يورانشيا
الجزء الأول
برعاية كتيبة من شخصيات الكون العظيم في يوﭭرسا متصرفون بسُلطة من قدماء الأيام في أورﭭونتون.
كِتاب يورانشيا
ورقة 1
1:0.1 (21.1) الأب الكوني هو إله كل الخلق, المصدر والمركز الأول لكل الأشياء والكائنات. أولاً فَكر في الله كخالق, ثم كمتحكم, وأخيراً كداعم لانهائي. ابتدأت الحقيقة عن الله الكوني بالبزوغ على جنس الإنسان عندما قال النبي: "أنت يا الله, وحدك, لا يوجد أحد سواك. أنت خلقت السماء وسماء السماوات بكل حشودها؛ تحفظهم وتسيطر عليهم. بأبناء الله صُنعت الأكوان. يغطي الخالق ذاته بنور كما بِرداء ويبسط السماوات كستار." فقط المفهوم عن الأب الكوني ــ إله واحد في مكان عدة آلهة ــ مكن الإنسان البشري من فهم الأب كخالق إلَهي ومتحكم لانهائي.
1:0.2 (21.2) الأنظمة الكوكبية التي لا تُحصى جُعلت كلها لتكون في نهاية المطاف مسكونة بأشكال مختلفة كثيرة من المخلوقات الذكية, كائنات تستطيع معرفة الله, وتستلم العطف الإلَهي, وتحبه بالمقابل. كون الأكوان هو عمل الله ومركز سكن مخلوقاته المتنوعة. "خلق الله السماوات وشكل الأرض؛ لم يؤسس الكون ويخلق هذا العالَم عبثاً؛ صنعه ليكون مأهولاً."
1:0.3 (21.3) العوالم المتنورة كلها تعترف بالأب الكوني وتعبده, الصانع الأبدي والداعم اللانهائي لكل الخلق. باشرت مخلوقات المشيئة لأكوان فوق أكوان على الرحلة الطويلة, الطويلة للفردوس, الصراع الفاتن للمغامرة الأبدية لإحراز الله الأب. الهدف المتعالي لأبناء الزمان هو لإيجاد الله الأبدي, ولفهم الطبيعة الإلهية, للتعرف على الأب الكوني. المخلوقات العارفة الله لديها طموح سامي واحد فقط, مجرد رغبة واحدة شاغلة, وتلك لأن تُصبح, كما هي في أجوائها الكروية, مثله كما هو في كمال الشخصية الفردوسي الخاص به وفي جوه الكوني من السمو الصالح. من الأب الكوني الذي يسكن الأبدية انطلقت التعليمات السامية, "كونوا أنتم مثاليين, حتى كما أنا مثالي." في محبة ورحمة, حمل رُسُل الفردوس هذه النصيحة الإلهية نزولاً خلال العصور وخارجاً خلال الأكوان, حتى إلى المخلوقات متواضعة الأصل الحيواني مثل الأجناس الإنسانية ليورانشيا.
1:0.4 (22.1) هذا الإيعاز البديع والكوني للكد لإحراز كمال الألوهية هو الواجب الأول, ويجب أن يكون الطموح الأعلى لكل خلق المخلوق المكافح لإله الكمال. هذه الإمكانية لإحراز الكمال الإلَهي هي المصير الأخير والأكيد لكل تقدم الإنسان الروحي الأبدي.
1:0.5 (22.2) بالكاد يمكن لبشر يورانشيا أن يأملوا أن يكونوا مثاليين بالمعنى اللانهائي, لكنه من الممكن كلياً للكائنات الإنسانية, مبتدؤون كما يفعلون على هذا الكوكب, إحراز الهدف الإلَهي والعلوي الذي وضعه الله اللانهائي من أجل الإنسان البشري؛ وعندما ينجزون هذا المصير, هم, بكل ما يختص بإدراك الذات, وتحصيل العقل, سيكونون طافحين تماماً في جوهم من الكمال الأبدي مثل الله ذاته في مجاله من اللانهائية والأبدية. قد لا يكون ذلك الكمال كونياً بالمغزى المادي, غير محدود في الإدراك الفكري, أو نهائياً في التجربة الروحية, لكنه نهائي وتام في كل الأوجه المتناهية من ألوهية المشيئة, وكمال الدافع الشخصي, ووعي الله.
1:0.6 (22.3) هذا هو المعنى الحقيقي لذلك الأمر الإلَهي, "كونوا مثاليين, حتى كما أنا مثالي," الذي يحث الإنسان البشري دوماً إلى الأمام ويومئ إليه داخلياً بذلك الكفاح الطويل والخلاب لتحصيل مستويات أعلى وأعلى من القيم الروحية والمعاني الكونية الحقيقية. هذا البحث الشريف عن إله الأكوان هو المغامرة السامية لسكان كل عوالم الزمان والفضاء.
1:1.1 (22.4) من كل الأسماء التي يُعرف الله الأب بها في كل أنحاء الأكوان, تلك التي تدل عليه كالمصدر الأول ومركز الكون هي التي غالبا ما تُصادف. الأب الأول معروف بأسماء متعددة في أكوان مختلفة وفي قطاعات مختلفة من ذات الكون. الأسماء التي يُعينها المخلوق للخالق تعتمد كثيراً على مفهوم المخلوق عن الخالق. لم يكشف المصدر الأول ومركز الكون ذاته بالإسم, فقط بالطبيعة. إذا آمنا بأننا أبناء هذا الخالق, إنه فقط من الطبيعي بأننا ينبغي بالنتيجة أن ندعوه أباً. لكن هذا الإسم من اختيارنا الخاص, وينمو من الإعتراف بعلاقاتنا الشخصية مع المصدر والمركز الأول.
1:1.2 (22.5) الأب الكوني لا يفرض أبداً أي شكل من الإعتراف التعسفي, أو العبادة الرسمية, أو الخدمة الإستعبادية على مخلوقات المشيئة العاقلين من الأكوان. السكان التطوريون لعوالم الزمان والفضاء ينبغي من ذاتهم -- في قلوبهم الخاصة -- أن يعترفوا به, ويحبونه, ويعبدونه طوعياً. يرفض الخالق أن يُجبر أو يغصب خضوع المشيئات الحرة الروحية لمخلوقاته المادية. التفاني الحنون للمشيئة الإنسانية لفعل مشيئة الأب هي هدية الإنسان الأفضل إلى الله؛ في الحقيقة, فإن مثل هذا التكريس لإرادة المخلوق يُشكل هدية الإنسان الوحيدة المُمكنة ذات القيمة الحقيقية إلى أب الفردوس. في الله, يعيش الإنسان, ويتحرك, ولديه كيانه؛ لا يوجد أي شيء الذي يستطيع الإنسان إعطاءه إلى الله إلا هذا الإختيار بالالتزام بمشيئة الأب, ومثل هذه القرارات, المتممة بمخلوقات المشيئة العاقلين من الأكوان, تشكل واقع تلك العبادة الحقيقية التي هي مُرضية للغاية للطبيعة المُهيمن عليها بالمحبة للأب الخالق.
1:1.3 (22.6) عندما تكون قد أصبحت مرة حقاً واعياً لله, بعد أن تكتشف حقاً الخالق المهيب وتبدأ بتجربة إدراك الحضور الساكن للمتحكم الإلَهي, عندئذٍ, وفقاً لتنورك وحسب الطريقة والأسلوب التي بها الأبناء الإلَهيون يكشفون الله, سوف تجد اسماً للأب الكوني الذي سيكون مُعَّبراً بشكل كافٍ عن مفهومك للمصدر والمركز الأول العظيم. وهكذا, على عوالم مختلفة وفي أكوان متعددة, يصبح الخالق معروفاً بألقاب عديدة, في روح العلاقة كلها تعني ذات الشيء لكن, في الكلمات والرموز, كل اسم يقف على درجة وعُمق تتويجه في قلوب مخلوقاته من أي عالم مُعين.
1:1.4 (23.1) بالقرب من مركز كون الأكوان, يُعرف الأب الكوني عموماً بأسماء يمكن اعتبار أنها تعني المصدر الأول. أبعد خارجاً في أكوان الفضاء, العبارات المُستخدمة للدلالة على الأب الكوني تعني غالباً المركز الكوني. لا يزال أبعد خارجاً في الخلق النجمي, هو معروف, كما على عالم مركز إدارة كونكم المحلي, كالمصدر الأول الخلاَّق والمركز الإلَهي. في أحد الأبراج القريبة, يُدعى الله أب الأكوان. في آخر, الداعم اللانهائي, وإلى الشرق, المتحكم الإلَهي. كذلك قد تم تعيينه أب الأنوار, وهدية الحياة, والواحد الكلي القدرة.
1:1.5 (23.2) على تلك العوالم حيث عاش ابن فردوسي حياة إغداق, يُعرف الله عموماً بإسم ما يدل على علاقة شخصية, وعطف رقيق, وتفاني أبوي. على مركز إدارة برجكم يُشار إلى الله كالأب الكوني, وعلى كواكب مختلفة في نظامكم المحلي من العوالم المسكونة يُعرَف بأشكال متنوعة كأب الآباء, والأب الفردوسي, وأب هاﭭونا, وأب الروح. أولئك الذين يعرفون الله من خلال كشوف إغداقات الأبناء الفردوسيين, يخضعون في نهاية المطاف للنداء العاطفي من العلاقة المؤثرة لارتباط المخلوق-الخالق ويشيرون إلى الله "كأبانا."
1:1.6 (23.3) على كوكب مخلوقات جنسية, في عالَم حيث بواعث العاطفة الأبوية فطرية في قلوب كائناته الذكية, تصبح عبارة الأب اسماً مُعَّبراً جداً ومناسباً لله الأبدي. هو أفضل ما يُعرَف, وأكثر ما يُعترف به, على كوكبكم, يورانشيا, بإسم الله. الإسم المُعطى له هو قليل الأهمية؛ الشيء ذو الأهمية هو أنك يجب أن تعرفه وتطمح لأن تكون مثله. أنبياؤكم منذ القدم دعوه بحق "الله الأزلي" وأشاروا إليه كالواحد الذي "يسكن الأبدية."
1:2.1 (23.4) الله هو واقع أولي في عالم الروح؛ الله هو مصدر الحقيقة في أجواء العقل؛ يظلل الله كل أنحاء النواحي المادية. إلى جميع الذكاءات المخلوقة الله شخصية, وإلى كون الأكوان هو المصدر والمركز الأول للواقع الأبدي. ليس الله شبه الإنسان ولا شبه الآلة. الأب الأول هو روح كوني, وحقيقة أبدية, وواقعية لانهائية, وشخصية أب.
1:2.2 (23.5) الله الأبدي هو بشكل لانهائي أكثر من واقع مثالي أو الكون مُشَّخَص. ليس الله ببساطة رغبة الإنسان السامية, أو السعي البشري جُعل موضوعياً. ولا الله مجرد مفهوم, إمكانية-قدرة البِر. ليس الأب الكوني مرادفاً للطبيعة, ولا هو قانون طبيعي مُشَّخَص. الله هو واقع متعالي, ليس مجرد مفهوم الإنسان التقليدي للقيم السامية. ليس الله تمركز نفساني لمعاني روحانية, ولا هو "أشرف عمل للإنسان." قد يكون الله أي من تلك المفاهيم أو كلها في عقول الناس, لكنه أكثر. هو شخص مُخَّلص وأب مُحب لجميع الذين يتمتعون بسلام روحي على الأرض, والذين يتوقون لأن يختبروا بقاء الشخصية في الموت.
1:2.3 (24.1) واقعية وجود الله مبينة في التجربة الإنسانية بسَكن الحضور الإلَهي, المرقاب الروحي المبعوث من الفردوس ليسكن في عقل الإنسان البشري وهناك ليساعِد في تطوير النفـس الخالدة ذات البقاء الأبدي. حضور هذا الضابط الإلَهي في العقل الإنساني يُكشف من خلال ثلاثة ظواهر اختبارية.
1:2.4 (24.2) 1. المقدرة الفكرية لمعرفة الله -- وعي الله.
1:2.5 (24.3) 2. الرغبة الروحية لإيجاد الله -- البحث عن الله.
1:2.6 (24.4) 3. حنين الشخصية لأن تكون مثل الله ــ الرغبة من كل القلب لفعل مشيئة الأب.
1:2.7 (24.5) وجود الله لا يمكن أبداً إثباته باختبار عِلمي أو بالتفكير الخالص للاستنتاج المنطقي. يُمكن إدراك الله فقط في نواحي التجربة الإنسانية؛ مع ذلك, المفهوم الصحيح لواقع الله معقول للمنطق, ومقبول للفلسفة, وضروري للدِين, ولا غنى عنه لأي أمل في نجاة الشخصية.
1:2.8 (24.6) أولئك الذين يعرفون الله قد اختبروا حقيقة حضوره؛ هكذا بشر عارفين الله يحوزون في تجربتهم الشخصية البرهان الإيجابي الوحيد لوجود الله الحي الذي يستطيع كائن إنساني ما أن يقدمه لآخر. وجود الله هو كلياً وراء كل إمكانية إيضاح باستثناء الإتصال بين الوعي الإلهي للعقل الإنساني والحضور الإلهي لضابط الفكر الذي يسكن الذكاء البشري والذي يُغدَق على الإنسان كهبة مجانية من الأب الكوني.
1:2.9 (24.7) نظرياً قد تفكر في الله كخالق, وهو الخالق الشخصي للفردوس والكون المركزي ذا الكمال, لكن أكوان الزمان والفضاء كلها خُلقت ونُظمت بسلك الفردوس من الأبناء الخالقين. ليس الأب الكوني الخالق الشخصي للكون المحلي نِبادون؛ الكون الذي أنت تسكن فيه هو خلق ابنه ميخائيل. على الرغم من أن الأب لا يخلق شخصياً الأكوان التطورية, هو يتحكم بها في كثير من علاقاتها الكونية وفي بعض مظاهرها من الطاقات الفيزيائية, والعقلية, والروحية. الله الأب هو الخالق الشخصي لكون الفردوس, وبالتعاون مع الإبن الأبدي, الخالق لكل خالقي الكون الشخصيين الآخرين.
1:2.10 (24.8) كمتحكم فيزيائي في كون الأكوان المادي, يعمل المصدر والمركز الأول في نماذج جزيرة الفردوس الأبدية, ومن خلال مركز الجاذبية المُطلقة هذا يمارس الله الأبدي تحكم كوني فوقي للمستوى الفيزيائي بالتساوي في الكون المركزي وفي كل أنحاء كون الأكوان. كعقل, يعمل الله في إلَه الروح اللانهائي؛ كروح, يتجلى الله في شخص الابن الأبدي وفي أشخاص الأبناء الإلَهيين للإبن الأبدي. هذه العلاقة المتبادلة للمصدر والمركز الأول مع الأشخاص المنسقين والمُطلَقين من الفردوس لا تعيق في الأقل العمل الشخصي المباشر للأب الكوني في جميع أنحاء كل الخلق وعلى جميع مستوياته. من خلال حضور أجزاء روحه, يحافظ الأب الخالق على اتصال مباشر مع المخلوقات أبناءه ومع أكوانه المخلوقة.
1:3.1 (25.1) "الله روح." هو حضور روحي كوني. الأب الكوني هو واقعية روحية لانهائية؛ هو "الملك, الأبدي, والخالد, وغير المنظور, والإله الحقيقي الوحيد." مع أنكم "ذرية الله," لا ينبغي أن تفكروا بأن الأب مثلكم في الشكل والقوام لأنه قيل أنكم خُلقتم "في صورته" ــ مسكونين بمراقب غامضة مبعوثة من المقام المركزي لحضرته الأبدية. الكائنات الروحية حقيقية, بالرغم من أنها غير مرئية للعيون الإنسانية؛ حتى ولو أنه ليس لديها لحم ودم.
1:3.2 (25.2) قال الرائي من القِدم: "هوذا, إنه يمر قربي, ولا أراه؛ كذلك يمر أمامي, لكنني لا أدركه.” قد نلاحظ باستمرار أعمال الله, قد نكون واعين للغاية للدلائل المادية لتدبيره المهيب, لكن نادراً ما نتطلع على التجلي المرئي لألوهيته, ولا حتى لمح حضور روحه الموفدة للسكن الإنساني.
1:3.3 (25.3) ليس الأب الكوني غير مرئي لأنه يخبئ نفسه عن المخلوقات الوضيعة ذوي العوائق المادية والهِبات الروحية المحدودة. بالأحرى فإن الوضع هو: "لا تستطيع أن ترى وجهي, لأن لا بشري يراني ويعيش.” لا إنسان مادي يستطيع مشاهدة روح الله ويحفظ كيانه البشري. المجد والتألق الروحي لحضور الشخصية الإلَهية مستحيل الوصول إليه بالفئات المنخفضة من الكائنات الروحية أو بأي مرتبة من الشخصيات المادية. التألق الروحي لحضور الأب الشخصي هو "نور الذي لا إنسان بشري يستطيع أن يقترب إليه؛ الذي لا مخلوق مادي رأى أو يستطيع أن يرى." لكن ليس من الضروري رؤية الله بعيون الجسد من أجل أن نميزه برؤيا إيمان العقل الروحاني.
1:3.4 (25.4) الطبيعة الروحية للأب الكوني مشارَك بها كلياً مع ذاته المشاركة في الوجود, الابن الأبدي للفردوس. كِلا الأب والإبن بأسلوب مماثل يشاركان الروح الكوني والأبدي كلياً ودون تحفظ مع مُنسق شخصيتهما المتحدة, الروح اللانهائي. روح الله هو, في ومن ذاته, مُطلق؛ وفي الإبن, بات؛ وفي الروح, كوني. وفيهم وبكلهم, لانهائي.
1:3.5 (25.5) الله روح كوني؛ الله هو الشخص الكوني. الواقعية الشخصية السامية للخلق المتناهي هي روح؛ الواقعية النهائية للفلك الشخصي هي روح أبسونايتي. فقط مستويات اللانهائية مُطلقة, وفقط على تلك المستويات توجد نهائية للأحادية بين المادة, والعقل, والروح.
1:3.6 (25.6) في الأكوان الله الأب هو, في الإحتمال, المتحكم الفوقي للمادة والعقل والروح. فقط عن طريق دارة شخصيته البعيدة المدى يتعاطى الله مباشرة مع شخصيات خلقه الشاسع من مخلوقات المشيئة, لكنه مُمكن الإتصال به (خارج الفردوس) فقط في حضور كياناته المجزأة, مشيئة الله التي في الخارج في الأكوان. هذا الروح الفردوسي الذي يسكن عقول بشر الزمان وهناك يرعى تطور النفس الخالدة للمخلوق الناجي هو من طبيعة وألوهية الأب الكوني. لكن عقول هكذا مخلوقات تطورية تنشأ في الأكوان المحلية ويجب أن تكسب الكمال الإلَهي من خلال تحقيق تلك التحولات التجاربية من التحصيل الروحي التي هي النتيجة الحتمية لاختيار المخلوق أن يفعل مشيئة الأب في السماء.
1:3.7 (26.1) في تجربة الإنسان الداخلية, العقل موصول بالمادة. هكذا عقول مرتبطة مادياً لا تستطيع أن تنجو بعد الموت البشري. أسلوب البقاء مضموم في تلك التعديلات للمشيئة الإنسانية وتلك التحولات في العقل البشري التي بها هكذا فكر واعٍ-الله يصبح تدريجياً متعلماً بالروح وبالنتيجة مُرشداً بالروح. هذا التطور للعقل الإنساني من ارتباط مادة إلى اتحاد روح ينتج في تحولات أطوار روح مُحتمَلة في العقل البشري نحو حقائق المورونشيا للنفس الخالدة. العقل البشري الخاضع للمادة مُقـَّدر ليصبح مادياً بتزايد وبالنتيجة ليعاني فناء شخصياً نهائياً؛ عقل راضخ للروح مُقـَّدر ليصبح روحياً بتزايد ولينجز في نهاية المطاف توحداً مع الروح الإلَهي الناجي والمُرشد وبهذه الطريقة ليحرز النجاة وخلود كيان الشخصية.
1:3.8 (26.2) أنا آتي من الأبدي, ولقد عدت مراراً إلى حضرة الأب الكوني. أنا أعلم بواقعية وشخصية المصدر والمركز الأول, الأب الكوني والأبدي. أعلم أنه, في حين أن الله العظيم مُطلق, أبدي, ولانهائي, هو أيضاً صالح, إلَهي, وكريم. أعلم حقيقة الإعلانات العظيمة: "الله روح" و "الله محبة," وهاتان الصِفتان تم كشفهما أكثر تماماً إلى الكون في الإبن الأبدي.
1:4.1 (26.3) لانهائية كمال الله هي بأنها تشكله أبدياً لغز. والأعظم من كل ألغاز الله التي لا يُسبر غورها هي ظاهرة السكن الإلَهي لعقول البشر. الأسلوب الذي به الأب الكوني يمكث مع مخلوقات الزمان هو الأكثر عمقاً من كل ألغاز الكون؛ الحضور الإلَهي في عقل الإنسان هو لغز الألغاز.
1:4.2 (26.4) أجسام البشر الفيزيائية هي "معابد الله.” على الرغم من أن الأبناء الخالقين السلاطين يقتربون من مخلوقات عوالمهم المسكونة و "يستميلون كل الناس إلى أنفسهم"؛ ومع أنهم "يقفون عند باب" الوعي "ويقرعون" ويبتهجون للمجيء إلى كل الذين يرغبون "فتح أبواب قلوبهم؛" رغم أنه حقاً يوجد هناك هذا التواصل الشخصي الودي بين الأبناء الخالقين ومخلوقاتهم البشرية, مع ذلك, لدى الناس البشر شيء من الله ذاته يسكن فعلياً داخلهم؛ أجسادهم هي المعابد من ذلك.
1:4.3 (26.5) عندما تنتهي من أسفل هنا, عندما يكون قد تم تشغيل دورتك بالشكل المؤقت على الأرض, عندما تكون رحلتك الاختبارية في الجسد قد انتهت, عندما الغبار الذي يؤلف الهيكل البشري "يعود إلى التراب من حيث أتى"؛ عندئذٍ, يُكشَف, "الروح الساكن سيعود إلى الله الذي أعطاه.” هناك يمكث داخل كل كائن أخلاقي من هذا الكوكب قطعة من الله, جزء وقسم من الألوهية. إنه ليس حتى الآن لك بحق الإمتلاك, لكن مقصود بالتصميم ليكون واحداً معك إذا نجوت الكيان البشري.
1:4.4 (26.6) نحن على الدوام نواجَه بهذا اللغز لله؛ نحن محتارون إزاء الإنفضاض المتزايد للبانوراما التي لا نهاية لها لحقيقة هذا الصلاح اللانهائي, والرحمة غير المنتهية, والحكمة التي لا نظير لها, والميزة الرائعة.
1:4.5 (26.7) يتكون السر الإلَهي في الفارق الأصيل القائم بين المتناهي واللانهائي, بين المرحلي والأبدي, بين مخلوق الزمان-الفضاء والخالق الكوني, بين المادي والروحي, بين عدم كمال الإنسان وكمال إلَه الفردوس. يُظهر إله المحبة الكونية نفسه بلا كلل إلى كل واحد من مخلوقاته صعوداً حتى الإمتلاء لاستطاعة ذلك المخلوق لأن يفهم روحياً صِفات الحق الإلهي, والجمال, والصلاح.
1:4.6 (27.1) إلى كل كائن روحي وإلى كل مخلوق بشري في كل جو وعلى كل عالَم من كون الأكوان, يكشف الأب الكوني كل ذاته الإلَهية والكريمة التي يمكن إدراكها أو فهمها بهكذا كائنات روحية وهكذا مخلوقات بشرية. الله لا يُحابي أشخاص, سواء كانوا روحيين أو ماديين. الحضور الإلَهي الذي يتمتع به أي طفل للكون في أي لحظة ما, يقتصر فقط على استطاعة ذلك المخلوق ليستلم ويدرك الفعليات الروحية للعالَم الفائق عن المادة.
1:4.7 (27.2) كحقيقة في التجربة الروحية الإنسانية ليس الله لغزاً. لكن عندما تجرى محاولة لتبسيط واقعيات عالَم الروح إلى العقول الفيزيائية من النظام المادي, يبدو الغموض؛ غوامض محكمة بشكل كبير وعميقة جداً بحيث فقط قبضة الإيمان للبشري العارف الله تستطيع إنجاز المعجزة الفلسفية من التعرف على اللانهائي من قِبل المتناهي, التمييز لله الأبدي بواسطة البشر المتطورين من العوالم المادية في الزمان والفضاء.
1:5.1 (27.3) لا تسمح لعظمة الله, للانهائيته, إما لتحجب أو لتكسف شخصيته. "الذي خطط الأذن, ألا يسمَع؟ الذي شَّكل العين, ألا يرَى؟" الأب الكوني هو ذروة الشخصية الإلَهية؛ هو أصل ومصير الشخصية في كل أنحاء الخلق. الله معاً لانهائي وشخصي؛ هو شخصية لانهائية. الأب هو حقاً شخصية, بالرغم من أن لانهائية شخصه تضعه إلى الأبد ما فوق الفهم التام للكائنات المادية والمتناهية.
1:5.2 (27.4) الله اكثر بكثير من شخصية كما تُفهم الشخصية من قِبل العقل الإنساني؛ هو حتى أكثر بُعداً من أي مفهوم ممكن لشخصية فائقة. لكن من غير المُجدي تماماً مناقشة تلك المفاهيم غير المفهومة عن الشخصية الإلَهية مع عقول المخلوقات المادية الذين إدراكهم الأقصى عن واقعية الوجود تتمثل في فكرة ومثال الشخصية. أعلى مفهوم مُمكن للكائن المادي عن الخالق الكوني مُحتوى ضمن المُثل الروحية للفكرة الممجدة للشخصية الإلهية. لذلك, مع أنك قد تعرف بأن الله يجب أن يكون أكثر بكثير من المفهوم الإنساني عن الشخصية, فأنت بالتساوي تعلم جيداً بان الأب الكوني لا يمكن أن يكون أي شيء أقل من شخصية أبدية, لانهائية, حقيقية, صالحة, وجميلة.
1:5.3 (27.5) ليس الله مختبئاً عن أي من مخلوقاته. ليس مُمكناً الإقتراب إليه برتب كثيرة جداً من الكائنات فقط لأنه "يسكن في نور الذي لا مخلوق مادي يستطيع الإقتراب منه." عظمة وجلال الشخصية الإلَهية هي ما فوق إدراك العقل غير المثالي للبشر المتطورين. هو "يكيل المياه في قعر يده, يقيس كوناً بشبر يده. إنه هو الجالس على دائرة الأرض, الذي يمد السماوات كستار ويفرشها ككون للسكن فيه." "ارفع عينيك للأعالي وانظر من خلق كل تلك الأشياء, الذي يُخرج عوالمها بالعدد ويدعوها كلها بأسمائها؛" وهكذا هو صحيح بأن "الأشياء غير المرئية لله تُفهم جزئياً بالأشياء التي صُنعت.” اليوم, وكما أنت, ينبغي أن تعي الصانع غير المرئي من خلال خلقه المتنوع والمتعدد. كما من خلال وحي وإسعاف أبنائه ومساعديهم العديدين.
1:5.4 (28.1) على الرغم من أن البشر الماديين لا يستطيعون رؤية شخص الله, هم ينبغي أن يفرحوا بالتطمين بأنه شخص؛ بإيمان اقبل الحقيقة التي تـُصَّور بأن الأب الكوني هكذا أحبَ العالَم لكي يوفر من أجل التقدم الروحي الأبدي لساكنيه المتواضعين؛ بأنه "يبتهج في أبنائه.” الله لا ينقصه شيء من تلك السجايا الفائقة عن الإنسان والإلهية التي تُشكل شخصية خالقة, كاملة, أبدية, مُحبة, ولانهائية.
1:5.5 (28.2) في الخلائق المحلية (ما عدا كادر الأكوان العظمى) ليس لله تجلي شخصي أو سَكَنِي على حدة من الأبناء الخالقين الفردوسيين الذين هم آباء العوالم المسكونة وسلاطين الأكوان المحلية. إذا كان إيمان المخلوق مثالياً, هو سيعلم بالتأكيد بأنه عندما قد رأى ابناً خالقاً هو قد رأى الأب الكوني؛ في السعي للأب, هو لن يسأل ولا يتوقع أن يرى غير الإبن. ببساطة لا يستطيع الإنسان البشري أن يرى الله حتى ينجز تحولاً روحياً تاماً وفعلياً ينال الفردوس.
1:5.6 (28.3) طبائع أبناء الفردوس الخالقين لا تشمل جميع الإمكانات الباتة للمطلق الكوني للطبيعة اللانهائية للمصدر والمركز الأول العظيم, لكن الأب الكوني هو بكل طريقة حاضر إلهياً في الأبناء الخالقين. الأب وأبناؤه واحد. أبناء الفردوس هؤلاء من مرتبة ميخائيل هم شخصيات مثالية, حتى النموذج لكل شخصية كون محلي من تلك لنجم الصباح واللامع نزولاً إلى أسفل المخلوقات الإنسانية من تطور حيوان تقدمي.
1:5.7 (28.4) من دون الله وما عدا لأجل شخصه المركزي والعظيم, لن يكون هناك شخصية في كل أنحاء كون الأكوان الشاسع. الله هو الشخصية.
1:5.8 (28.5) بالرغم من أن الله هو قدرة أبدية, وجود جليل, مثالية متعالية, وروح مجيد, على الرغم من أنه كل هذه وأكثر لانهائياً, مع ذلك, هو بحق وأبدياً شخصية خالق مثالية, شخص يستطيع أن "يعرِف ويُعرَف," الذي يستطيع أن "يُحِب ويُحَب," وواحد الذي يستطيع أن يصادقنا؛ بينما أنت يمكن أن تُعرَف, كما أناس آخرون قد عرفوا, كصديق الله. هو روح حقيقي وواقع روحي.
1:5.9 (28.6) بينما نرى الأب الكوني مكشوفاً في كل أنحاء كونه؛ وبينما ندركه ساكن مخلوقاته التي لا تُحصى؛ بينما نشاهده في أشخاص أبنائه السلاطين؛ بينما نواصل شعور حضوره الإلَهي هنا وهناك, قريب أو بعيد, دعنا لا نشك ولا نرتاب بأولية شخصيته. على الرغم من كل تلك التوزيعات البعيدة المدى, هو يبقى شخصاً حقيقياً ويحافظ أبدياً على علاقة شخصية مع الجماهير غير المعدودة من مخلوقاته المنتشرة في جميع أنحاء كون الأكوان.
1:5.10 (28.7) فكرة شخصية الأب الكوني هي مفهوم موسع وأصدق عن الله الذي جاء إلى جنس الإنسان بصورة رئيسية من خلال الوحي. التعقل, الحكمة, والتجربة الدينية كلها تستنتج وتوحي بشخصية الله, لكن لا تثبتها إجمالاً. حتى ضابط الفكر الساكن هو قبل الشخصي. صحة واستحقاق أي دِين يتناسب طردياً مع مفهومه عن شخصية الله اللانهائية وإدراكه للوحدة المُطلقة للإله. تصبح فكرة الإلَه الشخصي, عندئذٍ, المقياس للنضوج الديني بعدما يكون الدِين قد صاغ أولاً مفهوم وحدة الله.
1:5.11 (29.1) كان لدى الدِين البدائي آلهة شخصية كثيرة, وكانت قد صُممت على صورة الإنسان. يؤكد الوحي صحة مفهوم الشخصية عن الله التي هي ممكنة صرفاً في الإفتراض العِلمي لمُسبب أول ومقترحة مؤقتاً فقط في الفكرة الفلسفية عن الوحدة الكونية. بمقاربة الشخصية فقط يستطيع أي شخص أن يبدأ في فهم وحدة الله. إنكار شخصية المصدر والمركز الأول يترك للمرء فقط الإختيار لمعضلتين فلسفيتين: المادية أو وحدة الوجود.
1:5.12 (29.2) في التفكر بالإلَه, يجب على مفهوم الشخصية أن يُجرد من فكرة الجسمانية. ليس الجسد المادي لا غنى عنه للشخصية في إما الإنسان أو الله. خطأ الجسمانية مُبيَن في كِلا التطرفين للفلسفة الإنسانية. في المادية, حيث إن الإنسان يخسر جسده عند الموت, هو يتوقف عن التواجد كشخصية؛ في وحدة الوجود, حيث إن الله ليس لديه جسم, لذلك, هو ليس شخص. النوع الفائق عن الإنسان لشخصية تقدمية يعمل في وحدة من عقل وروح.
1:5.13 (29.3) ليست الشخصية ببساطة سمة لله؛ إنما تقف لأجل مجمل الطبيعة اللانهائية المتناسقة والمشيئة الإلَهية الموَحَدة التي تُعرض في أبدية وكونية التعبير المثالي. الشخصية, بالمغزى السامي, هي وحي الله إلى كون الأكوان.
1:5.14 (29.4) الله, كائن أبدي, كوني, مُطلق, ولانهائي, لا ينمو في المعرفة ولا يزداد في الحكمة. الله لا يكتسب خبرة, كما الإنسان المتناهي قد يُخمن أو يفهم, ولكنه, من خلال عوالم شخصيته الأبدية, يتمتع بتلك التوسعات المستمرة من الإدراك-الذاتي التي هي بطرق معينة مماثلة إلى, وتتشابه مع, تحصيل تجربة جديدة بالمخلوقات المتناهية للعوالم التطورية.
1:5.15 (29.5) الكمال المُطلق لله اللانهائي قد يسبب له معاناة القيود الفظيعة لنهائية باتة من الكمال لو لم يكن لحقيقة أن الأب الكوني يشارك مباشرة في نضال شخصية كل نفس غير مثالية في الكون الواسع التي تسعى, بمساعدة إلَهية, لأن ترتقي إلى العوالم المثالية روحياً على العُلى. هذه التجربة التقدمية لكل كائن روح وكل مخلوق بشري في جميع أنحاء كون الأكوان هي جزء من الوعي الإلَهي الدائم الإتساع للأب من الدائرة الإلَهية غير المنتهية من تحقيق ذات لا يتوقف.
1:5.16 (29.6) إنه حرفياً صحيح: "في كل ابتلاءاتك هو محزون." "في كل انتصاراتك هو منتصر فيك ومعك." روحه الإلَهي السابق الشخصي جزء حقيقي منك. جزيرة الفردوس تستجيب لكل التحولات الفيزيائية في كون الأكوان؛ الإبن الأبدي يحوي جميع الدوافع الروحية لكل الخلق؛ العامل الموحد يكتنف كل تعبير العقل للفلك المتوسع. الأب الكوني يعي بملئ الوعي الإلهي كل التجربة الفردية للصراعات التقدمية للعقول المتوسعة والأرواح الصاعدة لكل كينونة, كائن, وشخصية من كل الخلق التطوري في الزمان والفضاء. وكل هذا صحيح حرفياً, لأنه "فيه كلنا نعيش ونتحرك ولدينا كياننا."
1:6.1 (29.7) الشخصية الإنسانية هي ظل صورة الزمان-الفضاء المسبوكة بشخصية الخالق الإلهي. ولا واقع أمر يمكن أبداً أن يُفهم بصورة ملائمة بفحص ظله. ينبغي تفسير الظلال من حيث الجوهر الحقيقي.
1:6.2 (30.1) الله إلى العِلم سبب, إلى الفلسفة فكرة, وإلى الدِين شخص, حتى الأب السماوي المُحِب. الله إلى العالِم هو قوة أولية, إلى الفيلسوف افتراض من وحدة, وإلى المتدين تجربة روحية حية. مفهوم الإنسان غير الكافي عن شخصية الأب الكوني يمكن تحسينه فقط بتقدم الإنسان الروحي في الكون وسيصبح ملائماً حقاً فقط عندما حجاج الزمان والفضاء أخيراً ينالون المُعانقة الإلَهية لله الحي على الفردوس.
1:6.3 (30.2) لا تغفل عن وجهات نظر الآراء المعاكسة عن الشخصية كما تُفهم بالله والإنسان. الإنسان ينظر إلى ويفهم الشخصية متطلعاً من المتناهي إلى اللانهائي. الله يتطلع من اللانهائي إلى المتناهي. الإنسان يملك أدنى أنواع الشخصية؛ الله يملك الأعلى, حتى سامي, ومُنتهى, ومُطلق. لذلك أفضل المفاهيم عن الشخصية الإلَهية عليها الإنتظار بصبر ظهور أفكار مُحسَنة عن الشخصية الإنسانية, خاصة الوحي المُحَّسَن لكِلا الشخصية الإنسانية والإلَهية في حياة الإغداق اليورانشي لميخائيل, الإبن الخالق.
1:6.4 (30.3) الروح الإلهي السابق الشخصي الذي يسكن العقل البشري يحمل في ذات حضوره, البرهان الصحيح لوجوده الفعلي, لكن مفهوم الشخصية الإلهية يمكن أن يُدرك فقط بالبصيرة الروحية للتجربة الدينية الشخصية الأصيلة. أي شخص, إنساني أو إلهي, يمكن أن يُعرَف ويُفهم بالتمام على حدة من ردود الفعل الخارجية أو الحضور المادي لذلك الشخص.
1:6.5 (30.4) درجة ما من التقارب المعنوي والإنسجام الروحي هي ضرورية للصداقة بين شخصين؛ شخصية محبة بالكاد تستطيع أن تكشف ذاتها إلى شخص عديم المحبة. حتى الإقتراب من معرفة شخصية إلهية, كل هبات شخصية الإنسان يجب أن تكرَس كلياً إلى المجهود؛ التكريس الجزئي, بنصف قلب سيكون غير مُجدي.
1:6.6 (30.5) كلما كان الإنسان أكثر تفهماً لنفسه ويقدر القيم الشخصية لزملائه, كلما زاد شغفه بمعرفة الشخصية الأصلية, والأكثر اجتهاداً هكذا إنسان عارف الله سيبذل قصارى جهده ليصبح مثل الشخصية الأصلية. يمكنك المجادلة في آراء حول الله, لكن التجربة معه وفيه تتواجد فوق وما بعد كل جدال إنساني ومجرد منطق فكري. الإنسان العارف الله يصف تجاربه الروحية, ليس لإقناع غير المؤمنين, بل لأجل التوعية والرضى المتبادل للمؤمنين.
1:6.7 (30.6) الإفتراض بأن الكون يمكن أن يُعرَف, وبأنه واضح, هو أن تفترض بأن الكون صُنع بعقل ويُدار بشخصية. عقل الإنسان يستطيع فقط أن يعي ظواهر العقل لعقول أخرى, سواء كانوا إنسانيين أو فائقين عن الإنسان. إذا كانت شخصية الإنسان تستطيع أن تختبر الكون, هناك عقل إلَهي وشخصية فعلية مستتران بمكان ما في ذلك الكون.
1:6.8 (30.7) الله روح ــ شخصية روح؛ الإنسان كذلك روح ــ شخصية روح محتملة. يسوع الناصري نال الإدراك التام لهذا الإحتمال لشخصية روح في تجربة إنسانية؛ لذلك حياته لإنجاز مشيئة الأب تصبح كشف الإنسان الأكثر حقيقةً ومثالاً لشخصية الله. على الرغم من أن شخصية الأب الكوني يمكن أن تُفهم فقط بالتجربة الدينية الفعلية, في حياة يسوع الأرضية نحن ملهمين بالشرح المثالي لهكذا إدراك وكشف لشخصية الله في تجربة إنسانية حقة.
1:7.1 (31.1) عندما تكلم يسوع عن "الله الحي," هو أشار إلى إلَه شخصي ــ الأب في السماء. مفهوم شخصية الإلَه تيسر الزمالة؛ إنها تحبذ العبادة الذكية؛ إنها تروج الثقة المنعشة. التفاعلات يمكن أن تكون بين الأشياء غير الشخصية, لكن ليس الزمالة. علاقة الزمالة للأب والإبن, كما بين الله والإنسان لا يمكن التمتع بها إلا إذا كان كِلاهما أشخاص. فقط الشخصيات يمكنها التواصل مع بعضها, وإن كان هذا التواصل للشخصية يمكن تسهيله بشكل كبير بحضور مجرد هكذا كيان لا-شخصي كضابط الفكر.
1:7.2 (31.2) لا ينجز الإنسان الإتحاد مع الله كما نقطة الماء قد تجد وحدة مع المحيط. يُحرز الإنسان الإتحاد الإلهي بمخالطة روحية متبادلة تقدمية, بمخالطة شخصية مع الله الشخصي, بالتحصيل بشكل متزايد للطبيعة الإلهية من خلال الامتثال الذكي ومن كل القلب إلى المشيئة الإلَهية. هكذا علاقة رائعة يمكن أن تتواجد فقط بين شخصيات.
1:7.3 (31.3) مفهوم الحق قد يُضَمر ربما بصرف النظر عن الشخصية, مفهوم الجمال قد يتواجد بدون الشخصية, لكن مفهوم الصلاح الإلَهي يُفهم فقط في العلاقة إلى الشخصية. فقط شخص يستطيع أن يُحِب ويُحَب. حتى الجمال والحق سيُطلقان من أمل البقاء إذا لم يكونا من سجايا إله شخصي, أب مُحِب.
1:7.4 (31.4) لا يمكننا أن نفهم تماماً كيف أن الله يمكن أن يكون أولياً, غير متغير, كلي القدرة, ومثالي, وفي الوقت ذاته يكون مُحاطاً بكون دائم التغيير وعلى ما يبدو كون محدود بقانون, كون متطور بعيوب نسبية. لكننا نستطيع أن نعرف هكذا حقيقة في تجربتنا الشخصية الخاصة حيث كلنا نحافظ على هوية شخصية ووحدة مشيئة على الرغم من التغيير الدائم لكِلا أنفسنا وبيئتنا.
1:7.5 (31.5) واقعية الكون النهائية لا يمكن إدراكها بالرياضيات, المنطق, أو الفلسفة, إلا من خلال تجربة شخصية في مطابقة تصاعدية إلى المشيئة الإلهية لإله شخصي. لا العِلم, الفلسفة, ولا اللاهوت تستطيع إثبات شخصية الله. فقط التجربة الشخصية لأبناء الإيمان للأب السماوي تستطيع أن تُحدِث الإدراك الروحي الفعلي لشخصية الله.
1:7.6 (31.6) المفاهيم الأعلى لشخصية كون تعني: هوية, وعي ذاتي, مشيئة ذاتية, وإمكانية لأجل الكشف الذاتي. وتلك الصِفات كذلك تعني زمالة مع شخصيات أخرى ومساوية, كتلك الموجودة في الإرتباطات الشخصية لآلهة الفردوس. والوحدة المُطلقة لتلك الإرتباطات مثالية للغاية بحيث تصبح الألوهية معروفة بعدم قابليتها للإنقسام, بالوحدة, "الرب الإلَه هو واحد" عدم الإنقسامية للشخصية لا تتداخل مع إغداق الله لروحه لتعيش في قلوب الناس البشر. عدم انقسامية شخصية الأب الإنساني لا تمنع توالد أبناء وبنات بشريين.
1:7.7 (31.7) هذا المفهوم لعدم الإنقسامية بالإشتراك مع مفهوم الوحدة يعني تجاوز كِلا الزمان والفضاء بنهائية الإلَه؛ لذلك لا الفضاء ولا الزمان يستطيعان أن يكونا مُطلقان أو لانهائيان. المصدر والمركز الأول هو ذلك اللانهائي الذي يتجاوز بشكل مطلق كل عقل, كل مادة, وكل روح.
1:7.8 (31.8) واقع ثالوث الفردوس ولا بأي أسلوب يخالف حقيقة الوحدة الإلهية. الشخصيات الثلاثة لإلَه الفردوس هم, في كل تفاعلات واقع الكون وفي كل علاقات المخلوق, كواحدة. ولا تواجد هؤلاء الأشخاص الأبديين الثلاثة يخالف حقيقة عدم انقسامية الإلَه. أنا أدرك تماماً بأنه ليس لدي في إمرتي لغة كفء للتوضيح إلى العقل البشري كيف تبدو مشاكل الكون تلك لنا. لكن يجب ألا تصبح مثبط الهمة؛ ليست كل تلك الأشياء واضحة كلياً حتى إلى الشخصيات العليا المنتمية إلى فئتي من كائنات الفردوس. دائماً ضع في اعتبارك بأن تلك الحقائق العميقة المتعلقة بالإله ستتضح بتزايد بينما يصبح عقلك روحانياً تقدمياً في أثناء الحقب المتتالية من الإرتقاء البشري الطويل إلى الفردوس.
1:7.9 (32.1) [ قُدمت بمستشار إلَهي, عضو جماعة من الشخصيات السماوية المعينة بقدماء الأيام على يوﭭرسا, مركز إدارة الكون العظيم السابع, للإشراف على تلك الأجزاء من هذا الوحي التي لها علاقة بشؤون أبعد من حدود الكون المحلي نِبادون. أنا مُكلَف برعاية هذه المقالات المصورة لطبيعة وسجايا الله لأنني أمثل أعلى مصدر لمعلومات مُتاحة لهذا الغرض على أي عالَم مسكون. أنا خدمت كمستشار إلَهي في كل السبعة من الأكوان العظمى وسكنت طويلاً عند مركز الفردوس لكل الأشياء. مرات كثيرة استمتعت بالسرور السامي للإمتثال في الحضور الشخصي المباشر للأب الكوني. أنا أصور واقع وحقيقة طبيعة وسجايا الأب بسلطة غير قابلة للطعن؛ أنا أعرف عما أتكلم. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 2
2:0.1 (33.1) بقدر ما أن أعلى مفهوم مُمكن للإنسان عن الله محتوى ضمن الفكرة والمثال الأعلى الإنسانيين لشخصية أولية ولانهائية, فإنه يجوز, وربما يكون من المفيد, دراسة صِفات معينة للطبيعة الإلهية التي تشكل طبيعة الإله. أفضل ما يمكن أن تُفهَم طبيعة الله بوحي الأب الذي ميخائيل من نِبادون قد بسط في تعاليمه العديدة وفي حياته البشرية الرائعة في الجسد. يمكن كذلك أن تُفهم الطبيعة الإلهية بشكل أفضل بالإنسان إذا كان يعتبر نفسه كطفل لله ويتطلع إلى الخالق الفردوسي كأب روحي حقيقي.
2:0.2 (33.2) يمكن دراسة طبيعة الله في وحي من الأفكار السامية, يمكن تصور الصِفة الإلهية على أنها تصوير للمُثل العليا, لكن الأكثر تنويراً ومهذب روحياً من كل كشوف الطبيعة الإلهية يمكن العثور عليه في فهم الحياة الدينية ليسوع الناصري, معاً قبل وبعد إحرازه الوعي التام للألوهية. إذا أُخِذت الحياة المتجسدة لميخائيل كخلفية لوحي الله إلى الإنسان, قد نحاول أن نضع في رموز كلمات إنسانية, أفكار ومُثل معينة تختص بالطبيعة الإلهية والتي ربما قد تساهم في تنوير إضافي وتوحيد المفهوم الإنساني لطبيعة وصِفة شخصية الأب الكوني.
2:0.3 (33.3) في كل جهودنا لتكبير وروحنة المفهوم الإنساني عن الله. نحن معاقون على نحو جسيم بالإستطاعة المحدودة للعقل البشري. نحن كذلك معاقون بشكل جدي في تنفيذ مهمتنا بمحدودات اللغة وبفقر المادة التي يمكن استخدامها لأهداف التوضيح أو المقارنة في جهودنا لتصوير القيم الإلهية ولتقديم المعاني الروحية إلى العقل البشري المتناهي, للإنسان. كل جهودنا لتكبير المفهوم الإنساني عن الله ستكون عقيمة تقريباً لو لم يكن للحقيقة بأن العقل البشري مسكون بالضابط المُغدَق من الأب الكوني وتسري فيه روح الحق للإبن الخالق. معتمدون, لذلك, على حضور هذه الأرواح الإلهية في قلب الإنسان لأجل المساعدة في توسيع المفهوم عن الله, أنا بابتهاج آخذ على عاتقي تنفيذ مأموريتي لمحاولة التصوير الإضافي لطبيعة الله إلى عقل الإنسان.
2:1.1 (33.4) "لمس اللانهائي, لا نتمكن من العثور عليه. الخُطى الإلهية ليست معروفة." "فهمه لانهائي وعظمته لا تُبحث." النور المُعمي لحضور الأب كأنه إلى مخلوقاته الوضيعة هو على ما يبدو "ساكن في الظلمة الكثيفة." ليس فقط أفكاره وخططه لا تُبحث, لكنه "يصنع أشياء عظيمة وعجيبة بدون عدد." "الله عظيم, لا نفهمه, ولا يُمكن البحث في عدد سنواته." "أيسكن الله في الحقيقة على الأرض؟ أنظر, السماء (الكون) وسماء السماوات (كون الأكوان) لا يمكنها أن تحتويه." "كم هي خفية أحكامه وطرقه معرفتها منصرمة"!
2:1.2 (34.1) "لا يوجد سوى إله واحد, الأب اللانهائي, الذي هو كذلك خالق أمين." "الخالق الإلَهي هو كذلك المُنظم الكوني, مصدر ومصير النفوس, هو النفس السامية, والعقل الأولي, والروح غير المحدود لكل الخلق." "المتحكم العظيم لا يقترف أخطاء. هو متألق في جلال ومجد." "الله الخالق يخلو كلياً من الخوف والعداوة. هو خالد, أبدي, كائن بذاته, إلهي, وكريم." "كم نقي وجميل, كم عميق ولا يُدرك غوره السلف السماوي لكل الأشياء!" "اللانهائي هو الأكثر امتيازاً حيث أنه يمنح ذاته للناس. هو البداية والنهاية. الأب لكل هدف صالح ومثالي." "مع الله كل الأشياء ممكنة؛ الخالق الأبدي هو سبب الأسباب."
2:1.3 (34.2) على الرغم من لانهائية التجليات المدهشة لشخصية الأب الأبدية والكونية, هو قطعياً واعٍ للذات لكِلا لانهائيته وأبديته؛ بالمثل يعلم تماماً كماله وقدرته. هو الكائن الوحيد في الكون, على حدة من منسقيه الإلهيين, الذي يختبر تقديراً تاماً ولائقاً ومثالياً عن ذاته.
2:1.4 (34.3) الأب باستمرار وبدون فشل يُلبي حاجة المفاضلة من طلب ذاته كما تتغير من وقت إلى وقت في قطاعات مختلفة من كونه الرئيسي. الله العظيم يعرف ويفهم ذاته؛ هو لانهائياً واعٍ ذاتياً لكل سجاياه الأولية من الكمال. ليس الله حادثاً فلكياً؛ ولا هو مختبـِر كوني. قد ينخرط سلاطين الأكوان في مغامرة؛ وآباء الأبراج قد يختبـِرون؛ ورؤساء الأنظمة قد يمارسون؛ لكن الأب الكوني يرى النهاية من البداية, وخطته الإلهية وهدفه الأبدي يحتضنان ويفهمان فعلياً كل التجارب وكل المغامرات لكل رعاياه في كل عالَم ونظام وبُرج في كل كون من مجالاته الشاسعة.
2:1.5 (34.4) لا شيء جديد إلى الله, ولا حادثة فلكية أبداً تأتي كمفاجأة؛ هو يسكن دائرة الأبدية. هو بلا بداية أو نهاية أيام. لله ليس هناك ماضي, أو حاضر أو مستقبل؛ كل الزمن حاضر عند أي لحظة. هو الأنا العظيم والوحيد.
2:1.6 (34.5) الأب الكوني قطعياً وبإطلاق لانهائي في كل سجاياه, وهذه الحقيقة, في ومن ذاتها, تغلقه تلقائياً عن كل الإتصالات الشخصية المباشرة مع كائنات مادية متناهية وذكاءات مخلوقة متواضعة أخرى.
2:1.7 (34.6) وهذا كله يستلزم هكذا ترتيبات للإتصال والتواصل مع مخلوقاته المتنوعة كما قد تم تعيينهم, أولاً, في شخصيات أبناء الله الفردوسيين, الذين, على الرغم من كمالهم في الألوهية, كذلك غالباً يشاركون من طبيعة ذات الجسد والدم للشعوب الكوكبية, مصبحون واحداً منكم وواحداً معكم؛ وبالتالي, إذا جاز التعبير, يصبح الله إنساناً, كما حدث في إغداق ميخائيل, الذي دُعي بالتبادل ابن الله وابن الإنسان. وثانياً, هناك شخصيات الروح اللانهائي, الرُتب المتنوعة من المضيفين السيرافيين وذكاءات سماوية أخرى التي تدنو من الكائنات المادية من الأصل المتواضع وبطرق كثيرة تسعف لهم وتخدمهم. وثالثاً, هناك المَراقب الغامضة اللا-شخصية, ضباط الفكر, المنحة الفعلية من الله العظيم ذاته أرسلت لتسكن من هم مثل أناس يورانشيا, مُرسلين بدون إعلان وبدون تفسير. في فيض لا ينتهي ينحدرون من أعالي المجد لكي يُنعموا إلى ويسكنوا العقول المتواضعة لأولئك البشر الذين يملكون الإستطاعة لوعي الله أو الإمكانية لذلك.
2:1.8 (35.1) بهذه الطُرق وكثير غيرها, في طرق غير معروفة لك وكلياً ما بعد الفهم المتناهي, الأب الفردوسي بمحبة وعن طيب خاطر يتنازل أو بطريقة أخرى يعدل, ويخفف, ويُلَطف لانهائيته لأجل أن يستطيع أن يدنو أقرب للعقول المتناهية لأبنائه المخلوقات. وهكذا, خلال سلسلة من توزيعات للشخصية التي هي مطلقة بتناقص, يتمكن الأب اللانهائي من التمتع باتصال قريب مع الذكاءات المتنوعة للعوالم الكثيرة من كونه البعيد المدى.
2:1.9 (35.2) كل هذا قد قام به, والآن يقوم به, وإلى الأبد سوف يواصل القيام به, دون أقل انتقاص من حقيقة وواقع لانهائيته, أبديته, وأوليته. وهذه الأمور صحيحة على الإطلاقً, على الرغم من صعوبة فهمها, أو الغموض الذي تستتر به, أو استحالة كونها مفهومة تماماً بواسطة مخلوقات كالتي تسكن على يورانشيا.
2:1.10 (35.3) لأن الأب الأول لانهائي في خططه وأبدي في أهدافه, إنه مستحيل بالطبيعة لأي كائن متناه أن يدرك أبداً أو يفهم تلك الخطط والأهداف الإلهية في ملئها. يستطيع الإنسان البشري لمح أهداف الأب فقط الآن وبعد, هنا وهناك, كما تنكشف فيما يتعلق بتنفيذ العمل لخطة ارتقاء المخلوق على مستوياتها المتتالية من تقدمية الكون. ولو إن الإنسان لا يستطيع أن يحيط بمغزى اللانهائية, فإن الأب اللانهائي بشكل كامل وبالتأكيد يفهم كلياً ويضم بمحبة كل تناهي جميع أبنائه في كل الأكوان.
2:1.11 (35.4) الألوهية والأبدية يُقاسم الأب مع أعداد كبيرة من كائنات الفردوس الأعلى, لكننا نتساءل عما إذا اللانهائية والأولية الكونية المترتبة على ذلك مُشاركة كلياً مع أي سوى مساعديه المنسقين من ثالوث الفردوس. لانهائية الشخصية, ينبغي, بالضرورة, أن تضم كل تناهي للشخصية؛ من هنا الحقيقة -- الحقيقة الحرفية -- للتعليم الذي يعلن بأن "فيه نعيش ونتحرك ولدينا كياننا." ذلك الجزء من الإله الطاهر للأب الكوني الذي يسكن الإنسان البشري هو جزء من لانهائية المصدر والمركز الأول العظيم, أب الآباء.
2:2.1 (35.5) حتى أنبياؤكم القدماء فهموا طبيعة الأب الكوني الدائرية الأبدية, التي لا تبدأ ولا تنتهي. الله حرفياً وأبدياً موجود في كون أكوانه. هو يسكن اللحظة الحاضرة بكل جلاله المُطلق وعظمته الأبدية. "لدى الأب حياة في ذاته, وهذه الحياة هي حياة أبدية." على مر العصور الأبدية لقد كان الأب الذي "يعطي لكل الحياة." هناك مثالية لانهائية في كمال الألوهية. "أنا الرب; أنا لا أتغير." تفشي معرفتنا عن كون الأكوان ليس فقط بأنه أب الأنوار, بل كذلك بأنه في تصريفه شؤون ما بين الكواكب هناك "لا تبدُل ولا ظل من التغيير." هو "يعلن النهاية من البداية." يقول: "مشورتي ستدوم؛ سأفعل كل مسراتي." "وفقاً للهدف الأبدي الذي قصدت في إبني." هكذا هي خطط وأهداف المصدر والمركز الأول مثل ذاته: أبدية, مثالية, ولا متغيرة إلى الأبد.
2:2.2 (35.6) هناك نهائية من الإتمام وكمال من الإمتلاء في أوامر الأب. "كل ما يفعل الله, سوف يبقى إلى الأبد؛ لا شيء يمكن أن يُزاد إليه أو أي شيء يؤخذ منه." الأب الكوني لا يتوب من أهدافه الأساسية من الحكمة والكمال. خططه ثابتة, رأيه مستقر, بينما أعماله إلَهية ومنزهة عن الخطأ. "ألف سنة في نظره هي كالأمس عندما تمر وكهزيع من الليل." كمال الألوهية وجسامة الأبدية هما إلى الأبد ما بعد الإدراك الكامل لعقل الإنسان البشري المحدود.
2:2.3 (36.1) ردود أفعال إله غير متغير, في تنفيذ هدفه الأبدي, قد تبدو أن تختلف وفقاً للموقف المتغير والعقول المتبدلة للعاقلين الذين خلقهم؛ ذلك, أنها قد تختلف ظاهرياً وسطحياً؛ لكن تحت السطح وتحت كل المظاهر الخارجية لا يزال هناك حاضر الهدف الذي لا يتغير, الخطة الأزلية, لله الأبدي.
2:2.4 (36.2) خارجاً في الأكوان, يجب أن يكون الكمال بالضرورة مصطلح نسبي, لكن في الكون المركزي وخاصة على الفردوس, الكمال غير مُخفَف؛ بل إنه مُطلق في مراحل معينة. تجليات الثالوث تُنوع عرض الكمال الإلَهي لكنها لا تخفف منه.
2:2.5 (36.3) تتكون أولية كمال الله ليس فقط في البِر المفترض بل بالأحرى في الكمال الفطري لصلاح طبيعته الإلَهية. هو نهائي, تام, ومثالي. ليس هناك شيء مفتقر إليه في جمال وكمال صفته البارة. وكل النهج للوجودات الحية على عوالم الفضاء مُرَكز في الهدف الإلهي لرفع كل مخلوقات المشيئة إلى المصير العالي لتجربة تقاسم كمال فردوس الأب. ليس الله أنانياً ولا مُحتوى-ذاتياً؛ هو لا يكف عن إغداق ذاته على كل المخلوقات الواعية للذات لكون الأكوان الشاسع.
2:2.6 (36.4) الله أبدياً ولانهائياً مثالي, لا يستطيع شخصياً معرفة غير الكمال كتجربته الخاصة, لكنه يُشارك وعي كل تجارب عدم الكمال مع جميع المخلوقات المجاهدة من الأكوان التطورية لجميع أبناء الفردوس الخالقين. اللمسة الشخصية والمحررة لإله الكمال تظلل على قلوب وتلف طبائع كل أولئك المخلوقات البشرية الذين ارتقوا إلى مستوى الكون من التمييز الأخلاقي. بهذا الأسلوب, وكذلك من خلال إتصالات الحضور الإلَهي, يشترك الأب الكوني فعلياً في التجربة مع عدم النضوج وعدم الكمال في المهنة المتطورة لكل كائن أخلاقي في الكون بأكمله.
2:2.7 (36.5) القيود الإنسانية, الشر المحتمل, ليست جزءاً من الطبيعة الإلهية, لكن تجربة البشري مع الشر وكل علاقات الإنسان إلى هذا هما بكل تأكيد جزء من الإدراك الذاتي الدائم الإتساع لله في أبناء مخلوقات--الزمان ذوي المسؤولية الأخلاقية الذين خُلقوا أو تطوروا بكل إبن خالق خارج من الفردوس.
2:3.1 (36.6) الله بار, لذلك هو عادل. "الرب بار في كل طُرقه." "لم أفعل كل ما فعلت بلا سبب, يقول الرب." "أحكام الرب حق وبارة معاً." عدالة الأب الكوني لا يمكن أن تتأثر بأعمال وأداءات مخلوقاته, "لأنه ليس هناك ظلم مع الرب إلَهنا, لا محاباة أشخاص, ولا أخذ لهدايا".
2:3.2 (36.7) كم هو عقيم جعل طعون صبيانية إلى هكذا إله لتعديل أحكامه غير المتغيرة حتى نتمكن من تجنب العواقب العادلة لعمل قوانينه الطبيعيه الحكيمة وتفويضاته الروحية البارة! "لا تنخدع؛ الله لا يُسخَر منه, لأن أي ما يزرعه إنسان ذلك أيضاً سوف يحصده." صحيح, حتى في عدل جني حصاد العمل الخاطئ, هذا العدل الإلَهي دائماً مُلطف بالرحمة. الحكمة اللانهائية هي الفيصل الأبدي الذي يقرر نسب العدل والرحمة التي ستُكال في أي حالة معينة. أعظم قصاص (في الواقع نتيجة حتمية) لعمل الشر والتمرد المتعمد ضد حكومة الله هي خسارة الوجود كفرد خاضع لهذه الحكومة. النتيجة الأخيرة للخطيئة من كل القلب هي الإبادة. في التحليل الأخير, هكذا أفراد مُعرفين بالخطيئة قد أهلكوا ذاتهم بصيرورتهم كلياً غير واقعيين من خلال احتضانهم للإثم. الإختفاء الواقعي لهكذا مخلوق, على كل حال, دائماً يؤخَر إلى أن يكون النظام المعين للعدل الساري في ذلك الكون قد اُمتُثل به تماماً.
2:3.3 (37.1) توقف الوجود يُقَرَر عادة عند الإفتقاد الإلهي أو الإبراء القضائي للحيز أو العوالم. على عالَم مثل يورانشيا يأتي عند نهاية الإعفاء الكوكبي. توقف الوجود يمكن أن يُقضى به في مثل هكذا أوقات من خلال العمل المنسق لجميع محاكم الإختصاص الممتدة من مجلس الشورى الكوكبي صعوداً خلال دور قضاء الإبن الخالق إلى أحكام محاكم قدماء الأيام. تنشأ مأمورية الإهلاك في المحاكم العليا في الكون العظيم إثر إثباتات غير منقطعة من الإتهامات الناشئة من جو إقامة الخاطئ؛ وبعدئذٍ, عندما يُثبَت حُكم الإبادة عند العُلى, يكون التنفيذ بالعمل المباشر لهؤلاء القضاة الساكنين على, والعاملين من مركز إدارة الكون العظيم.
2:3.4 (37.2) عندما يُثبت هذا الحُكم نهائياً, يُصبح الكائن المُعرف بالخطيئة لحظياً كأنه لم يكن. ليس هناك بعث من هكذا موت؛ إنه أزلي وأبدي. يتم حل عوامل الطاقة الحية للهوية عن طريق تحولات الزمن واستحالات الفضاء نحو احتمالات فلكية من حيث ظهرت مرةً. أما بالنسبة لشخصية الفرد الجائر, فإنها تُحرَم من استمرار عربة الحياة بفشل المخلوق في جعل تلك الإختيارات والقرارات النهائية التي كان من شأنها أن تضمن الحياة الأبدية. عندما الإحتضان المستمر للخطيئة بالعقل الملازم يبلغ ذروته في تعرُف ذاتي تام مع الإثم, عندئذٍ عند انقطاع الحياة, عند الإنحلال الفلكي, هكذا شخصية معزولة تُجهض في النفس الفوقية للخلق, مصبحة جزءاً من التجربة المتطورة للكائن الأسمى, أبداً لا تظهر مجدداً كشخصية؛ تصبح هويتها كأنها لم تكن أبداً. في حالة شخصية مسكونة بضابط, تتخلف قيم الروح الاختبارية في واقع الضابط المستمر.
2:3.5 (37.3) في أي منافسة كونية بين مستويات فعلية للواقع, الشخصية من المستوى الأعلى بالنهاية ستنتصر على الشخصية من المستوى الأدنى. هذه النتيجة الحتمية لخلاف كوني هي متأصلة في حقيقة أن ألوهية النوعية تساوي درجة الواقعية أو الفعلية لأي مخلوق مشيئة. الشر غيرالمُخَفف, الخطأ التام, الخطيئة المتعمدة, والإثم غير المُلطف هي بطبيعتها وتلقائياً انتحارية. هكذا مواقف من عدم الواقعية الفلكية يمكنها البقاء على قيد الحياة في الكون فقط بسبب طول أناة الرحمة المؤقت بانتظار عمل الآليات المقررة للعدل والواجدة للإنصاف لمحاكم الكون ذات القضاء الصالح.
2:3.6 (37.4) حُكم الأبناء الخالقين في الأكوان المحلية هو واحد من الخلق والروحانية. يكرس هؤلاء الأبناء ذاتهم للتنفيذ الفعال لخطة الفردوس من الإرتقاء البشري التقدمي, لإعادة تأهيل المتمردين وخاطئي التفكير, لكن عندما يتم رفض كل هذه الجهود المُحبة نهائياً وإلى الأبد, يُنَّفَذ المرسوم النهائي بالإنحلال من قِبل القوى العاملة تحت سلطة القضاء لقدماء الأيام.
2:4.1 (38.1) الرحمة هي ببساطة العدالة مُلطفة بتلك الحكمة التي تنمو من كمال المعرفة والإعتراف الكامل بالضعف الطبيعي والمعوقات البيئية للمخلوقات المتناهية. "إلَهنا مملوء بالشفقة, كريم, وهو طويل الأناة, ووافر في الرحمة." لذلك "كل من يدعو الرب سُيخلص," "لأنه سيسامح بوفرة." "رحمة الأب من الأبد وإلى الأبد؛" نعم, رحمته تدوم إلى الأبد." "أنا الرب الذي يقضي محبة شفوقة, قضاء وبِر في الأرض, لأنه في هذه الأشياء أنا أفرح." "لا أُؤلم بطيب خاطر ولا أُحزن أبناء الناس," لأني "أب الرحمات وإله كل راحة."
2:4.2 (38.2) الله فطرياً لطيف, طبيعياً حنون, وأزلياً رحيم, وأبداً ليس من الضروري أن يُجلب أي تأثير ليُحمل على الأب لكي يستدعي لطفه المحب. حاجة المخلوق كافية كلياً لكي تضمن التدفق الكامل لرحمات الأب الرقيقة ونعمته المخَّلصة. بما أن الله يعلم كل شيء عن أولاده, فإنه هين عليه أن يسامح. كلما فهم الإنسان جاره بشكل أفضل, سيكون من الأسهل أن يسامحه, وحتى أن يحبه.
2:4.3 (38.3) فقط إدراك الحكمة اللانهائية يُمكـَّن إلهاً باراً من إسعاف العدل والرحمة في نفس الوقت وفي أي حالة كونية مُعطاة. الأب السماوي لا يتقطع أبداً بالمواقف المتناقضة نحو أبناء كونه؛ ليس الله أبداً ضحية للتناقض الموقفي. معرفة الله بكل شيء توجه بلا كلل مشيئته الحرة في اختيار ذلك التصرف الكوني الذي بكمال, في آن واحد, وبالتساوي, يُرضي كل متطلبات سجاياه الإلهية والصفات اللانهائية لطبيعته الأبدية.
2:4.4 (38.4) الرحمة هي النتاج الطبيعي والحتمي للخير والمحبة. الطبيعة الصالحة للأب المُحِب لا يمكن أن تمنع الإسعاف الحكيم للرحمة لكل عضو من كل فئة من أبناء كونه. العدل الأبدي والرحمة الإلهية يشكلان معاً ما قد يُدعى في التجربة الإنسانية إنصافاً.
2:4.5 (38.5) تمثل الرحمة الإلهية تقنية إنصاف من التعديل بين مستويات الكون من الكمال والنقص. الرحمة هي عدالة السمو مكيفة وفقاً لحالات المتناهي المتطور, برِ الأبدية مُكيف لتلبية أعلى مصالح ورفاهية الكون لأبناء الزمان. ليست الرحمة إخلال بالعدالة إنما تفسير متفهم لمتطلبات العدل السامي كما يُطبق بإنصاف إلى الكائنات الروحية التابعة وإلى المخلوقات المادية للأكوان المتطورة. الرحمة هي عدالة ثالوث الفردوس المتفقد بحكمة ومحبة على الذكاءات المتعددة من خلائق الزمان والفضاء كما صيغت بالحكمة الإلهية وقُررت بالعقل العالم بكل شيء والمشيئة الحرة السائدة للأب الكوني وكل الخالقين المرتبطين معه.
2:5.1 (38.6) "الله محبة"؛ لذلك موقفه الشخصي الوحيد تجاه شؤون الكون هو دائماً تفاعل من العطف الإلَهي. الأب يحبنا بما يكفي ليغدق حياته علينا. "يجعل شمسه تُشرق على الشرير وعلى الصالح ويرسل أمطاره على العادل وعلى الظالم."
2:5.2 (39.1) إنه من الخطأ التفكير في الله بأنه يُقنَع بمحبة أولاده بسبب تضحيات أبنائه أو وساطة مخلوقاته التابعة, "لأن الأب نفسه يحبكم." إنه في تجاوب لهذا العطف الأبوي بأن الله يرسل ضباطه الرائعين ليسكنوا عقول الناس. محبة الله كونية؛ "من شاء يمكنه المجيء." هو يرغب بأن "كل الناس ينجوا بالمجيء نحو معرفة الحقيقة." هو "ليس راغباً بأن يفنى أي منهم."
2:5.3 (39.2) الخالقون هم أول من يحاول تخليص الإنسان من النتائج الكارثية لإنتهاكه الغبي للقوانين الإلَهية. حب الله هو بطبيعته عطف أبوي؛ لذلك هو أحياناً "يؤدبنا من أجل مصلحتنا الخاصة, بحيث يمكننا أن نكون مُقاسمين في قداسته." حتى في أثناء ابتلاءاتك الحادة تذكر بأنه "في كل مصائبنا هو محزون معنا."
2:5.4 (39.3) يشفق الله إلَهياً على الخاطئين. عندما يعود المتمردون إلى البِر, هم يُستقبَلون برحمة, "لأن إلَهنا سيسامح بوفرة." "أنا من يمسح تعدياتك لخاطري, ولن أتذكر خطاياك." "أنظر أي أسلوب محبة أغدق به علينا الأب بحيث سنُدعى أبناء الله."
2:5.5 (39.4) بعد كل شيء, أعظم دليل على خير الله والسبب السامي لمحبته هو هدية الأب الساكنة ــ الضابط الذي ينتظر بصبر الساعة عندما كلاكما ستُجعلان واحداً إلى الأبد. ولو إنك لا تستطيع أن تجد الله بالبحث, إذا كنت ستخضع إلى قيادة الروح الساكن, سوف تُرشَد بدون خطأ, خطوة بعد خطوة, حياة بعد حياة, خلال كون على كون, وعصر بعد عصر, إلى أن تقف أخيراً في حضرة الشخصية الفردوسية للأب الكوني.
2:5.6 (39.5) كم هو غير معقول بأنك لا تعبد الله لأن قيود الطبيعة الإنسانية ومعوقات خلقك المادي تجعل من المستحيل بالنسبة لك أن تراه. بينك وبين الله مسافة هائلة (الفضاء الفيزيائي) لكي تُجتاز. هناك أيضاً وجود هوة عظيمة من التفاضل الروحي التي يجب أن تُردم؛ لكن بالرغم من كل ما يفصلك فيزيائياً وروحياً من حضور الشخص الفردوسي لله, قف وتمعن بالحقيقة المهيبة بأن الله يسكن داخلك؛ هو بطريقته الخاصة قد سبق وردم الهوة. لقد أرسل من ذاته, روحه, لتسكن فيك ولتكدح معك بينما تناضل لمهنتك الكونية الأبدية.
2:5.7 (39.6) أنا أجد أنه من السهل والممتع عبادة من هو عظيم للغاية وعند ذات الوقت مكرس بمحبة للإسعاف الرافع لمخلوقاته الوضيعة. أنا بشكل طبيعي أحب من هو قدير للغاية في الخلق وفي السيطرة عليه, ومع ذلك مثالي للغاية في الخير, وأمين للغاية في المحبة الشفوقة التي تلقي بظلالها علينا على الدوام. أُعتقد أنني سأحب الله بالقدر ذاته لو لم يكن بهذه القدرة والعظمة, ما دام صالحاً ورحيماً. كلنا نحب الأب بسبب طبيعته أكثر مما بسبب التقدير لسجاياه المذهلة.
2:5.8 (39.7) عندما أُلاحظ الأبناء الخالقين وتابعيهم الإداريين يكافحون ببسالة مع الصعوبات المتنوعة الفطرية زمانياً في تطور أكوان الفضاء, اكتشف بأني أُكِنُ لأولئك الحكام الأقل للأكوان عطفاً عظيماً وعميقاً. بعد كل شيء, أعتقد أننا جميعاً, بما فينا بشر العوالم, نحب الأب الكوني وجميع الكائنات الأخرى, إلَهية أو إنسانية, لأننا ندرك بأن هذه الشخصيات تحبنا حقاً. تجربة المحبة هي إلى حد كبير استجابة مباشرة إلى تجربة كوننا محبوبين. عالم بأن الله يحبني, سأستمر بمحبته بأعلى درجة, حتى لو كان مجرداً من كل سجاياه من السمو, والمنتهى, والإطلاق.
2:5.9 (40.1) محبة الأب تتبعنا الآن وعلى مدى الدائرة التي لا نهاية لها من العصور الأبدية. بينما تتمعن في طبيعة الله المُحبة, هناك فقط تفاعل شخصية واحد معقول وطبيعي من هذا: أنت ستحب صانعك على نحو متزايد؛ سوف تعطي لله عطفاً مماثلاً إلى ذلك العطف المُعطى بطفل إلى أبويه الأرضيين؛ لأنه, كأب, أب حقيقي, أب صادق, يحب أولاده, هكذا الأب الكوني يحب وينشد إلى الأبد رفاهية أبنائه وبناته المخلوقين.
2:5.10 (40.2) لكن محبة الله هي عطف أبوي ذكي وبعيد النظر. تعمل المحبة الإلهية في ارتباط موحد مع الحكمة الإلهية وجميع الخصائص اللانهائية الأخرى للطبيعة المثالية للأب الكوني. الله محبة, لكن المحبة ليست الله. أعظم تجلي للمحبة الإلهية نحو الكائنات البشرية يُلاحَظ في إغداق ضباط الفكر, لكن أعظم وحي لك عن محبة الله يُرى في حياة إغداق ابنه ميخائيل كما عاش على الأرض الحياة الروحية المُثلى. إنه ضابط الفكر الساكن الذي يُضفي ميزة فردية محبة الله إلى كل نفس إنسانية.
2:5.11 (40.3) في بعض الأحيان أنا تقريباً أتألم لأني مُضطر لتصوير العطف الإلهي للأب السماوي إلى أبناء كونه بتوظيف رمز الكلمة الإنسانية المحبة. هذا المصطلح مع أنه يدل على أعلى مفهوم للإنسان عن العلاقات البشرية للإحترام والإخلاص, هو في كثير من الأحيان دال أكثر على كثير من العلاقات الإنسانية التي هي خسيسة كلياً وغير مُلائمة إطلاقاً لتُعرَف بأي كلمة تُستخدم كذلك للإشارة إلى العطف الذي لا يُضاهى لله الحي إلى مخلوقات كونه! كم هو مؤسف أنني لا أستطيع أن أستفيد من عبارة علوية وخاصة التي من شأنها أن تنقل إلى عقل الإنسان الطبيعة الحقيقية والمغزى الرائع الجَمَال للعطف الإلَهي لأب الفردوس.
2:5.12 (40.4) عندما يفقد الإنسان إبصار المحبة لإله شخصي, يصبح ملكوت الله صرفاً ملكوت الصلاح. بالرغم من الوحدة اللانهائية للطبيعة الإلَهية, المحبة هي السمة الغالبة لكل تعاملات الله الشخصية مع مخلوقاته.
2:6.1 (40.5) في الكون الفيزيائي قد نرى الجمال الإلَهي, في العالَم الفكري قد نتبين الحقيقة الأبدية, لكن صلاح الله موجود فقط في العالَم الروحي للتجربة الدينية الشخصية. في جوهره الحقيقي, الدِين هو إيمان-ثقة في صلاح الله. قد يكون الله عظيماً ومُطلقاً, بكيفية ما ذكي وشخصي, في الفلسفة, لكن في الدِين يجب أن يكون الله أخلاقي؛ يجب أن يكون صالحاً, الإنسان قد يخشى إلهاً عظيماً, لكنه يحب ويثق فقط بإله صالح. صلاح الله هذا جزء من شخصية الله, وكشفه الكامل يظهر فقط في التجربة الدينية الشخصية لأبناء الله المؤمنين.
2:6.2 (40.6) يوحي الدِين بأن العالَم الفائق للطبيعة الروحية على دراية من, ومستجيب إلى, الإحتياجات الأساسية للعالَم الإنساني. قد يصبح الدِين التطوري أخلاقياً, لكن فقط الدِين الموحى يصبح حقاً وروحياً أدبياً. المفهوم القديم بأن الله هو إله مُسيطر عليه بالأخلاق الملكية تم رفعه بيسوع إلى ذلك المستوى المؤثر بعطف لأخلاق العائلة الحميمة لعلاقة الوالدين-الطفل, التي لا يوجد شيء أكثر منها حنواً وجمالاً في التجربة البشرية.
2:6.3 (41.1) "غِنى صلاح الله يقود الإنسان الضال إلى التوبة." "كل هبة صالحة وكل هبة كاملة تأتي نزولاً من أب الأنوار." الله صالح, هو الملجأ الأبدي لنفوس الناس." "الرب الله رحيم ورؤوف. هو طويل الأناة ووافر في الصلاح والحقيقة." "ذق وانظر بأن الرب صالح! طوبى للإنسان الذي يثق به." "الرب رؤوف ومملوء بالحنو. هو إله الخلاص." يُشفي منكسري القلب ويعصب جروح النفس. هو المُنعم الكلي القدرة للإنسان.
2:6.4 (41.2) مفهوم الله كملك-قاضي, مع أنه رعى مقياس أخلاقي عالي وخلق أناس محترِمين للقانون كجماعة, ترك المؤمن الفرد في موقف حزين من عدم الأمان بما يختص بمنزلته في الزمان وفي الأبدية. أعلن الأنبياء العبرانيون المتأخرين الله كأب لإسرائيل؛ يسوع كشف الله كأب لكل كائن إنساني. كامل المفهوم البشري عن الله قد أُنير بتعالي بحياة يسوع. نكران الذات فطري في المحبة الأبوية. الله يحب ليس مثل أب, بل كأب. هو الأب الفردوسي لكل شخصية كون.
2:6.5 (41.3) يوحي البِر بأن الله هو مصدر القانون الأخلاقي للكون. الحقيقة تعرض الله كموحي, كمعلِم, لكن المحبة تعطي وتشتهي العطف, تنشد زمالة متفهمة كتلك الكائنة بين الوالد والطفل. قد يكون البِر الفكر الإلهي, لكن المحبة هي موقف أب. الإفتراض الخاطئ بأن بِر الله لا يتفق مع المحبة المنكرة للذات للأب السماوي, افترضت مسبقاً غياب الوحدة في طبيعة الإلَه وأدَّت مباشرة إلى الإستفاضة في عقيدة الكفارة, التي هي اعتداء فلسفي على وحدة الله ومشيئته الحُرة على حد سواء.
2:6.6 (41.4) الأب السماوي العطوف, الذي روحه تسكن أبناؤه على الأرض, ليس شخصية منقسمة -- واحدة للعدل وواحدة للرحمة – كما أنها لا تتطلب وسيطاً لتأمين حظوة الأب أو غفرانه. ليس البِر الإلهي مُهيمن عليه من قِبل العدالة الجزائية الصارمة؛ الله كأب يتعالى على الله كقاضي.
2:6.7 (41.5) ليس الله ساخطاً أبداً, منتقماً, أو غاضباً. إنه صحيح بأن الحكمة غالباً ما تُقيد محبته, بينما تُكيف العدالة رحمته المرفوضة. محبته للبِر لا تستطيع مساعدة كونها معروضة كمساوية لكراهية الخطيئة. ليس الأب شخصية متناقضة؛ الوحدة الإلهية مثالية. هناك وحدة مُطلقة في ثالوث الفردوس بالرغم من الهويات الأبدية لإحداثيات الله.
2:6.8 (41.6) الله يحب الخاطيء ويبغض الخطيئة: هكذا بيان صحيح فلسفياً, لكن الله شخصية متعالية, والأشخاص فقط يستطيعون محبة وبغض أشخاص آخرين. الخطيئة ليست شخصاً. الله يحب الخاطئ لأنه واقعية شخصية (احتمالياً أبدي), في حين أنه تجاه الخطيئة لا يضرب الله موقفاً شخصياً, لأن الخطيئة ليست واقعاً روحياً؛ ليست شخصية؛ لذلك عدل الله فقط يأخذ علماً بوجودها. محبة الله تنجي الخاطئ؛ قانون الله يهلك الخطيئة. هذا الموقف للطبيعة الإلهية على ما يبدو سيتغير إذا عرف الخاطئ نفسه أخيراً كلياً مع الخطيئة تماماً كما العقل البشري ذاته يمكن كذلك أن يعرف نفسه كلياً مع ضابط الروح الساكن. هكذا بشري معرف بالخطيئة سيصبح عندئذٍ غير روحاني كلياً في الطبيعة (وبالتالي شخصياً غير حقيقي) وسوف يختبر إبادة كيان في نهاية المطاف. عدم الواقعية حتى عدم إكتمال طبيعة المخلوق, لا تستطيع أن تتواجد إلى الأبد في كون واقعي تقدمياً وروحاني على نحو متزايد.
2:6.9 (42.1) مواجهاً لعالَم الشخصية, يُكتشَف الله على أنه شخص مُحب, مواجهاً العالَم الروحي, هو محبة شخصية؛ في التجربة الدينية هو كِلاهما. تُعرِف المحبة مشيئة الله الحرة الإختيار. يستقر صلاح الله في أسفل حرية المشيئة الإلهية -- المَيل الكوني إلى الحب, إظهار الرحمة, إظهار الصبر, وإسعاف المغفرة.
2:7.1 (42.2) كل المعرفة المتناهية وفهم المخلوق هي نسبية. المعلومات والذكاء, المستقاة حتى من أعلى المصادر, هي فقط تامة نسبياً, دقيقة محلياً, وصحيحة شخصياً.
2:7.2 (42.3) الوقائع الفيزيائية منتظمة على نحو مقبول, لكن الحقيقة هي عامل حي ومرن في فلسفة الكون. الشخصيات المتطورة هم حكماء جزئياً فقط وحقيقيين نسبياً في تواصلهم. يستطيعون أن يكونوا واثقين فقط بقدر ما تمتد تجربتهم الشخصية. ذاك الذي يبدو كلياً صحيح في مكان ما قد يكون صحيح نسبياً فقط في قسم آخر من الخلق.
2:7.3 (42.4) الحقيقة الإلهية, الحقيقة النهائية, هي موحدة وكونية, لكن قصة الأشياء الروحية, كما تُسرد بأفراد متعددين قادمين من أجواء مختلفة, قد تختلف أحياناً في التفاصيل نظراً إلى هذه النسبية في تمام المعرفة وفي امتلاء الخبرة الشخصية كما في طول ومدى تلك التجربة. بينما القوانين والأحكام, الأفكار والمواقف, للمصدر والمركز العظيم الأول هي صحيحة أبدياً, لانهائياً, وكونياً؛ في الوقت ذاته, تطبيقها لِ, وتعديلها من أجل, كل كون, نظام, عالَم, وذكاء مخلوق, هي وفقاً لخطط وأساليب الأبناء الخالقين كما يعملون في أكوانهم الخاصة بهم, كذلك في انسجام مع الخطط والإجراءات المحلية للروح اللانهائي ولكل الشخصيات السماوية الأخرى المُرتبطة.
2:7.4 (42.5) العِلم الزائف للمادية سيصدر حكماً على الإنسان البشري ليصبح منبوذاً في الكون. هكذا معرفة جزئية هي احتمالياً شريرة؛ إنها معرفة مؤلفة من كِلا الخير والشر. الحقيقة جميلة لأنها معاً ممتلئة ومتناسقةً. عندما يبحث الإنسان عن الحقيقة, هو يتعقب الحقيقي إلَهياً.
2:7.5 (42.6) يرتكب الفلاسفة أخطر أخطائهم عندما يتم تضليلهم نحو مغالطة من التجريد. ممارسة تركيز الإنتباه على مظهر واحد من الواقعية وبعدئذٍ إعلان ذلك المظهر المعزول على أنه كل الحقيقة. الفيلسوف الحكيم يبحث دائماً عن التصميم الخلاَّق الذي يقف وراء, وكائن قَبل, كل ظواهر الكون. الفكر المبدع يسبق دائماً عملية الخلق.
2:7.6 (42.7) الوعي الذاتي العقلاني يستطيع اكتشاف جَمال الحقيقة, صِفتها الروحية, ليس فقط بالتناسق الفلسفي لمفاهيمه, لكن بتأكيد أكثر وبيقين بالتجاوب الذي لا يخطئ لروح الحق الدائم الحضور. تنشأ السعادة من التعرف على الحق لأنه يُمكن أن يؤخذ به؛ يُمكن أن يُعاش. خيبة الأمل والحزن يلازمان الخطأ لأنه, كونه ليس واقعياً, لا يمكن تحقيقه في التجربة. الحقيقة الإلهية أفضل ما تُعرَف بنكهتها الروحية.
2:7.7 (42.8) السعي الأبدي هو من أجل التوحيد, من أجل التئام إلَهي. الكون الفيزيائي البعيد المدى يلتئم في جزيرة الفردوس؛ الكون الفكري يلتئم في إله العقل, العامل الموحد؛ الكون الروحي يلتئم في شخصية الإبن الأبدي. لكن البشري المعزول من الزمان والفضاء يلتئم في الله الأب من خلال العلاقة المباشرة بين ضابط الفكر الساكن والأب الكوني. ضابط الإنسان هو جزء من الله ويسعى أبدياً لتوحيد إلهي؛ هو يلتئم مع, وفي, الإلَه الفردوسي للمصدر والمركز الأول.
2:7.8 (43.1) إدراك الجمال السامي هو اكتشاف واندماج الواقع: إدراك الصلاح الإلَهي في الحقيقة الأبدية, ذلك هو أقصى الجَمال. حتى سحر الفن الإنساني يتألف في انسجام وحدته.
2:7.9 (43.2) كان الخطأ الكبير للدِين العبراني فشله في ربط صلاح الله مع الحقائق الواقعية للعِلم والجمال الجاذب للفن. مع تقدم المدنية, وحيث إن الدِين استمر في اتباع نفس المسار غير الحكيم من المغالاة في صلاح الله إلى الإستثناء النسبي للحق وإهمال الجَمال, نشأ هناك مَيل متزايد لأنواع معينة من الناس للإبتعاد عن المفهوم المجرد والمنفصل للصلاح المنعزل. الأخلاقية المجهدة بشكل زائد والمنعزلة للدِين الحديث, الذي يفشل في الإمساك بتفاني وإخلاص أناس كثيرين من القرن العشرين, ستعيد تأهيل ذاتها إذا, بالإضافة إلى تفويضاتها الأخلاقية, ستعطي اعتباراً مُساوياً إلى حقائق العِلم, الفلسفة, والتجربة الروحية, وإلى جَمال الخلق الفيزيائي, وفتنة الفن الفكري, وعظمة تحقيق الشخصية الأصيلة.
2:7.10 (43.3) التحدي الدِيني لهذا العصر هو لأولئك الرجال والنساء البعيدي النظر والمتطلعين إلى الأمام ذوي البصيرة الروحية الذين سيجرؤون على تشييد فلسفة معيشة جديدة وجذابة من المفاهيم الحديثة الموَّسعَة والمتكاملة بشكل رائع من الحقيقة الفلكية, جَمال الكون, والصلاح الإلَهي. هكذا رؤيا جديدة وصادقة للأخلاق ستجذب كل ما هو خير في عقل الإنسان وتتحدى ما هو الأفضل في النفس الإنسانية. الحقيقة, والجمال, والصلاح هي حقائق إلَهية, وبينما يرتقي الإنسان سُلم المعيشة الروحية, هذه الصِفات السامية للأبدي تصبح على نحو متزايد منسقة وموحَّدة في الله, الذي هو محبة.
2:7.11 (43.4) كل حقيقة -- مادية, فلسفية, أو روحية -- هي على حد سواء جميلة وصالحة. كل جَمال حقيقي -- فن مادي أو تناسق روحي – هو على حد سواء صحيح وصالح. كل صلاح أصيل – سواء أخلاق شخصية, إنصاف إجتماعي, -- أو إسعاف إلَهي – هو بالتساوي صحيح وجميل. الصحة, والتعقل, والسعادة هي تكاملات للحق, الجَمال, والصَلاح عندما تمتزج في التجربة الإنسانية. هكذا مستويات من العيش الفعال تأتي من خلال التوحيد لأنظمة الطاقة, أنظمة الفكرة, وأنظمة الروح.
2:7.12 (43.5) الحق متماسك, الجَمال جذاب, الصلاح موازِن. وعندما هذه القيم لما هو حقيقي تتناسق في تجربة شخصية, تكون النتيجة مرتبة عالية من محبة مكيفة بالحكمة ومؤهلة بالإخلاص. الهدف الحقيقي من كل تعليم الكون هو تنفيذ تنسيق أفضل للطفل المنعزل للعوالم مع الحقائق الأكبر لتجربته المتوسعة. الواقع متناهي على المستوى الإنساني, لانهائي وأبدي على المستويات الأعلى والإلَهية.
2:7.13 (43.6) [ قُدمت بمستشار إلَهي متصرف بسُلطة من قدماء الأيام على يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 3
3:0.1 (44.1) إن الله حاضر في كل مكان؛ الأب الكوني يحكم دائرة الأبدية. لكنه يحكم في الأكوان المحلية في أشخاص أبنائه الخالقين الفردوسيين, حتى بينما يغدق الحياة من خلال هؤلاء الأبناء. "لقد وهبنا الله الحياة الأبدية, وهذه الحياة هي في أبنائه. " أبناء الله الخالقون هؤلاء هم التعبير الشخصي عن ذاته في قطاعات الزمان وإلى أولاد الكواكب الدوارة لأكوان الفضاء المتطورة.
3:0.2 (44.2) أبناء الله المشَّخصين هم إلى حد كبير, قابلين للإدراك بوضوح بواسطة الرُتب الأدنى من الذكاءات المخلوقة, وهكذا يعوضون عن انعدام رؤية اللانهائي وبالتالي أب أقل إدراكاً. أبناء الأب الكوني الخالقون الفردوسيون هم وحي كائن غير مرئي خلاف ذلك, غير مرئي بسبب الحقيقة المطلقة واللانهائية المتأصلتان في دائرة الأبدية وفي شخصيات آلهة الفردوس.
3:0.3 (44.3) الخلق هو بالكاد سِمة لله, إنه بالأحرى إجمال لطبيعته المتصرفة. وهذه الوظيفة الكونية للخلق تتجلى أبدياً بينما يتم تعديلها والتحكم بها من قِبل كل الصفات المنسقة للواقعية الإلَهية واللانهائية للمصدر والمركز الأول. ونحن نشك بصدق فيما إذا كان يمكن اعتبار أي سمة من سمات الطبيعة الإلهية سابقة للآخرين, لكن إذا كان الأمر كذلك, عندئذٍ ستأخذ طبيعة الخلق للإلَه أسبقية فوق كل الطبائع والأنشطة والصفات الأخرى. وخلق الإله يبلغ أوجه في الحقيقة الكونية لأبوة الله.
3:1.1 (44.4) مقدرة الأب الكوني لأن يكون حاضراً في كل مكان, وفي الوقت نفسه, تشكل كلية وجوده في كل مكان. الله وحده يستطيع أن يكون في مكانين, في أمكنة لا تُحصى, في نفس الوقت. الله حاضر في آن واحد "في السماء من فوق وعلى الأرض من تحت؛" كما هتف مُرتل المزمور: "إلى أين سأذهب من روحك؟ أو إلى أين سأهرب من حضورك؟"
3:1.2 (44.5) "’أنا إله في متناول اليد وكذلك في أبعد البُعد,‘ يقول الرب. ’ألا أملأ السماء والأرض؟’" الأب الكوني حاضر طوال الوقت في جميع الأجزاء وفي كل قلوب خلقه البعيد المدى. إنه "الملئ الذي يملأ الكل وفي الكل, و "الذي يعمل الكل وفي الكل," وعلاوة على ذلك, مفهوم شخصيته هو بحيث أن السماء (الكون) وسماء السماوات (كون الأكوان) لا تستطيع أن تحتويه. إنه حرفياً صحيح بأن الله هو الكل وفي الكل. لكن حتى ذلك ليس كل الله. اللانهائي يمكن كشفه أخيراً فقط في اللانهائية؛ لا يمكن فهم السبب تماماً من خلال تحليل التأثيرات؛ الله الحي أعظم بدون قياس من حاصل مجموع الخلق الذين أتوا إلى حيز الوجود كنتيجة للأعمال الخلاَّقة لمشيئته الحرة غير المقيدة. يُكشف الله في كل أنحاء الفلك, لكن الفلك لا يستطيع أبداً أن يحتوي أو يحيط بمجمل لانهائية الله.
3:1.3 (45.1) حضور الأب يقوم بدوريات في الكون الرئيسي بدون توقف. "انطلاقه هو من طرف السماء, ودارته إلى أطرافها؛ وليس هناك شيء مخفي عن نوره هنالك.
3:1.4 (45.2) المخلوق ليس فقط يتواجد في الله, لكن الله كذلك يعيش في المخلوق. "نعلم أننا نسكن فيه لأنه يعيش فينا؛ لقد أعطانا روحه." هذه الهدية من الأب الفردوسي هي مُرافقة الإنسان التي لا تنفصل." "هو الله الدائم-الحضور والمُتخلل-للجميع." "روح الأب الأزلي مستورة في عقل كل طفل بشري." "ينطلق الإنسان باحثاً عن صديق بينما ذلك الصديق ذاته يسكن داخل قلبه الخاص." "الله الحقيقي ليس بعيد؛ هو جزء منا؛ روحه تتكلم من داخلنا." "يعيش الأب في الطفل. الله دائماً معنا. هو الروح المرشد للمصير الأبدي."
3:1.5 (45.3) حقاً قيل في الجنس الإنساني, "أنتم من الله لأن "الذي يسكن في المحبة يسكن في الله, والله فيه." حتى في الإثم أنت تعذب هدية الله الساكنة, لأن ضابط الفكر سيحتاج للذهاب خلال عواقب التفكير الشرير مع العقل الإنساني المسجون فيه.
3:1.6 (45.4) تنزه الله عن المكان هو في الحقيقة جزء من طبيعته اللانهائية؛ الفضاء لا يشكل عائقاً للإلَه. الله هو, في كمال وبدون حصر, حاضر بشكل قابل للإدراك فقط على الفردوس وفي الكون المركزي. لذلك هو ليس حاضر بشكل ملحوظ في الخلائق المطوقة لهاﭭونا, لأن الله قد حد من حضوره المباشر والفعلي في الإعتراف بالسيادة والإمتيازات الإلهية للخالقين المنسقين وحكام أكوان الزمان والفضاء. من هنا يجب على مفهوم الحضرة الإلهية أن يسمح لمجال واسع من كلاً من طريقة ومسار تجلي يضم دارات حضور الإبن الأبدي, الروح اللانهائي, وجزيرة الفردوس. كما أنه ليس من الممكن دائماً التمييز بين حضور الأب الكوني وأفعال مُنسقيه ووكالاته الأبدية, بغاية المثالية ينجزون كل الإحتياجات اللانهائية لهدفه الذي لا يتغير. لكن ليس كذلك مع دارة الشخصية والضباط؛ هنا يتصرف الله بشكل فريد, مباشر, وحصري.
3:1.7 (45.5) المتحكم الكوني حاضر احتمالياً في دارات الجاذبية لجزيرة الفردوس في كل أنحاء الكون في جميع الأوقات وبنفس الدرجة, وِفقاً للكتلة, في استجابة للمتطلبات الفيزيائية لهذا الحضور, ونظراً للطبيعة الكامنة لكل الخلق التي تسبب كل الأشياء لأن تتمسك وتتكون فيه. بالمثل المصدر والمركز الأول حاضر احتمالياً في المُطلق البات, مستودع الأكوان غير المخلوقة للمستقبل الأبدي. هكذا يتخلل الله احتمالياً الأكوان الفيزيائية للماضي, الحاضر, والمستقبل. إنه الأساس الأولي لتماسك المدعو خلق مادي. احتمال الإلَه اللا-روحي هذا يصبح فعلياً هنا وهناك في كافة أنحاء مستوى الكيانات الفيزيائية بالتدخل غير القابل للتفسير لواحدة من وكالاته الحصرية عند مرحلة تحرك الكون.
3:1.8 (45.6) يرتبط الحضور العقلي لله مع العقل المُطلق للعامل المشترك, الروح اللانهائي, لكن في الخلائق المتناهية هو مدرك بشكل أفضل في أداء العقل الفلكي في كل مكان للأرواح الرئيسية الفردوسية. تماماً كما المصدر والمركز الأول حاضر احتمالياً في دارات العقل للعامل الموحد, هو كذلك حاضر احتمالياً في توترات المُطلق الكوني. لكن عقل المرتبة الإنسانية هو إغداق بنات العامل الموحد, المُسعفات الإلهيات للأكوان المتطورة.
3:1.9 (46.1) روح الأب الكوني الحاضرة في كل مكان هو منسق مع وظيفة حضور الروح الكوني للإبن الأبدي والإحتمال الإلهي الأزلي لمُطلق الإله. لكن لا النشاطات الروحية للإبن الأبدي وأبنائه الفردوسيين ولا إغداقات العقل للروح اللانهائي تبدو لتستثني العمل المباشر لضباط الفكر, أجزاء الله الساكنة, في قلوب أبنائه المخلوقات.
3:1.10 (46.2) فيما يتعلق بحضور الله في كوكب, نظام, بُرج, أو كون, فإن درجة هكذا حضور في أي وحدة خلاَّقة هي مقياس لدرجة الحضور المتطور للكائن الأسمى: هو محدد بالإعتراف الجماعي بالله والإخلاص له من جهة تنظيم الكون الشاسع, نزولاً إلى الأنظمة والكواكب ذاتها. لذلك فإنه أحياناً مع الأمل في حفظ وحماية تلك الأطوار لحضور الله النفيس بأنه, عندما بعض الكواكب (أو حتى الأنظمة) تكون قد غاصت عميقاً في ظلمة روحية, فهي في معنى معين تُحجَر صحياً, أو تُعزَل جزئياً من المخالطة مع الوحدات الأكبر من الخلق. وكل هذا, بينما يجري على يورانشيا, هو رد فعل دفاعي روحي لأكثرية العوالم لإنقاذ أنفسهم, قدر الإمكان, من معاناة العواقب العازلة للتصرفات المُبعدة للأقلية العنيدة, الشريرة, والمتمردة.
3:1.11 (46.3) بينما يداور الأب أبوياً جميع أبنائه -- كل الشخصيات -- فإن تأثيره فيهم مقيد ببُعد أصلهم عن الشخصين الثاني والثالث للإله ويزداد بينما يقترب تحصيلهم المصيري من هكذا مستويات. يتم تحديد حقيقة حضور الله في عقول مخلوقاته بما إذا كانوا مسكونين بأجزاء الأب أم لا, مثل المَراقب الغامضة, لكن حضوره المؤثر يتحدد بدرجة التعاون المُخول لهؤلاء الضباط الساكنين بالعقول التي يمكثون فيها.
3:1.12 (46.4) ليست تقلبات حضور الأب نتيجة لتغيرات الله. الأب لا يتقاعد في عزلة لأنه قد استُخف به؛ عواطفه لا تتغير بسبب معاصي مخلوقاته. إنما, حيث إنهم مُنحوا القدرة على الإختيار (بما يخص ذاته), فإن أولاده, في ممارسة ذلك الإختيار, يحددون بشكل مباشر درجة وقيود تأثير الأب الإلَهي في قلوبهم ونفوسهم. أغدق الأب ذاته علينا بحرية بدون حدود وبدون منة. هو لا يحابي أشخاص, كواكب, أنظمة, أو أكوان. في قطاعات الزمان هو يمنح شرفاً تفاضلياً فقط على شخصيات الفردوس لله السباعي, الخالقين المنسقين للأكوان المتناهية.
3:2.1 (46.5) كل الأكوان تعلم بأن "الرب الله يسود بقدرة كلية." شؤون هذا العالَم وعوالم أخرى يُشرَف عليها إلَهياً. "هو يفعل وفقاً لمشيئته في جند السماء وبين سكان الأرض." إنه أبدياً صحيح, "لا قدرة إلا لله."
3:2.2 (46.6) داخل حدود ما هو متوافق في الطبيعة الإلَهية, إنه حرفياً صحيح بأن "مع الله كل الأشياء مُمكنة." العمليات التطورية المرسومة قديماً للشعوب, الكواكب, والأكوان تخضع للسيطرة المثالية لمبدعي وإداريي الكون وتنكشف وفقاً للهدف الأبدي للأب الكوني, متقدمة في انسجام ونظام وتمشياً مع خطة الله الكلية الحكمة. هناك مُشرِع واحد فقط. إنه يدعم العالمين في الفضاء ويؤرجح الأكوان حول الدائرة التي لا نهاية لها لدارة الأبدية.
3:2.3 (47.1) من بين كل السجايا الإلهية, قدرته الكلية, خاصة كما تسود في الكون المادي, هي التي تُفهم الأفضل. عندما يُنظر إليها كظاهرة غير روحانية, الله هو طاقة. هذا الإعلان للحقيقة الفيزيائية يستند على الحقيقة غير القابلة للفهم بأن المصدر والمركز الأول هو المسبب الأولي للظواهر الفيزيائية الكونية لكل الفضاء. من هذا النشاط الإلهي تُستمد كل الطاقة الفيزيائية والتجليات المادية الأخرى. النور, أي, النور بدون حرارة, هو تجليات غير روحية أخرى للآلهة. ولا يزال هناك شكل آخر من الطاقة اللا-روحية التي هي في الواقع غير معروفة على يورانشيا؛ هي حتى الآن لم يتم التعرف عليها.
3:2.4 (47.2) يسيطر الله على كل الُقدرة؛ قد جعل "وسيلة للبرق"؛ لقد عين دارات كل الطاقة. هو فرض الزمن وأسلوب تجلي كل أشكال الطاقة-المادة. وكل تلك الأشياء محتجزة إلى الأبد في قبضته الأبدية -- في السيطرة الجاذبية المُتمركزة على الفردوس الأدنى. وهكذا يتأرجح نور وطاقة الله الأبدي إلى الأبد حول دارته المهيبة, موكب الحشود النجمية التي لا تنتهي إنما النظامية التي تُشكل نظام كون الأكوان. كل الخلق يدور أبدياً حول مركز شخصية الفردوس لكل الأشياء والكائنات.
3:2.5 (47.3) القدرة الكلية للأب تتعلق بالهيمنة في كل مكان للمستوى المُطلق, الذي عليه الطاقات الثلاثة, المادية, العقلية, والروحية, لا يمكن تمييزها على مقربة منه ــ المصدر لكل الأشياء. عقل المخلوق, كائن لا مونوطا فردوس ولا روح فردوس, لا يستجيب مباشرة للأب الكوني. الله يتكيف مع العقل دون الكمال -- مع بشر يورانشيا من خلال ضباط الفكر.
3:2.6 (47.4) الأب الكوني ليس قوة عابرة, قدرة متحولة, أو طاقة متقلبة. إن قدرة الأب وحكمته كافيتان تماماً للتأقلم مع أي وكل متطلبات الكون. بينما تنشأ طوارئ التجربة الإنسانية, لقد سبق وتنبأها كلها, ولذلك فهو لا يتفاعل إلى شؤون الكون بطريقة منفصلة بل بالأحرى وفقاً لإملاءات الحكمة الأبدية وبما يتفق مع تفويضات القضاء اللانهائي. بصرف النظر عن المظاهر, قدرة الله لا تعمل في الكون كقوة عمياء.
3:2.7 (47.5) تنشأ مواقف حيث يبدو أنه قد تم إصدار أحكام طارئة, بأن قوانين الطبيعة قد عُّلقت, بأن سوء تكيُفات قد اتم التعرف عليها, وبأنه يتم بذل جهد لتدارك الوضع؛ لكن هذا ليس هو الحال. هكذا مفاهيم عن الله لديها أصلها في المدى المحدود لوجهة نظرك, في تناهي إدراكك, وفي نطاق الإستقصاء المُقيد الخاص بك؛ هكذا سوء فهم عن الله يعود إلى الجهل العميق الذي تتمتع به بما يخص وجود القوانين العليا للحيز, حجم صِفة الأب, لانهائية سجاياه, وحقيقة مشيئته الحرة.
3:2.8 (47.6) المخلوقات الكوكبية لسكن روح الله, المنتشرة هنا وهناك في جميع أنحاء أكوان الفضاء, هي تقريباً لا نهائية من حيث العدد والمرتبة, ذكاؤهم متنوع للغاية, عقولهم محدودة للغاية وأحياناً فظيعة للغاية, رؤيتهم مبتورة ومركزية للغاية, بحيث يكاد يكون من المستحيل صياغة تعميمات قانونية معبرة بشكل كافٍ عن سجايا الأب اللانهائية وفي ذات الوقت مفهومة إلى أي درجة لهذه الذكاءات المخلوقة. لذلك, بالنسبة لك أيها المخلوق, فإن الكثير من تصرفات الخالق الكلي القدرة تبدو تعسفية, ومنفصلة, وليس على نحو غير متكرر بلا قلب وقاسية. لكن مجدداً أُؤكد لك بأن هذا غير صحيح. أفعال الله كلها هادفة, ذكية, حكيمة, لطيفة, ومراعية أبدياً للخير الأفضل, ليس دائماً للكائن الفرد, جنس فردي, كوكب فردي, أو حتى كون فردي؛ لكنها من أجل رفاهية وأفضل الخير لجميع المعنيين, من الأدنى إلى الأعلى. في حقب الزمان, قد تبدو رفاهية الجزء أحياناً مختلفة عن رفاهية الكل؛ في دائرة الأبدية مثل هذه الاختلافات الظاهرية غير موجودة.
3:2.9 (48.1) نحن جميعاً جزء من عائلة الله, ولذلك يجب علينا أحياناً الإسهام في الإنضباط الأسري. إن العديد من أعمال الله التي تزعجنا وتربكنا للغاية هي نتيجة القرارات والأحكام النهائية للحكمة الكلية, لتمكين العامل المُوحد من تنفيذ عملية الإختيار للإرادة المعصومة, للعقل اللانهائي, لفرض قرارات شخصية الكمال, التي دراستها الإستقصائية, بصيرتها, وهاجسها تعانق الرفاهية الأعلى والأبدية لجميع خلقه الشاسع والبعيد المدى.
3:2.10 (48.2) بالتالي إنها وجهة نظرك المنفصلة, المقطعية, المتناهية, الإجمالية, والمادية للغاية والقيود المتأصلة في طبيعة كيانك ما يُشكل ذلك العائق بأنك غير قادر على رؤية, فهم, أو معرفة حكمة ولطف الكثير من الأعمال الإلهية التي تبدو لك محفوفة بمثل هذه القسوة الساحقة, والتي تبدو متسمة بهكذا لامبالاة مطلقة إلى الراحة والرفاهية, إلى السعادة الكوكبية والإزدهار الشخصي, لزملائك المخلوقات. إنه بسبب حدود البصيرة الإنسانية, إنه بسبب فهمك المحدود وإدراكك المتناهي, بأنك تسيء فهم دوافع الله, وتشوه أهدافه. لكن هناك أشياء كثيرة تحدث على العوالم التطورية التي هي ليست الأفعال الشخصيه للأب الكوني.
3:2.11 (48.3) كلية القدرة الإلهية منسقة بكمال مع السجايا الأخرى لشخصية الله. قدرة الله, هي, عادةً, محدودة فقط في تجليها الروحي الكوني بثلاثة شروط أو حالات:
3:2.12 (48.4) 1. بطبيعة الله, خاصة بمحبته اللامتناهية, بالحق, الجمال, والخير.
3:2.13 (48.5) 2. بمشيئة الله, بإسعاف رحمته وعلاقته الأبوية مع شخصيات الكون.
3:2.14 (48.6) 3. بقانون الله, بصلاح وعدل ثالوث الفردوس الأبدي.
3:2.15 (48.7) الله غير محدود في القدرة, إلَهي بالطبيعة, حاسم في المشيئة, لانهائي في السجايا, أبدي في الحكمة, ومُطلق في الواقع. لكن كل هذه الصِفات للأب الكوني هي موحدة في الإله ويتم التعبير عنها كونياً في ثالوث الفردوس وفي الأبناء الإلهيين للثالوث. خلاف ذلك, خارج الفردوس والكون المركزي هاﭭونا, كل شيء يتعلق بالله هو محدود بالحضور التطوري للأسمى, ومشروط بالحضور المُتأتي للمنتهى, ومنسَق بالمُطلقات الوجودية الثلاثة – الإلهي, الكوني, والبات. وحضور الله بالتالي محدود لأن هكذا هي مشيئة الله.
3:3.1 (48.8) "الله يعلم كل الأشياء." العقل الإلهي واعي إلى, ومُلم بأفكار كل الخلق. معرفته للأحداث كونية ومثالية. الكيانات الإلهية الخارجة منه هي جزء منه؛ هو الذي "يوازن الغيوم" هو كذلك "كامل في المعرفة‘." "عيون الرب في كل مكان." قال معلِمكم العظيم عن الحسون الذي بدون أهمية تُذكر, "واحد منهم لن يسقط إلى الأرض بدون علم أبي," وأيضاً, "شعور رؤوسكم ذاتها مُحصاة." "يروي عدد النجوم؛ يدعوها جميعاً بأسمائها."
3:3.2 (49.1) الأب الكوني هو الشخصية الوحيدة في كل الكون الذي يعلم فعلياً عدد النجوم والكواكب في الفضاء. كل العوالم لكل كون هي باستمرار ضمن وعي الله. هو كذلك يقول: "بالتأكيد رأيت مصاب شعبي, لقد سمعت صرختهم, وأعرف أحزانهم." لأن "الرب يتطلع من السماء؛ ينظر كل أبناء الناس؛ من مكان مسكنه يتطلع على كل سكان الأرض." يمكن لكل طفل مخلوق أن يقول بحق: "إنه يعلم الطريق التي أخُذها, وعندما يكون قد محصني, سأخرج كالذهب." "الله يعلم جلوسنا وقيامنا؛ يفهم أفكارنا من بعيد وملم بجميع طرقنا." "كل الأشياء عارية ومفتوحة إلى العيون الخاصة به الذي يتعين علينا العمل به." وينبغي أن تكون راحة حقيقية لكل كائن إنساني أن يفهم أن "هو يعلم هيكلك؛ يتذكر بأنك غبار." يسوع, متكلم عن الله الحي, قال, "أبوك يعلم ما أنت بحاجة إليه حتى قبل أن تسأله."
3:3.3 (49.2) يمتلك الله قدرة غير محدودة لمعرفة كل الأشياء؛ وعيه كوني. دارته الشخصية تكتنف كل الشخصيات, ومعرفته حتى بالمخلوقات الوضيعة متممة بشكل غير مباشر من خلال السلسلة المُتنزِلة من الأبناء الإلهيين ومباشرة من خلال ضباط الفكر الساكنين. وعلاوة على ذلك, فإن الروح اللانهائي حاضر كل الوقت في كل مكان.
3:3.4 (49.3) لسنا متأكدين تماماً ما إذا كان الله يختار أو لا يختار المعرفة المسبقة لأحداث الخطيئة. لكن حتى إذا كان الله سيعلم مُسبقاً أعمال المشيئة الحرة لأبنائه, هكذا معرفة مُسبقة ولا في الأقل تلغي حريتهم. شيء واحد مؤكد: الله لا يتعرض أبداً للمفاجأة.
3:3.5 (49.4) كلية القدرة لا تعني القدرة لفعل ما لا يُفعَل, التصرف غير-الإلَهي. ولا العِلم الشامل يشمل معرفة ما لا يُعرَف. لكن مثل هذه التصريحات قلما يمكن جعلها مفهومة للعقل المتناهي. قلما يفهم المخلوق مدى ومحدوديات مشيئة الخالق.
3:4.1 (49.5) إن الإغداق المتتالي لنفسه على الأكوان بينما تُجلب إلى حيز الوجود ولا بأي طريقة يقلل من إمكانية القدرة أو مخزن الحكمة بينما تستمر في السكن والراحة في شخصية الإله المركزية. في احتمال القوة, الحكمة, والمحبة, لم يقلل الأب البتة أي شيء من ممتلكاته ولا أصبح مجرداً من أي سجية لشخصيته المجيدة كنتيجة إغداقه اللا محدود لنفسه على أبناء الفردوس, على خلائقه التابعة, وعلى المخلوقات المتنوعة منها.
3:4.2 (49.6) خلق كل كون جديد يدعو إلى تعديل جديد للجاذبية؛ لكن حتى إذا كان الخلق سيستمر إلى أجل غير مسمى, أبدياً, حتى إلى ما لا نهاية, بحيث في نهاية المطاف سيكون الخلق المادي موجوداً بدون قيود, لا تزال قدرة التحكم والتنسيق المستكنة في جزيرة الفردوس ستوجد مساوية إلى, وكافية لأجل, إتقان هذا الكون اللانهائي والسيطرة عليه وتنسيقه. ولاحقاً لهذا الإغداق للقوة والقدرة غير المحدودتين على كون لا حدود له, سوف يبقى اللانهائي مُثقلاً بنفس الدرجة من القوة والطاقة؛ سوف لا يزال المُطلق البات غير منقوص؛ سوف لا يزال الله يملك نفس الإمكانات اللانهائية, تماماً كما لو أن القوة, الطاقة, والقدرة لم تُسكب أبداً لأجل منح كون بعد كون.
3:4.3 (50.1) وهكذا مع الحكمة: فإن حقيقة أن العقل موزع بغاية الحرية إلى تفكير العوالم ولا بأي طريقة يُفقر المصدر المركزي للحكمة الإلَهية. بينما تتكاثر الأكوان, وتزداد كائنات العوالم في العدد إلى حدود الإدراك, إذا استمر العقل بدون نهاية في أن يُسبَغ على هذه الكائنات من المنزلة العليا والمنخفضة, سوف لا تزال شخصية الله المركزية مستمرة لتضم نفس العقل الأبدي, اللانهائي, والكلي الحكمة.
3:4.4 (50.2) حقيقة أنه يبعث رُسلاً روحيين من ذاته ليسكنوا رجال ونساء عالمكم وعوالم أخرى, ولا بأي طريقة يقلل من مقدرته على أداء وظيفته كشخصية روح إلَهي وكلي القدرة؛ وعلى الإطلاق لا يوجد هناك حدود إلى مدى أو عدد هكذا مَراقب روح التي هو يستطيع وقد يرسلها. هذا العطاء من ذاته إلى مخلوقاته يخلق إمكانية مستقبلية لا حدود لها, وتقريباً لا يمكن تصورها لوجودات تقدمية ومتتالية لهؤلاء البشر الموهوبين إلَهياً. وهذا التوزيع السخي لذاته كهؤلاء الكينونات الروحية المُسعفة لا يقلل بأي حال من حكمة وكمال الحقيقة والمعرفة المستكنة في شخص الأب الكلي الحكمة, الكلي المعرفة, والكلي القدرة.
3:4.5 (50.3) إلى بشر الزمان هناك مستقبل, لكن الله يسكن الأبدية. على الرغم من أنني أحيي من قرب مكان إقامة الإله ذاته, إلا أنني لا أستطيع أن أزعم التكلم بكمال فهم بشأن لانهائية العديد من السجايا الإلهية. لانهائية العقل وحدها يمكن أن تفهم تماماً لانهائية الوجود وأبدية العمل.
3:4.6 (50.4) لا يمكن للإنسان البشري أن يعرف لانهائية الأب السماوي. لا يستطيع العقل المتناهي أن يفكر خلال هكذا حقيقة مُطلقة أو واقع. لكن هذا الكائن الإنساني المتناهي ذاته يستطيع فعلياً أن يشعر -- حرفياً يختبر -- التأثير التام وغير المنقوص لهكذا محبة أب لانهائية. هكذا محبة يمكن أن تُختبَر حقاً, رغم أنه في حين أن نوعية التجربة غير محدودة, فإن كمية هكذا تجربة هي محدودة بشدة بالإستطاعة الإنسانية للإستلام الروحي وبالقدرة المرتبطة في محبة الأب بالمقابل.
3:4.7 (50.5) التقدير المحدود للصِفات اللانهائية يتجاوز كثيراً القدرات المحدودة منطقياً للمخلوق بسبب حقيقة أن الإنسان البشري مصنوع في صورة الله ــ هناك يعيش داخله جزء من اللانهائية. لذلك أقرب وأعز اقتراب إنساني إلى الله يكون بواسطة ومن خلال المحبة, لأن الله محبة. وكل مثل هذه العلاقة الفريدة هي تجربة فعلية في عِلم الإجتماع الفلكي, علاقة الخالق-المخلوق -- مودة الأب-الطفل.
3:5.1 (50.6) في اتصاله مع خلائق ما بعد هاﭭونا, الأب الكوني لا يمارس قدرته اللانهائية وسلطته النهائية عن طريق الإحالة المباشرة وإنما من خلال أبنائه وشخصياتهم التابعة. والله يفعل كل هذا بمحض إرادته الحرة الخاصة. أي وكل القدرات المفوضة, إذا دعت المناسبة, إذا كان ينبغي أن تصبح اختيار العقل الإلهي, يمكن ممارستها مباشرة؛ لكن, كقاعدة عامة, يحصل هكذا إجراء فقط كنتيجة لفشل الشخصية المفوضة في أداء الأمانة الإلهية. في مثل هذه الأوقات وفي مواجهة هكذا تقصير وضمن حدود التحفظ للقدرة والإحتمال الإلهيين, يتصرف الأب بشكل مستقل ووفقاً لانتدابات اختياره الخاص؛ وذلك الإختيار هو دائماً واحد من كمال لا يفشل وحكمة لانهائية.
3:5.2 (51.1) الأب يحكم من خلال أبنائه؛ نزولاً خلال التنظيم الكوني هناك سلسلة غير منقطعة من الحكام منتهية بالأمراء الكوكبيين, الذين يوجهون مصائر الأجواء التطورية لمجالات الأب الشاسعة. إنه ليس مجرد تعبير شِعري الذي يُعلِن: "إن الأرض للرب وملؤها هنالك." "هو يُزيل ملوك ويعَين ملوك." "الأعلون يحكمون في ممالك الناس."
3:5.3 (51.2) في شؤون قلوب الناس, قد لا يكون لدى الأب الكوني طريقه دائماً؛ لكن في سلوك ومصير كوكب, تسود الخطة الإلهية؛ ينتصر الهدف الأبدي للحكمة والمحبة.
3:5.4 (51.3) قال يسوع: "أبي الذي أعطاني إياهم؛ هو أعظم من الكل؛ ولا أحد يستطيع أن يقتلعهم من يد أبي." بينما تلمح الأعمال المتعددة وتشاهد الإمتداد المذهل لخلق الله القريب من اللا-حدود, قد تتعثر في مفهومك لأوليته, لكن يجب أن لا تفشل في قبوله كمتوج بشكل آمن وأزلي عند مركز الفردوس لكل الأشياء وكالأبٍ المُحسن لكل الكائنات الذكية. لا يوجد سوى "إله واحد وأب للجميع, الذي هو فوق الكل وفي الكل," "وهو قبل كل الأشياء, وفيه تتألف كل الأشياء."
3:5.5 (51.4) عدم اليقين للحياة وتقلبات الوجود لا تتعارض بأي شكل من الأشكال مع مفهوم سيادة الله الكونية. حياة المخلوق التطوري كلها مكتنفة بحتميات معينة. خذ التالي بعين الإعتبار:
3:5.6 (51.5) 1. هل الشجاعة -- قوة الطبع – مرغوبة؟ إذن ينبغي على الإنسان أن يتربى في بيئة تـستوجب المصارعة مع الصعوبات والتفاعل مع خيبات الأمل.
3:5.7 (51.6) 2. هل الإيثار -- خدمة المرء لزملائه -- مرغوب؟ عندئذٍ يجب على تجربة الحياة أن تزود لمواجهة حالات عدم المساواة الإجتماعية.
3:5.8 (51.7) 3. هل الأمل – عظمة الثقة ــ مرغوب؟ عندئذٍ يجب على الوجود الإنساني أن يواجَه على الدوام بانعدام الأمان والحيرة المتكررة.
3:5.9 (51.8) 4. هل الإيمان -- التأكيد الأعلى للفكر الإنساني -- مرغوب؟ إذن يجب على عقل الإنسان إيجاد ذاته في ذلك المأزق الحرج حيث أبداً يعلم أقل مما يستطيع أن يؤمن.
3:5.10 (51.9) 5. هل محبة الحقيقة -- والإستعداد للذهاب إلى حيث تقود, مرغوبة؟ إذن يجب على الإنسان أن ينمو في عالَم حيث الخطأ موجود والباطل دائماً مُمكن.
3:5.11 (51.10) 6. هل المثالية -- مفهوم الاقتراب من الإلهي -- مرغوبة؟ عندئذٍ يجب على الإنسان أن يكافح في بيئة من الخير والجمال النسبيين, بيئات محيطة محفزة للوصول الذي لا يمكن كبته لأشياء أفضل.
3:5.12 (51.11) 7. هل الإخلاص -- التفاني لأعلى واجب -- مرغوب؟ إذن يجب على الإنسان أن يستمر في ظل إمكانيات الخيانة والهجران. تتمثل بسالة التفاني في الواجب في الخطر الضمني للتقصير.
3:5.13 (51.12) 8. هل اللا أنانية -- روح نسيان الذات -- مرغوبة؟ عندئذٍ يجب على الإنسان البشري أن يعيش وجهاً لوجه مع الصراخ المتواصل لِذات لا مفر منها من أجل الإعتراف والشرف. لا يمكن للإنسان أن يختار الحياة الإلهية بشكل حيوي إذا لم تكن هناك حياة ذاتية للتخلي عنها. ما كان الإنسان ليتمكن أبداً من وضع قبضة منجية على البِر إذا لم يكن هناك شر مُحتمَل لتمجيد ومفاضلة الخير بالتباين.
3:5.14 (51.13) 9. هل المسرة -- إكتفاء السعادة -- مرغوبة؟ إذن يجب على الإنسان أن يعيش في عالَم حيث بديل الألم وإمكانية المعاناة, هي إحتمالات اختبارية دائمة الحضور.
3:5.15 (52.1) في كل أنحاء الكون, كل وحدة تُعتبَر كجزء من الكل. يعتمد بقاء الجزء على التعاون مع خطة وهدف الكل. الرغبة من كل القلب والإستعداد المثالي لفعل مشيئة الأب الإلهية. العالَم التطوري الوحيد بدون خطأ (الإمكانية لقضاء غير حكيم) سيكون عالماً بدون ذكاء حر. في كون هاﭭونا هناك بليون عالَم مثالي مع سكانهم المثاليين, لكن الإنسان المتطور يجب أن يكون غير معصوم إذا كان هو ليكون حراً. لا يمكن أن يكون الذكاء الحر وعديم الخبرة من البداية بالتساوي حكيم. الإمكانية للحُكم الخاطيء (الشر) تصبح خطيئة فقط عندما تصادق المشيئة الإنسانية بوعي وتحتضن بعلم حُكماً غير أخلاقي متعمد.
3:5.16 (52.2) التقدير التام للحقيقة, الجمال, والصلاح متأصل في كمال الكون الإلهي. سكان عوالم هاﭭونا لا يتطلبون احتمال مستويات قيم نسبية كحافز للإختيار؛ هكذا كائنات مثالية هي قادرة على تحديد واختيار الصالح في غياب جميع المواقف الأخلاقية المتناقضة والمُلزمة للتفكير. لكن كل هكذا كائنات مثالية هم, في الطبيعة الأخلاقية والوضع الروحي, ما هم بحكم واقع الوجود. لقد اكتسبوا التقدم اختبارياً فقط ضمن منزلتهم الفطرية. الإنسان البشري يكسب حتى منزلته كمرشح عروج بإيمانه وأمله الخاص. كل شيء إلهي يدركه العقل الإنساني وتكتسبه النفس الإنسانية هو إحراز اختباري؛ هو واقع تجربة شخصية وهو بالتالي امتلاك فريد على النقيض من الصلاح والبر الفطريان لشخصيات هاﭭونا المعصومة من الخطأ.
3:5.17 (52.3) مخلوقات هاﭭونا شجعان بطبيعة الحال, لكنهم ليسوا جريئين بالمعنى الإنساني. هم لطفاء بالفطرة ومتفهمون, لكنهم بالكاد إيثاريون بالطريقة الإنسانية. هم متوقعون لمستقبل بهيج, لكنهم ليسوا متفائلين بالأسلوب الرائع للبشري الواثق للأجواء التطورية غير المؤكدة. لديهم إيمان في استقرار الكون, لكنهم غرباء كلياً عن ذلك الإيمان المنقذ الذي يتسلق به الإنسان البشري من منزلة حيوان صعوداً إلى أبواب الفردوس. يحبون الحقيقة, لكنهم لا يعلمون شيئاً عن صِفاتها المخلصة للنفس. هم مثاليون, لكنهم ولدوا بتلك الطريقة؛ إنهم جاهلون كلياً لنشوة أن يصبحوا هكذا بالاختيار المفرح. إنهم موالون, لكنهم لم يختبروا أبداً روعة التفاني من كل القلب والذكي للواجب في وجه إغراء التقصير. هم غير أنانيين, لكنهم أبداً لم يكتسبوا تلك المستويات من الخبرة من خلال الفتح الرائع للنفس المُقاتلة. يتمتعون بالسرور, لكنهم لا يفهمون حلاوة هروب المتعة من احتمال الألَم.
3:6.1 (52.4) مع نكران الذات الإلهية, الكرم التام, يعتزل الأب الكوني السلطة ويفوض القدرة, لكنه لا يزال أولياً؛ يده على الرافعة العظيمة لظروف العوالم الكونية؛ لقد تحفظ على كل القرارات النهائية, ويقبض بعصمة عن الخطأ على صولجان حق النقض الكلي القدرة لهدفه الأبدي بسلطة غير قابلة للتحدي فوق رفاهية ومصير خلقه المنشور, السريع الدوران, والدائر أبداً.
3:6.2 (52.5) سيادة الله ليست محدودة؛ إنها الحقيقة الأساسية لكل الخلق. لم يكن الكون لا مفر منه. ليس الكون من قبيل الصدفة, ولا هو كائن بالذات. الكون عمل من الخلق وبالتالي خاضع كلياً لمشيئة الخالق. مشيئة الله هي حقيقة إلَهية, محبة حية؛ لذلك فإن الخلائق المتكاملة للأكوان التطورية متميزة بالصلاح -- القرب إلى الألوهية؛ بواسطة الشر المُحتمَل--البُعد عن الألوهية.
3:6.3 (53.1) كل الفلسفة الدينية, عاجلاً أم آجلاً, تصل إلى مفهوم حكم كون موحد,لإله واحد. لا يمكن أن تكون المسببات الكونية أقل من المؤثرات الكونية. مصدر تيارات حياة الكون والعقل الفلكي ينبغي أن يكون فوق مستويات تجلياتها. لا يمكن تفسير العقل الإنساني بثبات من ناحية الأنظمة المنخفضة من الوجود. عقل الإنسان يُمكن فهمه بحق فقط بإدراك واقعية المراتب الأعلى من التفكير والإرادة الهادفة. الإنسان ككائن أخلاقي لا يمكن تفسيره إلا إذا اعتُرِف بواقعية الأب الكوني.
3:6.4 (53.2) الفيلسوف الآلي يُصرح برفض فكرة مشيئة كونية وذات سيادة, المشيئة ذات السيادة ذاتها التي نشاطها في تفصيل القوانين الكونية يحترمها بعمق. أي ولاء غير مقصود يدفعه الآلي لخالق القانون عندما يتصور تلك القوانين على أنها متصرفة بالذات ومُفسَرة بالذات!
3:6.5 (53.3) إن إضفاء الطابع الإنساني على الله خطأ عظيم, ما عدا في مفهوم ضابط الفكر الساكن, لكن حتى ذلك ليس أحمق للغاية مثل مكننة فكرة المصدر والمركز العظيم الأول كلياً.
3:6.6 (53.4) هل الأب الفردوسي يعاني؟ لا أعلم. الأبناء الخالقون بالتأكيد يمكنهم وأحياناً يعانون, حتى كما يفعل البشر. الإبن الأبدي والروح اللانهائي يعانيان بمعنى مُعدل. أنا أعتقد بأن الأب الكوني يُعاني, لكنني لا أفهم كيف؛ ربما من خلال دارة الشخصية أو من خلال فردية ضباط الفكر والإغداقات الأخرى لطبيعته الأبدية. هو قال عن الأجناس البشرية, "في كل آلامكم أنا مُصاب." هو بدون ريبة يختبر تفهم أبوي وودي؛ قد يعاني بحق, لكنني لا أفهم طبيعة ذلك.
3:6.7 (53.5) الحاكم الأبدي واللانهائي لكون الأكوان هو قدرة, شكل, طاقة, عملية, نموذج, مبدأ, حضور, وواقعية جُعلت مُثلى. لكنه اكثر, هو شخصي؛ يمارس مشيئة سيادية, ويختبر وعي ذاتي للألوهية, وينفذ تفويضات عقل خلاَّق, يسعى إلى رضى تحقيق هدف أبدي, ويُظهر محبة وعطف أب إلى أطفال كونه. وجميع هذه الصفات الأكثر شخصية للأب يمكن أن تُفهَم بشكل أفضل من خلال ملاحظتها بينما كُشِفت في حياة الإغداق لميخائيل, الإبن المبدع الخاص بكم, حينما كان متجسداً على يورانشيا.
3:6.8 (53.6) الله الأب يحب الناس؛ الله الإبن يخدم الناس؛ الله الروح يُلهم أولاد الكون إلى المغامرة الدائمة الإرتقاء لإيجاد الله الأب بالطرق المعينة بالله الإبن من خلال إسعاف نعمة الله الروح.
3:6.9 (53.7) [ كائن المستشار الإلَهي المعين لتقديم الوحي للأب الكوني, لقد تابعت بهذا البيان عن سجايا الإلَه.]
كِتاب يورانشيا
ورقة 4
4:0.1 (54.1) الأب الكوني لديه هدف أبدي يتعلق بالظواهر المادية, الفكرية, والروحية لكون الأكوان, الذي ينفذه خلال كل الأزمان. خلق الله الأكوان بمشيئته الحرة والسيادية, وخلقها وفقاً لهدفه الكلي الحكمة والأبدي. إنه من المشكوك فيه ما إذا كان أي واحد ما عدا آلهة الفردوس وأعلى مساعديهم حقاً يعلم الكثير عن الهدف الأبدي لله. حتى المواطنين الممجدين للفردوس يتمسكون بآراء متنوعة جداً حول طبيعة الهدف الأبدي للآلهة.
4:0.2 (54.2) إنه من السهل استنتاج بأن الهدف من خلق الكون المركزي المثالي هاﭭونا كان مجرد إرضاء للطبيعة الإلهية. قد تخدم هاﭭونا بمثابة الخلق النموذج لكل الأكوان الأخرى وكمدرسة نهائية لحجاج الزمان على طريقهم إلى الفردوس؛ مع ذلك, يجب أن يكون هكذا خلق علوي موجوداً في المقام الأول لمسرة ورضا المبدعين المثاليين واللانهائيين.
4:0.3 (54.3) الخطة المذهلة لأجل اكتمال البشر التطوريين, وبعد تحصيلهم الفردوس وسِلك النهائية, توفير تدريب إضافي لبعض العمل المستقبلي الذي لم يُكشَف بعد, تبدو لتكون, في الوقت الحاضر, إحدى الإهتمامات الرئيسية للأكوان العظمى السبعة وتقسيماتها الفرعية الكثيرة؛ لكن المشروع الإرتقائي هذا لإضفاء الطابع الروحاني على بشر الزمان والفضاء وتدريبهم ليس بأي حال من الأحوال الشاغل الحصري لذكاءات الكون. هناك, في الواقع, العديد من المساعي الرائعة الأخرى التي تشغل وقت الجماهير السماوية وتحشد طاقاتهم.
4:1.1 (54.4) لعصور, أساء سكان يورانشيا فهم عناية الله. هناك عناية من العمل الظاهري الإلهي على عالمكم, لكنها ليست الإسعاف المادي, الصبياني, والتعسفي كما تصورها كثير من البشر. تتكون العناية الإلهية من النشاطات المتشابكة للكائنات السماوية والأرواح الإلهية الذين, في توافق مع القانون الفلكي, يعملون دون توقف لتشريف الله ومن أجل التقدم الروحي لأبناء كونه.
4:1.2 (54.5) ألا يمكنك التقدم في مفهومك عن تعامل الله مع الإنسان إلى ذلك المستوى حيث تدرك بأن كلمة السر للكون هي التقدم؟ على مر العصور الطويلة ناضل الجنس البشري للوصول إلى موقعه الحالي. في أثناء كل تلك الألوف من السنين, كانت العناية تعمل على تنفيذ خطة التطور التدريجي. الفِكرتان لا تتعارضان من الناحية العملية, فقط في مفاهيم الإنسان الخاطئة. العناية الإلَهية لا تحتشد أبداً في معارضة للتقدم الإنساني الحقيقي, سواء الدنيوي أو الروحاني. العناية دائماً متجانسة مع الطبيعة الثابتة والمثالية للمُشرع الأعلى.
4:1.3 (55.1) "الله أمين" و "كل وصاياه عادلة." "بِرُك مؤسس في السماوات ذاتها." "إلى الأبد, يا رب, كلمتك مستقرة في السماء. بِرُك لكل الأجيال؛ لقد أسست الأرض وهي ما لبثت." "هو خالق بار."
4:1.4 (55.2) ليس هناك حصر للقوات والشخصيات التي قد يستخدمها الأب لدعم هدفه وعضد مخلوقاته. "الله الأبدي ملجأُنا, ومن تحت الأذرع الأبدية." "من يسكن في المكان السري للعلي سوف يبيت في ظل القدير." "أنظر, الذي يحفظنا لن يغفو ولن ينام." "نحن نعلم بأن كل الأشياء تعمل معاً للخير لأولئك الذين يحبون الله," "لأن عيون الرب هي على الأبرار وأذنيه مفتوحة لصلواتهم."
4:1.5 (55.3) "الله يدعم كل الأشياء بكلمة قدرته." وعندما تولد عوالم جديدة, هو "يبعث أبنائه وهي تُنشأ." الله لا يخلق فقط, لكنه "يحفظهم كلهم." الله يدعم على الدوام كل الأشياء المادية وكل الكائنات الروحية. الأكوان مستقرة أبدياً. هناك استقرار في وسط عدم الاستقرار الظاهر. هناك نظام ضمني وأمان في وسط اضطرابات الطاقة والنوازل الفيزيائية للعوالم النجمية.
4:1.6 (55.4) لم ينسحب الأب الكوني من إدارة الأكوان؛ فهو ليس إلَه غير نشيط. إن كان الله سيتقاعد كالداعم الحالي لكل الخلق, سيحدث هناك انهيار كوني على الفور. لولا الله, لن يكون هناك شيء اسمه الواقع. في هذه اللحظة بالذات, كما في أثناء العصور البعيدة للماضي وفي المستقبل الأبدي, يواصل الله الدعم. يمتد الوصول الإلَهي حول دائرة الأبدية. ليس الكون مُعبأ كالساعة ليعمل فقط إلى وقت طويل ما ومن ثم يتوقف عن العمل؛ كل الأشياء يجري تجديدها باستمرار. الأب يسكب بدون توقف الطاقة, النور, والحياة. عمل الله حرفي كما هو روحي. "هو يبسط الشمال على مدى الفضاء الفارغ ويعلق الأرض على لا شيء."
4:1.7 (55.5) كائن من مرتبتي قادر على اكتشاف منتهى التناسق وليكشف التنسيق البعيد المدى والعميق في الشؤون الروتينية لإدارة الكون. الكثير مما يبدو مفككاً وكيفما اتفقً للعقل البشري يبدو نظامياً وبناءً إلى فهمي. لكن هناك الكثير جداً مما يجري في الأكوان مما لا أفهمه تماماً. لقد كنت لمدة طويلة تلميذاً إلى, وأنا أكثر أو أقل إلماماً بها, القوى المعروفة, الطاقات, العقول, المورونشيات, الأرواح, وشخصيات الكون المحلي والأكوان العظمى. لدي تفهم عام لكيفية عمل تلك الوكالات والشخصيات, وأنا مُلم بشكل وثيق بأعمال الأرواح الذكية المعتمدة للكون الجليل. على الرغم من معرفتي بظواهر الأكوان؛ أنا مواجَه على الدوام بتفاعلات فلكية التي لا أستطيع سبر غورها كلياً؛ أنا باستمرار أواجه ما يبدو مؤامرات عرضية لما بين ارتباطات القوى, الطاقات, العقول, والأرواح التي لا أستطيع تفسيرها على نحو مُرضٍ.
4:1.8 (55.6) أنا مؤهل كلياً لتتبع وتحليل عمل كل الظواهر الناتجة مباشرة عن عمل الأب الكوني, الإبن الأبدي, الروح اللانهائي, وإلى حد كبير, جزيرة الفردوس. حيرتي سببها مواجهة ما يبدو أنه أداء منسقيهم الغامضين, المُطلقات الثلاثة للإمكانية, تلك المُطلقات تبدو لتحل محل المادة, لتسمو فوق العقل, ولتتبع في أثر الروح. أنا مرتبك على الدوام وغالباً ما أشعر بالحيرة بسبب عدم مقدرتي على فهم هذه التعاملات المعقدة التي أنسبها إلى حضورات وأداءات المُطلق البات, المُطلق الإلَهي, والمُطلق الكوني.
4:1.9 (56.1) هذه المُطلقات لا بد أن تكون الحضورات غير المكشوفة بشكل كامل خارجاً في الكون الذي, في ظاهرة اقتدار الفضاء وفي عمل منتهيات فائقة أخرى, تجعل من المستحيل على الفيزيائيين, الفلاسفة, أو حتى المتدينين التنبؤ على وجه اليقين فيما يتعلق فقط بالكيفية التي ستستجيب بها بدايات القوة, المفهوم, أو الروح, لمطالب جُعلت في وضع واقعي معقد ينطوي على تعديلات عُليا وقيم نهائية.
4:1.10 (56.2) هناك أيضاً وحدة عضوية في أكوان الزمان والفضاء التي يبدو أنها تكمن وراء كامل نسيج الأحداث الفلكية. هذا الحضور الحي للكائن الأسمى المتطور, هذه الملازمة لغير التام المُسقط, تتجلى لسبب غير مفهوم بين الحين والآخر من خلال ما يبدو أنه تناسق إتفاقي مذهل لما يبدو أحداث كونية غير ذات صلة. هذا لا بد أن يكون أداء العناية ــ حيز الكائن الأسمى والعامل الموحد.
4:1.11 (56.3) أنا أميل للإعتقاد بأن هذه هي السيطرة بعيدة-المدى والتي لا يمكن التعرف عليها بشكل عام للتنسيق والإرتباطات المتداخلة لكل مراحل وأشكال نشاط الكون التي تسبب مثل هذا المزيج المتنوع والمربك على نحو ميؤوس منه على ما يبدو للظواهر الفيزيائية, العقلية, الأخلاقية, والروحية التي تعمل بغاية التنزيه عن الخطأ لمجد الله ولأجل خير الناس والملائكة.
4:1.12 (56.4) لكن في المغزى الأكبر فإن "الحوادث" الظاهرة للفلك هي بلا شك جزء من الدراما المتناهية لمغامرة الزمان-الفضاء للانهائي في مناورته الأبدية للمُطلقات.
4:2.1 (56.5) الطبيعة بالمعنى المحدود هي السلوك الفيزيائي لله. تصرف, أو أداء, الله مؤهل ويتم تعديله شرطياً بالخطط التجريبية والأنماط التطورية لكون محلي, بُرج, نظام, أو كوكب. يتصرف الله وفقاً لقانون واضح المعالمً, ثابت, ولا يتغير في جميع أنحاء الكون الرئيسي الواسع الإنتشار؛ لكنه يُعدل أنماط عمله بحيث يُسهم إلى السلوك المتناسق والمتوازن لكل كون, بُرج, نظام, كوكب, وشخصية وفقاً للمواضيع المحلية, الغايات, وخطط المشاريع المتناهية للانفضاض التطوري.
4:2.2 (56.6) لذلك, فإن الطبيعة, كما يفهمها الإنسان البشري, تمثل القاعدة التحتية والخلفية الأساسية لإله لا يتغير وقوانينه الثابتة, المُعدلة بواسطة, المتقلبة بسبب, والمختبرة اضطرابات من خلال, عمل الخطط المحلية, الأهداف, النماذج, والشروط التي تم افتتاحها والتي تنَفذ بواسطة الكون المحلي, البُرج, النظام, والقوات والشخصيات الكوكبية. على سبيل المثال: بينما تم تعيين قوانين الله في نِبادون, يتم تعديلها بالخطط التي أسسها الإبن المبدع والروح الخلاَّقة لهذا الكون المحلي؛ وبالإضافة إلى كل هذا, فإن عمل هذه القوانين قد تأثر إضافياً من جراء أخطاء, تخلفات, وعصيان كائنات معينة ساكنة على كوكبكم ومنتمية إلى نظامكم الكوكبي المباشر ساتانيا.
4:2.3 (56.7) الطبيعة هي ناتج زماني-فضائي لعاملين فلكيين: أولاً, ثبات, كمال, واستقامة إله الفردوس, وثانياً, الخطط التجريبية, الهفوات التنفيذية, الأخطاء التمردية, عدم اكتمال التطور, وعدم كمال حكمة المخلوقات من خارج الفردوس, من الأعلى إلى الأسفل. لذلك تحمل الطبيعة خيط من الكمال, منتظم, لا يتغير, مهيب, وعجيب من دائرة الأبدية؛ لكن في كل كون, على كل كوكب, وفي كل حياة فردية, يتم تعديل هذه الطبيعة, تبديلها, ووفق الصدفة تلويثها بتصرفات, أخطاء, وعدم إخلاص مخلوقات الأنظمة والأكوان التطورية؛ ولذلك على الطبيعة أن تكون دائماً ذات مزاج متغير, وعلاوة على ذلك غريب الأطوار, ولو إنها مستقرة تحت السطح, ومتغيرة وفقاً لإجراءات التشغيل لكون محلي.
4:2.4 (57.1) الطبيعة هي كمال الفردوس مقطوعاً بعدم إكتمال, شر, وخطيئة الأكوان التي لم تكتمل. هذا الحاصل هو بالتالي مُعبِر عن كِلا المثالي والجزئي, لكِلا الأبدي والمؤقت. التطور المستمر يُعدل الطبيعة بزيادة محتوى كمال الفردوس وبالتقليل من محتوى الشر, الخطأ, وعدم انسجام الواقع النسبي.
4:2.5 (57.2) ليس الله حاضراً شخصياً في الطبيعة أو في أي من قوى الطبيعة, لأن ظواهر الطبيعة هي تراكب عدم مثالية التطور التدريجي, وأحياناً, عواقب تمرد ثوري على أُسس الفردوس لشريعة الله الكونية. كما يظهر على عالَم مثل يورانشيا, لا تستطيع الطبيعة أبداً أن تكون التعبير الملائم, التمثيل الحقيقي, التصوير الأمين, لإله كلي الحكمة ولانهائي.
4:2.6 (57.3) الطبيعة, على عالَمكم, هي مؤهِل لقوانين المثالية بواسطة الخطط التطورية للكون المحلي. أي تحريف أن تُعبد الطبيعة لأنها بمعنى محدود, مشروط, مُكتنفَة بالله؛ لأنها طور من الكوني, ولذلك, قدرة إلَهية! الطبيعة هي كذلك تجلي الأعمال الظاهرية, التي لم تنتهي, وغير المكتملة, وغير المثالية, لتنمية, نشوء, وتقدم تجربة كون في التطور الفلكي.
4:2.7 (57.4) العيوب البادية للعالَم الطبيعي ليست مؤشراً على أي هكذا أعطال مقابلة في صفة الله. بالأحرى مثل هذه العيوب الملحوظة, هي مجرد لحظات-التوقف الحتمية في عرض البكرة الدائمة-الحركة لتصوير اللانهائية. إنها تلك الإنقطاعات-التعطلية ذاتها لاستمرارية-الكمال التي تجعل من الممكنً للعقل المتناهي للإنسان المادي أن يلتقط لمحة عابرة للواقع الإلهي في الزمان والفضاء. تبدو التجليات المادية للألوهية معيبة لعقل الإنسان التطوري فقط لأن الإنسان البشري يتشبث بمعاينة ظواهر الطبيعة من خلال عيون طبيعية, رؤيا إنسانية بلا دعم من موطا المورونشيا أو بواسطة الوحي, بديلها التعويضي على عوالم الزمان.
4:2.8 (57.5) والطبيعة مشوهة, وجهها الجميل فيه ندوب, وملامحها مذبلة, بالتمرد, سوء التصرف, سوء تفكير عدد لا يُحصى من المخلوقات الذين هم جزء من الطبيعة, لكن الذين أسهموا في تشويهها في الزمان. كلا, الطبيعة ليست الله. الطبيعة ليست موضوعاً للعبادة.
4:3.1 (57.6) لمدة طويلة جداً فكر الإنسان في الله كواحد مثل نفسه. الله ليس, ولم يكن, ولن يكون أبداً غيوراً من الإنسان أو أي كائن آخر في كون الأكوان. عارفون بأن الإبن المبدع قصد بالإنسان أن يكون تحفة الخلق الكوكبي, ليكون حاكماً لكل الأرض, منظر كيانه مُسيطَر عليه بأهوائه السافلة, مشهد انحنائه أمام أصنام الخشب, الحجر, الذهب, والطموح الأناني -- تلك المشاهد الدنيئة تثير الله وأبناءه ليكونوا غيورين من أجل الإنسان لكن ليس أبداً منه.
4:3.2 (57.7) الله الأبدي غير قادر على السخط والغضب بمعنى تلك العواطف الإنسانية وكما يفهم الإنسان تلك التفاعلات. هذه المشاعر حقيرة وخسيسة؛ فهي بالكاد تستحق أن تُدعى إنسانية؛ أقل بكثير إلَهية؛ ومثل هذه المواقف غريبة كلياً إلى الطبيعة المثالية والصِفة الكريمة للأب الكوني.
4:3.3 (58.1) الكثير, الكثير جداً من الصعوبة التي لدى بشر يورانشيا في تفهم الله ناشئة عن العواقب بعيدة المدى لتمرد لوسيفر وخيانة كاليغاسشيا. على عوالم ليست معزولة بالخطيئة, الشعوب التطورية قادرة على صياغة أفكار أفضل بكثير عن الأب الكوني! هم يعانون أقل من الإرتباك, التشويه, وانحراف المفهوم.
4:3.4 (58.2) الله لا يتوب على شيء فعله, يفعله, أو أبداً سيفعله. هو كلي الحكمة كما هو كلي القدرة. تنمو حكمة الإنسان من الإختبارات وأخطاء التجربة الإنسانية؛ تتألف حكمة الله في الكمال البات لبصيرته الكونيه اللانهائية, وهذه المعرفة الإلهية المسبقة توجه بفعالية المشيئة الحرة الخلاَّقة.
4:3.5 (58.3) الأب الكوني لا يقوم أبداً بأي شيء قد يسبب أسف أو ندم لاحق, لكن مخلوقات المشيئة من تخطيط وصنع شخصياته المبدعة في الأكوان النائية, باختيارهم المؤسف, أحياناً يسببون مشاعر من الأسف الإلهي في شخصيات آبائهم المبدعين. لكن على الرغم من أن الأب لا يرتكب أخطاء, يؤوي ندم, ولا يختبر أحزان, إلا أنه كائن بعطف أبوي, وقلبه يكتئب بدون شك عندما يفشل أولاده في نيل المستويات الروحية التي هم قادرون على وصولها بالمساعدة التي زوُّدت بحرية تامة بخطط التحصيل-الروحي وسياسات الأكوان للإرتقاء-البشري.
4:3.6 (58.4) الخير اللانهائي للأب يتعدى فهم العقل المتناهي من الزمان؛ وبالتالي يجب أن يكون هناك دائماً إتاحة تباين مع الشر المقارن (ليس الخطيئة) من أجل العرض الفعّاَل لجميع مراحل الخير النسبي. كمال الصلاح الإلهي يمكن إدراكه ببصيرة البشري غير المثالية فقط لأنها تقف في ارتباط تبايني مع النقص النسبي في علاقات الزمان والمادة في حركات الفضاء.
4:3.7 (58.5) صِفة الله فائقة لانهائياً عن الإنسان؛ لذلك يتوجب على هكذا طبيعة للألوهية أن تُشخص, كما هو الحال في الأبناء الإلهيين, حتى قبل أن يمكن استحواذها-بالإيمان بواسطة عقل الإنسان المتناهي.
4:4.1 (58.6) الله هو الكائن الوحيد الثابت, المكتفي-بالذات, وغير المتغير في كل كون الأكوان, لا خارج لديه, لا ما بعد, لا ماضي, ولا مستقبل. الله طاقة هادفة (روح خلاَّقة) ومشيئة مُطلقة, وهذه كائنة بالذات وكونية.
4:4.2 (58.7) بما أن الله كائن بالذات, فهو مستقل تماماً. هوية الله ذاتها معادية للتغيير. "أنا, الرب, لا أتغير." الله لا يتغير؛ لكن ليس إلى أن تحوز منزلة الفردوس حتى يمكنك أن تبدأ في فهم كيف أن الله يستطيع المرور من البساطة إلى التعقيد, من الهوية إلى التنويع, من السكون إلى الحركة, من اللانهائية إلى النهائية, من الإلهي إلى الإنساني, ومن الوحدة إلى الثنائية والثولثة. والله هكذا يستطيع تعديل تجليات حقيقته المطلقة لأن الثبات الإلهي لا يعني الجمود؛ الله لديه إرادة -- هو الإرادة.
4:4.3 (58.8) الله هو كائن حرية الإرادة المُطلقة؛ ليست هناك حدود لتفاعلات كونه باستثناء تلك المفروضة ذاتياً, وتصرفات مشيئته الحرة مشروطة فقط بتلك الصِفات الإلهية والسجايا المثالية التي تميز فطرياً طبيعته الأبدية. لذلك فإن الله مرتبط بالكون كالكائن ذو الصلاح النهائي بالإضافة إلى مشيئة حرة من اللانهائية الخلاَّقة.
4:4.4 (58.9) مُطلق الأب, هو خالق الكون المركزي المثالي والأب لجميع الخالقين الآخرين. الشخصية, الصلاح, وصِفات عديدة أخرى, يشاركها الله مع الإنسان والكائنات الأخرى, لكن لانهائية المشيئة له وحده. الله محدود في أعماله الخلاَّقة فقط بمشاعر طبيعته الأبدية وبإملاءات حكمته اللانهائية. الله يختار شخصياً فقط ما هو في منتهى الكمال, وبالتالي الكمال الفائق للكون المركزي؛ وبينما يشارك الأبناء الخالقون كلياً ألوهيته, حتى مراحل حقيقته المطلقة, هم ليسوا جملة محدودين بنهائية تلك الحكمة التي توجه لانهائية إرادة الأب. بالتالي, في مرتبة ميخائيل من البنوة, تصبح المشيئة الحرة الخلاَّقة حتى أكثر نشاطاً, كلياً إلهية وقريبة جداً من المنتهى, إن لم تكن مُطلقة. الأب لانهائي وأبدي, لكن إنكار إمكانية قيده الذاتي الطوعي يرقى إلى إنكار هذا المفهوم ذاته لحقيقته المطلقة الطوعية.
4:4.5 (59.1) مطلقية الله تتخلل كل المستويات السبعة لواقع الكون. وكامل هذه الطبيعة المُطلقة خاضعة لعلاقة الخالق إلى عائلة مخلوقات كونه. قد تميز الدقة العدالة الثالوثية في كون الأكوان, لكن في كل علاقته العائلية الشاسعة مع مخلوقات الزمان إله الأكوان محكوم بالمشاعر الإلهية. أولاً وأخراً -- أبدياً -- الله اللانهائي هو أب. من بين كل الألقاب الممكنة التي قد يُعرف بها بشكل مناسب, لقد أُعطيت تعليمات لإبراز صورة إله كل الخلق على أنه الأب الكوني.
4:4.6 (59.2) في الله الأب ليست عروض المشيئة الحرة محكومة بالقدرة, ولا هي مُرشدة بالعقل وحده؛ يتم تعريف الشخصية الإلهية على أنها تتكون في الروح, ومُجلية ذاته إلى الأكوان كمحبة. لذلك, في كل علاقاته الشخصية مع شخصيات مخلوقات الأكوان, المصدر والمركز الأول هو دائماً وبثبات أب مُحب. الله هو أب في أسمى معاني المصطلح. هو أبدياً مدفوع بالمثالية الكاملة للمحبة الإلهية, وتلك الطبيعة الرقيقة تجد أقوى تعبير لها ورضاها الأعظم في أن تُحب وفي كونها محبوبة.
4:4.7 (59.3) في العِلم, الله هو السبب الأول؛ في الدِين, الأب الكوني والمحب؛ في الفلسفة, الكائن الواحد الذي يتواجد بذاته, ليس معتمداً على أي كائن آخر من أجل الوجود إنما مانح بإحسان حقيقة الوجود على كل الأشياء وعلى جميع الكائنات الأخرى. لكنه يتطلب الوحي لإظهار أن السبب الأول للعِلم والوحدة القائمة بذاتها للفلسفة هما إله الدِين, المملوء بالرحمة والصلاح والمتعهد بإدخال البقاء الأبدي لأولاده على الأرض حيز التنفيذ.
4:4.8 (59.4) نحن نتوق إلى مفهوم اللانهائي, لكننا نعبد فكرة-خبرة الله, استطاعتنا في كل مكان وعند أي وقت لفهم عوامل الشخصية والألوهية لمفهومنا الأعلى عن الإلَه.
4:4.9 (59.5) إن وعي حياة إنسانية منتصرة على الأرض مولود من إيمان ذلك المخلوق الذي يجرؤ على تحدي كل حدث متكرر من الوجود عندما يواجَه بالمشهد المروع للقيود الإنسانية, بالإعلان الذي لا يفتر: حتى إن كنت لا أستطيع أن أفعل هذا, هناك يسكن داخلي واحد الذي يستطيع وسيفعله, جزء من الأب المُطلق لكون الأكوان. وذلك هو "النصر الذي يتغلب على العالَم, حتى إيمانك."
4:5.1 (59.6) التقليد الديني هو السجل المحفوظ بشكل ناقص لتجارب أناس عارفين-الله من العصور الماضية, لكن مثل هذه السجلات هي غير جديرة بالثقة كمُرشدات للحياة الدينية أو كالمصدر للمعلومات الحقيقية عن الأب الكوني. هكذا مُعتقدات قديمة قد حُرِفت بشكل ثابت بواقع أن الإنسان البدائي كان صانع أساطير.
4:5.2 (60.1) أحد أعظم مصادر الإرتباك على يورانشيا بما يخص طبيعة الله ينشأ من فشل كتبكم المقدسة في التفريق بوضوح بين شخصيات ثالوث الفردوس وبين إله الفردوس ومبدعي وإداريي الكون المحلي. خلال الإفتقادات الإلهية السابقة من تفهم جزئي, فشل كهنتكم وأنبياؤكم في التمييز بشكل واضح بين أمراء الكواكب, سلاطين الأنظمة, آباء البرج, الأبناء المبدعين, حكام الكون العظيم, الكائن الأسمى, والأب الكوني. العديد من رسائل الشخصيات الثانوية, مثل حاملي الحياة ورُتب مختلفة من الملائكة, قد كانت, في سجلاتكم, مقدمة على أنها آتية من الله نفسه. لا يزال الفكر الديني اليورانشي يخلط بين الشخصيات المرتبطة للإلَه مع الأب الكوني نفسه, بحيث أنهم جميعاً مدرجين تحت تسمية واحدة.
4:5.3 (60.2) لا يزال شعب يورانشيا يعاني من تأثير المفاهيم البدائية عن الله. الآلهة الذين يثورون في العاصفة؛ الذين يهزون الأرض في سخطهم ويضربون الناس في غضبهم؛ الذين يعاقبون بأحكامهم من الإستياء في أوقات المجاعة والطوفان ــ هؤلاء هم آلهة الدِين البدائي؛ ليسوا الآلهة الذين يسكنون ويحكمون الأكوان. هكذا مفاهيم هي من مخلفات الأزمنة عندما افترض الناس بأن الكون كان تحت إرشاد وسيطرة نزوات مثل هذه الآلهة الوهمية. لكن الإنسان البشري بدأ يدرك أنه يعيش في عالم من النظام والقانون المُقارن بما يخص السياسات والتصرفات الإدارية للخالقين السُماة والمتحكمين السُماة.
4:5.4 (60.3) الفكرة البربرية المتمثلة في تهدئة إله غاضب, استرضاء رب مستاء, في كسب حظوة الإله من خلال التضحيات والكفارة وحتى بسفك الدم, تمثل دِيناً سخيفاً وبدائياً, فلسفة غير جديرة لعصر مستنير من العِلم والحقيقة. معتقدات كهذه هي منفرة كلياً للكائنات السماوية والحكام الإلهيين الذين يخدمون ويحكمون في الأكوان. إنها إساءة لله الإعتقاد, التمسك, أو التعليم بأن دماً بريئاً يجب أن يُسفَك لكسب حظوته أو لصرف سخط إلَهي خرافي.
4:5.5 (60.4) اعتقد العبرانيون بأنه "بدون سفك الدم لا يمكن أن تكون هناك مغفرة للخطيئة." لم يجدوا خلاصاً من الفكرة القديمة والوثنية بأن الآلهة لا يمكن استرضاءهم إلا بمنظر الدم, مع أن موسى حقق تقدماً ملحوظاً عندما نهى عن التضحيات الإنسانية وجعل بديلاً عن ذلك, في العقول البدائية لأتباعه البدو الصبيانيين, طقوس تضحية الحيوانات.
4:5.6 (60.5) كان الإغداق لابن فردوسي على عالَمكم متأصلاً في حالة إغلاق عصر كوكبي؛ كان لا مفر منه, ولم يُجعل ضرورياً لهدف كسب حظوة الله. حدث هذا الإغداق أيضاً لكي يكون العمل الشخصي الأخير لإبن خالق في المغامرة الطويلة لكسب السيادة الإختبارية لكونه. أية مهزلة على الصِفة اللانهائية لله! هذا التعليم بأن قلبه الأبوي بكل برودته وقسوته المتزمتة كان غير متأثر بشكل كبير بنوائب وأحزان مخلوقاته بحيث رحماته الرقيقة لم تكن مقبلة إلى أن رأى ابنه البريء ينزف ويموت على صليب جبل الجلجثه!
4:5.7 (60.6) لكن سكان يورانشيا هم ليجدوا خلاصاً من تلك الأخطاء القديمة والخرافات الوثنية المتعلقة بطبيعة الأب الكوني. كشف الحقيقة عن الله يظهر, والجنس الإنساني مقـَّدر ليعرف الأب الكوني بكل ذلك الجمال من الصفات ورقة السجايا التي تم تصويرها بشكل رائع من قبل الإبن الخالق الذي مكث على يورانشيا كابن الإنسان وابن الله.
4:5.8 (61.1) [ قُدمت بمستشار إلَهي من يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 5
5:0.1 (62.1) إذا كان العقل المحدود للإنسان غير قادر على استيعاب كيف أن إلهاً عظيماً للغاية ومهيباً للغاية كالأب الكوني يمكن أن يتنزل من مقامه الأبدي في الكمال اللانهائي كي يتآخى مع المخلوق الإنساني الفرد, عندئذٍ يجب على هكذا فكر محدود أن يُثبت ضماناً من الزمالة الإلهية على صحة الواقع أن جزءاً حقيقياً من الله الحي يقيم داخل ذكاء كل بشري يورانشي طبيعي-العقل وواعٍ أخلاقياً. ضباط الفكر الساكنون هم جزء من الإلَه الأبدي لأب الفردوس. لا يحتاج الإنسان أن يذهب أبعد من تجربته الداخلية من تأمل النفس لحضور هذا الواقع- الروحي لإيجاد الله وأن يحاول التواصل معه.
5:0.2 (62.2) لقد وزع الله لانهائية طبيعته الأبدية في كل أنحاء الحقائق الوجودية لمنسقيه الستة المُطلقين, لكن يمكنه, في أي وقت, إجراء اتصال شخصي مباشر مع أي جزء أو مرحلة أو جنس من الخلق من خلال وكالة أجزائه ما قبل الشخصي. ولقد استبقى الله الأبدي لنفسه أيضاً الحق المقصور لإغداق الشخصية على المبدعين الإلَهيين والمخلوقات الحية لكون الأكوان, بينما استبقى كذلك الحق المقصور من المحافظة على اتصال مباشر وأبوي مع كل هذه الكائنات الشخصية من خلال دارة الشخصية.
5:1.1 (62.3) إن عجز المخلوق المتناهي لأن يُقارب الأب اللانهائي متأصلة, ليس في ترفع الأب, بل في التناهي والقيود المادية للكائنات المخلوقة. مقدار الفارق الروحي بين أعلى شخصية من كيان الكون والفئات الأدنى من الذكاءات المخلوقة لا يمكن تصوره. لو كان من الممكن للرُتب الأدنى من الذكاء أن يُنقلوا بلحظة إلى حضرة الأب ذاته, فلن يعرفوا أنهم كانوا هناك. سيكونون هناك تماماً غير واعين كلياً لحضرة الأب الكوني كما حيث هم الآن. هنالك طريق طويل, طويل أمام الإنسان البشري قبل أن يتمكن بثبات وضمن عوالم الإمكانية أن يطلب سلوكاً آمناً إلى الحضور الفردوسي للأب الكوني. روحياً, يجب على الإنسان أن يُترجم مرات عديدة قبل أن يتمكن من إحراز المستوى الذي من شأنه أن يُسفر عن الرؤية الروحية التي ستمكنه من رؤية حتى أي واحد من الأرواح الرئيسية السبعة.
