلياً وكونية خارجياً. إلى جميع الذكاءات الشخصية للكون الإجمالي يقف ثالوث الفردوس إلى الأبد في نهائية, أبدية, سمو, ومنتهى, ولجميع الأهداف العملية من الإستيعاب الشخصي وإدراك المخلوق, كمُطلق.
56:9.5 (644.7) كما قد تنظر عقول المخلوقات إلى هذه المشكلة, فهم يُقادون إلى الفرضية النهائية للأنا الكوني كالسبب الأولي والمصدر البات لكِلا الثالوث والمُطلق. عندما, بالتالي, نرغب في مخالجة مفهوم شخصي عن المُطلق, نعود إلى أفكارنا ومُثلنا عن الأب الفردوسي. عندما نرغب في تسهيل الإستيعاب أو زيادة الوعي عن هذا المُطلق اللا-شخصي خلافاً لذلك, نعود إلى واقع أن الأب الكوني هو الأب الوجودي للشخصية المُطلقة؛ الإبن الأبدي هو الشخص المُطلق, وإن لم يكن, بالمعنى الإختباري, تشخيص المُطلق. وبعدئذٍ نتابع لتصور الثوالث الإختبارية كبالغين ذروتهم في التشخيص الإختباري لمُطلق الإله, بينما نتصور المُطلق الكوني كمُؤلف للكون والظواهر الزائدة عن الكون للحضور المتجلي للنشاطات اللا-شخصية لإرتباطات الإله المنسقة والموحدة من السمو, والمنتهى, واللانهائية--ثالوث الثوالث.
56:9.6 (645.1) الله الأب قابل للإدراك على كل المستويات من المتناهي إلى اللانهائي, رغم أن مخلوقاته من الفردوس إلى العوالم التطورية قد فهموه بتنوع, فقط الإبن الأبدي والروح اللانهائي يعرفانه على أنه لانهائية.
56:9.7 (645.2) الشخصية الروحية مُطلقة فقط على الفردوس, والمفهوم عن المُطلق هو بات فقط في اللانهائية. الحضور الإلهي مُطلق فقط على الفردوس, ووحي الله يجب أن يكون دائماً جزئياً, نسبياً, وتقدمياً إلى أن تصبح سلطته لانهائية إختبارياً في اقتدار الفضاء للمُطلق البات, بينما تصبح تجليات شخصيته لانهائية إختبارياً في الحضور المتجلي لمُطلق الإله, وبينما يصبح هذان الإحتمالان للانهائية موحدان-واقعياً في المُطلق الكوني.
56:9.8 (645.3) لكن ما بعد مستويات دون اللانهائي فالمُطلقات الثلاثة هم واحد, وبالتالي يُحقَق-الإله اللانهائي دون اعتبار لما إذا كانت أي مرتبة أخرى من الوجود أبداً تُدرك-ذاتياً وعي اللانهائية.
56:9.9 (645.4) الوضع الوجودي في الأبدية يفترض ضمناً وعي-ذاتي وجودي للانهائية, على الرغم من أن أبدية أخرى قد تكون مطلوبة لإختبار إدراك ذاتي للإحتمالات الإختبارية الكامنة في أبدية لانهائية--لانهائية أبدية.
56:9.10 (645.5) والله الأب هو المصدر الشخصي لكل تجليات الإله والواقع لجميع المخلوقات الذكية وكائنات الروح في كل أنحاء كون الأكوان. كشخصيات, الآن أو في تجارب الكون المتتالية للمستقبل الأبدي, لا أهمية إن أنت كنت تُحقق الله السباعي, تستوعب الله الأسمى, تجد الله المنتهى, أو تحاول أن تفقه مفهوم الله المُطلق, ستكتشف إلى رضاك الأبدي بأن في إتمام كل مغامرة لديك, على مستويات إختبارية جديدة, تعيد اكتشاف الله الأبدي ــ الأب الفردوسي لكل شخصيات الكون.
56:9.11 (645.6) الأب الكوني هو تفسير الوحدة الكونية كما يجب أن تُدرَك بسمو, حتى بمنتهى, في وحدة ما بعد المنتهى للقيم والمعاني المُطلقة--واقع بات.