5:1.2 (62.4) آبانا ليس في الإختباء؛ إنه ليس في عزلة تعسفية. هو قد حشد موارد الحكمة الإلهية في جهد لا ينتهي أبداً لكشف ذاته إلى أولاد مجالاته الكونية. هناك عظمة لانهائية وسخاء لا يُعَّبَر عنه مرتبطان بجلال محبته الذي يسبب له أن يتوق إلى صلة كل كائن مخلوق الذي يستطيع فهمه, محبته, أو الإقتراب إليه؛ وإنها, بالتالي, القيود المتأصلة فيك, غير المنفصلة عن شخصيتك المتناهية ووجودك المادي, التي تقرر الزمان والمكان والظروف التي فيها قد تنجز الهدف من رحلة الارتقاء البشري وتقف في حضرة الأب عند مركز كل الأشياء.
5:1.3 (63.1) مع أن الإقتراب من الحضور الفردوسي للأب ينبغي أن ينتظر نيلك أعلى المستويات المتناهية من تقدم الروح, يجب أن تبتهج في إدراك الإمكانية الدائمة الحضور للتواصل المباشر مع روح الإغداق للأب الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً مع نفسك الداخلية وذاتك الآخذة في الروحانية.
5:1.4 (63.2) قد يختلف بشر عوالم الزمان والفضاء إلى حد كبير في القدرات الفطرية والهِبات الفكرية, قد يتمتعون ببيئات مؤاتية بشكل استثنائي للرُقي الإجتماعي والتقدم الأخلاقي, أو قد يعانون من الإفتقار لتقريباً كل إعانة إنسانية إلى الثقافة والتقدم المُفترَض في فنون الحضارة؛ إلا أن احتمالات التقدم الروحي في مهمة الإرتقاء هي متساوية للجميع؛ مستويات متزايدة من البصيرة الروحية والمعاني الفلكية تُنال بشكل مستقل تماماً عن كل هكذا فوارق أخلاقية-إجتماعية للبيئات المادية المتنوعة على العوالم التطورية.
5:1.5 (63.3) ولكن قد يختلف بشر يورانشيا في فرصهم وهباتهم الفكرية, الإجتماعية, الإقتصادية, وحتى الأخلاقية, لا تنسى بأن هبتهم الروحية متماثلة وفريدة. كلهم يتمتعون بذات الحضور الإلَهي للهدية من الأب, وكلهم يتمتعون بامتياز متساوي للسعي إلى تواصل شخصي حميم مع هذا الروح الساكن ذو الأصل الإلَهي, في حين أنهم جميعاً قد يختارون بالتساوي قبول الإرشاد الروحي الموحد من مَراقب الغموض هذه.
5:1.6 (63.4) إذا كان الإنسان البشري مدفوعاً روحياً من كل القلب, مكرس بلا تحفظ لفعل مشيئة الأب, عندئذٍ, من حيث إنه في غاية التأكيد وفي غاية الفاعلية مُنعَم عليه روحياً بالضابط الإلهي والساكن, هناك لن يفشل في تجربة ذلك الفرد أن يتحقق مادياً الوعي السامي لمعرفة الله والتوكيد السماوي للنجاة لأجل هدف إيجاد الله بالتجربة التقدمية في أن يصبح أكثر وأكثر مثله.
5:1.7 (63.5) الإنسان مسكون روحياً بضابط فكر ناجي. إذا كان هكذا عقل إنساني مدفوع بإخلاص وروحياً, إن كانت هكذا نفس إنسانية ترغب في معرفة الله والصيرورة مثله, تريد بأمانة أن تفعل مشيئة الأب, لا يوجد هناك أي تأثير سلبي لحرمان البشري ولا قدرة إيجابية للتدخل المحتمل التي يمكنها منع هكذا نفـس مُحفزة إلَهياً من الارتقاء بأمان إلى أبواب الفردوس.
5:1.8 (63.6) الأب يرغب أن تكون جميع مخلوقاته في تواصل شخصي معه. لديه على الفردوس مكان لاستلام كل أولئك الذين وضع بقائهم على قيد الحياة وطبيعتهم الروحية تجعل مثل هذا الإحراز مُمكناً. لذلك استقر في فلسفتك الآن وإلى الأبد: إلى كل منكم ولنا جميعاً, الله ممكن الإقتراب إليه, الأب ممكن إحرازه, الطريق مفتوحة؛ إن قوى المحبة الإلهية وطرق ووسائل الإدارة الإلهية كلها متشابكة في جهد لتسهيل تقدم كل ذكاء مستحق من كل كون إلى الحضور الفردوسي للأب الكوني.
5:1.9 (63.7) حقيقة أن زمن شاسع معني في إحراز الله يجعل حضور وشخصية اللانهائي لا أقل واقعية. ارتقاؤنا هو جزء من دارة الأكوان العظمى السبعة, وعلى الرغم من أنك تتأرجح حولها مرات لا تُحصى, يمكنك أن تتوقع, في الروح وفي الوضع, أن تكون أبداً متأرجحاً نحو الداخل. يمكنك الإعتماد على كونك مُترجَماً من جو إلى جو, من الدارات الخارجية أقرب أبداً إلى المركز الداخلي, ويوماً ما, لا تشك, سوف تقف في الحضرة الإلَهية والمركزية وتراه, متحدثاً مجازياً, وجهاً لوجه. إنها مسألة تحقيق مستويات روحية فعلية وحرفية؛ وهذه المستويات الروحية تحصيلها ممكن بأي كائن مسكون بمرقاب غموض والذي انصهر أبدياً بالتالي مع ضابط الفكر ذاك.
5:1.10 (64.1) ليس الأب في اختباء روحي, إنما كثيرون جداً من مخلوقاته قد أخفوا أنفسهم بعيداً في ضباب قراراتهم المتعمدة الخاصة وفي الوقت الحاضر قد فصلوا أنفسهم عن تواصل روحه وروح إبنه باختيار طرقهم المنحرفة الخاصة وبالانغماس في التأكيد الذاتي لعقولهم غير المتسامحة وطبائعهم اللا-روحية.
5:1.11 (64.2) قد يدنو الإنسان البشري قرب الله وقد يتخلى مراراً عن المشيئة الإلهية طالما بقيت قدرة الإختيار. لا تُختم دينونة الإنسان النهائية إلى أن يكون قد خسر القدرة على اختيار مشيئة الأب. ليس هناك إقفال أبداً لقلب الأب إلى حاجة والتماس أولاده. إنما فقط ذريته يقفلون قلوبهم إلى الأبد لقدرة الأب المُستميلة عندما يخسرون الرغبة في النهاية وإلى الأبد لفعل مشيئته الإلهية – أن يعرفوه ويكونوا مثله. بالمثل فإن مصير الإنسان الأبدي مضمون عندما يعلن انصهار الضابط إلى الكون بأن ذلك الصاعد قد جعل اختياره النهائي وغير القابل للنقض لعيش مشيئة الأب.
5:1.12 (64.3) يجعل الله العظيم اتصالاً مباشراً مع الإنسان البشري ويعطي جزءًا من ذاته اللانهائي والأبدي والذي لا يُدرَك ليعيش ويسكن فيه. لقد باشر الله على المغامرة الأبدية مع الإنسان. إن استسلمت لإرشادات القوى الروحية فيك وحولك, فلا يمكن أن تفشل في تحقيق المصير العالي المؤسس بإله محب كهدف الكون لمخلوقاته الصاعدة من عوالم الفضاء التطورية.
5:2.1 (64.4) الحضور الفيزيائي للانهائي هو حقيقة الكون المادي. حضور العقل للإله يجب أن يتقرر, من خلال عمق التجربة الفكرية الفردية ومستوى الشخصية التطورية. الحضور الروحي للألوهية ينبغي بالضرورة أن يكون تفاضلياً في الكون. يتم تحديده بمقدرة الإستلام الروحية وبدرجة تكريس إرادة المخلوق لفعل المشيئة الإلَهية.
5:2.2 (64.5) يحيا الله في كل واحد من أبنائه المولودين بالروح. أبناء الفردوس لديهم دائماً وصول إلى حضرة الله, "اليد اليمنى للأب," وكل شخصيات مخلوقاته لديهم سبيل إلى "صدر الأب." هذا يشير إلى دارة الشخصية, عندما, وحيثما, وكيفما تم الإتصال بها, أو سوى ذلك تستلزم مخالطة واتصال شخصية واعية للذات مع الأب الكوني, سواء عند المقام المركزي أو عند مكان ما معيَّن آخر, كما هو الحال على أحد الأجواء المقدسة السبعة للفردوس.
5:2.3 (64.6) الحضور الإلهي لا يمكن, مع ذلك, أن يُكتشَف في أي مكان في الطبيعة أو حتى في حياة البشر العارفين الله تماماً وبغاية التأكيد كما في محاولتك للإتصال بمرقاب الغموض الساكن, ضابط الفكر الفردوسي. أي خطأ أن تحلم بأن الله بعيد في السماوات عندما روح الأب الكوني تسكن داخل عقلك الخاص!
5:2.4 (64.7) إنه بسبب قطعة الله هذه التي تسكنك بأنك تستطيع أن تأمل, بينما تتقدم في التوافق مع قيادات الضابط الروحية, أن تدرك بشكل أكثر اكتمالاً الحضور والقدرة المحولة لتلك التأثيرات الروحية الأخرى التي تحيط بك وترتطم بك لكن لا تعمل كجزء لا يتجزأ منك. حقيقة أنك لست واعياً فكرياً للإتصال الوثيق والحميم مع الضابط الساكن لا يدحض بأقل تقدير هكذا تجربة معظـَّمة. يتكون برهان الأخوية مع الضابط الإلهي كلياً في طبيعة ومدى ثمار الروح التي أُنتجت في تجربة حياة المؤمن الفرد. "بثمارهم ستعرفونهم."
5:2.5 (65.1) إنه في غاية الصعوبة للروحاني بشكل ضئيل, العقل المادي للإنسان البشري أن يختبر وعي ملحوظ في نشاطات الروح لهكذا كيانات إلهية كضباط الفردوس. بينما نفس الخلق المشترك للعقل والضابط تصبح موجودة على نحو متزايد, يتطور هنالك كذلك مرحلة جديدة من وعي النفس قادرة على اختبار الحضور, والتعرف إلى قيادات الروح وغيرها من الأنشطة الفائقة عن المادة لمَراقب الغموض.
5:2.6 (65.2) كامل تجربة التواصل مع الضابط هي واحدة التي تنطوي على وضع أخلاقي, حافز عقلي, وتجربة روحية. إن إدراك الذات لهذا الإنجاز يقتصر بشكل أساسي, وإن لم يكن على سبيل الحصر, على نواحي وعي النفس, لكن البراهين آتية ووافرة في تجلي ثمار الروح في حياة كل هكذا متصلين داخلياً بالروح.
5:3.1 (65.3) على الرغم من أن آلهة الفردوس, من وجهة نظر الكون, هم كواحد, في علاقاتهم الروحية مع كائنات كالتي تسكن يورانشيا, هم كذلك ثلاثة أشخاص متميزين ومنفصلين. هناك فرق بين الأرباب بشأن النداءات الشخصية, التواصل, والعلاقات الودية الأخرى. في المغزى الأعلى, نحن نعبد الأب الكوني وفقط هو. صحيح, بإمكاننا ونحن نعبد الأب كما يتجلى في أبنائه الخالقين, لكنه الأب, بشكل مباشر أو غير مباشر, الذي يُعبَد ويُهام به.
5:3.2 (65.4) الإبتهالات من كافة الأنواع تنتمي إلى حيز الإبن الأبدي وتنظيم الإبن الروحي. الصلوات, كل الإتصالات الرسمية, كل شيء ما عدا العبادة والهيام بالأب الكوني, هي أمور تتعلق بكون محلي؛ هي عادة لا تمضي قُدماً من حيز دائرة اختصاص إبن خالق. لكن العبادة تُدار بدون شك وتُرسَل إلى شخص الخالق من خلال وظيفة دارة شخصية الأب. ونحن نعتقد أيضاً بأن هكذا تسجيل لولاء مخلوق مسكون بضابط يكون مسهلاً بحضور روح الأب. هناك كم هائل من الأدلة لإثبات هذا الاعتقاد, وأنا أعلم أن كل رُتب أجزاء الأب هي مُفعلة القدرة لتسجيل الهيام الحسن النية لرعاياهم بشكل مقبول في حضرة الأب الكوني. الضباط بلا شك يستخدمون أيضاً قنوات ما قبل الشخصية مباشرة للتواصل مع الله وهم بالمثل قادرون على الإستفادة من دارات جاذبية الروح للإبن الأبدي.
5:3.3 (65.5) العبادة هي لأجل ذاتها؛ الصلاة تشمل عنصر فائدة ذاتية أو فائدة مخلوق؛ ذلك هو الفرق الكبير بين العبادة والصلاة. ليس هناك مُطلقاً طلب ذاتي أو عنصر آخر لفائدة شخصية في العبادة الحقيقية؛ نحن ببساطة نعبد الله لأجل ما نفهمه أن يكون. العبادة لا تطلب شيئاً ولا تتوقع شيئاً من أجل العابد. لا نعبد الأب بسبب أي شيء قد نستمده من هكذا تبجيل؛ نعطي ذلك الولاء ونتعاطى تلك العبادة كتفاعل طبيعي وعفوي للتعرف على شخصية الأب التي لا نظير لها وبسبب طبيعته المحبوبة وسجاياه الجديرة بالعبادة.
5:3.4 (65.6) في اللحظة التي يتطفل فيها عنصر المصلحة الذاتية على العبادة, يُترجَم ذلك الولاء اللحظي من العبادة إلى الصلاة وبشكل أكثر ملاءمة ينبغي أن يوَّجَه إلى شخص الإبن الأبدي أو الإبن الخالق. لكن في التجربة الدينية العملية لا يوجد أي مانع من توجيه الصلاة إلى الله الأب كجزء من العبادة الحقيقية.
5:3.5 (66.1) عندما تتعامل مع الشؤون العملية لحياتك اليومية, أنت في أيادي شخصيات الروح الذين لديهم أصلهم في المصدر والمركز الثالث؛ أنت تتعاون مع وكالات العامل الموحد, وهكذا يكون: أنت تعبد الله؛ تصلي إلى, وتتواصل مع, الإبن؛ وتنفذ تفاصيل إقامتك الأرضية في اتصال مع ذكاءات الروح اللانهائي العاملة على عالَمك وفي كل أنحاء كونك.
5:3.6 (66.2) الأبناء الخالقون أو السلاطين الذين يترأسون على مصائر الأكوان المحلية يقفون في مكان كِلا الأب الكوني والإبن الأبدي للفردوس. أبناء الكون هؤلاء يستلمون, بإسم الأب, تبتُل العبادة ويُصغون إلى مناشدات رعاياهم الملتمسين في جميع أنحاء إبداعاتهم الخاصة بهم. بالنسبة إلى أولاد كون محلي فإن ابن من رتبة ميخائيل هو, لكل المقاصد والأهداف العملية, الله. هو تجسد الكون المحلي للأب الكوني والإبن الأبدي. يحافظ الروح اللانهائي على اتصال شخصي مع أولاد هذه العوالم من خلال أرواح الكون, الأصدقاء الإداريين والإبداعيين لأبناء الفردوس الخالقين.
5:3.7 (66.3) العبادة المُخلصة تشير ضمناً إلى تعبئة كافة قدرات الشخصية الإنسانية تحت سيطرة النفـس المتطورة وتخضع إلى التوجيه الإلهي لضابط الفكر المرتبط. لا يمكن لعقل القيود المادية أن يدرك تماماً المغزى الحقيقي للعبادة الحقيقية. يتحدد إدراك الإنسان لواقع تجربة العبادة بشكل أساسي من خلال الوضع التطوري لنفسه الخالدة المتجددة. النمو الروحي للنفس يحدث كليا بشكل مستقل عن الوعي-الذاتي الفكري.
5:3.8 (66.4) تتكون تجربة العبادة في المحاولة السامية للضابط المخطوب للإيصال إلى الأب الإلهي الأشواق المتعذر وصفها والأماني التي لا يُعبر عنها للنفس الإنسانية -- الخلق المُوحد لعقل البشري الباحث عن الله والضابط الخالد الكاشف-الله. العبادة هي, بالتالي, فعل تأييد العقل المادي لمحاولة نفسه الآخذة في الروحانية, تحت إرشاد الروح المُرتبط, للتواصل مع الله كإبن إيمان للأب الكوني. العقل البشري يوافق على العبادة؛ النفس الخالدة تشتهي وتبتدئ العبادة؛ حضور الضابط الإلَهي يتولى تلك العبادة لمصلحة العقل البشري والنفس الخالدة المتطورة. تصبح العبادة الحقيقية, في التحليل الأخير, تجربة متحققة على أربعة مستويات فلكية: الفكري, المورونشي, الروحي, والشخصي -- وعي العقل, النفس, والروح, وتوحيدهم في الشخصية.
5:4.1 (66.5) أخلاقية أديان التطور تقود الناس إلى الأمام في البحث عن الله من خلال قدرة دافع الخوف. أديان الوحي تغري الناس للسعي من أجل إله محبة لأنهم يتوقون لأن يصبحوا مثله. لكن الدِين ليس مجرد شعور سلبي من "الإعتماد المُطلق" و "ضمان البقاء؛" إنه تجربة حية وديناميكية من إحراز ألوهية مستندة على خدمة الإنسانية.
5:4.2 (66.6) الخدمة العظيمة والفورية للدِين الحقيقي هي تأسيس وحدة راسخة في التجربة الإنسانية, سلام دائم ويقين عميق. مع الإنسان البدائي, حتى مُعتقَد تعدد الآلهة هو توحيد نسبي للمفهوم المتطور عن الإلَه؛ مُعتقَد تعدد الآلهة هو مُعتقَد توحيدي قيد الصنع. عاجلاً أم آجلاً, الله مقـدر لأن يُفهم كواقعية القيم, جوهر المعاني, وحياة الحقيقة.
5:4.3 (67.1) الله ليس فقط مقرر القدر؛ إنه مصير الإنسان الأبدي. تسعى جميع النشاطات الإنسانية غير الدينية لثني الكون إلى الخدمة المشوِهة للذات؛ يسعى الفرد المتدين حقاً لتعريف الذات مع الكون وبعدئذٍ لوقف نشاطات هذه الذات الموحدة على خدمة عائلة الكون من الكائنات الزملاء, الإنسانيين والفائقين عن الإنسان.
5:4.4 (67.2) مجالات الفلسفة والفن تتداخل بين النشاطات الدِينية وغير الدِينية للذات الإنسانية. من خلال الفن والفلسفة يُستدرج الإنسان المادي العقلية للتأمل في الحقائق الروحية والقيم الكونية ذات المعاني الأبدية.
5:4.5 (67.3) كل الأديان تُعلم عبادة الإله ومذهب ما من الخلاص الإنساني. الدِيانة البوذية تعد بالخلاص من العذاب, سلام لا ينتهي؛ الدِين اليهودي يعد بالخلاص من الصعوبات, رخاء مستند على الصلاح؛ الدِين اليوناني وعد خلاصاً من عدم الإنسجام, البشاعة, من خلال إدراك الجَمال؛ المسيحية تعِد بالخلاص من الخطيئة, الطهارة؛ المحمدية تزود خلاصاً من المعايير الأخلاقية الصارمة لليهودية والمسيحية. دِين يسوع هو خلاص من الذات, تحرر من شرور عزلة المخلوق في الزمان وفي الأبدية.
5:4.6 (67.4) أسس العبرانيون دِينهم على الصلاح؛ اليونانيون على الجَمال؛ كلا الديانتين سعت إلى الحقيقة, كشف يسوع عن إله المحبة, والمحبة محتوية كلياً للحقيقة, الجمال, والصلاح.
5:4.7 (67.5) كان لدى الزرادشتيون دِين أخلاق, وللهنود دِين ميتافيزيائي؛ وللكونفوشيسيون دين آداب. عاش يسوع دين خدمة. كل هذه الأديان هي ذات قيمة من حيث أنها مًقاربات مشروعة لدِين يسوع. الدِين مُقـَّدر لأن يصبح واقع الوحدة الروحية لكل ما هو صالح, جميل, وصحيح في التجربة الإنسانية.
5:4.8 (67.6) كان شعار الدِين اليوناني "إعرف نفسك؛" ركّز العبرانيون تعاليمهم على "إعرف إلهك؛" وعظ المسيحيون إنجيل يهدف إلى "معرفة الرب يسوع المسيح؛" أعلن يسوع الأخبار السارة "لمعرفة الله, ونفسك كإبن لله." هذه المفاهيم المختلفة لهدف الدِين تحدد موقف الفرد في حالات الحياة المختلفة وتُنذر بعمق العبادة وطبيعة عاداته الشخصية في الصلاة. يمكن تحديد الوضع الروحي لأي دين بطبيعة صلواته.
5:4.9 (67.7) إن مفهوم إله شبه إنساني وغيور هو انتقال لا بد منه بين عقيدة تعدد الآلهة وعقيدة التوحيد السامية. عقيدة "التجسُد" المعظمة هي المستوى التحصيلي الأعلى للدين التطوري الصافي. رفعت المسيحية مفهوم "التجسُد" من المثال الإنساني إلى المفهوم الإلهي والمتعالي لشخص المسيح المًمَجَد. وهذا أعلى "تجسُد" يمكن للإنسان أبداً أن يتصوره.
5:4.10 (67.8) المفهوم المسيحي عن الله هو محاولة للجمع بين ثلاثة تعاليم منفصلة:
5:4.11 (67.9) 1. المفهوم العبري -- الله كمدافع عن القيم الأخلاقية, إله صالح.
5:4.12 (67.10) 2. المفهوم اليوناني -- الله كموحِد, إله حكمة.
5:4.13 (68.1) 3. مفهوم يسوع -- الله كصديق حي, أب مُحب, الحضور الإلَهي.
5:4.14 (68.2) لذلك يجب أن يكون واضحاً أن اللاهوت المسيحي المُركَب يواجه صعوبة كبيرة في إحراز التماسك. هذه الصعوبة تتفاقم إضافياً بحقيقة أن المذاهب المسيحية المبكرة تأسست عامة على التجربة الدينية الشخصية لثلاثة أشخاص مختلفين: فيلو الإسكندرية, ويسوع الناصري, وبولس الطرسوسي.
5:4.15 (68.3) في دراسة حياة يسوع الدينية, أنظر إليه بشكل إيجابي. لا تفكر كثيراً بعصمته من الخطيئة كما في صلاحه, خدمته المُحِبة. رفع يسوع درجة المحبة السلبية المكشوفة في المفهوم العبري للأب السماوي إلى الأعلى نشاطاً والعاطفة المحبة-للمخلوق لإله الذي هو الأب لكل فرد, حتى الخاطئ.
5:5.1 (68.4) الأخلاقية لديها أصلها في منطق الوعي الذاتي؛ إنها فائقة عن الحيوان لكنها تطورية كلياً. يحتضن التطور الإنساني في تفتُحِه كل معطيات سابقة لإغداق الضباط ولانسكاب روح الحق. لكن بلوغ المستويات الأخلاقية لا تخلص الإنسان من الصراعات الحقيقية للعيش البشري. بيئة الإنسان الفيزيائية تستلزم المعركة من أجل الوجود؛ المحيط الإجتماعي يُحتم التعديلات الأدبية؛ المواقف الأخلاقية تتطلب القيام باختيارات في أعلى نواحي التعقل؛ التجربة الروحية (بعد إدراك الله) تستدعي أن يجده الإنسان ويجاهد بإخلاص ليكون مثله.
5:5.2 (68.5) ليس الدين متأسس في حقائق العِلم, إلتزامات المجتمع, إفتراضات الفلسفة, أو في الواجبات الضمنية للأخلاق. الدِين هو حيز مستقل للتجاوب الإنساني إلى حالات الحياة ومعروض بلا كلل في كل مراحل التطور الإنساني التي هي بعد الأخلاق. قد يتخلل الدِين كل المستويات الأربعة لإدراك القيم والتمتع بزمالة الكون: المستوى الفيزيائي أو المادي لحفظ الذات؛ المستوى الإجتماعي أو العاطفي للزمالة؛ المستوى الأخلاقي أو الواجبي للرشد؛ المستوى الروحي لوعي زمالة الكون من خلال العبادة الإلهية.
5:5.3 (68.6) العالِم الباحث عن الحقيقة يتصور الله كالمسبب الأول, إله قوة. الفنان العاطفي يرى الله كمثال الجَمال, إله جماليات. الفيلسوف المتعقل ميال أحياناً إلى طرح إله وحدة كونية, حتى إله وحدة وجود. المتدين بالإيمان يؤمن بإله الذي يتعهد البقاء, الأب في السماء, إله المحبة.
5:5.4 (68.7) دائماً يكون السلوك الأخلاقي سابق لدين متطور وجزء حتى من دِين موحى, لكن أبداً ليس كامل التجربة الدينية. الخدمة الإجتماعية هي نتيجة التفكير الأخلاقي والعيش الدِيني. الأخلاقية لا تؤدي بيولوجياً إلى المستويات الروحية الأعلى للتجربة الدينية. الهيام بالجميل المجرد ليس عبادة الله؛ ولا تمجيد الطبيعة ولا تعظيم الوحدة هو عبادة الله.
5:5.5 (68.8) الدِين التطوري هو أُم العِلم, الفن, والفلسفة التي ارتقت بالإنسان إلى مستوى تقبل الدِين الموحى, بما في ذلك إغداق الضباط ومجيء روح الحق. الصورة التطورية للوجود الإنساني تبدأ وتنتهي بالدين, وإن يكن صِفات مختلفة كثيراً للدِين, واحد تطوري وبيولوجي, والآخر موحى ودوري. وهكذا في حين أن الدين اعتيادي وطبيعي للإنسان, فإنه أيضاً اختياري. ليس على الإنسان أن يكون متديناً رغماً عنه.
5:5.6 (69.1) التجربة الدِينية, كونها روحانية بالأساس, لا يمكن أبداً أن تُفهَم كلياً بالعقل المادي؛ وبالتالي وظيفة اللاهوت, عِلم النفس من الدين. العقيدة الأساسية للإدراك الإنساني لله تخلق تناقضاً ظاهرياً في الفهم المتناهي. إنه تقريباً من المستحيل للمنطق الإنساني والإستدلال العقلي المتناهي أن ينسق مفهوم حُلول الألوهية, الله داخل وجزء من كل فرد, مع فكرة سمو الله, السيطرة الإلهية لكون الأكوان. يجب توحيد هذين المفهومين الأساسيين للإله في فهم الإيمان لمفهوم تجاوز إله شخصي وفي إدراك الحضور الساكن لجزء من الله من أجل تبرير العبادة الذكية وتأكيد صحة الأمل في بقاء الشخصية. إن الصعوبات والتناقضات الظاهرية للدِين هي متأصلة في واقع أن الحقائق الدينية هي مُطلقاً متجاوزة لقدرة البشر على الإدراك الفكري.
5:5.7 (69.2) يؤَّمن الإنسان البشري ثلاث اكتفاءات عظيمة من التجربة الدينية, حتى في أيام مكوثه المؤقت على الأرض:
5:5.8 (69.3) 1. فكرياً هو يكتسب اكتفاء وعي إنساني موحد أكثر.
5:5.9 (69.4) 2. فلسفياً يتمتع بإثبات مُثله من القيم الأخلاقية.
5:5.10 (69.5) 3. روحياً هو يزدهر في تجربة الرفقة الإلهية, في الرضا الروحي للعبادة الحقيقية.
5:5.11 (69.6) وعي الله كما هو مختبر من قِبل بشري متطور من العوالم, يجب أن يتكون من ثلاثة عوامل مختلفة, ثلاثة مستويات تفاضلية من إدراك الواقع. هناك أولاً وعي العقل ــ الفهم لفكرة الله. ثم يتبع وعي النفـس -- الإدراك لمثال الله. أخيراً يبزغ وعي الروح -- إدراك الحقيقة الروحية لله. من خلال توحيد هذه العوامل للإدراك الإلَهي, بصرف النظر عن مدى عدم اكتمالها, فإن الشخصية البشرية عند كل الأوقات تتفوق على كل مستويات الوعي مع الإدراك لشخصية الله. في أولئك البشر الذين نالوا سِلك النهائية سيؤدي كل هذا في الوقت المناسب إلى إدراك سمو الله وقد يتأتى بالتالي في إدراك منتهى الله, طور ما من الفائق عن الوعي الأبسونايتي لأب الفردوس.
5:5.12 (69.7) تبقى تجربة وعي الله هي ذاتها من جيل إلى جيل, لكن مع كل حقبة متقدمة في المعرفة الإنسانية يجب أن يتغير المفهوم الفلسفي والتعاريف اللاهوتية عن الله. معرفة الله, الوعي الديني, هي واقع كوني, لكن بصرف النظر عن مدى صحة التجربة الدينية (الحقيقية), لا بد أن تكون على استعداد لإخضاع نفسها للإنتقاد الذكي والتفسير الفلسفي المعقول؛ يجب أن لا تسعى لأن تكون شيئاً منفرداً عن مجمل التجربة الإنسانية.
5:5.13 (69.8) يعتمد البقاء الأبدي للشخصية كلياً على اختيار العقل البشري, الذي تحدد قراراته إمكانية بقاء النفس الخالدة. عندما يؤمِن العقل بالله والنفس تعرف الله, وعندما, مع الضابط المربي, كلهم يرغبون الله, عندئذٍ يُضمن البقاء. قيود الفكر, الحد من التعليم, حرمان الحضارة, إفقار المركز الإجتماعي, حتى دونية المقاييس الإنسانية للأخلاق الناتجة عن النقص المؤسف للمزايا التعليمية, الثقافية, والإجتماعية, لا يمكن أن تُبطل حضور الروح الإلَهي في هكذا أفراد تُعساء ومُعاقين إنسانياً إنما مؤمِنون. سُكنى مرقاب الغموض يُشكل الشروع ويضمن إمكانية احتمال النمو وبقاء النفس الخالدة.
5:5.14 (70.1) مقدرة الأبوين البشريين على التناسل ليست مبنية على وضعهما التعليمي, الحضاري, الإجتماعي, أو الإقتصادي. إن وحدة العوامل الأبوية في ظل الظروف الطبيعية هي كافية تماماً لبدء النسل. عقل إنساني مدرك للحق والباطل ومالك الإستطاعة لعبادة الله, في وحدة مع ضابط إلَهي, هو كل ما هو مطلوب في ذلك البشري لبدء وتعزيز الإنتاج لنفسه الخالدة من صِفات البقاء إذا كان مثل هذا الفرد الموهوب- بالروح يسعى إلى الله ويرغب بإخلاص في أن يصبح مثله, يختار بأمانة أن يفعل مشيئة الأب في السماء.
5:6.1 (70.2) الأب الكوني هو إله الشخصيات. مجال شخصية الكون. من أدنى مخلوق بشري ومادي لمنزلة الشخصية إلى أعلى الأشخاص من كرامة الخالق والمنزلة الإلَهية, لديها مركزها ومحيطها في الأب الكوني. الله الأب هو المُغدق والحافظ لكل شخصية. والأب الفردوسي هو بالمثل مصير كل هذه الشخصيات المتناهية الذين اختاروا بكل قلوبهم أن يفعلوا المشيئة الإلَهية, أولئك الذين يحبون الله ويشتاقون ليكونوا مثله.
5:6.2 (70.3) الشخصية هي إحدى الأسرار التي لم تُحل في الأكوان. نحن قادرون على تشكيل مفاهيم مُناسبة للعوامل التي تدخل في تكوين مختلف الرُتب والمستويات للشخصية, لكننا لا نفهم تماماً الطبيعة الحقيقية للشخصية ذاتها. نحن نُدرك بوضوح العوامل العديدة التي, عندما توضع معاً, تشكل المركبة للشخصية الإنسانية, لكننا لا نفهم تماماً طبيعة ومغزى هكذا شخصية متناهية.
5:6.3 (70.4) الشخصية هي احتمال في كل المخلوقات التي تملك معطيات عقل تتراوح بين الحد الأدنى من الوعي الذاتي إلى الأقصى لوعي الله. لكن هِبة العقل وحدها ليست شخصية, ولا هي روح ولا طاقة فيزيائية. الشخصية هي تلك الصفة والقيمة في الواقع الفلكي التي تُغدق حصرياً بواسطة الله الأب على هذه الأنظمة الحية للطاقات المرتبطة والمنسقة للمادة, والعقل, والروح. كذلك ليست الشخصية إنجازاً تدريجياً. قد تكون الشخصية مادية أو روحية, لكن إما هناك شخصية أو ليس هناك شخصية. الما-عدا-الشخصي لا ينال أبداً مستوى الشخصي إلا بالتصرف المباشر للأب الفردوسي.
5:6.4 (70.5) إغداق الشخصية هو الوظيفة الحصرية للأب الكوني, إضفاء الطابع الشخصي على أنظمة الطاقة الحية التي يمنحها مع سجايا وعي خلاَّق نسبي وتحكم المشيئة الحرة من ذلك. ليس هناك شخصية على حدة من الله الأب, ولا شخصية تتواجد إلا من أجل الله الأب. السجايا الأساسية للذاتية الإنسانية, بالإضافة إلى نواة الضابط المُطلق للشخصية الإنسانية, هي إغداقات الأب الكوني, متصرفاً في نطاقه الشخصي الحصري من الإسعاف الفلكي.
5:6.5 (70.6) الضباط من منزلة ما قبل الشخصي يسكنون أنواع عديدة من المخلوقات البشرية, بهذا يضمنون بأن هذه الكائنات ذاتها قد تتبقى بعد الموت البشري لكي تتشخص كمخلوقات مورونشية مع إمكانية إحراز روح منتهى. لأنه, عندما هكذا عقل مخلوق ذا منحة شخصية يُسكَن بجزء من روح الله الأبدي, الإغداق ما قبل الشخصي للأب الشخصي, عندئذٍ تمتلك هذه الشخصية المتناهية الإحتمال للإلهي والأبدي وتتطلع إلى مصير مشابه للمنتهى, حتى وصولاً لإدراك المُطلق.
5:6.6 (71.1) الإستطاعة للشخصية الإلهية متأصلة في الضابط السابق للشخصي؛ الإستطاعة لأجل شخصية إنسانية هي احتمال في منحة العقل-الفلكي للكائن الإنساني. لكن الشخصية التجريبية للإنسان البشري لا يمكن ملاحظتها كواقع نشط وفعال إلا ما بعد أن تكون مركبة الحياة المادية للمخلوق البشري قد لـُمست بالألوهية المُحرِرة للأب الكوني, كونها هكذا قد أُطلِقت على بحور التجربة كشخصية واعية-للذات و (نسبياً) مقررة-للذات وخلاَّقة-بالذات. الذات المادية هي حقاً و قطعياً شخصية.
5:6.7 (71.2) النفس المادية لديها شخصية وهوية, هوية زمانية؛ ضابط الروح السابق للشخصي كذلك لديه هوية, هوية أبدية. هذه الشخصية المادية وهذا الروح السابق للشخصية قادران على توحيد سجاياهما الخلاَّقة بحيث يجلبان إلى الوجود الهوية الناجية للنفس الخالدة.
5:6.8 (71.3) حيث زود بالتالي من أجل نمو النفس الخالدة وحيث أنه حرر ذات الإنسان الداخلية من قيود الإعتماد المُطلق على مسبب سالف, يقف الأب جانباً. الآن, حيث أن الإنسان قد تحرر بهذا من قيود التجاوب للمسبب, على الأقل بما يخص المصير الأبدي, وتدابير قد اتخذت من أجل نمو الذات الخالدة, النفس, إنه يبقى للإنسان ذاته ليشاء خلق أو ليمنع خلق هذه الذات الناجية والأبدية التي هي له لأجل الإختيار. لا كائن آخر, قوة, خالق, أو وكالة في كل كون الأكوان الواسع يستطيع التدخل بأي درجة مع السُلطة المُطلقة لإرادة البشري الحرة, بينما تعمل ضمن عوالم الإختيار, بما يتعلق بالمصير الأبدي لشخصية البشري صاحب الإختيار. أما بما يختص بالبقاء الأبدي, فقد قرر الله السُلطة للإرادة البشرية والمادية, وذلك القرار مُطلق.
5:6.9 (71.4) إغداق الشخصية للمخلوق تمنح تحرر نسبي من التجاوب الاستعبادي للمسبب السالف, وشخصيات كل هكذا كائنات بشرية, تطورية أو سوى ذلك, هي مركزة في شخصية الأب الكوني. هم أبداً مُنجذبين نحو حضوره الفردوسي بتلك القرابة للكائن التي تُكون دائرة العائلة الكبيرة والكونية والدارة الأخوية لله الأبدي. هناك قرابة من العفوية الإلهية في كل شخصية.
5:6.10 (71.5) تتركز دارة الشخصية لكون الأكوان في شخص الأب الكوني, والأب الفردوسي واعي شخصياً إلى, وفي إتصال شخصي مع كل الشخصيات من كل مستويات الوجود الواعي للذات. ووعي الشخصية هذا لكل الخلق يتواجد بشكل مستقل عن مهمة ضباط الفكر.
5:6.11 (71.6) كما تُدار كل الجاذبية في جزيرة الفردوس, كما يُدار كل عقل في العامل الموحد, وكل روح في الإبن الأبدي, هكذا تُدار كل شخصية في الحضور الشخصي للأب الكوني, وهذه الدارة تنقل بعصمة عن الخطأ عبادة كل الشخصيات إلى الشخصية الأصلية والأبدية.
5:6.12 (71.7) فيما يتعلق بتلك الشخصيات غير المسكونة بضابط: سمة حرية-الاختيار كذلك تُغدَق بالأب الكوني, وهكذا أشخاص يُحتضنون بالمثل في الدارة العظيمة للمحبة الإلهية, الدارة الشخصية للأب الكوني. الله يزود للإختيار السيادي لجميع الشخصيات الحقيقية. لا مخلوق شخصي يمكن إجباره على المغامرة الأبدية؛ بوابة الأبدية تُفتح فقط في استجابة إلى اختيار المشيئة الحرة لأبناء المشيئة الحرة لإله المشيئة الحرة.
5:6.13 (72.1) وهذا يمثل جهودي لتقديم علاقة الله الحي إلى أولاد الزمان. وعندما يكون كل شيء قد قيل وفُعل, لا يمكنني فعل شيئ أكثر عوناً من التكرار بأن الله هو أباكم الكوني, وبأنكم كلكم أولاده الكوكبيين.
5:6.14 (72.2) [ هذه هي الورقة الخامسة والأخيرة من السلسلة المُقدمة لرواية الأب الكوني بواسطة مستشار إلَهي من يوفرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 6
6:0.1 (73.1) الإبن الأبدي هو التعبير المثالي والنهائي عن المفهوم "الأول" الشخصي والمُطلق للأب الكوني. بناء على ذلك, كلما وكيفما يُعبر الأب شخصياً ومُطلقاً عن ذاته, فهو يفعل ذلك من خلال إبنه الأبدي, الذي دائماً كان, هو الآن, وأبداً سيكون, الكلمة الحية والإلهية. وهذا الإبن الأبدي ساكن عند مركز كل الأشياء, في ارتباط مع, وحاجب بشكل مباشر الحضور الشخصي, للأب الأبدي والكوني.
6:0.2 (73.2) نحن نتكلم عن فكرة الله "الأولى" ونُلمح إلى منشأ زمني مستحيل للإبن الأبدي بهدف كسب الوصول إلى قنوات فكر العقل الإنساني. هكذا تحريفات للغة تمثل أفضل جهودنا لتسوية-إتصال مع العقول-المقيدة بالزمن للمخلوقات البشرية. بالمغزى التتابعي لا يمكن أبداُ أنه كان للأب الكوني فكرة أولى, ولا كان للإبن الأبدي بداية أبداً. لكنني قد تلقيت تعليمات بتصوير حقائق الأبدية إلى عقول البشر المقيدة بالزمن من خلال رموز الفكر هذه وللدلالة على العلاقات الأبدية بمثل هذه المفاهيم الزمنية التتابعية.
6:0.3 (73.3) الإبن الأبدي هو التشخيص الروحي لمفهوم أب الفردوس الكوني واللانهائي للحقيقة الإلهية, والروح البات, والشخصية المُطلقة. وبذلك يُشكل الإبن الوحي الإلهي لهوية الخالق للأب الكوني. تُظهر الشخصية المثالية للإبن بأن الأب هو في الواقع المصدر الأبدي والكوني لكل المعاني والقيم للروحاني, الإرادي, الهادف, والشخصي.
6:0.4 (73.4) في محاولة لتمكين عقل الزمان المتناهي من تشكيل مفهوم تسلسلي ما عن علاقات الكائنات الأبدية واللانهائية لثالوث الفردوس, نحن ننتفع من هكذا ترخيص للمفهوم بحيث نشير إلى "مفهوم الأب الشخصي, الكوني, واللانهائي, الأول. "إنه من المستحيل بالنسبة لي أن أنقل إلى العقل الإنساني أي فكرة وافية بالمراد عن العلاقات الأبدية للآلهة؛ لذلك أنا أوظف هكذا مصطلحات التي من شأنها أن تمنح العقل المتناهي بعض الفكرة عن العلاقة بين هذه الكائنات الأبدية في عصور الزمان المتلاحقة. نحن نعتقد أن الإبن انبثق من الأب؛ وقد عُلِمنا بأن كلاهما أبديان قطعياً. من الواضح, إذن, بأن لا مخلوق زمان يستطيع أبداً أن يفهم تماماً هذا اللغز لإبن الذي هو مُشتق من الأب, ومع ذلك الذي هو أبدي بالتنسيق مع الأب ذاته.
6:1.1 (73.5) الإبن الأبدي هو الإبن الأصلي والمولود الوحيد لله. هو الله الإبن, الشخص الثاني للإله والخالق المُشارك في كل الأشياء. كما أن الأب هو المصدر والمركز الأول, كذلك الإبن الأبدي هو المصدر والمركز الثاني العظيم.
6:1.2 (74.1) الإبن الأبدي هو المركز الروحي والإداري الإلهي للحكومة الروحية لكون الأكوان. الأب الكوني هو أولاً خالق وبعدئذٍ متحكم؛ الإبن الأبدي هو أولاً مشارك في الخلق وبعدئذٍ إداري روحي. "الله روح." والإبن هو الوحي الشخصي لتلك الروح. المصدر والمركز الأول هو المُطلق الإرادي؛ المصدر والمركز الثاني هو مُطلق الشخصية.
6:1.3 (74.2) الأب الكوني لا يعمل أبداً شخصياً كخالق إلا بارتباط مع الإبن أو مع التصرف المنسق للإبن. لو أن كاتب العهد الجديد أشار إلى الإبن الأبدي, لكان قد نطق بالحقيقة عندما كتب: "في البدء كانت الكلمة, والكلمة كانت مع الله, والكلمة كانت الله. كل الأشياء صُنعت به, وبدونه ما كان صُنع شيء مما صُنع."
6:1.4 (74.3) عندما ظهر إبن للإبن الأبدي على يورانشيا, أولئك الذين تآخوا مع هذا الكائن الإلهي في شكل إنساني ألمحوا إليه باعتباره "هو الذي كان منذ البدء, الذي سمعناه, الذي رأيناه بأعيننا, الذي تطلعنا إليه, وأيادينا تعاملت معه, حتى كلمة الحياة." وابن الإغداق هذا أتى من الأب تماماً بحق كما فعل الإبن الأصلي, كما هو مُقترح في إحدى صلواته الأرضية: "والآن, يا أبتاه, مجدني مع ذاتك الخاصة, بالمجد الذي كان لدي معك قبل ما كان هذا العالَم."
6:1.5 (74.4) الإبن الأبدي معروف بأسماء مختلفة في أكوان متنوعة. في الكون المركزي هو معروف كالمصدر المنسق, المشارك في الخلق, والمُطلق المُرافق. على يوﭭرسا, مقر إدارة الكون العظيم, نحن نُعين الإبن كمركز الروح المنسق وكإداري الروح الأبدي. على ساﻟﭭينغتون, مقر إدارة كونكم المحلي, هذا الإبن هو ذو سِجل كالمصدر والمركز الثاني الأبدي. الملكيصادقون يتكلمون عنه كإبن الأبناء. على عالمكم, لكن ليس في نظامكم من الأجواء المسكونة, هذا الإبن الأصلي قد أُربِك مع الإبن الخالق المنسق, ميخائيل نِبادون, الذي أغدق ذاته على شعوب يورانشيا البشرية.
6:1.6 (74.5) مع أن أياً من أبناء الفردوس يمكن بلياقة أن يُدعوا أبناء الله, نحن في عُرف حجز تسمية "الإبن الأبدي" لهذا الإبن الأصلي, المصدر والمركز الثاني, المشارك في الخلق مع الأب الكوني للكون المركزي من القدرة والكمال والمشارك في الخلق لجميع الأبناء الإلهيين الآخرين الذين ينبثقون من الآلهة اللانهائية.
6:2.1 (74.6) الإبن الأبدي هو تماماً غير متبدل ويُعتمد عليه لانهائياً كما الأب الكوني. هو كذلك روحي مثل الأب الكوني بالضبط, تماماً بحق روح غير محدود. بالنسبة إليكم الذين من أصل متواضع قد يبدو الإبن ليكون شخصياً أكثر من حيث أنه أقرب درجة واحدة إليكم في قابلية الإقتراب من الأب الكوني.
6:2.2 (74.7) الإبن الأبدي هو كلمة الله الأبدية. هو تماماً مثل الأب؛ في الواقع, الإبن الأبدي هو الله الأب متجلي شخصياً لكون الأكوان. وهكذا قد كان وهو يكون وإلى الأبد سيكون حقاً عن الإبن الأبدي وعن جميع الأبناء المُبدعين المُنسقين: "هو من رأى الإبن فقد رأى الأب".
6:2.3 (74.8) في الطبيعة, الإبن هو كلياً مثل أب الروح. عندما نعبد الأب الكوني, في الواقع نحن في نفس الوقت نعبد الله الإبن والله الروح. الله الإبن هو تماماً حقيقي إلهياً وأبدي في الطبيعة مثل الله الأب.
6:2.4 (75.1) ليس فقط يملك الإبن كل بِر الأب اللانهائي والمتعالي, لكن الإبن كذلك عاكس لكل قداسة صفة الأب. يُشارك الإبن مثالية الأب وبالمعية يُشارك مسؤولية مساعدة كل مخلوقات دون الكمال في جهودهم الروحية لإحراز الكمال الإلهي.
6:2.5 (75.2) يملك الإبن الأبدي كل صفة ألوهية الأب وسجاياه الروحية. الإبن هو اكتمال حقيقة الله المُطلقة في الشخصية والروح, وهذه الصِفات يكشفها الإبن في إدارته الشخصية لحكومة كون الأكوان الروحية.
6:2.6 (75.3) الله هو, حقاً, روح كونية؛ الله هو روح؛ وهذه الطبيعة الروحية للأب متمركزة ومُشخصة في إله الإبن الأبدي. في الإبن كل الصِفات الروحية على ما يبدو معززة بشكل كبير بواسطة التفاضل من كونية المصدر والمركز الأول. وكما يشارك الأب طبيعة روحه مع الإبن, هكذا هما يشاركان سويةً تماماً وبدون تحفظ الروح الإلهي مع العامل الموحد, الروح اللانهائي.
6:2.7 (75.4) في محبة الحق وفي خلق الجمال فإن الأب والإبن متساويان فيما عدا أن الإبن يبدو أن يُكرس ذاته أكثر لتحقيق الجمال الروحي على وجه الحصر للقِيم الكونية.
6:2.8 (75.5) في الصلاح الإلهي أنا لا أميز فرق بين الأب والإبن. الأب يحب أولاد كونه كأب؛ الإبن الأبدي ينظر إلى كل المخلوقات معاً كأب وكأخ.
6:3.1 (75.6) يُشارك الإبن عدل وبِر الثالوث لكنه يُلقي بظلاله على تلك الميزات الألوهية بالتشخُص اللانهائي لمحبة الأب ورحمته؛ الإبن هو وحي المحبة الإلهية إلى الأكوان. كما أن الله هو محبة, كذلك الإبن هو رحمة. لا يستطيع الإبن أن يحب أكثر من الأب, لكن يمكنه أن يُظهر رحمة إلى المخلوقات بطريقة إضافية واحدة, لأنه ليس فقط خالق أولي مثل الأب, لكنه أيضاً الإبن الأبدي لذلك الأب ذاته, بالتالي مشارك في تجربة البنوة لجميع الأبناء الآخرين للأب الكوني.
6:3.2 (75.7) الإبن الأبدي هو مُسعف الرحمة العظيم إلى كل الخلق. الرحمة هي جوهر الطابع الروحي للإبن. بينما تنطلق تفويضات الإبن الأبدي على دارات الروح للمصدر والمركز الثاني, هي مدوزنة في نغمات من الرحمة.
6:3.3 (75.8) لفهم محبة الإبن الأبدي, يجب أولاً أن تدرك مصدرها الإلهي, الأب, الذي هو محبة, وبعدئذٍ تشاهد انفضاض هذا الود اللانهائي في الإسعاف البعيد المدى للروح اللانهائي وجيشه غير المحدود تقريباً من الشخصيات المُسعفة.
6:3.4 (75.9) إسعاف الإبن الأبدي مُكرَّس لكشف إله المحبة إلى كون الأكوان. هذا الإبن الإلهي ليس مُنشغلاً في المهمة الدنيئة المتمثلة في محاولة إقناع أبيه الكريم لكي يُحب مخلوقاته الوضيعة وليُظهر رحمة إلى خطاة الزمن. كم هو خاطئ أن تتصور الإبن الأبدي على أنه يناشد الأب الكوني لإظهار الرحمة إلى مخلوقاته الوضيعة على العوالم المادية للفضاء! تلك المفاهيم عن الله هي خام وبشعة. عوضاً عن ذلك ينبغي أن تدرك بأن كل الإسعافات الرحيمة لأبناء الله هي وحي مباشر لقلب الله من المحبة الكونية والشفقة اللانهائية. محبة الأب هي المصدر الحقيقي والأبدي لرحمة الإبن.
6:3.5 (75.10) الله محبة, الإبن هو رحمة, الرحمة هي محبة مطبقة, محبة الأب في المبادرة في شخص إبنه الأبدي. محبة هذا الإبن الكوني هي بالمثل كونية. كما يُفهم الحب على كوكب جنس, حب الله أكثر قابلية للمقارنة مع محبة الأب, بينما محبة الإبن الأبدي هي أكثر شبهاً بعطف الأُم. خام, بالتأكيد, هي مثل هذه التوضيحات, لكنني أوظفها على أمل أن أنقل إلى العقل الإنساني فكرة أن هناك فرق, ليس في المضمون الإلهي ولكن في نوعية وأسلوب التعبير, بين محبة الأب ومحبة الإبن.
6:4.1 (76.1) الإبن الأبدي يُحفز مستوى الروح للواقع الفلكي؛ قدرة الإبن الروحية مُطلقة فيما يتعلق بجميع فعليات الكون. هو يمارس تحكم مثالي فوق كل الصِلات المتداخلة لكل طاقة روح غير متفاضلة وفوق كل واقعية روح متحققة من خلال قبضته المُطلقة لجاذبية الروح. كل روح نقية غير مجزأة وكل الكائنات الروحية والقيم هي متجاوبة لقوة السحب اللانهائية لإبن الفردوس الأولي. وإذا كان المستقبل الأبدي يجب أن يشهد ظهور كون غير محدود, فإن جاذبية الروح وقدرة الروح للإبن الأصلي سوف توجد مناسبة تماماً لأجل التحكم الروحي والإدارة الفعالة لهكذا خلق غير محدود.
6:4.2 (76.2) إن الإبن كلي القدرة فقط في الحيز الروحي. في التدبير الأبدي لإدارة الكون, التكرار المُسرف وغير الضروري للوظيفة لن يواجَه أبداً؛ لا تعطى الآلهة لتكرار عديم الفائدة من إسعاف الكون.
6:4.3 (76.3) تنزه الإبن الأصلي عن المكان يُشكل الوحدة الروحية لكون الأكوان. التماسك الروحي لكل الخلق يقوم على الحضور النشيط في كل مكان للروح الإلهي للإبن الأبدي. عندما نتصور حضور الأب الروحي, نجد أنه من الصعب تمييزه في تفكيرنا عن الحضور الروحي للإبن الأبدي. روح الأب مقيمة أبدياً في روح الإبن.
6:4.4 (76.4) لا بد أن الأب حاضر روحياً في كل مكان , لكن هكذا حضور في كل مكان يبدو أنه غير منفصل عن نشاطات الإبن الأبدي الروحية في كل مكان. نحن, على كل حال, نعتقد أنه في جميع حالات حضور الأب-الإبن ذات الطبيعة الروحية الثنائية للإبن هي منسقة مع روح الأب.
6:4.5 (76.5) في اتصاله بالشخصية, يعمل الأب في دارة الشخصية. في اتصاله الشخصي والقابل للكشف مع الخلق الروحي, هو يظهر في أجزاء مُجمل إلهه, وأجزاء الأب هذه لديها عمل منفرد, فريد, وحصري حيثما وأينما يظهرون في الأكوان. في كل هكذا حالات, فإن روح الإبن هي منسقة مع الأداء الروحي للحضور المتجزئ للأب الكوني.
6:4.6 (76.6) روحياً, الإبن الأبدي موجود في كل مكان. روح الإبن الأبدي هي بكل تأكيد معك وحولك, لكن ليس داخلك وكجزء منك مثل مرقاب الغموض. جزء الأب الساكن يضبط العقل الإنساني نحو مواقف إلَهية تقدمية, حيث هكذا عقل متصاعد يصبح متجاوباً على نحو متزايد إلى قدرة الجذب الروحية لدارة جاذبية الروح الكلية القدرة للمصدر والمركز الثاني.
6:4.7 (76.7) الإبن الأصلي هو كونياً وروحياً واعٍ للذات. في الحكمة, الإبن هو المساوي الكامل للأب. في عوالم المعرفة, الإحاطة بعلم كل شيء, نحن لا يمكن أن نميز بين المصدرين الأول والثاني؛ كما الأب, الإبن يعلم كل شيء؛ هو أبداً لا يُفاجأ بأي حدث للكون؛ هو يُدرك النهاية من البداية.
6:4.8 (77.1) الأب والإبن يعلمان حقاً عدد ومكان تواجد كل الأرواح والكائنات الروحانية في كون الأكوان. ليس فقط يعلم الإبن كل الأشياء بحكم روحه الموجودة في كل مكان, لكن الإبن, على قدم المساواة مع الأب والعامل المُوحد, مُطـّلع كلياً على الذكاء الإنعكاسي الشاسع للكائن الأسمى, الذكاء الذي في كل الأوقات على دراية بكل الأشياء التي تظهر على جميع عوالم الأكوان العظمى السبعة. وهناك طرق أخرى التي بها يحيط إبن الفردوس بعلم كل شيء.
6:4.9 (77.2) الإبن الأبدي, كشخصية روحية مُسعفة, مُحبة, ورحيمة, هو متساوي كلياً ولانهائياً مع الأب الكوني, بينما في كل تلك الإتصالات الشخصية الرحيمة والودية مع الكائنات الصاعدة من العوالم الأدنى فإن الابن الأبدي هو تماماً لطيف ومُراعٍ للمشاعر, تماماً طويل الأناة وصبور, كما هم أبناؤه الفردوسيين في الأكوان المحلية الذين هم بغاية التكرار يغدقون أنفسهم على عوالم الزمان التطورية.
6:4.10 (77.3) ليس هناك حاجة للإسهاب الإضافي على سمات الإبن الأبدي. مع الإستثناءات الملحوظة, فإنه فقط من الضروري دراسة السجايا الروحية لله الأب لأجل فهم وتقدير صفات الله الإبن بشكل صحيح.
6:5.1 (77.4) الإبن الأبدي لا يعمل شخصياً في المجالات الفيزيائية, ولا هو يعمل, ما عدا من خلال العامل المُوحد, في مستويات إسعاف العقل إلى الكائنات المخلوقة. لكن تلك المؤهلات ولا بأي شكل خلافاً لذلك تُقيد الإبن الأبدي في الممارسة الكاملة والحرة لجميع الصفات الإلهية من روحانية الإحاطة بعلم كل شيء, الوجود في كل مكان, وكلية القدرة.
6:5.2 (77.5) الإبن الأبدي لا يتخلل شخصياً احتمالات الروح الكامنة في لانهائية مُطلق الإله, لكن عندما تصبح تلك الإحتمالات فعلية, فهي تأتي ضمن القبضة الكلية القدرة لدارة جاذبية الروح للإبن.
6:5.3 (77.6) الشخصية هي الهدية الحصرية للأب الكوني. الإبن الأبدي يستمد الشخصية من الأب, لكنه, بدون الأب, لا يغدق الشخصية. الإبن يعطي أصلاً إلى حشد روح شاسع, لكن تلك الإشتقاقات ليست شخصيات. عندما يخلق الإبن شخصية, هو يفعل ذلك بالتزامن مع الأب أو مع الخالق المُوحد, الذي قد يتصرف عن الأب في تلك العلاقات. الإبن الأبدي هو بالتالي مشارك في خلق الشخصيات, لكنه لا يغدق شخصية على أي كائن ومن ذاته, وحده, لا يخلق كائنات شخصية. هذا القيد للعمل, مع ذلك, لا يحرم الإبن من القدرة على خلق أي أو جميع أنواع واقعية أخرى عدا-عن-الشخصي.
6:5.4 (77.7) الإبن الأبدي محدود في إيصال امتيازات الخالق. الأب, في تأبيد الإبن الأصلي, أغدق عليه القدرة والإمتياز للإنضمام لاحقاً مع الأب في العمل الإلهي لإنتاج أبناء إضافيين مالكين سمات إبداعية, وهذا قد قاموا به ويقومون به الآن. لكن عندما يكون هؤلاء الأبناء المنسقين قد تم إنتاجهم, تكون صلاحيات الخلق, على ما يبدو غير قابلة للتحويل إضافياً. الإبن الأبدي ينقل قدرات الخلق فقط إلى التشخيص الأول أو المباشر. لذلك, عندما يتحد الأب والإبن لتشخيص إبن خالق, هما يحققان هدفهما؛ لكن الإبن الخالق الذي أُحضر هكذا نحو الوجود لا يقدر أبداً على نقل أو تفويض إمتيازات الخَلق لرُتب الأبناء المتنوعة التي قد يخلقها في وقت لاحق, على الرغم من أنه, في أعلى أبناء الكون المحلي, هناك يظهر انعكاس محدود جداً من السمات الإبداعية لإبن خالق.
6:5.5 (78.1) الإبن الأبدي, ككائن لانهائي وشخصي حصراً, لا يمكنه تجزئة طبيعته, لا يمكنه توزيع وإغداق أجزاء فردية من ذاتيته على كينونات أو أشخاص آخرين كما يفعل الأب الكوني والروح اللانهائي. لكن الإبن يستطيع وهو يغدق ذاته كروح غير محدود لكي يغمر كل الخلق ويجذب بلا توقف كل شخصيات الروح والحقائق الروحية إلى نفسه.
6:5.6 (78.2) إلى الأبد تذكَّر, الإبن الأبدي هو التصوير الشخصي لأب الروح إلى كل الخلق. الإبن هو شخصي ولا شيء سوى شخصي بالمعنى الإلهي؛ هكذا شخصية إلهية ومُطلقة لا يمكن تفكيكها أو تجزئتها. الله الأب والله الروح هما شخصيان حقاً, لكنهما أيضاً كل شيء آخر بالإضافة إلى كونهما هكذا شخصيات إلهية.
6:5.7 (78.3) على الرغم من أن الإبن الأبدي لا يمكن أن يشارك شخصياً في إغداق ضباط الفكر, فلقد جلس في شورى مع الأب الكوني في الماضي الأبدي, موافقاً على الخطة ومتعهداً بتعاون لا ينتهي, عندما الأب, في إسقاط الإغداق لضباط الفكر, اقترح إلى الإبن, "لنصنع الإنسان البشري في صورتنا." وكما يسكن جزء الروح من الأب داخلكم, كذلك الحضور الروحي للإبن يغلفكم, بينما يعمل هذان الإثنان إلى الأبد كواحد من أجل تقدمكم الروحي
6:6.1 (78.4) الإبن الأبدي هو روح ولديه عقل, لكن ليس عقل أو روح مما يمكن لعقل بشري أن يستوعب. الإنسان البشري يدرك العقل على المستويات المتناهية, الفلكية, المادية, والشخصية. الإنسان أيضاً يلاحظ ظواهر العقل في عضويات حية عاملة على مستوى دون الشخصي (حيواني), لكنه من الصعب بالنسبة له فهم طبيعة العقل عندما يرتبط مع كائنات فائقة عن المادي وكجزء من شخصيات روحية حصراً. ومع ذلك, ينبغي أن يُعـَّرف العقل بشكل مختلف عندما يشير إلى مستوى الروح للوجود, وعندما يتم استخدامه للدلالة على وظائف الروح للذكاء. ذلك النوع من العقل المتحالف مباشرة مع الروح هو مُماثل لا إلى ذلك العقل الذي ينسق الروح والمادة ولا إلى ذلك العقل المتحالف فقط مع المادة.
6:6.2 (78.5) الروح أبداً واعية, ذات عقل, وتمتلك مراحل متنوعة من الهوية. بدون العقل في مرحلة معينة ما كان ليكون هناك وعي روحي في أخوية كائنات الروح. المعادل للعقل, المقدرة على أن يعرف وأن يُعرَف, هي أهلية للإله. قد يكون الإله شخصي, سابق للشخصي, فائق عن الشخصي, أو لاشخصي, لكن الإله ليس أبداً غافلاً, أي, ليس أبداً بدون المقدرة للتواصل على الأقل مع كيانات, كائنات, أو شخصيات مشابهة.
6:6.3 (78.6) عقل الإبن الأبدي هو على غرار ذلك الذي للأب لكنه ليس مثل أي عقل آخر في الكون, ومع عقل الأب هو سالف للعقول المتنوعة والبعيدة المدى للخالق المُوحد. عقل الأب والإبن, ذلك الفكر الذي هو سالف إلى العقل المُطلق للمصدر والمركز الثالث, ربما أفضل إيضاح له هو في العقل السابق لضابط فكر, لأنه, على الرغم من أن تلك الأجزاء للأب هي كلياً خارج دارات عقل العامل المُوحد, لديها بعض من شكل سابق العقل؛ هم يعرِفون كما يُعرَفون؛ يتمتعون بما يُعادل التفكير الإنساني.
6:6.4 (78.7) الإبن الأبدي هو روحي كلياً؛ الإنسان تقريباً جداً مادي كلياً؛ لذلك فإن كثير مما يتعلق بشخصية الروح للإبن الأبدي, إلى أجوائه الروحية السبعة الدائرة حول الفردوس وإلى طبيعة الإبداعات اللا-شخصية لإبن الفردوس, سيتوجب أن تنتظر إحرازك لوضع الروح بعد إتمامك للإرتقاء المورونشي في الكون المحلي نِبادون. وبعدئذٍ, بينما تعبر خلال الكون العظيم وقُدُماً إلى هاﭭونا, الكثير من تلك الألغاز المستورة-بالروح ستنجلي بينما تبدأ لتكون ممنوحاً "بعقل الروح" ــ البصيرة الروحية.
6:7.1 (79.1) الإبن الأبدي هو ذلك الشخصية اللانهائية التي تخلص الأب الكوني من قيود شخصيتها الباتة بتقنية الثولثة, والتي بموجبها استمر منذ ذلك الحين في إغداق نفسه في فيض لا ينتهي على كونه الدائم التوسع من خالقين ومخلوقات. الإبن هو شخصية مُطلقة؛ الله هو شخصية أب -- مصدر الشخصية, مُغدق الشخصية, وسبب الشخصية. كل كائن شخصي يستمد شخصية من الأب الكوني بالضبط كما الإبن الأصلي يستمد شخصيته أبدياً من الأب الفردوسي.
6:7.2 (79.2) شخصية إبن الفردوس مُطلقة وروحية بحتة, وهذه الشخصية المُطلقة هي كذلك النموذج الإلهي والأبدي, أولاً, لإغداق الأب الشخصية على العامل المُوحد, وبعد ذلك, لإغداقه الشخصية على أعداد لا تُحصى من مخلوقاته في جميع أنحاء الكون البعيد المدى.
6:7.3 (79.3) الإبن الأبدي هو حقاً مُسعف رحيم, روح إلهي, قدرة روحية, وشخصية حقيقية. الإبن هو الطبيعة الروحية والشخصية لله جُعلت جلية إلى الأكوان -- مجموع وجوهر المصدر والمركز الأول, مجردة من كل ما هو لا-شخصي, إلهي زائد, غير روحي, وإمكانات نقية. لكن من المستحيل أن يُنقل إلى العقل الإنساني صورة كلمة عن جَمال وجَلال شخصية الإبن الأبدي العلوية. كل ما يميل إلى حجب الأب الكوني يعمل تقريباً بتأثير مُساوي لمنع الإعتراف المفاهيمي للإبن الأبدي. يجب أن تنتظر إحرازك الفردوس, وبعدئذٍ ستفهم لماذا لم أكن قادراً على تصوير صِفة هذه الشخصية المُطلقة إلى فهم العقل المتناهي.
6:8.1 (79.4) فيما يخص الهوية, الطبيعة, وغيرها من سجايا الشخصية, الإبن الأبدي هو المساوي الكامل, المُكمل المثالي, والنظير الأبدي للأب الكوني. بنفس المعنى حيث أن الله هو الأب الكوني, فإن الإبن هو الأُم الكونية. وكلنا, عالين ومنخفضين, نشكل عائلتهما الكونية.
6:8.2 (79.5) لتقدير سجية الإبن, ينبغي عليك دراسة الوحي لسجية الأب الإلهي, هما إلى الأبد وبدون انفصال واحد. كشخصيات إلهية هما فعلياً لا يمكن تمييزهما من قِبل الرُتب المنخفضة من الذكاء. هما ليسا في غاية الصعوبة من حيث التعرف المنفصل من قِبل الذين أصلهم في الأعمال الخلاَّقة للآلهة أنفسهم. كائنات ذات مواطنية في الكون المركزي وعلى الفردوس يدركون الأب والإبن ليس فقط كوحدة شخصية واحدة ذات تحكم كوني إنما كذلك كشخصيتين منفصلتين عاملتين في مجالات محددة من إدارة الكون.
6:8.3 (79.6) كأشخاص قد تتصورون الأب الكوني والإبن الأبدي كأفراد منفصلين, لأنهما فعلاً هكذا؛ لكن في إدارة الأكوان هما في غاية التشابك والترابط بحيث ليس من الممكن دائماً التمييز بينهما. عندما, في شؤون الأكوان, الأب والإبن يُقابَلان في تداخلات محيرة, إنه ليس دائماً من المُربح محاولة فرز عملياتهما؛ فقط تذَكّر بأن الله هو الفكر الباديء والإبن هو الكلمة الكاملة التعبير. في كل كون محلي هذا التلازم مُشَّخَص في ألوهية الإبن الخالق, الذي يقف على حد سواء لكلا الأب والإبن لمخلوقات عشرة ملايين عوالم مأهولة.
6:8.4 (80.1) الإبن الأبدي لانهائي, لكنه ممكن الوصول إليه من خلال أشخاص أبنائه الفردوسيين ومن خلال الإسعاف الصبور للروح اللانهائي. بدون خدمة الإغداق لأبناء الفردوس والإسعاف المُحب لمخلوقات الروح اللانهائي, بالكاد تأمل الكائنات من أصل مادي في إحراز الإبن الأبدي. وإنه بالتساوي صحيح: بمساعدة وإرشاد هذه الوكالات السماوية, البشري الواعي الله بالتأكيد سينال الفردوس وفي وقت ما يقف في الحضور الشخصي لإبن الأبناء المهيب هذا.
6:8.5 (80.2) حتى مع أن الإبن الأبدي هو النموذج لإحراز الشخصية البشرية, تجد أنه من الأسهل فهم واقع كل من الأب والروح لأن الأب هو المُغدق الفعلي لشخصيتك الإنسانية والروح اللانهائي هو المصدر المُطلق لعقلك البشري. لكن بينما ترتقي في طريق الفردوس من التقدم الروحي, ستصبح شخصية الإبن الأبدي حقيقية بشكل متزايد بالنسبة لك, وستصبح حقيقة عقله الروحاني لانهائياً قابلة للإدراك أكثر لعقلك الآخذ في الروحانية تدريجياً.
6:8.6 (80.3) أبداً لا يمكن لمفهوم الإبن الأبدي أن يضيء بشكل ساطع في عقلك المادي أو المورونشي اللاحق؛ ليس إلى أن تأخذ في الروحنة وتُباشر بارتقائك الروحي, سيبدأ فهم شخصية الإبن الأبدي بالتساوي مع وضوح مفهومك لشخصية الإبن الخالق من الأصل الفردوسي الذي, شخصياً وكشخص, تجسد في وقت ما وعاش على يورانشيا كإنسان بين الناس.
6:8.7 (80.4) في كل أثناء تجربتك في الكون المحلي, الإبن الخالق, الذي يمكن فهم شخصيته من قِبل الإنسان, لا بد أن يعوض عن عدم مقدرتك لإدراك المغزى الكامل للذي على وجه الحصر أكثر روحانية, إنما مع ذلك شخصي, إبن الفردوس الأبدي. بينما تتقدم خلال أورﭭونتون وهاﭭونا, عندما تترك وراءك الصورة الواضحة والذكريات العميقة عن الإبن الخالق لكونكم المحلي, عبور هذه التجربة المادية والمورونشية سيتم تعويضه بمفاهيم دائمة التوسع وفهم مُكثف لإبن الفردوس الأبدي, الذي حقيقته وقُربه سيزدادان أبداً بينما ترتقي نحو الفردوس.
6:8.8 (80.5) الإبن الأبدي هو شخصية عظيمة ومجيدة. مع أنه خارج نطاق قدرات العقل البشري والمادي إدراك حقيقة شخصية مثل هذا الكائن اللانهائي, لا تشك, بأنه شخص. أنا أعرف عما أتكلم. مرات تقريباً بلا عدد وقفت في الحضرة الإلهية لهذا الإبن الأبدي ثم رحلت قُدُماً في الكون لأنفذ وصيته الكريمة.
6:8.9 (80.6) [ حُررت بمستشار إلَهي عُّين لصياغة هذا البيان المُصور لإبن الفردوس الأبدي. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 7
7:0.1 (81.1) الإبن الأصلي مهتم أبداً بتنفيذ الجوانب الروحية لهدف الأب الأبدي كما تنكشف تدريجياً في ظواهر الأكوان المتطورة بفئاتها المتنوعة من الكائنات الحية. نحن لا نفهم تماماً هذه الخطة الأبدية, لكن إبن الفردوس يفهمها بلا شك.
7:0.2 (81.2) الإبن هو مثل الأب في أنه يسعى لإغداق كل شيء ممكن من ذاته على أبنائه المنسقين وعلى أبنائهم المرتبطين. والإبن يشارك طبيعة توزيع الذات للأب في الإغداق اللا محدود من ذاته على الروح اللانهائي, مسؤولهما التنفيذي الموحد.
7:0.3 (81.3) كالداعم لحقائق الروح, المصدر والمركز الثاني هو الموازن الأبدي لجزيرة الفردوس, التي تدعم بغاية الروعة كل الأشياء المادية. هكذا المصدر والمركز الأول يُكشف إلى الأبد في الجَمال المادي للنماذج النفيسة للجزيرة المركزية وفي القيم الروحية لشخصية الإبن الأبدي السماوية.
7:0.4 (81.4) الإبن الأبدي هو الداعم الفعلي للخلق الشاسع من حقائق الروح والكائنات الروحية. عالَم الروح هو العادة, والتصرف الشخصي للإبن, والحقائق غير الشخصية لطبيعة الروح هي دائمة الإستجابة لمشيئة وهدف الشخصية المثالية للإبن المطلق.
7:0.5 (81.5) مع ذلك, ليس الإبن مسؤولاً بشكل شخصي عن سلوك جميع شخصيات الروح. مشيئة المخلوق الشخصي حرة نسبياً وبالتالي تحدد تصرفات مثل هذه الكائنات الإرادية. لذلك لا يمثل عالم الروح الحر المشيئة دائماً بحق صِفة الإبن الأبدي, مثلما الطبيعة على يورانشيا ليست كاشفة بحق لكمال وثبات الفردوس والإله. لكن بصرف النظر عما قد يميز عمل المشيئة الحرة لإنسان أو ملاك, فإن قبضة الإبن الأبدية من السيطرة الجاذبية الكونية لكل حقائق الروح تستمر كمُطلقة.
7:1.1 (81.6) كل ما يتم تدريسه فيما يتعلق بحُلول الله, تواجده في كل مكان, كلية قدرته, وإحاطته بعِلم كل شيء, هو بالتساوي صحيح عن الإبن في العوالم الروحية. جاذبية الروح النقية والكونية لكل الخلق, هذه الدارة الروحية حصراً, تقود رجوعاً مباشرة إلى شخص المصدر والمركز الثاني على الفردوس. إنه يترأس فوق السيطرة وعملية التشغيل لتلك القبضة الروحية التي لا تخطيء والدائمة الحضور لكل القيم الروحية الحقيقية. هكذا يمارس الإبن الأبدي سيادة روحية مُطلقة. هو حرفياً يقبض على كل حقائق الروح وجميع القيم الروحانية, كما لو كانت في جوف يده. التحكم بالجاذبية الروحية الكونية هو سيادة روحية كونية.
7:1.2 (82.1) سيطرة الجاذبية هذه للأشياء الروحية تعمل بشكل مستقل عن الزمان والفضاء؛ لذلك طاقة الروح لا تنقص في الإرسال. جاذبية الروح لا تعاني أبداً تأخير زمني, ولا تعاني نقصان فضائي. إنها لا تنقص وفقاً لمربع مسافة إرسالها؛ دارات قدرة الروح النقية لا تؤخَر بكتلة الخلق المادي. وهذا التجاوز للزمان والفضاء بطاقات الروح النقية متأصل في مُطلقية الإبن, إنه ليس نتيجة لتدخل القوات المضادة للجاذبية للمصدر والمركز الثالث.
7:1.3 (82.2) حقائق الروح تستجيب إلى القدرة الجاذبة لمركز الجاذبية الروحية وفقاَ لقيمتها النوعية, درجتها الفعلية لطبيعة الروح. جوهر الروح (الخاصية) هو متجاوب تماماً إلى جاذبية الروح مثلما تستجيب الطاقة المنظمة للمادة الفيزيائية (الكمية) إلى الجاذبية الفيزيائية. القيم الروحية وقوى الروح حقيقية. من وجهة نظر الشخصية, الروح هو نَفَس الخلق؛ المادة هي الجسم الفيزيائي المُظلل.
7:1.4 (82.3) ردود أفعال وتقلبات جاذبية الروح هي صادقة دائماً إلى محتوى القيم الروحية, الوضع الروحي النوعي لفرد أو لعالَم. هذه القدرة الجاذبة تستجيب بشكل فوري إلى القيم التي بين وفي روح أي حالة كونية أو وضع كوكبي. في كل مرة تتحقق واقعية روحية في الأكوان, يستوجب هذا التغيير إعادة التعديل المباشر والآني لجاذبية الروح. هكذا روح جديدة هي في الواقع جزء من المصدر والمركز الثاني؛ وتماماً كما حينما يصبح إنسان بشري كائناً مُروحناً, سوف يحرز الإبن الروحي, مركز ومصدر جاذبية الروح.
7:1.5 (82.4) قدرة الإبن الروحية الجاذبة متأصلة بدرجة أقل في كثير من رُتب الفردوس من البنوة. لأنه يتواجد هناك ضمن دارة جاذبية الروح المُطلقة تلك الأنظمة المحلية من الإنجذاب الروحي التي تعمل في الوحدات الأقل شأناً للخلق. هكذا تمركزات دون المُطلق لجاذبية الروح هي جزء من ألوهية الشخصيات الخالقة للزمان والفضاء وهي مترافقة مع التحكم الفوقي التجريبي الناشئ للكائن الأسمى.
7:1.6 (82.5) سحب جاذبية الروح واستجابتها على ذلك يعمل ليس فقط على الكون ككل إنما أيضاً حتى بين الأفراد ومجموعات الأفراد. هناك إلتحام روحي بين الشخصيات الروحية والتي تفعلت روحانياً لأي عالَم, سلالة, أمة, أو جماعة من الأفراد المؤمنين. هناك جاذبية مباشرة ذات طبيعة روحية بين الأشخاص ذوي العقلية الروحية من أذواق وأشواق متشابهة. التعبير "أرواح متآلفة" ليس كلياً مجاز كلام.
7:1.7 (82.6) مثل جاذبية الفردوس المادية, الجاذبية الروحية للإبن الأبدي مُطلقة. قد تتداخل الخطيئة والتمرد مع عمل دارات كون محلية, لكن لا شيء يستطيع تعطيل جاذبية روح الإبن الأبدي. أنتج تمرد لوسيفر تغييرات كثيرة في نظامكم من العوالم المأهولة وعلى يورانشيا, لكننا لا نلاحظ بأن الحَجر الروحي الناتج لكوكبكم قد أثـَّر في أقل تعديل على حضور وأداء إما الروح المتواجد في كل مكان للإبن الأبدي أو دارة جاذبية الروح المرتبطة.
7:1.8 (82.7) كل ردود فعل دارة جاذبية الروح للكون الإجمالي قابلة للتنبؤ بها. نحن ندرك جميع أفعال وردود أفعال الروح الموجودة في كل مكان للإبن الأبدي ونجد أنها يُعتمد عليها. وفقاً لقوانين معروفة جيداً, يمكننا ونحن فعلاً نقيس الجاذبية الروحية تماماً كما يحاول الإنسان احتساب أعمال الجاذبية الفيزيائية المتناهية. هناك استجابة غير متغيرة لروح الإبن إلى كل الأشياء الروحية, الكائنات, والأشخاص, وهذا التجاوب هو دائماً مُطابق للدرجة الفعلية (الدرجة النوعية للواقع) لكل هكذا قيم روحية.
7:1.9 (83.1) لكن إلى جانب هذه الوظيفة التي يمكن الاعتماد عليها والتي يمكن التنبؤ بها جداً للحضور الروحي للإبن الأبدي, هناك تُواجَه ظواهر التي هي ليست قابلة للتنبؤ بها في ردود أفعالها. هكذا ظواهر ربما تشير إلى العمل المنسق لمُطلق الإله في عوالم الإمكانات الروحية الناشئة. نحن نعلم أن تواجد الروح للإبن الأبدي هو تأثير شخصية مهيبة ولانهائية, لكننا بالكاد نعتبر ردود الفعل المرتبطة بالأداءات المُقدرة لمُطلق الإلَه كشخصية.
7:1.10 (83.2) كما يُنظر إليه من وجهة نظر الشخصية ومن قِبل الأشخاص, يبدو الإبن الأبدي ومُطلق الإله ليكونا مرتبطان بالطريقة التالية: الإبن الأبدي يسيطر على حيز القيم الروحية الفعلية, في حين يبدو مُطلق الإله ليسود المجال الشاسع لقيم الروح المُحتمَلة. كل قيمة فعلية لطبيعة روحية تجد إيداعاً في قبضة جاذبية الإبن الأبدي لكن, إذا مُحتمَلة, عندئذٍ على ما يبدو في حضور مُطلق الإلَه.
7:1.11 (83.3) يبدو الروح لينبثق من إحتمالات مُطلق الإله؛ يجد الروح المتطور صِلة في الإمساكات التجريبية وغير المكتملة للأسمى والمنتهى؛ في نهاية المطاف يجد الروح مصيراً نهائياً في الإمساك المُطلق لجاذبية الإبن الأبدي الروحية. تبدو هذه لتكون دورة الروح التجريبية, لكن الروح الوجودي متأصل في لانهائية المصدر والمركز الثاني.
7:2.1 (83.4) على الفردوس, الحضور والنشاط الشخصي للإبن الأصلي هو عميق, مُطلق, في المغزى الروحي. بينما نعبر للخارج من الفردوس خلال هاﭭونا ونحو عوالم الأكوان العظمى السبعة, نحن نرصد أقل وأقل من النشاط الشخصي للإبن الأبدي. في الأكوان ما بعد هاﭭونا فإن حضور الإبن الأبدي مُشخص في أبناء الفردوس, مشروط بالحقائق التجريبية للأسمى والمنتهى, ومنسق مع احتمال الروح غير المحدود لمُطلق الإله.
7:2.2 (83.5) في الكون المركزي, النشاط الشخصي للإبن الأصلي مُدرك في الإنسجام الروحي الرائع للخلق الأبدي. هاﭭونا مثالية بشكل رائع بحيث أن الوضع الروحي وحالات الطاقة لهذا الكون النموذج هما في توازن مثالي وسرمدي.
7:2.3 (83.6) في الأكوان العظمى, ليس الإبن حاضر أو مقيم شخصياً؛ في تلك الخلائق هو يحافظ فقط على تمثيل فائق عن الشخصي. تجليات الروح هذه التي للإبن هي ليست شخصية؛ ليست في دارة شخصية الأب الكوني. نحن لا نعرف مصطلح أفضل للإستخدام سوى تسميتهم شخصيات فائقة؛ وهم كائنات متناهية؛ لا هم أبسونايتيين ولا مُطلقين.
7:2.4 (83.7) إدارة الإبن الأبدي في الأكوان العظمى, كائنة روحية وفائقة عن الشخصي على وجه الحصر, هي ليست قابلة للإدراك بشخصيات المخلوقات, مع ذلك, فإن الحث الروحي الكلي الإنتشار لتأثير الإبن الشخصي يُواجَه في كل مرحلة من نشاطات جميع قطاعات مجالات قدماء الأيام. في الأكوان المحلية, على كل, نلاحظ الإبن الأبدي حاضر شخصياً في أشخاص أبناء الفردوس. هنا الإبن اللانهائي يعمل بشكل روحي وخلاق في أشخاص السلك المهيب من الأبناء الخالقين المنسقين.
7:3.1 (84.1) في ارتقاء الكون المحلي يتطلع بشر الزمان إلى الإبن الخالق كالممثل الشخصي للإبن الأبدي. لكن عندما يبدأون ارتقاء نظام التدريب في الكون العظيم, يستبين حجاج الزمان على نحو متزايد الحضور العلوي للروح المُلهِم للإبن الأبدي, وهم قادرون للكسب بالتناول من هذا الإسعاف من تفعيل الطاقة الروحي. في هاﭭونا يُصبح الصاعدون أكثر وعياً بالإحتضان المُحِب للروح الكلي الإنتشار للابن الأصلي. ولا عند أي مرحلة من الإرتقاء البشري بأكمله تسكن روح الإبن الأبدي عقل أو نفس حاج الزمان, لكن إحسانه أبداً قريب ودائماً مهتم برفاهية أولاد الزمان المتقدمين وأمنهم الروحي.
7:3.2 (84.2) سحب الجاذبية الروحية للإبن الأبدي يُشكل السر المتأصل لارتقاء الفردوس للنفوس الإنسانية الناجية. كل القيم الروحية الأصيلة وكل الأفراد الذين أخذوا في الروحانية بقلب سليم هم مُمسَكين في حوزة جاذبية الإبن الأبدي الروحية التي لا تفتر. العقل البشري, على سبيل المثال, يبدأ مهمته كآلية مادية وبالنتيجة يُجَّند في سِلك النهائية كتواجد روح جداً مُقترب من الكمال, صائر تقدمياً أقل عُرضة للجاذبية المادية وفي المقابل أكثر استجابة إلى حث السحب الداخلي لجاذبية الروح في أثناء هذه التجربة برمتها. دارة جاذبية الروح تسحب حرفياً نفس الإنسان تجاه الفردوس.
7:3.3 (84.3) دارة جاذبية الروح هي القناة الأساسية لنقل الصلوات الأصيلة من القلب الإنساني المؤمن من مستوى الوعي الإنساني إلى الوعي الفعلي للإله. ما يمثل قيمة روحية صحيحة في التماساتك سوف يُحجز عليه من قِبل الدارة الكونية لجاذبية الروح وسيعبر حالاً وفي وقت واحد إلى كل الشخصيات الإلهية المعنية. كل سيشغل نفسه مع ما ينتمي إلى ميدانه الشخصي. لذلك, في تجربتك الدينية العملية, إنه قليل الأهمية ما إذا, في مخاطبتك لإلتماساتك, أنت تتصور الإبن الخالق لكونك المحلي أو الإبن الأبدي عند مركز كل الأشياء.
7:3.4 (84.4) العملية التمييزية لدارة جاذبية الروح يمكن مقارنتها إلى وظائف الدارات العصبية في الجسم الإنساني المادي: ترتحل الأحاسيس نحو الداخل على المسارات العصبية؛ بعضها يُحتجز ويُتجاوب إليها من قِبل المراكز الفقرية التلقائية السفلى؛ آخرون يعبرون قُدُماً إلى المراكز الأقل تلقائية إنما المُدربة-بالتعود في الدماغ الأسفل, بينما الرسائل الواردة الأكثر أهمية وحيوية تومض بتلك المراكز التابعة وتُسجَل على الفور في أعلى مستويات الوعي الإنساني.
7:3.5 (84.5) لكن كم أكثر كمالاً بكثير هي التقنية الرائعة للعالَم الروحي! إذا نشأ أي شيء في وعيك مما هو مشحون بقيم روحية سامية, حالما تعطيه تعبير, لا قدرة في الكون يمكن أن تمنع وميضه مباشرة إلى شخصية الروح المُطلقة لكل الخلق.
7:3.6 (84.6) على العكس من ذلك, إذا كانت التماساتك مادية صرفاً ومتمحورة كلياً على الذات, فلا توجد خطة يمكن بمقتضاها أن تجد هذه الصلوات غير الجديرة استحكام في دارة الروح للإبن الأبدي. المحتوى لأي التماس غير "مُحرر روحياً" لا يمكن أن يجد مكاناً في الدارة الروحية الكونية؛ هكذا طلبات مادية وأنانية بحتة تسقط ميتة؛ إنها لا ترتقي في دارات قيم الروح الحقيقية. كلمات كتلك هي مثل "صوت نحاس وصنج رنان".
7:3.7 (85.1) إنه التفكير المُحفِز, المحتوى الروحي, الذي يعطي مصداقية للدعاء البشري. الكلمات لا قيمة لها.
7:4.1 (85.2) الإبن الأبدي في آصرة أزلية مع الأب في المُلاحقة الناجحة لخطة التقدم الإلهية: الخطة الكونية لأجل خلق, تطور, إرتقاء, وكمال مخلوقات المشيئة. و, في الإخلاص الإلهي, الإبن هو المساوي الأبدي للأب.
7:4.2 (85.3) الأب وإبنه هما كواحد في صياغة وملاحقة خطة الإحراز العملاقة هذه لأجل النهوض بالكائنات المادية للزمان إلى كمال الأبدية. هذا المشروع من أجل السمو الروحي للنفوس المرتقية في الفضاء هو خلق مشترك للأب والإبن, وهما, مع تعاون الروح اللانهائي, متعاطيان في تنفيذ تعاوني لهدفهما الإلهي.
7:4.3 (85.4) تتضمن هذه الخطة الإلهية لإحراز الكمال ثلاثة مشاريع فريدة, على أنها مشاريع مترابطة بشكل رائع, للمغامرة الكونية:
7:4.4 (85.5) 1. خطة التحصيل التقدمي. هذه هي خطة الأب الكوني للإرتقاء التطوري, برنامج تُقُبل بلا تحفظ من قِبل الإبن الأبدي عندما وافق على إقتراح الأب, "فلنجعل مخلوقات بشرية في صورتنا الخاصة". هذا التزويد لزيادة رفع مخلوقات الزمن يشمل إغداق الأب لضباط الفكر ووهب المخلوقات المادية بامتيازات الشخصية.
7:4.5 (85.6) 2. خطة الإغداق. الخطة الكونية التالية هي مشروع وحي-الأب العظيم للإبن الأبدي وأبنائه المنسقين. هذا هو اقتراح الإبن الأبدي ويتكون من إغداقه لأبناء الله على الخلائق التطورية, هناك لتتشخص وتتحقق, لتتجسد وتجعل حقيقة محبة الأب ورحمة الإبن إلى مخلوقات كل الأكوان. متأصل في خطة الإغداق, وكميزة مؤقتة لهذا الإسعاف من المحبة, يعمل أبناء الفردوس كمُعيدي تأهيل إلى ذلك الذي قد وضعته مشيئة مخلوق ضال في تهلكة روحية. كلما وحيثما يحدث هناك تأخير في سير خطة الإحراز, إن كان تمرُد, بالمصادفة, سوف يُفسد أو يُعقد هذا المشروع, عندئذٍ تصبح تدابير الطواريء لخطة الإغداق ناشطة على الفور. يقف أبناء الفردوس على أهبة الاستعداد وجاهزين للعمل كمستردين, للذهاب إلى عوالم التمرد ذاتها وهناك يستعيدون الأوضاع الروحية للأجواء. ومثل تلك الخدمة البطولية قد قام إبن خالق منسق بأدائها على يورانشيا في صلة مع مهنة إغداقه الاختبارية المتمثلة في اكتساب السيادة.
7:4.6 (85.7) 3. خطة إسعاف الرحمة. عندما تم صياغة وإعلان خطة الإحراز وخطة الإغداق, وحده ومن نفسه, قام الروح اللانهائي بإسقاط ووضع قيد العمل المشروع الهائل والكوني لإسعاف الرحمة. هذه هي الخدمة الجوهرية جداً للتشغيل العملي والفعال لكِلا إلتزامات الإحراز والإغداق, والشخصيات الروحية للمصدر والمركز الثالث كلها تشارك في إسعاف روح الرحمة التي تُعد بشكل كبير جزء من طبيعة الشخص الثالث للإله. ليس فقط في الخلق بل كذلك في الإدارة, الروح اللانهائي يؤدي بحق وحرفياً كالمُنفذ المُشترك للأب والإبن.
7:4.7 (86.1) الإبن الأبدي هو المؤتمن الشخصي, والوصي الإلهي, لخطة الأب الكوني لارتقاء المخلوق. حيث إنه قد أعلن الأمر العالمي, "كونوا مثاليين, حتى كما أنا مثالي," ائتمن الأب تنفيذ هذا التعهد الضخم إلى الإبن الأبدي؛ والإبن الأبدي يشارك رعاية هذا المشروع العلوي مع منسقه الإلهي, الروح اللانهائي. هكذا يتعاون الآلهة بفعالية في عمل الخلق, السيطرة, التطور, الوحي, والإسعاف ـ وإذا استدعى الأمر, في الترميم وإعادة التأهيل.
7:5.1 (86.2) انضم الإبن الأبدي بدون تحفظ مع الأب الكوني في إذاعة ذلك الأمر الهائل إلى كل الخلق: "كونوا مثاليين, حتى كما أباكم في هاﭭونا مثالي". وأبداً منذ ذلك الحين, قد حفز ذلك الأمر-الدعوة كل خطط النجاة ومشاريع الإغداق للإبن الأبدي وعائلته الشاسعة من الأبناء المشاركين والمرتبطين. وفي تلك الإغداقات ذاتها أصبح أبناء الله إلى كل المخلوقات التطورية "الطريق, الحقيقة, والحياة".
7:5.2 (86.3) لا يمكن للإبن الأبدي الإتصال مباشرة مع الكائنات الإنسانية كما يفعل الأب من خلال هِبة ضباط الفكر السابقين للشخصي, لكن الإبن الأبدي يقترب إلى الشخصيات المخلوقة بسلسلة من التدرج التناقصي للبنوة الإلهية إلى أن يتمكن من الوقوف في حضور الإنسان, وأحياناً, كإنسان بنفسه.
7:5.3 (86.4) الطبيعة الشخصية الصافية للإبن الأبدي غير قادرة على التجزؤ. يسعف الإبن الأبدي كتأثير روحي أو كشخص, أبداً ليس خلافاً لذلك. يجد الإبن أنه من المستحيل أن يصبح جزءاً من تجربة المخلوق في المعنى الذي يشارك به الضابط-من الأب, لكن الإبن الأبدي يعوض عن هذا القيد بتقنية الإغداق. ما تعنيه تجربة الكينونات المتجزئة إلى الأب الكوني, تعنيه تجارب تجسد أبناء الفردوس إلى الإبن الأبدي.
7:5.4 (86.5) لا يأتي الإبن الأبدي إلى الإنسان البشري كالمشيئة الإلهية, ضابط الفكر الساكن في العقل الإنساني, لكن الإبن الأبدي قد أتى إلى إنسان بشري على يورانشيا عندما تجسدت شخصية إبنه الإلهية, ميخائيل نِبادون, في الطبيعة الإنسانية ليسوع الناصري. لمشاركة تجربة الشخصيات المخلوقة, يجب على أبناء الله الفردوسيين أن يتقلدوا الطبائع عينها لتلك المخلوقات ويجسدوا شخصياتهم الإلهية كالمخلوقات الفعلية ذاتها. التجسد, سر سونارنجتون, هو تقنية إفلات الإبن من التي خلافاً لذلك هي قيود كلية الإكتناف لمُطلق الشخصية.
7:5.5 (86.6) منذ زمن طويل, طويل, أغدق الإبن الأبدي نفسه على كل من دارات الخلق المركزي لأجل تنوير وتقدم كل سكان وحجاج هاﭭونا, بما فيهم الحجاج الصاعدين للزمان. ولا على أي من تلك الإغداقات السبعة أدى عمله إما كصاعد أو كواحد من هاﭭونا. هو تواجد كذاته. كانت تجربته فريدة؛ لم تكن مع أو كإنسان أو حاج آخر لكن بطريقة ما ترابطية في المغزى الفائق عن الشخصي.
7:5.6 (86.7) ولا هو عبَر خلال الباقي الذي يتداخل بين دارة هاﭭونا الداخلية وشواطئ الفردوس. إنه ليس من الممكن بالنسبة له, كائن مُطلق, أن يُعطل وعي الشخصية, لأن فيه تتمركز كل خطوط الجاذبية الروحية. وأثناء أوقات تلك الإغداقات لم تخفُت أمانة الفردوس المركزية للتألق الروحي, ولم تنقص قبضة الإبن لجاذبية الروح الكونية.
7:5.7 (87.1) إغداقات الإبن الأبدي في هاﭭونا ليست ضمن نطاق الخيال الإنساني؛ كانت خارقة للطبيعة. هو أضاف إلى تجربة كل هاﭭونا عندئذٍ ولاحقاً, لكننا لا نعرف ما إذا أضاف إلى الإستطاعة الإختبارية المفترضة لطبيعته الوجودية. ذلك يقع ضمن لغز الإغداق لأبناء الفردوس. نحن, على كل, نعتقد بأن مهما كان ما أحرز الإبن الأبدي في مهمات الإغداق تلك, فقد احتفظ بها منذ ذلك الحين؛ لكننا لا نعرف ما هي.
7:5.8 (87.2) أي كانت مصاعبنا في فهم إغداقات الشخص الثاني للإله, نحن نستوعب إغداق هاﭭونا لإبن من الإبن الأبدي, الذي عبر حرفياً خلال دارات الكون المركزي وشارك فعلياً تلك الخبرات التي تُشكل إعداد صاعد لإحراز إله. هذا كان ميخائيل الأصلي, أول إبن خالق مولود, وقد عبر خلال تجارب حياة الحجاج الصاعدين من دارة إلى دارة, مسافراً شخصياً مرحلة كل دائرة معهم في أيام جراندفاندا الأول من كل البشر ليحرز هاﭭونا.
7:5.9 (87.3) بغض النظر عن أي شيء آخر قد كشفه هذا الميخائيل الأصلي, فقد جعل الإغداق المتعالي للإبن الأم الأصلي حقيقي إلى مخلوقات هاﭭونا. حقيقي للغاية, بحيث إلى الأبد كل حاج من الزمان الذي يُجاهد في مغامرة القيام بدارات هاﭭونا يلقى التشجيع ويُقوى بالمعرفة الأكيدة بأن الإبن الأبدي لله قد اعتزل سبع مرات قدرة ومجد الفردوس لكي يُشارك في تجارب حجاج الزمان-الفضاء على الدارات السبعة من إحراز هاﭭونا التقدمي.
7:5.10 (87.4) الإبن الأبدي هو الإلهام المثالي لجميع أبناء الله في إسعافهم من الإغداق في كل أنحاء أكوان الزمان والفضاء. الأبناء الخالقون المنسقون والأبناء القضاة المشاركون, سوية مع رُتب أخرى غير مكشوفة من البنوة, كل يتناولون من هذه الرغبة الرائعة لإغداق أنفسهم على الرُتب المتنوعة من حياة المخلوق وكما المخلوقات أنفسهم. لذلك, في الروح وبسبب قرابة الطبيعة فضلاً عن حقيقة الأصل, يُصبح صحيحاً بأن في إغداق كل ابن لله على عوالم الفضاء, في ومن خلال وبتلك الإغداقات, قد أغدق الإبن الأبدي نفسه على مخلوقات المشيئة الذكية للأكوان.
7:5.11 (87.5) في الروح والطبيعة, إن لم يكن في جميع السجايا, كل إبن فردوسي هو صورة شخصية مثالية إلهية للإبن الأصلي. إنه حرفياً صحيح, كل من رأى إبن فردوسي فقد رأى إبن الله الأبدي.
7:6.1 (87.6) نقص المعرفة عن أبناء الله العديدين هو مصدر ارتباك عظيم على يورانشيا. ويستمر هذا الجهل في وجه هكذا تصريحات كسجل لإجتماع مُغلق لتلك الشخصيات الإلهية: "عندما أعلن أبناء الله الفرح, وغنت كل نجوم الصباح معاً". كل ألف سنة من الزمن القياسي للقطاع, تتجمع الرُتب المتعددة من الأبناء الإلهيين لإجتماعاتهم المُغلقة الدورية.
7:6.2 (87.7) الإبن الأبدي هو المصدر الشخصي للسجايا الجديرة بالعبادة من الرحمة والخدمة التي تميز بوفرة كل مراتب أبناء الله المتنزلين بينما يعملون في جميع أنحاء الخلق. كل الطبيعة الإلهية, إن لم يكن كل لانهائية السجايا, ينقلها الإبن الأبدي بلا كلل إلى أبناء الفردوس الذين يخرجون من الجزيرة الأبدية لكشف صِفته الإلهية إلى كون الأكوان.
7:6.3 (88.1) الإبن الأصلي والأبدي هو الشخص الخلف "لأول" فكرة منجزة ولانهائية للأب الكوني. في كل مرة يعرض الأب الكوني والإبن الأبدي معاً فكراً جديداً, أصلياً, متطابقاً, فريداً, وشخصياً مُطلق, تلك اللحظة ذاتها هذه الفكرة الخلاَّقة تُشخص بشكل مثالي وأخير في كائن وشخصية إبن خالق جديد وأصلي. في الطبيعة الروحية, الحكمة الإلهية, والقدرة الخلاَّقة المنسقة, هؤلاء الأبناء الخالقون هم احتمالياً متساوون مع الله الأب والله الإبن.
7:6.4 (88.2) يخرج الأبناء الخالقون من الفردوس نحو أكوان الزمان, ومع تعاون الوكالات المسيطرة والمبدعة من المصدر والمركز الثالث, يتمون تنظيم الأكوان المحلية من التطور التقدمي. هؤلاء الأبناء ليسوا مُلحقين إلى, ولا هم معنيين بالضوابط المركزية والكونية للمادة, العقل, والروح. وبالتالي هم محدودين في أعمالهم الخلاَّقة بأسبقية الكيان, أولوية, وأحقية المصدر والمركز الأول ومُطلقاته المنسقة. هؤلاء الأبناء قادرون على إدارة فقط ما يحضرونه إلى حيز الوجود. الإدارة المُطلقة كامنة في أولوية الوجود وغير منفصلة من أبدية الحضور. يبقى الأب أولياً في الأكوان.
7:6.5 (88.3) مثلما يُشخَص الأبناء الخالقون من قِبل الأب والإبن, كذلك يُشخَص الأبناء القضاة من قِبل الإبن والروح. أولئك هم الأبناء الذين, في تجارب تجسد المخلوق, يكتسبون الحق في أن يخدموا كقضاة النجاة في خلائق الزمان والفضاء.
7:6.6 (88.4) الأب, الإبن, والروح أيضاً يتحدون لتشخيص الأبناء المعلمين الثالوثيين المتنوعي القدرات الذين يجولون الكون الكبير كالمعلمين السماويين لكل الشخصيات, الإنسانية والإلهية. وهناك مراتب أخرى عديدة من بنوة الفردوس التي لم تُجلب إلى انتباه بشر يورانشيا.
7:6.7 (88.5) بين الإبن الأُم الأصلي وهذه الحشود من أبناء الفردوس المنتشرين في أنحاء كل الخلق, هناك قناة مباشرة وحصرية للإتصالات, قناة وظيفتها متأصلة في نوعية القرابة الروحية التي توحدهم في روابط من إتحاد روحي شبه مُطلق. دارة ما بين البنوة هذه مختلفة كلياً عن الدارة الكونية لجاذبية الروح, التي تتمركز أيضاً في شخص المصدر والمركز الثاني. كل أبناء الله الذين يأخذون أصلاً في أشخاص آلهة الفردوس هم على اتصال مباشر ودائم مع الإبن الأم الأبدي. وهكذا تواصل يكون لحظياً؛ إنه مستقل عن الزمان على الرغم من أنه مشروط أحياناً بالفضاء.
7:6.8 (88.6) الإبن الأبدي ليس فقط لديه في جميع الأوقات معرفة مثالية بما يخص الأوضاع, الأفكار, والأنشطة المتنوعة لجميع رُتب بنوة الفردوس, لكن لديه كذلك كمال معرفة في كل الأوقات بما يتعلق بكل شيء ذي قيمة روحية موجود في قلوب جميع المخلوقات في الخلق المركزي الأولي للأبدية وفي خلائق الزمان الثانوية للأبناء الخالقين المنسقين.
7:7.1 (88.7) الإبن الأبدي هو وحي تام, حصري, كوني, ونهائي لروح وشخصية الأب الكوني. كل المعرفة عن, والمعلومات التي تخص, الأب يجب أن تأتي من الإبن الأبدي وأبنائه الفردوسيين. الإبن الأبدي هو من الأبدية وهو كلياً وبدون شرط روحي واحد مع الأب. في الشخصية الإلهية هما نظيران؛ في الطبيعة الروحية هما متساويان؛ في الألوهية هما متطابقان.
7:7.2 (89.1) صِفة الله لا يمكن أن يُحسَن عليها في الجوهر في شخص الإبن, لأن الأب الإلهي هو مثالي بلا حدود, لكن ذلك الطبع والشخصية مُضخمان, من خلال تجريد غير-الشخصي وغير-الروحي, لأجل الوحي إلى الكائنات المخلوقة. المصدر والمركز الأول هو أكثر بكثير من شخصية, لكن كل صِفات الروح لشخصية الأب للمصدر والمركز الأول حاضرة روحياً في الشخصية المُطلقة للإبن الأبدي.
7:7.3 (89.2) الإبن الأولي وأبنائه مشغولون في جعل كشف كوني لطبيعة الأب الروحية والشخصية إلى كل الخلق. في الكون المركزي, الأكوان العظمى, الأكوان المحلية, أو على الكواكب المسكونة, إنه إبن فردوسي الذي يكشف الأب الكوني إلى الناس والملائكة. الإبن الأبدي وأبنائه يكشفون السبيل لإقتراب المخلوق إلى الأب الكوني. وحتى نحن من الأصل العالي نفهم الأب أكثر تماماً بكثير بينما نقوم بدراسة الكشف عن طبعه وشخصيته في الإبن الأبدي وفي أبناء الإبن الأبدي.
7:7.4 (89.3) ينزل الأب إليك كشخصية فقط من خلال الأبناء الإلهيين للإبن الأبدي. وأنت تحرز الأب بطريقة المعيشة هذه نفسها؛ أنت ترتقي إلى الأب بإرشاد هذه الفئة من الأبناء الإلهيين. ويبقى هذا صحيحاً على الرغم من أن شخصيتك ذاتها هي إغداق مباشر من الأب الكوني.
7:7.5 (89.4) في كل هذه النشاطات الواسعة الإنتشار للإدارة الروحية البعيدة المدى للإبن الأبدي, لا تنسى بأن الإبن هو شخص تماماً حقاً وفعلياً مثلما الأب هو شخص. بالتأكيد, بالنسبة إلى كائنات الذين في أحد الأوقات من المرتبة الإنسانية, سيكون الإبن الأبدي أيسر وصولاً من الأب الكوني. في تقدم حجاج الزمان من خلال دارات هاﭭونا, سوف تكون مؤهلاً لإحراز الإبن قبل وقت طويل من أن استعدادك لتتبين الأب.
7:7.6 (89.5) المزيد من طبع والطبيعة الرحيمة للإبن الأبدي من الرحمة يجب أن تعي بينما تتأمل كشف هذه السجايا الإلهية التي قُدمت في خدمة مُحبة من قِبل الإبن الخالق الخاص بكم, في أحد الأوقات إبن الإنسان على الأرض, الآن السُلطان العلي لكونكم المحلي ـ إبن الإنسان وإبن الله.
7:7.7 (89.6) [ حُررت بمستشار إلهي عُين لصياغة هذا البيان واصفاً إبن الفردوس الأبدي. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 8
8:0.1 (90.1) رجوعاً في الأبدية, عندما "أول" فكرة مُطلقة ولانهائية للأب الكوني تجد في الإبن الأبدي مثل هذه الكلمة المثالية والمُلائمة من أجل تعبيرها الإلهي, ينتج عن ذلك الرغبة السامية لكِلا فكرة-الله وكلمة-الله من أجل مفوض كوني ولانهائي من التعبير المتبادل والعمل المُوحد.
8:0.2 (90.2) في فجر الأبدية يصبح كل من الأب والإبن مُدرِكان لانهائياً للإعتماد المتبادل بينهما, ووحدانيتهما الأبدية والمُطلقة؛ ولذلك يدخلان في ميثاق أزلي ولانهائي من الشراكة الإلهية. هذا العهد الذي لا نهاية له جُعل لأجل تنفيذ مفاهيمهما المُوحدة في كل أنحاء دائرة الأبدية؛ وأبداً منذ هذا الحدث الأبدي يستمر الأب والإبن في هذا الإتحاد الإلهي.
8:0.3 (90.3) نحن الآن وجهاً لوجه مع أصل الأبدية للروح اللانهائي, الشخص الثالث للإلَه. في ذات اللحظة التي يتصور فيها الله الأب والله الإبن سوية عملاً مماثلاً ولانهائياً -- التنفيذ لفكرة-خطة مُطلقة – في ذات البرهة, ينبثق الروح اللانهائي كامل التطور إلى حيز الوجود.
8:0.4 (90.4) في تلاوتي هذه لنظام أصل الآلهة, أفعل ذلك صرفاً لأُمكنكم من التفكير في علاقتهم. في واقع الأمر هم الثلاثة كلهم كائنين منذ الأزل؛ إنهم وجوديون. هم بلا بداية أو نهاية أيام؛ هم منسقون, عاليون, قطعيون, مُطلقون ولانهائيين. هم الآن ودائماً قد كانوا وأبداً سيكونون. وهم ثلاثة أفراد متميزون إنما أبدياً أشخاص مرتبطون, الله الأب, الله الإبن, والله الروح.
8:1.1 (90.5) في أبدية الماضي, عند تشخيص الروح اللانهائي تصبح دورة الشخصية الإلهية مثالية وتامة. إله العمل متواجد, ومسرح الفضاء الشاسع قد أُعِد من أجل دراما الخلق الهائلة -- المغامرة الكونية -- البانوراما الإلهية للعصور الأبدية.
8:1.2 (90.6) أول عمل للروح اللانهائي هو المعاينة والتعرف على أبويه الإلهيين, الأب-الأب والأم-الإبن. هو, الروح, يتعرف قطعياً على كلاهما. إنه كلياً مُدرِك لشخصيتيهما المنفصلتين وسجاياهما اللانهائية بالإضافة إلى طبيعتهما المُشتركة وعملهما المُوحد. تالياً, طواعية, باستعداد متعالي وتلقائية مُلهِمة, الشخص الثالث للإله, بالرغم من كونه متساوٍ مع الشخصين الأول والثاني, يتعهد الولاء الأبدي إلى الله الأب ويعترف بالإعتماد المؤبد على الله الإبن.
8:1.3 (90.7) متأصل في طبيعة هذه البيعة وفي اعتراف متبادل لاستقلال شخصية كل منهم والإتحاد التنفيذي لكل الثلاثة, تم تأسيس دورة الأبدية. ثالوث الفردوس قائم. جُهزت منصة الفضاء الكوني من أجل البانوراما المتشعبة والتي لا تنتهي للإنفضاض المُبدع لهدف الأب الكوني من خلال شخصية الإبن الأبدي وبتنفيذ "إله العمل", الوكالة التنفيذية للأداءات الواقعية لشراكة الخالق الأب-الإبن.
8:1.4 (91.1) إله العمل يؤدي العمل وقناطر الفضاء الميتة في هرج ومرج. بليون من الأجواء المثالية تومض نحو الوجود. سابق لهذه اللحظة الأبدية المفترضة, طاقات الفضاء الفطرية في الفردوس متواجدة ومن المحتمل أن تكون عاملة, إنما ليس لديها فعلية كيان؛ ولا الجاذبية الفيزيائية يمكن قياسها إلا برد فعل الواقعيات المادية لجذبها المتواصل. ليس هناك كون مادي عند هذه اللحظة الأبدية البعيدة (المفترضة), لكن في ذات اللحظة التي فيها تجسد بليون عالَم, هناك في الدليل جاذبية كافية وملائمة لإمساكها في قبضة الفردوس الأبدية.
8:1.5 (91.2) يومض هناك الآن خلال خلق الآلهة الشكل الثاني من الطاقة, وهذا الروح المتدفق يتم اغتنامه لحظياً من قِبل الجاذبية الروحية للإبن الأبدي. هكذا الكون المُحتضَن- بالجاذبية الثنائية يُلُمس بطاقة اللانهائية ويُغمر في روح الألوهية. بهذه الطريقة تُهيأ تربة الحياة من أجل وعي العقل الذي جُعل متجلياً في دارات الذكاء المرتبطة للروح اللانهائي.
8:1.6 (91.3) على تلك البذور لوجود إحتمالي, المنتشرة في كل أنحاء الخلق المركزي للآلهة, يعمل الأب وتظهر شخصية المخلوق. بعدئذٍ يملأ حضور آلهة الفردوس كل الفضاء المنظم ويبدأ بشكل فعال في سحب كل الأشياء والكائنات نحو الفردوس.
8:1.7 (91.4) الروح اللانهائي يتخلد بالتزامن مع مولد عوالم هاﭭونا, هذا الكون المركزي كونه مخلوق به ومعه وفيه في خضوع للمفاهيم المُجتمعة والمشيئات الموحدة للأب والإبن. يتأَله الشخص الثالث بذات هذا العمل من الخلق المُوحد, وبهذا يصبح أزلياً الخالق المُوحد.
8:1.8 (91.5) هذه هي الأوقات الجليلة والرهيبة للتوسع الخلاَّق للأب والإبن, بواسطة, وفي, عمل شريكهم المُوحد والمنفذ الحصري, المصدر والمركز الثالث. لا يتواجد هناك سجل لهذه الأزمنة المثيرة. ليس لدينا سوى كشف يسير للروح اللانهائي لإقامة الدليل على هذه التعاملات العظيمة, وهو مجرد يُثبت الحقيقة بأن الكون المركزي وكل ما يختص بذلك قد تأبدوا بالتزامن مع إحرازه شخصية وكيان واعي.
8:1.9 (91.6) باختصار, يشهد الروح اللانهائي بأنه, من حيث إنه أبدي, فكذلك أيضاً الكون المركزي أبدي. وهذه هي نقطة البدء التقليدية لتاريخ كون الأكوان. إطلاقاً لا شيء معروف, ولا سجلات في الوجود, بشأن أي حدث أو تعاملات سابقة إلى هذا الفوران المذهل للطاقة الخلاَّقة والحكمة الإدارية التي بلورت الكون الشاسع الذي يتواجد, ويؤدي وظيفة بمثل هذا الشكل الرائع, عند مركز كل الأشياء. أبعد من هذا الحدث تقع التعاملات الخفية للأبدية وأعماق اللانهائية -- غموض مُطلق.
8:1.10 (91.7) وبهذا نصور المنشأ التسلسلي للمصدر والمركز الثالث على أنه هبوط في المستوى التفسيري لعقل المخلوقات البشرية المقيد-بالزمان والمشروط-بالفضاء. يجب أن يكون لدى عقل الإنسان بداية لكي يتصور تاريخ الكون, ولقد وُجهت لتزويد هذه التقنية لمقاربة المفهوم التاريخي للأبدية. في العقل المادي, الإتساق يتطلب مُسبب أول؛ لذلك نفترض الأب الكوني كالمصدر الأول والمركز المُطلق لكل الخلق, وعند ذات الوقت مُرشدين عقول كل المخلوقات بأن الإبن والروح مشاركان الأبدية مع الأب في كل أطوار تاريخ الكون وفي كل مجالات النشاط الإبداعي. ونحن نفعل هذا دون أن نكون بأي مغزى غير معتبرين لواقعية وأبدية جزيرة الفردوس وللمُطلقات, البات, الكوني, والإلهي.
8:1.11 (92.1) إنه كاف كوصول للعقول المادية لأولاد الزمان لكي يتصوروا الأب في الأبدية. نعلم بأن أي ولد أفضل ما يمكنه نسبة ذاته إلى الواقع أولاً بإتقان علاقات وضع الطفل-الوالد وبعدئذٍ بتوسيع هذا المفهوم ليشمل العائلة ككل. لاحقاً سيكون العقل النامي للطفل قادراً على التكيف مع مفهوم العلاقات العائلية, فإلى علاقات المجتمع, العِرق, والعالَم, وبعدئذٍ إلى تلك للكون, الكون العظيم, وحتى كون الأكوان.
8:2.1 (92.2) الخالق الموحَد هو من الأبدية وكلياً وبلا تحفظ واحد مع الأب الكوني والإبن الأبدي. الروح اللانهائي يعكس في كمال ليس فقط طبيعة أب الفردوس بل كذلك طبيعة الإبن الأصلي.
8:2.2 (92.3) المصدر والمركز الثالث معروف بألقاب عديدة: الروح الكوني, المرشد الأعلى, الخالق الموحَد, المنفذ الإلهي, العقل اللانهائي, روح الأرواح, روح أُم الفردوس, العامل الموحد, المنسق النهائي, الروح الحاضر في كل مكان, الذكاء المُطلق, العمل الإلهي؛ وعلى يورانشيا يُربك أحياناً مع العقل الفلكي.
8:2.3 (92.4) إنه من اللائق تماماً أن نلقب الشخص الثالث للإله الروح اللانهائي, لأن الله روح. لكن المخلوقات المادية التي تميل تجاه خطأ النظر إلى المادة كواقعية أساسية والعقل, سوية مع الروح, كافتراضات متأصلة في المادة, سيفهمون بشكل أفضل المصدر والمركز الثالث إذا دُعي الواقعية اللانهائية, المنظم الكوني, أو منسق الشخصية.
8:2.4 (92.5) الروح اللانهائي, كوحي كوني للألوهية, هو خفي ونهائياً ما فوق الفهم الإنساني. لإستشعار الحقيقة المُطلقة للروح, ما عليك سوى التفكير في لانهائية الأب الكوني وأن تقف في رهبة من أبدية الإبن الأصلي.
8:2.5 (92.6) هناك بالتأكيد غموض في شخص الروح اللانهائي لكن ليس كثيراً كما في الأب والإبن. من بين كل جوانب طبيعة الأب, الخالق الموحد يفشي لانهائيته بشكل لافت للنظر. حتى إذا توسع الكون الرئيسي في نهاية المطاف إلى ما لا نهاية, فإن حضور الروح, تحكم الطاقة, واحتمال العقل للعامل الموحد سيتبين بأنها كافية لتلبية متطلبات مثل هذا الخلق غير المحدود.
8:2.6 (92.7) ولو إنه يشارك بكل طريقة كمال وبِر ومحبة الأب الكوني, يميل الروح اللانهائي نحو سجايا رحمة الإبن الأبدي, مصبحاً بذلك مُسعف الرحمة لآلهة الفردوس إلى الكون الكبير. دائماً وأبداً – كونياً وأبدياً -- الروح هو مُسعف رحمة, لأنه, مثلما يكشف الأبناء الإلهيين محبة الله, هكذا الروح الإلهي يٌصور رحمة الله.
8:2.7 (93.1) إنه ليس بالإمكان بأن يكون لدى الروح صلاح أكثر من الأب من حيث إن كل صلاح يأخذ أصلاً في الأب, لكن في أعمال الروح نستطيع أن نفهم بشكل أفضل هكذا صلاح. إخلاص الأب وثبات الإبن قد جُعلا واقعيين جداً إلى كائنات الروح والمخلوقات المادية للأجواء بالإسعاف المُحب والخدمة التي لا تنقطع لشخصيات الروح اللانهائي.
8:2.8 (93.2) الخالق الموحَد يرث كل جمال تفكير الأب وصِفته من الصدق. وهذه الشمائل السامية للألوهية منسقة في المستويات شبه-العليا لعقل الفلك في خضوع إلى الحكمة اللانهائية والأبدية للعقل غير المشروط وغير المحدود للمصدر والمركز الثالث.
8:3.1 (93.3) كما أن الإبن الأبدي هو تعبير كلمة الفكرة المُطلقة واللانهائية "الأولى" للأب الكوني, كذلك العامل الموحد هو التنفيذ المثالي "لأول" مفهوم أو خطة خلاَّقة لعمل مشترك بمشاركة شخصية الأب-الإبن لوحدة الفكرة-الكلمة المُطلق. المصدر والمركز الثالث يتأبَد بالتزامن مع الخلق المركزي أو الأمر الرسمي, وفقط هذا الخلق المركزي أبدي في الوجود بين الأكوان.
8:3.2 (93.4) منذ تشخيص المصدر الثالث, لم يعد المصدر الأول يساهم شخصياً في خلق الكون. الأب الكوني يوكل كل شيء ممكن إلى إبنه الأبدي؛ بالمثل يُغدق الإبن الأبدي كل سلطة وقدرة ممكنة على الخالق الموحَد.
8:3.3 (93.5) الإبن الأبدي والخالق الموحَد, كشركاء ومن خلال شخصيتيهما المنسقة خططوا وأبدعوا كل كون أُحضر نحو الوجود بعد هاﭭونا. الروح يعضد ذات العلاقة الشخصية إلى الإبن في كل خلق لاحق مما يعضده الإبن إلى الأب في الخلق الأول والمركزي.
8:3.4 (93.6) إبن خالق للإبن الأبدي وروح خلاَّقة للروح اللانهائي خلقاكم والكون الخاص بكم؛ وبينما يدعم الأب بإخلاص ما قاموا بتنظيمه, إنه يؤول إلى ابن هذا الكون وروح الكون هذه لرعاية وعضد عملهما بالإضافة إلى الإسعاف للمخلوقات من صنعهما.
8:3.5 (93.7) الروح اللانهائي هو الوكيل الفعال للأب الكلي المحبة والإبن الكلي الرحمة من أجل تنفيذ مشروعهما الموحد للإجتذاب إلى ذاتهما كل النفوس المُحبة للحق على كل عوالم الزمان والفضاء. في ذات اللحظة التي فيها قبـِل الإبن الأبدي خطة أبيه لإحراز الكمال من أجل مخلوقات الأكوان, في اللحظة التي أصبح مشروع الإرتقاء خطة أب-إبن, تلك اللحظة أصبح الروح اللانهائي الإداري المشترك للأب والإبن لأجل تنفيذ هدفهم الموحَد والأبدي. وبفعله هكذا عهد الروح اللانهائي كل وسائله من حضور إلَهي ومن شخصيات روحية إلى الأب والإبن؛ لقد كرس الكل إلى الخطة المدهشة لرفع مخلوقات المشيئة الناجين إلى الأعالي الإلهية لكمال الفردوس.
8:3.6 (93.8) الروح اللانهائي هو وحي تام, حصري, وكوني للأب الكوني وإبنه الأبدي, كل معرفة عن شراكة الأب-الإبن يجب أن تُنال من خلال الروح اللانهائي الممثل الموحد لوحدة الفكرة-الكلمة الإلهية.
8:3.7 (93.9) الإبن الأبدي هو السبيل الوحيد للوصول إلى الأب الكوني, والروح اللانهائي هو الوسيلة الوحيدة لإحراز الإبن الأبدي. فقط بإسعاف الروح الصبور, تتمكن كائنات الزمان المرتقية من إكتشاف الإبن.
8:3.8 (94.1) عند مركز كل الأشياء الروح اللانهائي هو الأول من آلهة الفردوس ليُحرَز من قِبل الحجاج الصاعدين. الشخص الثالث يحجب الشخصين الثاني والأول ولذلك يجب دائماً التعرف إليه أولاً من قِبل جميع الذين هم مُرشحين من أجل التقديم إلى الإبن وأبيه.
8:3.9 (94.2) وفي طرق أخرى كثيرة يُمثل الروح على قدم المساواة الأب والابن ويخدمهما على نحو مماثل.
8:4.1 (94.3) في موازاة الكون الفيزيائي حيث تُمسك جاذبية الفردوس كل الأشياء معاً هناك الكون الروحي حيث كلمة الإبن تفسر فكرة الله, وعندما "تُجعَل جسداً," تُظهر الرحمة المُحِبة للطبيعة المشتركة للخالقين المرتبطين. لكن في ومن خلال كل هذا الخلق المادي والروحي يوجد مسرح شاسع حيث عليه الروح اللانهائي وذريته الروح يُظهرون الرحمة المشتركة, الصبر, والعطف الأبدي للآباء الإلهيين تجاه الأولاد الأذكياء من ابتكارهم وصنعهم التعاوني. الإسعاف الأبدي إلى العقل هو جوهر الصِفة الإلهية للروح. وكل ذرية الروح للعامل الموحَد يتناولون من هذه الرغبة للإسعاف, هذا الدافع الإلهي للخدمة.
8:4.2 (94.4) الله محبة, الإبن رحمة, الروح إسعاف -- إسعاف المحبة الإلهية والرحمة التي لا تنتهي إلى كل الخلق العاقل. الروح هو التجسيد لمحبة الأب ورحمة الإبن؛ فيه هما متحدان أبدياً لأجل الخدمة الكونية. الروح هو المحبة مطبقة إلى خلق المخلوق, المحبة المشتركة للأب والإبن.
8:4.3 (94.5) على يورانشيا الروح اللانهائي معروف كتأثير حاضر في كل مكان, حضور كوني, لكن في هاﭭونا ستعرفه كحضور شخصي للإسعاف الفعلي. هنا إسعاف روح الفردوس هو النموذج المثالي والمُلهم لكل من أرواحه المنسقة وشخصياته التابعة المُسعفة إلى الكائنات المخلوقة على عوالم الزمان والفضاء. في هذا الكون الإلهي شارك الروح اللانهائي كلياً في الظهورات المتعالية السبعة للإبن الأبدي؛ بالمماثلة اشترك مع الإبن ميخائيل الأصلي في الإغداقات السبعة على دارات هاﭭونا, مصبحا بذلك مُسعف الروح العطوف والمتفهم لكل حاج من الزمان يجتاز تلك الدوائر المثالية عند العُلى.
8:4.4 (94.6) عندما يقبل إبن خالق لله مسؤولية عهدة الخلق لأجل كون محلي مُتوقع, تتعهد شخصيات الروح اللانهائي ذاتها كمسعفين لا يكلون لهذا الإبن الميخائيل عندما ينطلق في مهمته من المغامرة الإبداعية. خاصة في أشخاص البنات الخلاَّقة, الأرواح الأُم لكون محلي, نجد الروح اللانهائي مكرساً لمهمة رعاية ارتقاء المخلوقات المادية إلى مستويات أعلى وأعلى من الإحراز الروحي. وكل هذا العمل لإسعاف المخلوق يتم في تناسق مثالي مع الأهداف, وفي تعاون وثيق مع الشخصيات, من الأبناء الخالقين لتلك الأكوان المحلية.
8:4.5 (94.7) بينما أبناء الله منهمكون في المهمة العملاقة من كشف شخصية الأب من المحبة إلى الكون, كذلك الروح اللانهائي مكرس إلى الإسعاف الذي لا ينتهي لكشف المحبة المزدوجة للأب والإبن إلى العقول الفردية لجميع الأولاد من كل كون. في هذه الخلائق المحلية لا يتنزل الروح إلى الأجناس المادية في شبه جسد بشري كما يفعل بعض أبناء الله, لكن الروح اللانهائي وأرواحه المنسقة يُنزلون ذاتهم, ويخضعون بمرح لسلسلة مدهشة من المخففات الإلهية, إلى أن يظهروا كملائكة ليقفوا بجانبكم ويرشدوكم خلال مسارات الوجود الدنيوي المتواضعة.
8:4.6 (95.1) من خلال سلسلة التناقص هذه ذاتها يقترب الروح اللانهائي فعلياً, وكشخص, جداً إلى كل كائن من أجواء الأصل الحيواني. وكل هذا يفعله الروح دون أن يلغي في أقل تعديل كيانه كالشخص الثالث للإله عند مركز كل الأشياء.
8:4.7 (95.2) الخالق الموحَد هو بحق وإلى الأبد الشخصية المُسعفة العظيمة, مُسعف الرحمة الكوني. لفهم إسعاف الروح, تفكر في الحقيقة بأنه الوصف المشترك لمحبة الأب غير المنتهية ورحمة الإبن الأبدية. ليس إسعاف الروح, على كل, مقتصر بمفرده على تمثيل الإبن الأبدي والأب الكوني. الروح اللانهائي يملك كذلك القدرة للإسعاف إلى مخلوقات الحيز بإسمه وحقه الخاص؛ الشخص الثالث ذو كرامة إلَهية وكذلك يغدق إسعاف الرحمة الكونية بالأصالة عن نفسه.
8:4.8 (95.3) بينما يتعلم الإنسان أكثر عن الإسعاف المُحب والدؤوب للرُتب الأدنى من العائلة المخلوقة لهذا الروح اللانهائي, فسوف يزداد إعجاباً وعشقاً للطبيعة المتعالية والصِفة التي لا تضاهى لهذا العمل المشترك للأب الكوني والإبن الأبدي. بالتأكيد هذا الروح هو "عيون الرب التي دائماً على الأبرار" و "الأذان الإلهية المفتوحة أبداً إلى صلواتهم."
8:5.1 (95.4) السمة البارزة للروح اللانهائي هي الوجود في كل مكان. في كل أنحاء كون الأكوان هنالك حاضر في كل مكان هذا الروح الكلي الإنتشار, الذي يشبه إلى حد بعيد حضور العقل الكوني والإلهي. كِلا الشخص الثاني والشخص الثالث للإلَه مُمثلان على كل العوالم بأرواحهم الدائمة الحضور.
8:5.2 (95.5) الأب لانهائي ولذلك محدود فقط بإرادته. في إغداق الضباط وفي دائرية الشخصية, يتصرف الأب وحده, لكن في الإتصال بقوى الروح مع الكائنات الذكية, يستخدم أرواح وشخصيات الإبن الأبدي والروح اللانهائي. هو عند مشيئته حاضر روحياً بالتساوي مع الإبن أو مع العامل الموحَد؛ هو حاضر مع الإبن وفي الروح. الأب بكل تأكيد حاضر في كل مكان, ونحن ندرك حضوره بواسطة ومن خلال أي وكل من تلك القوى, التأثيرات, والحضورات المتنوعة إنما المرتبطة.
8:5.3 (95.6) في كتاباتكم المقدسة يبدو مصطلح روح الله ليُستخدم بالتبادل للدلالة على كِلا الروح اللانهائي على الفردوس والروح الخلاَّقة لكونكم المحلي. الروح القدس هو الدارة الروحية لهذه الابنة الخلاَّقة للروح اللانهائي الفردوسي. الروح القدس هو دارة أهلية إلى كل كون محلي ومقصور على الحيز الروحي لذلك الخلق؛ لكن الروح اللانهائي حاضر في كل مكان.
8:5.4 (95.7) هناك العديد من التأثيرات الروحية, وكلها كواحد. حتى عمل ضباط الفكر, ولو أنه مستقل عن جميع المؤثرات الأخرى, يتزامن بدون تغيير مع إسعاف الروح للتأثيرات المشتركة للروح اللانهائي وروح أُم الكون المحلي. بينما تعمل هذه الحضورات الروحية في حياة اليورانشيين, لا يُمكن فصلها. في عقولكم وعلى نفوسكم يعملون كروح واحدة, بغض النظر عن أصولهم المتنوعة. وبينما يُختبر هذا الإسعاف الروحي الموحَد, يصبح إليكم تأثير الأسمى, "الذي هو قادر أبداً أن يحفظكم من الفشل ويقدمكم بلا لوم أمام أباكم على العُلى".
8:5.5 (96.1) أبداً تذكر بأن الروح اللانهائي هو العامل الموحَد, كِلا الأب والإبن يعملان في ومن خلاله؛ هو حاضر ليس فقط كنفسه لكن أيضاً كالأب وكالإبن وكالأب-الإبن. إقراراً بهذا ولأسباب إضافية كثيرة غالباً ما يشار إلى حضور روح الروح اللانهائي على أنه "روح الله".
8:5.6 (96.2) كذلك سيكون من الملائم الإشارة إلى ارتباط كل الإسعاف الروحي كروح الله, لأن هكذا ارتباط هو حقاً وحدة أرواح الله الأب, الله الابن, الله الروح, والله السباعي ــ حتى روح الله الأسمى.
8:6.1 (96.3) لا تسمح للإغداق الواسع الانتشار والتوزيع البعيد المدى للمصدر والمركز الثالث أن يحجب أو غير ذلك أن ينتقص من حقيقة شخصيته. الروح اللانهائي هو حضور كوني, عمل أبدي, قدرة فلكية, تأثير مقدس, وعقل كوني؛ هو كل ذلك ولانهائياً أكثر, لكنه أيضاً شخصية حقيقية وإلهية.
8:6.2 (96.4) الروح اللانهائي هو شخصية كاملة ومثالية, المساوي والمنسق الإلهي للأب الكوني والإبن الأبدي. الخالق الموحد هو تماماً حقيقي ومنظور إلى الذكاءات الأعلى للأكوان كما الأب والإبن؛ بالتأكيد أكثر من ذلكً, لأنه هو الروح الذي يجب أن يحرزه كل الصاعدين قبل أن يمكنهم الإقتراب إلى الأب من خلال الإبن.
8:6.3 (96.5) الروح اللانهائي, الشخص الثالث للإلَه, يمتلك كل الصفات التي أنتم تقرنونها بالشخصية. الروح يتمتع بموهبة عقل مُطلق: "الروح يبحث كل الأشياء, حتى الأشياء العميقة لله." ليس الروح موهوباً بالعقل فحسب بل كذلك بالمشيئة. في إغداق عطاياه إنه مُسجل: "لكن كل تلك الأعمال التي ذلك الروح الواحد وذاته, يقـسم إلى كل إنسان إفرادياً وكما يشاء."
8:6.4 (96.6) "محبة الروح" حقيقية, كما هي أيضاً أحزانه؛ لذلك "لا تُحزن روح الله." سواء نظرنا إلى الروح اللانهائي كإلَه فردوسي أو كروح خلاَّقة من الكون المحلي, نجد بأن الخالق الموحَد ليس فقط المصدر والمركز الثالث بل كذلك شخص إلهي. هذه الشخصية الإلهية تتفاعل كذلك إلى الكون كشخص. يتكلم الروح إليكم, "من لديه أذن, فليسمع ما يقوله الروح." "الروح نفسه يجعل شفاعة من أجلكم." يبذل الروح تأثيراً شخصياً ومباشراً على الكائنات المخلوقة, "لأنه كما كثير ينقادون بروح الله, هم أبناء الله".
8:6.5 (96.7) على الرغم من أننا نشاهد ظاهرة إسعاف الروح اللانهائي إلى العوالم البعيدة لكون الأكوان, على الرغم من أننا نتصور هذا الإلَه المنسق ذاته يعمل في ومن خلال الجحافل التي لا تُحصى من الكائنات المتنوعة التي تأخذ أصلاً في المصدر والمركز الثالث, على الرغم من أننا نتعرف على الحضور في كل مكان للروح, مع ذلك, لا نزال نؤكد بأن هذا المصدر والمركز الثالث نفسه هو شخص, الخالق الموحَد لكل الأشياء وكل الكائنات وكل الأكوان.
8:6.6 (96.8) في إدارة الأكوان, الأب, الإبن, والروح هم متداخلي الإرتباط مثالياً وأبدياً. على الرغم من أن كل منهم مُنشغل في إسعاف شخصي إلى كل الخلق, كل الثلاثة متشابكون إلَهياً ومُطلقاً في خدمة الخلق والتحكم الذي يجعلهم إلى الأبد واحد.
8:6.7 (97.1) في شخص الروح اللانهائي الأب والإبن حاضران بالتبادل, دائماً وفي كمال بات, لأن الروح هو مثل الأب ومثل الإبن, وكذلك مثل الأب والإبن حيث هما الإثنان إلى الأبد واحد.
8:6.8 (97.2) [ قُّدمت على يورانشيا بمستشار إلهي من يوﭭرسا بتكليف من قدماء الأيام لتصوير طبيعة وعمل الروح اللانهائي. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 9
9:0.1 (98.1) حدث شيء غريب عندما, في حضور الفردوس, يتحد الأب الكوني والإبن الأبدي لتشخيص ذاتهما. لا شيء في هذه الحالة الأبدية يُنذر بأن العامل الموحَد يوشك أن يُشخَص كروحانية غير محدودة مُنسق بعقل مُطلق ومُنعم عليه بامتيازات فريدة من مُناورة الطاقة. مجيئه إلى حيز الوجود يتمم تحرر الأب من قيود الكمال المركزي ومن أغلال مُطلقية الشخصية. وهذا التحرر مكشوف في قدرة الخالق الموحَد المدهشة لخلق كائنات متكيفة بشكل جيد كي تخدم كأرواح مُسعفة حتى إلى المخلوقات المادية في الأكوان المتطورة لاحقاً.
9:0.2 (98.2) الأب لانهائي في المحبة والإرادة, في التفكير الروحي والهدف؛ هو الداعم الكوني. الإبن لانهائي في الحكمة والحقيقة, في التعبير الروحي والتفسير؛ هو الكاشف الكوني. الفردوس لانهائي في إمكانية منح القوة وفي مقدرة الهيمنة على الطاقة؛ إنه حافظ التوازن الكوني. العامل الموحَد يملك إمتيازات فريدة للتركيب, واستطاعة لانهائية لتنسيق كل طاقات الكون الموجودة, كل أرواح الكون الفعلية, وكل عقول الكون الحقيقي؛ المصدر والمركز الثالث هو الموحِد الكوني للطاقات المتشعبة والخلائق المتنوعة التي ظهرت نتيجة للخطة الإلهية والهدف الأبدي للأب الكوني.
9:0.3 (98.3) الروح اللانهائي, الخالق الموحَد, هو مُسعف إلهي وكوني. يسعف الروح بدون توقف رحمة الإبن ومحبة الأب, حتى في انسجام مع العدل, الراسخ, غير المتغير, والصالح لثالوث الفردوس. نفوذه وشخصياته قربكم أبداً, هم فعلاً يعرفونكم ويفهمونكم بحق.
9:0.4 (98.4) في كل أنحاء الأكوان تناور وكالات العامل الموحَد دون توقف قوى وطاقات كل الفضاء. مثل المصدر والمركز الأول, الثالث مستجيب لكِلا الروحي والمادي. العامل الموحَد هو الكشف لوحدة الله, الذي فيه تتألف كل الأمور -- الأشياء, المعاني, والقيم؛ الطاقات, العقول, والأرواح.
9:0.5 (98.5) الروح اللانهائي يعم كل الفضاء؛ إنه يسكن دائرة الأبدية؛ والروح, مثل الأب والإبن, هو مثالي ولا يتغير -- مُطلَق.
9:1.1 (98.6) يُعرف المصدر والمركز الثالث بأسماء كثيرة, كلها دالة على العلاقة وفي اعتراف للوظيفة: كالله الروح, هو منسق الشخصية والمساوي الإلهي لله الإبن والله الأب. كالروح اللانهائي, هو تأثير روحي حاضر في كل مكان. كالمُناور الكوني, هو سلف مخلوقات التحكم بالقدرة ومُفعِل القوى الفلكية للفضاء. كالعامل الموحَد, هو الممثل المشترك والتنفيذي لشراكة الأب الإبن. كالعقل المُطلق, هو مصدر هِبة العقل في كل أنحاء الأكوان. كإله التصرف, هو السلف الواضح للحركة, التغيير, والعلاقة.
9:1.2 (99.1) بعض من سجايا المصدر والمركز الثالث مُستمدة من الأب, وبعضها من الإبن, في حين أن البعض الآخر ما زال لم يُلاحظ ليكون فعالاً وحاضراً شخصياً لا في الأب ولا في الإبن -- سجايا يصعب تفسيرها إلا من خلال افتراض أن شراكة الأب-الإبن التي تؤبد المصدر والمركز الثالث تقوم بعملها على الدوام بما يتفق مع, وتقديراً للواقع الأبدي لمُطلقية الفردوس. الخالق الموحَد يُجسد شمولية المفاهيم المشتركة واللانهائية للشخصين الأول والثاني للإلَه.
9:1.3 (99.2) بينما تتصور الأب كخالق أصلي والإبن كإداري روحي, يجب أن تفكر في المصدر والمركز الثالث كمنسق كوني, مُسعف لتعاون غير محدود. العامل الموحَد هو الرابط لكل الواقع الفعلي؛ هو المستودع الإلهي لفكرة الأب وكلمة الإبن وفي التصرف هو مراعٍ أبدياً للمُطلقية المادية للجزيرة المركزية. لقد قدر ثالوث الفردوس النظام الكوني للتقدم, وعناية الله هي مجال الخالق الموحَد والكائن الأسمى المتطور. لا واقع حقيقي أو في سبيل التحقيق يستطيع التملص من العلاقة اللاحقة مع المصدر والمركز الثالث.
9:1.4 (99.3) الأب الكوني يترأس فوق العوالم السابقة للطاقة, ما قبل الروح, والشخصية؛ الإبن الأبدي يسيطر على أجواء الأنشطة الروحية؛ حضور جزيرة الفردوس يوحد مجال الطاقة الفيزيائية والقدرة المتجسدة؛ العامل الموحَد يعمل ليس فقط كروح لانهائي يمثل الإبن بل كذلك كمُناور كوني لقوى وطاقات الفردوس, جالباً بذلك إلى حيز الوجود العقل الكوني والمُطلق. يؤدي العامل الموحَد عمله في كل أنحاء الكون الإجمالي كشخصية إيجابية ومتميزة, خاصة في الأجواء الأعلى من القيم الروحية, علاقات الطاقة الفيزيائية, ومعاني العقل الصحيحة. هو يعمل على وجه التحديد حيثما وأينما ترتبط وتتفاعل الطاقة والروح؛ إنه يسيطر على كل التفاعلات مع العقل, يمارس قدرة عظيمة في العالَم الروحي, ويبذل تأثيراً هائلاً على الطاقة والمادة. عند جميع الأوقات المصدر والمركز الثالث هو مُعبِر عن طبيعة المصدر والمركز الأول.
9:1.5 (99.4) المصدر والمركز الثالث يشارك بكمال وبدون تأهيل الحضور في كل مكان للمصدر والمركز الأول, أحياناً يُدعى الروح الموجود في كل مكان. بأسلوب خاص وشخصي للغاية يشارك إله العقل العِلم بكل شيء الذي للأب الكوني وإبنه الأبدي؛ معرفة الروح عميقة وتامة. الخالق الموحَد يُجلي أطواراً معينة من كلية قدرة الأب الكوني لكنه في الواقع كلي القدرة فقط في مجال العقل. الشخص الثالث للإله هو المركز الفكري والإداري الكوني لعوالم العقل؛ في هذا هو مُطلق -- سيادته باتة.
9:1.6 (99.5) يبدو العامل الموحد ليكون مُحفزاً بشراكة الأب-الإبن, لكن كل تصرفاته تبدو لتعترف بعلاقة الأب-الفردوس. في بعض الأحيان وفي وظائف معينة يبدو أنه يُعوض عن عدم الإكتمال في تطور الآلَهة الإختبارية -- الله الأسمى والله المنتهى.
9:1.7 (100.1) وفي هذا غموض لانهائي: ذلك أن اللانهائي كشف في آن واحد لانهائيته في الإبن وكالفردوس, وبعدئذٍ هنالك ينبثق نحو الوجود كائن يساوي الله في الألوهية, عاكس لطبيعة الإبن الروحية, وقادر على تفعيل نموذج الفردوس, كائن تابع مؤقتاً في السيادة إنما بطرق كثيرة على ما يبدو الأكثر تنوعاً في العمل. وهكذا تفوق ظاهر في العمل يتم الكشف عنه في سجية للمصدر والمركز الثالث التي هي فائقة حتى على الجاذبية الفيزيائية -- التجلي الكوني لجزيرة الفردوس.
9:1.8 (100.2) بالإضافة إلى هذا التحكم الفائق بالطاقة والأشياء الفيزيائية, فإن الروح اللانهائي موهوب بشكل رائع بتلك الصفات من الصبر, الرحمة والمحبة المكشوفة بغاية الروعة في إسعافه الروحي. الروح عالي الكفاءة ليُسعف المحبة ويظلل العدل بالرحمة. يملك الله الروح كل العطف السماوي والحنان الرحيم الذي للإبن الأبدي والأصلي. كون أصلكم يُسبك بين سندان العدالة ومطرقة المعاناة؛ لكن الذين يسوسون المطرقة هم أولاد الرحمة, ذرية الروح للروح اللانهائي.
9:2.1 (100.3) الله روح في مغزى ثلاثي الثنايا: هو نفسه روح؛ في إبنه يبدو كروح بدون قيد أو شرط؛ في العامل الموحَد كروح متحالف مع العقل. وبالإضافة إلى هذه الحقائق الروحية, نحن نعتقد أننا نستشف مستويات ظواهر روحية إختبارية -- أرواح الكائن الأسمى, إله المنتهى, ومُطلق الإله.
9:2.2 (100.4) الروح اللانهائي هو تماماً مُتمم للإبن الأبدي بقدر ما الإبن هو مُتمم للأب الكوني. الإبن الأبدي هو تشخيص روحاني للأب؛ الروح اللانهائي هو روحانية مُشخصة للإبن الأبدي والأب الكوني.
9:2.3 (100.5) هناك العديد من الخطوط غير المُشبكة من القوة الروحية ومصادر قدرة فائقة عن المادة تربط شعب يورانشيا مباشرة مع آلهة الفردوس. يوجد هناك صِلة ضباط الفكر مباشرة مع الأب الكوني, التأثير الواسع الإنتشار لحث الجاذبية الروحية التي للإبن الأبدي, والحضور الروحي للخالق الموحَد. هناك فرق في الوظيفة بين روح الإبن وروح الروح. قد يعمل الشخص الثالث في إسعافه الروحي كعقل زائد روح أو كروح وحده.
9:2.4 (100.6) بالإضافة إلى حضورات الفردوس تلك, ينتفع اليورانشيون بالنشاطات والتأثيرات الروحية للكون المحلي والكون العظيم, مع صفوفهم التي لا نهاية لها تقريباً من شخصيات مُحبة يقودون دائماً الصادق في الهدف, والأمين في القلب صعوداً وإلى الداخل نحو مُثل الألوهية وهدف الكمال الأسمى.
9:2.5 (100.7) نحن نعلم بحضور الروح الكوني للإبن الأبدي -- نستطيع التعرف عليه بدون خطأ. حضور الروح اللانهائي, الشخص الثالث للإله, حتى الإنسان البشري قد يعرفه, لأن المخلوقات المادية يمكنها فعلياً إختبار بركة هذا التأثير الإلهي الذي يعمل كالروح القدس من إغداق الكون المحلي على شعوب جنس الإنسان. الكائنات الإنسانية يمكن أيضاً بدرجة ما أن تصبح واعية للضابط, الحضور اللا-شخصي للأب الكوني. هذه الأرواح الإلهية التي تعمل لرفع وتفعيل روحانية الإنسان تعمل جميعاً في ألفةٍ وفي تعاون مثالي. هم كواحد في الإدارة الروحية لخطط الإرتقاء البشري وإحراز الكمال.
9:3.1 (101.1) جزيرة الفردوس هي مصدر وجوهر الجاذبية الفيزيائية؛ وذلك ينبغي أن يكون كافياً لإعلامكم بأن الجاذبية هي واحدة من أكثر الأمور واقعية والتي يُعتمد عليها أبدياً في كل كون الأكوان الفيزيائي. لا يمكن تعديل الجاذبية أو إلغاؤها إلا بقوى وطاقات يشترك في رعايتها كل من الأب والإبن, التي اؤتمنت إلى, وهي مُرتبطة وظيفياً مع, شخص المصدر والمركز الثالث.
9:3.2 (101.2) الروح اللانهائي يمتلك قدرة فريدة ومدهشة ـ مُضاد الجاذبية. هذه القدرة ليست حاضرة وظيفياً (كما يُلاحظ) في الأب أو الإبن. هذه المقدرة على الصمود في وجه سحب الجاذبية المادية, المتأصلة في المصدر الثالث, مكشوفة في التفاعلات الشخصية للعامل الموحَد على أطوار معينة من علاقات الكون. وهذه السمة الفريدة قابلة للإنتقال إلى بعض الشخصيات الأعلى للروح اللانهائي.
9:3.3 (101.3) مضاد الجاذبية يستطيع إلغاء الجاذبية ضمن إطار محلي؛ إنه يفعل ذلك من خلال ممارسة حضور قوة مساوية. إنه يعمل فقط بالمرجعية إلى الجاذبية المادية, وهو ليس تصرف العقل. ظاهرة مقاومة الجاذبية لجيروسكوب هي تصوير لا بأس به لتأثير مُضاد الجاذبية إنما بدون قيمة لتوضيح سبب مُضاد الجاذبية.
9:3.4 (101.4) لا يزال العامل الموحَد يعرض قدرات التي تستطيع أن تتجاوز القوة وتُبطل مفعول الطاقة. هكذا قدرات تعمل عن طريق إبطاء الطاقة إلى نقطة الصيرورة مادياً وبتقنيات أخرى غير معروفة إليكم.
9:3.5 (101.5) الخالق الموحَد ليس الطاقة ولا مصدر الطاقة ولا مصير الطاقة؛ إنه مناور الطاقة. الخالق الموحَد هو تصرف--حركة, تغيير, تعديل, تنسيق, إستقرار, وتوازن. الطاقات الخاضعة للتحكم المباشر أو غير المباشر للفردوس هي بالطبيعة مستجيبة إلى أعمال المصدر والمركز الثالث ووكالاته المُتشعبة.
9:3.6 (101.6) كون الأكوان مُخترَق بمخلوقات التحكم بالقدرة للمصدر والمركز الثالث: المتحكمين الفيزيائيين, مديري القدرة, مراكز القدرة, وممثلين آخرين لإله التصرف الذين لهم علاقة بتنظيم وموازنة الطاقات الفيزيائية. هذه المخلوقات الفريدة ذات الأداء الفيزيائي تمتلك كلها سمات متنوعة من التحكم بالقدرة, مثل مضاد الجاذبية, التي يستخدمونها في جهودهم لتأسيس التوازن الفيزيائي لمادة وطاقات الكون الكبير.
9:3.7 (101.7) كل هذه النشاطات المادية لإله التصرف تبدو لتنسب أعماله إلى جزيرة الفردوس, والواقع فإن وكالات القدرة كلها مراعية لمُطلق الجزيرة الأبدية, حتى معتمدة على, الحقيقة المطلقة لجزيرة الفردوس. لكن العامل الموحَد لا يعمل لصالح, ولا في استجابة للفردوس. هو يتصرف شخصياً, من أجل الأب والإبن. الفردوس ليس شخصاً. الأفعال اللا-شخصية, غير الشخصية, والتي سوى ذلك هي ليست أعمال شخصية للمصدر والمركز الثالث كلها تصرفات إرادية للعامل الموحَد نفسه؛ إنها ليست إنعكاسات, إشتقاقات, أو تداعيات لأي شيء أو أي كان.
9:3.8 (101.8) الفردوس هو نموذج اللانهائية؛ إله التصرف هو المُفعل لذلك النموذج. الفردوس هو مِحور الإرتكاز المادي للانهائية؛ وكالات المصدر والمركز الثالث هي عتلات الذكاء التي تحفز المستوى المادي وتحقن التلقائية في آلية الخلق الفيزيائي.
9:4.1 (102.1) هناك طبيعة فكرية للمصدر والمركز الثالث التي تختلف عن سجاياه الفيزيائية والروحية. هكذا طبيعة بالكاد يمكن الإتصال بها, لكنها مترابطة فكرياَ ولكن ليس شخصياً. هي قابلة للتمييز من السجايا الفيزيائية والطابع الروحي للشخص الثالث على مستويات وظائف العقل, إنما لإدراك الشخصيات فإن هذه الطبيعة لا تعمل أبداً بشكل مستقل عن التجليات الفيزيائية أو الروحية.
9:4.2 (102.2) العقل المُطلق هو عقل الشخص الثالث؛ هو غير قابل للفصل عن شخصية الله الروح. العقل, في الكائنات العاملة, هو غير منفصل من الطاقة أو الروح, أو كِلاهما. ليس العقل كامناً في الطاقة؛ الطاقة متقبِلة ومستجيبة للعقل؛ العقل يمكن أن يُفرض على الطاقة, لكن الوعي ليس متأصلاً في المستوى المادي البحت. ليس من الضروري أن يُضاف العقل إلى روح نقي, لأن الروح واعي ومتعرِف بالفطرة. الروح دائماً ذكي, ذا رأي بطريقة ما. قد يكون هذا العقل أو ذاك العقل, قد يكون سابق للعقل أو عقل فائق, حتى عقل روح, لكنه يقوم بمعادل التفكير والمعرفة. بصيرة الروح تتجاوز, تتبع في أثر, ونظرياً تسبق وعي العقل.
9:4.3 (102.3) الخالق الموحَد مُطلق فقط في مجال العقل, في عوالم الذكاء الكوني. عقل المصدر والمركز الثالث لانهائي؛ يتجاوز كلياً دارات العقل النشطة والفاعلة لكون الأكوان. منحة العقل للأكوان العظمى السبعة مشتقة من الأرواح الرئيسية السبعة, الشخصيات الأولية للخالق الموحَد. هذه الأرواح الرئيسية توزع العقل إلى الكون الكبير باعتباره العقل الفلكي, وكونكم المحلي يعمه بديل نِبادون من نمط أورﭭونتون من العقل الفلكي.
9:4.4 (102.4) العقل اللانهائي يتجاهل الزمان, عقل المنتهى يتجاوز الزمان, العقل الفلكي مشروط بالزمان. وهكذا مع الفضاء: العقل اللانهائي مستقل عن الفضاء, لكن عندما يُجعل تنزُل من اللانهائي إلى المستويات المُعاونة للعقل, يجب أن يحتسب الفكر واقع وقيود الفضاء على نحو متزايد.
9:4.5 (102.5) قوة الفلك تتجاوب إلى العقل حتى كما العقل الفلكي يتجاوب إلى الروح. الروح هو الهدف الإلهي, وعقل الروح هو الهدف الإلهي في العمل. الطاقة هي شيء, العقل معنى, الروح قيمة. حتى في الزمان والفضاء, العقل يؤسس تلك العلاقات النسبية بين الطاقة والروح التي توحي بالقرابة المتبادلة في الأبدية.
9:4.6 (102.6) يحول العقل قيم الروح إلى معاني الفكر؛ الإرادة لديها قدرة على جلب معاني العقل للإثمار في كِلا المجالين المادي والروحي. إرتقاء الفردوس ينطوي على نمو نسبي وتفاضلي في الروح, والعقل, والطاقة. الشخصية هي الموحِد لمكونات الفردية التجريبية هذه.
9:5.1 (102.7) المصدر والمركز الثالث لانهائي في العقل. إذا كان الكون سينمو إلى ما لانهاية, مع ذلك ستكون إمكانية عقله كافية لمنح أعداد لا حصر لها من المخلوقات بعقول ملائمة ومتطلبات مُسبقة أخرى من الذكاء.
9:5.2 (102.8) في مجال العقل المخلوق, يحكم الشخص الثالث بسمو مع مساعديه المنسقين والتابعين. عوالم عقل المخلوق هي ذات أصل حصري في المصدر والمركز الثالث؛ هو مُغدق العقل. حتى أجزاء الأب تجد أنه من المستحيل أن تسكن عقول الناس إلى أن تكون الطريق قد هُيئت بشكل صحيح من أجلهم من خلال أداء العقل والوظيفة الروحية للروح اللانهائي.
9:5.3 (103.1) الميزة الفريدة للعقل هي أنه يمكن إغداقه على مدى واسع من الحياة. من خلال مساعديه الخلاَّقين والمخلوقين, يُسعف المصدر والمركز الثالث إلى كل العقول على كل الأجواء. يُسعف للذكاء الإنساني ودون الإنساني من خلال معاوني الأكوان المحلية, ومن خلال وكالة وحدات التحكم الفيزيائية, يسعف حتى إلى أدنى الكيانات غير المختبِرة لأكثر الأنواع بدائية من الأشياء الحية. ودائماً إتجاه العقل يكون إسعاف شخصيات روح-عقل أو طاقة-عقل.
9:5.4 (103.2) حيث إن الشخص الثالث للإله هو مصدر العقل, فمن الطبيعي تماماً بأن تجد مخلوقات المشيئة التطورية أنه من الأسهل تشكيل مفاهيم مفهومة عن الروح اللانهائي أكثر مما يفعلون عن إما الإبن الأبدي أو الأب الكوني. حقيقة الخالق الموحَد مُفصح عنها بشكل غير كامل في تواجد العقل الإنساني ذاته. الخالق الموحَد هو سلف العقل الفلكي, وعقل الإنسان هو دارة فردية, جزء لا شخصي من ذلك العقل الفلكي بينما هو يُغدَق في كون محلي من قِبل إبنة خلاقة للمصدر والمركز الثالث.
9:5.5 (103.3) لأن الشخص الثالث هو مصدر العقل, لا تفترض أن تحسب بأن كل ظواهر العقل إلهية. الذكاء الإنساني مُتجذر في الأصل المادي للأجناس الحيوانية. ليس ذكاء الكون وحي صحيح عن الله الذي هو عقل أكثر مما الطبيعة الفيزيائية هي كشف لجمال وانسجام الفردوس. الكمال موجود في الطبيعة, لكن الطبيعة ليست مثالية. الخالق الموحَد هو مصدر العقل, لكن العقل ليس الخالق الموحَد.
9:5.6 (103.4) العقل, على يورانشيا, هو حل وسط بين جوهر كمال الفكر والعقلية المتطورة لطبيعتكم الإنسانية غير الناضجة. خطة التطور الفكري الخاصة بكم هي, حقاً, واحدة ذات مثالية سامية, لكنكم بعيدون جداً عن ذلك الهدف الإلهي بينما تعملون في هياكل الجسد. العقل فعلاً من أصل إلهي, ولديه مصير إلهي, لكن عقولكم البشرية ليست بعد ذات كرامة إلهية.
9:5.7 (103.5) غالباً, غالباً جداً, تتلفون عقولكم بعدم الإخلاص وتذبلونها بعدم الصلاح؛ تخضعونها لخوف حيواني وتشوهونها بقلق لا طائل منه. لذلك, مع أن مصدر العقل إلهي, العقل كما تعرفونه على عالَمكم للإرتقاء بالكاد يمكن أن يصبح الهدف لإعجاب عظيم, وأقل بكثير لهيام أو عبادة. إن التأمل في الذكاء الإنساني غير الناضج وغير الفعال سوف يقود فقط إلى ردود فعل من التواضع.
9:6.1 (103.6) المصدر والمركز الثالث, الذكاء الكوني, واعي شخصياً لكل عقل, كل فكر, في كل الخلق, ويحافظ على إتصال شخصي ومثالي مع كل تلك المخلوقات الفيزيائية, والمورونشية, والروحية ذات المنحة العقلية في الأكوان بعيدة الإنتشار. كل نشاطات العقل هذه يتم استيعابها في دارة جاذبية العقل المُطلقة التي تتمركز بشكل بؤري في المصدر والمركز الثالث وهي جزء من الوعي الشخصي للروح اللانهائي.
9:6.2 (103.7) كثيراً مثلما يسحب الأب كل شخصية لنفسه, وكما يجذب الإبن كل واقع روحي, هكذا العامل الموحَد يمارس قدرة ساحبة على كل العقول؛ هو يهيمن ويسيطر قطعياً على دارة العقل الكوني. جميع القيم الفكرية الصحيحة والحقيقية, كل الأفكار الإلهية والآراء المثالية, يتم سحبها بلا هوادة نحو دارة العقل المُطلقة هذه.
9:6.3 (104.1) يمكن لجاذبية العقل أن تعمل بشكل مستقل عن الجاذبية المادية والروحية, ولكن أينما وكلما تصطدم الأخيرتان, جاذبية العقل تؤدي وظيفتها دائماً. عندما يرتبط الثلاثة جميعاً, قد تضم جاذبية الشخصية المخلوق المادي -- فيزيائي أو مورونشي, متناه أو أبسونايتي. لكن بصرف النظر عن هذا, فإن هِبة العقل حتى في الكائنات غير الشخصية تؤهلهم للتفكير وتمنحهم وعي على الرغم من الغياب التام للشخصية.
9:6.4 (104.2) ذاتية كرامة الشخصية, إنسانية أو إلهية, خالدة أو محتملة الخلود, مع ذلك لا تنشأ في إما روح, عقل, أو مادة؛ إنها إغداق الأب الكوني. ولا تفاعل الروح, العقل, والجاذبية المادية هي شرط أساسي لظهور جاذبية الشخصية. قد تضم دارة الأب كائن مادي-العقل الذي هو ليس متجاوباً إلى جاذبية الروح, أو قد تشمل كائن روح-عقل ليس متجاوباً إلى الجاذبية المادية. تشغيل الجاذبية الشخصية هو دائماً عمل إرادي للأب الكوني.
9:6.5 (104.3) في حين أن العقل هو طاقة مُقترنة بكائنات مادية بحتة والروح مُقترن بشخصيات روحية بحتة, فإن رُتب لا حصر لها من الشخصية, بما فيها الإنساني, يمتلكون عقولاً مرتبطة مع كل من الطاقة والروح. الجوانب الروحية لعقل المخلوق تستجيب بدون فشل إلى سحب جاذبية-الروح للإبن الأبدي؛ الميزات المادية تستجيب إلى حث جاذبية الكون المادي.
9:6.6 (104.4) العقل الفلكي, عندما لا يكون مرتبطاً مع إما الطاقة أو الروح, يكون خاضعاً لا للدارات المادية ولا للدارات الروحية لمتطلبات الجاذبية. العقل النقي يخضع فقط إلى قبضة الجاذبية الكونية للعامل الموحَد. العقل النقي ذا صِلة قريبة إلى العقل اللانهائي, والعقل اللانهائي (المنسق النظري لمُطلقات الروح والطاقة) هو على ما يبدو قانون في حد ذاته.
9:6.7 (104.5) كلما كثرت تشعبات الروح-الطاقة, تكثر الوظائف القابلة للمُلاحَظة للعقل؛ وكلما قلـّت تنوعات الطاقة والروح, تقل الوظائف القابلة للمُلاحَظة للعقل. على ما يبدو, فإن الوظيفة القصوى للعقل الفلكي هي في أكوان الزمان للفضاء. هنا يبدو العقل ليؤدي وظيفة في منطقة متوسطة بين الطاقة والروح, لكن هذا للا ينطبق على المستويات الأعلى للعقل؛ على الفردوس, الطاقة والروح هما بشكل أساسي واحد.
9:6.8 (104.6) دارة جاذبية العقل يمكن الإعتماد عليها؛ إنها تنبعث من الشخص الثالث للإله على الفردوس, لكن ليس كل الأداء المُلاحَظ للعقل يمكن التنبؤ به. في جميع أنحاء كل الخلق المعروف هناك يوازي هذه الدارة للعقل بعض الحضور المفهوم قليلاً الذي لا يمكن التنبؤ بوظيفته. نحن نعتقد بأن عدم إمكانية التنبؤ هذه تُعزى جزئياً إلى أداء المُطلق الكوني. ماهي هذه الوظيفة, لا نعلَم؛ ما الذي يُحفزها, يمكننا فقط أن نُخمن؛ بما يخص علاقتها بالمخلوقات, يمكننا فقط أن نتكهن.
9:6.9 (104.7) أطوار معينة من عدم المقدرة على التنبؤ للعقل المتناهي قد تكون نتيجة عدم إكتمال الكائن الأسمى, وهناك منطقة شاسعة من النشاطات حيث العامل الموحَد والمُطلق الكوني قد يكونان بالإمكان على تماس. هناك الكثير عن العقل مما هو غير معروف, لكن عن هذا نحن أكيدين: الروح اللانهائي هو التعبير المثالي لعقل خالق كل المخلوقات؛ الكائن الأسمى هو التعبير المتطور لعقول جميع المخلوقات إلى خالقها.
9:7.1 (105.1) العامل الموحَد قادر على تنسيق كل مستويات فعلية الكون بطريقة تسمح بالإدراك المتزامن للعقلي, المادي, والروحي. هذه هي ظاهرة إنعكاسية الكون, تلك القدرة الفريدة وغير القابلة للتفـسير للنظر, السمع, التحسس, ومعرفة كل الأشياء كما ترشح في جميع أنحاء الكون العظيم, ولتُمركز بشكل بؤري من خلال الإنعكاسية, كل هذه المعلومات والمعرفة عند أي نقطة مرغوبة. يظهر تصرف الإنعكاسية في كمال على كل من عوالم مراكز إدارة الأكوان العظمى السبعة. كما أنها عاملة في جميع أنحاء قطاعات الأكوان العظمى وضمن حدود الأكوان المحلية. الإنعكاسية أخيراً تتمركز بشكل بؤري على الفردوس.
9:7.2 (105.2) ظاهرة الإنعكاسية كما تُكشف على عوالم مراكز إدارة الكون العظيم في العروض المدهشة للشخصيات العاكسة المتمركزة هناك, تُمثل أكثر التداخلات تعقيداً لكل أطوار الوجود التي توجد في كل الخلق. خطوط الروح يُمكن اقتفاؤها رجوعاً إلى الإبن, والطاقة الفيزيائية إلى الفردوس, والعقل إلى المصدر الثالث؛ لكن في ظاهرة إنعكاسية الكون الخارقة هناك توحيد فريد واستثنائي لكل الثلاثة, مرتبط لدرجة بحيث يُمكِن حكام الكون من معرفة الظروف القصية على الفور, بالتزامن مع حدوثها.
9:7.3 (105.3) نحن نفهم الكثير من تقنية الانعكاسية, لكن هناك العديد من المراحل التي تحيرنا حقًا. نحن نعلم أن العامل الموحد هو مركز الكون لدارة العقل, وأنه سلف العقل الفلكي, وأن العقل الفلكي يعمل تحت سيطرة جاذبية العقل المطلقة للمصدر والمركز الثالث. كما نعلم أن دارات العقل الفلكي تؤثر على المستويات الفكرية لكل الوجود المعروف؛ أنها تحتوي على تقارير الفضاء الكونية, وبشكل مؤكد تماماً إنها تركز في الأرواح الرئيسية السبعة وتتقارب في المصدر والمركز الثالث.
9:7.4 (105.4) العلاقة بين العقل الفلكي المتناهي والعقل المُطلق الإلهي تبدو لتتطور في العقل الإختباري للأسمى. قد عُلـِّمنا بأنه, في فجر الزمان, هذا العقل الإختباري أُغدِق على الأسمى بالروح اللانهائي, ونظن بأن ميزات معينة لظاهرة الإنعكاسية يمكن تعليلها فقط بافتراض نشاط العقل الأسمى. إن كان الأسمى غير معني بالإنعكاسية, نحن في خسارة لشرح المعاملات المعقدة والعمليات التي لا تخطيء لهذا الوعي للفلك.
9:7.5 (105.5) تبدو الإنعكاسية لتكون محيطة بعلم كل شيء ضمن حدود المتناهي الإختباري وقد تمثل بزوغ وعي-حضور الكائن الأسمى. إذا كان هذا الافتراض صحيحاَ, عندئذٍ فإن استعمال الإنعكاسية في أي من مراحلها هو معادل للإتصال الجزئي مع وعي الأسمى .
9:8.1 (105.6) يملك الروح اللانهائي قدرة كاملة لنقل الكثير من قدراته وامتيازاته إلى شخصياته ووكالاته المنسقة والتابعة.
9:8.2 (105.7) أول عمل إلهي خلاَّق للروح اللانهائي, عامل على حدة من الثالوث لكن في ارتباط ما غير مكشوف مع الأب والإبن, مُشخص في وجود الأرواح الرئيسية السبعة للفردوس, موزعي الروح اللانهائي إلى الأكوان.
9:8.3 (106.1) ليس هناك ممثل مباشر للمصدر والمركز الثالث على مراكز إدارة كون عظيم. كل من تلك الخلائق السبعة هو معتمد على أحد الأرواح الرئيسية للفردوس, الذي يعمل من خلال الأرواح الإنعكاسية السبعة القائمة عند عاصمة الكون العظيم.
9:8.4 (106.2) يتم الكشف عن العمل الخلاَّق التالي والمستمر للروح اللانهائي, من وقت لآخر, في إنتاج الأرواح الخلاَّقة. في كل مرة يصبح الأب الكوني والإبن الأبدي والد لإبن خالق, يصبح الروح اللانهائي سلفاً لروح خلاَّق في الكون المحلي والذي يصبح الزميل القريب لذلك الإبن الخالق في كل تجربة كون لاحقة.
9:8.5 (106.3) بالضبط كما أنه من الضروري التمييز بين الإبن الأبدي والأبناء الخالقين, كذلك هو من الضروري التفريق بين الروح اللانهائي والأرواح الخلاَّقة, منسقي الكون المحلي للأبناء الخالقين. ما يكونه الروح اللانهائي إلى مجموع الخلق, فالروح الخلاَّق هو إلى كون محلي.
9:8.6 (106.4) المصدر والمركز الثالث يُمثَل في الكون الكبير بصفٍ شاسع من الأرواح المُسعفة, رسل, معلمين, محكمين, مساعدين, ومستشارين, سوية مع مشرفين لدارات معينة ذات طبيعة فيزيائية, ومورونشية, وروحية. ليست كل تلك الكائنات شخصيات بالمعنى الدقيق للعبارة. تتميز شخصية تشكيلة المخلوق-المتناهي بما يلي:
9:8.7 (106.5) 1. وعي ذاتي شخصي.
9:8.8 (106.6) 2. إستجابة موضوعية إلى دارة شخصية الأب.
9:8.9 (106.7) هناك شخصيات خالقة وشخصيات مخلوقة, وبالإضافة إلى هذين النوعين الأساسيين هناك شخصيات للمصدر والمركز الثالث, كائنات التي هي شخصية إلى الروح اللانهائي, لكنها ليست شخصياً باتة إلى الكائنات المخلوقة. شخصيات المصدر الثالث هذه ليست جزءاً من دارة شخصية الأب. شخصية المصدر الأول وشخصية المصدر الثالث هما بالتبادل ممكن الإتصال بينهما؛ كل شخصية ممكن الإتصال بها.
9:8.10 (106.8) يغدق الأب شخصية بإرادته الحرة الشخصية. لماذا يفعل ذلك يمكننا فقط أن نخمن؛ كيف يفعل ذلك لا نعلم. ولا نحن نعرف لماذا يُغدق المصدر الثالث شخصية غير أبوية, لكن هذا يفغله الروح اللانهائي بالأصالة عن نفسه, في اشتراك خلاَّق مع الإبن الأبدي وبطرق عديدة غير معروفة لكم. الروح اللانهائي يمكن كذلك أن يعمل من أجل الأب في إغداق شخصية المصدر الأول.
9:8.11 (106.9) هناك أنواع عديدة من شخصيات المصدر الثالث. يغدق الروح اللانهائي شخصية مصدر ثالث على فئات عديدة ليست مشمولة في دارة شخصية الأب, مثل بعض من موجهات القدرة. بالمثل يُعامِل الروح اللانهائي كشخصيات فئات عديدة من الكائنات, مثل الأرواح الخلاَّقة, الذين هم طبقة بأنفسهم في علاقاتهم إلى مخلوقات مُدارة للأب.
9:8.12 (106.10) كُلا من شخصيات المصدر الأول والمصدر الثالث ممنوحين بكل وأكثر مما يربطه الإنسان مع مفهوم الشخصية؛ لديهم عقول تضم ذاكرة, منطق, حُكم, مخيلة خلاَّقة, ترابط أفكار, قرار, إختيار, وقدرات إضافية عديدة من الذكاء غير معروفة كلياً إلى البشر. مع استثناءات قليلة فإن الرُتب التي كُشفت إليكم تمتلك شكلاً وفردية متميزة؛ هم كائنات حقيقية. غالبية منهم مرئيين لجميع مراتب الوجود الروحي.
9:8.13 (107.1) حتى أنتم ستكونون قادرين على رؤية زملائكم الروحيين من الرُتب الأقل حالما تتخلصون من الرؤية المحدودة لعيونكم المادية الحالية وتكونون قد مُنحتم شكلاً مورونشياً مع حساسيته الموَّسَعة لحقيقة الأمور الروحية.
9:8.14 (107.2) العائلة المتصرفة للمصدر والمركز الثالث, كما ُكُشفت في هذه الروايات تقع في ثلاث مجموعات كبيرة:
9:8.15 (107.3) .I الأرواح السامية. مجموعة من الأصل المُركب الذي يشمل, من بين أمور أخرى, الرُتب التالية:
9:8.16 (107.4) 1. الأرواح الرئيسية السبعة للفردوس.
9:8.17 (107.5) 2. الأرواح الإنعكاسية للأكوان العظمى.
9:8.18 (107.6) 3. الأرواح الخلاَّقة للأكوان المحلية.
9:8.19 (107.7) .II موجهي القدرة. مجموعة من مخلوقات ووكالات التحكم التي تعمل في كل أنحاء الفضاء المنظَم.
9:8.20 (107.8) .III شخصيات الروح اللانهائي. هذه الدلالة لا تعني بالضرورة أن هذه الكائنات هي شخصيات المصدر الثالث رغم أن بعضها فريد من نوعه كمخلوقات مشيئة. عادة يتم تجميعهم في ثلاثة تصنيفات رئيسية:
9:8.21 (107.9) 1. الشخصيات العليا للروح اللانهائي.
9:8.22 (107.10) 2. جماهير الرُسل للفضاء.
9:8.23 (107.11) 3. الأرواح المُسعفة للزمان.
9:8.24 (107.12) هذه المجموعات تخدم على الفردوس, في الكون المركزي أو السكني, في الأكوان العظمى, وهي تضم رُتب التي تعمل في الأكوان المحلية, حتى إلى الأبراج, الأنظمة, والكواكب.
9:8.25 (107.13) شخصيات الروح من العائلة الشاسعة للروح الإلهي واللانهائي هم مكرسون إلى الأبد لخدمة إسعاف محبة الله ورحمة الإبن لكل المخلوقات الذكية من العوالم التطورية للزمان والفضاء. كائنات الروح هذه تؤلف السُلم الحي الذي به يتسلق الإنسان البشري من الفوضى إلى المجد.
9:8.26 (107.14) [ كُشفت على يورانشيا بمستشار إلَهي من يوﭭرسا بتفويض من قدماء الأيام لتصوير طبيعة وعمل الروح اللانهائي. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 10
10:0.1 (108.1) ثالوث الفردوس للآلهة الأبدية يُسهل تملص الأب من مطلقية الشخصية. الثالوث يربط بكمال التعبير غير المحدود لإرادة الله الشخصية اللانهائية مع الحقيقة المُطلقة للإله. الإبن الأبدي والأبناء المتنوعين من أصل إلهي سويةً مع العامل الموحَد وأولاد كونه, يزودون بشكل فعال لأجل تحرير الأب من القيود التي خلافاَ لذلك هي متأصلة في الأولية, والكمال, وعدم التغيير, والأبدية, والكونية, والإطلاق, واللانهائية.
10:0.2 (108.2) يزود ثالوث الفردوس بفعالية من أجل التعبير الكامل والكشف المثالي لطبيعة الإله الأبدية. أبناء الثالوث المتمركزون بالمِثل يقدمون كشفاً كاملاً ومثالياً للعدل الإلهي. الثالوث هو وحدة إلهية, وهذه الوحدة تستند أبدياً إلى الأُسس المُطلقة للوحدانية الإلَهية للشخصيات الثلاثة الأصلية والمنسقة والمتعايشة, الله الأب, الله الإبن, والله الروح.
10:0.3 (108.3) من الوضع الحالي على دائرة الأبدية, بالنظر رجوعاً نحو الماضي الذي لا نهاية له, يمكننا أن نكتشف فقط حتمية واحدة لا مفر منها في شؤون الكون, وهي ثالوث الفردوس. أرى أن الثالوث كان لا بد منه. بينما أُعاين ماضي, حاضر, ومستقبل الوقت, اعتبر أن لا شيء آخر في كل كون الأكوان كان لا بد منه. الكون الرئيسي الحالي, منظور في استعادة الأحداث أو في الإحتمالات, لا يمكن تصوه بدون الثالوث. بالنظر إلى ثالوث الفردوس, يمكننا افتراض طُرق بديلة أو حتى متعددة لفعل كل الأشياء, لكن بدون ثالوث الأب, الإبن, والروح نحن غير قادرين على تصور كيف أمكن للانهائي أن يحقق تشخيص منسق وثلاثي الأضعاف في وجه الأحادية المُطلقة للإله. لا مفهوم آخر للخلق يصل إلى معايير الثالوث من إكتمال الحقيقة المطلقة الكامنة في وحدة الإله مقرونة بامتلاء التحرر الطوعي المتأصل في التشخيص الثلاثي الثنايا للإله.
10:1.1 (108.4) سيبدو بأن الأب, رجوعاً في الأبدية, دشن بوليصة توزيع ذاتي متعمقة. هناك بشكل فطري في طبيعة نكران الذات, المُحبة والمحبوبة للأب الكوني شيء ما يُسبب له أن يستبقي لنفسه الممارسة فقط لتلك القدرات وتلك السُلطة التي على ما يبدو يجد أنها مستحيلة للتفويض أو الإغداق.
10:1.2 (108.5) الأب الكوني تجرد طيلة الوقت من كل جزء من نفسه كان قابلاً للإغداق على أي خالق آخر أو مخلوق. لقد فوض إلى أبنائه الإلهيين وذكاءاتهم المرتبطة كل قدرة وكل سُلطة التي يمكن تفويضها. لقد حوّل فعلياً إلى أبنائه السلاطين, في أكوانهم الخاصة, كل امتياز لسُلطة إدارية التي كانت قابلة للتحويل. في شؤون كون محلي, قد جعل كل إبن خالق سلطان تماماً مثالي, كفؤ, وموثوق كما هو الإبن الأبدي في الكون الأصلي والمركزي. لقد منح, في الواقع أغدق, مع كرامة وقداسة حيازة الشخصية, كل نفسه وكل سجاياه, كل ما يمكنه أن يجرد ذاته منه, بكل طريقة, في كل عصر, في كل مكان, وإلى كل شخص, وفي كل كون ما عدا ذلك لمسكنه المركزي.
10:1.3 (109.1) ليست الشخصية الإلهية متمحورة على الذات؛ التوزيع الذاتي ومشاركة الشخصية تميز ذاتية المشيئة الحرة الإلهية. تتلهف المخلوقات للصِلة مع مخلوقات شخصية أخرى؛ الخالقون مُحرَكون لمشاركة الألوهية مع أولاد كونهم؛ شخصية اللانهائي مُفصح عنها كالأب الكوني, الذي يتقاسم حقيقة الكيان ومساواة النفس مع شخصيتين منسقتين, الإبن الأبدي والعامل الموحَد.
10:1.4 (109.2) للمعرفة المتعلقة بشخصية الأب والسجايا الإلهية سنكون دائماً معتمدين على كشوف الإبن الأبدي, لأنه عندما كان العامل الموحَد للخلق قد دخل حيز التنفيذ, عندما انبثق الشخص الثالث للإله نحو كيان الشخصية ونفذ المفاهيم المشتركة لأبويه الإلهيين, توقف الأب عن التواجد كالشخصية الباتة. مع قدوم العامل الموحَد إلى حيز الوجود وتجسد النواة المركزية للخلق, وقعت بعض التغييرات الأبدية. أعطى الله نفسه كشخصية مُطلقة إلى إبنه الأبدي. هكذا يغدق الأب "شخصية اللانهائية" على إبنه المولود الوحيد, بينما كِلاهما يغدقان "الشخصية الموحَدة" لإتحادهما الأبدي على الروح اللانهائي.
10:1.5 (109.3) لهذه الأسباب وغيرها ما وراء مفهوم العقل المتناهي, إنه في غاية الصعوبة للمخلوق الإنساني أن يفهم شخصية الله الأب اللانهائية ما عدا كما ُكشفت كونياً في الإبن الأبدي, ومع الإبن, ناشطة كونياً في الروح اللانهائي.
10:1.6 (109.4) حيث أن أبناء الله الفردوسيين يزورون العوالم التطورية وأحياناً حتى يسكنون هناك في شبه جسد بشري, وحيث أن تلك الإغداقات تجعل من الممكن للإنسان البشري أن يعرف فعلاً بعض الشيء عن طبيعة وصِفة الشخصية الإلهية, لذلك يجب على مخلوقات الأجواء الكوكبية أن يتطلعوا إلى إغداقات أبناء الفردوس هؤلاء من أجل معلومات يُعتمد عليها وجديرة بالثقة بما يختص بالأب, والإبن, والروح.
10:2.1 (109.5) بواسطة تقنية الثولثة يجرد الأب نفسه من تلك الشخصية الروحية الباتة التي هي الإبن, لكن بفعله هذا يُعين ذاته الأب لهذا الإبن بالذات وبهذا يُملك نفسه باستطاعة غير محدودة لأن يصبح الأب الإلهي لكل مخلوقات المشيئة الأذكياء التي لاحقاً خُلقت, تأتت, أو الأنواع المُشخصة الأخرى. بصفته الشخصية المُطلقة والباتة يستطيع الأب العمل فقط كالإبن ومع الإبن, لكن كأب شخصي يواصل إغداق الشخصية على الجماهير المتنوعة من المستويات المختلفة لمخلوقات المشيئة الأذكياء, ويحافظ إلى الأبد على علاقات شخصية ذات صِلة مُحبة مع هذه العائلة الشاسعة من أولاد الكون.
10:2.2 (109.6) بعد أن أغدق الأب على شخصية إبنه ملء نفسه, وعندما يكون هذا العمل من إغداق الذات مكتمل ومثالي, من القدرة والطبيعة اللانهائيتان والتي هي بالتالي قائمة في إتحاد الأب-الإبن, يُغدق الشريكان الأبديان بالتشارك تلك الصِفات والسجايا التي لا تزال تشكل كذلك كائن آخر مثلهما؛ وهذه الشخصية المشاركة, الروح اللانهائي, تتمم التشخيص الوجودي للإله.
10:2.3 (110.1) الإبن لا غنى عنه لأبوة الله. الروح لا غنى عنه لأخوية الشخصين الثاني والثالث. ثلاثة أشخاص هو أقل ما يكون في مجموعة إجتماعية, لكن هذا هو الأقل من كل الأسباب الكثيرة للإعتقاد بحتمية العامل الموحَد.
10:2.4 (110.2) المصدر والمركز الأول هو شخصية الأب اللانهائية, شخصية المصدر غير المحدودة. الإبن الأبدي هو مُطلق-الشخصية البات, ذلك الكائن الإلهي الذي يقف في كل الزمان والأبدية كالوحي المثالي لطبيعة الله الشخصية. الروح اللانهائي هو الشخصية الموحَدة, الناتج الشخصي الفريد لوحدة الأب-الإبن الأبدية.
10:2.5 (110.3) شخصية المصدر والمركز الأول هي شخصية اللانهائية ناقص الشخصية المُطلقة للإبن الأبدي. شخصية المصدر والمركز الثالث هي ناتج فائق إضافة لوحدة شخصية الأب المتحررة وشخصية الإبن المُطلقة.
10:2.6 (110.4) الأب الكوني, الإبن الأبدي, والروح اللانهائي هم أشخاص فريدون؛ لا أحد منهم نسخة مكررة؛ كل أصلي؛ كلهم متحدون.
10:2.7 (110.5) الإبن الأبدي وحده يختبر إكتمال علاقة الشخصية الإلهية, الوعي لكِلا البنوة مع الأب والأبوة إلى الروح والمساواة الإلهية مع كِلا الأب-السلف والروح-المرتبط. الأب يعلم تجربة أن يكون لديه إبن الذي هو مساوٍ له, لكن الأب لا يعرف أسلاف سابقة. الإبن الأبدي لديه تجربة البنوة, التعرف على أسلاف الشخصية, وفي الوقت نفسه الإبن واعٍ لكونه والد مُشارك للروح اللانهائي. الروح اللانهائي واعي لسلف شخصية مزدوج الثنايا لكن ليس أبوياً إلى شخصية إله منسقة. مع الروح, تُحقق الدورة الوجودية لتشخيص الإله الإكتمال؛ الشخصيات الأولية للمصدر والمركز الثالث هي اختبارية وسبعة في العدد.
10:2.8 (110.6) أنا ذا أصل في ثالوث الفردوس. أنا أعرف الثالوث كإله موحد؛ كذلك أعرف بأن الأب, والإبن, والروح متواجدين ويعملون في إستطاعاتهم الشخصية المحددة. أعلم بشكل إيجابي بأنهم ليس فقط يعملون شخصياً وجماعياً, بل أيضاً أنهم ينسقون أداءاتهم في تجمعات متنوعة, بحيث في النهاية يعملون في سبع استطاعات مختلفة فردية وجماعية. وحيث أن تلك الصِلات السبعة تستنفذ الإمكانيات لمثل هذا الإندماج الإلهي, فمن المحتم أن حقائق الكون ستظهر في سبعة اختلافات من القيم, والمعاني, والشخصية.
10:3.1 (110.7) بالرغم من أن هناك إله واحد فقط, هناك ثلاث تشخيصات إيجابية وإلهية للإله. بما يخص منحة الإنسان بالضباط الإلهيين, قال الأب: "لنجعل الإنسان البشري في صورتنا". تكراراً في كل أنحاء الكتابات اليورانشية هناك تحدث هذه الإشارة إلى أعمال وأفعال الإله التعددي, مظهرة بوضوح التعرف على تواجد وأعمال المصادر والمراكز الثلاثة.
10:3.2 (110.8) قد عُلِمنا بأن الإبن والروح يحافظان على العلاقات نفسها والمساوية للأب في رابطة الثالوث. في الأبدية وكآلهة هما بدون شك يفعلان, لكن في الزمان وكشخصيات هما بالتأكيد يكشفان عن علاقات ذات طبيعة متنوعة جداً. متطلعون من الفردوس خارجاً على الأكوان, تلك العلاقات فعلاً تبدو متشابهة للغاية, لكن عندما يُنظر إليها من مجالات الفضاء فإنها تبدو مختلفة تماماً.
10:3.3 (111.1) الأبناء الإلهيون هم بالتأكيد "كلمة الله" لكن أولاد الروح هم بحق "عمل الله". يتكلم الله من خلال الإبن, مع الإبن, يعمل من خلال الروح اللانهائي, بينما في كل نشاطات الكون فإن الإبن والروح هما أخويان بشكل رائعٍ, يعملان كأخوين متساويين بإعجاب ومحبة لأب مشترَك مُشرَف ومُحترَم إلهياً.
10:3.4 (111.2) الأب, الإبن, والروح هم بالتأكيد متساوون في الطبيعة, منسقون في الكيان, لكن هناك إختلافات لا لبس فيها في أداءاتهم الكونية, وعندما يتصرفون وحدهم, كل شخص للإلَه هو على ما يبدو مقيد في الحقيقة المطلقة.
10:3.5 (111.3) الأب الكوني, سابقاً لتجرده بإرادته الذاتية من الشخصية, القدرات, والسجايا التي تُشكل الإبن والروح, يبدو أنه قد كان (بالإعتبار الفلسفي) إله بات, مُطلق, ولانهائي. لكن مثل هذا المصدر والمركز الأول النظري بدون إبن ما كان يمكن بأي حال من الأحوال أن يُعتبَرالأب الكوني؛ الأبوة ليست حقيقية بدون بنوة. علاوة على ذلك, لكي يكون الأب مُطلقاً بالمعنى الكلي, لا بد أنه تواجد وحده عند لحظة أبدية بعيدة ما. لكن ما كان لديه أبداً هكذا وجود منفرد؛ الإبن والروح كِلاهما متشاركان في الأبدية مع الأب. المصدر والمركز الأول دائماً كان, وإلى الأبد سيكون, الأب الأبدي للإبن الأصلي, ومع الإبن, السلف الأسبق الأبدي للروح اللانهائي.
10:3.6 (111.4) نلاحظ بأن الأب قد جرد نفسه من كل التجليات المباشرة للحقيقة المُطلقة باستثناء الأبوة المُطلقة والإرادة المُطلقة. لا نعلم ما إذا كانت الإرادة سجية للأب غير قابلة للتحويل ؛ يمكننا فقط ملاحظة أنه لم يجرد نفسه من الإرادة. هكذا لانهائية للمشيئة لا بد أنها كانت متأصلة أبدياً في المصدر والمركز الأول.
10:3.7 (111.5) في إغداق إطلاق الشخصية على الإبن الأبدي, يتملص الأب الكوني من قيود مُطلقية الشخصية, لكن بفعله هذا يأخذ خطوة تجعل من المستحيل للأبد أن يتصرف بمفرده باعتباره مُطلق-الشخصية. ومع التشخيص النهائي للإله المشارك في الوجود -- العامل الموحَد --يترتب هناك الإعتماد المتبادل الثالوثي الحرج للشخصيات الإلهية الثلاثة فيما يتعلق بمجمل أداء الإله في المُطلق.
10:3.8 (111.6) الله هو مُطلق-الأب لكل الشخصيات في كون الأكوان. الأب هو مُطلق شخصياً في حرية التصرف, إنما في أكوان الزمان والفضاء, المصنوعة, وقيد الصنع, والتي ستُصنَع بعد, الأب ليس مُطلقاً بشكل قابل للإدراك كإجمالي إله إلا في ثالوث الفردوس.
10:3.9 (111.7) يعمل المصدر والمركز الأول خارج هاﭭونا في الأكوان الظاهرية على النحو التالي:
10:3.10 (111.8) 1. كخالق, من خلال الأبناء الخالقين, أحفاده.
10:3.11 (111.9) 2. كمتحكم, من خلال مركز جاذبية جزيرة الفردوس.
10:3.12 (111.10) 3. كروح, من خلال الإبن الأبدي.
10:3.13 (111.11) 4. كعقل, من خلال الخالق الموحَد.
10:3.14 (111.12) 5. كأب, يحافظ على إتصال أبوي مع كل المخلوقات من خلال دارة شخصيته.
10:3.15 (111.13) 6. كشخص, يعمل مباشرة في كل أنحاء الخلق من خلال أجزائه الحصرية -- في الإنسان البشري بواسطة ضباط الفكر.
10:3.16 (111.14) 7. كإلَه كُلي, يعمل فقط في ثالوث الفردوس.
10:3.17 (112.1) كل تلك التنحيات والتفويضات لدوائر الإختصاص بواسطة الأب الكوني هي تطوعية كلياً وفرض ذاتي. الأب الكلي-القدرة يلتزم بشكل هادف تلك القيود لسُلطة الكون.
10:3.18 (112.2) يبدو الإبن الأبدي ليؤدي كواحد مع الأب في جميع النواحي الروحية ما عدا في إغداقات أجزاء الله وفي نشاطات أخرى سابقة للشخصي. الإبن غير مُعرف بشكل وثيق مع النشاطات الفكرية للمخلوقات المادية ولا مع نشاطات الطاقة للأكوان المادية. كمُطلق, يعمل الإبن كشخص وفقط في مجال الكون الروحي.
10:3.19 (112.3) الروح اللانهائي هو كوني بشكل مثير للدهشة ومتعدد البراعات بشكل لا يُصدق في كل عملياته. هو يؤدي دوراً في أجواء العقل, والمادة, والروح. يُمثل العامل الموحَد صِلة الأب-الإبن, لكنه يعمل أيضاً كنفسه. هو ليس معنياً مباشرة بالجاذبية الفيزيائية, بالجاذبية الروحية, أو بدارة الشخصية, لكنه أكثر أو أقل يُشارك في كل نشاطات الكون الأخرى. بينما مُعتمد على ما يبدو على ثلاثة ضوابط جاذبية وجودية ومُطلقة, يبدو الروح اللانهائي ليمارس ثلاثة تحكمات فائقة. هذه الهبة ثلاثية الأضعاف تُوظَف بطرق كثيرة لتجاوز وعلى ما يبدو حتى في تحييد تجليات القوى والطاقات الأولية, وصولاً إلى الحدود فائقة المنتهى للحقيقة المُطلقة. في حالات معينة تلك التحكمات الفائقة قطعاً تتجاوز حتى التجليات الأولية للواقع الفلكي.
10:4.1 (112.4) من بين كل الإرتباطات المُطلقة, ثالوث الفردوس (الثولثة الأولى) هو فريد من نوعه كارتباط حصري لإله شخصي. الله يعمل كالله فقط بالنسبة إلى الله وإلى أولئك الذين يستطيعون أن يعرفوا الله, لكن كإله مُطلق فقط في ثالوث الفردوس وفيما يتعلق بمُجمل الكون.
10:4.2 (112.5) الإله الأبدي موحد بكمال؛ مع ذلك هناك ثلاثة أشخاص للإله متفردون بكمال. يتيح ثالوث الفردوس التعبير المتزامن لكل تنوع ميزات الصِفة والقدرات اللانهائية للمصدر والمركز الأول ومنسقيه الأبديين ولكل الوحدة الإلهية من أعمال الكون لإله غير مجزأ.
10:4.3 (112.6) الثالوث هو ارتباط من أشخاص لانهائيين عاملين في استطاعة غير شخصية لكن ليس بشكل مُخالف للشخصية. التوضيح خام, لكن أب, ابن, وحفيد, يمكنهم تشكيل كينونة متضامنة التي من شأنها أن تكون غير شخصية ولكن مع ذلك خاضعة لمشيئاتهم الشخصية.
10:4.4 (112.7) ثالوث الفردوس حقيقي. يتواجد كإتحاد إلهي من الأب, الإبن, والروح؛ إلا أن الأب, الإبن, أو الروح, أو أي اثنين منهم, يمكنهم العمل في علاقة إلى هذا الثالوث الفردوسي ذاته. الأب, الإبن, والروح يمكنهم التعاون بأسلوب غير ثالوثي, لكن ليس كثلاثة آلهَة. كأشخاص يمكنهم التعاون حسب اختيارهم, لكن ذلك ليس هو الثالوث.
10:4.5 (112.8) أبداً تذكر بأن ما يفعله الروح اللانهائي في الأداء كعامل موحَد, كل من الأب والإبن يعملان فيه ومن خلاله ومثله. لكن سيكون من العبث محاولة إلقاء الضوء على لغز الثالوث: ثلاثة كواحد وفي واحد. وواحد كإثنين ويتصرف لاثنين.
10:4.6 (112.9) يرتبط الثالوث بشكل كبير بمجموع شؤون الكون بحيث ينبغي أن يؤخذ بعين الإعتبار في محاولاتنا لتفسير كُلية أي حدث فلكي معزول أو علاقة شخصية. يعمل الثالوث على كل مستويات الفلك, والإنسان البشري مُقيد إلى المستوى المتناهي؛ لذلك يجب على الإنسان أن يكون مقتنعاً بمفهوم متناه عن الثالوث كالثالوث.
10:4.7 (113.1) كبشري في الجسد يجب أن تنظر إلى الثالوث وفقاً لتنورك الفردي وفي إنسجام مع ردود فعل عقلك ونفسك. يمكنك أن تعرف القليل جداً عن مُطلقية الثالوث, لكن بينما ترتقي نحو الفردوس, ستختبر الدهشة مرات عديدة عند كشوف متلاحقة واكتشافات غير متوقعة لسمو ومُنتهى الثالوث, إن لم يكن للحقيقة المُطلقة.
10:5.1 (113.2) الآلهة الشخصية لديهم سجايا, إنما لا يكاد يتناسب الحديث عن الثالوث بأن لديه سجايا. هذا الإرتباط لكائنات إلهية يمكن بشكل صحيح أكثر اعتباره بأن لديه وظائف, مثل إدارة عدلية, ومواقف مجموع كُلي, وتصرف منسق, وتحكم فوقي فلكي. هذه الأعمال هي عُليا بفعالية, وقُصوى, و (ضمن حدود الإله) مُطلقة بقدر ما كل الحقائق الحية لقيمة الشخصية هي معنية.
10:5.2 (113.3) وظائف ثالوث الفردوس ليست مجرد مجموع هِبة الأب الظاهرة من الألوهية بالإضافة إلى تلك السجايا المتخصصة الفريدة في الوجود الشخصي للإبن والروح. رابطة الثالوث لآلهة الفردوس الثلاثة تُؤدي إلى تطور, تأّتي, وتأليه معاني, قيم, قوى, وقدرات جديدة من أجل الوحي, والعمل, والإدارة الكونية. الإرتباطات الحية, العائلات الإنسانية, الفئات الإجتماعية, أو ثالوث الفردوس لا يتم تعزيزها بمجرد الجمع الحسابي. دائماً ما تتجاوز إمكانية المجموعة بكثير المجموع البسيط لسجايا الأفراد المُكونين.
10:5.3 (113.4) يحافظ الثالوث على موقف فريد مثل الثالوث نحو الكون بأكمله من الماضي, والحاضر, والمستقبل, وأعمال الثالوث أفضل ما يمكن اعتبارها بالنسبة إلى مواقف الكون من الثالوث. مثل هذه المواقف متزامنة وقد تكون مُضاعفة فيما يتعلق بأي حالة أو حدث معزول:
10:5.4 (113.5) 1. الموقف تجاه المتناهي. الحد-الذاتي الأقصى للثالوث هو موقفه تجاه المتناهي. ليس الثالوث شخصاً, ولا الكائن الأسمى تشخيص حصري للثالوث, لكن الأسمى هو أقرب نهج إلى تبؤر شخصية-قدرة الثالوث التي يمكن فهمها من قِبل المخلوقات المتناهية. من هنا فإن الثالوث في علاقة إلى المتناهي يُشار إليه أحياناً كثالوث السمو.
10:5.5 (113.6) 2. الموقف تجاه الأبسونايتي. ثالوث الفردوس لديه اعتبار لتلك المستويات من الوجود التي هي أكثر من متناهية لكنها أقل من مُطلقة, وهذه العلاقة تُلقب أحياناً بثالوث الختامية. لا المُنتهى ولا الأسمى مُمثلين كلياً لثالوث الفردوس, لكن في مغزى مؤهل ولمستوياتهما المختصة, كل يبدو ليمثل الثالوث خلال عصور ما قبل الشخصي لتنمية القدرة الإختبارية.
10:5.6 (113.7) 3. الموقف المُطلق لثالوث الفردوس هو في علاقة إلى الوجودات المُطلقة ويبلغ ذروته في عمل الإلَه الكلي.
10:5.7 (113.8) لانهائية الثالوث تتضمن العمل المنسق لكل العلاقات الثلاثية للمصدر والمركز الأول -- غير المؤلَه وكذلك المؤلَه -- وبالتالي فإنه في غاية الصعوبة على الشخصيات أن تفهمه. في تأمل الثالوث كلانهائي لا تتجاهل المثالثات السبعة؛ بهذا يمكن تجنب صعوبات معينة من التفهم, وقد يتم حل بعض التناقضات جزئياً.
10:5.8 (114.1) لكنني لا أُجيد لغةً تمكنني من أن أنقل إلى العقل الإنساني المحدود الحقيقة الكاملة والمغزى الأبدي لثالوث الفردوس وطبيعة الإرتباط المتداخل غير- المنتهي للكائنات الثلاثة من الكمال اللامتناهي.
10:6.1 (114.2) يأخذ كل قانون أصلاً في المصدر والمركز الأول؛ هو القانون. إدارة القانون الروحي ملازِمة في المصدر والمركز الثاني. كشف القانون, إشهار وتفسير الدساتير الإلهية, هي وظيفة المصدر والمركز الثالث. تطبيق القانون, العدالة, يقع ضمن اختصاص ثالوث الفردوس ويتم تنفيذه من قبل أبناء معينين للثالوث.
10:6.2 (114.3) العدل متأصل في السيادة الكونية لثالوث الفردوس, لكن الصلاح, الرحمة, والحق هي إسعاف الكون للشخصيات الإلهية, الذين إتحادهم الإلهي يؤلف الثالوث. العدالة ليست موقف الأب, الإبن, أو الروح. العدالة هي موقف الثالوث لهذه الشخصيات من المحبة, والرحمة, والإسعاف. لا أحد من آلهة الفردوس يرعى إدارة العدالة. ليست العدالة موقفاً شخصياً؛ إنها دائماً وظيفة جمع.
10:6.3 (114.4) الإثبات, أساس الإنصاف (العدالة في إنسجام مع الرحمة), يُزوَد من قِبل شخصيات المصدر والمركز الثالث, الممثل الموحَد للأب والإبن إلى كل العوالم وإلى عقول الكائنات الذكية لكل الخلق.
10:6.4 (114.5) الحكم, التطبيق النهائي للعدالة وفقاً للأدلة المقدمة من قِبل شخصيات الروح اللانهائي, هو عمل الأبناء الثابتين للثالوث, كائنات مشاركة في طبيعة الثالوث للأب, الإبن, والروح, المتحدين.
10:6.5 (114.6) هذه المجموعة من أبناء الثالوث تضم الشخصيات التالية:
10:6.6 (114.7) 1. أسرار السمو المثولثين.
10:6.7 (114.8) 2. أبديو الأيام.
10:6.8 (114.9) 3. قدماء الأيام.
10:6.9 (114.10) 4. كماليو الأيام.
10:6.10 (114.11) 5. حديثو الأيام.
10:6.11 (114.12) 6. اتحاديو الأيام.
10:6.12 (114.13) 7. مخْلصو الأيام.
10:6.13 (114.14) 8. مكاملو الحكمة.
10:6.14 (114.15) 9. مستشارون إلَهيون.
10:6.15 (114.16) 10. رقباء كونيون.
10:6.16 (114.17) نحن أولاد آلهة الفردوس الثلاثة العاملون كالثالوث, لأن لي فرصة الإنتماء إلى المرتبة العاشرة من هذه الفئة, الرقباء الكونيون. هذه الرُتب ليست تمثيلاً لموقف الثالوث بالمعنى الكوني؛ إنهم يمثلون هذا الموقف الجماعي للإله فقط في مجالات الحكم التنفيذي -- العدالة. هم مُصمَمين خصيصاً من قِبل الثالوث من أجل العمل الدقيق الذي أُوكل إليهم, وهم يمثلون الثالوث فقط في تلك الوظائف التي تشخصوا لأجلها.
10:6.17 (115.1) قدماء الأيام والمرتبطين معهم من أصل الثالوث يكيلون القضاء العادل ذا الإنصاف السامي إلى الأكوان العظمى السبعة. في الكون المركزي تتواجد مثل هذه الوظائف نظرياً فقط؛ هناك الإنصاف واضح-ضمناً في الكمال, وكمال هاﭭونا يحول دون أي إمكانيات لعدم الإنسجام.
10:6.18 (115.2) العدالة هي الفكرة الجماعية للبِر؛ الرحمة هي تعبيرها الشخصي. الرحمة هي موقف المحبة؛ الدقة تميز سريان القانون؛ القضاء الإلهي هو نفسُ الإنصاف, أبداً مُطابق إلى عدالة الثالوث, دائماً منجز لمحبة الله الإلهية. عندما يُدرَك كلياً ويُفهَم تماماً, فإن العدل الصالح للثالوث والمحبة الرحيمة للأب الكوني هما متوافقان. لكن الإنسان ليس لديه مثل هذا التفهم الكامل للعدل الإلهي. لهذا في الثالوث, كما قد يراه الإنسان, فإن شخصيات الأب, الإبن, والروح مضبوطين لتنسيق إسعاف المحبة والقانون في الأكوان الإختبارية للزمان.
10:7.1 (115.3) أشخاص الإله الأول, الثاني, والثالث متساوون مع بعضهم البعض, وهم واحد. "الرب إلهنا هو إله واحد". هناك كمال هدف وأحادية تنفيذ في الثالوث الإلهي للآلهة الأبدية. الأب, الإبن, والعامل الموحَد هم بحق وإلهياً واحد. عن حقيقة إنه مكتوب: "أنا الأول, وأنا الأخير, ولا يوجد إلَه غيري".
10:7.2 (115.4) كما تبدو الأمور إلى البشري على المستوى المتناهي, فإن ثالوث الفردوس, مثل الكائن الأسمى, معني فقط بالمجموع -- مجموع كوكب, مجموع كون, مجموع كون عظيم, مجموع كون إجمالي. هذا الموقف للمجموعية موجود لأن الثالوث هو مجموع الإله ولأسباب أخرى كثيرة.
10:7.3 (115.5) الكائن الأسمى هو شيء أقل وشيء آخر عدا عن الثالوث العامل في الأكوان المتناهية؛ لكن ضمن حدود معينة وفي أثناء العصر الحالي من تشخيص قدرة غير مكتمل, يبدو هذا الإله التطوري ليعكس موقف ثالوث السمو. الأب, والإبن, والروح لا يعملون شخصياً مع الكائن الأسمى, لكن أثناء عصر الكون الحالي يتعاونون معه باعتباره الثالوث. نحن نفهم بأنهم يدعمون علاقة مماثلة إلى المنتهى. غالباً ما نخمن ما ستكون عليه العلاقة الشخصية بين آلهة الفردوس والله الأسمى عندما يكون قد تطور أخيراً, لكننا حقاً لا نعلم.
10:7.4 (115.6) لا نجد أن التحكم الفوقي للسمو قابل للتنبؤ به كلياً. علاوة على ذلك, عدم القابلية للتنبؤ هذه يبدو أنها تتميز بعدم إكتمال تطوري معين, بدون شك علامة فارقة لعدم إكتمال الأسمى وعدم إكتمال التفاعل المتناهي إلى ثالوث الفردوس.
10:7.5 (115.7) يمكن للعقل البشري أن يفكر على الفور بألف شيء وشيء -- أحداث فيزيائية كارثية, حوادث مروعة, مصائب مخيفة, أمراض مؤلمة, وآفات تعم العالَم -- ويتساءل ما إذا كانت هكذا زيارات مترابطة في المناورات غير المعروفة لهذا الأداء المحتمل للكائن الأسمى. بصراحة, نحن لا نعلم؛ لسنا متأكدين حقاً. لكننا نلاحظ أنه, مع مرور الزمن, كل هذه المواقف الصعبة والغامضة أكثر أو أقل دائماً تعمل من أجل رفاهية وتقدم الأكوان. قد يكون بأن ظروف الوجود وتقلبات المعيشة غير القابلة للتفسير تتشابك جميعاً نحو نموذج ذا مغزى من قيمة عالية من قِبل تصرف الأسمى والتحكم الفوقي للثالوث.
10:7.6 (116.1) كابن لله يمكنك إدراك الموقف الشخصي من المحبة في كل أعمال الله الأب. لكنك لن تكون دائماً قادراَ على فهم كم من أعمال الكون لثالوث الفردوس قد آلت إلى خير الفرد البشري على العوالم التطورية للفضاء. في تقدم الأبدية ستُكشَف أعمال الثالوث جُملةً على أنها ذات مغزى ومُراعية, لكنها لا تبدو دائماً هكذا لمخلوقات الزمان.
10:8.1 (116.2) الكثير من الحقائق والوقائع المتعلقة بثالوث الفردوس يمكن أن تُفهم حتى جزئياً فقط من خلال التعرف على وظيفة تتجاوز المتناهي.
10:8.2 (116.3) سيكون من غير المُستصوب مناقشة أعمال ثالوث المُنتهى, إنما يمكن الإفصاح بان الله المنتهى هو تجلي الثالوث المفهوم بالمتعالين. نحن نميل إلى الإعتقاد بأن توحيد الكون الرئيسي هو الأداء المتأتي للمنتهى وربما العاكس لبعض, إنما ليس كل أطوار التحكم الفوقي الأبسونايتي لثالوث الفردوس. المنتهى هو التجلي المشروط للثالوث في علاقة إلى الأبسونايتي فقط في المغزى بأن الأسمى بهذا يمثل الثالوث في علاقة إلى المتناهي بشكل جزئي.
10:8.3 (116.4) الأب الكوني, الإبن الأبدي, والروح اللانهائي هم, في مغزى معين, الشخصيات المكونة لمجموع الإَله. وحدتهم في ثالوث الفردوس والعمل المُطلق للثالوث تعادل عمل مجموع الإله. ومثل هذا الإتمام للإله يتجاوز كِلا المتناهي والأبسونايتي.
10:8.4 (116.5) بينما لا شخص واحد من آلهة الفردوس يملأ فعلياً كل احتمال الإله, جماعياً كل الثلاثة يفعلون. ثلاثة أشخاص لانهائيين يبدون ليكونوا أقل عدد مطلوب من الكائنات لتفعيل إحتمال ما قبل الشخصي والوجودي لمجموع الإله ــ مُطلق الإله.
10:8.5 (116.6) نحن نعرف الأب الكوني, الإبن الأبدي, والروح اللانهائي كأشخاص, ولكن أنا لا أعرف شخصياً مُطلق الإله. أنا أحب وأعبد الله الأب, وأحترم وأُشرف مُطلق الإله.
10:8.6 (116.7) أنا مكثت مرة في الكون حيث علّمت جماعة معينة من الكائنات بأن النهائيين, في الأبدية, في نهاية المطاف سيصبحون أبناء مُطلق الإله. لكنني لست راغباً بقبول هذا الحل للغموض الذي يحجب مستقبل النهائيين.
10:8.7 (116.8) يضم سِلك النهائية, من بين آخرين, أولئك البشر من الزمان والفضاء الذين أحرزوا الكمال في كل ما يتعلق بمشيئة الله. كمخلوقات وضمن حدود استطاعة المخلوق هم كلياً وحقاً يعرفون الله. حيث إنهم وجدوا الله كأب لكل المخلوقات, هؤلاء النهائيين يجب في وقت ما أن يبدأوا السعي من أجل الأب الفائق عن المتناهي. لكن هذا السعي ينطوي على إدراك الطبيعة الأبسونايتية لسجايا وصِفات المنتهى لأب الفردوس. ستُظهر الأبدية ما إذا كان هكذا إحراز مُمكناً, لكننا مقتنعون, حتى لو أدرك النهائيون منتهى الألوهية هذا, فإنهم من المحتمل لن يكونوا قادرين على إحراز مستويات الفائق عن المنتهى للإله المُطلق.
10:8.8 (116.9) قد يكون من المحتمل أن يحرز النهائيون جزئياً مُطلق الإله, لكن حتى إن فعلوا, ما زالت في أبدية الأبديات مسألة المُطلق الكوني سوف تستمر لتثير فضول, تربك, تحير, وتتحدى النهائيين الصاعدين والمتقدمين, لأننا نتصور بأن عدم سبر غور العلاقات الفلكية للمُطلق الكوني ستميل للنمو في نسب بينما تستمر الأكوان المادية وإدارتها الروحية في التوسع.
10:8.9 (117.1) فقط اللانهائية يمكن أن تكشف الأب-اللانهائي.
10:8.10 (117.2) [ رُعيت برقيب كوني مُتصرف بسُلطة من قدماء الأيام المقيمين على يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 11
11:0.1 (118.1) الفردوس هو المركز الأبدي لكون الأكوان ومكان إقامة الأب الكوني, الإبن الأبدي, والروح اللانهائي, ومنسقيهم وزملائهم الإلهيين. هذه الجزيرة المركزية هي أكثر الأجسام المنظمة ضخامة للواقع الفلكي في كل الكون الرئيسي. الفردوس هو جو مادي فضلاً عن أنه مقام روحي. كل الخلق الذكي للأب الكوني مُوطن على مساكن مادية؛ بالتالي يجب أن يكون مركز التحكم المُطلق مادياً كذلك, حرفياً. ومرة أخرى ينبغي تكرار أن أمور الروح والكائنات الروحية هي حقيقية.
11:0.2 (118.2) يتألف جمال الفردوس المادي في عظمة كماله الفيزيائي؛ تظهر عظمة جزيرة الله في الإنجازات الفكرية الرائعة وتطور عقل سكانها؛ مجد الجزيرة المركزية مُظهر في الهِبة اللانهائية للشخصية الروحية الإلَهية -- نور الحياة. لكن أعماق الجمال الروحي وعجائب هذا الطاقم المهيب تتجاوز تماماً فهم العقل المتناهي للمخلوقات المادية. المجد والبهاء الروحي للمسكن الإلهي مستحيلان على الفهم البشري. والفردوس كائن منذ الأبدية؛ ليس هناك لا سجلات ولا تقاليد تتعلق بأصل هذه الجزيرة النووية من النور والحياة.
11:1.1 (118.3) يخدم الفردوس أهدافاً كثيرة في إدارة العوالم الكونية, لكن بالنسبة للكائنات المخلوقة هو يتواجد في المقام الأول كمكان إقامة للإله. الحضور الشخصي للأب الكوني مقيم عند ذات مركز السطح الأعلى لمقام الآلهة هذا الدائري تقريباً إنما ليس كروي. هذا الحضور الفردوسي للأب الكوني مُحاط مباشرة بالحضور الشخصي للإبن الأبدي, بينما كِلاهما مُخولان بالمجد الذي لا يوصف للروح اللانهائي.
11:1.2 (118.4) الله يسكن, وقد سكن, وأزلياً سيسكن في ذات المقام المركزي والأبدي هذا. دائماً وجدناه هناك ودائماً سنجده. الأب الكوني متمركز فلكياً بشكل بؤري, ومُشخص روحياً, ومقيم جغرافياً عند هذا المركز من كون الأكوان.
11:1.3 (118.5) كلنا نعرف المسار المباشر لنسلك من أجل إيجاد الأب الكوني. أنت غير قادر على فهم الكثير عن المقام الإلهي بسبب بُعده عنك وضخامة الفضاء المتداخل, لكن أولئك الذين هم قادرون على فهم معاني تلك المسافات الهائلة يعرفون موقع الله ومكان إقامته تماماً بيقين وحرفياً كما تعرفون موقع نيويورك, لندن, روما, أو سنغافوره, مدن واقعة تحديداً وجغرافياً على يورانشيا. إذا كنت ملاحاً ذكياً, مجهزاً بخرائط سُفن, وبوصلة, سيمكنك إيجاد تلك المدن بسرعة. بالمثل, إذا كان لديك الوقت ووسائل المرور, كنت مؤهلاً روحياً, ولديك الإرشاد اللازم, سوف يمكن إرشادك خلال كون بعد كون ومن دارة إلى دارة, مرتحلاً أبداً داخلياً خلال العوالم النجمية, إلى أن تقف أخيراً أمام الضياء المركزي للمجد الروحي للأب الكوني. مُزود بكل الضروريات من أجل الرحلة, إنه تماماُ من الممكن إيجاد الحضور الشخصي لله عند مركز كل الأشياء مثلما تجد مدن بعيدة على كوكبك الخاص. كونك لم تزر هذه الأماكن ولا بأي حال من الأحوال يدحض واقعيتها أو وجودها الفعلي. كون القليل جداً من مخلوقات الكون قد وجدوا الله على الفردوس ولا بأي حال من الأحوال يدحض واقع وجوده أو فعلية شخصه الروحي عند مركز كل الأشياء.
11:1.4 (119.1) الأب دائماً سوف يوجد عند هذا الموقع المركزي. إن تحرك, هرج ومرج كوني سوف يُعاجل, لأن هناك تتقارب فيه عند هذا المقام المركزي خطوط الجاذبية الكونية من نهايات الخلق. سواء اقتفينا أثر دارة الشخصية رجوعاً خلال الأكوان أو تتبعنا الشخصيات المرتقية بينما ترحل داخلياً إلى الأب؛ سواء اقتفينا خطوط الجاذبية المادية إلى الفردوس الأسفل أو تتبعنا الدورات الثائرة لقوة الفلك؛ سواء اقتفينا خطوط الجاذبية الروحية إلى الإبن الأبدي أو تتبعنا الموكب الداخلي التوجه لأبناء الله الفردوسيين؛ سواء اقتفينا دارات العقل أو تتبعنا التريليونات فوق تريليونات من الكائنات السماوية الذين ينبثقون من الروح اللانهائي -- بأي من تلك الملاحظات أو بها كلها نحن نُقاد مباشرة رجوعاَ إلى حضرة الأب, إلى مقامه المركزي. هنا الله شخصياً, حرفياً, وفعلياً حاضر. ومن كيانه اللانهائي هناك تتدفق فيض-تيارات الحياة, الطاقة, والشخصية إلى كل الأكوان.
11:2.1 (119.2) حيث أنك قد بدأت تلمح ضخامة الكون المادي المُدرِك حتى من موقعك الفلكي, موقعك الفضائي في الأنظمة النجمية, يجب أن يصبح واضحاً لديك بأن مثل هذا الكون المادي الهائل ينبغي أن تكون لديه عاصمة ملائمة وقيمة, مقر متناسب مع كرامة ولانهائية الحاكم الكوني لكل هذا الخلق الشاسع والنائي من العوالم المادية والكائنات الحية.
11:2.2 (119.3) في الشكل, يختلف الفردوس عن الأجسام الفضائية المأهولة: إنه ليس كروياً. إنه على نحو محدد إهليلجي, كائن أطول بالسدس في القطر الشمالي-الجنوبي من القطر الشرقي-الغربي. الجزيرة المركزية مسطحة أساساً, والمسافة من السطح العلوي إلى السطح الأسفل هي عُشر القطر الشرقي-الغربي.
11:2.3 (119.4) هذه الإختلافات في الأبعاد, المأخوذة في علاقة مع وضعها الثابت والضغط-الخارجي الأعظم لطاقة القوة عند الطرف الشمالي للجزيرة, يجعل من الممكن تأسيس إتجاه مُطلق في الكون الرئيسي.
11:2.4 (119.5) الجزيرة المركزية مقسمة جغرافياً إلى ثلاث مجالات من النشاط:
11:2.5 (119.6) 1. الفردوس الأعلى.
11:2.6 (119.7) 2. الفردوس المحيطي.
11:2.7 (119.8) 3. الفردوس الأسفل.
11:2.8 (119.9) نحن نتكلم عن ذلك السطح للفردوس المأهول بنشاطات الشخصية كالجانب الأعلى, والسطح المقابل كالجانب الأسفل. محيط الفردوس يُوفر لنشاطات ليست بشكل صارم شخصية أو لا-شخصية. يبدو الثالوث ليُسيطر على السطح الشخصي أو الأعلى, المُطلق البات على السطح الأسفل أو اللا-شخصي. نحن بالكاد نفهم المُطلق البات كشخص, لكننا نفكر بالحضور الفضائي الوظيفي لهذا المُطلق كمتمركز بشكل بؤري على الفردوس الأسفل.
11:2.9 (120.1) تتألف الجزيرة الأبدية من شكل واحد من التحقق المادي--أنظمة ثابتة للواقع. هذه المادة الحرفية للفردوس هي تنظيم متجانس لإقتدار الفضاء لا يوجد في أي مكان آخر في كل كون الأكوان الواسع. لقد حصل على أسماء كثيرة في أكوان مختلفة, والملكيصادقون في نِبادون سموه منذ زمن طويل أبسولوطوم (مُطلقم). هذه المادة المصدر للفردوس ليست ميتة ولا حية؛ إنها التعبير اللا-روحي الأصلي للمصدر والمركز الأول؛ إنه الفردوس, والفردوس ليس له نسخة مكررة.
11:2.10 (120.2) يبدو لنا أن المصدر والمركز الأول قد كثف كل إحتمال مُطلق لواقع فلكي في الفردوس كجزء من تقنيته للتحرر-الذاتي من قيود اللانهائية, كوسيلة لجعل خلق دون اللانهائي, وحتى الزماني-الفضائي ممكناً. لكن لا يتبع بأن الفردوس محدود زمانياً-فضائياً لمجرد أن كون الأكوان يُفصح عن هذه الصِفات. الفردوس يتواجد بدون الزمان وليس لديه موقع في الفضاء.
11:2.11 (120.3) على وجه التقريب: الفضاء ينشأ على ما يبدو تحت الفردوس الأسفل مباشرة؛ الزمان بالضبط فوق الفردوس الأعلى. الزمان كما تفهمه, ليس سمة من سمات تواجد الفردوس, ولو إن مواطني الجزيرة المركزية واعون كلياً لتتالي لا زمني للأحداث. الحركة ليست متأصلة على الفردوس؛ إنها إرادية. لكن مفهوم المسافة, حتى المسافة المُطلقة, لديها معنى كبير جداً حيث يمكن تُطبيقها على مواقع نسبية على الفردوس. الفردوس لا فضائي (فراغي)؛ ومن ثم مناطقه مُطلقة وبالتالي قابلة للخدمة بطرق كثيرة أبعد من إدراك العقل البشري.
11:3.1 (120.4) على الفردوس الأعلى هناك ثلاثة أجواء كبرى من النشاط, حضور الإله, الجو الأكثر قداسة, والمنطقة المقدسة. الإقليم الشاسع المجاور مباشرة لحضور الآلهة قد وضع جانباً باعتباره الجو الأكثر قداسة وهو محفوظ من أجل مهمات العبادة, الثولثة, والإحراز الروحي العالي. لا يوجد هياكل مادية ولا خلائق فكرية بحتة في هذا النطاق؛ لا يمكن أن يتواجدوا هناك. إنه من غير المجدي بالنسبة لي أن آخذ على عاتقي بأن أصور للعقل الإنساني الطبيعة الإلهية والعظمة الجميلة للجو الأكثر قداسة للفردوس. هذا الحيز روحي بالكامل, وأنت تقريباً كلياً مادي. الواقع الروحي البحت هو, إلى كائن مادي بحت, على ما يبدو غير موجود.
11:3.2 (120.5) بينما ليست هناك صيرورات مادية فيزيائية في المنطقة الأكثر قداسة, هناك هدايا تذكارية وافرة لأيامكم المادية في قطاعات الأرض المقدسة وأكثر بعد في مناطق تاريخ الذكريات للفردوس المحيطي.
11:3.3 (120.6) المنطقة المقدسة, الإقليم القصي أو السكني, مقسم إلى نحو سبعة نطاقات متحدة المركز. أحياناً يُدعى الفردوس "منزل الأب" حيث إنه مسكنه الأبدي, وهذه المناطق السبعة غالباً ما تُدعى "منازل الأب الفردوسية". المنطقة الداخلية أو الأولى مأهولة بمواطني الفردوس وأهالي هاﭭونا الذين قد يُصادف أن يكونوا ساكنين على الفردوس. المنطقة التالية أو الثانية هي المنطقة السكنية لأهالي الأكوان العظمى السبعة من الزمان والفضاء. هذه المنطقة الثانية مقسمة جزئياً إلى سبعة أقسام هائلة. بيت الفردوس لكائنات الروح والمخلوقات الصاعدة الذين يهِلون من أكوان التقدم التطوري. كل من هذه القطاعات مُخصص كلياً لرفاهية وتقدم الشخصيات من كون عظيم واحد, لكن هذه المرافق تتعدى تقريباً لانهائياً متطلبات الأكوان العظمى السبعة الحالية.
11:3.4 (121.1) كل من القطاعات السبعة للفردوس مقسم إضافياً نحو وحدات سكنية ملائمة لمقر إيواء بليون من مجموعات عاملة لأفراد مُمَجَدين. ألف من هذه الوحدات يؤلفون قسم. ومائة ألف قسم يساوون محفل واحد. عشرة ملايين محفل يؤلفون تجمع. وبليون تجمع يؤلفون وحدة كبرى واحدة. وهذه السلسلة المرتقية تستمر خلال الوحدة الكبرى الثانية, والثالثة, وهكذا إلى الوحدة الكبرى السابعة. وسبعة من الوحدات الكبرى يشكلون وحدة رئيسية, وسبعة من الوحدات الرئيسية يؤلفون وحدة فائقة؛ وهكذا بسبعات تتوسع السلسلة المرتقية خلال الفائقة, فالزائدة عن الفائقة, فالسماوية, فالزائدة عن السماوية, إلى الوحدات السامية. لكن حتى هذا لا يستغل كل الفضاء المتوفر. هذا العدد المذهل للتعيينات السكنية على الفردوس, عدد أبعد من مفهومك, يشغل إلى حد بعيد أقل من واحد بالمائة من المنطقة المخصصة من الأرض المقدسة. لا يزال هناك وفرة من المكان لأولئك الذين هم على طريقهم إلى الداخل, حتى لأولئك الذين لن يبدأوا ارتقاء الفردوس حتى أزمنة المستقبل الأبدي.
11:4.1 (121.2) تنتهي الجزيرة المركزية بشكل مفاجيء عند المحيط أو الحد الخارجي, لكن حجمها ضخم للغاية بحيث أن هذه الزاوية الطرفية هي غير مدركة نسبياً ضمن أي منطقة مُحاطة. السطح المحيطي للفردوس مشغول, جزئياً, بحقول الهبوط والإرسال للمجموعات المتنوعة من شخصيات الروح. حيث إن مناطق الفضاء غير المتخللة تصطدم تقريباً على المحيطية, فإن كل وسائل النقل الشخصية المتوجهة إلى الفردوس تهبط في هذه الأقاليم. لا الفردوس الأعلى ولا الأسفل ممكن الإقتراب إليه بالنافيم الفائقة الناقلة أو أنواع أخرى من عابرات الفضاء.
11:4.2 (121.3) الأرواح الرئيسية السبعة لديهم مقاعدهم الشخصية من القدرة والسُلطة على الأجواء السبعة للروح, التي تدور حول الفردوس في الفضاء بين المدارات الساطعة للإبن والدارة الداخلية لعوالم هاﭭونا, لكنهم يُحافظون على مقر القوة-البؤري على محيط الفردوس. هنا تشير الحضورات البطيئة الدوران لموجهات القدرة العُليا السبعة إلى موقع محطات الومض السبعة لطاقات فردوسية معينة تنطلق خارجة إلى الأكوان العظمى السبعة.
11:4.3 (121.4) هنا على الفردوس المحيطي توجد مناطق المعارض التاريخية والنبوية الهائلة المخصصة للأبناء الخالقين, المكرسة إلى الأكوان المحلية من الزمان والفضاء. هناك فقط سبعة تريليونات من هذه المحميات التاريخية المُعدة الآن أو في الحجز, لكن هذه الترتيبات بأكملها تشغل فقط حوالي أربعة بالمئة من ذلك الجزء من منطقة المحيط المعينة لذلك. نحن نستنتج بأن تلك المحميات الشاسعة تنتمي إلى خلائق يوماً ما ستكون واقعة ما بعد حدود الأكوان العظمى السبعة المعروفة الآن والمأهولة.
11:4.4 (121.5) ذلك الجزء من الفردوس الذي تم تخصيصه لأجل إستخدام الأكوان المتواجدة مشغول فقط من واحد إلى أربعة بالمئة. بينما المساحة المخصصة لهذه الأنشطة هي على الأقل مليون مرة أكبر من تلك المطلوبة فعلياً لهكذا أهداف. الفردوس كبير بما يكفي لاستيعاب نشاطات خلق لانهائي تقريباً.
11:4.5 (121.6) لكن محاولة إضافية لتصوير أمجاد الفردوس لكم ستكون غير مجدية. يجب أن تنتظروا, وترتقوا بينما تنتظروا, لأنه بحق, "لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على عقل الإنسان البشري", الأشياء التي أعدها الأب الكوني لأولئك الذين ينجون من الحياة في الجسد على عوالم الزمان والفضاء.
11:5.1 (122.1) فيما يتعلق بالفردوس الأسفل, نحن نعلم فقط ما قد كُشف؛ الشخصيات لا تمكث هناك. ليس له أي علاقة أبداً بشؤون الذكاءات الروحية, ولا مُطلق الإله يعمل هناك. قد أُخبرنا بأن كل دارات الطاقة الفيزيائية والقوة-الفلكية لديها منشؤها على الفردوس الأسفل, وأنها مشكلة على النحو التالي:
11:5.2 (122.2) 1. مباشرة تحت موقع الثالوث, في الجزء المركزي للفردوس الأسفل, يوجد النطاق غير المعروف وغير المكشوف للانهائية.
11:5.3 (122.3) 2. هذا النطاق مُحاط مباشرة بمنطقة غير مسماة.
11:5.4 (122.4) 3. شاغل الحواف الخارجية للسطح الأسفل إقليم لديه علاقة رئيسية باقتدار الفضاء وقوة-الطاقة. نشاطات مركز القوة الإهليلجي الشاسع هذا غير قابلة للتحديد بالوظائف المعروفة لأي من المثالث, لكن قوة-الشحن الأولية للفضاء تبدو لتكون مبؤرة في هذه المساحة. يتكون هذا المركز من ثلاث نطاقات إهليلجية متحدة المركز. الأعمق داخلياً هو النقطة المحورية لنشاطات قوة-الطاقة للفردوس ذاته؛ الأبعد خارجياً ربما يمكن تحديده مع وظائف المُطلق البات, لكننا لسنا أكيدين بما يخص وظائف الفضاء للنطاق-الأوسط.
11:5.5 (122.5) النطاق الداخلي لمركز القوة هذا يبدو أنه يعمل بمثابة قلب عملاق, الذي يوجه نبضاته تيارات إلى الحدود الأبعد خارجاً للفضاء الفيزيائي. إنه يوجه ويعدل طاقات القوة إنما بالكاد يسيرها. حضور-ضغط الواقع لهذه القوة الأولية هو بالتأكيد أعظم عند الطرف الشمالي لمركز الفردوس مما هو في الأقاليم الجنوبية؛ هذا فرق مسجل بشكل موحد. تبدو القوة الأُم للفضاء لتتدفق دخولاً عند الجنوب وخروجاً عند الشمال من خلال تشغيل نظام دوراني غير معروف يختص بانتشار هذا الشكل الأساسي من القوة-الطاقة. من وقت لآخر هناك كذلك إختلافات ملحوظة في ضغوط الشرق-الغرب. القوى المنبعثة من هذا النطاق ليست متجاوبة إلى الجاذبية الفيزيائية الملحوظة لكنها خاضعة دائماً لجاذبية الفردوس.
11:5.6 (122.6) المنطقة-الوسطى لمركز القوة تحيط مباشرة بهذه المنطقة. هذا النطاق الأوسط يبدو ثابتاً ما عدا أنه يتمدد ويتقلص خلال ثلاث دورات من النشاط. الأقل من تلك النبضات هو في إتجاه شرقي-غربي, التالي في إتجاه شمالي-جنوبي, في حين أن أعظم الترددات هو في كل إتجاه, تمدد وتقلص مُعمَم. عمل هذه المنطقة الوسطى لم يُتعرف عليه في الحقيقة أبداً, لكن لا بد أن يكون ذا علاقة ما مع التعديل التبادلي بين النطاقين الداخليين والخارجيين لمركز القوة. يعتقد الكثيرون بأن النطاق-الأوسط هو آلية التحكم للفضاء الأوسط أو النطاقات الهادئة التي تفصل مستويات الفضاء المتتالية للكون الرئيسي, لكن لا يوجد دليل أو وحي يؤكد هذا. هذا الإستنتاج مُشتق من معرفة أن منطقة-الوسط هذه هي بطريقة ما متصلة بعمل آلية الفضاء-غير المُتخلل للكون الرئيسي.
11:5.7 (122.7) النطاق الخارجي هو الأكبر والأكثر نشاطاً من الأحزمة الثلاثة الإهليليجية والمتحدة المركز لاحتمالات الفضاء المجهول. هذه المنطقة هي موقع نشاطات غير متخيلة, نقطة الدارة المركزية للإنبعاثات التي تتقدم نحو الفضاء في كل إتجاه إلى الحدود الأكثر بُعداً للأكوان العظمى السبعة وإلى ما بعد لتنتشر فوق المجالات الهائلة والتي لا يُسبر غورها لكل الفضاء الخارجي. حضور الفضاء هذا هو كلياً لا شخصي بالرغم من أنه بطريقة غير مُعلَنة ما يبدو ليكون متجاوباً بشكل غير مباشر مع مشيئة وتفويضات الآلهة اللانهائية عندما يتصرفون كالثالوث. هذا يُعتقد ليكون التبؤر المركزي, مركز الفردوس, لحضور الفضاء للمُطلق البات.
11:5.8 (123.1) كل أشكال القوة وكل أطوار الطاقة تبدو لتكون مدارة؛ إنها تدور في كل أنحاء الأكوان وتعود بطرق محددة. لكن مع انبعاثات النطاق المُفعل للمُطلق البات يبدو هناك ليكون إما ذهاباً للخارج أو قدوماً للداخل – أبداً ليس كِلاها بشكل متزامن. هذا النطاق الخارجي ينبض في دورات طويلة الأجل ذات نسب هائلة. لأكثر بقليل من بليون واحد من سنوات يورانشيا تكون قوة-الفضاء لهذا المركز ذاهبة للخارج؛ بعدئذٍ لفترة مشابهة من الوقت تكون قادمة للداخل. وتجليات قوة-الفضاء لهذا المركز كونية؛ إنها تمتد في كل أنحاء الفضاء القابل للُتخلل.
11:5.9 (123.2) كل القوى الفيزيائية, الطاقة, والمادة هي واحدة, كل الطاقة-القوة تشرع في الأساس من الفردوس الأسفل وستعود في نهاية المطاف إلى ذلك المكان بعد إتمامها دارة فضائها. لكن الطاقات والتنظيمات المادية لكون الأكوان لم تأتي كلها من الفردوس الأسفل في حالاتها الظواهرية الحالية؛ الفضاء هو رحم أشكال متعددة من المادة والسابقة للمادة. مع أن النطاق الخارجي لمركز قوة الفردوس هو مصدر طاقات-الفضاء, إلا أن الفضاء لا ينشأ هناك. ليس الفضاء قوة, طاقة, أو قدرة. ولا نبضات هذا النطاق تفسر تنفس الفضاء, لكن الأطوار الآتية للداخل والذاهبة للخارج لهذه المنطقة هي متزامنة مع دورات البليوني سنة لتمدد-تقلص الفضاء.
11:6.1 (123.3) نحن لا نعرف الآلية الفعلية لتنفس الفضاء؛ نحن مجرد نلاحظ بأن كل الفضاء يتقلص ويتمدد بالتناوب. هذا التنفس يؤثر على كِلا الإمتداد الأفقي للفضاء المُتخلل والإمتداد العمودي للفضاء غير المُتخلل المتواجدين في خزانات الفضاء الشاسعة فوق وتحت الفردوس. في محاولة لتخيل حدود حجم هذه الخزانات الفضائية, قد تُفكر في ساعة رملية.
11:6.2 (123.4) مع توسع أكوان الإمتداد الأفقي للفضاء المُتخلل, تتقلص خزانات الإمتداد العمودي للفضاء غير المُتخلل والعكس بالعكس. هناك إحتشاد للفضاء المُتخلل وغير المُتخلل بالضبط تحت الفردوس الأسفل. كِلا نوعي الفضاء يتدفقان هناك من خلال قنوات الضبط المُحوِلة, حيث التغييرات مُشكلة لتجعل الفضاء المُتخلل غير مُتخلل والعكس بالعكس في دورات التقلص والتمدد للفلك.
11:6.3 (123.5) الفضاء "غير المُتخلل" يعني: غير متخلل بتلك القوى, والطاقات, والقدرات, والحُضورات المعروف أنها متواجدة في الفضاء المُتخلل. نحن لا نعلم ما إذا كان الفضاء (الخزان) العمودي مقدر دائماً ليعمل كموازن للفضاء (الكون) الأفقي؛ لا نعلم ما إذا كان هناك غاية خلاَّقة تختص بالفضاء غير المُتخلل؛ حقاً نعرف القليل جداً عن خزانات الفضاء, مجرد أنها موجودة, وبأنها تبدو لتوازن دورات التمدد-التقلص-الفضائي لكون الأكوان.
11:6.4 (123.6) تمتد دورات تنفس الفضاء في كل طور لأكثر بقليل من بليون سنة من سنوات يورانشيا. في أثناء طور واحد تتوسع الأكوان ؛ وأثناء الطور التالي تتقلص. الفضاء المُتخلل هو الآن على وشك الوصول إلى نقطة-منتصف طور التمدد, بينما الفضاء غير المُتخلل يقارب نقطة منتصف طور التقلص, ولقد أُعلمنا بأن الحدود الخارجية القصوى لكِلا امتدادي الفضاء, نظرياً, هي الآن تقريباً متساوية البُعد من الفردوس. خزانات الفضاء غير-المُتخلل هي الآن ممتدة عمودياً فوق الفردوس الأعلى وتحت الفردوس الأسفل تماماً بقدر ما الفضاء المُتخلل للكون يمتد أفقياً للخارج من الفردوس المحيطي إلى وحتى ما بعد مستوى الفضاء الخارجي الرابع.
11:6.5 (124.1) لبليون سنة من زمان يورانشيا تتقلص خزانات الفضاء بينما الكون الرئيسي ونشاطات القوة لكل الفضاء الأفقي تتمدد. وهكذا يلزم أكثر بقليل من بليوني سنة من سنوات يورانشيا لإتمام كامل دورة التمدد-التقلص.
11:7.1 (124.2) الفضاء غير موجود على أي من أسطح الفردوس. إذا "نظر" المرء مباشرة لفوق من السطح الأعلى للفردوس, لن "يرى" شيئاً سوى الفضاء غير المُتخلل ذاهباً للخارح أو قادماً للداخل, قادماً الآن للتو. الفضاء لا يلمس الفردوس؛ فقط نطاقات وسط الفضاء الساكنة تأتي في إتصال مع الجزيرة المركزية.
11:7.2 (124.3) الفردوس هو فعلياً النواة غير المتحركة للمناطق الساكنة نسبياً المتواجدة بين الفضاء المُتخلل والفضاء غير المُتخلل. جغرافياً تبدو هذه النطاقات لتكون إمتداداً نسبياً للفردوس, لكن هناك على الأرجح بعض الحركة فيها. نعرف القليل جداً عنها, لكننا نلاحظ بأن تلك النطاقات من حركة الفضاء المقللة تفصل الفضاء المُتخلل والفضاء غير المُتخلل. مناطق مُماثلة كانت مرة موجودة بين مستويات الفضاء المُتخلل, لكن هذه الآن أقل سكوناً.
11:7.3 (124.4) المقطع العمودي لمجموع الفضاء سيشابه نوعاً ما صليب مالطي, مع الأذرع الأفقية ممثلة الفضاء المُتخلل (الكون) والأذرع العمودية ممثلة الفضاء غير المُتخلل (الخزان). المناطق بين الأذرع الأربعة ستفصل بينهم إلى حد ما كما تفصل نطاقات منتصف الفضاء بين الفضاء المُتخلل والفضاء غير المُتخلل. هذه النطاقات الساكنة لمنتصف الفضاء تنمو أكبر وأكبر على مسافات أعظم وأعظم من الفردوس وبالنتيجة تُطوق حدود كل الفضاء وتُغلف تماماً كِلا خزانات الفضاء وكامل الإمتداد الأفقي للفضاء المُتخلل.
11:7.4 (124.5) ليس الفضاء حالة ضمنية لدون المُطلق, ولا حضور المُطلق البات, ولا هو أداء المنتهى. إنه إغداق الفردوس, وفضاء الكون الإجمالي وما لكل الأقاليم الخارجية يُعتقد أن يكون في الواقع متخللاً بالإقتدار الفضائي السلفي للمُطلق البات. من وصول قريب إلى الفردوس المحيطي, هذا الفضاء المُتخلل يمتد أفقياً للخارج خلال مستوى الفضاء الرابع وما بعد محيط الكون الرئيسي, لكن إلى أي مدى بعيداً بعد ذلك لا نعلم.
11:7.5 (124.6) إذا تصورت مسطحاً بشكل V, متناه, إنما ضخم بشكل لا يمكن تصوره واقع على الزاوية المستقيمة لكِلا سطحي الفردوس الأعلى والأسفل, مع نقطته تقريباً على تماس مع الفردوس المحيطي, وبعدئذٍ تصور هذا المسطح في طواف إهليليجي حول الفردوس, دورانه سوف يحدد على وجه التقريب حجم الفضاء المُتخلل.
11:7.6 (124.7) هناك حد أعلى وأسفل للفضاء الأفقي بالنسبة إلى أي موقع مُعطى في الأكوان. إن استطاع المرء التحرك بعيدا بما فيه الكفاية على زاوية مستقيمة إلى سطح أورﭭونتون, إما صعوداً أو نزولاً, بالنتيجة سوف يُواجَه الحد الأعلى أو الأسفل للفضاء المُتخلل. ضمن الأبعاد المعروفة للكون الرئيسي تبتعد تلك الحدود أبعد وأبعد عن بعضها عند مساحات أعظم وأعظم من الفردوس؛ يتكثف الفضاء, ويتكثف نوعاً ما أسرع مما يفعل مستوى الخلق, الأكوان.
11:7.7 (125.1) النطاقات الهادئة نسبياً بين مستويات الفضاء, مثل تلك التي تفصل الأكوان العظمى السبعة عن مستوى الفضاء الخارجي الأول, هي أقاليم إهليليجية هائلة من نشاطات فضاء هاديء. هذه النطاقات تفصل المجرات الشاسعة التي تتسابق حول الفردوس في موكب منتظم. يمكنك تصور مستوى الفضاء الخارجي الأول, حيث أكوان لا تُحصى هي الآن قيد عملية التشكيل, كموكب شاسع من المجرات تتأرجح حول الفردوس, محدودة من الأعلى والأسفل بنطاقات منتصف الفضاء من الهدوء ومحدودة على الحافات الداخلية والخارجية بنطاقات فضاء هامدة نسبياً.
11:7.8 (125.2) هكذا يعمل مستوى فضائي كإقليم إهليلجي من الحركة مُحاط من كل الجوانب بانعدام حركة نسبي. مثل هذه العلاقات من الحركة والهمود تشكل مسار فضائي منحني ذا مقاومة مقللة إلى الحركة الذي هو متبوع كونياً بقوة فلكية وطاقة ناشئة بينما تدور للأبد حول جزيرة الفردوس.
11:7.9 (125.3) هذا التقسيم التعاقبي لنطاقات الكون الرئيسي, في ارتباط مع التدفق التعاقبي للمجرات في إتجاه عقارب الساعة وعكس إتجاه عقارب الساعة, هو عامل في إستقرار الجاذبية الفيزيائية مصمم لمنع إستفحال ضغط الجاذبية إلى نقطة أنشطة تدمير وتبديد. مثل هذا الترتيب يمارس تأثيراً مضاداً للجاذبية ويعمل ككابح على سرعات خطيرة خلافاً لذلك.
11:8.1 (125.4) السحب الذي لا مفر منه للجاذبية يُمسك بفعالية كل العوالم لكل الأكوان في كل الفضاء. الجاذبية هي القبضة الكلية-القدرة للحضور الفيزيائي للفردوس. الجاذبية هي الحبل المجدول الكلي الفعالية الذي عليه تتراصف النجوم المشعة, الشموس الملتهبة, والأجواء الدوارة التي تشكل الزينة الفيزيائية الكونية لله الأبدي, الذي هو كل الأشياء, يملأ كل الأشياء, وفيه تتألف كل الأشياء.
11:8.2 (125.5) النقطة المركزية والمحورية للجاذبية المادية المُطلقة هي جزيرة الفردوس, متممة بأجسام الجاذبية المعتمة الدائرة حول هاﭭونا وموازَنة بخزانات الفضاء العليا والسُفلى. كل الإنبعاثات المعروفة للفردوس الأسفل تتجاوب بشكل ثابت وبدون خطأ إلى سحب الجاذبية المركزية العاملة على الدارات التي لا تنتهي لمستويات الفضاء الإهليليجية للكون الرئيسي. كل شكل معروف من أشكال الواقع الفلكي له إنحناء العصور, إتجاه الدائرة, وتأرجح الإهليلج العظيم.
11:8.3 (125.6) الفضاء غير متجاوب للجاذبية, لكنه يعمل كموازن على الجاذبية. بدون وسادة الفضاء, فإن العمل الإنفجاري سيهز الأجسام الفضائية المحيطة. يبذل الفضاء المتخلل أيضاً تأثيراً مضاداً للجاذبية على الجاذبية الفيزيائية أو الخطية؛ الفضاء يمكنه فعلياً محايدة ذلك العمل للجاذبية رغم أنه لا يستطيع تأخيره. الجاذبية المُطلقة هي جاذبية الفردوس. الجاذبية المحلية أو الخطية تتعلق بالمرحلة الكهربائية للطاقة أو المادة؛ إنها تعمل ضمن الأكوان المركزية, العظمى, والخارجية, حيثما تكون قد حصلت صيرورة مادية ملائمة.
11:8.4 (125.7) الأشكال العديدة للقوة الفلكية, الطاقة الفيزيائية, والقدرة الكونية, والصيرورات المادية المختلفة تكشف ثلاث مراحل عامة, ولو إنها ليست مراحل واضحة المعالم بكمال, من التجاوب إلى جاذبية الفردوس:
11:8.5 (126.1) 1. المراحل السابقة للجاذبية (القوة). هذه هي الخطوة الأولى في تفريد اقتدار الفضاء نحو أشكال ما قبل-الطاقة من القوة الفلكية. هذه الحالة مماثلة لمفهوم شحنة-القوة الأولية للفضاء, أحياناً تُدعى الطاقة النقية أو سيغريغاتا (المفصولة).
11:8.6 (126.2) 2. مراحل الجاذبية (الطاقة). هذا التعديل لشحنة-القوة للفضاء يُنتج بفعل منظمي قوة الفردوس. إنه يشير إلى ظهور أنظمة طاقة متجاوبة لسحب جاذبية الفردوس. هذه الطاقة المنبثقة هي في الأساس محايدة لكن نتيجة لتحولات إضافية ستعرض ما يُدعى صِفات سلبية وإيجابية. نحن نسمي تلك المراحل ألتيماتا (العروض النهائية).
11:8.7 (126.3) 3. مراحل ما بعد الجاذبية (قدرة الكون). في هذه المرحلة, تكشف الطاقة-المادة عن الإستجابة إلى تحكم الجاذبية الخطية. في الكون المركزي هذه الأنظمة الفيزيائية هي تنظيمات ثلاثية الأضعاف تعرف باسم تراياتا (ثلاثي) هي الأنظمة فائقة القدرة الأُم لخلائق الزمان والفضاء. الأنظمة الفيزيائية للأكوان العظمى تُحرَك بواسطة موجهي قدرة الكون وزملائهم. هذه التنظيمات المادية ثنائية في البُنية ومعروفة كجرافيتا (جاذبيتا). الأجسام الجاذبية المعتمة التي تدور حول هاﭭونا ليست تراياتا ولا جرافيتا, وقدرتها الساحبة تُفصح عن كِلا الشكلين من الجاذبية الفيزيائية, الخطية والمُطلقة.
11:8.8 (126.4) اقتدار الفضاء لا يخضع لتفاعلات أي شكل من الإجتذاب. هذه الهبة الأولية للفردوس ليست مستوى فعلي للواقع, لكنها سالفة لكل الحقائق اللا-روحية الفعالة نسبياً -- كل تجليات الطاقة-القوة وتنظيم القدرة والمادة. اقتدار الفضاء هو مصطلح صعب للتفسير. إنه لا يعني ما هو سلف للفضاء؛ معناه ينبغي أن ينقل فكرة الإقتدرات والإحتمالات الموجودة ضمن الفضاء. يُمكن أن يـُفهم على وجه التقريب ليشمل كل تلك التأثيرات والإحتمالات المُطلقة التي تنبعث من الفردوس وتؤلف حضور الفضاء للمُطلق البات.
11:8.9 (126.5) الفردوس هو المصدر المُطلق ونقطة الإرتكاز الأبدية لكل المادة-الطاقة في كون الأكوان. المُطلق البات هو الكاشف, المنظم, والمستودع لذلك الذي لديه الفردوس كمصدره وأساسه. يبدو الحضور الكوني للمُطلق البات ليكون مُعادلاً إلى مفهوم لانهائية محتملة لإمتداد الجاذبية, توتر مطاط لحضور الفردوس. هذا المفهوم يساعدنا في إدراك الحقيقة بأن كل شيء مسحوب نحو الداخل تجاه الفردوس. التصوير فج إنما على كل حال مُساعد. كما أنه يفسر لماذا تعمل الجاذبية دائماً تفضيلياً في المستوى المتعامد إلى الكتلة, ظاهرة دالة على الأبعاد التفاضلية للفردوس والخلائق المحيطة.
11:9.1 (126.6) الفردوس فريد من حيث أنه عالم المنشأ الأولي والهدف النهائي لمصير كل شخصيات الروح. على الرغم من صحة أنه ليس كل كائنات الروح السُفلى من الأكوان المحلية مقدرة في الحال إلى الفردوس, مع ذلك يبقى الفردوس هدف رغبة كل الشخصيات الفائقة عن المادي.
11:9.2 (126.7) الفردوس هو المركز الجغرافي للانهائية؛ إنه ليس جزء من الخلق الكوني, ولا حتى جزء حقيقي من كون هاﭭونا الأبدي. نحن عادة نشير إلى الجزيرة المركزية على أنها تنتمي إلى الكون الإلهي, لكنها في الواقع ليست كذلك. الفردوس كيان أبدي وحصري.
11:9.3 (127.1) في أبدية الماضي, عندما أعطى الأب الكوني تعبير شخصية لانهائية من ذاته الروح في كيان الإبن الأبدي, في نفس الوقت كشف إحتمال اللانهائية لذاتِه اللا-شخصي كالفردوس. الفردوس اللا-شخصي واللا-روحي يبدو أنه قد كان الصدى الذي لا بد منه لمشيئة وعمل الأب التي أبدت الإبن الأصلي. بهذا أبرز الأب الواقع في مرحلتين فعليتين -- الشخصي واللا-شخصي, الروحي واللا-روحي. التوتر بينهما, في وجه الإرادة للتصرف من جانب الأب والابن, أعطى وجوداً إلى العامل الموحد والكون المركزي من العوالم المادية والكائنات الروحية.
11:9.4 (127.2) عندما يتم تمييز الواقع في الشخصي واللا-شخصي (الإبن الأبدي والفردوس), إنه بالكاد من اللائق دعوة ما هو لا-شخصي "إله" إلا إذا كان بكيفية ما مؤهل. إنعكاسات الطاقة والمادة لأعمال الإله بالكاد يُمكن دعوتها إله. قد يسبب الإله الكثير مما هو ليس إله, والفردوس ليس إله؛ ولا هو واع كما الإنسان البشري قد يتمكن أبداً من فهم هكذا مصطلح.
11:9.5 (127.3) ليس الفردوس السلف لأي كائن أو كينونة حية؛ إنه ليس خالقاً. علاقات الشخصية والروح-العقل قابلة للنقل, لكن النموذج ليس كذلك. ليست النماذج إنعكاسات أبداً؛ هي نُسخ مضاعفة – نُسخ طبق الأصل. الفردوس هو مُطلق النماذج؛ وهاﭭونا هي معرض لهذه الإحتمالات في واقع الأمر.
11:9.6 (127.4) مقر الله مركزي وأبدي, مجيد ومثالي. منزله هو النموذج الجميل لكل عوالم المراكز الرئيسية للكون؛ والكون المركزي لمسكنه المباشر هو النموذج لكل الأكوان في مُثُلها, تنظيمها, ومصيرها النهائي.
11:9.7 (127.5) الفردوس هو المقر الكوني لكل نشاطات الشخصية والمركز-المصدر لكل تجليات قوة-الفضاء والطاقة. كل شيء قد كان, كائن الآن, أو سيكون بعد, قد أتى, الآن يأتي, أو سيأتي قُدُماً من هذا المقام المركزي للآلهة الأبدية. الفردوس هو مركز كل الخلق, مصدر كل الطاقات, ومكان المنشأ الأولي لكل الشخصيات.
11:9.8 (127.6) بعد كل شيء, إلى البشر, الشيء الأكثر أهمية عن الفردوس الأبدي هو حقيقة أن هذا المقام المثالي للأب الكوني هو المصير الحقيقي والبعيد-المسافة للنفوس الخالدة لأبناء الله البشر والماديين, المخلوقات الصاعدة من العوالم التطورية للزمان والفضاء. كل بشري عارف الله الذي اعتنق مهنة فعل مشيئة الأب قد شرع بالفعل على مسار الفردوس الطويل, الطويل للسعي إلى الألوهية وإحراز الكمال. وعندما يقف هكذا كائن من أصل حيواني, كما تفعل الآن أعداد لا تُحصى, أمام الآلهة على الفردوس, بعد أن ارتقت من الأجواء السفلية للفضاء, فإن هكذا إنجاز يمثل حقيقة تحول روحي مُطل على حدود التفوق.
11:9.9 (127.7) [ قُـدمت بمكامل للحكمة مفوض ليعمل هكذا بقدماء الأيام على يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 12
12:0.1 (128.1) إن ضخامة الخلق النائي-البُعد للأب الكوني هو كلياً فوق إدراك الخيال المتناهي؛ الأبعاد الهائلة للكون الرئيسي تُذهل مفهوم حتى كائن من مرتبتي. لكن العقل البشري يمكن تعليمه الكثير عن خطة الأكوان وترتيبها؛ يمكنكم معرفة بعض الشيء عن تنظيمها الفيزيائي وإدارتها الرائعة؛ بإمكانكم تعلم الكثير عن الفئات المتنوعة من الكائنات الذكية التي تسكن الأكوان العظمى السبعة للزمان والكون المركزي للأبدية.
12:0.2 (128.2) من حيث المبدأ, أي, في الإحتمال الأبدي, نحن نتصور الخلق المادي على أنه لانهائي لأن الأب الكوني هو في الواقع لانهائي, لكن بينما ندرس ونلاحظ مجموع الخلق المادي, نعلم أنه في أي لحظة معطاة في الزمان أنه محدود, على الرغم من أنه إلى عقولكم المتناهية هو لا حدود له بالمقارنة, لا يحده شيء في الواقع.
12:0.3 (128.3) نحن مقتنعون, من دراسة القانون الفيزيائي ومن مراقبة العوالم النجمية, بأن الخالق اللانهائي ليس حتى الآن مُتجلي في نهائية التعبير الفلكي, بأن الكثير من الإحتمال الفلكي للانهائي لا يزال مُتحفظاً وغير مكشوف. بالنسبة إلى الكائنات المخلوقة قد يبدو الكون الرئيسي لانهائي تقريباً, لكنه أبعد ما يكون عن الإنتهاء؛ لا تزال هناك حدود فيزيائية للخلق المادي, والكشف الإختباري للهدف الأبدي لا يزال قيد التقدم.
12:1.1 (128.4) ليس كون الأكوان سطحاً لانهائياً, مُكعباً لا حدود له, ولا دائرة غير محدودة؛ بالتأكيد له أبعاد. إن قوانين التنظيم والإدارة الفيزيائية تثبت بشكل قاطع بأن كل التجمع الشاسع للقوة-الطاقة والمادة-القدرة تؤدي عملها في النهاية كوحدة فضاء, كمتكامل منظَم ومنسق. السلوك المُلاحَظ للخلق المادي يشكل إثباتاً لكون فيزيائي بحدود مؤكدة. يتم توفير البرهان النهائي لكِل من كون دائري ومُحدد, بالنسبة لنا, من خلال الحقيقة المعروفة جيداً بأن كل أشكال الطاقة الأساسية تتأرجح أبداً حول المسار المنحني لمستويات فضاء الكون الرئيسي في امتثال للسحب المتواصل والمُطلق لجاذبية الفردوس.
12:1.2 (128.5) مستويات الفضاء المتلاحقة للكون الرئيسي تُشكل الأقسام الكبرى للفضاء المُتخلل -- مجموع الخلق, المنظم والمسكون جزئياً أو الذي سيكون منظَماً ومسكوناً بعد. إن لم يكن الكون الرئيسي سلسلة من مستويات فضاء إهلييجية ذات مقاومة مقللة للحركة, بالتناوب مع نطاقات همود نسبي, نحن نتصور بأن بعض الطاقات الفلكية سوف تُلاحَظ أنها تنطلق على مرمى لانهائي, على مسار خط مستقيم نحو فضاء غير قابل للتتبع؛ لكننا أبداً لا نعثر على قوة, طاقة, أو مادة تتصرف هكذا؛ إنها أبداً تدور كدوامة, دائماً متأرجحة قُدُماً في مسارات دارات الفضاء العظيمة.
12:1.3 (129.1) منطلقون للخارج من الفردوس خلال الإمتداد الأفقي للفضاء المُتخلل, يتواجد الكون الرئيسي في ستة إهليجيات متحدة المركز, مستويات الفضاء الدائرة حول الجزيرة المركزية:
12:1.4 (129.2) 1. الكون المركزي ـ هاﭭونا.
12:1.5 (129.3) 2. الأكوان العظمى السبعة.
12:1.6 (129.4) 3. مستوى الفضاء الخارجي الأول.
12:1.7 (129.5) 4. مستوى الفضاء الخارجي الثاني.
12:1.8 (129.6) 5. مستوى الفضاء الخارجي الثالث.
12:1.9 (129.7) 6. مستوى الفضاء الخارجي والرابع الأبعد.
12:1.10 (129.8) هاﭭونا, الكون المركزي, ليس خلق زمان؛ إنه وجود أبدي. هذا الكون الذي بدون بداية وبدون نهاية يتألف من بليون جو ذا كمال سامي وتحيط به أجسام الجاذبية المعتمة الهائلة. عند مركز هاﭭونا هناك جزيرة الفردوس الثابتة والموازنة تماماً, محاطة بسواتلها الإحدى-وعشرين. نظراً لضخامة الكتل الدائرة من أجسام الجاذبية المعتمة حول هدب الكون المركزي, فإن محتوى كتل هذا الخلق المركزي تتجاوز بكثير مجموع الكتل المعروفة في جميع القطاعات السبعة للكون الإجمالي.
12:1.11 (129.9) نظام الفردوس-هاﭭونا, الكون الأبدي الذي يُطوق الجزيرة الأبدية, يشكل النواة المثالية والأبدية للكون الرئيسي؛ كل الأكوان العظمى السبعة وجميع أقاليم الفضاء الخارجي تدور في مدارات مؤسسة حول التجمع المركزي العملاق لسواتل الفردوس وأجواء هاﭭونا.
12:1.12 (129.10) الأكوان العظمى السبعة ليست تنظيمات فيزيائية أولية؛ ولا في أي مكان تقسم حدودها عائلة سديمية, ولا هي تعبر كوناً محلياً, وحدة خلاَّقة أولية. كل كون عظيم هو ببساطة عنقود فضاء جغرافي لما يُقارب سُبع الخلق المنظم والمأهول جزئياً ما بعد خلق هاﭭونا, وكل منها متساوي تقريباً في عدد الأكوان المحلية المضمومة وفي الفضاء المشمول. نِبادون, كونكم المحلي, هو واحد من الخلائق الجديدة في أورﭭونتون, الكون العظيم السابع.
12:1.13 (129.11) الكون الإجمالي هو الخلق المنظم والمسكون حالياً. إنه يتألف من الأكوان العظمى السبعة, مع إحتمال تطوري إجمالي لحوالي سبعة تريليونات من الكواكب المأهولة, ناهيك عن الأجواء الأبدية للخلق المركزي. لكن هذا التقدير المؤقت لا يأخذ في الإعتبار الأجواء الإدارية المعمارية, ولا يشمل المجموعات النائية من الأكوان غير المنظمة. الحافة الوعرة الحالية للكون الإجمالي, محيطه غير المتكافيء وغير المكتمل, سوية مع الحالة غير المستقرة بشكل كبير للخطة الفلكية بأكملها, توحي لتلاميذنا عن النجوم بأن حتى الأكوان العظمى السبعة هي, حتى الآن, غير مكتملة. بينما نتحرك من الداخل, من المركز الإلهي للخارج في أي إتجاه, فإننا لا بد, في نهاية المطاف, أن نأتي إلى الحدود الخارجية للخلق المنظم والمسكون؛ نأتي إلى الحدود الخارجية للكون الإجمالي. وإنه قرب هذا الحد الخارجي, في زاوية بعيدة لهكذا خلق رائع, حيث كونكم المحلي لديه وجوده الحافل بالأحداث.
12:1.14 (129.12) مستويات الفضاء الخارجي. بعيداً خارجاً في الفضاء, على مسافة هائلة من الأكوان العظمى السبعة المسكونة, هناك تتجمع دارات شاسعة وهائلة بشكل لا يصدق من القوة والطاقات المتجسدة. بين دارات الطاقة للأكوان العظمى السبعة وهذا الحزام الخارجي العملاق من نشاط القوة, يوجد نطاق فضاء ذا هدوءٍ نسبي, الذي يتغاير في العرض لكن يبلغ في المتوسط أربعمائة ألف سنة ضوئية. هذه المناطق الفضائية خالية من غبار النجوم -- الضباب الفلكي. تلاميذنا لهذه الظواهر هم في شك بالنسبة للوضع الدقيق لقوات الفضاء المتواجدة في هذا النطاق من الهدوء النسبي الذي يطوق الأكوان العظمى السبعة. لكن في حدود نصف مليون سنة ضوئية ما بعد محيط الكون الإجمالي الحاضر نلاحظ بدايات نطاق لنشاط طاقة لا يُصدق الذي يتزايد في الحجم والشدة لأكثر من خمسة وعشرين مليون سنة ضوئية. هذه الدواليب الهائلة من القوات المنشِطة تقع في مستوى الفضاء الخارجي الأول, حزام متواصل من النشاط الفلكي يدور حول كل الخلق المعروف, المنظم, والمسكون.
12:1.15 (130.1) لا تزال هناك نشاطات أعظم تأخذ مكانها ما بعد هذه الأقاليم, لأن فيزيائيي يوﭭرسا قد اكتشفوا دليلاً مبكراً على تجليات للقوة لأكثر من خمسين مليون سنة ضوئية ما بعد المدى الخارجي الأبعد من تلك الظواهر في مستوى الفضاء الخارجي الأول. هذه النشاطات بلا شك تنذر بتنظيم الخلائق المادية لمستوى الفضاء الخارجي الثاني للكون الرئيسي.
12:1.16 (130.2) الكون المركزي هو خلق الأبدية؛ الأكوان العظمى السبعة هي خلائق الزمان؛ المستويات الفضائية الخارجية الأربعة مقـدرة بدون شك لأن تُحدث-تُطور منتهى الخلق. وهناك مَن يدّعون بأن اللانهائي لا يمكنه أبداً أن يحرز التعبير الكامل بأقل من اللانهائية؛ ولذلك يفترضون خلقاً إضافياً وغير مكشوف ما بعد مستوى الفضاء الرابع والأقصى بُعداً, إمكانية كون دائم-الإتساع لا ينتهي للانهائية. من الناحية النظرية نحن لا نعلم كيفية الحد من إما لانهائية الخالق أو اللانهائية المحتملة للخلق, لكن كما هو قائم ويُداَر, نحن نعتبر بأن الكون الرئيسي لديه محدودات, كونه بالتأكيد مُحدد ومحدود على حافاته الخارجية بالفضاء المفتوح.
12:2.1 (130.3) عندما يُدقق علماء الفلك في يورانشيا من خلال تلسكوباتهم المتزايدة القوة صوب الإمتدادات الغامضة للفضاء الخارجي وهناك يلمحون التطور المذهل لأكوان فيزيائية لا تُحصى تقريباً, فعليهم أن يدركوا أنهم يحدقون في العمل الظاهري القدير للخطط الخفية لمعماريي الكون الرئيسي. صحيح, أننا نملك أدلة توحي بوجود بعض تأثيرات الشخصية الفردوسية هنا وهناك في جميع أنحاء تجليات الطاقة الشاسعة التي هي الآن مميزة لهذه المناطق الخارجية, لكن من وجهة النظر الأوسع, فإن أقاليم الفضاء الممتدة ما وراء الحدود الخارجية للأكوان العظمى السبعة هي على العموم معترف بأنها تشكل مجالات المُطلق البات.
12:2.2 (130.4) مع أن العين الإنسانية المجردة يمكن أن ترى إثنين أو ثلاثة فقط من السُدم خارج حدود الكون العظيم أورﭭونتون, تكشف تلسكوباتكم حرفياً ملايين فوق ملايين من تلك الأكوان الفيزيائية في عملية التشكيل. معظم العوالم النجمية المكشوفة بالنظر إلى بحث تلسكوباتكم في الوقت الحاضر هي في أورﭭونتون, ولكن مع تقنية التصوير الفوتوغرافي تخترق التلسكوبات الأكبر أبعد بكثير من حدود الكون الإجمالي نحو مجالات الفضاء الخارجي, حيث أكوان لم يسمع بها هي قيد التنظيم. ولا يزال هناك بعد ملايين أخرى من الأكوان التي تتجاوز مدى أجهزتكم الحالية.
12:2.3 (130.5) في المستقبل غير-البعيد, سوف تكشف تلسكوبات جديدة إلى التحديق المتعجب لعلماء فلك يورانشيا ما لا يقل عن 375 مليون مجرة جديدة في الإمتدادات النائية للفضاء الخارجي. في الوقت ذاته سوف تكشف هذه التلسكوبات الأكثر قدرة بأن أكوان جُزر كثيرة كان يُعتقد في السابق على أنها في الفضاء الخارجي هي في الواقع جزء من النظام المجري لأورﭭونتون. لا زالت الأكوان العظمى السبعة تنمو؛ المحيط الخارجي لكل منها يتسع تدريجياً؛ سُدم جديدة يجري موازنتها وتنظيمها على الدوام ؛ وبعض السُدم التي يعتبرها علماء فلك يورانشيا على أنها مجرات خارجية هي فعلاً على هدب أورﭭونتون وتسافر معنا.
12:2.4 (131.1) يلاحظ تلاميذ النجوم في يوﭭرسا بأن الكون الإجمالي مُحاط بأسلاف سلسلة عناقيد نجمية وكوكبية التي تطوق تماماً الخلق المأهول الحالي كحلقات متحدة المركز من أكوان فوق أكوان خارجية. يحصي فيزيائيو يوﭭرسا بأن طاقة ومادة تلك الأقاليم الخارجية وغير المدونة على الخريطة تساوي حتى الآن عدة أضعاف مجموع كتلة المادة وشحنة الطاقة المحتواة في كل الأكوان العظمى السبعة. قد أُعلمنا بأن تحول هيئات القوة الفلكية في تلك المستويات الفضائية الخارجية هي عمل منظمي قوة الفردوس. نحن نعلم أيضاً بأن هذه القوات هي سالفة إلى تلك الطاقات الفيزيائية التي تُفعِل الكون الإجمالي في الوقت الحاضر. مُوجهات القدرة في أورﭭونتون, مع ذلك, لا علاقة لها بتلك العوالم البعيدة-المسافة, ولا حركات الطاقة فيها ترتبط بشكل ملحوظ مع دارات القدرة للخلائق المنظمة والمسكونة.
12:2.5 (131.2) نحن نعلم القليل جداً عن أهمية هذه الظواهر الهائلة للفضاء الخارجي. خلق أعظم للمستقبل هو قيد التكوين. يمكننا أن نلاحظ جسامته؛ ونستطيع إدراك مداه ونستشعر أبعاده المهيبة, لكن فيما عدا ذلك فإننا نعرف أكثر بقليل من علماء فلك يورانشيا عن هذه العوالم. على حد علمنا, لا كائنات مادية على ترتيب الإنسان, لا ملائكة أو مخلوقات روح أخرى, تتواجد في هذه الحلقة الخارجية من السُدم, الشموس, والكواكب. هذا المجال البعيد يقع خارج نطاق إختصاص وإدارة الأكوان العظمى.
12:2.6 (131.3) يُعتقد في كل أنحاء أورﭭونتون بأن نوعاً جديداً من الخلق هو قيد العمل, نظام من الأكوان مقـدَّر لأن يصبح مسرحاً لنشاطات مستقبلية لسِلك النهائية المتجمع؛ وإن صحت تخميناننا, عندئذٍ قد يحمل المستقبل اللا منتهي لكم جميعاً ذات المشاهد الفاتنة التي حملها الماضي غير المنتهي إلى كباركم في السن وأسلافكم.
12:3.1 (131.4) كل أشكال الطاقة-القوة -- مادية, عقلية, أو روحية -- تخضع على حد سواء لتلك القبضات, تلك الحضورات الكونية, التي نسميها الجاذبية. الشخصية أيضاً متجاوبة إلى الجاذبية -- إلى دارة الأب الحصرية؛ لكن على الرغم من أن هذه الدارة مقتصرة على الأب, فهو ليس مُستثنى من الدارات الأخرى؛ الأب الكوني لانهائي ويعمل على كل دارات الجاذبية المُطلقة الأربعة في الكون الرئيسي:
12:3.2 (131.5) 1. جاذبية الشخصية للأب الكوني.
12:3.3 (131.6) 2. جاذبية الروح للإبن الأبدي.
12:3.4 (131.7) 3. جاذبية العقل للعامل الموحَد.
12:3.5 (131.8) 4. الجاذبية الفلكية لجزيرة الفردوس.
12:3.6 (131.9) هذه الدارات الأربعة ليست مرتبطة بمركز قوة الفردوس الأسفل؛ هي ليست دارات قدرة, طاقة, ولا قوة. هي دارات حضور مُطلق ومثل الله هي مستقلة عن الزمان والفضاء.
12:3.7 (132.1) في هذا الصدد من المثير للإهتمام أن نسجل بعض الملاحظات التي أُدلي بها على يوﭭرسا خلال ألوف السنين الحديثة من قِبل هيئة باحثي الجاذبية. فئة الخبراء من العمال هذه قد وصلت إلى الإستنتاجات التالية بشأن أنظمة الجاذبية المختلفة للكون الرئيسي:
12:3.8 (132.2) 1. الجاذبية الفيزيائية. حيث إنهم قد صاغوا تقديراً لمجموع سعة كامل الجاذبية-الفيزيائية للكون الإجمالي, فقد قاموا بجدية بمقارنة هذه النتيجة مع المجموع التقديري لوجود الجاذبية المُطلق العامل الآن. تشير هذه الحسابات إلى أن عمل الجاذبية الكلي على الكون الإجمالي هو جزء صغير جداً من سحب الجاذبية المقدر للفردوس, محسوبة على أساس استجابة الجاذبية للوحدات الفيزيائية الأساسية لمادة الكون. لقد توصل هؤلاء الباحثون إلى الإستنتاج المذهل بأن الكون المركزي والأكوان العظمى السبعة المحيطة به تستخدم في الوقت الحالي حوالي خمسة بالمائة فقط من الأداء الناشط لقبضة الجاذبية-المُطلقة للفردوس. بكلمات أخرى: في الوقت الحاضر حوالي خمسة وتسعون بالمائة من أداء-الجاذبية الفلكية الناشطة لجزيرة الفردوس, المحسوبة على النظرية الشمولية هذه, منهمكة في السيطرة على أنظمة مادية ما بعد حدود الأكوان المنظمة الحالية. كل هذه الحسابات تشير إلى الجاذبية المُطلقة؛ الجاذبية الخطية هي ظاهرة تفاعلية التي يمكن حسابها فقط من خلال معرفة جاذبية الفردوس الفعلية.
12:3.9 (132.3) 2. الجاذبية الروحية. بنفس تقنية الإحصاء والتقدير المُقارَن, استكشف هؤلاء الباحثون قدرة رد الفعل الحالية لجاذبية الروح, ومع تعاون الرسل الانفراديين وشخصيات روحية أخرى, قد وصلوا إلى إجمالي جاذبية الروح الفعالة للمصدر والمركز الثاني. وإنه من المفيد للغاية ملاحظة أنهم يجدون تقريباً نفس قيمة الحضور الفعلي والعامل لجاذبية الروح في الكون الإجمالي التي يفترضون للمجموع الحالي لجاذبية الروح النشطة. بعبارة أخرى: في الوقت الحاضر, عملياً كامل جاذبية الروح للإبن الأبدي, المحسوبة وفقاً لنظرية المجموع الكلي هذه, يمكن ملاحظتها كعاملة في الكون الإجمالي. إذا كانت هذه النتائج يُمكن الإعتماد عليها, قد نستنتج بأن الأكوان التي تتطور الآن في الفضاء الخارجي هي في الوقت الحالي لا-روحية بالكامل. وإذا كان هذا صحيحاً, فسوف يُفسر بشكل مُرضٍ سبب امتلاك الكائنات الممنوحة بالروح لمعلومات قليلة أو معدومة عن تجليات تلك الطاقة الشاسعة على حدة من معرفة حقيقة وجودها الفيزيائي.
12:3.10 (132.4) 3. جاذبية العقل. بتلك المبادئ ذاتها للحسابات المقارنة, هاجم هؤلاء الخبراء مسألة حضور وتجاوب جاذبية-العقل. وقد تم التوصل إلى وحدة التقدير الذهنية بأخذ متوسط ثلاثة أشكال مادية وثلاثة أشكال روحية من العقلية, على أن نوع العقل الموجود في موجهات القدرة وشركائها ثبت أنه عامل مثير للقلق في الجهد للوصول إلى وحدة أساسية لتقدير جاذبية-العقل. كان هناك القليل لعرقلة تقدير الإستطاعة الحالية للمصدر والمركز الثالث من أجل أداء جاذبية-العقل بما يتوافق مع نظرية المجموع الكلي هذه. على الرغم من أن النتائج في هذه الحالة ليست قاطعة جداً كما في تقديرات الجاذبية الفيزيائية والروحية, هي, بالمقارنة تُعتبَر, في غاية التثقيف, حتى مثيرة للفضول. يستنتج هؤلاء الباحثون بأن حوالي خمس وثمانون بالمائة من إستجابة جاذبية-العقل إلى الجذب الفكري للعامل الموحَد تأخذ أصلاً في الكون الإجمالي الحالي. هذا يوحي بإمكانية مشاركة الأنشطة الذهنية فيما يتعلق بالأنشطة الفيزيائية التي يمكن ملاحظتها والتي تجري الآن في جميع أنحاء عوالم الفضاء الخارجي. في حين أن هذا التقدير ربما يكون بعيداً عن الدقة, إلا أنه يتوافق, من حيث المبدأ, مع إعتقادنا بأن منظمي قوة أذكياء يوجِهون في الوقت الحاضر تطور الكون في مستويات الفضاء ما بعد الحدود الخارجية الحالية للكون الإجمالي. مهما كانت طبيعة هذا الذكاء المفترَض, فإنه على ما يبدو ليس متجاوباً لجاذبية-الروح.
12:3.11 (133.1) لكن كل هذه الحسابات هي في أفضل التقديرات تستند إلى قوانين مفترضة. نحن نعتقد أنها يمكن الإعتماد عليها إلى حد مرضٍ. حتى لو كان يوجد عدد قليل من الكائنات الروحية في الفضاء الخارجي, فلن يؤثر حضورهم الجماعي بشكل ملحوظ على الحسابات التي تنطوي على مثل هذه القياسات الهائلة.
12:3.12 (133.2) الجاذبية الشخصية غير قابلة للحساب. نحن نُدرك الدارة, لكن لا يمكننا قياس لا الحقائق النوعية ولا الكمية التي تستجيب إليها.
12:4.1 (133.3) جميع وحدات الطاقة الفلكية هي في طواف أولي, منهمكين في تنفيذ مهمتهم, بينما يتأرجحون حول المدار الكوني. أكوان الفضاء وأنظمتها المكوِنة وعوالمها كلها أجواء دوارة متحركة على طول الدارات غير المنتهية لمستويات فضاء الكون الرئيسي. لا شيء إطلاقاً ثابت في كل الكون الرئيسي ما عدا مركز هاﭭونا ذاته, الجزيرة الأبدية للفردوس, مركز الجاذبية.
12:4.2 (133.4) المُطلق البات محدود عملياً إلى الفضاء, لكننا لسنا على يقين بشأن علاقة هذا المُطلق إلى الحركة. هل الحركة متأصلة فيه؟ لا نعلم. نحن نعلم بأن الحركة ليست متأصلة في الفضاء؛ حتى حركات الفضاء ليست فطرية. لكننا لسنا متأكدين تماماً بشأن علاقة البات إلى الحركة. مَن, أو ماذا, هو في الحقيقة مسؤول عن النشاطات الهائلة لتحولات الطاقة-القوة التي هي الآن قيد التقدم خارجاً ما بعد حدود الأكوان العظمى السبعة الحالية؟ بما يخص مصدر الحركة لدينا الآراء التالية:
12:4.3 (133.5) 1. نحن نعتقد بأن العامل الموحَد يستهل الحركة في الفضاء.
12:4.4 (133.6) 2. إن كان العامل الموحَد ينتج حركات الفضاء, لا يمكننا إثبات ذلك.
12:4.5 (133.7) 3. المُطلق الكوني لا يُنشيء الحركة الأولية لكنه يُعادل ويتحكم بكل التوترات الناشئة عن الحركة.
12:4.6 (133.8) في الفضاء الخارجي منظمي القوة على ما يبدو مسؤولون عن إنتاج عجلات الكون الهائلة التي هي الآن في عملية التطور النجمي, لكن مقدرتهم على الأداء هكذا يجب أن تكون قد جُعلت ممكنة ببعض التعديل للحضور الفضائي للمُطلق البات.
12:4.7 (133.9) الفضاء هو, من وجهة النظر الإنسانية, لا شيء -- سلبي؛ إنه يتواجد فقط كمتعلق بشيء ما إيجابي ولا فراغي. الفضاء, مع ذلك, واقعي, إنه يحوي ويكيف الحركة, هو حتى يتحرك. يمكن تصنيف حركات الفضاء على وجه التقريب كالتالي:
12:4.8 (133.10) 1. الحركة الأولية -- تنفس الفضاء, حركة الفضاء ذاته.
12:4.9 (133.11) 2. الحركة الثانوية -- التأرجحات المتناوبة الإتجاه لمستويات الفضاء المتتالية.
12:4.10 (133.12) 3. الحركات النسبية ــ نسبية بمعنى أنها ليست مُقيَمة مع الفردوس كنقطة قاعدة. الحركات الأولية والثانوية هي مُطلقة, الحركة في علاقة بالفردوس غير المتحرك.
12:4.11 (133.13) 4. الإنتقال التعويضي أو الرابط المصمم لتنسيق كل الحركات الأخرى.
12:4.12 (134.1) العلاقة الحالية لشمسكم وكواكبها المرتبطة بها, بينما تكشف عن العديد من الحركات النسبية والمُطلقة في الفضاء, تميل إلى نقل الإنطباع للمراقبين الفلكيين بأنكم بالمقارنة ثابتون في الفضاء, وبأن العناقيد والجداول النجمية المحيطة منهمكة في طيران نحو الخارج على سرعات دائمة التزايد بينما تمضي إحصاءاتكم إلى الخارج في الفضاء. لكن هذا ليس هو الحال. أنتم تفشلون في إدراك التوسع الخارجي والموحد الحالي للخلائق الفيزيائية لكل الفضاء المُتخلل. خلقكم الخاص المحلي (نِبادون) يشارك في هذه الحركة من التمدد الخارجي الكوني. الأكوان العظمى السبعة كلها تشارك في دورات البليوني-سنة لتنفس الفضاء جنباً إلى جنب مع الأقاليم الخارجية للكون الرئيسي.
12:4.13 (134.2) عندما تتمدد الأكوان وتتقلص, تتحرك الكتل المادية في الفضاء المُتخلل بالتناوب ضد ومع سحب جاذبية الفردوس. العمل الذي يتم في تحريك كتلة الطاقة المادية للخلق هو عمل الفضاء لكنه ليس عمل القدرة-الطاقة.
12:4.14 (134.3) مع أن تقديراتكم الطيفية للسرعات الفلكية يعول عليها بشكل مُنصف عندما تُطبَق على عوالم النجوم المنتمية لكونكم العظيم والأكوان العظمى المرافقة له, إلا أن هذه الحسابات المحسوبة بالإشارة إلى عوالم الفضاء الخارجي لا يمكن الاعتماد عليها بتاتاً. يتم إزاحة الخطوط الطيفية من الطبيعي نحو البنفسجي بواسطة نجم مقترب؛ بالمثل هذه الخطوط تُزاح تجاه الأحمر بواسطة نجم مبتعد. تتداخل العديد من التأثيرات لجعل الأمر يبدو بأن السرعة الإنحسارية للأكوان الخارجية تزداد بمعدل أكثر من مائة ميل في الثانية لكل مليون سنة ضوئية ازدياد في المسافة. بهذه الطريقة من الحسابات, تالياً إلى تحسين مثالي لتلسكوبات أكثر قدرة, سوف يبدو بأن تلك الأنظمة البعيدة المسافة هي في هروب من هذا الجزء من الكون بمعدل لا يُصدَق من أكثر من ثلاثين ألف ميل في الثانية. لكن هذه السرعة الظاهرية للإنحسار ليست حقيقية؛ إنها تنتج عن عوامل عديدة لزوايا تحتضن الخطأ من المراقبة وغيرها من التشوهات الزمانية-الفضائية.
12:4.15 (134.4) لكن الأعظم من كل هكذا تشوهات ينشأ لأن الأكوان الشاسعة للفضاء الخارجي في العوالم التالية لمجالات الأكوان العظمى السبعة تبدو أنها تدور في إتجاه معاكس لذلك الذي للكون الإجمالي. ذلك أن, تلك الأعداد الكبيرة من السُدم وشموسها وأجوائها المرافقة هي في الوقت الحاضر تدور في إتجاه عقارب الساعة حول الخلق المركزي. الأكوان العظمى السبعة تدور حول الفردوس في عكس إتجاه عقارب الساعة. يبدو أن الكون الخارجي الثاني من المجرات, مثل الأكوان العظمى السبعة, يدور عكس إتجاه عقارب الساعة حول الفردوس. والمراقبين الفلكيين ليوﭭرسا يعتقدون أنهم يرصدون دليلاً على حركات دورانية في حزام خارجي ثالث للفضاء البعيد-المسافة التي بدأت تُظهر ميول إتجاهية من طبيعة إتجاه عقارب الساعة.
12:4.16 (134.5) إنه من المحتمل أن هذه الإتجاهات المتناوبة لمواكب الفضاء المتلاحقة للأكوان لها علاقة ما مع تقنية جاذبية الكون الداخل ضمن الرئيسي للمُطلق الكوني, الذي يتكون من تنسيق قوات ومعادلة لتوترات الفضاء. الحركة كما الفضاء هي متممة أو موازنة للجاذبية.
12:5.1 (134.6) مثل الفضاء, الزمان هو إغداق من الفردوس, لكن ليس بنفس المعنى, فقط بشكل غير مباشر. يأتي الزمان بفضل الحركة ولأن العقل يدرك التسلسل بشكل فطري. من وجهة نظر عملية, الحركة ضرورية للزمان, لكن ليس هناك وحدة زمان كونية مؤسسة على الحركة إلا بقدر ما يوم هاﭭونا-الفردوس المقياسي مُتعرف عليه هكذا إعتباطياً. مُجمل تنفس الفضاء يُدمر قيمته المحلية كمصدر للزمان.
12:5.2 (135.1) ليس الفضاء لانهائياً, على الرغم من أنه يأخذ أصلاً من الفردوس؛ ليس مُطلقاً, لأنه مُتخلل بالمُطلق البات. لا نعرف الحدود المُطلقة للفضاء, لكننا نعلم بأن مُطلق الزمان هو الأبدية.
12:5.3 (135.2) الزمان والفضاء لا يمكن فصلهما فقط في خلائق الزمان-الفضاء, الأكوان العظمى السبعة. الفضاء اللا-زماني (فضاء بدون زمان) موجود نظرياً, لكن المكان الوحيد اللا-زماني الحقيقي هو منطقة الفردوس. الزمان- اللا-فضائي (زمان بدون فضاء) موجود في عقل مستوى الفردوس للأداء.
12:5.4 (135.3) نطاقات الفضاء الأوسط العديمة الحركة نسبياً التي تمس الفردوس وتفصل الفضاء المُتخلل من الفضاء غير المُتخلل هي نطاقات إنتقالية من الزمان إلى الأبدية, ومن هنا الضرورة لحجاج الفردوس أن يصبحوا فاقدي الوعي في أثناء هذا الإنتقال عندما يكون أن يبلغوا ذروتهم في مواطنية الفردوس. الزائرون الواعون-للزمان يمكنهم الذهاب إلى الفردوس دون أن يناموا هكذا, لكنهم يبقون مخلوقات زمان.
12:5.5 (135.4) لا تتواجد العلاقات إلى الزمان بدون حركة في الفضاء, لكن الوعي بالزمان موجود. التتابعية تستطيع أن تجعل الزمان مُدركاً حتى في غياب الحركة. عقل الإنسان مقيد بالزمان أقل من تقيده بالفضاء بسبب الطبيعة الفطرية للعقل. حتى أثناء أيام الحياة الأرضية في الجسد, ولو أن عقل الإنسان مقيد بالفضاء بشكل صارم, لكن المخيلة الإنسانية الخلاَّقة هي بالمقارنة حرة من الزمان. لكن الزمان في حد ذاته ليس خاصية للعقل بشكل وراثي.
12:5.6 (135.5) هناك ثلاثة مستويات مختلفة لإدراك الزمان:
12:5.7 (135.6) 1. وعي--زمان مُدرك-بالعقل ــ للتسلسل, الحركة, وشعور بالمدة.
12:5.8 (135.7) 2. بصيرة--زمان مُدركة بالروح إلى حركة نحو الله والوعي لحركة الإرتقاء إلى مستويات من الألوهية المتزايدة.
12:5.9 (135.8) 3. الشخصية تخلق حاسة زمان فريدة من البصيرة نحو الواقع بالإضافة إلى وعي للحضور وإنتباه للمدة.
12:5.10 (135.9) الحيوانات اللا-روحية تعرف الماضي فقط وتعيش في الحاضر. الإنسان المسكون بالروح لديه قدرات التوقع (البصيرة)؛ يمكنه أن يتصور المستقبل. فقط المواقف المتطلعة-للأمام والتقدمية هي شخصياً حقيقية. الآداب الثابتة والأخلاق التقليدية هي مجرد فائقة قليلاً عن الحيوان. ولا الرواقية هي مرتبة عالية من إدراك الذات. الآداب والأخلاق تصبح إنسانية بحق عندما تكون ديناميكية وتقدمية, حية مع واقع الكون.
12:5.11 (135.10) إن الشخصية الإنسانية ليست مجرد مرافق لأحداث الزمان والفضاء؛ الشخصية الإنسانية يمكن أيضاً أن تتصرف كالعلة الفلكية لمثل هذه الأحداث.
12:6.1 (135.11) ليس الكون ساكناً. الإستقرار ليس نتيجة القصور الذاتي بل بالأصح نتاج طاقات متوازنة, عقول متعاونة, مورونشيات متناسقة, فوق تحكم روحي, وتوحيد شخصية. الإستقرار كلياً ودائماً في تناسب مع الألوهية.
12:6.2 (135.12) في التحكم الفيزيائي للكون الرئيسي يمارس الأب الكوني أولية وأسبقية من خلال جزيرة الفردوس؛ الله مُطلق في الإدارة الروحية للفلك في شخص الإبن الأبدي. فيما يتعلق بمجالات العقل, يؤدي الأب والإبن بتناسق في العامل الموحَد.
12:6.3 (136.1) المصدر والمركز الثالث يساعد في الحفاظ على التوازن وتنسيق الطاقات والتنظيمات الفيزيائية والروحية المُشتركة بواسطة مُطلقية قبضته على العقل الفلكي وبممارسة تتميمات جاذبيته الروحية والفيزيائية الكونية المتأصلة. كلما وحيثما يحدث إرتباط بين المادي والروحي, فإن هكذا ظاهرة للعقل هي عمل الروح اللانهائي. العقل وحده يستطيع التداخل بين القوات والطاقات الفيزيائية للمستوى المادي والقدرات والكائنات الروحية من مستوى الروح.
12:6.4 (136.2) في كل تأملك للظواهر الكونية, تأكد بأنك تأخذ بعين الإعتبار العلاقات المتداخلة للطاقات الفيزيائية, الفكرية, والروحية. وبأن يتم إحتساب مُستحَق للظواهر غير المتوقعة المترتبة على توحيدها بواسطة الشخصية ومن أجل الظواهر التي لا يمكن التنبؤ بها الناتجة عن أعمال وتفاعلات الإله الإختباري والمُطلقات.
12:6.5 (136.3) الكون ممكن التنبؤ به بشكل كبير فقط بالمعنى الكمي أو قياس-الجاذبية؛ حتى القوى الفيزيائية الأولية ليست متجاوبة إلى الجاذبية الخطية, ولا معاني العقل الأعلى والقيم الروحية الحقيقية لحقائق الكون الختامية. نوعياً, ليس الكون متنبأ به بشكل كبير فيما يتعلق بالإرتباطات الجديدة للقوى, سواء كانت فيزيائية, عقلية, أو روحية, مع أن الكثير من هكذا تراكيب للطاقات أو القوى تصبح قابلة للتنبؤ بها جزئياً عندما تخضع للمراقبة النقدية. عندما يتم توحيد المادة, العقل, والروح بشخصية المخلوق, نحن غير قادرين تماماً على التنبؤ بقرارات هكذا كائن حر المشيئة.
12:6.6 (136.4) كل أطوار القوة الأولية, الروح الوليدة, ومنتهيات لا-شخصية أخرى تبدو لتتفاعل وفقاً لقوانين معينة مستقرة نسبياً إنما غير معروفة وتتميز بمدى من الأداء ومرونة من التجاوب التي غالباً ما تكون مربكة عندما تواجَه في حدث لموقف محدد ومعزول. ما هو التفسير لحرية رد الفعل هذه التي لا يمكن التنبؤ بها التي كشفت عنها هذه الحقائق الناشئة للكون؟ تلك غير المعروفة, لا يُسبر غورها, وغير القابلة للتكهن بها -- سواء كانت متعلقة بسلوك وحدة أولية للقوة, أو رد فعل لمستوى عقل غير متعرف عليه, أو ظاهرة لسابق كون شاسع قيد الصنع في مجالات الفضاء الخارجي -- ربما تكشف نشاطات المنتهى وأداءات-حضور المُطلقات, التي تسبق زمنياً أداء كل خالقي الكون.
12:6.7 (136.5) نحن حقاً لا نعلم, لكننا نظن بأن هكذا مِطواعية مدهشة وهكذا تنسيق عميق يدلان على حضور وأداء المُطلقات, وبأن مثل هذا التنوع من التجاوب في وجه سببية على ما يبدو موحدة تُظهر تفاعل المُطلقات, ليس فقط إلى السببية المباشرة والظرفية, بل أيضاً لجميع المسببات الأخرى ذات الصلة في جميع أنحاء الكون الرئيسي بأكمله.
12:6.8 (136.6) الأفراد لديهم أوصياؤهم للمصير؛ الكواكب, الأنظمة, الأبراج, الأكوان, والأكوان العظمى كل منها لديه حكامه الخاصين الذين يكدحون لخير مجالاتهم. هاﭭونا وحتى الكون الإجمالي هم مراقَبين من قِبل الذين ائتُمنوا بهكذا مسؤوليات عالية. لكن من الذي يرعى ويهتم بالحاجات الأساسية للكون الرئيسي ككل, من الفردوس إلى مستوى الفضاء الخارجي الرابع والأقصى؟ وجودياً تُعزى مثل هذه الرعاية الفوقية على الأرجح إلى ثالوث الفردوس, إنما من وجهة نظر إختبارية فإن الظهور لأكوان ما بعد هاﭭونا متوقف على:
12:6.9 (136.7) 1. المُطلقات في الإمكانية.
12:6.10 (136.8) 2. المنتهى في الإتجاه.
12:6.11 (137.1) 3. الأسمى في التنسيق التطوري.
12:6.12 (137.2) 4. معماريو الكون الرئيسي في الإدارة سابقاً لظهور حكام مُحدَدين.
12:6.13 (137.3) المُطلق البات يكتنف كل الفضاء. لسنا واضحين تماماً بالنسبة إلى الوضع الدقيق لمُطلَق الإله والمُطلق الكوني, لكننا نعرف أعمال الأخيرين حيثما يعمل مُطلق الإله والمُطلق البات. قد يكون مُطلق الإله حاضراً كونياً لكن بالكاد حاضر فضائياً. المنتهى هو, أو في وقت ما سوف يكون, حاضراً فضائياً إلى الحافات الخارجية لمستوى الفضاء الرابع. نحن نشك بأن المنتهى سيكون له أبداً حضور فضائي ما بعد محيط الكون الرئيسي, لكن ضمن هذا الحد فإن المنتهى يُكامل تدريجياً التنظيم الخلاَّق لإحتمالات المُطلقات الثلاثة.
12:7.1 (137.4) هناك عامل في كل الزمان والفضاء وفيما يتعلق بكل واقع مهما كانت طبيعته, قانون متصلب وغير شخصي معادل إلى أداء عناية فلكية. الرحمة تميز موقف محبة الله للفرد؛ عدم الإنحياز يحفز موقف الله تجاه المجموع. لا تسود إرادة الله بالضرورة في الجزء-- القلب لأي شخصية واحدة-- لكن مشيئته تحكم فعلياً الكل, كون الأكوان.
12:7.2 (137.5) في كل تعاملاته مع جميع كائناته إنه صحيح بأن قوانين الله ليست إعتباطية بطبيعتها. بالنسبة لك, برؤيتك المحدودة ووجهة نظرك المتناهية, يجب أن تبدو أعمال الله غالباً دكتاتورية وتعسفية. قوانين الله هي مجرد عادات الله, طريقته في فعل الأشياء تكراراً؛ وهو أبداً يفعل كل الأشياء بشكل جيد. أنت تلاحظ بأن الله يفعل الشيء ذاته بالطريقة ذاتها, مراراً, ببساطة لأن تلك هي أفضل طريقة لفعل ذلك الشيء المُعين في ظرف معطى؛ وأفضل طريقة هي الطريقة الصحيحة, ولذلك الحكمة اللانهائية دائماً يُرتب تنفيذها على ذلك النحو الدقيق والمثالي. يجب كذلك أن تتذكر بأن الطبيعة ليست التصرف الحصري للإله؛ هناك تأثيرات أخرى حاضرة في تلك الظواهر التي يدعوها الإنسان طبيعة.
12:7.3 (137.6) إنه منافٍ للطبيعة الإلهية أن يعاقب أي نوع من التدهور أو أن يسمح أبداً بتنفيذ أي عمل شخصي بحت بطريقة وضيعة. ينبغي التوضيح, مع ذلك, بأنه, إذا, في ألوهية أي وضع, في الدرجة القصوى لأي ظرف, في أي حالة حيث قد يشير مجرى الحكمة السامية إلى الحاجة من أجل تصرف مختلف--إن كانت متطلبات الكمال لأي سبب قد تملي أسلوباً آخر من رد الفعل, أسلوب أفضل, عند ذاك وهناك الله الكلي-الحكمة سيعمل بتلك الطريقة الأفضل والأكثر ملاءمة. ذلك سيكون التعبير لقانون أعلى, ليس عكس قانون أقل.
12:7.4 (137.7) ليس الله عبداً مقيداً بالعادة إلى الإزمان من تكرار أفعاله الطوعية الخاصة. لا يوجد تعارض بين قوانين اللانهائي؛ كلها مثاليات للطبيعة منزهة عن الخطأ؛ إنها جميع الأعمال التي لا جدال فيها والتي تعبر عن قرارات لا تشوبها شائبة. القانون هو رد الفعل الذي لا يتغير لعقل لانهائي, مثالي, وإلهي. أعمال الله كلها إرادية بالرغم من هذا التشابه البادي. في الله "لا يوجد تقلب ولا ظل تغيير". لكن كل ما يمكن قوله بحق عن الأب الكوني لا يمكن أن يُقال بنفس القدر من اليقين عن كل ذكاءاته التابعة أو مخلوقاته التطورية.
12:7.5 (137.8) لأن الله لا متغير, لذلك يمكنك أن تعتمد, في كل الظروف العادية, على فعله ذات الشيء بذات الطريقة المُطابقة والإعتيادية. الله هو ضمان الاستقرار لجميع الأشياء والكائنات المخلوقة. هو الله؛ بالتالي هو لا يتغير.
12:7.6 (138.1) وكل هذا الرسوخ للسلوك ونمطية التصرف هو شخصي, واعي, وإرادي للغاية, لأن الله العظيم ليس عبداً عاجزاً لكماله الخاص ولانهائيته. ليس الله قوة تلقائية متصرفة-ذاتياً؛ ليس قدرة مُستعبدة مقيدة بقانون. الله ليس معادلة حسابية ولا صيغة كيميائية. هو شخصية حرة المشيئة وأولية. هو الأب الكوني, كائن مُثقل بالشخصية والينبوع الكوني لشخصية كل مخلوق.
12:7.7 (138.2) مشيئة الله لا تسود على نسق واحد في قلب البشري المادي الباحث عن الله, لكن إذا تم تكبير إطار الزمان ما بعد اللحظة ليحتضن كامل الحياة الأولى, عندئذٍ ستصبح مشيئة الله مُدرَكة على نحو متزايد في ثمار الروح التي تولد في حيوات أولاد الله المرشدين بالروح. وعندئذٍ, إذا تم تكبير الحياة الإنسانية إضافياً لتشمل تجربة المورونشيا, يُلاحظ أن المشيئة الإلهية تضيء أسطع وأسطع في الأعمال التي تضفي روحانية لأولئك المخلوقات من الزمان الذين بدأوا يذوقون الإبتهاجات الإلهية باختبارهم علاقة شخصية الإنسان مع شخصية الأب الكوني.
12:7.8 (138.3) أبوة الله وأخوة الإنسان يقدمان مفارقة الجزء والكل على مستوى الشخصية. الله يحب كل فرد كطفل فرد في الأسرة السماوية. مع أن الله هكذا يحب كل فرد؛ فهو ليس مُحابي أشخاص, وكونية محبته تجلب إلى حيز الوجود علاقة الكل, الأخوة الكونية.
12:7.9 (138.4) محبة الله تضفي ميزة فردية بشكل مُطلق على كل شخصية كطفل فريد للأب الكوني, طفل بدون نسخة طبق الأصل في اللانهائية, مخلوق مشيئة لا بديل له في كل الأبدية. محبة الأب تمجد كل طفل لله, ملقية الضوء على كل عضو في العائلة السماوية, راسمة بحدة صورة ظلية للطبيعة الفريدة لكل كائن شخصي في مُقابل المستويات اللا-شخصية التي تقع خارج الدارة الأخوية لأب الكل. محبة الله تصور على نحو مدهش القيمة المتعالية لكل مخلوق مشيئة, وتكشف بدون مجال للخطأ القيمة العليا التي وضعها الأب الكوني على كل من وكل واحد من أولاده من أعلى شخصية خالقة من منزلة الفردوس إلى أدنى شخصية ذات كرامة مشيئة بين القبائل الهمجية للناس في فجر الأجناس الإنسانية على عالم تطوري ما للزمان والفضاء.
12:7.10 (138.5) محبة الله هذه ذاتها من أجل الفرد تُحضر إلى حيز الوجود العائلة الإلهية لكل الأفراد, الإخاء الكوني لأطفال المشيئة الحرة لأب الفردوس. وهذه الأخوة, كونها كونية, هي علاقة الجميع. الأخوة, عندما تكون كونية, تكشف ليس كل علاقة, ولكن العلاقة كافة. الأخوة هي واقع المجموع وبالتالي تكشف صِفات الكل في تمييز بالتغاير مع صفات الجزء
12:7.11 (138.6) تشكل الأخوة واقعاً للعلاقة بين كل شخصية في الوجود الكوني. لا شخص يمكنه الهروب من الفوائد أو العقوبات التي قد تأتي كنتيجة للعلاقة مع أشخاص آخرين. يكسب الجزء أو يعاني في قياس مع الكل. المجهود الصالح لكل إنسان يعود بالنفع على كل الناس, الخطأ أو الشر لكل إنسان يزيد معاناة كل الناس. كما يتحرك الجزء, كذلك يتحرك الكل. كما هو تقدُم الكل, كذلك هو تقدُم الجزء. السرعات النسبية للجزء والكل تحدد ما إذا كان الجزء قد تخلف بالقصور الذاتي للكل أو أنه قد حُمل نحو الأمام بقوة دفع الأخوة الفلكية.
12:7.12 (139.1) إنه لغز أن الله كائن شخصي واعٍ-للذات للغاية مع مقر سكني, وفي ذات الوقت حاضر شخصياً في مثل هكذا كون شاسع وشخصياً على إتصال مع مثل هذا العدد اللانهائي تقريباً من الكائنات. أن هذه الظاهرة هي لغز ما بعد الفهم الإنساني لا ينبغي في الأقل أن تقلل إيمانكم. لا تسمحوا لضخامة اللانهائية, جسامة الأبدية, ولا لعظمة ومجد صِفة الله التي لا تضاهى أن ترهبكم, تربككم, أو تثبط عزيمتكم؛ لأن الأب ليس بعيداً جداً من أي واحد منكم؛ هو يسكن فيكم, وبه كلنا حرفياً نتحرك, فعلياً نعيش, وبشكل حقيقي لدينا كياننا.
12:7.13 (139.2) على الرغم من أن أب الفردوس يتصرف من خلال الخالقين الإلهيين لديه وأبنائه المخلوقات, هو يتمتع أيضاً بالإتصال الداخلي الأكثر ودية معكم, سامي للغاية, شخصي للغاية, لدرجة أنه حتى يتجاوز فهمكم--ذلك التبادل الغامض للأفكار والمشاعر لجزء الأب مع النفس الإنسانية ومع العقل البشري لمسكنها الفعلي. عالماً ما تفعله بهذه الهدايا من الله, أنت إذن تعلم بأن الأب على إتصال ودي, ليس فقط مع مساعديه الإلهيين, ولكن أيضاً مع أطفاله البشر التطوريين للزمان. الأب فعلاً يقيم على الفردوس, لكن حضوره الإلهي يسكن أيضاً في عقول الناس.
12:7.14 (139.3) حتى ولو أن روح إبن تُسكب على كل جسد, حتى ولو أن إبن مرة سكن معكم في شبه جسد بشري, حتى ولو أن السيرافيم يحرسونكم ويرشدونكم شخصياً, كيف يمكن لأي من تلك الكائنات الإلهية من المركزين الثاني والثالث أبداً أن يأملوا بأن يأتوا قربكم أو أن يفهموكم بتمام مثل الأب, الذي أعطى جزءاً من ذاته ليكون فيكم, ليكون نفسكم الحقيقي والإلهي, حتى الأبدي؟
12:8.1 (139.4) "الله روح", لكن الفردوس ليس كذلك. الكون المادي هو دائماً الساحة التي تحصل فيها كل النشاطات الروحية؛ الكائنات الروحية وصاعدو الروح يعيشون ويعملون على أجواء فيزيائية ذات حقيقة مادية.
12:8.2 (139.5) إغداق القوة الفلكية, مجال الجاذبية الفلكية, هو وظيفة جزيرة الفردوس. كل القوة-الطاقة الأصلية تنطلق من الفردوس, والمادة من أجل صنع أكوان لا تحصى تدور الآن في كل أنحاء الكون الرئيسي في شكل حضور جاذبية فائقة التي تُشكل قوة-الشحنة للفضاء المتخلل.
12:8.3 (139.6) مهما كانت تحولات القوة في الأكوان البعيدة عن المركز, حيث أنها قد خرجت من الفردوس, فهي تواصل الإرتحال خاضعة إلى السحب الذي لا يفتر, الحاضر أبداً, والذي لا ينتهي للجزيرة الأبدية, بطاعة وبشكل فطري تتأرجح إلى الأبد حول مسارات الفضاء الأبدية للأكوان. الطاقة الفيزيائية هي الحقيقة الواحدة الصادقة والثابتة في طاعتها إلى القانون الكوني. فقط في عوالم إرادة المخلوق كان هناك انحراف من المسارات الإلهية والخطط الأصلية. القدرة والطاقة هما الإثباتان الكونيان لإستقرار, ثبات, وأبدية جزيرة الفردوس المركزية.
12:8.4 (139.7) إغداق الروح وإضفاء الروحانية على الشخصيات, مجال الجاذبية الروحية, هو عالم الإبن الأبدي. وهذه الجاذبية الروحية للإبن, تجذب أبداً كل الحقائق الروحية إلى نفسه, هي تماماً واقعية ومُطلقة كما هي القبضة المادية الكلية القدرة لجزيرة الفردوس. لكن الإنسان المادي-العقلية هو بشكل طبيعي أكثر دراية بالتجليات المادية ذات الطبيعة الفيزيائية من العمليات القديرة والحقيقية على حد سواء ذات الطبيعة الروحانية التي تُدرَك فقط بالبصيرة الروحية للنفس.
12:8.5 (140.1) بينما يصبح عقل أي شخصية في الكون أكثر روحانية--مثل الله--يصبح أقل إستجابة إلى الجاذبية المادية. الواقع, مُقاساً بتجاوب الجاذبية الفيزيائية, هو نقيض الواقع كما يُحدد بنوعية محتوى الروح. عمل الجاذبية-الفيزيائية هو مقرر كمي للطاقة غير الروحية؛ عمل الجاذبية-الروحية هو المقياس النوعي لطاقة الألوهية الحية.
12:8.6 (140.2) ما الفردوس هو إلى الخلق الفيزيائي, وما الإبن الأبدي هو إلى الكون الروحي, العامل الموحَد هو إلى عوالم العقل--الكون الذكي من كائنات مادية, مورونشية, وروحية وشخصيات.
12:8.7 (140.3) العامل الموحَد يتفاعل مع كِلا الحقائق المادية والروحية ولذلك يصبح بشكل فطري المُسعف الكوني لجميع الكائنات الذكية, كائنات قد تمثل وحدة كِلا المرحلتين المادية والروحية للخلق. إن هبة الذكاء, الإسعاف إلى المادي والروحي في ظاهرة العقل, هي المجال الحصري للعامل الموحَد, الذي يصبح بالتالي شريك العقل الروحي, جوهر العقل المورونشي, وعنصر العقل المادي لمخلوقات الزمان التطورية.
12:8.8 (140.4) العقل هو التقنية التي تصبح بها حقائق الروح اختبارية إلى الشخصيات المخلوقة. وفي التحليل الأخير فإن الإحتمالات الموحِدة حتى للعقل الإنساني, المقدِرة على تنسيق الأشياء, الأفكار, والقيم, هي فائقة عن المادة.
12:8.9 (140.5) ولو إنه بالكاد ممكن للعقل البشري أن يفهم المستويات السبعة للواقع الفلكي النسبي, ينبغي أن يكون العقل الإنساني قادراً على إدراك الكثير من معنى مستويات الأداء الثلاثة للواقع المتناهي:
12:8.10 (140.6) 1. المادة. الطاقة المنظمَة التي تخضع إلى الجاذبية الخطية ما عدا عندما تُعدل بالحركة وتكون مشروطة بالعقل.
12:8.11 (140.7) 2. العقل. الوعي المنظم الذي لا يخضع بالكامل للجاذبية المادية, والذي يصبح متحرراً حقاً عندما يتم تعديله من قِبل الروح.
12:8.12 (140.8) 3. الروح. أعلى واقع شخصي. الروح الحقيقي لا يخضع إلى الجاذبية الفيزيائية لكنه يصبح في نهاية المطاف التأثير المحفز لكل أنظمة الطاقة المتطورة لكرامة الشخصية.
12:8.13 (140.9) هدف الوجود لكل الشخصيات هو الروح؛ التجليات المادية نسبية, والعقل الفلكي يتدخل بين تلك الأضداد الكونية. إغداق العقل وإسعاف الروح هما عمل الشخصان المنتسبان للإله. الروح اللانهائي والإبن الأبدي. إجمالي حقيقة الإله ليس عقلاً بل روح-عقل -- عقل-روح موحدة من قِبل الشخصية. مع ذلك فإن مُطلقات كِلا الروح والشيء يلتقيان في شخص الأب الكوني.
12:8.14 (140.10) على الفردوس الطاقات الثلاثة, الفيزيائية, العقلية, والروحية, متناسقة. في الفلك التطوري الطاقة-المادة هي مهيمنة ما عدا في الشخصية, حيث الروح, من خلال وساطة العقل, يسعى جاهداً من أجل التمكن. الروح هو الحقيقة الأساسية للتجربة الشخصية لكل المخلوقات لأن الله هو روح. الروح لا يتغير, وبالتالي, في جميع العلاقات الشخصية, فإنه يتجاوز كِلا العقل والمادة, اللذان هما متغيرات اختبارية من التحصيل التدريجي.
12:8.15 (140.11) في التطور الفلكي, تصبح المادة ظلاً فلسفياً ملقى بالعقل في حضور تألق الروح من التنوير الإلهي, لكن هذا لا يُبطل حقيقة المادة-الطاقة. العقل, والمادة, والروح هم بنفس القدر حقيقيون, لكنهم ليسوا ذوي قيمة متساوية للشخصية في إحراز الألوهية. وعي الألوهية هو تجربة روحية تقدمية.
12:8.16 (141.1) الألمع ضياء الشخصية التي أخذت في الروحانية (الأب في الكون, الجزء من شخصية الروح المحتملة في المخلوق الفرد), كلما كبر الظل الملقى بالعقل المتدخل على إستثماره المادي. بمرور الوقت, يكون جسم الإنسان تماماً حقيقي كما العقل أو الروح, لكن في الموت, ينجو كل من العقل (الهوية) والروح في حين أن الجسد ليس كذلك. الواقع الفلكي يمكن أن يكون غير موجود في التجربة الشخصية. وهكذا فإن مجاز كلامكم اليوناني -- المادي كالظلٍ لجوهر الروح الأكثر واقعية -- حقاً لديه دلالة فلسفية.
12:9.1 (141.2) الروح هو الحقيقة الشخصية الأساسية في الأكوان, والشخصية أساسية لكل تجربة تقدمية مع الواقع الروحي. كل مرحلة من تجربة الشخصية على كل مستوى متعاقب للتقدم الكوني تحتشد بدلائل لإكتشاف حقائق شخصية جذابة. يتكون مصير الإنسان الحقيقي في خلق أهداف جديدة وروحية ومن ثم في الإستجابة للمغريات الفلكية لهكذا أهداف علوية ذات قيمة غير مادية.
12:9.2 (141.3) المحبة هي سر الإرتباط النافع بين الشخصيات. أنت لا يمكنك حقاً أن تعرف شخص نتيجة لإتصال واحد. لا يمكنك معرفة الموسيقى بتقدير من خلال الإستنباط الحسابي, ولو أن الموسيقى هي شكل من أشكال الإيقاع الرياضي. الرقم المخصص لمشترك هاتفي ولا بأي أسلوب يُحدد شخصية ذلك المشترك أو يشير إلى أي شيء يتعلق بسجيته.
12:9.3 (141.4) الرياضيات, عِلم المادة, لا غنى عنها للمناقشة الذكية للجوانب المادية للكون, لكن هكذا معرفة ليست بالضرورة جزء من الإدراك الأعلى للحقيقة أو للتقدير الشخصي للحقائق الروحية. ليس فقط في نواحي الحياة بل حتى في عَالَم الطاقة الفيزيائية, مجموع شيئين أو أكثر يكون غالباً جداً شيء أكثر من, أو شيء مختلف عن, النتائج المُضافة التي يمكن التنبؤ بها لهكذا إتحادات. كامل عِلم الرياضيات كل مجال الفلسفة, أعلى فيزياء أو كيمياء, لا يمكنهم التنبؤ أو معرفة أن اتحاد ذرتين من غاز الهيدروجين وذرة من غاز الأوكسجين من شأنهم أن يؤدوا إلى عنصر جديد وصِفاته فائقة عن المجموع -- الماء السائل. المعرفة المتفهمة لهذه الظاهرة الفيزيوكيميائية الواحدة كان يجب أن تحول دون تطور الفلسفة المادية وعلم الفلك الميكانيكي.
12:9.4 (141.5) التحليل الفني لا يكشف ما يمكن للشخص أو الشيء القيام به. على سبيل المثال: يُستخدم الماء بفعالية لإطفاء النار. بأن الماء سيطفئ النار هو واقع من الخبرة اليومية, ولكن لا تحليل للماء يمكن جعله أبداً لإظهار هكذا خاصية. يُحدد التحليل بأن الماء يتكون من الهيدروجين والأوكسجين؛ المزيد من الدراسة لهذين العنصرين تكشف بأن الأوكسجين هو الداعم الحقيقي للإحتراق وبأن الهيدروجين ذاته يحترق بحُرية.
12:9.5 (141.6) دِينكم يصبح حقيقياً لأنه ينبعث من عبودية الخوف وقيود الخرافات. تكافح فلسفتكم من أجل الإنعتاق من العقيدة والتقاليد. ينشغل عِلمكم في المسابقة الأزلية بين الحقيقة والخطأ بينما يحارب من أجل الخلاص من قيود التجريد, عبودية الرياضيات, والعمى النسبي للمادية الميكانيكية.
12:9.6 (142.1) الإنسان البشري لديه نواة روح. العقل هو نظام طاقة شخصية متواجد حول نواة روح إلهية ويعمل في بيئة مادية. هكذا علاقة حية لعقل وروح شخصيان تؤلف إحتمال الكون للشخصية الأبدية. المشكلة الحقيقية, خيبة الأمل الدائمة, الإنهزام الخطير, أو الموت الذي لا مفر منه يمكنهم المجيء فقط بعد أن تفترض المفاهيم-الذاتية أن تحل تماماً مكان القدرة الحاكمة لنواة الروح المركزية, مُعطلة بالتالي المخطط الفلكي لهوية الشخصية.
12:9.7 (142.2) [ قُدمت بمكامل للحكمة متصرف بسُلطة من قدماء الأيام. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 13
13:0.1 (143.1) بين جزيرة الفردوس المركزية والدارات الكوكبية الأعمق داخلياً لهاﭭونا تقع هناك في الفضاء ثلاث دارات أصغر ذات أجواء خاصة. تتكون الدارة الداخلية الأعمق من الأجواء السرية السبعة للأب الكوني؛ تتكون المجموعة الثانية من العوالم النورانية السبعة للإبن الأبدي؛ في أقصى الخارج توجد الأجواء الهائلة السبعة للروح اللانهائي, عوالم المقر-التنفيذي للأرواح الرئيسية السبعة.
13:0.2 (143.2) هذه الدارات الثلاثة للعوالم-السبعة للأب, الإبن, والروح هي أجواء من فخامة لا تضاهى ومجد لا يُتصور. حتى بناؤها المادي أو الفيزيائي هو من مرتبة لم تُكشف لكم. كل دارة متنوعة في المادة, وكل عالَم لكل دارة مختلف باستثناء عوالم الإبن السبعة, التي هي متماثلة في البنية الفيزيائية. كل الإحدى-والعشرون هي أجواء ضخمة, وكل مجموعة من السبعة مؤبدة بشكل مختلف. بقدر ما نعلم هم دائماً كانوا؛ مثل الفردوس هم أبديون. لا يتواجد هناك سجل ولا تقاليد لأصلهم.
13:0.3 (143.3) الأجواء السرية السبعة للأب الكوني, التي تدور حول الفردوس على مقربة من الجزيرة الأبدية, تعكس بشدة التألق الروحي للإشراق المركزي للآلهة الأبدية, ساكبة هذا النور من المجد الإلهي في جميع أنحاء الفردوس وحتى على دارات هاﭭونا السبعة.
13:0.4 (143.4) على العوالم المقدسة السبعة للإبن الأبدي هناك يبدو أن الطاقات اللا-شخصية لتألق الروح تأخذ أصلاً. لا كائن شخصي يمكنه المكوث على أي من هذه العوالم المضيئة السبعة. بالمجد الروحي هم ينيرون كل الفردوس وهاﭭونا, ويوجِهون تألق روحي نقي إلى الأكوان العظمى السبعة. هذه الأجواء اللامعة للدارة الثانية بالمثل تبعث نورها (نور بدون حرارة) إلى الفردوس وإلى البليون عالَم للكون المركزي ذي السبعة-دارات.
13:0.5 (143.5) العوالم السبعة للروح اللانهائي مشغولة بالأرواح الرئيسية السبعة, الذين يترأسون فوق مصائر الأكوان العظمى السبعة, باعثين قُدُماً الإنارة الروحية للشخص الثالث للإله إلى هذه الخلائق من الزمان والفضاء. وكل هاﭭونا, إنما ليس جزيرة الفردوس, هي مغتسلة في هذه التأثيرات المُضفية للروحانية.
13:0.6 (143.6) مع أن عوالم الأب هي أجواء ذات وضعٍ نهاية المطاف لكل الشخصيات الممنوحة-بالأب, فهذه ليست وظيفتها الحصرية. كائنات وكيانات كثيرة عدا عن الشخصي تمكث على تلك العوالم. كل عالَم في دارة الأب ودارة الروح لديه نوع مميز من المواطنية الدائمة, لكننا نعتقد بأن عوالم الإبن مأهولة بأنواع موحدة من الكائنات عدا-عن-الشخصية. أجزاء الأب هي من بين السكان الأصليين لدِفننغتون-(الألوهية)؛ المراتب الأخرى للمواطنية الدائمة غير مكشوفة لكم.
13:0.7 (143.7) سواتل الفردوس الإحدى والعشرون تخدم أهدافاً كثيرة في كِلا الكون المركزي والأكوان العظمى, التي لم يكشف عنها في هذه الروايات. أنتم قادرون على فهم القليل جداً عن حياة تلك الأجواء بحيث لا يمكنكم أن تأملوا في الحصول على أي شيء مثل مشهد متماسك لها, إما للطبيعة أو الوظيفة؛ الآلاف من النشاطات تجري هناك التي لم تُكشف لكم. هذه الأجواء الإحدى والعشرون تضم الإحتمالات لعمل الكون الرئيسي. هذه الأوراق تمنح لمحة عابرة فقط عن بعض الأنشطة المقيدة المتعلقة بعصر الكون الحالي للكون الإجمالي -- بالأحرى, واحد من القطاعات السبعة للكون الإجمالي.
13:1.1 (144.1) دارة الأب من أجواء الحياة المقدسة تحتوي أسرار الشخصية الكامنة الوحيدة في كون الأكوان. سواتل الفردوس هذه, الأعمق إلى الداخل من الدارات الثلاثة, هي المجالات المحظورة الوحيدة المعنية بالشخصية في الكون المركزي. الفردوس الأسفل وعوالم الإبن هي بالمثل مغلقة إلى الشخصيات, لكن أياً من تلك العوالم ليس معنياً بشكل مباشر بالشخصية بأي شكل من الأشكال.
13:1.2 (144.2) عوالم الفردوس للأب تُوجَه بأعلى مرتبة من أبناء الثالوث الثابتين, أسرار السمو المثولثين. عن هذه العوالم أستطيع أن أخبر القليل؛ عن نشاطاتهم المتعددة الأوجه قد أُخبر أقل. مثل هذه المعلومات تُهم فقط أولئك الكائنات الذين يعملون عليها وينطلقون منها. ولو أني ملم نوعاً ما بستة من تلك العوالم الخاصة, لم أنزل قط على دِفيننغتون؛ ذلك العالَم محظور كلياً علي.
13:1.3 (144.3) أحد اسباب سرية تلك العوالم هو أن كل من تلك الأجواء المقدسة يتمتع بتمثيل متخصص, أو تجلي, للآلهة المُكونين لثالوث الفردوس؛ ليس شخصية, إنما حضور فريد للألوهية الذي يمكن أن يُقدر ويُفهَم فقط من قِبل فئات الذكاء الخاصة تلك المقيمة على ذلك الجو الخاص, أو الذين يسمح لهم بالدخول إليه. أسرار السمو المثولثين هم الوكلاء الشخصيين لتلك الحضورات الإختصاصية واللا-شخصية للألوهية. وأسرار السمو هم كائنات شخصية للغاية, موهوبين بروعة ومتكيفين بأعجوبة مع عملهم الممجد والدقيق.
13:1.4 (144.4) 1. دِفننغتون (الألوهية). هذا العالَم هو, بمعنى فريد, "صدر الأب", جو المشاركة-الشخصية للأب الكوني, وعليه تجلي خاص لألوهيته. دِفننغتون هو الملتقى الفردوسي لضباط الفكر, لكنه كذلك المنزل للعديد من الكيانات, والشخصيات, والكائنات الأخرى التي تأخذ أصلاً في الأب الكوني. العديد من الشخصيات إلى جانب الإبن الأبدي هي ذات أصل مباشر للأعمال المنفردة للأب الكوني. فقط أجزاء الأب وتلك الشخصيات والكائنات الأخرى من أصل مباشَر وحصري في الأب الكوني يتآخون ويعملون على هذا المُستقر.
13:1.5 (144.5) تتضمن أسرار دِفننغتون سر إغداق ومهمة ضباط الفكر. طبيعتهم, أصلهم, وتقنية إتصالهم بالمخلوقات المتواضعة للعوالم التطورية هي سر لهذا الجو الفردوسي. هذه الصفقات المدهشة لا تهم بقيتنا شخصياً, ولذلك فالآلهة يرتأون أنه من المناسب منع معالم معينة من هذا الإسعاف العظيم والإلهي عن فهمنا الكامل. بقدر ما نأتي في إتصال مع هذه المرحلة من النشاط الإلهي, يُسمح لنا بالمعرفة الكاملة لتلك التعاملات, لكن فيما يتعلق بالتفاصيل الوثيقة لهذا الإغداق العظيم فلسنا على علم تماماً.
13:1.6 (145.1) يحوي هذا الجو أيضاً أسرار الطبيعة, الغاية, ونشاطات جميع الهيئات الأخرى من أجزاء الأب, من رُسل الجاذبية, وجماهير كائنات أخرى لم تُكشف لكم. إنه من المحتمل جداً أن تلك الحقائق المتعلقة بدِفننغتون والتي قد مُنعت عني, إذا كُشفت, فقط ستربكني وتعيقني في عملي الحاضر, وأيضاً مُجدداً, ربما هي تتجاوز الإستطاعة الفكرية لمرتبتي من الكيان.
13:1.7 (145.2) 2. سونارِنغتون. هذا الجو هو "صدر الإبن" عالَم الإستلام الشخصي للإبن الأبدي. إنه مقر الفردوس لأبناء الله الهابطين والصاعدين عندما, وبعدما, يكونون قد فُوضوا وأخيراً اُعتُمدوا. هذا العالَم هو المنزل الفردوسي لكل أبناء الإبن الأبدي وأبنائه المنسقين والزملاء. هناك مراتب عديدة من البنوة الإلهية مُلحَقة بهذا المقام السماوي الذي لم يُكشَف إلى البشر حيث إنهم غير معنيين بخطط مشروع الإرتقاء للتقدم الروحي الإنساني خلال الأكوان واستمراراً إلى الفردوس.
13:1.8 (145.3) أسرار سونارِنغتون تتضمن سر تجسد الأبناء الإلهيين. عندما يصبح إبن لله إبناً لإنسان, حرفياً مولود من امرأة, كما حدث على عالمكم منذ ألف وتسعمائة سنة, إنه لغز كوني. إنه يحدث خلال أنحاء كل الأكوان, وإنه سر سونارِنغتون للبنوة الإلهية. الضباط هم سر الله الأب. تجسد الأبناء الإلهيين هو لغز لله الإبن؛ سرٌ مُقفل عليه في القطاع السابع من سونارِنغتون, عالم لم يُولـَج بأحد سوى الذين مروا شخصياً خلال هذه التجربة الفريدة. فقط تلك المراحل من التجسد التي لها علاقة بمهنة إرتقائكم قد أُحضرت إلى إنتباهكم. هناك مراحل أخرى كثيرة للغز التجسد لأبناء الفردوس لأنواع غير مكشوفة على مهمات من خدمة الكون لم يُفصح عنها لكم. ولا يزال هناك ألغاز أخرى لسونارِنغتون.
13:1.9 (145.4) 3. سبيرتنغتون (الروح). هذا العالَم هو "صدر الروح", المنزل الفردوسي للكائنات العالية التي تمثل حصراً الروح اللانهائي. هنا تتجمع الأرواح الرئيسية السبعة وبعض من ذريتهم من كل الأكوان. عند هذا المقام السماوي يمكن أيضاً العثور على مراتب غير مكشوفة عديدة من شخصيات الروح, كائنات قد عُينت للنشاطات المتنوعة للكون ليست مرتبطة بخطط رفع درجات مخلوقات البشر من الزمان إلى مستويات الفردوس الأبدية.
13:1.10 (145.5) أسرار سبيرتنغتون تنطوي على ألغاز للإنعكاسية لا يمكن إختراقها. نخبركم عن الظاهرة الشاسعة والكونية للإنعكاسية, بشكل أكثر خصوصية كما هي عاملة على عوالم مقرات الأكوان العظمى السبعة, لكننا أبداً لا نوضح تماماً هذه الظاهرة, لأننا لا نفهمها كلياً. الكثير, الكثير جداً, نفهمه, لكن العديد من التفاصيل الأساسية لا يزال غامضاً بالنسبة لنا. الإنعكاسية هي سر لله الروح. لقد تم إرشادكم حول وظائف الإنعكاسية فيما يتعلق بمخطط الإرتقاء للنجاة البشرية, وإنها تعمل هكذا, لكن الإنعكاسية هي أيضاً سمة لا غنى عنها للعمل العادي لمراحل أخرى عديدة لمهنة الكون. هذه المنحة للروح اللانهائي تُستخدم كذلك في قنوات عدا عن تلك الخاصة بتجميع الإستخبارات ونشر المعلومات. وهناك أسرار أخرى لسبيرتنغتون.
13:1.11 (145.6) 4. فايسجِرنغتون (النيابة). هذا الكوكب هو "صدر الأب والإبن", وهو الجو السري لبعض الكائنات غير المكشوفة التي تأخذ أصلاً بأعمال الأب والإبن. هذا هو أيضاً المنزل الفردوسي لكائنات ممجدة كثيرة ذات سلف معقد, أولئك الذين أصلهم معقد بسبب العديد من التقنيات المتنوعة العاملة في الأكوان العظمى السبعة. مجموعات عديدة من الكائنات تتجمع على هذا العالَم الذي لم تُكشف هويته إلى بشر يورانشيا.
13:1.12 (146.1) تتضمن أسرار فايسجِرنغتون أسرار الثولثة, والثولثة تُشكل سر السُلطة لتمثيل الثالوث, للعمل كنواب للآلهة. سُلطة تمثيل الثالوث مُلحقة فقط بتلك الكائنات, المكشوفة وغير المكشوفة, الذين تثولثوا, خُلقوا, تأتوا, أو تأبدوا بأي إثنين أو كل الثلاثة من ثالوث الفردوس. شخصيات جُلبت إلى حيز الوجود بأعمال الثولثة لأنواع معينة من مخلوقات مُمجَدة تمثل ما لا يزيد عن الإحتمال المفاهيمي الذي تمت تعبئته في تلك الثولثة, ولو إن تلك المخلوقات قد ترتقي مسار ضم الإله المفتوح للجميع من نوعها.
13:1.13 (146.2) الكائنات غير المثولثة لا تفهم تماماً تقنية الثولثة إما باثنين أو بثلاثة خالقين أو بمخلوقات معينة. أبداً لن تفهم تماماً هكذا ظاهرة إلا إذا, في المستقبل البعيد لمهنتك الممجدة, وجب أن تُختبر وتنجح في مثل هذه المغامرة, لأنه سوى ذلك ستكون تلك الأسرار لفايسجِرنغتون محرمة عليك دائماً. لكن بالنسبة لي, كائن من أصل-ثالوثي عالي, كل قطاعات فايسجِرنغتون مفتوحة. أنا أفهم تماماً, كما أحمي كلياً وبقداسة, سر أصلي ومصيري.
13:1.14 (146.3) لا يزال هناك أشكال ومراحل أخرى من الثولثة التي لم تُحضر إلى إنتباه شعوب يورانشيا, وهذه التجارب, في جوانبها الشخصية, محمية كما يجب في القطاع السري لفايسجِرنغتون.
13:1.15 (146.4) 5. سوليتارنغتون (الإنفراد). هذا العالَم هو "صدر الأب والروح" وهو ملتقى جماهير مهيبة من كائنات غير مكشوفة ذات أصل في الأعمال الموحدة للأب الكوني والروح اللانهائي, كائنات الذين يتشاركون من صفات الأب بالإضافة إلى ميراثهم الروحي.