56:9.12 (645.7) منظمو القوة الرئيسيون يخرجون نحو الفضاء ويعبئون طاقاته لتصبح متجاوبة جاذبياً إلى سحب الفردوس للأب الكوني؛ وبعد ذلك يأتي الأبناء الخالقون, الذين ينظمون هذه القوى المتجاوبة للجاذبية إلى أكوان مأهولة وهناك يطورون مخلوقات ذكية الذين يستلمون إلى أنفسهم روح الأب الفردوسي, ومن ثم يصعدون إلى الأب لكي يصبحوا مثله في كل السجايا الإلهية الممكنة.
56:9.13 (645.8) المسيرة غير المتوقفة والمتوسعة للقوى الخلاَّقة الفردوسية خلال الفضاء تبدو لتتنبأ بالمجال الدائم التوسع لقبضة جاذبية الأب الكوني والتكاثر غير المنتهي لأنواع مختلفة من المخلوقات الذكية القادرة على أن تحب الله وتكون محبوبة من قِبله, والذين, يصبحون بهذا عارفين الله, قد يختاروا أن يكونوا مثله, قد يختاروا أن يحرزوا الفردوس ويجدوا الله.
56:9.14 (646.1) كون الأكوان موحد جملةً. الله واحد في القدرة والشخصية. هناك تنسيق على كل مستويات الطاقة وكل أطوار الشخصية. فلسفياً واختبارياً, في المفهوم وفي الواقع, كل الأشياء والكائنات ترتكز في الأب الفردوسي. الله هو الكل وفي الكل, ولا أشياء أو كائنات تتواجد بدونه.
56:10.1 (646.2) بينما تتقدم العوالم المستقرة في النور والحياة من المرحلة الإبتدائية إلى الحقبة السابعة, هي تتعاقب على التوالي من أجل إدراك واقعية الله السباعي, بدءاً من الهيام بالإبن الخالق إلى عبادة أبيه الفردوسي. طوال المرحلة السابعة المستمرة لتاريخ هذا العالم ينمو البشر الدائمو التقدم في معرفة الله الأسمى, بينما يميزون بشكل غامض واقع الإسعاف المُلقي بظلاله لله المنتهى.
56:10.2 (646.3) في كل أثناء هذا العصر المجيد, المسعى الرئيسي للبشر الدائمي-التقدم هو السعي من أجل فهم أفضل وإدراك أكمل لعناصر الإله المستوعبة--الحق, والجمال, والصلاح. هذا يمثل جهد الإنسان لتمييز الله في العقل, والمادة, والروح. وبينما يتابع البشري هذا المسعى, يجد نفسه منهمكاً على نحو متزايد في الدراسة الإختبارية للفلسفة, وعلم الكونيات, واللاهوت.
56:10.3 (646.4) أنتم نوعاً ما تفهمون الفلسفة, واللاهوت تستوعبونه في العبادة, والخدمة الإجتماعية, والخبرة الروحية الشخصية, لكن في السعي للجمال--علم الكونيات--أنتم غالباً ما تقتصرون إلى دراسة مساعي الإنسان الفنية الخام. الجمال, والفن, هو إلى حد كبير مسألة توحيد تباينات. التنوع أساسي إلى مفهوم الجمال. الجمال الأسمى, أعالي الفن المتناهي, هو دراما توحيد فساحة النهايات الفلكية للخالق والمخلوق. الإنسان يجد الله والله يجد الإنسان--المخلوق يصبح مثالياً كما هو الخالق--ذلك هو الإنجاز العلوي للجميل بسمو, إحراز قمة الفن الفلكي.
56:10.4 (646.5) بالتالي فإن المادية, الإلحاد, هما بلوغ أقصى درجات القبح, ذروة التناقض المتناهي للجميل. أعلى جمال يتكون في بانوراما توحيد الإختلافات التي ولدت من واقع منسجم سابق الوجود.
56:10.5 (646.6) إحراز المستويات الفلكية للفكر يشمل:
56:10.6 (646.7) 1. حُب الإستطلاع. الجوع من أجل الإنسجام, والعطش للجمال. محاولات مُثابِرة لإكتشاف مستويات جديدة من العلاقات الفلكية المنسجمة.