13:1.16 (146.5) هذا هو أيضاً منزل الرُسل الإنفراديين وشخصيات أخرى من المراتب الملائكية الفائقة. أنتم تعرفون القليل جداً من هذه الكائنات؛ هناك أعداد هائلة من المراتب لم تُكشف على يورانشيا. لأنهم موطنين على العالَم الخامس, إن ذلك لا يعني بالضرورة أن الأب كان له أي علاقة بخلق الرُسل الانفراديين أو زملائهم الملائكيين الفائقين, لكن في عصر الكون هذا فإن له علاقة بعملهم. أثناء عصر الكون الحاضر هذا هو أيضاً جو المكانة لموجهات قدرة الكون.
13:1.17 (146.6) هناك العديد من المراتب الإضافية من شخصيات الروح, كائنات غير معروفة للإنسان البشري, الذين ينظرون إلى سوليتارنغتون على أنه جو منزلهم الفردوسي. ينبغي التذكر بأن كل أقسام ومستويات نشاطات الكون هي بالضبط مزودة كلياً بمسعفي الروح كما الحيز معني بمساعدة الإنسان البشري ليرتقي إلى مصيره الفردوسي الإلهي.
13:1.18 (146.7) أسرار سوليتارنغتون. إلى جانب أسرار معينة للثولثة, يحوز هذا العالَم أسرار العلاقة الشخصية للروح اللانهائي مع بعض من النسل الأعلى للمصدر والمركز الثالث. على سوليتارنغتون تُعقد أسرار الرابطة الحميمة للعديد من المراتب غير المكشوفة مع أرواح الأب, الإبن, والروح, مع الروح الثلاثي الأضعاف للثالوث, ومع أرواح الأسمى, المنتهى, ومنتهى السمو.
13:1.19 (146.8) 6. سيرافنغتون (السيرافيم). هذا الجو هو "صدر الإبن والروح" والعالَم المنزل للجماهير الواسعة للعديد من الكائنات غير المكشوفة التي خُلقت بالإبن والروح. هذا هو أيضاً جو المصير لكل المراتب المسعفة من الجماهير الملائكية, بما في ذلك النافيم-الفائقة, النافيم-الثانوية, والسيرافيم. كذلك تخدم هناك في الأكوان المركزية والأكوان النائية مراتب كثيرة من أرواح رائعة الذين هم ليسوا "أرواح مُسعفة إلى أولئك الذين سيكونون ورثة الخلاص". كل عمال الروح هؤلاء في كل مستويات وعوالم نشاطات الكون ينظرون إلى سيرافنغتون كمنزلهم الفردوسي.
13:1.20 (147.1) أسرار سيرافنغتون تنطوي على لغز ثلاثي الأضعاف, واحد منها فقط يمكنني ذكره – لغز النقل السيرافي. مقدرة مراتب متنوعة من السيرافيم وكائنات روح متحالفة لكي يحتووا داخل أشكالهم الروحية كل مراتب الشخصيات اللا-مادية وحملها بعيداً في رحلات طويلة ما بين الكواكب, هو سر مُقفل عليه في القطاعات المقدسة لسيرافنغتون. السيرافيم الناقلة تفهم هذا اللغز, لكنها لا تُبلغه إلى بقيتنا, أو ربما لا تستطيع. تتعلق الألغاز الأخرى لسيرافنغتون بالتجارب الشخصية لأنواع من خادمي الروح التي لم تُكشف حتى الآن إلى البشر. ونحن نمتنع عن مناقشة أسرار مثل هذه الكائنات وثيقة الارتباط لأنكم تستطيعون تقريباً فهم تلك المراتب القريبة من الوجود, وسيكون أقرب إلى خيانة الثقة أن نقدم حتى معرفتنا الجزئية لمثل هذه الظواهر.
13:1.21 (147.2) 7. أسندنغتون (الإرتقاء). هذا العالَم الفريد هو "صدر الأب, الإبن, والروح", ملتقى مخلوقات الفضاء الصاعدة, جو الإستقبال لحجاج الزمان المارين خلال كون هاﭭونا في طريقهم إلى الفردوس. أسندنغتون هو المنزل الفردوسي الفعلي للنفوس الصاعدة من الزمان والفضاء إلى أن ينالوا وضع الفردوس. أنتم البشر سوف تقضون معظم "إجازاتكم" من هاﭭونا على أسندنغتون. خلال حياة هاﭭونا الخاصة بكم سيكون أسندنغتون لكم ما كانه مُوجهو الإرتداد خلال الإرتقاء للكون المحلي والكون العظيم. هنا ستنشغلون في ألوف النشاطات التي تتجاوز إدراك التصور البشري. وكما على كل تقدم سابق في الإرتقاء نحو الله, هنا ستدخل ذاتك الإنسانية في علاقات جديدة مع ذاتك الإلهية.
13:1.22 (147.3) أسرار أسندنغتون تشمل سر البناء الأكيد والتدريجي في العقل المادي والبشري لنظير روحي واحتمالياً خالد من الصِفة والهوية. هذه الظاهرة تشكل واحدة من أكثر الألغاز المحيرة للأكوان -- تطور نفس خالدة داخل عقل مخلوق بشري ومادي.
13:1.23 (147.4) أبداً لن تفهموا تماماً هذه الصفقة الغامضة حتى تصلوا أسندنغتون. وذلك هو بالضبط لماذا كل أسندنغتون سيكون مفتوحاً لأنظاركم المندهشة. سُبع أسندنغتون محظور علي-- ذلك القطاع المعني بهذا السر ذاته الذي هو (أو سيكون) التجربة الحصرية والإمتلاك لنوعكم من الكيان. هذه التجربة تنتمي إلى نظامكم الإنساني من الوجود. مرتبتي من الشخصية ليست معنية مباشرة بمثل هذه التعاملات. لذلك فهو محظور علي ومكشوف لكم في نهاية المطاف. لكن حتى بعد أن يُكشف لكم, لسبب ما يبقى إلى الأبد سركم. أنتم لا تكشفونه لنا ولا لأي مرتبة أخرى من الكائنات. نحن على علم بالإنصهار الأبدي لضابط إلهي ونفس خالدة من أصل إنساني, لكن الصاعدين النهائيين يعرفون هذه التجربة بالذات كواقع مُطلق.
13:2.1 (147.5) هذه العوالم المنزلية للمراتب المتنوعة من الكائنات الروحية هي أجواء رائعة وهائلة, وهي مساوية للفردوس في جمالها الذي لا يُضاهى ومجدها الرائع. هي عوالم إلتقاء, أجواء لجمع الشمل, تخدم كعناوين فلكية دائمة. كنهائيين سوف تكونون مقيمين على الفردوس, لكن أسندنغتون سيكون عنوان منزلكم في جميع الأوقات, حتى عندما تدخلون الخدمة في الفضاء الخارجي. خلال كل الأبدية سوف تعتبرون أسندنغتون كمنزلكم للذكريات العاطفية والإستعادات الحافلة بالذكريات. عندما تصبحون كائنات روحية من المرحلة-السابعة, ربما سوف تتخلون عن وضعكم الإقامي على الفردوس.
13:2.2 (148.1) إذا كانت الأكوان الخارجية في طور التكوين, إذا أريد لها أن تكون مسكونة بمخلوقات زمان ذات إحتمال إرتقاء, عندئذٍ نستنتج بأن أولاد المستقبل هؤلاء سوف يكونون مقدرين أيضاً لينظروا إلى أسندنغتون كعالَم منزلهم الفردوسي.
13:2.3 (148.2) أسندنغتون هو الجو المقدس الوحيد الذي سيكون مفتوحاً بدون تحفظ لتفتيشك كوافد فردوسي. فايسجرنغتون هو الجو المقدس الوحيد المفتوح كلياً وبدون تحفظ إلى تفحصي. ولو أن أسراره معنية بأصلي, في هذا العصر الكوني أنا لا أعتبر أسندنغتون كموطني. كائنات الأصل الثالوثي والكائنات المثولثة ليست ذات الشيء.
13:2.4 (148.3) كائنات الأصل الثالوثي لا تشارك بالكامل عوالم الأب؛ لديهم منازلهم المنفردة على جزيرة الفردوس في جوار قريب إلى الجو الأكثر قداسة. غالباً ما يظهرون على أسندنغتون, "صدر الأب-الإبن-الروح", حيث يتآخون مع إخوانهم الذين صعدوا من عوالم الفضاء المتواضعة.
13:2.5 (148.4) قد تفترضون بأن الأبناء الخالقين, كونهم من أصل أب-ابن, سيعتبرون فايسجِرنغتون بمثابة منزلهم, لكن هذا ليس هو الحال في هذا العصر الكوني لعمل الله السباعي الأضعاف. وهناك العديد من المشاكل المشابهة التي من شأنها أن تربككم, لأنكم بالتأكيد ستواجهون صعوبات كثيرة عندما تحاولون فهم تلك الأشياء التي هي قريبة جداً من الفردوس. ولن يمكنكم أن تعقلوا تلك الأسئلة بنجاح؛ أنتم تعرفون القليل جداً. وإذا عرفتم أكثر عن عوالم الأب, ستواجهون ببساطة المزيد من الصعوبات إلى أن تعرفوا كل شيء عنها. المكانة على أي من هذه العوالم السرية يُكتسب بالخدمة فضلاً عن طبيعة الأصل, وعصور الكون المتتالية قد وهي تعمل إعادة توزيعات لبعض تجمعات الشخصية هذه.
13:2.6 (148.5) عوالم الدارة الداخلية هي في الواقع عوالم أخوة أو مكانة أكثر مما هي أجواء سكنية فعلية. سوف يحرز البشر وضع ما على كل من عوالم الأب ما عدا واحد. على سبيل المثال: عندما أنتم البشر تحرزون هاﭭونا, ستُمنحون تصريحاً إلى أسندنغتون, حيث أنتم أكثر من مُرحب بكم, لكن لن يُسمح لكم بزيارة العوالم المقدسة الستة الأخرى. لاحقاً لمروركم خلال نظام الفردوس وبعد السماح لكم بالدخول إلى سِلك النهائية, ستُمنحون ترخيصاً إلى سونارنغتون حيث أنكم أبناء الله كما أنكم صاعدون--وأنتم أكثر حتى. لكن دائماً سيبقى سُبع سونارنغتون, قطاع أسرار تجسد الأبناء الإلهيين, الذي لن يكون مفتوحاً لتفحصكم. أبداً لن تُكشف تلك الأسرار إلى أبناء الله الصاعدين.
13:2.7 (148.6) في النهاية سيكون لديك وصول كامل لأسندنغتون ووصول نسبي إلى الأجواء الأخرى للأب ما عدا دفيننغتون. لكن حتى عندما تُمنح إذناً بالهبوط على خمسة أجواء سرية إضافية, بعد ما تكون قد أصبحت نهائياً, لن يُسمح لك بزيارة جميع قطاعات مثل هذه العوالم. ولا سيكون مسموحاً لك الهبوط على شواطئ دفننغتون, "صدر الأب" مع أنك بالتأكيد ستقف تكراراً عند "اليد اليُمنى للأب". أبداً في كل أثناء الأبدية لن تنشأ أي ضرورة لحضورك على عالَم ضباط الفكر.
13:2.8 (149.1) عوالم الملتقى تلك لحياة الروح هي أرض ممنوعة إلى الدرجة حيث طُلب منا أن لا نتداول الدخول إلى تلك المراحل لتلك الأجواء التي هي كلياً خارج عوالم خبرتنا. قد تصبح مخلوقاً مثالياً حتى كما الأب الكوني هو إله مثالي, لكنك قد لا تعرف كل الأسرار الاختبارية لكل المراتب الأخرى من شخصيات الكون. عندما يكون لدى الخالق سر شخصية إختبارية مع مخلوقه, يحفظ الخالق ذلك السر في ثقة أبدية.
13:2.9 (149.2) كل هذه الأسرار من المفترض أن تكون معروفة للهيئة الجماعية لأسرار المثولثين ذوي السمو. هذه الكائنات معروفة تماماً فقط من قِبل جماعات عالَمهم الخاص؛ هم مفهومين قليلاً من قِبل المراتب الأخرى. بعد إحرازك الفردوس, سوف تعرف وتحب بحماسة أسرار السمو العشرة الذين يوجهون أسندنغتون. باستثناء دفننغتون, سوف تحقق أيضاً فهم جزئي لأسرار السمو على العوالم الأخرى للأب, ولو ليس بمثالية كما على أسندنغتون.
13:2.10 (149.3) أسرار السمو المثولثين, كما قد يوحي إسمهم, هم مرتبطون بالأسمى؛ هم كذلك مرتبطون بالمنتهى وبالمنتهى-الأسمى المستقبلي. أسرار السمو هؤلاء هم أسرار الأسمى وكذلك أسرار المنتهى, حتى أسرار المنتهى-الأسمى.
13:3.1 (149.4) الأجواء المضيئة السبعة للإبن الأبدي, هي عوالم الأطوار السبعة لوجود الروح-النقي. تلك الأفلاك المضيئة هي مصدر النور الثلاثي الأضعاف للفردوس وهاﭭونا, تأثيرهم كائن إلى حد كبير, إنما ليس كلياً, محدود إلى الكون المركزي.
13:3.2 (149.5) الشخصية غير متواجدة على سواتل الفردوس السبعة هذه؛ لذلك هناك القليل مما يتعلق بمساكن الروح-النقي تلك الذي يمكن تقديمه إلى الشخصية البشرية والمادية. لقد عُّلِمنا بأن تلك العوالم تعج بحياة الما-عدا-الشخصي لكائنات الإبن الأبدي. نستنتج بأن تلك الكيانات يتم تجميعها للإسعاف في الأكوان الجديدة المشروعة للفضاء الخارجي. فلاسفة الفردوس يحتجون بأن كل دورة فردوسية, حوالي بليوني سنة من زمن يورانشيا, تشهد خلق إحتياطات إضافية من تلك المراتب على عوالم الإبن الأبدي السرية.
13:3.3 (149.6) بقدر ما قد أُعلمت, لا شخصية تواجدت أبداً على أي واحد من تلك الأجواء للإبن الأبدي. لم يسبق لي أن تم تعييني أبداً لزيارة واحد من هذه العوالم في كل خبرتي الطويلة داخل وخارج الفردوس. حتى الشخصيات التي شارك في خلقها الإبن الأبدي لا تذهب إلى تلك العوالم. نستنتج بأن جميع أنواع الأرواح اللا شخصية -- بغض النظر عن الأصل الأبوي -- مسموح لها بالدخول إلى منازل الروح هذه. بما أنني شخص ولدي شكل روحي, لا شك سيبدو ذلك العالَم فارغاً ومهجوراً حتى لو سُمح لي بالقيام بزيارته. شخصيات الروح العالية ليسوا مُعتادين على متعة إرضاء الفضول التي بدون هدف, محض مغامرة عديمة الفائدة. هناك في جميع الأوقات الكثير من المغامرة الهادفة والمثيرة للسماح بتطور أي إهتمام كبير بتلك المشاريع التي هي إما غير مجدية أو غير واقعية.
13:4.1 (149.7) بين الدارة الداخلية لهاﭭونا والأجواء المضيئة للإبن الأبدي هناك تدور أفلاك الروح اللانهائي السبعة, عوالم مسكونة بذرية الروح اللانهائي, بالأبناء المثولثين لشخصيات مخلوقة ممجدة, وبأشكال أخرى من كائنات لم تُكشف معنية بالإدارة الفعالة للمشاريع الكثيرة للعوالم المتنوعة من نشاطات الكون.
13:4.2 (150.1) الأرواح الرئيسية السبعة هم ممثلي الأسمى والمنتهى للروح اللانهائي. إنهم يحافظون على محطاتهم الشخصية, تتركز قدرتهم, على محيط الفردوس, لكن كل العمليات المعنية بإدارتهم وتوجيههم للكون الإجمالي تُجرى على ومن تلك الأجواء التنفيذية السبعة الخاصة للروح اللانهائي. الأرواح الرئيسية السبعة هم, في الواقع, عجلة توازن الروح- العقل لكون الأكوان, قدرة كلية الإحتضان, كلية الإكتناف, وكلية التنسيق ذات موقع مركزي.
13:4.3 (150.2) من هذه الأجواء السبعة الخاصة, تعمل الأرواح الرئيسية لمعادلة وترسيخ دارات العقل-الفلكي للكون الإجمالي. كما أن لديها علاقة مع الموقف والحضور الروحي التفاضلي للآلهة في كل أنحاء الكون الإجمالي. التفاعلات الفيزيائية متناسقة, غير متغيرة, ودائماً آنية وتلقائية. لكن الحضور الروحي الاختباري يكون متوافقاً مع الشروط أو الحالات الكامنة للتقبل الروحي الفطري في العقول الفردية للعوالم.
13:4.4 (150.3) السُلطة الفيزيائية, الحضور, والعمل ليست متغيرة في كل الأكوان, صغيرة أو كبيرة. عامل الإختلاف في الحضور, أو التفاعل الروحي, هو الفارق المتقلب في إدراكه واستلامه بمخلوقات المشيئة. في حين أن الحضور الروحي للإله المُطلق والوجودي لا يتأثر بأي شكل من الأشكال بمواقف الولاء أو عدم الولاء من جانب الكائنات المخلوقة, في نفس الوقت إنه حقاً بأن الحضور العامل للإله الدون المُطلق والإختباري هو بالتحديد وبشكل مباشر متأثر بقرارات, إختيارات, ومواقف المشيئة لمثل هذه الكائنات المخلوقة المتناهية – من خلال ولاء وإخلاص الكائن الفرد, الكوكب, النظام, البرج, أو الكون. لكن هذا الحضور الروحي للألوهية ليس نزوائياً ولا تعسفياً؛ تباينه الإختباري فطري في هبة المشيئة الحرة لمخلوقات الشخصية.
13:4.5 (150.4) المُحدد لتفاضل الحضور الروحي يتواجد في عقولكم وقلوبكم الخاصة ويتكون في أسلوب إختياركم الخاص, في قرارات عقولكم, وفي عزم مشيئاتكم الخاصة. هذا التفاضل متأصل في ردود أفعال المشيئة الحرة للكائنات الشخصية الذكية. كائنات التي قد عين الأب الكوني أنها سوف تمارس هذه الحرية للإختيار. والآلهة أبداً صادقون إلى مد وجزر أرواحهم في ملاقاة وإرضاء ظروف ومتطلبات هذا التفاضل من إختيار المخلوق, الآن مغدقون أكثر من حضورهم في إستجابة إلى رغبة مخلصة إلى ذات الشيء ومرة أخرى منسحبون بذاتهم عن المشهد حينما تقرر مخلوقاتهم عكسياً في ممارسة حريتها في الإختيار المغدق إلهياً. وهكذا يصبح روح الألوهية خاضعاً بتواضع إلى إختيار مخلوقات العوالم.
13:4.6 (150.5) المساكن التنفيذية للأرواح الرئيسية السبعة هي, في الواقع, مقر الفردوس للأكوان العظمى السبعة وأقسامها المرتبطة في الفضاء الخارجي. كل روح رئيسي يترأس فوق كون عظيم واحد, وكل من تلك العوالم السبعة معين حصرياً إلى أحد الأرواح الرئيسية. حرفياً لا يوجد مرحلة لإدارة دون الفردوس للأكوان العظمى السبعة التي هي ليست مزود لها على هذه العوالم التنفيذية. إنها ليست حصرية للغاية مثل أجواء الأب أو تلك للإبن, ولو أن وضعها السكني يقتصر على كائنات أهلية والعاملين عليها, فهذه الكواكب الإدارية السبعة مفتوحة دائماً إلى جميع الكائنات التي ترغب في زيارتها, والذين يمكنهم قيادة الوسائل الضرورية للنقل.
13:4.7 (151.1) بالنسبة لي, هذه العوالم التنفيذية هي البقع الأكثر إثارة للإهتمام والفضول خارج الفردوس. ولا في أي مكان آخر في الكون الواسع يمكن للمرء ملاحظة نشاطات متنوعة كتلك, تشمل مراتب مختلفة كثيرة جداً من الكائنات الحية, التي لديها علاقة بعمليات على العديد من المستويات المتنوعة للغاية, مهن في آن واحد مادية, وفكرية, وروحية. عندما يتم منحي فترة إخلاء من المهمة, إن صادف أن أكون على الفردوس أو في هاﭭونا, أنا عادة أتقدم إلى أحد تلك العوالم المزدحمة للأرواح الرئيسية السبعة, هناك لكي أُلهم عقلي بمثل هذه المشاهد من المشاريع, التفاني, الولاء, الحكمة, والفعالية. ولا في أي مكان آخر يمكنني أن أراقب مثل هذا الارتباط المتداخل المذهل من عروض الشخصية على كل المستويات السبعة لحقيقة الكون. وأنا دائماً مُحفز بنشاطات الذين يعرفون جيداً كيفية القيام بعملهم, والذين يتمتعون للغاية بالقيام به.
13:4.8 (151.2) [ قُدمت بمكامل للحكمة فـّوض ليعمل بهذا بقدماء الأيام على يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 14
14:0.1 (152.1) الكون المثالي والإلهي يحتل مركز كل الخلق؛ إنه النواة الأبدية التي تدور حولها الخلائق الشاسعة للزمان والفضاء. الفردوس هو الجزيرة النواة العملاقة ذات الإستقرار المُطلق المستكنة بلا حراك في قلب الكون الأبدي العظيم. هذه العائلة الكوكبية المركزية تُدعى هاﭭونا وهي بعيدة جداً عن الكون المحلي نِبادون. إنها ذات أبعاد هائلة وكتلة لا تصدق تقريباً وتتكون من بليون جوٍ من الجمال الذي لا يُتصور والعظمة الرائعة, لكن الحجم الحقيقي لهذا الخلق الشاسع يتجاوز حقاً فهم العقل الإنساني.
14:0.2 (152.2) هذا هو تجميع العوالم, الواحد والوحيد المستقر, المثالي, والمؤسس. هذا كون مخلوق ومثالي كلياً؛ إنه ليس نشوءاً تطورياً. هذا هو النواة الأبدية للكمال, الذي يدور حوله ذلك الموكب الذي لا نهاية له من الأكوان التي تشكل التجربة التطورية الهائلة, المغامرة الجريئة لأبناء الله الخالقين, الذين يطمحون أن يتضاعفوا في الزمان ويعيدوا الإنتاج في الفضاء للكون النموذج, المثال الأعلى من الإتمام الإلهي, النهائية العليا, الحقيقة المطلقة, والكمال الأبدي.
14:1.1 (152.3) من الحد الخارجي للفردوس إلى الحدود الداخلية للأكوان العظمى السبعة توجد الحالات والحركات الفضائية السبعة التالية:
14:1.2 (152.4) 1. نطاقات الفضاء الأوسط الهامدة التي تصطدم بالفردوس.
14:1.3 (152.5) 2. الطواف في إتجاه عقارب الساعة لدارات الفردوس الثلاثة ودارت هافونا السبعة.
14:1.4 (152.6) 3. نطاق الفضاء شبه الهادئ الذي يفصل بين دارات هاﭭونا وأجسام الجاذبية المظلمة للكون المركزي.
14:1.5 (152.7) 4. الحزام الداخلي المتحرك في عكس إتجاه عقارب الساعة لأجسام الجاذبية المظلمة.
14:1.6 (152.8) 5. . نطاق الفضاء الفريد الثاني الذي يقسم ممري الفضاء لأجسام الجاذبية المظلمة.
14:1.7 (152.9) 6. الحزام الخارجي لأجسام الجاذبية المظلمة, الدائر في إتجاه عقارب الساعة حول الفردوس.
14:1.8 (152.10) 7. نطاق فضاء ثالث--نطاق شبه هادئ--يفصل الحزام الخارجي لأجسام الجاذبية المظلمة من الدارات الأعمق داخلياً للأكوان العظمى السبعة.
14:1.9 (152.11) العوالم البليون لهاﭭونا مُرتبة في سبع دارات متحدة المركز تحيط مباشرة الدارات الثلاثة لسواتل الفردوس. هناك ما يزيد عن خمسة وثلاثين مليون عالم في الدارة الأعمق للداخل لهاﭭونا وأكثر من مائتين وخمسة وأربعين مليوناً في الدارة الأقصى خارجياً, مع أعداد متناسبة متداخلة. كل دارة تختلف, ولكن كلها متوازنة بمثالية ومنظمة بشكل رائع, ويتخلل كل منها تمثيل متخصص للروح اللانهائي, واحد من الأرواح السبعة للدارات. بالإضافة إلى وظائف أخرى يقوم هذا الروح اللا-شخصي بتنسيق تصريف الشؤون السماوية في جميع أنحاء كل دارة.
14:1.10 (153.1) دارات هاﭭونا الكوكبية ليست متداخلة؛ عوالمها تتبع بعضها البعض في موكب خطي نظامي. يدور الكون المركزي حول جزيرة الفردوس الثابتة في مستوى واحد شاسع, مؤلف من عشر وحدات متحدة المركز مستقرة--الدارات الثلاثة لأجواء الفردوس والدارات السبعة لعوالم هاﭭونا. بالإعتبار الفيزيائي, دارات هاﭭونا والفردوس كلها واحدة وذات النظام؛ إنفصالها يكون في إعتراف بالفصل الوظيفي والإداري.
14:1.11 (153.2) الزمان لا يُحسَب على الفردوس؛ تسلسل الأحداث المتعاقبة متأصل في مفهوم أولئك الذين هم السكان الأصليين للجزيرة المركزية. لكن الزمان وثيق الصلة بدارات هاﭭونا وللعديد من الكائنات الماكثة عليها من كِلا أصل سماوي وأرضي. كل عالَم في هاﭭونا له وقته المحلي الخاص, الذي تحدده دارته. كل العوالم في دارة معينة لديها ذات الطول للسنة حيث أنها تتأرجح بشكل منتظم حول الفردوس, وطول هذه السنوات الكوكبية يتناقص من الدارة الأقصى خارجياً إلى الدارة الأعمق داخلياً.
14:1.12 (153.3) إلى جانب زمن دارة هاﭭونا, هناك اليوم القياسي للفردوس-هاﭭونا وغيرها من التعيينات الزمنية التي يتم تحديدها وإرسالها إلى الخارج من, سواتل الفردوس السبعة للروح اللانهائي. اليوم القياسي للفردوس-هاﭭونا مؤسس على طول الزمن اللازم للمساكن الكوكبية لدارة هاﭭونا الأولى أو الداخلية لإكمال دورة واحدة حول جزيرة الفردوس؛ وعلى الرغم من أن سرعاتها هائلة, نظراً لموقعها بين أجسام الجاذبية المظلمة والفردوس الضخم, إلا أنه يتطلب ما يقرب من ألف سنة لتلك الأجواء لكي تستكمل دارتها. أنتم على نحو عفوي قد قرأتم الحقيقة عندما توقفت عيونكم على العبارة "يوم هو كألف سنة مع الله, مثل مجرد هزيع من الليل". يوم الفردوس-هاﭭونا هو بالضبط سبعة دقائق, ثلاث ثواني وثُمن الثانية أقل من ألف سنة من سنين يورانشيا الكبيسة للتقويم الحالي.
14:1.13 (153.4) يوم الفردوس-هاﭭونا هذا, هو وحدة قياس الزمن المقياسية للأكوان العظمى السبعة, على أن كل منها يحافظ على مقاييسه الزمنية الداخلية الخاصة.
14:1.14 (153.5) على مشارف هذا الكون المركزي الشاسع, بعيداً للخارج ما بعد الحزام السابع لعوالم هاﭭونا, هناك يدور عدد لا يُصدق من أجسام الجاذبية المظلمة الهائلة. تلك الكتل المظلمة التي لا تُحصى تختلف تماماً عن الأجسام الفضائية الأخرى في كثير من التفاصيل؛ حتى في الشكل هي مختلفة جداً. أجسام الجاذبية المظلمة هذه لا تعكس ولا تمتص الضوء؛ إنها غير متفاعلة إلى نور الطاقة-الفيزيائية, وهي تحيط وتغطي هاﭭونا بشكل تام كما لتُخفيها عن رؤية حتى أكوان الزمان والفضاء المأهولة القريبة.
14:1.15 (153.6) الحزام العظيم لأجسام الجاذبية المظلمة مقسم إلى دارتين إهليجيتين متساويتين بواسطة إقتحام فضائي فريد. الحزام الداخلي يدور عكس عقارب الساعة؛ الحزام الخارجي يدور في إتجاه عقارب الساعة. هذه الإتجاهات المتناوبة للحركة, إلى جانب الكتلة الإستثنائية للأجسام المظلمة, توازن بغاية الفاعلية خطوط جاذبية هاﭭونا بحيث تُحيل الكون المركزي إلى خلق متوازن فيزيائياً ومُستقر بمثالية.
14:1.16 (153.7) الموكب الداخلي لأجسام الجاذبية المظلمة هو أنبوبي في الترتيب, مُتكون من ثلاث تجميعات دائرية. مقطع عرضي لهذه الدارة سيعرض ثلاث دوائر متحدة المركز ذات كثافة متساوية تقريباً. الدارة الخارجية من أجسام الجاذبية المظلمة مُرتبة عمودياً, كائنة أعلى بعشرة آلاف مرة من الدارة الداخلية. القطر الصاعد والنازل للدارة الخارجية أكبر بخمسين ألف مرة من القطر المستعرض.
14:1.17 (154.1) الفضاء المتداخل المتواجد بين هاتين الدارتين من أجسام الجاذبية هو فريد من حيث أن لا شيء مثله يمكن أن يوجد في أي مكان آخر من كل الكون الواسع. يتميز هذا النطاق بحركات موجية هائلة ذات طبيعة صعود-و-هبوط وتتخلله نشاطات طاقة هائلة لنظام غير معروف.
14:1.18 (154.2) في رأينا, لا شيء مثل أجسام الجاذبية المظلمة للكون المركزي سوف يُميز التطور المستقبلي لمستويات الفضاء الخارجي؛ نحن نعتبر هذه المواكب المتناوبة من الأجسام الموازنة-للجاذبية الهائلة كفريدة في الكون الرئيسي.
14:2.1 (154.3) كائنات الروح لا تقيم في فضاء سديمي؛ ولا تسكن عوالم أثيرية؛ هم يستوطنون أجواء فعلية ذات طبيعة مادية, عوالم واقعية تماماً مثل تلك التي عليها يعيش البشر. عوالم هاﭭونا فعلية وحرفية, ولو أن عنصرها الحرفي يختلف عن التنظيم المادي لكواكب الأكوان العظمى السبعة.
14:2.2 (154.4) الحقائق الفيزيائية لهاﭭونا تمثل مرتبة من نظام الطاقة تختلف جذرياً عن أي سائد في الأكوان التطورية للفضاء. طاقات هاﭭونا ثلاثية الأضعاف؛ وحدات الكون العظيم للمادة-الطاقة تحتوي شحنة طاقة ذات شقين, مع أن شكل واحد من الطاقة موجود في الطورين السلبي والإيجابي. خلق الكون المركزي هو ثلاثي الثنايا (ثالوث)؛ خلق كون محلي (مباشر) هو ذو شقين, بواسطة إبن خالق وروح خلاَّقة.
14:2.3 (154.5) مادة هاﭭونا تتكون من تنظيم ألف عنصر كيميائي أساسي بالضبط والأداء المتوازن للأشكال السبعة لطاقة هاﭭونا. كل من تلك الطاقات الأساسية تُجلي سبعة أطوار من الإثارة, بحيث أن أهالي هاﭭونا يتجاوبون إلى تسعة وأربعين منبه حواس مختلف. بعبارة أخرى, من وجهة نظر فيزيائية بحتة, فإن أهالي الكون المركزي يمتلكون تسعة وأربعين شكلاً متخصصاً من الإحساس. حواس المورونشيا هي سبعون, والمراتب الروحية الأعلى للإستجابة التفاعلية تتفاوت في الأنواع المختلفة من الكائنات من سبعين إلى مائتين وعشرة.
14:2.4 (154.6) لن يكون أي من الكائنات الفيزيائية للكون المركزي مرئياً إلى اليورانشيين. ولا أي من المحفزات الفيزيائية لتلك العوالم البعيدة سيثير تفاعلاً في أعضاء الحواس الغليظة الخاصة بكم. إذا أمكن نقل بشري يورانشي إلى هاﭭونا, فسيكون هناك أصم, أعمى, ومفتقراً كلياً في كل تفاعلات الحواس الأخرى؛ يمكنه العمل فقط ككائن واعي-للذات محدود محروم من كل المحفزات البيئية وكل التفاعلات إليها.
14:2.5 (154.7) هناك العديد من الظواهر الفيزيائية والتفاعلات الروحية تتسرب في الخلق المركزي التي هي غير معروفة على عوالم مثل يورانشيا. التنظيم الأساسي للخلق الثلاثي الثنايا لا يشبه كلياً تلك البنية الثنائية الثنايا للأكوان المخلوقة من الزمان والفضاء.
14:2.6 (154.8) كل القانون الطبيعي منسق على أسس تختلف كلياً عما هو عليه في أنظمة الطاقة-الثنائية للخلائق المتطورة. الكون المركزي بأكمله منظم في توافق مع النظام الثلاثي الثنايا للسيطرة المثالية والمتناسقة. في جميع أنحاء نظام هاﭭونا-الفردوس هناك توازن مثالي مُحافظ عليه بين جميع الحقائق الفلكية وكل القوى الروحية. الفردوس, بقبضة مُطلقة للخلق المادي, بمثالية يُعدل ويُحافظ على الطاقات الفيزيائية لهذا الكون المركزي؛ الإبن الأبدي كجزء من قبضته الروحية الكلية-الإحتضان, يُحافظ بمنتهى الكمال على المكانة الروحية لكل الذين يسكنون هاﭭونا. على الفردوس لا شيء إختباري, ونظام هاﭭونا-الفردوس هو وحدة من الكمال الخلاِّق.
14:2.7 (155.1) الجاذبية الروحية الكونية للإبن الأبدي نشطة بشكل مثير للدهشة في كل أنحاء الكون المركزي. كل قيم الروح والشخصيات الروحية تُسحب بدون توقف إلى الداخل نحو مسكن الآلهة. هذا الحث نحو الله شديد ولا مفر منه. الطموح لإحراز الله أقوى في الكون المركزي, ليس لأن جاذبية الروح أقوى مما في الأكوان البعيدة عن المركز, بل لأن أولئك الكائنات الذين أحرزوا هاﭭونا هم روحانيين بشكل أتم وبالتالي أكثر إستجابة إلى العمل الدائم-الحضور لسحب جاذبية-الروح الكونية للإبن الأبدي.
14:2.8 (155.2) بالمثل يجر الروح اللانهائي كل القيم الفكرية تجاه الفردوس. في كل أنحاء الكون المركزي تعمل جاذبية العقل للروح اللانهائي في إرتباط مع جاذبية الروح للإبن الأبدي, وهذان معاً يؤلفان الحث المزدوج للنفوس الصاعدة لتجد الله, لتحرز الإله, لتنجز الفردوس, ولتعرف الأب.
14:2.9 (155.3) هاﭭونا هو كون مثالي روحياً ومستقر فيزيائياً. السيطرة والإستقرار المتوازن للكون المركزي يبدو ليكون مثالياً. كل شيء فيزيائي أو روحي يمكن التنبؤ به تماماً, لكن ظواهر العقل وإرادة الشخصية ليست كذلك. نحن نستنتج بأن الخطيئة يمكن إعتبارها مستحيلة الحدوث, لكننا نفعل هذا على أساس أن مخلوقات المشيئة الحرة الأهليين لهاﭭونا لم يكونوا مذنبين قط في إنتهاك مشيئة الإله. خلال كل الأبدية, كانت هذه الكائنات العلوية موالية بإستمرار إلى أبديي الأيام. ولا ظهرت الخطيئة في أي مخلوق دخل هاﭭونا كحاج. لم تكن هناك أبداً لحظة سوء سلوك من قِبل أي مخلوق من أي مجموعة من الشخصيات الذين خُلقوا في, أو سُمح لهم بالدخول إلى, كون هافونا المركزي. مثالية للغاية وإلهية للغاية هي أساليب ووسائل الإختيار في أكوان الزمان بحيث لم يحدث أبداً أي خطأ في سجلات هاﭭونا؛ لا أخطاء أبداً قد ارتكِبت؛ ولا نفس صاعدة قد سُمح لها بالدخول إلى الكون المركزي قبل الأوان.
14:3.1 (155.4) فيما يتعلق بحكومة الكون المركزي, فليس هناك أي منها. هاﭭونا مثالية بروعة للغاية بحيث لا تقتضى نظام فكري لحكومة. ليست هناك محاكم معينة بانتظام. ولا هناك مجالس تشريعية؛ هاﭭونا تتطلب فقط توجيه إداري. هنا يمكن ملاحظة ذروة المثل العليا للحكم الذاتي الحقيقي.
14:3.2 (155.5) ليس هناك حاجة للحكومة بين هذه الذكاءات المثالية وشبه المثالية. إنهم في مقام ليس بحاجة للتنظيم, لأنهم كائنات ذات مثالية أهلية منتثرين مع مخلوقات تطورية التي اجتازت منذ أمد طويل تدقيق المحاكم السامية للأكوان العظمى.
14:3.3 (155.6) إدارة هاﭭونا ليست تلقائية, لكنها مثالية بشكل رائع وفعّالة إلهياً. إنها كوكبية بشكل رئيسي ومقَلدة إلى أبدي الأيام المقيم, كل جو في هاﭭونا موجه من قِبل واحد من هذه الشخصيات الثالوثية الأصل. أبديو الأيام ليسوا خالقين, لكنهم إداريون مثاليون. يُعلمون بمهارة عُليا ويوجهون أطفالهم الكوكبيين بكمال من الحكمة يحد على الإطلاق.
14:3.4 (156.1) الأجواء البليون من الكون المركزي تشكل عوالم التدريب للشخصيات العليا الأهلية إلى الفردوس وهاﭭونا وتخدم إضافياً كأساس الإثبات النهائي للمخلوقات الصاعدة من العوالم التطورية للزمان. في تنفيذ خطة الأب الكوني العظيمة لإرتقاء المخلوق, يُهبَط حجاج الزمان على عوالم الإستلام للدارة الخارجية أو السابعة, ولاحقاً إلى تدريب متزايد وخبرة موسعة, هم يُقدمون تدريجياً نحو الداخل, كوكب بعد كوكب, ودائرة بعد دائرة, إلى أن يُحرزوا في النهاية الآلهة وينجزوا إقامة على الفردوس.
14:3.5 (156.2) في الوقت الحاضر, مع أن الأجواء الفلكية للدارات السبعة يُحافظ عليها في كل مجدها السماوي, فقط حوالي واحد بالمائة من كل الإستطاعة الكوكبية يُستخدم في عمل تعزيز خطة الأب الكونية للإرتقاء البشري. حوالي عُشر واحد بالمائة من مساحة تلك العوالم الضخمة مكرس لحياة ونشاطات سِلك النهائية, كائنات مستقرة أبدياً في النور والحياة الذين غالباً يمكثون ويسعفون على عوالم هاﭭونا. هذه الكائنات الممجدة لديها مساكنها الشخصية على الفردوس.
14:3.6 (156.3) البناء الكوكبي لأجواء هاﭭونا لا يشبه كلياً ذلك لعوالم وأنظمة الفضاء التطورية. ولا أي مكان آخر في كل الكون الكبير مناسب للإنتفاع من هكذا أجواء ضخمة كعوالم مسكونة. التأليف الفيزيائي التراياتا (الثلاثي), إلى جانب التأثير الموازن لأجسام الجاذبية المظلمة الهائلة, تجعل من الممكن تماماً تحقيق التوازن بين القوى الفيزيائية وبشكل رائع للغاية لموازنة عوامل الجذب المختلفة لهذا الخلق الضخم. مُضاد الجاذبية يُستخدم أيضاً في تنظيم الوظائف المادية والنشاطات الروحية لهذه العوالم الضخمة.
14:3.7 (156.4) الهندسة المعمارية, الإضاءة, والتدفئة, فضلاً عن التزيين البيولوجي والفني لأجواء هاﭭونا, تتجاوز تماماً أقصى امتداد مُمكن للمخيلة الإنسانية. لا يُمكن إخبارك الكثير عن هاﭭونا؛ لتفهم جمالها وعظمتها يجب أن تراها. لكن هناك أنهار وبحيرات حقيقية على تلك العوالم المثالية.
14:3.8 (156.5) روحياً, تلك العوالم معينة بمثالية؛ هي مكيفة بشكل مناسب إلى هدفها لإيواء المراتب العديدة من الكائنات المختلفة التي تعمل في الكون المركزي. نشاطات متنوعة تحصل على تلك العوالم الجميلة التي هي ببُعد ما فوق الفهم الإنساني.
14:4.1 (156.6) هناك سبعة أشكال أساسية من الأشياء والكائنات الحية على عوالم هاﭭونا, وكل من تلك الأشكال الأساسية يتواجد في ثلاثة أطوار متميزة. كل من تلك الأطوار الثلاثة مقسم إلى سبعين قسم رئيسي, وكل قسم رئيسي يتألف من ألف قسم صغير, مع تقسيمات فرعية أخرى بعد, وهكذا دواليك. هذه المجموعات الحية الأساسية يمكن أن تُصنف كالتالي:
14:4.2 (156.7) 1. مادية.
14:4.3 (156.8) 2. مورونشية.
14:4.4 (156.9) 3. روحية.
14:4.5 (156.10) 4. أبسونايتية.
14:4.6 (156.11) 5. نهائية.
14:4.7 (156.12) 6. مُشاركة في الإطلاق.
14:4.8 (156.13) 7. مُطلقة.
14:4.9 (157.1) الإضمحلال والموت ليست جزءًا من دورة الحياة على عوالم هاﭭونا. في الكون المركزي الأشياء الحية الأدنى تخضع لتحولات التجسد. هي فعلاً تُغير الشكل والمظهر, لكنها لا تتحلل بعملية الإنحلال والموت الخلوي.
14:4.10 (157.2) أهالي هاﭭونا كلهم ذرية ثالوث الفردوس. هم بدون آباء مخلوقات, وهم كائنات لا تتكاثر. لا يمكننا تصوير خلق هؤلاء المواطنين للكون المركزي, كائنات التي لم تُخلق قط. قصة خلق هاﭭونا الكاملة هي محاولة لزمكنة واقع أبدي لا علاقة له بالزمان أو المكان كما يفهمها الإنسان البشري. لكن يجب علينا أن نُرضي الفلسفة الإنسانية بنقطة أصل؛ حتى شخصيات أعلى بكثير من المستوى الإنساني تتطلب مفهوم "البدايات". مع ذلك, فإن نظام هاﭭونا-الفردوس أبدي.
14:4.11 (157.3) يعيش أهالي هاﭭونا على بليون جوٍ من الكون المركزي في نفس مغزى أن مراتب أخرى من المواطنية الدائمة تسكن على أجوائها المختصة من المواطنة. كما المرتبة المادية من البنوة تُواصل التدبير على المادي, الفكري, والروحي على بليون نظام محلي في كون عظيم, هكذا, في مغزى أوسع, يعيش ويعمل أهالي هاﭭونا على العوالم البليون للكون المركزي. ربما قد تعتبر هؤلاء الهاﭭونيين كمخلوقات مادية بالمعنى حيث كلمة "مادي" قد تُوسع لتصف الحقائق الفيزيائية للكون الإلهي.
14:4.12 (157.4) هناك حياة التي هي أهلية إلى هاﭭونا وتمتلك أهمية في ومن ذاتها. يسعف الهاﭭونيون بالعديد من الطرق إلى النازلين من الفردوس والصاعدين من الأكوان العظمى, لكنهم أيضاً يعيشون حيوات التي هي فريدة من نوعها في الكون المركزي ولديهم معني نسبي بمعزل إلى حد بعيد من كِلا الفردوس أو الأكوان العظمى.
14:4.13 (157.5) مثلما تُسعف عبادة أبناء الإيمان من العوالم التطورية إلى إرضاء محبة الأب الكوني, هكذا الهيام الممجد لمخلوقات هاﭭونا يُشبع المُثل المثالية للجمال والحق الإلهيين. كما يجاهد الإنسان البشري ليفعل مشيئة الله, أولئك الكائنات من الكون المركزي يعيشون لكي يُرضوا مُثل ثالوث الفردوس. في عين طبيعتهم هم مشيئة الله. الإنسان يبتهج في صلاح الله, الهاﭭونيون يتهللون في الجمال الإلهي, بينما كِلاكم تتمتعون بإسعاف حرية الحق الحي.
14:4.14 (157.6) الهاﭭونيون لديهم على حد سواء مصائر إختيارية حاضرة ومستقبلية غير مكشوفة. وهناك تطور للمخلوقات الأهلية الذي هو خاص إلى الكون المركزي, تطور لا يشمل إرتقاء إلى الفردوس ولا ولوج للأكوان العظمى. هذا التطور إلى أوضاع هاﭭونية أعلى يمكن إقتراحه على النحو التالي:
14:4.15 (157.7) 1. تقدم إختباري نحو الخارج من الدارة الأولى إلى السابعة.
14:4.16 (157.8) 2. تقدم نحو الداخل من الدارة السابعة إلى الأولى.
14:4.17 (157.9) 3. تقدم ما بين الدارات--تقدم ضمن عوالم دارة معينة.
14:4.18 (157.10) بالإضافة إلى سكان هاﭭونا الأصليين, يحتضن سكان الكون المركزي طبقات عديدة من الكائنات النموذجية لمختلف فئات الكون--مستشارين, موجِهين, ومعلمين من نوعهم وإلى نوعهم في كل أنحاء الخلق. كل الكائنات في كل الأكوان مبدَعين على غرار نظام واحد لمخلوق نموذجي ما يعيش على واحد ما من البليون عالَم لهاﭭونا. حتى بشر الزمان لديهم هدفهم ومُثلهم لوجود المخلوق على الدارات الخارجية لتلك الأجواء النموذجية على العُلى.
14:4.19 (157.11) ثم هناك أولئك الكائنات الذي قد أحرزوا الأب الكوني, والذين هم مخولين للذهاب والمجيء, الذين عُينوا هنا وهناك في الأكوان على مهام ذات خدمة خاصة. وعلى كل عالَم هاﭭونا سيتم العثور على مُرشحي البلوغ, أولئك الذين بلغوا الكون المركزي جسدياً, ولكن الذين هم حتى الآن لم ينجزوا ذلك التطور الروحي الذي سيمكنهم من المطالبة بإقامة على الفردوس.
14:4.20 (158.1) الروح اللانهائي ممثـَل على عوالم هاﭭونا من قِبل جمهور من الشخصيات, كائنات نعمة ومجد, الذين يديرون تفاصيل الشؤون الفكرية والروحية المعقدة للكون المركزي. على هذه العوالم من الكمال الإلهي ينجزون العمل الفطري إلى التصرف الطبيعي لهذا الخلق الشاسع, وبالإضافة إلى ذلك, يقومون بالمهمات المتنوعة للتعليم, التدريب, والإسعاف إلى الأعداد الهائلة من المخلوقات الصاعدة الذين تسلقوا إلى المجد من عوالم الفضاء المظلمة.
14:4.21 (158.2) هناك فئات عديدة من الكائنات الأهلية إلى نظام هاﭭونا-الفردوس الذين هم ليسوا ولا بأي حال من الأحوال مرتبطين بشكل مباشر بمُخطط الإرتقاء لإحراز كمال المخلوق؛ وبالتالي هم لذلك قد أُسقطوا من تصنيفات الشخصية المقدمة إلى أجناس البشر. فقط الفئات الرئيسية من الكائنات الفائقة عن الإنسان وتلك المراتب المتعلقة مباشرة بتجربة بقائكم هم مُقدمين هنا.
14:4.22 (158.3) تعُج هاﭭونا بحياة كل أطوار الكائنات الذكية, الذين ينشدون هناك التقدم من الدارات الأدنى إلى الأعلى في جهودهم لإحراز مستويات أعلى من إدراك الألوهية وتقدير موَّسع للمعاني السامية, والقيم الختامية, والحقيقة المُطلقة.
14:5.1 (158.4) على يورانشيا أنتم تمرون عبر إختبار قصير ومُكثف خلال حياتكم الأولية من الوجود المادي. على العوالم المنزلية وصعوداً خلال نظامكم, بُرجكم, وكونكم المحلي, تجتازون المراحل المورونشية للإرتقاء.على عوالم التدريب للكون العظيم تمرون بالمراحل الروحية الحقيقية للتقدم وتتهيأون للنقل اللاحق إلى هاﭭونا. على دارات هاﭭونا السبعة يكون تحصيلكم فكري, روحي, وإختباري. وهناك مهمة محددة يتعين إنجازها على كل واحد من العوالم لكل واحد من تلك الدارات.
14:5.2 (158.5) الحياة على العوالم الإلهية للكون المركزي غنية ومليئة للغاية, تامة وزاخرة للغاية, بحيث تفوق كلياً المفهوم الإنساني لأي شيء يمكن أن يختبره كائن مخلوق. النشاطات الإجتماعية والإقتصادية لهذا الخلق الأبدي كلياً لا تُماثل وظائف المخلوقات المادية التي تعيش على عوالم تطورية مثل يورانشيا. حتى أسلوب الفكر لهاﭭونا لا يشبه عملية التفكير على يورانشيا.
14:5.3 (158.6) الأنظمة المعمول بها في الكون المركزي هي طبيعية بشكل ملائم وفطري؛ قواعد السلوك ليست إعتباطية. في كل مطلب لهاﭭونا هناك مُبين سبب البِر وحكم العدالة. وهذان العاملان, مجتمعان, يساويان ما قد يُدعى على يورانشيا الإنصاف. عند وصولكم إلى هاﭭونا, سوف تستمتعون طبيعياً بأداء الأمور بالطريقة التي ينبغي القيام بها.
14:5.4 (158.7) عندما كائنات ذكية تحرز أولاً الكون المركزي, يتم استقبالهم وإسكانهم على العالَم الإرشادي لدارة هاﭭونا السابعة. عندما يتقدم الوافدون الجدد روحياً, ويحرزون فهم هوية الروح الرئيسي لكونهم العظيم, يُنقلون إلى الدائرة السادسة. (إنه من هذه الترتيبات في الكون المركزي حيث دوائر التقدم في العقل الإنساني قد عُينت). بعد أن يكون الصاعدون قد أحرزوا إدراكاً للسمو وبذلك تهيأوا لمغامرة الإله, يؤخذون إلى الدارة الخامسة؛ وبعد إحراز الروح اللانهائي, يُنقلون إلى الرابعة. تالياً لإحرازهم الإبن الأبدي, يُنقلون إلى الثالثة؛ وعندما يكونوا قد تعرفوا على الأب الكوني, يذهبون للمكوث على دارة العوالم الثانية, حيث يصبحون أكثر دراية بجماهير الفردوس. الوصول على دارة هاﭭونا الأولى يدل على قبول مرشح الزمان في خدمة الفردوس. إلى أجل غير مسمى, وفقاً لمدة وطبيعة إرتقاء المخلوق, سوف يتوانون على الدارة الداخلية من الإحراز الروحي التقدمي. من هذه الدارة الداخلية يعبر الحجاج الصاعدون نحو الداخل إلى إقامة الفردوس والقبول في سِلك النهائية.
14:5.5 (159.1) أثناء مكوثك في هاﭭونا كحاج إرتقاء, سيُسمح لك أن تزور بحرية بين عوالم الدارة المعينة لمهمتك. كما سيسمح لك بالعودة إلى كواكب تلك الدارات التي سبق لك اجتيازها. وهذا كله ممكن لأولئك الذين يمكثون على دوائر هاﭭونا دون الحاجة لأن يكونوا مغلفين في النافيم الفائقة. حجاج الزمان قادرون على تجهيز ذاتهم لإجتياز الفضاء "المُحرَز" لكن يجب أن يعتمدوا على التقنية المفروضة لتداول الفضاء "غير المُحرَز"؛ الحاج لا يمكنه ترك هاﭭونا ولا المُضي قُدماً إلى ما بعد دارته المعينة بدون مساعدة نافيم فائقة ناقلة.
14:5.6 (159.2) هناك أصالة منعشة حول هذا الخلق المركزي الشاسع. على حدة من التنظيم الفيزيائي للمادة والبنية الأساسية للمراتب الأساسية للكائنات الذكية والأشياء الحية الأخرى, ليس هناك شيئ مشترك بين عوالم هاﭭونا. كل واحد من هذه الكواكب أصلي, فريد, وخلق حصري؛ كل كوكب هو إنتاج مثالي, رائع, ولا يُضاهى. وهذا التنوع في الفردية يمتد إلى كل الميزات الفيزيائية, الفكرية, والروحية للوجود الكوكبي. كل من تلك الأجواء المثالية البليون قد تم تطويره وتزيينه وفقاً لخطط أبدي الأيام المقيم. وهذا هو تماماً السبب وراء عدم تشابه اثنين منهم.
14:5.7 (159.3) ليس إلى أن تجتاز الأخيرة من دارات هاﭭونا وتزور آخِر عوالم هاﭭونا, سيختفي مُنشط المغامرة ومُحفز الفضول من حياتك المهنية. وعندئذٍ سيحل الحث, الدافع إلى الأمام للأبدية, مكان سابقه, إغراء المغامرة للزمان.
14:5.8 (159.4) الرتابة هي مؤشر لعدم نضوج الخيال الإبداعي وخمول التنسيق الفكري مع الهبة الروحية. بحلول الوقت الذي فيه يبدأ بشري صاعد إستكشاف تلك العوالم السماوية, يكون قد أحرز بالفعل النضوج العاطفي, الفكري, والإجتماعي, إن لم يكن الروحي.
14:5.9 (159.5) أنت ليس فقط سوف تجد تغييرات لا يُحلم بها تواجهك بينما تتقدم من دارة إلى دارة في هاﭭونا, لكن دهشتك ستكون لا توصف عندما ترتقي من كوكب إلى كوكب ضمن كل دارة. كل من عوالم الدراسة البليون تلك هي جامعة حقيقية من المفاجآت. الدهشة المستمرة, التعجب غير المنتهي, هي تجربة أولئك الذين يجتازون تلك الدارات ويجولون تلك الأجواء العملاقة. الرتابة ليست جزءًا من مهنة هاﭭونا.
14:5.10 (159.6) حب المغامرة, الفضول, والخوف من الرتابة--تلك الصفات الفطرية في الطبيعة الإنسانية المتطورة--لم توضع هناك لمجرد إثارة سخطك وإزعاجك أثناء مكوثك القصير على الأرض, بل بالأحرى للإيحاء لك بأن الموت هو فقط البداية لمهمة لا تنتهي من المغامرة, حياة أزلية من التوقع, ورحلة أبدية من الإكتشاف.
14:5.11 (160.1) الفضول--روح الإستقصاء, حث الإكتشاف, دافع الإستكشاف--هي جزء من المنحة الإلهية والفطرية لمخلوقات الفضاء التطوريين. هذه الدوافع الطبيعية لم تعطى لكم لمجرد أن تُثبط وتُقمع. صحيح, أن تلك الدوافع الطموحة يجب أن تُكبح بشكل متكرر أثناء حياتكم القصيرة على الأرض, غالباً ما يجب إختبار خيبة الأمل, لكنهم ينبغي أن يُدركوا بالكامل وأن يُرضوا بمجد خلال العصور الطويلة الآتية.
14:6.1 (160.2) مدى نشاطات هاﭭونا السباعية الدارات هائل. بشكل عام, يمكن وصفها على النحو التالي:
14:6.2 (160.3) 1. هاﭭونية.
14:6.3 (160.4) 2. فردوسية.
14:6.4 (160.5) 3. إرتقائية-متناهية--تطورية مُطلقة-عُليا.
14:6.5 (160.6) العديد من النشاطات الفائقة عن المتناهي تجري في هاﭭونا عصر الكون الحالي, التي تنطوي على تنوعات لا حصر لها للأبسونايت وأطوار أخرى لوظائف العقل والروح. إنه من الممكن بأن الكون المركزي يخدم أهدافاً كثيرة لم تُكشف لي, حيث أنه يعمل بطرق عديدة ما فوق فهم العقل المخلوق. رغم ذلك, سوف أسعى لأصف كيف يُسعف هذا الخلق المثالي إلى إحتياجات المراتب السبعة من ذكاء الكون ويُساهم في إرضائهم.
14:6.6 (160.7) 1. الأب الكوني--المصدر والمركز الأول. يستمد الله الأب الرضا الأبوي السامي من جعل الخلق المركزي مثالياً. هو يتمتع بتجربة إشباع المحبة على مستويات شبه-المساواة. الخالق المثالي مسرور إلَهياً بهيام المخلوق المثالي.
14:6.7 (160.8) هاﭭونا تتيح للأب متعة الإنجاز الأعلى. إن إدراك الكمال في هاﭭونا يعوض عن تأخير الزمان-الفضاء للحث الأبدي للتوسع اللانهائي.
14:6.8 (160.9) يستمتع الأب بتبادل هاﭭونا للجمال الإلهي. إنه من المرضي للعقل الإلهي أن يمنح نموذجاً مثالياً من الإنسجام الرائع لكل الأكوان المتطورة.
14:6.9 (160.10) أبانا ينظر للكون المركزي بسرور مثالي لأنه وحي جدير لحقيقة الروح إلى كل شخصيات كون الأكوان.
14:6.10 (160.11) إله الأكوان لديه اعتبار مرضٍ لهاﭭونا والفردوس كنواة القدرة الأبدية لكل التوسع اللاحق للكون في الزمان والفضاء.
14:6.11 (160.12) ينظرالأب الأبدي برضى لا ينتهي إلى خلق هاﭭونا كالهدف المُستحق والمغري لمرشحي الإرتقاء للزمان, أحفاده بشر الفضاء يحققون منزل أباهم-الخالق الأبدي. والله يأخذ مسرة في كون هاﭭونا-الفردوس بمثابة المنزل الأبدي للإله والعائلة الإلهية.
14:6.12 (160.13) 2. الإبن الأبدي--المصدر والمركز الثاني. إلى الإبن الأبدي يمنح الخلق المركزي الرائع برهاناً أبدياً لفعالية شراكة العائلة الإلهية--الأب, الإبن, والروح. إنه الأساس الروحي والمادي للثقة المُطلقة في الأب الكوني.
14:6.13 (160.14) هاﭭونا تمنح الإبن الأبدي قاعدة غير محدودة تقريباً من أجل الإدراك الدائم التوسع لقدرة الروح. الكون المركزي منح الإبن الأبدي الساحة حيث يمكنه فيها أن يُظهر الروح بوضوح وأمان والتقنية لإسعاف الإغداق من أجل إرشاد أبنائه الفردوسيين المساعدين.
14:6.14 (161.1) هاﭭونا هي أساس الواقع لسيطرة جاذبية-روح الإبن الأبدي لكون الأكوان. هذا الكون يمنح الإبن إرضاء الإشتياق الأبوي, التوالد الروحي.
14:6.15 (161.2) إن عوالم هاﭭونا وسكانها المثاليين هي الإظهار الأول والنهائي إلى الأبد بأن الإبن هو كلمة الأب. بهذا يكون وعي الإبن بمثابة مُكمل لانهائي للأب مُرضى تماماً.
14:6.16 (161.3) وهذا الكون يتيح الفرصة لتحقيق تبادل أخوة المساواة بين الأب الكوني والإبن الأبدي, وهذا يشكل البرهان الأزلي للشخصية اللانهائية لكل منهما.
14:6.17 (161.4) 3. الروح اللانهائي--المصدر والمركز الثالث. كون هاﭭونا يمنح الروح اللانهائي البرهان لكونه العامل الموحَد, الممثل اللانهائي للأب-الإبن الموحَدين. في هاﭭونا يستمد الروح اللانهائي الرضا المزدوج للعمل كنشاط خلاَّق بينما يتمتع برضا التعايش المُطلق مع هذا الإنجاز الإلهي.
14:6.18 (161.5) في هاﭭونا وجد الروح اللانهائي ساحة حيث يمكنه إظهار المقدرة والرغبة لكي يخدم كمُسعف رحمة مُحتمل. في هذا الخلق المثالي تدرب الروح لمغامرة الإسعاف في الأكوان التطورية.
14:6.19 (161.6) هذا الخلق المثالي منح الروح اللانهائي فرصة للمشاركة في إدارة الكون مع كِلا الأبوين الإلهيين--لإدارة كون كذرية مساعدي-خالق, مُحضِّراً بذلك من أجل الإدارة المشتركة للأكوان المحلية كمساعدي الروح الخلاَّقين للأبناء الخالقين.
14:6.20 (161.7) عوالم هاﭭونا هي مختبر العقل لخالقي عقل الفلك والمسعفين لكل عقل مخلوق في الوجود. العقل مختلف على كل عالم من هاﭭونا ويخدم كنموذج لكل عقول المخلوقات المادية والروحية.
14:6.21 (161.8) هذه العوالم المثالية هي مدارس تخرُج العقل لكل الكائنات المُقدرة من أجل مجتمع الفردوس. هم قد منحوا الروح فرصة وافرة لإختبار تقنية إسعاف العقل على شخصيات آمنة وإستشارية.
14:6.22 (161.9) هاﭭونا هي تعويض للروح اللانهائي لعمله الواسع النطاق واللا أناني في أكوان الفضاء. هاﭭونا هي البيت المثالي والمنتجع لمُسعف العقل الذي لا يكل للزمان والفضاء.
14:6.23 (161.10) 4. الكائن الأسمى--التوحيد التطوري للإله الإختباري. خلق هاﭭونا هو البرهان الأبدي والمثالي للواقع الروحي للكائن الأسمى. هذا الخلق المثالي هو كشف لطبيعة الروح المثالية والمتناظرة لله الأسمى قبل بدايات تركيب شخصية القدرة للإنعكاسات المتناهية لآلهة الفردوس في الأكوان الاختبارية للزمان والفضاء.
14:6.24 (161.11) في هاﭭونا يتم توحيد إحتمالات القدرة للقدير مع الطبيعة الروحية للأسمى. هذا الخلق المركزي هو التمثيل لوحدة أبدية-المستقبل للأسمى.
14:6.25 (161.12) هاﭭونا هي نموذج مثالي لإحتمال العالمية للأسمى. هذا الكون هو تصوير منته لكمال المستقبل للأسمى وهو موحي لإمكانية المنتهى.
14:6.26 (162.1) تعرض هاﭭونا نهائية لقيم الروح التي تتواجد كمخلوقات مشيئة أحياء ذوي ضبط-نفسي سامي ومثالي؛ العقل متواجد كمعادل ختامي للروح؛ واقع ووحدة ذكاء مع إمكانية غير محدودة.
14:6.27 (162.2) 5. الأبناء الخالقون المنسقون. هاﭭونا هي أرض التدريب التثقيفية حيث يتم إعداد الميخائيليون الفردوسيون لمغامراتهم اللاحقة في خلق الكون. هذا الخلق الإلهي والمثالي هو نموذج لكل إبن خالق. هو يجاهد ليجعل كونه الخاص في النتيجة يبلغ إلى مستويات الفردوس-هاﭭونا تلك من الكمال.
14:6.28 (162.3) يستخدم إبن خالق مخلوقات هاﭭونا كاحتمالات نموذج-شخصية من أجل أولاده البشر وكائناته الروحية الخاصة. ينظر الأبناء الميخائيليون وأبناء فردوسيون آخرون إلى الفردوس وهاﭭونا كمصير إلهي لأولاد الزمان.
14:6.29 (162.4) يعلم الأبناء الخالقون بأن الخلق المركزي هو المصدر الحقيقي لذلك التحكم الفوقي للكون الذي لا غنى عنه والذي يوازن ويوحد أكوانهم المحلية. إنهم يعلمون بأن الحضور الشخصي للتأثير الحاضر-أبداً للأسمى وللمنتهى هو في هاﭭونا.
14:6.30 (162.5) هاﭭونا والفردوس هما مصدر القدرة الخلاَّقة للأبناء الميخائيليين.هنا تسكن الكائنات التي تتعاون معه في خلق الكون. من الفردوس تأتي أرواح أُم الكون, المشاركات في خلق الأكوان المحلية.
14:6.31 (162.6) يعتبر أبناء الفردوس الخلق المركزي كمنزل أبويهم الإلهيين--منزلهم. إنه المكان الذي يستمتعون بالعودة إليه من وقت إلى آخر.
14:6.32 (162.7) 6. البنات المُسعفات المنسقات. أرواح أُم الكون, المشاركات في خلق الأكوان المحلية يؤَمِن تدريبهن السابق للشخصي على عوالم هاﭭونا في إرتباط وثيق مع أرواح الدارات. في الكون المركزي تم تدريب بنات الروح للأكوان المحلية حسب الأصول في أساليب التعاون مع أبناء الفردوس, في حين أنهن خاضعات كل الوقت إلى مشيئة الأب.
14:6.33 (162.8) على عوالم هافونا يجد الروح وبنات الروح نماذج العقل لكل فئاتهم من الذكاءات الروحية والمادية, وهذا الكون المركزي هو المصير يوماً لأولئك المخلوقات الذين تشارك كفالتهم الروح الأُم مع إبن خالق مرتبط.
14:6.34 (162.9) أُم الكون الخالقة تتذكر الفردوس وهاﭭونا كمكان أصلها وموطن الروح الأُم اللانهائية, مسكن حضورالشخصية للعقل اللانهائي.
14:6.35 (162.10) من هذا الكون المركزي أيضاً جاء إغداق صلاحيات الخلق الشخصية الذي يوظفه مُسعف إلهي للكون كمتمم لإبن خالق في عمل خلق مخلوقات مشيئة أحياء.
14:6.36 (162.11) وأخيراً, بما أن هذه الأرواح البنات للروح الأُم اللانهائية سوف لن يعودوا أبداً على الأرجح إلى منزلهم الفردوسي, فهم يستمدون رضىً عظيماً من ظاهرة الإنعكاسية الكونية المرتبطة مع الكائن الأسمى في هاﭭونا والمُشخصة في ماجسطن على الفردوس.
14:6.37 (162.12) 7. البشر التطوريين لمهنة الارتقاء. هاﭭونا هي موطن الشخصية النموذج لكل نوع بشري ومنزل كل الشخصيات الفائقة عن الإنسان ذوي الإرتباط البشري الذين هم ليسوا من مواطني خلائق الزمان.
14:6.38 (162.13) هذه العوالم تزود الحافز لكل الدوافع الإنسانية نحو إحراز قيم روح حقيقية على أعلى مستويات الواقع الممكن تصوره. هاﭭونا هي هدف التدريب السابق للفردوس لكل بشري صاعد. هنا يُحرز البشر إله ما قبل الفردوس--الكائن الأسمى. هاﭭونا تقف أمام كل مخلوق مشيئة كمدخل إلى الفردوس وإحراز الله.
14:6.39 (163.1) الفردوس هو المنزل, وهاﭭونا ورشة العمل والملعب, للنهائيين. وكل بشري عارف الله يتوق لأن يكون نهائي.
14:6.40 (163.2) الكون المركزي ليس فقط مصير الإنسان المؤسَس, لكنه أيضاً نقطة الإنطلاق لمهنة النهائيين الأبدية كما سوف يُطلقون يوماً ما على المغامرة الكونية غير المُعلنة في تجربة إستكشاف لانهائية الأب الكوني.
14:6.41 (163.3) سوف تستمر هاﭭونا بلا شك في الأداء بأهمية أبسونايتية حتى في عصور كون مستقبلية التي قد تشهد حجاج فضاء يحاولون إيجاد الله على مستويات فائقة عن المتناهي. لدى هاﭭونا إستطاعة لأن تخدم بمثابة كون تدريب لكائنات أبسونايتية. من المحتمل أن تكون المدرسة النهائية عندما تقوم الأكوان العظمى السبعة بعملها كالمدرسة المتوسطة إلى خريجي المدارس الإبتدائية للفضاء الخارجي. ونحن نميل إلى الرأي بأن إحتمالات هاﭭونا الأبدية هي حقاً غير محدودة, أن الكون المركزي لديه إستطاعة أبدية لأن يخدم بمثابة كون تدريب إختباري لكل أنواع الكائنات المخلوقة للماضي, الحاضر, أو المستقبل.
14:6.42 (163.4) [ قُـدِمت بمكامل للحكمة مفوض ليعمل هكذا بقدماء الأيام على يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 15
15:0.1 (164.1) بقدر ما يتعلق الأمر بالأب الكوني--كأب--فإن الأكوان هي عملياً غير موجودة؛ إنه يتعاطى مع شخصيات؛ هو أب الشخصيات. بقدر ما يتعلق الأمر بالإبن الأبدي والروح اللانهائي--كخالقين مشاركين--فالأكوان محددة الموقع وفردية تحت الحكم المشترك للأبناء الخالقين والأرواح الخلاَّقة. بقدر ما يتعلق الأمر بثالوث الفردوس, فإن خارج هاﭭونا هناك بالضبط سبعة أكوان مأهولة, الأكوان العظمى السبعة التي تعقد السلطة القضائية على دائرة مستوى الفضاء الأول لما بعد هاﭭونا. الأرواح الرئيسية السبعة يشعون نفوذهم إلى الخارج من الجزيرة المركزية, بالتالي مُشكلون الخلق الشاسع دولاباً عملاقاً واحداً, المحور كائن جزيرة الفردوس الأبدية, والأسلاك السبعة للدولاب إشعاعات الأرواح الرئيسية السبعة, الحافة الأقاليم الخارجية للكون الإجمالي.
15:0.2 (164.2) في وقت مبكر في الصيرورة المادية للخلق الكوني تم تشكيل المُخطط السباعي الثنايا لتنظيم وحكومة الأكوان العظمى. أول خلق بعد هاﭭونا تم تقسيمه إلى سبعة قطاعات هائلة. ومقرات عوالم هذه الأكوان العظمى تم تصميمها وبناؤها. كان مشروع الإدارة الحالي موجوداً منذ ما يقرب الأبدية, وحكام هذه الأكوان العظمى السبعة يُدعون بحق قدماء الأيام.
15:0.3 (164.3) عن جسم المعرفة الشاسع المتعلق بالأكوان العظمى, يمكن أن آمل في إخباركم القليل, لكن هناك عامل في كل أنحاء تلك العوالم تقنية من التحكم الذكي لكل من القوى الفيزيائية والروحية, وحضورات الجاذبية الكونية تعمل هناك في قدرة مهيبة وتناسق مثالي. من المهم أولاً الحصول على فكرة كافية عن التكوين الفيزيائي والتنظيم المادي لمجالات الكون العظيم, فحينئذٍ ستكون مُهيأ بشكل أفضل لفهم مغزى التنظيم الرائع الممنوح لحكومتهم الروحية ومن أجل التقدم الفكري لمخلوقات المشيئة الذين يسكنون الأعداد الضخمة من العوالم المأهولة المنتشرة هنا وهناك في جميع أنحاء هذه الأكوان العظمى السبعة.
15:1.1 (164.4) ضمن المدى المحدود للسجلات, الملاحظات, وذكريات الأجيال من مليون أو بليون من سنواتكم القصيرة, لجميع المقاصد والأهداف العملية, فإن يورانشيا والكون الذي تنتمي إليه يختبران مغامرة غطس واحد طويل وغير مُجدول نحو فضاء جديد؛ لكن وفقاً لسجلات يوﭭرسا, في مطابقة مع ملاحظات أقدم, بما ينسجم مع الخبرة والحسابات الأكثر شمولاً لمرتبتنا, وكنتيجة للإستنتاجات المبنية على تلك النتائج وغيرها, نحن نعلم بأن الأكوان مشغولة في طواف نظامي, مفهوم جيداً, ومسيطر عليه بشكل مثالي, متأرجحةً في عظمة مهيبة حول المصدر والمركز الأول العظيم وكونه السكني.
15:1.2 (165.1) نحن قد اكتشفنا منذ زمن طويل بأن الأكوان العظمى السبعة تجتاز إهليجاً عظيماً, دائرة عملاقة ومطولة. نظامكم الشمسي وعوالم أخرى للزمان لا تغطس بتهور, بلا جدول وبوصلة, نحو فضاء غير مُخَطط. الكون المحلي الذي ينتمي إليه نظامكم يتبع مساراً محدداً ومفهوم جيداً عكس عقارب الساعة حول التأرجح الشاسع الذي يُطوق الكون المركزي. هذا المسار الفلكي مُخطط جيداً ومعروف تماماً لمراقبي النجوم في الكون العظيم مثلما مدارات الكواكب المؤلفة لنظامكم الشمسي معروفة لعلماء الفلك في يورانشيا.
15:1.3 (165.2) تقع يورانشيا في كون محلي وكون عظيم غير منظم بالكامل, وكونكم المحلي هو في مواقع قريبة جداً من العديد من الإبداعات الفيزيائية المكتملة جزئياً. أنتم تنتمون إلى أحد الأكوان الحديثة نسبياً. لكنكم, اليوم, لستم تغطسون بعنف نحو فضاء غير مُخطط ولا أنتم تتأرجحون بعمى نحو أقاليم غير معروفة. أنتم تتبعون الممر النظامي والمُحدد مسبقاً لمستوى فضاء الكون العظيم. أنتم تعبرون الآن خلال نفس الفضاء الذي اجتازه نظامكم الكوكبي, أو أسلافه, منذ عصور بعيدة؛ ويوماً ما في المستقبل البعيد, نظامكم أو خلفائه, سوف يجتازون مرة أخرى الفضاء المماثل الذي أنتم الآن تغوصونه بسرعة شديدة.
15:1.4 (165.3) في هذا العصر وكما هو الإتجاه مُعتبَر على يورانشيا, يتأرجح الكون العظيم رقم واحد تقريباً نحو الشمال, في الاتجاه المعاكس تقريباً, في إتجاه شرقي, إلى مسكن الفردوس للمصادر والمراكز العظيمة والكون المركزي هاﭭونا. هذا الموقع, مع المقابل إلى الغرب, يمثل النهج الفيزيائي الأقرب لأجواء الزمان إلى الجزيرة الأبدية. الكون العظيم رقم إثنين هو في الشمال, يستعد للتأرجح نحو الغرب, بينما رقم ثلاثة يحوز الآن المقطع الأقصى شمالاً لمسار الفضاء العظيم, بعد أن تحول نحو المنعطف المؤدي إلى الغوص الجنوبي. رقم أربعة موجود على خط طيران جنوبي مباشرة نسبياً, الأقاليم المتقدمة تقترب الآن مقابل المراكز العظيمة. رقم خمسة قد ترك موقعه تقريباً مقابل مركز المراكز بينما يستمر على المسار الجنوبي المباشر سابقاً بالضبط التأرجح نحو الشرق؛ رقم ستة يشغل معظم المنحنى الجنوبي, المقطع الذي قد عبر منه تقريباً كونكم العظيم.
15:1.5 (165.4) كونكم المحلي نِبادون ينتمي إلى أورﭭونتون, الكون العظيم السابع, الذي يتأرجح بين الأكوان العظمى واحد وستة, كونه ليس منذ زمن طويل (كما نحسب الوقت) قد إنعطف المنحنى الجنوبي الشرقي لمستوى فضاء الكون العظيم. اليوم, النظام الشمسي الذي تنتمي إليه يورانشيا هو بضعة بلايين من السنين بعد التأرجح حول المنحنى الجنوبي بحيث أنكم تتقدمون للتو إلى ما بعد المنحنى الجنوبي الشرقي وتتحركون بسرعة خلال المسار الشمالي الطويل والمباشر نسبياً. لعصور لا توصف سوف يتبع أورﭭونتون هذا المسار شبه المباشرالشمالي.
15:1.6 (165.5) تنتمي يورانشيا إلى نظام هو إلى حد بعيد إلى الخارج نحو تخوم كونكم المحلي؛ وكونكم المحلي في الوقت الحاضر يجتاز المحيط الخارجي لأورﭭونتون. لا يزال هناك آخرون بعدكم, لكنكم معزولين بعيداً في الفضاء عن تلك الأنظمة الفيزيائية التي تتأرجح حول الدائرة العظيمة في إقتراب نسبي إلى المصدر والمركز العظيم.
15:2.1 (165.6) فقط الأب الكوني يعلم الموقع والعدد الفعلي للعوالم المأهولة في الفضاء؛ يدعوها كلها بالإسم والعدد. أنا أستطيع أن أعطي فقط العدد التقريبي للكواكب المأهولة أو القابلة للسكن, لأن بعض الأكوان المحلية لديها عوالم أكثر ملاءمة للحياة الذكية من غيرها. ولا كل الأكوان المحلية المشروعة قد تم تنظيمها. لذلك فإن التقديرات التي أقدمها هي فقط لغرض إتاحة فكرة ما عن ضخامة الخلق المادي.
15:2.2 (166.1) هناك سبعة أكوان عظمى في الكون الإجمالي وهي مشكلة تقريباً على النحو التالي:
15:2.3 (166.2) 1. النظام. تتألف الوحدة الأساسية للحكومة الفائقة من حوالي ألف عالَم مسكون أو قابل للسكن. الشموس الملتهبة, العوالم الباردة, الكواكب القريبة جداً من الشموس الساخنة, وأجواء أخرى لا تصلح لسكن المخلوق ليست مشمولة في هذه المجموعة. هذه العوالم الألف المكيفة لدعم الحياة تُدعى نظام, لكن في الأنظمة الأحدث سناُ فقط عدد صغير نسبياً من تلك العوالم يمكن سكنه. كل كوكب مسكون يترأسه أمير كوكبي, وكل نظام محلي لديه جو معماري كمقره ومحكوم بسلطان نظام.
15:2.4 (166.3) 2. البُرج. مائة نظام (حوالي 100 ألف كوكب قابل للسكن) يشكلون بُرج. كل بُرج لديه جو مقر معماري ويترأس فوقه ثلاثة أبناء من رتبة ﭭوروندادِك, الأعلون. كل بُرج لديه أيضاً مُخلص أيام في المراقبة, سفير لثالوث الفردوس.
15:2.5 (166.4) 3. الكون المحلي. مائة بُرج (حوالي 10 ملايين كوكب قابل للسكن) تُشكل كون محلي. كل كون محلي لديه عالَم مقر معماري رائع ومحكوم بواحد من أبناء الله الخالقين المنسقين من مرتبة ميخائيل. كل كون مبارَك بحضور إتحاد أيام, ممثل لثالوث الفردوس.
15:2.6 (166.5) 4. القطاع الأصغر. مائة كون محلي (حوالي بليون كوكب قابل للسكن) يُشكلون قطاعاً أصغر من حكومة الكون العظيم؛ إن لديه عالَم مقر رائع, من حيث يدير حكامه, حديثو الأيام, شؤون القطاع الأصغر. هناك ثلاثة حديثو أيام, شخصيات ثالوثية سامية, على مقر كل قطاع أصغر.
15:2.7 (166.6) 5. القطاع الأكبر. مائة قطاع أصغر (حوالي 100 بليون عالَم قابل للسكن) يُشكلون قطاعاً أكبر. كل قطاع أكبر مزود بمقر رائع ويترأس فوقه ثلاثة كماليو أيام, شخصيات ثالوثية سامية.
15:2.8 (166.7) 6. الكون العظيم. عشرة قطاعات كبرى (حوالي تريليون عالَم قابل للسكن) يُشكلون كوناً عظيماً. كل كون عظيم مزود بعالَم مقر هائل ومجيد ومحكوم بثلاثة من قدماء الأيام.
15:2.9 (166.8) 7. الكون الإجمالي. سبعة أكوان عظمى تُشكل الكون الإجمالي المنظم حالياً الذي يتألف من تقريباً سبعة تريليونات من العوالم القابلة للسكن بالإضافة إلى الأجواء المعمارية وأجواء هاﭭونا البليون المأهولة. تُحكم الأكوان العظمى وتُدار بشكل غير مباشر وبإنعكاسية من الفردوس بواسطة الأرواح الرئيسية السبعة. عوالم هافونا البليون تُدار بشكل مباشر بأبديي الأيام, واحد من مثل هذه الشخصيات الثالوثية السامية يترأس على كل من هذه الأجواء المثالية.
15:2.10 (167.1) بإستثناء أجواء هاﭭونا-الفردوس, تُزود خطة تنظيم الكون من أجل الوحدات التالية:
15:2.11 (167.2) أكوان عُظمى7
15:2.12 (167.3) قطاعات كبرى70
15:2.13 (167.4) قطاعات صغرى7000
15:2.14 (167.5) أكوان محلية700,000
15:2.15 (167.6) أبراج70,000,000
15:2.16 (167.7) أنظمة محلية7,000,000,000
15:2.17 (167.8) كواكب صالحة للسكن7,000,000,000,000
15:2.18 (167.9) يتألف كل من الأكوان العظمى, تقريباً, كما يلي:
15:2.19 (167.10) نظام واحد يضم. تقريبا1000 عالم
15:2.20 (167.11) برج واحد (100 نظام).100,000 عالم
15:2.21 (167.12) كون و (100 برج)10,000,000 عالم
15:2.22 (167.13) قطاع أصغر واحد (100 كون)1,000,000,000 عالم
15:2.23 (167.14) قطاع أكبر واحد (100 قطاع أصغر)100,000,000,000 عالم
15:2.24 (167.15) كون عظيم واحد (10 قطاعات كُبرى)1,000,000,000,000 عالم
15:2.25 (167.16) كل هكذا تقديرات هي تقريبية في أحسن الأحوال, لأن أنظمة جديدة تتطور على الدوام بينما تعبر تنظيمات أخرى مؤقتاً خارج الوجود المادي.
15:3.1 (167.17) عملياً جميع العوالم النجمية المرئية للعين المجردة على يورانشيا تنتمي إلى القطاع السابع من الكون الإجمالي, الكون العظيم أورﭭونتون. النظام النجمي الشاسع درب التبانة يمثل النواة المركزية لأورﭭونتون, التي تتجاوز إلى حد كبير حدود كونكم المحلي. هذا التجميع العظيم للشموس, جزر الفضاء المظلمة, نجوم مزدوجة, عناقيد مكورة, غيوم النجوم, سُدم لولبية وغير ذلك, معاً بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الكواكب الفردية, تُشكل تجمهر دائري ممدود شبيه بالساعة, من حوالي سُبع الأكوان التطورية المأهولة.
15:3.2 (167.18) من الموقع الفلكي ليورانشيا, وأنت تنظر خلال المقطع العرضي لأنظمة قريبة إلى درب التبانة العظيم, تلاحظ بأن أجواء أورﭭونتون مسافرة في مسطح مطول شاسع, العرض كائن أكبر بكثير من السماكة والطول أكبر بكثير من العرض.
15:3.3 (167.19) تكشف ملاحظة ما يسمى بدرب التبانة عن الزيادة النسبية في الكثافة النجمية لأورﭭونتون عند النظر إلى السماوات في إتجاه واحد, بينما على أي الجانبين تتناقص الكثافة؛ يقل عدد النجوم والأجواء الأخرى بعيداً من السطح الرئيسي لكوننا العظيم المادي. عندما تكون زاوية الملاحظة مناسبة, في تحديقك من خلال الجسم الرئيسي لهذا المجال ذو الكثافة القصوى, أنت تنظر تجاه الكون السكني ومركز كل الأشياء.
15:3.4 (167.20) من الأقسام الرئيسية العشرة لأورﭭونتون, ثمانية قد تم التعرف عليها بشكل تقريبي من قِبل علماء فلك يورانشيا. الإثنان الآخران يصعب التعرف عليهما بشكل منفصل لأنك ملزم بمشاهدة هذه الظواهر من الداخل. إن إستطعت النظر إلى الكون العظيم أورﭭونتون من موقع بعيد المسافة في الفضاء, سوف تتعرف فوراً على القطاعات العشرة الرئيسية للمجرة السابعة.
15:3.5 (168.1) المركز الدوراني لقطاعكم الأصغر يقع بعيداً جداً في السحابة النجمية الهائلة والكثيفة لكوكبة القوس, التي يتحرك حولها كونكم المحلي والخلق المرتبط به جميعاً, ومن الأطراف المقابلة لنظام دون المجرة لكوكبة القوس الشاسعة قد تلاحظ تيارين عظيمين من الغيوم النجمية تنبعث في لفائف نجمية هائلة.
15:3.6 (168.2) نواة النظام الفيزيائي التي تنتمي إليها شمسكم وكواكبها المرافقة هي مركز سديم أندرونوﭭر لأحد الأوقات. كان هذا السديم اللولبي السابق قد تشوه قليلاً بتمزقات الجاذبية المرتبطة بالأحداث التي صاحبت مولد نظامكم الشمسي, والتي نتجت عن الوصول القريب لسديم مجاور كبير. هذا التصادم القريب غـَّيرَ أندرونوﭭر إلى تجميع كروي نوعاً ما لكنه لم يدمر بالكامل الموكب ذا-الإتجاهين للشموس وجماعاتها الفيزيائية المرتبطة بها. نظامكم الشمسي يحتل الآن موقعاً مركزياً إلى حد ما في أحد أذرع هذا اللولب المشوه, الواقع في منتصف المسافة تقريباً من المركز خروجاً تجاه حافة المجرى النجمي.
15:3.7 (168.3) قطاع كوكبة القوس وكل القطاعات والأقسام الأخرى لأورﭭونتون هي في دوران حول يوﭭرسا, وبعض إرتباك مراقبي النجوم على يورانشيا ينشأ من الخداع البصري والتشوهات النسبية التي تنتجها الحركات التطورية المتعددة التالية:
15:3.8 (168.4) 1. دوران يورانشيا حول شمسها.
15:3.9 (168.5) 2. دارة نظامكم الشمسي حول نواة سديم أندرونوﭭر السابق.
15:3.10 (168.6) 3. دوران عائلة أندرونوﭭر النجمية والعناقيد المرتبطة بها حول مركز جاذبية الدوران المُركب لسحابة نِبادون النجمية.
15:3.11 (168.7) 4. تأرجح سحابة نِبادون النجمية المحلية وخلائقها المرتبطة حول مركز كوكبة القوس لقطاعهم الأصغر.
15:3.12 (168.8) 5. دوران القطاعات الصغرى المائة, بما فيها مركبة القوس, حول قطاعهم الأكبر.
15:3.13 (168.9) 6. دوامة القطاعات الكبرى العشرة, ما يُسمى الإنجرافات النجمية, حول مقرات يوﭭرسا من أورﭭونتون.
15:3.14 (168.10) 7. حركة أورﭭونتون وستة أكوان عظمى مرتبطة حول الفردوس وهاﭭونا, الطواف عكس إتجاه عقارب الساعة لمستوى فضاء الأكوان العظمى.
15:3.15 (168.11) هذه الحركات المتعددة هي من مراتب متعددة: مسارات الفضاء لكوكبكم ونظامكم الشمسي هي وراثية, متأصلة في الأصل. حركة عكس إتجاه عقارب الساعة المُطلقة لأورﭭونتون هي أيضاً وراثية, كامنة في المخططات المعمارية للكون الرئيسي. لكن الحركات المتداخلة هي من أصل مُركب كونها مُشتقة جزئياً من التجزئة التأسيسية للمادة-الطاقة نحو الأكوان العظمى ومنتجة جزئياً بالعمل الذكي والهادف لمنظمي قوة الفردوس.
15:3.16 (168.12) تكون الأكوان المحلية في جوار أقرب بينما تقترب من هاﭭونا, الدارات أكبر في العدد, وهناك تراكب متزايد, طبقة فوق طبقة. لكن أبعد إلى الخارج من المركز الأبدي هناك أنظمة أقل وأقل, طبقات, دارات, وأكوان.
15:4.1 (169.1) في حين أن تنظيم الخلق والكون يبقى إلى الأبد تحت سيطرة الخالقين اللانهائيين ومُساعديهم, فإن الظاهرة بأكملها تتقدم وفقاً لتقنية معينة وفي إمتثال لقوانين الجاذبية للقوة, والطاقة, والمادة. لكن هناك شيء من الغموض مرتبط بشحنة القوة الكونية للفضاء؛ نحن نفهم تماماً التنظيم للخلائق المادية من المرحلة الألتيماطونية إلى الأمام, لكننا لا نفهم على نحو تام السلف الفلكي للألتيماطونات. نحن واثقون بأن هذه القوى السلفية لديها أصل فردوسي لأنها تتأرجح إلى الأبد خلال الفضاء المُتخلل بالضبط في المعالم العملاقة للفردوس. ولو إنها غير متجاوبة لجاذبية الفردوس, إلا أن شحنة-القوة هذه للفضاء, السلف لكل تجسد, دائماً تستجيب إلى حضور الفردوس الأسفل, كونها تُدار على ما يبدو داخل وخارج مركز الفردوس الأسفل.
15:4.2 (169.2) يُحوِل منظمو قوة الفردوس إقتدار الفضاء إلى قوة أولية ويطورون هذا الإمكان السابق للمادة إلى تجليات الطاقة الأولية والثانوية للواقع الفيزيائي. عندما تبلغ هذه الطاقة مستويات الإستجابة-للجاذبية, يظهر مُوجهو القدرة ومساعديهم من حكومة الكون العظيم على الساحة ويبدأون مناوراتهم التي لا نهاية لها المصممة لتأسيس دارات القدرة المتعددة وقنوات الطاقة لأكوان الزمان والفضاء. بهذا تظهر المادة الفيزيائية في الفضاء, وهكذا يـكون المسرح قد اُعد لإفتتاح تنظيم الكون.
15:4.3 (169.3) هذه التجزئة للطاقة هي ظاهرة لم يتم حلها أبداً من قِبل فيزيائي نِبادون. تكمن عقبتهم الرئيسية في صعوبة الوصول النسبي لمنظمي قوة الفردوس, لأن موجهي القدرة الحية, رغم أنهم كفؤين في التعامل مع طاقة الفضاء, إلا أنهم ليس لديهم أدنى فكرة عن أصل الطاقات التي يناورنها في غاية المهارة والذكاء.
15:4.4 (169.4) منظمو قوة الفردوس هم مُنشؤو السُدم؛ هم قادرون على إستفتاح أعاصير القوة الهائلة حول حضورهم الفضائي التي, متى بدأت مرة, لا يمكن إيقافها أو حصرها أبداً إلى أن تُحشد القوى الكلية-الإنتشار لأجل الظهور في نهاية المطاف للوحدات الألتِماطونية لمادة الكون. هكذا يتم إحضار السُدم اللولبية وغيرها إلى حيز الوجود, الدواليب الأُم للشموس من الأصل-المباشر وأنظمتها المتنوعة. في الفضاء الخارجي هناك يمكن أن يُرى عشرة أشكال مختلفة من السُدم, مراحل لتطور كون أولي, ودواليب الطاقة الشاسعة هذه لديها نفس المصدر كما كان لتلك في الأكوان العظمى السبعة.
15:4.5 (169.5) تتنوع السُدم بشكل كبير في الحجم وفي العدد الحاصل والكتلة المتجمعة لذريتها النجمية والكوكبية, سديم مُشكل-للشموس بالضبط شمالي حدود أورﭭونتون, لكن ضمن مستوى فضاء الكون العظيم, قد أعطى بالفعل أصلاً إلى ما يقرب من أربعين ألف شمس, ولا يزال الدولاب الأُم يرمي الشموس, غالبيتها مرات عديدة حجم شمسكم. بعض من السُدم الأكبر للفضاء الخارجي تعطي منشأً لما يصل إلى مائة مليون شمس.
15:4.6 (169.6) ليست السُدم مرتبطة مباشرة بأي من الوحدات الإدارية, كالقطاعات الثانوية أو الأكوان المحلية, على أن بعض الأكوان المحلية قد نُظمت من نتاج سديم واحد. كل كون محلي يضم بالضبط واحد من مائة ألف جزء من إجمالي شحنة الطاقة لكون عظيم بغض النظر عن العلاقة السديمية, لأن الطاقة ليست منظمة بواسطة السديم, إنها موزعة كونياً.
15:4.7 (170.1) ليست كل السُدم اللولبية مشغولة بصنع الشموس. بعضها قد إحتفظ بالسيطرة على العديد من نسلها النجمي المنفصل, ومظهرها اللولبي ناتج عن واقع أن شموسها تجتاز ذراع السديم في تشكيل قريب لكنها تعود بطرق متنوعة, بهذا جاعلة من السهل ملاحظتها عند نقطة واحدة إنما أكثر صعوبة لمشاهدتها عندما تتشتت على نطاق واسع على طرق عودتها المختلفة خارجاً وبعيداً عن ذراع السديم. ليس هناك الكثير من السُدم المكونة للشموس نشيطة في أورﭭونتون في الوقت الحالي, ولو إن أندروميدا, التي هي خارج الكون العظيم المأهول, نشطة للغاية. هذا السديم البعيد المسافة مرئي للعين المجردة, وعندما تنظرون إليه, توقفوا للأخذ بعين الإعتبار بأن النور الذي تشاهدونه قد ترك تلك الشموس البعيدة منذ ما يقرب من مليون سنة.
15:4.8 (170.2) تتكون مجرة درب التبانة من أعداد هائلة من سدم لولبية سابقة وأخرى, والكثير منها ما زال يحتفظ ببنيته الأصلية. لكن كنتيجة لكوارث داخلية وجذب خارجي, كثير منها عانى تشويه وإعادة ترتيب بحيث يسبب لتلك التجمعات الضخمة أن تبدو بمثابة كتل مشعة هائلة من الشموس الملتهبة, مثل السحابة الماجلانية. النوع الكروي لعناقيد النجوم يسود قرب الهوامش الخارجية لأورﭭونتون.
15:4.9 (170.3) ينبغي إعتبار السُحب النجمية الشاسعة لأورﭭونتون كتجمعات فردية للمادة ممكن مقارنتها إلى السُدم المنفصلة التي يمكن ملاحظتها في أقاليم الفضاء الخارجية لمجرة درب التبانة. العديد مما يسمى غيوم نجمية للفضاء, على كل, يتألف من مادة غازية فقط. إمكانات الطاقة لتلك الغيوم الغازية النجمية هائلة بشكل لا يصدق, وبعض منها يُستحوذ عليها من قِبل شموس قريبة ويُعاد توزيعها في الفضاء كإنبعاثات شمسية.
15:5.1 (170.4) إن جُل الكتلة المحتواة في الشموس والكواكب لكون عظيم تنشأ في الدواليب السديمية؛ قليل جداً من كتلة الكون العظيم يُنظَم بالعمل المباشر لموجهات القدرة (كما في بناء الأجواء المعمارية), على أن كمية متفاوتة بإستمرار من المادة تنشأ في الفضاء المفتوح.
15:5.2 (170.5) أما بالنسبة للأصل, فإن الغالبية من الشموس, الكواكب, والأجواء الأخرى يمكن تصنيفها في إحدى المجموعات العشرة التالية:
15:5.3 (170.6) 1. حلقات تقلص متحدة المركز. ليست كل السُدم لولبية. العديد هو سديم ضخم, بدلاً من الإنقسام إلى نظام نجم مزدوج أو التطور كدوامة, يخضع لتكثيف بتشكيل حلقي مضاعف. لفترات طويلة يبدو هكذا سديم كشمس مركزية ضخمة محاط بغيوم عملاقة عديدة لتشكيلات من المادة المطوقة, التي تبدو كحلقة.
15:5.4 (170.7) 2. النجوم السريعة الدوران تحتضن تلك الشموس التي قُذِفت من دواليب الأُم العظيمة ذات الغازات عالية السخونة. هي لا تُقذف كحلقات إنما في مواكب يمينية ويسارية. النجوم السريعة الدوران هي أيضاً من أصل عدا عن السُدم اللولبية.
15:5.5 (170.8) 3. كواكب إنفجار-الجاذبية. عندما تولد شمس للولب أو لسديم محبوس, ليس من النادر أن تُقذف إلى مسافة معتبرة. مثل هذه الشموس تكون غازية للغاية, ولاحقاً, بعد أن تكون قد بردت وتكثفت نوعاً ما, قد يحدث أن تتأرجح قرب كتلة هائلة ما من المادة, شمس عملاقة أو جزيرة مظلمة للفضاء. هكذا إقتراب قد لا يكون قريباً بما فيه الكفاية لكي يؤدي إلى تصادم لكنه لا يزال قريباً بما يكفي لكي يسمح لسحب جاذبية الجسم الأكبر أن يبدأ تشنجات المد والجزر في الجسم الأقل, بالتالي بادئاً سلسلة من إضطرابات المد والجزر التي تحدث بشكل آني على الجوانب المقابلة للشمس المتشنجة. في أوجها تنتج هذه الثورات المتفجرة سلسلة من التجمعات متفاوتة الحجم من المادة التي يمكن إسقاطها ما وراء نطاق إستصلاح-الجاذبية للشمس الهائجة, بالتالي تصبح مستقرة في مدارات خاصة لها حول أحد الجسمين المعنيين بهذا الحدث. فيما بعد تتحد التجمعات الأكبر للمادة وتسحب إليها تدريجياً الأجسام الأصغر. بهذه الطريقة كثير من الكواكب الصلبة للأنظمة الأقل تُجلب إلى حيز الوجود. نظامكم الشمسي كان لديه بالضبط منشأ من هذا القبيل.
15:5.6 (171.1) 4. البنات الكوكبية ذات الطرد المركزي. شموس هائلة, عندما تكون في مراحل معينة من التطور, وإذا كان معدل دورانها يتسارع بشكل كبير, تبدأ بقذف كميات كبيرة من المادة التي قد تتجمع معاً لاحقاً لتشكل عوالم صغيرة التي تستمر في تطويق الشمس الأُم.
15:5.7 (171.2) 5. الأجواء ذات النقص-في الجاذبية. هناك حد حرج لحجم النجوم الفردية. عندما تصل شمس إلى هذا الحد, إلا إذا أُبطأت في سرعة دورانها, يكون نصيبها الإنشقاق, إنشطار الشمس يحدث, ونجم مزدوج جديد من هذا النوع يولد. كواكب صغيرة قد تتشكل لاحقاً كمُنتج لهذا التصدع العملاق.
15:5.8 (171.3) 6. النجوم الإنقباضية. في الأنظمة الأصغر, يجذب الكوكب الخارجي الأكبر لنفسه في بعض الأحيان عوالمه المجاورة, في حين أن تلك الكواكب القريبة من الشمس تبدأ غطسها النهائي. لنظام شمسكم, نهاية كهذه ستعني بأن الكواكب الأربعة الداخلية سوف تُطالب بها الشمس, بينما الكوكب الأكبر, المشتري, سوف يكبر إلى حد كبير بالإستيلاء على بقية العوالم. مثل هذه النهاية لنظام شمسي سوف تؤدي إلى إنتاج شمسين متجاورتين إنما غير متكافئتين, أحد أنواع تشكيل نجم مزدوج. مثل هذه الكوارث نادرة الحدوث ما عدا على تخوم التجمعات النجمية للكون العظيم.
15:5.9 (171.4) 7. الأجواء التراكمية. من الكم الشاسع للمادة الدائرة في الفضاء, قد تتجمع كواكب صغيرة ببطء. إنها تنمو من خلال التراكم النيزكي والإصطدامات الطفيفة. في قطاعات معينة من الفضاء, تؤاتي الظروف هكذا أشكال من ولادة الكواكب. العديد من العوالم المسكونة كان لديها مثل هذا الأصل.
15:5.10 (171.5) بعض الجزر المظلمة الكثيفة هي النتيجة المباشرة لتراكمات الطاقة المحولة في الفضاء. مجموعة أخرى من هذه الجزر المظلمة أتت إلى حيز الوجود من خلال تراكم كميات هائلة من المادة الباردة, مجرد شظايا ونيازك, تدور خلال الفضاء. هكذا تجمعات للمادة لم تكن أبداً ساخنة, فيما عدا الكثافة, هي في تركيب مماثل جداً ليورانشيا.
15:5.11 (171.6) 8. شموس محترقة. بعض الجزر المظلمة للفضاء هي شموس معزولة محترقة, بعد أن إنبعثت كل طاقة-الفضاء المتوفرة. الوحدات المنظمة للمادة تقارب التكثُف التام, إندماج فعلي تام؛ ويتطلب عصور فوق عصور لمثل هذه الكتل الضخمة من المادة المُكثفة للغاية لكي يعاد شحنها في دارات الفضاء وبالتالي لكي تُهيأ لدورات جديدة من أداء الكون بعد إصطدام أو حدث فلكي ما منعش على حد سواء.
15:5.12 (171.7) 9. الأجواء التصادمية. في تلك الأقاليم للتعنقد الأكثر كثافة, ليست الإصطدامات غير شائعة. هكذا إعادة تعديل فلكية تُرافَق بتغيرات هائلة في الطاقة وتحولات المادة. الإصطدامات التي تشمل شموس ميتة هي مؤثرة بشكل غريب في خلق تقلبات طاقة واسعة النطاق. حطام الإصطدامات غالباً ما يُشكل النووات المادية لأجل التشكيل اللاحق للأجسام الكوكبية المكيفة لسكن البشر.
15:5.13 (172.1) 10. العوالم المعمارية. هذه هي العوالم التي يتم بناؤها وفقاً لمخططات ومواصفات لبعض الأغراض الخاصة, مثل سالفينغتون, مقر كونكم المحلي, ويوﭭرسا, مقعد حكومة كونكم العظيم.
15:5.14 (172.2) هناك العديد من التقنيات الأخرى لتطوير الشموس وفصل الكواكب, لكن الإجراءات آنفة الذكر تقترح الأساليب التي يتم بها جلب الأكثرية الساحقة من الأنظمة النجمية والعائلات الكوكبية إلى حيز الوجود. للقيام بوصف كل التقنيات المختلفة المستخدمة في التحولات النجمية والتطور الكوكبي سوف يتطلب سرد ما يقرب من مائة نمط مختلف للتشكيل الشمسي والأصل الكوكبي. بينما يقوم تلاميذكم للنجوم بتفحص السماوات, سوف يلاحظون ظواهر تدل على كل تلك الأنماط من التطور النجمي, لكنهم نادراً ما سيكتشفون أدلة على تشكيل تلك المجموعات الصغيرة غير المضيئة من المادة التي تخدم ككواكب مأهولة, الأكثر أهمية من الخلائق المادية المترامية.
15:6.1 (172.3) بغض النظر عن الأصل, الأجواء المتنوعة للفضاء قابلة للتصنيف في الأقسام الرئيسية التالية:
15:6.2 (172.4) 1. الشموس--نجوم الفضاء.
15:6.3 (172.5) 2. الجزر المظلمة للفضاء.
15:6.4 (172.6) 3. الأجسام الفضائية الصغرى--مذنبات, نيازك, وكويكبات.
15:6.5 (172.7) 4. الكواكب, بما في ذلك العوالم المسكونة.
15:6.6 (172.8) 5. الأجواء المعمارية--عوالم صُنعت حسب الطلب.
15:6.7 (172.9) باستثناء الأجواء المعمارية, كل أجسام الفضاء كان لديها أصل تطوري, تطوري بمعنى أنها لم تُحضر إلى حيز الوجود بأمر من الإله, تطوري بمعنى أن الأعمال الخلاَّقة لله قد انفضت بتقنية زمكانية من خلال عمل الكثير من الذكاءات المخلوقة والمتأتية للإله.
15:6.8 (172.10) الشموس. هذه هي نجوم الفضاء في كل مراحلها المتنوعة من الوجود. بعضها أنظمة فضاء متطورة منفردة؛ البعض الآخر نجوم مزدوجة, أنظمة كوكبية تتقلص أو تختفي. توجد نجوم الفضاء في ما لا يقل عن ألف حالة ومرحلة مختلفة. أنتم على دراية بالشموس التي ينبعث منها نور مرافق بالحرارة؛ لكن هناك أيضاً شموس تشع بدون حرارة.
15:6.9 (172.11) التريليونات فوق التريليونات من السنين التي ستستمر شمس إعتيادية في إعطاء حرارة ونور توضح جيداً المخزن الهائل للطاقة التي تحتويها كل وحدة من المادة. الطاقة الفعلية المخزونة في هذه الجزيئات غير المرئية من المادة الفيزيائية تقريباً لا يمكن تصورها. وهذه الطاقة تصبح متوفرة تقريباً بالكامل كنور عندما تتعرض لضغط الحرارة الهائل ونشاطات الطاقة المرتبطة والتي تسود في داخل الشموس الملتهبة. لا يزال ظروف أخرى تُمكن تلك النجوم من تحويل وإرسال الكثير من طاقة الفضاء التي تأتي في طريقها في دارات الفضاء المؤسسة. أطوار كثيرة للطاقة الفيزيائية وجميع أشكال المادة تنجذب إلى, وتتوزع بالتالي, بالمولدات الشمسية. بهذه الطريقة تخدم الشموس كمُسرعات محلية لدوران الطاقة, عاملة كمحطات تلقائية للتحكم بالقدرة.
15:6.10 (172.12) الكون العظيم أورﭭونتون مُضاء ومُدفأ بأكثر من عشرة تريليونات من الشموس الملتهبة. هذه الشموس هي نجوم نظامكم الفلكي الذي يمكن مراقبته. هناك أكثر من تريليونين بعيدة جداً وصغيرة جداً لكي تُشاهَد أبداً من يورانشيا. لكن في الكون الرئيسي هناك شموس بعدد أكواب الماء في محيطات عالَمكم.
15:6.11 (173.1) الجزر المُظلمة للفضاء. هذه هي الشموس الميتة وتجمعات كبيرة أخرى من مواد خالية من النور والحرارة. الجزر المظلمة هي هائلة أحياناً في الكتلة وتمارس تأثيراً قوياً في توازن الكون ومناورة الطاقة. كثافة بعض هذه الكتل الكبرى تقريباً لا تصدق. وهذا التركيز العظيم للكتلة يُمكن تلك الجزر المظلمة من العمل كعجلات توازن جبارة, ممسكة بأنظمة مجاورة كبيرة في زِمام فعَّال. إنها تمسك توازن الجاذبية للقدرة في العديد من الأبراج؛ العديد من الأنظمة الفيزيائية التي كانت لولاها ستغوص بسرعة إلى التدمير في شموس قريبة هي ممسكة بإحكام في قبضة جاذبية تلك الجزر المظلمة الحارسة. إنه بسبب هذا الأداء أننا قادرون على تحديد موقعها بدقة. لقد قمنا بقياس سحب جاذبية الأجسام المنيرة, ولذلك يمكننا حساب الحجم والموقع الدقيق للجزر المظلمة للفضاء التي تعمل بغاية الفعالية على الإمساك بنظام ما بثبات في مساره.
15:6.12 (173.2) الأجسام الفضائية الثانوية. النيازك وجزيئات صغيرة أخرى للمادة الدائرة والمتطورة في الفضاء تشكل تجمعاً هائلاً للطاقة والعنصر المادي.
15:6.13 (173.3) العديد من المذنبات هي خلف سائب غير مؤسس للدواليب الشمسية الأُم, التي تُحضر تدريجياً تحت سيطرة الشمس الحاكمة المركزية. المذنبات كذلك لديها أُصول أخرى عديدة. ذنب المذنب يشير بعيداً عن الجسم الجاذب أو الشمس بسبب التفاعل الكهربائي لغازاته المتمددة بشكل كبير وبسبب الضغط الفعلي للنور والطاقات الأخرى المنبعثة من الشمس. هذه الظاهرة تُشكل أحد البراهين الإيجابية لحقيقة الضوء وطاقاته المرافقة؛ إنها تُظهر بأن الضوء لديه وزن. الضوء هو عنصر حقيقي, ليس ببساطة موجات أثير افتراضي.
15:6.14 (173.4) الكواكب. هذه هي التجمعات الأكبر للمادة التي تتبع مداراً حول شمس أو جسم ما فضائي آخر؛ إنها تتراوح في الحجم من الكويكبات إلى الأجواء الجامدة, أو السائلة, أو الغازية الضخمة. العوالم الباردة التي أُنشئت بتجمع مادة الفضاء العائمة, عندما يحدث أن تكون في علاقة مناسبة إلى شمس قريبة, هي الكواكب الأكثر مثالية لإيواء سكان عاقلين. الشموس الميتة ليست, كقاعدة عامة, مناسبة للحياة؛ إنها عادة ما تكون بعيدة جداً عن شمس حية, ملتهبة, وأبعد من ذلك, هي كلياً كبيرة الحجم؛ الجاذبية تكون هائلة عند السطح.
15:6.15 (173.5) في كونكم العظيم ولا كوكب بارد بين أربعين هو قابل للسكن من قِبل كائنات من مرتبتكم. وبطبيعة الحال, الشموس الفائقة السخونة والعوالم المتجمدة النائية هي غير ملائمة لإيواء حياة أعلى. في نظامكم الشمسي فقط ثلاثة كواكب هي في الوقت الحاضر ملائمة لإيواء حياة. يورانشيا, من حيث الحجم, الكثافة, والموقع, تعتبر في كثير من النواحي مثالية للسكن الإنساني.
15:6.16 (173.6) قوانين سلوك الطاقة الفيزيائية هي كونية في الأساس, لكن التأثيرات المحلية لها علاقة كبيرة بالظروف الفيزيائية التي تسود الكواكب الفردية والأنظمة المحلية. تنوع لا ينتهي تقريباً من حياة المخلوق وتجليات حية أخرى تميز العوالم التي لا تُحصى للفضاء. هناك, مع ذلك, نقاط تشابه معينة في مجموعة عوالم مرتبطة في نظام ما, بينما هناك أيضاً نموذج كوني للحياة الذكية. هناك علاقات فيزيائية بين تلك الأنظمة الكوكبية التي تنتمي إلى نفس الدارة الفيزيائية, والتي تتبع بعضها عن كثب في التأرجح الذي لا نهاية له حول دائرة الأكوان.
15:7.1 (174.1) بينما تترأس كل حكومة كون عظيم بالقرب من مركز الأكوان التطورية لقطاعها الفضائي, فإنها تشغل عالماً صُنع حسب الطلب ومأهول من قِبل شخصيات مُعتمدة. هذه العوالم المقرات هي أجواء معمارية, أجسام فضائية شُيدت خصيصاً من أجل هدفها الخاص. في حين تتقاسم نور شموس قريبة, هذه الأجواء هي مُضاءة ومُدفأة بشكل مستقل. كل منها لديها شمس تعطي ضوءًا بدون حرارة, مثل سواتل الفردوس, بينما كل منها مزود بالحرارة بواسطة دوران تيارات طاقة معينة بالقرب من سطح الجو. عوالم المقرات هذه تنتمي إلى أحد الأنظمة الأكبر الواقعة قرب المركز الفلكي لأكوانها العظمى الخاصة بها.
15:7.2 (174.2) يتم توحيد الوقت على مقرات الأكوان العظمى. اليوم القياسي للكون العظيم أورﭭونتون يساوي حوالي ثلاثين يوماً من وقت يورانشيا, وسنة أورﭭونتون تساوي مائة يوم قياسي. عام يوﭭرسا هذا يُعتبر مقياس في الكون العظيم السابع, وهو إثنتان وعشرون دقيقة أقصر من ثلاثة آلاف يوم من وقت يورانشيا, حوالي ثماني سنوات وخُمس السنة من سنواتكم.
15:7.3 (174.3) عوالم مقرات الأكوان العظمى السبعة تتشارك من طبيعة وعظمة الفردوس, نموذجها المركزي من الكمال. في الواقع, كل عوالم المقرات هي فردوسية. هي حقاً مساكن سماوية, وهي تزداد في الحجم المادي, الجمال المورونشي, والمجد الروحي من جيروسِم إلى الجزيرة المركزية. وجميع السواتل لتلك العوالم المقرات هي أيضاً أجواء معمارية.
15:7.4 (174.4) يتم تزويد عوالم المقرات المتنوعة بكل مرحلة للخلق المادي والروحي. جميع أنواع الكائنات المادية, والمورونشية, والروحية هي في الموطن على عوالم الإلتقاء هذه للأكوان. بينما ترتقي المخلوقات البشرية الكون, عابرة من العوالم المادية إلى العوالم الروحية, فإنهم لا يفقدون تقديرهم أبداً لمستواهم السابق من الوجود والتمتع فيه.
15:7.5 (174.5) جيروسِم, مقر نظامكم المحلي ساتانيا, لديه عوالمه السبعة من الحضارة الإنتقالية, كل منها مُحاط بسبعة سواتل, من بينها العوالم المنزلية السبعة للإحتجاز المورونشي, مقام الإنسان الأول ما بعد البشري. كما قد استُخدمت العبارة السماء على يورانشيا, فقد عنت أحياناً تلك العوالم المنزلية السبعة, العالَم المنزلي الأول كائناً مُشار إليه بالسماء الأولى وهكذا إلى السابعة.
15:7.6 (174.6) عدنشيا, مقر بُرجكم نورلاشيادِك, لديه سواتله السبعون للحضارة الإجتماعية والتدريب, حيث يمكث الصاعدون عند إتمام نظام جيروسِم من تعبئة, وتوحيد, وتحقيق الشخصية.
15:7.7 (174.7) ساﻟﭭينغتون, عاصمة نِبادون, كونكم المحلي, محاط بعشرة عناقيد جامعية لكل منها تسعة وأربعين جواً. من هنا وصاعداً يأخذ الإنسان في الروحانية تالي تنشئته الإجتماعيه البُرجية.
15:7.8 (174.8) يو-الصغرى الثالثة, مقر قطاعكم الأصغر, إنسا, محاطة بالأجواء السبعة للدراسات الفيزيائية الأعلى لحياة الصاعد.
15:7.9 (174.9) يو-الكبرى الخامسة, مقر قطاعكم الأكبر, سبلاندون, محاطة بالأجواء السبعين من التدريب الفكري المتقدم للكون العظيم.
15:7.10 (175.1) يوﭭرسا, مقر أورﭭونتون, كونكم العظيم, محاط يشكل مُباشر بالجامعات الأعلى السبعة للتدريب الروحي المتقدم لمخلوقات المشيئة الصاعدين. كل من هذه العناقيد السبعة من الأجواء المدهشة تتكون من سبعين عالَم مختص التي تحتوي ألوف وألوف من المؤسسات والمنظمات الممتلئة المكرسة للتدريب الكوني وثقافة الروح حيث فيها يتم إعادة تثقيف حجاج الزمان وإعادة اختبارهم تحضيراً لسفرهم الطويل إلى هاﭭونا. يتم استقبال الحجاج القادمين دائماً على هذه العوالم المرتبطة, لكن المتخرجين المغادرين دائماً يُرسلون إلى هاﭭونا مباشرة من شواطئ يوﭭرسا.
15:7.11 (175.2) يوﭭرسا هي المقر الروحي والإداري لحوالي تريليون عالَم مسكون أو قابل للسكن. إن مجد, وعظمة, وكمال عاصمة أورﭭونتون يتجاوز أي من عجائب خلائق الزمكان.
15:7.12 (175.3) إذا تم تأسيس كل الأكوان المحلية المتوقعة وأجزائها المكونة, سوف يكون هناك أقل بقليل من خمسمائة بليون عالَم معماري في الأكوان العظمى السبعة.
15:8.1 (175.4) يتم تشييد أجواء مقرات الأكوان العظمى بحيث تكون قادرة على العمل كمعدلات قدرة-طاقة فعالة لقطاعاتها المتنوعة, خادمة كنقاط إرتكاز لتوجيه الطاقة إلى أكوانها المحلية المكوِنة. إنها تبذل تأثيراً قوياً على توازن والسيطرة على الطاقات الفيزيائية الدائرة خلال الفضاء المنظـَم.
15:8.2 (175.5) يتم تنفيذ المزيد من المهام التنظيمية بواسطة مراكز القدرة والمتحكمات الفيزيائية للكون العظيم, كيانات ذكية حية وشبه حية شُكلت لهذا الهدف السريع. مراكز ومتحكمات القدرة هذه هي صعبة الفهم؛ المراتب الأقل ليست إرادية, لا تملك مشيئة, لا تختار, وظائفها ذكية جداً لكن على ما يبدو تلقائية وغريزية في تنظيمها عالي التخصص. مراكز القدرة والمتحكمات الفيزيائية للأكوان العظمى تفترض التوجيه والتحكم الجزئي لأنظمة الطاقة الثلاثين التي تشمل مجال جرافيتا (الجاذبية). دارات الطاقة الفيزيائية المُدارة بمراكز القدرة ليوﭭرسا تتطلب أكثر بقليل من 968 مليون سنة لإتمام دورانها حول الكون العظيم.
15:8.3 (175.6) الطاقة المتطورة لديها مادة؛ لها وزن, مع أن الوزن دائماً نسبي, اعتماداً على سرعة الدوران, الكتلة, ومضاد الجاذبية. الكتلة في المادة تميل إلى إعاقة السرعة في الطاقة؛ والسرعة الراهنة في أي مكان للطاقة تمثل: الهبة الإبتدائية للسرعة, ناقص التخلف بالكتلة التي تواجَه في العبور, زائد الوظيفة التعديلية لمتحكمات الطاقة الحية للكون العظيم والتأثير الفيزيائي للأجسام القريبة عالية السخونة أو المشحونة بشكل كبير.
15:8.4 (175.7) الخطة الكونية للحفاظ على التوازن بين المادة والطاقة تتطلب الصنع وعدم الصنع الأبدي للوحدات المادية الأقل. موجهات قدرة الكون لديها المقدرة على تكثيف وإحتجاز, أو توسيع وتحرير, كميات متفاوتة من الطاقة.
15:8.5 (175.8) مُعطين مدة كافية من تأثير التأخير, فإن الجاذبية سوف تحول في نهاية المطاف كل الطاقة إلى مادة لولا عامِلين: أولاً, بسبب التأثيرات مضادة الجاذبية لمتحكمات الطاقة, وثانياً, لأن المادة المنظمة تميل إلى الإنحلال في ظل ظروف معينة التي توجد في النجوم الساخنة جداً وتحت ظروف معينة خاصة في الفضاء قرب أجسام باردة منشطَة للغاية من المادة المكثفة.
15:8.6 (176.1) عندما تصبح الكتلة متجمعة فوق الحد وتهدد بعدم توازن الطاقة,لإستنزاف دارات القدرة الفيزيائية, تتدخل المتحكمات الفيزيائية ما لم يُهزم ميل الجاذبية الإضافي الخاص في المبالغة في تجاوز تجسد الطاقة مادياً حده, عن طريق حدوث إصطدام بين عمالقة الفضاء الأموات, بالتالي مُشتتاً بالكامل في لحظة التجمعات التراكمية للجاذبية. في هذه الحوادث الاصطدامية تتحول كتل ضخمة من المادة فجأة إلى أندر أشكال الطاقة, ويبدأ الصراع من أجل التوازن الكوني من جديد. في نهاية المطاف تصبح الأنظمة الفيزيائية الأكبر متوازنة, تغدو مستقرة فيزيائياً, وتتأرجح نحو الدارات المتوازنة والمؤسسة للأكوان العظمى. بعد هذا الحدث لا مزيد من الإصطدامات أو الكوارث المدمرة الأخرى ستحدث في مثل هذه النُظم المؤسسة.
15:8.7 (176.2) خلال أوقات الطاقة الزائدة هناك إضطرابات قدرة وتقلبات حرارة مصحوبة بتجليات كهربائية. خلال أوقات الطاقة الناقصة هناك ميول متزايدة للمادة لكي تتجمع, تتكثف, ولكي تخرج عن السيطرة في الدارات المتوازنة بشكل أكثر حساسية, مع تعديلات المد والجزر أو الإصطدامات الناتجة التي تُعيد بسرعة التوازن بين الطاقة الدائرة والمادة الأكثر استقراراً حرفياً. للتنبؤ وبالأحرى لتفهم مثل هذا السلوك المُحتمل للشموس الملتهبة والجزر المعتمة للفضاء هي إحدى مهمات مراقبي النجوم السماويين.
15:8.8 (176.3) نحن قادرون على التعرف على معظم القوانين التي تحكم توازن الكون والتنبؤ بالكثير مما يختص باستقرار الكون. من الناحية العملية, فإن تكهناتنا يُعتمد عليها, لكننا نواجَه دائماً بقوى معينة التي هي ليست مذعنة كلياً إلى قوانين تحكم الطاقة وسلوك المادة المعروف لدينا. تصبح قابلية التنبؤ بجميع الظواهر الفيزيائية صعبة على نحو متزايد بينما نتقدم نحو الخارج في الأكوان من الفردوس. بينما نعبر ما بعد حدود الإدارة الشخصية لحكام الفردوس, نواجَه بعجز متزايد لأن نحسب وفقاً للمقاييس المؤسسة والخبرة المُكتسبة فيما يتعلق بملاحظات التي لها علاقة حصراً بالظواهر الفيزيائية للأنظمة الفلكية القريبة. حتى في عوالم الأكوان العظمى السبعة نحن نعيش في خضم أعمال قوة وتفاعلات طاقة التي تتخلل كل مجالاتنا وتمتد في توازن مُوحَد خلال كل أقاليم الفضاء الخارجي.
15:8.9 (176.4) الأبعد خارجاً نذهب, بتأكيد أكثر نواجه تلك الظواهر المتغيرة وغير القابلة للتنبؤ بها والتي هي بلا خطأ للغاية سمة لإجراءات الحضور التي لا يُسبر غورها للمُطلقات والآلهة الإختبارية. ويجب أن تكون هذه الظواهر دالة على بعض التحكم الفوقي الكوني لكل الأشياء.
15:8.10 (176.5) الكون العظيم أورﭭونتون على ما يبدو يخفف نشاطه الآن؛ الأكوان الخارجية تبدو أن تلتف لتتعبأ لنشاطات مستقبلية لا مثيل لها؛ الكون المركزي هاﭭونا هو أبدياً مستقر. الجاذبية وغياب السخونة (البرودة) ينظمان ويمسكان المادة معاً؛ الحرارة ومضاد الجاذبية يشوشان المادة ويبددان الطاقة. موجهو القدرة الأحياء ومنظمو القوة هم سر التحكم الخاص والتوجيه الذكي للتحولات التي لا تنتهي لصنع الكون, وفكه, وإعادة صنعه. السُدم قد تتشتت, الشموس تحترق, الأنظمة تتلاشى, والكواكب تفنى, لكن الأكوان لا يخف نشاطها.
15:9.1 (176.6) الدارات الكونية للفردوس تتخلل فعلياً عوالم الأكوان العظمى السبعة. دارات الحضور هذه هي: جاذبية الشخصية للأب الكوني, الجاذبية الروحية للإبن الأبدي, جاذبية العقل للعامل الموحَد, والجاذبية المادية للجزيرة الأبدية.
15:9.2 (177.1) بالإضافة إلى دارات الفردوس الكونية وبالإضافة إلى أداءات-الحضور للمُطلقات والآلهة الإختبارية, يعمل هناك ضمن مستوى فضاء الكون العظيم إثنين فقط من إنقسامات دارة-الطاقة أو إنفصالات القدرة: دارات الكون العظيم ودارات الكون المحلي.
15:9.3 (177.2) دارات الكون العظيم:
15:9.4 (177.3) 1. دارة الذكاء الموحِد لواحد من الأرواح الرئيسية السبعة للفردوس. هكذا دارة عقل-فلكي تقتصر على كون عظيم واحد.
15:9.5 (177.4) 2. دارة الخدمة-الإنعكاسية للأرواح الإنعكاسية السبعة في كل كون عظيم.
15:9.6 (177.5) 3. الدارات السرية لمَراقب الغموض, بطريقة ما متداخلة الترابط وموجَهة بواسطة دِفننغتون إلى الأب الكوني على الفردوس.
15:9.7 (177.6) 4. دارة التعاون المتداخل للإبن الأبدي مع أبنائه الفردوسيين.
15:9.8 (177.7) 5. حضور الوميض للروح اللانهائي.
15:9.9 (177.8) 6. بث الفردوس, التقارير الفضائية لهاﭭونا.
15:9.10 (177.9) 7. دارات الطاقة لمراكز القدرة والمتحكمات الفيزيائية.
15:9.11 (177.10) دارات الكون المحلي:
15:9.12 (177.11) 1. روح الإغداق للأبناء الفردوسيين, المؤاسي لعوالم الإغداق. روح الحق, روح ميخائيل على يورانشيا.
15:9.13 (177.12) 2. دارة المُسعفين الإلهيين, أرواح أُم الكون المحلي, الروح القدس لعالَمكم.
15:9.14 (177.13) 3. دارة إسعاف-الذكاء لكون محلي, بما فيها الحضور العامل بتنوع لأرواح العقل المعاونة.
15:9.15 (177.14) عندما يتطور هناك مثل هذا الإنسجام الروحي في كون محلي بحيث تصبح داراته الفردية والمجتمعة غير قابلة للتمييز عن تلك للكون العظيم, عندما هكذا هوية أداء وأحادية إسعاف تسود فعلاً, عندئذٍ يتأرجح الكون المحلي على الفور إلى الدارات المستقرة من النور والحياة, مصبحاً في الحال مؤهلاً للدخول في الإتحاد الكونفدرالي الروحي للوحدة المُكملَة للخلق الفائق. المتطلبات من أجل الدخول إلى مجالس شورى قدماء الأيام, والعضوية الكونفدرالية في الكون العظيم, هي:
15:9.16 (177.15) 1. الإستقرار الفيزيائي. يجب أن تكون نجوم وكواكب الكون المحلي في حالة توازن؛ يجب أن تكون فترات التحولات النجمية الفورية قد إنتهت. يجب أن يكون الكون مواصلاً على مسار واضح؛ مداره يجب أن يكون مستقراً بشكل آمن ونهائي.
15:9.17 (177.16) 2. الولاء الروحي. يجب أن يتواجد هناك حالة من الإعتراف الكوني, وولاء إلى, إبن الله السلطان الذي يترأس فوق شؤون مثل هذا الكون المحلي. لا بد أن يكون قد أتى إلى حيز الوجود حالة من التعاون المتوافق بين الكواكب الفردية, والأنظمة, والأبراج للكون المحلي بأكمله.
15:9.18 (177.17) كونكم المحلي ليس حتى محسوباً كمنتمي إلى الترتيب الفيزيائي المستقر للكون العظيم, أقل بكثير كحائز على عضوية في العائلة الروحية المعترف بها للحكومة الفائقة. مع أن نِبادون حتى الآن ليس لديه تمثيل على يوﭭرسا, نحن الذين من حكومة الكون العظيم نُرسَل إلى عوالمه في مهمات خاصة من وقت لآخر, حتى كما أتيت أنا إلى يورانشيا مباشرة من يوﭭرسا. نحن نمد كل مساعدة ممكنة إلى مدرائكم وحكامكم في حل مشاكلهم الصعبة؛ نحن راغبون في مشاهدة كونكم مؤهلاً للدخول التام إلى الخلائق المرتبطة لعائلة الكون العظيم.
15:10.1 (178.1) مقرات الأكوان العظمى هي مقاعد الحكومة الروحية العليا لمجالات الزمان-الفضاء. الفرع التنفيذي للحكومة الفائقة الذي يأخذ أصلاً في مجالس الثالوث, مُوجه بشكل مباشر بأحد الأرواح الرئيسية السبعة ذات الإشراف السامي, كائنات تجلس على مقاعد سُلطة الفردوس وتدير الأكوان العظمى من خلال التنفيذيين السُماة السبعة المتمركزين على العوالم السبعة الخاصة للروح اللانهائي. السواتل الأقصى بُعداً إلى الخارج للفردوس.
15:10.2 (178.2) مقرات الكون العظيم هي أماكن إقامة الأرواح الإنعكاسية ومساعدو الصورة الإنعكاسية. من موقع منتصف الطريق هذا تُجري تلك الكائنات العجيبة عملياتها الانعكاسية الهائلة, مُسعفة بالتالي إلى الكون المركزي أعلاه وإلى الأكوان المحلية أدناه.
15:10.3 (178.3) يرأس كل كون عظيم ثلاثة قدماء أيام, التنفيذيون الرئيسيون المتحدون للحكومة الفائقة. في فرعها التنفيذي يتألف طاقم حكومة الكون العظيم من سبعة مجموعات مختلفة:
15:10.4 (178.4) 1. قدماء الأيام.
15:10.5 (178.5) 2. مكاملو الحكمة.
15:10.6 (178.6) 1. مستشارون إلهيون.
15:10.7 (178.7) 2. رقباء كونيون.
15:10.8 (178.8) 3. رسل قديرون.
15:10.9 (178.9) 4. أولئك العالون في السُلطة.
15:10.10 (178.10) 5. أولئك بدون إسم وعدد.
15:10.11 (178.11) قدماء الأيام الثلاثة يتلقون المساعدة مباشرة من قِبل فيلق من بليون مكامل للحكمة, الذين هم مرتبطين بثلاثة بلايين مستشار إلهي. يتم إلحاق بليون رقيب شامل إلى إدارة كل كون عظيم. هذه المجموعات الثلاثة هي شخصيات ثالوثية منسقة, آخذة أصلها مباشرة وإلهياً في ثالوث الفردوس.
15:10.12 (178.12) المراتب الثلاثة المتبقية, الرسل القديرون, أولئك الأعلون في السُلطة, وأولئك بدون إسم وعدد, هم بشر صاعدون ممجَدين. الأول من هذه المراتب أتى من خلال النظام الإرتقائي وعبر خلال هاﭭونا في أيام فاندا-الجليل. كونهم قد نالوا الفردوس, فقد جُنِدوا في سِلك النهائية, احتُضِنوا بثالوث الفردوس, وعُينوا لاحقاً إلى الخدمة الفائقة لقدماء الأيام, كطبقة, تُعرف هذه المراتب الثلاثة كأبناء الإحراز المثولثين, كونهم من أصل ثُنائي إنما الآن ذوي خدمة للثالوث. هكذا تم توسيع الفرع التنفيذي لحكومة الكون العظيم ليشمل الأولاد الممجَدين والمثاليين للعوالم التطورية.
15:10.13 (178.13) يتألف مجلس الشورى المنسق للكون العظيم من سبعة من الفئات التنفيذية التي سبق ذكرها وحكام القطاعات التالية ومُشرفي أقاليم آخرين:
15:10.14 (179.1) 1. كماليو الأيام--حكام القطاعات الكبرى للكون العظيم.
15:10.15 (179.2) 2. حديثو الأيام--الموجهون للقطاعات الصغرى للكون العظيم.
15:10.16 (179.3) 3. إتحاديو الأيام--المستشارون الفردوسيون لحكام الأكوان المحلية.
15:10.17 (179.4) 4. مُخْلصو الأيام--المستشارون الفردوسيون إلى الأعلون حكام حكومات الأبراج.
15:10.18 (179.5) 5. الأبناء المعلمون الثالوثيون--الذين قد يصادف أن يكونوا في الخدمة عند مقر الكون العظيم.
15:10.19 (179.6) 6. أبديو الأيام--الذين قد يصادف أن يتواجدوا عند مقر الكون العظيم.
15:10.20 (179.7) 7. مُساعدو الصورة الانعكاسية السبعة--المتحدثون باسم الأرواح الإنعكاسية السبعة ومن خلالهم ممثلين للأرواح الرئيسية السبعة للفردوس.
15:10.21 (179.8) مُساعدو الصورة الإنعكاسية يعملون كذلك كممثلين لفئات عديدة من الكائنات الذين يتمتعون بنفوذ في حكومات الكون العظيم, لكن الذين هم ليسوا, في الوقت الحاضر, لأسباب مختلفة, نشيطين بشكل كامل في إستطاعاتهم الفردية. محتضنين ضمن هذه المجموعة هم: تجلي شخصية الكون العظيم المتطورة للكائن الأسمى, والمشرفون الباتون للأسمى, النواب المؤهلون للمنتهى, إنعكاسيو الارتباط الذين بلا إسم لماجسطن, والممثلون للروح الفائقين عن الشخصي للإبن الأبدي.
15:10.22 (179.9) تقريباً في كل الأوقات من الممكن إيجاد ممثلين لجميع فئات الكائنات المخلوقة على عوالم المقرات للأكوان العظمى. عمل الإسعاف الروتيني للأكوان العظمى يتم تنفيذه بالنافيم الثانوية القديرة ومن قِبل أعضاء آخرين من العائلة الشاسعة للروح اللانهائي. في عمل هذه المراكز الرائعة من الإدارة, السيطرة, الإسعاف, والقضاء التنفيذي للكون العظيم, تختلط الذكاءات من كل جو للحياة الكونية في الخدمة الفعّالة, الإدارة الحكيمة, الإسعاف المُحب, والقضاء العادل.
15:10.23 (179.10) لا تحتفظ الأكوان العظمى بأي نوع من التمثيل السُفرائي؛ إنها معزولة تماماً عن بعضها.هم يعرفون بالشؤون المتبادلة فقط من خلال مركز تبادل المعلومات الفردوسي المحافظ عليه من قِبل الأرواح الرئيسية السبعة. يعمل حكامهم في مجالس الحكمة الإلهية من أجل رفاهية أكوانهم العظمى الخاصة بغض النظر عما قد يرشح في أقسام أخرى للخلق الكوني. هذه العزلة للأكوان العظمى ستستمر حتى ذلك الزمان عندما سينجز تنسيقهم بالتحقق الأكثر اكتمالاً لسيادة-الشخصية للكائن الأسمى الإختباري المتطور.
15:11.1 (179.11) إنه على هكذا عوالم مثل يوﭭرسا أن الكائنات الممثلة لحكم المثالية المُطلق وديموقراطية التطور يلتقيان وجهاً لوجه. ينشأ الفرع التنفيذي للحكومة الفائقة في عوالم الكمال؛ وينبع الفرع التشريعي من إزهار الأكوان التطورية.
15:11.2 (179.12) يقتصر المجلس التداولي للكون العظيم على عالَم المقر. يتكون هذا المجلس التشريعي أو الإستشاري من سبعة منازل, حيث لكل منها يُنتخب ممثل وطني لكل كون محلي يُدخل إلى مجالس شورى الكون العظيم. يتم إختيار هؤلاء الممثلين من قِبل مجالس الشورى العليا لتلك الأكوان المحلية من بين خريجي الحجاج الصاعدين لأورﭭونتون الذين يتريثون على يوﭭرسا, معتمدين للنقل إلى هاﭭونا. متوسط مدة الخدمة هو حوالي مائة سنة من الزمن القياسي للكون العظيم.
15:11.3 (180.1) أبداً ما علمت بخلاف بين تنفيذيي أورﭭونتون ومجلس يوﭭرسا. أبداً لم يحدث, في تاريخ كوننا العظيم, أن مررت هيئة المداولة توصية تردد القسم التنفيذي للحكومة الفائقة حتى في تنفيذها, دائماً ساد هناك الإنسجام الأكثر مثالية وإتفاق العمل, كل ما يشهد لواقع أن الكائنات التطورية يمكن أن تبلغ حقاً ذرى الحكمة المتمَمة التي تؤهلها لكي تتصاحب مع الشخصيات ذات الأصل المثالي والطبيعية الإلهية. وجود مجالس التداول على مقرات الكون العظيم يكشف الحكمة, ويدل على قرب حدوث النصر النهائي, للمفهوم التطوري الهائل كله للأب الكوني وإبنه الأبدي.
15:12.1 (180.2) عندما نتحدث عن الفروع التنفيذية والتداولية لحكومة يوﭭرسا, يمكنكم, قياساً على أشكال معينة من الحكومة المدنية اليورانشية, التفكير بأنه يجب أن يكون لدينا فرع ثالث أو قضائي, ونحن لدينا؛ لكن ليس لديه طاقم عاملين منفصلين. يتم تشكيل محاكمنا على النحو التالي: هناك يرأس, وفقاً لطبيعة وخطورة القضية, قديم أيام, مكامل حكمة, أو مستشار إلهي. يتم تقديم وتفسير الإثبات لصالح أو ضد فرد, كوكب, نظام, بُرج, أو كون من قِبل الرقباء. يُمنح الدفاع عن أولاد الزمان والكواكب المتطورة من قِبل الرسل القديرين, المراقبين الرسميين لحكومة الكون العظيم إلى الأكوان والأنظمة المحلية. موقف الحكومة العليا يصَّور بأولئك العالين في السُلطة. وعادة ما يُصاغ الحكم من قِبل لجنة متفاوتة الحجم تتكون بالتساوي من أولئك بدون إسم وعدد ومجموعة من الشخصيات المتفهمة مختارة من المجلس التداولي.
15:12.2 (180.3) محاكم قدماء الأيام هي محاكم المراجعة العليا من أجل الأحكام الروحية لكل الأكوان المُكوِنة. الأبناء السلاطين من الأكوان المحلية هم سًماة في مجالاتهم؛ إنهم يخضعون للحكومة الفائقة فقط بقدر ما يقدمون طوعاً الأمور من أجل المشورة أو الأحكام من قِبل قدماء الأيام إلا في المسائل التي تنطوي على إبادة مخلوقات المشيئة. تنشأ إنتدابات القضاء في الأكوان المحلية, لكن الأحكام التي تنطوي على إبادة مخلوقات مشيئة تُصاغ دائماً على مقر الكون العظيم وتُنفذ منه. أبناء الأكوان المحلية يمكنهم أن يصدروا حكماً بنجاة إنسان بشري, إنما فقط قدماء الأيام يمكنهم أن يجلسوا في قضاء تنفيذي على قضايا الحياة والموت الأبدي.
15:12.3 (180.4) في جميع الأمور التي لا تتطلب المحاكمة, تقديم الأدلة, يقوم قدماء الأيام أو معاونيهم بإصدار القرارات, وهذه الأحكام هي دائماً بالإجماع. نحن هنا نتعامل مع مجالس المثالية, ليس هناك خلافات ولا آراء أقلية في أحكام هذه المحاكم العليا والفائقة.
15:12.4 (180.5) مع بعض الإستثناءات القليلة تمارس الحكومات الفائقة سلطة قضائية على كل الأشياء وكل الكائنات في مجالاتها المختصة. ليس هناك استئنافاً من أحكام وقرارات سُلطات الكون العظيم حيث إنها تمثل الآراء الموافق عليها من قدماء الأيام وذلك الروح الرئيسي الذي, يترأس من الفردوس, فوق مصير الكون العظيم المعني.
15:13.1 (181.1) يشتمل قطاع رئيسي على حوالي عُشر كون عظيم ويتألف من مائة قطاع أصغر, عشرة آلاف كون محلي, حوالي مائة بليون عالَم قابل للسكن. هذه القطاعات الرئيسية تُدار من قِبل ثلاثة مكاملي أيام, شخصيات ثالوثية عُليا.
15:13.2 (181.2) تتشكل محاكم مكاملو الأيام كثيراً مثل تلك لقدماء الأيام فيما عدا أنهم لا يجلسون في قضاء روحي على العوالم. عمل حكومات القطاعات الرئيسية هذه تتعلق بشكل أساسي بالوضع الفكري للخلق النائي. القطاعات الرئيسية تحتجز, تقاضي, تُعفي, وتُجَدول, لرفع التقارير إلى محاكم قدماء الأيام, كل الأمور ذات الأهمية للكون العظيم من الطبيعة الروتينية والإدارية التي هي ليست معنية مباشرة بالإدارة الروحية للعوالم أو بالعمل الخارجي لخطط حكام الفردوس في ارتقاء البشر. لا يختلف كادر حكومة قطاع أكبر عن ذلك للكون العظيم.
15:13.3 (181.3) كما أن السواتل الرائعة ليوﭭرسا معنية بتحضيركم الروحي النهائي لهاﭭونا, كذلك هي السواتل السبعون ليو-الكبرى الخامسة مخصصة لتدريبكم, وتطوير فكركم للكون العظيم. من كل أورﭭونتون هنا تتجمع معاً الكائنات الحكيمة التي تعمل بدون كلل لتهيئة بشر الزمان من أجل تقدمهم الإضافي نحو مهنة الأبدية. معظم هذا التدريب للبشر الصاعدين يُدار على عوالم الدراسة السبعين.
15:13.4 (181.4) حكومات القطاع الأصغر يترأس فوقها ثلاثة حديثو أيام. تُعنى إدارتهم بشكل أساسي بالتحكم الفيزيائي, التوحيد, الإستقرار, والتنسيق الروتيني لإدارة مُركبات الأكوان المحلية. يضم كل قطاع أصغر ما يصل إلى مائة كون محلي, عشرة آلاف بُرج, مليون نظام, أو نحو بليون عالَم قابل للسكن.
15:13.5 (181.5) عوالم مقرات القطاع الأصغر هي ملتقى كبير للمتحكمات الفيزيائية الرئيسية. عوالم المقرات هذه مُحاطة بالأجواء التعليمية السبعة التي تُشكل مدارس الدخول للكون العظيم وهي مراكز التدريب من أجل المعرفة الفيزيائية والإدارية المتعلقة بكون الأكوان.
15:13.6 (181.6) القائمين على إدارة حكومات القطاع الأصغر هم تحت سلطة القضاء المباشر لحكام القطاع الأكبر. يستلم حديثو الأيام كل تقارير المراقبات وينسقون جميع التوصيات التي تـصل إلى كون عظيم من اتحاديي الأيام المتمركزين كمراقبين ومستشارين ثالوثيين على الأجواء المقرات للأكوان المحلية ومن مُخْلصي الأيام الذين هم بالمثل مُلحقين إلى مجالس الأعلون في مقرات الأبراج. تُحال جميع هكذا تقارير إلى كماليي الأيام على القطاعات الكبرى, لكي تُمرر لاحقاً إلى محاكم قدماء الأيام. هكذا تمتد حكومة الثالوث من أبراج الأكوان المحلية صعوداً إلى مقرات الكون العظيم. مقرات النظام المحلي ليس لديها ممثلين ثالوثيين.
15:14.1 (181.7) هناك سبعة أهداف رئيسية التي تنكشف في تطور الأكوان العظمى السبعة. كل هدف رئيسي في تطور كون عظيم سيجد التعبير الأكمل في واحد فقط من الأكوان العظمى السبعة, ولذلك فإن كل كون عظيم لديه وظيفة خاصة وطبيعة فريدة.
15:14.2 (182.1) أورﭭونتون, الكون العظيم السابع, الذي ينتمي إليه كونكم المحلي, معروف بشكل رئيسي بسبب إغداقاته الهائلة والسخية من الإسعاف الرحيم إلى بشر العوالم. إنه يشتهر بالطريقة التي تسود فيها العدالة بينما يُلطف بالرحمة وأحكام السلطة كما تُكيف بالصبر, بينما تضحيات الزمان تـقدم بسخاء لتأمين إستقرار الأبدية. أورﭭونتون هو إظهار الكون للمحبة والرحمة.
15:14.3 (182.2) مع ذلك, إنه لفي غاية الصعوبة وصف مفهومنا عن الطبيعة الحقيقية للهدف التطوري الذي يتكشف في أورﭭونتون, لكن يمكن الإقتراح بقول أنه في هذا الخلق الفائق نشعر بأن الأهداف الفريدة الستة للتطور الفلكي كما يتجلى في الخلائق الفائقة الستة المرتبطة هي هنا متداخلة الترابط في معنى للكل؛ وإنه لهذا السبب أننا قد افترضنا أحياناً بأن التشخص المتطور والمنتهي لله الأسمى في المستقبل البعيد ومن يوﭭرسا سوف يحكم الأكوان السبعة المُكملة في كل العظمة الإختبارية لمقدرة سيادته الكلية القدرة المُحرزة عند ذاك.
15:14.4 (182.3) كما أن أورﭭونتون هو فريد في الطبيعة وفردي في المصير, هكذا أيضاً هو كل من الأكوان العظمى الستة المرتبطة. الكثير مما يجري في أورﭭونتون هو ليس, على كل, مكشوفاً لكم, ومن هذه الميزات غير المكشوفة لحياة أورﭭونتون, العديد سيجد التعبير الأكثر إكتمالاً في كون عظيم آخر ما. الأهداف السبعة لتطور الكون العظيم هي عاملة في كل أنحاء الأكوان العظمى السبعة, لكن كل خلق فائق سيعطي التعبير الأكمل إلى واحد فقط من تلك الأهداف. لفهم المزيد عن هذه الأهداف للأكوان العظمى, سوف يتوجب كشف الكثير مما لا تفهمونه, وحتى آنذاك لن تفهموا سوى القليل. هذه الرواية بأكملها تعرض فقط لمحة عابرة للخلق الهائل الذي عالَمكم ونظامكم المحلي هما جزء منه.
15:14.5 (182.4) عالَمكم يُدعى يورانشيا, وهو رقم 606 في المجموعة الكوكبية, أو نظام, ساتانيا. هذا النظام لديه في الوقت الحالي 619 عالم مسكون, وأكثر من مائتي كوكب إضافي تتطور الآن بشكل إيجابي نحو الصيرورة إلى عوالم مسكونة في وقت ما من المستقبل.
15:14.6 (182.5) لدى ساتانيا عالَم مقر يُدعى جيروسِم, وهو النظام رقم أربعة وعشرون في بُرج نورلاشيادِك. يتكون بُرجكم, نورلاشيادِك, من مائة نظام محلي ولديه عالَم مقر يُدعى عدنشيا. نورلاشيادِك هو رقم سبعون في كون نِبادون. يتكون الكون المحلي نِبادون من مائة بُرج ولديه عاصمة معروفة باسم ساﻟﭭينغتون. كون نِبادون هو رقم أربعة وثمانون في القطاع الأصغر إنسا.
15:14.7 (182.6) القطاع الأصغر إنسا يتكون من مائة كون محلي ولديه عاصمة تُدعى يو-الصغرى الثالثة. هذا القطاع الأصغر هو رقم ثلاثة في القطاع الأكبر سبلاندون. يتكون سبلاندون من مائة قطاع أصغر ولديه عالَم مقر يُدعى يو-الكبرى الخامسة. إنه القطاع الخامس الأكبر في الكون العظيم أورﭭونتون, الجزء السابع من الكون الإجمالي. هكذا يمكنكم تحديد موقع كوكبكم في مُخطط تنظيم وإدارة كون الأكوان.
15:14.8 (182.7) رقم الكون الكبير لعالَمكم يورانشيا, هو 5,342,482,337,666 هذا هو رقم التسجيل على يوﭭرسا وعلى الفردوس, رقمكم في سِجل العوالم المسكونة. أنا أعلم رقم التسجيل للجو الفيزيائي, لكنه من حجم فوق الإعتيادي بحيث أنه ليس له أهمية عملية تذكر للعقل البشري.
15:14.9 (183.1) كوكبكم هو عضو من فلك هائل؛ أنتم تنتمون إلى عائلة عوالم تقريباً لانهائية, لكن جوكم الفلكي مُدار بدقة وتماماً مُتبنى بمحبة كما لو كان العالَم المأهول الوحيد في كل الوجود.
15:14.10 (183.2) [ قُدمت برقيب كوني منادي من يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 16
16:0.1 (184.1) الأرواح الرئيسية السبعة للفردوس هم الشخصيات الأولية للروح اللانهائي. في هذا العمل الخلاَّق السباعي الأضعاف لنسخ الذات, إستنفذ الروح اللانهائي الإمكانيات الترابطية المتأصلة رياضياً في الوجود الفعلي لأشخاص الإله الثلاثة. لو كان بالإمكان إنتاج عدد أكبر من الأرواح الرئيسية, لكانوا قد خُلقوا, لكن هناك بالضبط سبعة إمكانيات ترابطية, وسبعة فقط, متأصلة في ثلاثة آلهة. وهذا يفسر لماذا يُدار الكون في سبعة أقسام كبرى, ولماذا العدد سبعة هو جوهرياً أساسي في تنظيمه وإدارته.
16:0.2 (184.2) الأرواح الرئيسية السبعة لديهم أصلهم بالتالي في, ويستمدون خصائصهم الفردية من, أوجه الشبه السبعة التالية:
16:0.3 (184.3) 1. الأب الكوني.
16:0.4 (184.4) 2. الإبن الأبدي.
16:0.5 (184.5) 3. الروح اللانهائي.
16:0.6 (184.6) 4. الأب والابن.
16:0.7 (184.7) 5. الأب والروح.
16:0.8 (184.8) 6. الإبن والروح.
16:0.9 (184.9) 7. الأب, الإبن, والروح.
16:0.10 (184.10) نحن نعلم القليل جداً عن عمل الأب والإبن في خلق الأرواح الرئيسية السبعة. على ما يبدو هم قد أُحضروا إلى حيز الوجود بالأفعال الشخصية للروح اللانهائي, لكننا تلقينا بالتأكيد تعليمات بأن كِلا الأب والإبن قد اشتركا في أصلهم.
16:0.11 (184.11) في صفة وطبيعة الروح فإن أولئك الأرواح السبعة من الفردوس هم بمثابة واحد, إنما في كل الأوجه الأخرى للهوية فهم غير متشابهين إلى حد كبير, ونتائج أدائهم في الأكوان العظمى هي بحيث أن الفروق الفردية لكل منهم قابلة للتمييز بما لا يدع مجالاً للخطأ. كل ما تلا الخطط لأقسام الكون الإجمالي السبعة--وحتى الأقسام المترابطة للفضاء الخارجي--قد كُيفت بالتنوع الذي هو فضلاً عن الروحي لأولئك الأرواح الرئيسية السبعة ذات الإشراف الأسمى والمنتهى.
16:0.12 (184.12) لدى الأرواح الرئيسية العديد من الوظائف, لكن مجالهم الخاص في الوقت الحاضر هو الإشراف المركزي على الأكوان العظمى السبعة. كل روح رئيسي يحافظ على مقر بؤرة-قوة هائل, الذي يدور ببطء حول محيط الفردوس, محافظ دائماً على موقع مقابل الكون العظيم من الإشراف المباشر وعند نقطة الفردوس المحورية لسيطرته المتخصصة على القدرة وتوزيع الطاقة القطاعي. خطوط الحدود الدائرية لأي واحد من الأكوان العظمى تتقارب فعلياً في مقر الفردوس للروح الرئيسي المُشرِف.
16:1.1 (185.1) الخالق الموحَد, الروح اللانهائي, هو ضروري لإتمام التشخيص الثلاثي للإله غير المنقسم. هذا التشخيص الثلاثي الأضعاف للإله هو فطرياً سباعي الأضعاف في إمكانية التعبير الفردي والترابطي؛ من هنا جاءت الخطة اللاحقة لخلق أكوان مسكونة بكائنات ذكية وإحتمالياً روحية, معبرة كما ينبغي عن الأب, الإبن, والروح, جاعلة تشخيص الأرواح الرئيسية السبعة لا مفر منه. لقد وصلنا إلى الحديث عن التشخيص الثلاثي الأضعاف للإله باعتباره حتمية مُطلقة, في حين وصلنا إلى أن ننظر إلى ظهور الأرواح الرئيسية السبعة باعتبارها حتمية دون المُطلق.
16:1.2 (185.2) في حين أن الأرواح الرئيسية السبعة لا تكاد تكون معبرة عن إله ثلاثي الأضعاف, فإنهم التصوير الأبدي لإله سباعي الأضعاف, الوظائف النشطة والترابطية لأشخاص الإله الثلاثة المتواجدين أبداً. بواسطة وفي ومن خلال أولئك الأرواح السبعة, فإن الأب الكوني, الإبن الأبدي, أو الروح اللانهائي أو أي ترابط ثنائي, هو قادر لأن يعمل على هذا النحو. عندما الأب, الإبن, والروح يعملون معاً, هم بإمكانهم وهم يعملون من خلال الروح الرئيسي رقم سبعة, إنما ليس كما الثالوث. الأرواح الرئيسية يمثلون فردياً وجماعياً أي من وكل الأعمال الممكنة للإله, الفردية والمتعددة, لكن ليس الجماعية, ليس الثالوث. الروح الرئيسي رقم سبعة هو غير عامل شخصياً بالنسبة إلى ثالوث الفردوس, وذلك هو بالضبط لماذا يستطيع العمل شخصياً للكائن الأسمى.
16:1.3 (185.3) لكن عندما يُخلي الأرواح الرئيسية السبعة مقاعدهم الفردية من القدرة الشخصية وسُلطة الكون العظيم ويتجمعون حول العامل الموحَد في الحضور الثلاثي لإله الفردوس, عند ذاك وهناك هم يمثلون جماعياً القدرة العاملة, الحكمة, وسُلطة الإله غير المنقسم--الثالوث--إلى الأكوان المتطورة وفيها. مثل هذا الإتحاد الفردوسي للتعبير السباعي الأضعاف الأولي لإله يضم فعلياً, يكتنف حرفياً الكل من كل سجية وموقف للآلهة الأبدية الثلاثة في السمو والمُنتهى. لجميع المقاصد والأهداف العملية فإن الأرواح الرئيسية السبعة, عند ذاك وهناك, يطوقون المجال الوظيفي للأسمى-المنتهى إلى الكون الرئيسي وفيه.
16:1.4 (185.4) بقدر ما نستطيع التمييز, فإن هذه الأرواح السبعة مرتبطة بالنشاطات الإلهية للأشخاص الأبديين الثلاثة للإله؛ نحن لا نتحرى إثباتاً على إرتباط مباشر مع الحضورات العاملة للأطوار الأبدية الثلاثة للمُطلق. عندما يترابطون, الأرواح الرئيسية يمثلون آلهة الفردوس في ما قد يفهم على وجه التقريب كمجال العمل المتناهي. قد يضم الكثير مما هو نهائي ولكن ليس مُطلقاً.
16:2.1 (185.5) تماماً كما أن الإبن الأبدي والأصلي يُكشَف من خلال أشخاص العدد المتزايد على الدوام للأبناء الإلهيين, كذلك يُكشف الروح اللانهائي والإلهي من خلال قنوات الأرواح الرئيسية السبعة ومجموعات الروح المرتبطة به. عند مركز المراكز الروح اللانهائي هو ممكن الإقتراب منه. لكن ليس كل الذين يحرزون الفردوس قادرون على إدراك شخصيته وحضوره المتنوع على الفور؛ لكن كل الذين يحرزون الكون المركزي يستطيعون وهم يتواصلون في الحال مع أحد الأرواح الرئيسية السبعة, الواحد المترئس فوق الكون العظيم الذي ينطلق منه حاج الفضاء الواصل حديثاً.
16:2.2 (186.1) إلى كون الأكوان يتكلم أب الفردوس فقط من خلال إبنه, بينما هو والإبن يعملان سوية فقط من خلال الروح اللانهائي. خارج الفردوس وهاﭭونا يتكلم الروح اللانهائي فقط بأصوات الأرواح الرئيسية السبعة.
16:2.3 (186.2) يُمارس الروح اللانهائي تأثيراً من الحضور الشخصي ضمن حدود نظام هاﭭونا-الفردوس؛ في أي مكان آخر يمارَس حضور روحه الشخصي بواسطة ومن خلال واحد من الأرواح الرئيسية السبعة. في مكان آخر فإن حضور روح الكون العظيم للمصدر والمركز الثالث على أي عالَم أو في أي فرد هو مشروط بالطبيعة الفريدة للروح الرئيسي الإشرافي على ذلك القسم من الخلق. على العكس من ذلك, فإن الخطوط المُجتمعة لقوة الروح والذكاء تعبر نحو الداخل إلى الشخص الثالث للإله عن طريق الأرواح الرئيسية السبعة.
16:2.4 (186.3) الأرواح الرئيسية السبعة موهوبين جماعياً بسجايا الأسمى-المنتهى للمصدر والمركز الثالث. في حين أن كل واحد منهم يتناول فردياً من هذه الهبة, فقط جماعياً هم يُظهرون سجايا كلية القدرة, كلية العِلم, وكلية الحضور. لا يمكن لأحد منهم أن يعمل كونياً بهذا الشكل؛ كأفراد وفي ممارسة تلك القدرات من السمو والمنتهى فإن كل منهم هو محدود شخصياً إلى الكون العظيم من الإشراف المباشر.
16:2.5 (186.4) كل شيء من كل ما قد أُخبرتم به بما يخص ألوهية وشخصية العامل الموحَد ينطبق بالتساوي وبشكل كامل على الأرواح الرئيسية السبعة, الذين على نحو فعال للغاية يوزعون الروح اللانهائي إلى الأقسام السبعة للكون الإجمالي بما يتوافق مع منحتهم الإلهية وفي أسلوب طبائعهم المختلفة والفريدة فردياً. لذلك سيكون من المناسب التطبيق إلى المجموعة الجماعية للسبعة أي من أو كل أسماء الروح اللانهائي. جماعياً هم واحد مع الخالق الموحَد على جميع مستويات دون المُطلق.
16:3.1 (186.5) الأرواح الرئيسية السبعة هم كائنات لا توصف, لكنهم شخصيون بشكل جلي وأكيد. لديهم أسماء, لكننا نختار أن نقدمهم لكم من خلال العدد. كتشخيصات أولية للروح اللانهائي, هم متماثلون, لكن كتعبيرات أولية للإرتباطات الممكنة السبعة للإله الثالوثي, فهم بشكل أساسي متنوعون في الطبيعة, وهذا التنوع في الطبيعة يقرر تفاضلهم لتصرف الكون العظيم. يمكن وصف هذه الأرواح الرئيسية السبعة على النحو التالي:
16:3.2 (186.6) الروح الرئيسي رقم واحد. بطريقة خاصة هذا الروح هو التمثيل المباشر لأب الفردوس. هو تجلي خاص وفعّال لقدرة, محبة وحكمة الأب الكوني. هو المساعد المقرب والمستشار العلوي لرئيس المَرَاقب الغامضة, ذلك الكائن الذي يرأس جامعة الضباط المشَّخصين على دِفننغتون. في كل إرتباطات الأرواح الرئيسية السبعة, إنه دائماً الروح الرئيسي رقم واحد الذي يتكلم باسم الأب الكوني.
16:3.3 (186.7) يترأس هذا الروح على الكون العظيم الأول, وبينما يعرض بثبات الطبيعة الإلهية لتشخيص أولي للروح اللانهائي, يبدو بشكل أكثر خصوصية ليشبه الأب الكوني في الصِفة. هو دائماً في إرتباط شخصي مع الأرواح الإنعكاسية السبعة عند مقر الكون العظيم الأول.
16:3.4 (187.1) الروح الرئيسي رقم إثنين. هذا الروح يصور بشكل كفؤ الطبيعة التي لا تضاهى والصِفة الفاتنة للإبن الأبدي, المولود الأول من كل الخلق. هو دائماً في إرتباط وثيق مع كل مراتب أبناء الله أينما قد يحدث أن يكونوا في الكون السكني كأفراد أو في إجتماع مغلق فرح. في كل مجالس الأرواح الرئيسية السبعة هو دائماً يتكلم عن الإبن الأبدي وبالنيابة عنه.
16:3.5 (187.2) هذا الروح يوجه مصائر الكون العظيم رقم إثنين ويحكم هذا المجال الشاسع بشكل كبير كما قد يفعل الإبن الأبدي. إنه دائماً في صِلة مع الأرواح الإنعكاسية السبعة الواقعة عند عاصمة الكون العظيم الثاني.
16:3.6 (187.3) الروح الرئيسي رقم ثلاثة. تشبه شخصية هذا الروح بشكل خاص الروح اللانهائي, ويوجه حركات وعمل الكثير من الشخصيات العليا للروح اللانهائي. يترأس فوق مجالسهم وهو يرتبط بشكل وثيق مع كل الشخصيات الذين يأخذون أصلاً حصرياً في المصدر والمركز الثالث. عندما تكون الأرواح الرئيسية السبعة في مجلس شورى, إنه الروح الرئيسي رقم ثلاثة الذي يتكلم دائماً باسم الروح اللانهائي.
16:3.7 (187.4) هذا الروح هو المسؤول عن الكون العظيم رقم ثلاثة, وهو يدير شؤون هذا القسم بشكل كبير كما قد يفعل الروح اللانهائي. هو دائماً في إرتباط مع الأرواح الإنعكاسية عند مقر الكون العظيم الثالث.
16:3.8 (187.5) الروح الرئيسي رقم أربعة. متناولاً من الطبائع المركبة للأب والإبن, هذا الروح الرئيسي هو التأثير الحاسم فيما يتعلق بسياسات وإجراءات الأب-الابن في مجالس شورى الأرواح الرئيسية السبعة. هذا الروح هو الموجه والمستشار الرئيسي لأولئك الكائنات الصاعدة الذين قد أحرزوا الروح اللانهائي وبالتالي قد أصبحوا مُرشحين لرؤية الإبن والأب. إنه يقوم برعاية تلك المجموعة الضخمة من الشخصيات التي تنحدر من الأب والإبن. عندما يصبح من الضروري تمثيل الأب والإبن في رابطة الأرواح الرئيسية السبعة, فإنه دائماً الروح الرئيسي رقم أربعة الذي يتكلم.
16:3.9 (187.6) هذا الروح يرعى القسم الرابع من الكون الإجمالي وفقاً لإرتباطه الخاص بسجايا الأب الكوني والإبن الأبدي. هو دائماً في إتصال شخصي مع الأرواح الإنعكاسية لمركز إدارة الكون العظيم الرابع.
16:3.10 (187.7) الروح الرئيسي رقم خمسة. هذا الشخصية الإلهية الذي يمزج بشكل رائع صِفة الأب الكوني والروح اللانهائي هو مستشار تلك المجموعة الضخمة من الكائنات المعروفة بموجهات القدرة, مراكز القدرة, والمتحكمات الفيزيائية. هذا الروح يرعى أيضاً كل الشخصيات التي تأخذ أصلاً في الأب والعامل الموحَد. في مجالس شورى الأرواح الرئيسية السبعة, عندما يكون موقف الأب-الروح في إستفسار, إنه دائماً الروح الرئيسي رقم خمسة الذي يتكلم.
16:3.11 (187.8) هذا الروح يوجه رفاهية الكون العظيم الخامس بطريقة توحي بالعمل المشترك للأب الكوني والروح اللانهائي. إنه دائماً في إرتباط مع الأرواح الإنعكاسية عند مقر الكون العظيم الخامس.
16:3.12 (187.9) الروح الرئيسي رقم ستة. هذا الكائن الإلهي يبدو أنه يُظهر الصِفة المشتركة للإبن الأبدي والروح اللانهائي. كلما المخلوقات التي تم خلقها بشكل مشترك من قِبل الإبن الأبدي والروح اجتمعت معاً في الكون المركزي, إنه هذا الروح الرئيسي الذي هو مستشارهم؛ وكلما في مجالس شورى الأرواح الرئيسية السبعة, يصبح من الضروري التكلم سوية لأجل الإبن الأبدي والروح اللانهائي, إنه الروح الرئيسي رقم ستة الذي يستجيب.
16:3.13 (188.1) هذا الروح يوجه شؤون الكون العظيم السادس كثيراً كما قد يفعل الإبن الأبدي والروح اللانهائي. هو دائماً في إرتباط مع الأرواح الإنعكاسية عند مقر الكون العظيم السادس.
16:3.14 (188.2) الروح الرئيسي رقم سبعة. الروح المترئس على الكون العظيم السابع هو بشكل فريد تصوير مُعادل للأب الكوني, والإبن الأبدي, والروح اللانهائي. الروح السابع, الناصح الراعي لكل الكائنات ذات الأصل الثلاثي, هو أيضاً المستشار والموجه لكل حجاج هاﭭونا الصاعدين, أولئك الكائنات المتواضعة الذين أحرزوا باحات المجد من خلال الإسعاف المُشترك للأب, والإبن, والروح.
16:3.15 (188.3) ليس الروح الرئيسي السابع ممثلاً بشكل طبيعي لثالوث الفردوس؛ لكنه واقع معروف بأن طبيعته الشخصية والروحية هي التصوير للعامل الموحَد في نسب متساوية للأشخاص اللانهائيين الثلاثة الذين إتحادهم الإلهي هو ثالوث الفردوس, والذين عملهم على هذا النحو هو المصدر للطبيعة الشخصية والروحية لله الأسمى. من هنا يُبين الروح الرئيسي السابع علاقة شخصية وطبيعية إلى الشخص الروح للأسمى المتطور. لذلك في مجالس شورى الروح الرئيسي على العُلى, عندما يصبح من الضروري إلقاء القرعة من أجل الموقف الشخصي المُشترك للأب, والإبن, والروح أو لتصوير الموقف الروحي للكائن الأسمى, فإنه الروح الرئيسي رقم سبعة هو الذي يعمل. هو بالتالي يصبح بشكل متأصل الرأس المترئس لمجلس شورى الفردوس للأرواح الرئيسية السبعة.
16:3.16 (188.4) ولا واحد من الأرواح السبعة هو ممثل طبيعي لثالوث الفردوس, ولكن عندما يتحدون كإله سباعي الأضعاف, فإن هذه الوحدة في مغزى إلهي--وليس في مغزى شخصي--تعادل إلى مستوى أداء مرتبط بأعمال الثالوث. بهذا المعنى فإن "الروح السباعي الأضعاف" هو عملياً قابل للإرتباط مع ثالوث الفردوس. هو أيضاً بهذا المعنى أن الروح الرئيسي رقم سبعة يتكلم أحياناً في تأكيد لمواقف الثالوث أو, بالأحرى, يقوم بدور المتحدث من أجل موقف وحدة الروح السباعي الأضعاف بما يخص موقف إتحاد الإله الثلاثي الأضعاف, موقف ثالوث الفردوس.
16:3.17 (188.5) الأعمال المتعددة للروح الرئيسي السابع بالتالي تتراوح من تصوير مُشترك للطبائع الشخصية للأب, والإبن, والروح من خلال تمثيل الموقف الشخصي لله الأسمى, إلى إظهار موقف الإله لثالوث الفردوس. وفي إعتبارات معينة فإن هذا الروح المترئس هو مُعبر بالمثل عن مواقف المنتهى والأسمى-المنتهى.
16:3.18 (188.6) إنه الروح الرئيسي رقم سبعة الذي, في قدراته المتعددة, يتكفل شخصياً بتقدم المُنتخَبين الصاعدين من عوالم الزمان في محاولاتهم لإحراز فهم إله السمو غير المنقسم. هكذا فهم ينطوي على فهم السيادة الوجودية لثالوث السمو المنسقة للغاية مع مفهوم للسيادة الإختبارية النامية للكائن الأسمى بحيث تُشكل فهم المخلوق لوحدة السمو. إدراك المخلوق لتلك العوامل الثلاثة يعادل فهم هاﭭونا لحقيقة الثالوث ويمنح حجاج الزمان المقدرة لكي ينفذوا في نهاية المطاف إلى الثالوث, لكي يكتشفوا الأشخاص اللانهائيين الثلاثة للإله.
16:3.19 (188.7) عدم مقدرة حجاج هاﭭونا لإيجاد الله الأسمى بشكل كامل تُعوض بالروح الرئيسي السابع, الذي طبيعته الثالوثية في مثل هذا الأسلوب الخاص هي كاشفة لشخص الروح للأسمى. خلال عصر الكون الحالي من عدم الإتصالية للشخص الأسمى, الروح الرئيسي رقم سبعة يعمل في مكان الله للمخلوقات الصاعدة في أمور العلاقات الشخصية. هو كائن الروح العالي الواحد الذي كل الصاعدين من المؤكد أن يتعرفوا عليه ونوعاً ما يفهمونه عندما يصلون مراكز المجد.
16:3.20 (189.1) هذا الروح الرئيسي دائماً على صلة مع الأرواح الإنعكاسية ليوﭭرسا, مقر الكون العظيم السابع, قسمنا الخاص من الخلق. إدارته لأورﭭونتون تكشف التناسق العجيب للإختلاط المنسق للطبائع الإلهية للأب, والإبن, والروح.
16:4.1 (189.2) الأرواح الرئيسية السبعة هم التمثيل الكامل للروح اللانهائي إلى الأكوان التطورية. هم يمثلون المصدر والمركز الثالث في علاقات الطاقة, العقل, والروح. بينما يعملون كالرؤوس المنسقة للتحكم الإداري الكوني للعامل الموحَد, لا تنسى بأن لديهم أصلهم في الأعمال الخلاَّقة لآلهة الفردوس. إنه حرفياً صحيح بأن هذه الأرواح السبعة هم القدرة الفيزيائية المشخصة, والعقل الفلكي, والحضور الروحي للإله المثولث, "أرواح الله السبعة المُرسلة إلى كل الكون".
16:4.2 (189.3) الأرواح الرئيسية فريدون من حيث أنهم يعملون على كل مستويات واقعية الكون باستثناء المُطلق. هم, لذلك, مشرفون فعالون ومثاليون لجميع مراحل الشؤون الإدارية على كل مستويات نشاطات الكون العظيم. يصعب على العقل البشري أن يفهم الكثير جداً عن الأرواح الرئيسية لأن عملهم متخصص للغاية ومع ذلك كلي-الإحتضان, مادي في غاية الإستثنائية وفي الوقت نفسه روحي بغاية الروعة. هؤلاء الخالقون المتعددو البراعات للعقل الفلكي هم أسلاف موجهات قدرة الكون وهم, أنفسهم, مدراء سُماة لخلق مخلوق-الروح الشاسع والنائي.
16:4.3 (189.4) الأرواح الرئيسية السبعة هم الخالقون لإداريي قدرة الكون ومساعديهم, كينونات لا غنى عنها لتنظيم, وتعديل الطاقات الفيزيائية للكون الإجمالي والسيطرة عليها. وهؤلاء الأرواح الرئيسية أنفسهم يساعدون بغاية المادية الأبناء الخالقين في عمل تشكيل وتنظيم الأكوان المحلية.
16:4.4 (189.5) نحن لسنا قادرين على اقتفاء أي علاقة شخصية بين عمل طاقة الفلك للأرواح الرئيسية وأعمال القوة للمُطلق البات. تجليات الطاقة تحت ولاية الأرواح الرئيسية كلها موجهة من محيط الفردوس؛ لا يبدو أنها مرتبطة بأي شكل مباشر مع ظواهر القوة المُعرفة مع السطح الأسفل للفردوس.
16:4.5 (189.6) بدون ريب, عندما نواجه النشاطات الوظيفية لمشرفي قدرة المورونشيا المتعددين, نحن وجهاً لوجه مع بعض من النشاطات غير المكشوفة للأرواح الرئيسية. الذين, على حدة من هذه الأسلاف لكِلا المتحكمات الفيزيائية ومُسعفات الروح, كان بإمكانهم إيجاد وسيلة لمزج ومشاركة طاقات مادية وروحية بحيث تنتج طوراً غير موجود لحد الآن من واقع الكون--مادة مورونشية وعقل مورونشي؟
16:4.6 (189.7) الكثير من حقيقة العوالم الروحية هو من مرتبة المورونشيا, طور لواقع الكون غير معروف كلياً على يورانشيا. هدف وجود الشخصية هو روحي, إنما خلائق المورونشيا دائماً تتداخل, واصلة الثغرة بين العوالم المادية ذات الأصل البشري وأجواء الكون العظيم ذات الأوضاع الروحية المتقدمة. إنه في هذا الحيز حيث الأرواح الرئيسية يجعلون مساهمتهم العظيمة إلى خطة إرتقاء الإنسان إلى الفردوس.
16:4.7 (190.1) لدى الأرواح الرئيسية السبعة ممثلين شخصيين الذين يعملون في جميع أنحاء الكون الإجمالي؛ لكن حيث إن أغلبية كبيرة من هذه الكائنات التابعة هي غير مهتمة بشكل مباشر بمشروع الإرتقاء للتقدم البشري في طريق كمال الفردوس, فقد تم كشف القليل أو لا شيء عنهم. الكثير, الكثير جداً, عن نشاط الأرواح الرئيسية السبعة يبقى مخفياً عن الفهم الإنساني لأنه ولا بأي حال يتعلق مباشرة بمشكلتكم من إرتقاء الفردوس.
16:4.8 (190.2) إنه مُحتمل جداً, على الرغم من عدم مقدرتنا على أن نقدم برهاناً قاطعاً, بأن روح أورﭭونتون الرئيسي يبذل تأثيراً حاسماً في أجواء النشاطات التالية:
16:4.9 (190.3) 1. إجراءات إستهلال الحياة لحاملي الحياة للكون المحلي.
16:4.10 (190.4) 2. تنشيطات الحياة لأرواح-العقل المعاونة المُغدقة على العوالم بواسطة روح خلاَّقة لكون محلي.
16:4.11 (190.5) 3. التقلبات في تجليات الطاقة المعروضة من قِبل وحدات الإستجابة-للجاذبية-الخطية للمادة المنظَمة.
16:4.12 (190.6) 4. سلوك الطاقة المنبثقة عندما تكون متحررة بشكل كلي من قبضة المُطلق البات, مصبحة بالتالي مستجيبة إلى التأثير المباشر للجاذبية الخطية وإلى مناورات موجهي قدرة الكون ومساعديهم.
16:4.13 (190.7) 5. إغداق روح الإسعاف لروح خلاَّقة للكون المحلي, المعروف على يورانشيا كالروح القدس.
16:4.14 (190.8) 6. الإغداق اللاحق لروح أبناء الإغداق, المدعو على يورانشيا المؤاسي أو روح الحق.
16:4.15 (190.9) 7. آلية الإنعكاسية للأكوان المحلية والكون العظيم. العديد من الميزات المتعلقة بهذه الظاهرة الإستثنائية بالكاد يمكن تفسيرها بشكل معقول أو أن تُفهم نسبياً دون إفتراض نشاط الأرواح الرئيسية في إرتباط مع العامل الموحَد والكائن الأسمى.
16:4.16 (190.10) على الرغم من فشلنا في أن نستوعب على نحو لائق الأعمال المتشعبة للأرواح الرئيسية السبعة, نحن واثقون بأن هناك مجالين في المدى الواسع لنشاطات الكون الذين ليس لديهم أي علاقة بهما: إغداق وإسعاف ضباط الفكر والأعمال الغامضة للمُطلق البات.
16:5.1 (190.11) كل قسم من الكون الإجمالي, كل كون وكل عالم فردي, يتمتع بمنافع الحكمة والشورى المتحدة لكل الأرواح الرئيسية السبعة لكن يتلقى اللمسة والصبغة الشخصية لواحد فقط. والطبيعة الشخصية لكل روح رئيسي تتخلل كلياً وتُكيف بشكل فريد كونه العظيم.
16:5.2 (190.12) من خلال هذا التأثير الشخصي للأرواح الرئيسية السبعة كل مخلوق من كل مرتبة من الكائنات الذكية, خارج الفردوس وهاﭭونا, لا بد أن يحمل الطابع المميز لفردية تدل على الطبيعة السلفية لواحد ما من هذه الأرواح الفردوسية السبعة. فيما يتعلق بالأكوان العظمى السبعة, كل مخلوق أهلي, إنسان أو ملاك, سيحمل إلى الأبد هذه السمة من الهوية الميلادية.
16:5.3 (191.1) الأرواح الرئيسية السبعة لا يغزون مباشرة العقول المادية للمخلوقات الأفراد على العوالم التطورية للفضاء. بشر يورانشيا لا يختبرون الحضور الشخصي لتأثير العقل-الروح للروح الرئيسي لأورﭭونتون. إذا كان هذا الروح الرئيسي يُحرز أي نوع من الإتصال مع العقل البشري الفرد في أثناء العصور التطورية المبكرة لعالَم مسكون, لا بد أن يحدث من خلال إسعاف الروح الخلاَّقة للكون المحلي, المرافق والمساعد للإبن الخالق لله الذي يرأس مصائر كل خلق محلي, لكن هذه الروح الأُم الخلاَّقة نفسها هي, في الطبيعة والصِفة, تماماً مثل الروح الرئيسي لأورﭭونتون.
16:5.4 (191.2) الطابع الفيزيائي للروح الرئيسي هو جزء من الأصل المادي للإنسان. مهنة المورونشيا بأكملها تُعاش تحت التأثير المستمر لهذا الروح الرئيسي ذاته, ليس من الغريب أن مهنة الروح اللاحقة لهكذا بشري صاعد لا تمحو أبداً بشكل كلي الطابع المميز لهذا الروح الإشرافي ذاته. إن أثر الروح الرئيسي أساسي إلى الوجود ذاته لكل مرحلة ما قبل هاﭭونا للإرتقاء البشري.
16:5.5 (191.3) ميول الشخصية المميزة المعروضة في تجربة حياة البشر التطوريين, التي هي سمة في كل كون عظيم, والتي تُعبر بشكل مباشر عن طبيعة الروح الرئيسي المسيطر, لا تُمحى تماماً أبداً, ولا حتى بعد أن يخضع أولئك الصاعدون إلى التدريب الطويل والإنضباط الموحِد المواجَه على الأجواء التعليمية البليون لهاﭭونا. حتى ثقافة الفردوس المُكثفة اللاحقة لا تفي لمحو العلامات المميزة ذات الأصل في الكون العظيم. في خلال كل الأبدية سيعرض بشري ما صاعد خصال تدل على الروح المترئس لكونه العظيم من الأهلية. حتى في سِلك النهائية, عندما يكون من المرغوب الوصول إلى أو تصوير علاقة ثالوثية تامة إلى الخلق التطوري, دائماً يتم تجميع جماعة من سبعة نهائيين, واحد من كل كون عظيم.
16:6.1 (191.4) الأرواح الرئيسية هم المصدر السباعي للعقل الفلكي, الإمكانية الفكرية للكون الإجمالي. هذا العقل الفلكي هو تجلي دون المُطلق لعقل المصدر والمركز الثالث, وبطرق معينة, مرتبط وظيفياً بعقل الكائن الأسمى المتطور.
16:6.2 (191.5) على عالم مثل يورانشيا نحن لا نواجه التأثير المباشر للأرواح الرئيسية السبعة في شؤون السلالات الإنسانية. أنتم تعيشون تحت التأثير المباشر للروح الخلاَّقة لنِبادون, مع ذلك هذه الأرواح الرئيسية ذاتها تسيطر على التفاعلات الأساسية لكل عقل مخلوق لأنهم المصادر الفعلية للإمكانات الفكرية والروحية التي قد اختصت في الأكوان المحلية من أجل الأداء في حياة أولئك الأفراد الذين يأهلون العوالم التطورية للزمان والفضاء.
16:6.3 (191.6) حقيقة العقل الفلكي تفسر صلة القرابة لأنواع مختلفة من العقول الإنسانية والفائقة عن الإنسانية. ليست الأرواح المتآلفة منجذبين إلى بعضهم البعض فحسب, لكن العقول المتآلفة هي أيضاً متآخية جداً وتميل نحو تعاون الواحد مع الآخر. أحياناً تُلاحَظ العقول الإنسانية لتعدو في قنوات من التشابه المذهل والإتفاق الذي لا يمكن تفسيره.
16:6.4 (191.7) يتواجد هناك في جميع إرتباطات الشخصية للعقل الفلكي صِفة يمكن تلقيبها "استجابة الواقع". إنها هذه الهبة الفلكية الكونية لمخلوقات المشيئة التي تنقذهم من أن يصبحوا ضحايا عاجزين للإفتراضات المُسبقة ضمنياً للعِلم, والفلسفة, والدِين. حساسية الواقع هذه للعقل الفلكي تستجيب لأطوار معينة من الواقع تماماً كما تستجيب مادة-الطاقة إلى الجاذبية. لا يزال من الأصح القول بأن تلك الحقائق الفائقة عن المادي تستجيب للغاية لعقل الفلك.
16:6.5 (192.1) العقل الفلكي يستجيب بثبات (يتعرف على الإستجابة) على ثلاثة مستويات من واقع الكون. هذه الإستجابات هي بديهية-ضمناً إلى العقول واضحة-المنطق وعميقة التفكير. هذه المستويات للواقع هي:
16:6.6 (192.2) 1. السببية--مجال الواقع للحواس الفيزيائية, المجالات العِلمية للتناسق المنطقي, التفريق بين الواقعي وغير الواقعي, إستنتاجات إنعكاسية مستندة على تجاوب فلكي. هذا هو الشكل الرياضي للتمييز الفلكي.
16:6.7 (192.3) 2. الواجب--مجال الواقع للأخلاق في الحيز الفلسفي, ساحة التمييز, التعرف على الحق والباطل النسبيان. هذا هو الشكل القضائي للتمييز الفلكي.
16:6.8 (192.4) 3. العبادة--المجال الروحي لواقع التجربة الدينية, الإدراك الشخصي للزمالة الإلهية, التعرف على قيم الروح, اليقين بالبقاء الأبدي, الإرتقاء من وضع خدام الله إلى فرح وحرية أبناء الله. هذه هي أعلى بصيرة للعقل الفلكي, الشكل التوقيري والتعبدي للتمييز الفلكي.
16:6.9 (192.5) هذه البصائر العلمية, والأخلاقية, والروحية, هذه التجاوبات الفلكية هي فطرية في العقل الفلكي, الذي يمنح كل مخلوقات المشيئة. تجربة المعيشة لا تفشل أبداً في تطوير هذه البديهيات الفلكية الثلاثة؛ إنها مُنظمة في الوعي الذاتي للتفكير التأملي. لكنه من المحزن تسجيل أن عدداً قليلاً جداً من الأشخاص على يورانشيا يبتهجون في تنمية هذه الصِفات من التفكير الفلكي الشجاع والمستقل.
16:6.10 (192.6) في إغداقات عقل الكون المحلي, هذه التبصرات الثلاثة للعقل الفلكي تُشكل الإفتراضات المسبقة التي تجعل من الممكن للإنسان أن يعمل باعتباره شخصية عقلانية وواعية-للذات في نواحي العِلم, والفلسفة, والدِين. منصوصة بطريقة أخرى, فإن التعرف على واقع تلك التجليات الثلاثة لللانهائي يكون من خلال تقنية فلكية للكشف الذاتي. يتم التعرف على المادة-الطاقة بالمنطق الرياضي للحواس؛ رُشد العقل يعرف بشكل حدسي واجبه الأخلاقي؛ إيمان-الروح (العبادة) هو دِين واقع التجربة الروحية. هذه العوامل الأساسية الثلاثة في التفكير التأملي يمكن توحيدها وتنسيقها في تنمية الشخصية, أو قد تصبح غير متناسبة وفعلياً غير ذات صلة في وظائفها المختصة. لكن عندما تصبح موحدة فهي تنتج صِفة قوية تتمثل في ترابط العلم الواقعي, والفلسفة الأخلاقية, والتجربة الدِينية الأصلية. وإنها هذه البديهات الفلكية الثلاثة التي تعطي مصداقية موضوعية, واقعية, لتجربة الإنسان في ومع الأشياء, والمعاني, والقيم.
16:6.11 (192.7) إنه هدف التعليم أن يُطور ويصقل هذه الهبات الفطرية للعقل الإنساني؛ للحضارة لكي تُعبر عنها؛ ولتجربة الحياة لتحقيقها؛ للدِين لكي يُشرفها؛ وللشخصية لتوحيدها.
16:7.1 (192.8) الذكاء وحده لا يمكنه أن يفسر الطبيعة الأخلاقية. الأخلاق, والفضيلة, هي فطرية إلى الشخصية الإنسانية. الحدس الأخلاقي, إدراك الواجب, هو مكون من موهبة العقل الإنساني ومرتبط مع ثوابت أخرى للطبيعة الإنسانية: الفضول العلمي والبصيرة الروحية. عقلية الإنسان تتجاوز بكثير تلك لأنسبائه الحيوانات لكنها طبيعته الأخلاقية والدينية التي تميزه بشكل خاص عن عالَم الحيوان.
16:7.2 (193.1) الإستجابة الإختيارية لحيوان تقتصر على مستوى السلوك الحركي. البصيرة المفترضة للحيوانات الأعلى هي على مستوى محرك وعادة ما تظهر فقط بعد تجربة التجربة والخطأ الحركي. الإنسان قادر على ممارسة البصيرة العلمية, والأخلاقية, والروحية قبل أي استكشاف أو تجريب.
16:7.3 (193.2) إنها الشخصية فقط التي تستطيع أن تعرف ما تقوم به قبل أن تفعله. الشخصيات فقط تملك بصيرة قبل التجربة. الشخصية تستطيع أن تتطلع قبل أن تقفز بالتالي يمكنها التعلم من النظر كما من القفز. عادة ما يتعلم الحيوان غير الشخصي فقط من خلال القفز.
16:7.4 (193.3) كنتيجة للخبرة, يصبح الحيوان قادراً على تفحص الطرق المختلفة لبلوغ هدف وأن يختار نهجاً مؤسساً على الخبرة المتراكمة. لكن الشخصية يمكنها أيضاً فحص الهدف ذاته وأن تُصدر حكماً على قيمة-إستحقاقه. الذكاء وحده يستطيع تمييز أفضل الوسائل لإحراز نهايات غير مقيدة, لكن الكائن الأخلاقي يملك بصيرة التي تمكنه من التمييز بين الغايات وكذلك بين الوسائل. والكائن الأخلاقي في إختياره الفضيلة هو مع ذلك ذكي. إنه يعلم ماذا يفعل, لماذا يفعله, أين هو ذاهب, وكيف سيصل إلى هناك.
16:7.5 (193.4) عندما يفشل الإنسان في تمييز نهايات إجتهاده البشري, يجد نفسه عاملاً على المستوى الحيواني من الوجود. لقد فشل في الإنتفاع من الفوائد الفائقة لتلك الفطنة المادية, والتمييز الأخلاقي, والبصيرة الروحية التي هي جزء لا يتجزأ من هبة عقله الفلكي ككائن شخصي.
16:7.6 (193.5) الفضيلة هي البر--توافق مع الفلك. تسمية الفضائل هي ليست لتعريفها, لكن عيشها هو معرفتها. ليست الفضيلة مجرد معرفة ولا حتى حكمة بل بالأحرى واقع الخبرة التقدمية في إحراز مستويات تصاعدية من الإنجاز الفلكي. في حياة اليوم بيوم للإنسان البشري, تُدرَك الفضيلة من خلال الإختيار الثابت للخير بدلاً من الشر, ومثل هذه المقدرة على الإختيار هي دليل على الإمتلاك لطبيعة أخلاقية.
16:7.7 (193.6) إختيار الإنسان بين الخير والشر يتأثر, ليس فقط بحرص طبيعته الأخلاقية, بل كذلك بهكذا تأثيرات مثل الجهل, وعدم النضوج, والغرور. حاسة من التناسب كذلك معنية بممارسة الفضيلة لأن الشر قد يُقترَف عندما يُختار الأقل في مكان الأكبر كنتيجة للتشويه أو الخداع. فن التقدير النسبي أو القياس المقارن يدخل في ممارسة فضائل العالم الأخلاقي.
16:7.8 (193.7) إن طبيعة الإنسان الأخلاقية سوف تكون عاجزة بدون فن القياس, التمييز المتضمن في مقدرته على تقصي المعاني. بالمِثل, سيكون الإختيار الأخلاقي عقيماً بدون تلك البصيرة الفلكية التي تنتج الوعي بالقيم الروحية. من وجهة نظر الذكاء, يرتقي الإنسان إلى مستوى كائن أخلاقي لأنه موهوب بالشخصية.
16:7.9 (193.8) لا يمكن أن تتقدم الأخلاق أبداً بالقانون أو بالقوة. إنها مسألة شخصية ومشيئة حرة ويجب أن تُنشر بعدوى إتصال أشخاص معطرين أخلاقياً بأولئك الذين هم أقل استجابة من الناحية الأخلاقية, لكن الذين هم أيضاً بقياس ما راغبون في فعل مشيئة الأب.
16:7.10 (193.9) الأعمال الأخلاقية هي تلك الأداءات الإنسانية التي تتميز بأعلى ذكاء, موجهة بالتمييز الإنتقائي في إختيار الغايات العليا وكذلك في إختيار الوسائل الأخلاقية لتحقيق هذه الغايات. مثل هذا السلوك يكون فاضلاً. الفضيلة السامية, إذاً, هي إختيار من كل القلب لفعل مشيئة الأب في السماء.
16:8.1 (194.1) يُغدق الأب الكوني الشخصية على مراتب عديدة من الكائنات كما يعملون على مستويات متنوعة من حقيقة الكون. كائنات يورانشيا الإنسانية موهوبين بشخصية من نوع البشري المتناهي, عاملة على مستوى أبناء الله الصاعدين.
16:8.2 (194.2) بالرغم من أننا بصعوبة يمكننا أن نأخذ تعريف الشخصية على عاتقنا, إلا أننا قد نحاول أن نروي تفهمنا للعوامل المعروفة التي تُشكل طاقم الطاقات المادية, والعقلية, والروحية التي يُشكل إرتباطها المتداخل الآلية التي فيها وعليها ومعها يُسبب الأب الكوني لشخصيته المُغدقة أن تعمل.
16:8.3 (194.3) الشخصية هي هِبة فريدة للطبيعة الأصلية التي وجودها مستقل عن إغداق ضابط الفكر, وسابق إليه. مع ذلك, فإن حضور الضابط يُزكي التجلي النوعي للشخصية. ضباط الفكر, عندما يخرجون من الأب, هم متطابقون في الطبيعة, لكن الشخصية متنوعة, وأصلية, وحصرية؛ وتجلي الشخصية مُكّيَف ومؤهل إضافياً بطبيعة وصِفات الطاقات الملازمة ذات الطبيعة المادية, والعقلية, والروحية التي تُشكل المركبة العضوية لتجلي الشخصية.
16:8.4 (194.4) قد تتشابه الشخصيات, لكنها أبداً ليست سواء. الأشخاص من سلسلة معطاة, نوع, مرتبة, أو نموذج قد وهم يُشبهون بعضهم البعض, لكنهم ليسوا أبداً متطابقين. الشخصية هي تلك السمة لفرد التي نعرفها, والتي تمكننا من التعرف على ذلك الكائن عند مستقبل زمني ما بغض النظر عن طبيعة ومدى التغيرات في وضع الشكل, أو العقل, أو الروح. الشخصية هي ذلك الجزء من أي فرد الذي يمكننا من تمييز والتعرف إيجابياً على ذلك الشخص كالواحد الذي عرفناه سابقاً, بغض النظر عن إلى أي مدى قد تغير بسبب التعديل في وسيلة تعبيره وتجلي شخصيته.
16:8.5 (194.5) تتميز شخصية المخلوق بظاهرتين ذاتية التجلي وذات خصائص مميزة من السلوك البشري التفاعلي: الوعي الذاتي والمشيئة الحرة النسبية المرتبطة.
16:8.6 (194.6) يتألف وعي الذات في الوعي الفكري لحقيقة الشخصية؛ إنه يشمل مقدرة التعرف على حقيقة الشخصيات الأخرى. إنه يشير إلى إستطاعة للتجربة الفردية في الحقائق الفلكية ومعها, ما يُعادل إحراز مكانة الهوية في علاقات الشخصية للكون. يتضمن الوعي الذاتي الإعتراف بفعلية إسعاف العقل وإدراك الإستقلال النسبي من المشيئة الحرة الخلاَّقة والحاسمة.
16:8.7 (194.7) المشيئة الحرة النسبية التي تميز الوعي الذاتي للشخصية الإنسانية تشارك في:
16:8.8 (194.8) 1. القرار الأخلاقي, أعلى حكمة.
16:8.9 (194.9) 2. الإختيار الروحي, تمييز الحق.
16:8.10 (194.10) 3. المحبة غير-الأنانية, خدمة الأخوة.
16:8.11 (194.11) 4. التعاون الهادف, الولاء للمجموعة.
16:8.12 (194.12) 5. البصيرة الفلكية, فهم معاني الكون.
16:8.13 (194.13) 6. تفاني الشخصية, التفاني من كل القلب لفعل مشيئة الأب.
16:8.14 (195.1) 7. العبادة, السعي المخلص للقيم الإلهية والمحبة من كل القلب لمعطي-القيمة الإلهي.
16:8.15 (195.2) يمكن النظر إلى النوع اليورانشي من الشخصية الإنسانية على أنه عامل في آلية فيزيائية التي تتكون من التعديل الكوكبي لنوع نِبادون من العضو المنتمي إلى النظام الكهروكيميائي لتنشيط الحياة والموهوب بمرتبة نِبادون من سلسلة أورﭭونتون للعقل الفلكي ذا نموذج التوالد الأبوي. إن إغداق هبة الشخصية الإلهية على هكذا آلية بشري ممنوح-بالعقل يُضفي كرامة المواطنية الفلكية ويُمكِن هذا المخلوق البشري من أن يصبح على الفور متفاعلاً إلى التمييز التأسيسي لحقائق العقل الأساسية الثلاثة للفلك:
16:8.16 (195.3) 1. التمييز الرياضي أو المنطقي لانتظام السببية الفيزيائية.
16:8.17 (195.4) 2. التمييز العقلاني لواجب السلوك الأخلاقي.
16:8.18 (195.5) 3. الفهم-الإيماني لزمالة عبادة الإله, المرتبط مع الخدمة المُحبة للإنسانية.
16:8.19 (195.6) الأداء الكامل لمثل هبة الشخصية هذه هو تحقيق بداية صلة القرابة الإلهية. هكذا ذاتية, مسكونة بجزء سابق للشخصي من الله الأب, هي في الحقيقة وفي الواقع إبن روحي لله. هكذا مخلوق لا يكشف عن القدرة على استقبال هبة الوجود الإلهي فحسب لكن أيضاً يعرض تجاوباً تفاعلياً إلى دارة جاذبية الشخصية لأب الفردوس لكل الشخصيات.
16:9.1 (195.7) المخلوق الشخصي الممنوح-بعقل- فلكي, المسكون بضابط, يمتلك إدراكاً فطرياً لواقع الطاقة, وواقع العقل, وواقع الروح. مخلوق المشيئة هو بالتالي هكذا مجهز لكي يتبين الواقع, والقانون, ومحبة الله. على حدة من هذه الثوابت الإنسانية الثلاثة, فإن كل التجربة الإنسانية هي حقاً ذاتية سوى أن ذلك الإدراك الحدسي للمصداقية يلتحق بتوحيد هذه التجاوبات الواقعية الكونية الثلاثة من الإقرار الفلكي.
16:9.2 (195.8) البشري المميز-لله قادر على الإحساس بقيمة توحيد هذه الخصائص الفلكية الثلاثة في تطور النفس الناجية, التعهد الأعلى للإنسان في الهيكل الفيزيائي حيث العقل الأخلاقي يتعاون مع الروح الإلهي الساكن لتثنية النفس الخالدة. منذ مطلعها الأبكر النفـس حقيقية؛ لديها خصائص نجاة فلكية.
16:9.3 (195.9) إذا فشل الإنسان البشري في النجاة من الموت الطبيعي, تبقى القيم الروحية الحقيقية لتجربته الإنسانية كجزء من التجربة المستمرة لضابط الفكر. القيم الشخصية لهكذا بائد تتشبث كعامل في شخصية الكائن الأسمى المُتحقق. هكذا صِفات متشبثة للشخصية هي محرومة من الهوية لكن ليس من القيم المختبرة التي تراكمت خلال حياة البشري في الجسد. نجاة الهوية يتوقف على نجاة النفـس الخالدة ذات الوضع المورونشي والقيمة الإلهية المتزايدة. هوية الشخصية تنجو في وبواسطة نجاة النفـس.
16:9.4 (195.10) الوعي الذاتي الإنساني يقتضي الإعتراف بواقع الأنفس عدا عن الذات الواعية ويقتضي بالإضافة أن يكون هكذا وعي متبادلاً؛ أن الذات تُعرَف كما أنها تَـعرِف. هذا مبين بأسلوب إنساني بحت في حياة الإنسان الإجتماعية. لكنكم لا يمكنكم أن تصبحوا واثقين تماماً من حقيقة كائن زميل كما تستطيعون بالنسبة لحقيقة حضور الله الذي يسكن داخلكم.ليس الوعي الإجتماعي ثابت مثل وعي الله؛ إنه تطور حضاري وهو متوقف على المعرفة, والرموز, ومساهمات هبات الإنسان التأسيسية-العِلم, والأخلاق, والدِين. وهذه الهدايا الفلكية, بالإندماج في المجتمع, تشكل الحضارة.
16:9.5 (196.1) الحضارات غير مستقرة لأنها ليست فلكية؛ إنها ليست فطرية في أفراد الأجناس. يجب تغذيتها بالإسهامات المشتركة لعوامل الإنسان التأسيسية--العِلم, والأخلاق, والدِين. الحضارات تأتي وتذهب, لكن العِلم والأخلاق والدِين دائماً ينجون الإنهيار.
16:9.6 (196.2) يسوع لم يكشف الله إلى الإنسان فحسب, لكنه كذلك جعل كشفاً جديداً عن الإنسان إلى ذاته وللناس الآخرين. في حياة يسوع ترى الإنسان في أفضل حالاته. بهذا يصبح الإنسان واقعياً في غاية الجمال لأن يسوع كان لديه الكثير من الله في حياته, وإدراك ( التعرف على) الله هو ثابت وجوهري في كل الناس.
16:9.7 (196.3) عدم الأنانية, على حدة من الغريزة الأبوية, ليس طبيعياً بالإجمال؛ الأشخاص الآخرين لا يُحَبون بشكل طبيعي أو يُخدَمون إجتماعياً. إنه يتطلب التنوير العقلاني, والأخلاق, والحث الدِيني, معرفة-الله, لتوليد نظام إجتماعي غير أناني ولأجل نفع الغير. دراية شخصية الإنسان الخاصة, وعي-الذات, هو كذلك معتمد بشكل مباشر على هذا الواقع بالذات لوعي الآخر-الفطري, هذه المقدرة الفطرية للتعرف على, وفهم واقعية شخصية أخرى, المتراوحة من الإنساني إلى الإلهي.
16:9.8 (196.4) الوعي الإجتماعي غير الأناني يجب أن يكون, في القاع, وعي ديني؛ هذا إذا, كان موضوعي؛ وإلا فأنه تجريد فلسفي موضوعي بحت وبالتالي مجرد من المحبة. فقط شخص عارف الله يستطيع أن يحب شخصاً آخر كما يحب نفسه.
16:9.9 (196.5) وعي-الذات في الجوهر هو وعي مجتمعي: الله والإنسان, الأب والإبن, الخالق والمخلوق. في الوعي الذاتي الإنساني هناك أربعة إدراكات-واقع كوني دفينة وفطرية:
16:9.10 (196.6) 1. السعي للمعرفة, منطق العِلم.
16:9.11 (196.7) 2. السعي للقيم الأخلاقية, الشعور بالواجب.
16:9.12 (196.8) 3. السعي من أجل القيم الروحية, التجربة الدينية.
16:9.13 (196.9) 4. السعي من أجل القيم الشخصية, مقدرة التعرف على واقع الله كشخصية والإدراك المشترك لعلاقتنا الأخوية مع الشخصيات الزملاء.
16:9.14 (196.10) أنتم تصبحون واعين للإنسان كأخيكم المخلوق لأنكم واعون من قبل الآن لله كأبيكم الخالق. الأبوة هي العلاقة التي منها نُرشد أنفسنا نحو التعرف على الأخوة. والأبوة تصبح, أو قد تصبح, واقعية كون إلى كل المخلوقات الأخلاقية لأن الأب ذاته قد أغدق الشخصية على كل هكذا كائنات وأدارهم داخل قبضة دارة الشخصية الكونية. نحن نعبد الله, أولاً, لأنه هو, بعدئذٍ, لأنه فينا, وأخيراً, لأننا فيه.
16:9.15 (196.11) هل من الغريب أن العقل الفلكي ينبغي أن يكون مدركاً بوعي-ذاتي لمصدره الخاص, العقل اللانهائي للروح اللانهائي, وفي الوقت ذاته مدركاً للواقع الفيزيائي للأكوان النائية, الواقع الروحي للإبن الأبدي, وواقع الشخصية للأب الكوني؟
16:9.16 (196.12) [ رُعيت برقيب كوني من يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 17
17:0.1 (197.1) مجموعات الروح السُماة السبعة هم الموجهون المنسقون الكونيون للإدارة المكونة من سبعة أجزاء للكون الإجمالي. على الرغم من أنهم كلهم مصنفين ضمن العائلة الوظيفية للروح اللانهائي, إلا أن المجموعات الثلاثة التالية تُصنف عادة كأولاد ثالوث الفردوس:
17:0.2 (197.2) 1. الأرواح الرئيسية السبعة.
17:0.3 (197.3) 2. التنفيذيون السُماة السبعة.
17:0.4 (197.4) 3. الأرواح الإنعكاسية.
17:0.5 (197.5) المجموعات الأربعة المتبقية تُحضر إلى حيز الوجود بالأعمال الخلاَّقة للروح اللانهائي أو بواسطة زملائه ذوي المكانة الخلاَّقة:
17:0.6 (197.6) 4. مساعِدو الصورة الانعكاسية.
17:0.7 (197.7) 5. الأرواح السبعة للدارات.
17:0.8 (197.8) 6. الأرواح الخلاَّقة للأكوان المحلية.
17:0.9 (197.9) 7. أرواح العقل المعاونة.
17:0.10 (197.10) هذه المراتب السبعة معروفة على يوﭭرسا كمجموعات الروح السُماة السبعة. يمتد مجال عملهم من الحضور الشخصي للأرواح الرئيسية السبعة على محيطية الجزيرة الأبدية, من خلال سواتل الفردوس السبعة للروح, ودارات هاﭭونا, وحكومات الأكوان العظمى, والإدارة والإشراف للأكوان المحلية, حتى للخدمة المتواضعة للمعاونين المغدقين على عوالم العقل التطوري على عوالم الزمان والفضاء.
17:0.11 (197.11) الأرواح الرئيسية السبعة هم الإداريون المنسقون لهذا العالم الإداري النائي. في بعض الأمور المتعلقة بالتنظيم الإداري للقدرة الفيزيائية المنظمة, طاقة العقل, وإسعاف الروح اللا-شخصي, هم يتصرفون بشكل شخصي ومباشر, وفي حالات أخرى يعملون من خلال معاونيهم المتعددين. في كل الأمور ذات الطبيعة التنفيذية--الأحكام, التعديلات, القوانين, والقرارات الإدارية--تتصرف الأرواح الرئيسية في أشخاص التنفيذيين السُماة السبعة. في الكون المركزي, قد تعمل الأرواح الرئيسية من خلال الأرواح السبعة لدارات هاﭭونا؛ على مقرات الأكوان العظمى السبعة هم يكشفون أنفسهم من خلال قناة الأرواح الإنعكاسية ويتصرفون من خلال أشخاص قدماء الأيام, الذين هم معهم في تواصل شخصي من خلال مساعدي الصورة الإنعكاسية.
17:0.12 (197.12) الأرواح الرئيسية السبعة لا يتصلون مباشرة وشخصياً بإدارة كون تحت محاكم قدماء الأيام. يُدار كونكم المحلي كجزء من كوننا العظيم بواسطة الروح الرئيسي لأورﭭونتون, لكن أداؤه في علاقة إلى كائنات نِبادون الأهلية يصدر في الحال ويُوجه شخصياً من قِبل الروح الأُم الخلاَّقة المقيمة على ساﻟﭭينغتون, مقر كونكم المحلي.
17:1.1 (198.1) المقرات التنفيذية للأرواح الرئيسية تشغل سواتل الفردوس السبعة للروح اللانهائي, التي تتأرجح حول الجزيرة المركزية بين الأجواء المضيئة للإبن الأبدي ودارات هاﭭونا الأعمق داخلياً. هذه الأجواء التنفيذية هي تحت إشراف التنفيذيين السُماة, مجموعة من سبعة تثولثوا من قِبل الأب, والإبن, والروح وفقاً لمواصفات الأرواح الرئيسية السبعة لكائنات من النوع الذي يمكنه العمل كممثليهم الكونيين.
17:1.2 (198.2) تحافظ الأرواح الرئيسية على إتصال مع الأقسام المتنوعة لحكومات الكون العظيم من خلال هؤلاء التنفيذيين السُماة. إنهم هم الذين يقررون إلى حد كبير التوجهات التأسيسية الأساسية للأكوان العظمى السبعة. هم مثاليون بشكل موحد وإلهي, لكنهم كذلك يملكون تنوعاً في الشخصية. ليس لديهم رئيس مترئس, في كل مرة يجتمعون معاً, يختارون واحداً من عددهم لرئاسة ذلك المجلس المشترك. يسافرون دورياً إلى الفردوس ليجلسوا في مجلس شورى مع الأرواح الرئيسية السبعة.
17:1.3 (198.3) يعمل التنفيذيون السُماة السبعة كمنسقين إداريين للكون الإجمالي؛ يُمكن تسميتهم لجنة الموجهين الإداريين لخلق ما بعد-هاﭭونا. هم ليسوا معنيين بشؤون الفردوس الداخلية, وهم يوجهون أجواءهم المحدودة لنشاط هاﭭونا من خلال الأرواح السبعة للدارات. عدا عن ذلك هناك حدود قليلة لنطاق إشرافهم؛ هم ينشغلون في توجيه أمور فيزيائية, فكرية, وروحية؛ إنهم يرون, يسمعون, يشعرون, وحتى يعلمون كل, ما يحدث في الأكوان العظمى السبعة وفي هاﭭونا.
17:1.4 (198.4) هؤلاء التنفيذيون السُماة لا يُنشِؤون سياسات, ولا هم يُعدلون إجراءات كون؛ هم معنيون بتنفيذ الخطط الإلهية التي أصدرتها الأرواح الرئيسية السبعة. ولا هم يتدخلون في حكم قدماء الأيام في الأكوان العظمى ولا في سيادة الأبناء الخالقين في الأكوان المحلية. هم التنفيذيون المنسقون الذين يتمثل عملهم في تنفيذ السياسات المُشتركة لكل الحكام المعينين حسب الأصول في الكون الإجمالي.
17:1.5 (198.5) كل من التنفيذيين وتسهيلات جوه مكرسين إلى الإدارة الفعّالة لكون عظيم واحد. المنفذ السامي رقم واحد, العامل على الجو التنفيذي رقم واحد, مشغول كلياً بشؤون الكون العظيم رقم واحد, وهكذا إلى المنفذ السامي رقم سبعة, عامل من ساتل الفردوس السابع للروح ومكرس طاقاته لإدارة الكون العظيم السابع. إسم هذا الجو السابع هو أورﭭونتون, لأن سواتل الفردوس للروح لديها ذات الأسماء كأكوانها العظمى المرتبطة بها؛ في الواقع الأكوان العظمى سُميت على أسمائها.
17:1.6 (198.6) على الجو التنفيذي للكون العظيم السابع, يمتد الطاقم المساعد المشغول في حفظ شؤون أورﭭونتون مستقيمة إلى أرقام تتجاوز الفهم الإنساني ويضم عملياً كل مرتبة من الذكاءات السماوية. كل خدمات الكون العظيم من إرسال الشخصية (ما عدا الأرواح الثالوثية الملهَمة وضباط الفكر) يمرون عبر واحدة من هذه العوالم التنفيذية السبعة على رحلاتهم الكونية إلى ومن الفردوس, وهنا يتم الحفاظ على السجلات المركزية لكل الشخصيات التي خلقت من قِبل المصدر والمركز الثالث التي تعمل في الأكوان العظمى. نظام السجلات المادية, والمورونشية, والروحية على واحدة من هذه العوالم التنفيذية للروح تدهش حتى كائن من مرتبتي.
17:1.7 (199.1) يتألف التابعون المباشرون للتنفيذيين السُماة في الجزء الأكبر من الأبناء المثولثين من شخصيات هاﭭونا-الفردوس ومن الذرية المثولثة لخريجي البشر الممجَدين من تدريب العصر الطويل الأمد لمشروع الإرتقاء للزمان والفضاء. يتم تعيين هؤلاء الأبناء المثولثين للخدمة مع التنفيذيين السُماة من قِبل رئيس المجلس الأعلى لِسِلك النهائية للفردوس.
17:1.8 (199.2) كل تنفيذي سامي لديه مجلسين إستشاريين: يختار أولاد الروح اللانهائي على مقرات كل كون عظيم ممثلين من رتبهم لكي يخدموا ألف سنة في مجلس الشورى الأولي لمنفذهم السامي. في كل الأمور التي تؤثر على بشر الزمان الصاعدين, هناك مجلس ثانوي, يتألف من بشر أحرزوا الفردوس ومن الأبناء المثولثين من بشر ممجَدين؛ يتم إختيار هذه الهيئة من قِبل كائنات متكاملة وصاعدة الذين يسكنون مؤقتاً على مقرات الأكوان العظمى السبعة. جميع رؤساء الشؤون الآخرين يتم تعيينهم بواسطة التنفيذيين السُماة.
17:1.9 (199.3) من وقت لآخر, تجري إجتماعات مغلقة عظيمة على تلك السواتل الفردوسية للروح. أبناء مثولثين عُّينوا إلى تلك العوالم, سوية مع الصاعدين الذين أحرزوا الفردوس, يتجمعون مع شخصيات الروح من المصدر والمركز الثالث في إجتماعات لم الشمل لنضالات وإنتصارات مهنة الإرتقاء. دائماً يترأس التنفيذيون السُماة مثل هذه التجمعات الأخوية.
17:1.10 (199.4) مرة في كل ألف سنة فردوسية, يخلي التنفيذيون السُماة السبعة مقاعدهم من السُلطة ويذهبون إلى الفردوس, حيث يعقدون مجمعهم المغلق الألفي للتحية الكونية وتمني الخير للجماهير الذكية من الخلق. هذه المناسبة الزاخرة بالأحداث تحدث في الحضور المباشر لماجسطن, الرئيس لكل فئات الروح الإنعكاسية. وبهذا هم قادرون على التواصل المتزامن مع كل معاونيهم في الكون الإجمالي من خلال العمل الفريد للإنعكاسية الكونية.
17:2.1 (199.5) الأرواح الإنعكاسية هم من أصل الثالوث الإلهي. هناك خمسون من هذه الكائنات الفريدة والغامضة إلى حد ما. سبعة من هذه الشخصيات الإستثنائية خُلقوا في وقت, وكل حدث هام خلاَّق كهذا, دخل حيز التنفيذ بواسطة اتصال بين ثالوث الفردوس وواحد من الأرواح الرئيسية السبعة.
17:2.2 (199.6) هذا الإجراء البالغ الأهمية, الحادث في فجر الزمان, يُمثل الجهد الإبتدائي لشخصيات الخالق السامية, ممثلة بالأرواح الرئيسية, ليعملوا كمشاركين في الخلق مع ثالوث الفردوس. هذه الوحدة للقدرة الخلاَّقة للخالقين السُماة مع الإحتمالات الخلاَّقة للثالوث هي ذات المصدر لفعلية الكائن الأسمى. لذلك, عندما تكون دورة الخلق الإنعكاسي قد سارت مجراها, عندما يكون كل من الأرواح الرئيسية السبعة قد وجد تزامناً خلاَّقاً مثالياً مع ثالوث الفردوس, عندما الروح الإنعكاسي التاسع والأربعون يكون قد تشخص, عند ذاك حدث تفاعل جديد وبعيد المدى في مُطلق الإله الذي نقل إمتيازات شخصية جديدة إلى الكائن الأسمى وبلغ الذروة في تشخيص ماجسطن, رئيس الإنعكاسية ومركز الفردوس لكل عمل الأرواح الإنعكاسية التسعة والأربعين ومعاونيهم في جميع أنحاء كون الأكوان.
17:2.3 (200.1) ماجسطن هو شخص حقيقي, المركز الشخصي والمعصوم للظواهر الإنعكاسية في كل الأكوان العظمى السبعة للزمان والفضاء. إنه يحافظ على مقر فردوسي دائم بالقرب من مركز كل الأشياء عند ملتقى الأرواح الرئيسية السبعة. هو مهتم صرفاً بالتنسيق والمحافظة على خدمة الإنعكاسية في الخلق النائي, عدا عن ذلك هو ليس معني بإدارة شؤون الكون.
17:2.4 (200.2) ليس ماجسطن مشمولاً في دليلنا لشخصيات الفردوس لأنه الشخصية الموجودة الوحيدة من الألوهية المخلوقة بواسطة الكائن الأسمى في إرتباط وظيفي مع مُطلق الإله. هو شخص, لكنه معني حصراً وعلى ما يبدو تلقائياً بهذه المرحلة الواحدة من تدبير الكون؛ إنه لا يعمل الآن في أي إستطاعة شخصية في علاقة إلى مراتب أخرى (غير إنعكاسية) لشخصيات الكون.
17:2.5 (200.3) أشار خلق ماجسطن إلى العمل الخلاَّق السامي الأول للكائن الأسمى. كانت هذه المشيئة للعمل إرادية في الكائن الأسمى, لكن رد الفعل الهائل لمُطلق الإله لم يكن معروفاً مسبقاً. ليس منذ الظهور-الأبدي لهاﭭونا قد شهد الكون هكذا تحقيق واقعي عظيم لهكذا تقارب هائل وبعيد المدى لقدرة وتنسيق نشاطات الروح الوظيفية. التجاوب الإلهي إلى المشيئات الخلاَّقة للكائن الأسمى ومعاونيه كان يفوق بكثير نيتهم الهادفة وتجاوز إلى حد كبير توقعاتهم المفاهيمية.
17:2.6 (200.4) نحن نقف في رهبة من إمكانية ما العصور المستقبلية, التي فيها الأسمى والمنتهى قد ينالون مستويات جديدة من الألوهية ويرتقون إلى مجالات جديدة من عمل الشخصية, قد تشهد في نواحي التأله لكائنات أخرى ما زالت غير متوقعَة ولا يُحلم بها التي سوف تملك قدرات لا تُتصوَر لتعزيز تنسيق الكون. هناك قد يبدو أن لا حدود لإحتمالات المُطلق الإلهي للتجاوب لمثل هذا التوحيد للعلاقات بين إله إختباري وثالوث الفردوس الوجودي.
17:3.1 (200.5) الأرواح الإنعكاسية التسعة والأربعون هم من أصل ثالوثي, لكن كل من الأحداث الهامة الخلاَّقة السبعة التي صاحبت ظهورهم كانت منتجة لنوع كائن في الطبيعة يشبه خصائص الروح الرئيسي المشارك السَلف. هكذا هم يعكسون بتنوع طبائع وصِفات التركيبات الممكنة السبعة لمجموعة الخصائص الألوهية للأب الكوني, والإبن الأبدي, والروح اللانهائي. لهذا السبب من الضروري وجود سبعة من هذه الأرواح الإنعكاسية على مقر كل كون عظيم. يتطلب واحد من كل نوع من الأنواع السبعة من أجل تحقيق الإنعكاس المثالي لجميع المراحل لكل تجلي ممكن لآلهة الفردوس الثلاثة حيث أن مثل هذه الظواهر قد تحدث في أي جزء من الأكوان العظمى السبعة. واحد من كل نوع قد تم تعيينه وفقاً لذلك لكي يخدم في كل من الأكوان العظمى. هذه المجموعات من أرواح إنعكاسية سبعة غير متشابهة يحافظون على مقرات على عواصم الأكوان العظمى عند بؤرة الإنعكاسية لكل عالم, وهذا لا يتطايق مع نقطة الإستقطاب الروحي.
17:3.2 (200.6) الأرواح الإنعكاسية لها أسماء, ولكن لم يتم كشف هذه التسميات على عوالم الفضاء. إنها تتعلق بطبيعة وصِفة هذه الكائنات وتشكل جزءًا من أحد الألغاز الكونية السبعة لأجواء الفردوس السرية.
17:3.3 (201.1) سمة الإنعكاسية, ظاهرة مستويات العقل للعامل الموحَد, الكائن الأسمى, والأرواح الرئيسية, قابلة للنقل إلى كل الكائنات المعنية في عمل هذا المخطط الواسع للذكاء الكوني. وفي هذا لغز عظيم: لا الأرواح الرئيسية ولا آلهة الفردوس, منفردين أو مجتمعين, يكشفون تلك القدرات من الإنعكاسية الكونية المنسقة تماماً كما تتجلى في شخصيات الإرتباط هذه التسعة والأربعين لماجسطن, ومع ذلك فهُم الخالقين لكل هذه الكائنات الموهوبة بشكل مدهش. تكشف الوراثة الإلهية أحياناً في المخلوق سجايا معينة ليست مُدركة في الخالق.
17:3.4 (201.2) إن كادر خدمة الإنعكاسية, باستثناء ماجسطن والأرواح الإنعكاسية, هم جميعاً مخلوقات الروح اللانهائي ومعاونيه وتابعيه المباشرين. الأرواح الإنعكاسية لكل كون عظيم هم خالقو مساعدي صورتهم الإنعكاسية, أصواتهم الشخصية إلى محاكم قدماء الأيام.
17:3.5 (201.3) الأرواح الإنعكاسية ليسوا مجرد وكلاء بث؛ هم شخصيات إحتفاظية أيضاً. ذريتهم النافيم الثانوية, هم كذلك شخصيات إحتفاظية أو مُسجلة. كل شيء ذا قيمة روحية حقيقية مُسجَل في نسخة مزدوجة, وإنطباع واحد يُحفظ في المعدات الشخصية لعضو ما لواحد من المراتب العديدة للشخصيات السيرافية الثانوية المنتمين إلى الطاقم الواسع للأرواح الإنعكاسية.
17:3.6 (201.4) يتم تمرير السجلات الرسمية للأكوان من قِبل المسجلين الملائكيين ومن خلالهم, لكن السجلات الروحية الحقيقية يتم تجميعها بواسطة الإنعكاسية وتُحفظ في عقول شخصيات مناسبة ومتوافقة منتمية إلى عائلة الروح اللانهائي. هذه هي السجلات الحية على النقيض من السجلات الرسمية والميتة للكون, وهي محفوظة بشكل مثالي في العقول الحية لشخصيات التسجيل للروح اللانهائي.
17:3.7 (201.5) منظمة الإنعكاسية هي أيضاً آلية تجميع-الأخبار ونشر-القوانين لكل الخلق. إنها في تشغيل دائم على النقيض من الأداء الدوري لمختلف خدمات البث.
17:3.8 (201.6) كل شيء ذا أهمية يحدث على مقر كون محلي يُعكَس بشكل فطري إلى عاصمة كونه العظيم. وبالعكس, كل شيء ذا مغزى للكون المحلي يُعكَس تجاه الخارج إلى عواصم الأكوان المحلية من مقر كونهم العظيم. خدمة الإنعكاسية من أكوان الزمان صعوداً إلى الأكوان العظمى هي على ما يبدو تلقائية وعاملة ذاتياً, لكنها ليست كذلك. كلها شخصية وذكية جداً؛ دقتها تنتج عن كمال تعاون الشخصية وبالتالي يصعب أن تُنسب إلى أداءات الحضور اللا-شخصي للمُطلقات.
17:3.9 (201.7) في حين أن ضباط الفكر لا يشاركون في تشغيل نظام الإنعكاسية الكوني, لدينا كل سبب للإعتقاد بأن كل أجزاء الأب هم محيطون علماً كُلياً بتلك التعاملات وقادرون على إفادة أنفسهم من محتوياتها.
17:3.10 (201.8) خلال عصر الكون الحاضر يبدو مدى الفضاء لخدمة إنعكاسية فائض-الفردوس ليكون محدوداً بالمحيط الخارجي للأكوان العظمى السبعة. وإلا,فإن أداء هذه الخدمة يبدو ليكون مستقلاً عن الزمان والفضاء. إنه يبدو ليكون مستقلاً عن جميع دارات الكون دون المُطلقة المعروفة.
17:3.11 (201.9) على مقر كل كون عظيم تتصرف منظمة الإنعكاسية كوحدة منفصلة؛ لكن في مناسبات خاصة معينة, تحت توجيه ماجسطن, كل السبعة قد وهم يعملون في إنسجام كوني, كما في حدث اليوبيل الذي نجم عن الترسيخ لكون محلي بأكمله في النور والحياة وعند أوقات التحيات الألفية للتنفيذيين السُماة السبعة.
17:4.1 (202.1) مساعدو الصورة الإنعكاسية التسعة والأربعون خُلقوا بواسطة الأرواح الإنعكاسية, وهناك بالضبط سبعة مساعدين على مقر كل كون عظيم. العمل الخلاق الأول للأرواح الإنعكاسية السبعة ليوﭭرسا كان إنتاج مساعدي الصورة السبعة الخاص بهم, كل روح إنعكاسي خالق مساعده الخاص. مساعدو الصورة هم, في سجايا وصِفات معينة, نسخ طبق الأصل مثالية لأرواحهم الإنعكاسية الأم؛ هم نسخ مضاعفة واقعية ناقص سمة الإنعكاسية. هم صور حقيقية ويعملون على الدوام كقناة الإتصال بين الأرواح الإنعكاسية وسلطات الكون العظيم. ليس مساعدو الصورة مجرد معاونين؛ هم التمثيل الفعلي لأسلاف روح كل منهم؛ هم صور, وصادقون إلى إسمهم.
17:4.2 (202.2) الأرواح الإنعكاسية أنفسهم هم شخصيات حقيقية لكن من هكذا مرتبة بحيث ليكونوا غير قابلين للفهم للكائنات المادية. حتى على جو مقر لكون عظيم يتطلبون معونة مساعدو الصورة الخاصة بهم في كل مخالطة شخصية مع قدماء الأيام ومعاونيهم, في الإتصالات بين مساعدي الصورة وقدماء الأيام, أحياناً يعمل أحد المساعدين بشكل مقبول, بينما في مناسبات أخرى إثنان, ثلاثة, أربعة, أو حتى كل السبعة هم لازمين للتمثيل الكامل واللائق للتواصل المؤتمن لنقلهم. بالمثل, يتم تلقي رسائل مساعدي الصورة بشكل مختلف بواسطة واحد, إثنين, أو قدماء الأيام الثلاثة كلهم, حسبما يتطلب محتوى التواصل.
17:4.3 (202.3) مساعدو الصورة يخدمون للأبد إلى جانب الأرواح أسلافهم, ولديهم تحت تصرفهم جمهور لا يُصدَق من النافيم الثانوي المساعد. مساعدو الصورة لا يعملون مباشرة في إرتباط مع عوالم تدريب البشر الصاعدين. هم مرتبطون بشكل وثيق مع الخدمة الذكية للمخطط الكوني لتقدم البشر, لكنك لن تأتي شخصياً في إتصال معهم عندما تمكث في مدارس يوﭭرسا لأن هؤلاء الكائنات الذين على ما يبدو شخصيين هم مجردون من المشيئة؛ لا يمارسون قدرة الإختيار. إنهم صور حقيقية, عاكسين كلياً لشخصية وعقل السلف الروح الفرد. كطبقة, البشر الصاعدون لا يتواصلون بود مع الإنعكاسية. دائماً كائن ما من الطبيعة الإنعكاسية سوف يتوسط بينك وبين التشغيل الفعلي للخدمة.
17:5.1 (202.4) الأرواح السبعة لدارات هاﭭونا هم التمثيل اللا-شخصي المُشترك للروح اللانهائي والأرواح الرئيسية السبعة إلى الدارات السبع للكون المركزي. هم خدام الأرواح الرئيسية, الذين هم سلالتهم الجماعية. توفر الأرواح الرئيسية خصوصية إدارية مميزة ومتنوعة في الأكوان العظمى السبعة. من خلال هذه الأرواح المتناسقة لدارات هاﭭونا هم يتمكنون من تزويد إشراف روحي موحد, منتظم, ومتناسق للكون المركزي.
17:5.2 (202.5) كل واحد من الأرواح السبعة للدارات محدود إلى إختراق دارة واحدة من هاﭭونا. هم ليسوا معنيين مباشرة بأنظمة أبديي الأيام, حكام عوالم هاﭭونا الفردية. لكنهم في إرتباط مع التنفيذيين السُماة السبعة, وهم يتزامنون مع حضور الكون المركزي للكائن الأسمى. يقتصر عملهم كلياً إلى هاﭭونا.
17:5.3 (203.1) يتواصل أرواح الدارات هؤلاء مع أولئك الذين يمكثون في هاﭭونا من خلال ذريتهم الشخصية, النافيم الفائق الثالثي. بينما أرواح الدارات مشاركون في الوجود مع الأرواح الرئيسية السبعة. عملهم في خلق النافيم الفائق الثالثي لم يحظى بأهمية كبرى إلى أن وصل حجاج الزمان الأولين على الدارات الخارجية لهاﭭونا في أيام فاندا-الجليل.
17:5.4 (203.2) بينما تتقدمون من دارة إلى دارة في هاﭭونا, سوف تتعلمون عن أرواح الدارات, لكنكم لن تكونوا قادرين على عقد تواصل شخصي معهم, حتى لو أنكم قد تتمتعون شخصياً, وتتعرفون على الحضور اللا-شخصي, لتأثيرهم الروحي.
17:5.5 (203.3) ينتسب أرواح الدارات إلى السكان الأهليين لهاﭭونا بقدر ما ضباط الفكر ينتسبون إلى مخلوقات البشر الساكنة عوالم الأكوان التطورية. مثل ضباط الفكر, فإن أرواح الدارات هم لا-شخصيون, وهم يقترنون مع العقول المثالية لكائنات هاﭭونا بقدر ما الأرواح اللا-شخصية للأب الكوني تسكن العقول المتناهية للناس البشر. لكن أرواح الدارات أبداً لا يصبحون جزءاً دائماً من شخصيات هاﭭونا.
17:6.1 (203.4) الكثير مما يتعلق بطبيعة وعمل أرواح الأكوان المحلية الخلاَّقة, ينتمي على نحو لائق إلى رواية إشتراكهم مع الأبناء الخالقين في تنظيم وإدارة الخلائق المحلية؛ لكن هناك العديد من الميزات لتجارب ما قبل الكون المحلي لهذه الكائنات العجيبة التي يمكن سردها كجزء من هذا النقاش لفئات الروح السُماة السبعة.
17:6.2 (203.5) نحن لدينا إلمام بستة مراحل لمهنة روح أُم كون محلي, ونتوقع الكثير بما يخص أرجحية مرحلة سابعة من النشاط. هذه المراحل المختلفة من الوجود هي:
17:6.3 (203.6) 1. التفاضل الفردوسي الإبتدائي. عندما يتم تشخيص إبن خالق من خلال العمل المشترك للأب الكوني والإبن الأبدي, آنياً يحدث هناك في شخص الروح اللانهائي ما يُعرف "بالتفاعل السامي للتتميم". نحن لا نفهم طبيعة هذا التفاعل, لكننا ندرك بأنه يدل على تعديل فطري لتلك الإمكانيات القابلة للتشخيص المضمومة ضمن الإمكانات الإبداعية للخالق الموحد. تشير ولادة إبن خالق منسق إلى المولد ضمن شخص الروح اللانهائي لإحتمال أليفة كون محلي مستقبلي لهذا الإبن الفردوسي. لسنا محيطين بهذا التعريف الجديد السابق للشخصي للكينونة, لكننا نعلم بأن هذه الحقيقة تجد مكاناً على سجلات الفردوس لمهنة مثل هكذا إبن خالق.
17:6.4 (203.7) 2. تدريب الخلق التمهيدي. خلال الفترة الطويلة من التدريب التمهيدي لإبن ميخائيلي في تنظيم وإدارة الأكوان, تخضع وليفته المستقبلية لمزيد من التطوير للكيان وتصبح واعية مجموعة للمصير. نحن لا نعلم, لكننا نشتبه بأن هكذا كيان واع-للمجموعة تصبح دارية بالفضاء وتبدأ ذلك التدريب التمهيدي المتطلب لاكتساب مهارة الروح في عملها المستقبلي من التعاون مع الميخائيل المكمل في خلق وإدارة الكون.
17:6.5 (204.1) 3. مرحلة الخلق الفيزيائي. في الوقت الذي فيه تُولى عهدة الخلق إلى إبن ميخائيلي بواسطة الإبن الأبدي, الروح الرئيسي الذي يوجه الكون العظيم الذي إليه هذا الإبن الخالق الجديد مُقدر أن يعطي تعبيراً إلى "صلاة التعرف" في حضور الروح اللانهائي؛ وللمرة الأولى, يظهر كيان الروح الخلاَّقة التابعة كمتباين عن شخص الروح اللانهائي. ومتقدم مباشرة إلى شخص الروح الرئيسي الملتمس, هذا الكيان يضيع في الحال عن تعرفنا, مصبحاً على ما يبدو جزءاً من شخص هذا الروح الرئيسي. تبقى الروح الخلاَّقة المتعرف عليها حديثاً مع الروح الرئيسي حتى لحظة رحيل الإبن الخالق لمغامرة الفضاء؛ حيث يعهد الروح الرئيسي أليفة الروح الجديدة إلى حفظ الإبن الخالق, في الوقت ذاته معطياً إلى أليفة الروح عهدة الإخلاص الأبدي والولاء الذي لا ينتهي. وعندئذٍ تحدث إحدى أعظم الأحداث المؤثرة بعمق أبداً لتأخذ مكاناً على الفردوس. يتكلم الأب الكوني في إعتراف بالوحدة الأبدية للإبن الخالق والروح الخلاَّقة وتأكيداً لإغداق بعض القدرات الإدارية المشتركة بواسطة الروح الرئيسي من إختصاص الكون العظيم.
17:6.6 (204.2) عندئذٍ ينطلق الإبن الخالق والروح الخلاَّقة المتحدان-بالأب على مغامرتهما من خلق الكون. ويعملان معاً بهذا الشكل من الإرتباط طوال الفترة الطويلة والشاقة من التنظيم المادي لكونهما.
17:6.7 (204.3) 4. عصر خلق-الحياة. عند إعلان نية خلق حياة بالإبن الخالق, هناك تنشأ على الفردوس "مراسم التشخيص", يشترك فيها الأرواح الرئيسية السبعة وتُختبَر شخصياً من قِبل الروح الرئيسي المشرف. هذه مساهمة إله فردوسي إلى تفرد أليفة الروح للإبن الخالق وتصبح متجلية إلى الكون في ظاهرة "الثوران الأولي" في شخص الروح اللانهائي. تزامناً مع هذه الظاهرة على الفردوس, أليفة الروح اللا-شخصية حتى الآن للإبن الخالق تصبح, إلى كل المقاصد والأهداف العملية, شخصاً حقيقياً. من الآن فصاعداً وإلى الأبد, روح أم الكون المحلي هذه ذاتها سوف تُعتبر كشخص وستحافظ على علاقات شخصية مع كل جماهير الشخصية لخلق الحياة المُقبل.
17:6.8 (204.4) 5. عصور ما بعد الإغداق. يحدث تغيير آخر وعظيم في المهنة غير المنتهية للروح الخلاَّقة عندما يعود الإبن الخالق إلى مقر الكون بعد إتمام إغداقه السابع ولاحقاً إلى تحصيله سيادة كونية كاملة. في تلك المناسبة, أمام إداريي الكون المنعقدين, يرفع الإبن الخالق الظافر روح أُم الكون إلى مُشارِكة في السيادة ويعترف بأليفة الروح كمساوية له.
17:6.9 (204.5) 6. عصور النور والحياة. عند تأسيس عهد النور والحياة تدخل المشاركة في سيادة كون محلي على المرحلة السادسة من مهنة الروح الخلاَّقة. إنما لا يجوز لنا أن نصور طبيعة هذه التجربة العظيمة. مثل هذه الأشياء تتعلق بمرحلة مستقبلية من التطور في نِبادون.
17:6.10 (204.6) 1.المهنة غير المكشوفة. نحن نعرف عن تلك المراحل الستة لمهنة روح أُم الكون المحلي. إنه محتم أنكم ستسألون: هل هناك مهنة سابعة؟ نحن مدركون بأنه, عندما يُحرز النهائيون ما يبدو أنه مصيرهم النهائي من الإرتقاء البشري, فإنهم يُسجلون كداخلين على مهنة أرواح المرحلة-السادسة. نظن بأن هناك لا يزال ينتظر النهائيين مهنة أخرى وغير مكشوفة في مهمة الكون. إنه فقط من المتوقع بأننا بالمثل سنعتبر الأرواح الأُم الكونية بأن لديها أمامها مهنة ما غير مكشوفة التي سوف تُشكل مرحلتها السابعة من التجربة الشخصية في خدمة الكون والتعاون المُخلص مع مرتبة الميخائيلين الخالقين.
17:7.1 (205.1) هذه الأرواح المعاونة هي إغداق العقل السباعي لروح أُم كون محلي على الكائنات الحية من الخلق الموحد لإبن خالق ومثل هذه الروح الخلاَّقة. هذا الإغداق يصبح ممكناً عند وقت ارتقاء الروح إلى منزلة إمتيازات الشخصية. السرد لطبيعة وأداء أرواح العقل المعاونة السبعة ينتمي بشكل أنسب إلى قصة كونكم المحلي نِبادون.
17:8.1 (205.2) المجموعات السبعة من الأرواح السامية تشكل نواة العائلة العاملة للمصدر والمركز الثالث معاً كالروح اللانهائي وكالعامل الموحَد. يمتد مجال الأرواح السامية من حضور الثالوث على الفردوس إلى أداء العقل لمرتبة البشري-التطوري على كواكب الفضاء. بهذا هم يوحدون المستويات الإدارية التنازلية وينسقون الأعمال المتشعبة لكادرها. سواء كانت مجموعة روح إنعكاسي في إرتباط مع قدماء الأيام, أو روح خلاَّقة تعمل بالتنسيق مع إبن ميخائيلي, أو الأرواح الرئيسية السبعة المُدارة حول ثالوث الفردوس, فإن نشاط الأرواح السامية يصادَف في كل مكان في الأكوان المركزية, العظمى, والمحلية. هم يعملون بشكل مشابه مع شخصيات الثالوث من مرتبة "الأيام" ومع شخصيات الفردوس من مرتبة "الأبناء".
17:8.2 (205.3) سوية مع الروح الأُم اللانهائية الخاصة بهم, مجموعات الأرواح السامية هم الخالقون المباشرون لعائلة المخلوق الشاسعة للمصدر والمركز الثالث. كل مراتب الأرواح المُسعفة تنبع من هذا الإرتباط. النافيم الفائقة الأولية تنشأ في الروح اللانهائي؛ الكائنات الثانوية من هذه المرتبة يتم إنشاؤها بواسطة الأرواح الرئيسية؛ والنافيم الفائقة الثالثية بواسطة الأرواح السبعة للدارات. الأرواح الإنعكاسية, بشكل جماعي, هم الصانعون الأُم لمرتبة رائعة من الجماهير الملائكية, النافيم الثانوي الجبارين لخدمات الأكوان العظمى. إن روحاً خلاَّقة هي الأُم للمراتب الملائكية لخلق محلي؛ مثل هؤلاء المُسعفين السيرافيين هم أصليون في كل كون محلي, ولو أنهم مبدَعين على نماذج الكون المركزي. كل هؤلاء الخالقين لأرواح مُسعفة هم فقط مُساعَدين بشكل غير مباشر بالوديعة المركزية للروح اللانهائي, الأم الأصلية والأبدية لكل المسعفين الملائكيين.
17:8.3 (205.4) مجموعات الأرواح السامية السبعة هم المنسقون للخلق المسكون. يبدو أن ارتباط رؤوسائهم الموجِهين, الأرواح الرئيسية السبعة, ينسق النشاطات النائية لله السباعي:
17:8.4 (205.5) 1. جماعياً الأرواح الرئيسية تعادل تقريباً مستوى الألوهية لثالوث آلهة الفردوس.
17:8.5 (205.6) 2. فردياً هم يستنفذون الإمكانيات التعاونية الأولية للإله الثلاثي.
17:8.6 (206.1) 3. كممثلين متنوعين للعامل الموحد هم مستودعات لسيادة قدرة-العقل-الروح تلك للكائن الأسمى التي حتى الآن لا يمارسها شخصياً.
17:8.7 (206.2) 4. من خلال الأرواح الإنعكاسية يقومون بمزامنة حكومات الكون العظيم لقدماء الأيام مع ماجسطن, مركز الفردوس للإنعكاسية الكونية.
17:8.8 (206.3) 5. في مشاركتهم في إضفاء الطابع الشخصي على المُسعفين الإلهيين للكون المحلي, تساهم الأرواح الرئيسية إلى أخر مستوى لله السباعي, إتحاد الإبن الخالق-الروح الخلاَّقة للأكوان المحلية.
17:8.9 (206.4) وحدة الأداء, المتأصلة في العامل الموحد, هي مُبينة إلى الأكوان المتطورة في الأرواح الرئيسية السبعة, شخصياته الأولية. لكن في الأكوان العظمى المُكمَلة للمستقبل هذه الوحدة ستكون بلا شك غير قابلة للإنفصال عن سيادة الأسمى الإختبارية.
17:8.10 (206.5) [قُدمت بمستشار إلهي ليوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 18
18:0.1 (207.1) جميع شخصيات الثالوث السامية مخلوقة من أجل خدمة مُحَدَدة. لقد صُمموا من قِبل الثالوث الإلهي لأجل إتمام بعض الواجبات المحددة, وهم مؤهلين لكي يخدموا بمثالية أسلوب ونهائية تفاني. هناك سبعة مراتب لشخصيات الثالوث السامية:
18:0.2 (207.2) 1. أسرار السمو المثولثين.
18:0.3 (207.3) 2. أبديو الأيام.
18:0.4 (207.4) 3. قدماء الأيام.
18:0.5 (207.5) 4. كماليو الأيام.
18:0.6 (207.6) 5. حديثو الأيام.
18:0.7 (207.7) 6. إتحاديو الأيام.
18:0.8 (207.8) 7. مُخلصو الأيام.
18:0.9 (207.9) هؤلاء الكائنات ذوي الكمال الإداري هم ذوي أعداد محددة ونهائية, خلقهم حدث ماضي؛ لم يُشخص منهم المزيد.
18:0.10 (207.10) في كل أنحاء الكون الإجمالي تمثل هذه الشخصيات الثالوثية السامية السياسات الإدارية لثالوث الفردوس؛ هم يمثلون العدل وهم الأحكام التنفيذية لثالوث الفردوس. يُشكلون خط علاقة متبادلة من الكمال الإداري الممتد من أجواء الفردوس للأب إلى عوالم مقرات الأكوان المحلية وإلى عواصم الأبراج المكونة لها.
18:0.11 (207.11) يتم إنشاء كل كائنات الأصل الثالوثي في كمال فردوسي بكل سجاياهم الإلهية. فقط في عوالم الخبرة,أضاف مرور الزمن إلى أجهزتهم من أجل الخدمة الفلكية. ليس هناك أبداَ أي خطر من تقصير أو مجازفة تمرد مع كائنات الأصل الثالوثي. إنهم ذوي جوهر ألوهي, ولم يُعرف عنهم أبداً أن انحرفوا عن المسار الإلهي والمثالي لسلوك الشخصية.
18:1.1 (207.12) هناك سبعة عوالم في الدارة الأعمق داخلياً لسواتل الفردوس, ويترأس على كل من تلك العوالم الممجدة سِلك من عشرة أسرار سمو مثولثين. هم ليسوا خالقين, لكنهم إداريون سًماة وختاميون. تسيير شؤون تلك الأجواء الأخوية السبعة هو في عهدة تامة لهذا السِلك من سبعين موجه سامي. ولو إن ذرية الثالوث يُشرفون على تلك الأجواء المقدسة السبعة الأقرب إلى الفردوس, فإن هذه المجموعة من العوالم معروفة كونياً كالدارة الشخصية للأب الكوني.
18:1.2 (208.1) أسرار السمو المثولثين يعملون في جماعات من عشرة كمنسقين وموجهين مشتركين لأجوائهم الخاصة بهم, لكنهم أيضاً يعملون بشكل فردي في مجالات معينة من المسؤولية. ينقسم عمل كل من هذه العوالم الخاصة إلى سبعة أقسام رئيسية, وواحد من هؤلاء الحكام المنسقين يترأس فوق كل هكذا قسم من النشاطات المتخصصة. الثلاثة الباقون يعملون كممثلين شخصيين للإله الثلاثي في علاقة إلى السبعة الآخرين, واحد يمثل الأب, واحد الإبن, وواحد الروح.
18:1.3 (208.2) على الرغم من وجود تشابه طبقي محدد الذي يُحدد نوع أسرار السمو المثولثين, هم كذلك يُظهرون سبع خصائص مميزة للمجموعة. الموجهون السُماة العشرة لشؤون دِفننغتون هم عاكسين لطبيعة وصِفة الأب الكوني الشخصية؛ وهذا هو الحال مع كل من هذه الأجواء السبعة: كل مجموعة من عشرة تشابه ذلك الإله أو رابطة الإله الذي هو سمة لمجالهم. الموجهون العشرة الذين يحكمون أسندنغتون هم عاكسون للطبيعة المشتركة للأب, والإبن, والروح.
18:1.4 (208.3) يمكنني أن أكشف القليل جداً عن عمل هذه الشخصيات العليا على العوالم المقدسة السبعة للأب, لأنهم حقاً أسرار السمو. لا توجد أسرار تعسفية مرتبطة مع الإقتراب إلى الأب الكوني, الإبن الأبدي, أو الروح اللانهائي. الآلهة هم كتاب مفتوح إلى كل الذين ينالون الكمال الإلهي, لكن كل أسرار السمو لا يُمكن أبداً نيلها بشكل كامل. دائماً سنكون غير قادرين بشكل كامل على ولوج العوالم المحتوية على الأسرار الشخصية لرابطة الإله مع التجميعات السباعية للكائنات المخلوقة.
18:1.5 (208.4) حيث إن عمل هؤلاء الإداريين السُماة له علاقة بالإتصال الودي والشخصي للآلهة مع هذه التجميعات الأساسية السبعة للكائنات الكونية عندما يُوطنون على هذه العوالم الخاصة السبعة أو بينما يعملون في كل أنحاء الكون الإجمالي, من المناسب أن تلك العلاقات الشخصية بالذات والإتصالات الإستثنائية ينبغي أن يُحتفظ بها سراً بقداسة. يحترم الخالقون الفردوسيون خصوصية وقداسة الشخصية حتى في مخلوقاتهم المتواضعة. وهذا صحيح على حد سواء للأفراد وللمراتب المنفصلة المتنوعة من الشخصيات.
18:1.6 (208.5) إلى كائنات حتى ذات إحراز كوني عالي, تبقى تلك العوالم السرية أبداً اختباراً للولاء. إنه مُمنوح لنا كلياً وشخصياً معرفة الآلهة الأبدية, أن نعرف بحرية صِفاتهم من الألوهية والكمال, لكنه لم يُمنح لنا كلياً الولوج لكل العلاقات الشخصية لحكام الفردوس مع كل كائناتهم المخلوقات.
18:2.1 (208.6) كل واحد من البليون عالَم لهاﭭونا موجه من قِبل شخصية ثالوثية سامية. أولئك الحكام معروفون كأبديو الأيام, وعددهم بالدقة بليون, واحد لكل من أجواء هاﭭونا. هم ذرية ثالوث الفردوس, لكن مثل أسرار السمو ليس هناك سجلات لأصلهم. من الأزل حكمت هاتان الفئتان من الآباء الكليو الحكمة عوالمهم الرائعة من نظام هاﭭونا-الفردوس, وهم يؤدون عملهم دون تناوب أو إعادة تعيين.
18:2.2 (208.7) أبديو الأيام مرئيين إلى كل مخلوقات المشيئة الساكنين في مجالاتهم. هم يترأسون فوق الإجتماعات المغلقة الكوكبية الإعتيادية. يزورون بشكل دوري, وبالتناوب, أجواء مقرات الأكوان العظمى السبعة. هم ذوي صِلة قريبة إلى, ومساوون إلهيا لقدماء الأيام, الذين يترأسون فوق مصائر الحكومات الفائقة السبعة. عندما يتغيب أحد أبديي الأيام عن جوه, يوجَه عالَمه بواسطة إبن معلم ثالوثي.
18:2.3 (209.1) باستثناء أنظمة الحياة المؤسسة, مثل أهالي هاﭭونا ومخلوقات حية أخرى من الكون المركزي, طور أبديو الأيام المقيمون أجواءهم المختصة كلياً وفقاً لأفكارهم ومُثلهم الشخصية الخاصة. يزورن كواكب بعضهم البعض, لكنهم لا ينسخون ولا يقلدون؛ هم دائماً وكلياً أصليون.
18:2.4 (209.2) الهندسة المعمارية, التزيين الطبيعي, الأبنية المورونشية, وخلائق الروح هي حصرية وفريدة على كل جو. كل عالَم هو مكان جمال خالد وهو كلياً مختلف عن أي عالَم آخر في الكون المركزي. وكل واحد منكم سيُمضي زمناً أطول أو أقصر على كل من هذه الأجواء الفريدة والمثيرة على طريقكم داخلياً من خلال هاﭭونا إلى الفردوس. إنه من الطبيعي, على عالمكم, الحديث عن الفردوس كإتجاه أعلى, إنما سيكون من الأصح الإشارة إلى هدف الإرتقاء الإلهي كنحو الداخل.
18:3.1 (209.3) عندما يتخرج بشر الزمان من عوالم التدريب المحيطة بمركز إدارة كون محلي ويتقدمون إلى الأجواء التعليمية لكونهم العظيم, يكونون قد تقدموا في التطور الروحي إلى تلك النقطة حيث هم قادرون على التعرف والتواصل مع الحكام والموجهين الروحيين العالين لتلك العوالم المتقدمة, بما فيهم قدماء الأيام.
18:3.2 (209.4) قدماء الأيام كلهم متشابهون في الأساس؛ يُظهرون الصفة المُشتركة والطبيعة الموحدة للثالوث. يملكون فردية وفي الشخصية هم متنوعون, لكنهم لا يختلفون عن بعضهم كما الأرواح الرئيسية السبعة. هم يوفرون التوجيه المتناسق إلى الأكوان العظمى السبعة المختلفة على خلاف ذلك, كل منها هو خلق متميز, معزول, وفريد. الأرواح الرئيسية السبعة هم غير متشابهين في الطبيعة والسجايا, لكن قدماء الأيام, الحكام الشخصيون للأكوان العظمى, كلهم ذرية موحدة وفائقة الكمال لثالوث الفردوس.
18:3.3 (209.5) الأرواح الرئيسية السبعة على العُلى يحددون طبيعة أكوانهم العظمى الخاصة بهم, لكن قدماء الأيام يملون إدارة تلك الأكوان العظمى ذاتها. هم يراكبون تماثل إداري على تنوع خلاَّق ويضمنون إنسجام الجميع في وجه إختلافات كامنة تتعلق بالخلق للتجميعات القطاعية السبعة للكون الإجمالي.
18:3.4 (209.6) لقد تم تثليث قدماء الأيام كلهم في نفس الوقت. هم يمثلون بداية سجلات الشخصية لكون الأكوان, من ثم إسمهم--قدماء الأيام. عندما تصلون الفردوس وتبحثون في السجلات المكتوبة لبداية الأشياء, ستجدون بأن أول تسجيل يظهر في قسم الشخصية هو تلاوة الثولثة لقدماء الأيام الواحد والعشرين هؤلاء.
18:3.5 (209.7) هؤلاء الكائنات العليا دائماً يحكمون في جماعة من ثلاثة. هناك العديد من مراحل النشاط حيث يعملون فيها كأفراد, وآخرى أيضاً حيث يمكن لأي إثنين أن يؤديا العمل, لكن في الأجواء الأعلى لإدارتهم يترتب عليهم أن يعملوا معاً. هم لا يتركون شخصياً عوالم إقامتهم أبداً, ولكن بعد فهم لا يضطرون لذلك, لأن تلك العوالم هي نقاط إتصال الكون العظيم لنظام الإنعكاسية البعيد المدى.
18:3.6 (209.8) المقامات الشخصية لكل ثلاثي من قدماء الأيام تقع عند نقطة الاستقطاب الروحي على جو مقرهم. هكذا جو مقسم إلى سبعين قطاع إداري وله سبعين عاصمة قسمية يقيم فيها قدماء الأيام من وقت لآخر.
18:3.7 (210.1) في القدرة, مجال السُلطة, ومدى الحكم الشرعي فإن قدماء الأيام هم الأكثر قدرة وعظمة من أي من الحكام المباشرين لخلائق الزمان والفضاء. في كل كون الأكوان الشاسع هم وحدهم مقلدين بالقدرات العالية للحكم التنفيذي النهائي بما يخص الإبادة الأبدية لمخلوقات المشيئة. وكل قدماء الأيام الثلاثة يجب أن يشتركوا في الأحكام النهائية لمحكمة الكون العظيم العليا.
18:3.8 (210.2) على حدة من الآلهة ومساعديهم الفردوسيين, فإن قدماء الأيام هم الأكثر كمالاً, وتنوعاً في البراعات, وأكثر الحكام الموهوبين إلهيا في كل وجود الزمان-الفضاء. على ما يبدو هم الحكام السُماة للأكوان العظمى؛ لكنهم لم يكتسبوا هذا الحق في الحكم بالخبرة, ولذلك هم مقدرين في وقت ما أن يحل محلهم الكائن الأسمى, ذو سيادة إختباري, الذي سيصبحون نوابه بدون شك.
18:3.9 (210.3) الكائن الأسمى يُنجز سيادة كون الأكوان العظمى السبعة عن طريق الخدمة الإختبارية تماماً كما يكسب إبن خالق بالخبرة سيادة كونه المحلي. لكن في أثناء العصر الحاضر من التطور غير المكتمل للأسمى, يوفر قدماء الأيام التحكم الفوقي الإداري المنسق والمثالي لأكوان الزمان والفضاء المتطورة. والحكمة الأصلية والمبادرة الفردية تُميز كل أحكام وقرارات قدماء الأيام.
18:4.1 (210.4) هناك بالضبط مائتان وعشرة كماليي أيام, وهم يرأسون حكومات القطاعات الكبرى العشرة لكل كون عظيم. لقد تمت ثولثتهم من أجل العمل الخاص لمساعدة إداريي الكون العظيم, وهم يحكمون كالنواب المباشرين والشخصيين لقدماء الأيام.
18:4.2 (210.5) يتم تعيين ثلاثة كماليي أيام إلى عاصمة كل قطاع كبير, لكن خلافاً لقدماء الأيام, إنه ليس من الضروري أن يكون كل الثلاثة حاضرين في جميع الأوقات. من وقت لآخر قد يتغيب واحد من هذا الثلاثي لكي يتداول شخصياً مع قدماء الأيام بما يتعلق برفاهية عالمه.
18:4.3 (210.6) هؤلاء الحكام الثلاثيون للقطاعات الكبرى هم مثاليون على الأخص في التمكن من التفاصيل الإدارية, من ثم جاء اسمهم--كماليو الأيام. في تسجيل أسماء هؤلاء الكائنات من العالَم الروحي, نحن نواجه مشكلة الترجمة إلى لسانكم, وغالباً جداً ما يكون في غاية الصعوبة إعطاء ترجمة مُرضية. لا نرغب في إستخدام الدلالات الإعتباطية التي ستكون بدون معنى لكم؛ لذلك غالباً ما نجد صعوبة في إختيار إسم ملائم, واحد الذي سيكون واضحاً لكم وفي الوقت نفسه يكون ممثلاً للأصلي إلى حد ما.
18:4.4 (210.7) كماليو الأيام لديهم سِلك ذا حجم معتدل من المستشارين الإلهيين, مكاملي الحكمة, ورقباء كونيين مُلحقين إلى حكوماتهم. لا يزال لديهم أعداد أكبر من الرسل القديرين, أولئك العالون في السُلطة, وأولئك بدون إسم وعدد. لكن الكثير من العمل الروتيني لشؤون قطاع كبير يُنجز بواسطة الحراس السماويين ومساعدي إبن العُلي. يتم اختيار هاتين المجموعتين من بين الذرية المثولثة لإما شخصيات هاﭭونا-الفردوس أو بشر نهائيين ممجدين. بعض من هاتين المرتبتين من كائنات المخلوقات المثولثة تُعاد ثولثتهم من قِبل آلهة الفردوس ويرسلون بعدئذٍ للمساعدة في إدارة حكومات الكون العظيم.
18:4.5 (211.1) معظم الحراس السماويون ومساعدو إبن العُلى يتم تعيينهم إلى خدمة القطاعات الكبرى والصغرى, لكن القيمون المثولثين (سيرافيم ومُنتصفي طريق محتضنين-بالثالوث) هم ضباط محاكم الأقسام الثلاثة, عاملون في محاكم قدماء الأيام, كماليي الأيام, وحديثي الأيام. السفراء المثولثين (بشر صاعدين محتضنين بالثالوث ذوي طبيعة إنصهار بالإبن أو بالروح) يمكن أن يًصادَفوا في أي مكان في الكون العظيم, لكن الأكثرية هم في خدمة القطاعات الصغرى.
18:4.6 (211.2) قبل أوقات الكشف الكامل للمُخطط الحكومي للأكوان العظمى السبعة, عملياً كافة الإداريين لمختلف الأقسام من تلك الحكومات, باستثناء قدماء الأيام, خدموا كمتدربين مهنيين لفترات متفاوتة تحت أبديي الأيام على مختلف عوالم كون هاﭭونا المثالي. الكائنات المثولثة اللاحقين عبروا بالمثل خلال فصل من التدريب تحت أبديي الأيام قبل أن يُلحقوا إلى خدمة قدماء الأيام, كماليي الأيام, وحديثي الأيام. إنهم جميعاً إداريين متمرسين, مجربين, وذوي خبرة.
18:4.7 (211.3) سوف ترى كماليي الأيام مبكراً عندما تتقدم إلى مقر سبلاندون بعد مكوثك على عوالم قطاعك الأصغر, لأن هؤلاء الحكام الممجَدين على صِلة وثيقة بعوالم القطاعات الكبرى السبعين ذات التدريب الأعلي لمخلوقات الزمان الصاعدين. كماليو الأيام, شخصياً, يديرون التعهدات الجماعية للمتخرجين الصاعدين لمدارس القطاع الأكبر.
18:4.8 (211.4) عمل حجاج الزمان على العوالم المحيطة بمقر قطاع أكبر هو في الأساس ذو طبيعة فكرية على النقيض من الطابع الأكثر فيزيائية ومادية للتدريب على الأجواء التعليمية السبعة لقطاع أصغر ومع التعهدات الروحية على الأربعمائة وتسعين عالم جامعي لمقر كون عظيم.
18:4.9 (211.5) مع أنكم تُدخلون فقط عند التسجيل لقطاع سبلاندون الأكبر, الذي يضم الكون المحلي لأصلكم, سوف يتوجب عليكم أن تعبروا خلال كل واحد من الأقسام الكبرى العشرة لكونكم العظيم. سترون كل الثلاثين من كماليي الأيام لأورﭭونتون قبل أن تصلوا يوﭭرسا.
18:5.1 (211.6) حديثو الأيام هم أصغر الموجهين السُماة للأكوان العظمى؛ في جماعات من ثلاثة يترأسون فوق شؤون القطاعات الصغرى. في الطبيعة هم منسقون مع كماليي الأيام, لكن في السُلطة الإدارية هم تابعين. هناك بالضبط واحد وعشرون ألفاً من هذه الشخصيات الثالوثية المجيدة شخصياً والفعّالة إلهياً. لقد خُلقوا معاً, وسوية عبروا خلال تدريبهم في هاﭭونا تحت أبديي الأيام.
18:5.2 (211.7) حديثو الأيام لديهم سِلك من المرتبطين والمساعدين شبيه بذلك الذي لكماليي الأيام. بالإضافة فقد عُّينت لهم أعداد ضخمة من المراتب التابعة المتنوعة من الكائنات السماوية. في إدارة القطاعات الصغرى يستخدمون أعداداً كبيرة من البشر الصاعدين المقيمين, كوادر مستعمرات الكياسة المتنوعة, ومختلف المجموعات المتأصلة في الروح اللانهائي.
18:5.3 (211.8) حكومات القطاعات الصغرى هي إلى حد كبير جداً, ولو ليس على سبيل الحصر, مهتمة بالمشاكل الفيزيائية العظيمة للأكوان العظمى. أجواء القطاع الأصغر هي مقرات المتحكمات الفيزيائية الرئيسية. يتابع البشر الصاعدون على تلك العوالم الدراسات والإختبارات التي لها علاقة بمعاينة نشاطات المرتبة الثالثة لمراكز القدرة العليا ولكل المراتب السبعة للمتحكمات الفيزيائية الرئيسية.
18:5.4 (212.1) نظراً لأن نظام قطاع أصغر مهتم على نطاق واسع بالمشاكل الفيزيائية, فإن حديثو الأيام الثلاثة التابعين هناك قلما يكونون معاً على جو العاصمة. معظم الوقت يكون أحدهم بعيداً في مؤتمر مع كماليي الأيام للقطاع الأكبر المشرف أو غائبون بينما يمثلون قدماء الأيام عند إجتماعات الفردوس المغلقة للكائنات الثالوثية الأصل العليا. هم يتناوبون مع كماليي الأيام في تمثيل قدماء الأيام عند مجالس الشورى العليا على الفردوس. في الوقت نفسه, قد يكون حديث أيام آخر بعيداً في جولة تفتيشية لعوالم مقرات الأكوان المحلية المنتمية إلى سلطته القضائية. لكن واحد على الأقل من هؤلاء الحكام يبقى دائماً على الواجب عند مقر القطاع الأصغر.
18:5.5 (212.2) كلكم في وقت ما ستعرفون حديثو الأيام الثلاثة المسؤولين عن إنسا, قطاعكم الأصغر, حيث إنكم يجب أن تمروا عبر أياديهم على طريقكم نحو الداخل إلى عوالم التدريب للقطاعات الكبرى. في الإرتقاء إلى يوﭭرسا, سوف تمرون خلال مجموعة واحدة فقط من أجواء التدريب للقطاع الأصغر.
18:6.1 (212.3) شخصيات الثالوث من مرتبة "الأيام" لا يعملون في قدرات إدارية دون مستوى حكومات الكون العظيم. في الأكوان المحلية المتطورة هم يعملون فقط كمستشارين وناصحين. إتحاديو الأيام هم مجموعة من شخصيات إتصال معتمدة بثالوث الفردوس إلى الحكام الثنائيين للأكوان المحلية. كل كون محلي مُنظم ومسكون قد عُين إليه واحد من مستشاري الفردوس هؤلاء, الذي يعمل كالممثل للثالوث, وفي بعض النواحي, للأب الكوني, إلى الخلق المحلي.
18:6.2 (212.4) هناك سبعمائة ألف من هؤلاء الكائنات في الوجود, ولو أن ليس كلهم قد فُوضوا. سِلك الاحتياط لإتحاديي الأيام يعملون على الفردوس كالمستشارين السُماة لتعديلات الكون.
18:6.3 (212.5) بطريقة خاصة يقوم هؤلاء المراقبين الثالوثيون بتنسيق النشاطات الإدارية لكل فروع الحكومة الكونية, من تلك للأكوان المحلية صعوداً خلال حكومات القطاعات إلى تلك للكون العظيم, من هنا إسمهم--إتحاديو الأيام. يعملون تقريراً ثلاثي الأضعاف إلى رؤسائهم: يُقدمون تقارير بيانات ذات صلة ذات طبيعة فيزيائية وشبه فكرية إلى حديثي أيام قطاعهم الأصغر؛ ويُبلغون أحداث فكرية وشبه روحية إلى كماليي أيام قطاعهم الأكبر؛ ويبلغون أموراً روحية وشبه فردوسية إلى قدماء الأيام عند عاصمة كونهم العظيم.
18:6.4 (212.6) حيث إنهم كائنات أصل ثالوثي, فإن كل دارات الفردوس متاحة إليهم من أجل الإتصال الداخلي, وبذلك هم دائماً في تواصل مع بعضهم ومع شخصيات أخرى مطلوبة صعوداً إلى المجالس السامية للفردوس.
18:6.5 (212.7) إن إتحادي أيام لا يكون متصلاً بشكل عضوي مع حكومة الكون المحلي لتعيينه. على حدة من واجباته كمراقب, فإنه يتصرف فقط بناء على طلب السُلطات المحلية. هو بحكم منصبه عضو بكل المجالس الأولية وكل الإجتماعات المغلقة الهامة للخلق المحلي, لكنه لا يشارك في الإعتبارات الفنية للمشاكل الإدارية.
18:6.6 (213.1) عندما يستقر كون محلي في النور والحياة, تتزامل كائناته الممجدة بحرية مع إتحادي الأيام, الذي عندئذٍ يعمل في كفاءة موسعة في هكذا عالم من الكمال التطوري. لكنه لا يزال في المقام الأول سفيراً ثالوثياً ومستشاراً فردوسياً.
18:6.7 (213.2) يُحكم كون محلي بشكل مباشر بإبن إلهي من أصل إلهي ثنائي, لكن لديه بجانبه دائماً أخ فردوسي, شخصية أصل ثالوثي. في حالة الغياب المؤقت لإبن خالق من مقر كونه المحلي, يُرشد الحكام القائمون مقامه في قراراتهم الكبرى إلى حد كبير بشورى إتحادي الأيام لديهم.
18:7.1 (213.3) هذه الشخصيات العليا الثالوثية الأصل هم المستشارين الفردوسيين إلى حكام الأبراج المائة في كل كون محلي. هناك سبعون مليون مُخلص أيام, ومثل إتحاديو الأيام ليسوا كلهم في الخدمة. سِلك الإحتياطي الفردوسي الخاص بهم هو اللجنة الإستشارية لآداب ما بين الأكوان والحكم الذاتي. مُخلصو الأيام يتناوبون في الخدمة وفقاً لأحكام المجلس الأعلى للسِلك الإحتياطي الخاص بهم.
18:7.2 (213.4) كل ما إتحادي أيام هو إلى إبن خالق من كون محلي, مُخلصو الأيام هم إلى الأبناء اﻟﭭوروندادِك الذين يحكمون أبراج ذلك الخلق المحلي. هم مخلصين إلى أعلى درجة وأمناء بقدسية إلى رفاهية أبراجهم المعينة, من هنا إسمهم--مُخلصو الأيام. هم يعملون فقط كمستشارين؛ لا يشتركون أبداً في نشاطات إدارية إلا بناء على دعوة من سلطات البرج. ولا هم معنيون مباشرة في الإسعاف التعليمي إلى حجاج الإرتقاء على أجواء التدريب المعمارية المحيطة بمركز إدارة البرج. كل تلك التعهدات هي تحت إشراف الأبناء اﻟﭭوروندادِك.
18:7.3 (213.5) كل مُخلصو الأيام الذين يعملون في أبراج كون محلي يخضعون للسلطة القضائية لإتحادي الأيام, ويُقدمون التقارير مباشرة إليه. ليس لديهم نظام واسع المدى للتواصل المتبادل كونهم في العادة محدودين ذاتياً إلى إتحاد مشترك ضمن حدود كون محلي. يمكن لأي مُخلص أيام في الخدمة في نِبادون أن يتواصل وهو يتواصل مع كل الآخرين من مرتبته في الخدمة في هذا الكون المحلي.
18:7.4 (213.6) مثل إتحاديي الأيام على مقر كون, يحافظ مُخلصو الأيام على مساكنهم الشخصية على عواصم الأبراج منفصلين عن أولئك للموجهين الإداريين لهكذا عوالم. مساكنهم حقاً متواضعة بالمقارنة مع بيوت الحكام اﻟﭭوروندادِك للأبراج.
18:7.5 (213.7) مُخلصو الأيام هم الحلقة الأخيرة في سلسلة الإستشاريين الإداريين الطويلة التي تمتد من الأجواء المقدسة للأب الكوني قرب مركز كل الأشياء إلى الأقسام الأولية للأكوان المحلية. يتوقف نظام الأصل الثالوثي مع الأبراج؛ لا إستشاريين فردوسيين كهؤلاء يقيمون بشكل دائم على أنظمة مُكوناتهم أو على العوالم المأهولة. هذه الوحدات الإدارية الأخيرة هي كلياً تحت السلطة القضائية لكائنات أهلية إلى الأكوان المحلية.
18:7.6 (213.8) [ قُدمت بمستشار إلهي ليوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 19
19:0.1 (214.1) مجموعة الفردوس هذه, المُعينة كائنات الأصل الثالوثي المنسقة, تضم الأبناء المعلمين الثالوثيين, المصنّفة أيضاً ضمن أبناء الله الفردوسيين, ثلاث مجموعات من إداريي كون عظيم عالين, والفئة التي هي نوعاً ما لا-شخصية من أرواح الثالوث الملهمة. حتى أهالي هاﭭونا يمكن إدراجهم بصورة صحيحة في هذا التصنيف لشخصيات الثالوث إلى جانب مجموعات عديدة من الكائنات المقيمين على الفردوس. أولئك الكائنات الثالوثية الأصل الذين سنتعرض لهم في هذا النقاش هم:
19:0.2 (214.2) 1. أبناء معلمون ثالوثيون.
19:0.3 (214.3) 2. مكاملو حكمة.
19:0.4 (214.4) 3. مستشارون إلهيون.
19:0.5 (214.5) 4. رقباء كونيون.
19:0.6 (214.6) 5. أرواح ثالوثية مُلهَمة.
19:0.7 (214.7) 6. أهالي هاﭭونا.
19:0.8 (214.8) 7. مواطنو الفردوس.
19:0.9 (214.9) باستثناء الأبناء المعلمين الثالوثيون وربما أرواح الثالوث الملهمة, هذه الفئات هي ذات أعداد محددة؛ خلقهم حدث منتهي وماضي.
19:1.1 (214.10) من بين جميع المراتب العليا من الشخصيات السماوية التي كُشفت لكم, الأبناء المعلمون الثالوثيون وحدهم يعملون في مقدرة مزدوجة. حسب أصل طبيعة الثالوث, في الأداء هم تقريباً مكرسين كلياً إلى خدمات البنوة الإلهية. هم كائنات الإرتباط الذين يسدون هوة الكون بين شخصيات الأصل الثالوثي والثنائي.
19:1.2 (214.11) في حين أن الأبناء الثابتين للثالوث هم من أعداد تامة, فإن الأبناء المعلمين يتزايدون باستمرار. ماذا سيكون العدد النهائي للأبناء المعلمين لا أعلم. أنا يمكن, على كل, أن أعلن بأن, عند التقرير الدَوري الأخير المقدم إلى يوﭭرسا, أشارت سجلات الفردوس إلى 21,001,624,821 من هؤلاء الأبناء في الخدمة.
19:1.3 (214.12) هؤلاء الكائنات هم الفئة الوحيدة من أبناء الله المكشوفين لكم الذين أصلهم في ثالوث الفردوس. يجولون الكون المركزي والأكوان العظمى, ويتم تعيين سِلك هائل لكل كون محلي. كما أنهم يخدمون الكواكب الفردية كما يفعل أبناء الله الفردوسيون الآخرون. نظراً لأن مخطط الكون الكبير لم يتم تطويره بشكل كامل, فإن أعداداً كبيرة من الأبناء المعلمين يُحتفظ بهم في إحتياطي الفردوس, وهم يتطوعون لواجب الطواريء والخدمة غير العادية في كل أقسام الكون الإجمالي, على عوالم الفضاء المنعزلة, في الأكوان المحلية والعظمى, وعلى عوالم هاﭭونا. هم أيضاً يعملون على الفردوس, لكنه سيكون أكثر فائدة تأجيل الإعتبار التفصيلي عنهم إلى أن نصل إلى مناقشة أبناء الله الفردوسيين.
19:1.4 (215.1) بهذا الصدد, على كل, تجدر الإشارة إلى أن الأبناء المعلمين هم الشخصيات المنسقة السامية من الأصل الثالوثي. في هكذا كون أكوان نائي هناك دائماً خطر عظيم في الإستسلام إلى خطأ وجهة النظر المقيدة, إلى الشر المتأصل في مفهوم متجزئ للواقع والألوهية.
19:1.5 (215.2) على سبيل المثال: العقل الإنساني يتوق عادة للوصول إلى الفلسفة الكونية المصورة في هذه الكشوف من خلال التقدم من البسيط والمتناهي إلى المعقد واللامتناهي, من ألأصول الإنسانية إلى المصائر الإلهية. لكن ذلك النهج لا يؤدي إلى الحكمة الروحية. هكذا أسلوب هو النهج الأسهل إلى شكل معين من المعرفة الوراثية, لكن في أحسن الأحوال فقط يمكنه أن يكشف أصل الإنسان؛ إنه يكشف القليل أو لا شيء عن مصيره الإلهي.
19:1.6 (215.3) حتى في دراسة تطور الإنسان البيولوجي على يورانشيا, هناك إعتراضات خطيرة على النهج التاريخي الحصري لوضعه في الوقت-الحاضر ومشاكله الحالية. وجهة النظر الحقيقية لأي مشكلة واقعية--إنسانية أو إلهية, أرضية أو فلكية--يمكن نيلها فقط بالدراسة التامة وغير المنحازة والترابط لأطوار ثلاثة من واقع الكون: المنشأ, والتاريخ, والمصير. التفهم السوي لهذه الحقائق الإختبارية الثلاثة تمنح القاعدة لأجل تقدير حكيم للوضع الراهن.
19:1.7 (215.4) عندما يتعهد العقل الإنساني إتباع الأسلوب الفلسفي المتمثل في البدء من الأدنى للوصول إلى الأعلى, سواء في البيولوجيا أو عِلم اللاهوت, يكون دائماً في خطر إقتراف أربعة أخطاء في التفكير:
19:1.8 (215.5) 1. قد يفشل تماماً في إدراك الهدف التطوري النهائي والتام سواء للإحراز الشخصي أو المصير الفلكي.
19:1.9 (215.6) 2. قد يرتكب الخطأ الفلسفي السامي بالتبسيط المبالغ للواقع التطوري (الاختباري) الفلكي, بهذا مؤدياً إلى تشويه الوقائع, إلى تحريف الحقيقة, وإلى سوء فـهم المصائر.
19:1.10 (215.7) 3. دراسة العلاقة السببية هي الإطلاع على التاريخ. لكن معرفة كيف سيصبح كائن ما لا توفر بالضرورة فهماً ذكياً للوضع الحالي والطابع الحقيقي لذلك الكائن.
19:1.11 (215.8) 4. التاريخ بمفرده يفشل في الكشف بشكل كافٍ عن تطور المستقبل--المصير. الأُصول المتناهية مساعدة, لكن فقط الأسباب الإلهية تكشف التأثيرات النهائية. النهايات الأبدية ليست مُبينة في بدايات الزمان. الحاضر يمكن تفسيره بحق فقط في ضوء الماضي والمستقبل المترابطين.
19:1.12 (215.9) لذلك, بسبب هذه وأسباب أخرى بعد, نحن نوظف تقنية مقاربة الإنسان ومشاكله الكوكبية من خلال الشروع في رحلة الزمان-الفضاء من مصدر ومركز الفردوس الإلهي, الأبدي, واللانهائي لكل الواقع الشخصي وكل الوجود الفلكي.
19:2.1 (215.10) مكاملو الحكمة هم خلق مُتخصص لثالوث الفردوس مصمَمين لتشخيص حكمة الألوهية في الأكوان العظمى. هناك بالضبط سبعة بلايين من أولئك الكائنات في الوجود, وبليون واحد معين لكل من الأكوان العظمى السبعة.
19:2.2 (215.11) على غرار منسقيهم, المستشارين الإلهيين والرقباء الكونيين, مر مكاملو الحكمة خلال حكمة الفردوس, لهاﭭونا, وباستثناء دِفننغتون لأجواء الأب الفردوسية. بعد هذه الخبرات, تم تعيين مكاملي الحكمة بشكل دائم إلى خدمة قدماء الأيام. هم لا يخدمون على الفردوس ولا على عوالم دارات هاﭭونا-الفردوس؛ هم منشغلين كلياً بإدارة حكومات الأكوان العظمى.
19:2.3 (216.1) حيثما وكلما يعمل مكامل للحكمة, هناك وعند ذاك تعمل الحكمة الإلهية. هناك فعلية حضور وكمال تجلي في المعرفة والحكمة المتمثلة في أفعال هذه الشخصيات القديرة والمهيبة. هم لا يعكسون حكمة ثالوث الفردوس؛ هم تلك الحكمة. هم مصادر الحكمة لكل المعلمين في تطبيق معرفة الكون؛ هم ينابيع الرُشد ومعين التمييز لمؤسسات التعليم والإستبصار في كل الأكوان.
19:2.4 (216.2) الحكمة ذات شقين في الأصل, كائنة مشتقة من كمال البصيرة الإلهية الفطرية في الكائنات المثالية ومن الخبرة الشخصية المُكتسبة بالمخلوقات التطورية. مكاملو الحكمة هم الحكمة الإلهية لكمال الفردوس لبصيرة الإله. معاونوهم الإداريون على يوﭭرسا, الرسل القديرون, أولئك بدون إسم وعدد, وأولئك العالون في السُلطة, حين يعملون معاً, هم حكمة الكون من الخبرة. إن كائناً إلهياً يمكن أن يكون لديه كمال المعرفة الإلهية. يمكن للبشر التطوري في وقت ما أن يحقق كمال المعرفة الإرتقائية, ولكن أياً من هؤلاء الكائنات وحده يستنفذ الإمكانات لكل حكمة ممكنة. بناء على ذلك, كلما في تصرف الكون العظيم كان من المرغوب إنجاز الحد الأقصى من الحكمة الإدارية, دائماً يرتبط هؤلاء المكاملون لحكمة البصيرة الإلهية مع أولئك الشخصيات الصاعدة الذين ارتقوا إلى المسؤوليات العليا لسُلطة الكون العظيم من خلال المِحن الإختبارية للتقدم التطوري.
19:2.5 (216.3) دائماً سيتطلب مكاملو الحكمة هذه التكملة للحكمة الاختبارية لأجل إتمام حصافتهم الإدارية. لكن قد تم افتراض بأن مستوى عالي وحتى الآن غير مُنال من الحكمة ربما يمكن تحقيقه من قِبل نهائيي الفردوس بعد أن يتم إدخالهم في وقت ما في المرحلة السابعة من التواجد الروحي. إذا كان هذا الإستدلال صحيحاً, عندئذٍ هكذا كائنات مُكملة من الإرتقاء التطوري سوف يصبحون بدون شك إداريي الكون الأكثر فعالية أبداً ليكونوا معروفين في كل الخلق. أنا أعتقد أن هذا هو المصير العالي للنهائيين.
19:2.6 (216.4) تعدد براعات مكاملي الحكمة تمكنهم من المشاركة عملياً في كل الخدمات السماوية للمخلوقات الصاعدة. مكاملو الحكمة ومرتبتي من الشخصية, المستشارين الإلهيين, سوية مع الرقباء الكونيين, يشكلون أعلى مراتب الكائنات الذين يمكنهم وهم يتعاطون في عمل كشف الحق إلى الكواكب والأنظمة الفردية, سواء في عصورها الأبكر أو عندما تستقر في النور والحياة. من وقت إلى آخر كلنا نُجري إتصالاً مع خدمة البشر الصاعدين, من كوكب حياة أولية صعوداً خلال كون محلي والكون العظيم, بشكل خاص الأخير.
19:3.1 (216.5) هذه الكائنات الثالوثية الأصل هم مستشاري الإله إلى عوالم الأكوان العظمى السبعة. هم ليسوا عاكسين للشورى الإلهية للثالوث؛ هم تلك الشورى. هناك واحد وعشرون بليوناً من المستشارين في الخدمة, وثلاثة بلايين معينين إلى كل كون عظيم.
19:3.2 (217.1) المستشارون الإلهيون هم المعاونون والمساوون للرقباء الكونيين ومكاملي الحكمة, من واحد إلى سبعة مستشارين كائنين مرتبطين مع كل من هذه الشخصيات الأخيرة. كل المراتب الثلاثة تشترك في حكومة قدماء الأيام, بما في ذلك القطاعات الكبرى والصغرى, في الأكوان المحلية والأبراج, وفي مجالس شورى سلاطين النظام المحلي.
19:3.3 (217.2) نحن نعمل كأفراد, كما أفعل أنا في تحرير هذا البيان, لكننا كذلك نعمل كثلاثي كلما تطلبت المناسبة. عندما نعمل في صفة تنفيذية, هناك دائماً مرتبط معنا مكامل للحكمة, ورقيب كوني, ومن واحد إلى سبعة مستشارين إلهيين.
19:3.4 (217.3) مكامل للحكمة واحد, وسبعة مستشارين إلهيون, ورقيب كوني واحد يؤلفون محكمة ألوهية ثالوث, أعلى هيئة ناصحة متنقلة في أكوان الزمان والفضاء. هكذا جماعة من تسعة معروفة إما كمحكمة تقصي-وقائع أو كمحكمة كاشفة-للحق, وعندما يجلسون في الحكم على مسألة ويعطون قراراُ, إنه بالضبط كما لو أن قديم أيام قد فصل في الأمر, لأنه في كل تواريخ الأكوان العظمى لم يُعكس مثل ذلك الحُكم قط من قِبل قدماء الأيام.
19:3.5 (217.4) عندما يعمل قدماء الأيام الثلاثة, يعمل ثالوث الفردوس. عندما تصل محكمة التسعة إلى قرار بعد مداولاتها المتحدة, إلى كل المقاصد والأهداف فإن قدماء الأيام قد تكلموا. وإنه بهذا الأسلوب حيث يجعل حكام الفردوس إتصالاً شخصياً, في المسائل الإدارية والتنظيم الحكومي, مع العوالم , الأنظمة, والأكوان الفردية.
19:3.6 (217.5) المستشارون الإلهيون هم كمال الشورى الإلهية لثالوث الفردوس. نحن نمثل, في الواقع نحن, مشورة الكمال. عندما نُستكمل بالشورى الاختبارية لمعاونينا, الكائنات المثالية والمحتضنين بالثالوث من الإرتقاء التطوري, فإن إستنتاجاتنا المشتركة ليست تامة فحسب بل ممتلئة, عندما تكون مشورتنا المتحدة قد تم ربطها, فُصل فيها, ثُبتت, وأُعلنت بواسطة رقيب كوني, فمن المحتمل جداً أن تُقارب عتبة المجموعية الكونية. هكذا قرارات تُمثل أقرب نهج ممكن إلى الموقف المُطلق للإله ضمن حدود الزمان-الفضاء للظرف المعني والمسألة المتعلقة.
19:3.7 (217.6) سبعة مستشارين إلهيين في إرتباط مع ثلاثي تطوري مثولث--مرسال قدير, واحد عالي في السُلطة, وواحد بدون اسم وعدد--يمثلون أقرب نهج كون عظيم إلى وحدة وجهة النظر الإنسانية والموقف الإلهي على مستويات شبه فردوسية للمعاني الروحية والقيم الواقعية, هذا التقريب الوثيق للمواقف الفلكية الموحدة للمخلوق والخالق يتم تجاوزه فقط في أبناء الإغداق الفردوسيين, الذين هم, في كل مرحلة من تجربة الشخصية, الله وإنسان.
19:4.1 (217.7) هناك بالضبط ثمانية بلايين رقيب كوني في الوجود. هذه الكائنات الفريدة هم حُكم الإله. هم ليسوا مجرد عاكسين لقرارات الكمال؛ هم أحكام ثالوث الفردوس. حتى قدماء الأيام لا يجلسون في قضاء إلا بالإرتباط مع الرقباء الكونيين.
19:4.2 (217.8) رقيب واحد يُفوض على كل واحد من العوالم البليون للكون المركزي, كونه مُلحق إلى الإدارة الكوكبية لأبدي الأيام المقيم. لا مكاملي الحكمة ولا المستشارين الإلهيين مُلحقين هكذا على الدوام إلى إدارات هاﭭونا, ولا نحن نفهم تماماً لماذا الرقباء الكونيين مُمركزون في الكون المركزي. إن أنشطتهم الحالية بالكاد تُعلل تعيينهم في هاﭭونا, ولذلك نظن بأنهم هناك تحسُباً لإحتياجات عصر كوني مستقبلي ما حيث فيه سكان هاﭭونا قد يتغيرون جزئياً.
19:4.3 (218.1) يتم تعيين بليون رقيب إلى كل من الأكوان العظمى السبعة. معاً بصفة فردية وبالإشتراك مع مكاملي الحكمة والمستشارين الإلهيين, هم يعملون في أنحاء كل أقسام الأكوان العظمى السبعة. هكذا يعمل الرقباء على كل مستويات الكون الإجمالي, من عوالم هاﭭونا المثالية إلى مجالس الشورى لسلاطين الأنظمة, وهم جزء عضوي لكل أحكام الإبراء الإلهية للعوالم التطورية.
19:4.4 (218.2) كلما وحيثما يكون رقيب كوني حاضراً, عند ذاك وهناك يوجد قضاء الإله. وحيث أن الرقباء دائماً يقدمون أحكامهم في إرتباط مع مكاملي الحكمة والمستشارين الإلهيين, فإن مثل هذه القرارات تضم الحكمة الموحدة, الشورى, وأحكام ثالوث الفردوس. في هذا الثلاثي القضائي سيكون مكامل الحكمة "الأنا كنت". والمستشار الإلهي "الأنا سأكون", لكن الرقيب الكوني هو دائماً "أنا أكون".
19:4.5 (218.3) الرقباء هم شخصيات إجمال الكون. عندما يكون ألف شاهد قد أدلوا بشهاداتهم--أو مليون--عندما يكون صوت الحكمة قد تكلم والمشورة الإلهية قد سُجلت, عندما تكون شهادة الكمال الإرتقائي قد أُضيفت, عندئذٍ يعمل الرقيب, وهناك في الحال يُكشف إجمال إلهي ولا يخطئ لكل ما حدث؛ ومثل هذا الكشف يمثل الخاتمة الإلهية, حاصل وجوهر قرار نهائي ومثالي. لذلك, عندما يتكلم رقيب, لا يجوز لأحد أن يتكلم, لأن الرقيب قد وصف المجموع الحقيقي وغير المغلوط لكل ما حدث من قبل. عندما يتكلم, ليس هناك إستئناف.
19:4.6 (218.4) بتمام أكثر أنا أفهم عمل عقل مكامل الحكمة, لكنني بالتأكيد لا أفهم كلياً عمل العقل القاضي لرقيب كوني. يبدو لي بأن الرقباء يصيغون معاني جديدة ويؤسسون قيم جديدة من إرتباط الوقائع, الحقائق, والنتائج التي قُدمت لهم في سياق التحقيق في شؤون الكون. يبدو من المحتمل أن الرقباء الكونيين قادرون على إحضار تفسيرات أصلية من دمج بصيرة الخالق المثالية وخبرة المخلوق المكملة. هذه المشاركة لكمال الفردوس وخبرة الكون بدون شك تُثمر قيمة جديدة في الختاميات.
19:4.7 (218.5) لكن هذه ليست نهاية مصاعبنا بما يخص عمل عقول الرقباء الكونيين. كوننا قد جعلنا إقرارات مُستحقة إلى كل ما نعرفه أو نخمنه عن عمل رقيب في أي حالة كونية معطاة, نجد بأننا ما زلنا غير قادرين على التنبؤ بالقرارات أو توقع الأحكام. نحن نقرر بغاية الدقة النتيجة المحتملة لإرتباط موقف الخالق وخبرة المخلوق, ولكن مثل هذه الإستنتاجات هي ليست دائماً تنبؤات دقيقة لإفصاحات الرقيب. يبدو من المرجح أن الرقباء هم بطريقة ما مرتبطين مع مُطلق الإله؛ لكننا عدا عن ذلك غير قادرين على تفسير الكثير من قراراتهم وأحكامهم.
19:4.8 (218.6) مكاملو الحكمة, المستشارون الإلهيون, والرقباء الكونيون, جنباً إلى جنب مع المراتب السبعة من شخصيات الثالوث السامية, يُشكلون تلك الفئات العشرة التي سُّميت أحياناً أبناء الثالوث الثابتون. معاً هم يُشكلون السِلك الإجمالي من إداريي, حكام, تنفيذيي, ناصحي, مستشاري, وقضاة الثالوث. أعدادهم تتجاوز قليلاً السبعة وثلاثين بليوناً. بليونان وسبعون مُمركزين في الكون المركزي وبالضبط فوق الخمسة بلايين في كل كون عظيم.
19:4.9 (219.1) إنه في غاية الصعوبة تصوير الحدود الوظيفية لأبناء الثالوث الثابتين. سيكون من الخطأ التصريح بأن أعمالهم محدودة التناهي, لأن هناك تعاملات لسجل كون عظيم التي تشير خلافاً لذلك. هم يعملون على أي مستوى من إدارة أو أحكام كون قد تتطلبه ظروف الزمان-الفضاء وذلك يتعلق بالتطور الماضي, الحاضر, والمستقبلي للكون الرئيسي.
19:5.1 (219.2) سأكون قادراً على إخباركم القليل جداً بما يخص أرواح الثالوث الملهمة, لأنهم إحدى المراتب السرية كلياً القليلة من الكائنات في الوجود, سرية, بدون شك, لأنه من المستحيل تماماً بالنسبة لهم الكشف عن أنفسهم حتى لأولئك منا الذين أصلهم قريب للغاية من مصدر خلقهم. إنهم يأتون إلى حيز الوجود بفعل ثالوث الفردوس ويمكن استخدامهم بأي واحد أو اثنين من الآلهة كما بكل الثلاثة. لا نعلم ما إذا كانت هذه الأرواح هي ذات أعداد مكتملة أو تتزايد على الدوام, لكننا نميل إلى الإعتقاد بأن عددهم ليس ثابتاً.
19:5.2 (219.3) نحن لا نفهم تماماً طبيعة ولا سلوك الأرواح المُلهَمة. ربما هم ينتمون إلى فصيلة الأرواح الفائقة عن الشخصي. يبدو أنهم يعملون فوق كل الدارات المعروفة ويبدو أنهم يعملون بشكل مستقل تقريباً عن الزمان والفضاء. لكننا نعرف القليل عنهم ما عدا عندما نستنتج صفتهم من طبيعة نشاطاتهم, النتائج التي نلاحظها بالتأكيد هنا وهناك في الأكوان.
19:5.3 (219.4) في ظل ظروف معينة يمكن لهذه الأرواح المُلهَمة أن يُفردوا ذاتهم بشكل كافٍ للتعرف عليهم من قِبل كائنات من أصل ثالوثي. لقد رأيتهم؛ لكن لن يكون من الممكن أبداً للمراتب الأدنى من الكائنات السماوية التعرف على أحد منهم. تنشأ ظروف معينة أيضاً من وقت لآخر في تعامل الأكوان المتطورة حيث أي كائن من أصل ثالوثي قد يوظف هذه الأرواح بشكل مباشر تعزيزاً لمهامه. لذلك نحن نعلم بأنهم موجودون, وبأنه في ظل ظروف معينة يمكننا طلب وإستلام مساعدتهم, أحياناً نُدرك حضورهم. لكنهم ليسوا جزءاً من التنظيم الظاهر والمكشوف بالتأكيد المُستأمن بأداء أكوان الزمان-الفضاء قبل أن تستقر تلك الخلائق المادية في النور والحياة. ليس لديهم مكان قابل للتمييز بوضوح في التدبير أو الإدارة الحالية للأكوان العظمى السبعة المتطورة. هم سر لثالوث الفردوس.
19:5.4 (219.5) ملكيصادقو نِبادون يُعلمون بأن أرواح الثالوث الملهمة مقدرين, في وقت ما من المستقبل الأبدي, للعمل في مكان الرُسل الإنفراديين, الذين يتم استنزاف صفوفهم ببطء إنما بالتأكيد بتعيينهم كمعاونين لأشكال معينة من الأبناء المثولثين.
19:5.5 (219.6) الأرواح المُلهَمة هم الأرواح الإنفرادية لكون الأكوان. كأرواح هم يشبهون إلى حد كبير الرسل الإنفراديين سوى أن الأخيرين هم شخصيات متميزة. نحن نحصل على الكثير من معرفتنا عن الأرواح المُلهَمة من الرسل الإنفراديين, الذين يكتشفون إقترابهم بحكم حساسية فطرية إلى حضور الأرواح المُلهَمة التي تعمل بلا كلل تماماً كما تشير إبر مغناطيسية إلى قطب مغناطيسي. عندما يكون رسول إنفرادي بالقرب من روح ثالوثي ملهم, يكون واعياً إلى مؤشر نوعي لهكذا حضور إلهي وأيضاً لتسجيل كَمي محدد جداً الذي يُمكنه فعلياً من أن يعلم تصنيف أو عدد حضور أو حضورات الروح.
19:5.6 (220.1) بإمكاني رواية حقيقة إضافية مثيرة للإهتمام: عندما يكون رسول إنفرادي على كوكب سكانه مسكونين بضباط الفكر, مثل يورانشيا, يكون واعياً لإثارة نوعية في كشفه-للحساسية إلى حضور الروح. في مثل هذه الحالات ليس هناك إثارة كَمية, فقط تحريض نوعي. عندما على كوكب لا يأتيه ضباط, لا ينتج عن الإتصال بالمواطنين أي رد فعل من هذا القبيل. هذا يوحي بأن ضباط الفكر بأسلوب ما مرتبطين إلى, أو هم متصلين مع, الأرواح المُلهَمة لثالوث الفردوس. بطريقة ما قد يكونون بالإمكان مرتبطين في مراحل معينة لعملهم؛ لكننا لا نعرف حقاً. كِلاهما ينشآن بالقرب من مركز ومصدر كل الأشياء, لكنهم ليسوا من نفس الترتيب من الكيان. ضباط الفكر ينبعون من الأب وحده؛ الأرواح المُلهَمة هم ذرية ثالوث الفردوس.
19:5.7 (220.2) الأرواح المُلهَمة لا ينتمون على ما يبدو إلى المشروع التطوري للكواكب الأفراد أو الأكوان, ومع ذلك يبدو أنهم في كل مكان تقريباً. حتى بينما أنا منشغل في صياغة هذا البيان, فإن حساسيتي الشخصية المرتبطة بالرسول الإنفرادي إلى حضور هذه المرتبة من الأرواح تشير بأنه يوجد معنا في هذه اللحظة بالذات, ليس أبعد من خمسة وعشرين قدماً, روح من المرتبة المُلهَمة ومن الحجم الثالث من حضور القدرة. الحجم الثالث من حضور القدرة يوحي لنا الإحتمال بأن ثلاثة أرواح مُلهَمة تعمل في إرتباط.
19:5.8 (220.3) من بين أكثر من إثتني عشرة مرتبة من الكائنات المرتبطة معي في هذا الوقت, الرسول الإنفرادي هو الوحيد فقط الذي على بينة من حضور هذه الكيانات الغامضة للثالوث. وعلاوة على ذلك, بينما نحن هكذا عالِمين بقرب هذه الأرواح الإلهية, نحن بنفس القدر جاهلون بمهمتهم. نحن حقاً لا نعلم إن هم مجرد مراقبين مهتمين بأفعالنا, أو إذا هم, في أسلوب ما غير معروف لنا, يساهمون في الواقع في نجاح تعهدنا.
19:5.9 (220.4) نحن نعلم بأن الأبناء المعلمين الثالوثيين مكرسين إلى التنوير الواعي لمخلوقات الكون. لقد وصلت إلى الإستنتاج الراسخ بأن أرواح الثالوث الملهمة, من خلال تقنيات الوعي الفائق, كذلك يعملون كمعلمين للعوالم. أنا مقتنع بأن هناك كم هائل من المعرفة الروحية الضرورية, حقيقة لا غنى عنها لإحراز روحي عالي, والتي لا يمكن إستلامها بوعي؛ إن الوعي الذاتي سوف يُهدد بشكل فعال يقين الإستلام. إن كنا على صواب في هذا المفهوم, وكامل مرتبتي من الكيان تشاركه, فقد تكون مهمة هؤلاء الأرواح المُلهَمة التغلب على هذه الصعوبة, لسد هذه الفجوة في المُخطط الكوني للتنوير الأخلاقي والتقدم الروحي. نحن نعتقد بأن هذين النوعين من المعلمين الثالوثيي-الأصل يُحدثان نوعاً ما من الإتصال في نشاطاتهم, لكننا لا نعرف حقاً.
19:5.10 (220.5) على عوالم التدريب للكون العظيم وعلى الدارات الأبدية لهاﭭونا, لقد تآخيت مع البشر المكمَلين--نفوس متروحنة وصاعدة من العوالم التطورية--لكنهم أبداً لم يكونوا على دراية بالأرواح المُلهَمة, الذين بين الفينة والفينة تُشير قدرات الكشف الساكنة في الرسل الإنفراديين أنهم قريبون جداً منا. لقد تحدثت بحرية مع كل مراتب أبناء الله, عالين ومنخفضين, وهم بالمثل غير واعين لتنبيهات أرواح الثالوث الملهَمة. هم يمكنهم وهم يتطلعون رجوعاً في خبراتهم ويستعيدون أحداث يصعب تفسيرها إذا لم يؤخذ عمل هذه الأرواح في الإعتبار. لكن باستثناء الرسل الإنفراديين, وأحياناً كائنات ثالوثية الأصل, فإن أياً من العائلة السماوية قد كان أبداً مدركاً لقرب الأرواح المُلهَمة.
19:5.11 (221.1) لا أعتقد بأن أرواح الثالوث الملهمة تلعب لعبة إختبيء وابحث معي. هم ربما يحاولون بالضبط بذات الصعوبة إظهار أنفسهم لي كما أنا علي التواصل معهم؛ مصاعبنا وقيودنا لا بد أنها متبادلة وفطرية. أنا راضٍ بأن ليس هناك أسراراً إعتباطية في الكون؛ لذلك أنا لن أتوقف أبداً عن جهودي لحل لغز عزلة هذه الأرواح المنتمية إلى مرتبتي من الخلق.
19:5.12 (221.2) ومن كل هذا, أنتم البشر, الآخذين الآن فقط خطوتكم الأولى في رحلة الأبدية, يُمكنكم أن تروا جيداً بأنكم ينبغي أن تمضوا قُدُماً شوطاً طويلاً قبل أن تتقدموا في توكيد "البصر" و "المادة". لوقت طويل ستستخدمون الإيمان وتعتمدون الوحي إن كنتم تأملون في التقدم بسرعة وسلامة.
19:6.1 (221.3) أهالي هاﭭونا هم الخلق المباشر لثالوث الفردوس, وعددهم يتجاوز مفهوم عقولكم المقيدة. كما أنه لا يمكن لليورانشيين تصور الهبات الفطرية لهكذا مخلوقات مثالية إلهياً مثل هذه الأجناس الثالوثية الأصل من الكون الأبدي. أنتم أبداً لا يمكنكم بحق تخيل هذه المخلوقات المجيدة؛ يجب أن تنتظروا وصولكم إلى هاﭭونا, عندما يمكنكم أن تُحَيوهم كرفقاء روح.
19:6.2 (221.4) أثناء إقامتكم الطويلة على العوالم البليون لحضارة هاﭭونا سوف تطورون صداقة أبدية لهذه الكائنات العلوية. وكم عميقة هي تلك الصداقة التي تنمو بين أدنى المخلوقات الشخصية من عوالم الفضاء وهذه الكائنات الشخصية العليا المحليين إلى الأجواء المثالية للكون المركزي! البشر الصاعدون, في صحبتهم الطويلة والمحبة مع أهالي هاﭭونا, يفعلون الكثير للتعويض عن الإفتقار الروحي للمراحل الأبكر لتقدم البشر. في نفس الوقت, من خلال إتصالاتهم مع الحجاج الصاعدين, يكتسب الهاﭭونيون خبرة ليست إلى مدى صغير تتغلب على العائق المختبر لعيشهم دائماً حياة كمال إلهي. الخير لكِلا البشر الصاعدين وأهل هاﭭونا هو عظيم ومتبادل.
19:6.3 (221.5) أهالي هاﭭونا مثل كل الشخصيات الثالوثية الأصل الأخرى, هم مشروعين في الكمال الإلهي, وكما هو الحال مع شخصيات أخرى ثالوثية الأصل, فإن مرور الوقت قد يزيد إلى مخزونهم من الهبات الإختبارية. لكن ليس على غرار أبناء الثالوث الثابتين, قد يتطور الهاﭭونيون في الوضع, قد يكون لديهم مصير أبدي مستقبلي غير مكشوف. هذا مُصور بأولئك الهاﭭونيين الذين يتعهدون-يحققون مقدرة للإنصهار مع أجزاء الأب بدون-ضابط وهكذا يتأهلون للعضوية في سِلك النهائية البشري. وهناك سِلك نهائي آخر مفتوح لهؤلاء الأهالي للكون المركزي.
19:6.4 (221.6) تطور المنزلة لأهالي هاﭭونا قد أعطى مناسبة لتكهنات كثيرة على يوﭭرسا. بما أنهم يتم تصفيتهم باستمرار نحو فيالق الفردوس للنهائية المتعددة, وحيث أنه لم يُخلق المزيد منهم, من الواضح بأن عدد الأهالي الباقين في هاﭭونا يتناقص على الدوام. العواقب النهائية لهذه التعاملات لم تُكشف لنا أبداً, لكننا لا نعتقد بأن هاﭭونا ستنفذ كلياً من أهلها. لقد راودتنا النظرية بأن الهاﭭونيين ربما سيتوقفون عن دخول سِلك النهائية في وقت ما أثناء عصور الخلائق المتتالية لمستويات الفضاء الخارجي. كذلك راودتنا الفكرة بأنه في هذه العصور الكونية اللاحقة قد يكون الكون المركزي مأهولاً بجماعة مختلطة من الكائنات المقيمة, مواطنية مكونة في جزء فقط من أهالي هاﭭونا الأصليين. لا نعلم أي مرتبة أو شكل من المخلوق يمكن بالتالي أن يكون مُقدراً لوضع سكني في هاﭭونا المستقبل, لكننا قد فكرنا في:
19:6.5 (222.1) 1. اليوﻨﻴﭭﻴتاشيا, الذين هم في الوقت الحاضر المواطنينن الدائمين لأبراج الأكوان المحلية.
19:6.6 (222.2) 2. أنواع مستقبلية من البشر الذين قد يولَدون على الأجواء المسكونة للأكوان العظمى في ازدهار عصور النور والحياة.
19:6.7 (222.3) 3. طبقة الأرستقراطية الروحية القادمة من الأكوان الخارجية المتتالية.
19:6.8 (222.4) نحن نعلم بأن هاﭭونا عصر الكون السابق كانت نوعاً ما مختلفة عن هاﭭونا العصر الحاضر. نرتئي أنه ليس أكثر من المعقول أن نفترض بأننا نشهد الآن تلك التغييرات البطيئة في الكون المركزي التي هي توقعية لعصور قادمة. شيء واحد أكيد: ليس الكون ستاتيكياً؛ وحده الله لا يتغير.
19:7.1 (222.5) هناك تقيم على الفردوس فئات عديدة من الكائنات الرائعة, مواطنو الفردوس. هم ليسوا معنيين مباشرة بمُخطط مكاملة مخلوقات المشيئة الصاعدين وهم ليسوا, لذلك, مكشوفين تماماً إلى بشر يورانشيا. هناك أكثر من ثلاثة آلاف مرتبة من هذه الذكاءات السماوية, المجموعة الأخيرة كانت قد شُـخصت بشكل آني مع إنتداب الثالوث الذي أذاع الخطة الخلاَّقة للأكوان العظمى السبعة للزمان والفضاء.
19:7.2 (222.6) مواطنو الفردوس وأهالي هاﭭونا هم أحياناً مُعينين جماعياً كشخصيات هاﭭونا-الفردوس.
19:7.3 (222.7) هذا يتمم قصة أولئك الكائنات الذين أُحضروا إلى حيز الوجود من قِبل ثالوث الفردوس. لا أحد منهم ضل أبداً. ومع ذلك, في أعلى مغزى, فإنهم جميعاً ممنوحين بمشيئة حرة.
19:7.4 (222.8) كائنات الأصل الثالوثي يملكون صلاحيات عبور تجعلهم مستقلين عن شخصيات النقل, مثل السيرافيم. كلنا نمتلك قدرة التحرك بحرية وبسرعة في كون الأكوان. باستثناء أرواح الثالوث الملهمة, لا يمكننا بلوغ السرعة التي لا تصدق تقريباً للرسل الإنفراديين. لكننا قادرون على الإستفادة من المجموع الكلي لمرافق النقل في الفضاء بحيث نستطيع الوصول إلى أي نقطة في كون عظيم, من مركز إدارته, في أقل من عام واحد من وقت يورانشيا. لقد تطلب 109 أيام من وقتكم لي للسفر من يوﭭرسا إلى يورانشيا.
19:7.5 (222.9) من خلال هذه السُبل ذاتها نحن مُخولين للتواصل المتبادل الفوري. كامل مرتبتنا من الخلق تجد نفسها في إتصال مع كل فرد مُحتضن ضمن كل قسم لأولاد ثالوث الفردوس ما عدا الأرواح المُلهَمة.
19:7.6 (222.10) [قُـدمت بمستشار إلهي ليوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 20
20:0.1 (223.1) بينما يعملون في الكون العظيم أورﭭونتون, يُصنف أبناء الله تحت ثلاثة عناوين عامة:
20:0.2 (223.2) 1. أبناء الله المتنزلون.
20:0.3 (223.3) 2. أبناء الله الصاعدون.
20:0.4 (223.4) 3. أبناء الله المثولثون.
20:0.5 (223.5) مراتب البنوة المتنزلة تشمل شخصيات ذات خلق مباشر وإلهي. الأبناء الصاعدون, مثل الكائنات البشر, يُنجزون هذا المكانة بالمشاركة الإختبارية في تقنية خلاَّقة معروفة باسم التطور. الأبناء المثولثون هم فئة ذات أصل مركب تشمل كل الكائنات المحتضنة بثالوث الفردوس ولو أنهم ليسوا من أصل ثالوثي مباشَر.
20:1.1 (223.6) جميع أبناء الله المتنزلين لديهم أصل عالي وإلهي. هم مكرسين إلى إسعاف التنزل للخدمة على عوالم وأنظمة الزمان والفضاء. هناك لكي يُسهلوا التقدم في الإرتقاء الفردوسي للمخلوقات المتواضعة ذات الأصل التطوري--أبناء الله الصاعدين. من بين المراتب العديدة للأبناء المتنزلين, سبعة سيتم وصفهم في هذه الروايات. أولئك الأبناء الذين يأتون قُدُماً من الآلهة على جزيرة النور والحياة المركزية يُدعَون أبناء الله الفردوسيين ويضمون المراتب الثلاثة التالية:
20:1.2 (223.7) 1. الأبناء الخالقون--الميخائيليون.
20:1.3 (223.8) 2. الأبناء القضاة--الأﭭونال.
20:1.4 (223.9) 3. الأبناء المعلمون الثالوثيون--الداينال.
20:1.5 (223.10) المراتب الأربعة الباقية من البنوة المتنزلة معروفين كأبناء الله من الكون المحلي:
20:1.6 (223.11) 1. الأبناء الملكيصادقون.
20:1.7 (223.12) 2. الأبناء اﻟﭭوروندادِك.
20:1.8 (223.13) 3. الأبناء اللانوناندِك.
20:1.9 (223.14) 4. حاملو الحياة.
20:1.10 (223.15) الملكيصادقون هم الذرية المُشترَكة لإبن خالق للكون المحلي, روح خلاَّقة, وملكيصادق أب. كِلا اﻟﭭوروندادِك واللانوناندِك يُحضرون إلى حيز الوجود من قِبل ابن خالق ومساعدته الروح الخلاَّقة. أفضل ما يُعرف اﻟﭭوروندادِك كالعالون, آباء الأبراج؛ اللانونادِك كسلاطين الأنظمة وكأمراء الكواكب, المرتبة الثلاثية الأضعاف لحاملي الحياة تُحضر إلى حيز الوجود بإبن خالق وروح خلاَّقة مرتبطة مع واحد من قدماء الأيام الثلاثة من الكون العظيم في نطاقه. لكن الطبائع والنشاطات لأبناء الله من الكون المحلي هؤلاء مصورة بصورة أصح في تلك الأوراق التي تتناول شؤون الخلائق المحلية.
20:1.11 (224.1) أبناء الله الفردوسيون هم من أصل ثلاثي الأضعاف: الأولي أو الأبناء الخالقون أُحضروا إلى حيز الوجود بالأب الكوني والإبن الأبدي؛ الأبناء الثانويون أو القضاة هم أبناء الإبن الأبدي والروح اللانهائي؛ أبناء الثالوث المعلمون هم ذرية الأب, الإبن, والروح. من وجهة نظر الخدمة, العبادة, والإبتهال, الأبناء الفردوسيون هم بمثابة واحد؛ روحهم واحد, وعملهم متماثل في النوعية والإكتمال.
20:1.12 (224.2) كما برهنت مراتب الفردوس من الأيام أنهم إداريين إلهيين, كذلك كشف مراتب أبناء الفردوس أنفسهم كمسعفين إلهيين--خالقين, خادمين, مُغدِقين, قضاة, معلمين, وكاشفي حقيقة. هم يجولون كون الأكوان من شواطئ الجزيرة الأبدية إلى العوالم المسكونة للزمان والفضاء, يُؤدون خدمات متشعبة في الكون المركزي والأكوان العظمى التي لم يُكشف عنها في هذه الروايات. هم منظمون بتنوع, إعتماداً على طبيعة ومكان خدمتهم, لكن في كون محلي يخدم كِلا الأبناء القضاة والمعلمين تحت توجيه الإبن الخالق الذي يرأس ذلك المجال.
20:1.13 (224.3) يبدو الأبناء الخالقون بأنهم يمتلكون هبة روحية متمركزة في أشخاصهم, التي يسيطرون عليها والتي يمكنهم إغداقها, كما فعل الإبن الخالق الخاص بكم عندما سكب روحه على كل جسد بشري على يورانشيا. كل إبن خالق موهوب بهذه القدرة الساحبة الروحية في عالمه الخاص؛ إنه مدرك شخصياً لكل عمل وعاطفة لكل أبناء الله المتنزلين الخادمين في مجاله. هنا إنعكاس إلهي, نسخ طبق الأصل لكون محلي, لتلك القدرة الساحبة الروحية المُطلقة للإبن الأبدي التي تمكنه من الوصول ليجعل ويحافظ على الإتصال مع كل أبنائه الفردوسيين, بغض النظر عن المكان الذي قد يكونون فيه في كل كون الأكوان.
20:1.14 (224.4) لا يخدم الأبناء الخالقون الفردوسيون فقط كأبناء في إسعافاتهم التنزلية من الخدمة والإغداق, لكن عندما يكونون قد أتموا مِهن إغداقهم, كلٌ يعمل كأب كون في خلقه الخاص, بينما يتابع أبناء الله الآخرون خدمة الإغداق والترقية الروحية المصمَمة لكسب الكواكب, واحداً تلو الآخر, للتعرف الراغب على الحكم المُحب للأب الكوني, بالغاً ذروته في تكريس المخلوق لمشيئة أب الفردوس وفي الولاء الكوكبي للسيادة الكونية لإبنه الخالق.
20:1.15 (224.5) في إبن خالق سباعي الثنايا, يكون الخالق والمخلوق متآلفان إلى الأبد في إرتباط متفهم, ودي, ورحيم. كامل مرتبة الميخائيلين, الأبناء الخالقون, هي فريدة للغاية بحيث أن إعتبار طبائعهم ونشاطاتهم سوف يُدخر للورقة التالية من هذه السلسلة, في حين أن هذه الرواية ستكون معنية بشكل أساسي بالمرتبتين المتبقيتين لبنوة الفردوس: الأبناء القضاة والأبناء المعلمون الثالوثيون.
20:2.1 (224.6) في كل مرة يُصاغ مفهوم أساسي ومُطلق لكائن من قِبل الإبن الأبدي يتحد مع مثال جديد وإلهي من الخدمة المُحبة المُدركة بالروح اللانهائي, يُنتَج إبن لله جديد وأصلي, إبن قاضي فردوسي. يُشكل هؤلاء الأبناء مرتبة الأﭭونال خلافاً لمرتبة الميخائيل, الأبناء الخالقون. ولو ليسوا خالقين في المغزى الشخصي, هم مرتبطون بشكل وثيق مع الميخائيلين في كل عملهم. الأﭭونال هم قضاة ومسعفون كوكبيون, القضاة لعوالم الزمان-الفضاء--لكل الأجناس, إلى كل العوالم, وفي كل الأكوان.
20:2.2 (225.1) لدينا أسباب للإعتقاد بأن العدد الإجمالي للأبناء القضاة في الكون الإجمالي هو حوالي البليون. هم مرتبة ذاتية الحكم, كائنة موجهة من قِبل مجلسهم الأعلى على الفردوس, المُؤلَف من أﭭونال خبراء مستمَدين من خدمات كل الأكوان. لكن عندما يُعينون إلى, ويُكلفون في, كون محلي, فإنهم يخدمون تحت توجيه الإبن الخالق لذلك المجال.
20:2.3 (225.2) الأﭭونال هم أبناء الفردوس من الخدمة والإغداق إلى الكواكب الفردية للأكوان المحلية. وحيث أن كل إبن أﭭونال لديه شخصية حصرية, بما أن لا إثنين متشابهين, فإن عملهم فريد فردياً في عوالم مكوثهم, حيث غالباً ما يتجسدون في شبه جسد بشري وأحياناً يولدون لأمهات أرضيات على العوالم التطورية.
20:2.4 (225.3) بالإضافة إلى خدماتهم على المستويات الإدارية الأعلى, فإن الأﭭونال لديهم وظيفة ثلاثية الأضعاف على العوالم المسكونة:
20:2.5 (225.4) 1. أعمال قضائية. هم يعملون في ختام الإعفاءات الكوكبية. في الوقت المناسب, عشرات - مئات ـ من مثل هذه المهمات قد تُنفذ على كل عالَم فردي, وقد يذهبون إلى ذات العالَم أو إلى عوالم أخرى مرات بدون عدد كمُنهون إعفاء, محررين للناجين النائمين.
20:2.6 (225.5) 2. مهمات قضائية. عادة ما يحدث تفقد كوكبي من هذا النوع سابقاً إلى وصول إبن إغداق. على مثل هذه المهمة, يظهر أﭭونال كبالغ من العالم بتقنية تجسد لا تنطوي على ولادة بشرية. لاحقاً إلى هذه الزيارة القضائية الأولى والعادية, قد يخدم الأﭭونال تكراراً في استطاعة قضائية على نفس الكوكب كُلاً قبل وبعد ظهور إبن الإغداق. على هذه المهمات القضائية الإضافية قد يظهر أﭭونال أو قد لا يظهر في شكل مادي ومرئي, لكن ولا على أي منها سيكون مولوداً في العالم كطفل عاجز.
20:2.7 (225.6) 3. مهمات الإغداق. أبناء الأﭭونال كلهم, يُغدقون أنفسهم, مرة واحدة على الأقل, على جنس بشري ما على عالَم تطوري ما. الزيارات القضائية عديدة, المهمات القضائية قد تكون متعددة, لكن على كل كوكب لا يظهر هناك سوى إبن إغداق واحد. أﭭونال الإغداق يولَدون لامرأة مثلما تجسد ميخائيل نِبادون على يورانشيا.
20:2.8 (225.7) ليس هناك حدود لعدد المرات التي قد يخدم فيها الأبناء الأﭭونال في مهمات قضائية وإغداقية, لكن عادةً, عندما تكون التجربة قد اجتيزت سبع مرات, هناك إيقاف لمصلحة أولئك الذين كان لديهم أقل من تلك الخدمة. هؤلاء الأبناء من ذوي تجربة الإغداق المتعددة يتم تعيينهم عندئذٍ إلى مجلس الشورى الشخصي العالي لإبن خالق, مُصبحين بهذا مشاركين في إدارة شؤون الكون.
20:2.9 (225.8) في كل عملهم لأجل العوالم المسكونة وعليها, يُساعَد الأبناء القضاة من قِبل مرتبتين من مخلوقات كون محلي, الملكيصادقون ورؤساء الملائكة, بينما على مهمات الإغداق, هم يُرافقون أيضاً بنجوم المساء المتألقة, الذين هم بالمثل من أصل في الخلائق المحلية. في كل مجهود كوكبي يُدعم أبناء الفردوس الثانويون, الأﭭونال, بالسُلطة والقدرة الكاملة لإبن فردوسي أولي, الإبن الخالق لكونهم المحلي من الخدمة. إلى كل المقاصد والأهداف فإن عملهم على الأجواء المأهولة هو تماماً فعّال ومقبول كما كانت لتكون خدمة إبن خالق على هكذا عوالم من السَكن البشري.
20:3.1 (226.1) يُعرف الأﭭونال كأبناء قضاة لأنهم القضاة العالين للعوالم, المحكمين للإعفاءات المتتالية لعوالم الزمان. هم يترأسون فوق إستيقاظ الناجين النائمين, يجلسون في الحُكم على العالم, ويُنهون إعفاءاً لعدل مُعلق, ويُنفِذون إنتدابات عصر رحمة تجريبية, ويعيدون تعيين مخلوقات الفضاء ذات الإسعاف الكوكبي إلى مهمات الإعفاء الجديد, ويعودون إلى مقر كونهم المحلي عند إتمام مهمتهم.
20:3.2 (226.2) عندما يجلسون في الحُكم على مصائر عصر, يُصدر الأﭭونال مرسوماً بمصير الأجناس التطورية, لكن على الرغم من أنهم قد يصدرون أحكاماً مبيدة لهوية مخلوقات شخصية, هم لا يُنفذون مثل هذه الأحكام. قرارات من هذا القبيل لا تُنفذ بأحد سوى سُلطات كون عظيم.
20:3.3 (226.3) إن وصول أﭭونال فردوسي على عالَم تطوري لغرض إنهاء إعفاء وتدشين عهد جديد لتقدم كوكبي هو ليس بالضرورة لا مهمة قضائية ولا مهمة إغداق. المهمات القضائية أحياناً, والمهمات الإغداقية دائماً, تكون تجسدات؛ ذلك أنه, على مثل هذه المهمات يخدم الأﭭونال على كوكب في شكل مادي--حرفياً. زياراتهم الأخرى هي "تقنية", وبهذه الإستطاعة ليس الأﭭونال متجسداً من أجل خدمة كوكبية. إن جاء إبن قضائي بمفرده كحاكم إعفاء, فإنه يصل على كوكب ككائن روحي, غير مرئي للمخلوقات المادية من الحيز. مثل هذه الزيارات التقنية تحدث بشكل متكرر في التاريخ الطويل لعالَم مأهول.
20:3.4 (226.4) قد يعمل أبناء الأﭭونال كقضاة كوكبيين سابقاً إلى كِلا خبراتهم القضائية والإغداقية. على أي من تلك المهمات, على كل, سيحكم الإبن المتجسد على العصر الكوكبي العابر؛ بالمثل يفعل إبن خالق عندما يكون متجسداً على مهمة إغداق في شبه جسد بشري. عندما يزور إبن فردوسي عالماً تطورياً ويصبح كواحد من شعبه, فإن حضوره يُنهي إعفاءً ويُشكل حُكماً للحيز.
20:4.1 (226.5) سابقاً إلى الظهور الكوكبي لإبن إغداق, عادة ما يُزار عالم مسكون بأﭭونال فردوسي على مهمة قضائية. إن كانت هذه زيارة قضائية أولية, دائماً يتجسد الأﭭونال ككائن مادي. يظهر على كوكب التعيين كذكر كامل النمو من أجناس البشر, كائن مرئي كلياً إلى, وفي إتصال فيزيائي مع, مخلوقات البشر ليومه وجيله. طوال تجسد قضائي تكون علاقة إبن الأﭭونال مع القوات الروحية الكونية والمحلية تامة وغير منقطعة.
20:4.2 (226.6) قد يختبر كوكب ما زيارات قضائية متعددة كُلاً قبل وبعد ظهور إبن إغداق. قد يُزار مرات عديدة من قِبل ذات الأﭭونال أو أﭭونال آخرين, عاملين كقضاة إعفاء, لكن هكذا بعثات تقنية للقضاء لا هي إغداقية ولا قضائية, والأﭭونال لا يتجسدون أبداً في مثل هذه الأوقات. حتى عندما يُبارَك كوكب ما ببعثات قضائية متكررة, لا يخضع الأﭭونال دائماً إلى تجسد بشري؛ وعندما يخدمون في شبه جسد بشري, هم دائماً يظهرون ككائن ناضج من الحيز؛ إنهم لا يولدون من إمرأة.
20:4.3 (227.1) عندما مُتجسدون على مهمات إما إغداقية أو قضائية, يكون لدى أبناء الفردوس ضباط ذوي خبرة, وهؤلاء الضباط هم مختلفون في كل تجسد. الضباط الذين يشغلون عقول أبناء الله المتجسدين لا يمكنهم أن يأملوا أبداً بشخصية من خلال الإنصهار مع الكائنات الإنسانية-الإلهية لمسكنهم, لكنهم غالباً يُشَّخَصون بأمر من الأب الكوني. هكذا ضباط يُشكلون مجلس شورى دِفننغتون السامي ذا التوجيه من أجل الإدارة, التعرف, وإيفاد مَراقب غامضة إلى العوالم المأهولة. هم كذلك يستلمون ويفوضون ضباط عند رجوعهم إلى ”صدر الأب" عند الإنحلال البشري لهياكلهم الأرضية. بهذه الطريقة يصبح الضباط الأمناء لقضاة العالم الرؤساء الممجَدين لنوعهم.
20:4.4 (227.2) لم يحصل أبداً أن استضافت يورانشيا إبناً أﭭونال على مهمة قضائية, لو أن يورانشيا كانت اتبعت الخطة العامة للكواكب المأهولة, لكانت قد بوركت بمهمة قضائية في وقت ما بين أيام آدم وإغداق المسيح ميخائيل. لكن التتابع النظامي لأبناء الفردوس على كوكبكم كان مُختلاً كلياً بظهور الإبن الخالق الخاص بكم على إغداقه الختامي منذ ألف وتسعمائة سنة.
20:4.5 (227.3) يورانشيا قد تُزار بعد بأﭭونال مفوض للتجسد على مهمة قضائية, لكن فيما يتعلق بالظهور المستقبلي لأبناء الفردوس, ولا حتى "الملائكة في السماء يعرفون وقت أو أسلوب مثل هذه الزيارات", لأن عالم إغداق-ميخائيل يصبح الجناح الفردي والشخصي لإبن سُلطان, وعلى هذا النحو, خاضع كلياً إلى خططه وأحكامه الخاصة. ومع عالمكم, فإن هذا مُعقد إضافياً بوعد ميخائيل بالعودة. بصرف النظر عن سوء الفهم حول الحلول اليورانشي لميخائيل نِبادون, شيء واحد بالتأكيد موثوق به--وعده بالرجوع إلى عالمكم. في ضوء هذا التوقع, الزمان فقط يمكنه كشف الترتيب المستقبلي لزيارات أبناء الله الفردوسيين على يورانشيا.
20:5.1 (227.4) الإبن الأبدي هو كلمة الله الأبدية. الإبن الأبدي هو التعبير المثالي "لأول" فكرة مُطلقة ولانهائية لأبيه الأبدي. عندما نُسخة مضاعفة شخصية أو إمتداد إلهي لهذا الإبن الأصلي تبدأ على مهمة إغداق تتمثل في تجسد بشري, يصبح حرفياً صحيح بأن "الكلمة الإلهية أصبحت جسداً", وبأن الكلمة بهذا تحل بين المخلوقات المتواضعة ذات الأصل الحيواني.
20:5.2 (227.5) على يورانشيا هناك إعتقاد واسع الإنتشار بأن هدف إغداق إبن هو, بطريقة ما, للتأثير على موقف الأب الكوني. لكن تنوركم ينبغي أن يبين أن هذا غير صحيح. تُعتبر إغداقات أبناء الأﭭونال والميخائيل جزءًا ضرورياً من العملية الإختبارية المصَممة لجعل أولئك الأبناء قضاة وحكام آمنين ومتعاطفين لشعوب وكواكب الزمان والفضاء. مهنة الإغداق السباعية الأضعاف هي الهدف السامي لكل الأبناء الخالقين الفردوسيين. وكل الأبناء القضاة هم مدفوعين بروح الخدمة هذا ذاته الذي يُميز بوفرة الأبناء الخالقين الأولين والإبن الأبدي للفردوس.
20:5.3 (227.6) يجب أن تُغدَق مرتبة ما من إبن فردوسي على كل عالم مسكون بالبشر من أجل تمكين ضباط الفكر من أن يسكنوا عقول كل الكائنات الإنسانية الطبيعية على ذلك الجو, لأن الضباط لا يأتون إلى كل الكائنات الإنسانية حسنة النية إلى أن يكون روح الحق قد انسكب على كل جسد؛ وإرسال روح الحق متوقف على العودة إلى مقر الكون لإبن فردوسي الذي نفذ بنجاح مهمة إغداق بشري على عالَم آخذ في التطور.
20:5.4 (228.1) أثناء مجرى التاريخ الطويل لكوكب مسكون, ستحدث أحكام إعفائية كثيرة, وقد تحدث أكثر من مهمة قضائية واحدة, لكن عادة مرة واحدة فقط سيخدم ابن إغداق على الجو. إنه فقط مطلوب بأن يكون لكل عالم مسكون إبن إغداق واحد يأتي ليعيش الحياة البشرية الكاملة من الولادة إلى الممات. عاجلاً أم آجلاً, بصرف النظر عن الوضع الروحي, فإن كل عالَم مسكون بالبشر مُقدر لأن يصبح مضيفاً إلى إبن قضائي على مهمة إغداق ما عدا الكوكب الواحد في كل كون محلي حيث عليه يختار إبن خالق أن يجعل إغداقه البشري.
20:5.5 (228.2) بفهم المزيد عن أبناء الإغداق, أنتم تدركون لماذا يُعلق الكثير من الإهتمام على يورانشيا في تاريخ نِبادون. إن كوكبكم الصغير والعديم الأهمية له أهمية في الكون المحلي لأنه ببساطة عالَم البيت البشري ليسوع الناصري. لقد كان مكان وقوع أحداث الإغداق النهائي والظافر للإبن الخالق الخاص بكم, الساحة التي فيها كسب ميخائيل السيادة الشخصية السامية لكون نِبادون.
20:5.6 (228.3) عند مركز إدارة كونه المحلي يُمضي إبن خالق, خاصة بعد إتمام إغداقه البشري الخاص, الكثير من وقته في نصح وإرشاد كلية الأبناء المساعدين, الأبناء القضاة, وآخرين. في محبة وتكريس, مع رحمة رقيقة ومراعاة ودية, يُغدق هؤلاء الأبناء القضاة أنفسهم على عوالم الفضاء. ولا بأي حال من الأحوال هذه الخدمات الكوكبية هي أقل شأناً من الإغداقات البشرية للمخيائيلين. إنه صحيح بأن الإبن الخالق الخاص بكم قد اختار لعالم مغامرته النهائية في تجربة المخلوق واحدة كانت لديها مصائب غير عادية. لكن ولا كوكب كان يمكن أبداً أن يكون في هكذا حالة بحيث يتطلب إغداق إبن خالق لكي يُدخل إعادة تأهيله الروحي حيز التنفيذ. إن أي إبن من فئة الإغداق كان سيكون كافياً بنفس القدر, لأن في كل عملهم على عوالم كون محلي الأبناء القضاة هم فعّالين إلهياً وكليِو الحكمة بالضبط كما كان سيكون أخاهم الفردوسي, الإبن الخالق.
20:5.7 (228.4) على الرغم من أن احتمال حدوث كارثة دائماً يلازم هؤلاء الأبناء الفردوسيين خلال تجسدهم الإغداقي, إلا أنني حتى الآن لم أرى سجل فشل أو تقصير لإما إبن قضائي أو إبن خالق على مهمة إغداق. كِلاهما من أصل قريب جداً إلى الكمال المُطلق لكي يفشلوا. هم بالفعل يتحملون المخاطرة, حقاً يصبحون مثل مخلوقات البشر من لحم ودم وبهذا يكسبون خبرة المخلوق الفريدة, لكن ضمن مدى ملاحظتي هم دائماً ينجحون. أبداً لا يفشلون في إنجاز الهدف من مهمة الإغداق. قصة إغداقهم وخدمتهم الكوكبية في جميع أنحاء نِبادون تؤلف الفصل الأكثر نُبلاً وفتنةً في تاريخ كونكم المحلي.
20:6.1 (228.5) إن الطريقة التي بها يصبح إبن فردوسي مُستعداً للتجسد البشري كابن إغداق, يصبح ذا أُم على كوكب الإغداق, هي لغز كوني؛ وأي جهد لكشف عمل هذه التقنية لسونارِنغتون محكوم عليها أن تُواجه بالفشل الأكيد. دعوا المعرفة السامية لحياة يسوع الناصري البشرية تغوص في نفوسكم, إنما لا تُضيعوا أي تفكير في التخمين عديم الجدوى حول كيف دخل هذا التجسد الغامض لميخائيل نِبادون حيز التنفيذ. لنفرح كلنا في المعرفة واليقين بأن هكذا إنجازات هي ممكنة للطبيعة الإلهية وألا نهدر أي وقت على تخمينات عقيمة حول التقنية المُستخدمة بحكمة إلهية لإحداث مثل هذه الظواهر.
20:6.2 (229.1) على مهمة إغداق بشري, دائما يولد إبن فردوسي من إمرأة وينمو ويكبر كطفل ذَكر من الحيز, كما فعل يسوع على يورانشيا. أبناء الخدمة السامية هؤلاء كلهم يعبرون من الطفولة خلال الشباب إلى الرجولة بالضبط كما يفعل كائن إنساني. في كل إعتبار هم يصبحون مثل بشر الجنس الذين ولدوا فيه. إنهم يقدمون التماسات إلى الأب كما يفعل أولاد العوالم التي يخدمون فيها. من وجهة نظر مادية, يعيش هؤلاء الأبناء الإنسانيين-الإلهيين حياة عادية مع إستثناء واحد فقط: هم لا يُنجبون ذرية على عوالم حلولهم؛ ذلك قيد كوني مفروض على كل مراتب أبناء الإغداق الفردوسي.
20:6.3 (229.2) كما عمل يسوع على عالمكم كإبن النجار, هكذا أبناء الفردوس الآخرون يشتغلون في قُدرات مختلفة على كواكب إغداقهم. أنتم بالكاد يمكنكم التفكير في مهنة التي لم تُتبع بإبن فردوسي ما في مجرى إغداقه على أحد كواكب الزمان التطورية.