56:10.7 (646.8) 2. التقدير الجمالي. محبة الجميل والتقدير الدائم التقدم للمسة الفنية لكل التجليات الإبداعية على كل مستويات الواقع.
56:10.8 (646.9) 3. الحساسية الأدبية. من خلال إدراك الحق يؤدي تقدير الجمال إلى حاسة اللياقة الأبدية لتلك الأشياء التي تمس التعرف على الصلاح الإلهي في علاقات الإله مع كل الكائنات, وبالتالي حتى علم الكونيات يؤدي إلى السعي لقيم الواقع الإلهي--إلى وعي-الله.
56:10.9 (646.10) العوالم المستقرة في النور والحياة معنية كلياً بفهم الحق, والجَمال, والصلاح لأن هذه القيم النوعية تتضمن وحي الإله إلى عوالم الزمان والفضاء. إن معاني الحق الأبدي تجعل إستمالة مُركبة إلى الطبائع الفكرية والروحية للإنسان البشري. الجَمال الكوني يحتضن العلاقات والإيقاعات المتناغمة للخلق الفلكي؛ هذا هو بشكل أكثر وضوحاً الإستمالة الفكرية ويؤدي إلى فهم موحد ومتزامن للكون المادي. يمثل الخير الإلهي كشف قيم لانهائية للعقل المتناهي, في هذا ليكون مُتصوراً ومرفوعاً إلى عتبة المستوى الروحي للفهم البشري.
56:10.10 (647.1) الحق هو أساس العِلم والفلسفة, مقدماً الأساس الفكري للدِين. الجَمال يرعى الفن, والموسيقى, والإيقاعات ذات المغزى لكل التجربة الإنسانية. الصلاح يحتضن حاسة الآداب, والأخلاق, والدِين--جوع الكمال الإختباري.
56:10.11 (647.2) يدل وجود الجَمال على حضور عقل مخلوق مُقَدِر تماماً بتأكيد كما يدل واقع التطور التقدمي على هيمنة العقل السامي. الجَمال هو التعرف الذكي على توليفة الزمان-الفضاء المنسجمة للتنويع البعيد-المدى لواقع الظواهر, كل ما ينبع من وحدانية سابقة للوجود وأبدية.
56:10.12 (647.3) الصلاح هو التعرف العقلي على القيم النسبية للمستويات المتنوعة من الكمال الإلهي. يدل التعرف على الصلاح على عقل ذا وضع أخلاقي, عقل شخصي مع مقدرة للتمييز بين الخير والشر. لكن امتلاك الصلاح, العظمة, هو مقياس الإنجاز الحقيقي للألوهية.
56:10.13 (647.4) يدل التعرف على علاقات صحيحة على عقل كفؤ للتمييز بين الحق والباطل. روح الإغداق للحق الذي يكسو العقول الإنسانية في يورانشيا متجاوب بدون خطأ إلى الحق--علاقة الروح الحي لكل الأشياء وكل الكائنات كما هي منسقة في الإرتقاء الأبدي نحو الله.
56:10.14 (647.5) كل نبضة لكل إلكترون, أو فكر, أو روح هي وحدة مؤثرة في الكون كله. الخطيئة هي المعزولة فقط والشر مقاوم للجاذبية على المستويين العقلي والروحي. الكون متكامل؛ لا شيء أو كائن يتواجد أو يعيش في عزلة. إدراك الذات هو شر مُحتمَل إذا كان غير إجتماعي. إنه حرفيا صحيح: "لا إنسان يعيش بنفسه". تؤلف الإجتماعية الفلكية أعلى شكل من أشكال توحيد الشخصية. قال يسوع: "الذي سيكون الأعظم بينكم, فليكن خادماً للكل".
56:10.15 (647.6) حتى الحق, والجَمال, والصلاح--النهج الفكري للإنسان إلى كون العقل, والمادة, والروح--يجب أن يندمج نحو مفهوم موحد واحد لمثال إلهي وسامي. كما الشخصية البشرية توحِد التجربة الإنسانية مع المادة, والعقل, والروح, هكذا يصبح هذا المثال الإلهي والسامي موحد-القدرة في السمو ومن ثم مُشخَّص كإله محبة أبوية.