20:6.4 (229.3) عندما يكون إبن إغداق قد أتقن تجربة عيش الحياة البشرية, عندما يكون قد أُنجز كمال التوافق مع ضابطه الساكن, عندئذٍ يبدأ ذلك الجزء من مهمته الكوكبية المُصَممة لتنوير عقول وإلهام نفوسه إخوانه في الجسد. كمعلمين, يكرس هؤلاء الأبناء بشكل حصري إلى التنوير الروحي لأجناس البشر على عوالم حلولهم.
20:6.5 (229.4) مِهن الإغداق البشري للميخائيلين والأﭭونال, بينما يمكن مقارنتها في معظم النواحي, فهي ليست متطابقة في كل شيء: لا يُعلن إبن قضائي أبداً, "كل من رأى الإبن فقد رأى الأب", كما فعل الإبن الخالق الخاص بكم عندما على يورانشيا وفي الجسد. لكن أﭭونال مُغدَق يُعلن, "مَن رآني فقد رأى الإبن الأبدي لله". ليس الأبناء القضاة من نسب مباشر من الأب الكوني, ولا هم يتجسدون خاضعين لمشيئة الأب؛ دائماً هم يغدقون أنفسهم كأبناء فردوسيين خاضعين إلى مشيئة الإبن الأبدي للفردوس.
20:6.6 (229.5) عندما أبناء الإغداق, خالقون أو قضاة, يدخلون مداخل الموت, هم يعاودون الظهور في اليوم الثالث. لكن ينبغي ألا تخالجكم الفكرة بأنهم دائماً يلاقون النهاية المأساوية التي واجهها الإبن الخالق الذي حل على عالمكم منذ ألف وتسعمائة عام. إن التجربة القاسية بشكل إستثنائي وغير عادي التي مر بها يسوع الناصري, قد سببت ليورانشيا أن تصبح معروفة محلياً "بعالَم الصليب". إنه ليس من الضروري بأن تُقدم هكذا معاملة غير إنسانية لإبن لله. والغالبية العظمى من الكواكب قد منحتهم إستقبالاً أكثر احتراماً, سامحة لهم بإنجاز مهمتهم البشرية, إنهاء العصر, ومحاكمة الناجين النائمين, وتدشين إعفاء جديد, دون فرض موت عنيف. لا بد أن يواجه إبن الإغداق الموت, يجب أن يمر خلال كل التجربة الفعلية لبشر العوالم, لكنه ليس من متطلبات الخطة الإلهية بأن هذا الموت يجب أن يكون إما عنيفاً أو غير عادي.
20:6.7 (229.6) عندما لا يوضع أبناء الإغداق للموت بعنف, فهم يتخلون طواعية عن حياتهم ويمرون عبر مداخل الموت, ليس لتلبية متطلبات "العدالة الصارمة" أو "العقاب الإلهي", بل لإتمام الإغداق, "لشرب الكأس" لمهنة التجسد والتجربة الشخصية في كل ما يُشكل حياة المخلوق كما تُعاش على كواكب الوجود البشري. الإغداق هو ضرورة كوكبية وكونية, والموت الفيزيائي لا شيء أكثر من جزء ضروري من مهمة الإغداق.
20:6.8 (230.1) عندما ينتهي التجسد البشري, يتوجه أﭭونال الخدمة إلى الفردوس, يُقبل من قِبل الأب الكوني, يعود إلى الكون المحلي لتعيينه, ويُعترَف به من قِبل الإبن الخالق. عندئذٍ أﭭونال الإغداق والإبن الخالق يرسلان روح الحق المشترك بينهما لكي يعمل في قلوب الأجناس البشرية الساكنة على عالم الإغداق. في عصور ما قبل السيادة لكون محلي, هذا هو الروح المُشترَك لكِلا الإبنين, المنجَز بالروح الخلاَّقة. إنه يختلف نوعاً ما عن روح الحق الذي يُميز عصور الكون المحلي التي تلي الإغداق السابع لميخائيل ما.
20:6.9 (230.2) عند إتمام الإغداق النهائي لإبن خالق, روح الحق المُرسل سابقاً إلى كل عوالم الإغداق الأﭭونالي لذلك الكون المحلي يتغير في الطبيعة, مُصبحاً حرفياً روح ميخائيل السُلطان. تحدث هذه الظاهرة بالتزامن مع تحرير روح الحق من أجل الخدمة على كوكب الإغداق-البشري-لميخائيل. بعد ذلك كل عالَم شُـرِف بإغداق قضائي سوف يستلم نفس المؤاسي الروح من الإبن الخالق السباعي الأضعاف, في إرتباط مع ذلك الإبن القضائي, الذي كان سيستلمه لو أن سلطان الكون المحلي قد تجسد شخصياً كإبن الإغداق الخاص به.
20:7.1 (230.3) يتم إحضار هؤلاء الأبناء الفردوسيون ذوو الشخصية العالية والروحيين جداً إلى حيز الوجود بواسطة ثالوث الفردوس. هم معروفون في هاﭭونا كمرتبة الداينال. في أورﭭونتون هم ذوي سجل كأبناء معلمين ثالوثيين, سُموا هكذا بسبب نسبهم الأبوي. على ساﻟﭭينغتون يُلقـَبون أحياناً الأبناء الروحيين الفردوسيين.
20:7.2 (230.4) في الأعداد, يتزايد الأبناء المعلمون باستمرار. إذاعة الإحصاء الكوني الأخيرة أعطت عدد هؤلاء الأبناء الثالوثيين العاملين في الكون المركزي والأكوان العظمى كأكثر بقليل من واحد وعشرين بليوناً, وهذا عدا عن إحتياطات الفردوس, التي تشمل أكثر من ثلث كل الأبناء المعلمين الثالوثيين في الوجود.
20:7.3 (230.5) مرتبة الداينال من البنوة ليست جزءاً عضوياً من إدارات الكون المحلي أو الكون العظيم. أعضاؤها لا هم خالقين ولا مستردين, ولا قضاة ولا حكام. هم ليسوا مهتمين كثيراً بإدارة الكون كما بالتنوير الأخلاقي والتطور الروحي. هم المعلمون الكونيون, كائنين مكرسين إلى الإيقاظ الروحاني والإرشاد الأخلاقي لكل العوالم. إسعافهم ذا صلة قريبة مع ذلك لشخصيات الروح اللانهائي ومرتبط إرتباطاً وثيقاً مع الإرتقاء الفردوسي للكائنات المخلوقة.
20:7.4 (230.6) أبناء الثالوث هؤلاء يتناولون من الطبائع المُشتركة لآلهة الفردوس الثلاثة, لكن في هاﭭونا يبدو أكثر أنهم يعكسون طبيعة الأب الكوني. في الأكوان العظمى يبدو أنهم يصورون طبيعة الإبن الأبدي, بينما في الخلائق المحلية يبدو أنهم يُظهرون صِفة الروح اللانهائي. في كل الأكوان هم تجسيد الخدمة وفطنة الحكمة.
20:7.5 (230.7) خلافاً لإخوانهم الفردوسيين, الميخائيليين والأﭭونال,لا يتلقى الأبناء المعلمون الثالوثيون تدريباً أولياً في الكون المركزي. هم يُرسلون مباشرة إلى مراكز إدارة الأكوان العظمى ومن هناك يفوَضون من أجل الخدمة في كون محلي ما. في إسعافهم إلى تلك العوالم التطورية يستعملون التأثير الروحي المُشترك لإبن خالق والأبناء القضاة المرتبطين, لأن الداينال لا يملكون قدرة جذب روحية في ومن أنفسهم.
20:8.1 (231.1) الأبناء الروحيون الفردوسيون هم كائنات ثالوثية الأصل فريدة ومخلوقات الثالوث الوحيدة التي ترتبط ارتباطاً تاماً بتصرف الأكوان ثنائية الأصل. هم مُخلصين بحنو للإسعاف التعليمي إلى مخلوقات البشر والمراتب الأقل من الكائنات الروحية. هم يبدأون عملهم في الأنظمة المحلية, بموجب الخبرة والإنجاز, يتقدمون نحو الداخل من خلال خدمة البرج إلى أعلى عمل للخلق المحلي. عند إستلامهم الشهادة قد يصبحون سفراء روحيين يمثلون الأكوان المحلية لخدمتهم.
20:8.2 (231.2) العدد الدقيق للأبناء المعلمين في نِبادون لا علم لي به, هناك ألوف كثيرة منهم. العديد من رؤساء الدوائر في مدارس الملكيصادقين ينتمون إلى هذه المرتبة, في حين أن الموظفين المشتركين لجامعة ساﻟﭭينغتون المُشكلة بانتظام يضمون أكثر من مائة ألف بما فيهم هؤلاء الأبناء. تتمركز أعداد كبيرة على عوالم التدريب المورونشي المتنوعة, لكنهم ليسوا مشغولين بالكامل بالتقدم الروحي والفكري لمخلوقات البشر؛ إنهم مهتمون بنفس القدر بإرشاد الكائنات السيرافية ومحليين آخرين من الخلائق المحلية. يتم اختيار العديد من مساعديهم من صفوف كائنات مثولثة-بمخلوقات.
20:8.3 (231.3) يُشكل الأبناء المعلمون الكليات التي تدير كل الإمتحانات وتُدبر كل الإختبارات من أجل تأهيل وإرشاد جميع الأطوار التابعة لخدمة الكون, من واجبات حراس المواقع الأمامية إلى أولئك لتلامذة النجوم. يتولون إدارة دورة تدريب لعصر طويل, تتراوح من الدورات الكوكبية صعوداً إلى كلية الحكمة العالية الواقعة على ساﻟﭭينغتون. يتم منح الجميع بإعتراف يدل على الجهد والتحصيل, بشري صاعد أو شيروبيم طموحة, الذين يتمون هذه المغامرات في حكمة وحق.
20:8.4 (231.4) في كل الأكوان كل أبناء الله مدينون إلى هؤلاء الأبناء المعلمين الثالوثيين الدائمي-الإخلاص والفعّالين كونياً. هم المعلمون الممجدون لكل شخصيات الروح, حتى المعلمين المجربين والحقيقيين من أبناء الله أنفسهم. لكن من التفاصيل التي لا نهاية لها من واجبات ووظائف الأبناء المعلمين, بالكاد يمكنني إرشادكم. المجال الشاسع لنشاطات بنوة-الداينال سوف تكون مفهومة بشكل أفضل على يورانشيا عندما تكونون أكثر تقدماً في الذكاء, وبعد أن يتم إنهاء العزلة الروحية لكوكبكم.
20:9.1 (231.5) عندما يشير تقدم الأحداث على عالَم تطوري بأن الوقت مؤات لبدء عصر روحي, يتطوع الأبناء المعلمون الثالوثيون دائماً لهذه الخدمة. أنتم لستم على دراية بهذه المرتبة من البنوة لأن يورانشيا لم تختبر أبداً عصر روحي, ألف سنة من التنور الفلكي. لكن حتى الآن يقوم الأبناء المعلمين بزيارة عالَمكم بهدف صياغة خطط تتعلق بحلولهم المشروع على جوكم. سوف يستحق ظهورهم على يورانشيا بعد أن يكون سكانه قد كسبوا خلاصاً نسبياً من القيود الحيوانية ومن الأغلال المادية.
20:9.2 (231.6) الأبناء المعلمون الثالوثيون ليس لهم علاقة بإنهاء الإعفاءات الكوكبية. هم لا يقاضون الأموات ولا يُترجمون الأحياء, لكن على كل مهمة كوكبية يكونون مُرافَقين بإبن قاضي يُؤدي هذه الخدمات. الأبناء المعلمون معنيون كلياً بالشروع لعصر روحي, مع بزوغ فجر عصر الحقائق الروحية على كوكب تطوري. إنهم يجعلون حقيقةً النظائر الروحية للمعرفة المادية والحكمة الدنيوية.
20:9.3 (232.1) يبقى الأبناء المعلمون عادة على كواكب زياراتهم لألف سنة من الزمن الكوكبي. يترأس إبن معلم واحد فوق الحكم الألفي الكوكبي ويُساعَد بسبعين مُعاوناً من مرتبته. الداينال لا يتجسدون أو سوى ذلك يصيرون أنفسهم ماديين ليكونوا مرئيين إلى الكائنات البشرية؛ لذلك يُحافظ على الاتصال مع عالم الزيارة من خلال نشاطات نجوم المساء المتألقة, شخصيات كون محلي مرتبطين مع الأبناء المعلمين الثالوثيين.
20:9.4 (232.2) قد يعود الداينال مرات عديدة إلى عالم مسكون, وتالياً لمهمتهم النهائية سوف يُرشد الكوكب نحو الوضع المستقر لجو من النور والحياة, الهدف التطوري لكل العوالم المسكونة بالبشر من عصر الكون الحاضر. سِلك نهائية البشر لديه دور كبير مع الأجواء التي إستقرت في النور والحياة, ونشاطاتهم الكوكبية تؤثر على هؤلاء الأبناء المعلمين. بالفعل, كامل مرتبة بنوة الداينال مرتبطة بشكل وثيق مع كل أطوار نشاطات النهائيين في الخلائق التطورية للزمان والفضاء.
20:9.5 (232.3) يبدو أن الأبناء المعلمون الثالوثيون مُعرَفين تماماً مع نظام التقدم البشري خلال المراحل الأبكر من الإرتقاء التطوري بحيث أننا غالباً ما نُقاد للتكهن بشأن ارتباطهم المحتمل مع النهائيين في المهنة غير المكشوفة للأكوان المستقبلية. نلاحظ بأن إداريي الأكوان العظمى هم جزء شخصيات ثالوثية الأصل وجزء مخلوقات تطورية صاعدة محتضنة من قِبل الثالوث. نحن نؤمن إيماناً راسخاً بأن الأبناء المعلمين والنهائيين هم حالياً منشغلون في إكتساب تجربة الإرتباط-الزمني التي قد تكون التدريب الأولي لإعدادهم لإرتباط قريب في مصير مستقبلي ما غير مكشوف. على يوﭭرسا إنه اعتقادنا بأنه, عندما تستقر الأكوان العظمى أخيراً في النور والحياة, فإن هؤلاء الأبناء المعلمون الفردوسيون, الذين قد أصبحوا ملمين تماماً بمشاكل العوالم التطورية وكانوا قد ارتبطوا لفترة طويلة مع مهنة البشر التطوريين, من المحتمل أنهم سيُنقلون إلى إرتباط أبدي مع سِلك النهائية الفردوسي.
20:10.1 (232.4) جميع أبناء الله الفردوسيون هم إلهيون في الأصل وفي الطبيعة. عمل كل إبن فردوسي لأجل مصلحة كل عالم هو تماماً كما لو كان إبن الخدمة هو الإبن الأول والوحيد لله.
20:10.2 (232.5) أبناء الفردوس هم التقديم الإلهي للطبائع العاملة لأشخاص الإله الثلاثة إلى مجالات الزمان والفضاء. الأبناء الخالقون, القضاة, والمعلمون هم هدايا الآلهة الأبدية إلى أولاد الناس وإلى جميع مخلوقات الكون الأخرى التي تنطوي على إمكانات إرتقاء. أبناء الله هؤلاء هم المسعفون الإلهيون المكرسين بدون توقف إلى عمل مساعدة مخلوقات الزمان في إحراز الهدف الروحي العالي للأبدية.
20:10.3 (232.6) في الأبناء الخالقين تمتزج محبة الأب الكوني مع رحمة الإبن الأبدي وتُكشف إلى الأكوان المحلية في القدرة الخلاَّقة, الإسعاف المُحب, والسيادة المتفهمة للميخائيليين. في الأبناء القضاة تُكشف رحمة الإبن الأبدي, متحدة مع إسعاف الروح اللانهائي, إلى المجالات التطورية في مهمات هؤلاء الأﭭونال من القضاء, الخدمة, والإغداق. في الأبناء المعلمين الثالوثيين فإن محبة, رحمة, وإسعاف آلهة الفردوس الثلاثة هي منسقة على أعلى مستويات-قيمة الزمان-الفضاء وتُقدم إلى الأكوان كحق حي, صلاح إلهي, وجمال روحي حقيقي.
20:10.4 (233.1) في الأكوان المحلية تتعاون هذه المراتب من البنوة في تفعيل وحي آلهة الفردوس إلى مخلوقات الفضاء: مثل أب كون محلي, يصور إبن خالق, الصِفة اللانهائية للأب الكوني. كأبناء إغداق الرحمة, يكشف الأﭭونال الطبيعة التي لا تضاهى للإبن الأبدي من العطف اللانهائي. كالمعلمين الحقيقيين للشخصيات الصاعدة, يكشف أبناء الداينال الثالوثيون شخصية المعلم للروح اللانهائي. في تعاونهم المثالي إلهياً, الميخائيليون, الأﭭونال, والداينال يساهمون في التحقيق والكشف لشخصية وسيادة الله الأسمى في وإلى أكوان الزمان-الفضاء. في إنسجام نشاطاتهم الثلاثية يعمل أبناء الله الفردوسيون هؤلاء أبداً في طليعة شخصيات الإله بينما يتبعون التوسع الذي لا ينتهي لألوهية المصدر والمركز الأول العظيم من جزيرة الفردوس الأبدية نحو الأعماق المجهولة للفضاء.
20:10.5 (233.2) [ قُدمت بمكامل للحكمة من يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 21
21:0.1 (234.1) الأبناء الخالقون هم الصانعون والحكام للأكوان المحلية للزمان والفضاء. خالقو وسلاطين الكون هؤلاء هم من أصل ثنائي, يُجسدون صِفات الله الأب والله الإبن. لكن كل إبن خالق مختلف عن كل آخر؛ كل واحد فريد في الطبيعة وكذلك في الشخصية؛ كل منهم هو "الإبن-المولود الوحيد" للمثال الأعلى الإلهي لأصله.
21:0.2 (234.2) في العمل الشاسع لتنظيم, تطوير, وإتقان كون محلي, دائماً يتمتع أبناء العُلى هؤلاء بالموافقة المُساندة من الأب الكوني. علاقة الأبناء الخالقين مع أباهم الفردوسي مؤثرة وعلى أعلى درجة. لا شك أن الود العميق من الآباء الإلهيين إلى نسلهم الإلهي هو ينبوع تلك المحبة الجميلة وتقريباً الإلهية التي حتى الآباء البشريين يحملون لأولادهم.
21:0.3 (234.3) أبناء الفردوس الأوليون هؤلاء يُشخصون كميخائيليين. عندما ينطلقون من الفردوس لتأسيس أكوانهم, هم يُعرَفون كميخائيليين خالقين. عندما يستقرون في سُلطة عُليا, يُدعَون ميخائيليين أسياد. أحياناً نشير إلى سلطان كونكم نِبادون كالمسيح ميخائيل. هم دائماً وأبداً يحكمون بموجب "مرتبة ميخائيل", ذلك كائن التعيين للإبن الأول من مرتبتهم وطبيعتهم.
21:0.4 (234.4) الميخائيل الأصلي البِكر لم يختبر أبداً تجسداً ككائن مادي, لكنه عبر سبع مرات خلال تجربة إرتقاء المخلوق الروحي على دارات هاﭭونا السبعة, متقدماً من الأجواء الخارجية إلى الدارة الأعمق داخلياً للخلق المركزي. مرتبة ميخائيل تعرف الكون الإجمالي من طرف إلى الآخر؛ لا توجد تجربة أساسية لأي من أولاد الزمان والفضاء لم يشترك الميخائيليون شخصياً فيها؛ هم في الواقع متناولون ليس فقط من الطبيعة الإلهية بل كذلك من طبيعتكم, بمعنى كل الطبائع, من الأعلى إلى الأدنى.
21:0.5 (234.5) الميخائيل الأصلي هو الرئيس المترئس لأبناء الفردوس الأوليين عندما يتجمعون لمؤتمر عند مركز كل الأشياء. لم يمض وقت طويل منذ سجلنا على يوﭭرسا بثاً كونياً لإجتماع مغلق إستثنائي على الجزيرة الأبدية لمائة وخمسين ألف إبن خالق متجمعين في الحضور الأبوي ومنشغلين في مداولات ذات علاقة بتقدم توحيد واستقرار كون الأكوان. كانت هذه جماعة مختارة من السلاطين الميخائيليين, أبناء الإغداق السباعي الأضعاف.
21:1.1 (234.6) عندما ملئ التصور الروحي المُطلق في الإبن الأبدي يُلاقي ملئ مفهوم الشخصية المُطلقة في الأب الكوني, عندما هكذا وحدة خلاَّقة تتحقق أخيراً وبشكل كلي, عندما هكذا هوية مُطلقة للروح وهكذا وحدانية لانهائية لمفهوم الشخصية تحدث, عندئذٍ, حينئذٍ وهناك, بدون خسارة أي شيء من الشخصية أو الإمتياز من قِبل أي من الآلهة اللانهائية, هناك يومض نحو الكيان كائن كامل النمو, إبن خالق جديد وأصلي, الإبن المولود-الوحيد للمثال الأعلى المثالي والفكرة القديرة اللتان يُنتج إتحادهما شخصية الخالق الجديد هذه من القدرة والكمال.
21:1.2 (235.1) كل إبن خالق هو المولود الوحيد والنسل الوحيد الذي يمكن أن يولد للإتحاد المثالي للمفاهيم الأساسية للعقلين اللانهائيين والأبديين والكماليين للخالقين الدائمي الوجود في كون الأكوان. لا يمكن أن يتواجد إبن آخر مثل هذا لأن كل إبن خالق هو التعبير البات, المنتهي, والنهائي, والتجسد للكل من كل طور من كل سمة لكل إمكانية لكل واقعية إلهية التي يُمكن, في أثناء كل الأبدية, أن توجد أبداً في, تُعبَّر بواسطة, أو أن تكون قد تطورت من, تلك الإحتمالات الخلاَّقة الإلهية التي اتحدت لكي تجلب هذا الإبن الميخائيل إلى حيز الوجود. كل إبن خالق هو المُطلق من المفاهيم الإلهية الموحدة التي تُشكل أصله الإلهي.
21:1.3 (235.2) الطبائع الإلهية لهؤلاء الأبناء الخالقين هي, من حيث المبدأ, مُستمدة بالتساوي من سجايا كِلا الأبوين الفردوسيين. الكل يتناول من امتلاء الطبيعة الإلهية للأب الكوني ومن الإمتيازات الخلاَّقة للإبن الأبدي, لكن بينما نلاحظ العمل الظاهري العملي لوظائف ميخائيل في الأكوان, ندرك الفروق الجلية. بعض الأبناء الخالقين يبدو أنهم أكثر مثل الله الأب؛ آخرون أكثر مثل الله الإبن. فمثلاً: إتجاه الإدارة في كون نِبادون يوحي بأن إبنه الخالق والحاكم هو واحد الذي طبيعته وصِفته تشبه أكثر تلك التي للإبن الأُم الأبدي. يجب أن يُذكر أيضاً بأن بعض الأكوان يرأسها ميخائيليون فردوسيون الذين يبدون ليشبهوا بالتساوي الله الأب والله الإبن. وهذه الملاحظات ليست بأي حال إنتقادات ضمنية؛ هي ببساطة تسجيل للحقيقة.
21:1.4 (235.3) أنا لا أعلم العدد الدقيق للأبناء الخالقين في الوجود, لكن لدي أسباب وجيهة للإعتقاد بأن هناك أكثر من سبعمائة ألف. الآن, نحن نعلم أن هناك بالضبط سبعمائة ألف إتحاديو-أيام ولا مزيد يتم إنشاؤهم. ونلاحظ أيضاً بأن الخطط المرسومة لعصر الكون الحاضر يبدو أنها تشير بأن إتحادي أيام واحد سوف يُوضع في كل كون محلي كالسفير المُستشار للثالوث. نلاحظ كذلك أن العدد المتزايد على الدوام للأبناء الخالقين يتجاوز بالفعل العدد الثابت لإتحاديي الأيام. لكن فيما يتعلق بمصير الميخائيليين ما بعد السبعمائة ألف, نحن لم نُبلغ قط.
21:2.1 (235.4) أبناء الفردوس من المرتبة الأولية هم المصممون, الخالقون, البناؤون, والإداريون, لمجالاتهم ذات الصلة, الأكوان المحلية للزمان والفضاء, الوحدات الخلاَّقة الأساسية للأكوان العظمى التطورية السبعة. يُسمح لإبن خالق باختيار الموقع الفضائي لنشاطه الفلكي المستقبلي, لكن قبل أن يبدأ حتى التنظيم الفيزيائي لكونه, يجب أن يُمضي فترة طويلة من الملاحظة المكرسة إلى دراسة جهود إخوانه الأكبر في مختلف الخلائق الواقعة في الكون العظيم لعمله المشروع. وسابقاً لكل هذا, سيكون الإبن الميخائيل قد أتم خبرته الفريدة والطويلة في مراقبة الفردوس وتدريب هاﭭونا.
21:2.2 (235.5) عندما يُغادر إبن خالق من الفردوس ليباشر على مغامرة صنع كون, ليصبح الرئيس--فعلياً الإله--للكون المحلي من تنظيمه الخاص, عندئذٍ, لأول مرة يجد نفسه على إتصال وثيق بالمصدر والمركز الثالث, وفي كثير من النواحي معتمد عليه. الروح اللانهائي, ولو أنه مقيم مع الأب والإبن عند مركز كل الأشياء, فهو مُقدَر ليعمل بمثابة المساعد الفعلي والفعّال لكل إبن خالق. لذلك فإن كل إبن خالق مُرافَق بإبنة خلاَّقة للروح اللانهائي, تلك الكائنة التي من المُقدر أن تُصبح المسعفة الإلهية, الروح الأُم للكون المحلي الجديد.
21:2.3 (236.1) إن رحيل ابن ميخائيلي في هذه المناسبة يُحرر إلى الأبد إمتيازاته كخالق من مصادر ومراكز الفردوس, خاضع فقط إلى بعض القيود المتأصلة في ما قبل-وجود تلك المصادر والمراكز وإلى بعض القدرات والحضورات السابقة الأخرى. من بين هذه القيود لما هو بخلاف ذلك إمتيازات خالق كلي القدرة لأب كون محلي هي التالي:
21:2.4 (236.2) 1.الطاقة-المادة مُسيطر عليها بالروح اللانهائي. قبل أن يتم خلق أي أشكال جديدة من الأشياء, الكبيرة أو الصغيرة, قبل محاولة إجراء أي تحولات جديدة للطاقة-المادة, يجب على إبن خالق تأمين الموافقة والتعاون في العمل من الروح اللانهائي.
21:2.5 (236.3) 2.يتم التحكم بتصاميم وأنواع المخلوق من قِبل الإبن الأبدي. قبل أن ينشغل إبن خالق في خلق أي نوع جديد من الكيان, أي تصميم جديد لمخلوق, ينبغي عليه تأمين موافقة إبن الأُم الأبدي والأصلي.
21:2.6 (236.4) 3. يتم تصميم ومنح الشخصية من قِبل الأب الكوني.
21:2.7 (236.5) يتم تحديد أنواع وأنماط العقل من خلال عوامل الكيان-السابقة للكائن. بعد أن تكون هذه قد ترابطت لتشكل مخلوقاً (شخصياً أو غير ذلك), يكون العقل هو هبة المصدر والمركز الثالث, المصدر الكوني لإسعاف العقل إلى كل الكائنات دون مستوى خالقي الفردوس.
21:2.8 (236.6) يعتمد التحكم في تصاميم وأنواع الروح على مستوى التجلي الخاص بها. في التحليل الأخير, يتم التحكم بالتصميم الروحي من قِبل الثالوث أو عن طريق الهِبات الروحية لما قبل الثالوث لشخصيات الثالوث--الأب, والإبن, والروح.
21:2.9 (236.7) عندما يكون هكذا إبن مثالي قد أخذ حيازة موقع الفضاء لكونه المُختار؛ عندما تكون المشاكل الأولية المتمثلة في تجسد الكون والتوازن الإجمالي قد تم حلها؛ عندما يكون قد شكل إتحاد عمل فعّال وتعاوني مع الإبنة المتمِمة للروح اللانهائي--عند ذلك هذا الإبن الكوني وهذه الروح الكونية يبدآن ذلك الإرتباط المُصمَم لإعطاء أصل للجماهير التي لا حصر لها من أطفال كونهما المحلي. في إتصال مع هذا الحدث فإن تبؤر الروح الخلاَّقة للروح اللانهائي للفردوس يُصبح متغيراً في الطبيعة, أخذاً الصِفات الشخصية للروح الأُم لكون محلي.
21:2.10 (236.8) على الرغم من أن كل الأبناء الخالقين هم إلهياً مثل آبائهم الفردوسيين, فإن أياً منهم لا يشبه الآخر بالضبط؛ كل واحد فريد, متنوع, حصري, وأصلي في الطبيعة كما في الشخصية. وحيث أنهم المهندسين المعماريين وصانعي خطط الحياة لعوالمهم الخاصة بهم, فإن هذا التنوع بالذات يضمن بأن مجالاتهم ستكون كذلك متنوعة في كل شكل وطور من الوجود الحي المستمد من ميخائيل الذي قد يُخلَق أو يتطور فيه لاحقاً. من هنا فإن مراتب المخلوقات الأهلية إلى الأكوان المحلية هي متباينة تماماً. لا إثنين يُدارا أو يُسكنا بكائنات محلية ثنائية-الأصل اللذان هما في جميع النواحي متماثلان. ضمن أي كون عظيم, فإن نصف سجاياهم الفطرية متشابهة تماماً, كائنة مُشتقة من الأرواح الخلاَّقة الموحدة؛ النصف الآخر يختلف, كونه مُستمد من الأبناء الخالقين المتنوعين. لكن هكذا تنوع لا يُميز أولئك المخلوقات ذات الأصل الوحيد في الروح الخلاَّقة ولا أولئك الكائنات المستوردين الذين هم محليين إلى الكون المركزي أو الأكوان العظمى.
21:2.11 (237.1) عندما يكون إبن ميخائيلي غائباً عن كونه, تُوجَّه حكومته من قِبل الكائن الأهلي المولود أولاً, نجم الصباح واللامع, الرئيس التنفيذي للكون المحلي. نصح ومشورة إتحاد الأيام لا تُقدَّر في مثل هذه الأوقات. خلال هذه التغيبات, يستطيع إبن خالق أن يُفوض الروح الأُم المرتبطة مع التحكم الفوقي لحضوره الروحي على العوالم المسكونة وفي قلوب أولاده البشر. وتظل الروح الأُم لكون محلي دائماً عند مقره, تمد رعايتها المتعهدة وإسعافها الروحي إلى أقصى أجزاء مثل هذا المجال التطوري.
21:2.12 (237.2) الحضور الشخصي لإبن خالق في كونه المحلي ليس ضرورياً للسير المُمهد لخلق مادي مؤسَس. هكذا أبناء قد يسافرون إلى الفردوس, ولا تزال أكوانهم تتأرجح عبر الفضاء. قد يضعون خطوط قدرتهم للتجسد كأولاد الزمان؛ وعوالمهم لا زالت مستمرة الدوران كالدوامة حول مراكزها الخاصة. لا تنظيم مادي هو مستقل عن قبضة الجاذبية-المُطلقة للفردوس أو عن التحكم الفوقي الفلكي الفطري للحضور الفضائي للمُطلق البات.
21:3.1 (237.3) يُعطى إبن خالق مدى لكون بموافقة ثالوث الفردوس ومع تصديق الروح الرئيسي المُشرف على كونه العظيم المعني, يُشكل مثل هذا الإجراء حق الإمتلاك الفيزيائي, إيجار فلكي. لكن ارتقاء إبن ميخائيلي من هذه المرحلة الابتدائية والمحدودة ذاتياً من الحكم إلى السمو الإختباري للسيادة المُكتسبة-ذاتياً يأتي نتيجة لتجاربه الشخصية الخاصة في عمل خلق الكون والإغداق المتجسد. لحين إنجاز سيادة مكتسبة-بالإغداق, يحكم كنائب للأب الكوني.
21:3.2 (237.4) يمكن للإبن الخالق أن يفرض سيادة كاملة فوق خلقه الشخصي في أي وقت, لكنه يختار بحكمة ألا يفعل. إذا, سابقاً للمرور خلال إغداقات المخلوق, أخذ على عاتقه سيادة سامية غير مُكتسبَة, فإن شخصيات الفردوس المقيمين في كونه المحلي سوف ينسحبون. لكن هذا لم يحدث أبداً في أنحاء كل خلائق الزمان والفضاء.
21:3.3 (237.5) واقع الخلق يقتضي ضمناً كمال السيادة, لكن الميخائيليين يختارون إكتسابها بالخبرة, بهذا مستبقين التعاون الكامل لجميع شخصيات الفردوس المُلحقة إلى إدارة كونهم المحلي. لا نعرف عن ميخائيل الذي فعل خلافاً لذلك أبداً؛ لكنهم كلهم يستطيعون, هم حقاً أبناء ذوي مشيئة حرة.
21:3.4 (237.6) تمر سيادة إبن خالق في كون محلي خلال ستة, ربما سبعة مراحل من التجلي الإختباري. هذه تظهر في الترتيب التالي:
21:3.5 (237.7) 1. سيادة نيابية إبتدائية--السُلطة المؤقتة المنفردة التي يمارسها إبن خالق قبل إكتساب الصِفات الشخصية بواسطة الروح الخلاَّقة المرتبطة.
21:3.6 (237.8) 2. سيادة نيابية مشتركة--الحكم المشترك للزوج الفردوسي لاحقاً إلى إنجاز الشخصية لروح الأُم للكون.
21:3.7 (238.1) 3. سيادة نيابة ازديادية--السُلطة المتقدمة لإبن خالق أثناء فترة إغداقات المخلوق السبعة الخاصة به.
21:3.8 (238.2) 4. سيادة سامية ــ السُلطة المستقرة التالية لإتمام الإغداق السابع. في نِبادون, يعود تاريخ السيادة السامية إلى إتمام إغداق ميخائيل على يورانشيا. لقد تواجدت فقط منذ أكثر بقليل من ألف وتسعمائة سنة من وقتكم الكوكبي.
21:3.9 (238.3) 5. سيادة سامية ازديادية--العلاقة المتقدمة الناشئة عن إستقرار أكثرية مجالات المخلوق في النور والحياة. هذه المرحلة تتعلق بالمستقبل غير المُنجَز حتى الآن لكونكم المحلي.
21:3.10 (238.4) 6. سيادة ثالوثية--تُمارَس لاحقاً إلى إستقرار كامل الكون المحلي في النور والحياة.
21:3.11 (238.5) 7. سيادة غير مكشوفة--العلاقات غير المعروفة لعصر كون مستقبلي.
21:3.12 (238.6) في قبول السيادة النيابية المبدأية لكون محلي مشروع, يؤدي ميخائيل خالق القسَم إلى الثالوث ألا يفترض سيادة سامية إلى أن تكون إغداقات المخلوق السبعة قد أُتمت وصُدِق عليها من قِبل حكام الكون العظيم. لكن إن لم يتمكن إبن ميخائيلي, بالمشيئة, أن يؤكد هكذا سيادة غير مُكتسبة, فلن يكون هناك معنى في أداء اليمين لعدم القيام بذلك.
21:3.13 (238.7) حتى في عصور ما قبل الإغداق يحكم إبن خالق مجاله تقريباً بسمو عندما لا يكون هناك معارضة في أي من أجزائه. سيكون من الصعب أن يكون الحكم المحدود واضحاً إذا لم يتم تحدي السيادة مطلقًا. السيادة الممارَسة بإبن خالق ما قبل الإغداق في كون بدون تمرد ليست أعظم مما في كون مع تمرد؛ لكن في الحالة الأولى لا تكون قيود السيادة ظاهرة؛ في الحالة الثانية هي ظاهرة.
21:3.14 (238.8) إن أبداً جرى هناك تحدي لسُلطة أو إدارة ابن خالق, هوجمت, أو تعرضت للخطر, فهو أبدياً متعهد لدعم, حماية, المدافعة عن, وإذا لزم الأمر إسترداد, خلقه الشخصي. يمكن أن يتعرض هؤلاء الأبناء للإزعاج أو المضايقة فقط بمخلوقات من صنعهم الخاص أو بكائنات أعلى من إختيارهم الخاص. يمكن الإستنتاج بأن "الكائنات الأعلى" أولئك من أصل على مستويات فوق كون محلي, سيكون من غير المرجح أن يُكدروا إبناً خالقاً, وهذا صحيح. لكنهم يستطيعون إذا إختاروا. الفضيلة إرادية مع الشخصية؛ البِر ليس تلقائي في مخلوقات المشيئة الحرة.
21:3.15 (238.9) قبل إتمام مهمة الإغداق, يحكم إبن خالق مع بعض قيود السيادة المفروضة ذاتياً, لكن لاحقاً لخدمة إغداقه المنتهية هو يحكم بمُقتضى خبرته الفعلية في شكل وشبه مخلوقاته المتنوعة. عندما يكون خالق قد حل سبع مرات بين مخلوقاته, عندما تنتهي مهمة الإغداق, عندئذٍ يستقر بسمو في سُلطة كون؛ قد أصبح إبناً سيداً, حاكم سُلطان وسامي.
21:3.16 (238.10) تنطوي تقنية الحصول على سيادة سامية فوق كون محلي على الخطوات الإختبارية السبعة التالية:
21:3.17 (238.11) 1. من الناحية التجريبية لإختراق سبعة مستويات من الكيان من خلال تقنية الإغداق المتجسد بالشبه ذاته للمخلوق على المستوى المعني.
21:3.18 (238.12) 2. لجعل تكريس إختباري لكل طور من المشيئة السباعية لإله الفردوس كما هي مُشخصة في الأرواح الرئيسية السبعة.
21:3.19 (239.1) 3. لإجتياز كل من التجارب السبعة على مستويات المخلوق في آن واحد مع تنفيذ واحد من التكريسات السبعة لمشيئة إله الفردوس.
21:3.20 (239.2) 4. على كل مستوى مخلوق, لتصوير قمة حياة المخلوق إلى إله الفردوس وإلى كل ذكاءات الكون بالخبرة.
21:3.21 (239.3) 5. على كل مستوى مخلوق, لكشف طور واحد من المشيئة السباعية الثنايا للإله إلى مستوى الإغداق وإلى كل الكون بالخبرة.
21:3.22 (239.4) 6. بالخبرة لتوحيد خبرة المخلوق السباعية الثنايا مع الخبرة السباعية الثنايا للتكريس من أجل كشف طبيعة ومشيئة الإلَه.
21:3.23 (239.5) 7. لتحقيق علاقة أعلى وجديدة مع الكائن الأسمى. التداعيات لمجموع تجربة الخالق-المخلوق هذه تزيد واقعية الكون العظيم لله الأسمى وسُلطة الزمان-الفضاء للأسمى القدير وتجعل سيادة الكون المحلي السامية لميخائيل فردوسي أمراً واقعاً.
21:3.24 (239.6) في تسوية مسألة السيادة في كون محلي, الإبن الخالق ليس فقط يُبين لياقته الخاصة للحكم بل كذلك يكشف الطبيعة ويصور الموقف السباعي لآلهة الفردوس. التفهم المتناهي وتقدير المخلوق لأولوية الأب معني في مغامرة إبن خالق عندما يتعطف ليأخذ على عاتقه شكل وتجارب مخلوقاته. هؤلاء الأبناء الفردوسيون الأوليون هم الكاشفون الحقيقيون لطبيعة الأب المُحبة وسُلطته النافعة, ذات الأب الذي, في إرتباط مع الإبن والروح, هو الرئيس الكوني لكل قدرة, وشخصية, وحكومة في كل أنحاء العوالم الكونية.
21:4.1 (239.7) هناك سبع فئات من أبناء الإغداق الخالقين, وقد صُنفوا هكذا وفقاً لعدد المرات التي أغدقوا فيها أنفسهم على مخلوقات عوالمهم. هم يتراوحون من التجربة الأولية صعوداً خلال خمسة أجواء إضافية من الإغداق التقدمي إلى أن ينالوا الحدث السابع والنهائي من تجربة المخلوق-الخالق.
21:4.2 (239.8) دائماً ما تكون إغداقات الأﭭونال في شبه جسد بشري, لكن الإغداقات السبعة لإبن خالق تتضمن ظهوره على سبعة مستويات مخلوق من الكيان وتتعلق بكشف سبعة تعبيرات أولية لمشيئة وطبيعة الإله. بدون إستثناء, كل الأبناء الخالقين يمرون خلال هذا سبع مرات مُعطين من أنفسهم إلى أولادهم المخلوقين قبل أن يتقلدوا ولاية قضائية عُليا ومُستقرة على الأكوان من خلقهم الخاص.
21:4.3 (239.9) رغم أن هذه الإغداقات السبعة تتغير في القطاعات والأكوان المختلفة, هي دائماً تضم مغامرة الإغداق البشري. في الإغداق الأخير يظهر إبن خالق كعضو من أحد الأجناس البشرية الأعلى على عالَم مأهول ما, عادة كعضو من تلك الفئة العرقية التي تحتوي أكبر إرث وراثي من المخزون الآدمي التي سبق أن استوردت لرفع الوضع الفيزيائي للشعوب حيوانية الأصل. مرة فقط في مهمته السباعية كإبن إغداق يولد ميخائيل فردوسي لامرأة كما لديكم السجل عن طفل بيت-لحم. مرة فقط يحيا ويموت كعضو من المرتبة الأدنى من مخلوقات المشيئة التطوريين.
21:4.4 (239.10) بعد كلٍ من إغداقاته, يتقدم الإبن الخالق إلى "اليد اليمنى للأب", هناك لكسب قبول الأب للإغداق ولإستلام إرشادات تحضيرية للحدث التالي من خدمة الكون. تالياً للإغداق السابع والأخير يستلم الإبن الخالق من الأب الكوني سُلطة سامية وحكم قضائي على كونه.
21:4.5 (240.1) إنه على السجل بأن الإبن الإلهي للظهور الأخير على كوكبكم كان إبناً خالقاً فردوسياً الذي أتم ستة مراحل من مهمة إغداقه؛ بالتالي, عندما تخلى عن الإدراك الواعي لحياة التجسد على يورانشيا, إستطاع, وقال حقاً, "لقد إنتهى"--إنه إنتهى حرفياً. موته على يورانشيا أتم مهنة إغداقه؛ لقد كانت الخطوة الأخيرة في إنجاز القسَم المقدس لإبن خالق فردوسي. وعندما يتم اكتساب هذه الخبرة, يصبح هكذا أبناء سلاطين كون عالون؛ لا يحكمون بعد الآن كنواب للأب لكن بحقهم وإسمهم الخاص "كملك ملوك ورب أرباب". مع بعض الإستثناءات المُعلنة فإن أبناء الإغداق السباعيين هؤلاء هم سُماة قطعياً في أكوان إقامتهم. فيما يتعلق بكونه المحلي, "كل قدرة في السماء وعلى الأرض" قد أُحيلت إلى هذا الإبن السيد الظافر والمتوَج.
21:4.6 (240.2) الأبناء الخالقون, لاحقاً إلى إتمام وظائف إغداقهم, يُحسَبون كمرتبة منفصلة, أبناء أسياد سُباعيين. شخصياً يكون الأبناء الأسياد متماثلون مع الأبناء الخالقين, لكنهم قد تحملوا هكذا تجربة إغداق فريدة بحيث أنهم يُعتبرون عموماً كمرتبة مختلفة. عندما يتفضل خالق لتنفيذ إغداق, فهناك تغيير حقيقي ودائم مقدَّر أن يأخذ مكانه. صحيح, أن إبن الإغداق لا يزال وبالرغم من ذلك خالق, لكنه قد أضاف إلى طبيعته تجربة المخلوق, التي تنقله إلى الأبد من المستوى الإلهي لإبن خالق وترفعه إلى المستوى الإختباري لإبن سيد, واحد الذي اكتسب بشكل كُلي الحق في حكم كون وإدارة عوالمه. هكذا كائنات تحتوي كل ما يمكن تأمينه من أبوة إلهية وتضم كل شيء يمكن أن يُستمد من تجربة مخلوق مكُملة. لماذا ينتحب الإنسان أصله المتدني ومهنته التطورية القسرية عندما الآلهة أنفسهم يجب أن يعبروا خلال تجربة مُعادِلة قبل أن يُحتسبوا مستحقين بالإختبار وكفؤين نهائياً وكلياً للحكم على مجالات كونهم!
21:5.1 (240.3) إن قدرة ميخائيل سيد غير محدودة لأنها مُستمدة من إرتباط خبير مع ثالوث الفردوس, لا جدال فيها لأنها مُستمدة من الخبرة الفعلية مثلما المخلوقات ذاتها خاضعة إلى تلك السُلطة. طبيعة السيادة لإبن خالق سُباعي هي سامية لأنها:
21:5.2 (240.4) 1. تضم وجهة النظر السُباعية لإله الفردوس.
21:5.3 (240.5) 2. تتضمن موقف سُباعي لمخلوقات الزمان-الفضاء.
21:5.4 (240.6) 3. تجمع بكمال بين موقف الفردوس ووجهة نظر المخلوق.
21:5.5 (240.7) هذه السيادة الإختبارية هي بالتالي شاملة-كُلياً لألوهية الله السباعي بالغة الذروة في الكائن الأسمى. والسيادة الشخصية لابن سباعي هي مثل السيادة المستقبلية للكائن الأسمى الذي سيكون-في وقت-ما مُكتملاً, محتضناً كما يفعل أكمل محتوى ممكن من قدرة وسُلطة ثالوث الفردوس القابلة للتجلي ضمن حدود الزمان-الفضاء المعنية.
21:5.6 (240.8) مع إنجاز سيادة كون محلي سامية, هناك تزول من إبن ميخائيلي القدرة والفرصة لخلق أنواع جديدة تماماً من الكائنات المخلوقة أثناء عصر الكون الحاضر. لكن خسارة إبن سيد لقدرة إنشاء مراتب جديدة تماماً من الكائنات لا تتعارض بأي حال مع عمل تحسين الحياة المؤسسة سابقاً وقيد الإنفضاض؛ يمضي هذا البرنامج الواسع لتطور الكون بدون مقاطعة أو تقليص. يستلزم الحصول على السيادة العليا من قِبل الابن الرئيسي مسؤولية التفاني الشخصي لتعزيز وإدارة ما تم تصميمه وخلقه بالفعل, وما سيُنتج لاحقاً من قِبل أولئك الذين قد تم بالتالي تصميمهم وإنشاؤهم. مع الوقت قد ينشأ هناك تطور لا نهاية له تقريباً من الكائنات المتنوعة, إنما لا نموذج أو شكل جديد تماماً من المخلوقات الذكية سيأخذ أصلاً مباشراً من إبن سيد من الآن فصاعداً. هذه هي الخطوة الأولى, البداية, لإدارة مستقرة في أي كون محلي.
21:5.7 (241.1) الترقية لابن إغداق سُباعي إلى السيادة التي لا ريب فيها لكونه يعني بداية النهاية لعصر طويل من عدم اليقين والإرتباك النسبي. لاحقاً لهذا الحدث, ما لا يمكن إضفاء الروحانية عليه في وقت ما سيكون بالنتيجة مُختل النظام؛ ما لا يمكن تنسيقه في وقت ما مع الواقعية الفلكية سوف يتم تدميره في نهاية المطاف. عندما تُستنفذ أحكام الرحمة التي لا نهاية لها والصبر غير المسمى في جهد لكسب ولاء وإخلاص مخلوقات المشيئة من العوالم, فإن العدل والبِر سيسودان. ما لا تستطيع الرحمة إعادة تأهيله, العدل سيبيده في نهاية المطاف.
21:5.8 (241.2) الميخائيليون الأسياد يحتلون مكانة سامية في أكوانهم المحلية الخاصة عندما يتم تنصيبهم كحكام سلاطين. القيود القليلة على حكمهم هي تلك الكامنة في سابق الوجود الفلكي لبعض القوى والشخصيات. وإلا فهؤلاء الأبناء الأسياد هم سُماة في السُلطة, والمسؤولية, والقدرة الإدارية في أكوانهم المختصة؛ هم كخالقين وآلهة, سُماة فعلياً في كل الأشياء. ليس هناك إختراق يتجاوز حكمتهم بشأن سير العمل في كون ما.
21:5.9 (241.3) بعد ترقيته إلى سيادة مستقرة في كون محلي, يكون ميخائيل فردوسي في سيطرة تامة على جميع أبناء الله الآخرين العاملين في مجاله, ويمكنه الحكم بحرية وفقاً لمفهومه عن احتياجات عوالمه. إن إبن سيد يمكنه حسب مشيئته تغيير ترتيب القضاء الروحي والتعديل التطوري للكواكب المأهولة. ومثل هؤلاء الأبناء يجعلون وينفذون الخطط من إختيارهم الخاص في كل أمور الاحتياجات الكوكبية الخاصة, لا سيما فيما يتعلق بعوالم حلولهم كمخلوقات ولا يزال أكثر بشأن عالم إغداقهم الُنهائي, كوكب التجسد في شبه جسد بشري.
21:5.10 (241.4) يبدو أن الأبناء الأسياد في تواصل مثالي مع عوالم إغداقهم, ليس فقط عوالم حلولهم الشخصي بل كل العوالم التي أغدق عليها إبن قضائي نفسه. هذا الاتصال يُحافَظ عليه بحضورهم الروحي الخاص, روح الحق, الذي هم قادرون على "سكبه على كل جسد". كذلك يحافظ هؤلاء الأبناء الأسياد على علاقة غير منقطعة مع إبن الأُم الأبدي عند مركز كل الأشياء. يملكون وصول متعاطف يمتد من الأب الكوني على العُلى إلى الأجناس المتواضعة من الحياة الكوكبية في عوالم الزمان.
21:6.1 (241.5) لا يجوز لأحد مع سلطة حاسمة أن يفترض أن يناقش إما طبائع أو مصائر السلاطين الرئيسيين السُباعيين للأكوان المحلية؛ مع ذلك, نحن جميعا نتكهن الكثير حول هذه الأمور. لقد عُّلمنا ونحن نعتقد, بأن كل ميخائيل فردوسي هو المُطلق لمفاهيم الإله الثنائية لأصله؛ بهذا هو يتجسد أطواراً فعلية من لانهائية الأب الكوني والإبن الأبدي. يجب أن يكون الميخائيليون متحيزين بالنسبة لإجمالي اللانهائية, لكن من المحتمل أنهم مُطلَقون فيما يتعلق بذلك الجزء من اللانهائية المعني بأصلهم. لكن بينما نلاحظ عملهم في عصر الكون الحالي, فإننا لا نكتشف أي عمل أكثر من متناهي؛ أي إستطاعات حدسية فائقة عن المتناهي يجب أن تكون محتواة-بالذات ولم يتم كشفها بعد.
21:6.2 (242.1) إن إتمام مِهن إغداق المخلوق والترقية إلى سيادة كون سامية يجب أن تعني التحرير المتمم لقدرات عمل متناهية لميخائيل مصحوب بظهور القدرة على خدمة أكثر من متناهية. لأنه في هذا الصدد نُلاحظ بأن هكذا أبناء أسياد هم عندئذٍ مقيدين في إنتاج أنواع جديدة من الكائنات المخلوقة, تقييد بلا شك جُعل ضرورياً من خلال تحرير إمكانياتهم الفائقة عن المتناهي.
21:6.3 (242.2) من المحتمل جداً أن قدرات الخالق غير المكشوفة هذه ستبقى مُحتواة-ذاتياً طوال عصر الكون الحاضر. لكن في وقت ما في المستقبل-البعيد, في أكوان تحتشد الآن في الفضاء الخارجي, نعتقد بأن الإرتباط المتبادل بين إبن سيد سُباعي وروح خلاَّقة من المرحلة السابعة قد يصلان إلى مستويات أبسونايتية من الخدمة ملازمة بظهور أشياء, وقِيم, ومعاني جديدة على مستويات متعالية ذات أهمية كونية قُصوى.
21:6.4 (242.3) تماماً كما أن الإله الأسمى يتحقق بحكم الخدمة الإختبارية, كذلك الأبناء الخالقون ينجزون الإدراك الشخصي لإمكانات ألوهية فردوسية مُرتبطة بطبائعهم التي لا يُسبر غورها. عندما على يورانشيا, قال المسيح ميخائيل مرة, "أنا الطريق, والحق, والحياة". ونعتقد أن في الأبدية الميخائيليون مقَدرين حرفياً ليكونوا "الطريق, الحق, والحياة", أبداً يُمهدون الطريق لكل شخصيات الكون بينما تُرشِد من ألوهية سامية خلال أبسونايتية ختامية إلى نهائية إله أبدي.
21:6.5 (242.4) [ قُدمت بمكامل للحكمة من يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 22
22:0.1 (243.1) هناك ثلاث فئات من الكائنات الذين يطلق عليهم إسم أبناء الله. بالإضافة إلى المراتب المتنزلة والصاعدة من البنوة, هناك فئة ثالثة معروفة بأبناء الله المثولثين. المرتبة المثولثة من البنوة تنقسم إضافياً إلى ثلاثة أقسام رئيسية وفقاً لأصول أنواعها الكثيرة من الشخصيات, المكشوفة وغير المكشوفة. هذه الأقسام الأولية هي:
22:0.2 (243.2) 1. أبناء مثولثين-بالإله.
22:0.3 (243.3) 2. أبناء محتضنين-بالثالوث.
22:0.4 (243.4) 3. أبناء مثولثين-بمخلوقات.
22:0.5 (243.5) بصرف النظر عن الأصل, كل أبناء الله المثولثين يشتركون في تجربة الثولثة, إما كجزء من أصلهم أو كتجربة إحتضان ثالوثي مُحققة لاحقاً. الأبناء المثولثين بالإله هم غير مكشوفين في هذه الروايات؛ لذلك سوف يقتصر هذا العرض على تصوير الفئتين الباقيتين, على وجه الخصوص أبناء الله المحتضنين بالثالوث.
22:1.1 (243.6) جميع الأبناء المحتضنين بالثالوث هم في الأصل من أصل ثنائي أو فردي, لكن لاحقاً إلى إحتضان الثالوث هم مكرسين إلى الأبد لخدمة وتعيين الثالوث. هذا السِلك, كما كُشف وكما نُظم لخدمة كون عظيم, يضم سبع مراتب من الشخصيات:
22:1.2 (243.7) 1. رُسل قديرون.
22:1.3 (243.8) 2. أولئك العالون في السُلطة.
22:1.4 (243.9) 3. أولئك بدون إسم وعدد.
22:1.5 (243.10) 4. قيّمون مثولثون.
22:1.6 (243.11) 5. سفراء مثولثون.
22:1.7 (243.12) 6. أوصياء سماويون.
22:1.8 (243.13) 7. مساعدو إبن عُلى.
22:1.9 (243.14) هذه الفئات السبعة من الشخصيات تُصَنف إضافياً, وفقاً للأصل, والطبيعة, والعمل, إلى ثلاثة أقسام رئيسية: أبناء الإحراز المثولثين, وأبناء الإختيار المثولثين, وأبناء الكمال المثولثين.
22:1.10 (244.1) أبناء الإحراز المثولثون--المرسلون القديرون, أولئك العالون في السُلطة, وأولئك بدون إسم وعدد--كلهم بشر صاعدون منصهرين-بضابط الذين أحرزوا الفردوس وسِلك النهائية. لكنهم ليسوا نهائيين؛ عندما احتُضنوا من قِبل الثالوث, أُزيلت أسماؤهم من نداء لائحة النهائيين. يمر الأبناء الجدد لهذه المرتبة خلال دورات تدريبية محددة, لفترات قصيرة نسبياً, على كواكب مقرات الدارات لدارات هاﭭونا تحت توجيه أبديي الأيام. بعد ذلك يتم تعيينهم إلى خدمات قدماء الأيام في الأكوان العظمى السبعة.
22:1.11 (244.2) أبناء الإختيار المثولثين يحتضنون القيمين المثولثين والسفراء المثولثين. هم يُجندون من بعض السيرافيم التطورية ومخلوقات منتصف طريق مُترجَمين الذين اجتازوا هاﭭونا وأحرزوا الفردوس, كذلك من بعض البشر المنصهرين بالروح والمنصهرين بالإبن الذين قد ارتقوا بالمثل إلى جزيرة النور والحياة المركزية. لاحقاً إلى احتضانهم من قبل ثالوث الفردوس وبعد تدريب وجيز في هاﭭونا, يتم تعيين أبناء الإختيار المثولثين إلى محاكم قدماء الأيام.
22:1.12 (244.3) أبناء الكمال المثولثين. الأوصياء السماويون ومُنسقوهم, مساعدو إبن العُلى, يشكلون فئة فريدة من الشخصيات المثولثة-مرتين. هم الأبناء المثولثين-بمخلوق لشخصيات هاﭭونا-الفردوس أو من بشر صاعدين مُكملين الذين ميزوا أنفسهم منذ مدة طويلة في سِلك النهائية. بعض من هؤلاء الأبناء المثولثين-بمخلوق, بعد الخدمة مع التنفيذيين السُماة للأرواح الرئيسية السبعة وبعد الخدمة تحت أبناء الثالوث المعلمين, تُعاد ثولثتهم (يُحتضنون) بثالوث الفردوس وبعد ذلك يفوَّضون إلى محاكم قدماء الأيام كأوصياء سماويين وكمساعدين لإبن العُلى. يتم تعيين الأبناء المثولثين من الكمال مباشرة إلى خدمة الكون العظيم دون مزيد من التدريب.
22:1.13 (244.4) معاونونا من الأصل-الثالوثي--مكاملو الحكمة, المستشارون الإلهيون, والرقباء الكونيون--هم ذوي أعداد ثابتة, لكن الأبناء المحتضنين بالثالوث يتزايدون باستمرار. يتم تكليف كل المراتب السبعة من الأبناء المحتضنين بالثالوث كأعضاء في إحدى حكومات الأكوان العظمى السبعة, والعدد في الخدمة لكل كون عظيم هو ذاته بالضبط؛ لم يُخسر منهم واحد أبداً, الكائنات المحتضنين بالثالوث لم يضلوا أبداً؛ قد يتعثرون مؤقتاً, لكن لم يتم الحكم على واحد منهم أبداً في ازدراء لحكومات الأكوان العظمى. إن أبناء الإحراز وأبناء الإختيار لم يتعثروا أبداً في خدمة اورﭭونتون, لكن أبناء الكمال المثولثين قد أخطأوا أحياناً في القضاء وبالتالي تسببوا في ارتباك عابر.
22:1.14 (244.5) تحت توجيه قدماء الأيام كل المراتب السبعة تعمل إلى حد كبير كمجموعات ذاتية الحكم. نطاق خدماتهم بعيد المدى؛ أبناء الكمال المثولثين لا يتركون الكون العظيم لتعيينهم, لكن مُعاونيهم المثولثين يجولون الكون الإجمالي, مسافرين من العوالم التطورية للزمان والفضاء إلى جزيرة الفردوس الأبدية. قد يعملون في أي من الأكوان العظمى, لكنهم يفعلون ذلك دائماً كأعضاء من الحكومة الفائقة للتعيين الأصلي.
22:1.15 (244.6) على ما يبدو فإن الأبناء المحتضنين بالثالوث قد تم تعيينهم بشكل دائم في خدمة الأكوان العظمى السبعة؛ من المؤكد أن هذا التعيين هو لمدة عصر الكون الحالي, لكننا لم نُبلغ أبداً بأنه سيكون أبدياً.
22:2.1 (245.1) ينتمي الرُسل القديرون إلى المجموعة الصاعدة من الأبناء المثولثين. إنهم فئة من بشر مُكتملين الذين قد اختُبروا بالتمرد أو سوى ذلك أثبتوا على حد سواء ولاءهم الشخصي؛ لقد مروا جميعاً خلال إختبار محدد ما من الولاء الكوني. عند وقت ما في ارتقائهم الفردوس وقفوا بثبات وولاء في وجه عدم ولاء رؤسائهم, وبعضهم عمل بنشاط وإخلاص في أماكن مثل هؤلاء القادة غير الأمناء.
22:2.2 (245.2) مع هكذا سجلات شخصية من الإخلاص والتفاني, يعبرهؤلاء البشر الصاعدون خلال هاﭭونا مع سيل حجاج الزمان, يحرزون الفردوس, يتخرجون من هناك, ويتم حشدهم في سِلك النهائية. عند ذلك يثولثون في الإحتضان السري لثالوث الفردوس ولاحقاً يتم تكليفهم ليصبحوا مرتبطين مع قدماء الأيام في إدارة حكومات الأكوان العظمى السبعة.
22:2.3 (245.3) كل بشري صاعد ذا خبرة تمردية الذي يعمل بولاء في وجه التمرد مقدر في النهاية لأن يصبح رسولاً قديراً لخدمة الكون العظيم. كذلك الأمر بالنسبة لأي مخلوق صاعد الذي يمنع بشكل فعال هكذا إضطرابات من الخطأ, أو الشر, أو الخطيئة؛ لأن العمل المُصمم لمنع تمرد أو لتأثير أنواع أعلى من الولاء في أزمة كونية يُعتبَر حتى ذا قيمة أكبر من الولاء في مواجهة التمرد الفعلي.
22:2.4 (245.4) تم اختيار الرُسل القديرون الكبار من أولئك البشر الصاعدين من الزمان والفضاء الذين كانوا من بين وافدي الفردوس الباكرين, كثيرون منهم قد اجتازوا هاﭭونا في أوقات فاندا الجليل. لكن أول ثولثة لمرسلين قديرين لم تحدث إلى أن إحتوى السِلك المُنتخَب ممثلين من كل من الأكوان العظمى السبعة. وآخر جماعة من هذه المرتبة لتؤهل على الفردوس ضمت حجاج صاعدين من الكون المحلي نِبادون.
22:2.5 (245.5) يُحتضن الرُسل القديرون بثالوث الفردوس في صفوف من سبعمائة ألف, مائة ألف للتعيين إلى كل كون عظيم. يتم تكليف ما يقرب من تريليون من المرسلين القديرين على يوﭭرسا, وهناك كل ما يدعو للإعتقاد بأن العدد الذي يخدم في كل من الأكوان العظمى السبعة هو نفسه تماماً.
22:2.6 (245.6) أنا رسول قدير, وقد يهم اليورانشيون أن يعرفوا بأن رفيق وزميل تجربتي البشرية كان كذلك مظفراً في الإختبار العظيم, وبأنه على الرغم من أننا إنفصلنا مرات كثيرة ولفترات طويلة في إرتقائنا الداخلي الطويل الأمد إلى هاﭭونا, كنا قد احتُضنا في ذات الجماعة من سبعمائة ألف, وبأننا أمضينا وقتنا عابرين خلال ﭭايسجِرنغتون في إرتباط وثيق ومُحب. أخيراً تم تفويضنا وسوية عُينا إلى يوﭭرسا من اورﭭونتون, وغالباً ما نُرسل في جماعة من أجل تنفيذ تعيينات تتطلب خدمات إثنين من الرُسل.
22:2.7 (245.7) الرُسل القديرون, بالإشتراك مع كل الأبناء المُحتضنين بالثالوث, يُعينون إلى جميع مراحل نشاطات كون عظيم. هم يحافظون على إتصال مستمر مع مقارهم من خلال خدمة إنعكاسية الكون العظيم. يخدم الرُسل القديرون في جميع قطاعات كون عظيم وكثيراً ما ينفذون مهمات إلى الأكوان المحلية وحتى إلى العوالم الفردية, كما أفعل في هذه المناسبة.
22:2.8 (245.8) في محاكم الكون العظيم, يعمل الرُسل القديرون كمدافعين عن كِلا الأفراد والكواكب عندما يأتون إلى المحاكمة؛ كما أنهم يساعدون كماليي الأيام في توجيه شؤون القطاعات الكبرى. كمجموعة, فإن مهمتهم الرئيسية هي مُراقبي كون عظيم. هم متمركزون على عوالم مراكز الإدارات المتنوعة وعلى كواكب فردية ذات أهمية بوصفهم المراقبين الرسميين لقدماء الأيام. عندما يكونون هكذا مُعينين, فإنهم يخدمون أيضاً كمستشارين للسُلطات المُوجهة لشؤون أجواء حلولهم. يتخذ الرُسل دوراً نشيطاً في جميع مراحل مشروع الإرتقاء للتقدم البشري. مع معاونيهم من أصل بشري يحفظون الحكومات الفائقة في إتصال وثيق وشخصي مع وضع وتقدم خطط أبناء الله المتنزلين.
22:2.9 (246.1) الرُسل القديرون واعون تماماً لمِهن الإرتقاء بأكملها, وهذا هو السبب في أنهم مرسلون نافعون ومتعاطفون متفهمون, للخدمة على أي عالم للفضاء وأي مخلوق للزمان. حالما تتحررون من الجسد, سوف تتواصلون معنا بحرية وتفهُم حيث أننا نبرز من جميع الأجناس على كل العوالم التطورية للفضاء, أي, من تلك الأجناس البشرية التي هي مسكونة بضباط الفكر, وانصهرت في وقت لاحق معهم.
22:3.1 (246.2) أولئك العالون في السُلطة, الفئة الثانية من أبناء الإحراز المثولثين, كلهم كائنات منصهرة بضابط من أصل بشري. هؤلاء هم البشر المُكملون الذين أظهروا مقدرة إدارية فائقة وأظهروا عبقرية تنفيذية إستثنائية طوال مِهنهم الإرتقائية الطويلة. هم صفوة المقدرة الحاكمة المُستمدة من بشر الفضاء الناجين.
22:3.2 (246.3) سبعون ألفاً من أولئك العالون في السُلطة يثولثون عند كل إرتباط ثالوثي. مع أن الكون المحلي نِبادون خلق صغير بالمقارنة, إلا أن لديه ممثلين من بين طبقة مثولثين حديثاً من هذه المرتبة. هناك الآن مفوض في اورﭭونتون أكثر من عشرة بلايين من هؤلاء الإداريين الماهرين. مثل كل المراتب المنفصلة من الكائنات السماوية, هم يحافظون على مركز إدارتهم الخاص على يوﭭرسا ومثل الأبناء الآخرين المُحتضنين بالثالوث, فإن إحتياطياتهم على يوﭭرسا تعمل كالهيئة المُوجهة المركزية لمرتبتهم في اورﭭونتون.
22:3.3 (246.4) أولئك العالون في السُلطة هم إداريون بلا حدود. هم التنفيذيين الفعالين المتواجودين-في كل مكان ودائماً- لقدماء الأيام. هم يخدمون على أي جو, على أي عالم مأهول, وفي أي مرحلة من النشاط في أي من الأكوان العظمى السبعة.
22:3.4 (246.5) كونهم ذوي حكمة إدارية رائعة ومهارة تنفيذية غير عادية, هذه الكائنات اللامعة تأخذ على عاتقها تقديم قضية العدالة بالأصالة عن محاكم الأكوان العظمى؛ إنهم يُعززون تنفيذ العدالة وتقويم سوء التأقلم في الأكوان التطورية. لذلك, إذا شُهِد عليك أبداً بأخطاء في الحكم بينما ترتقي عوالم وأجواء تقدمك الفلكي المُعيَّن لك, إنه بالكاد مُحتمَل بأنك ستعاني سوء عدل حيث أن المُدّعين عليك سيكونون مخلوقات بشرية صاعدة من وقت ما, ذوي إلمام شخصي بكل خطوة من المهنة التي اجتزتها وتجتازها.
22:4.1 (246.6) أولئك بدون إسم وعدد يُشكلون الفئة الثالثة والأخيرة من أبناء التحصيل المثولثين, هم النفوس الصاعدة الذين طوروا المقدرة للعبادة بما يتجاوز مهارة كل أبناء وبنات الأجناس التطورية من عوالم الزمان والفضاء. هم قد اكتسبوا مفهوماً روحياً عن الهدف الأبدي للأب الكوني الذي يتجاوز نسبياً فهم المخلوقات التطورية ذات الإسم أو العدد؛ لذلك سُمِوا أولئك بدون إسم وعدد. مترجمة بأكثر دقة, إسمهم سيكون "أولئك الذين فوق الإسم والعدد".
22:4.2 (247.1) هذه المرتبة من الأبناء مُحتضنة بثالوث الفردوس في مجموعات من سبعة آلاف. هناك في السجل على يوﭭرسا أكثر من مائة مليون من هؤلاء الأبناء مفوضين في اورﭭونتون.
22:4.3 (247.2) حيث أن أولئك بدون إسم وعدد هم العقول الروحية الفائقة من أجناس النجاة, فهم مؤهلون بشكل خاص للجلوس في القضاء ولإعطاء الآراء عندما تكون وجهة نظر روحية مرغوب فيها, وعندما تكون الخبرة في مهنة المرتقي ضرورية لفهم كافٍ للمسائل المعنية بالمشكلة التي يجب الفصل فيها. هم هيئة المحلفين العليا لأورﭭونتون. قد يكون نظام محلفين سيئ الإدارة إلى حد ما صورة زائفة للعدالة على بعض العوالم, لكن على يوﭭرسا ومحاكمها الإمتدادية نوظف أعلى نوع من العقلية الروحية المتطورة كقضاة-مُحلفين. القضاء هو أعلى وظيفة لأي حكومة, وأولئك المؤتمنين بإصدار الأحكام يجب أن يتم إختيارهم من أعلى الأنواع وأكثرها نُبلاً من الأفراد الأكثر خبرة وتفهماً.
22:4.4 (247.3) إن إختيار المُرشحين لصفوف الثولثة من الرُسل القديرين, أولئك العالون في السُلطة, وأولئك بدون إسم وعدد هو أمر متأصل وتلقائي. ليست التقنيات الإختيارية للفردوس بأي حال من الأحوال تعسفية. الخبرة الشخصية والقيم الروحية تحدد طاقم العاملين من أبناء الإحراز المثولثين. هكذا كائنات هم متساوون في السُلطة ومُوحدون في الوضع الإداري, لكنهم جميعاً يمتلكون فردية وصِفات متنوعة؛ هم ليسوا كائنات موحدة القياس. كلهم مختلفون بالصفة, إعتماداً على الفوارق في مهنهم الإرتقائية.
22:4.5 (247.4) بالإضافة إلى هذه المؤهلات الإختبارية, قد تمت ثولثة أبناء الإحراز المثولثين في الإحتضان الإلهي لآلهة الفردوس. بالتالي هم يعملون كمعاونين منسقين لأبناء الثالوث الثابتين, لأن إحتضان الثالوث يبدو أن يُرسِب من تيار الوقت المستقبلي الكثير من الإمكانيات غير المُحققة للكائنات المخلوقة. لكن هذا صحيح فقط فيما يتعلق بعصر الكون الحالي.
22:4.6 (247.5) هذه الفئة من الأبناء هي معنية أساساً, إنما ليس كلياً, بخدمات مهنة الإرتقاء لبشر الزمان-الفضاء. إن كانت وجهة نظر مخلوق بشري أبداً في موضع شك, يُبت في السؤال بالإستئناف إلى لجنة إرتقاء تتألف من رسول قدير, وواحد عالي في السُلطة, وواحد بدون إسم وعدد.
22:4.7 (247.6) أنتم البشر الذين تقرأون هذه الرسالة قد تصعدون أنفسكم إلى الفردوس, تحرزون إحتضان الثالوث, وفي عصور مستقبلية بعيدة تُلحقون إلى خدمة قدماء الأيام في أحد الأكوان العظمى السبعة, وفي وقت ما يتم تعيينكم لتوسيع كشف الحق إلى كوكب ما مسكون يتطور, حتى كما أنا عامل الآن على يورانشيا.
22:5.1 (247.7) القـيمون المثولثون هم أبناء إختيار مثولثين, لا يقتصر الأمر فقط على أجناسكم وبشر آخرين ذوي قيمة نجاة يجتازون هاﭭونا, يحرزون الفردوس, وأحياناً يجدون أنفسهم مقـَّدرين لخدمة كون عظيم مع أبناء الثالوث الثابتين, لكن أوصياءكم السيرافيين المخلصين وبالتساوي معاونيكم منتصفي الطريق المخلصين أيضاً قد يصبحون مُرشحين لنفس الإعتراف الثالوثي ومصير الشخصية الرائع.
22:5.2 (248.1) القّيمون المثولثون هم سيرافيم صاعدين ومخلوقات منتصف طريق مُترجَمين الذين عبروا خلال هاﭭونا وأحرزوا الفردوس وسِلك النهائية. لاحقاً لذلك تم إحتضانهم من قِبل ثالوث الفردوس وتم تعيينهم إلى خدمة قدماء الأيام.
22:5.3 (248.2) يحظى المُرشحون لإحتضان الثالوث من بين السيرافيم الصاعدين بهذا الإعتراف بسبب تعاونهم الباسل مع بشري مُرتقي ما أحرز سِلك النهائية وتمت ثولثته في وقت لاحق. حارستي السيرافية الخاصة للمهمة البشرية عبرت معي وفيما بعد تثولثت, والآن هي مُلحقة إلى حكومة يوﭭرسا كقيّمة مثولثة.
22:5.4 (248.3) وهكذا مع مخلوقات منتصف الطريق؛ كثيرون تتم ترجمتهم ويُنجزون الفردوس, وجنباً إلى جنب مع السيرافيم وللأسباب نفسها, هم مُحتضنين بالثالوث ومفوضين كقيمين في الأكوان العظمى.
22:5.5 (248.4) القيمون المثولثون هم مُحتضنين بثالوث الفردوس في جماعات من سبعين ألف, ويتم تعيين سُبع كل جماعة إلى كون عظيم. هناك الآن في خدمة اورﭭونتون أكثر بقليل من عشرة ملايين من هؤلاء القيمين المستأمنين والعالين. هم يخدمون على يوﭭرسا وعلى أجواء المراكز الإدارية الكبرى والصغرى. في أشغالهم هم يُعاونون بسِلك من عدة بلايين من النافيم الثانوية وشخصيات كون عظيم قديرة أخرى.
22:5.6 (248.5) يبدأ القيمون المثولثون مِهنهم كقيمين, ويستمرون على هذا النحو في شؤون الحكومات الفائقة. بطريقة ما, هم ضباط حكومات كونهم العظيم, لكنهم لا يتعاملون مع أفراد, كما يفعل الأوصياء السماويون. يدير القيمون المثولثون شؤون المجموعة ويرعون المشاريع الجماعية, هم القيمون على السجلات, والخطط, والمؤسسات؛ يعملون كالأمناء على التعهدات, المجموعات الشخصية, مشاريع الإرتقاء, الخطط المورونشية, تقديرات كون, ومشاريع أخرى لا حصر لها.
22:6.1 (248.6) السفراء المثولثون هم المرتبة الثانية من أبناء الاختيار المثولثين ومثل معاونيهم, القيمون, يتم تجنيدهم من نوعين من المخلوقات الصاعدة. ليس كل البشر الصاعدين منصهرين بضابط أو بالأب؛ بعضهم مُنصهر بالروح, بعضهم مُنصهر بالإبن. بعض من هؤلاء البشر المنصهرين-بالروح-والإبن يصلون هاﭭونا ويحرزون الفردوس. من بين صاعدي الفردوس هؤلاء, يتم إختيار مرشحين لأجل الإحتضان بالثالوث, ومن وقت لآخر تتم ثولثتهم في صفوف من سبعة آلاف. ثم يتم تكليفهم في الأكوان العظمى كسفراء مثولثين لقدماء الأيام. هناك تقريباً نصف بليون مسجلين على يوﭭرسا.
22:6.2 (248.7) يتم إختيار السفراء المثولثين من أجل الإحتضان بالثالوث بناء على نصائح معلميهم الهاﭭونيين. هم يمثلون العقول المتفوقة لمجموعاتهم المختصة وهم لذلك, مؤهلون بشكل أفضل لمساعدة حكام الكون العظيم في تفهم وإدارة مصالح تلك العوالم التي منها يهِل البشر المنصهرين-بالروح. السفراء المنصهرين-بالإبن هم ذوي عون كبير في تعاملنا مع مشاكل تشمل مرتبة شخصية المنصهرين-بالإبن.
22:6.3 (248.8) السفراء المثولثون هم مبعوثو قدماء الأيام من أجل أي وكل الأهداف إلى أي وكل العوالم أو الأكوان ضمن الكون العظيم لتعيينهم. هم ينتجون خدمات معينة وهامة على مراكز إدارة القطاعات الصغرى, ويؤدون مهام متنوعة لا تعد ولا تحصى لكون عظيم. هم سِلك الطواريء أو الإحتياط من الأبناء المثولثين للحكومات الفائقة, ولذلك هم مُتاحين من أجل مدى كبير من الواجبات. يتعاطون في ألوف وألوف من التعهدات في شؤون كون عظيم التي يستحيل تصويرها إلى العقول الإنسانية حيث ليس هناك شيء يحدث على يورانشيا يشبه بأي شكل من الأشكال هذه الأنشطة.
22:7.1 (249.1) لا أستطيع أن أكشف بشكل كامل إلى العقل المادي تجربة الأداء الخلاق الأعلى لكائنات روحية مثالية ومُكملة--فعل الثولثة. تقنيات الثولثة هي من بين أسرار ﭭايسجرنغتون وسوليتارنغتون وهي ليست قابلة للكشف, ولا للفهم من قِبل أحد, ما عدا أولئك الذين عبروا خلال هذه التجارب الفريدة. لذلك فإنه أبعد من إمكانية أي كائن أن يصور بنجاح للعقل الإنساني طبيعة وفحوى هذا الإجراء الإستثنائي.
22:7.2 (249.2) على حدة من الآلهة, فقط شخصيات هاﭭونا-الفردوس وأعضاء معينين من كل من كتائب النهائية يتعاطون في الثولثة. في ظل ظروف متخصصة من مثالية الفردوس, قد تشرع هذه الكائنات الرائعة على المغامرة الفريدة من مفهوم-الهوية, وهي تنجح مرات عديدة في إنتاج كائن جديد, إبن مخلوق-مثولث.
22:7.3 (249.3) المخلوقات الممجَدة الذين يتعاطون في مثل هذه المغامرات من الثولثة قد يشتركون في تجربة واحدة فقط من هذا القبيل, بينما مع آلهة الفردوس يبدو أنه لا يوجد أي حد لإستمرار التشريع لوقائع الثولثة. يبدو الإله ليكون محدوداً من ناحية واحدة فقط: يمكن أن يكون هناك روح أصلي ولانهائي واحد فقط, مُنفذ لانهائي واحد فقط للمشيئة الموحدة للأب-الإبن.
22:7.4 (249.4) البشر النهائيون الصاعدون المنصهرين-بضابط الذين أحرزوا مستويات معينة من ثقافة الفردوس والتنمية الروحية هم من بين أولئك الذين يمكنهم المحاولة لثولثة كائن مخلوق. جماعات البشر-النهائيين, عندما يتمركزون على الفردوس, يُمنحون عطلة كل ألف سنة من وقت هاﭭونا. هناك سبع طرق مختلفة التي يمكن أن يختار هكذا نهائيون لقضاء الفترة الحرة من الواجب هذه, وإحدى هذه هي, في إرتباط مع زميل نهائي ما, أو شخصية ما من هاﭭونا-الفردوس, في محاولة إشتراع ثولثة مخلوق.
22:7.5 (249.5) إن كان نهائيان بشريان إثنان, عند المثول أمام معماريي الكون الرئيسي, أظهرا بأنهما قد اختارا بشكل مستقل مفهوماً مماثلاً للثولثة, يتم تمكين المعماريين, وفقاً لتقديراتهم الخاصة, من إصدار تفويضات تسمح لهذين البشريين الصاعدَين الممجدين بتمديد إجازتهما وأن ينتقلا لبعض الوقت إلى قطاع الثولثة لمواطني الفردوس. عند نهاية هذا الإعتزال المخصص, إذا أصدرا تقريراً بأنهما قد اختارا بشكل فردي أو مشترك أن يبذلا المجهود الفردوسي لكي يُضفيا روحانية, مثالية, وأن يُفعلا مفهوماً مُختاراً وأصلياً الذي لم يُثولث قبل ذلك الوقت, عندئذٍ يقوم الروح الرئيسي رقم سبعة بإصدار أوامر بترخيص مثل هذا التعهد الاستثنائي.
22:7.6 (249.6) أحياناً تُستهلك فترات طويلة لا تُصَدق من الوقت في تلك المغامرات؛ يبدو أن يمر عصر قبل أن يتمكن هذين المؤمنين والعازمين البشر في أحد الأوقات--ولبعض الوقت من شخصيات هاﭭونا-الفردوس--أخيراً من إنجاز هدفهما, ينجحان حقاً في إحضار مفهومهما المُختار للحقيقة الكونية نحو الكيان الفعلي. وليس دائماً هذان الزوجان المكرسان يحالفهما النجاح؛ مرات عديدة يفشلان, وليس ذلك من خلال خطأ يمكن اكتشافه من جهتهما. المُرشحين للثولثة اللذين فشلا بالتالي يُسمح لهما بالدخول إلى مجموعة خاصة من النهائيين المُعينين ككائنات الذين قاموا بجهد سامي وقاسوا خيبة أمل سامية. عندما يتحد آلهة الفردوس للثولثة, هم دائماً ينجحون, إنما ليس كذلك مع زوج متجانس من المخلوقات, محاولة إتحاد عضوين من نفس مرتبة الكيان.
22:7.7 (250.1) عندما يتم تثليث كائن جديد وأصلي من قِبل الآلهة, فإن الآباء الإلهيين هم في إمكانية ألوهية دون تغيير؛ لكن عندما تقوم كائنات مخلوقة ممجدة بمثل هذا الحدث الخلاق, فإن أحد الأفراد المتعاقدين والمشاركين يخضع لتعديل فريد للشخصية. السلفان لإبن مثولث-بمخلوق يصبحان في معنى ما روحياً كواحد. نحن نعتقد بأن هذا الوضع من ثنائية-التوحيد لبعض المراحل الروحية للشخصية من المحتمل أن يسود حتى هكذا وقت عندما يكون الكائن الأسمى قد أحرز تجلياً كاملاً وتاماً للشخصية في الكون الإجمالي.
22:7.8 (250.2) تزامناً مع ظهور إبن جديد مثولث-بمخلوق, يحدث هناك هذا الإتحاد الروحي الوظيفي للسلفَين؛ يصبح الأبوين المثولِثَين واحداً على المستوى الفعال الختامي. لا كائن مخلوق في الكون يمكن أن يفسر هذه الظاهرة المدهشة بشكل كامل؛ إنها تجربة شبه-إلهية. عندما اتحد الأب والإبن لأجل أن يُخلدا الروح اللانهائي, عند إنجاز هدفهما أصبحا في الحال بمثابة واحد ومنذ ذلك الحين قد كانا واحداً. وفي حين أن الإتحاد المثولث لمخلوقين يكون على مرتبة المدى اللانهائي لوحدة الإله المثالية للأب الكوني والإبن الأبدي, فإن تداعيات ثولثة المخلوق ليست أبدية في طبيعتها؛ سوف تنتهي عند التحقق التام للآلهة الإختبارية.
22:7.9 (250.3) بينما هذان الأبوان لأبناء مثولثين-بمخلوق يصبحان كواحد في مهماتهما الكونية, يُستمر في إعتبارهما كشخصيتين في البُنية ونداءات اللائحة لسِلك النهائية ولمعماريي الكون الرئيسي. خلال عصر الكون الحالي, كل الآباء المتحدين-بالثولثة هم غير قابلين للإنفصال في التفويض والأداء؛ حيثما يذهب أحدهما يذهب الآخر, ما يفعله أحدهما يفعله الآخر. إذا كان التوحيد-المزدوج الأبوي يتعلق بنهائي بشري (أو آخر) نهائي وشخصية هافونية-فردوسية, لا يعمل الكائنان الأبويان المتحدان لا مع الفردوسيين, ولا الهاﭭونيين, ولا النهائيين. هكذا إتحادات مُختلطة تتجمع في سِلك خاص مُكون من كائنات مُماثلة. وفي كل إتحادات الثولثة, المُختلطة أو سوى ذلك, فإن الكائنات الأبوية يكونون واعين إلى بعضهما, ويمكنهم التواصل, مع بعضهم البعض, ويستطيعون تأدية واجبات التي لم يكن من الممكن تصريفها سابقاً.
22:7.10 (250.4) الأرواح الرئيسية السبعة لديهم السُلطة لإقرار الإتحاد المثولث للنهائيين وشخصيات هاﭭونا-الفردوس, ومثل هذه الإرتباطات المختلطة هي دائماً ناجحة. الناتج الرائع من الأبناء المثولثين-بمخلوق هم ممثلين لمفاهيم غير ملائمة لإدراك كِلا مخلوقات الفردوس الأبدية أو مخلوقات الزمان في الفضاء؛ لهذا السبب يصبحون تحت وصاية معماريي الكون الرئيسي. أبناء المصير المثولثين هؤلاء يُجسدون أفكار, ومُثل, وخبرة التي تتعلق على ما يبدو بعصر كون مستقبلي وبالتالي فهي ليست ذات قيمة عملية فورية لا إلى إدارات الأكوان العظمى ولا الكون المركزي. هؤلاء الأبناء الفريدون من أولاد الزمان ومواطنو الأبدية يُحتفظ بهم في الإحتياط على فايسجرنغتون, حيث ينشغلون في دراسة مفاهيم الزمان وحقائق الأبدية في قطاع خاص للجو المشغول بالكليات السرية لسِلك الأبناء الخالقين.
22:7.11 (251.1) الكائن الأسمى هو التوحيد لثلاثة أطوار من واقع الإله: الله الأسمى, التوحيد الروحي لبعض الجوانب المتناهية لثالوث الفردوس؛ الأسمى القدير, توحيد القدرة لخالقي الكون الإجمالي؛ والعقل السامي, المساهمة الفردية للمصدر والمركز الثالث ومنسقيه إلى واقع الكائن الأسمى. في مغامراتهم للثولثة, تنشغل المخلوقات الرائعة من الكون المركزي والفردوس في إستكشاف ثلاثي الأضعاف للإله الأسمى الذي يؤدي إلى إنتاج ثلاث مراتب من الأبناء المثولثين-بمخلوق:
22:7.12 (251.2) 1. أبناء مثولثين- مرتقين. في جهودهم الخلاقة يحاول النهائيون ثولثة بعض الحقائق المفاهيمية للأسمى القدير التي اكتسبوها بالخبرة في ارتقائهم خلال الزمان والفضاء إلى الفردوس.
22:7.13 (251.3) 2. أبناء مثولثين بهاﭭونا-الفردوس. الجهود الخلاَّقة لمواطني الفردوس والهافونيين تُؤدي إلى ثولثة بعض الجوانب الروحية العالية للكائن الأسمى التي اكتسبوها بالخبرة على خلفية فائقة السمو تحد على المنتهى والأبدي.
22:7.14 (251.4) 3. أبناء مصير مثولثين. لكن عندما نهائي وهاﭭوني-فردوسي يثولثان سوية مخلوق جديد, فإن هذا الجهد الموحد ينعكس في مراحل معينة للعقل المنتهى-الأسمى. الأبناء المثولثين-بمخلوق الناتجون هم فائقو الخلق؛ إنهم يمثلون فعليات الإله المنتهى-الأسمى التي لم تُحرز بالخبرة على خلاف ذلك, والتي, بالتالي, تقع تلقائياً ضمن مديرية معماريي الكون الرئيسي, القيمون على تلك الأشياء التي تتجاوز حدود الإبداع لعصر الكون الحالي. أبناء المصير المثولثين يُجسدون جوانب معينة من عمل الكون الرئيسي غير المكشوفة للمنتهى-الأسمى. لا نعرف الكثير عن هؤلاء الأولاد الموحَدين من الزمان والأبدية, لكننا نعلم أكثر بكثير مما سُمح لنا بالكشف عنه.
22:8.1 (251.5) بالإضافة إلى الأبناء المثولثين بمخلوق المذكورين في هذه الرواية, هناك العديد من المراتب غير المكشوفة من الكائنات المثولثة بمخلوق--الذرية المتنوعة من الإرتباطات المتعددة لسبعة فيالق نهائيين وشخصيات هاﭭونا-الفردوس. لكن كل هؤلاء الكائنات المثولثة-بمخلوق, التي كُشفت وغير المكشوفة, هم ممنوحين بشخصية بواسطة الأب الكوني.
22:8.2 (251.6) عندما مثولث-مرتقي جديد وأبناء مثولثين بهاﭭونا-الفردوس يكونون صغاراً وغير مدربين, فإنهم عادة يُرسلون لفترات طويلة من الخدمة على أجواء الفردوس السبعة للروح اللانهائي, حيث يخدمون تحت وصاية التنفيذيين السُماة السبعة. لاحقاً قد يتم تبنيهم لمزيد من التدريب في الأكوان المحلية من قِبل الأبناء المعلمين الثالوثيين.
22:8.3 (251.7) هؤلاء الأبناء الذين تم تبنيهم ذوي أصل مخلوق عالٍ وممجد هم المتدربون, مساعدو التلاميذ, للأبناء المعلمين. وفيما يتعلق بالتصنيف, غالباً ما يتم ترقيمهم مؤقتاً مع هؤلاء الأبناء. هم يمكنهم وينفذون العديد من المهام النبيلة في إنكار-الذات لمصلحة عوالم خدمتهم المختارة.
22:8.4 (251.8) الأبناء المعلمون في الأكوان المحلية قد يُرشِحون الأوصياء المثولثين-بمخلوق الخاصين بهم من أجل الإحتضان بثالوث الفردوس. مُنبعثين من هذا الإحتضان كأبناء كمال مثولثين, يدخلون خدمة قدماء الأيام في الأكوان العظمى السبعة, ذلك كائن المصير المعروف في الوقت الحالي لهذه الفئة الفريدة من الكائنات المثولثة مرتين.
22:8.5 (252.1) ليس كل الأبناء المثولثين-بمخلوق مُحتضنين بالثالوث؛ العديد منهم يصبحون معاوني وسفراء الأرواح الرئيسية السبعة للفردوس, للأرواح الإنعكاسية للأكوان العظمى, والأرواح الأُمهات للخلائق المحلية. قد يقبل البعض الآخر مهمات خاصة على الجزيرة الأبدية. لا يزال البعض الآخر قد يدخل الخدمات الخاصة على عوالم الأب السرية وعلى أجواء الفردوس للروح. في نهاية المطاف كثيرون يجدون طريقهم إلى السِلك المُوحَد للأبناء المثولثين على الدارة الداخلية لهاﭭونا.
22:8.6 (252.2) باستثناء أبناء الكمال المثولثين وأولئك الذين يتجمعون على فايسجرنغتون, فإن المصير السامي لكل الأبناء المثولثين-بمخلوق يبدو ليكون مدخلاً إلى سِلك النهائيين المثولثين, أحد كتائب الفردوس السبعة للنهائية.
22:9.1 (252.3) يُحتضن الأبناء المثولثين-بمخلوق بثالوث الفردوس في صفوف من سبعة آلاف. هذه الذرية المثولثة لأناس مُكملين ولشخصيات هاﭭونا-الفردوس كلهم يُحتضنون على قدم المساواة من قِبل الآلهة, لكنهم يُعّيَنون إلى الأكوان العظمى وفقاً لنصيحة مرشديهم السابقين, الأبناء المعلمون الثالوثيون. أولئك ذوي الخدمة الأكثر قبولاً يُكلفون مساعدين إبن عُلى؛ أولئك من إنجازات أقل تميزاً يُعينون أوصياء سماويين.
22:9.2 (252.4) عندما يكون هؤلاء الكائنات الفريدة قد احتُضنوا بالثالوث, يصبحون مُلحقين ذوي قيمة إلى حكومات الأكوان العظمى. إنهم على دراية بشؤون مهنة الإرتقاء, ليس بالإرتقاء الشخصي, إنما كنتيجة لخدمتهم مع الأبناء المعلمين الثالوثيين على عوالم الفضاء.
22:9.3 (252.5) قد تم تكليف ما يقرب من بليون من الأوصياء السماويين في أورﭭونتون. يتم تعيينهم بصورة رئيسية إلى إدارات كماليي الأيام على مقرات القطاعات الكبرى ويُساعدون باقتدار بواسطة سِلك بشر صاعدين منصهرين-بإبن.
22:9.4 (252.6) الأوصياء السماويون هم ضباط محاكم قدماء الأيام, عاملون كرسل للمحكمة وكحاملين للإستدعاءات والقرارات للمحاكم المتنوعة لحكومات الكون العظيم. هم وكلاء الإعتقال لقدماء الأيام؛ ينطلقون من يوﭭرسا لإعادة كائنات الذين حضورهم مطلوب أمام قضاة الكون العظيم؛ يُنفذون أحكام سجن أي شخصية في الكون العظيم. كما أنهم يرافقون بشر منصهرين-بالروح من الأكوان المحلية عندما, لأي سبب من الأسباب, يكون حضورهم مطلوباً على يوﭭرسا.
22:9.5 (252.7) الأوصياء السماويون ومعاونيهم, مساعدو إبن العُلى, لم يُسكَنوا أبداً بضباط. ولا هم منصهرين لا بالروح ولا بالإبن, ومع ذلك, فإن احتضان ثالوث الفردوس, يعوض عن الوضع غير المنصهر لأبناء الكمال-المثولثين. إحتضان الثالوث قد يعمل فقط على الفكرة المُشخصة في إبن مثولث-بمخلوق, تاركاً الإبن المُحتضن دون تغيير سوى ذلك. لكن مثل هذا القيد يحدث فقط عندما يُخطط لذلك.
22:9.6 (252.8) هؤلاء الأبناء المثولثين مرتين هم كائنات عجيبة, لكن لا هم متعددي البراعات ولا يُعتمد عليهم مثل زملائهم الصاعدين؛ إنهم يفتقرون إلى تلك التجربة الشخصية الهائلة والعميقة التي اكتسبها بقية الأبناء المنتمين إلى هذه الفئة بالتسلق الفعلي إلى المجد من المجالات المُظلمة للفضاء. نحن من مهنة الإرتقاء نحبهم ونبذل قصارى جهدنا لتعويض أوجه القصور لديهم, لكنهم يجعلوننا ممتنين أبداً لأصلنا المتواضع واستطاعتنا للتجربة. إن إستعدادهم للإعتراف بأوجه القصور والإقرار بها في الحقائق المختبرة في إرتقاء الكون هي جميلة بشكل يتجاوز الحد وفي بعض الأحيان مثيرة للشفقة بشكل بالغ التأثير.
22:9.7 (253.1) أبناء الكمال المثولثين هم محدودين على النقيض من الأبناء الآخرين المُحتضنين بالثالوث لأن إستطاعتهم الإختبارية مثبطة بالزمان-الفضاء. هم ناقصي-خبرة, بالرغم من تدريبهم الطويل مع التنفيذيين السُماة والأبناء المعلمين, وإذا لم تكن هذه هي الحالة, فإن تشبع إختباري من شأنه أن يحول دون تركهم في إحتياط لاكتساب الخبرة في عصر كون مستقبلي. ليس هناك ببساطة أي شيء في كل الوجود الكوني الذي يمكن أن يحل محل التجربة الشخصية الفعلية, وهؤلاء الأبناء المثولثين-بمخلوق محجوزين في الإحتياط من أجل عمل إختباري في دهر كون مستقبلي ما.
22:9.8 (253.2) على العوالم المنزلية غالباً ما رأيت هؤلاء الضباط الأجلاء من المحاكم العليا للكون العظيم يتطلعون بشوق وإعجاب كبير حتى على الواصلين حديثاً من العوالم التطورية للفضاء بحيث لا يستطيع المرء إلا أن يُدرك بأن هؤلاء الحائزين على ثولثة غير اختبارية حقاً يحسدون إخوانهم المفترض أنهم أقل حظاً الذين يصعدون المسار الكوني بخطوات من التجربة غير المزيفة والعيش الفعلي. على الرغم من معوقاتهم وقيودهم فهم نافعون بشكل رائع وسِلك دائم الرغبة من العمال عندما يأتي الأمر إلى تنفيذ الخطط الإدارية المعقدة لحكومات الكون العظيم.
22:10.1 (253.3) مساعدو إبن العُلى هم الفئة الفائقة من الأبناء المثولثين المُعاد ثولثتهم من الكائنات الصاعدة المُمجدة من سِلك البشر للنهائية ومعاونيهم الأبديين, شخصيات هاﭭونا-الفردوس. يتم تعيينهم في خدمة الكون العظيم ويعملون كمساعدين شخصيين إلى الأبناء العالين لحكومات قدماء الأيام. يمكن بشكل ملائم تلقيبهم سكرتيرات شخصية. يعملون من وقت لآخر, ككُتاب لمأموريات خاصة وغيرها من الجمعيات الفئوية لأبناء العُلى. يخدمون مكاملي الحكمة, المستشارين الإلهيين, الرقباء الكونيين, الرُسل القديرين, أولئك العالين في السُلطة, وأولئك بدون إسم وعدد.
22:10.2 (253.4) إذا, في مناقشة الأوصياء السماويين, قد بدا أنني أسترعي الإنتباه للقيود والعوائق التي يواجهها هؤلاء الأبناء المثولثين-مرتين, إسمحوا لي الآن, بكل إنصاف, أن أسترعي الانتباه إلى نقطتهم الواحدة ذات القوة الكبيرة, السجية التي تجعلهم تقريباً لا يقدرون بثمن بالنسبة لنا. تدين هذه الكائنات بوجودها إلى حقيقة أنها تجسيد لمفهوم فردي وسامي. إنهم تجسيد الشخصية لفكرة إلهية ما, مثال كوني ما, كما لم يُتصور, يُعَّبَر, أو يثولث, أبداً من قبل. وهم قد احتُضنوا بالثالوث في وقت لاحق؛ بالتالي فهم يُظهرون وفعلياً يتجسدون الحكمة ذاتها للثالوث الإلهي كما يتعلق بالفكرة-المثال لوجود شخصيتهم. بقدر ما ذلك المفهوم المُعين بالإمكان كشفه إلى الأكوان, هؤلاء الشخصيات يتجسدون الكل من كل شيء بحيث أن أي ذكاء مخلوق أو خالق يمكن في الإمكان أن يُدرَك, يُعبر, أو يُماثل. هم تلك الفكرة مُشخَصة.
22:10.3 (253.5) ألا ترى بأن تلك التركيزات الحية لمفهوم سامي فردي لواقعية الكون ستكون ذات خدمة لا تُوصف لأولئك المستأمنين بإدارة الأكوان العظمى؟
22:10.4 (254.1) لم يمض وقت طويل منذ وُجهت لأترأس لجنة من ستة--واحد من كل من أبناء العُلى--معينين لدراسة ثلاثة مشاكل تتعلق بمجموعة من الأكوان الجديدة في الأجزاء الجنوبية من أورﭭونتون. جُعلت دارياً بشكل حاد بقيمة مُساعدي إبن العُلى عندما قدمت طلباً لرئيس مرتبتهم على يوﭭرسا من أجل التعيين المؤقت لهكذا سكرتيرات إلى لجنتي. الأولى من أفكارنا كانت ممثلةً بمُساعد إبن عُلى على يوﭭرسا, الذي كان قد أُلحق على الفور بجماعتنا. مشكلتنا الثانية كانت مُجسدة في مساعد إبن عُلى مُعّيَن إلى الكون العظيم رقم ثلاثة. نجحنا في الحصول على الكثير من المساعدة من هذا المصدر من خلال مركز تبادل المعلومات للكون المركزي من أجل تنسيق ونشر معرفة أساسية, لكن لا شيء يُقارَن بالمساعدة التي وفرها الحضور الفعلي لشخصية الذي هو مفهوم مثولث-بمخلوق في سمو وثولثة-إلهي في نهائية. فيما يخص مشكلتنا الثالثة, أظهرت سجلات الفردوس بأن مثل هذه الفكرة لم يسبق أن تثولثت بمخلوق أبداً.
22:10.5 (254.2) مُساعدو ابن العُلى هم تشخيصات أصلية وفريدة لمفاهيم جسيمة ومُثل هائلة. وعلى هذا النحو هم قادرون على نقل إنارة لا يُمكن التعبير عنها إلى مداولاتنا من وقت لآخر. عندما أعمل على مهمة بعيدة ما خارجاً في أكوان الفضاء, فكِر ماذا يعني, عن طريق المساعدة, لو كنت محظوظاً للغاية بحيث يكون مُلحقاً إلى مهمتي مُساعد إبن عُلى الذي هو ملء المفهوم الإلهي بما يخص المشكلة ذاتها التي قد أُرسلت لمداهمتها وحلها؛ ولقد كانت لدي تكراراً هذه التجربة ذاتها. الصعوبة الوحيدة في هذه الخطة هي أن لا كون عظيم يمكن أن تكون لديه نسخة تامة من هذه الأفكار المثولثة؛ نحن نحصل فقط على سُبع هذه الكائنات؛ لهذا إنه ليس إلا حوالي مرة واحدة من سبعة التي نتمتع فيها بالصِلة الشخصية لهؤلاء الكائنات حتى عندما تشير السجلات بأن الفكرة قد تم ثولثتها.
22:10.6 (254.3) يمكننا أن نستخدم بمنفعة كبيرة أعداداً أكبر بكثير من هذه الكائنات على يوﭭرسا. نظراً لقيمتهم إلى إدارات الكون العظيم, نحن, بكل طريقة ممكنة, نشجع حجاج الفضاء وأيضاً سكان الفردوس أن يُحاولوا الثولثة بعد أن يكونوا قد ساهموا لبعضهم البعض تلك الحقائق الإختبارية التي هي ضرورية إلى تشريع هكذا مغامرات خلاَّقة.
22:10.7 (254.4) لدينا الآن في كوننا العظيم حوالي مليون وربع المليون من مساعدي إبن عُلى, وهم يخدمون على كِلا القطاعات الكبرى والصغرى, حتى بينما يعملون على يوﭭرسا. غالباً جداً ما يرافقوننا على مهماتنا إلى الأكوان البعيدة. مُساعدو إبن العُلى لا يتم تعيينهم بشكل دائم إلى أي إبن أو أي لجنة. إنهم في تدوير دائم, يخدمون حيث الفكرة أو المثال الذي هم عليه يمكن أن يطور بشكل أفضل الأهداف الأبدية لثالوث الفردوس, الذي قد أصبحوا أبناءه.
22:10.8 (254.5) إنهم عطوفين بشكل مؤثر, مخلصين بإمتياز, أذكياء بشكل رائع, حكماء بسمو--بما يخص فكرة واحدة--ومتواضعين بتفوق. بينما يمكنهم أن ينقلوا لك معرفة الكون بما يخص فكرتهم أو مثالهم الواحد, إنه تقريباً مثير للشجون ملاحظتهم ينشدون المعرفة والمعلومات عن حشد من المواضيع الأخرى, حتى من البشر الصاعدين.
22:10.9 (254.6) وهذه هي رواية أصل, وطبيعة, وعمل بعض أولئك المدعوين أبناء الله المثولثين, بشكل أخص أولئك الذين مروا خلال الإحتضان الإلهي لثالوث الفردوس, والذين تم تعيينهم بعد ذلك إلى خدمات الأكوان العظمى, هناك لتقديم تعاون حكيم ومتفهم مع إداريي قدماء الأيام في جهودهم الدؤوبة لتسهيل التقدم إلى الداخل لبشر الزمان الصاعدين نحو هدفهم الهاﭭوني الفوري وهدفهم الفردوسي النهائي.
22:10.10 (255.1) [ رُويت برسول قدير من سِلك اورﭭونتون الكاشف. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 23
23:0.1 (256.1) الرُسل الإنفراديون هم السِلك الشخصي والكوني للخالق الموحَد؛ هم أول وأقدم مرتبة من الشخصيات العليا للروح اللانهائي. هم يمثلون العمل الخلاَّق الإبتدائي للروح اللانهائي في الأداء الإنفرادي من أجل هدف جلب أرواح شخصية إنفرادية نحو الوجود. لا الأب ولا الإبن شاركا مباشرة في هذه الروحانية الجبارة.
23:0.2 (256.2) رُسل الروح هؤلاء كانوا قد تشخصوا في حدث خلاَّق واحد, وعددهم ثابت. مع أن لدي واحد من هذه الكائنات الإستثنائية مرتبط معي على هذه المهمة الحالية, إلا أنني لا أعلم كم من هذه الشخصيات يتواجد في كون الأكوان. فقط أعلم, من وقت لآخر, كم منهم مسجل في السجل كعاملين ضمن إختصاص كوننا العظيم في الوقت الحاضر. ألاحظ من تقرير يوﭭرسا الأخير بأن هناك حوالي 7,690 تريليون رسول إنفرادي عامل عندئذٍ ضمن حدود أورﭭونتون؛ وأظن بأن هذا الرقم هو أقل بكثير من سُبع عددهم الإجمالي.
23:1.1 (256.3) مباشرةً بعد خلق الأرواح السبعة لدارات هاﭭونا, أحضر الروح اللانهائي نحو الوجود السِلك الشاسع من الرُسل الإنفراديين. ليس هناك جزء من الخلق الكوني سابق-لوجود الرُسل الإنفراديين ماعدا الفردوس ودارات هاﭭونا؛ لقد عملوا في كل أنحاء الكون الإجمالي من الأبد القريب. هم أساسيون للتقنية الإلهية للروح اللانهائي من أجل الكشف الذاتي إلى الخلائق النائية للزمان والفضاء, والإتصال الشخصي معهم.
23:1.2 (256.4) بالرغم من أن هؤلاء الرُسل موجودون من قرب أزمنة الأبدية, فهم جميعاً مُدركون لبداية ذاتية. هم واعون للزمن, كونهم أول خلق للروح اللانهائي ليمتلك هكذا وعي زمني. هم أول المخلوقات المولودة للروح اللانهائي ليكونوا مُشخَصين في الزمان ومتروحنين في الفضاء.
23:1.3 (256.5) جاء هؤلاء الأرواح الإنفراديين في فجر الزمان ككائنات روحية كاملة النمو وموهوبين بشكل مثالي. كلهم متساوون, وليس هناك صفوف أو أقسام مجزأة مبنية على الاختلاف الشخصي. تصنيفاتهم مستندة كلياً إلى شكل العمل الذي يتم تكليفهم به من وقت لآخر.
23:1.4 (256.6) يبدأ البشر ككائنات تقريباً مادية على عوالم الفضاء ويصعدون داخلياً نحو المراكز العظيمة؛ هؤلاء الأرواح الإنفرادية يبدأون عند مركز كل الأشياء ويتوقون للمهمات إلى الخلائق البعيدة, حتى إلى العوالم الفردية لأبعد الأكوان المحلية وحتى ما وراءها.
23:1.5 (256.7) على الرغم من أنهم مُلقبون رُسل إنفراديون, هم ليسوا أرواح مستوحدة, لأنهم حقاً يحبون العمل بمفردهم. هم الكائنات الوحيدة في كل الخلق الذين بإمكانهم وهم يتمتعون بوجود إنفرادي, ولو أنهم يتمتعون بنفس القدر بالتعاون مع مراتب قليلة جداً من ذكاءات الكون الذين يستطيعون التآخي معهم.
23:1.6 (257.1) الرُسل الإنفراديون ليسوا معزولين في خدمتهم؛ إنهم على الدوام في إتصال مع وفرة ذكاء كل الخلق حيث هم قادرون على "الإستماع" إلى كل إذاعات عوالم حلولهم. كذلك يمكنهم التواصل المتبادل مع أعضاء سِلكهم المباشر الخاص, أولئك الكائنات الذين يقومون بنفس النوع من العمل في ذات الكون العظيم. بإمكانهم التواصل مع آخرين من أعدادهم, لكنهم قد وُجهوا من قِبل مجلس شورى الأرواح الرئيسية السبعة بعدم القيام بذلك, وهم فئة مُخلصة؛ لا يعصون الأمر ولا يُقصرون. ليس هناك سجل بأن رسول إنفرادي قد تعثر أبداً نحو الظلام.
23:1.7 (257.2) الرُسل الإنفراديون, مثل مُوجهي قدرة الكون, هم بين الأنواع القليلة جداً من الكائنات العاملة في كل أنحاء العوالم المعفاة من الإعتقال أو الإحتجاز من قِبل محاكم الزمان والفضاء. لا يُطلبون للمثول أمام أحد ما عدا الأرواح الرئيسية السبعة, لكن ليس في كل حوليات الكون الرئيسي قد دُعي مجلس شورى الفردوس هذا أبداً للفصل في قضية رسول إنفرادي.
23:1.8 (257.3) هؤلاء الرُسل ذوي المهمة الإنفرادية هم مجموعة يُعتمد عليها, معتمدين على ذاتهم, متعددي البراعات, روحانيين تماماً, ومتعاطفون على نطاق واسع من الكائنات المخلوقة المستمدة من المصدر والمركز الثالث؛ يعملون بسُلطة الروح اللانهائي المقيم على جزيرة الفردوس المركزية وكمشخصين على أجواء مراكز إدارات الأكوان المحلية. هم متناولون دائمون من الدارة المباشرة المنبثقة من الروح اللانهائي, حتى عندما يعملون في الخلائق المحلية تحت التأثير المباشر لأرواح أُم الكون المحلي.
23:1.9 (257.4) هناك سبب تقني لماذا يجب على هؤلاء الرسل الإنفراديين أن يسافروا ويعملوا بمفردهم. لفترات قصيرة وعندما يكونون ثابتين, يمكنهم التعاون في مجموعة, لكن عندما هكذا يتجمعون, فإنهم ينقطعون تماماً عن إعالة وتوجيه دارتهم الفردوسية؛ يكونون منعزلين كلياً. عندما في عبور, أو عندما يعملون في دارات الفضاء وتيارات الزمان, إذا كان إثنان أو أكثر من هذه المرتبة في جوار قريب, كِلاهما أو كلهم يُلقَون خارج الإرتباط مع القوى الدوارة الأعلى. يكونون "دارة مقصرة" كما قد تصفونها في رموز تصويرية. لذلك لديهم كامن داخلهم قدرة إنذار تلقائي, إشارة تحذير, التي تعمل بدون خطأ لإطلاعهم على صراعات مقتربة وتحفظهم بدون فشل منفصلين بما فيه الكفاية بحيث لا تتدخل مع أدائهم السليم والفعّال. هم كذلك يملكون قدرات فطرية وتلقائية التي تكشف وتؤشر بمدى إقتراب كِلا أرواح الثالوث المُلهَمة وضباط الفكر الإلهيين.
23:1.10 (257.5) هؤلاء الرُسل لا يمتلكون أي قدرة لإمتداد الشخصية أو التوالد, لكن عملياً ليس هناك أي عمل للأكوان لا يمكنهم الإنخراط فيه, والذي لا يمكنهم المساهمة إليه بشيء ما أساسي ومفيد. هم بشكل خاص موفري الوقت العظماء لأولئك المعنيين بإدارة شؤون الكون؛ وهم يساعدوننا جميعاً, من الأعلى إلى الأدنى.
23:2.1 (257.6) لا يرتبط الرُسل الإنفراديين بشكل دائم بأي فرد أو مجموعة من الشخصيات السماوية. هم على الواجب, دائماً عن طريق الاحالة, وفي أثناء تلك الخدمة يعملون تحت الإشراف المباشر لأولئك الذين يوجهون عوالم إلتحاقهم. فيما بينهم ليس لديهم لا تنظيم ولا حكومة من أي نوع؛ هم رُسل إنفراديين.
23:2.2 (258.1) يتم تعيين الرُسل الإنفراديين من قِبل الروح اللانهائي إلى أقسام الخدمة السبعة التالية:
23:2.3 (258.2) 1. رُسل ثالوث الفردوس.
23:2.4 (258.3) 2. رُسل دارات هاﭭونا.
23:2.5 (258.4) 3. رُسل الأكوان العظمى.
23:2.6 (258.5) 4. رُسل الأكوان المحلية.
23:2.7 (258.6) 5. مستكشفو مهمات غير موجهة.
23:2.8 (258.7) 6. سفراء ومبعوثين لمهمات خاصة.
23:2.9 (258.8) 7. كاشفو الحق.
23:2.10 (258.9) رُسل الروح هؤلاء هم بكل معنى الكلمة قابلين للتبديل من نوع واحد للخدمة إلى آخر؛ هذه التحويلات تحصل على الدوام. ليس هناك مراتب منفصلة من الرُسل الإنفراديين؛ هم متشابهون روحياً وفي كل مغزى متساوون. في حين يتم تعيينهم عمومًا من خلال الرقم, هم معروفون للروح اللانهائي بأسماء شخصية. معروفون إلى بقيتنا بالإسم أو الرقم الدال على مهمتهم الحالية.
23:2.11 (258.10) 1. رُسل ثالوث الفردوس. ليس مسموحاً لي كشف الكثير عن عمل مجموعة الرُسل المُعينين إلى الثالوث. هم الخدم السري والموثوق للآلهة, وعندما يؤتمنون برسائل خاصة تحوي السياسات غير المكشوفة والتصرف المستقبلي للآلهة, لم يُعرف عنهم أبداً إفشاء سر أو خيانة الثقة المستودعة في مرتبتهم. وكل هذا يرتبط بهذا الصدد, ليس ليبدو تباهياً بكمالهم, بل بالأحرى للإشارة بأن الآلهة يمكنهم وهم يخلقون كائنات مثالية.
23:2.12 (258.11) إن إرتباك وإضطراب يورانشيا لا يعني بأن حكام الفردوس يفتقرون إما الإهتمام أو المقدرة على إدارة الشؤون بشكل مختلف. الخالقون يمتلكون القدرة الكاملة على جعل يورانشيا فردوس حقيقي, لكن هكذا عدن لن تساهم في تطوير تلك الصفات القوية, والنبيلة, والخبيرة التي يسكبها الآلهة بغاية التأكيد على عالمكم بين سنادين الضرورة ومطارق الغم. إن قلقكم وأحزانكم, فِتنكم وخيبات أملكم, هي بالضبط جزء من الخطة الإلهية على جوِّكم كما هو الكمال الرائع والتأقلم اللانهائي لكل الأشياء إلى هدفها السامي على عوالم الكون المركزي والمثالي.
23:2.13 (258.12) 2. رُسل دارات هاﭭونا. طوال مهنة الإرتقاء ستكون قادراً بشكل غامض, إنما على نحو متزايد, على كشف حضور الرُسل الإنفراديين, لكن ليس إلى أن تصل هاﭭونا سوف تتعرف عليهم بشكل لا لبس فيه. أول الرُسل الإنفراديين الذي سترى وجهاً لوجه سيكون أولئك من دارات هاﭭونا.
23:2.14 (258.13) يتمتع الرُسل الإنفراديون بعلاقات خاصة مع أهالي عوالم هاﭭونا. هؤلاء الرُسل, المعاقون وظيفياً عندما يرتبطون الواحد مع الأخر, يمكنهم وهم لديهم تواصل شخصي وقريب جداً مع مواطني هاﭭونا. لكنه من المستحيل تماماً أن يُنقل إلى العقول الإنسانية الرِضا السامي المُترتب على إتصال عقول هؤلاء الكائنات المثالية إلهياً مع أرواح ح مثل هذه الشخصيات القريبة-من السمو.
23:2.15 (259.1) 3. رُسل الأكوان العظمى. قدماء الأيام, أولئك الشخصيات من الأصل الثالوثي الذين يرأسون مصائر الأكوان العظمى السبعة. أولئك الثلاثيون من القدرة الإلهية والحكمة الإدارية, مزودين بشكل وافر بالرُسل الإنفراديين. إنه فقط من خلال هذه المرتبة من الرُسل حيث الحكام الثلاثيون لكون عظيم واحد يمكنهم التواصل مباشرة وشخصياً مع حكام كون عظيم آخر. الرُسل الإنفراديين هم النوع الوحيد المتوفر من الذكاء الروحي--على حدة, ربما, من الأرواح الثالوثية المُلهَمة--الذين يمكن إرسالهم من مركز إدارة كون عظيم واحد مباشرة إلى مركز إدارة كون عظيم آخر. كل الشخصيات الأخرى يجب أن تقوم بهكذا رحلات عن طريق هاﭭونا والعوالم التنفيذية للأرواح الرئيسية.
23:2.16 (259.2) هناك بعض أنواع المعلومات التي لا يمكن الحصول عليها لا برُسل الجاذبية, أو الإنعكاسية, أو البث. وعندما يعلم قدماء الأيام بتلك الأشياء بالتأكيد, يجب عليهم أن يُرسلوا رسولاً إنفرادياً إلى مصدر المعرفة. طويلا قبل وجود الحياة على يورانشيا تم تعيين الرسول المرتبط معي الآن في مهمة خارج يوﭭرسا إلى الكون المركزي—كان غائباً عن نداءات لائحة أسماء أورﭭونتون لحوالي مليون سنة لكنه عاد في الوقت المستحق بالمعلومات المطلوبة.
23:2.17 (259.3) ليس هناك قيود على خدمة الرُسل الإنفراديين في الأكوان العظمى؛ يمكنهم العمل كمنفذين للمحاكم العليا أو كجامعي معلومات لما فيه خير العالم. من كل الخلائق الفائقة هم الأكثر إبتهاجاً للخدمة في أورﭭونتون لأن الحاجة هنا هي الأعظم والفرص لمجهود بطولي متضاعفة بشكل كبير. في العوالم الأكثر إحتياجاً كلنا نتمتع بالرضا لوظيفة أكثر امتلاءً.
23:2.18 (259.4) 4. رُسل الأكوان المحلية. في خدمات كون محلي ليس هناك حدود على أداء الرُسل الإنفراديين. هم الكاشفون المخلصون لدوافع ومقاصد الروح الأُم للكون المحلي, على الرغم من أنهم يخضعون للولاية الكاملة للإبن السيد الحاكم. وهذا ينطبق على كل الرُسل العاملين في كون محلي, سواء هم مسافرين خارجاً مباشرة من مركز إدارة كون, أو إذا ما كانوا عاملين مؤقتاً في إرتباط مع آباء البُرج, أو سلاطين الأنظمة, أو الأمراء الكوكبيين. قبل تركيز كل قدرة في يدي إبن خالق عند وقت ترقيته كحاكم سُلطان لكونه, هؤلاء الرُسل للأكوان المحلية يعملون تحت التوجيه العام لقدماء الأيام وهم مسؤولون بشكل مباشر إلى ممثلهم المقيم إتحاد-الأيام.
23:2.19 (259.5) 5.المستكشفون لمهمات غير موجهة. عندما يكون سِلك الإحتياط للرُسل الإنفراديين فائض التجنيد, هناك تصدر من أحد موجهي القدرة السُماة دعوة لمتطوعي إستكشاف؛ وليس هناك أبداً نقص من المتطوعين, لأنهم يبتهجون لإرسالهم كمستكشفين أحرار وغير مقيدين, لكي يختبروا التشويق في العثور على النوى المنظِم لعوالم وأكوان جديدة.
23:2.20 (259.6) هم ينطلقون للتحقيق في القرائن التي يقدمها المتأملون الفضائيون للعوالم. مما لا شك فيه أن آلهة الفردوس يعرفون بوجود أنظمة الطاقة هذه غير المكتشفة للفضاء, لكنهم لا يفشون أبداً تلك المعلومات. إذا لم يستكشف الرُسل الإنفراديون ويخططوا مراكز تلك الطاقة المنظِمة حديثاً, فستبقى تلك الظواهر طويلاً غير مُلاحَظة حتى من قِبل ذكاءات العوالم المجاورة. الرُسل الإنفراديون, كطبقة, حساسون بشكل كبير إلى الجاذبية؛ بناء على ذلك يستطيعون أحياناً اكتشاف الحضور المُحتمل لكواكب مظلمة صغيرة جداً, العوالم ذاتها المكيفة بشكل أفضل لتجارب الحياة.
23:2.21 (260.1) هؤلاء الرُسل-المستكشفين ذوي التعيينات غير الموجهة يجولون الكون الرئيسي. هم على الدوام خارجاً في رحلات إستكشافية إلى المناطق غير المخططة للفضاء الخارجي بأكمله. الكثير جداً من المعلومات التي نملكها عن التعاملات في عوالم الفضاء الخارجي, نحن مدينون بها إلى إستكشافات الرُسل الإنفراديين حيث غالباً ما يعملون ويدرسون مع الفلكيين السماويين.
23:2.22 (260.2) 6.سفراء ومبعوثو التفويض الخاص. الأكوان المحلية الواقعة ضمن ذات الكون العظيم عادة ما تتبادل سفراء مختارين من مراتبهم الأهلية من البنوة. لكن لإجتناب التأخير, كثيراً ما يُطلب من الرُسل الإنفراديين الذهاب كسفراء من خلق محلي إلى آخر, لتمثيل وتفسير عالم ما إلى آخر. فمثلاً: عندما يُكتشَف عالم مسكون حديثاً, من الجائز أن يكون بعيداً للغاية في الفضاء بحيث سيمر زمن طويل قبل أن يتمكن السفراء المُحتوين بالسيرافيم من الوصول لهذا الكون البعيد المسافة. كائن مُحتوى بالسيرافيم لا يمكن أن يتجاوز سرعة 55,840 ميل يورانشي في ثانية واحدة من وقتكم. النجوم الضخمة, التيارات المتقاطعة, والمنعطفات, بالإضافة إلى مماسات الجذب, كلها تميل لتثبيط هكذا سرعة حيث أنه على رحلة طويلة سيكون معدل السرعة حوالي 550,000 ميل في الثانية.
23:2.23 (260.3) عندما ينشأ بأنه سيتطلب مئات السنين لسفير أهلي للوصول إلى كون محلي بعيد المسافة, غالباً ما يُسأل رسول إنفرادي للتوجه إلى هناك مباشرة للعمل كسفير مؤقت. الرُسل الإنفراديون يستطيعون الذهاب في نظام قصير جداً, ليسوا مستقلين عن الزمان والفضاء كما رُسل الجاذبية, لكن ما يقرب من ذلك. كذلك يخدمون في ظروف أخرى كمبعوثين لتفويض خاص.
23:2.24 (260.4) 7.كاشفو الحقيقة. يعتبر الرُسل الإنفراديون التفويض لكشف الحق كأعلى أمانة لمرتبتهم. وهم يعملون من وقت لآخر في هذه الإستطاعة, من الأكوان العظمى إلى الكواكب الفردية للفضاء. وكثيراً ما يتم إرفاقهم باللجان التي يتم إرسالها لتوسيع كشف الحقيقة إلى العوالم والأنظمة.
23:3.1 (260.5) الرُسل الإنفراديون هم أعلى نوع من الشخصية المثالية والموثوق بها المتاحة في كل العوالم لأجل النقل السريع للرسائل الهامة والمستعجلة عندما يكون من غير المُناسب استخدام إما خدمات البث أو آلية الإنعكاسية. إنهم يخدمون في تنوعات لا نهاية لها من التفويضات, يساعدون الكائنات الروحية والمادية للعوالم, خاصة حين يكون عنصر الزمان معني. من بين كل المراتب المُعينة إلى خدمات مجالات الكون العظيم, هم أعلى الكائنات الشخصية وأكثرها تنوعاً للبراعات الذين يمكنهم الإقتراب جداً من تحدي الزمان والفضاء.
23:3.2 (260.6) الكون مزوَد بشكل جيد بأرواح تستخدم الجاذبية لأغراض الإنتقال؛ يمكنهم الذهاب إلى أي مكان في أي وقت--لحظياً--لكنهم ليسوا أشخاص. بعض قاطعو الجاذبية الآخرين هم كائنات شخصية, مثل رُسل الجاذبية والمسجلون المتعالون, لكنهم غير متاحين إلى إداريي الكون العظيم والمحلي. العوالم تعج بالملائكة والناس وكائنات شخصية عالية أخرى, لكنهم معاقين بالزمان والفضاء: حدود السرعة لمعظم الكائنات غير المحتواة بالسيرافيم هي 186,280 ميلاً من عالمكم في الثانية من وقتكم؛ مخلوقات منتصف الطريق وآخرون معينين يمكنهم, وغالباً, يحرزون سرعة مضاعفة--372,560 ميلاً في الثانية--بينما يمكن للسيرافيم وآخرون أن يجتازوا الفضاء في ثلاثة أضعاف السرعة, حوالي 558,840 ميل في الثانية. ليس هناك, على كل, لا شخصيات نقل أو رُسل الذين يعملون بين السرعات اللحظية لقاطعي الجاذبية والسرعات البطيئة نسبياُ للسيرافيم, باستثناء الرُسل الإنفراديين.
23:3.3 (261.1) يُستخدم الرُسل الإنفراديون, لذلك, عادة من أجل الإرسال والخدمة في تلك الحالات حيث تكون الشخصية أساسية لإنجاز المهمة, وعند الرغبة في تجنب ضياع الوقت الذي قد يحدث بسبب إرسال أي نوع آخر من الرسول الشخصي المتاحة بسهولة. إنهم الكائنات المشخصة المؤكدة الوحيدة التي يمكنها التزامن مع التيارات الكونية المُشتركة للكون الإجمالي. سرعتهم في إجتياز الفضاء متغيرة, وهذا يتوقف على مجموعة كبيرة ومتنوعة من التأثيرات المتداخلة, لكن السجل يُبين بأنه على الرحلة لإنجاز هذه المهمة, مضى رسولي المعاون بمعدل 841,621,642,000 من أميالكم في الثانية من وقتكم.
23:3.4 (261.2) إنه كلياً ما فوق مقدرتي أن أشرح للنوع المادي للعقل كيف يمكن أن يكون روح شخص حقيقي وفي الوقت نفسه يجتاز الفضاء في مثل هذه السرعات الهائلة. لكن هؤلاء الرُسل الإنفراديين ذاتهم يأتون فعلياً إلى يورانشيا, ويذهبون منها, بهذه السرعات غير المُستوعَبة؛ حقاً, تدبير الإدارة الكونية بأكمله سوف يُحرَم إلى حد كبير من عنصره الشخصي لو لم يكن هذا واقع.
23:3.5 (261.3) الرُسل الإنفراديون قادرون على العمل بمثابة خطوط إتصال للطوارئ في كل أنحاء مناطق الفضاء البعيدة, عوالم ليست مُحتضنة ضمن الدارات المؤسَسة للكون الإجمالي. إنه ينشأ بأن رسول واحد, عندما يعمل هكذا, يمكن أن ينقل رسالة أو يبعث دافع خلال الفضاء إلى رسول زميل نحو مئة سنة-ضوئية بعيداً كما يُقيِم فلكيي يورانشيا المسافات النجمية.
23:3.6 (261.4) من بين الأعداد الكبيرة من الكائنات الذين يتعاونون معنا في تسيير شؤون الكون العظيم, لا أحد منها أكثر أهمية في الإعانة العملية والمساعدة الموفرة للوقت. في أكوان الفضاء يجب أن نحتسب عوائق الزمان؛ من ثم فإن الخدمة العظيمة للرُسل الإنفراديين, الذين, عن طريق إمتيازاتهم الشخصية للتواصل, هم مستقلون إلى حد ما عن الفضاء, بحكم سرعاتهم الهائلة للنقل, تقريباً مستقلين عن الزمان.
23:3.7 (261.5) أنا في حيرة للتفسير إلى بشر يورانشيا كيف يمكن للرُسل الإنفراديين أن يكونوا بدون شكل ومع ذلك يملكون شخصيات واقعية ومحددة. على الرغم من أنهم بدون ذلك الشكل الذي من الطبيعي سيرتبط بالشخصية, إلا أنهم يمتلكون حضوراً روحياً مُدرَكاً يمكن تمييزه بواسطة جميع الأنواع الأعلى من الكائنات الروحية. الرُسل الإنفراديون هم الصنف الوحيد من الكائنات التي يبدو أنها تمتلك تقريباً جميع مزايا الروح الذي بدون شكل إلى جانب كل الإمتيازات لشخصية ذات مكانة عالية. هم شخصيات حقيقية, مع ذلك موهوبين تقريباً بكل سمات التجلي الروحي غير الشخصي.
23:3.8 (261.6) في الأكوان العظمى السبعة, عادة--لكن ليس دائماً--كل شيء يميل إلى زيادة تحرر أي مخلوق من عوائق الزمان والفضاء يُقلل بشكل متناسب من إمتيازات الشخصية. الرُسل الإنفراديون هم إستثناء لهذا القانون العام. هم في كل نشاطاتهم الكل سوى غير محدودين في استخدام أي وكل السُبل غير المحدودة من التعبير الروحي, الخدمة الإلهية, الإسعاف الشخصي, والتواصل الفلكي. إذا استطعتم رؤية هؤلاء الكائنات الإستثنائيين في ضوء تجربتي في إدارة كون, ستدركون مدى صعوبة تنسيق شؤون كون عظيم لو لم يكن لتعاونهم المتعدد البراعات.
23:3.9 (262.1) بصرف النظر كم قد يتوسع الكون, لا مزيد من الرُسل الإنفراديين على الأرجح سيُخلقون على الإطلاق. بينما تنمو الأكوان, يجب أن يتحمل العمل الموسع للإدارة على نحو متزايد أنواع أخرى من مُسعفي الروح وأولئك الكائنات الذين يأخذون أصلاً في تلك الخلائق الجديدة, مثل مخلوقات الأبناء السلاطين والأرواح الأُم للكون المحلي.
23:4.1 (262.2) يبدو الرُسل الإنفراديين ليكونوا منسقي شخصية لجميع أنواع كائنات الروح. يُساعد إسعافهم على جعل كل الشخصيات في العالَم الروحي البعيد المدى أنسباء. إنهم يساهمون الكثير إلى التطوير, في كل كائنات الروح, لوعي هوية جماعية. يُخدم كل نوع من كائن روح بجماعات خاصة من الرُسل الإنفراديين الذين يرعون مقدرة هكذا كائنات على فهم والتآخي مع كل الأنواع والمراتب الأخرى, مهما كانوا غير متشابهين.
23:4.2 (262.3) يُظهرالرُسل الإنفراديون مقدرة مدهشة لتنسيق كل أنواع ومراتب الشخصية المتناهية--حتى لإجراء اتصال مع نظام الأبسونايت للمتحكمين الفوقيين للكون الرئيسي -- حيث يفترض البعض منا بأن خلق هؤلاء الرُسل من قِبل الروح اللانهائي متعلق بطريقة ما بإغداق العامل الموحَد لعقل أسمى-منتهى.
23:4.3 (262.4) عندما يتعاون نهائي ومواطن فردوسي في ثولثة "طفل زمان وأبدية" ــ معاملة تنطوي على احتمالات العقل غير المكشوفة للأسمى-المنتهى--وعندما مثل هذه الشخصية غير المصنفة يتم إرسالها إلى فايسجرنغتون, دائماً يتم تعيين رسول إنفرادي (تداعيات شخصية مُخمنة من الإغداق لهكذا عقل إلهي) كحارس-مُصاحب لهكذا إبن مثولث-بمخلوق. هذا الرسول يرافق إبن المصير الجديد إلى عالَم تعيينه ولا يترك بعدها أبداً فايسجرنغتون. عندما يرتبط بذلك بمصائر طفل زمان وأبدية, يُنقل رسول إنفرادي للأبد إلى الإشراف الوحيد لمعماريي الكون الرئيسي. ماذا يمكن أن يكون مستقبل هذه الزمالة الإستثنائية, لا نعلم. لعصور تلك الشراكات لشخصيات فريدة قد استمرت في التجمع على فايسجرنغتون, لكن ولا حتى زوج واحد قد إنطلق أبداً من هناك.
23:4.4 (262.5) الرُسل الإنفراديون ذوي أعداد ثابتة, لكن ثولثة أبناء المصير على ما يبدو تقنية غير محدودة. حيث أن كل إبن مصير مثولث قد عُين إليه رسول إنفرادي, يبدو لنا أنه في وقت ما في المستقبل البعيد سوف يُستنفذ تزويد الرُسل. من سيأخذ عملهم في الكون الإجمالي؟ هل سيتولى خدماتهم تطور جديد ما بين أرواح الثالوث المُلهَمة؟ هل سيكون الكون الإجمالي عند فترة بعيدة ما مُدار تقريباً اكثر بكائنات ثالوثية الأصل بينما تنتقل مخلوقات الأصل الفردي والثنائي نحو عوالم الفضاء الخارجي؟ إذا عاد الرُسل إلى خدمتهم السابقة, هل سيرافقهم أبناء المصير هؤلاء؟ هل ستتوقف الثولثات بين النهائيين والهاﭭونيين-الفردوسيين عندما يكون إمداد الرُسل الإنفراديين قد تم إستيعابه كحرس-مرافقين لأبناء المصير هؤلاء؟ هل سيكون كل رُسلنا الإنفراديين الأكفاء مُركزين على فايسجرنغتون؟ هل ستكون شخصيات الروح غير العادية هذه مرتبطة أبدياً مع هؤلاء الأبناء المثولثين ذوي المصير غير المكشوف؟ ما هي الأهمية التي يجب أن نعلقها على الواقع بأن هؤلاء الأزواج الذين يتجمعون على فايسجرنغتون هم تحت الإشراف الحصري لتلك الكائنات الغامضة القديرة, معماريو الكون الرئيسي؟ هذه والعديد من الأسئلة المشابهة نسأل أنفسنا, ونسأل مراتب أخرى عديدة من الكائنات السماوية, لكننا لا نعلم الأجابات.
23:4.5 (263.1) هذا الإجراء إلى جانب العديد من الأحداث المشابهة في إدارة الكون, تشير بشكل لا لبس فيه بأن مَلاك الكون الإجمالي, حتى هؤلاء لهاﭭونا والفردوس, يخضع إلى إعادة تنظيم معين ومحدد بالتنسيق مع, واستناداً إلى, تطورات الطاقة الهائلة التي تحصل الآن في كل أنحاء عوالم الفضاء الخارجي.
23:4.6 (263.2) نحن نميل إلى الإعتقاد بأن المستقبل الأبدي سوف يشهد ظواهر من تطور الكون التي ستتجاوز كثيراً كل ما قد اختبره الماضي الأزلي. ونتوقع مثل هذه المغامرات الهائلة, حتى كما ينبغي لكم, باستمتاع متحمس وتوقعات متنامية أبداً.
23:4.7 (263.3) [ قُدمت بمستشار إلهي من يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 24
24:0.1 (264.1) على يوﭭرسا نحن نقـسم كل شخصيات وكينونات الخالق الموحد إلى ثلاثة أقسام كبرى: الشخصيات الأعلى للروح اللانهائي, جماهير الرُسل للفضاء, والأرواح المُسعفة للزمان. كائنات الروح أولئك المعنيين بالتعليم والإسعاف إلى مخلوقات المشيئة من مُخطط الإرتقاء للتقدم البشري.
24:0.2 (264.2) أولئك الشخصيات الأعلى للروح اللانهائي الذين يجدون ذِكراً في هذه الروايات يعملون في كافة أنحاء الكون الإجمالي في سبعة أقسام:
24:0.3 (264.3) 1. رُسل إنفراديون.
24:0.4 (264.4) 2. مُشرِفو دارة كون.
24:0.5 (264.5) 3. إداريو إحصاء.
24:0.6 (264.6) 4. مساعدون شخصيون للروح اللانهائي.
24:0.7 (264.7) 5. مفتشون معاونون.
24:0.8 (264.8) 6. حراس مُنتدبون.
24:0.9 (264.9) 7. مرشدو متخرجين.
24:0.10 (264.10) الرُسل الإنفراديون, مشرفو الدارات, إداريو الإحصاء, والمساعدون الشخصيون يتميزون بامتلاك هِبات هائلة من مضاد الجاذبية. الرُسل الإنفراديون ليس لديهم مراكز إدارة عامة معروفة؛ إنهم يجولون كون الأكوان. يحافظ المُشرفون على دارة كون وإداريو الإحصاء على مراكز إدارة على عواصم الأكوان العظمى. يتمركز المساعدون الشخصيون للروح اللانهائي على جزيرة النور المركزية. المفتشون المعاونون والحراس المنتدبون متمركزون على التوالي على عواصم الأكوان المحلية وعلى عواصم الأنظمة المُكونة الخاصة بهم. يقيم مرشدو المتخرجين في كون هاﭭونا ويعملون على كل عوالمه البليون. معظم هؤلاء الشخصيات الأعلى لديهم محطات في الأكوان المحلية, لكنهم ليسوا مُلحقين عضوياً إلى إدارات العوالم التطورية.
24:0.11 (264.11) من بين الفئات السبعة المكونة لهذه الجماعة, فقط الرُسل الإنفراديين وربما المساعدين الشخصيين يجولون كون الأكوان. يُواجَه الرُسل الإنفراديون من الفردوس إلى الخارج: من خلال دارات هاﭭونا إلى عواصم الأكوان العظمى ومن ثم خارجاً خلال القطاعات والأكوان المحلية, مع تقسماتها الفرعية, وحتى إلى العوالم المأهولة. مع أن الرُسل الإنفراديين ينتمون إلى الشخصيات الأعلى للروح اللانهائي, فإن أصلهم, طبيعتهم, وخدمتهم قد سبق مناقشتها في الورقة السابقة.
24:1.1 (265.1) قد يبدو أن تيارات القدرة الشاسعة للفضاء ودارات طاقة الروح يعملون تلقائياً؛ قد يبدو أنهم يعملون دون توقف أو عائق, لكن هذا ليس هو الحال. جميع هذه الأنظمة الهائلة للطاقة هي تحت السيطرة؛ خاضعة لإشرافٍ ذكي. يهتم المُشرفون على دارة كون, ليس بعوالم الطاقة الفيزيائية أو المادية البحتة--مجال إداريو قدرة الكون--لكن بدارات الطاقة الروحية نسبياً وتلك الدارات المُعدلة التي هي أساسية للمحافظة على كِلا الكائنات الروحية المتطورة للغاية والأنواع المورونشية أو الإنتقالية من المخلوقات الذكية. المُشرِفون لا يعطون منشأ إلى دارات الطاقة والجوهر الفائق للألوهية, لكن على العموم لديهم علاقة بكل دارات الروح الأعلى للزمان والأبدية ومع كل دارات الروح النسبية المعنية بإدارة الأجزاء المكونة للكون الإجمالي. إنهم يوجهون ويناورون كل هذه الدارات للروح-الطاقة خارج جزيرة الفردوس.
24:1.2 (265.2) المُشرِفون على دارة كون هم الخلق الحصري للروح اللانهائي ويعملون فقط كوكلاء للعامل الموحد. هم مُشخصون للخدمة في المراتب الأربعة التالية:
24:1.3 (265.3) 1. مُشرِفو دارة سُماة.
24:1.4 (265.4) 2. مُشرِفو دارة معاونون.
24:1.5 (265.5) 3. مُشرِفو دارة ثانويون.
24:1.6 (265.6) 4. مُشرِفو دارة ثالثيون.
24:1.7 (265.7) المُشرِفون السُماة لهاﭭونا والمُشرِفون المعاونون للأكوان العظمى السبعة هم ذوي أعداد مكتملة؛ لا يتم خلق المزيد من هذه المراتب. المُشرِفون السُماة هم سبعة في العدد ومُتمركزون على العوالم المُرشدة لدارات هاﭭونا السبعة. دارات الأكوان العظمى السبعة هم في عهدة مجموعة رائعة من سبع مُشرِفين معاونين, الذين يحافظون على مراكز إدارة على أجواء الفردوس السبعة للروح اللانهائي, عوالم التنفيذيين السُماة السبعة. من هنا يُشرفون على دارات الأكوان العظمى للفضاء ويوجهونها.
24:1.8 (265.8) على أجواء الفردوس للروح هذه, مُشرِفو الدارة المعاونون السبعة والمرتبة الأولى من مراكز القدرة السُماة يُطبقون إرتباطاً الذي, تحت توجيه التنفيذيين السُماة, ينتج في تنسيق فردوس-فرعي لكل الدارات المادية والروحية العابرة خارجاً إلى الأكوان العظمى السبعة.
24:1.9 (265.9) على عوالم مراكز إدارة كل كون عظيم يتمركَز المشرفون الثانويون للأكوان المحلية من الزمان والفضاء. القطاعات الكبرى والصغرى هي أقسام إدارية للحكومات الفائقة لكنها ليست معنية بهذه الأمور من الإشراف على الطاقة-الروح. أنا لا أعلم كم مُشرف دارة ثانوي هناك في الكون الإجمالي, لكن على يوﭭرسا هناك 84,691 من هذه الكائنات. يجري خلق المُشرِفين الثانويين على مدار الوقت؛ من وقت لآخر يظهرون في جماعات من سبعين على عوالم التنفيذيين السُماة. نحن نحصل عليهم بناءً على الطلب بينما نُرتب لتأسيس دارات منفصلة من طاقة الروح وقدرة الإرتباط إلى الأكوان المتطورة حديثاً من اختصاصنا.
24:1.10 (265.10) يعمل مُشرِف دارة ثالثي على عالم مركز إدارة كل كون محلي. هذه المرتبة, مثل المُشرِفين الثانويين, هم من خلق مُستمر, كونهم يُخلقون في جماعات من سبعمائة. يتم تعيينهم إلى الأكوان المحلية من قبل قدماء الأيام.
24:1.11 (266.1) يُخلق مُشرِفو الدارات لمهامهم المحددة, ويخدمون إلى الأبد في جماعات تفويضهم الأصلي. لا يُناوَبون في الخدمة وبالتالي يقومون بدراسة طويلة الأمد للمشاكل الموجودة في عوالم تفويضهم الأصلي. على سبيل المثال: عمل مُشرف دارة ثالثي رقم 572,842 على ساﻟﭭينغتون منذ الفكرة الباكرة لكونكم المحلي, وهو عضو في هيئة الموظفين الشخصيين لميخائيل نِبادون.
24:1.12 (266.2) سواء كانوا يعملون في الأكوان المحلية أو الأعلى, فإن مُشرِفو الدارة يوجهون كل ما يختص بالدارات المناسبة من أجل توظيفه لنقل كل رسائل الروح ولأجل نقل كل الشخصيات. في عملهم من الإشراف على الدارات, تستخدم هذه الكائنات الفعّالة جميع الوكالات, والقوات, والشخصيات في كون الأكوان. إنهم يوظفون "شخصيات الروح العالية للتحكم بالدارة" غير المكشوفين ويُساعَدون باقتدار بالعديد من الموظفين الذين يتألفون من شخصيات للروح اللانهائي. إنهم هم الذين سوف يعزلون عالَماً تطورياً إذا تمرد أميره الكوكبي ضد الأب الكوني وإبنه النائب. إنهم قادرون على رمي أي عالم خارج دارات كون معينة من المرتبة الروحية الأعلى, لكنهم لا يستطيعون إبطال التيارات المادية لإداريي القدرة.
24:1.13 (266.3) مُشرِفو دارة الكون لديهم شيء من نفس العلاقة مع دارات الروح التي لدى إداريي قدرة الكون للدارات المادية. المرتبتان مُتكاملتان, سويةً لديهما إشراف على كل دارات الروح والمادة التي يمكن التحكم فيها ومناورتها من قِبل المخلوقات.
24:1.14 (266.4) يُمارس مُشرِفو الدارة بعض الإشراف على دارات العقل تلك المرتبطة بالروح بقدر ما لدى إداريو القدرة من سُلطة معينة على تلك الأطوار للعقل التي هي مرتبطة بالطاقة-الفيزيائية--العقل الآلي. بشكل عام يتم توسيع أعمال كل مرتبة بالإرتباط مع الأخرى, لكن دارات العقل النقي لا تخضع لإشراف أي منها. ولا المرتبتان متناسقتان؛ في كل أعمالهم المتعددة الأوجه, يخضع مُشرفو دارة الكون إلى إداريي القدرة السُماة السبعة وتابعيهم.
24:1.15 (266.5) في حين أن المُشرِفين على دارة هم متشابهون تماماً ضمن مراتبهم المختصة, فهم جميعاً أفراد متميزون. هم حقاً كائنات شخصية, لكنهم يمتلكون نوعاً من الشخصية عدا-عن-الممنوحة- بالأب لا تُصادف في أي نوع آخر من المخلوق في كل الوجود الكوني.
24:1.16 (266.6) على الرغم من أنك سوف تتعرف عليهم وتعرفهم بينما تسافر داخلياً نحو الفردوس, فلن تكون لديك علاقات شخصية معهم. إنهم مُشرِفو دارة, وهم يسهرون بدقة وكفاءة على عملهم. يتعاملون فقط مع أولئك الشخصيات والكيانات الذين لديهم إشراف على تلك النشاطات المعنية بالدارات الخاضعة لإشرافهم.
24:2.1 (266.7) رغم أن العقل الفلكي للذكاء الكوني مدرك لحضور ومكان وجود جميع المخلوقات المُفـكِرة, هناك عامل في كون الأكوان وسيلة مستقلة لحفظ تعداد كل مخلوقات المشيئة.
24:2.2 (266.8) إداريو الإحصاء هم خلق خاص ومكتمل للروح اللانهائي, وهم متواجدون بأعداد غير معروفة لنا. خُلقوا بحيث يكونون قادرين على المحافظة على تزامن مثالي مع تقنية الإنعكاسية للأكوان العظمى, بينما هم في نفس الوقت حساسون ومتجاوبون شخصياً إلى المشيئة الذكية. هؤلاء الإداريون, من خلال تقنية غير مفهومة تماماً, يُجعلون مدركين فوراً لمولد مشيئة في أي جزء من الكون الإجمالي. هم, لذلك, دائماً مؤهلون لتزويدنا بعدد, وطبيعة, ومكان وجود كل مخلوقات المشيئة في أي جزء من الخلق المركزي والأكوان العظمى السبعة. لكنهم لا يعملون على الفردوس؛ لا حاجة لهم هناك. على الفردوس المعرفة فطرية؛ الآلهة يعرفون كل الأشياء.
24:2.3 (267.1) يعمل سَبع مُدراء إحصاء في هاﭭونا, واحد كائن مُمركز على عالم مُرشد لكل دارة لهاﭭونا. باستثناء هؤلاء السبعة وإحتياطي النظام على عوالم الفردوس الروحية, فإن كل إداريي الإحصاء يعملون تحت سُلطة قدماء الأيام.
24:2.4 (267.2) يرأس مُدير إحصاء واحد مركز إدارة كل كون عظيم, بينما يخضع لهكذا إداري رئيسي آلاف على آلاف. واحد على عاصمة كل كون محلي. كل شخصيات هذه المرتبة متساوون باستثناء أولئك على العوالم المُرشدة لهاﭭونا ورؤساء الأكوان العظمى السبعة.
24:2.5 (267.3) في الكون العظيم السابع هناك مائة ألف إداري إحصاء. وهذا العدد يتألف كليا من أولئك الممكن تعيينهم إلى أكوان محلية؛ إنه لا يشمل الموظفين الشخصيين ليوساشيا, رئيس الكون العظيم لكل إداريي أورﭭونتون. يوساشيا, مثل رؤساء الأكوان العظمى الأخرى, ليس مؤقلم بشكل مباشر إلى تسجيل المشيئة الذكية. هو فقط مؤقلم إلى مرؤوسيه المُمركزين في أكوان أورﭭونتون؛ هكذا يتصرف كشخصية جامعة رائعة لتقاريرهم الواردة من عواصم الخلائق المحلية.
24:2.6 (267.4) من وقت لآخر تُدوِن المسجلات الرسمية ليوﭭرسا على سجلاتها وضع الكون العظيم كما هو مبين بالتسجيلات في شخصية يوساشيا وعليها. هكذا بيانات إحصاء هي أهلية إلى الأكوان العظمى؛ هذه التقارير لا تُنقل لا إلى هاﭭونا ولا إلى الفردوس.
24:2.7 (267.5) يهتم مدراء الإحصاء بكائنات إنسانية--كما هو الحال مع مخلوقات مشيئة أخرى--فقط إلى حد تسجيل واقع عمل المشيئة. إنهم ليسوا مهتمين بسجلات حياتكم وأفعالها؛ هم ليسوا بأي حال شخصيات مُسجِلة. مُدير الإحصاء لنِبادون, رقم 81,421 لأورﭭونتون, المُمركز الآن على ساﻟﭭينغتون, هو في هذه اللحظة بالذات واعٍ ودارٍ شخصياً بوجودكم الحي هنا على يورانشيا؛ وسوف يمنح تأكيد سجلات موتك في اللحظة التي فيها تتوقف عن العمل كمخلوق مشيئة.
24:2.8 (267.6) يُسجل إداريو الإحصاء وجود مخلوق مشيئة جديد عندما يُجرى أول عمل للمشيئة؛ هم يُؤشرون موت مخلوق مشيئة عندما يحدث أخر عمل للمشيئة. الظهور الجزئي للمشيئة المُلاحظ في تفاعلات بعض من الحيوانات الأعلى لا ينتمي إلى مجال إداريي الإحصاء. هم لا يحتفظون بتعداد أي شيء سوى مخلوقات المشيئة الأصلية, وهم لا يستجيبون لأي شيء سوى عمل المشيئة. كيف يُسجلون بدقة عمل المشيئة, نحن لا نعلم.
24:2.9 (267.7) هؤلاء الكائنات دائماً كانوا, ودائماً سيكونون, مُدراء إحصاء. سيكونون بالمقارنة عديمي الفائدة في أي قسم آخر من عمل الكون. لكنهم معصومون عن الخطأ في الأداء؛ هم لا يُقصرون, ولا هم يُزورون. وبالرغم من قدراتهم المُدهشة وامتيازاتهم التي لا تُصدق, فهم أشخاص؛ لديهم حضور روحي قابل للتمييز وشكل.
24:3.1 (268.1) ليس لدينا معرفة حقيقية فيما يتعلق بزمن أو طريقة خلق المساعدين الشخصيين. عددهم يجب أن يكون جمع غفير, لكنه ليس مُسجَل على يوﭭرسا. من الإستنتاجات المحافظة المؤسسة على معرفتنا بعملهم, أجازف بالتقدير بأن عددهم يمتد عالياً نحو التريليونات. نحن نتمسك بالرأي بأن الروح اللانهائي ليس محدوداً بما يتعلق بالأعداد في خلق هؤلاء المساعدين الشخصيين.
24:3.2 (268.2) المساعدون الشخصيون للروح اللانهائي موجودون لأجل الدعم الحصري لحضور الفردوس للشخص الثالث للإله. ولو أنهم مُلحقين مباشرة إلى الروح اللانهائي وواقعين على الفردوس, فهم يومضون جيئة وذهاباً إلى أقصى أجزاء الخلق. حيثما تمتد دارات الخالق الموحد, قد يظهر هؤلاء المساعدين الشخصيين بهدف تنفيذ دعوة الروح اللانهائي. يجتازون الفضاء كثيراً كما يفعل الرُسل الإنفراديين لكنهم ليسوا شخصيات في المعنى الذي فيه الرُسل.
24:3.3 (268.3) المساعدون الشخصيون كلهم متساوون ومتشابهون؛ لا يُظهرون تمايز في الشخصية الفردية. على الرغم من أن العامل الموحد ينظر إليهم كشخصيات حقيقية, فإنه من الصعب على الآخرين إعتبارهم كشخصيات حقيقية؛ إنهم لا يُظهرون حضور روحي إلى كائنات الروح الأخرى. كائنات الأصل الفردوسي دائماً على بينة من قرب هؤلاء المساعدين؛ لكننا لا نتعرف على حضور شخصية. عدو وجود مثل هذا الشكل-الحضور بلا شك يجعلهم أكثر قابلية للخدمة إلى الشخص الثالث للإله.
24:3.4 (268.4) من بين جميع مراتب كائنات الروح المكشوفة التي تأخذ أصلاً في الروح اللانهائي, فإن المساعدون الشخصيون هم تقريباً الوحيدون الذين لن تصادفوا عند ارتقائكم نحو الداخل إلى الفردوس.
24:4.1 (268.5) التنفيذيون السُماة السبعة, على أجواء الفردوس السبعة للروح اللانهائي, يعملون بشكل جماعي كالمجلس الإداري من الإداريين الفائقين للأكوان العظمى السبعة. المفتشون المعاونون هم التجسيد الشخصي لسُلطة المنفذين السُماة إلى الأكوان المحلية للزمان والفضاء. هؤلاء المراقبون العاليون لشؤون الخلائق المحلية هم الذرية المشتركة للروح اللانهائي والأرواح الرئيسية السبعة للفردوس. في أزمنة الأبدية القريبة قد تم تشخيص سبعمائة ألف, وسِلكهم الإحتياطي يقيم على الفردوس.
24:4.2 (268.6) يعمل المفتشون المعاونون تحت الإشراف المباشر للتنفيذيين السُماة السبعة, كونهم ممثليهم الشخصيين والقديرين إلى الأكوان المحلية للزمان والفضاء. على جو مركز إدارة كل خلق محلي هناك متمركز مفتش وهو زميل مقرب من إتحاد-الأيام المقيم.
24:4.3 (268.7) يتلقى المفتشون المعاونون تقارير وتوصيات فقط من مرؤوسيهم, الحرس المفوضين, المُتمركزين على عواصم الأنظمة المحلية للعوالم المأهولة, بينما يقدمون تقارير فقط إلى رئيسهم المباشر, المنفذ السامي للكون العظيم المعني.
24:5.1 (268.8) الحرس المنتدبون هم شخصيات منسقة وممثلي إرتباط للتنفيذيين السُماة السبعة. تشخصوا على الفردوس بالروح اللانهائي وخُلقوا لأهداف محددة لتفويضهم. هم ذوي أعداد ثابتة, وهناك بالضبط سبعة بلايين في الوجود.
24:5.2 (269.1) بقدر ما مفتش معاون يمثل التنفيذيين السُماة السبعة لكل الكون المحلي, كذلك في كل من العشرة آلاف نظام لذلك الخلق المحلي هناك حارس مفوض, الذي يعمل كالممثل المباشر للمجلس السامي البعيد-المسافة للتحكم الفائق لشؤون كل الأكوان العظمى السبعة. يعمل الحراس على الواجب في حكومات الأنظمة المحلية لأورﭭونتون تحت السُلطة المباشرة للمنفذ السامي رقم سبعة, المنسق للكون العظيم السابع. لكن في تنظيمهم الإداري فإن جميع الحراس المفوضين في كون محلي يخضعون إلى المفتش المعاون المُتمركز عند مراكز إدارة الكون.
24:5.3 (269.2) ضمن كون محلي يخدم الحراس المنتدبين في تناوب, كونهم ينقلون من نظام إلى نظام. عادة ما يتم تغييرهم كل ألف سنة من زمن الكون المحلي. هم من بين أعلى مراتب الشخصيات المُمركزة على عاصمة نظام, لكنهم لا يشاركون أبداً في المداولات المتعلقة بشؤون النظام. يخدمون في الأنظمة المحلية كرؤساء بحكم المنصب للأربعة وعشرين إداري القادمين من العوالم التطورية, لكن سوى ذلك, البشر الصاعدون لديهم إتصال قليل معهم. الحراس مهتمون تقريباً كلياً في الحفاظ على المفتشين المعاونين لكونهم على علم تام بكل الأمور المتعلقة برفاهية وحالة أنظمة تفويضهم.
24:5.4 (269.3) الحراس المنتدبون والمفتشون المعاونون لا يقدمون تقارير إلى التنفيذيين السُماة من خلال مركز إدارة كون عظيم. هم مسؤولون فقط إلى التنفيذي السامي للكون العظيم المختص؛ تختلف أنشطتهم عن إدارة قدماء الأيام.
24:5.5 (269.4) التنفيذيون السُماة, المفتشون المعاونون, والحراس المنتدبون, سوية مع النافيم-الكلية وجمهور من شخصيات غير مكشوفة, يُشكلون نظاماً فعّالاً, مباشراً, ومركزياً, إنما نظام تنسيق إستشاري وإداري بعيد المدى لكل الكون الإجمالي من الأشياء والكائنات.
24:6.1 (269.5) مرشدو المتخرجين, كفئة, يرعون ويوجهون الجامعة العليا للتعليم الفني والتدريب الروحي الذي هو أساسي للغاية لإحراز البشر لهدف العصور: الله, الراحة, وبعدئذٍ أبدية من الخدمة المُكملة. هؤلاء الكائنات الشخصية العالية يأخذون إسمهم من طبيعة وهدف عملهم. إنهم مكرسون حصرياً لمهام إرشاد البشر المتخرجين من الأكوان العظمى للزمان خلال فصل هاﭭونا من الإرشاد والتدريب الذي يخدم لإعداد الحجاج الصاعدين للقبول إلى الفردوس وسِلك النهائية.
24:6.2 (269.6) أنا لست ممنوعاً من التعهد بإخباركم عن عمل هؤلاء المرشدين المتخرجين, لكنه روحاني للغاية لدرجة أنني يائس من قدرتي بأن أصور بكفاءة إلى العقل المادي مفهوماً عن نشاطاتهم المتشعبة. على عوالم القصور, بعد أن يتم توسيع نطاق رؤيتكم وتكونون أحراراً من قيود المقارنات المادية, يمكنكم البدء باستيعاب معنى تلك الحقائق التي "لا عين رأت ولا أذن سمعت, ولا دخلت أبداً مفهوم عقول إنسانية", حتى تلك الأشياء التي "هيأها الله للذين يحبون مثل هذه الحقائق الأبدية". أنتم لستم دائماً لتكونوا محدودين جداً في مدى رؤيتكم وإدراككم الروحي.
24:6.3 (270.1) ينشغل مرشدو المتخرجين في إرشاد حجاج الزمان خلال الدارات السبعة لعوالم هاﭭونا. المرشد الذي يحييك عند وصولك على عالم الإستلام لدارة هاﭭونا الخارجية سيبقى معك خلال كامل مهنتك على الدارات السماوية. ولو إنك ستتزامل مع شخصيات أخرى لا تُحصى أثناء مكوثك على بليون عالم, سوف يتبعك مرشد المتخرج الخاص بك إلى نهاية تقدمك في هاﭭونا وسيشهد دخولك الهجوع النهائي للزمن, نوم عبور الأبدية إلى الهدف الفردوسي, حيث, عند استيقاظك, سوف تُحيى بالمرافق الفردوسي المُعين للترحيب بك وربما ليبقى معك إلى أن يتم إدخالك كعضو لسِلك النهائية البشري.
24:6.4 (270.2) عدد مرشدي المتخرجين هو أبعد من قدرة العقول الإنسانية للإدراك, وهم يستمرون في الظهور. أصلهم هو شيء من الغموض. هم لم يتواجدوا منذ الأبدية؛ يظهرون بغموض حسب الحاجة لهم. ليس هناك سجل لمرشد متخرج في كل عوالم الكون المركزي حتى ذلك اليوم البعيد-المسافة عندما أول حاج بشري من كل الزمان جعل طريقه إلى الحزام الخارجي للخلق المركزي. لحظة وصوله على العالم المُرشد للدارة الخارجية, إلتقى بتحيات ودودة من ماﻟﭭوريان, الأول من مرشدي المتخرجين والآن رئيس مجلسهم السامي ومُدير منظمتهم التعليمية الشاسعة.
24:6.5 (270.3) على سجلات الفردوس لهاﭭونا, في القسم المُسمى "مرشدو المتخرجين", هناك تظهر هذه الإفتتاحية الأولية:
24:6.6 (270.4) "وماﻟﭭوريان, الأول من هذه المرتبة, حَيا وأرشد الحاج المكتشف لهاﭭونا وقاده من الدارات الخارجية للتجربة الأولية, خطوة بخطوة ودارة بدارة, إلى أن وقف في ذات الحضور لمصدر ومصير كل شخصية, بالتالي عابراً عتبة الأبدية إلى الفردوس".
24:6.7 (270.5) عند ذلك الزمان البعيد أنا كنت مُلحقاً إلى خدمة قدماء الأيام على يوﭭرسا, وكلنا سررنا بالتأكيد بأن, في النهاية, حجاج من كوننا العظيم سيصلون هاﭭونا. لعُصور كنا قد عُّلمنا بأن المخلوقات التطورية للفضاء سيحرزون الفردوس, وقد اجتاح تشويق كل الزمن خلال الفناءات السماوية عندما وصل أول حاج فعلياً.
24:6.8 (270.6) إسم هذا الحاج المكتشف لهاﭭونا هو فاندا-الجليل, وقد أهل من الكوكب 341 لنظام 84 في البرج 62 للكون المحلي 1,131 الواقع في الكون العظيم رقم واحد. كان وصوله الإشارة لتأسيس خدمة البث لكون الأكوان. حتى ذلك الحين فقط إذاعات الأكوان العظمى والأكوان المحلية كانت عاملة, لكن الإعلان عن وصول فاندا-الجليل إلى بوابات هاﭭونا أشار الإفتتاح الرسمي "لتقارير الفضاء عن المجد", سُّميت هكذا لأن بث الكون الإبتدائي أبلغ عن الوصول الهاﭭوني لأول الكائنات التطورية ليحرز دخول على هدف الوجود الإرتقائي.
24:6.9 (270.7) مرشدو المتخرجين لا يتركون أبداُ عوالم هاﭭونا؛ إنهم مكرسون لخدمة الحجاج المتخرجين من الزمان والفضاء. وأنت في زمن ما ستلقى هذه الكائنات النبيلة وجهاً لوجه إذا لم ترفض الخطة الأكيدة والكلية-الكمال المصممة لإدخال بقائك وارتقائك حيز التنفيذ.
24:7.1 (270.8) رغم أن التطور ليس نظام الكون المركزي, إلا أننا نعتقد بأن مرشدي المتخرجين هم الأعضاء المُكمَلين أو الأكثر خبرة لأي مرتبة أخرى من مخلوقات الكون المركزي, مقدمي خدمات هاﭭونا. يُظهر مرشدو المتخرجين إتساعاً كبيراً من التعاطف وإستطاعة عظيمة لتفهم المخلوقات الصاعدة بحيث أننا مقتنعون أنهم قد اكتسبوا هذه الثقافة بالخدمة الفعلية في عوالم الكون العظيم كمقدمي-خدمات هاﭭونا للإسعاف الكوني. إذا كانت وجهة النظر هذه غير صحيحة , كيف إذن نستطيع أن نفسر الإختفاء المستمر لمقدمي الخدمات الأسبق أو الأكثر خبرة؟
24:7.2 (271.1) إن مقدم-خدمات سيكون غائباً لمدة طويلة من هاﭭونا على تفويض كون عظيم, حيث أنه قد كان على مهمات كثيرة كهذه سابقاً, سيعود إلى الوطن, ويُمنح إمتياز "الإتصال الشخصي" مع المضيء المركزي الفردوسي, سوف يُحتضن من قِبل الأشخاص اللامعين, ويختفي من تعرف زملائه بالروح, ليس ليظهر ثانية أبداً بين أولئك من نوعه.
24:7.3 (271.2) عند العودة من خدمة الكون العظيم, فإن مقدم خدمات هاﭭونية قد يتمتع بضمات إلهية متعددة وينبثق من هناك مجرد مقدم خدمات ممجد. إن تجربة الضم المضيء لا تعني بالضرورة بأن مقدم الخدمات قد تُرجم إلى مرشد لمتخرج, لكن ما يقرب من ربع أولئك الذين يُحرزون الضم الإلهي لا يعودون أبداً إلى خدمة العوالم.
24:7.4 (271.3) هناك يظهر على السجلات العليا سلسلة لمثل هذه الإفتتاحيات كهذه:
24:7.5 (271.4) "ومقدم الخدمات رقم 842,842,682,846,782 من هاﭭونا, المسمى سودنا, جاء من خدمة الكون العظيم, استُلِمَ على الفردوس, عرف الأب, دخل الضم الإلهي, ولم يكن".