56:10.16 (647.7) كل تبصر في العلاقات بين الأجزاء إلى أي مُجمل مُعطى تتطلب حيازة متفهمة لعلاقة كل الأجزاء إلى ذلك الكل؛ وفي الكون هذا يعني علاقة الأجزاء المخلوقة بالكل الخلَاق. بهذا يصبح الإله المتعالي, حتى اللانهائي, هدف إحراز كوني وأبدي.
56:10.17 (647.8) الجَمال الكوني هو التعرف على انعكاس جزيرة الفردوس في الخلق المادي, في حين أن الحق الأبدي هو الإسعاف الخاص لأبناء الفردوس الذين ليس فقط يغدقون أنفسهم على الأجناس البشرية بل حتى يسكبون روحهم من الحق على كل الشعوب. الصلاح الإلهي مبين بملء أكثر في الإسعاف المحب للشخصيات المتنوعة للروح اللانهائي. لكن المحبة, المجموع الكلي لهذه الصِفات الثلاثة, هي تصور الإنسان عن الله كأب روحه.
56:10.18 (648.1) المادة الفيزيائية هي ظل الزمان-الفضاء لضياء-طاقة الفردوس للآلهة المُطلقة. معاني الحق هي تداعيات الفكر-البشري لكلمة الإله الأبدية--فهم الزمان-الفضاء للمفاهيم السامية. قيم الصلاح للألوهية هي الإسعافات الرحيمة من شخصيات الروح للكوني, والأبدي, واللانهائي إلى مخلوقات الزمان-الفضاء المتناهية للأجواء التطورية.
56:10.19 (648.2) هذه القيم الواقعية ذات المعنى للألوهية ممزوجة في علاقة الأب مع كل مخلوق شخصي كمحبة إلهية. إنها مُنسَّقة في الإبن وأبنائه كرحمة إلهية. إنهم يُظهرون صفاتهم من خلال الروح وأولاده الروحيين كإسعاف إلهي, تصوير الرحمة المحبة إلى أولاد الزمان. تتجلى هذه الألوهيات الثلاثة في المقام الأول من قِبل الكائن الأسمى كتوليفة قدرة-شخصية. هي مُبيَنة بتنوع من قِبل الله السباعي في سبعة ارتباطات مختلفة لمعاني وقيم ألوهية على سبعة مستويات تصاعدية.
56:10.20 (648.3) إلى الإنسان المتناهي, الحق, والجَمال, والصلاح يحتضنون الوحي الكامل للواقع الإلهي. بينما يجد استيعاب-المحبة هذا للإله التعبير الروحي في حيوات البشر العارفين-الله, هناك تُنتج ثمار الألوهية: السلام الفكري, التقدم الإجتماعي, الرضا الأخلاقي, الفرح الروحي, والحكمة الفلكية. البشر المتقدمون على عالم في المرحلة السابعة من النور والحياة قد تعلموا بأن المحبة هي أعظم شيء في الكون--وهم يعلمون بأن الله محبة.
56:10.21 (648.4) المحبة هي الرغبة في فعل الخير للآخرين.
56:10.22 (648.5) [ قُدمت برسول قدير زائر على يورانشيا, بطلب من سلك نِبادون الكاشف وبالتعاون مع ملكيصادق معيَّن, الأمير الكوكبي بالنيابة ليورانشيا.]
* * * * *
56:10.23 (648.6) هذه الورقة حول الوحدة الكونية هي الخامسة والعشرون من سلسلة عروض من قِبل مؤلفين متنوعين, تمت رعايتهم كمجموعة من قِبل لجنة من شخصيات نِبادون يعُدون إثني عشر ويعملون تحت توجيه مانتوشيا ملكيصادق. نحن صنفنا هذه الروايات ووضعناها باللغة الإنكليزية, من خلال تقنية أذِن بها رؤساؤنا, في العام 1934 م. من زمن يورانشيا.