24:7.6 (271.5) عندما تظهر مثل هذه الإفتتاحية على السجلات, مهمة هكذا مقدم للخدمات تُقفل. لكن في ثلاث لحظات بالضبط (أقل بقليل من ثلاثة أيام من وقتكم) مرشد للمتخرجين مولود حديثاً يظهر "آنياً" على الدارة الخارجية لكون هاﭭونا. وعدد مُرشدي المتخرجين, سامحين بفارق بسيط, لا شك نتيجة إلى هؤلاء في الإنتقال, يساوي بالضبط عدد مقدمي الخدمات المختفين.
24:7.7 (271.6) هناك سبب إضافي لافتراض أن يكون مرشدي المتخرجين مقدمي خدمات هاﭭونيين متطورين, وتلك هي النزعة التي لا تفشل لأولئك المرشدين وزملائهم مقدمي الخدمات لتشكيل هكذا إرتباطات فوق الاعتيادية. إن الأسلوب الذي فيه هذه المراتب المفترض أنها منفصلة من الكائنات يفهمون ويتعاطفون مع بعضهم البعض لا يُمكن تفسيره كلياً. إنه مُنعش ومُلهم أن يُشهد تكريسهم المتبادل.
24:7.8 (271.7) الأرواح الرئيسية السبعة ومُدراء القدرة السُماة السبعة المرتبطون, على التوالي, هم المستودعات الشخصية لإمكانية العقل وإمكانية القدرة للكائن الأسمى التي, لا يشغلها, هو شخصياً, حتى الآن. وعندما يتعاون هؤلاء المعاونون الفردوسيون لخلق مقدمي خدمات هاﭭونا, فإن الأخيرون مشمولين فطرياً في أطوار معينة للسمو. مقدمو خدمات هاﭭونا هم بالتالي, في الواقع, إنعكاس في الكون المركزي المثالي لبعض الإمكانات التطورية من مجالات الزمان-الفضاء, التي يتم الكشف عنها جميعاً عندما يخضع مقدم خدمات لتحول وإعادة خلق. نعتقد بأن هذا التحول يحدث في إستجابة إلى مشيئة الروح اللانهائي, عامل بدون شك نيابة عن الأسمى. مرشدو المتخرجين لا يُخلقون بالكائن الأسمى, لكن كلنا نظن بأن الإله الإختباري مهتم بطريقة ما بتلك المعاملات التي تجلب هذه الكائنات إلى حيز الوجود.
24:7.9 (271.8) هاﭭونا التي تُجتاز الآن ببشر صاعدين تختلف في كثير من النواحي عن الكون المركزي كما كان قبل أيام فاندا-الجليل. إن وصول بشر صاعدين على دارات هاﭭونا قد افتتح تعديلات كاسحة في تنظيم الخلق المركزي والإلهي, تعديلات التي بدأها بدون شك الكائن الأسمى--إله المخلوقات التطورية--في تجاوب إلى وصول أول أولاده الإختباريين من الأكوان العظمى السبعة. ظهور مرشدي المتخرجين, سوية مع خلق النافيم-الفائقة الثالثة, يدل على تلك الأداءات لله الأسمى.
24:7.10 (272.1) [ قُدمت بمستشار إلهي ليوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 25
25:0.1 (273.1) ذوي مرتبة متوسطة في عائلة الروح اللانهائي هم جماهير الرُسل للفضاء. هذه الكائنات المتعددة البراعات تعمل كحلقات وصل بين الشخصيات الأعلى والأرواح المُسعفة. جماهير الرُسل تشمل المراتب التالية من الكائنات السماوية:
25:0.2 (273.2) 1. مقدمو خدمات هاﭭونا.
25:0.3 (273.3) 2. مُصالحون كونيون.
25:0.4 (273.4) 3. ناصحون فنيون.
25:0.5 (273.5) 4. القيّمون على السجلات على الفردوس.
25:0.6 (273.6) 5. مُدونون سماويون.
25:0.7 (273.7) 6. مرافقو مورونشيا.
25:0.8 (273.8) 7. مرافقو الفردوس.
25:0.9 (273.9) من الفئات السبعة التي سُردت, ثلاثة فقط--مقدمو الخدمات, والمُصالحون, ومرافقو المورونشيا--خُلقوا على هذا النحو؛ الأربعة الباقون يمثلون مستويات التحصيل للمراتب الملائكية. وفقاً للطبيعة المتأصلة والوضع المُنال, يخدم جماهير الرُسل بشكل متنوع في كون الأكوان إنما دائماً خاضعين لتوجيه أولئك الذين يحكمون عوالم تفويضهم.
25:1.1 (273.10) على الرغم من أنهم مُلقبون مقدمو خدمات, "مخلوقات منتصف الطريق" هؤلاء للكون المركزي ليسوا خُداماً بأي معنى وضيع للكلمة. ليس هناك في العالَم الروحي شيء مثل عمل وضيع؛ كل خدمة هي مقدسة ومُبهجة؛ ولا المراتب الأعلى للكائنات تُطل نُزولاً على المراتب الأقل من الوجود.
25:1.2 (273.11) مقدمو خدمات هاﭭونا هم العمل الخلاَّق المُشترك للأرواح الرئيسية السبعة وزملائهم, إداريو القدرة السُماة السبعة. هذا التعاون الخلاَّق يأتي أقرب ما يكون إلى كونه النموذج لللائحة الطويلة من النسخ طبق الأصل للنظام المزدوج في الأكوان التطورية, ممتداً من خلق نجم صباح ولامع بواسطة إرتباط إبن خالق-روح خلاَّقة, نزولاً إلى إنجاب جنسي على عوالم مثل يورانشيا.
25:1.3 (273.12) إن عدد مقدمي الخدمات هائل, ويتم إنشاء المزيد في كل وقت. هم يظهرون في جماعات من ألف في اللحظة الثالثة بعد إجتماع الأرواح الرئيسية وإداريو القدرة السُماة عند منطقتهم المشتركة في القطاع الأبعد شمالاً من الفردوس. كل مقدم خدمات رابع هو أكثر فيزيائية في النوع من الآخرين؛ أي أنه, من بين كل ألف, سبعمائة وخمسون على ما يبدو هم حقيقيون إلى نوع الروح, لكن مائتين وخمسين يكونون شبه فيزيائيين في الطبيعة. هؤلاء المخلوقات الرابعة هم نوعاً ما على مرتبة الكائنات المادية (مادي في مغزى هاﭭونا) يشابهون موجهي القدرة الفيزيائيين أكثر من الأرواح الرئيسية.
25:1.4 (274.1) في العلاقات الشخصية, يكون الروحي مُهيمناً على المادي, حتى لو أنه الآن لا يبدو هكذا على يورانشيا؛ وفي إنتاج مقدمي خدمات هاﭭونا يسود قانون هيمنة الروح ؛ تنتج النسبة المؤسسة ثلاث كائنات روحية إلى واحد شبه-فيزيائي.
25:1.5 (274.2) كل مقدمي الخدمات المخلوقين حديثاً, سوية مع مُرشدي المتخرجين الظاهرين حديثاً, يمرون خلال فصول التدريب التي يديرها كبار المرشدين باستمرار على كل من دارات هاﭭونا السبعة. يتم بعد ذلك تكليف مقدمي الخدمات بالنشاطات التي هم متأقلمين بالشكل الأفضل لها, وحيث أنهم من نوعين--روحي وشبه فيزيائي--فهناك قيود قليلة على نطاق العمل الذي يمكن لهؤلاء الكائنات المتعددي البراعات القيام به. يتم تعيين المجموعات الأعلى أو مجموعات الروح بشكل إنتقائي إلى خدمات الأب, والإبن, والروح, وإلى عمل الأرواح الرئيسية السبعة. يتم إرسالهم بأعداد كبيرة, من وقت لآخر, لكي يخدموا على عوالم الدراسة التي تحيط بأجواء مراكز إدارة الأكوان العظمى السبعة, العوالم المكرسة للتدريب النهائي والثقافة الروحية للنفوس الصاعدة للزمان الذين يتهيأون للتقدم إلى دارات هاﭭونا. كل من مقدمي خدمات الروح وزملائهم الأكثر فيزيائيةً كذلك يُعينون كمساعدين وزملاء لمُرشدي المتخرجين في مساعدة وإرشاد المراتب المتنوعة من المخلوقات الصاعدة الذين أحرزوا هاﭭونا, والذين يسعون لإحراز الفردوس.
25:1.6 (274.3) يُظهر مقدمو خدمات هاﭭونا ومُرشدو المتخرجين تفانياً متعالياً إلى عملهم ومودة مؤثرة لبعضهم البعض, مودة التي, في حين أنها روحية, لا يمكن أن تفهمها إلا مقارنة بظاهرة المحبة الإنسانية. هناك شفقة إلهية في إنفصال مقدمي الخدمات عن المُرشدين, كما يحدث غالباً عندما يُرسَل مقدمي الخدمات على مهمات ما وراء حدود الكون المركزي؛ لكنهم يذهبون بفرح وليس بحزن. الفرح المُرضي للواجب العالي هو العاطفة المتفوقة للكائنات الروحية. لا يمكن للحزن أن يتواجد في وجه الوعي للواجب الإلهي المؤدى بأمانة. وعندما تقف نفـس الإنسان المرتقية أمام القاضي السامي, فإن القرار ذا الأهمية الأبدية لن يتحدد بناء على النجاحات المادية أو الإنجازات الكمية؛ القرار المدوي خلال المحاكم العليا يعلن: "حسناً فعلت, خادم صالح ومُخلص؛ لقد كنت أميناً على بضعة مباديء؛ سوف تُجعَل حاكماً على حقائق كونية".
25:1.7 (274.4) على خدمة كون عظيم دائماً يتم تفويض مقدمي خدمات هاﭭونا إلى ذلك المجال الذي يرأسه الروح الرئيسي الذي هم أكثر شبها به في إمتيازات الروح العامة والخاصة. هم يخدمون فقط على العوالم التعليمية المحيطة بعواصم الأكوان العظمى السبعة, والتقرير الأخير ليوﭭرسا يشير بأن حوالي 138 بليون مقدم خدمات كانوا يسعفون على سواتلها الـ 490 ينخرطون في تنوع لا حصر له من النشاطات التي تتعلق بعمل تلك العوالم التعليمية التي تضم الجامعات الفائقة للكون العظيم أورﭭونتون. هنا هم مرافقوك؛ قد نزلوا من مهنتك التالية لكي يدرسوك ويلهموك بواقعية ويقين تخرجك في نهاية المطاف من جامعات الزمان إلى عوالم الأبدية. وفي هذه الإتصالات, يكتسب مقدمو الخدمات تلك الخبرة الأولية من الإسعاف إلى مخلوقات الزمان الصاعدين التي هي في غاية العون في عملهم اللاحق على دارات هاﭭونا كمعاونين لمُرشدي المتخرجين أو--كمقدمي خدمات مُترجَمين--كمُرشدي متخرجين أنفسهم.
25:2.1 (275.1) لكل مقدم خدمات هافوني خُلق, يُحضر إلى حيز الوجود سبعة مصالحين كونيين, واحد في كل كون عظيم. يتضمن هذا التشريع الإبداعي تقنية كون عظيم محددة من الإستجابة الإنعكاسية للتعاملات التي تجري على الفردوس.
25:2.2 (275.2) على عوالم مراكز إدارة الأكوان العظمى السبعة تعمل هناك الإنعكاسات السبعة للأرواح الرئيسية السبعة. من الصعب التعهد بتصوير طبائع تلك الأرواح الإنعكاسية إلى عقول مادية. هم شخصيات حقيقية؛ مع ذلك فكل عضو من فئة كون عظيم هو عاكس تماماً لواحد فقط من الأرواح الرئيسية السبعة. وفي كل مرة يربط الأرواح الرئيسية أنفسهم مع إداريي القدرة بهدف خلق جماعة من مقدمي خدمات هاﭭونيين, يوجد تركيز متزامن على أحد الأرواح الإنعكاسية في كلٍ من جماعات الكون العظيم, وفي الحال وبكامل النمو يظهر عدد متساوي من المُصالحين الكونيين على عوالم مراكز إدارة الخلائق الفائقة. إذا, في خلق مقدمي الخدمات, أخذ الروح الرئيسي رقم سبعة زمام المبادرة, لا أحد سوى الأرواح الإنعكاسية من المرتبة السابعة سيصبحون مُثمرين بمصالحين؛ وبالتزامن مع خلق ألف مقدم خدمات شبه-أورﭭونتون, فإن ألف من المصالحين من المرتبة السابعة سيظهرون على عاصمة كل كون عظيم. من تلك الأحداث الهامة, العاكسة للطبيعة السباعية للأرواح الرئيسية, تنشأ المراتب المخلوقة السبعة مِن المُصالحين الذين يخدمون في كل كون عظيم.
25:2.3 (275.3) المُصالحون الذين يتمتعون بمكانة ما قبل الفردوس لا يخدمون بالتبادل ما بين الأكوان العظمى, كونهم محدودين إلى قطاعاتهم الأهلية مِن الخلق. كل سِلك كون عظيم, يضم سُبع كل مرتبة مخلوقة, لذلك يُمضي وقتاً طويلاً جداً تحت تأثير واحد من الأرواح الرئيسية في إستثناء للآخرين, لأنه, بينما ينعكس كل السبعة على عواصم الأكوان العظمى, واحد فقط يُهيمن في كل خلق فائق.
25:2.4 (275.4) كل من الخلائق الفائقة السبعة هو مُتخلل فعلياً بذلك الواحد من الأرواح الرئيسية الذي يرأس مصائره. بهذا يصبح كل كون عظيم مثل مرآة عملاقة عاكسة لطبيعة وصِفة الروح الرئيسي المُشرف, وكل هذا مستمر أبعد في كل كون محلي فرعي من خلال حضور وعمل الأرواح الأمهات الخلاَّقة. إن تأثير مثل هذه البيئة على النمو التطوري هو عميق للغاية بحيث في مِهنهم ما بعد الكون العظيم يُظهر المصالحون بشكل جماعي تسعة وأربعين وجهة نظر تجريبية, أو بصائر, كل من زاوية--وبالتالي غير تامة--لكن كلها تعويضية بشكل متبادل ومعاً يميلون إلى الإحاطة بدائرة السمو.
25:2.5 (275.5) في كل كون عظيم يجد المصالحون الكونيون أنفسهم منفصلين بغرابة وبالفطرة إلى جماعات من أربعة, جمعيات التي فيها يواصلون الخدمة. في كل مجموعة, ثلاثة هم شخصيات روح, وواحد, مثل المخلوقات الرابعة لمقدمي الخدمات, هو كائن شبه مادي. هذا الرباعي يؤلف لجنة مصالحة وهو مُكون كالتالي:
25:2.6 (275.6) 1. القاضي-المُحَكم. الواحد المُعين بالإجماع من قِبل الثلاثة الآخرين على أنه الأكثر كفاءة والأفضل تأهيلاً للقيام بدور رئيس قضائي للمجموعة.
25:2.7 (275.7) 2. الروح-المحامي. الواحد المُعيَن من قِبل القاضي-المُحكَم لتقديم الأدلة وحماية حقوق جميع الشخصيات المعنية بأي أمر مُوكل إلى تحكيم لجنة المصالحة.
25:2.8 (276.1) 3. المُنفِذ الإلهي. المُصالح المؤهل بالطبيعة الفطرية للقيام بإتصال مع الكائنات المادية للعوالم ولتنفيذ قرارات اللجنة. المُنفذون الإلهيون, كائنين مخلوقات رابعة--كائنات شبه مادية--هم تقريباً, إنما ليس تماماً, مرئيين للرؤية قصيرة-المدى للأجناس البشرية.
25:2.9 (276.2) 4. المُدون. العضو المتبقي من اللجنة يصبح تلقائياً المُدون, كاتب المحكمة. إنه يتأكد بأن كل السجلات مُعدة بشكل صحيح لأرشيفات الكون العظيم وسجلات الكون المحلي. إذا كانت اللجنة تخدم على عالم تطوري, يتم إعداد تقرير ثالث, بمساعدة المُنفذ, من أجل السجلات الفيزيائية لحكومة نظام الإختصاص.
25:2.10 (276.3) عندما في جلسة تعمل اللجنة كمجموعة من ثلاثة حيث أن المحامي منفصل أثناء المحاكمة ويشارك في صياغة الحكم فقط في ختام الجلسة. من هنا تُسمى هذه اللجان في بعض الأحيان الحَكم الثلاثي.
25:2.11 (276.4) المصالحون هم ذوي قيمة كبيرة في إبقاء كون الأكوان يعمل بسلاسة. مجتازون الفضاء بالمعدل السيرافي من ثلاثة أضعاف السرعة, هم يخدمون بمثابة المحاكم المتنقلة للعوالم, لجان مكرسة لإصدار أحكام سريعة ذات صعوبات طفيفة. لو لم يكن لهذه اللجان المتنقلة والمنصفة بشكل بارز, لكانت محاكم الأجواء مغطاة بشكل ميؤوس بسوء الفهم البسيط للعوالم.
25:2.12 (276.5) الحَكَم الثلاثي هؤلاء لا يحكمون على أمور ذات أهمية أبدية؛ النفـس, الإمكانات الأبدية لمخلوق الزمان لا توضع أبداً في خطر جراء أعمالهم. المصالحون لا يتعاطون بمسائل تتجاوز الوجود الدنيوي والرفاهية الفلكية لمخلوقات الزمان. لكن عندما تكون لجنة قد قبلت مرة صلاحية قضائية لمشكلة ما, تكون أحكامها نهائية ودائماً بالإجماع؛ ليس هناك استئناف من قرار القاضي-المُحَكم.
25:3.1 (276.6) يحتفظ المُصالحون بمركز إدارة جماعي على عاصمة كونهم العظيم, حيث يُحتفظ بسِلك إحتياطاتهم الأولي. تتمركز إحتياطاتهم الثانوية على عواصم الأكوان المحلية. المفوضون الأصغر سناً والأقل خبرة يبدأون خدمتهم على العوالم الأسفل, عوالم مثل يورانشيا, ويُقدمون إلى الفصل القضائي الأكبر بعد أن يكونوا قد اكتسبوا خبرة أكثرنضجاً.
25:3.2 (276.7) مرتبة المُصالحين يمكن الإعتماد عليها كلياً؛ لم يضل منهم أحد أبداً. ولو أنهم غير معصومين في الحكمة والحُكم, إلا أنهم ذوي مصداقية لا ريب فيها ولا تشوبهم شائبة في الإخلاص. يأخذون أصلاً على مركز إدارة كون عظيم ويعودون إليه في نهاية المطاف, متقدمين خلال المستويات التالية من خدمة الكون:
25:3.3 (276.8) 1. مصالحون إلى العوالم. كلما غدت الشخصيات المُشرفة على العوالم الفردية في حيرة كبيرة أو فعلياً وصلت طريق مسدود فيما يخص الإجراء المناسب في ظل الظروف القائمة, وإذا كان الأمر ليس ذا أهمية كافية للمثول أمام المحاكم المُشكلة نظامياً للحيز, عندئذٍ, عند إستلام إلتماس شخصيتين, واحدة من كل طرف نزاع, ستبدأ لجنة مصالحة عملها على الفور.
25:3.4 (277.1) عندما تكون هذه الصعوبات الإدارية والشرعية قد وضعت في أيدي المُصالحين للدراسة والفصل, فهم عالون في السُلطة. لكنهم لا يصيغون قراراً حتى يتم سماع جميع الأدلة, وليس هناك على الإطلاق أي حدود لسُلطتهم في إستدعاء الشهود من أي مكان وكل مكان. وبينما لا يمكن الطعن في قراراتهم, إلا أنه في بعض الأحيان تنشأ أمور بحيث تغلق اللجنة سجلاتها عند نقطة ما, مستنتجة وجهات نظرها, ومحولة المسألة برمتها إلى المحاكم الأعلى للحيز.
25:3.5 (277.2) توضع قرارات المفوضين على السجلات الكوكبية, وإذا لزم الأمر, توضع قيد التنفيذ من قِبل المُنفذ الإلهي. قدرته عظيمة جداً, ومدى نشاطاته على عالَم مسكون واسعة جداً. المُنفذون الإلهيون هم مناورون بارعون لما هو في مصلحة ما ينبغي أن يكون. يتم تنفيذ أعمالهم في بعض الأحيان من أجل الرفاهية البادية للحيز, وأحياناً يصعب تفسير أفعالهم على عوالم الزمان والفضاء. ولو أن أوامر التنفيذ ليست في تحد لا للقانون الطبيعي ولا للإستخدامات المعترف بها للحيز, غالباً ما ينفذون أفعالهم الغريبة ويفرضون إنتدابات المصالحين وفقاً للقوانين الأعلى لإدارة النظام.
25:3.6 (277.3) 2. المصالحون إلى مركز إدارة النظام. من الخدمة على العوالم التطورية تُقدَم هذه اللجان المكونة من أربعة إلى الواجب على مركز إدارة نظام. هنا لديهم الكثير من العمل الذي يتعين عليهم القيام به, وهم يثبتون أنهم أصدقاء متفهمين للناس, والملائكة, وكائنات الروح الأخرى. إن الحَكَم الثلاثي لا يهتمون كثيراً بالخلافات الشخصية كما هو الحال مع النزاعات الجماعية وبسوء التفاهمات التي تنشأ بين مراتب مختلفة من المخلوقات, وعلى مركز إدارة نظام هناك تعيش كائنات روحية ومادية على حد سواء, بالإضافة إلى الأنواع المُركبة, مثل الأبناء الماديين.
25:3.7 (277.4) في اللحظة التي يجلب فيها الخالقون أفراداً متطورين يتمتعون بقدرة الإختيار, تلك اللحظة يُجعل رحيل من العمل السلس للكمال الإلهي؛ سوء تفاهمات ستنشأ بالتأكيد, ويجب أن يتم إجراء تعديل منصف لهذه الإختلافات النزيهة في وجهات النظر. ينبغي أن نتذكر جميعاً بأن الخالقين الكليو الحكمة والكليو القدرة كان بإمكانهم جعل الأكوان المحلية مثالية تماماً مثل هاﭭونا. لا لجان مصالحة بحاجة لأن تعمل في الكون المركزي. لكن الخالقين لم يختاروا في كلية-حكمتهم القيام بذلك. وبينما قد أنتجوا أكواناً التي هي وافرة في الفروقات وتعج بالصعوبات, فقد زودوا بالمثل الآليات والوسائل من أجل التأليف بين كل تلك الخلافات ومواءمة كل هذا الإرتباك الظاهر.
25:3.8 (277.5) 3. مصالحو البرج. من الخدمة في الأنظمة يترقى المُصالحون إلى الفصل في مشاكل برج, متناولين الصعوبات الطفيفة التي تنشأ بين أنظمته المائة من العوالم المأهولة. لا تندرج العديد من المشكلات التي تطرأ على مركز إدارة البرج تحت سلطتهم القضائية, لكنهم يُبقون منشغلين بالانتقال من نظام لآخر لجمع الأدلة وإعداد البيانات الأولية. إذا كان الخلاف صادقاً, إذا كانت الصعوبات تنشأ من الإختلافات الصادقة في الرأي والتنوع الصادق في وجهات النظر, بغض النظر عن قلة الأشخاص المعنيين, بغض النظر كم يبدو تافهاً سوء التفاهم, دائماً يمكن الحصول من لجنة المصالحة على حُكم على حيثيات الجدال.
25:3.9 (277.6) 1. المُصالحون إلى الأكوان المحلية. في هذا العمل الأكبر لكون, فإن المفوضون هم ذوي مساعدة كبيرة إلى كِلا الملكيصادقين والأبناء الوقورين وإلى حكام البرج وجماهير الشخصيات المعنية بتنسيق وإدارة الأبراج المائة. إن المراتب المختلفة من السيرافيم وغيرهم من سكان أجواء مركز إدارة كون محلي كذلك ينتفعون من مساعدة وقرارات الحَكَم الثلاثي.
25:3.10 (278.1) هناك شبه إستحالة لتفسير طبيعة تلك الإختلافات التي قد تنشأ في الشؤون التفصيلية لنظام, برج, أو كون. الصعوبات تنشأ, لكنها تختلف تماماً عن التجارب البسيطة وعذابات الوجود المادي كما تُعاش على العوالم التطورية.
25:3.11 (278.2) 5. مُصالحون للقطاعات الصغرى للكون العظيم. من مشاكل الأكوان المحلية يتقدم المصالحين إلى دراسة الأسئلة التي تنشأ في القطاعات الصغرى لكونهم العظيم. كلما ارتقوا أبعد نحو الداخل من الكواكب الفردية, قلت الواجبات المادية للمنفذ الإلهي؛ تدريجياً هو يتولى دوراً جديداً لمُفسر رحمة-العدالة, في ذات الوقت--كونه شبه مادي--يحفظ اللجنة ككل في إتصال مُتعاطف مع الجوانب المادية لتحقيقاتها.
25:3.12 (278.3) 6. مُصالحون للقطاعات الكبرى للكون العظيم. تستمر طبيعة عمل المفوضين في التغير بينما يتقدمون. هناك أقل وأقل من سوء الفهم للفصل وأكثر وأكثر من الظواهر الغامضة للشرح والتفسير. من مرحلة إلى أخرى هم يتطورن من مُحكمي الخلافات إلى مفسرين للأسرار--قضاة يتطورن إلى معلمين مفسرين. مُحكمون لأولئك الذين من خلال الجهل يسمحون للصعوبات وسوء الفهم أن تنشأ, هم مرة كانوا؛ لكنهم الآن يُصبحون موجهين لأولئك الذين يتمتعون بقدر كاف من الذكاء والتسامح لتجنب صدامات العقل وحروب الآراء. كلما كان تعليم المخلوق أعلى, زاد احترامه لمعرفة, خبرة, وآراء الآخرين.
25:3.13 (278.4) 7. مُصالحون إلى الأكوان العظمى. هنا يُصبح المُصالحون منسقين--أربعة حُكام-معلمين مفهومين بشكل متبادل ويعملون بشكل مثالي. يتم إخلاء المنفذ الإلَهي من القدرة الجزائية ويصبح الصوت الفيزيائي لثلاثي الروح. بحلول هذا الوقت يكون هؤلاء المستشارون والمعلمون قد أصبحوا مُلمين بشكل محترف بمعظم المشاكل والصعوبات الفعلية التي تُواجَه في إدارة شؤون كون عظيم. بهذا يصبحون مستشارين رائعين ومعلمين حُكماء للحجاج الصاعدين المقيمين على الأجواء التعليمية المحيطة بعوالم مراكز إدارة الأكوان العظمى.
25:3.14 (278.5) كل المُصالحين يخدمون تحت الإشراف العام لقدماء الأيام وتحت التوجيه المباشر لمساعدي الصورة حتى يحين وقت تقديمهم إلى الفردوس. أثناء حلولهم الفردوسي يرفعون التقارير إلى الروح الرئيسي الذي يرأس الكون العظيم لأصلهم.
25:3.15 (278.6) سجلات الكون العظيم لا تحصي أولئك المصالحين الذين تجاوزوا حدود إختصاصهم, وهكذا لجان هي منتشرة على نطاق واسع خلال الكون الإجمالي. تقرير السجل الأخير على يوﭭرسا يعطي العدد العامل في أورﭭونتون بما يقرب من ثمانية عشر تريليون لجنة--فوق السبعين تريليون فرد. لكن هؤلاء ليسوا سوى جزء صغير جداً فقط من جمهور المُصالحين الذين خُلقوا في أورﭭونتون؛ ذلك العدد هو من مقدار أعلى وهو المعادل لمجموع عدد مقدمي خدمات هاﭭونا, مع تسامحات للتحول إلى مُرشدي متخرجين.
25:3.16 (278.7) من وقت لآخر, بينما تزداد أعداد مصالحي الكون العظيم, هم يتـَرجَمون إلى مجلس الكمال على الفردوس, الذي منه ينبثقون لاحقاً كالسِلك المُنسِق المُطوَر بالروح اللانهائي من أجل كون الأكوان, مجموعة رائعة من الكائنات التي تتزايد باستمرار في الأعداد والكفاءة. من خلال الإرتقاء الإختباري والتدريب الفردوسي هم قد اكتسبوا إدراكاً فريداً للواقع المنبثق للكائن الأسمى, وهم يجوبون كون الأكوان في مهمة خاصة.
25:3.17 (279.1) أعضاء لجنة المصالحة لا ينفصلون أبداً. جماعة من أربعة يخدمون معاً إلى الأبد تماماً كما ارتبطوا في الأساس. حتى في خدمتهم الممجدة هم يستمرون في الأداء كرباعي من الخبرة الفلكية المتراكمة والحكمة الإختبارية المثالية. إنهم مرتبطون أبدياً كالتجسيد للعدالة العُليا للزمان والفضاء.
25:4.1 (279.2) هذه العقول القانونية والتقنية لعالَم الروح لم تُخلق على هذا النحو. من النافيم الفائق والنافيم الكلي المبكرين, تم اختيار مليون من العقول الأكثر تنظيماً من قِبل الروح اللانهائي كنواة لهذه الفئة الشاسعة والمتنوعة المواهب. ومنذ ذلك الزمن النائي-البعيد, كانت الخبرة الفعلية في تطبيق قوانين الكمال إلى خطط الخلق التطوري مطلوبة من جميع الذين يطمحون في أن يصبحوا مستشارين فنيين.
25:4.2 (279.3) يتم تجنيد المستشارين الفنيين من صفوف مراتب الشخصية التالية:
25:4.3 (279.4) 1. النافيم الفائق.
25:4.4 (279.5) 2. النافيم الثانوي.
25:4.5 (279.6) 3. النافيم الثالثي.
25:4.6 (279.7) 4. النافيم الكلي.
25:4.7 (279.8) 5. السيرافيم.
25:4.8 (279.9) 6. أنواع معينة من البشر الصاعدين.
25:4.9 (279.10) 7. أنواع معينة من منتصفي الطريق الصاعدين.
25:4.10 (279.11) في الوقت الحالي, بدون تعداد البشر ومنتصفي الطريق الذين هم جميعاً من إلتحاق عابر, فإن عدد المستشارين الفنيين المسجلين على يوﭭرسا والعاملين في أورﭭونتون يزيد قليلاً عن واحد-وستين تريليون.
25:4.11 (279.12) المستشارون الفنيون يعملون تكراراً كأفراد لكنهم مُنظَمون للخدمة ويحافظون على مراكز إدارة مشتركة على أجواء التفويض في جماعات من سبعة. في كل مجموعة على الأقل خمسة يجب أن يكونوا ذوي وضع دائم, بينما إثنان قد يكونا ذوي ارتباط مؤقت. البشر الصاعدون ومخلوقات منتصف الطريق الصاعدون يخدمون على تلك اللجان الإستشارية بينما يتابعون إرتقاء الفردوس, لكنهم لا يدخلون دورات التدريب المنتظمة للمستشارين التقنيين, ولا هم يصبحون أبداً أعضاء دائمين للمرتبة.
25:4.12 (279.13) يتم إختيار أولئك البشر ومنتصفي الطريق الذين يخدمون بشكل عابر مع المستشارين لمثل هذا العمل بسبب خبرتهم في مفهوم القانون الكوني والعدالة العُليا. بينما تسافر نحو هدفك الفردوسي, مُكتسباً على الدوام معرفة مُضافة ومهارة مُعززة, تُـمنح لك باستمرار الفرصة لكي تعطي للآخرين الحكمة والخبرة التي اكتسبتها بالفعل؛ على طول الطريق نحو الداخل إلى هاﭭونا أنت تعيد تمثيل دور التلميذ-المعلم. سوف تشق طريقك خلال مستويات الإرتقاء لهذه الجامعة الإختبارية الشاسعة بالنقل لأولئك الذين هم أدناك بالضبط المعرفة المكتشفة حديثاً لمهنتك المتقدمة. في النظام الكوني أنت لا تُحسب بأنك امتلكت معرفة وحقيقة حتى تُظهر مقدرتك ورغبتك لإبلاغ هذه المعرفة والحقيقة إلى الآخرين.
25:4.13 (280.1) بعد تدريب طويل وخبرة فعلية, أي من الأرواح المُسعفة فوق منزلة الشيروبيم يُسمح لهم بالحصول على تعيين دائم كمستشارين فنيين. جميع المُرشَحين يدخلون طوعاً هذه المرتبة من الخدمة؛ لكن عندما يتقلدون مثل هذه المسؤوليات مرة, لا يمكنهم إعتزالها. فقط قدماء الأيام يمكنهم تحويل هؤلاء المستشارين إلى نشاطات أخرى.
25:4.14 (280.2) تدريب المستشارين الفنيين الذي بدأ في كليات الملكيصادق في الأكوان المحلية, يستمر إلى محاكم قدماء الأيام. من هذا التدريب في الكون العظيم يتابعون إلى "مدارس الدوائر السبعة" الواقعة على العوالم المُرشدة لدارات هاﭭونا. ومن العوالم المُرشدة يُستلَمون في "كلية آداب القانون وتقنية السمو", مدرسة التدريب الفردوسي من أجل تكامل المستشارين الفنيين.
25:4.15 (280.3) هؤلاء المستشارون هم أكثر من خبراء قانونيين؛ هم تلامذة وأساتذة القانون المُطبق, قوانين الكون المُطبقة إلى حياة ومصائر كل الذين يسكنون المجالات الشاسعة للخلق النائي. بمرور الزمن, يصبحون مكتبات القانون الحية للزمان والفضاء, مانعين متاعب لا حصر لها وتأخيرات لا داعي لها من خلال إرشاد شخصيات الزمان بما يخص نُظم وأساليب الإجراءات الأكثر قبولاً لحكام الأبدية. إنهم قادرون على تقديم المشورة لعمال الفضاء لتمكينهم من العمل في انسجام مع متطلبات الفردوس؛ هم معلمو جميع المخلوقات بما يخص تقنية الخالقين.
25:4.16 (280.4) هكذا مكتبة حية من القانون المطبق لا يمكن خلقها؛ مثل هذه الكائنات يجب أن تتطور بالتجربة الفعلية. الآلهة اللانهائية هم وجوديون, بالتالي معوضون عن نقص الخبرة؛ يعرفون الكل حتى قبل أن يختبروا الكل, لكنهم لا ينقلون هذه المعرفة غير المختبرة إلى مخلوقاتهم التابعة.
25:4.17 (280.5) المستشارون الفنيون مكرسون إلى عمل منع التأخير, تسهيل التقدم, وتحقيق المشورة. هناك دائماً طريقة أفضل وصحيحة لفعل الأشياء؛ هناك دائماً تقنية للكمال, أسلوب إلهي, وهؤلاء المستشارون يعرفون كيف يوجهوننا جميعاً لإيجاد هذه الطريقة الأفضل.
25:4.18 (280.6) هذه الكائنات الحكيمة والعملية للغاية دائماً على صِلة وثيقة مع خدمة وعمل الرقباء الكونيين. الملكيصادقون مزودون بسِلك قادر. حكام الأنظمة, الأبراج, الأكوان, وقطاعات الكون العظيم كلهم مزودين بوفرة بهذه العقول المرجعية التقنية أو القانونية للعالم الروحي. تعمل فئة خاصة كمستشارين قانونيين إلى حاملي الحياة, ناصحين هؤلاء الأبناء بما يخص مدى الإبتعاد المسموح به عن النظام المؤسس لإنتشار الحياة وإرشادهم سوى ذلك بما يختص بامتيازاتهم ومجالات عملهم. هم المستشارون لكل أصناف الكائنات فيما يتعلق بالإستعمالات والتقنيات اللائقة لكل تعاملات عالَم الروح. لكنهم لا يتعاطون مباشرة وشخصياً مع المخلوقات المادية للعوالم.
25:4.19 (280.7) إلى جانب تقديم المشورة بما يخص الإستعمالات القانونية, يُكرس المستشارون الفنيون أنفسهم بالمثل إلى التفسير الفعّال لكل القوانين المتعلقة بالكائنات المخلوقة--الفيزيائية, والعقلية, والروحية. هم متاحون للمصالحين الكونيين وإلى كل الآخرين الراغبين في معرفة حقيقة القانون؛ بكلمات أخرى, ليعرفوا كيف يمكن الإعتماد على سمو الإله ليتفاعل في موقف مُعين لديه عوامل لنظام مؤسس فيزيائي, وعقلي, وروحي. هم حتى يحاولون إيضاح تقنية المنتهى.
25:4.20 (281.1) المستشارون الفنيون هم كائنات مختارة ومُختَبرة؛ أنا لم أعرف أبداً أن واحداً منهم ضل. ليس لدينا أي سجلات على يوﭭرسا بأنهم قد تم الحكم عليهم في ازدراء للقوانين الإلهية التي يفسرونها بغاية الفعالية ويشرحونها ببلاغة كبيرة. ليس هناك حدود معروفة لمجال خدمتهم, ولم توضع أي حدود على تقدمهم. هم يستمرون كمستشارين حتى إلى أبواب الفردوس؛ كل كون القانون والخبرة مفتوح لهم.
25:5.1 (281.2) من بين النافيم الفائق الثالثي في هاﭭونا, يتم إختيار بعض من المُدونين الرئيسيين الكبار كقيمين على السجلات, كحافظين للأرشيفات الرسمية لجزيرة النور, تلك الأرشيفات التي تقف في تباين إلى سجلات التسجيل الحية في عقول القيمين على المعرفة, أحياناً يُدعَون "مكتبة الفردوس الحية".
25:5.2 (281.3) الملائكة المدونين للكواكب المأهولة هم مصدر كل السجلات الفردية. في كل أنحاء الأكوان يعمل مدونون آخرون بما يخص كِلا السجلات الرسمية والسجلات الحية. من يورانشيا إلى الفردوس, تُواجه كِلا السجلات: في كون محلي, أكثر من المكتوبة وأقل من الحية؛ على الفردوس, أكثر من الحية وأقل من الرسمية؛ على يوﭭرسا, كلاهما بالتساوي متوفرين.
25:5.3 (281.4) كل حدث ذا أهمية في الخلق المنظم والمسكون هو مسألة سجل. في حين أن الأحداث التي لا تزيد عن أهمية محلية لا تجد سوى تدوين محلي, تلك ذات الأهمية الأوسع يتم التعامل معها وفقاً لذلك. من كواكب, وأنظمة, وأبراج نِبادون, كل شيء ذا أهمية كونية يُنشر على ساﻟﭭينغتون؛ ومن هكذا عواصم كونية تُقدَّم تلك الأحداث إلى سجل أعلى يختص بشؤون القطاع والحكومات الفائقة. الفردوس لديه كذلك موجز لائق لبيانات الكون العظيم وهاﭭونا؛ وهذه القصة التاريخية والتراكمية لكون الأكوان هي في عُهدة هؤلاء النافيم الفائق الثالثي الممجَد.
25:5.4 (281.5) في حين أن بعض من هؤلاء الكائنات قد أُرسلوا إلى الأكوان العظمى ليخدموا كرؤساء السجلات موجهين نشاطات المدونين السماويين, لم يُنقل واحد أبداً من نداء اللائحة الدائمة لمرتبتهم.
25:6.1 (281.6) هؤلاء هم المدونون الذين ينفذون كل السجلات في نسخة مضاعفة, جاعلين تسجيل روحي أصلي ونظير له شبه مادي--ما يمكن تسميته نسخة كربونية. هذا يمكنهم القيام به بسبب مقدرتهم المتميزة لمناورة كِلا الطاقة الروحية والمادية بالتزامن. المدونون السماويون لا يُخلقون على هذا النحو؛ هم سيرافيم صاعدة من الأكوان المحلية. هم يُستلمون, يُصنَفون, ويُعيَّنون إلى أجوائهم للعمل من قِبل مجالس رؤساء السجلات على مراكز إدارة الأكوان العظمى السبعة. هناك تقع أيضاً مدارس تدريب المدونين السماويين. تُدار المدرسة على يوﭭرسا من قِبل مكاملي الحكمة والمستشارين الإلهيين.
25:6.2 (281.7) بينما يتقدم المدونون في الخدمة الكونية, يتابعون نظامهم من التسجيل الثنائي بالتالي جاعلين سجلاتهم دائماً متاحة لجميع فئات الكائنات, من أولئك من المرتبة المادية إلى أرواح النور العليا. في تجربتك الإنتقالية, بينما ترتقي من هذا العالم المادي, سوف تكون دائماً قادراً على إستشارة السجلات من جو وضعك, ولتكون سوى ذلك ملماً بتاريخه وتقاليده.
25:6.3 (282.1) المسجلون هم سِلك مُختبر ومُجرَّب. لم يسبق لي أن عرفت أبداً بتقصير لمدون سماوي, وأبداً لم يُكتشَف تزوير في سجلاتهم. هم يُخضَعون إلى تفتيش مزدوج, سجلاتهم يجري تمحيصها من قِبل زملائهم الممجدين من يوﭭرسا وبالمرسلين القديرين, الذين يُصادقون على صحة النُسخ المضاعفة الشبه-فيزيائية لسجلات الروح الأصلية.
25:6.4 (282.2) في حين أن المدونين المتقدمين المُمركزون على أجواء التسجيل التابعة في أكوان أورﭭونتون يُعدون تريليونات فوق تريليونات, فإن أولئك من الوضع المُحقق على يوﭭرسا ليسوا تماماً ثمانية ملايين في العدد. هؤلاء المدونين الكبار أو المتخرجين هم قيّمو الكون العظيم ووكلاء السجلات المكفولة للزمان والفضاء. مقراتهم الدائمة هي في المقامات الدائرية المحيطة بمنطقة السجلات على يوﭭرسا. هم لا يتركون عُهدة تلك السجلات للآخرين؛ كأفراد قد يكونون متغيبين, لكن ليس أبداً في أعداد كبيرة.
25:6.5 (282.3) مثل أولئك النافيم الفائق الذين أصبحوا قـيمين على السجلات, فإن سِلك المدونين السماويين هو في تكليف دائم. متى تم تجنيد السيرافيم والنافيم الفائق في هذه الخدمات, سوف يبقون على التوالي مدونين سماويين وقيمين على السجلات حتى يوم الإدارة الجديدة والمُعدلة للتشخيص الكامل لله الأسمى.
25:6.6 (282.4) على يوﭭرسا يستطيع هؤلاء المدونون الكبار إظهار سجلات كل شيء ذا أهمية فلكية في كل أورﭭونتون منذ الأزمنة البعيدة لوصول قدماء الأيام, بينما على الجزيرة الأبدية فإن القيّمون على السجلات يحرسون أرشيفات ذلك العالم التي تشهد على تعاملات الفردوس منذ أزمنة تشخيص الروح اللانهائي.
25:7.1 (282.5) أولاد الروح الأُم هؤلاء للكون المحلي هم أصدقاء ومعاونو جميع الذين يعيشون حياة المورونشيا الصاعدة. إنهم ليسوا ضروريين لعمل المُرتقي الواقعي لتقدم المخلوق, ولا هم بأي معنى يحلون محل عمل الحرس السيرافي الذين غالباً ما يرافقون زملاءهم البشر على رحلة الفردوس. مرافقو المورونشيا هم ببساطة مُضيفون كرماء لأولئك الذين بدأوا للتو الإرتقاء الطويل نحو الداخل, هم كذلك رعاة ماهرون للعب وهم مُساعَدون باقتدار في هذا العمل من قِبل إداريي الإرتداد.
25:7.2 (282.6) على الرغم من أنه سيكون لديكم مهام جدية ومُتدرجة الصعوبة للإنجاز على عوالم تدريب المورونشيا لنِبادون, إلا أنكم دائماً ستُزوَدون بفصول منتظمة من الراحة والإرتداد. في أثناء رحلتكم إلى الفردوس دائماً سيكون هناك وقت للراحة ولعب الروح؛ وفي مهنة النور والحياة دائماً هناك وقت للعبادة ولإنجاز جديد.
25:7.3 (282.7) مرافقو المورونشيا هؤلاء, هم معاونون ودودون بحيث, عندما تترك أخيراً المرحلة الأخيرة من تجربة المورونشيا, بينما تستعد للشروع في مغامرة الروح للكون العظيم, سوف تأسف حقاً بأن تلك المخلوقات الممكن مرافقتها لا تستطيع أن ترافقك, لكنهم يخدمون حصرياً في الأكوان المحلية. عند كل مرحلة من مهنة الإرتقاء كل الشخصيات الممكن الإتصال بها ستكون ودودة ومُمكن مرافقتها, إنما ليس إلى أن تلقى مرافقي الفردوس ستجد مجموعة أخرى مكرسة جداً للصداقة والمرافقة.
25:7.4 (283.1) إن عمل مرافقي المورونشيا مُصور بشكل أتم في تلك الروايات التي تتعامل مع شؤون كونكم المحلي.
25:8.1 (283.2) مرافقو الفردوس هم فئة مُركبة أو مُجمعة مجندة من صفوف السيرافيم, النافيم الثانوي, النافيم الفائق, والنافيم الكلي. ولو أنهم يخدمون لما قد تعتبره كمدة زمان غير إعتيادية, إلا أنهم ليسوا ذوي وضع دائم. عندما يتم الإنتهاء من هذا الإسعاف, كقاعدة عامة (إنما ليس دائماً) يعودون إلى تلك الواجبات التي أدوها عندما دُعوا إلى خدمة الفردوس.
25:8.2 (283.3) يتم ترشيح أعضاء من الجماهير الملائكية لهذه الخدمة من قِبل الأرواح الأُم للكون المحلي, والأرواح الإنعكاسية للكون العظيم, وماجسطن الفردوس. يتم استدعاؤهم إلى الجزيرة المركزية ويُفوضون كمرافقي فردوس من قِبل أحد الأرواح الرئيسية السبعة. بصرف النظر عن الوضع الدائم على الفردوس, هذه الخدمة المؤقتة لمرافقي الفردوس هي أعلى شرف يُمنح أبداً على الأرواح المُسعفة.
25:8.3 (283.4) هؤلاء الملائكة المختارون مكرسون لخدمة المرافقة ومُعينون كمعاونين لكل أصناف الكائنات الذين قد يُصادف أن يكونوا وحدهم على الفردوس, بشكل رئيسي للبشر الصاعدين إنما كذلك إلى كل الآخرين الذين هم وحيدين على الجزيرة المركزية. ليس لدى مرافقو الفردوس شيء خاص للإنجاز لصالح مَن يتآخون معهم؛ هم ببساطة مرافقون. تقريباً كل كائن آخر ستواجهونه أنتم البشر في أثناء حلولكم الفردوسي--إلى جانب زملائكم الحجاج--سيكون لديه شيء مُحدد للقيام به معكم أو لأجلكم؛ لكن هؤلاء المرافقين مُعينين فقط ليكونوا معكم ويتواصلوا معكم كزملاء شخصية. غالباً ما يتم مساعدتهم في خدمتهم من قبل مواطني الفردوس الكرماء واللامعين.
25:8.4 (283.5) يأتي البشر من أجناس إجتماعية للغاية. يعلم الخالقون جيداً بأنه "ليس من الجيد أن يكون الإنسان وحده", وبناء على ذلك قد جُعلت توفيرات من أجل الرفقة, حتى على الفردوس.
25:8.5 (283.6) إذا كنت, كبشري صاعد, ستصل الفردوس في صحبة المرافق أو الزميل المقرب من مهنتك الأرضية, أو إذا صادف أن يصل معك حارسك السيرافي للمصير أو كان في انتظارك, عندئذٍ لن يتم تعيين مرافق دائم لك. لكن إذا وصلت وحدك, فإن أحد المرافقين بالتأكيد سيرحب بك عندما تستيقظ على جزيرة النور من نوم الزمان الختامي. حتى إن كان من المعروف بأنك ستكون مُرافقاً بأحد من التعاون الإرتقائي, سيتم تعيين مرافقين مؤقتين للترحيب بك إلى الشواطئ الأبدية ولمرافقتك إلى المحمية التي تم إعدادها لاستقبالك أنت وزملائك. يمكنك التأكد بأنه سيُرحَب بك بدفء عندما تختبر البعث إلى الأبدية على شواطئ الفردوس الأبدية.
25:8.6 (283.7) يتم تعيين مرافقي الإستقبال خلال الأيام الختامية لمكوث الصاعد على الدائرة الأخيرة لهاﭭونا, وهم يتفحصون بعناية سجلات أصل البشري والإرتقاء الحافل بالأحداث خلال عوالم الفضاء ودوائر هاﭭونا. عندما يُحيون بشر الزمان يكونون بالفعل على دراية جيدة بمهن هؤلاء الحجاج الواصلين ويبرهنون على الفور بأنهم مرافقين متعاطفين ومثيرين للإهتمام.
25:8.7 (283.8) خلال حلولك كقبل نهائي على الفردوس, إذا لأي سبب توجب أن تنفصل مؤقتاً عن زميلك في مهنة الإرتقاءــالبشري أو السيرافي--سوف يتم تعيين مرافق فردوسي في الحال للمشورة والمرافقة. متى تم تعيين مرافق مرة إلى بشري صاعد ذا إقامة انفرادية على الفردوس, يبقى المرافق مع هذا الشخص إما إلى أن يُجمع بزملائه الصاعدين أو يُجند في حينه نحو سِلك النهائية.
25:8.8 (284.1) يتم تعيين مرافقي الفردوس حسب ترتيب الإنتظار ما عدا بأن الصاعد لا يوضع في عهدة مرافق لا تشبه طبيعته نوع كونه العظيم. إذا كان بشري من يورانشيا سيصل على الفردوس اليوم, سيُعين له أول مرافق منتظِر إما ذا أصل في أورﭭونتون وإلا من طبيعة الروح الرئيسي السابع. من هنا فإن النافيم الكلي لا يخدم المخلوقات المرتقية من الأكوان العظمى السبعة.
25:8.9 (284.2) يتم تقديم العديد من الخدمات الإضافية من قِبل مرافقي الفردوس: إذا كان بشري صاعد سيصل الكون المركزي وحده, وبينما يجتاز هاﭭونا, سوف يفشل في مرحلة ما من مغامرة الإله, في الوقت المُستحَق سوف يُعاد تحويله إلى أكوان الزمان, وتواً ستُجعل دعوة إلى إحتياطيات مرافقي الفردوس. سوف يتم تعيين واحد من هذه المرتبة لكي يتبع الحاج المهزوم, ليكون معه ويؤاسيه ويشجعه, وليبقى معه إلى أن يُعاد إلى الكون المركزي ليتابع الإرتقاء الفردوسي.
25:8.10 (284.3) إذا لقي حاج صاعد هزيمة في مغامرة الإله بينما يجتاز هاﭭونا في رفقة سيرافيم صاعد, فإن الملاك الحارس لمهنة البشري, سوف يتم اختياره لمرافقة زميله البشري. هؤلاء السيرافيم دائماً يتطوعون ويُسمح لهم بمرافقة رفاقهم البشريين لزمن طويل رجوعاً إلى خدمة الزمان والفضاء.
25:8.11 (284.4) إنما ليس هكذا الأمر مع صاعدَين بشريَين مرتبطين بشكل وثيق: إذا أحرز أحدهما الله بينما فشل الآخر مؤقتاً, فإن الفرد الناجح دائماً يختار أن يرجع إلى الخلائق التطورية مع الشخصية الخائبة الأمل, لكن هذا ليس مسموحاً به. بدلاً من ذلك, تُجعل دعوة إلى إحتياطيات مرافقي الفردوس, ويُختار أحد المتطوعين لمرافقة الحاج الخائب الأمل. عندئذٍ يصبح المواطن الفردوسي المتطوع مرتبطاً مع البشري الناجح, الذي يتوانى على الجزيرة المركزية منتظراً العودة الهاﭭونية للرفيق المهزوم وفي غضون ذلك يُعلم في مدارس فردوسية معينة, مُقدماً قصة مغامرة الإرتقاء التطوري.
25:8.12 (284.5) [ رُعيت بواحد عالٍ في السُلطة من يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 26
26:0.1 (285.1) النافيم الفائق هم الأرواح المُسعفة للفردوس والكون المركزي؛ هم أعلى مرتبة من أدنى مجموعة من أولاد الروح اللانهائي--الجماهير الملائكية. مثل هذه الأرواح المُسعفة تُصادَف من جزيرة الفردوس إلى عوالم الزمان والفضاء. لا يوجد جزء كبير من الخلق المنظم والمسكون بدون خدماتهم.
26:1.1 (285.2) الملائكة هم معاونو الروح-المُسعفون لمخلوقات المشيئة المتطورين والصاعدين لكل الفضاء؛ هم كذلك الزملاء والمعاونون العاملون للجماهير الأعلى للشخصيات الإلهية للأجواء. الملائكة من كل المراتب هم شخصيات مميزة وفردية للغاية. هم جميعاً لديهم إستطاعة كبيرة لتقدير إسعافات إداريي الإرتداد. سوية مع جماهير الرُسل للفضاء, تتمتع الأرواح المُسعفة بفصول من الراحة والتغيير؛ يمتلكون طبائع إجتماعية جداً ولديهم إستطاعة ترابطية تفوق بكثير تلك للكائنات الإنسانية.
26:1.2 (285.3) الأرواح المُسعفة للكون الإجمالي مصنفين كالتالي:
26:1.3 (285.4) 1. النافيم الفائق.
26:1.4 (285.5) 2. النافيم الثانوي.
26:1.5 (285.6) 3. النافيم الثالثي.
26:1.6 (285.7) 4. النافيم الكلي.
26:1.7 (285.8) 5. السيرافيم.
26:1.8 (285.9) 6. الشيروبيم والسانوبيم.
26:1.9 (285.10) 7. مخلوقات منتصف الطريق.
26:1.10 (285.11) الأعضاء الأفراد للمراتب الملائكية ليسوا جملة ثابتين بالنسبة للوضع الشخصي في الكون. الملائكة من مراتب معينة قد يصبحون مرافقين فردوسيين لفصل؛ البعض قد يصبح مدونون سماويون؛ أُخرون يرتقون إلى منزلة مستشارين تقنيين. بعض من الشيروبيم قد يطمحون إلى وضع ومصير سيرافي, بينما السيرافيم التطوريون يمكن أن ينجزوا المستويات الروحية لأبناء الله الصاعدين.
26:1.11 (285.12) المراتب السبعة للأرواح المسعفة, كما تم الكشف عنها, تم تجميعها للعرض وفقاً لوظائفهم ذات الأهمية الأعظم للمخلوقات الصاعدة:
26:1.12 (285.13) 1. الأرواح المُسعفة للكون المركزي. المراتب الثلاثة من النافيم الفائق يخدمون في نظام هاﭭونا-الفردوس. النافيم الفائق الأولي أو الفردوسي خلقوا بواسطة الروح اللانهائي. المراتب الثانوية والثالثية, الذين يخدمون في هاﭭونا, هم على التوالي نسل الأرواح الرئيسية وأرواح الدارات.
26:1.13 (286.1) 2. الأرواح المُسعفة للأكوان العظمى--النافيم الثانوي, النافيم الثالثي, والنافيم الكلي. النافيم الثانوي, أولاد الأرواح الإنعكاسية, يخدمون بتنوع في الأكوان العظمى السبعة. النافيم الثالثي, من أصل في الروح اللانهائي, هم مكرسون في نهاية المطاف لخدمة الإرتباط للأبناء الخالقين وقدماء الأيام. النافيم الكلي, يُخلقون بتدبير من قِبل الروح اللانهائي والتنفيذيين السُماة السبعة وهم الخدم الحصري للأخير. تشكل مناقشة هذه المراتب الثلاثة موضوع الرواية التالية في هذه السلسلة.
26:1.14 (286.2) 3. الأرواح المُسعفة للأكوان المحلية تضم السيرافيم ومساعديهم الشيروبيم. مع هؤلاء الذرية لروح أُم الكون البشر الصاعدون لديهم إتصال أولي. مخلوقات منتصف الطريق, ذوي الأهلية على العوالم المسكونة, ليسوا في الحقيقة من المراتب الملائكية الصحيحة, ولو أنهم مجموعون وظيفياً في كثير من الأحيان مع الأرواح المُسعفة. قصتهم, مع بيان للسيرافيم والشيروبيم, مقدمة في تلك الأوراق التي تتناول شؤون كونكم المحلي.
26:1.15 (286.3) كل مراتب الجماهير الملائكية مكرسة إلى خدمات الكون المتنوعة, وهم يسعفون بطريقة أو بأخرى إلى الرتب العليا للكائنات السماوية؛ لكن النافيم الفائق, النافيم الثانوي, والسيرافيم هم الذين, بأعداد كبيرة, يوظفون في تعزيز مخطط الإرتقاء ذا الكمال التقدمي لأولاد الزمان. عاملون في الكون المركزي, الأكوان العظمى, والمحلية, هم يشكلون تلك السلسلة غير المنقطعة من مسعفي الروح الممنوحين بالروح اللانهائي لأجل مساعدة وإرشاد كل الذين يسعون لإحراز الأب الكوني من خلال الإبن الأبدي.
26:1.16 (286.4) النافيم الفائق محدودون في " قطبية الروح" بما يخص مرحلة واحدة فقط من العمل, تلك مع الأب الكوني. يمكنهم العمل منفردين باستثناء عندما يوظفون الدارات الحصرية للأب بشكل مباشر. عندما يكونون في إستلام القدرة على الإسعاف المباشر للأب, يجب على النافيم الفائق أن يرتبط طواعية في أزواج لكي يتمكنوا من الأداء. النافيم الثانوي محدود بالمثل وبالإضافة يجب أن يعملوا في أزواج من أجل التزامن مع دارات الإبن الأبدي. السيرافيم يمكنهم العمل فردياً كشخصيات منفصلة ومحلية, لكنهم قادرين على أن يكونوا في الدارة فقط عندما يُستقطبون كأزواج إرتباط. عندما ترتبط مثل هذه الكائنات الروحية كأزواج, يُتكلم عن الواحد كمتمم للآخر. العلاقات المتمِمة قد تكون عابرة؛ فهي ليست بالضرورة ذات طبيعة دائمة.
26:1.17 (286.5) يتم دعم هذه المخلوقات الرائعة من النور مباشرة بمآخذ الطاقة الروحية للدارات الأولية للكون. يجب على بشر يورانشيا أن يحصلوا على الطاقة-النور من خلال التجسد النباتي, لكن الجماهير الملائكية مُدارة, "لديهم طعام لا تعرفونه". هم كذلك يتناولون من التعاليم الدوارة للأبناء المعلمين الثالوثيين الرائعين؛ لديهم إستقبال للمعرفة وتناول للحكمة تشبه إلى حد كبير تقنيتهم في إستيعاب طاقات الحياة.
26:2.1 (286.6) النافيم الفائق هم المسعفون المهرة لكل أنواع الكائنات الذين يمكثون على الفردوس وفي الكون المركزي. هؤلاء الملائكة العالون يُخلقون في ثلاثة مراتب رئيسية: أولية, ثانوية, وثالثية.
26:2.2 (287.1) النافيم الفائق الأولي هم السلالة الحصرية للخالق الموحد يقتسمون إسعافهم بالتساوي تقريباً بين فئات معينة من مواطني الفردوس والسِلك الدائم التوسع من الحجاج الصاعدين. هؤلاء الملائكة للجزيرة الأبدية هم فعالين للغاية في تعزيز التدريب الضروري لكِلا الفئتين من ساكني الفردوس. إنهم يساهمون الكثير مما هو مُساعد للتفاهم المتبادل لهاتين المرتبتين الفريدتين من مخلوقات الكون--واحد كائن أعلى نوع من مخلوقات المشيئة الإلهية والمثالية, والآخر, التطور المُكمَل لأدنى نوع مخلوق مشيئة في كل كون الأكوان.
26:2.3 (287.2) عمل النافيم الفائق الأولي مميز وفريد للغاية لدرجة أنه سيتم النظر فيه بشكل منفصل في السرد التالي.
26:2.4 (287.3) النافيم الفائق الثانوي هم الإداريون لشؤون الكائنات الصاعدة على دارات هاﭭونا السبعة. إنهم معنيون بالتساوي في الإسعاف إلى التدريب التعليمي للعديد من مراتب مواطني الفردوس الذين يمكثون لفترات طويلة على دارات عالَم الخلق المركزي, إنما لا يجوز لنا مناقشة هذه المرحلة من خدمتهم.
26:2.5 (287.4) هناك سبعة أنواع من هؤلاء الملائكة العالين, كل من أصل في أحد الأرواح الرئيسية السبعة وفي الطبيعة مُقولبين وفقاً لذلك. جماعياً, تخلق الأرواح الرئيسية السبعة العديد من المجموعات المختلفة من الكائنات والكيانات الفريدة, والأعضاء الأفراد من كل مرتبة هم بالمقارنة موحدون في الطبيعة. لكن عندما هؤلاء الأرواح السبعة ذاتهم يخلقون بشكل فردي, تكون المراتب الناتجة دائماً سباعية في الطبيعة؛ أولاد كل روح رئيسي يتناولون من طبيعة خالقهم وبناء على ذلك يختلفون عن الآخرين. هذا هو أصل النافيم الفائق الثانوي, والملائكة من كل الأنواع المخلوقة السبعة يعملون في كل قنوات النشاط المفتوح إلى كامل مرتبتهم, بشكل رئيسي على الدارات السبعة للكون المركزي والإلهي.
26:2.6 (287.5) تخضع كل من الدارات الكوكبية السبعة لهاﭭونا للإشراف المباشر لواحد من أرواح الدارات السبعة, هم أنفسهم الخلق الجماعي--وبالتالي الموحد--للأرواح الرئيسية السبعة. على الرغم من أنهم متناولون من طبيعة المصدر والمركز الثالث, فإن هذه الأرواح الفرعية السبعة لهاﭭونا لم تكن جزءاً من الكون النموذج الأصلي. كانوا في العمل بعد الخلق الأصلي (الأبدي) لكن قبل فترة طويلة من أوقات فاندا-الجليل. لقد ظهروا بلا شك كتجاوب خلاَّق للأرواح الرئيسية إلى الهدف المنبثق للكائن الأسمى, واكتُشِفوا في الأداء عند تنظيم الكون الإجمالي. الروح اللانهائي وكل معاونيه المبدعين, كمنسقين كونيين, يبدو أنهم موهوبين بشكل وافر بالمقدرة على إتخاذ إستجابات خلاّقة ملائمة للتطورات المتزامنة في الآلهة الإختبارية وفي الأكوان المتطورة.
26:2.7 (287.6) النافيم الفائق الثالثي يأخذ أصلاً في هؤلاء الأرواح السبعة للدارات. كل واحد منهم, على دوائر هاﭭونا المنفصلة, هو ممنوح بالسلطة من قِبل الروح اللانهائي لخلق عدد كافٍ من مسعفين سيرافيين فائقين بعلو من المرتبة الثالثية لتلبية احتياجات الكون المركزي. بينما أنتج أرواح الدارات عدداً قليلاً نسبياً من هؤلاء المسعفين الملائكيين سابقاً لوصول حجاج الزمان في هاﭭونا, إلا أن الأرواح الرئيسية السبعة لم يبدأوا حتى خلق النافيم الفائق الثانوي لحين قدوم فاندا-الجليل. كالأقدم من المرتبتين, بالتالي فإن النافيم الفائق الثالثي سوف يتلقى الإعتبار الأول.
26:3.1 (288.1) هؤلاء الخدم للأرواح الرئيسية السبعة هم الإختصاصيين الملائكيين لدارات هاﭭونا المختلفة, وإسعافهم يمتد ليشمل كل من الحجاج الصاعدين للزمان والحجاج الهابطين للأبدية. على عوالم الدراسة البليون للخلق المركزي المثالي, سوف يكون معاونيكم السيرافيين الفائقين من كل المراتب مرئيين كلياً لكم. هناك ستكونون جميعاً, بأعلى مغزى, كائنات أخوية ومتفهمة ذات إتصال وتعاطف متبادلان. كذلك ستتعرفون بشكل كامل على الحجاج الهابطين وتتآخون معهم بشكل رائع, مواطني الفردوس, الذين يجتازون تلك الدارات من الداخل إلى الخارج, داخلين هاﭭونا من خلال العالم المُرشد للدارة الأولى ومتقدمين نحو الخارج تجاه الدارة السابعة.
26:3.2 (288.2) يمر الحجاج الصاعدون من الأكوان العظمى السبعة خلال هاﭭونا في الإتجاه المعاكس, داخلون بطريق العالم المُرشد للدارة السابعة ومتقدمين نحو الداخل. لا يوجد حد زمني محدد لتقدم المخلوقات الصاعدة من عالم إلى عالم ومن دارة إلى دارة, تماماً كما لا يتم تعيين مقياس ثابت للوقت بشكل تعسفي للإقامة على عوالم المورونشيا. لكن, في حين أن الأفراد المتقدمين بشكل كافٍ قد يتم إعفاؤهم من الإقامة في واحد أو أكثر من عوالم تدريب الكون المحلي, فلا يجوز لأي حاج أن يتجنب العبور خلال كل الدارات السبعة لهاﭭونا من الروحانية التقدمية.
26:3.3 (288.3) يتم تصنيف ذلك السِلك للنافيم الفائق الثالثي المعين أساساً إلى خدمة حجاج الزمان على النحو التالي:
26:3.4 (288.4) 1. المُشرفين على الألفة. يجب أن يكون من الواضح أن هناك حاجة إلى نوع من التأثير التنسيقي, حتى في هاﭭونا المثالية, للمحافظة على النظام وضمان الإنسجام في كل عمل تحضير حجاج الزمان لإنجازاتهم الفردوسية اللاحقة. هذه هي المهمة الحقيقية للمُشرفين على الألفة--لحفظ كل شيء يتحرك للأمام بسلاسة وعلى وجه السرعة. متأصلين على الدارة الأولى, هم يخدمون في كل أنحاء هاﭭونا, وحضورهم على الدارات يعني بأن لا شيء يمكن أن يمضي بطريقة خاطئة. إن القدرة الكبيرة على تنسيق مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تشمل شخصيات ذات مراتب مختلفة--حتى مستويات متعددة--تُمكن هؤلاء النافيم الفائق من تقديم المساعدة حيثما وكلما تطلب الأمر. إنهم يساهمون بشكل كبير إلى التفاهم المتبادل لحجاج الزمان وحجاج الأبدية.
26:3.5 (288.5) 2. المدونون الرئيسيون. يتم خلق هؤلاء الملائكة على الدارة الثانية لكنهم يعملون في كل مكان في الكون المركزي. هم يسجلون في ثلاث نُسخ, منفذين سجلات للملفات الحرفية لهاﭭونا, للملفات الروحية لمرتبتهم, ومن أجل السجلات الرسمية للفردوس. بالإضافة هم يرسلون تلقائياً معاملات المعرفة-الحقيقية الهامة إلى المكتبات الحية للفردوس, أولياء المعرفة من المرتبة الأولية للنافيم الفائق.
26:3.6 (288.6) 3. المذيعون. أولاد روح الدارة الثالثة يعملون في كل أنحاء هاﭭونا, مع أن محطتهم الرسمية تقع على الكوكب رقم سبعين في الدائرة الأقصى للخارج. هؤلاء الفنيون الرئيسيون هم المرسلين والمستلمين الإذاعيين للخلق المركزي ومديري تقارير الفضاء لجميع الظواهر الإلهية على الفردوس. يمكنهم العمل على كل الدارات الأساسية للفضاء.
26:3.7 (288.7) 4. الرِسل يأخذون أصلاً على الدارة رقم أربعة. يجولون نظام هاﭭونا-الفردوس كحاملين لكل الرسائل التي تتطلب نقلاً شخصياً. إنهم يخدمون زملاءهم, الشخصيات السماوية, وحجاج الفردوس, وحتى النفوس الصاعدة من الزمان.
26:3.8 (289.1) 5. منسقو الذكاء. هؤلاء النافيم الفائق الثالثي, أولاد روح الدارة الخامسة, هم دائماً المروجين الحكماء والمتعاطفين للتعاون الأخوي بين الحجاج الصاعدين والهابطين. إنهم يسعفون إلى كل سكان هاﭭونا, وخاصة إلى الصاعدين, بإبقائهم على إطلاع آني فيما يتعلق بشؤون كون الأكوان. بحكم الإتصال الشخصي مع الإذاعيين والإنعكاسيين, فإن هؤلاء "الصحف الحية" لهاﭭونا ملمون لحظياً بجميع المعلومات التي تمر عبر دارات الأخبار الشاسعة للكون المركزي. هم يؤمنون معلومات بطريقة هاﭭونا للرسم البياني, الذي يُمكنهم تلقائياً من إستيعاب أكبر قدر من المعلومات في ساعة واحدة من وقت يورانشيا ما قد يتطلب ألف عام لأسرع تكنولوجيا تلغرافية لديكم لتسجيلها.
26:3.9 (289.2) 6. شخصيات النقل. هذه الكائنات من أصل على الدارة رقم ستة, عادة ما يعملون من الكوكب رقم أربعين في الدارة الأقصى للخارج. إنهم هم الذين يأخذون المرشحين الخائبي الأمل الذين يفشلون فشلاً عابراً في مغامرة الإله. يقفون على إستعداد لخدمة جميع الذين يجب عليهم القدوم والذهاب في خدمة هاﭭونا, والذين هم ليسوا مجتازي فضاء.
26:3.10 (289.3) 7. سِلك الإحتياط. التقلبات في العمل مع الكائنات الصاعدة, حجاج الفردوس, ومراتب أخرى من الكائنات الماكثة في هاﭭونا, تجعل من الضروري المحافظة على إحتياطات النافيم الفائق هذه على العالَم المُرشد للدارة السابعة, حيث يأخذون أصلاً. يتم خلقهم بدون تصميم خاص وهم مؤهلين لتولي الخدمة في الأطوار الأقل دقة لأي من واجبات زملائهم السيرافيين الفائقين من المرتبة الثالثية.
26:4.1 (289.4) النافيم الفائق الثانوي هم مسعفون إلى الدارات الكوكبية السبعة للكون المركزي. جزء مكرس لخدمة حجاج الزمان, ونصف المرتبة بأكملها مفوض لتدريب حجاج الفردوس من الأبدية. مواطنو الفردوس هؤلاء, في حجهم خلال دارات هاﭭونا, هم كذلك يُلازَمون بمتطوعين من سِلك النهائية البشري, ترتيب ساد منذ إتمام المجموعة النهائية الأولى.
26:4.2 (289.5) وفقاً لتعيينهم الدوري للإسعاف للحجاج الصاعدين, يعمل النافيم الفائق الثانوي في المجموعات السبع التالية:
26:4.3 (289.6) 1. مساعدو حاج.
26:4.4 (289.7) 2. مرشدو سمو.
26:4.5 (289.8) 3. مرشدو ثالوث.
26:4.6 (289.9) 4. واجدو الإبن.
26:4.7 (289.10) 5. مرشدو الأب.
26:4.8 (289.11) 6. مستشارون وناصحون.
26:4.9 (289.12) 7. متممو الراحة.
26:4.10 (289.13) كل من هذه المجموعات العاملة تحوي ملائكة من كل الأنواع المخلوقة السبعة, وحاج الفضاء دائماً يُدرس بالنافيم الفائق الثانوي من أصل في الروح الرئيسي الذي يرأس ذلك الكون العظيم لمولد الحاج. عندما أنتم بشر يورانشيا تحرزون هاﭭونا, بالتأكيد سترشدون بالنافيم الفائق الذي طبيعته المخلوقة--مثل طبائعكم المتطورة الخاصة--مشتقة من الروح الرئيسي لأورﭭونتون. وحيث أن مُدرسيكم ينشأون من الروح الرئيسي لكونكم العظيم الخاص, فهم مؤهلين بشكل خاص لتفهمكم, مؤاساتكم, ومساعدتكم في كل جهودكم لإحراز كمال الفردوس.
26:4.11 (290.1) يتم نقل حجاج الزمان عبر أجسام الجاذبية المظلمة لهاﭭونا إلى الدارة الكوكبية الخارجية بواسطة شخصيات النقل من المرتبة الأولية للنافيم الثانوي, عاملين من مراكز إدارة الأكوان العظمى السبعة. غالبية, لكن ليس جميع, سيرافيم الخدمة الكوكبية والكون المحلي الذين تم إعتمادهم لإرتقاء الفردوس سوف ينفصلون عن زملائهم البشريين قبل الرحلة الطويلة إلى هاﭭونا وسوف يبدأون في الحال تدريباً طويلاً ومكثفاً لمهمة سماوية, متوقعين تحقيق, كسيرافيم, كمال الوجود وسمو الخدمة. وهذا يفعلونه, آملين في معاودة الإنضمام إلى حجاج الزمان, لكي يُحتسبوا بين أولئك الذين يتبعون إلى الأبد مسار مثل هؤلاء البشر الذين قد أحرزوا الأب الكوني واستلموا تفويضاً إلى الخدمة غير المكشوفة لسِلك النهائية.
26:4.12 (290.2) يهبط الحاج على كوكب الإستلام لهاﭭونا, العالم المُرشد للدارة السابعة, مع منحة واحدة فقط للكمال, كمال الغاية. الأب الكوني قد قضى: "كونوا مثاليين, حتى كما أنا مثالي". ذلك هو أمر الدعوة المذهل الذي يُذاع إلى الأولاد المتناهين لعوالم الفضاء. التعميم لذلك الأمر قد وضع كل الخلق في ثورة في الجهد التعاوني للكائنات السماوية للمساعدة في تحقيق التنفيذ وإنجاز ذلك الأمر الهائل للمصدر والمركز العظيم الأول.
26:4.13 (290.3) عندما, من خلال, وبواسطة إسعاف كل الجماهير المساعدة لمُخطط النجاة الكوني, يتم أخيراً إيداعك على عالم إستلام هاﭭونا, أنت تصل مع نوع واحد فقط من الكمال--كمال الهدف. هدفك قد تم إثباته بدقة؛ إيمانك قد تم إختباره. أنت معروف لأن تكون غير قابل لخيبة الأمل. ولا حتى الفشل في فهم الأب الكوني يستطيع أن يزعزع الإيمان أو يُعيق بشكل جاد ثقة البشري الصاعد الذي عبر خلال التجربة التي يجب أن يجتازها الجميع كي يُحرزوا أجواء هاﭭونا المثالية. بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى هاﭭونا, يكون إخلاصك قد أصبح سامياً. كمال الهدف وألوهية الرغبة, مع ثبات الإيمان, قد أمَّنوا دخولك إلى المساكن المستقرة للأبدية؛ خلاصك من عدم يقين الزمان كامل وتام؛ والآن يجب عليك أن تأتي وجهاً لوجه مع مشاكل هاﭭونا والأبعاد الهائلة للفردوس, لكي تلقى ما كنت لأجله لأمد طويل في التدريب في الحقب الإختبارية للزمان على مدارس العالم للفضاء.
26:4.14 (290.4) قد كسب الإيمان للحاج الصاعد كمال الهدف الذي يُدخل أولاد الزمان إلى أبواب الأبدية. الآن يجب على مساعدي الحاج أن يبدأوا عمل تطوير ذلك الكمال من التفهم وتلك التقنية للإستيعاب التي لا غنى عنها إلى كمال الفردوس للشخصية.
26:4.15 (290.5) مقدرة الإستيعاب هي جواز دخول البشري إلى الفردوس. الإستعداد للإيمان هو مفتاح هاﭭونا. قبول البنوة, التعاون مع الضابط الساكن, هو ثمن النجاة التطوري.
26:5.1 (291.1) الأولى من الفئات السبعة للنافيم الفائق الثانوي التي ستواجَه هم مساعدو الحجاج, أولئك الكائنات ذوي التفهم السريع والتعاطف الواسع الذين يرحبون بالمسافرين-الكثر الصاعدين في الفضاء إلى العوالم المتوازنة والتدبير المستقر للكون المركزي. بالتزامن يبدأ هؤلاء المسعفين العالين عملهم لأجل حجاج الفردوس للأبدية, أولهم الذين وصلوا على العالم المُرشد لدارة هاﭭونا الداخلية بالتزامن مع نزول فاندا-الجليل على العالَم المُرشد للدارة الخارجية. رجوعاً في تلك الأيام النائية-البعد, التقى الحجاج من الفردوس وحجاج الزمان لأول مرة على عالم الإستلام للدارة رقم أربعة.
26:5.2 (291.2) مساعدو الحجاج هؤلاء العاملين على الدائرة السابعة لعوالم هاﭭونا, يؤدون عملهم لأجل البشر الصاعدين في ثلاثة أقسام رئيسية: أولاً, التفهم السامي لثالوث الفردوس؛ ثانياً, الإدراك الروحي لشراكة الأب-الإبن؛ وثالثاً, الإعتراف الفكري بالروح اللانهائي. كل من مراحل الإرشاد تلك مقسم إلى سبعة فروع من إثني عشر قسم صغير لسبعين فئة فرعية؛ وكل من هذه التجمعات الفرعية السبعين للإرشاد مقدمة في ألف تصنيف. يتم توفير تعليمات أكثر تفصيلاً على دوائر لاحقة, لكن يتم تدريس مخطط لكل مطلب فردوسي بمساعدي الحاج.
26:5.3 (291.3) ذلك, إذَن, هو الفصل الأولي أو الإبتدائي الذي يواجه الحجاج المختبَرين-بالإيمان والحجاج المسافرين-كثيراً للفضاء. لكن قبل وصول هاﭭونا بوقت طويل, يكون أولاد الزمان الصاعدون هؤلاء قد تعلموا أن يولموا على عدم اليقين, يسمنوا على خيبة الأمل, ينشغلوا فوق الفشل الظاهر, ينتعشوا في حضور الصعوبات, يعرضوا شجاعة لا تُقهر في وجه الضخامة, ويمارسوا إيمان لا يُقهر عندما يواجَهوا بالتحدي غير المفـسَر. منذ فترة طويلة, أصبحت صرخة المعركة لهؤلاء الحجاج: في الإرتباط مع الله, لا شيء--إطلاقاً لا شيء--مستحيل.
26:5.4 (291.4) هناك مطلب محدد من حجاج الزمان على كل من دوائر هاﭭونا؛ وبينما يستمر كل حاج تحت وصاية النافيم الفائق بطبيعة مكيفة لمساعدة ذلك النوع الخاص من المخلوق الصاعد, فإن المسار الذي يجب إتقانه هو موحد إلى حد ما لكل الصاعدين الذين يصلون الكون المركزي. هذا المسلك من الإنجاز هو كمي, نوعي, وإختباري-فكري, روحاني, وسامي.
26:5.5 (291.5) الوقت ذو أهمية قليلة على دوائر هاﭭونا, بأسلوب محدود يدخل إلى إحتمالات التقدم, لكن الإنجاز هو الإختبار النهائي والأسمى. في ذات اللحظة التي يرتئي معاونك السيرافي الفائق أنك مؤهل للعبور نحو الداخل إلى الدائرة التالية, ستؤخذ أمام المعاونين الإثني عشر لروح الدارة السابعة. هنا سيكون مطلوباً منك إجتياز اختبارات الدائرة المقررة بالكون العظيم لأصلك ونظام ميلادك. إحراز الألوهية لهذه الدائرة يحصل على العالَم المُرشد ويتألف في الإعنراف والإدراك الروحي للروح الرئيسي للكون العظيم الذي منه أتى الحاج الصاعد.
26:5.6 (291.6) عندما ينتهي عمل دائرة هاﭭونا الخارجية, ويكون المسار المقدم قد أُتقن, يأخذ مساعدو الحجاج رعاياهم إلى العالم المُرشد للدائرة التالية ويعهدون بهم إلى رعاية مرشدي السمو. مساعدو الحاج دائماً يتمهلون لفصل للمساعدة في جعل الإنتقال معاً مُمتعاً ومُربحاً.
26:6.1 (292.1) يتم تعيين صاعدو الفضاء "متخرجين روحيين" عندما يُترجمون من الدائرة السابعة إلى الدائرة السادسة ويوضعون تحت الإشراف المباشر لمرشدي السمو. ينبغي عدم الخلط بين هؤلاء المُرشدين مع مرشدي المتخرجين--المنتمين إلى الشخصيات الأعلى للروح اللانهائي--الذين, مع زملائهم مقدمي الخدمات, يُسعفون على كل دارات هاﭭونا لكِلا الحجاج الصاعدين والهابطين. مرشدو السمو يعملون فقط على الدائرة السادسة للكون المركزي.
26:6.2 (292.2) إنه في هذه الدائرة حيث ينجز الصاعدون إدراكاً جديداً للألوهية السامية. من خلال مهنهم الطويلة في الأكوان التطورية, قد كان حجاج الزمان يختبرون وعياً متزايداً لحقيقة التحكم الفوقي للقدير لخلائق الزمان-الفضاء. هنا على دارة هاﭭونا هذه, هم يقتربون من مواجهة مصدر الكون المركزي لوحدة الزمان-الفضاء—الواقع الروحي لله الأسمى.
26:6.3 (292.3) أنا إلى حد ما في حيرة لشرح ما يجري على هذه الدائرة. لا حضور مُشـخص للسمو محسوس للصاعدين. في بعض النواحي, فإن علاقات جديدة مع الروح الرئيسي السابع تعوض عدم قابلية الإتصال هذه للكائن الأسمى. لكن بغض النظر عن عدم مقدرتنا لفهم التقنية, فكل مخلوق صاعد يبدو أن يخضع لنمو مُحوِل, تكامل جديد للوعي, روحانية جديدة من الهدف, حساسية جديدة للألوهية, التي يصعب تفسيرها بشكل مرضٍ دون افتراض النشاط غير المكشوف للكائن الأسمى. لأولئك منا الذين لاحظوا هذه التعاملات الغامضة, يبدو كما لو أن الله الأسمى يغدق بود على أولاده الإختباريين, صعوداً إلى أقصى حدود إستطاعاتهم الإختبارية, تلك التحسينات للإدراك الفكري, للبصيرة الروحية, ولإمتداد الشخصية التي سيحتاجونها للغاية, في كل جهودهم لإختراق مستوى الألوهية لثالوث السمو, لتحقيق آلهة الفردوس الأبدية والوجودية.
26:6.4 (292.4) عندما يرتئي مرشدو السمو أن تلاميذهم ناضجين من أجل التقدم, يحضرونهم أمام لجنة السبعين, مجموعة مختلطة تخدم بمثابة الممتحنين على العالم المُرشد للدارة رقم ستة. بعد إرضاء هذه اللجنة بالنسبة إلى إستيعابهم للكائن الأسمى ولثالوث السمو, يُعطى الحجاج شهادة من أجل الترجمة إلى الدارة الخامسة.
26:7.1 (292.5) مرشدو الثالوث هم المسعفون الذين لا يكلون للدائرة الخامسة من تدريب هاﭭونا لحجاج الزمان والفضاء المتقدمين. المتخرجون الروحيون هنا يُعينون "مرشحين من أجل مغامرة الإله" حيث إنه على هذه الدائرة, تحت توجيه مرشدي الثالوث, حيث يتلقى الحجاج تعليمات متقدمة بما يخص الثالوث الإلهي في التحضير لمحاولة إنجاز التعرف على شخصية الروح اللانهائي. وهنا يكتشف الحجاج الصاعدون ما تعنيه الدراسة الصحيحة والجهد العقلي الحقيقي عندما يبدأون في إدراك طبيعة ما سيكون متطلباً مما هو بعد-أكثر-ضريبة وأبعد إرهاقاً بكثير من الإجهاد الروحي الذي سيكون مطلوباً لملاقاة متطلبات الهدف العالي الذي وُضع لأجل إنجازهم على عوالم هذه الدارة.
26:7.2 (292.6) في غاية الإيمان والفعالية هم مرشدو الثالوث؛ ويحظى كل حاج باهتمام لا يتجزأ, ويتمتع بالعطف الكلي, من النافيم الفائق الثانوي المنتمي إلى هذه المرتبة. أبداً لن يجد حاج الزمان أول شخص ممكن الإقتراب إليه من ثالوث الفردوس لولا مساعدة ودعم هؤلاء المرشدين وجماهير الكائنات الروحية الأخرى المنشغلين في توجيه الصاعدين بما يخص طبيعة وتقنية مغامرة الإله المُقبلة.
26:7.3 (293.1) بعد إتمام فصل التدريب على هذه الدارة يأخذ مرشدو الثالوث تلاميذهم إلى عالمها المُرشد ويقدمونهم أمام إحدى لجان الثالوث العديدة العاملين كممتحنين ومصادقين للمرشحين من أجل مغامرة الإله. تتكون هذه اللجان من زميل واحد من النهائيين, وواحد من إداريي التصرف من مرتبة النافيم الفائق الأولي, وإما رسول إنفرادي للفضاء أو إبن مثولث للفردوس.
26:7.4 (293.2) عندما يبدأ نفس صاعد فعلياً من أجل الفردوس, يكون مصحوباً فقط بثلاثي العبور: زميل الدائرة السيرافية الفائقة, مرشد المتخرج, والدائم الحضور معاون تقديم الخدمات للأخير. هذه الرحلات من دوائر هاﭭونا إلى الفردوس هي رحلات تجريبية؛ الصاعدون هم حتى الآن ليسوا من وضع فردوسي. هم لا يحققون وضع إقامة على الفردوس إلى أن يعبروا خلال الراحة الأخيرة للزمان لاحقاً إلى إحراز الأب الكوني والتصريح النهائي لدارات هاﭭونا. فقط بعد الراحة الإلهية هم يتناولون من "جوهر الألوهية" و"روح السمو" وهكذا حقاً يبدأون العمل في دائرة الأبدية وفي حضور الثالوث.
26:7.5 (293.3) ليس مطلوباً من مرافقي الصاعد من ثلاثي العبور أن يُمكنوه من تحديد الحضور الجغرافي للتألق الروحي للثالوث, بل لتقديم كل مساعدة ممكنة للحاج في مهمته الصعبة للإعتراف, التمييز, والفهم للروح اللانهائي بما فيه الكفاية لكي يُشكل تعرفاً على الشخصية. أي حاج صاعد على الفردوس يمكنه إدراك الحضور الجغرافي أو المكاني للثالوث, الغالبية العظمى قادرون على الإتصال بالواقع الفكري للآلهة, خاصة الشخص الثالث, لكن ليس الجميع قادرون على التعرف أو حتى الفهم الجزئي لواقع الحضور الروحي للأب والإبن. لا يزال أكثر صعوبة بعد هو الحد الأدنى من الفهم الروحي للأب الكوني.
26:7.6 (293.4) نادراً ما يفشل إتمام السعي من أجل الروح اللانهائي, وعندما ينجح رعاياهم في هذه المرحلة من مغامرة الإله, يتهيأ مرشدو الثالوث لنقلهم إلى إسعاف واجدي الإبن على دائرة هاﭭونا الرابعة.
26:8.1 (293.5) أحياناً تُدعى دارة هاﭭونا الرابعة "دارة الأبناء". من عوالم هذه الدارة, يذهب الحجاج الصاعدون إلى الفردوس لكي يُحققوا إتصال تفاهم مع الإبن الأبدي, بينما على عوالم هذه الدارة ينجز الحجاج الهابطون فهماً جديداً لطبيعة ومهمة الأبناء الخالقين للزمان والفضاء. هناك سبعة عوالم في هذه الدارة حيث يُحافظ سِلك الإحتياط لمخائيليي الفردوس على مدارس خدمة خاصة للإسعاف المتبادل إلى كِلا الحجاج الصاعدين والهابطين؛ وإنه على هذه العوالم للأبناء الميخائيلين حيث يتوصل حجاج الزمان وحجاج الأبدية إلى أول فهم متبادل حقيقي لبعضهم البعض. في كثير من النواحي فإن تجارب هذه الدارة هي الأكثر إثارة للإهتمام من حلول هاﭭونا بأكمله.
26:8.2 (294.1) واجدو الإبن هم المسعفون السيرافيون الفائقون إلى البشر الصاعدين للدارة الرابعة. بالإضافة إلى العمل العام من تحضير مرشحيهم لإدراك علاقات الثالوث للإبن الأبدي, يجب على واجدي الإبن هؤلاء أن يُرشدوا رعاياهم بتمام للغاية بحيث يكونون ناجحين كلياً: أولاً, في الفهم الروحي الكافي للإبن؛ ثانياً, في تعرف الشخصية المُرضي للإبن؛ وثالثاً, في التفريق الصحيح للإبن عن شخصية الروح اللانهائي.
26:8.3 (294.2) بعد إحراز الروح اللانهائي لا تُجرى المزيد من الفحوصات. إختبارات الدوائر الداخلية هي أداءات المُرشحين الحجاج عندما في إحتضان حجاب الآلهة. يتم تحديد التقدم صرفاً بروحانية الفرد, ولا أحد سوى الآلهة يفترض أن يمروا على هذا الإمتلاك. في حال الفشل لا أسباب تُعين مُطلقاً, ولا المرشحين أنفسهم ولا معلميهم ومرشديهم المتنوعين يتعرضون للزجر أو الإنتقاد أبداً. على الفردوس, لا تُعتبر خيبة الأمل بمثابة فشل قطعياً؛ التأجيل لا يُنظر إليه كعار بتاتاً؛ الإخفاقات الظاهرة للزمن لا تُربَك مع التأخيرات الهامة للأبدية.
26:8.4 (294.3) ليس كثيراً من الحجاج يختبرون تأخير فشل بادي في مغامرة الإله. الكل تقريباً يحرزون الروح اللانهائي, ولو أحياناً حاج من الكون العظيم رقم واحد لا ينجح في المحاولة الأولى, الحجاج الذين يحرزون الروح قلما يفشلون في إيجاد الإبن؛ من أولئك الذين يفشلون على المغامرة الأولى, كلهم تقريباً يهلون من الكونين العظيمين الثالث والخامس. الغالبية العظمى من أولئك الذين يفشلون على المغامرة الأولى في إحراز الأب, بعد إيجاد كِلا الروح والإبن, يهلون من الكون العظيم رقم ستة, ولو إن قليلين من الرقمين إثنين وثلاثة هم غير ناجحين بالمثل. وكل هذا يبدو ليشير بوضوح بأن هناك سبب ما جيد وكافٍ لتلك الإخفاقات الظاهرة؛ في الواقع, ببساطة تأخيرات لا مفر منها.
26:8.5 (294.4) يتم وضع المرشحين الخاسرين لمغامرة الإله تحت سُلطة رؤساء التعيين, مجموعة من النافيم الفائق الأولي, ويُردون إلى عمل عوالم الفضاء لفترة لا تقل عن ألف سنة. إنهم لا يعودون أبداً إلى الكون العظيم لمولدهم, دائماً إلى ذلك الخلق الفائق الأكثر موافقة لإعادة تدريبهم إستعداداً للمغامرة الثانية للإله. بعد هذه الخدمة, بناء على حركتهم الخاصة, يعودون إلى دائرة هاﭭونا الخارجية, ويُصطحبون فوراً إلى دائرة مهنتهم المُقاطَعة, وفي الحال يتابعون تحضيراتهم لمغامرة الإله. النافيم الفائق الثانوي لا يفشل أبداً في إرشاد رعاياهم بنجاح في المحاولة الثانية, وذات المُسعفين السيرافيين الفائقين ومرشدين أخرين دائماً يتعهدون هؤلاء المرشحين بالرعاية خلال هذه المغامرة الثانية.
26:9.1 (294.5) عندما تُحرز نفس الحاج الدائرة الثالثة لهاﭭونا, فإنه يأتي تحت وصاية مرشدي الأب, الأقدم, ذوي المهارات العالية, والأكثر خبرة من المسعفين السيرافيين الفائقين. على عوالم هذه الدارة يُحافظ مرشدو الأب على مدارس للحكمة وكليات التقنية حيث تعمل كل الكائنات الساكنة الكون المركزي كمعلمين. لا شيء يُهمَل مما من شأنه أن يكون ذا خدمة إلى مخلوق زمان في هذه المغامرة المتعالية لإحراز الأبدية.
26:9.2 (294.6) إن إحراز الأب الكوني هو جواز مرور إلى الأبدية, على الرغم من أن الدارات المتبقية يجب أن تُجتاز. إنها بالتالي مناسبة بالغة الأهمية على العالم المُرشد للدائرة رقم ثلاثة عندما يُعلن ثلاثي العبور بأن أخر مغامرة في الزمان هي على وشك أن تحصل؛ بأن مخلوق آخر للفضاء يسعى للدخول إلى الفردوس من خلال بوابات الأبدية.
26:9.3 (295.1) إختبار الزمان على وشك أن ينتهي؛ السباق من أجل الأبدية قد انتهى تقريباً. أيام عدم اليقين تنتهي؛ الفتنة للشك تختفي؛ الإيعاز لأن يكون مثالياً قد أُطيع. من حضيض الوجود الفكري قد إرتقى مخلوق الزمان والشخصية المادية أجواء الفضاء التطورية, مُثبتاً بالتالي جدوى خطة الإرتقاء بينما إلى الأبد مُقيماً الدليل على عدل وصلاح أمر الأب الكوني إلى مخلوقاته المتواضعة من العوالم: "كونوا مثاليين, حتى كما أنا مثالي".
26:9.4 (295.2) خطوة بعد خطوة, حياة بعد حياة, عالم بعد عالم, قد أُتقنت مهمة الإرتقاء, وأُحرز هدف الإله. النجاة تامة في الكمال, والكمال ممتلئ في سمو الألوهية. ضاع الزمان في الأبدية؛ إبتُلع الفضاءِ في هوية تعبدية وألفة مع الأب الكوني. إذاعات هاﭭونا تُومض قُدُماً تقارير الفضاء عن المجد, الأخبار السارة بأن في الحقيقة عينها مخلوقات الضمير من الطبيعة الحيوانية والأصل المادي, من خلال الإرتقاء التطوري, أصبحوا في الواقع وأبدياً أبناء الله المُكمَلين.
26:10.1 (295.3) المستشارون والناصحون السيرافيون الفائقون من الدائرة الثانية هم المُدربون لأولاد الزمان فيما يتعلق بمهنة الأبدية. إحراز الفردوس يستتبع مسؤوليات من مرتبة جديدة وأعلى, والحلول على الدائرة الثانية يمنح فرصة وافرة لإستلام الشورى المفيدة من هؤلاء النافيم الفائق المكرسين.
26:10.2 (295.4) أولئك الذين أخفقوا في المحاولة الأولى لإحراز الإله يُقدَّمون من دائرة الفشل مباشرة إلى الدائرة الثانية قبل أن يُعادوا إلى خدمة الكون العظيم. بالتالي فإن المستشارين والناصحين يخدمون كذلك كمستشارين ومؤاسين لأولئك الحجاج الخائبي الأمل. لقد واجهوا للتو أعظم خيبة أمل لهم, ولا بأي طريقة هي في إختلاف عن اللائحة الطويلة لهكذا تجارب التي تسلقوها, كما على سُلم, من الفوضى إلى المجد--ما عدا في جسامتها. أولئك هم الذين استنزفوا كأس التجارب حتى ثمالته؛ ولقد لاحظت بأنهم يعودون مؤقتاً إلى خدمات الأكوان العظمى كأعلى نوع من المسعفين المحبين إلى أولاد الزمان وخيبات الأمل الزمنية.
26:10.3 (295.5) بعد حلول طويل على الدارة رقم إثنين يتم فحص رعايا خيبة الأمل من قِبل مجالس الكمال الجالسة على العالم المُرشد لهذه الدائرة ويُعطَون شهادة بأنهم قد اجتازوا الإختبار الهاﭭوني؛ وهذا, لغاية ما يتعلق الأمر بالوضع غير الروحي, يمنحهم ذات الوقفة في أكوان الزمان كما لو أنهم قد نجحوا فعلياً في مغامرة الإله. روح هؤلاء المرشحين كانت مقبولة كلياً؛ كان فشلهم متأصلاً في مرحلة ما من تقنية المُقاربة أو جزء ما في خلفيتهم الإختبارية.
26:10.4 (295.6) هم بعدئذٍ يؤخذون من قِبل مستشاري الدائرة أمام رؤساء التفويض على الفردوس ويُعادون إلى خدمة الزمان على عوالم الفضاء؛ ويذهبون بفرح ومسرة إلى مهمات أيام وعصور سابقة. في يوم آخر سيعودون إلى الدائرة حيث أعظم خيبة أمل لهم ويحاولون من جديد مغامرة الإله.
26:10.5 (296.1) بالنسبة للحجاج الناجحين على الدارة الثانية قد انتهى حافز عدم اليقين التطوري, لكن مغامرة التفويض الأبدي لم تبدأ بعد؛ وبينما الحلول على هذه الدائرة كلياً مُمتع ومُربح للغاية, إلا أنه يفتقر إلى بعض الحماس الترقُبي للدوائر السابقة. كثيرون هم الحجاج الذين, في هكذا وقت, يتطلعون رجوعاً على الكفاح الطويل, الطويل بحسد فرِح, متمنين في الواقع لو أنهم بطريقة ما يعودون إلى عوالم الزمان ويبدأون كل شيء من جديد, تماماً مثلكم أنتم البشر, في اقترابكم إلى عمر متقدم, أحياناً تتطلعون رجوعاً على صراعات شبابكم وحياتكم المبكرة وحقاً تتمنون لو تعيشون حياتكم مرة أخرى.
26:10.6 (296.2) لكن إجتياز الدارة الأعمق داخلياً يكمن بالضبط إلى الأمام , وقريباً بعد ذلك سينتهي نوم العبور الأخير, وستبدأ المغامرة الجديدة لمهنة الأبدية. المستشارون والناصحون على الدائرة الثانية يبدأون تحضير رعاياهم لهذه الراحة النهائية والكبيرة, النوم الذي لا مفر منه المتداخل أبداً بين المراحل الزمانية لمهنة الإرتقاء.
26:10.7 (296.3) عندما يُكمل أولئك الحجاج الصاعدون الذين أحرزوا الأب الكوني تجربة الدائرة الثانية, يُصدر الملازمون لهم أبداً, مرشدو المتخرجين أمراً بإدخالهم إلى الدائرة النهائية. يقود هؤلاء المرشدون رعاياهم شخصياً إلى الدائرة الداخلية وهناك يضعونهم في عهدة متممي الراحة, الأخيرة من تلك المراتب للنافيم الفائق الثانوي المعينين إلى إسعاف حجاج الزمان على دارات عالم هاﭭونا.
26:11.1 (296.4) يُخصص الكثير من وقت الصاعد على الدارة الأخيرة إلى إستمرار الدراسة للمسائل الوشيكة لإقامة الفردوس. جماهير متنوعة ووافرة من الكائنات, الغالبية غير مكشوفين, هم مقيمون دائمين ومؤقتين لهذه الحلقة الداخلية من عوالم هاﭭونا. وتَخالُط هذه الأنواع المتعددة يزود متممي الراحة السيرافيين ببيئة ظرفية غنية التي يوظفونها بشكل فعال في تعزيز تعليم الحجاج الصاعدين, خاصة فيما يتعلق بمشاكل التكيف مع العديد من مجموعات الكائنات التي سوف تواجَه قريباً على الفردوس.
26:11.2 (296.5) بين أولئك الذين يسكنون على هذه الدارة الداخلية هم الأبناء المثولثين-بمخلوق. النافيم الفائق الأولي والثانوي هم القـيمين العموميين للسِلك الموحد لهؤلاء الأبناء, بما فيهم السلالة المثولثة للنهائيين البشر وذرية مشابهة من مواطني الفردوس. بعض من هؤلاء الأبناء مُحتضنين بالثالوث ومفوَّضين في الحكومات الفائقة, آخرون يتم تعيينهم بشكل مختلف, لكن الغالبية العظمى يتم تجميعهم معاً في السِلك الموحد على العوالم المثالية لدارة هاﭭونا الداخلية. هنا, تحت إشراف النافيم الفائق, هم يُهيأون لعمل مستقبلي ما بواسطة سِلك خاص ومجهول الهوية من مواطني الفردوس العالين الذين كانوا, سابقاً لأوقات فاندا-الجليل, أول مساعدين تنفيذيين إلى أبديي الأيام. هناك العديد من الأسباب للتخمين بأن هاتين المجموعتين الفريدتين من الكائنات المثولثة ستعملان معاً في المستقبل البعيد, ليس أقلها مصيرهما المشترك في إحتياطات سِلك الفردوس من النهائيين المثولثين.
26:11.3 (296.6) على هذه الدارة الأعمق داخلياً, يتآخى كل من الحجاج الصاعدون والهابطون مع بعضهم البعض ومع الأبناء المثولثين-بمخلوق. مثل آبائهم, هؤلاء الأبناء يستمدون منافع عظيمة من الإرتباط المتداخل, وإنها المهمة الخاصة للنافيم الفائق أن يُسهل ويؤمِن تآخي الأبناء المثولثين للنهائيين البشر والأبناء المثولثين من مواطني الفردوس. ليس متممي الراحة السيرافيين الفائقين مهتمين جداً بتدريبهم كما بتعزيز إرتباطهم المتفهم مع مجموعات متنوعة.
26:11.4 (297.1) قد تلقى البشر الأمر الفردوسي: "كونوا مثاليين, حتى كما أباكم الفردوسي مثالي". إلى هؤلاء الأبناء المثولثين من السِلك المتحد لا يتوقف النافيم الفائق الإشرافي عن الإعلان: "كونوا متفهمين لإخوانكم الصاعدين, حتى كما الأبناء الخالقون الفردوسيون يعرفونهم ويحبونهم".
26:11.5 (297.2) ينبغي للمخلوق البشري أن يجد الله. الإبن الخالق لا يتوقف حتى يجد الإنسان--أدنى مخلوق مشيئة. بدون شك, الأبناء الخالقون وأولادهم البشر يُحَضرون لمستقبل ما وخدمة كون غير معروفة. كِلاهما يجتازان سُلم كون الخبرات وهكذا ا يتم تعليمهم وتدريبهم لمهمتهم الأبدية. في كل أنحاء الأكوان يحدث هناك هذا المزج الفريد للإنساني والإلهي, إختلاط المخلوق والخالق. بشر غير متأملين قد أشاروا إلى تجلي الرحمة والسخاء الإلهي, خاصة تجاه الضعيف ولصالح المحتاج, كمؤشر إلى إله مشبه بإنسان. يا له من خطأ! بالأحرى ينبغي على هكذا تجليات للرحمة والتسامح من قِبل كائنات إنسانية أن تؤخذ كدليل على أن الإنسان البشري مسكون بروح الله الحي؛ بأن المخلوق, بعد كل شيء, مُحرَك إلهياً.
26:11.6 (297.3) قرب نهاية الحلول على الدائرة الأولى, يلتقي الحجاج الصاعدون أولاً بمُحفزي الراحة من مرتبة النافيم الفائق الأولي. هؤلاء هم ملائكة الفردوس يأتون لتحية أولئك الذين يقفون على عتبة الأبدية وإكمال إعدادهم لأجل النوم الإنتقالي للقيامة الأخيرة. أنت لست حقاً طفلاً للفردوس حتى تكون قد اجتزت الدائرة الداخلية واختبرت قيامة الأبدية من النوم الأخير للزمان. يبدأ الحجاج المُكملون هذه الراحة, يذهبون للنوم, على الدائرة الأولى لهاﭭونا, لكنهم يستيقظون على شواطئ الفردوس. من كل الذين يرتقون إلى الجزيرة الأبدية, فقط أولئك الذين يصلون هكذا هم أطفال الأبدية؛ الآخرون يذهبون كزائرين, كضيوف بدون وضع إقامي.
26:11.7 (297.4) والآن, عند بلوغ ذروة مهنة هاﭭونا, بينما أنتم البشر تذهبون للنوم على العالم المُرشد للدارة الداخلية, أنتم لا تذهبون وحدكم إلى راحتكم كما فعلتم على عوالم أصلكم عندما أغمضتم أعينكم في النوم الطبيعي للموت البشري, ولا كما فعلتم عندما دخلتم غيبوبة العبور الطويل التحضيري للرحلة إلى هاﭭونا. الآن, بينما تتهيأون من أجل إحراز الراحة, هناك ينتقل إلى جانبكم زميلكم لوقت طويل من الدائرة الأولى, متمم الراحة المهيب, الذي يتهيأ لدخول الراحة كواحد معكم, بمثابة التعهد لهاﭭونا بأن عبوركم تام, وبأنكم تنتظرون فقط اللمسات الأخيرة للكمال.
26:11.8 (297.5) إنتقالك الأول كان موتاً بالفعل, الثاني نوم مثالي, والآن تحولك الثالث هو الراحة الحقيقية, إسترخاء العصور.
26:11.9 (297.6) [ قُدمت بمكامل للحكمة من يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 27
27:0.1 (298.1) النافيم الفائق الأولي هم الخدم السماوي للآلهة على جزيرة الفردوس الأبدية. لم يُعرف عنهم قَط أن يحيدوا عن طُرق النور والبِر. نداءات اللائحة تامة؛ من الأبدية ولا واحد من هذا الجمهور الرائع قد خُسر. هؤلاء النافيم الفائق العالي هم كائنات مثالية, سامية في الكمال, لكنهم ليسوا أبسونايت, ولا هم مُطلقون. كائنات من جوهر الكمال, أولاد الروح اللانهائي هؤلاء يعملون بالتبادل وعند المشيئة في كل مراحل واجباتهم المتنوعة. إنهم لا يعملون على نطاق واسع خارج الفردوس, ولو أنهم يشاركون في التجمعات الألفية المتنوعة ولم الشمل الجماعي للكون المركزي. كذلك ينطلقون كالرُسل الخاصين للآلهة, وفي أعداد كبيرة يرتقون ليصبحوا مستشارين تقنيين.
27:0.2 (298.2) النافيم الفائق الأولي كذلك يوضع في قيادة الجماهير السيرافية المُسعفة على عوالم معزولة بسبب التمرد. عندما يُغدق إبن فردوسي على ذلك العالم, يُتم مهمته, يرتقي إلى الأب الكوني, يُقبَل, ويعود كمُخَلص مُعتمد لهذا العالَم المعزول, دائماً يُعّيَن نافيم فائق أولي من قِبل رؤساء المهمة لتولي قيادة الأرواح المُسعفة على الواجب في الجو المُسترَد حديثاً. النافيم الفائق في هذه الخدمة الخاصة يُناوَبون بشكل دوري. على يورانشيا "رئيس السيرافيم" الحالي هو الثاني من هذه المرتبة ليكون على الواجب منذ أوقات إغداق المسيح ميخائيل.
27:0.3 (298.3) منذ الأزل, خدم النافيم الفائق الأولي على جزيرة النور وقد انطلقوا في مهمات قيادية إلى عوالم الفضاء, لكنهم عملوا كما هم مُصنفين الآن فقط منذ الوصول على الفردوس لحجاج الزمان من هاﭭونا. هؤلاء الملائكة العالين يُسعفون الآن بصورة رئيسية في مراتب الخدمة السبعة التالية:
27:0.4 (298.4) 1. مُدَبرو العبادة.
27:0.5 (298.5) 2. أسياد الفلسفة.
27:0.6 (298.6) 3. القيمون على المعرفة.
27:0.7 (298.7) 4. موجهو السلوك.
27:0.8 (298.8) 5. مُفسرو الآداب.
27:0.9 (298.9) 6. رؤساء المهمات.
27:0.10 (298.10) 7. محفزو الراحة.
27:0.11 (298.11) ليس إلى أن يُحرز الحجاج الصاعدين فعلياً إقامة الفردوس يخضعون للتأثير المباشر لهؤلاء النافيم الفائق, وعندئذٍ يعبرون خلال تجربة تدريبية تحت إشراف هؤلاء الملائكة في الترتيب المعاكس لتسميتهم. هذا يعني, أنك تدخل مهنتك الفردوسية تحت وصاية محفزي الراحة, وبعد فصول متعاقبة مع المراتب المتداخلة, تُنهي فترة هذا التدريب مع مُدبري العبادة. عندئذٍ أنت على إستعداد لتبدأ المهنة التي لا نهاية لها لنهائي.
27:1.1 (299.1) محفزو الراحة هم مفتشو الفردوس الذين ينطلقون من الجزيرة المركزية إلى الدارة الداخلية لهاﭭونا, هناك للتعاون مع زملائهم, متممو الراحة من المرتبة الثانوية للنافيم الفائق. الواحد الأساسي للتمتع بالفردوس هو الراحة, راحة إلهية؛ ومحفزو الراحة هؤلاء هم المُدربون النهائيون الذين يحضرون حجاج الزمان لتقديمهم إلى الأبدية. يبدأون عملهم على دائرة الإحراز النهائية للكون المركزي ويستمرون بها عندما يفيق الحاج من أخر نوم مؤقت, السُبات الذي يتخرج منه مخلوق الفضاء إلى عالم الأبدية.
27:1.2 (299.2) الراحة ذات طبيعة سباعية: هناك راحة النوم واللعب في مراتب الحياة الأدنى, إكتشاف في الكائنات الأعلى, وعبادة في أعلى شكل من شخصية الروح. هناك كذلك الراحة الإعتيادية لأخذ الطاقة, إعادة شحن الكائنات بطاقة فيزيائية أو روحية. وثم هناك نوم العبور, السُبات غير الواعي عندما تُحتوى بالسيرافيم, عندما في العبور من جو إلى آخر. مختلف تماماً عن كل هذه هو النوم العميق للتحول, راحة العبور من مرحلة من الكيان إلى أخرى, من حياة إلى أخرى, من حالة وجود إلى أخرى, النوم الذي يلازم أبداً العبور من وضع كون فعلي في تباين إلى التطور من خلال مراحل متنوعة لأي وضع واحد.
27:1.3 (299.3) لكن نوم التحول الأخير هو شيء ما أكثر من تلك السباتات الإنتقالية السابقة التي ميزت إحرازات الوضع المتتالية لمهنة الإرتقاء؛ هكذا تجتاز مخلوقات الزمان والفضاء الهوامش الأعمق داخلياً للمرحلي والفضائي لكي يُحرزوا وضعاً إقامياً في المقامات اللا-زمنية واللا-فضائية للفردوس. محفزو ومتممو الراحة هم تماماً أساسيون إلى هذا التحول المُتجاوِز مثلما هي السيرافيم والكائنات المرتبطة لنجاة المخلوق البشري بعد الموت.
27:1.4 (299.4) أنت تدخل الراحة على دارة هاﭭونا النهائية وتُبعث أبدياً على الفردوس. وبينما أنت هناك تُعيد تشخيصك روحياً, ستتعرف في الحال على محفز الراحة الذي يرحب بك إلى الشواطئ الأبدية باعتباره النافيم الفائق الأولي ذاته الذي أنتج النوم الأخير على الدارة الأعمق داخلياً لهاﭭونا؛ وسوف تتذكر أخر إمتداد جليل للإيمان عندما جُعلت حاضراً مرة أخرى لتستودع حفظ هويتك في يدي الأب الكوني.
27:1.5 (299.5) الراحة الأخيرة للزمان قد استُمتع بها؛ النوم الإنتقالي الأخير قد اختُبِر؛ الآن تستيقظون إلى حياة أزلية على شواطئ المقام الأبدي. "ولن يكون هناك نوم بعد. حضور الله وإبنه أمامكم, وأنتم أبدياً خدامه؛ لقد رأيتم وجهه, وإسمه هو روحكم. لن يكون هناك ليل؛ ولن يحتاجوا إلى ضوء الشمس, لأن المصدر والمركز العظيم يعطيهم نوراً؛ سوف يعيشون إلى الأبد وأبداً. وسيمسح الله كل دموع من عيونهم؛ لن يكون موت بعد, ولا حزن, ولا بكاء, ولن يكون هناك أي ألم بعد, لأن الأشياء السابقة قد انقضت.
27:2.1 (300.1) هذه هي المجموعة المُعينة من وقت لآخر من قِبل النافيم الفائق الرئيسي, "الملاك النموذج الأصلي", لكي يرأس تنظيم كل المراتب الثلاثة لهؤلاء الملائكة--الأولي, الثانوي, والثالثي. النافيم الفائق, كجسد, هم كُلياً محكومون-ذاتياً ومنظمون-ذاتياً باستثناء وظائف رئيسهم المُشترك, الملاك الأول للفردوس, الذي يترأس أبداً شخصيات الروح هؤلاء.
27:2.2 (300.2) ملائكة التفويض لديهم الكثير ليفعلوه مع البشر الممجدين المقيمين على الفردوس قبل إدخالهم إلى سِلك النهائية. الدراسة والإرشاد ليسوا المهن الحصرية للوافدين على الفردوس؛ تلعب الخدمة أيضاً دورها الأساسي في الخبرات التعليمية لما قبل النهائيين على الفردوس. ولقد لاحظت أنه, عندما يكون لدى البشر الصاعدين فترات من العطلة, فإنهم يُظهرون ميلاً للتآخي مع سِلك الاحتياط لرؤساء التفويض السيرافيين الفائقين.
27:2.3 (300.3) عندما أنتم البشر الصاعدون تحرزون الفردوس, تنطوي علاقاتكم الإجتماعية على قدر أكبر بكثير من الإتصال مع جماهير الكائنات الممجدة والإلهية ومع جموع مألوفة من بشر زملاء ممجدين. كذلك يجب عليكم التآخي مع ما يزيد عن ثلاثة آلاف مرتبة مختلفة من مواطني الفردوس, مع المجموعات المتنوعة من المتعالين, ومع أنواع أخرى عديدة من سكان الفردوس, الدائمين والمؤقتين, الذين لم يتم الكشف عنهم على يورانشيا. بعد إتصال متواصل مع هؤلاء العقول العظيمة للفردوس, إنه من المريح جداً زيارة أنواع العقل الملائكية؛ هم يُذكرون البشر بزمان السيرافيم الذين كان لديهم معهم إتصال طويل وارتباط منعش.
27:3.1 (300.4) كلما صعدتم أعلى في سُلم الحياة, الأكثر يجب أن تعطوا إنتباهاً إلى آداب الكون. الوعي الأخلاقي هو ببساطة الإعتراف من قِبل أي فرد بالحقوق المتأصلة في وجود أي وكل الأفراد الآخرين. لكن الآداب الروحية تتجاوز ببُعد المفهوم البشري وحتى المورونشي للعلاقات الشخصية والجماعية.
27:3.2 (300.5) لقد تم تدريس الأخلاقيات على النحو الواجب وتعلمها بكفؤ حجاج الزمان في ارتقائهم الطويل إلى أمجاد الفردوس. بينما مهنة الإرتقاء نحو الداخل هذه قد تكشفت من عوالم الفضاء الأهلية, واصل الصاعدون إضافة مجموعة تلو الأخرى إلى دائرتهم الدائمة التوسع من زملاء الكون. كل إلتقاء بمجموعة جديدة من الزملاء يُضيف مستوى آخر إضافي من الآداب للإعتراف والإمتثال به إلى أن, بحلول الوقت الذي يصل فيه بشر الإرتقاء الفردوس, هم حقاً بحاجة إلى أحد ما لتوفير المشورة المفيدة والودية فيما يتعلق بالتفسيرات الأخلاقية. هم لا يحتاجون أن يُعلَموا الأخلاق, لكنهم بحاجة لأن يُفسَر لهم ما تعلموه بغاية المشقة بشكل صحيح عندما يُحضرون وجهاً لوجه مع المهمة الإستثنائية من الإتصال بالكثير جداً مما هو جديد.
27:3.3 (300.6) مفسرو الآداب هم ذوي عون لا يُقدَّر بثمن لوافدي الفردوس في مساعدتهم على التأقلم مع مجموعات عديدة من الكائنات المهيبة خلال تلك الفترة الحافلة بالأحداث الممتدة من الحصول على وضع الإقامة إلى التحفيز الرسمي إلى سِلك النهائيين البشر. الكثير من الأنواع المتعددة لمواطني الفردوس, قد إلتقى الحجاج الصاعدون بهم سابقاً على دارات هاﭭونا السبعة. كذلك تمتع البشر الممجدين بإتصال ودي مع الأبناء المثولثين-بمخلوق من الفيالق المتحدة على دارة هاﭭونا الأعمق داخلياً, حيث تتلقى هذه الكائنات الكثير من تعليمهم. وعلى الدارات الأخرى قد التقى الحجاج الصاعدون بالعديد من المقيمين غير المكشوفين من نظام هاﭭونا-الفردوس الذين يتابعون هناك تدريباً جماعياً إستعداداً للمهام غير المكشوفة للمستقبل.
27:3.4 (301.1) كل هذه الزمالات السماوية هي بشكل ثابت متبادلة. كبشر صاعدين أنتم لستم تستمدون استفادة فقط من مرافقي الكون المتتالين هؤلاء ومن مثل هذه المراتب العديدة من الزملاء الإلهيين على نحو متزايد, لكنكم كذلك تُضفون على كل من هؤلاء الكائنات الأخوية شيء من شخصيتكم وخبرتكم الخاصة مما يجعل إلى الأبد كل واحد منهم مختلف وأفضل لأنه قد تزامل مع بشري صاعد من العوالم التطورية للزمان والفضاء.
27:4.1 (301.2) حيث أنكم قد سبق وأُرشدتم بشكل تام في أخلاقيات علاقات الفردوس--لا الشكليات التي بدون معنى ولا إملاءات الطبقية المصطنعة بل بالأحرى الآداب الفطرية--يجد البشر الصاعدون أنه من المفيد الحصول على مشورة موجهي السلوك السيرافيين الفائقين, الذين يُرشدون الأعضاء الجدد لمجتمع الفردوس في إستعمالات السلوك المثالي للكائنات العليا الذين يمكثون على الجزيرة المركزية للنور والحياة.
27:4.2 (301.3) الإنسجام هو المبدأ الأساسي للكون المركزي, والنظام القابل للكشف يسود على الفردوس. التصرُف اللائق ضروري للتقدم بطريق المعرفة, من خلال الفلسفة, إلى الأعالي الروحية للعبادة التلقائية. هناك تقنية إلهية في النهج المُتبع إلى الألوهية؛ وتحصيل هذه التقنية يجب أن ينتظر وصول الحجاج على الفردوس. قد تم إضفاء الروح منها على دوائر هاﭭونا, لكن اللمسات النهائية لتدريب حجاج الزمان يمكن تطبيقها فقط بعد إحرازهم الفعلي لجزيرة النور.
27:4.3 (301.4) كل السلوك الفردوسي تلقائي كلياً, بكل معنى الكلمة طبيعي وحر. لكن لا تزال هناك طريقة لائقة ومثالية لفعل الأشياء على الجزيرة الأبدية, وموجهو التصرُف هم أبداً إلى جانب "الغرباء داخل البوابات" لتعليمهم وإرشاد خطواتهم بحيث يضعونهم في إرتياح مثالي وفي نفس الوقت لتمكين الحجاج من تجنب ذلك الإرتباك وعدم اليقين الذي لولا ذلك سيكون حتمياً. فقط من خلال هكذا ترتيب يمكن تحاشي الإرتباك الذي لا نهاية له؛ والإرتباك لا يظهر أبداً على الفردوس.
27:4.4 (301.5) يخدم موجهو السلوك هؤلاء حقاً كمرشين ومعلمين ممجدين. إنهم معنيون بشكل رئيسي بتوجيه البشر المقيمين الجدد بشأن مجموعة لا نهاية لها تقريباً من الظروف الجديدة والإستخدامات غير المألوفة. على الرغم من كل الإعداد الطويل لذلك والرحلة الطويلة إلى هناك, لا يزال الفردوس غريباً بشكل يفوق الوصف وجديداً بشكل غير مُتوقع لأولئك الذين يحققون أخيراً الوضع الإقامي.
27:5.1 (301.6) القيمون على المعرفة السيرافيين الفائقين هم "الرسائل الأحياء" الأعلى المعروفين والمقروئين من قبل جميع الذين يسكنون على الفردوس. هم السجلات الإلهية للحق, الكتب الحية للمعرفة الحقيقية. لقد سمعتَ عن السجلات في "كتاب الحياة". أولياء المعرفة هم بالضبط هكذا كتب حية, سجلات للكمال مطبوعة على الألواح الأبدية لحياة إلهية وضمانة سامية. هم في الواقع مكتبات تلقائية, حية. حقائق الأكوان متأصلة في هؤلاء النافيم الفائق الأولي, مسجلة فعلياً في هؤلاء الملائكة؛ كما أنه من المستحيل فطرياً لغير الحقيقة أن تكسب إستيداعاً في عقول هؤلاء المستودعات المثالية والطافحة للحقيقة الأبدية وذكاء الزمان.
27:5.2 (302.1) يُوجه هؤلاء القيمون فصولاً غير رسمية من التعليمات لسكان الجزيرة الأبدية, لكن عملهم الرئيسي هو ذلك من مرجعية وتحقق. أي ماكث على الفردوس يمكنه بالمشيئة أن يكون بجانبه المخزن الحي للحقيقة المعينة أو الواقع التي قد يرغب في معرفتها. في أقصى الطرف الشمالي للجزيرة هناك متوافر واجدو المعرفة الأحياء, الذين سوف يُعينون مدير المجموعة الحائزة على المعلومات المطلوبة, وفوراً ستظهر الكائنات اللامعة الذين هم الشيء ذاته الذي ترغب في معرفته. لا يتوجب عليك بعد الآن أن تبحث عن التنوير من صفحات منسوخة؛ أنت الآن تتواصل مع ذكاء حي وجهاً لوجه. معرفة عُليا هكذا تحصل عليها من الكائنات الحية الذين هم أولياؤها النهائيين.
27:5.3 (302.2) عندما تجد ذلك النافيم الفائق الذي هو بالضبط ما ترغب في التحقق منه, ستجد كل الحقائق المعروفة لكل الأكوان, لأن أولياء المعرفة هؤلاء هم الملخصات الحية والأخيرة للشبكة الواسعة من الملائكة المدونين, متراوحين من السيرافيم والنافيم الثانوي للأكوان المحلية والعظمى إلى المدونين الرئيسيين من النافيم الفائق الثالثي في هاﭭونا. وهذا التراكم الحي للمعرفة يختلف عن السجلات الرسمية للفردوس, الملخص التراكمي للتاريخ الكوني.
27:5.4 (302.3) تأخذ حكمة الحقيقة أصلها في ألوهية الكون المركزي, لكن المعرفة, المعرفة الإختبارية, لديها بداياتها إلى حد كبير في مجالات الزمان والفضاء--بالتالي ضرورة الحفاظ على تنظيمات الكون العظيم النائية للسيرافيم والنافيم الفائق المُدون المرعيين بالمدونين السماويين.
27:5.5 (302.4) هؤلاء النافيم الفائق الأولي الذين هم حائزين فطرياً على معرفة الكون هم أيضاً مسؤولون عن تنظيمه وتصنيفه. في تشكيلهم أنفسهم مكتبة المرجع الحية لكون الأكوان, قد صنفوا المعرفة في سبع مراتب عظمى, كل منها لديها نحو مليون قسم فرعي. الوسيلة التي بها يتمكن مقيمي الفردوس من إستشارة هذا المخزن الفسيح للمعرفة تعود فقط للجهود التطوعية والحكيمة للقيمين على المعرفة. القيمون هم كذلك المعلمون الممجدون للكون المركزي, بحرية هم يعطون كنوزهم الحية إلى كل الكائنات على أي من دارات هاﭭونا, وهم يُستخدمون على نطاق واسع, ولو بشكل غير مباشر, من قِبل محاكم قدماء الأيام. لكن هذه المكتبة الحية, المتوفرة إلى الكون المركزي والأكوان العظمى, ليست في متناول الخلائق المحلية. فقط عن طريق المواربة والإنعكاسية يتم تأمين منافع معرفة الفردوس في الأكوان المحلية.
27:6.1 (302.5) تالياً إلى الرضى السامي للعبادة يأتي ابتهاج الفلسفة. أبداً لن تتسلق عالياً أو تتقدم كثيراُ دون أن يبقى هناك ألف لغز الذي يتطلب توظيف الفلسفة في حل مُحاول.
27:6.2 (302.6) الفلاسفة الأسياد للفردوس يبتهجون في قيادة عقول سكانه, سواء المواطنين والصاعدين, في السعي المُبهج لمحاولة حل مشاكل الكون. أسياد الفلسفة السيرافيين الفائقين هؤلاء هم "حُكماء السماء", كائنات الحكمة الذين يستفيدون من حقيقة المعرفة وحقائق الخبرة في جهودهم لإتقان المجهول. معهم تبلغ المعرفة الحقيقة والخبرة ترتقي إلى الحكمة. على الفردوس تختبر شخصيات الفضاء الصاعدة أعالي الكيان: لديهم معرفة؛ يعرفون الحق؛ قد يتفلسفون--يتفكرون في الحقيقة؛ حتى قد يسعون للإحاطة بمفاهيم المنتهى ويحاولون إدراك تقنيات المُطلقات.
27:6.3 (303.1) عند أقصى الطرف الجنوبي لمجال الفردوس الشاسع يعقد أسياد الفلسفة دورات دراسية مُفصلة في الأقسام الوظيفية السبعين للحكمة. هنا يتباحثون في خطط وأهداف اللانهائية وينشدون تنسيق الخبرات, وتأليف المعرفة, لكل الذين لديهم سبيل إلى حكمتهم. لقد طوروا موقفاً على درجة عالية من التخصص تجاه مشاكل الكون المتنوعة, لكن إستنتاجاتهم النهائية هي دائماً في إتفاق مُوحد.
27:6.4 (303.2) فلاسفة الفردوس هؤلاء يُعلِمون بكل أسلوب ممكن للتوجيه, بما في ذلك تقنية الرسم البياني لهاﭭونا وطُرق فردوسية معينة لإيصال المعلومات. كل هذه التقنيات الأعلى لإبلاغ المعرفة ونقل الأفكار تتجاوز كلياً الاستطاعة الإستيعابية حتى للعقل الإنساني النامي الأكثر تطوراً. ساعة تعليم واحدة على الفردوس ستكون ما يعادل عشرة آلاف سنة من أساليب ذاكرة-الكلمة ليورانشيا. لا يمكنكم فهم مثل هذه التقنيات للتواصل, وببساطة لا يوجد شيئ في التجربة البشرية يمكن مقارنتها به, لا شيء يمكن تشبيهه إليه.
27:6.5 (303.3) يأخذ أسياد الفلسفة مسرة سامية في نقل تفسيراتهم لكون الأكوان إلى أولئك الكائنات الذين إرتقوا من عوالم الفضاء. وبينما لا يمكن أبداً أن تكون الفلسفة مستقرة في إستنتاجاتها مثل وقائع المعرفة وحقائق الخبرة, مع ذلك, عندما تكون قد استمعت لهؤلاء النافيم الفائق الأولي يتباحثون في المسائل غير المحلولة للأبدية وأداءات المُطلقات, ستشعر برضا راسخ ودائم بما يخص تلك الأسئلة التي لم تُغلب.
27:6.6 (303.4) لا يتم بث هذه الأنشطة الفكرية للفردوس؛ فلسفة الكمال متاحة فقط لأولئك الحاضرين شخصياً. الخلائق المُطوِقة تعلم بتلك التعاليم فقط من الذين عبروا خلال هذه التجربة, والذين قاموا لاحقاً بحمل هذه الحكمة خارجاً إلى أكوان الفضاء.
27:7.1 (303.5) العبادة هي أعلى امتياز وأول واجب لكل الذكاءات المخلوقة. العبادة هي العمل الواعي والفرِح للتعرف على حقيقة وواقع العلاقات الشخصية والعاطفية للخالقين مع مخلوقاتهم والإعتراف بها. نوعية العبادة تُحدَد بعمق إدراك المخلوق؛ ومع تقدم معرفة الصِفة اللانهائية للآلهة, يصبح عمل العبادة كلي الإكتناف على نحو متزايد إلى أن يُحرز في نهاية المطاف مجد أعلى بهجة إختبارية وأروع مسرة معروفة للكائنات المخلوقة.
27:7.2 (303.6) بينما تحتوي جزيرة الفردوس على أماكن معينة للعبادة, فهي أقرب إلى معبد واحد فسيح من الخدمة الإلهية. العبادة هي الشغف الأول والمسيطر لكل الذين يتسلقون إلى شواطئها المُبهجة--الجيشان التلقائي للكائنات الذين تعلموا ما يكفي عن الله ليحرزوا حضرته. دائرة بدائرة, خلال الرحلة إلى الداخل من خلال هاﭭونا, العبادة هي عاطفة نامية إلى أن تصبح على الفردوس من الضروري توجيه تعبيرها وسوى ذلك التحكم به.
27:7.3 (304.1) المجموعة الدورية, التلقائية, ونوبات خاصة أخرى من العشق السامي والحمد الروحي التي يُتمتَع بها على الفردوس تُؤدى تحت قيادة سِلك خاص من النافيم الفائق الأولي. تحت إشراف مدبري العبادة هؤلاء, مثل هكذا طاعة تنجز هدف المخلوق من المتعة السامية وتحرز أعالي الكمال من التعبير-الذاتي السامي والمتعة الشخصية. كل النافيم الفائق الأولي يشتهون أن يكونوا مدبري عبادة؛ وكل الكائنات الصاعدة ستتمتع إلى الأبد بالبقاء في موقف من العبادة لو لم يقم رؤساء التفويض بتشتيت تلك التجمعات بشكل دوري. لكن لا يُطلب أبداً من أي كائن صاعد الدخول على تفويضات الخدمة الأبدية حتى يكون قد أحرز الرضى الكامل في العبادة.
27:7.4 (304.2) إنها مهمة مُدبري العبادة أن يُعلِموا المخلوقات الصاعدة كيف يعبدون بحيث يكون بإمكانهم كسب هذا الرضا من التعبير-الذاتي وفي الوقت نفسه يكونوا قادرين على إعطاء الإنتباه إلى النشاطات الأساسية لنظام الفردوس. دون تحسن في أسلوب العبادة, سيتطلب مئات السنين للبشري المتوسط الذي يصل الفردوس لكي يعطي تعبيراً تاماً ومرضياً لعواطفه من التقدير الذكي والإمتنان الصاعد. مدبرو العبادة يفتحون آفاقاً جديدة وغير معروفة حتى الآن من التعبير بحيث أن هؤلاء الأولاد الرائعين من رحم الفضاء وعناء الزمان يتم تمكينهم من كسب الرضا الكامل للعبادة في وقت أقل بكثير.
27:7.5 (304.3) كل فنون جميع الكائنات من الكون بأسره التي هي قادرة على تكثيف ورفع قدرات التعبير-الذاتي وإيصال التقدير, تُوظَف إلى أعلى طاقتها في عبادة آلهة الفردوس. العبادة هي أعلى مسرة لوجود الفردوس؛ إنها لعب الفردوس المنعش. ما يفعله اللعب إلى عقولكم المنهكة على الأرض, ستفعل العبادة لنفوسكم المُكمَلة على الفردوس. كيفية العبادة على الفردوس هي كلياً ما فوق الإستيعاب البشري, لكن الروح منها يمكن البدء بتقديره حتى هنا في الأسفل على يورانشيا, لأن أرواح الآلهة الآن حتى تسكنكم, تحوم فوقكم, وتلهمكم للعبادة الحقيقية.
27:7.6 (304.4) هناك أوقات وأماكن معينة للعبادة على الفردوس. لكن هذه ليست كافية لإستيعاب الفائض المتزايد-أبداً للعواطف الروحية من الذكاء النامي وتوسيع التعرف على الألوهية للكائنات اللامعة ذات الإرتقاء الإختباري إلى الجزيرة الأبدية. أبداً ليس منذ أيام فاندا-الجليل كان النافيم الفائق قادراً تماماً على استيعاب روح العبادة على الفردوس. دائماً هناك فائض في التعبد كما قيسَ بالتحضير لذلك. وهذا لأن الشخصيات ذات الكمال الفطري أبداُ لا يمكنها أن تُقدر بشكل تام التفاعلات الهائلة للعواطف الروحية للكائنات الذين شقوا طريقهم صعوداً ببطء وبمشقة إلى مجد الفردوس من أعماق الظلمة الروحية للعوالم الأسفل للزمان والفضاء. عندما يُحرز هكذا ملائكة وبشر من الزمان حضور قدرات الفردوس, يحدث هناك تعبير العواطف المُتراكمة من العصور, مشهد مذهل لملائكة الفردوس ومُنتج للفرح السامي للرضى الإلهي في آلهة الفردوس.
27:7.7 (304.5) أحياناً يصبح كل الفردوس مُجتاحاً بمد مهيمن من التعبير الروحي والتعبدي. كثيراً ما لا يتمكن مدبرو العبادة من السيطرة على هكذا ظواهر حتى ظهور التأرجح الثلاثي الأضعاف لنور المقام الإلهي. دالاً بأن القلب الإلهي للآلهة قد رضي بشكل كامل وتام بالعبادة المخلصة لمقيمي الفردوس, مواطنو المجد المثاليون ومخلوقات الزمان الصاعدة. أي إنتصار للأسلوب! أي إثمار للهدف والخطة الأبدية للآلهة بأن المحبة الذكية للطفل المخلوق تعطي رضاً كاملاً للمحبة اللانهائية للأب الخالق!
27:7.8 (305.1) بعد إحراز الرضا السامي لتمام العبادة, أنت مؤهل للقبول في سِلك النهائية. مهنة الارتقاء هي على وشك الإنتهاء, واليوبيل السابع يُحضر للإحتفال. اليوبيل الأول أشر إتفاق البشري مع ضابط الفكر عندما خُتم هدف البقاء؛ الثاني كان الإستيقاظ في حياة المورونشيا؛ الثالث كان الإنصهار مع ضابط الفكر؛ الرابع كان الإستيقاظ في هاﭭونا؛ الخامس إحتفل العثور على الأب الكوني؛ واليوبيل السادس كان مناسبة الإستيقاظ الفردوسي من سُبات العبور الأخير للزمان. اليوبيل السابع يُؤشر دخول سِلك النهائيين البشر وبدء الخدمة الأبدية. إحراز المرحلة السابعة للإدراك الروحي من قِبل النهائيين ربما سيؤشر الإحتفال بالأول من يوبيلات الأبدية.
27:7.9 (305.2) وبهذا تنتهي قصة النافيم الفائق الفردوسي, أعلى مرتبة من كل الأرواح المُسعفة, أولئك الكائنات الذين, كفئة كونية, يُلازمونك أبداً من عالَم أصلك إلى أن يتم توديعك أخيراً من قِبل مدبري العبادة بينما تأخذ قَسَم الثالوث للأبدية وتُجند في سِلك النهائية البشري.
27:7.10 (305.3) الخدمة التي لا نهاية لها لثالوث الفردوس على وشك أن تبدأ؛ والآن فالنهائي هو وجهاً لوجه مع تحدي الله المنتهى.
27:7.11 (305.4) [ قُدمت بمكامل للحكمة من يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 28
28:0.1 (306.1) كما أن النافيم الفائق هم الجماهير الملائكية للكون المركزي والسيرافيم للأكوان المحلية, النافيم الثانوي أيضاً هم الأرواح المُسعفة للأكوان العظمى. في درجة الألوهية وفي إمكانات السمو, مع ذلك, فإن أولاد الأرواح الإنعكاسية هؤلاء هم أكثر شبهاً بالنافيم الفائق من السيرافيم. إنهم لا يخدمون وحدهم في الخلائق الفائقة, وعلى حد سواء فهي عديدة ومثيرة للإهتمام التعاملات التي تحت رعاية معاونيهم غير المكشوفين.
28:0.2 (306.2) كما قُدِمت في هذه الروايات, فإن الأرواح المُسعفة للأكوان العظمى تضم المراتب الثلاثة التالية:
28:0.3 (306.3) 1. النافيم الثانوي.
28:0.4 (306.4) 2. النافيم الثالثي.
28:0.5 (306.5) 3. النافيم الكلي.
28:0.6 (306.6) حيث أن المرتبتين الأخيرتين ليستا معنيتين مباشرة بمخطط الإرتقاء للتقدم البشري, فإنهما ستُناقَشان بشكل موجز قبل الإعتبار الأكثر إتساعاً للنافيم الثانوي. من الناحية التقنية, لا النافيم الثالثي ولا النافيم الكلي هم أرواح مُسعفة للأكوان العظمى, ولو أن كِلاهما يخدمان كمسعفي روح في تلك المجالات.
28:1.1 (306.7) هؤلاء الملائكة العالين هم ذوي سجل على مركز إدارة الكون العظيم, وعلى الرغم من الخدمة في الخلائق المحلية, فهم تقنياً مقيمين في عواصم الكون العظيم هذه من حيث أنهم غير أهليين إلى الأكوان المحلية. النافيم الثالثي هم أولاد الروح اللانهائي وهم مُشخصون على الفردوس في مجموعات من ألف. هؤلاء الكائنات العلوية ذوي الأصالة الإلهية والتنوع في المهارات القريب من السمو هم هدية الروح اللانهائي إلى أبناء الله الخالقين.
28:1.2 (306.8) عندما يتم فصل إبن ميخائيلي من النظام الأبوي للفردوس ويُجعل مُستعداً للإنطلاق قُدُماً على مغامرة الكون للفضاء, يتم تسليم الروح اللانهائي مجموعة من ألف من هؤلاء الأرواح الرفيقة. والنافيم الثالثي المهيبين هؤلاء يرافقون هذا الإبن الخالق عندما يشرع في مغامرة تنظيم الكون.
28:1.3 (306.9) طوال الأزمنة المبكرة لبناء الكون, هؤلاء النافيم الثالثي الألف هم طاقم الموظفين الشخصي الوحيد للإبن الخالق. هم يكتسبون خبرة عظيمة كمساعدين للإبن أثناء تلك العصور المثيرة لتجميع كون ومُناورات فلكية أخرى. هم يخدمون إلى جانب الإبن الخالق حتى يوم تشخيص نجم الصباح واللامع, المولود الأول لكون محلي. عندئذٍ يتم طرح الإستقالات الرسمية للنافيم الثالثي وقبولها. ومع ظهور المراتب الاولية لحياة ملائكية أهلية, فهم يتقاعدون من الخدمة الفعالة في الكون المحلي ويصبحون مُسعفي الإرتباط بين الإبن الخالق من الإلتحاق السابق وقدماء الأيام للكون العظيم المعني.
28:2.1 (307.1) يتم خلق النافيم الكلي بواسطة الروح اللانهائي بالإرتباط مع التنفيذيين السُماة السبعة, وهم الخدم والمراسيل الحصريون لهؤلاء التنفيذيين السُماة أنفسهم. النافيم الكلي هم ذوي تعيين كوني كبير, وفي أورﭭونتون يحافظ سِلكهم على مركز إدارة في الأجزاء الشمالية من يوﭭرسا, حيث يقيمون كجالية مجاملة خاصة. هم ليسوا ذوي سجل على يوﭭرسا, ولا هم ملحقين إلى إدارتنا. ولا هم معنيون مباشرة بمخطط الإرتقاء للتقدم البشري.
28:2.2 (307.2) ينشغل النافيم الكلي بالكامل بالإشراف على الأكوان العظمى في مصالح التنسيق الإداري من وجهة نظر التنفيذيين السُماة السبعة. جاليتنا من النافيم الكلي على يوﭭرسا تتلقى تعليمات من, وتقدم تقارير إلى, فقط التنفيذي السامي لأورﭭونتون, الواقع على الجو التنفيذي الموحد رقم سبعة في الحلقة الخارجية لسواتل الفردوس.
28:3.1 (307.3) يتم إنتاج الجماهير السيرافية الثانوية بواسطة الأرواح الإنعكاسية السبعة المعينة إلى مركز إدارة كل كون عظيم. هناك تقنية استجابة-فردوسية محددة مرتبطة بخلق هؤلاء الملائكة في جماعات من سبعة. في كل سبعة هناك دائماً نافيم واحد أولي, ثلاثة ثانويين, وثلاثة ثالثيين؛ هم دائماً يتشخصون في هذه النسبة بالضبط. عندما يُخلق سبعة نافيم ثانويين كهؤلاء, واحد, الأولي, يصبح مُلحقاً بخدمة قدماء الأيام. الملائكة الثلاثة الثانويين هم في إرتباط مع ثلاث مجموعات من إداريين من أصل فردوسي في الحكومات الفائقة: المستشارون الإلهيون, مكاملو الحكمة, والرقباء الكونيون. الملائكة الثلاثيين الثلاثة هم مُلحقون إلى الزملاء المثولثين الصاعدين لحكام الكون العظيم: الرُسل القديرين, أولئك العالين في السُلطة, وأولئك بدون إسم وعدد.
28:3.2 (307.4) هؤلاء النافيم الثانوي للأكوان العظمى هم نسل الأرواح الانعكاسية, وبالتالي فالإنعكاسية متأصلة في طبيعتهم. هم مستجيبون للإنعكاسية لكامل كل مرحلة لكل مخلوق ذو أصل في المصدر والمركز الثالث والأبناء الخالقين الفردوسيين, لكنهم ليسوا عاكسين بشكل مباشر للكائنات والكيانات, الشخصية أو سوى ذلك, ذات الأصل الوحيد في المصدر والمركز الأول. نحن نمتلك العديد من الأدلة عن فعلية دارات الذكاء الكونية للروح اللانهائي. لكن حتى إذا لم يكن لدينا برهان آخر, ستكون الأداءات الإنعكاسية للنافيم الثانوي كافية تماماً لإظهار حقيقة الحضور الكوني للعقل اللانهائي للعامل الموحَد.
28:4.1 (307.5) النافيم الثانوي الأولي, ذوي التكليف إلى قدماء الأيام, هم مرايا حية في خدمة هؤلاء الحكام الثلاثيين, فَكْر ما يعنيه في تدبير كون عظيم أن تكون قادراً أن تتجه, كما لو كان, إلى مرآة حية, وهناك لترى ومعها لتسمع الردود المعينة لكائن آخر يبعد ألوف أو مئات الألوف من السنين الضوئية وأن تفعل كل هذا على الفور وبدون خطأ. السجلات أساسية لإدارة الأكوان. الإذاعات قابلة للخدمة, عمل الرُسل الإنفراديين وغيرهم مساعد جداً, لكن قدماء الأيام من موقعهم في منتصف الطريق بين العوالم المسكونة والفردوس--بين الإنسان والله--يمكنهم النظر على الفور في كِلا الإتجاهين, يسمعون كِلا الإتجاهين, ويعرفون كِلا الإتجاهين.
28:4.2 (308.1) هذه المقدرة--للسماع والنظر, كما لو كانت, كل الأشياء-- يمكن أن تتحقق بشكل مثالي في الأكوان العظمى فقط بقدماء الأيام وفقط على عوالم مراكز إداراتهم المختصة. حتى هناك تواجَه حدود: من يوﭭرسا, هكذا إتصالات هي محدودة إلى عوالم وأكوان أورﭭونتون, وبينما هي غير عاملة بين الأكوان العظمى, فإن تقنية الإنعكاسية هذه ذاتها تحفظ كل واحد منها على إتصال وثيق مع الكون المركزي ومع الفردوس. الحكومات الفائقة السبعة, رغم أنهم منفصلون فردياً, هم بالتالي عاكسون تماماً للسُلطة أعلاه ومتعاطفين كلياً, كما أنهم مُلمين تماماً, بالإحتياجات أدناه.
28:4.3 (308.2) يبدو أن النافيم الثانوي الأولي يميلون بالطبيعة الفطرية نحو سبعة أنواع من الخدمة, وهو حري أن أول تسلسلات لهذه المرتبة يجب أن يكونوا موهوبين إلى درجة بحيث يفسرون بشكل فطري عقل الروح لقدماء الأيام:
28:4.4 (308.3) 1. صوت العامل الموحد. في كل كون عظيم, الأول من النافيم الثانوي الأولي, وكل سابع من تلك المرتبة يُخلق لاحقاً يعرض نظاماً عالياً من المقدرة على التكيف لفهم وتفسير عقل الروح اللانهائي إلى قدماء الأيام ومعاونيهم في الحكومات الفائقة. هذا ذا قيمة عظيمة على مراكز إدارة الأكوان العظمى, لأنه, خلافاً للخلائق المحلية مع مسعفيهم الإلهيين, فإن مقعد حكومة فائقة ليس لديه تشخيص متخصص للروح اللانهائي. من ثم فإن هذه الأصوات السيرافية الثانوية تأتي الأقرب إلى كونهم الممثلين الشخصيين للمصدر والمركز الثالث على جو عاصمة كهذا. صحيح, أن الأرواح الإنعكاسية السبعة هي هناك, لكن هذه الأمهات للجماهير السيرافية الثانوية هي عاكسة بشكل أقل صحة وتلقائية للعامل الموحَد من الأرواح الرئيسية السبعة.
28:4.5 (308.4) 2. صوت الأرواح الرئيسية السبعة. النافيم الثانوي الأولي الثاني وكل سابع يُخلق بعده يميلون نحو تصوير الطبائع الجماعية وردود أفعال الأرواح الرئيسية السبعة. مع أن كل روح رئيسي مُمَثَل بالفعل على عاصمة كون عظيم بواحد من الأرواح الإنعكاسية السبعة ذوي التفويض, فمثل هذا التمثيل هو فردي وليس جماعي. جماعياً, هم فقط حاضرين إنعكاسياً؛ لذلك يُرحب الأرواح الرئيسية بخدمات هؤلاء الملائكة الشخصيين للغاية, السلسلات الثانية من النافيم الثانوي الأولي, الذين هم أكفاء للغاية لتمثيلهم أمام قدماء الأيام.
28:4.6 (308.5) 3. صوت الأبناء الخالقين. لا بد أنه كان للروح اللانهائي شيء ما مع خلق أو تدريب أبناء الفردوس من مرتبة ميخائيل, لأن النافيم الثانوي الأولي الثالث وكل سابع في التتابع بعد ذلك يمتلك الموهبة الرائعة لكونه عاكساً لعقول هؤلاء الأبناء الخالقين. إذا أراد قدماء الأيام أن يعرفوا--حقاً يعرفوا--موقف ميخائيل نِبادون بشأن أمر ما قيد الإعتبار, فلا يتوجب عليهم أن يدعوه على خطوط الفضاء؛ ما عليهم إلا دعوة رئيس أصوات نِبادون, الذي بناء على الطلب, سوف يُقدم النافيم الثانوي الميخائيلي للسجل, وحالاً وهناك سوف يعي قدماء الأيام صوت الإبن السيد لنِبادون.
28:4.7 (309.1) لا مرتبة أخرى من البنوة هي هكذا "قابلة للإنعكاسية", ولا مرتبة أخرى لملاك تستطيع العمل على هذا النحو. نحن لا نفهم تماماً كيف يتم تحقيق هذا, وأشك كثيراً بأن الأبناء الخالقين أنفسهم يفهمونها كلياً. لكن من المؤكد أننا نعلم أنها تعمل, ونعلم كذلك أنها تعمل بلا كلل بشكل مقبول, نعلم ايضاً بأنه في تاريخ يوﭭرسا كله لم تخطيء الأصوات السيرافية الثانوية أبداً في عروضها.
28:4.8 (309.2) أنت هنا بدأت ترى شيئاً من الطريقة التي بها تكتنف الألوهية فضاء الزمان وتسيطر على زمان الفضاء. أنت هنا تحصل على واحدة من لمحاتك العابرة الأولى لتقنية دورة الأبدية, المتشعبة في الوقت الحالي لمساعدة أولاد الزمان في مهامهم للسيطرة على معوقات الفضاء الصعبة. وتلك الظواهر هي إضافية إلى تقنية الكون المعمول بها للأرواح الإنعكاسية.
28:4.9 (309.3) ولو أنهم على ما يبدو محرومين من الحضور الشخصي للأرواح الرئيسية أعلاه والأبناء الخالقين أدناه, فقدماء الأيام لديهم تحت إمرتهم كائنات حية مضبوطة إلى آليات فلكية ذات كمال إنعكاسي ودقة متناهية حيث بها يمكن أن يتمتعوا بالحضور الإنعكاسي لكل أولئك الكائنات الممجدة الذين حُرموا من حضورهم الشخصي. من خلال وبتلك الوسائل, ووسائل أخرى غير معروفة لكم, فالله حاضر إفتراضياً على مراكز إدارة الأكوان العظمى.
28:4.10 (309.4) يستنتج قدماء الأيام مشيئة الأب بشكل تام عن طريق مُعادلة ومضة صوت الروح من الأعلى وومضات صوت ميخائيل من الأدنى. بالتالي يمكنهم التأكد بدون خطأ في إحتساب مشيئة الأب بشأن الشؤون الإدارية للأكوان المحلية. لكن للإستدلال على مشيئة واحد من الآلهة من معرفة الإثنين الآخرين, يجب أن يعمل قدماء الأيام الثلاثة معاً؛ إثنان لن يتمكنا من تحقيق الجواب. ولهذا السبب, حتى إن لم يكن هناك أسباب أخرى, دائماً يترأس الأكوان العظمى ثلاثة قدماء أيام, وليس واحد أو حتى إثنين.
28:4.11 (309.5) 4. صوت الجماهير الملائكية. النافيم الثانوي الأولي الرابع وكل سابع في السلسلة يبرهنان أنهما ملائكة مستجيبين بشكل خاص لعواطف كل مراتب الملائكة, بما فيهم النافيم الفائق من الأعلى والسيرافيم من الأسفل. بالتالي, فإن موقف أي ملاك آمر أو مشرف يكون متاحاُ في الحال للنظر فيه عند أي مجلس شورى لقدماء الأيام. لا يمر يوم على عالمكم لا تُجعل فيه رئيسة السيرافيم على يورانشيا واعيةً لظاهرة التحويل الإنعكاسي, لكونها مُستدعاة من يوﭭرسا لأجل هدف ما؛ لكن ما لم يتم تحذيرها مُسبقاً من قِبل رسول إنفرادي, فإنها تبقى جاهلة كلياً بالمطلوب وكيفية تأمينه. أرواح الزمان المُسعفة هذه تجهز على الدوام هذا النوع من اللا وعي واليقين, بالتالي, شهادة غير متحيزة بشأن المجموعة التي لا نهاية لها من أمور تشغل إهتمام ومشورة قدماء الأيام ومعاونيهم.
28:4.12 (309.6) 5. مُستلمو الإذاعة. هناك صنف خاص من رسائل البث التي تُستلَم فقط بهؤلاء النافيم الثانوي الأولي. بينما هم ليسوا المذيعين المعتادين ليوﭭرسا, إلا أنهم يعملون في إرتباط مع ملائكة أصوات الانعكاسية بهدف مزامنة الرؤية الإنعكاسية لقدماء الأيام مع بعض الرسائل الفعلية الواردة عبر الدارات المؤسسة لإتصال الكون. مُستلمو الإذاعة هم التسلسل الخامس, من النافيم الثانوي الأولي الخامس ليُخلق وكل واحد سابع بعده.
28:4.13 (310.1) 6. شخصيات النقل. هؤلاء هم النافيم الثانوي الذين يحملون حجاج الزمان من عوالم مراكز إدارة الأكوان العظمى إلى الدائرة الخارجية لهاﭭونا. هم سِلك النقل للأكوان العظمى, عاملون نحو الداخل إلى الفردوس ونحو الخارج إلى عوالم قطاعاتهم المختصة. هذا السِلك مؤلف من النافيم الثانوي الأولي السادس وكل سابع خُلق لاحقاً.
28:4.14 (310.2) 7. سِلك الاحتياط. مجموعة كبيرة جداً من النافيم الثانوي, السلسة الأولية السابعة, موقوفون في الإحتياط للواجبات غير المصنفة وللمهمات الطارئة للعوالم. كونهم غير متخصصين بدرجة عالية, يمكنهم العمل بشكل جيد في أي من قدرات زملائهم المتنوعة, لكن مثل هذا العمل المُتخصص يُتعَهد في الطوارئ فقط. مهامهم المعتادة هي أداء تلك الواجبات العمومية لكون عظيم التي لا تقع ضمن مجال الملائكة ذوي المهمة المحددة.
28:5.1 (310.3) ليس النافيم الثانوي من المرتبة الثانوية أقل انعكاسية من زملائهم من المرتبة الأولية. كونهم مصنفين كأوليين, ثانويين, وثالثيين لا يشير إلى تفاضل في الوضع أو الوظيفة في حالة النافيم الثانوي؛ إنه مجرد يدل على مراتب الإجراء. الصِفات المتطابقة تُعرَض من قِبل كل الفئات الثلاثة في أنشطتها.
28:5.2 (310.4) الأنواع الإنعكاسية السبعة من النافيم الثانوي الثانوي تُعين إلى خدمات زملاء الأصل الثالوثي المنسقين لقدماء الأيام كما يلي:
28:5.3 (310.5) إلى مكاملي الحكمة--أصوات الحكمة, نفوس الفلسفة, وإتحادات النفوس.
28:5.4 (310.6) إلى المستشارين الإلهيين--قلوب الشورى, أفراح الوجود, ورضاءات الخدمة.
28:5.5 (310.7) إلى الرقباء الكونيين--مميزو الأرواح.
28:5.6 (310.8) مثل المرتبة الأولية, تُخلق هذه المجموعة بتسلسل؛ ذلك أن, المولود أولاً كان صوت حكمة, والسابع من بعده كان مشابهاً, وهكذا مع الفئات الستة الأخرى من هؤلاء الملائكة الإنعكاسيين.
28:5.7 (310.9) 1. صوت الحكمة. بعض من هؤلاء النافيم الثانوي في إرتباط سرمدي مع مكتبات الفردوس الحية, القيمون على المعرفة ينتمون إلى النافيم الفائق الأولي. في الخدمة الإنعكاسية الإختصاصية أصوات الحكمة هم تكثيفات وتبؤرات حية, جارية, طافحة, وموثوق بها تماماً للحكمة المنسقة لكون الأكوان. للحجم اللانهائي تقريباً من المعلومات الدائرة على الدارات الرئيسية للأكوان العظمى, هؤلاء الكائنات الرائعة هم إنعكاسيون وإنتقائيون للغاية, حساسون للغاية, بحيث يكونون قادرين على فصل وإستلام جوهر الحكمة وعلى النقل بدون خطأ لتلك الجواهر من التفكير إلى رؤسائهم, مكاملي الحكمة. وهم يعملون هكذا بحيث مكاملو الحكمة ليس فقط يسمعون التعبيرات الفعلية والأصلية لهذه الحكمة بل كذلك يرون إنعكاسياً الكائنات ذاتها, من أصل عالٍ أو متواضع, الذين أعطوا صوتاً لها.
28:5.8 (310.10) إنه مكتوب, "إذا كان أي إنسان يفتقر إلى الحكمة, فليسأل." على يوﭭرسا, عندما يصبح من الضروري الوصول إلى قرارات حكيمة في المواقف المُحيرة للشؤون المعقدة لحكومة الكون العظيم, عندما كِلا حكمة الكمال والعملية يجب أن تكونا وشيكتين, عندئذٍ يقوم مكاملو الحكمة بإستدعاء حاشدة من أصوات الحكمة, وبالمهارة الكاملة لمرتبتهم, يقومون بدوزنة وتصويب هؤلاء المستلمين الأحياء للحكمة المتعقلة, والدائرة لكون الأكوان بحيث أنه في الوقت الحاضر, من تلك الأصوات السيرافية الثانوية, هناك يستتبع جدول من الحكمة الإلهية من الكون أعلاه وفيض من الحكمة العملية للعقول الأعلى للأكوان أدناه.
28:5.9 (311.1) في حال نشأ إرتباك يتعلق بتنسيق هاتين النسختين للحكمة, يُجعل إستئناف فوري إلى المستشارين الإلهيين, الذين يحكمون في الحال بخصوص التوليفة الصحيحة من الإجراءات. إذا كان هناك أي شك من جهة موثوقية شيء قادم من عوالم حيث التمرد قد تفشى, يُوجَه إستئناف إلى الرقباء, الذين, مع مميزيهم للأرواح, هم قادرين على الحكم فوراً بشأن "أي سلوك لروح" قد إستنهض الناصح, هكذا هي حكمة العصور وذكاء اللحظة دائماً حاضرين مع قدماء الأيام, مثل كتاب مفتوح أمام تفرسهم المُفيد.
28:5.10 (311.2) أنت بإمكانك أن تستوعب فقط بشكل ضئيل ما يعنيه كل هذا لأولئك المسؤولين عن تصرف حكومات الكون العظيم. ضخامة وشمولية هذه التعاملات هي تماماً ما فوق الإدراك المتناهي. عندما تقف, كما فعلت أنا تكراراً, في غرف الإستلام الخاصة لهيكل الحكمة على يوﭭرسا وترى كل هذا في التشغيل الفعلي, ستكون مُحركاً إلى الهيام بكمال التعقيد, وبموثوقية العمل, للإتصالات ما بين كواكب الأكوان. سوف تؤدي إجلالاً إلى الحكمة والصلاح الإلهي للآلهة, الذين يخططون وينفذون بمثل هذه التقنية الرائعة. وهذه الأمور تحدث في الواقع تماماً كما صورتها.
28:5.11 (311.3) 2. نفس الفلسفة. هؤلاء المعلمون الرائعون مُلحقون أيضاً بمكاملي الحكمة, وعندما لا يتم توجيههم خلافاً لذلك, يبقون في تزامن مركزي مع أسياد الفلسفة على الفردوس. فَكِر في الصعود إلى مرآة حية ضخمة, كما لو كانت, لكن بدلاً من النظر إلى شَبَه نفسك المتناهية والمادية, لإدراك إنعكاس لحكمة الألوهية وفلسفة الفردوس. وإذا أصبح من المرغوب "تجسد" فلسفة الكمال هذه, لأجل تخفيفها لجعلها عملية للتطبيق, والإستيعاب, من قِبل الشعوب المتواضعة للعوالم الأدنى, فعلى هذه المرايا الحية فقط أن يديروا وجوههم نزولاً لعكس معايير وحاجات كون أو عالم آخر.
28:5.12 (311.4) بواسطة هذه التقنيات ذاتها يقوم مكاملو الحكمة بتكييف القرارات والتوصيات مع الحاجات الحقيقية والأوضاع الفعلية للشعوب والعوالم قيد النظر, وهم دائماً يتصرفون بالتنسيق مع المستشارين الإلهيين ومع الرقباء الكونيين. لكن الإمتلاء السامي لهذه التعاملات هو أبعد حتى من مقدرتي على الإستيعاب.
28:5.13 (311.5) 3. إتحاد النفوس. يتمم طاقم العمل الثلاثي ذوي الإلتحاق إلى مكاملي الحكمة, هم هؤلاء العاكسين لمُثل وأوضاع العلاقات الأدبية. من بين كل مشاكل الكون التي تتطلب ممارسة حكمة مكتملة من الخبرة والمقدرة على التكيف, لا شيء أكثر أهمية من تلك الناشئة عن علاقات وصِلات الكائنات الذكية. سواء في الصِلات الإنسانية في التجارة والتبادل, الصداقة والزواج, أو في ارتباطات الجماهير الملائكية, لا يزال هناك نشوء احتكاكات تافهة, سوء تفاهمات صغرى طفيفة جداً حتى لتشغل إنتباه المصالحين لكنها مُزعجة ومُقلقة بما فيه الكفاية لتشويه العمل السلس للكون إذا سُمح لها بالتكاثر والإستمرار. لذلك يقوم مكاملو الحكمة بإتاحة الخبرة الحكيمة لمرتبتهم بمثابة "زيت المصالحة" لكون عظيم بأكمله. في كل هذا العمل يتم إعارة هؤلاء الناس الحكماء من الأكوان العظمى باقتدار من قِبل زملائهم الإنعكاسيين, إتحاديو النفوس, الذين يجعلون المعلومات الحالية المُتاحة التي تتعلق بوضع الكون وبالتزامن يصورون مثال الفردوس لأفضل تعديل لهذه المشاكل المُحيرة. عندما لا يتم توجيههم على وجه التحديد إلى مكان آخر, فإن هؤلاء النافيم الثانوي يبقون في إرتباط إنعكاسي مع مفسري الآداب على الفردوس.
28:5.14 (312.1) هؤلاء هم الملائكة الذين يرعون ويروجون العمل الجماعي لكل أورﭭونتون. واحد من أهم الدروس التي ستتعلم خلال مهنتك البشرية هو العمل الجماعي. الأجواء المثالية مزودة بالذين أتقنوا هذا الفن من العمل مع الكائنات الأخرى. قليلة هي الواجبات في الكون للخادم الوحيد. كلما ارتقيت لأعلى, الأكثر وحدة ستصبح عندما تكون مؤقتاً بدون معاونة زملائك.
28:5.15 (312.2) 4. قلب الشورى. هذه هي المجموعة الأولى من هؤلاء العباقرة الإنعكاسيين الذين يتم وضعهم تحت إشراف المستشارين الإلهيين. النافيم الثانوي من هذا النوع هم في حيازة لوقائع الفضاء, كونهم إنتقائيين لمثل هذا النوع من المعلومات في دارات الزمان. هم بشكل خاص إنعكاسيين لمنسقات الذكاء السيرافيات-الفائقات, لكنهم كذلك إنعكاسيون بشكل انتقائي لشورى كل الكائنات, سواء من منزلة مُرتفعة أو مُنخفضة. كلما تم إستدعاء المستشارين الإلهيين لأجل نصيحة أو قرارات هامة, هم يتطلبون على الفور طاقماً من قلوب الشورى, وحالياً يتم تسليم حكم الذي يتضمن فعلياً الحكمة والنصيحة المنسقتين لأكثر العقول المُختصة في الكون العظيم بأكمله, كل ما قد خضع للرقابة والمراجعة في ضوء شورى العقول العالية لهاﭭونا وحتى للفردوس.
28:5.16 (312.3) 5. فرح الوجود. بالطبيعة, تتوافق هذه الكائنات انعكاسياً إلى مشرفات الألفة السيرافيات-الفائقات أعلاه وإلى بعض من السيرافيم أدناه, لكنه من الصعب شرح مجرد ما يفعله الأعضاء من هذه الفئة المثيرة للإهتمام حقاً. نشاطاتهم الرئيسية موجهة نحو تعزيز ردود الفعل من الفرح بين المراتب المتنوعة للجماهير الملائكية ومخلوقات المشيئة الأدنى. المستشارون الإلهيون, الذين هم مُلحقون إليهم, قلما يستخدمونهم لإيجاد فرح مُحدد. بطريقة أكثر عمومية وبالتعاون مع موجهي الإرتداد, هم يعملون كمراكز تبادل معلومات للفرح, ساعون لإعلاء تفاعلات المسرة للعوالم بينما يحاولون تحسين طعم الفكاهة لتطوير فكاهة-فائقة بين البشر والملائكة. هم يسعون لإظهار أن هناك فرح كامن في وجود المشيئة الحرة, مستقل عن كل التأثيرات الدخيلة؛ وهم على حق, مع أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في غرس هذه الحقيقة في أذهان الناس البدائيين. شخصيات الروح والملائكة الأعلى يتجاوبون بشكل أسرع إلى تلك الجهود التعليمية.
28:5.17 (312.4) 6. رضا الخدمة. هؤلاء الملائكة هم عاكسون للغاية لموقف موجهي التصرف على الفردوس, ويعملون كثيراً كما يفعل أفراح الوجود, فهم يسعون جاهدين لتعزيز قيمة الخدمة ولزيادة الرضاءات المُستمَدة من ذلك. لقد فعلوا الكثير لإلقاء الضوء على المكافآت المؤجلة المتأصلة في الخدمة اللا-أنانية, خدمة لتمديد ملكوت الحق.
28:5.18 (312.5) المستشارون الإلهيون, الذين إليهم هذه المرتبة مُلحقة, يستفيدون منهم في عكس المنافع التي ستُجنى من الخدمة الروحية من عالم إلى آخر.وباستخدام الإجراءات الأفضل لإلهام وتشجيع الإعتيادي, يسهم هؤلاء النافيم الثانوي بشكل كبير إلى نوعية الخدمة المكرسة في الأكوان العظمى. يُجعل إستخدام فعّال لروح المنافسة الأخوية من خلال التعميم إلى أي عالم واحد معلومات حول ما يفعله الآخرون, خاصة الأفضل. منافسة منعشة وصحية يتم ترويجها حتى بين الجماهير السيرافية.
28:5.19 (313.1) 7. مُميزو الأرواح. يوجد إرتباط خاص بين المستشارين والناصحين لدائرة هاﭭونا الثانية وهؤلاء الملائكة الإنعكاسيين. هم النافيم الثانوي الوحيد المُلحق إلى الرقباء الكونيين لكنهم على الأرجح الأكثر إختصاصاً بشكل فريد من كل زملائهم. بغض النظر عن مصدر أو قناة المعلومات, مهما كانت ضآلة الأدلة في متناول اليد, عندما تُخضع إلى تدقيقهم الإنعكاسي, فإن هؤلاء المُميِزين سيعلموننا فوراً فيما يتعلق بالدافع الحقيقي, الهدف الفعلي, والطبيعة الواقعية لمصدرها. أنا أتعجب من الأداء الرائع لهؤلاء الملائكة, الذين يعكسون بدون خطأ للغاية الطابع الأخلاقي والروحي الفعلي لأي فرد معني في كشف بؤري.
28:5.20 (313.2) يقوم مميزو الأرواح بتلك الخدمات المعقدة بفضل "بصيرة روحية" كامنة, إذا جاز لي أن أستخدم مثل هذه الكلمات في مسعى للنقل إلى العقل الإنساني الفكرة بأن هؤلاء الملائكة الإنعكاسيين بالتالي يعملون بشكل حدسي, فطري, وبدون خطأ. عندما يشاهد الرقباء الكونيون هذه العروض, هم وجهاً لوجه مع النفـس العارية للفرد المنعكس؛ وهذا اليقين بذاته وكمال التصوير يفسر جزئياً لماذا الرقباء قادرين دائماً على العمل بغاية العدل كقضاة أبرار. المميزون دائماً يرافقون الرقباء على أي مهمة بعيداً عن يوﭭرسا, وهم فعالين في الخارج في الأكوان تماماً كما عند مقرهم في يوﭭرسا.
28:5.21 (313.3) أؤكد لكم بأن هذه التعاملات لعالم الروح هي حقيقية, أنها تتم وفقاً للأغراض المعمول بها وفي انسجام مع القوانين الثابتة للمجالات الكونية. الكائنات من كل مرتبة مخلوقة حديثاً, في الحال عند إستلام نَفَس الحياة, ينعكسون فوراً على العُلى؛ تصوير حي لطبيعة واحتمال المخلوق يومض إلى مركز إدارة الكون العظيم. هكذا, عن طريق المميزين, يُجعل الرقباء مُدركين تماماً إلى "أي نمط للروح" بالضبط قد وُلد على عوالم الفضاء.
28:5.22 (313.4) إذن هكذا هو الحال مع الإنسان البشري: الروح الأم لساﻟﭭينغتون تعرفك تماماً, لأن الروح القدس على عالمكم "يبحث كل الأشياء", وما يعرفه الروح الإلهي عنك يكون متوفراً في الحال كلما عكس المميزون السيرافيين-الثانويين مع الروح ما يتعلق بمعرفة الروح لك. ينبغي, مع ذلك, ذكر أن معرفة وخطط أجزاء الأب ليست إنعكاسية. المميزون يمكنهم وهم يعكسون حضور الضباط (والرقباء يعلنونهم إلهيين), لكنهم لا يستطيعون فك شفرة مضمون عقلانية مَراقب الغموض.
28:6.1 (313.5) بنفس الأسلوب كزملائهم, يتم خلق هؤلاء الملائكة بتسلسل وفي سبعة أنواع انعكاسية, لكن هذه الأنواع لا تُعين بشكل فردي إلى الخدمات المنفصلة لإداريي الكون العظيم. كل النافيم الثانوي الثالثي يتم تعيينهم جماعياً إلى أبناء الإحراز المثولثين, وهؤلاء الأبناء الصاعدين يستخدمونهم بالتبادل؛ ذلك أن, الرُسل القديرون يمكنهم وهم ينتفعون بأي من الأنواع الثالثية, وهكذا يفعل منسقيهم, أولئك العالون في السُلطة وأولئك بدون إسم وعدد. هؤلاء الأنواع السبعة من النافيم الثانوي الثالثي هم:
28:6.2 (314.1) 1. دلالة الأصول. يُكلف الأبناء المثولثون الصاعدون لحكومة كون عظيم بمسؤولية التعاطي مع جميع القضايا الناشئة من أصل أي فرد, جنس, أو عالم؛ ودلالة الأصل هو السؤال ذو الأهمية القصوى في كل خططنا للتقدم الفلكي للمخلوقات الحية للعالم. كل العلاقات وتطبيقات الآداب تنشأ من الحقائق الأساسية للأصل. الأصل هو أساس التفاعل العلائقي للآلهة. دائماً العامل الموحَد "يأخذ ملاحظة عن الإنسان, بأي طريقة وُلد".
28:6.3 (314.2) مع الكائنات المتنزلة الأعلى, الأصل ببساطة هو حقيقة سوف يتم التحقق منها؛ لكن مع الكائنات الصاعدة, بما فيهم المراتب الأدنى للملائكة, فإن طبيعة وظروف الأصل ليست دائماً واضحة للغاية, ولو أنها على نفس القدر من الأهمية الحيوية عند كل منعطف لشؤون الكون تقريباً--ومن هنا تأتي قيمة أن يكون لدينا تحت تصرفنا سلسلة من النافيم الثانوي الإنعكاسي, الذين يستطيعون لحظياً تصوير أي شيء مطلوب يتعلق بأصل أي كائن سواء في الكون المركزي أو في جميع أنحاء عالم بأكمله لكون عظيم.
28:6.4 (314.3) دلالة الأصول هم المرجع-الحاضر الحي لأنساب الجماهير الشاسعة من الكائنات--أناس, ملائكة, وآخرين--ممن يسكنون الأكوان العظمى السبعة. إنهم دائماً على إستعداد لتزويد رؤسائهم بتقدير جاري التاريخ, ممتليء, وموثوق للعوامل السلفية والأوضاع الفعلية الحالية لأي فرد على أي عالم من أكوانهم العظمى المختصة؛ وحساباتهم للحقائق المُمتلكة هي دائماً حديثة حتى الدقيقة.
28:6.5 (314.4) 2. ذاكرة الرحمة. هؤلاء هم السجلات الحية الفعلية, الكاملة والممتلئة, للرحمة التي مُدت إلى الأفراد والأجناس بالإسعافات الرقيقة لأدوات الروح اللانهائي في مهمة تكييف عدالة البِر إلى أوضاع العوالم, كما هي مبينة بتصويرات دلالة الأصول. ذاكرة الرحمة يُفصحون عن الدَين الأخلاقي لأولاد الرحمة--إلتزاماتهم الروحية--لوضعها في مقابل أصولهم من الإحتياط المخلص المؤسس بأبناء الله, في كشف رحمة الأب السابقة للوجود, يؤسس أبناء الله الإئتمان الضروري لضمان نجاة الجميع. وبعد ذلك, وفقاً لنتائج دلالة الأصول, يؤسس إئتمان رحمة من أجل نجاة كل مخلوق رشيد, إئتمان ذا نِسب سخية وواحد ذا نعمة كافية لضمان نجاة كل نفس ترغب حقاً بالمواطنية الإلهية.
28:6.6 (314.5) ذاكرة الرحمة هو رصيد إختبار حي, بيان جاري لحسابك مع القوى الخارقة للطبيعة للعوالم. هؤلاء هم السجلات الحية لإسعاف الرحمة التي تُقرأ في شهادة محاكم يوﭭرسا عندما حق كل فرد إلى حياة لا تنتهي يأتي للبت فيه, عندما "تُلقى عروش وقدماء الأيام قد جلسوا. إذاعات يوﭭرسا تصدر وتبرز أمامهم؛ ألوف فوق ألوف يسعفون لهم, وعشرات ألوف أضعاف عشرات ألوف يقفون أمامهم. الحكم قد استقر, والكتُب فُتحت." والكتُب التي فُتحت على تلك المناسبة الهامة هي السجلات الحية للنافيم الثانوي الثالثي للأكوان العظمى. السجلات الرسمية هي على ملف لتعزيز شهادة ذاكرات الرحمة إذا كانت مطلوبة.
28:6.7 (314.6) ذاكرة الرحمة يجب أن يُظهروا بأن إئتمان التوفير المؤسس بأبناء الله قد دُفع بالكامل وبإخلاص في الإسعاف المُحب للشخصيات الصبورة من المصدر والمركز الثالث. لكن عندما تُستنفذ الرحمة, عندما "الذاكرة" من ذلك تشهد بنضوبها, عندئذٍ يسود العدل ويحكم البِر. لأن الرحمة لا ينبغي أن تُقحم على الذين يزدرونها؛ ليست الرحمة هدية تُداس تحت القَدم بالمتمردين المُصرين للزمان. مع ذلك, مع أن الرحمة بالتالي ثمينة وتُغدق بمعزة, فإن رصيدك الفردي هو دائماً أكبر بكثير من مقدرتك على إستنفاذ الإحتياط إذا كنت مُخلص الهدف وصادق القلب.
28:6.8 (315.1) عاكسو الرحمة مع معاونيهم الثالثيين, يتعاطون في إسعافات كون عظيم عديدة, بما في ذلك تعليم المخلوقات الصاعدة. بين أمور أخرى كثيرة, دلالة الأصول يعلمون هؤلاء الصاعدين كيفية تطبيق آداب الروح, وبعد هكذا تدريب, تُعلمهم ذاكرات الرحمة كيف يكونون حقاً رحماء. في حين أن تقنيات الروح لإسعاف الرحمة تتجاوز مفهومك, عليك أن تفهم الآن حتى بأن الرحمة هي ميزة للنمو, ينبغي أن تدرك بأن هناك ثواب عظيم من الرضا الشخصي في الكيان أولاً عادل, تالياً مُنصف, بعدئذٍ صبور, وبعدئذٍ رؤوف. وبعد ذلك, على ذلك الأساس, إذا اخترت ولديك إياها في قلبك, يمكنك أخذ الخطوة التالية وحقاً تُظهر رحمة؛ لكنك لا تستطيع عرض الرحمة في ومن ذاتها. هذه الخطوات يجب اجتيازها؛ وإلا لا يمكن أن تكون هناك رحمة أصلية. قد تكون هناك مُحاباة, تنازل, أو صدقة--حتى شفقة--لكن ليس رحمة. الرحمة الحقيقية تأتي فقط كالذروة الجميلة إلى تلك الإضافات السابقة لتفهم جماعي, تقدير متبادل, زمالة أخوية, تواصل روحي, وانسجام إلهي.
28:6.9 (315.2) 3. أهمية الوقت. الوقت هو المنحة الكونية الواحدة لكل مخلوقات المشيئة؛ إنه "الموهبة الواحدة" المُستأمنة إلى كل الكائنات الذكية. كلكم لديكم وقت لتؤمنوا فيه نجاتكم؛ والوقت يُهدر بشكل قاتل فقط عندما يُدفن في إهمال, عندما تفشل هكذا في الإفادة منه بحيث تجعل نجاة نفسك مؤكدة. الفشل في تحسين وقت المرء إلى أقصى حد ممكن لا يفرض عقوبات قاتلة؛ إنه مجرد يؤخر حاج الزمان في رحلته الإرتقائية. إذا كُسِب البقاء, كل الخسائر الأخرى يمكن إستردادها.
28:6.10 (315.3) في تعيين الإئتمانات, مشورة أهميات الوقت لا تُقدر بثمن. الوقت عامل حيوي في كل شيء عند هذا الجانب من هاﭭونا والفردوس. في المحاكمة النهائية أمام قدماء الأيام, الوقت عنصر للإثبات. أهميات الوقت يجب دائماً أن يقدموا شهادة ليُظهروا بأن كل مدافع كان لديه متسع من الوقت لإتخاذ القرارات, وإنجاز الإختيار.
28:6.11 (315.4) مقيمو الوقت هؤلاء هم كذلك سر النبوة؛ فإنهم يصورون عنصر الزمن المُتطلـَب في إتمام أي مهمة, وهم قابلين للإعتماد عليهم مثل المؤشرات كما الفراندلانكس والكرونولدِكس من مراتب حية أخرى. الآلهة يرون مُسبقاً, بالتالي يعرفون مُسبقاً؛ لكن سلطات الصاعدين لأكوان الزمان يجب عليهم إستشارة أهميات الوقت ليكونوا قادرين على التنبؤ بالأحداث المستقبلية.
28:6.12 (315.5) أنت ستصادف هذه الكائنات أولاً على العوالم المنزلية, وهناك سيرشدونك في الإستخدام المفيد لما تدعوه "وقت", كلا في توظيفه الإيجابي, العمل, وفي الإفادة السلبية, الراحة. كِلا الإستعمالان للوقت ذوا أهمية.
28:6.13 (315.6) 4. هيبة الأمانة. الأمانة هي الإختبار الحاسم لمخلوقات المشيئة. الأمانة هي المقياس الحقيقي لسيادة الذات, الطبع. هؤلاء النافيم الثانوي ينجزون هدفاً مضاعفاً في تدبير الأكوان العظمى: هم يصورون إلى كل مخلوقات المشيئة حاسة الالتزام, القداسة, وهيبة الأمانة. في الوقت نفسه يعكسون بدون خطأ إلى السلطات الحاكمة بالدقة مصداقية أي مرشح للثقة أو الأمانة.
28:6.14 (316.1) على يورانشيا, أنت تحاول على نحو مشوه أن تقرأ الطبع وأن تُقدر قدرات محددة, لكن على يوﭭرسا نحن في الواقع نقوم بهذه الأشياء في كمال. هؤلاء النافيم الثانوي يزِنون الأمانة في الموازين الحية لمقيمات الطبع التي لا تخطيء, وعندما يكونون قد نظروا إليك, ما علينا إلا أن ننظر إليهم لنعرف حدود قدرتك على تأدية المسؤولية, تنفيذ الأمانة, وإتمام المهمات. مدخراتك من الثقة موضوعة بوضوح إلى جانب تبعياتك من خيانة أو تقصير مُمكن.
28:6.15 (316.2) إنها خطة رؤسائكم لدفعكم للأمام بالأمانات المعززة فقط بالسرعة التي تطور فيها طبعكم بما يكفي ليتحمل تلك المسؤوليات المضافة بأمان, إنما تحميل الفرد فوق اللزوم فقط يُراود الكارثة ويضمن خيبة الأمل. وخطأ وضع مسؤولية قبل الأوان سواء على إنسان أو ملاك يمكن تجنبها بالإفادة من إسعاف هؤلاء المقدرين المعصومين ذوي مقدرة الثقة لأفراد الزمان والفضاء. هؤلاء النافيم الثانوي أبداً يرافقون هؤلاء العالون في السُلطة, وهؤلاء التنفيذيون أبداً لا يقومون بمهمات حتى يكون مرشحيهم قد وُزنوا في موازين السيرافيات-الثانويات وأُعلن أنهم "غير معوزين".
28:6.16 (316.3) 5. قداسة الخدمة. إمتياز الخدمة يتبع مباشرة إكتشاف المصداقية. لا شيء يمكنه الوقوف بينك وبين فرصة زيادة الخدمة سوى عدم مصداقيتك, نقص إستطاعتك على تقدير هيبة الأمانة.
28:6.17 (316.4) الخدمة--الخدمة الهادفة, ليس العبودية--هي منتجة لأعلى رضا ومُعَبرة عن الكرامة الأكثر ألوهية. خدمة--خدمة أكثر, المزيد من الخدمة, خدمة صعبة, خدمة مغامرة, وأخيراً خدمة إلهية ومثالية--هي هدف الزمان ووجهة الفضاء. لكن دورات اللعب للزمان ستتناوب أبداً مع دورات الخدمة للتقدم. وبعد خدمة الزمن هناك تتبع الخدمة الفائقة للأبدية. خلال لعب الزمان يجب أن تتصور عمل الأبدية, حتى كما في أثناء خدمة الأبدية, سوف تستغرق في ذكريات لعب الزمان.
28:6.18 (316.5) التدبير الكوني مؤسس على الأخذ والإنتاج؛ طوال مهنة الأبدية أبداً لن تواجه رتابة تقاعس أو ركود شخصية. يُجعل التقدم ممكناً بالحركة الفطرية, ينمو التقدم من الإستطاعة الإلهية للعمل, والإنجاز هو طفل المغامرة واسعة الخيال. لكن متأصل في هذه الإستطاعة للإنجاز هي مسؤولية الآداب, ضرورة التعرف بأن العالم والكون مملوئين بجموع أنواع مختلفة من الكائنات. كل هذا الخلق الرائع, بما في ذلك ذاتك, لم يُصنع فقط من أجلك. هذا ليس كون أناني. الآلهة قد أمروا, "مبارك العطاء أكثر من الأخذ", وقال الإبن السيد الخاص بكم, "هو الذي سيكون الأعظم بينكم فليكن خادماً للكل".
28:6.19 (316.6) الطبيعة الحقيقية لأي خدمة, سواء صدرت عن إنسان أو ملاك, تُكشف بشكل كامل في أوجه مؤشرات الخدمة السيرافيات الثانويات هذه, مقدسات الخدمة. التحليل الكامل للدوافع الحقيقية والخفية مبين بوضوح. هؤلاء الملائكة هم في الحقيقة قُراء العقل, مفتشو القلب, وكاشفو النفس للكون. قد يوظف البشر كلمات لإخفاء أفكارهم, لكن هؤلاء النافيم الثانوي العالين يطرحون عاريةً الدوافع العميقة للقلب الإنساني والعقل الملائكي.
28:6.20 (317.1) 6. و 7. سر العظمة ونفـس الصلاح. حيث أن الحجاج الصاعدين قد أفاقوا إلى أهمية الوقت, فالطريق مهيأة لإدراك هيبة الأمانة ولتقدير قداسة الخدمة. بينما هذه هي العناصر الأخلاقية للعظمة, فهناك أيضاً أسرار العظمة. عندما يتم تطبيق الإختبارات الروحية للعظمة, لا يتم تجاهل العناصر الأخلاقية, لكن نوعية اللا-أنانية المكشوفة في العمل النزيه من أجل رفاهية زملاء المرء الأرضيين, خاصة كائنات جديرة في حاجة وفي ضيقة, ذلك هو المقياس الحقيقي للعظمة الكوكبية. وتجلي العظمة على عالم مثل يورانشيا هو عرض ضبط النفس. الإنسان العظيم ليس هو من "يحتل مدينة" أو "يُطيح بأمة", إنما بالأحرى "هو مَن يُخضع لسانه".
28:6.21 (317.2) العظمة مترادفة مع الألوهية. الله عظيم وصالح بسمو. العظمة والصلاح ببساطة لا يمكن طلاقهما. جُعلا إلى الأبد واحداً في الله. هذه الحقيقة موضحة حرفياً وعلى نحو مدهش بالإعتماد المتبادل الإنعكاسي لسِر العظمة ونفس الصلاح, لأن أي منهما لا يمكنه العمل بدون الآخر. في عكس صِفات أخرى للألوهية, النافيم الثانوي للكون العظيم يمكنهم وهم يعملون وحدهم, لكن التقديرات الإنعكاسية للعظمة والصلاح تبدو غير قابلة للتجزئة. بالتالي, على أي عالم, في أي كون, يجب على هؤلاء العاكسين للعظمة والصلاح أن يعملا معاً, دائماً مظهرين تقريراً ثنائياً ومعتمداً بشكل متبادل لكل كائن يركزون عليه. لا يمكن تقدير العظمة بدون معرفة محتوى الصلاح, بينما لا يمكن تصوير الصلاح بدون إظهار عظمته المتأصلة والإلهية.
28:6.22 (317.3) يختلف تقدير العظمة من جو إلى آخر. أن تكون عظيماً هو أن تكون مثل الله. وحيث أن نوعية العظمة تتحدد بالكامل وفقاً لمحتوى الصلاح, يترتب على ذلك أنه, حتى في حالتكم الإنسانية الحالية, إذا استطعتم من خلال النعمة أن تصبحوا صالحين, أنتم بهذا تصبحون عظماء. كلما صممتم بثبات أكثر, وكلما سعيتم بإصرار أكبر, إلى مفاهيم الصلاح الإلهي, الأكثر بالتأكيد سوف تنمون في عظمة, في مقدار حقيقي لطبع نجاة أصلي.
28:7.1 (317.4) النافيم الثانوي لديهم أصلهم ومراكز إدارتهم على عواصم الأكوان العظمى, لكن مع زملاء إرتباطهم هم يجولون من شواطئ الفردوس إلى عوالم الفضاء التطورية. هم يخدمون كمساعدين قيمين إلى أعضاء المجالس التداولية للحكومات الفائقة وهم ذوي عون عظيم إلى جاليات المجاملة ليوﭭرسا: تلاميذ النجوم, السياح الألفيين, المراقبين السماويين, وحشد من آخرين, بما فيهم الكائنات الصاعدة في انتظار النقل إلى هاﭭونا. يأخذ قدماء الأيام مسرة في تعيين بعض من النافيم الثانوي الأولي لمساعدة المخلوقات الصاعدة المقيمين على الأربعمائة وتسعين عالم دراسة المحيطة بيوﭭرسا, وهنا أيضاً يخدم الكثير من المراتب الثانوية والثالثية كمعلمين. سواتل يوﭭرسا هذه هي مدارس الإنتهاء لأكوان الزمان, مقدمة الفصل التحضيري لجامعة هاﭭونا السباعية-الدارات.
28:7.2 (317.5) من المراتب الثلاثة للنافيم الثانوي, الفئة الثالثية, المُلحقة إلى سُلطات الإرتقاء, يُسعفون على أوسع نطاق إلى مخلوقات الزمان الصاعدين. سوف تلقاهم في بعض الأحيان حالاً بعد رحيلك من يورانشيا. ولو أنك لن تستفيد من خدماتهم بحرية إلى أن تصل عوالم الإنتظار لأورﭭونتون. سوف تستمتع برفقتهم عندما تصبح ملماً كلياً بهم خلال حلولك على عوالم مدرسة يوﭭرسا.
28:7.3 (318.1) هؤلاء النافيم الثانوي الثالثي هم موفرو الوقت, مختصرو الفضاء, كاشفو الخطأ, معلمين مُخلصين, وعلامات إرشاد أبدية--إشارات حية من اليقين الإلهي--موضوعون في رحمة عند مفارق طرقات الزمان, هناك لإرشاد أقدام الحجاج القلقين في لحظات من الحيرة العظيمة وعدم اليقين الروحي. قبل وقت طويل من إحراز بوابات الكمال, ستبدأ بكسب مدخل إلى أدوات الألوهية ولجعل إتصال مع تقنيات الإله. من وقت وصولك على العالَم المنزلي الإبتدائي إلى أن تغمض عينيك في نوم هاﭭونا التحضيري إلى نقلك الفردوسي, سوف تنتفع من المساعدة الطارئة لهؤلاء الكائنات العجيبة, الذين هم عاكسين كلياً وبحرية للمعرفة الأكيدة والحكمة اليقينية لهؤلاء الحجاج الآمنين والذين يُعتمد عليهم الذين سبقوك على الرحلة الطويلة إلى بوابات الكمال.
28:7.4 (318.2) نحن ممنوع عنا الإمتياز الكامل لإستخدام هؤلاء الملائكة من المرتبة الإنعكاسية على يورانشيا. هم زائرين متكررين على عالمكم, يرافقون شخصيات مفوضة, لكن هنا لا يستطيعون العمل بحرية. هذا الجو لا يزال قيد الحجر الروحي جزئياً, وبعض من الدارات الضرورية لخدمتهم ليست هنا في الوقت الحاضر. عندما يُستعاد عالمكم مرة أخرى إلى الدارات الإنعكاسية المعنية, الكثير من عمل الإتصالات المتداخل ما بين الكواكب والأكوان سوف يُسَهَل ويُسَرَع إلى حد كبير. يواجه العمال السماويون على يورانشيا العديد من الصعوبات بسبب هذا التقليص الوظيفي لمعاونيهم الإنعكاسيين. لكننا نستمر بفرح في إدارة شؤوننا بالأدوات المتاحة, بالرغم من حرماننا المحلي لكثير من خدمات هؤلاء الكائنات العجيبة, المرايا الحية للفضاء وشاشات عرض الحضور للزمان.
28:7.5 (318.3) [ رُعيت بمرسال قدير ليوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 29
29:0.1 (319.1) من بين جميع شخصيات الكون المعنية في تنظيم شؤون ما بين الكواكب وما بين الأكوان, كان موجهو القدرة ومعاونيهم من أقل المفهومين على يورانشيا. بينما عرفت شعوبكم منذ أمد طويل بوجود الملائكة ومراتب مشابهة من الكائنات السماوية, إلا أن قليل من المعرفة المختصة بالمتحكمين والمنظمين للمجالات الفيزيائية سبق أن نُقلت أبداً. الآن حتى, أنا مسموح لي أن أكشف بشكل كلي فقط الأخيرة من الفئات الثلاثة التالية من الكائنات الحية التي لديها علاقة بالتحكم في القوة وتنظيم الطاقة في الكون الرئيسي:
29:0.2 (319.2) 1. منظِمو قوة رئيسيون متأتون أولون.
29:0.3 (319.3) 2. منظِمو قوة رئيسيون معاونون متعالون.
29:0.4 (319.4) 3. موجهو قدرة الكون.
29:0.5 (319.5) رغم أنني أرتئي أنه من المستحيل تصوير فردية الفئات المتنوعة لموجهي, ومراكز, ومتحكمي قدرة الكون, آمل أن أكون قادراً على شرح بعض الشيء عن مجال نشاطاتهم. إنهم مجموعة فريدة من الكائنات الحية التي لها علاقة بالتعديل الذكي للطاقة في جميع أنحاء الكون الإجمالي. بما في ذلك الموجهين السُماة, هم يضمون الأقسام الرئيسية التالية:
29:0.6 (319.6) 1. موجهو القدرة السُماة السبعة.
29:0.7 (319.7) 2. مراكز القدرة السُماة.
29:0.8 (319.8) 3. المتحكمون الفيزيائيون الرئيسيون.
29:0.9 (319.9) 4. المشرفون على قدرة المورونشيا.
29:0.10 (319.10) موجهو ومراكز القدرة السُماة قد تواجدوا منذ الأزمنة القريبة من الأبدية, وحسب علمنا, لم يتم خلق المزيد من كائنات هذه المراتب. تم تشخيص الموجهون السُماة السبعة من قِبل الأرواح الرئيسية السبعة, وبعد ذلك تعاونوا مع آبائهم في إنتاج أكثر من عشرة بلايين معاون. قبل أيام موجهي القدرة, كانت دارات الطاقة للفضاء خارج الكون المركزي تحت الإشراف الذكي لمنظمي القوة الرئيسيين للفردوس.
29:0.11 (319.11) حيث أن لديكم معرفة عن المخلوقات المادية, فلديكم على الأقل تصور متباين عن الكائنات الروحية؛ لكنه من الصعب جداً للعقل البشري أن يتصور موجهي القدرة. في مُخطط التقدم الإرتقائي إلى مستويات أعلى من الوجود ليس لديكم أي علاقة مباشرة مع إما الموجهين السُماة أو مراكز القدرة. في بعض المناسبات النادرة سيكون لديكم تعاملات مع المتحكمين الفيزيائيين, وستعملون بحرية مع المشرفين على قدرة المورونشيا عند الوصول إلى العوالم المنزلية. مشرفو قدرة المورونشيا هؤلاء يعملون حصرياً للغاية في النظام المورونشي للخلائق المحلية بحيث يُعتبر أنه من الأفضل رواية نشاطاتهم في القسم المتعاطي بالكون المحلي.
29:1.1 (320.1) موجهو القدرة السُماة السبعة هم المنظمين للطاقة الفيزيائية للكون الإجمالي. إن خلقهم من قِبل الأرواح الرئيسية السبعة هو أول لحظة مُسجلة لإشتقاق سلالة شبه مادية من سلف روح حقيقي. عندما يَخلق الأرواح الرئيسية السبعة فردياً, فإنهم يجلبون شخصيات روحية عالية على المراتب الملائكية؛ عندما يخلِقون جماعياً, فإنهم ينتجون في بعض الأحيان تلك الأنواع العالية من الكائنات شبه المادية. لكن حتى هذه الكائنات شبه-الفيزيائية ستكون غير مرئية للرؤية قصيرة المدى لبشر يورانشيا.
29:1.2 (320.2) موجهو القدرة السُماة هم سبعة في العدد, ومتشابهون في المظهر والعمل. لا يمكن تمييز أحدهم عن الآخر إلا من خلال ذلك الروح الرئيسي الذي يرتبط كل منهم به ارتباطًاً مباشراً, والذي كل منهم إليه في تبعية وظيفية كاملة. كل من الأرواح الرئيسية هو بالتالي في وحدة أبدية مع واحد من ذريتهم الجماعية. دائماً يرتبط الموجه ذاته مع نفس الروح, وشراكتهم العاملة تؤدي إلى ارتباط فريد للطاقات الفيزيائية والروحية, لكائن شبه فيزيائي وشخصية روح.
29:1.3 (320.3) يتمركز موجهو القدرة السُماة السبعة على الفردوس المحيطي, حيث يشير حضورهم الدائر ببطء إلى مكان مقر القوة-البؤرية للأرواح الرئيسية. موجهو القدرة هؤلاء يعملون بشكل منفرد في تنظيم القدرة-الطاقة للأكوان العظمى لكن بشكل جماعي في إدارة الخلق المركزي. هم يعملون من الفردوس إنما يُبقون أنفسهم كمراكز قدرة فعّالة في كل أقسام الكون الإجمالي.
29:1.4 (320.4) هذه الكائنات القديرة هم الأسلاف الفيزيائيين لحشدٍ واسع من مراكز القدرة, ومن خلالهم, للمتحكمين الفيزيائيين المنتشرين في جميع أنحاء الأكوان العظمى السبعة. هكذا تنظيمات تحكم-فيزيائي تابعة, هي مبدئياً موحدة, متطابقة باستثناء التنغيم التفاضلي لكل سِلك كون عظيم. من أجل التغيير في خدمة كون عظيم, سيتعين عليهم فقط العودة إلى الفردوس لإعادة التنغيم. الخلق الفيزيائي موحد بشكل أساسي في الإدارة.
29:2.1 (320.5) ليس بمقدور موجهي القدرة السُماة السبعة, فردياً, إعادة إنتاج أنفسهم, لكن جماعياً, وبالتعاون مع الأرواح الرئيسية السبعة, يمكنهم وهم يتكاثرون--يخلقون--كائنات أخرى مثل أنفسهم. ذلك هو أصل مراكز القدرة السُماة للكون الإجمالي, الذين يعملون في المجموعات السبع التالية:
29:2.2 (320.6) 1. مُشرفو مركز سُماة.
29:2.3 (320.7) 2. مراكز هاﭭونا.
29:2.4 (320.8) 3. مراكز كون عظيم.
29:2.5 (320.9) 4. مراكز كون محلي.
29:2.6 (320.10) 5. مراكز برج.
29:2.7 (320.11) 6. مراكز نظام.
29:2.8 (320.12) 7. مراكز غير مصنفة.
29:2.9 (321.1) مراكز القدرة هؤلاء سوية مع موجهي القدرة السُماة هم كائنات ذات حرية مشيئة وعمل عالية. كلهم موهوبين بشخصية المصدر-الثالث ويُظهرون إستطاعة إرادية لا ريب فيها من الدرجة العالية. مراكز القدرة هؤلاء من نظام قدرة الكون هم المالكين لمنحة ذكاء رائعة؛ هم فكر نظام القدرة للكون الإجمالي وسِر تقنية تحكم العقل لكل الشبكة الشاسعة من الأعمال النائية للمتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين والمُشرِفين على قدرة المورونشيا.
29:2.10 (321.2) 1. المشرفون على مركز السُماة. هؤلاء المنسقين السبعة والمعاونين لموجهي القدرة السُماة هم المنظمين لدارات الطاقة الرئيسية للكون الإجمالي. كل مشرف مركز لديه مقر على أحد العوالم الخاصة للتنفيذيين السُماة السبعة, وهم يعملون بتعاون وثيق مع هؤلاء المنسقين لشؤون الكون العامة.
29:2.11 (321.3) يعمل موجهو القدرة السُماة ومُشرفي المركز السُماة كِلاهما كأفراد وبشكل موحد بالنسبة إلى جميع الظواهر الفلكية دون مستويات "طاقة الجاذبية". عندما يعملون في إرتباط, يمثل هؤلاء الكائنات الأربعة عشر إلى قدرة الكون, ما يمثله التنفيذيين السُماة السبعة إلى شؤون الكون العامة, وما تمثله الأرواح الرئيسية السبعة إلى العقل الفلكي.
29:2.12 (321.4) 2. مراكز هاﭭونا. قبل خلق أكوان الزمان والفضاء, لم تكن مراكز القدرة في هاﭭونا مطلوبة, لكن أبداً منذ تلك الأزمنة-النائية, مليون قد عملوا في الخلق المركزي, كل مركز لديه الإشراف على ألف عالم هاﭭوني. هنا في الكون الإلهي يوجد كمال تحكم في الطاقة, حالة غير موجودة في أي مكان آخر. الكمال في تنظيم الطاقة هو الهدف النهائي لكل مراكز القدرة والمتحكمين الفيزيائيين للفضاء.
29:2.13 (321.5) 3. مراكز كون عظيم. شاغلون مساحة هائلة على جو عاصمة كل من الأكوان العظمى السبعة هم ألف مركز قدرة من المرتبة الثالثة. ثلاث تيارات من طاقة أولية لعشرة إنفصالات كل منها يأتي إلى مراكز القدرة هذه, لكن سبعة مختصة وموجهة-بشكل جيد, ولو أنه مُتحكم بها بشكل غير تام, دارات قدرة تنطلق من مقاعدها من العمل الموحَد. هذا هو التنظيم الإلكتروني لقدرة الكون.
29:2.14 (321.6) كل الطاقة تُدار في دورة الفردوس, لكن موجهي قدرة الكون يوجهون طاقات-القوة للفردوس الأسفل كما يجدونها مُعدلة في وظائف الفضاء للكون المركزي والأكوان العظمى, مُحولين ومُوجهين هذه الطاقات إلى قنوات ذات تطبيق مفيد وبنّاء. هناك فرق بين طاقات هاﭭونا وطاقات الأكوان العظمى. تتألف شحنة القدرة لكون عظيم من ثلاث مراحل من الطاقة كل منها ذات عشرة إنفصالات. تنتشر شحنة الطاقة الثلاثية الأضعاف هذه في كل أنحاء فضاء الكون الإجمالي؛ إنها مثل محيط متحرك شاسع من الطاقة التي تغمر وتغسل الكل لكل من الخلائق الفائقة السبعة.
29:2.15 (321.7) يعمل التنظيم الإلكتروني لقدرة كون في سبع مراحل ويُظهر تجاوباً متفاوتاً إلى الجاذبية المحلية أو الخطية. تنبعث هذه الدارة السباعية الأضعاف من مراكز قدرة الكون العظيم وتتخلل كل خلق فائق. هذه التيارات المتخصصة للزمان والفضاء هي حركات طاقة محددة ومُمركزة تم إطلاقها وتوجيهها لأهداف محددة, كثيراً كما يعمل تيار الخليج كظاهرة محصورة في وسط المحيط الأطلسي.
29:2.16 (321.8) 4. مراكز كون محلي. على مركز إدارة كل كون محلي يتمركز مائة مركز قدرة من المرتبة الرابعة. إنهم يعملون لتخفيف وسوى ذلك لتعديل دارات القدرة السبعة المنبعثة من مركز إدارة الكون العظيم, بهذا جاعلينها قابلة للتطبيق على خدمات الأبراج والأنظمة. الكوارث الفلكية المحلية للفضاء هي ذات إهتمام عابر إلى مراكز القدرة هؤلاء؛ هم منشغلون في الإرسال النظامي للطاقة الفعّالة إلى الأبراج والأنظمة التابعة. هم ذوي مساعدة عظيمة إلى الأبناء الخالقين أثناء الأزمنة اللاحقة من تنظيم كون وتعبئة طاقة. هذه المراكز قادرة على تزويد ممرات مُكثفة من الطاقة المفيدة للتواصل ما بين الكواكب بين النقاط المأهولة الهامة. مثل هذا الممر أو الخط للطاقة, أحياناً يُدعى أيضاً مسار طاقة, هو دارة طاقة مباشرة من مركز قدرة واحد إلى مركز قدرة أخرى أو من متحكم فيزيائي واحد إلى متحكم آخر. إنه تيار قدرة فردي ويقف في تباين إلى حركات الفضاء الحرة للطاقة غير المتمايزة.
29:2.17 (322.1) 5. مراكز برج. عشرة من مراكز القدرة هؤلاء مُركزون في كل برج, عاملين كأدوات تسليط طاقة إلى مائة نظام محلي فرعي. من هؤلاء الكائنات تنطلق خطوط القدرة من أجل التواصل والنقل ومن أجل شحن أولئك المخلوقات الأحياء الذين يعتمدون على أشكال معينة من الطاقة الفيزيائية للحفاظ على الحياة. لكن خلافاً لذلك لا مراكز القدرة ولا المتحكمين الفيزيائيين التابعين هم معنيون بالحياة كتنظيم وظيفي.
29:2.18 (322.2) 6. مراكز نظام. يتم تعيين واحد من مراكز القدرة السُماة بشكل دائم إلى كل نظام محلي. مراكز النظام هؤلاء يرسلون دارات القدرة إلى العوالم المأهولة للزمان والفضاء. هم ينسقون نشاطات المتحكمين الفيزيائيين الثانويين وسوى ذلك يعملون لضمان توزيع مُرضي للقدرة في النظام المحلي. يعتمد تناوب الدارة بين الكواكب على التنسيق المثالي لطاقات مادية معينة وعلى التنظيم الفعّال للقدرة الفيزيائية.
29:2.19 (322.3) 7. مراكز غير مصنفة. هذه هي المراكز التي تعمل في حالات محلية خاصة لكن ليس على الكواكب المأهولة. إن العوالم الفردية هي في عهدة المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين وتستلم خطوط القدرة المُدارة التي يُرسلها مركز قدرة نظامهم. فقط تلك الأجواء ذات علاقات الطاقة الأكثر إستثنائية لديها مراكز قدرة من المرتبة السابعة عاملة كعجلات توازن للكون أو حُكام طاقة. في كل مرحلة من النشاط تُعد مراكز القدرة هذه المساوية الكاملة لأولئك الذين يعملون على وحدات التحكم الأعلى, لكن لا جسم فضائي واحد من مليون يؤوي تنظيم قدرة حية كهذا.
29:3.1 (322.4) مراكز القدرة السُماة الموزَعون في جميع أنحاء عدد الأكوان العظمى يعدون, مع معاونيهم وتابعيهم, فوق العشرة بلايين. وهم جميعاً في تزامن مثالي وإرتباط تام مع أسلافهم الفردوسيين, موجهي القدرة السُماة السبعة. التحكم بالقدرة للكون الإجمالي هو بهذا مُؤتمن إلى حفظ وتوجيه الأرواح الرئيسية السبعة, الخالقون لموجهي القدرة السُماة السبعة.
29:3.2 (322.5) موجهو القدرة السُماة وكل شركائهم, مساعديهم, وتابعيهم يتم إعفاؤهم إلى الأبد من الإيقاف أو التدخل من قِبل جميع المحاكم لكل الفضاء؛ ولا هم خاضعين للتوجيه الإداري ولا إلى حكومة الكون العظيم لقدماء الأيام أو إلى إدارة الكون المحلي للأبناء الخالقين.
29:3.3 (323.1) مراكز وموجهو القدرة هؤلاء أُحضروا إلى حيز الوجود من قِبل أولاد الروح اللانهائي. هم ليسوا وثيقي الصلة بإدارة أبناء الله, ولو أنهم ينضمون إلى الأبناء الخالقين خلال الحقب الأخيرة من التنظيم المادي للكون. لكن مراكز القدرة هم بطريقة ما مرتبطين بشكل وثيق مع التحكم الفوقي الفلكي للكائن الأسمى.
29:3.4 (323.2) مراكز القدرة والمتحكمين الفيزيائيين لا يخضعون لأي تدريب؛ كلهم خُلقوا في كمال وهم فطرياً مثاليون في العمل. هم لا ينتقلون من عمل إلى آخر؛ دائماً يخدمون كما عتم تعيينهم في الأصل. لا يوجد أي تطور في صفوفهم, وهذا ينطبق على كل الأقسام السبعة لكِلا المرتبتين.
29:3.5 (323.3) حيث ليس لديهم ماضي إرتقاء للعودة إليه في الذاكرة, مراكز القدرة والمتحكمين الفيزيائيين لا يلعبون أبداً؛ هم جديون تماماً في كل أعمالهم. هم دائماً في الواجب؛ لا يوجد إحتياط في المُخطط الكوني لإنقطاع خطوط الطاقة الفيزيائية؛ ولا لجزء من الثانية يستطيع هؤلاء الكائنات التخلي عن إشرافهم المباشر على دارات الطاقة للزمان والفضاء.
29:3.6 (323.4) الموجهون, المراكز, والمتحكمون بالقدرة ليس لديهم شأن بأي شيء في كل الخلق باستثناء القدرة, الطاقة المادية أو شبه الفيزيائية؛ إنهم لا ينتجونها, لكنهم يعدلونها, يناورونها, ويوجهونها. كما أنه ليس لديهم أي علاقة بتاتاً بالجاذبية الفيزيائية إلا لمقاومة قدرتها الساحبة. علاقتهم إلى الجاذبية سلبية كلياً.
29:3.7 (323.5) تستخدم مراكز القدرة آليات شاسعة وتنسيقات من المرتبة المادية في إرتباط مع الآليات الحية لمختلف تركيزات الطاقة المنفصلة. يتألف كل مركز قدرة فردي بالضبط من مليون وحدة من التحكم الوظيفي, وهذه الوحدات المكيفة للطاقة ليست ثابتة مثل الأعضاء الحيوية لجسم الإنسان الفيزيائي؛ هؤلاء "الأعضاء الحيوية" لتنظيم القدرة هم متنقلين وحقاً مِشكاليي رسم متغيري الألوان في الإحتمالات الترابطية.
29:3.8 (323.6) إنه تماماً أبعد من مقدرتي أن أشرح الأسلوب الذي يكتنف فيه هؤلاء الكائنات الحية مناورة وتعديل الدارات الرئيسية لطاقة الكون. أن آخذ على عاتقي إعلامكم بمزيد من التفصيل بشأن حجم وعمل مراكز القدرة الهائلين هؤلاء والفعالين تماماً تقريباً, من شأنه فقط أن يُضيف إلى إرتباككم وذعركم. هم معاً أحياء و"شخصيات", لكنهم أبعد من استيعابكم.
29:3.9 (323.7) خارج هاﭭونا يعمل مراكز القدرة السُماة فقط على أجواء مبنية خصيصاً (معمارية) أو بالأحرى على أجسام فضائية شُكلت بشكل مناسب. العوالم المعمارية مبنية بحيث يمكن لمراكز القدرة الأحياء أن يعملوا كمفاتيح إنتقائية لتوجيه, تعديل, وتكثيف طاقات الفضاء بينما تنصبّ على هذه الأجواء. لم يتمكنوا من العمل هكذا على شمس أو كوكب تطوري عادي. مجموعات معينة كذلك معنية في التسخين وضروريات مادية أخرى لعوالم مركز الإدارة الخاصة هذه. ولو أنه خارج نطاق معرفة يورانشيا, أنا قد أُصرح بأن هؤلاء المراتب من شخصيات القدرة الأحياء لديهم الكثير ليفعلوه مع توزيع النور الذي يضيء بدون حرارة. إنهم لا ينتجون هذه الظاهرة, لكنهم معنيون بنشرها وتوجيهها.
29:3.10 (323.8) يتم تعيين مراكز القدرة والمتحكمين التابعين إلى عمل كل الطاقات الفيزيائية للفضاء المُنظَم. هم يعملون مع التيارات الأساسية الثلاثة ذات العشر طاقات لكل منها. تلك هي شحنة الطاقة للفضاء المُنظم؛ والفضاء المنظم هو مجالهم. ليس لدى موجهي قدرة الكون أي علاقة بتلك الأعمال الهائلة للقوة التي تجري الآن خارج الحدود الحالية للأكوان العظمى السبعة.
29:3.11 (324.1) تبذل مراكز القدرة والمتحكمين سيطرة مثالية على سبعة فقط من أشكال الطاقة العشرة المحتواة في كل تيار كون أساسي؛ تلك الأشكال التي هي معفاة جزئياً أو كلياً من تحكمهم يجب أن تمثل العوالم التي لا يمكن التنبؤ بها من تجلي الطاقة المُسيطر عليها بالمُطلق البات. إذا مارسوا تأثيراً على القوات البدائية لهذا المُطلق, فلسنا على علم بتلك الأعمال, على أنه يوجد بعض الإثبات الضئيل الذي يسند الرأي بأن بعض من المتحكمين الفيزيائيين هم أحياناً متفاعلين تلقائياً إلى نبضات معينة للمُطلق الكوني.
29:3.12 (324.2) لا يرتبط آليات القدرة الأحياء هؤلاء بشكل واعي بزيادة تحكم طاقة الكون الرئيسي للمُطلق البات. لكننا نخلُص إلى أن مُخططهم بأكمله والمثالي تقريباً لتوجيه القدرة هو خاضع بطريقة ما غير معروفة إلى هذا الحضور للجاذبية الفائقة. في أي حالة طاقة محلية, المراكز والمتحكمين يبذلون قرب-السمو, لكنهم دائماً واعين لحضور الطاقة الفائقة والأداء غير المُتعرَف عليه للمُطلق البات.
29:4.1 (324.3) هؤلاء الكائنات هم التابعون المتنقلون لمراكز القدرة السُماة. المتحكمون الفيزيائيون موهوبون بقدرات تحول فردية من هكذا طبيعة بحيث أنهم يمكنهم الإنخراط في تنوع جدير بالإعتبار من النقل التلقائي, كونهم قادرين على إجتياز فضاء محلي بسرعات تقارب طيران الرُسل الإنفراديين. لكن مثل كل قاطعي الفضاء الآخرين هم يتطلبون مساعدة كُلاً من زملائهم وأنواع أخرى معينة من الكائنات في التغلب على عمل الجاذبية ومقاومة القصور الذاتي في الرحيل من جو مادي.
29:4.2 (324.4) يخدم المتحكمون الفيزيائيون الرئيسيون في كل أنحاء الكون الإجمالي. محكومون مباشرة من الفردوس بموجهي القدرة السُماة السبعة لغاية مراكز إدارة الأكوان العظمى؛ من هنا يتم توجيههم وتوزيعهم من قِبل مجلس التوازن, المفوضين العالين للقدرة المُرسلة بالأرواح الرئيسية السبعة من طاقم عمل منظمي القوة الرئيسيين المعاونين. هؤلاء المفوضون العالون مخولون لتفسير قراءات وتسجيلات الفراندلانكس الرئيسيين, أولئك الأجهزة الحية الذين يشيرون إلى ضغط القدرة وشحنة الطاقة لكون عظيم بأكمله.
29:4.3 (324.5) في حين أن حضور آلهة الفردوس يطوق الكون الإجمالي ويكتسح حول دائرة الأبدية, يقتصر تأثير أي واحد من الأرواح الرئيسية السبعة إلى كون عظيم فرد. هناك فصل مميز للطاقة وفصل لدارات القدرة بين كل من الخلائق العظمى السبعة؛ بالتالي يجب أن تسود أساليب التحكم الفردي وهي تسود.
29:4.4 (324.6) المتحكمون الفيزيائيون الرئيسيون هم الذرية المباشرة لمراكز القدرة السُماة, وتشمل أعدادهم ما يلي:
29:4.5 (324.7) 1. موجهو قدرة معاونون.
29:4.6 (324.8) 2. متحكمون آليون.
29:4.7 (324.9) 3. محولو طاقة.
29:4.8 (325.1) 4. مُرسلو طاقة.
29:4.9 (325.2) 5. مترابطون أوليون.
29:4.10 (325.3) 6. فاصلون ثانويون.
29:4.11 (325.4) 7. الفراندلانكس والكرونولدكس.
29:4.12 (325.5) ليست كل هذه المراتب أشخاص بمعنى إمتلاك قدرات إختيار فردية. خاصة الأربعة الأخيرة يبدو أنهم تلقائيين كُلياً وآليين في الإستجابة إلى دفع رؤسائهم وفي التفاعل إلى أوضاع طاقة قائمة. لكن مع أن هكذا تجاوب يبدو آلياً بالكامل, إنه ليس كذلك؛ قد يبدو أنهم آليات ذاتية الحركة (أوتوماتونات), لكن كلهم يُظهرون الوظيفة التفاضلية للذكاء.
29:4.13 (325.6) ليست الشخصية بالضرورة ملازمة للعقل. العقل يمكنه التفكير حتى عندما يُحرم من كل قدرة للإختيار, كما هو الحال في العديد من أدنى أنواع الحيوانات وفي بعض من هؤلاء المتحكمين الفيزيائيين التابعين. كثير من هؤلاء المنظمين الأكثر تلقائية للقدرة الفيزيائية ليسوا أشخاصاً بأي معنى للكلمة. ليسوا ممنوحين بمشيئة وإستقلال قرار, كونهم خاضعين كلياً إلى مثالية التصميم الآلي لمهامهم المخصصة لهم. مع ذلك فكلهم كائنات عالية الذكاء.
29:4.14 (325.7) المتحكمون الفيزيائيون مشغولون بشكل رئيسي في تعديل طاقات أساسية غير مُكتشَفة على يورانشيا. هذه الطاقات غير المعروفة هي ضرورية جداً إلى نظام النقل ما بين الكواكب وتقنيات الاتصال المعينة. عندما نبسط خطوط من الطاقة بغرض إيصال معادلات الصوت أو تمديد الرؤية, يتم استخدام هذه الأشكال غير المُكتشَفة من الطاقة بواسطة المتحكمين الفيزيائيين الأحياء ومعاونيهم. تُستخدم هذه الطاقات نفسها أيضاً, أحياناً, من قِبل مخلوقات منتصف الطريق في عملهم الروتيني.
29:4.15 (325.8) 1. موجهو القدرة المعاونون. هؤلاء الكائنات الفعّالة بشكل رائع مؤتمنون بتفويض وإرسال كل مراتب المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين وفقاً للإحتياجات الدائمة-التغير لوضع الطاقة المتغير باستمرار للعوالم. يتم الحفاظ على الإحتياطات الوفيرة من المتحكمين الفيزيائيين في عوالم المراكز الإدارية للقطاعات الصغرى, ومن نقاط التكثيف هذه يُرسلون بشكل دوري من قِبل موجهي القدرة المعاونين إلى مراكز إدارة الأكوان, والأبراج, والأنظمة, وإلى الكواكب الفردية. عندما يتم تعيينهم هكذا, يخضع المتحكمين الفيزيائيين بشكل مؤقت إلى مراتب المنفذين الإلهيين للجان المصالحة لكن هم خلافاً لذلك مذعنون فحسب إلى الموجهين معاونيهم وإلى مراكز القدرة السُماة.
29:4.16 (325.9) يتم تعيين ثلاثة ملايين متحكم قدرة مُعاون إلى كل من القطاعات الصغرى لأورﭭونتون, ما مجموعه ثلاثة بلايين كحصة كون عظيم من هؤلاء الكائنات المدهشة المتعددة المواهب. يحافظ على إحتياطياتهم الخاصة على عوالم القطاعات الصغرى ذاتها, حيث يخدمون أيضاً كمرشدين لجميع الذين يدرسون علوم تقنيات التحكم الذكي بالطاقة وتحويلها.
29:4.17 (325.10) يتناوب هؤلاء الموجهين فترات من الخدمة التنفيذية في القطاعات الصغرى مع فترات متساوية من خدمة التفتيش إلى عوالم الفضاء. على الأقل مفتش واحد متصرف سيكون حاضراً دائماً في كل نظام محلي, محافظاً على مقر على جو عاصمته. هم يحفظون تجميع الطاقة الحية الشاسع بأكمله في تزامن متناغم.
29:4.18 (325.11) 2. متحكمون آليون. هؤلاء هم المساعدون المتنقلون والمتعددو البراعات إلى أبعد حد لموجهي القدرة المعاونين. تريليونات فوق تريليونات منهم مفوضون في إنسا, قطاعكم الأصغر. هؤلاء الكائنات يُدعون المتحكمون الآليون لأنهم مُسيطر عليهم تماماً من قِبل رؤسائهم, خاضعين كلياً إلى مشيئة موجهي القدرة المعاونين. مع ذلك هم, أنفسهم, أذكياء للغاية, وعملهم, مع أنه آلي وأمر واقعي في الطبيعة, فهو يُنجز بمهارة.
29:4.19 (326.1) من بين كل المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين المعيَنين إلى العوالم المسكونة, يُعد المتحكمين الآليين إلى حد بعيد الأقوى. مالكون الموهبة الحية لمُضاد الجاذبية بما يتجاوز كل الكائنات الأخرى, كل متحكم لديه مقاومة جاذبية مُساوَى فقط بأجواء ضخمة تدور بسرعات هائلة. عشرة من هؤلاء المتحكمين مُمركزون الآن على يورانشيا, ووأحد من أكثر نشاطاتهم الكوكبية أهمية هو تسهيل رحيل النقل السيرافي. في أدائهم هكذا, كل العشرة من المتحكمين الآليين يعملون في وحدة بينما بطارية من ألف مُرسِل للطاقة تزود قوة الدفع الأولية للرحيل السيرافي.
29:4.20 (326.2) المتحكمون الآليون أكفاء لتوجيه تدفق الطاقة ولتسهيل تكثيفها في الدارات أو التيارات المختصة. هؤلاء الكائنات القديرين لديهم الكثير لفعله مع فصل, توجيه, وتكثيف الطاقات الفيزيائية ومع موازنة ضغوط الدارات ما بين الكواكب. هم خبراء في مناورة إحدى وعشرين من طاقات الفضاء الفيزيائية الثلاثون, التي تُشكل شحنة القدرة لكون عظيم. كما أنهم قادرون على إنجاز الكثير نحو الإدارة والتحكم بستة من الأشكال التسعة الأكثر خفة من الطاقة الفيزيائية. بوضع هؤلاء المتحكمين في علاقة تقنية مناسبة إلى بعضهم البعض وإلى مراكز قدرة معينة, فإن موجهي القدرة المعاونين يتم تمكينهم من إحداث تغييرات لا تُصدَق في تعديل القدرة والتحكم بالطاقة.
29:4.21 (326.3) المتحكمون الفيزيائيون الرئيسيون غالباً ما يعملون في بطاريات من مئات, ألوف, وحتى ملايين ومن خلال تغيير مواقعهم وتشكيلاتهم هم قادرون على إحداث تحكم بالطاقة في إستطاعة جماعية كما في إستطاعة فردية. مع تغير المتطلبات, يمكنهم رفع وتسريع حجم الطاقة والحركة أو يحتجزون, ويكثفون, ويعيقون تيارات الطاقة. هم يؤثرون على تحولات الطاقة والقدرة نوعاً ما مثل ما يُسمى العوامل المُحفزة التي تزيد التفاعلات الكيميائية. هم يعملون بمقدرة فطرية وبالتعاون مع مراكز القدرة السُماة.
29:4.22 (326.4) 3. محولو الطاقة. عدد هؤلاء الكائنات في الكون العظيم لا يُصدق. هناك ما يقرب من مليون في ساتانيا وحدها, والحصة المعتادة هي مائة لكل عالَم مأهول.
29:4.23 (326.5) محولو الطاقة هم الخلق الموحد لموجهي القدرة السُماة السبعة والمُشرِفين المركزيين السبعة. هم من بين المراتب الأكثر شخصية للمتحكمين الفيزيائيين, وباستثناء عندما يكون موجه قدرة معاون حاضر على عالم مأهول, فإن المحولين يكونون في القيادة. هم المفتشون الكوكبيون لكل الناقلات السيرافية المغادرة. جميع طبقات الحياة السماوية يمكنهم الإفادة من المراتب الأقل شخصية للمتحكمين الفيزيائيين فقط بالإرتباط مع المراتب الأكثر شخصية للموجهين المعاونين ومحولي الطاقة.
29:4.24 (326.6) هؤلاء المحولون هم مفاتيح طاقة حية قديرة وفعّالة, كونهم قادرين على إعداد أنفسهم مع أو ضد توزيع أو توجيه قدرة معطاة. هم أيضاً ماهرون في جهودهم لعزل الكواكب ضد تيارات الطاقة القديرة العابرة بين الجيران الكوكبية والنجمية الضخمة. سِماتهم في تحويل الطاقة تجعلهم الأكثر قابلية للخدمة في المهمة الهامة المتمثلة في الحفاظ على توازن الطاقة الكوني, أو توازن القدرة. عند وقت واحد يبدو أنهم يستهلكون أو يخزنون طاقة؛ وفي أوقات أخرى يبدو أنهم ينضحون أو يحررون طاقة. المحولون قادرون على زيادة أو إنقاص إمكانية "البطارية الخازنة" للطاقات الحية والميتة لعوالمهم المختصة. لكنهم يتعاملون فقط مع طاقات فيزيائية وشبه مادية, لا يعملون مباشرة في مجال الحياة, ولا هم يُغيرون أشكال الكائنات الحية.
29:4.25 (327.1) في بعض النواحي فإن محولو الطاقة هم الأبرز والأكثر غموضاً من كل المخلوقات الحية شبه المادية. هم بطريقة ما غير معروفة يتباينون فيزيائياً, ومن خلال تنويع علاقات إرتباطاتهم, هم قادرون على بذل تأثير عميق على الطاقة التي تمر خلال حضوراتهم الإرتباطية. وضع العوالم الفيزيائية يبدو أنه يخضع لتحول تحت مناورتهم الماهرة. هم بإمكانهم وهم يغيرون الشكل الفيزيائي لطاقات الفضاء. بمساعدة معاونيهم المتحكمين هم فعلياً قادرون على تغيير شكل وإمكانية سبع وعشرين من الطاقات الفيزيائية الثلاثين لشحنة قدرة الكون العظيم. أن ثلاثة من هذه الطاقات هي أبعد من تحكمهم يبرهن بأنهم ليسوا أدوات للمُطلق البات.
29:4.26 (327.2) المجموعات الأربع الباقية من المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين هم بالكاد أشخاص ضمن أي تعريف مقبول لتلك الكلمة. هؤلاء المُرسِلون, المترابطون, الفاصلون, والفراندَلانكس هم كلياً تلقائيون في تفاعلاتهم؛ مع ذلك هم بكل معنى الكلمة أذكياء. نحن محدودون إلى حد كبير في معرفتنا لهؤلاء الكينونات الرائعة لأننا لا نستطيع التواصل معهم. يبدو أنهم يفهمون لغة الحيز, لكنهم لا يستطيعون التواصل معنا. يبدون قادرين تماماً على تلقي إتصالاتنا لكن عاجزين تماماً عن جعل إستجابة.
29:4.27 (327.3) 4. مُرسلو الطاقة. هؤلاء الكائنات يعملون رئيسياً, إنما ليس كلياً, في إستطاعة لما بين الكواكب. هم باعثو طاقة رائعين كما تتجلى على العوالم الفردية.
29:4.28 (327.4) عندما يتم تحويل طاقة إلى دارة جديدة, يُباعد المرسلون أنفسهم في خط على طول مسار الطاقة المرغوب, وبحكم سِماتهم الفريدة من جذب-الطاقة, يمكنهم فعلياً حث تدفق طاقة متزايد في الإتجاه المرغوب. هذا يفعلونه حرفياً تماماً مثلما دارات معدنية معينة توجه تدفق أشكال معينة من الطاقة الكهربائية؛ وهم موصلين فائقين أحياء لأكثر من نصف الأشكال الثلاثين للطاقة الفيزيائية.
29:4.29 (327.5) يُشكل المرسِلون إرتباطات ماهرة التي هي فعّالة في إعادة تأهيل التيارات التي تَضعف للطاقة المختصة التي تمر من كوكب إلى كوكب ومن محطة إلى محطة على كوكب فردي. يمكنهم إكتشاف تيارات التي هي بغاية الوهن لكي يُتعرف عليها من قِبل أي نوع آخر من الكائنات الحية, ويمكنهم تقوية تلك الطاقات لدرجة بحيث تصبح الرسالة المصاحبة مفهومة تماماً. خدماتهم لا تُقدر بثمن لمستلمي البث.
29:4.30 (327.6) مُرسلو الطاقة يمكنهم العمل فيما يتعلق بجميع أشكال الإدراك القابل للتواصل؛ بإمكانهم جعل منظر بعيد "مرئي" وكذلك صوت بعيد "مسموع". هم يوفرون خطوط الطواريء للتواصل في الأنظمة المحلية وعلى الكواكب الفردية. هذه الخدمات يجب أن تُستخدم عملياً بكل المخلوقات لأغراض التواصل خارج الدارات المؤسسة بانتظام.
29:4.31 (327.7) هؤلاء الكائنات, سوية مع محولو الطاقة, لا غنى عنهم إلى صيانة الوجود البشري على تلك العوالم التي لديها غلاف جوي معوز, وهم جزء لا يتجزأ من أسلوب الحياة على كواكب غير المتنفسين.
29:4.32 (328.1) 5. مترابطون أوليون. هؤلاء الكيانات المثيرة للإهتمام والقيمة هم أُمناء الطاقة وصائنيها ببراعة. إلى حد ما كما تخزن نبتة ضوء الشمس, هكذا هذه العضويات الحية تخزن الطاقة خلال أوقات التجليات الزائدة. هم يعملون على مقياس عملاق, محولين طاقات الفضاء إلى حالة فيزيائية ليست معروفة على يورانشيا. كما أنهم قادرين على المضي قُدُماً بهذه التحولات إلى حد إنتاج بعض من الوحدات البدائية للوجود المادي. هؤلاء الكائنات يعملون ببساطة من خلال حضورهم. هم ليسوا بأي طريقة منهكين أو مُستنفذين بهذا العمل؛ إنهم يعملون مثل عوامل مُحفزة حية.
29:4.33 (328.2) أثناء فصول تجليات ناقصة هم مُخولون لإطلاق تلك الطاقات المتجمعة. لكن معرفتكم عن الطاقة والمادة ليست متقدمة بما فيه الكفاية لتجعل من الممكن شرح تقنية هذه المرحلة من عملهم. هم دائماً يعملون في إمتثال مع القانون الكوني, يتعاملون مع الذرات ويناورونها, والإلكترونات, والألتيماطونات كثيراً كما تناورون نوع قابل للتعديل لتجعلوا نفس الرموز الأبجدية تخبر عن قصص مختلفة إلى حد كبير.
29:4.34 (328.3) المترابطون هم المجموعة الأولى من الحياة لتظهر على جو مادي مُنظِم, ويمكنهم العمل في درجات حرارة فيزيائية التي قد تعتبرونها غير متوافقة كلياً مع وجود كائنات حية. هم يمثلون مرتبة من الحياة التي هي ببساطة أبعد من نطاق المخيلة الإنسانية. سوية مع زملائهم في العمل, الفاصلون, هم الأكثر عبودية من كل المخلوقات الذكية.
29:4.35 (328.4) 6. فاصلون ثانويون. بالمقارنة مع المترابطين الأوليين, فإن هؤلاء الكائنات ذوي الموهبة الهائلة ضد الجاذبية هم العمال العكسيون. ليس هناك أبداً أي خطر بأن الأشكال الخاصة أو المُعدلة من الطاقة الفيزيائية على العوالم المحلية أو في الأنظمة المحلية سوف تُستنفذ, لأن هؤلاء التنظيمات الحية موهوبون بالقدرة الفريدة لتنمية إمدادات غير محدودة من الطاقة. هم معنيون بشكل رئيسي بتطور شكل من الطاقة لا يكاد يُعرف على يورانشيا من نوع من المادة المُتعرف عليها بدرجة أقل بعد. هم حقاً كيميائيو الفضاء والعمال المدهشين للزمان. لكن في كل العجائب التي يعملونها, هم لا يخالفون أبداً إنتدابات السمو الفلكي.
29:4.36 (328.5) 7. الفراندَلانكس. هؤلاء الكائنات هم الخلق المشترك لكل المراتب الثلاثة من كائنات التحكم-بالطاقة: منظِمي القوة الأوليين والثانويين, وموجهي القدرة. الفراندَلانكس هم الأكثر عدداً من كل المتحكمين الفيزيائيين الرئيسيين؛ العدد العامل في ساتانيا وحدها هو أبعد من مفهومكم العددي. هم مُمركزون على كل العوالم المأهولة ودائماً مُلحقون إلى المراتب الأعلى من المتحكمين الفيزيائيين. هم يعملون بالتبادل في الكون المركزي والأكوان العظمى وفي مجالات الفضاء الخارجي.
29:4.37 (328.6) يتم خلق الفراندَلانكس في ثلاثين قسماً, واحد لكل شكل قوة كون أساسية, ويعملون حصرياً كحضور حي وتلقائي, عدادات ضغط وسرعة. هؤلاء البارومترات الحية معنيون فقط بالتسجيل التلقائي والذي لا يخطئ لوضع كل أشكال القوة-الطاقة. هم إلى الكون الفيزيائي ما الآلية الإنعكاسية الشاسعة هي إلى الكون المُتدبر. الفراندَلانكس الذين يسجلون الوقت بالإضافة إلى حضور الطاقة الكمي والنوعي يُدعون الكرونولدكس.
29:4.38 (328.7) أنا أُدرك بأن الفراندَلانكس أذكياء, لكن لا أستطيع تصنيفهم سوى كآلات حية. تقريباً الطريقة الوحيدة التي يمكنني مساعدتكم على فهم هذه الآلات الحية هي مقارنتها باختراعاتكم الآلية الخاصة التي تعمل تقريباً بانضباط ودقة كأنها ذكية. عند ذاك إذا كنت ستتصور تلك الكائنات, إعتمد على مخيلتك إلى حد إدراك أنه في الكون الإجمالي نحن بالفعل لدينا آليات (كينونات) حية وذكية التي تستطيع أداء مهمات أكثر تعقيداً تنطوي على عمليات حسابية هائلة أكثر حتى مع تذوق أعظم للدقة, حتى مع منتهى الدقة.
29:5.1 (329.1) منظِمو القوة مُقيمون على الفردوس, لكنهم يعملون في كل أنحاء الكون الرئيسي, وعلى الأخص في مجالات الفضاء غير المُنظَم. هؤلاء الكائنات الإستثنائية هم لا خالقين ولا مخلوقين, وهم يشملون قسمين جليلين من الخدمة:
29:5.2 (329.2) 1. منظِمو قوة رئيسيون متأتون أولون.
29:5.3 (329.3) 2. منظِمو قوة رئيسيون معاونون متعالون.
29:5.4 (329.4) إن هاتين المرتبتين القديرتين من مناوري القوة-البدائية تعملان بشكل حصري تحت إشراف معماريي الكون الرئيسي, وفي الوقت الحالي لا تعملان على نطاق واسع ضمن حدود الكون الإجمالي.
29:5.5 (329.5) منظِمو القوة الرئيسيون الأولون هم المناورون لقوات الفضاء البدائية أو الأساسية للمُطلق البات؛ هم خالقو السُدم. هم المحرضون الأحياء لأعاصير طاقة الفضاء والمنظمون والموجهون المبكرون لتلك التجليات العملاقة. منظِمو القوة هؤلاء يُحيلون القوة البدائية (ما قبل الطاقة غير المستجيبة لجاذبية الفردوس المباشرة) نحو طاقة أولية أو طاقة جبارة, طاقة مُحولة من القبضة الحصرية للمُطلق البات إلى قبضة جاذبية جزيرة الفردوس. هم بعد ذلك يُخلفون بمنظمي القوة المعاونين, الذين يُواصلون عملية إحالة الطاقة من الأولية خلال الثانوية أو مرحلة طاقة-الجاذبية.
29:5.6 (329.6) عند إتمام خطط خلق كون محلي, مُؤشر بوصول إبن خالق, يُعطي منظِمو القوة الرئيسيون المعاونون طريقاً إلى مراتب موجهي القدرة العاملين في الأكوان العظمى من السلطة القضائية الفلكية. لكن في غياب مثل هذه الخطط يستمر منظِمو القوة المعاونون إلى أجل غير مسمى في تولي أمر تلك الخلائق المادية, حتى بينما يعملون الآن في الفضاء الخارجي.
29:5.7 (329.7) يتحمل منظِمو القوة الرئيسيون حرارات ويعملون في ظل ظروف فيزيائية التي ستكون غير مُحتملة حتى إلى مراكز القدرة المتعددي البراعات والمتحكمين الفيزيائيين لأورﭭونتون. الأنواع الأخرى الوحيدة من الكائنات المكشوفة القادرة على العمل في تلك العوالم من الفضاء الخارجي هم الرُسل الإنفراديين والأرواح الثالوثية المُلهمة.
29:5.8 (329.8) [ رُعيت برقيب كوني عامل بسُلطة من قدماء الأيام على يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 30
30:0.1 (330.1) تشكل الشخصيات والكيانات الأخرى غير الشخصية التي تعمل الآن على الفردوس وفي الكون الإجمالي عدداً غير محدود تقريباً من الكائنات الحية. حتى عدد المراتب والأنواع الرئيسية سوف يُذهل المخيلة الإنسانية, ناهيك عن الأنواع الفرعية والتنوعات التي لا حصر لها. إنه, على كل, من المرغوب فيه تقديم بعض الشيء من تصنيفين أساسيين للكائنات الحية--إقتراح للتصنيف الفردوسي وإختصار لسجل الشخصية على يوﭭرسا.
30:0.2 (330.2) إنه من غير الممكن صياغة تصنيفات شاملة ومُتسقة تماماً لشخصيات الكون الإجمالي لأنه ليست كل الفئات مكشوفة. سيتطلب الأمر العديد من الأوراق الإضافية لتغطية المزيد من الكشف المطلوب لتصنيف كل الفئات بشكل منهجي. مثل هذا التوسع المفاهيمي بالكاد سيكون مرغوباً لأنه سيحرم البشر المفكرين من الألف سنة التالية من ذلك التحفيز للتأمل الخلاَّق الذي تزوده هذه المفاهيم المكشوفة جزئياً. فمن الأفضل أن لا يكون لدى الإنسان وحي زائد؛ إنه يُخمد المخيلة.
30:1.1 (330.3) يتم تصنيف الكائنات الحية على الفردوس وفقاً للعلاقة المتأصلة والمُحرزة لآلهة الفردوس. خلال التجمعات الكبرى للكون المركزي والأكوان العظمى يتم تجميع أولئك الحاضرين غالباً في فئات وفقاً للأصل: أولئك من أصل ثلاثي, أو من إحراز الثالوث؛ وأولئك من أصل ثنائي؛ وأولئك من أصل فردي. إنه من الصعب تفسير التصنيف الفردوسي للكائنات الحية إلى العقل البشري, لكننا مخولون بتقديم التالي:
30:1.2 (330.4) I . كائنات أصل ثالوثي. كائنات خُلقوا من قِبل كل آلهة الفردوس الثلاثة, إما على هذا النحو أو مثل الثالوث, سوية مع السِلك المثولث, الذي تشير تسميته إلى جميع فئات الكائنات المثولثة, المكشوفة وغير المكشوفة.
30:1.3 (330.5) ا. الأرواح السُماة.
30:1.4 (330.6) 1. الأرواح الرئيسية السبعة.
30:1.5 (330.7) 2. التنفيذيون السُماة السبعة.
30:1.6 (330.8) 3. المراتب السبعة للأرواح الإنعكاسية.
30:1.7 (330.9) II. أبناء الثالوث الثابتون.
30:1.8 (330.10) 1. أسرار السمو المثولثين.
30:1.9 (330.11) 2. أبديو الأيام.
30:1.10 (330.12) 3. قدماء الأيام.
30:1.11 (330.13) 4. كماليو الأيام.
30:1.12 (331.1) 5. حديثو الأيام.
30:1.13 (331.2) 6. إتحاديو الأيام.
30:1.14 (331.3) 7. مُخلصو الأيام.
30:1.15 (331.4) 8. مكاملو الحكمة.
30:1.16 (331.5) 9. مستشارون إلهيون.
30:1.17 (331.6) 10. رقباء كونيون.
30:1.18 (331.7) III. كائنات مثولثة ومن أصل ثالوثي.
30:1.19 (331.8) 1. أبناء معلمون ثالوثيون.
30:1.20 (331.9) 2. أرواح ثالوث مُلهمة.
30:1.21 (331.10) 3. أهالي هاﭭونا.
30:1.22 (331.11) 4. مواطنو الفردوس.
30:1.23 (331.12) 5. كائنات أصل ثالوثي غير مكشوفة.
30:1.24 (331.13) 6. كائنات مثولثة بإله غير مكشوفة.
30:1.25 (331.14) 7. أبناء إحراز مثولثين.
30:1.26 (331.15) 8. أبناء إختيار مثولثين.
30:1.27 (331.16) 9. أبناء كمال مثولثين.
30:1.28 (331.17) 10. أبناء مثولثين-بمخلوق.
30:1.29 (331.18) B. كائنات من أصل ثنائي. أولئك من أصل في أي إثنين من آلهة الفردوس أو غير ذلك خُلقوا بأي كائنين إثنين مُنحدرين مباشرة أو غير مباشرة من آلهة الفردوس.
30:1.30 (331.19) ا. المراتب المتنزلة.
30:1.31 (331.20) 1. الأبناء الخالقون.
30:1.32 (331.21) 2. الأبناء القضائيون.
30:1.33 (331.22) 3. نجوم الصباح واللامعة.
30:1.34 (331.23) 4. آباء ملكيصادقون.
30:1.35 (331.24) 5. الملكيصادقون.
30:1.36 (331.25) 6. اﻟﭭوروندادِكس.
30:1.37 (331.26) 7. اللانوناندِكس.
30:1.38 (331.27) 8. نجوم المساء المتألقين.
30:1.39 (331.28) 9. رؤساء الملائكة.
30:1.40 (331.29) 10. حاملو الحياة.
30:1.41 (331.30) 11. مساعدو كون غير مكشوفين.
30:1.42 (331.31) 12. أبناء لله غير مكشوفين.
30:1.43 (331.32) II. المراتب الثابتة.
30:1.44 (331.33) 1. أباندونترز.
30:1.45 (331.34) 2. سوساشيا.
30:1.46 (331.35) 3. يوﻨﻴﭭيتاشيا.
30:1.47 (331.36) 4. سبيرونغا.
30:1.48 (331.37) 5. كائنات أصل-ثنائي غير مكشوفة.
30:1.49 (331.38) III. المراتب الصاعدة.
30:1.50 (331.39) 1. بشر منصهرين-بضابط.
30:1.51 (331.40) 2. بشر منصهرين-بإبن.
30:1.52 (331.41) 3. بشر منصهرين-بروح.
30:1.53 (331.42) 4. منتصفو طريق مترجَمين.
30:1.54 (331.43) 5. صاعدون غير مكشوفين.
30:1.55 (332.1) C. كائنات أصل-فردي. أولئك من أصل في أي واحد من آلهة الفردوس أو غير ذلك خُلقوا بأي كائن واحد مُنحدر مباشرة أو غير مباشرة من آلهة الفردوس.
30:1.56 (332.2) ا. الأرواح السُماة.
30:1.57 (332.3) 1. رُسل الجاذبية.
30:1.58 (332.4) 2. الأرواح السبعة لدارات هاﭭونا.
30:1.59 (332.5) 3. المعاونون ذوي الثنايا الإثنا عشر لدارات هاﭭونا.
30:1.60 (332.6) 4. مساعدو الصورة الإنعكاسية.
30:1.61 (332.7) 5. أرواح أُم الكون.
30:1.62 (332.8) 6. أرواح-العقل المعاونة السباعية.
30:1.63 (332.9) 7. كائنات أصل-إلهي غير مكشوفة.
30:1.64 (332.10) II. المراتب الصاعدة.
30:1.65 (332.11) 1. ضباط مُشخَصين.
30:1.66 (332.12) 2. أبناء ماديون صاعدون.
30:1.67 (332.13) 3. سيرافيم تطوري.
30:1.68 (332.14) 4. شيروبيم تطوري.
30:1.69 (332.15) 5. صاعدون غير مكشوفين.
30:1.70 (332.16) III. عائلة الروح اللانهائي.
30:1.71 (332.17) 1. رُسل إنفراديون.
30:1.72 (332.18) 2. مُشرِفو دارة كون.
30:1.73 (332.19) 3. إداريو إحصاء.
30:1.74 (332.20) 4. مساعدون شخصيون للروح اللانهائي.
30:1.75 (332.21) 5. مُفتشون معاونون.
30:1.76 (332.22) 6. حراس منتدبون.
30:1.77 (332.23) 7. مرشدو متخرجين.
30:1.78 (332.24) 8. مقدمو خدمات هاﭭونا.
30:1.79 (332.25) 9. مصالحون كونيون.
30:1.80 (332.26) 10. مرافقو مورونشيا.
30:1.81 (332.27) 11. نافيم فائق.
30:1.82 (332.28) 12. نافيم ثانوي.
30:1.83 (332.29) 13. نافيم ثالثي.
30:1.84 (332.30) 14. نافيم كلي.
30:1.85 (332.31) 15. سيرافيم.
30:1.86 (332.32) 16. شيروبيم وسانوبيم.
30:1.87 (332.33) 17. كائنات أصل-روحي غير مكشوفة.
30:1.88 (332.34) 18. موجهو القدرة السُماة السبعة.
30:1.89 (332.35) 19. مراكز القدرة السُماة.
30:1.90 (332.36) 20. المتحكمون الفيزيائيون الرئيسيون.
30:1.91 (332.37) 21. المُشرِفون على قدرة المورونشيا.
30:1.92 (332.38) IV. كائنات متعالية متأتية. يمكن العثور على الفردوس على جمهور غفير من الكائنات المتعالية الذين أصلهم لا يُكشف عادة إلى أكوان الزمان والفضاء إلى أن يستقروا في النور والحياة. هؤلاء المتعالون ليسوا خالقين ولا مخلوقات؛ هم الأولاد المتأتون للألوهية, المنتهى, والأبدية. هؤلاء "المتأتون" لا هم متناهين ولا لانهائيين--هم أبسونايتيون؛ والأبسونايتية لا هي لانهائية ولا مُطلقة.
30:1.93 (333.1) هؤلاء اللا-مخلوقين ولا خالقين هم موالون أبداً إلى ثالوث الفردوس ومطيعون للمُنتهى. هم متواجدون على أربعة مستويات ختامية من نشاط الشخصية وعاملين على المستويات السبعة للأبسونايت في إثني عشر قسماً كبيراً تتكون من ألف مجموعة عاملة رئيسية كل منها من سبعة طبقات. تشمل هذه الكائنات المتأتية المراتب التالية.
30:1.94 (333.2) 1. معماريو الكون الرئيسي.
30:1.95 (333.3) 2. مدونون متعالون.
30:1.96 (333.4) 3. متعالون آخرون.
30:1.97 (333.5) 4. منظمو قوة رئيسيون متأتون أولون.
30:1.98 (333.6) 5. منظمو قوة رئيسيون متعالون معاونون.
30:1.99 (333.7) الله, كشخص فائق, يتأتى؛ الله, كشخص, يخلق؛ الله, كسابق للشخص, يتجزأ؛ ومثل هذا الجزء الضابط من ذاته يُطور الروح النفس على العقل المادي والبشري وفقاً لإختيار المشيئة الحرة للشخصية التي تم إغداقها على مثل هذا المخلوق البشري بفعل العمل الأبوي لله كأب.
30:1.100 (333.8) V. كيانات متجزئة للإله. هذه المرتبة من الوجود الحي التي تنشأ في الأب الكوني, أفضل ما يُجسدها ضباط الفكر, ولو أن هؤلاء الكيانات ليسوا بأي حال من الأحوال الأجزاء الوحيدة لواقع ما قبل الشخصي للمصدر والمركز الأول. وظائف أجزاء العدا-عن-الضابط متعددة وقلما هي معروفة. الإنصهار مع ضابط أو جزء آخر من هذا القبيل يُشكل المخلوق كائن مُنصهر-بالأب.
30:1.101 (333.9) تجزؤات الروح السابق للعقل للمصدر والمركز الثالث, ولو بالكاد يمكن مقارنتها بشظايا الأب, يجب تسجيلها هنا. هذه الكيانات تختلف إختلافاً كبيراً عن الضباط؛ هم لا يسكنون بهذه الطريقة على سبيرتنغتون, ولا يجتازون بهذه الطريقة دارات جاذبية العقل؛ ولا هم يسكنون مخلوقات بشرية في أثناء الحياة في الجسد. هم ليسوا ما قبل الشخصي بالمعنى الذي فيه الضباط. لكن هكذا أجزاء من روح سابق للعقل تُغدق على بعض من البشر الناجين, والانصهار معهم يُعَينهم بشر منصهرين-بالروح في تغاير إلى البشر المُنصهرين-بالضباط.
30:1.102 (333.10) لا يزال أكثر صعوبة للوصف هو الروح المتفرد لإبن خالق, الذي الوحدة معه تُشكل المخلوق بشري منصهر-بالإبن. ولا يزال هناك تجزؤات أخرى للإله.
30:1.103 (333.11) F. كائنات فائقة عن الشخصي. هناك جمهور غفير من الكائنات العدا-عن-الشخصية من أصل إلهي وذات خدمة متنوعة في كون الأكوان. بعض من هؤلاء الكائنات مقيمون على عوالم الفردوس للإبن؛ آخرون, مثل الممثلون الفائقون عن الشخصي للإبن الأبدي, يواجَهون في مكان آخر. هم للجزء الأكبر غير مذكورين في هذه الروايات, وسيكون من غير المجدي تماماً محاولة وصفهم إلى مخلوقات شخصية.
30:1.104 (333.12) G. مراتب غير مكشوفة وغير مصنفة. خلال عصر الكون الحالي لن يكون من الممكن وضع كل الكائنات, الشخصية أو سوى ذلك, ضمن تصنيفات تتعلق بعصر الكون الحالي؛ ولا كل مثل هذه الفصائل قد كُشفت في هذه الروايات؛ بالتالي فإن مراتب عديدة قد حُذفت من هذه القوائم. خذ التالي في الاعتبار:
30:1.105 (333.13) المتمم لمصير كون.
30:1.106 (333.14) النواب المؤهلون للمنتهى.
30:1.107 (334.1) المشرفون الباتون للأسمى.
30:1.108 (334.2) الوكالات الخلاَّقة غير المكشوفة لقدماء الأيام.
30:1.109 (334.3) ماجسطن الفردوس.
30:1.110 (334.4) الإرتباطات الإنعكاسية غير المسماة لماجسطن.
30:1.111 (334.5) مراتب الميدسونايت للأكوان المحلية.
30:1.112 (334.6) لا أهمية خاصة يتوجب إلحاقها إلى إدراج هذه المراتب معاً سوى أن لا أحد منها يظهر في تصنيف الفردوس كما كُشف هنا. هؤلاء هم القلة غير المُصنفين؛ لا زال عليك أن تتعلم عن الكثيرين غير المكشوفين.
30:1.113 (334.7) هناك أرواح: كيانات روح, حضورات روح, أرواح شخصية, أرواح ما قبل الشخصي, أرواح فائقة عن الشخصي, وجودات روح, شخصيات روح--لكن لا اللغة البشرية ولا الذكاء البشري كافيان. مع ذلك يجوز لنا أن نعلن بأنه ليس هناك شخصيات ذات "عقل خالص"؛ لا كيان لديه شخصية إلا إذا مُنح بها من قِبل الله الذي هو روح. أي كيان عقل غير مرتبط مع إما طاقة روحية أو فيزيائية هو ليس شخصية. لكن بالمعنى نفسه أن هناك شخصيات روح لديها عقل هناك شخصيات عقل لديها روح. ماجسطُن ومعاونيه هم توضيح جيد إلى حد ما لكائنات مسيطر عليها بالعقل, لكن هناك إيضاحات أفضل لهذا النوع من الشخصية غير معروفة لكم. هناك حتى مراتب بأكملها لم تُكشف لهكذا شخصيات عقل, لكنهم دائماً مرتبطين بالروح. بعض المخلوقات الأخرى غير المكشوفة هي ما قد يُسمى شخصيات عقلية وطاقة-فيزيائية. هذا النوع من الكائن هو غير متجاوب إلى جاذبية الروح لكنه مع ذلك شخصية حقيقية--هو ضمن دارة الأب.
30:1.114 (334.8) هذه الأوراق لا تستنفذ--لا يمكنها حتى أن تبدأ إستنفاذ قصة المخلوقات الحية, الخالقين, المتأتين, وعدا عن ذلك-بعد- كائنات موجودة الذين يعيشون ويعبدون ويخدمون في الأكوان المحتشدة للزمان وفي الكون المركزي للأبدية. أنتم البشر أشخاص؛ من هنا يمكننا وصف كائنات الذين هم مُشخصون, إنما كيف يمكن أبداً إيضاح كائن جُعل أبسونايتي لكم.
30:2.1 (334.9) العائلة الإلهية للكائنات الحية مسجلة على يوﭭرسا في سبعة أقسام كبرى:
30:2.2 (334.10) 1. آلهة الفردوس.
30:2.3 (334.11) 2. الأرواح السُماة.
30:2.4 (334.12) 3. كائنات الأصل الثالوثي.
30:2.5 (334.13) 4. أبناء الله.
30:2.6 (334.14) 5. شخصيات الروح اللانهائي.
30:2.7 (334.15) 6. موجهو قدرة الكون.
30:2.8 (334.16) 7. سِلك المواطنية الدائمة.
30:2.9 (334.17) تنقسم هذه الفئات من مخلوقات المشيئة إلى العديد من الطبقات والتقسيمات الفرعية الصغرى. إن تقديم هذا التصنيف لشخصيات الكون الإجمالي هو على أي حال معني بشكل رئيسي في إستعراض أولئك المراتب من الكائنات الذكية الذين كُشفوا في هذه الروايات, الذين سوف يواجَه معظمهم في التجربة الإرتقائية لبشر الزمان في تسلقهم المتدرج إلى الفردوس. القوائم التالية لا تجعل أي ذكر لمراتب غفيرة من كائنات الكون الذين يمضون قُدُماً بعملهم بصرف النظر عن مُخطط الإرتقاء البشري.
30:2.10 (335.1) A. آلهة الفردوس.
30:2.11 (335.2) 1. الأب الكوني.
30:2.12 (335.3) 2. الإبن الأبدي.
30:2.13 (335.4) 3. الروح اللانهائي.
30:2.14 (335.5) B. الأرواح السُماة.
30:2.15 (335.6) 1. الأرواح الرئيسية السبعة.
30:2.16 (335.7) 2. التنفيذيون السُماة السبعة.
30:2.17 (335.8) 3. المجموعات السبعة للأرواح الإنعكاسية.
30:2.18 (335.9) 4. مساعدو الصورة الإنعكاسية.
30:2.19 (335.10) 5. أرواح الدارات السبعة.
30:2.20 (335.11) 6. الأرواح الخلاَّقة لكون محلي.
30:2.21 (335.12) 7. أرواح العقل المعاونة.
30:2.22 (335.13) C. كائنات الأصل الثالوثي.
30:2.23 (335.14) 1. أسرار السمو المثولثين.
30:2.24 (335.15) 2. أبديو الأيام.
30:2.25 (335.16) 3. قدماء الأيام.
30:2.26 (335.17) 4. كماليو الأيام.
30:2.27 (335.18) 5. حديثو الأيام.
30:2.28 (335.19) 6. إتحاديو الأيام.
30:2.29 (335.20) 7. مُخلصو الأيام.
30:2.30 (335.21) 8. أبناء معلمون ثالوثيون.
30:2.31 (335.22) 9. مكاملو الحكمة.
30:2.32 (335.23) 10. مستشارون إلهيون.
30:2.33 (335.24) 11. رقباء كونيون.
30:2.34 (335.25) 12. أرواح ثالوث مُلهمة.
30:2.35 (335.26) 13. أهالي هاﭭونا.
30:2.36 (335.27) 14. مواطنو الفردوس.
30:2.37 (335.28) D. أبناء الله.
30:2.38 (335.29) ا. أبناء متنزلون.
30:2.39 (335.30) 1. أبناء خالقون--ميخائيليون.
30:2.40 (335.31) 2. أبناء قضاة--أﭭونالز.
30:2.41 (335.32) 3. أبناء معلمون ثالوثيون--داينالز.
30:2.42 (335.33) 4. أبناء ملكيصادقون.
30:2.43 (335.34) 5. أبناء ﭭوروندادِك.
30:2.44 (335.35) 6. أبناء لانوناندِك.
30:2.45 (335.36) 7. أبناء حاملو حياة.
30:2.46 (335.37) II. أبناء صاعدون.
30:2.47 (335.38) 1. بشر منصهرين-بالأب.
30:2.48 (335.39) 2. بشر منصهرين-بإبن.
30:2.49 (335.40) 3. بشر منصهرين-بروح.
30:2.50 (335.41) 4. سيرافيم تطورية.
30:2.51 (335.42) 5. أبناء ماديون صاعدون.
30:2.52 (335.43) 6. منتصفو طريق مترجَمون.
30:2.53 (335.44) 7. ضباط مشخَصون.
30:2.54 (336.1) III. أبناء مثولثون.
30:2.55 (336.2) 1. رُسل قديرون.
30:2.56 (336.3) 2. أولئك العالون في السُلطة.
30:2.57 (336.4) 3. أولئك بدون إسم وعدد.
30:2.58 (336.5) 4. قيمون مثولثون.
30:2.59 (336.6) 5. سفراء مثولثون.
30:2.60 (336.7) 6. أوصياء سماويون.
30:2.61 (336.8) 7. مساعدو إبن عُلى.
30:2.62 (336.9) 8. أبناء مرتقون-مثولثون.
30:2.63 (336.10) 9. أبناء مثولثون بهاﭭونا-الفردوس.
30:2.64 (336.11) 10. أبناء مصير مثولثون.
30:2.65 (336.12) E. شخصيات الروح اللانهائي.
30:2.66 (336.13) ا. الشخصيات الأعلى للروح اللانهائي.
30:2.67 (336.14) 1. رُسل إنفراديون.
30:2.68 (336.15) 2. مُشرِفو دارة كون.
30:2.69 (336.16) 3. إداريو إحصاء.
30:2.70 (336.17) 4. مساعدون شخصيون للروح اللانهائي.
30:2.71 (336.18) 5. مُفتشون معاونون.
30:2.72 (336.19) 6. حراس منتدبون.
30:2.73 (336.20) 7. مرشدو متخرجين.
30:2.74 (336.21) II. جماهير الرُسل للفضاء.
30:2.75 (336.22) 1. مقدمو خدمات هاﭭونا.
30:2.76 (336.23) 2. مصالحون كونيون.
30:2.77 (336.24) 3. ناصحون تقنيون.
30:2.78 (336.25) 4. القيمون على السجلات على الفردوس.
30:2.79 (336.26) 5. مدونون سماويون.
30:2.80 (336.27) 6. مرافقو مورونشيا.
30:2.81 (336.28) 7. مرافقو فردوس.
30:2.82 (336.29) III. الأرواح المُسعفة.
30:2.83 (336.30) 1. نافيم فائق.
30:2.84 (336.31) 2. نافيم ثانوي.
30:2.85 (336.32) 3. نافيم ثالثي.
30:2.86 (336.33) 4. نافيم كلي.
30:2.87 (336.34) 5. سيرافيم.
30:2.88 (336.35) 6. شيروبيم وسانوبيم.
30:2.89 (336.36) 7. منتصفو طريق.
30:2.90 (336.37) F. موجهو قدرة الكون.
30:2.91 (336.38) ا. موجهو القدرة السُماة السبعة.
30:2.92 (336.39) II. مراكز القدرة السُماة.
30:2.93 (336.40) 1. مُشرِفو مركز سُماة.
30:2.94 (336.41) 2. مراكز هاﭭونا.
30:2.95 (336.42) 3. مراكز كون عظيم.
30:2.96 (336.43) 4. مراكز كون محلي.
30:2.97 (336.44) 5. مراكز برج.
30:2.98 (336.45) 6. مراكز نظام.
30:2.99 (336.46) 7. مراكز غير مصنفة.
30:2.100 (337.1) III. متحكمون فيزيائيون رئيسيون.
30:2.101 (337.2) 1. موجهو قدرة معاونون.
30:2.102 (337.3) 2. مُتحكمون آليون.
30:2.103 (337.4) 3. محولو طاقة.
30:2.104 (337.5) 4. مرسلو طاقة.
30:2.105 (337.6) 5. مترابطون أوليون.
30:2.106 (337.7) 6. فاصلون ثانويون.
30:2.107 (337.8) 7. فراندلانكس وكرونولدكس.
30:2.108 (337.9) IV. مُشرِفو قدرة مورونشيا.
30:2.109 (337.10) 1. مُعدلو دارة.
30:2.110 (337.11) 2. مُنسقو نظام.
30:2.111 (337.12) 3. قيمون كوكبيون.
30:2.112 (337.13) 4. متحكمون مشترَكون.
30:2.113 (337.14) 5. موازنو إرتباط.
30:2.114 (337.15) 6. مُصنِفون إنتقائيون.
30:2.115 (337.16) 7. مُدونون معاونون.
30:2.116 (337.17) G. سِلك المواطنية الدائمة.
30:2.117 (337.18) 1. مُنتصفو الطريق الكوكبيون.
30:2.118 (337.19) 2. الأبناء الآدميون للأنظمة.
30:2.119 (337.20) 3. يوﻨﻴﭭيتاشيا الأبراج.
30:2.120 (337.21) 4. سوساشيا الكون المحلي.
30:2.121 (337.22) 5. بشر مُنصهرين-بالروح للأكوان المحلية.
30:2.122 (337.23) 6. أباندونترز الكون العظيم.
30:2.123 (337.24) 7. بشر مُنصهرين-بالإبن للأكوان العظمى.
30:2.124 (337.25) 8. أهالي هاﭭونا.
30:2.125 (337.26) 9. أهالي أجواء الفردوس للروح.
30:2.126 (337.27) 10. أهالي أجواء الفردوس للأب.
30:2.127 (337.28) 11. مواطنو الفردوس المخلوقين.
30:2.128 (337.29) 12. بشر مُنصهرين-بضابط مواطنين للفردوس.
30:2.129 (337.30) هذا هو التصنيف العامل لشخصيات الأكوان كما هم على السجل على عالم مركز إدارة يوﭭرسا.
30:2.130 (337.31) فئات شخصية مُركَبة. يوجد على يوﭭرسا سجلات فئات إضافية عديدة من الكائنات الذكية, كائنات التي هي أيضاً ذات صِلة وثيقة بتنظيم وإدارة الكون الإجمالي. من بين هذه المراتب, الفئات الشخصية المُركَبة الثلاثة التالية:
30:2.131 (337.32) ا. سِلك الفردوس للنهائية.
30:2.132 (337.33) 1. سِلك النهائيين البشر.
30:2.133 (337.34) 2. سِلك نهائيي الفردوس.
30:2.134 (337.35) 3. سِلك النهائيين المثولثين.
30:2.135 (337.36) 4. سِلك النهائيين المثولثين الموحَدين.
30:2.136 (337.37) 5. سِلك نهائيي هاﭭونا.
30:2.137 (337.38) 6. سِلك النهائيين المتعالين.
30:2.138 (337.39) 7. سِلك أبناء المصير غير المكشوفين.
30:2.139 (337.40) يتم التعامل مع سِلك النهائية البشري في الورقة التالية والأخيرة من هذه السلسلة.
30:2.140 (338.1) II. مُساعدو الكون.
30:2.141 (338.2) 1. نجوم الصباح واللامعين.
30:2.142 (338.3) 2. نجوم مساء متألقين.
30:2.143 (338.4) 3. رؤساء ملائكة.
30:2.144 (338.5) 4. مساعدو الأعلى.
30:2.145 (338.6) 5. مفوضون عالون.
30:2.146 (338.7) 6. عرفاء سماويون.
30:2.147 (338.8) 7. معلمو عالم منزلي.
30:2.148 (338.9) على كل عوالم مراكز الإدارة لكِلا الأكوان المحلية والعظمى, جُعل تزويد لهؤلاء الكائنات الذين يباشرون مهمات محددة لأجل الأبناء الخالقين, حكام الكون المحلي. نحن نُرحب بمساعدي الكون هؤلاء على يوﭭرسا, لكن ليس لدينا سُلطة قضائية عليهم. هكذا مبعوثون يُلاحقون عملهم ويواصلون ملاحظاتهم تحت سُلطة الأبناء الخالقين. نشاطاتهم موصوفة بشكل أتم في رواية كونكم المحلي.
30:2.149 (338.10) III. مستعمرات المجاملة السبعة.
30:2.150 (338.11) 1. تلاميذ النجوم.
30:2.151 (338.12) 2. حرفيون سماويون.
30:2.152 (338.13) 3. موجهو إرتداد.
30:2.153 (338.14) 4. مُرشدو مدارس-تمديد.
30:2.154 (338.15) 5. كتائب الإحتياط المتنوعة.
30:2.155 (338.16) 6. زوار تلاميذ.
30:2.156 (338.17) 7. حجاج صاعدون.
30:2.157 (338.18) هذه الفئات السبعة من الكائنات ستوجد مُنظمة ومحكومة بالتالي على كل عوالم مراكز الإدارة من الأنظمة المحلية صعوداً إلى عواصم الأكوان العظمى, خاصة الأخيرة. عواصم الأكوان العظمى السبعة هي أماكن الإلتقاء تقريباً لكل أصناف ومراتب الكائنات الذكية. باستثناء فئات عديدة من الهاﭭونيين-الفردوسيين, هنا مخلوقات المشيئة من كل طور للوجود يمكن ملاحظتهم ودراستهم.
30:3.1 (338.19) مستعمرات المجاملة السبعة تحل على الأجواء المعمارية لوقت أطول أو أقصر بينما هم تنشغل في تعزيز مهماتها وفي تنفيذ مهامها الخاصة. يمكن وصف عملهم على النحو التالي:
30:3.2 (338.20) 1. يختار تلامذة النجوم, علماء الفلك السماويون, العمل على أجواء مثل يوﭭرسا لأن مثل هذه العوالم المبنية خصيصاً مؤاتية بشكل إستثنائي لملاحظاتهم وحساباتهم. يوﭭرسا واقعة بشكل مؤاتي لعمل هذه المستعمرة, ليس فقط بسبب موقعها المركزي, لكن أيضاً لأنه ليس هناك شموس هائلة حية أو ميتة قريبة لتعكير تيارات الطاقة. لا يرتبط هؤلاء الطلاب عضوياً بأي شكل من الأشكال بشؤون الكون العظيم؛ هم مجرد ضيوف.
30:3.3 (338.21) تحتوي مستعمرة يوﭭرسا الفلكية أفراداً من عدة عوالم قريبة, من الكون المركزي وحتى من نورلاشيادِك. أي كائن على أي عالم في أي نظام لأي كون يمكنه أن يصبح تلميذ نجوم, قد يطمح للإلتحاق بسِلك ما من علماء الفلك السماويين. المتطلبات الوحيدة هي: حياة مستمرة ومعرفة كافية لعوالم الفضاء, خاصة قوانينها الفيزيائية للتطور والسيطرة. ليس مطلوباً من تلامذة النجوم أن يخدموا أبدياً في هذا السِلك, لكن لا أحد يُسمح له بالدخول إلى هذه المجموعة يمكنه الإنسحاب في أقل من ألف سنة من زمن يوﭭرسا.
30:3.4 (339.1) مستعمرة مراقبو النجوم ليوﭭرسا تعد الآن فوق المليون. هؤلاء الفلكيون يأتون ويذهبون, ولو أن بعضهم يبقى لفترات طويلة نسبياً. هم يقومون بعملهم بمساعدة عدد كبير من الأدوات الميكانيكية والأجهزة الفيزيائية؛ كذلك هم يُساعدون بشكل كبير من قِبل الرُسل الإنفراديين ومستكشفين روحيين آخرين. علماء الفلك السماويون هؤلاء يستفيدون بشكل مستمر من محولي ومرسلي الطاقة الأحياء, بالإضافة إلى الشخصيات الإنعكاسية, في عملهم لدراسة النجوم ومسح الفضاء. إنهم يدرسون كل أشكال وأطوار تجليات طاقة ومادة الفضاء, وهم بالتساوي مهتمون في أداء القوة كما بالظواهر النجمية؛ لا شيء في كل الفضاء يفلت من تفحصهم.
30:3.5 (339.2) مستعمرات فلكيين مشابهة يمكن العثور عليها على عوالم مراكز إدارة قطاعات الكون العظيم كما على العواصم المعمارية للأكوان المحلية وأقسامها الإدارية الفرعية. باستثناء على الفردوس, ليست المعرفة فطرية؛ وفهم الكون الفيزيائي يعتمد إلى حد كبير على الملاحظة والأبحاث.
30:3.6 (339.3) 2. يخدم الحرفيون السماويون في كل أنحاء الأكوان العظمى السبعة. البشر الصاعدون لديهم إتصالهم الأولي مع هذه الفئات في مهنة المورونشيا للكون المحلي في علاقة التي سيتم معها مناقشة هؤلاء الحرفيين بشكل أكمل.
30:3.7 (339.4) 3. موجهو الإرتداد هم المروجون للإسترخاء والفكاهة--الإرتداد إلى ذكريات ماضية. هم ذوي خدمة كبيرة في التشغيل العملي لمخطط الإرتقاء للتقدم البشري. خاصة خلال الأطوار الأبكر من الإنتقال المورونشي والتجربة الروحية. قصتهم تنتمي إلى رواية مهنة البشر في الكون المحلي.
30:3.8 (339.5) 4. مدربو مدرسة-إلحاق. دائماً يحافظ عالم الإقامة الأعلى التالي لمهنة الإرتقاء على سِلك قوي من المعلمين على العالم الذي أدناه بالضبط, نوع من المدرسة الإعدادية للمقيمين المتقدمين لذلك الجو؛ هذه مرحلة من مخطط الإرتقاء لترقية حجاج الزمان. هذه المدارس, أساليبها في التدريب والإمتحانات, لا تشبه بتاتاً أي شيء تحاولون إجراءه على يورانشيا.
30:3.9 (339.6) تتميز خطة الإرتقاء للتقدم البشري بأكملها بممارسة العطاء إلى كائنات أخرى حقيقة وخبرة جديدة بمجرد اكتسابها. أنتم تجعلون طريقكم من خلال المدرسة الطويلة لإحراز الفردوس بالخدمة كمعلمين لأولئك التلاميذ الذين هم وراءكم مباشرة في سُلُم التقدم.
30:3.10 (339.7) 5. سِلك الإحتياط المتنوع. إحتياطيات كائنات هائلة ليست تحت إشرافنا المباشر معبأة على يوﭭرسا كمستعمرة سِلك-الإحتياط. هناك سبعون من الأقسام الأولية من هذه المستعمرة على يوﭭرسا, وإنه تعليم حر الذي يسمح لك بقضاء فصل مع تلك الشخصيات الاستثنائية. يتم الاحتفاظ باحتياطيات عامة مشابهة على ساﻟﭭينغتون وعلى عواصم كون أخرى؛ هم يُوفدون في خدمة فعالة عند طلب إداريي مجموعتهم المختصة.
30:3.11 (339.8) 6. الطلاب الزائرون. من كل أنحاء الكون يتدفق سيل دائم من الزوار السماويين خلال عوالم مراكز الإدارة المتنوعة. كأفراد وكطبقات تتقاطر علينا تلك الأنواع المتنوعة من الكائنات كمراقبين, كتلامذة مبادلة, وكمساعدي تلاميذ. على يوﭭرسا, في الوقت الحاضر, هناك أكثر من بليون شخص في مستعمرة المجاملة هذه. بعض من هؤلاء الزائرين قد يتمهلون ليوم, آخرون قد يبقون سنة, كلٌ يتوقف على طبيعة مهمتهم. تحوي هذه المستعمرة تقريباً كل صنف من كائنات الكون ما عدا شخصيات خالقة وبشر مورونشيا.
30:3.12 (340.1) بشر المورونشيا هم زوار تلاميذ فقط ضمن حدود الكون المحلي لأصلهم. يمكنهم الزيارة في سعة كون عظيم فقط بعد أن يكونوا قد أُحرزوا وضعاً روحياً. نصف مستعمرة زوارنا بأكملها تتكون من "متوقفين عابرين", كائنات على طريقهم إلى مكان آخر يتوقفون لزيارة عاصمة أورﭭونتون. هؤلاء الشخصيات ربما يُنَفِذون تفويض كون, أو ربما يتمتعون بفترة ترفيه--حرية من التفويض. إمتياز السفر والملاحظة ما بين الأكوان هو جزء من مهنة كل الكائنات الصاعدة. الرغبة الإنسانية للسفر وملاحظة عوالم وشعوب جديدة ستكون مُرضاة تماماً خلال التسلق الطويل والزاخر بالأحداث إلى الفردوس خلال الكون المحلي, والكون العظيم, والكون المركزي.
30:3.13 (340.2) 7. الحجاج الصاعدون. كما يتم تعيين الحجاج الصاعدين إلى خدمات متنوعة فيما يتعلق بتقدمهم الفردوسي, يتم توطينهم كمستعمرة مجاملة على أجواء مراكز الإدارات المتنوعة. بينما يعملون هنا وهناك في جميع أنحاء كون عظيم, فإن هذه المجموعات تتمتع بالحكم الذاتي إلى حد كبير. هم مستعمرة دائمة-التغير تضم كل مراتب البشر التطوريين وزملائهم الصاعدين.
30:4.1 (340.3) في حين أن البشر الناجين للزمان والفضاء يُلَقَبون حجاج صاعدين عندما يتم اعتمادهم من أجل الإرتقاء التقدمي إلى الفردوس, هؤلاء المخلوقات التطورية يشغلون مكاناً هاماً جداً في هذه الروايات بحيث نرغب هنا في تقديم نبذة مختصرة للمراحل السبعة التالية لمهمة الإرتقاء الكوني:
30:4.2 (340.4) 1. بشر كوكبيون.
30:4.3 (340.5) 2. ناجون نائمون.
30:4.4 (340.6) 3. تلاميذ عالَم منزلي.
30:4.5 (340.7) 4. محرزو تقدم مورونشيا.
30:4.6 (340.8) 5. مسؤولو أقسام كون عظيم.
30:4.7 (340.9) 6. حجاج هاﭭونا.
30:4.8 (340.10) 7. قادمو فردوس.
30:4.9 (340.11) يعرض السرد التالي مهنة الكون لبشري مسكون بضابط. البشر المنصهرين بالإبن-والروح يتقاسمون حصص من هذه المهنة, لكننا اخترنا إخبار هذه القصة لأنها تتعلق بالبشر المنصهرين-بضابط, لأن مثل هذا المصير يمكن أن يُتوقَع من قِبل كل الأجناس الإنسانية ليورانشيا.
30:4.10 (340.12) 1. بشر كوكبيون. كل البشر هم كائنات تطورية من أصل-حيواني ذوي إمكانات إرتقائية. في الأصل, والطبيعة, والمصير هذه الفئات والأنواع المتنوعة من الكائنات الإنسانية ليسوا كلياً لا يشبهون شعوب يورانشيا. الأجناس الإنسانية لكل عالم تستلم ذات إسعاف أبناء الله وتتمتع بحضور الأرواح المُسعفة للزمان. بعد الموت الطبيعي يتآخى كل أنواع الصاعدين كعائلة مورونشية واحدة على العوالم المنزلية.
30:4.11 (341.1) 2. ناجون نائمون. كل البشر ذوي وضع النجاة, في حفظ أوصياء المصير الشخصيين, يعبرون خلال بوابات الموت الطبيعي, وعلى الفترة الثالثة, يتشخصون على العوالم المنزلية. هؤلاء الكائنات المعتمدين الذين, لأي سبب, لم يتمكنوا من إحراز ذلك المستوى من إتقان الذكاء والمنحة الروحانية التي من شأنها أن تؤهلهم إلى أوصياء شخصيين, لا يمكنهم بالتالي الذهاب حالاً ومباشرة إلى العوالم المنزلية. يجب على مثل هذه النفوس الناجية أن ترتاح في نوم لا واعي حتى يوم القضاء لحقبة جديدة, أو إعفاء إلهي جديد, المجيء لابن لله لإستدعاء لوائح العصر ومحاكمة الحيز, وهذه هي الممارسة العامة في كل أنحاء نِبادون. لقد قيل عن المسيح ميخائيل بأنه, عندما صعد على العُلى عند ختام عمله على الأرض, "قاد جموع غفيرة من الأسرى". وهؤلاء الأسرى كانوا الناجين النائمين من أيام آدم إلى يوم بعث السيد على يورانشيا.
30:4.12 (341.2) مرور الزمن ليس ذا لحظة إلى البشر النائمين؛ هم كلياً غير واعين وغافلين عن مدة راحتهم. مع إعادة تجميع الشخصية عند نهاية عصر, أولئك الذين ناموا خمسة آلاف سنة سيتفاعلون دون إختلاف عن أولئك الذين رقدوا خمسة أيام. على حدة من هذا التأخير الزمني يمر هؤلاء الناجون خلال نظام الإرتقاء بشكل مماثل مع أولئك الذين تفادوا نوم الموت الأطول أو الأقصر.
30:4.13 (341.3) صفوف الإفتقاد الإلهي هذه لحجاج العالم تُستخدم لنشاطات مورونشية جماعية في عمل الأكوان المحلية. هناك طائل عظيم في تعبئة هذه المجموعات الهائلة؛ لهذا يُبقَون معاً لفترات طويلة من الخدمة الفعّالة.
30:4.14 (341.4) 3. تلاميذ عالم منزلي. كل البشر الناجين الذين يستيقظون ثانية على العوالم المنزلية ينتمون إلى هذه الطبقة.
30:4.15 (341.5) الجسم الفيزيائي للجسد البشري ليس جزءًا من إعادة تجميع الناجي النائم؛ الجسد الفيزيائي قد عاد إلى الغبار. سيرافيم التفويض ترعى الجسد الجديد, الشكل المورونشي, كمركبة الحياة الجديدة من أجل النفس الخالدة ومن أجل سَكن الضابط العائد. الضابط هو القيم على النسخة طبق الأصل للروح لعقل الناجي النائم. السيرافيم المُعينة هي الحافظة لهوية الناجي--النفس الخالدة--لغاية ما تطورت. وعندما هذان الاثنان, الضابط والسيرافيم, يجمعان شمل أمانات شخصيتهما, يُشكل الفرد الجديد قيامة الشخصية القديمة, بقاء الهوية المورونشية المتطورة للنفس. هكذا إعادة ترابط للنفس والضابط تُدعى بغاية الصحة قيامة, إعادة تجميع لعوامل الشخصية؛ لكن حتى هذا لا يفسر بشكل كلي إعادة ظهور الشخصية الناجية. ولو أنك على الأرجح لن تفهم أبداً حقيقة هكذا صفقة غير قابلة للتفسير, في وقت ما ستعرف بالخبرة حقيقتها إذا لم ترفض خطة النجاة البشرية.
30:4.16 (341.6) خطة الإحتجاز البشري الابتدائية على العوالم السبعة للتدريب التقدمي هي تقريباً كونية في أورﭭونتون. في كل نظام محلي من حوالي ألف كوكب مأهول يوجد سبعة عوالم منزلية, عادة سواتل أو سواتل تابعة لعاصمة النظام. هي عوالم الإستلام لغالبية البشر الصاعدين.
30:4.17 (341.7) أحياناً كل عوالم التدريب ذات الإقامة البشرية تُدعى "منازل" كونية, وإلى مثل هذه الأجواء كان يسوع قد ألمح عندما قال: "في بيت أبي منازل كثيرة". من هنا وصاعداً, ضمن مجموعة معينة من الأجواء مثل العوالم المنزلية, سيتقدم الصاعدون بشكل فردي من جو إلى آخر ومن مرحلة حياة إلى أخرى, لكنهم سيتقدمون دائماً من مرحلة دراسة كون إلى أخرى في تشكيل طبقي.
30:4.18 (342.1) 4. مُحرزو تقدم مورونشيا. من العوالم المنزلية صعوداً خلال أجواء النظام, البرج, والكون, يُصنَف البشر كمحرزي تقدم مورونشيين؛ هم يجتازون أجواء الإنتقال للإرتقاء البشري. بينما يتقدم البشر الصاعدون من الأسفل إلى الأعلى لعوالم المورونشيا, يخدمون على مهمات لا تُحصى بالتعاون مع معلميهم وفي رفقة إخوانهم الأكثر تقدماً والأكبر.
30:4.19 (342.2) يتعلق تقدم المورونشيا بالتطوير المستمر للذكاء, والروح, وشكل الشخصية. لا يزال الناجون كائنات طبيعة-ثلاثية. طوال تجربة المورونشيا بأكملها هم مسؤولو أقسام للكون المحلي. لا يعمل نظام الكون العظيم حتى تبدأ مهنة الروح.
30:4.20 (342.3) يكتسب البشر هوية روح حقيقية تماماً قبل مغادرتهم مركز إدارة الكون المحلي نحو عوالم الإستلام لقطاعات الكون العظيم الصغرى. العبور من مرحلة المورونشيا النهائية إلى أول أو أسفل وضع روحي ما هو إلا إنتقال طفيف. العقل, والشخصية, والطبع لا يتغيرون بذلك التقدم؛ فقط الشكل يخضع لتعديل. لكن شكل الروح هو حقيقي تماماً مثل جسم المورونشيا, وهو قابل للتمييز بنفس القدر.
30:4.21 (342.4) قبل الرحيل من أكوانهم المحلية الأهلية إلى عوالم إستلام الكون العظيم, يتلقى بشر الزمان تثبيت روحي من الإبن الخالق وروح أُم الكون المحلي. من هذه النقطة فصاعداً, يستقر وضع البشري الصاعد إلى الأبد. مسؤولو أقسام الكون العظيم لم يُعرف عنهم أن ضلوا أبداً. السيرافيم الصاعدة تتم ترقيتهن كذلك في موقف ملائكي في وقت رحيلهن من الأكوان المحلية.
30:4.22 (342.5) 5. مسؤولو أقسام الكون العظيم. كل الصاعدين الواصلين على عوالم التدريب للأكوان العظمى يصبحون مسؤولو أقسام لقدماء الأيام؛ لقد اجتازوا حياة المورونشيا للكون المحلي وهم الآن أرواح مُعتمَدة. كأرواح شابة يبدأون ارتقاء نظام الكون العظيم للتدريب والثقافة, الممتد من أجواء الإستلام لقطاعهم الأصغر من خلال عوالم الدراسة للقطاعات الكبرى العشرة واستمراراً إلى الأجواء الثقافية الأعلى لمركز إدارة الكون العظيم.
30:4.23 (342.6) هناك ثلاث مراتب من الأرواح التلاميذ بما يتوافق مع حلولهم على القطاع الأصغر, والقطاعات الكبرى, وعوالم مراكز إدارة الكون العظيم للتقدم الروحي. مثلما درس صاعدو المورونشيا وعملوا على عوالم الكون المحلي, هكذا صاعدو الروح يستمرون في إتقان عوالم جديدة بينما يمارسون العطاء إلى آخرين ما قد تشربوه عند ينابيع الحكمة الإختبارية. لكن الذهاب إلى المدرسة ككائن روح في مهنة الكون العظيم لا يشبه بتاتاً أي شيء قد دخل أبداً العوالم الخيالية لعقل الإنسان المادي.
30:4.24 (342.7) قبل مغادرة الكون العظيم إلى هاﭭونا, يستلم هؤلاء الأرواح الصاعدين نفس الدورة الدراسية الشاملة في إدارة كون عظيم التي تلقوها أثناء خبرتهم المورونشية في الإشراف على كون محلي. قبل أن يصل بشر الروح إلى هاﭭونا, تكون دراستهم الرئيسية, إنما ليس مهنتهم الحصرية, هي التمكن من إدارة كون محلي وكون عظيم. إن السبب لكل هذه التجربة ليس واضحاً الآن كلياً, لكن لا شك أن مثل هذا التدريب حكيم وضروري في ضوء مصيرهم المستقبلي كأعضاء في سِلك النهائية.
30:4.25 (342.8) نظام الكون العظيم ليس هو نفسه لكل البشر الصاعدين. هم يتلقون نفس التعليم العام, لكن مجموعات وصفوف خاصة تتم خلال دورات خاصة من التعليم ويوضعون خلال فصول تدريب محددة.
30:4.26 (343.1) 6. حجاج هاﭭونا. عندما تكتمل التنمية الروحية, حتى ولو لم تكن ممتلئةً, عندئذٍ يستعد البشري الناجي للرحلة الطويلة إلى هاﭭونا, ملاذ الأرواح التطورية. على الأرض كنت مخلوقاً من لحم ودم؛ خلال الكون المحلي كنت كائناً مورونشياً؛ خلال الكون العظيم كنت روحاً يتطور؛ مع وصولك على عوالم الإستلام في هاﭭونا يبدأ تعليمك الروحي في الواقع وبشكل جدي؛ سيكون مظهرك المُنتظَر على الفردوس بمثابة روح مُكمَل.
30:4.27 (343.2) الرحلة من مركز إدارة الكون العظيم إلى أجواء الاستلام لهاﭭونا دائماً تتم إنفرادياً. من الآن وصاعداً لن يُعطى أية صفوف بعد أو تعليم جماعي. لقد انتهيت من التدريب الفني والإداري للعوالم التطورية للزمان والفضاء. الآن يبدأ تعليمك الشخصي, تدريبك الروحي الفردي. من الأول إلى الأخير, في كل أنحاء هاﭭونا, التعليم شخصي وثلاثي الثنايا في الطبيعة: فكري, وروحي, وإختباري.
30:4.28 (343.3) أول عمل لمهنتك الهاﭭونية سيكون التعرف على النافيم الثانوي الناقل وشكره على الرحلة الطويلة والآمنة. ثم يتم تقديمك إلى أولئك الكائنات الذين سيرعون نشاطاتك الهاﭭونية المبكرة. تالياً تذهب لتسجيل وصولك وإعداد رسالتك من إعطاء شكر وهيام لبعثها إلى الإبن الخالق لكونك المحلي, أب الكون الذي جعل مهنة بنوتك ممكنة. هذا يختتم شكليات الوصول إلى هاﭭونا؛ حيث تُمنح فترة طويلة من الراحة للملاحظة الحرة. وهذا يمنحك فرصة للبحث عن أصدقائك, وزملائك, ومعاونيك في تجربة الإرتقاء الطويلة. كذلك قد تستشير الإذاعات للتثبت مَن مِن زملائك الحجاج قد رحل إلى هاﭭونا منذ وقت تركك يوﭭرسا.
30:4.29 (343.4) حقيقة وصولك على عوالم الإستلام لهاﭭونا ستُحال في حينه إلى مركز إدارة كونك المحلي وتُنقل شخصياً إلى حارستك السيرافية, أينما صادف أن تكون تلك السيرافيم.
30:4.30 (343.5) لقد تم تدريب البشر الصاعدين بالتمام في شؤون عوالم الفضاء التطورية؛ الآن يبدأون اتصالهم الطويل والمُربح مع أجواء الكمال المخلوقة. أي تمهيد لعمل مستقبلي ما ممنوح بهذه التجربة المُركبة, الفريدة, غير العادية! لكنني لا أستطيع إخبارك عن هاﭭونا؛ لا بد أن ترى تلك العوالم لكي تُقدر مجدها أو لتفهم عظمتها.
30:4.31 (343.6) 7. واصلو الفردوس. عند وصولك الفردوس بوضعٍ سكني, تبدأ الفصل التقدمي في الألوهية والأبسونايتية. إقامتك على الفردوس تعني بأنك قد وجدت الله وبأنك سوف تُجنَد في سِلك النهائية البشري. من كل مخلوقات الكون الإجمالي, فقط أولئك المنصهرين بالأب يُجنَدون نحو سِلك النهائية البشري. فقط مثل هؤلاء الأفراد يؤدون قـَسَم النهائيين. كائنات أخرى من كمال أو إحراز الفردوس قد يُلحقون مؤقتاً إلى سِلك النهائية هذا, لكنهم ليسوا ذوي تعيين أبدي إلى المهمة غير المعروفة وغير المكشوفة لهذا الجمهور المتراكم من الجنود العريقين التطوريين والمكمَلين من الزمان والفضاء.
30:4.32 (343.7) يُمنح واصلو الفردوس فترة من الحرية, يبدأون بعدها ارتباطهم مع الفئات السبعة من النافيم الفائق الأولي. يتم تعيينهم خريجي فردوس عندما يُنهون فصلهم مع مدبري العبادة وبعدئذٍ, كنهائيين يتم تعيينهم على خدمة مراقبة وتعاون إلى نهايات الخلق-النائي. حتى الآن لا يبدو أن هناك توظيف محدد أو مستقر لسِلك النهائية البشري. على أنهم يخدمون في استطاعات كثيرة على عوالم مستقرة في النور والحياة.
30:4.33 (344.1) لو لم يكن هناك مصير مستقبلي أو غير مكشوف لسِلك النهائية البشري, فإن المهمة الحالية لهؤلاء الكائنات الصاعدة ستكون جملةً كافية ومجيدة. مصيرهم الحالي يبرر كلياً الخطة الكونية للإرتقاء التطوري. لكن العصور المستقبلية لتطور أجواء الفضاء الخارجي بدون شك سوف تُوضح بشكل إضافي, وبامتلاء أكثر تنير إلهياً, الحكمة والمحبة-اللطيفة للآلهة في تنفيذ خطتهم الإلهية للنجاة الإنسانية والإرتقاء البشري.
30:4.34 (344.2) هذه الرواية سوية مع ما قد كُشف إليكم ومع ما قد تكتسبون في إرتباط مع تعليمات تتعلق بعالمكم الخاص, تقدم الخطوط العريضة لمهنة بشري صاعد. تختلف القصة إلى حد كبير في الأكوان العظمى المختلفة, لكن هذه التلاوة تمنح لمحة عن الخطة المتوسطة للتقدم البشري كما هي عاملة في الكون المحلي نِبادون وفي الجزء السابع من الكون الإجمالي, الكون العظيم أورﭭونتون.
30:4.35 (344.3) [ رُعِيت برسول قدير من يوﭭرسا. ]
كِتاب يورانشيا
ورقة 31
31:0.1 (345.1) يمثل سِلك النهائية البشري المصير المعروف حالياً لبشر الزمان الصاعدين المنصهرين-بضابط. لكن هناك فئات أخرى أيضاً مُعيَنة إلى هذا السِلك. يتألف سِلك النهائية الأولي من التالي:
31:0.2 (345.2) 1. أهالي هاﭭونا.
31:0.3 (345.3) 2. رُسل الجاذبية.
31:0.4 (345.4) 3. بشر ممجَدون.
31:0.5 (345.5) 4. سيرافيم متبناة.
31:0.6 (345.6) 5. أبناء ماديون ممجَدون.
31:0.7 (345.7) 6. مخلوقات منتصف طريق ممجَدة.
31:0.8 (345.8) هذه الفئات الستة من الكائنات الممجدة تؤلف هذا الجسم الفريد ذا المصير الأبدي. نحن نعتقد أننا نعلم عملهم المستقبلي, لكننا لسنا متأكدين. بينما يُعبأ سِلك النهائية البشري على الفردوس, وبينما يسعفون الآن على نطاق واسع إلى أكوان الفضاء ويديرون العوالم المستقرة في النور والحياة, يجب أن تكون وجهتهم المستقبلية الأكوان التي تُنظَم الآن في الفضاء الخارجي. على الأقل هذا تخمين يوﭭرسا.
31:0.9 (345.9) السِلك مُنظَم وفقاً للجمعيات العاملة لعوالم الفضاء وفي مجاراة للخبرة المرافقة المكتسبة طوال مهنة الصاعد الطويلة والحافلة بالأحداث. كل المخلوقات الصاعدة الذين سُمح لهم بالدخول إلى هذا السِلك يُستلمون في مساواة, لكن هذه المساواة المجيدة ولا بأي حال من الأحوال تُبطل الفردية أو تدمر الهوية الشخصية. يمكننا أن ندرك على الفور, في التواصل مع نهائي, ما إذا كان بشرياً صاعداً, أو من أهل هاﭭونا, أو سيرافيم متبناة, أو مخلوق منتصف طريق, أو إبن مادي.
31:0.10 (345.10) في أثناء عصر الكون الحالي, يعود النهائيون ليخدموا في أكوان الزمان. يتم تعيينهم للعمل تباعاً في أكوان عظمى مختلفة وليس أبداً في أكوانهم العظمى الأهلية إلى ما بعد أن يكونوا قد خدموا في كل الخلائق الفائقة الستة الأخرى. بهذا قد يكتسبون المفهوم السباعي للكائن الأسمى.
31:0.11 (345.11) جماعة واحدة أو أكثر من النهائيين البشر هم في الخدمة على الدوام على يورانشيا. ليس هناك مجال لخدمة كون لا يتم تعيينهم إليه؛ هم يعملون كونياً وفي فترات متناوبة ومتساوية من واجب معين وخدمة مجانية.
31:0.12 (345.12) ليس لدينا أي فكرة عن طبيعة التنظيم المستقبلي لهذه الفئة الإستثنائية, لكن النهائيين هم حالياً هيئة ذاتية الحكم. يختارون قادة وموجهي تعيينهم الخاصين, والدائمين, والدوريين. لا تأثير خارجي يمكن أبداً أن يؤثر على سياساتهم, ويمين ولائهم هو فقط لثالوث الفردوس.
31:0.13 (346.1) يحافظ النهائيون على مراكز إدارتهم الخاصة على الفردوس, في الأكوان العظمى, في الأكوان المحلية, وعلى كل العواصم التقسيمية. هم مرتبة منفصلة من الخلق التطوري. نحن لا نديرهم مباشرة أو نسيطر عليهم, ومع ذلك فهم مُخلصون تماماً ودائماً متعاونون مع كل خططنا. إنهم حقاً نفوس الزمان والفضاء المتجمعة المجربة والحقيقية--الملح التطوري للكون--وهم إلى الأبد مُحصنين ضد الشر وأمناء ضد الخطيئة.
31:1.1 (346.2) العديد من أهالي هاﭭونا الذين يخدمون كمعلمين في مدارس تدريب الحاج في الكون المركزي يصبحون متعلقين إلى حد كبير بالبشر الصاعدين وأكثر بعد مفتونين بالمصير والعمل المستقبلي لسِلك النهائيين البشر. على الفردوس, عند المقر الإداري للسِلك, هناك يحافَظ على سجل لمتطوعي هاﭭونا المرؤوسين بمعاون لفاندا-الجليل. اليوم, ستجدون ملايين وملايين من أهالي هاﭭونا على لائحة الإنتظار هذه. هؤلاء الكائنات المثالية ذوي الخلق المباشر والإلهي هم ذوي مساعدة عظيمة إلى سِلك النهائية البشري, وسيكونون بدون شك ذوي خدمة أعظم بعد في المستقبل البعيد المدى. إنهم يزودون وجهة النظر لواحد مولود في كمال وملىء إلهي. بهذا يضم النهائيون كِلا المرحلتين لوجود إختباري--مثالي ومُكمَل.
31:1.2 (346.3) يجب على أهالي هاﭭونا أن يحققوا تطورات اختبارية معينة في إرتباط مع كائنات تطورية التي من شأنها أن تخلق إستطاعة إستلامية لإغداق جزء من روح الأب الكوني. سِلك النهائيين البشري لديهم كأعضاء دائمين فقط مثل هؤلاء الكائنات الذين انصهروا مع روح المصدر والمركز الأول, أو الذين, مثل رُسل الجاذبية, يتجسمون بالفطرة روح الله الأب هذا.
31:1.3 (346.4) يُستلَـَم سكان الكون المركزي في السِلك في نسبة واحد في الألف--جماعة نهائية. يُنظَم السِلك من أجل الخدمة المؤقتة في جماعات من ألف, المخلوقات الصاعدة تعد 997 إلى واحد من أهالي هاﭭونا ورسول جاذبية واحد. هكذا يُعبأ النهائيون في جماعات, لكن يمين النهائية يُقَدَم بشكل فردي. إنه قسَم ذا تداعيات ساحقة وأهمية أبدية. يأخذ الأهلي إلى هاﭭونا نفس القسَم ويصبح إلى الأبد مُلحقاً إلى السِلك.
31:1.4 (346.5) يتبع مجندو هاﭭونا جماعة مهمتهم؛ حيثما تذهب المجموعة, هم يذهبون. ويجب أن ترى حماسهم في العمل الجديد للنهائيين. إمكانية إحراز سِلك النهائية هي إحدى أروع الإثارات لهاﭭونا؛ إمكانية أن تصبح نهائي هي إحدى المغامرات السامية لهذه الأجناس المثالية.
31:1.5 (346.6) كذلك يُستَلم أهالي هاﭭونا, بنفس النسبة, في سِلك النهائيين المثولثين الموحدين على فايسجرنغتون ونحو سِلك النهائيين المتعالين على الفردوس. يعتبر أهالي هاﭭونا أن تلك المصائر الثلاثة تُشكل الهدف السامي لمهنهم السماوية, سوية مع دخولهم المُحتمل إلى سِلك نهائيي هاﭭونا.
31:2.1 (346.7) حيثما وكلما عمل رُسل الجاذبية, يكون النهائيون في القيادة. كل رُسل الجاذبية يخضعون للحكم القضائي الحصري لفاندا-الجليل, وهم يُعيَنون فقط إلى السِلك الأولي للنهائية. هم لا يقدرون بثمن بالنسبة إلى النهائيين حتى الآن. وسيكونون جميعاً ذوي خدمة في المستقبل الأبدي. لا تملك أي مجموعة أخرى من المخلوقات الذكية مثل سِلك الرُسل المُشّخص هذا القادر على تخطي الزمان والفضاء. أنواع مشابهة من الرُسل-المدونين مُلحقين إلى كتائب نهائية أخرى ليسوا مُشخَصين؛ هم قد جُعلوا أبسونايتيين.
31:2.2 (347.1) يهِل رُسل الجاذبية من دِفننغتون, وهم ضباط مُعدلين ومُشخَصين, لكن ولا واحد من مجموعتنا ليوﭭرسا سيأخذ على عاتقة شرح طبيعة واحد من هؤلاء الرُسل. نحن نعلم أنهم كائنات شخصية للغاية, إلهيون, أذكياء, ومتفهمون بشكل مؤثر, لكننا لا نستوعب تقنيتهم اللا-زمنية في إجتياز الفضاء. يبدو أنهم كفؤين لإستعمال أي من وكل الطاقات, الدارات, وحتى الجاذبية. النهائيون من سِلك البشر لا يمكنهم مناوءة الزمان والفضاء, لكنهم قد تعاونوا معهم ويخضعون لأمرتهم كلهم ما عدا شخصيات الروح اللانهائي الذين يمكنهم ذلك. نحن نفترض أن نسمي رُسل الجاذبية شخصيات, لكن في الواقع هم كائنات روح فائق, شخصيات غير محدودة ولا حدود لها. هم من مرتبة من الشخصية مختلفة كلياً مقارنة بالرُسل الإنفراديين.
31:2.3 (347.2) قد يُلحق رُسل الجاذبية إلى مجموعة نهائية بأعداد غير محدودة, لكن رسول واحد فقط, رئيس زملائه, يُجنَد في سِلك النهائية البشري. هذا الرئيس على كل قد فوض إليه جهاز موظفين دائمين من 999 رسول زميل, وحسب ما تتطلب المناسبة قد يستدعي إحتياطيات المرتبة لمساعدين بأعداد غير محدودة.
31:2.4 (347.3) رُسل الجاذبية وبشر ممجدين نهائيين يُحققون عاطفة مؤثرة وعميقة لأحدهم الآخر؛ لديهم الكثير من القواسم المُشترَكة: واحد هو تشخيص مباشر لجزء من الأب الكوني, والآخر شخصية مخلوق متواجدة في النفس الخالدة الناجية منصهرة مع جزء من نفس الأب الكوني, ضابط الفكر الروح.
31:3.1 (347.4) يُشكل البشر الصاعدون المنصهرين-بضابط الحجم الأكبر من سِلك النهائية الأولي. سوية مع السيرافيم المتبناة والممجدة عادة يُشكلون 990 في كل جماعة نهائية. نسبة البشر والملائكة في أي فئة يتغير, على أن عدد البشر يفوق بكثير عدد السيرافيم. أهالي هاﭭونا, أبناء ماديون ممجَدين, مخلوقات منتصف الطريق الممجَدة, رُسل الجاذبية, والعضو المفقود وغير المعروف يُشكلون واحد بالمائة فقط من السِلك؛ كل جماعة من ألف نهائي لديها أماكن لعشرة فقط من هؤلاء الشخصيات غير البشرية وغير السيرافية.
31:3.2 (347.5) نحن من يوﭭرسا لا نعلم "مصير النهائية" لبشر الزمان الصاعدين. في الوقت الحاضر هم يقيمون على الفردوس ويخدمون مؤقتاً في سِلك النور والحياة, لكن مثل هذا المسار الهائل من تدريب الصاعدين ومثل هذا الإنضباط الكوني المطول يجب أن يكون مصمماً لتأهيلهم لإختبارات أعظم حتى من الأمانة وخدمات مسؤولية أكثر سمواً.
31:3.3 (347.6) على الرغم من أن هؤلاء البشر الصاعدين قد أحرزوا الفردوس, وتم تجنيدهم في سِلك النهائية, وتمت إعادتهم بأعداد كبيرة للمشاركة في تدبير الأكوان المحلية والمساعدة في إدارة شؤون كون عظيم--في وجه حتى هذا المصير الظاهري, هناك تبقى الحقيقة الهامة بأنهم ذوي سجل كأرواح مرحلة-سادسة فقط. هناك تتبقى بدون شك خطوة واحدة أخرى في مهمة سِلك النهائية البشري. لا نعرف طبيعة تلك الخطوة, لكننا قد أخذنا عِلماً بثلاث حقائق, وهنا ندعو الإنتباه إليها:
31:3.4 (348.1) 1. نعلم من السجلات بأن البشر هم أرواح من المرتبة الأولى أثناء حلولهم في القطاعات الصغرى, وبأنهم يتقدمون إلى المرتبة الثانية عندما يُترجَمون إلى القطاعات الكبرى, وإلى الثالثة عندما يتقدمون إلى الأمام إلى عوالم التدريب المركزية للكون العظيم. يصبح البشر رباعيين أو أرواح متخرجة بعد وصولهم الدائرة السادسة لهاﭭونا ويصبحون أرواحاً من المرتبة الخامسة عندما يجدون الأب الكوني. لاحقاً يحرزون المرحلة السادسة من وجود الروح عندما يقسمون اليمين الذي يجندهم إلى الأبد في تعيين الأبدية لسِلك النهائية البشري.
31:3.5 (348.2) نلاحظ بأن تصنيف الروح, أو التعيين, قد تم تحديده بالتقدم الفعلي من حيز واحد من خدمة كون إلى حيز آخر من خدمة كون أو من كون إلى كون آخر؛ ونحن نًخلص إلى أن الإغداق لتصنيف الروح السابع على سِلك النهائية البشري سيكون متزامناً مع تقدمهم إلى تفويض أبدي للخدمة على أجواء حتى الآن غير مُسجَلة وغير مكشوفة ومصاحبة لإحرازهم الله الأسمى. لكن بجانب هذه الظنون الجريئة, فإننا في الحقيقة لا نعرف أكثر مما تعرفونه عن كل هذا؛ معرفتنا للمهمة البشرية لا تتعدى مصير الفردوس الحالي.
31:3.6 (348.3) 2. إمتثل البشر النهائيون كلياً مع إيعاز العصور, "كونوا مثاليين"؛ لقد اعتلوا المسار الكوني للإحراز البشري؛ وجدوا الله, وأدخلوا كما ينبغي في سِلك النهائية. مثل هؤلاء الكائنات قد حققوا الحد الحالي من تقدم الروح إنما ليس نهائية من وضع روح مُنتهى. لقد أنجزوا الحد الحالي من كمال المخلوق لكن ليس نهائية خدمة مخلوق, لقد اختبروا ملء عبادة الإله إنما ليس نهائية إحراز إله إختبارية.
31:3.7 (348.4) 3. البشر الممجَدون لسِلك نهائية الفردوس هم كائنات مرتقية في حيازة معرفة اختبارية لكل خطوة لواقع وفلسفة أقصى حياة ممكنة للوجود الذكي, بينما في أثناء عصور هذا الإرتقاء من أسفل العوالم المادية إلى الأعالي الروحية للفردوس, فإن هؤلاء البشر الناجون قد تم تدريبهم إلى حدود استطاعتهم بما يخص كل تفصيل لكل مبدأ إلهي للإدارة العادلة والفعّالة, كذلك الرحيمة والصبورة, لكل الخلق الكوني للزمان والفضاء.
31:3.8 (348.5) نحن نرتئي بأن الكائنات الإنسانية مخولة لمشاركة آرائنا, وبأنكم أحرار للتخمين معنا بما يخص لغز المصير النهائي لسِلك نهائية الفردوس. يبدو جلياً لنا بأن المهمات الحالية للمخلوقات التطورية المُكمَلة تتناول من طبيعة فصول ما بعد التخرج في فهم الكون وإدارة كون عظيم؛ وكلنا نسأل, "لماذا ينبغي أن يكون الآلهة مهتمون للغاية بتدريب البشر الناجين بشكل شامل في تقنية إدارة الكون"؟
31:4.1 (348.6) يُسمح للكثير من الوصيات السيرافيات المخلصات للبشر بالذهاب خلال مهنة الإرتقاء مع الناس تحت وصايتهن, وكثيرات من هؤلاء الملائكة الأوصياء, بعد أن أصبحن منصهرات بالأب, ينضمون إلى رعاياهم في حلف اليمين النهائي للأبدية ويقبلون إلى الأبد مصير زملائهن البشر. الملائكة الذين يعبرون خلال تجربة الإرتقاء لكائنات بشرية قد يشاركون مصير الطبيعة الإنسانية؛ قد يتم تجنيدهم بالتساوي وأبدياً في سِلك النهائية هذا. أعداد كبيرة من السيرافيم المُتبناة والممجَدة مُلحقات إلى كتائب النهائية غير البشرية المتنوعة.
31:5.1 (349.1) هناك إحتراز في أكوان الزمان والفضاء حيث المواطنون الآدميون من الأنظمة المحلية, عندما يؤخرون طويلاً في إستلام تعيين كوكبي, يمكنهم أن يشرعوا في إلتماس للإخلاء من وضع المواطنية-الدائمة. وإذا مُنح, يلتحقون بالحجاج الصاعدين على عواصم الكون ومن هناك يتقدمون إلى الأمام إلى الفردوس وسِلك النهائية.
31:5.2 (349.2) عندما يحرز عالم تطوري متقدم الحقب المتأخرة لعصر النور والحياة, قد يختار الأبناء الماديون, آدم وحواء الكوكبيان, أن يمثُلوا بصورة بشرية, يستلموا ضباط, ويباشروا على المسار التطوري من الإرتقاء الكوني المؤدي إلى سِلك النهائية البشري. بعض من هؤلاء الأبناء الماديين قد فشلوا جزئياً أو قصَّروا تقنياً في مهمتهم كمُسَرِعين بيولوجيين, كما فعل آدم على يورانشيا؛ وعند ذلك يُضطرون لأخذ المسار الطبيعي لشعوب الحيز, يستلمون ضباط, يمرون خلال الموت, ويتقدمون بالإيمان خلال نظام الإرتقاء. لاحقاً محققين الفردوس وسِلك النهائية.
31:5.3 (349.3) هؤلاء الأبناء الماديون لا يُعثر عليهم في العديد من الجماعات النهائية. وجودهم يُضفي إحتمالاً عظيماً لإمكانيات الخدمة العالية لهكذا مجموعة, ويتم إختيارهم دائماً كقادة لها. إذا أُلحق كِلا الزوج الآدمي بنفس المجموعة, عادة يُسمح لهما بالعمل معاً, كشخصية واحدة. هكذا أزواج مرتقية تكون أكثر نجاحاً بكثير في مغامرة الثولثة من البشر الصاعدين.
31:6.1 (349.4) على العديد من الكواكب, يتم إنتاج مخلوقات منتصف الطريق بأعداد كبيرة, لكنهم قلما يتمهلون على عالمهم الأهلي في وقت لاحق إلى إستقراره في النور والحياة. عندئذٍ, أو حالاً بعد ذلك, يتم إعفاءهم من وضع المواطنة الدائمة ويبدأون الإرتقاء إلى الفردوس, عابرين خلال عوالم المورونشيا, والكون العظيم, وهاﭭونا في صحبة بشر الزمان والفضاء.
31:6.2 (349.5) مخلوقات منتصف الطريق من مختلف الأكوان يختلفون إختلافاً كبيراً في الأصل والطبيعة, لكنهم كلهم مقدرين إلى واحد أو آخر من سِلك نهائية الفردوس. منتصفو الطريق الثانويون كلهم في نهاية المطاف ينصهرون بضابط ويُجندون في السِلك البشري. العديد من الجماعات النهائية لديها واحد من هؤلاء الكائنات الممجدة في مجموعتها.
31:7.1 (349.6) في الوقت الحاضر كل جماعة نهائية تعد 999 شخصية من وضع القسَم اليميني, أعضاء دائمون. يُشغل المكان الشاغر برئيس إنجيليي النور المُلحقين المُعَّيَن على أي مهمة واحدة. لكن هؤلاء الكائنات هم فقط أعضاء عابرين للسِلك.
31:7.2 (349.7) أي شخصية سماوية معينة إلى الخدمة لأي سِلك نهائي تُلقَب بإنجيلي نور. هؤلاء الكائنات لا يُقسِمون اليمين النهائي, على الرغم من أنهم خاضعين إلى تنظيم السِلك فهم ليسوا ذوي إلتحاق دائم. هذه المجموعة قد تضم الرُسل الإنفراديين, النافيم الفائق, النافيم الثانوي, مواطني الفردوس, أو ذريتهم المثولثة--أي كائن مطلوب في التتبع لتفويض نهائي عابر. سواء كان للسِلك أو لا أن يكون هؤلاء الكائنات مُلحَقين إلى المهمة الأبدية, لا نعلم. عند ختام الإرتباط فإن إنجيليو النور هؤلاء يتابعون وضعهم السابق.
31:7.3 (350.1) كما سِلك النهائية البشري هو مؤلف في الوقت الحالي, هناك بالضبط ستة صفوف من الأعضاء الدائمين. النهائيون, كما قد يُتوقع, ينشغلون في تخمينات كثيرة بالنسبة إلى هوية رفاقهم في المستقبل, لكن هناك القليل من الإتفاق بينهم.
31:7.4 (350.2) نحن من يوﭭرسا غالباً نخمن بما يخص هوية المجموعة السابعة من النهائيين. نُخالج العديد من الأفكار, التي تضم تفويض مُحتمل لبعض من الكتائب المتجمعة للعديد من المجموعات المثولثة على الفردوس وفايسجِرنغتون, ودارة هاﭭونا الداخلية. إنه حتى من المتصور بأن سِلك النهائية قد يُسمح لهم بثولثة العديد من مساعديهم في عمل إدارة كون في حال هم مقـَّدرين إلى خدمة الأكوان التي هي الآن قيد الصنع.
31:7.5 (350.3) واحد منا يتمسك بالرأي بأن هذا المكان الشاغر في السِلك سيُملأ بنوع ما من كائن أصله في الكون الجديد لخدمتهم المستقبلية؛ الآخر يميل للإعتقاد بأن هذا المكان سيكون مشغولاً بنوع ما من شخصية فردوسية لم تخلق بعد, تأتت, أو تثولثت. لكننا على الأرجح سننتظر دخول النهائيين على مرحلتهم السابعة من إحراز الروح قبل أن نعلم حقاً.
31:8.1 (350.4) جزء من تجربة البشري المُكمَل على الفردوس كنهائي تتكون في المجهود لتحقيق فهم طبيعة ووظيفة أكثر من ألف فئة من المواطنين الفائقين المتعالين للفردوس, كائنات متأتية ذات سجايا أبسونايتية. في ارتباطهم بهذه الشخصيات الفائقة, يتلقى النهائيون الصاعدون مساعدة كبيرة من الإرشاد المفيد لمراتب عديدة من المُسعفين المتعالين الذين تم تكليفهم بمهمة تقديم النهائيين المتطورين إلى إخوانهم الفردوسيين الجدد. كامل مرتبة المتعالين تعيش في غرب الفردوس في مساحة شاسعة التي يشغلونها حصرياً.
31:8.2 (350.5) في مناقشة المتعالين نحن مقيدين, ليس فقط بقيود الإستيعاب الإنساني, بل كذلك بشروط الإنتدابات الحاكمة لهذه الإفشاءات المتعلقة بشخصيات الفردوس. هؤلاء الكائنات ليسوا بأي طريقة مرتبطين بالإرتقاء البشري إلى هاﭭونا. الجمهور الغفير من متعالي الفردوس ليس لديهم أي علاقة بشؤون إما هاﭭونا أو الأكوان العظمى السبعة, كونهم معنيون فقط بالإدارة الفائقة لشؤون الكون الرئيسي.
31:8.3 (350.6) أنت, كونك مخلوق, تستطيع تصور الخالق, لكنك بالكاد يمكنك استيعاب أنه يوجد هناك تجمعات هائلة ومتنوعة من الكائنات الذكية الذين هم لا خالقين ولا مخلوقين. هؤلاء المتعالون لا يخلقون كائنات, ولا هم قد خُلقوا أبداً. في التحدث عن أصلهم, لتجنب إستخدام مصطلح جديد--دلالة إعتباطية لا معنى لها--نرتئي أنه من الأفضل القول بأن المتعالين ببساطة يتأتون. ربما كان مُطلق الإله معنياً تماماً بأصلهم ويمكن أن يكون متورطاً في مصيرهم. لكن هؤلاء الكائنات الفريدة ليسوا مسيطر عليهم الآن من قِبل مُطلق الإله. إنهم خاضعون إلى الله المنتهى, وحلولهم الفردوسي الحاضر هو بكل طريقة مُشرف عليه وموجَه بالثالوث.
31:8.4 (351.1) مع أن كل البشر الذين يُحرزون الفردوس يتآخون تكراراً مع المتعالين كما يفعلون مع مواطني الفردوس, ينشأ بأن أول إتصال جدي للإنسان مع المتعالين يحدث في تلك المناسبة الزاخرة بالأحداث عندما, كعضو لفئة نهائية جديدة, يقف الصاعد البشري في دائرة الإستلام النهائية بينما يُعطى اليمين الثالوثي للأبدية برئيس المتعالين, الرأس المترئس لمعماريي الكون الرئيسي.
31:9.1 (351.2) معماريو الكون الرئيسي هم السِلك الحاكم لمُتعالي الفردوس. هذا السِلك الحاكم يعد 28,011 شخصية مالكين عقول قيادية, أرواح رائعة, وأبسونايتيات علوية. الضابط الذي يرأس هذه المجموعة الرائعة, المعماري الرئيس الأسبق, هو الرأس المنسق لكل ذكاءات الفردوس دون مستوى الإله.
31:9.2 (351.3) التحريم السادس عشر للإنتداب المرخِص لهذه الروايات يقول: "إذا ارتُئي أنه من الحكمة, يمكن إفشاء الوجود لمعماريي الكون الرئيسي وزملائهم, ولكن لا يمكن كشف أصلهم, طبيعتهم, ومصيرهم بشكل كلي". يمكننا, على كل حال, إعلامكم بأن هؤلاء المعماريين الرئيسيين موجودون في سبعة مستويات من الأبسونايت. هذه الفئات السبعة مصنفة كالتالي:
31:9.3 (351.4) 1. مستوى الفردوس. فقط المعماري الأسبق, أو المتأتي-أولاً يعمل على هذا المستوى الأعلى للأبسونايت. شخصية المنتهى هذا--ليس خالقاً ولا مخلوقاً--تأتى في فجر الأبدية والآن يعمل كالمنسق الرائع للفردوس وعوالمه الواحدة والعشرين من النشاطات المرتبطة.
31:9.4 (351.5) 2. مستوى هاﭭونا. تآتي المعماري الثاني أنتج ثلاثة مخططين رئيسيين وإداريي أبسونايت, وقد كانوا دائماً مكرسين إلى تنسيق الأجواء المثالية البليون للكون المركزي. تؤكد تقاليد الفردوس بأن هؤلاء المعماريين الثلاثة, مع مشورة المعماري الأكبر المتأتي سابقاً, ساهموا في تخطيط هاﭭونا, لكننا حقاً لا نعلم.
31:9.5 (351.6) 3. مستوى الكون العظيم. المستوى الأبسونايتي الثالث يضم المعماريين الرئيسيين السبعة للأكوان العظمى السبعة, الذين الآن, كفئة, يمضون تقريباً وقتاً متساوياً في رفقة الأرواح الرئيسية السبعة على الفردوس ومع التنفيذيين السُماة السبعة على العوالم الخاصة السبعة للروح اللانهائي. هم المنسقون الفائقون للكون الإجمالي.
31:9.6 (351.7) 4. مستوى الفضاء الأولي. هذه الفئة تعد سبعون معمارياً, ونخمن بأنهم معنيون بالخطط النهائية للكون الأول من الفضاء الخارجي, الذي يتعبأ الآن ما بعد حدود الأكوان العظمى السبعة الحالية.
31:9.7 (351.8) 5. مستوى الفضاء الثانوي. هذه الفئة الخامسة من المعماريين تعد 490, ومجدداً نظن بأنهم يجب أن يكونوا معنيين بالكون الثاني للفضاء الخارجي, حيث فيزيائيونا قد كشفوا تعبئات طاقة محددة.
31:9.8 (352.1) 6. مستوى الفضاء الثالثي. هذه الفئة السادسة من المعماريين الرئيسيين تعد 3430, وبالمثل نستنتج بأنهم قد يكونون معنيين بالخطط العملاقة للكون الثالث من الفضاء الخارجي.
31:9.9 (352.2) 7. مستوى الفضاء الرابع. هذا, السِلك الأخير والأكبر, يتألف من 24,010 معماري رئيسي, وإن كانت ظنوننا السابقة صحيحة, يجب أن يكون ذا علاقة بالكون الرابع والأخير للأكوان المتزايدة-الحجم-أبداً للفضاء الخارجي.
31:9.10 (352.3) هذه المجموعات السبعة من المعماريين الرئيسيين يبلغ مجموعهم 28,011 مخططي كون. هناك تقليد على الفردوس بأن بعيداً في الأبدية كانت هناك محاولة تأتي 28012 معماري رئيسي, لكن هذا الكائن فشل في أن يكون أبسونايتياً, مختبراً حجز شخصية من قِبل المُطلق الكوني. من المُحتمل بأن السلسلة المرتقية من المعماريين الرئيسيين قد أحرزت حدود الأبسونايتية في المعماري رقم 28,011 وبأن المحاولة رقم 28,012 واجهت المستوى الحسابي لحضور المُطلق. بعبارة أخرى, عند مستوى التأتي رقم 28,012 تعادلت نوعية الأبسونايتية إلى مستوى الكوني وأحرزت قيمة المُطلق.
31:9.11 (352.4) في تنظيمهم الوظيفي, يعمل المعماريون المشرفون الثلاثة لهاﭭونا كمساعدين زملاء لمعماريي الفردوس الإنفرادي. يتصرف المعماريون السبعة للأكوان العظمى كمنسقين للمشرفين الثلاثة لهاﭭونا. المخططون السبعون لأكوان مستوى الفضاء الخارجي الأولي هم في الوقت الحالي يخدمون كمساعدين زملاء للمعماريين السبعة للأكوان العظمى السبعة.
31:9.12 (352.5) معماريو الكون الرئيسي لديهم تحت تصرفهم فئات عديدة من المساعدين والمعاونين, بما فيهم مرتبتين واسعتين من منظمي القوة, المتأتي أولياً, والمتعالي المعاون. يجب عدم الخلط بين منظمي القوة الرئيسيين هؤلاء مع موجهي القدرة, الذين هم وثيقي الصلة بالكون الإجمالي.
31:9.13 (352.6) جميع الكائنات المُنتَجة بإتحاد أولاد الزمان والأبدية, مثل الخلف المثولث للنهائيين ومواطني الفردوس, يصبحون تحت وصاية المعماريين الرئيسيين. لكن من كل المخلوقات أو الكيانات الأخرى المكشوفة كعاملة في الأكوان المنظمة الحالية, فقط الرُسل الإنفراديون والأرواح الثالوثية المُلهمة يحافظون على أي صِلة عضوية مع المتعالين والمعماريين للكون الرئيسي.
31:9.14 (352.7) يساهم المعماريون الرئيسيون بموافقة تقنية لتفويض الأبناء الخالقين إلى مواقعهم الفضائية من أجل تنظيم الأكوان المحلية. هناك إرتباط وثيق جداً بين المعماريين الرئيسيين والأبناء الخالقين الفردوسيين, وعلى الرغم من أن هذه العلاقة لم يتم كشفها, فقد أُعلمتم عن ارتباط المعماريين والخالقين السُماة للكون الإجمالي في العلاقة إلى الثالوث الإختباري الأول. هاتين الفئتين, سوية مع الكائن الأسمى المتطور والإختباري, يشكلون منتهى الثالوث للقيم المتعالية ومعاني كون رئيسي.
31:10.1 (352.8) المعماري الرئيسي الأكبر لديه الإشراف على الكتائب السبعة للنهائية, وهم:
31:10.2 (352.9) 1. سِلك النهائيين البشري.
31:10.3 (352.10) 2. سِلك النهائيين الفردوسي.
31:10.4 (352.11) 3. سِلك النهائيين المثولث.
31:10.5 (353.1) 4. سِلك النهائيين المثولثين الموحدين.
31:10.6 (353.2) 5. سِلك نهائيي هاﭭونا.
31:10.7 (353.3) 6. سِلك النهائيين المتعالين.
31:10.8 (353.4) 7. سِلك أبناء المصير غير المكشوفين.
31:10.9 (353.5) كل من كتائب المصير هذه لديها رأس مترئس, والسبعة يُشكلون مجلس المصير السامي على الفردوس؛ وخلال عصر الكون الحاضر فاندا-الجليل هو رئيس هذه الهيئة العليا من تفويض كون لأولاد المصير النهائي.
31:10.10 (353.6) التجمع معاً لهؤلاء الكتائب النهائية السبعة يعني تعبئة واقعية لإحتمالات, شخصيات, عقول, أرواح, أبسونايتيات, وفعليات إختبارية التي ربما تفوق حتى مهام الكون الرئيسي المستقبلية للكائن الأسمى. هذه الكتائب النهائية السبعة تشير على الأرجح للنشاط الحالي لثالوث المنتهى المنشغل في تجنيد قوات المتناهي والأبسونايتي في التحضير لتطورات لا يمكن تصورها في أكوان الفضاء الخارجي. لا شيء مثل هذه التعبئة قد حصل منذ قرب أزمنة الأبدية عندما ثالوث الفردوس بالمثل عبأ شخصيات الفردوس وهاﭭونا الموجودة آنذاك وفوضهم كإداريين وحكام للأكوان العظمى السبعة المشروعة للزمان والفضاء. تمثل كتائب النهائيين السبعة التجاوب الإلهي للكون الإجمالي إلى الحاجات المستقبلية للإمكانات غير المطورة في الأكوان الخارجية لنشاطات المستقبل-الأبدي.
31:10.11 (353.7) نحن نجازف بتنبؤ أكوان خارجية مستقبيلية وأكبر من عوالم مأهولة, أجواء جديدة مسكونة بمراتب جديدة من كائنات رائعة وفريدة, كون مادي رفيع في منتهاه, خلق شاسع يفتقر فقط إلى تفصيل واحد هام--حضور تجربة متناهية فعلية في الحياة الكونية لوجود المرتقي. هكذا كون سيأتي إلى حيز الوجود تحت عائق إختباري هائل: الحرمان من المشاركة في تطور الأسمى القدير. هذه الأكوان الخارجية كلها ستتمتع بالإسعاف الذي لا يُضاهى والتحكم الفوقي للكائن الأسمى, لكن الواقع ذاته لحضوره الفعال يَحول دون إشتراكهم في الصيرورة الفعلية للإله الأسمى.
31:10.12 (353.8) خلال عصر الكون الحالي تكابد الشخصيات المتطورة للكون الإجمالي صعوبات كثيرة نتيجة إلى الصيرورة الفعلية غير التامة لسيادة الله الأسمى, لكننا جميعاً نشارك التجربة الفريدة لتطوره. نحن نتطور فيه وهو يتطور فينا. في وقت ما في المستقبل الأبدي سيصبح تطور الإله الأسمى واقعاً متمماً لتاريخ الكون, وستكون الفرصة للمشاركة في هذه التجربة المدهشة قد مرت من مرحلة العمل الفلكي.
31:10.13 (353.9) لكن أولئك منا الذين اكتسبوا هذه التجربة الفريدة خلال شباب الكون سيكتنزونها في كل أثناء أبدية المستقبل. ويتوقع الكثيرون منا بأنه قد تكون مهمة الإحتياطيات المتجمعة بالتدريج للبشر الصاعدين والمُكمَلين لسِلك النهائية, بالتعاون مع كتائب التجنيد المشابهة الستة الأخرى لإدارة تلك الأكوان الخارجية في محاولة لتعويض أوجه القصور الاختبارية في عدم مشاركتهم في تطور الزمان-الفضاء للكائن الأسمى.
31:10.14 (353.10) أوجه القصور هذه لا بد منها على جميع المستويات لوجود كون. خلال عصر الكون الحالي نحن من المستويات الأعلى للوجودات الروحية ننزل الآن لإدارة الأكوان التطورية ولنسعف إلى البشر الصاعدين, بالتالي ساعين للتعويض عن أوجه القصور لديهم في حقائق التجربة الروحية الأعلى.
31:10.15 (354.1) لكن على الرغم من أننا حقاً لا نعلم شيئاً عن خطط معماريي الكون الرئيسي بما يخص تلك الخلائق الخارجية, مع ذلك, من ثلاثة أشياء نحن على يقين:
31:10.16 (354.2) 1. هناك فعلياً نظام شاسع وجديد من الأكوان ينتظم تدريجياً في مجالات الفضاء الخارجي. مراتب جديدة من خلائق فيزيائية. دوائر هائلة وعملاقة من أكوان فوق أكوان تعج بعيداً ما بعد الحدود الحالية للخلائق المأهولة والمنظمة, هي مرئية بالفعل من خلال تلسكوباتكم. في الوقت الحاضر, هذه الخلائق الخارجية هي كلياً فيزيائية؛ إنها على ما يبدو غير مأهولة ويبدو أنها خالية من إدارة مخلوق.
31:10.17 (354.3) 2. لعصور فوق عصور تستمر هناك تعبئة الفردوس غير المفسرة والغامضة كلياً للكائنات المُكمَلة والصاعدة من الزمان والفضاء, بالتعاون مع كتائب النهائية الأخرى الستة.
31:10.18 (354.4) 3. بالتزامن مع تلك التعاملات فإن شخص الإله الأسمى يتفعل في القدرة كالسلطان كلي القدرة للخلائق الفائقة.
31:10.19 (354.5) بينما نرى هذا التطور الثلاثي, الذي يضم المخلوقات, والأكوان, والإله, هل يمكن أن نُنتقَد لتوقعنا بأن شيئاً ما جديد وغير مكشوف يقترب من بلوغ الذروة في الكون الرئيسي؟ أليس من الطبيعي أنه ينبغي علينا أن نربط هذه التعبئة الطويلة الأمد والتنظيم للأكوان الفيزيائية على هذا النطاق غير المعروف حتى الآن وانبثاق شخصية الكائن الأسمى مع هذا المُخطط الهائل لرفع بشر الزمان إلى الكمال الإلهي ومع تعبئتهم اللاحقة على الفردوس في سِلك النهائية--دلالة ومصير محجوب في غموض كوني؟ إنه بشكل متزايد الإعتقاد لكل يوﭭرسا بأن سِلك النهائية المتجمع مقدر إلى خدمة مستقبلية ما في أكوان الفضاء الخارجي, حيث نحن بتنا قادرين على التعرف على تعنقُد ما لا يقل عن سبعين ألف تجمع للمادة, كل منها أكبر من أي من الأكوان العظمى الحالية.
31:10.20 (354.6) يولد البشر التطوريون على كواكب الفضاء, يعبرون خلال عوالم المورونشيا, يرتقون أكوان الروح, يجتازون أجواء هاﭭونا, يجدون الله, يحرزون الفردوس, ويجُندون في سِلك النهائية الأولي, لينتظروا فيه المهمة التالية من خدمة كون. هناك ستة كتائب نهائية أخرى متجمعة, لكن فاندا-الجليل, الصاعد البشري الأول, يرأس كقائد فردوسي لكل مراتب النهائيين. وبينما نرى هذا المشهد الرفيع, كلنا نهتف: يا للمصير المجيد لأولاد الأصل الحيواني للزمان, أبناء الفضاء الماديين!
31:10.21 (354.7) [ برعاية مشتركة, من مستشار إلهي وواحد بدون إسم وعدد مُرخصين للعمل هكذا بقدماء الأيام على يوﭭرسا. ]
* * * * *
31:10.22 (354.8) هذه الأوراق الإحدى والثلاثون التي تصور طبيعة الإله, واقع الفردوس, تنظيم وعمل الكون المركزي والأكوان العظمى, شخصيات الكون الإجمالي, والمصير العالي للبشر التطوريين, قد رُعيت, صيغت, ووضعت في اللغة الإنكليزية من قِبل لجنة عُليا مؤلفة من أربعة وعشرين إداري أورﭭونتوني يعملون وفقاً للتفويض الصادر عن قدماء الأيام ليوﭭرسا موجِهة بأننا يجب أن نقوم بهذا على يورانشيا, رقم 606 لساتانيا, في نورلاشيادِك, لنِبادون, في العام م. 1934.